الأربعاء، فبراير 21

الطاهر وطار يعرض ''أراه'' في المكتبة الوطنية


حيّر الاقتصاديين في صعوده واختلف القانونيون في تسمية فضيحته وسقوطهعبد المؤمن خليفة من ''الغولدن بوي'' إلى الإرهابي الجديد
المصدر: ح· سليمان 2007-02-21




مثلما كان عليه الشأن من اختلاف في التسميات التي ألصقت بعبد المؤمن خليفة عندما لقب بـ''الغولدن بوي'' أو الفتى الذهبي وتارة وصفه بـ ''الرجل المعجزة'' ومرات أخرى نعته بنموذج ''الشباب المستثمر الناجح'' وهي تعددية في الأسماء والألقاب تكشف أن صعود إمبراطوريته لم يكن عاديا، مثلما هو الوضع عليه اليوم من اختلاف في شأنه وهو يحاكم في محكمة البليدة التي وسم فيها بعدة ألقاب تراوحت بين ''الإرهابي الجديد'' أو ''مؤسس المافيا'' أو حتى الامتناع عن نطق تسميته بعبد المؤمن، لأنه، حسب أحد المحامين لم يكن ''مؤمنا حقا(؟!)'' وهو ما يعكس أن ما وقع من انهيار لم يكن هو الآخر عاديا· هذه التسميات التي اجتهدت هيئة الدفاع المدني في البحث عنها في قواميسها لم تكن عشوائية أو مجرد زلات لسان كما يخيل للبعض، وإنما تسميات يراد لها أن تكون مفاتيح لنزع نقاط الظل في هذه الفضيحة ومحاولة إخراجها من التكييف القضائي الذي وضعت فيه والمتمثل في ''تكوين جماعة أشرار، النصب والاحتيال وخيانة الأمانة''·وبين مرافعة المحامي بوغرين السبتي الذي انتقد بشدة تصريحات عبد المؤمن خليفة لوسائل الإعلام الموجهة ضد الرئيس بوتفليقة والتي اعتبرها بكل المقاييس غير أخلاقية، وهي الموجة التي ركبها للوصول في مرافعته إلى إبعاد يد الدولة في هذه القضية، وبين زميله من هيئة الدفاع المدني المحامي زتيلي محمد فتحي ممثلا لديواني الترقية العقارية لكل من ميلة وسكيكدة اللذين أودعا ما يزيد عن 55 مليار سنتيم في بنك الخليفة الذي ذهب في مرافعته إلى حد وصف مؤمن خليفة بأنه ''إرهابي من نوع جديد'' أو بأنه ''مؤسس مافيا''، على حد تعبير محام آخر، تظهر المرافعات أن هناك عملية ''شد وجذب'' للحبل تجري في صمت بين هيئة المحكمة التي تريد الحفاظ على القضية في ''الخانة'' التي صنفت فيها، وبين هيئة الدفاع المدني التي ترى في قراءتها وتحاليلها لخيوط القضية أن كل الطرق تؤدي في النهاية إلى توجيه الأصابع باتجاه مسؤولية الدولة في هذه الفضيحة سواء بصيغة مباشرة، كما هو شأن البنك المركزي الجزائري، أو بطريقة غير مباشرة وتخص ''الرعاية'' التي كانت تمنع الأيدي من الوصول إلى توقيف فعلة عبد المؤمن خليفة قبل تعفنها ولفظ فضلاته في الشارع الجزائري·وتحمل الألقاب التي أطلقتها هيئة الدفاع المدني في محكمة البليدة على عبد المؤمن خليفة مثل ''إرهابي'' أو ''مافيا'' مدلولات سياسية أكثر منها شيئا آخر· وهي طريقة لهيئة الدفاع المدني للقول بأن القضية المطروحة أمام المحكمة أكبر بكثير من الإطار الذي كيفت فيه· وهي ''جمعية أشرار والسرقة''· وهذا الدفع باتجاه إعطاء الطابع السياسي للقضية كان وراءه بالدرجة الأولى المحامون ''العاديون'' وليس أولئك الذين سبقتهم ''الشهرة''· وهو ما يعني أن ارتباطات بعض المحامين بدوائر السلطة من عدمه له ثقله الكبير في توجيه سفينة المحاكمة إلى الشط الذي يراد لها أن ترسو به· ولذلك وإن تم الاتفاق على ''خيانة الأمانة'' من طرف بنك الخليفة في مرافعات المحامين· وهي تمثل جزء من قرار الإحالة، وكذا ثبوت مسؤولية البنك المركزي، فإن الأمر ليس كذلك بشأن ضلوع دوائر السلطة في الفضيحة التي يراد لها بشكل أو بآخر أن لا ترددها الألسن، رغم ورود أسماء العديد من الوزراء وأبنائهم في القائمة· محاولة ''تغييب'' دور الدولة في هذه الفضيحة لا يراد من خلاله فقط منع تلطخ صورة السلطة بإفرازات فضيحة القرن، ولكن أيضا، وهو الأهم، حتى لا تكون الدولة مطالبة قانونا بضرورة تعويض الضحايا في أموالهم الضائعة·ويجد هذا التوجه بعض مؤشراته في كون مصفي بنك الخليفة المعين من طرف الدولة، وهو ما وقف عنده مطولا محامو هيئة الدفاع بتعجب كبير، قد تأسس في هذه القضية كطرف مدني مثله مثل الأطراف المتضررة من المؤسسات العمومية والخواص من الذين أودعوا أموالهم في بنك الخليفة· ولعل ذلك وراء ما دفع محامي الدفاع المدني الأستاذ حجار سعيد في مرافعته ليشدد أمام هيئة المحكمة بأن ''القضية الجوهرية في هذه المحاكمة تتعلق بالضمانات التي يمكن من خلالها تعويض الضحايا وليس في شيء آخر''· وهي إشارة منه إلى مسؤولية الدولة من خلال البنك المركزي الذي يملك صندوق ضمان الأخطار البنكية· إن عدم تعويض الضحايا في الأموال التي أخذها بنك الخليفة من وراء ''خيانة الأمانة'' وهو التوجه الذي بدأت تتأكد ملامحه من يوم لآخر من أطوار هذه المحاكمة من بين ما يعنيه أن الدولة لم تكن مسؤولة· وبالتالي غير مطالبة بالتعويض· يحدث هذا بالرغم من أن بنك الخليفة لم يكن بنكا ''أفشور''، بل معتمدا بقرار من الدولة· وهو ما يجعل المسألة غير مطروحة للنقاش·

بلعياط يرى أن تعويضها يفتقر إلى الأبعاد الاستراتيجية الضروريةمشروع العاصمة الجديدة مات برحيل الرئيس بومدين
المصدر: م·صالحي 2007-02-21




أوضح، عبد الرحمن بلعياط، في لقاء مع ''الخبر''، أن الحديث عن الجلفة كموقع لاحتضان العاصمة الجديدة لم يكن مطروحا بصفة رسمية، وإنما كان باقتراح من العقيد أحمد بن الشريف الذي قدم ملفا في هذا الشأن، كما كان هناك حديث عن منطقة بوغزول وما جاورها من عين وسارة، قصر الشلالة، جنوب ولاية المدية، في الكواليس، وفي الزيارات الرسمية، حيث كان المسؤولون، ومن بينهم الرئيس الراحل، يوصي بعدم إقامة أي مشروع في المنطقة التي تتوفر على مؤهلات احتضان العاصمة الجديدة، والتي تمتاز بقربها من العاصمة الجزائر، وانبساط تضاريسها وامتدادها على مساحات شاسعة وتوفرها على كل ما تحتاجه العاصمة من غذاء وشبكات الماء، الطاقة، وتصريف المياه، علاوة على العقار، فهي تقع على محيط وادي الطويل الرابط بين تيارت، الأغواط والجلفة، والذي يعتبر خزانا مائيا كبيرا، فضلا عن قربها من مدن تاريخية مثل زمالة الأمير عبد القادر وسرغين· وحسب بلعياط الخبير في العمران، مكلفا بالتخطيط بولاية الجزائر67 ـ77، مقرر لجنة الهياكل والتهيئة العمرانية بالبرلمان ابتداء من 77، وزير السكن والبناء والعمران 84 ـ 86، وزير التجهيز والتهيئة العمرانية 97 ـ 99 ''، فإن فكرة إنشاء عاصمة جديدة لا تعني بالضرورة إلغاء العاصمة القديمة، بل التخفيف عنها وتوفير الأبعاد والتخصصات والوظائف الحديثة، كما حدث في تجارب العديد من الدول السباقة، مثل برازيليا في البرازيل، وكان مهندسها، أوسكار نيمايار، صاحب مخطط إنجاز جامعة باب الزوار، كنواة لتوسيع العاصمة القديمة باتجاه الشرق، أبوجا في نيجيريا، أبيدجان بساحل العاج، ونيودلهي في الهند، وكان مهندس هذه المدينة الفرنسي، لوكور بوجيي، قدم تصوراته لترقية العاصمة الجزائرية أثناء الاستعمار· ويبرر المتحدث إنشاء قطب عاصمي جديد بأنه أصبح أكثـر من ضرورة من وجهة نظر تقنية واستراتيجية، فتضاريس العاصمة لا تسمح بالتطور أو التوسع لاحتواء حالة الاختناق والازدحام والقلق النفسي، منبها إلى أنه على رجل السياسة مراعاة بعض الحساسيات الشعبية، إذ ليس من السهل تغيير العاصمة التاريخية، مع معالجة نقاط الضعف والتكفل بالوظائف الحديثة في بناء عاصمة سياسية تشيد وفق المعايير العمرانية الحديثة تقنع الرأي العام، جذابة، تحترم البعد الثقافي الجزائري، تتوفر على مرونة وسيولة في حركة المرور، قابلة للتطور، الحيوية الدائمة حتى لا تكون مدينة مرقدية، قريبة من العاصمة الأم كأحد عوامل النجاح، فضلا عن إمكانية احتضانها لمقرات مؤسسات السلطات العمومية، الرئاسة، البرلمان، الحكومة والوزارات، وهو ما كان سيدفع إلى تعديل الدستور، بينما تحافظ الجزائر على وظيفتها التاريخية والاقتصادية· غير أنه بعد وفاة الرئيس هواري بومدين، كما يضيف المتحدث، بدأت هالة المشروع تخبو، وتنحصر في دوائر تقنية ضيقة جدا، بعيدا عن الاهتمامات السياسية والاستراتيجية التي رافقت المشروع وبررته، حتى أنه تم تجميد التوجه الأصلي للجنة التخطيط بولاية الجزائر الخاصة بمشروع العاصمة الجديدة، والمعروف بجهاز ''كوميدور''آنذاك، الذي كان يتبع مصالح رئاسة الجمهورية مباشرة، وتتحول إلى التفكير في انشغالات العاصمة الأصلية والأصيلة، التي أخذت في التوسع بناء على تصور جديد يؤهلها للبقاء كعاصمة الجزائر، حيث تم التفكير في إنشاء المدن المكملة الجديدة، بوغزول، معالمة وبوعينان، مع محاولة ضمان التأمين الاستراتيجي، بدل عاصمة جديدة تتوفر على كل الأبعاد والمقاييس· وفي هذا السياق تم إنجاز الحي الدبلوماسي وكل من مدينة برج الكيفان، وجامعة باب الزوار، وكان هناك مشروع لإنجاز سوق بحجم وطني، ببابا علي، في عهد وزير التجارة الأسبق، العياشي ياكر، يلبي كل حاجيات العاصمة اليومية والاستراتيجية، إلى جانب إنشاء مخازن ومخابئ ببئر مراد رايس، ويرفق ذلك بأسواق ذات حجم جهوي بالمدن الكبرى، كما أن المطالبة بالحفاظ على الطابع الفلاحي لسهل متيجة وإلغاء سد حمام ملوان كان مراعاة للبعد الاستراتيجي وخشية انهياره وإغراق العاصمة، إلى جانب الحفاظ على طابعه المعدني والسياحي وتم تعويضه بسدود قدارة وتاقصبت والدويرة، مع تحويل مياهه إلى سد بورومي·

الطاهر وطار يعرض ''أراه'' في المكتبة الوطنية''ما عشته في الحزب الواحد نسخة عن الماكارثية في أمريكا''''السلطة في الجزائر تعلمت على الـ ''كي جي بي'' تفرقة كل تجمع لا ينتمي إليها''
المصدر: سعيد حمودي 2007-02-21




سجل الروائي الطاهر وطار، كعادته، وهو يرد على أسئلة الحضور الكبير الذي توافد على المكتبة الوطنية، متعة بما جهر به للناس في صراحة وجرأة رغم تأكيده بأن ما كتبه في المذكرات ليس مرده للشجاعة أو الجرأة كما يظن الكثيرون ''ما دفعني لكتابة المذكرات هو رغبتي في نفض الغبار عن التاريخ الموازي المجهول لمسيرتي، وأعتقد أن أحداث هذا التاريخ عظيمة واستثنائية ومهولة· وهي وحدها ما جعل كتاباتي جريئة·والأكيد أنني لم أحط بها جميعا لهولها وفداحتها''·وشدد الطاهر وطار في هذا السياق على أنه كان فعلا حزبا وحيد الخلية في تلك المرحلة وربما لا يزال· وقال موضحا ''رغم أنني كنت داخل النظام إلا أنني كنت أعتبر طرفا ثالثا لأنني لم أكن تابعا وكنت أجهر بآرائي، بل وأترجمها إلى سلوك· وعلى مدار الـ 24 سنة داخل الحزب لم أكن أخفي وجهة نظري،· ولذلك لم يعد مرغوبا فيّ داخل النظام''· وأطلق صاحب ''الولي الطاهر'' النار، وهو يعود إلى الواقع، على راهن الحياة الثقافية والسياسية اليوم· معترفا أنه ''لكل سلطة مثقفوها ولا يمكن للحياة أن تكون غير ذلك· وذلك منذ القديم· ولكن وضعية الـ''بين بين'' في هذا المقام ليست مطروحة أبدا''· واستدرك وطار في هذا الصدد قائلا ''غاية ما يجب فعله على المثقف في هذه الحال أن يلعب دوره''· ويسجل ذات المتحدث بمرارة أن الماء اختلط بالخشبة اليوم وسقطت الألقاب والأقنعة و''لم يبق شيء عندما تسمع بأن وزيرا تورط في فضيحة مالية كبيرة ليحصل على بطاقة لتدليك الظهر''، يقول وطار· وعزا ضيف المكتبة الوطنية في السياق نفسه المناوشات التي تحصل من حين لآخر بين المثقفين التي تصل أحيانا إلى الملاسنات إلى الخلفية السياسية، خاصة من أبناء جيله ومن بعدهم· وأوضح قائلا ''نحن جيل حكم عليه بالسياسة· ولذلك لم تخل كتابته من هذا الهاجس''· كما أرجع وطار ما يعيشه اتحاد الكتاب الجزائريين مثلا اليوم من صراع وصل إلى المحاكم إلى الصراع السياسي''· وكشف وطار أن المشهد الثقافي لم يخل أبدا في الجزائر من تأثير السياسي عليه· مذكرا بأن السلطة في الجزائر تعلمت على جهاز المخابرات السوفييتي ''كي جي بي'' تفرقة كل تجمع لا ينتمي إليه، سيما إذا كان ثقافيا· وهو ما حصل عندنا أكثر من مرة''· وانتقد وطار انصراف كتابات كثير من كتاب الجيل الجديد عن السياسة وقال ''الدعوة إلى اللاسياسة في الأدب غير سليمة''· وأوضخ ذلك بقوله ''السياسة في الجزائر هي الحدث الأكبر والمخيم على الحياة''· وتساءل وطار ''إذا كانت نشرة الأخبار عندنا تخصص وقتا كبيرا للتدشينات، فكيف لا تمارس ''البوليتيك''؟ وإذا كانت البلاد تعيش مشاكل لا حصر لها، فكيف يدير الكاتب ظهره لهذه المشاكل التي تصب في عمق السياسة؟'' ولم يخف رئيس الجاحظية أنه كتب في مذكراته مسلسل الإساءات التي لحقته من قيادة الحزب الواحد بتهمة الشيوعية· وهي التي ظلت تلاحقه لتتحول إلى إدانة حتى بلغ به الحال أنه ''بجرة قلم أحول من مراقب عام إلى محافظ جهوي ثم منشط اتحاد الفلاحين ثم العودة إلى الجهاز المركزي مع التهميش حتى أحلت على التقاعد وأنا في الـ 47 من عمري· وهو ما دفعني لشدة وقع الصدمة واليأس إلى التفكير في الانتحار''·

ليست هناك تعليقات: