الأربعاء، فبراير 14

بلوك نوت

بلوك نوت
يكتبها:احميـــدة عيـــاشي
الأربعاء 13 فبراير
سعيد سعدي الثاني؟
في الحرب كما في الحرب·· وأضيف ''في السياسة كما في السياسة··'' يعني مثلما الحرب لها قواعدها، وسلوكاتها وثقافتها، أيضا السياسة لها قانونها الخاص ولغاتها الخاصة وقواعدها الخاصة، تناهت إلى ذهني مثل هذه الخواطر وأنا أطلع نهار أمس الى ما صرح به زعيم الأرسيدي في الندوة الصحفية التي نشطها بمقر حزبه، أمام جمع من الصحفيين والصحفيات·· وأول ملاحظة سجلتها على تصريحاته الأخيرة، أن الدكتورسعيد سعدي ظهر بخطاب جديد، وهذا منذ نتائج الرئاسيات السابقة·· وبرغم النقد الذي وجهناه لتصريحاته وسياسته السابقة، وبرغم التشنج الذي أبداه مناضلوه والمقربون منه تجاه صحفيي الجزائر نيوز الشباب بحيث كانوا كل مرة يقفون لهم بالمرصاد للقيام بعملهم، فإننا نعتبر خطاب الدكتور جاء مختلفا عن خطابه السابق، خطاب تميز بنقد ذاتي ووضوح وواقعية·· وهذا يحسب له وليس عليه·· فالسياسة والمواقف السياسية ليست قرآنا مقدسا، والاعتراف بخطأ المواقف الناتجة عن سوء التقدير والحسابات الخاطئة هو فضيلة ونقطة قوة لدى السياسي المحترف وليست جريرة··
السياسة تمرين يومي، أساسه الاعتراف بالحدود قصد تجاوزها ثم السير باتجاه الأمام لخدمة الشأن العام ومصلحة الجزائر الجديدة التي تعلو على كل المصالح الحزبية والفئوية والخاصة·
ولقد كان يدهشني التعنت الذي سقط فيه الدكتور في السنوات السابقة، ومصدر الدهشة كان نابعا من معرفتي بالدكتور على مستوى الذكاء·· لكن كما يقول المثل العربي ''لكل حصان كبوة''·
هناك ثلاث عناصر ميّزت خطاب سعيد سعدي الثاني، الأول، أنه لا يرى أية جريرة في الانضمام إلى فريق حكومي جديد على أساس برنامج واضح ومشترك، العنصر الثاني، أنه مستعد لأن يلعب دوره ضمن وفاق تاريخي وسياسي، أما العنصر الثالث، فإنه لا يرى أي مانع من التحالف للانتخابات مع أي تيار أو حزب سياسي، يختلف معه في المشرب الايديولوجي، وإن كان هذا الحزب ينتمي إلى عائلة الإخوان المسلمين مثل حركة مجتمع السلم·
وعندما يقول سعيد سعدي، أنه لا يمكن لأي حزب أن يجد وحده حلولا سياسية للوصول بالجزائر إلى برّ الأمان والرفاهية، فإنه بهذا السلوك يؤكد أن للسياسة الحقيقية والواقعية قواعدها·· والتحالف أو الشراكة الحقيقية بين مختلف القوى السياسية، تشّكل قاعدة السياسة الذهبية·
هل نأمل إذن أن نكتشف الأرسيدي الجديد بعد مؤتمره الأخير يضع حجرته الأساسية ضمن المشهد السياسي الراهن الذي أصيب بالترّهل، والضعف والتفكك؟!
طبعا نأمل ذلك·· لأن ما نلاحظه على الأرض·· أن حزبا مثل الأرندي·· هذا الحزب الذي ولد ذات يوم بشواربه كما يقولون·· وهذا الحزب الذي إلتف حوله أيام مجد الجنرال بتشين، سرعان ما وجد نفسه في قلب الإعصار عندما دارت الدوائر على الجنرال بتشين وحاشيته وانفضت من حوله طوائف الانتهازيين والوصوليين الجدد من الحرس القديم والجديد على حد سواء··· ووجد نفسه على حافة الهاوية، لكن من بقوا في الحزب عرفوا كيف يعيدون بناءه، ويستعيدون صدقية الحزب خطوة فخطوة·· وهو اليوم عرف كيف يبرهن أنه رقم عصي في معادلة اللعبة السياسية وما عودة بن بعيبش إلى الحزب إلا تأكيد أن هذا الحزب اهتدى إلى استيعاب من تمردوا عليه·· نحن هنا أمام منشأ سلوك جديد في اللّعبة السياسية، وهذا السلوك اسمه الواقعية والعمل على ايجاد أرضية مشتركة بين مختلف الفاعلين السياسيين··· وإذا ما حاولنا الربط بين هذه العناصر التي بدأت تطفو على سطح المشهد السياسي، وهي كلها تنحو باتجاه النشاط الايجابي وإن كان بطيئا ومحتشما، فهل يعني هذا أننا على أبواب عتبة مفتوحة على تحالفات وتوّجهات سياسية جديدة؟! نأمل ذلك··
نظرة
يكتبها:احميـــدة عيـــاشي
المصالحة أولا·· المصالحة أخيرا···
ما حدث في ولايتي تيزي وزو وبومرداس من تفجيرات ضد مراكز الشرطة والدرك، وما ترتب عن ذلك من ضحايا، يطرح مسألتين في غاية الأهمية، الأولى تتعلق بالمصالحة كعملية سياسية دخلت منذ فترة قصيرة في حالة من الجمود، لأنها ظلت حبيسة حسابات سياسية ضيقة، بدل أن تكون، ليس قوة تجنيد وحسب، بل قوة اقتراح على صعيد تحريك المجال السياسي والانتقال به من لحظة الانتظار والفرجة، إلى لحظة الفصل الحقيقي والحوار الناشط، المبني على أرضية اشتراك مختلف القوى السياسية والفاعلين الاجتماعيين ضمن مشروع وطني متجدد، يولي عملية الدمقرطة مكانتها المناسبة والحقيقية، لقد كانت المصالحة في مرحلتها الأولى بمثابة القوة المولدة للأمل والمحركة لمختلف الطاقات والقدرات، لكن دخولها مرحلة التباطؤ والجمود، انعكس على اليقظة العامة بالسلب، وفتح المجال لمعارك سياسية جانبية وخلفية، أخلت بالأولويات التي يجب أخذها بعين الجدية والاعتبار، المسألة الثانية أن التهديدات التي لوحت بها السلفية المسلحة، لم يأخذها بعض المسؤولين بالجدية، بل هونوا من شأنها·· وكما نعلم أن كل تهاون تكون نتائجه وخيمة، خاصة إذا ما تعلق بالأرواح، وهل هناك ما هو أغلى من الروح؟!
إن ما حدث يدعونا إلى أن نمنح لعملية المصالحة جهدا أكثـر، لأن فشلها أو تعثـرها، لا سمح الله، يعني رجوعنا خطوات إلى الخلف·

ليست هناك تعليقات: