الثلاثاء، فبراير 20

مديرة تلفزيون الخليفة للشروق: خليدة تومي هي من اعتمد ملف تلفزيون الخليفة

أكدت السيدة سميرة بن سودة، مستشارة سابقة لوزيرة الثقافة خليدة تومي، ومديرة قناتي كا تي في وخليفة تلفزيون، مكتب الجزائر في هذا اللقاء مع ''الشروق'' أن المسؤول الوحيد في الدولة الذي تعاملت معه هو السيدة خليدة تومي التي كانت تشغل منصب الناطق الرسمي بإسم الحكومة الجزائرية، ولم يكن لديها أي هدف غير تحسين صورة الجزائر التي شوهتها المجازر وسلسلة الإغتيالات، قالت لـ''الشروق'' أنها ليست نادمة أبدا على أدائها ما إعتبرته وتعتبره إلى الآن واجبا وطنيا رغم أنها متابعة اليوم أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة بتهمة خيانة الأمانة.وكانت قد قامت أمس بإجراءات رفع شكوى هنا في الجزائر وطلبت من محاميها رفع شكوى أخرى بفرنسا ضد جريدة ''لوفيغارو'' والصحفي أرزقي آيت العربي بتهمة القذف، ووصفت هذه الصحيفة التي رفضت سابقا إعتماد مراسلها بالجزائر بسبب كتاباته ولأنها لم تغير من‮ ‬حملتها‮ ‬المتواصلة‮ ‬ضد‮ ‬الجزائر‮.‬ قلت خلال إستجوابك أمام محكمة الجنايات، أن خليدة تومي هي التي كانت وراء توظيفك في تلفزيون الخليفة وتعيينك مديرة مكتب الجزائر، لكن تحدثت عن أسماء لديك، هل كنت تقصدين الأشخاص الذين سعوا لتكوني في هذا المنصب، خاصة وأنك أكدت أنك كنت في مهمة؟ أود فقط الإشارة إلى أن المسؤول الوحيد الذي كان له دور في قضية توظيفي في مكتب الجزائر التابع لتلفزيون الخليفة هو السيدة خليدة تومي، وزيرة الإتصال والثقافة، الناطق الرسمي بإسم الحكومة، أنا كنت في الخارج سنوات 1993 و1997، أحضر شهادة دكتوراه ليتم إستدعائي سنة 1997 لأشغل منصبا بوزارة الإتصال والثقافة مكلفة بمصالح الناطق الرسمي بإسم الحكومة، تصوري أني كنت أدرس وأتعاون مع مركز أبحاث وأنجزت عملا حول الإنتخابات عام 1995، كانت الجزائر تعاني العزلة بسبب الوضع الأمني، لم أجد يومها إلا إعداد كتاب ''الجزائر عالم للإستكشاف'' لأواجه هؤلاء الذين كانوا يشوهون الجزائر التي إرتبط إسمها بالدم فقط، ألقيت محاضرات لأرافع عن موقع ومكانة بلدي، أروي كل هذا لأفسر طبيعة المهمة التي تحدثت عنها، أنا كنت في الخارج، لكني إلتحقت ببلدي في سبتمبر 1997، وتعرفين أن هذا التاريخ تزامن مع المجازر الجماعية، وكان الناس يهربون، وتسلمت مهامي في الوزارة وكنت أشتغل 24 ساعة على 24٤٢ ساعة، كان الوضع صعبا ويتطلب متابعة لإبلاغ السيد حمراوي حبيب شوقي وزير الثقافة والإتصال الناطق بإسم الحكومة آنذاك بكل شيء، أذكر أني كنت أتصل به في الليل في أوقات متأخرة وكان هو يتنقل إلى مصالح الناطق الرسمي للحكومة لمتابعة المعلومات الواردة، وواصلت عملي مع عدة وزراء ومع مجموعات دراسات برئاسة الجمهورية، كان هذا واجبي إلى غاية سنة 2002، أذكر في أكتوبر 2002، تتصل بي وزيرة الإتصال والثقافة السيدة خليدة تومي التي كانت أيضا الناطق الرسمي بإسم الحكومة وطلبت مني لقاء السيدة جازورلي، وفعلا فعلت وأؤكد أن الوزيرة هي التي عرضت علي أيضا أن أشغل منصب مديرة مكتب خليفة للتلفزيون وتعهدت بالحفاظ على منصبي وراتبي، وقامت السيدة زهيرة ياحي رئيسة ديوان الوزيرة بإيفاد أرقام هواتفي إلى السيدة جازورلي حتى عندما إختلطت الأمور طلبت منها أن أعود إلى منصبي، لكنها رفضت وقالت بهذه العبارة ''إبقي أين أنت''، وأؤكد فقط على شيء مهم هنا أن أقوالي تم تحريفها من طرف بعض الصحف، أنت كنت حاضرة في الجلسة، تابعت الإستجواب، لم أتقاض أبدا راتبا من الخليفة ولم أناقش راتبي، ولم أستفد من أي إمتياز ولم أوظف أي أحد من أهلي أو أستفد من قرض أو بطاقة مجانية كما فعل الكثيرون، حتى خلال تنقلاتي إلى فرنسا في إطار عمل لم أذهب إلى فندق هاليداي وأقمت عند أهلي، فقط في أحد الأيام، جمال قليمي إتصل بي وأبلغني أني أعمل منذ 3 أشهر دون عقد عمل أو راتب، وهو من قرر منحي تسبيقا في إنتظار عقد العمل بـ200 ألف دج، لكن ماذا يمثل هذا المبلغ أمام 500 ألف دج كراتب شهري لبعض الأشخاص، على كل الملف أمام العدالة، لا أريد التشويش أو التعليق ولدي ثقة في العدالة الجزائرية. ‮ ‬قلت‮ ‬أنك‮ ‬كنت‮ ‬في‮ ‬مهمة‮ ‬لتحسين‮ ‬صورة‮ ‬الجزائر،‮ ‬لكنك‮ ‬إستقلت‮ ‬بعد‮ ‬شهرين‮ ‬فقط‮ ‬وتحدثت‮ ‬قبل‮ ‬قليل‮ ‬عن‮ ‬إختلاط‮ ‬الأمور،‮ ‬هل‮ ‬تقصدين‮ ‬الخلاف‮ ‬بينك‮ ‬وبين‮ ‬أنيس‮ ‬رحماني‮ ‬أو‮ ‬محمد‮ ‬مقدم؟ ‮ ‬لا‮ ‬أريد‮ ‬أن‮ ‬أعود‮ ‬إلى‮ ‬قضية‮ ‬أنيس‮ ‬رحماني،‮ ‬كان‮ ‬هناك‮ ‬خلاف‮ ‬بيننا‮ ‬صحيح،‮ ‬لكننا‮ ‬نبقى‮ ‬زملاء‮..‬ ‮ ‬لكن‮ ‬بعض‮ ‬الصحف‮ ‬نقلت‮ ‬أنك‮ ‬ذكرته‮ ‬في‮ ‬المحكمة‮ ‬خلال‮ ‬إستجوابك؟ أبدا، أنا قلت للقاضية أني لن أذكر أبدا الأسماء ولم أقصده هو أبدا، بل لاحظت في شهر فيفري2003 إختلاط الأمور في التلفزيون، طلبت مقابلة السيدة الوزيرة وطلبت إسترجاع منصبي، لكنها عارضت وطلبت مني البقاء في مكتب الخليفة، وبدأت الأمور تختلط، خاصة في شهر مارس كان تحت سلطتي عتاد تتجاوز قيمته الملايير ومحل أطماع عدة أطراف، إتصلت من خلال مراسلة بالمتصرف الإداري لإستلام العتاد، لكنه لم يتحرك إلا في شهر جوان، وفي بداية أفريل نشطت ندوة صحفية وأعلنت عن إستقالتي، وبقيت أحرس العتاد مع المدير الإداري وكلفت محضرا قضائيا بمالي الخاص لجرد ممتلكات المقر، وفي جوان جاء ممثلون عن المتصرف الإداري بحضور محامي الشخصي تسلموا العتاد وهنا طلبت الموافقة على إحتفاظي بالسيارة ووافق على ذلك كتابيا. كنت أنتظر على الأقل إعترافا، لكن العدالة هي التي تقرر وأحترم قرارها. ‮ ‬لكن‮ ‬لماذا‮ ‬إستقلت؟ ‮ ‬الإستقالة‮ ‬كانت‮ ‬شخصية‮ ‬وحتى‮ ‬الوزيرة‮ ‬لم‮ ‬أبلغها،‮ ‬لأن‮ ‬الأمور‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬واضحة‮ ‬بعد‮ ‬حل‮ ‬بنك‮ ‬الخليفة‮ ‬وعدم‮ ‬دفع‮ ‬رواتب‮ ‬الموظفين،‮ ‬لم‮ ‬نكن‮ ‬نعرف‮ ‬من‮ ‬يسيرنا‮.‬ ‮ ‬لكن‮ ‬لم‮ ‬أفهم‮ ‬إلى‮ ‬حد‮ ‬الآن‮ ‬الواجب‮ ‬الوطني‮ ‬الذي‮ ‬أشرت‮ ‬إليه‮ ‬عدة‮ ‬مرات‮ ‬في‮ ‬إستجوابك،‮ ‬أنت‮ ‬كنت‮ ‬مديرة‮ ‬ويقال‮ ‬مديرة‮ ‬متمكنة؟ لم أقم بواجب، بل ناضلت في إطار منصبي في الخليفة، كان هناك مكتب في فرنسا قناة ''خليفة تي.في''، كانت تهتم بالشرق الأوسط وأفغانستان وفي لندن قناة ''خليفة نيوز'' في كانت تفتتح النشرة بتغطية أحداث بلد الضيافة ونشاطات الرئيس الفرنسي جاك شيراك والسياسيين الجزائريين، أنا سعيت لتركيز الأخبار على الجزائر، لم أكن أتدخل في عمل الصحفيين إلا في نشر صور الإغتيالات والمجازر لأنها دم الجزائريين، أنا كنت فعلا مديرة وقمت بتوظيف صحفيين بناء على طلبات قدموها ومسارهم المهني وأثبثوا ذلك في الميدان. ‮ ‬لكن‮ ‬يقال‮ ‬أنك‮ ‬كنت‮ ‬الآمر‮ ‬الناهي‮ ‬في‮ ‬المكتب؟ أبدا، هذه أكاذيب، وتفاجأت اليوم بموضوع في صحيفة أجنبية، كنت أعتقد ان الصحف الأجنبية مهنية تحترم أدنى أخلاقيات المهنة، تفاجأت بأكاذيب وإفتراءات ضد شخصي وأنا واثقة من مصدر هذه الإشاعات، التي تروجها أطراف أعرفها، وأطالب بتحقيق في هوية الموظف السامي الذي سرب هذه المعلومات، ورسالتي ''لهن''، لو تملكن الشجاعة لقمتن بمواجهتي مباشرة كما كنت أنا أفعل معكن عندما كنت في الوزارة، إن الصراع الذي خضته في الوزارة زمان هو نفسه اليوم مع نفس الأشخاص الذين يحاربونني اليوم. ‮ ‬إذن‮ ‬تقصدين‮ ‬أطراف‮ ‬في‮ ‬الوزارة‮ ‬ومن‮ ‬محيط‮ ‬الوزيرة؟ ‮ ‬لكل‮ ‬مقام‮ ‬مقال،‮ ‬سأكشف‮ ‬عن‮ ‬هؤلاء‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬المناسب‮.‬ ‮ ‬كنت‮ ‬تقصدين‮ ‬هؤلاء،‮ ‬عند‮ ‬إثارة‮ ‬أسماء‮ ‬في‮ ‬الجلسة؟ سأتحدث في الوقت المناسب، أوضح فقط للرأي العام أني لم أطلع على ملف طلب إعتماد تلفزيون الخليفة، ولم أناقش لم أدلي برأيي ومر الملف مباشرة إلى الوزيرة. في العادة أنا من يدرس طلبات الإعتماد، أنا رفضت إعتماد هذا الصحفي مراسل لوفيغارو الفرنسية. لأن هذه الجريدة كانت‮ ‬من‮ ‬بين‮ ‬الجرائد‮ ‬التي‮ ‬تحارب‮ ‬الجزائر‮. ‬تقولين‮ ‬أنها‮ ‬إشاعات‮ ‬وتطالبين‮ ‬بفتح‮ ‬تحقيق‮ ‬في‮ ‬تسريب‮ ‬أسرار؟ ‮ ‬لا‮ ‬إستنادا‮ ‬إلى‮ ‬المقال‮ ‬الذي‮ ‬يستند‮ ‬إلى‮ ‬تصريح‮ ‬موظف‮ ‬سامي‮ ‬كشف‮ ‬عن‮ ‬سير‮ ‬العمل‮.‬ ألا‮ ‬ترين‮ ‬أنك‮ ‬كنت‮ ‬ضحية‮ ‬وطنيتك‮ ‬الزائدة؟ أبدا،إني حفيدة الحاج لخضر بن سودة وأطلب منكم أن تتصلوا بمجاهدي الناحية الشرقية لتعرفوا من هو الحاج لخضر بن سودة . أنا من عائلة ثورية قدمت 20 شهيدا، ولاتزال متمسكة بمبادئها وحبها للوطن الذي نشأنا عليه، لكن هذه القضية مست بسمعة عائلتي وأساءت إليها كثيرا، أعترف أني متألمة من ذلك، لكن أقول للجميع أني فكرت في مغادرة الجزائر عند شعوري بالظلم والحقرة، لكن قررت اليوم أن أصمد وأواجه الوضع، يجب أن تستمر المعركة التي قادها آباءنا ضد الإستعمار وأذياله لأنني أعتقد أن نفس الصراع يتواصل اليوم بين أبناء المجاهدين وهؤلاء الخونة .أشعر أنني قوية ويجب أن أكون كذلك، لكنني أتأسف فلحد الساعة لازلت أستغرب كيف أن الإطارات الوطنية مهمشة ولا تتوفر علي أية حماية في هذه الحرب القذرة وأشعر بأن هناك عملية مقصودة لتفريغ الجزائر من إطاراتها الوطنيين. على كل حال أنا بين أيدي آمنة، بين أيدي‮ ‬العدالة‮ ‬الجزائرية‮ ‬النزيهة‮.‬ حوار/نايلة.ب:

ليست هناك تعليقات: