الأحد، أبريل 8

فايزة الأم الحرة

فايزة الأم الحرة
زارتني فائزة أمس وكم أسعدني أن أراها حرة بعد أن قضت مدة خمسة أشهر في السجن، وخرجت من يومين فقط، بعد أن استفادت من العفو الرئاسي بمناسبة الثامن مارس، وللتذكير ففائزة هي الأم المغامرة التي مدت يديها إلى مال الغير من أجل أطفالها وسرقت أموالا من الهلال الأحمر الجزائري، فايزة خرجت لتجد نفسها في الشارع بدون عمل ولا مأوى ولا مال بعد أن أتى زوجها على كل ما كانت تملكه فباع السيارة والبيت وأخذ كل مقتنياتها أي ما قيمته مليارين ونصف سنتيم، فوالدتها أوصدت في وجهها الباب ومنعتها من رؤية ابنها، عندما قصدتها بعد خروجها من السجن، وزوجها رفع عليها قضية طلاق مع المطالبة بحقه في الحضانة ليس حبا في الأطفال تقول وإنما لكي لا يدفع النفقة، فهو لم يكن يكترث لحالهم عندما كان يملأ بطنه عند والدته ويتركهم جياعا طيلة شهر رمضان وحتى قبله• وكنت قلت في "يوميات سجينة" إن فايزة هي الوحيدة التي تمنيت أن ألقاها خارج أسوار السجن وقد لبى الله أمنيتي، ووجدت نفسي مجبرة على حمايتها من الشارع ومن المصير المجهول• وكم هن "الفايزات" في هذا المجتمع الذي طغت عليه المادة وجردته من كل إنسانية؟ فايزة حملت لي الجديد من أخبار السجينات، وما حز في نفسي هي قصة ياسمين، أتتذكرون ياسمين مساعدة إبراهيم حجاس المتهمة في قضية تبديد العقار الفلاحي ببوشاوي، ياسمين التي قلت إنها كانت دليلي في ساحة السجن وما كنت لأعرف خبايا السجن من دونها ترقد اليوم مقعدة في عيادة السجن، بعد أن أصيبت بالشلل، ورفضت العدالة منحها الإفراج المؤقت مع أن المتهم الرئيسي في القضية إبراهيم حجاس ينعم في كندا بالحرية التي منحته إياها جنسيته الكندية، وبقيت ياسمين وحدها في مأزق لم تكن ربما تعرف عنه شيئا، تماما مثلما العديد من المتهمين في قضية بنك الخليفة التي راح ضحيتها الصغار ونجا منها الكبار أمثال رفيق عبد المومن نفسه، فما ذنب ياسمين سوى أنها كانت موظفة لدى مستثمر "وطني" تخلى عن وطنيته مع أول عاصفة• أما إكرام الذكية الجميلة التي كانت تستعمل جمالها لإغراء أصحاب السيارات وتنتهي مغامراتها بتجريدهم من سياراتهم فقد حكم عليها بثماني سنوات سجنا، وهي التي كانت تنوي العودة إلى مهنتها بمجرد خروجها• ولست هنا لأروي من جديد قصة "بطلات" يومياتي بالسجن لكن زيارة فايزة أعادت لي بعض الذكريات•

ليست هناك تعليقات: