الأربعاء، أكتوبر 8

مجزرة باردو الثالثة


الولاية تقرر إخلاء باردو بالقوة والمحضر القضائي
قررت أمس مصالح ولاية قسنطينة الانتقال الى سرعة أكبر وتطهر أرضية حي باردو من مخلفات عملية الترحيل الاخيرة التي شملت الشطر الثاني وقد استبقت السلطات الامر بوضع تعزيزات أمنية قبل مباشرة حجز أثاث عشرات العائلات التي لا تزال تقبع بالمكان وتطالب بالحصول على سكنات بينما تقول الادارة ان هؤلاء لاحق لهم وعليهم العودة من حيث جاؤوا.تطورات نهار امس شهدت تصاعد لهجة الطرفين حيث تصر المصالح الادارية تنفيذ امس الاخلاء ولو بالقوة من خلال حجز العتاد والاثاث وتحويله الى المحشرالبلدي وقبل ذلك عرض مساعدة البلدية على اصحاب الاثاث لنقله الى حيث اراد أصحابه. وقد أحضرت الولاية محضرين قضائيين لدى مجلس قضاء قسنطينة لمعاينة سير العملية وسبل تنفيذها حيث أفاد الاستاذان الى غاية مرحلة متقدمة من عملية الاخلاء انهم لم يلاحظا أي استعمال للعنف وأن عملية حجز الاثاث وأغلبه مستعمل وبسيط وتتم بصورة منظمة ويمكن لأصحابه استعادته من المحشر فيما بعد وذكرت مصادر اخرى ان عددا من العائلات طلبت نقل متاعها الى منازل أخرى بالمدينة الجديدة علي منجلي وبمدينة ديدوش مراد. وكانت السلطات قد ذكرت في وقت سابق ان تحقيقاتها حول العائلات التي لا تزال بباردو اثبتت امتلاكها لسكنات ومحاولتها استغلال فرصة الترحيل للحصول على سكنات وهدد الوالي مؤخرا باللجوء الى السلطات القضائية لمتابعة المتخلفين بباردو الرافضين للرحيل ومغادرة المكان وهو الامر الذي يفسر طلب خدمات محضرين قضائيين.وسط ركام الاثاث المنزلي البسيط قال بعض المواطنين انهم قضوا شهرا في العراء وان كل متاعهم تعرض للتلف بسبب الامطار والسرقات ولذلك فإنهم بقوا يحمون القليل وأكدت احدى النساء انها لا تستطيع المبيت بباردو لذلك تأتي كل صباح لحراسة ما بقي من اثاث بيتها وتكلف جارها بحراسته ليلا من جهته ذكر مدير الوكالة العقارية ان خبر حجز اثاث سكان باردو المتخلفين من عملية الترحيل تسرب بسرعة وسط المعنيين ولذلك أحصت الشرطة 39 عائلة تركت اثاثها وسط الركام والردم بمنطقة باردو الشطر الثاني لكن المكلفين بعملية الاخلاء صباح أمس قاموا حتى الساعة الحادية عشر والنصف بترحيل 41 عائلة ولا تزال عشرات العائلات الاخرى تنتظر دورها لوصول شاحنات البلدية نحوها ونقل أثاثها إلى المحشروقد اعتقد بعض السكان أن حجز الأثاث يعني الاستفادة من السكن فاسرعوا الى وضع ما أمكن وضعه من أسرة وإطارات ابواب ونوافذ وأغطية وأفرشة قديمة مستعملة من النوع الذي يباع بسوق الرمبلي المجاور طالبين احصاءهم وترحيلهم وحين علموا ان العملية عنوانها الاخلاء والحجز نقلوا متاعهم وعادوا ادراجهم حسب وصف أحد المشرفين على تنفيذ الامر بالاخلاء وهو التطور الذي أزاح جزءا كبيرا من الركام والردم الذي كان يعرقل عملية تطهير الشطر الثاني من باردو وكاد الناس لا يصدقون حقيقة إزالة بنايات وبيوت فوضوية ظلت لسنوات تحجب الرؤية عن ابرز معالم مدينة قسنطينة جسر سيدي راشد.
ع.شابي

ليست هناك تعليقات: