الثلاثاء، أغسطس 3

http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=170750
الروائيّة الجزائرية فضيلة الفاروق:
في مجتمعاتنا جسدُ المرأة مصيبتُها
القاهرة - أحمد الجمَّال
تحمل هموم المرأة العربية بين صفحات كتبها الإبداعية: {اكتشاف الشهوة}، {تاء الخجل}، {مزاج مراهقة}، و{أقاليم الخوف}. تناضل بالكلمة للفت الأنظار إلى قضايا حواء من المحيط إلى الخليج. لا تخشى معاول الهدم التي يسدّدها نحوها إعلاميون رافضون لكتاباتها الجريئة، وتردّ على من يصف كتابتها بـ{الأيروتيكية} بأنه لا يقرأ ما تكتبه ويسعى الى إثارة القارئ فحسب. بكل صراحة وتلقائية ردت الروائية الجزائرية فضيلة الفاروق (مقيمة راهناً في بيروت) على تساؤلات {الجريدة} في سياق الحوار التالي.

روايتك {اكتشاف الشهوة} جعلت بعض النقاد يصنّفونك ككاتبة بورنوغرافيا، في أيّ اتجاه أدبي تضعين كتاباتك؟

لم يصنّفني أي ناقد على أنني كاتبة بورنوغرافيا، إنما إعلاميون لا وقت لديهم لقراءة عملي فأطلقوا هذا اللقب عليَّ كما على كاتبات أخريات ليسكتونا في أول الطريق. لا أعرف لماذا طرحت عليّ هذا السؤال! هل لأنني عالجت موضوع المغتصبات في العالم العربي وتحديداً في الجزائر؟ أم لأنني تحدثت عن الزواج المدبّر والتقليدي بين الرجل والمرأة في مجتمعنا وبيّنت كم هو شبيه بالزنى والاغتصاب؟ لم يرد في {اكتشاف الشهوة} غير سطرين وصفت فيهما عملية الاغتصاب المقيتة التي يقوم بها رجال باسم عقد الزواج.

يتّهم مَنْ يتناولون الجنس في إبداعهم بالسعي وراء الشهرة وإثارة الجدل، ما رأيك؟

ومن يمارسونه جهاراً في النهار ماذا نسمّيهم؟ ثمة أمر {غلط} في هذا الكون، أو في الطبيعة، أو {أنا الغلط}، الجميع يمارس الجنس، ونحن أساساً ثمار الجنس، والخليقة كلها مبنيّة على الجنس، فهل توقفت الأمور عند السطرين اللذين كتبتهما أنا أو غيري من كتّاب لا يعرفهم حتى جيرانهم في الحي الذي يقطنون فيه؟ أمارس كل أموري في الحياة من دون أن ألفت شخصاً واحداً، ومن النادر أن ألتقي بأحد يعرفني، وهذا ما يحدث لكتاب كثيرين باستثناء بعض الأسماء القليلة جداً في العالم العربي. إذا هذه التهمة غير منطقية يطلقها {أطفال الأنابيب}.

يرفض البعض انتقال الغواية إلى عالم الرواية حتى لو كان ذلك بحسن نية من المؤلف أو لأسباب درامية... كيف تردّين على هؤلاء؟

ليمنعوا الغواية في الحياة، عندها لن نجد ما نكتبه في هذا الموضوع.

ما هو مفهوم الجرأة في الكتابة من وجهة نظرك؟

أن تقول الحق و لو مُرّاً.

مشكلات الجنس كثيرة في عالمنا العربي وهي بحاجة الى طبيب نفسي، فما مهمة الأديب هنا برأيك؟

كلفة الجلسة لدى الطبيب النفسي في بيروت تتراوح بين 40 و100 دولار، فمن لديه في العالم العربي هذه الإمكانات العظيمة لزيارة طبيب نفسي مرة أسبوعياً أو شهرياً؟ بالإضافة الى أن غالبية الناس في مجتمعنا لديهم عقدة التعالي ويظنون أنهم أسوياء وأنهم كلّهم أطباء نفسيون، لهذا تجد أننا نحن الكتَّاب نكتب للقلة القليلة من الناس الطبيعيين في عالمنا المسكين، ونحن وهم سعداء بذلك.

لماذا تكتب المرأة عن جسدها فيما ينشغل الرجل بأمور أخرى كرصد تحولات المجتمع السياسية والاقتصادية مثلاً؟

لأن جسد المرأة مصيبتها في مجتمعاتنا، إذ ثمة من يسجنها طيلة حياتها ومن يختنها، كما في السودان ومصر وبعض الدول الإفريقية والآسيوية، ومن يكوي أثداءها، كما في الكاميرون، ومن يقتلها لأنها ترتدي حمالة صدر، كما في الصومال، ومن يفقأ عينيها ويقطع أذنيها، كما في باكستان. لماذا هذا التعذيب الجسدي كلّه؟ هل خلقنا الله لهذه العذابات؟ لا أظن، لأن الفكر الذكوري هو الذي اخترع أساليب التعذيب هذه، فهل نضع أيدينا على خدودنا ونسكت؟ طبعاً لا.

هل يمكن أن تقدَّم الكتابات التي تحوي مشاهد جنسية الى القارئ على طريقة {للكبار فقط}؟

وأنا بدوري أسألك: هل رأيت طفلاً يقرأ رواية لبهاء طاهر أو لإدوار الخراط؟ هل هو سؤال والسلام!

ما هدفك الرئيس من الكتابة وماذا تمثّل لك عموماً؟

إنها مهنتي وهوايتي في الوقت نفسه.

كيف أثّرت سنوات نشأتك الأولى على إبداعك في ما بعد؟

على رأي الكاتبة حنان الشيخ {حكايتي شرح يطول}، ربما في لقاءات أخرى أعطي مساحة أكبر للحديث عن هذا الموضوع.

هل كانت تجربتك الفاشلة في دراسة الطب (قبل دخولك إلى معهد الأدب) في بداية حياتك، باعثاً لتحوّلك إلى الكتابة الإبداعية؟

فشلت في الطب لأنه لم يكن يناسب ميولي، فمنذ البداية كنت أهوى الكتابة والإعلام بأنواعه كافة، عدا ذلك كنت قد أخضعت للتعريب الإجباري الذي أثمر جهلاً كاملاً للغات الأجنبية ما جعل دراسة الطب صعبة عليّ.

ما السؤال العريض الذي تبحثين له عن إجابة من خلال أعمالك الرواية؟

لديّ أسئلة بلا حساب، منذ كنت طفلة إلى اليوم، وكلّها متعلّقة بوعي المجتمعات العربية المتدنّي، وبازدواجية شخصية الذكور فيها.

متى انتقلت إلى لبنان وما السبب، هل وفر لك ذلك فرصة أكبر لانتشار أفكارك وإنتاجك الأدبي، خصوصاً مع تعاملكِ مع دار نشر كبرى مثل {دار رياض الريس}؟

انتقلت إلى لبنان في عام 1995 هرباً من حمّى القتل الأعمى التي أصيب بها الإسلاميون المتطرفون في الجزائر، ومن الرداءة التي تسيطر على المؤسسات هناك. أما بيروت ففتحت لي فعلاً أبواباً كبيرة، منها {دار رياض الريس للنشر}. إنها هدية سماوية أحمد الله عليها ليل نهار.

كيف تناول النقاد أعمالك الإبداعية على مستوى العالم العربي؟

بشكل محترم يليق بتجربتي الإنسانية.

هل واجهتكِ صعوبات أو تهديدات بسبب كتاباتك الصريحة والجريئة؟

في الجزائر نعم، حتى أن جريدة {الشروق} اليومية فتحت لقرائها الباب على الإنترنت لتوجيه تهديدات صريحة لي.

ماذا عن علاقتك بأحلام مستغانمي وما مساحة التلاقي بين إبداع كلّ منكما؟

ألتقي أنا وأحلام في حب الجزائر، وهذا يكفي، أما في الأدب فلكل واحدة منا أهدافها.

ما رأيك في المشهد الأدبي الجزائري راهناً؟

جيد إبداعياً، ومتوتّر كعلاقات.

لماذا يبدو دائماً أن ثمة قطيعة بين المشهد الأدبي في المشرق العربي ونظيره في المغرب العربي؟

لأن المشرق متعالٍ، ويتعامل معنا من منطلق أنه السبّاق في كل شيء وأنه الأفهم، وهذا خطأ. في المغرب لا نفعل ذلك أبداً تجاه كل ما هو مشرقي. إذاً، المشكلة مشرقية محضة.














f 65


تعليقات القراء
1 - عندها حق لكن القطيعة مسؤولية مشتركة
أبو مهند | من المشرق العربي - الاحد 01 اغسطس 2010 12:20:00 ص
والله عندها حق كثير من المبدعين العرب تعرضوا للاضطهادفي بلادهم بسبب حرية الرأي والكلمة وحتى لو اختلفنا مهم يجب أن نحاججهم وأن نرد عليهم بالفكر
عظيم شكري لك يا سيدتي وإن كنت أختلف معك في أن المشرق لعربي هو سبب القطيعة مع المغرب العربي ولكن أظن أن المسؤولية مشتركة وتقع على عاتق الحكومات ووزارات الثقافة العربية بين المشرق والمغرب العربي....... لك مني كل تقدير

2 - اهلا بالطلة..!!
ناصر بن محمد | السعودية - الاحد 01 اغسطس 2010 04:16:00 م
لتسمح لي الكاتبة فضيلة الفاروق بقولها انها ليست بكاتبة لبرنو غرفيا فهي كذلك وازيد ايضاً..!!

ولكن لا يضير ذلك انها من المبدعات العربيات التي قل ما تجد منها..!!
انا من قرأك سيدتي ولكن لست من معجبينك ولكني احب ان اقراء لفضيلة على الورق ولا اوافق على ارائك التلفزيونية ابدا..!

قرأت لك تاء الخجل والشهوة وراوية ثالثة نسيت اسمها وقريبا سوف تصل الي اقاليم الخوف

كل مواطن يحب وطنه ولكن اختلافك جذري مع احلام هو قد واقول قد غيرة نسائية من تفوق احلام وشهرتها الواسعة..!


3 - فضيلة الفاروق كاتبة ترصد كل ما يحدث في الواقع من رداءة
بوفاتح سبقاق | الجزائر - الاحد 01 اغسطس 2010 08:31:00 م
تحياتي الخالصة للصحفي محمد
و للكاتبة فضيلة
لقد قرأت و تفاعلت مع الكاتبة مند بداياتها الأولى
و كنت نتاولت الكثير من أعمالها بالتعقيب و قرأت الكثير من أعمالها ، ليست دعاية جنسية بل هي ترصد الواقع كما هو و هدا يدل على قدرة على صياغة الأحداث في واقع مشوق.

4 - ابتعدي عن الاجساد واقتربي من المعاني السامية الهادفة للمرأة ومن حولها
صفاء-روائية | الجزائر - الاثنين 02 اغسطس 2010 12:35:00 ص
كفاك تحدثا عن الماديات والاجساد والتقليل من قيمة المرأة بطريقة تخدش كيانك أولا وآخرا.
ألا يوجد في فكرك كمرأة شاهدت من التجارب و عاصرت من الاحداث الكثير، الا يوجد ما يجعلك تغيرين المسار و تعدليه لقضايا في قالب أدبي "مؤدب" مشوق ؟
اتمنى لك التغيير

5 - كلام مجتر من اسطوانة مشروخة
لحسن عيساني | الجزائر - الاثنين 02 اغسطس 2010 12:43:00 م

ياسيدتي ..
إن انتقاد المجتمع المسلم صار وسيلة للشهرة..
الوصف الفج للجنس لا يعالج عقده..
تعليق فشلك في الطب على التعريب في الجزائر فرية تكذبها جيوش الأطباء الجزائريين الذين يحسنون أكثر من لغتين..
إن عري الكاتبة وتقليدها للغرب في شكلها وتفكيرها لأمر مقزز.


6 - هل حلت جميع مصائب الأمة إلا جسد المرأة
عبد العزيز بوفافه | الجزائر - الاثنين 02 اغسطس 2010 04:40:00 م
الذهب يكون في مأمن يكون مكسب
و حين يكون معروض يكون مصيبة..
فالأول محروس..أما الثاني فصاحبه معرض للخطف ..و القتل
أما ما أود ملاحظته أن الأدباء لدينا أصبح حديثهم كله عن الجسد و السرير... و عن الطابوهات هل حلت جميع مصائب الأمة إلا جسد المرأة

ليست هناك تعليقات: