التحرش الجنسي مأساة تعيشها المجتمعات العربية التي طالما حافظت على رباط قيمها الأخلاقية.
اختلفت التحليلات حول الأسباب والدوافع، إلا أنها لم تختلف على أن التحرش هو انتهاك جسيم لجسد المرأة.
اختلفت التحليلات حول الأسباب والدوافع، إلا أنها لم تختلف على أن التحرش هو انتهاك جسيم لجسد المرأة.
هذا الانتهاك وإن بدا كغاية، إلا أنه بات يستخدم كوسيلة للترويع والتنكيل ضد المرأة، ومع ازدياد نسبة مشاركتها في الحياة السياسية، غدا التحرش أداة ممنهجة للخلاف السياسي وسلاح موجه في يد كل الأطياف ضد المرأة.
التحرشات الجماعية بالتحرير خلال الاحتفاليات الأخيرة بفوز المرشح الرئاسي"عبد الفتاح السيسي"، كانت بداية لانتفاضة "اعلامية" كبيرة ضد التحرش، سرعان ما انقضت.
في 8 يونيو 2014 انتشر مقطع فيديو على موقع"يوتيوب" يُظهر امرأة متجردة تمامًا من ملابسها ومصابة بعدة اصابات.
"نائل أمين" عضو لجنة الدفاع عن المجني عليها وأمين عام حقوق الانسان بنقابة المحامين سرد لفرانس 24 تفاصيل الواقعة التي ترجع ليوم 3 يونيو:" تواجدت السيدة "اكرام" (42 عام) في ميدان التحرير بحكم عملها كصحفية لتغطية الاحتفالات، ففوجئت بتحرش الجناة بابنتها "هاجر" البالغة من العمر 19 عامًا، عندما حاولت الدفاع عنها تم محاصرتها وتمزيق ملابسها واستخدام الأسلحة البيضاء لإصابتها في أماكن حساسة أدت إلى حدوث قطع في الرحم" .. يواصل :" نتيجة للتدافع حولها، سقطت"اكرام" فوق نصبة شاي وتسبب الماء المغلي في إصابتها بحروق تصل لنسبة 40 %، وقد استخدم الجناة الدفوف للتغطية فوق أصوات استغاثتها، كما قاموا بمحاولة خنقها."
يستبعد"نائل" أن يكون الدافع وراء الواقعة هو التحرش الجنسي، حيث أن التهم الموجهة للجناة هي شروع في قتل -هتك عرض- محاولة اختطاف أنثى، ويرى أن الهدف"سياسي" بالدرجة الأولى.
كريم محروس الباحث السياسي والمتحدث الإعلامي لحركة ولاد البلد المناهضة للعنف ضد المرأة، يصف عمليات التحرش الجماعية بال"تكنيكية"، ويشرح لفرانس 24 : "عدد المتحرشين فيها لا يقل عن 8 أفراد، تبدأ بعمل شكل مثل حدوة الحصان أو الدائرة حول الضحية، وتكون مجموعة صغيرة بينهم سابق معرفة، ثم يتبعهم مجموعة من الصبية حديثي السن (10 -18سنة)، يشتركون بمجرد مصادفة واقعة تحرش دون ترتيب مسبق، وأبشع ما فيه هو أن جماعات الإنقاذ غير المنظمة تقوم أيضًا بالتحرش، مثل واقعة المراسلة سارة لوجان."
يرى "كريم" أن هناك نمطًا من التحرش الجنسي يكون لأغراض سياسية، لإضفاء صورة انحلال على هذه المظاهرة أو تلك الفعالية .
بينما رفض "مصطفى محمود" محامي مؤسسة "نظرة" للدراسات النسوية هذا التفسير بالنسبة لحوادث التحرش الأخيرة بالتحرير والتي يترافع عن عدد من ضحاياها، وصرح لفرانس 24 :"مقدرش أحدد مين اللى ورا المجرمين واذا كانوا عملوا كدة بدافع سياسى او لاء ...لكن كل اللى اقدر اقوله ان الوقائع دى حصلت من 2011 بعد الثورة وقبل الثورة ولحد دلوقتى، وأنا برفض تسييسها لان الأهم إننا نتفق على التصدي ضد التحرش والاغتصابات الجماعية بدل ما نوجه الاهتمام للاتهامات السياسية في ظل الاستقطاب السياسى الحالى ."
عن قانون التحرش أكد "مصطفى" أن منظمات المجتمع المدني تقدمت بحزمة من التعديلات ، إلا أن التعديل الأخير جاء في مادة واحدة، وهو غير كاف في رأيه.
رغم أن الموقف الرسمي للدولة من هذه الحوادث كان هو الشجب والرفض، وبينما قام رأس الدولة بزيارة ضحية التحرير"اكرام" في مشهد لافت إعلاميًا حاملًا الورود ومصرحًا بقوله "حقك علينا"، إلا أن اتهامات بالتحرش توجهت إلى الأجهزة الأمنية.
ففي جامعة الأزهر التي شهدت موجات احتجاجية متتالية، روت "آيات حمادة" (18 عام) طالبة بكلية التجارة جامعة الأزهر وعضو سابق بحركة تمرد لفرانس 24 عن يوم القبض عليها من داخل الجامعة:" شفت ظابط بيتحرش ببنت فاعترضت عليه فقام اتحرش بيا وقبض عليا، جوة المدرعة بدأ التحرش اللفظي، واللي كان كله تهديدات من نوع (مش حنخليكم بنات)".
ترى "آيات" أن ما حدث من تحرش لم يكن بغرض المتعة، فالعساكر على حد وصفها كانوا "بيقرصوا" البنات من أجزاء حساسة بالجسد، لكنها تراه تحرش بغرض الإهانة والتطاول.
لم تفهم"فاطمة لاشين" ذات ال18 عام سبب استخدام ألفاظ خادشة للحياء وتحرش باليد أثناء القبض على الفتيات من داخل الجامعة كما روت لفرانس 24، حتى سمعت حديث أحد الضباط أثناء احتجازها بداخل القسم قبل الترحيل وهو يقول للعساكر بحسب تعبيرها: "اضربوا البنات في الحتة اللي تفكرها إنها بنت."
"فاطمة" طالبة الأزهر وصفت أثناء حديثها لفرانس 24 أن كل مكان بمعسكر الاحتجاز كان مكشوفًا: "حتى الحمام كان ملوش سقف، وبيوقفوا حراسة رجالة فوق، وطبعًا بيكون شايف كل اللي بتدخل الحمام.. ودة بحجة التأمين."
في داخل نفس المعسكر، تذكر"آيات" أنه في إحدى المرات قام أحد الضباط بتفتيشهن ذاتيًا من فوق ملابسهن.
الوصول إلى بوابة سجن القناطر لم يكن نهاية لتجربة التحرش القاسية بحسب روايات "آيات"، ففي أولى خطواتها داخل المعتقل، تروي أنها قد تعرضت مع أخريات لأساليب تفتيش مهينة فاجأت الطالبات الأزهريات :" كان المفروض يفتشونا ، فكانوا بيوقفوا البنات مجموعات كل مجموعة تلاتة، ويقلعونا خالص قدام بعض... كانت السجانة بتحط إديها في موطن العفة وفي أماكن تانية حساسة بشكل قذر ومن غير ما تلبس جوانتي، بحجة إنها بتشوف إذا كان فيه سلاح مخبيينه، طبعًا أنا اتعرضت لنزيف بعدها."
تفتيش حاجياتهن الشخصية لم يمر بشكل أكثر خصوصية، فتقول "آيات": " فيه عسكري كان بيفتش شنط البنات وبيطلع ملابسهن الداخلية ويعلق عليها تعليقات سافلة من نوع "حيبقى حلو دة عليكي " "مقاسك دة بالظبط .." وغيرها من التعبيرات المحرجة للبنات."
لم تستطع الفتيات بداخل عنابر النوم أن يحصلن على شعور أفضل بالأمان وفقًا لما قالته والدة المعتقلة بسجن القناطر آية عبد الله لفرانس 24، فقد أوضحت أنه ذات مرة كانت الفتيات داخل العنابر بملابس النوم، وإذا بالعساكر والضباط يقتحمون العنبر، وعندما تفاجأن، قالوا لهن "احنا كمان حنستأذنكم؟!"
هذه الادعاءات تم تحرير بلاغات بها وفقًا لما ذكره أصحابها، إلا أن تصريحات مساعد وزير الداخلية المصري لحقوق الإنسان في 3 يوليو الجاري لوكالة "الأناضول " جاءت نافية لوجود أي انتهاكات جسدية داخل السجون المصرية، وأضاف في تصريحاته: "لو كان صحيحا لكانت السجينات قدمن شكوى للمجلس القومي لحقوق الإنسان أو بلاغ للنيابة العامة التي بدورها تنتقل لسؤال المسجونة وهو ما لم يحدث في أي حالة من المسجونات."
"التعاطف الاعلامي الكبير مع قضية "اكرام" ضحية التحرش بالتحرير، وزيارة "السيسي" لها " هو ما شجع "ندى أشرف" (24 عام) الطالبة بجامعة الأزهر أن تعزم أخيرًا على الإبلاغ عن ما تعرضت له من انتهاك داخل إحدى المدرعات، في 31 ديسمبر الماضي داخل جامعة الأزهر.
هذا ما أخبرته "ندى" لفرانس 24 في حديث خاص، والذي نفت فيه صلتها بالمظاهرات أو بجماعة الإخوان المسلمين، وأكدت أنها عضو سابق بالحزب الوطني المنحل.
عن تفاصيل الواقعة قالت: "يومها كنت رايحة الامتحان وكان فيه مظاهرات في الجامعة، اتضرب غاز جامد فأغمى عليا، فوقني العساكر بالضرب بالمواسير وجرادل الزبالة، لما قمت لقيت ظابط بيقبض على بنت وبيمسكها من صدرها، قلتله حرام عليك تمسكها كدة وشدتها منه، قام سابها ومسك فيا وقالي مش إنتي عاملة فيها دكر، وخدني لغاية المدرعة وكان معاه العساكر بيتحرشوا بيا طول الطريق لغاية ما وصلنا، ضربني على ضهري وزقني على الأرض، من كتر الضرب مقدرتش أقوم، أمر العساكر يقفوا على أول المدرعة وكان فيهم ناس بتضحك وواحد بيعيط .. الظابط قعد على ايدي وصدري ولقيته بينزل هدومه وبيحط عضوه الذكري على فمي وصدري، بعدها حصلت عملية اغتصاب كامل، قالي إنتي مطلعتيش بنت، قلتله أنا متجوزة ومخلفة يا عديم المروءة ...هددني إني لو حكيت اللي حصل حيأذيني."
تواصل: "دخل العسكري اللي كان بيعيط وإدالي مناديل لإني كنت برجع دم، خدوني بعدها على القسم واتحجزت ..خفت وقتها من تهديدات الظابط إني أقول اللي حصل."
قالت "ندى" أنه تم توجيه لها تهم التظاهر واتلاف المال العام وغيرها من الاتهامات، وأنه بعد إحالة القضية إلى الجنايات، أخبرها المحامي بضرورة الابلاغ عما تعرضت له من انتهاك جسدي لتأخذ حقها هي أيضًا، وقد قامت بعمل بلاغين بالواقعة إلا أنه تم حفظهما..تضيف: "طلبوا مني أجيب اسم الظابط وطبعًا حعرف اسمه ازاي إذا كنت مش عارفة شكله، يوم الواقعة كان ملثم، أنا دورت على الانترنت وطلعت من صور المظاهرات بتاعة الأزهر صور ظابط بيقبض على البنات وله نفس الهيئة وجمعتها وقدمتها للنيابة، وأصلًا الأزهر مكنش فيه اليوم دة غير مدرعتين، يعني سهل يطلعوا أسامي الظباط اللي كانوا موجودين."
أشارت أنه بعد ظهورها على قناة الجزيرة، تم اخطار محاميها بإعادة فتح التحقيق في البلاغ، وأوضحت أن النيابة كانت متعاونة معها هذه المرة.
"ندى" التي لاقت لوم وانتقاد من زوجها حين علم بالواقعة، حيث قال لها على حد تعبيرها :"وانتي ايه اللي خلاكي تشدي البنت؟" غادرت منزل الزوجية، وتواصل :"حاولت أنتحر بعد الواقعة بيومين لكن الحمد لله محصليش حاجة، وبعدها قررت إن مفيش حاجة تستاهل إني أموت ربنا غضبان عليا."
أكدت "ندى" في ختام حديثها لفرانس24 أنها إن لم يتم سجنها على خلفية القضية الأولى، تنوي مواصلة دراستها لكنها ستقوم بالتحويل من جامعة الأزهر، وأنها الآن أصبحت نادرًا ما تغادر المنزل.
لم يفرق التحرش السياسي بين بنات أي من التيارات، فالصحفية اليسارية "ايزيس خليل" تعرضت لما لم تتوقعه أثناء تواجدها بإحدى المؤتمرات الصحفية المنددة بحبس الناشطة السكندرية "ماهينور المصري" في مايو الماضي، تروي في شهادتها : "بعد إنتهاء المؤتمر طاردت قوات الداخلية والمباحث بقيادة رئيس المباحث الشباب والبنات في الشوارع المجاورة لمقر المكتب المستضيف للمؤتمر ..لم نقم بمظاهرة ولا أي شيء مخالف للقانون من منظوره مجرد أن الشباب بعد انتهاء المؤتمر رفعوا صورة ماهينور لدقائق فقط ورحلوا..
تحفظوا عليا أنا وفتاة في جانب من المدخل وحدنا ووجهنا للحائط يتحرشون بنا جنسياً ويشتموننا لدرجة إنني كنت أحاول أن أخرج يد أحد عساكر الأمن المركزي من بنطلوني وإذا تحركت أي حركة زيادة يضربونني في ظهري بالسلاح حتى لم أعد أستطيع أن أقاوم...
ثم جاء رئيس قوات الأمن المركزي وأخرجنا في طابور أمام الناس في الشارع وهو يسب أتغندري يا "شرمو.." إنتي وهي."
تحفظوا عليا أنا وفتاة في جانب من المدخل وحدنا ووجهنا للحائط يتحرشون بنا جنسياً ويشتموننا لدرجة إنني كنت أحاول أن أخرج يد أحد عساكر الأمن المركزي من بنطلوني وإذا تحركت أي حركة زيادة يضربونني في ظهري بالسلاح حتى لم أعد أستطيع أن أقاوم...
ثم جاء رئيس قوات الأمن المركزي وأخرجنا في طابور أمام الناس في الشارع وهو يسب أتغندري يا "شرمو.." إنتي وهي."
تقول "ايزيس" أنها تقدمت بمحضر للنائب العام وعندما اطلع عليه مساعده تعجب من الواقعة وسألها : "ده حصل فعلاً !" .. فقالت له "نعم!" لكن دون جدوى .
نيفين مسعد -أستاذ العلوم السياسية وعضو المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي لحقوق الانسان تحدثت إلى فرانس 24 عن التحرش السياسي وقالت أنه دائمًا ما كان موجودًا سواء قبل 25 يناير أو بعدها باستثناء ال18 يوم، لكنه بدا أوضح بعدها.
ترى "نيفين" أن الصدام مع هذه الظاهرة بدأ حينما تم التحرش بمجموعة النساء التي توجهت للاحتفال باليوم العالمي للمرأة مارس 2011 بميدان التحرير، واتهموهن حينها بالعمالة.
وقالت: "أعتقد أن المتحرشين في هذه الحالة ينقسمون إلى فريقين، فريق يستفزهم شكل خروج المرأة بصفة عامة، وفريق من المدفوعين سواء من جهة السلطة أو من جهة جماعات الاسلام السياسي، وهو التحرش الممنهج.
وقد رأينا ذلك في التنكيل بالناشطات السياسيات بأفعال التعرية والاهانة ، وفي الهجوم على احتفاليات تنصيب "السيسي" لتشويه سمعة الفتيات المحتفلات."
وقد رأينا ذلك في التنكيل بالناشطات السياسيات بأفعال التعرية والاهانة ، وفي الهجوم على احتفاليات تنصيب "السيسي" لتشويه سمعة الفتيات المحتفلات."
لكنها نبهت أننا لا يجب أن نغفل أن هناك تحرش يحدث للغرض الجنسي، ونبالغ في ربط كل تحرش بالغاية السياسية.
لا تزال الاتهامات تدور داخل دائرة مفرغة بين أطراف صراع خفية لا تتضح سوى أناملها العابثة بأجساد النساء، ولا تستهدف سوى السلطة، فتارة تنتهج التحرش وتارة تستهجنه، بحسب الطرف المدان، ليصبح "التحرش الجنسي" هو لعبة السياسة الجديدة وأداتها لتسديد الأهداف في مرمى الخصم!
المواضيع:
http://www.voltairenet.org/article153447.html
بين الكبت الجنسي والقمع السياسي....مروة كريدية
أرشيف
إن القمع السياسي شأنه شأن الكبت الجنسي، وفي بعض المجتمعات يبلغ الأمر ذروته، بشكل ينذر بكارثة اجتماعية تدمّر الحضارة الانسانية، فالعلاقة بدون شكٍّ متوترة ومأزومة والقمع منظّم ومشّرع، سواء المعلن منه وغير المعلن في معظم الدول لاسيما العربية منها، حتى عند من تدعي أنها ديموقراطية أو مستقرة أو في بحبوحة مادية ورخاء اقتصادي، وتحاول ان تخرج للمجتمع الدولي على أنها نموذج؛ فعند التدقيق في تركيبة البنية المجتمعية لها نجد أنّ شعوبها تعاني الكبت والقمع الذي يأخذ مناحي متعددة للتعبير بدءًا من التذّمر أو انتشار الشذوذ وصولا لأعمال العنف.
فالشعوب التي قمعت لفترات طويلة وعوقبت واضهدت ومنعت من ممارسة حقوقها الانسانية وحريتها، قد تحولت مع مرور الوقت الى قنابل موقوتة من حيث لا تدري، وأخذ التعبيرعن العنف فيها مناحي متنوعة وأصبح التطرف في المواقف وردود الأفعال سمة تسم تلك المجتمعات، ولا فرق في التطرف في كونه تطرف يقف خلف شعارات "دينية"، أو تطرف يقبع خلف شعارات "علمانية"، ذلك أن الغريزة إذا مُنعت كلًّيًا من الاشباع الضروري لحاجاتها فإنها تصبح في منتهى القوّة ولها سلطة يمكن ان تحول الكائن الانساني الى الهوس والهلوسة كما المخدّرات.
فعندما تدان المعارضة السياسية والوطنية ويلاحق افرادها ويسجنوا، وتحظّر الاحزاب، يُقمع العقل السياسي، فيزداد تداول الكتب المحظورة والنشرات السياسية السريّة وتصبح المنتديات الالكترونية الاداة لصب الغضب وشتم السلطات.
وبقدر ما يُدان الجنس تزداد مبيعات الافلام الداعرة ويزداد إقبال الشباب على المواقع المحظورة والسلوك الجنسي الشاذ في الخفاء او العلن.
ان الحاصل اليوم في مجتمعاتنا العربية كلّها من المحيط الى الخليج ومن دون أدنى مجاملة أو تجنّي، أنها شعوب قُمعت سياسيًّا من قبل السلطات مع تفاوت في الدرجات بطبيعة الحال بين نظام وآخر، كما أنها كبتت جنسيَّا أما عن طريق العُرف أو القوانين او تحت ستار الفتاوى الدينية، الأمر الذي جعل من السواد الأعظم من هذه الشعوب نارًا مُتأججة في العقل اللاوعي للمجتمع ووضعه على فوّهة بركان تحاول السلطات والانظمة الحاكمة جاهدة عبر وسائلها المتنوعة منعه من الانفجار، غير انه سينفجر مع أقرب فرصة تتاح له وربما تكون عوامل الانفجار بسيطة وتكون بمثابة القشة التي تقسم ظهر البعير، فالسلطات مهما بلغت قوة ضبطها للجماهير فإنها لا تملك القوة الكافية من منع انفجاره الى مالا نهاية وعندها ستعم الفوضى.
ويبقى السؤال: كيف لنا ان نعرف ذواتنا الحضارية وقد كبتنا عقولنا في غور سحيق؟؟ لذلك فإننا وقعنا فريسة الخوف والرعب والهلع؟! وأصبحنا أمة تخاف كلّ شيئ؟؟ وتداعت عليها الأمم وأصبحت تتدخل في كل شؤونها وتتحكم في مواردها واقتصادها!
ترى ماذا يحصل لمسؤول عربي لو قال "لا " لقرار مجحف في محفل دولي؟؟
ترى ماذا يحصل لمواطن عربي إذا استوقفه شرطي على سبيل المثال؟؟؟ يمتقع لونه وتزداد ضربات قلبه في احسن الاحوال.
وماذا يحصل لفتاة لو علم أهلها بأنها مارست الجنس قبل الزواج؟؟؟ تُعاقب مدى حياتها في أحسن الأحوال، وتتحول الى كائن ناقم على شيئ.
فالمرأة التي توصف في بأنها "المحجبة "، أو تلك التي توصف بأنها "سافرة " وما بينهما من درجات "الحجاب" المتفاوتة تلعب دائما دور الإثارة من خلال الاختباء حتى وإن تعرّت في الشكل، والرجل هو ذاك الشخص القوي الذي يبحث عنها دائمًا.
هؤلاء النساء لا يتعرين تمامًا، لأن العري الكامل لا يسبب الإثارة، فهدف "الموضة" كما يعلن مصممو الأزياء أنفسهم هو جعل المرأة أكثر إثارة من خلال "ملابس" مثيرة جنسيًّا، والواقع أنّ المرأة نشأت وتربت على لعب دور إثارة الجنس الآخر، مستغلّة الكبت المستفحل القابع في داخله، ولعلّ الواقع "الفنّي" الحالي خير شاهد على ذلك فيكفي "التعري" ليجعل من "المطربة" محبوبة الجماهير المكبوتة وتصل الى مصافي "النجوميّة " بحيث تصبح أكثر شهرة من مريم العذراء.
بالمقابل فإن المبالغة في "الاختباء" الكامل والتستر والاحتجاب بشكل يربك نظام الحياة السويّة، يعكس عدم التوازن والوضوح، ويكرّس صورة الأنثى "الجسد المكبوت" التي إما تبالغ في احتجابها لانها لا ترى في الرجل الا انه ذكر يجب الابتعاد عنه، أو أنها تعمل على تحيّن الفرص للانفلات مما تعتبره قيدًا يقمع رغباتها الجامحة فتعمل على التبرج الصاخب المفرط خلف نقابها والتعري المبتذل داخل المجتمعات والمناسبات " الأنثوية".
ويبقى احترام الإنسان وحريته هو الاساس للنهوض بالمجتمع، وتبقى الديموقراطية هي المخرج للأزمات وذلك بوصفها أسلوب حياة منبني عن وعي يُمارس في شتَّى مناحي الحياة بما في السياسية، حيث يؤدي التناوب على السلطة وإلى أن يكون الشعب فاعلا في القرار السياسي والإجتماعي، بحيث يعيش المواطن العادي الى جنب السياسي فيدخل مجلس النواب والمؤسسات العامة، فيعايش ويختبر عملية صناعة القرار ويكون جزءًا لا يتجزأ منها، عندها تسقط هيبة القصور بوصفها ذاك المقدس الذي يُحرم الاقتراب منه او نقد سلوك ساكنيه، فيختلط المواطن مع الرؤساء ويتعرف الشعب الى نقاط التلاقي وآليات العمل وصعوباته ونقائضه، عندها تنتفي المعارضة السلبية وتسقط المشاعر العدوانية تجاه السلطة السياسية وتنتفي حاجة العقل اللاواعي في المجتمع الى تحقيق المطالب عبر الأداء العنفي.
وعندما يتعاطى الرجل والمرأة بانفتاح ووضوح واحترام تجاه بعضهما لبعض، ويعيش النساء والرجال معًا كإنسان، ويتعرّفوا إلى نقاط الاختلاف والتتاقض تسقط حاجة العقل اللاواعي الى تحقيق رغبات مكبوتة تأخذ الطابع الجنسي الحادّ.
ولا يعود للباس مهما كان وكيفما كان قيمة بحد ذاته، فلا معنى حقيقي له ولا معنى من وجوده او عدمه، ولا يعدو عن كونه أكثر من قطعة قماش تقيه الحرّ والبرد يظهر من خلال ارتدائها بوصفه انسان.
فعندما نتحرر نحن البشر من الكبت الكامن في لا وعينا المجتمعي يزول الخوف والرعب من حياتنا تلقائيًّا ويتوقف معه الصراع المحموم الدائر بين اللاوعي والسلوك، ويتوحد الظاهر بالباطن، ونصبح عندها كائنات انسانية للمرة الأولى.
فالكائن الإنساني بوصفه مخلوق ينتمي لمنظومة كونية شديدة الترتيب والنظام، إذا تحرر عقله اللاواعي من أسر المكبوتات، تتحرر غريزته بشكل تلقائي فطري قد يكون أكثر ذكاءً وواقعية، فيحترم جسده ويتعاطى برفق مع مكنونات لاوعيه فيعي بفطرته آليات إشباع حاجاته بطريقة سوّية وملائمة للبيئة فتنتفي الصراعات وتتلاشى داخل كينونته ويستعيد توازنه الداخلي وتسقط الحجب بين عقله اللاواعي والعقل الواعي ويصبح معها كلٌّ متكامل متوازن مع سيرورة النظام الكوني ولعل الانسان الحرّ يفهم العمق الدلالي لمنطوق الآية القرانية في سورة الملك: "ماترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور"؟؟
الاستخدام السياسي للشذوذ الجنسي
كتب : محمد شمروخ
الأحد 30.03.2014 - 11:20 ص
لو كنت عامل فيها الواد المثقف المؤمن بحرية الإبداع كجزء لا يتجزأ من عقيدتك بحرية الإنسان، فاسمح لنفسك بكثير من القرف، عندما تجلس على واحدة من مقاهي المثقفين بوسط القاهرة وأنت تجد شابين ذكرين تشهد شعيرات لحيتيهما النابتة على ذلك، وهما يتطارحان الغرام وكأنهما عاشقان والهان.
ولقد جادلتنى الفتاة الحقوقية، فأكثرنا جدالنا حول حقوق المثليين، معترضة بشدة على وصفي لهم بالشواذ!
شواذ.. شواذ.. شواذ.. ولو كان يمكن استخدام الكلمة الأخرى لكتبتها ولكن حرصا على الحد الأدنى من الذوق لن أكتبها!
وأيا كان المصطلح وتبريراته، وبرغم انتشارهم في كل زمان ومكان، إلا أن الرفض سيظل عقيدتنا، أيا كانت المواقف "الدولية" من هذا السلوك الشائن الخطير الذي يعبث بحياة الإنسان وعقيدته وقيمه، ولا نهتم قيد أنملة برفع منظمة الصحة العالمية للشذوذ الجنسي من قائمة الأمراض النفسية واعتبار ممارسته نوعا من التحرر الاجتماعي!
ماذا ستفعل غدا منظمة الصحة العالمية مع ممارسي الجنس مع جثث الأموات أو الحيوانات؟!
أجيبوني بعلم إن كنتم صادقين!
وقالت الفتاة الحقوقية المدافعة عن الشواذ: أنا مصدومة فيك لأني ظنت أن ثقافتك ستجعلك في صفي!
ما الأمر إذن ولماذا الإصرار على ربط الثقافة والإبداع بالشذوذ الجنسي؟!
شيء مقزز.. ولكني أتفهم أن يكون الشذوذ الجنسي مشكلة اجتماعية أو سيكلوجية.. بل المشكلة أخلاقية!
لكني لا يمكن أن أفهم محاولة تسييس الشذوذ الجنسي وجعله مشكلة سياسية مثلما يفعلون في كل شيء!
فلا ينكر ناكر أن هناك ضغوطا هائلة مارستها وتمارسها منظمات لحقوق الإنسان على مصر وغير مصر "من تحت لتحت" لتخفيف القيود القانونية على الشذوذ الجنسي، بل وصل الأمر في المناقشات المغلقة، إلى ضرورة التوجيه بالتعامل مع الشواذ في مصر على أنهم من الأقليات المضطهدة!
أعلم أن الكثيرين من الأوساط الثقافية والحقوقية لو اطلعوا على هذا المقال لاتخذوا مني عدوا لدودا "لا سمح الله ليسوا كلهم من الشواذ" لأن الضغوط الذي تمارسها عليهم منظمات دولية بالترغيب غالبا والترهيب أحيانا، لانتزاع موقف حيادي على الأقل من قضية الشذوذ، قد أفلحت وأثمرت وأنتجت الترويج بصفة مبدئية لكلمة "مثليين" بدلا من شواذ!
والموضوع برمته يتم تجاهل موقف الدين منه، لإيمان كثير من الشواذ بطبيعة الأمر، بأن الدين بمعتقداته نوع من أنواع التخلف الحضاري.. لكن هذه مرحلة مؤجلة إلى حين.
لكن الغريب في الأمر أنه إرضاء لمثل هذه النوعيات، جرت مصالحة بين بعض المذاهب المتشحة بالدين زورا وبين الشذوذ، بل أن بعض تلك المذاهب المنحرفة عن الأديان، لا ترى منكرا في أن يكون أحد علاماتهم شاذا جنسيا!
ولعل البعض يذكر الموقف العظيم الذي اتخذه بابا الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية الراحل شنودة الثاث، عندما أعلن رفضه بلا تردد، لما أسماه "خطيئة إرادية مكتسبة" نافيا ادعاءاتهم بأن الإنسان قد يولد مستعدا للشذوذ وكم لقي بسبب ذلك من عنت وهجوم حاد لاسيما وهو في رحلة رعوية لأستراليا على حد ما تسعفتني به الذاكرة!
بل على عهد قريب.. سخر الرئيس الروسي بوتين من الضغوط الغربية عليه بسبب عدم سماح روسيا بالدعاية للشذوذ ولكنهم اضطروه لإصدار تصريحات لإحدى القنوات التلفزيونية الغربية، بأنه يحترم أشخاصا من الشواذ مثل المغني الشهير ألتون جون.
روسيا هي نفسها تلك التى كان الغرب يحلو له أن يصفها بالملحدة إبان العهد السوفيتي، هي ذي نفسها تتهم الغرب الآن بأنه تخلى عن قيمه المسيحية برضوخه للشواذ، كما أن أوباما اجتمع برموز الشواذ في أمريكا للرد على الموقف الروسي المضاد لحقوق الإنسان!
آه يا أولاد الأفاعي: كل هذا من أجل ذلك؟!
إذن فالشذوذ الجنسي قد تم تسييسه عالميا، فلما العجب في أن يتم تسييسه محليا في مصرنا المكلومة بالكثير من أولادها؟!
فها هم بسيماهم قد ظهروا تحت ادعاءات أخرى في المشهد السياسي الثوري، ففي ميدان التحرير، نازعوا آخرين على ركوب موجة ثورة 25 يناير، فأفسدها أولئك بطمعهم.. ونجسها هؤلاء برجسهم.. وكلاهما انتابته حالة الشبق السلطوي، فما أشبه الفريقين على ما بدا من "يبدو" بينهما من تضاد!
واختصر كثيرون المشهد، ربما مرغمين، أمام الصراع الشرس بممارسات فريقين لم يتورعا عن فعل أي شيء في سبيل شهوتهما السياسية وشبقهما للحكم، فتوالى انسحاب الكثيرون حرصا على دينهم وأخلاقهم قبل فسادهما، خاصة بعد أن تجاوزت الخلافات المدى وصار "الانحطاط الحواري والفكري والسلوكي" عنوان المرحلة المقيتة وصرنا مشدوهين لهذا المشاهد العبثية التي أسفرت عن تردي في الأوضاع الأخلاقية قبل الاقتصادية!
لقد ثقلت الكلمات في نهاية مقالة تمنيت ألا أكتبها، لولا أننى رأيت وسمعت وعلمت ما لا يطاق السكوت عنه، فإن كانوا أحرارا بأنهم يقطعون السبيل ويأتون في ناديهم المنكر، فلنكن نحن أيضا أحرارا، ولنرفض بالحرية نفسها، شذوذهم، بل لن يمنعنا أحد من احتقار فعلتهم ووصفها بالنكراء ما حيينا في هذه الدنيا.. وحتى يأتى يوم لا مرد له.
ولقد جادلتنى الفتاة الحقوقية، فأكثرنا جدالنا حول حقوق المثليين، معترضة بشدة على وصفي لهم بالشواذ!
شواذ.. شواذ.. شواذ.. ولو كان يمكن استخدام الكلمة الأخرى لكتبتها ولكن حرصا على الحد الأدنى من الذوق لن أكتبها!
وأيا كان المصطلح وتبريراته، وبرغم انتشارهم في كل زمان ومكان، إلا أن الرفض سيظل عقيدتنا، أيا كانت المواقف "الدولية" من هذا السلوك الشائن الخطير الذي يعبث بحياة الإنسان وعقيدته وقيمه، ولا نهتم قيد أنملة برفع منظمة الصحة العالمية للشذوذ الجنسي من قائمة الأمراض النفسية واعتبار ممارسته نوعا من التحرر الاجتماعي!
ماذا ستفعل غدا منظمة الصحة العالمية مع ممارسي الجنس مع جثث الأموات أو الحيوانات؟!
أجيبوني بعلم إن كنتم صادقين!
وقالت الفتاة الحقوقية المدافعة عن الشواذ: أنا مصدومة فيك لأني ظنت أن ثقافتك ستجعلك في صفي!
ما الأمر إذن ولماذا الإصرار على ربط الثقافة والإبداع بالشذوذ الجنسي؟!
شيء مقزز.. ولكني أتفهم أن يكون الشذوذ الجنسي مشكلة اجتماعية أو سيكلوجية.. بل المشكلة أخلاقية!
لكني لا يمكن أن أفهم محاولة تسييس الشذوذ الجنسي وجعله مشكلة سياسية مثلما يفعلون في كل شيء!
فلا ينكر ناكر أن هناك ضغوطا هائلة مارستها وتمارسها منظمات لحقوق الإنسان على مصر وغير مصر "من تحت لتحت" لتخفيف القيود القانونية على الشذوذ الجنسي، بل وصل الأمر في المناقشات المغلقة، إلى ضرورة التوجيه بالتعامل مع الشواذ في مصر على أنهم من الأقليات المضطهدة!
أعلم أن الكثيرين من الأوساط الثقافية والحقوقية لو اطلعوا على هذا المقال لاتخذوا مني عدوا لدودا "لا سمح الله ليسوا كلهم من الشواذ" لأن الضغوط الذي تمارسها عليهم منظمات دولية بالترغيب غالبا والترهيب أحيانا، لانتزاع موقف حيادي على الأقل من قضية الشذوذ، قد أفلحت وأثمرت وأنتجت الترويج بصفة مبدئية لكلمة "مثليين" بدلا من شواذ!
والموضوع برمته يتم تجاهل موقف الدين منه، لإيمان كثير من الشواذ بطبيعة الأمر، بأن الدين بمعتقداته نوع من أنواع التخلف الحضاري.. لكن هذه مرحلة مؤجلة إلى حين.
لكن الغريب في الأمر أنه إرضاء لمثل هذه النوعيات، جرت مصالحة بين بعض المذاهب المتشحة بالدين زورا وبين الشذوذ، بل أن بعض تلك المذاهب المنحرفة عن الأديان، لا ترى منكرا في أن يكون أحد علاماتهم شاذا جنسيا!
ولعل البعض يذكر الموقف العظيم الذي اتخذه بابا الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية الراحل شنودة الثاث، عندما أعلن رفضه بلا تردد، لما أسماه "خطيئة إرادية مكتسبة" نافيا ادعاءاتهم بأن الإنسان قد يولد مستعدا للشذوذ وكم لقي بسبب ذلك من عنت وهجوم حاد لاسيما وهو في رحلة رعوية لأستراليا على حد ما تسعفتني به الذاكرة!
بل على عهد قريب.. سخر الرئيس الروسي بوتين من الضغوط الغربية عليه بسبب عدم سماح روسيا بالدعاية للشذوذ ولكنهم اضطروه لإصدار تصريحات لإحدى القنوات التلفزيونية الغربية، بأنه يحترم أشخاصا من الشواذ مثل المغني الشهير ألتون جون.
روسيا هي نفسها تلك التى كان الغرب يحلو له أن يصفها بالملحدة إبان العهد السوفيتي، هي ذي نفسها تتهم الغرب الآن بأنه تخلى عن قيمه المسيحية برضوخه للشواذ، كما أن أوباما اجتمع برموز الشواذ في أمريكا للرد على الموقف الروسي المضاد لحقوق الإنسان!
آه يا أولاد الأفاعي: كل هذا من أجل ذلك؟!
إذن فالشذوذ الجنسي قد تم تسييسه عالميا، فلما العجب في أن يتم تسييسه محليا في مصرنا المكلومة بالكثير من أولادها؟!
فها هم بسيماهم قد ظهروا تحت ادعاءات أخرى في المشهد السياسي الثوري، ففي ميدان التحرير، نازعوا آخرين على ركوب موجة ثورة 25 يناير، فأفسدها أولئك بطمعهم.. ونجسها هؤلاء برجسهم.. وكلاهما انتابته حالة الشبق السلطوي، فما أشبه الفريقين على ما بدا من "يبدو" بينهما من تضاد!
واختصر كثيرون المشهد، ربما مرغمين، أمام الصراع الشرس بممارسات فريقين لم يتورعا عن فعل أي شيء في سبيل شهوتهما السياسية وشبقهما للحكم، فتوالى انسحاب الكثيرون حرصا على دينهم وأخلاقهم قبل فسادهما، خاصة بعد أن تجاوزت الخلافات المدى وصار "الانحطاط الحواري والفكري والسلوكي" عنوان المرحلة المقيتة وصرنا مشدوهين لهذا المشاهد العبثية التي أسفرت عن تردي في الأوضاع الأخلاقية قبل الاقتصادية!
لقد ثقلت الكلمات في نهاية مقالة تمنيت ألا أكتبها، لولا أننى رأيت وسمعت وعلمت ما لا يطاق السكوت عنه، فإن كانوا أحرارا بأنهم يقطعون السبيل ويأتون في ناديهم المنكر، فلنكن نحن أيضا أحرارا، ولنرفض بالحرية نفسها، شذوذهم، بل لن يمنعنا أحد من احتقار فعلتهم ووصفها بالنكراء ما حيينا في هذه الدنيا.. وحتى يأتى يوم لا مرد له.
خطير: طالبة بأزيلال تصور فيديو اباحي تمارس الجنس وترسله لخليجي
ينشر حاليا, يوما بعد يوم و على نطاق واسع في احدى مدن اقليم ازيلال, فيديو اباحي قيل عنه انه يعود لطالبة جامعية من المدينة ذاتها.
الشريط يظهر سيدة قامت بتصوير نفسها امام المرآة وهي تلامس اعضائها الحساسة.
وذكرت المصادر التي اظهرته لنا ان هذا التسجيل صور خصيصا لارساله الى رجل خليجي وان صديقة الطالبة هي من سربته انتقاما منها بعدما تلاعبت بهاتفها النقال. ب
ما ان الشريط صور في حجرتها, غير مدركين للاسباب الدافعة وراء ذلك وحيث ان الصديقة من سرقت الفيديو و نشرته, فالعقاب وجب السقوط على الناشرة حتى تكون عبرة لكل من يسعى الى تلطيخ سمعة الاخرين بدون حق. ..
المصدر: حوار المتمدن
وكالة اخبار المرأة
لحسن كوجلي
| |||||||
|
http://www.arageek.com/2015/05/17/the-feminism.html
الـ Feminism: من المطالبة بالحقوق السياسية إلى الثورة الجنسية ! – تقرير
طرأ تغيير جذري على أهداف وإيدولوجيات وطموحات الحركة النسوية “الـFeminism” منذ بدايات القرن التاسع عشر وحتَّى اليوم ، حتى أصبح هنالك عدة مدارس للحركة، لذا يرى البعض بأنها قد حادت عن مسارها الأصلي، مما أدى لتشتت جلي في تعريف المصطلح..
إلا أن معظم المؤرخين أجمعوا على تعريفه بأنه “جميع الجهات التي تدعو للمساوة بين الجنسين، وحتى ولو لم يرق للكثيرمن هؤلاء هذا المصطلح ولم يقبلوا أن يطلق عليهم. من جهة أخرى هنالك مؤرخون أخرون استعملوا مصطلح “protofeminist” لوصف رائدات الحركات النسوية الأولى.
مرت الحركة النسوية بثلاث مراحل أساسية أو موجات..
المرحلة الأولى
التي كانت ذروتها في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. وقد كان مهد هذة المرحلة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وقد ارتكزت اهدافها على المطالبة بالمساوة القانونية بين الجنسين في العقود كالزواج وتربية الأطفال والملكية الفردية.
التي كانت ذروتها في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين. وقد كان مهد هذة المرحلة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وقد ارتكزت اهدافها على المطالبة بالمساوة القانونية بين الجنسين في العقود كالزواج وتربية الأطفال والملكية الفردية.
وبحلول نهاية القرن العشرين قد تم التركيز على الحقوق السياسية للمرأة كالتصويت والاقتراع في الانتخابات والحقوق الاقتصادية.
من أبرز الأسماء التي لمعت إثر نشاطها في هذه المرحلة: إميلين بانكيرست، وإليزابيث كادي ستانتون، وسوزان أنتوني.
المرحلة الثانية
التي امتدت من العقد السادس إلى العقد الثامن من القرن العشرين، وغطت معظم بلدان القارة الأوروبية وبعض دول العالم. ليكتمل نضال النساء في الدول التي كانت لم تنزع حقوقها بعد.
التي امتدت من العقد السادس إلى العقد الثامن من القرن العشرين، وغطت معظم بلدان القارة الأوروبية وبعض دول العالم. ليكتمل نضال النساء في الدول التي كانت لم تنزع حقوقها بعد.
وشملت هذه المرحلة النضال في دحض الفوارق الثقافية والسياسية بين الجنسين، من عادات وتقاليد تحدد دور المرأة في المجتمع، وقد سعت الحركة النسوية “الـFeminism” في هذه الفترة الى دفع النساء ليفهمن جوانب حياتهن الشخصية واحتياجتهن أكثر، وقد سعت بجهد لوضع حد لكافة أشكال التمييز على أساس الجنس.
واصلت رائدات الحركة النسوية “الـ Feminists” ثورتهن لإصلاح القوانين التي أعطت الزوج الحق بالسيطرة على زوجته، كما ساهمت الحركة في إبطال القانون الذي يحول دون مقاضاة المرأة لزوجها بتهمة الاغتصاب، وهو مافشلت في تحقيقه رائدات الحركة النسوية في المرحلة الأولى، وقد تم انتزاع هذا الحق في الكثير من دول العالم، فيما بعد.
انطلاقة الحركة النسوية في العالم العربي
بدأت الحركة النسوية في العالم العربي من مصر، حيث تأسس الاتحاد النسائي المصري عام 1923، الذي حضرت رئيسة الاتحاد الدولي للحركة النسوية في العالم آنذاك إلى مصر للمساعدة في بناء التنظيم ودعمه. ونتج عن ذلك إقامة المؤتمر النسائي العربي عام 1944م، الذي تضمنت توصياته تقييد الأحكام الشرعية المتعلقة بالطلاق، وتعدد الزوجات، والمطالبة بحذف نون النسوة، والجمع بين الجنسين في التعليم الابتدائي.
وقام الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1965 بحظر التمييز على أساس الجنس في الدستور، فقد منح للمرأة الحق في التصويت، إلا أنه من جهة أخرى منع رائدات الحركة النسوية في مصر من ممارسة أي نشاطات سياسية او اجتماعية.
ومن أبرز النسويات في العالم العربي في تلك الفترة هدى شعراوي التي أسست “الاتحاد النسائي المصري”، وشغلت منصب رئاسته حتى عام 1947، لتصبح فيما بعد رئيسة “الاتحاد النسائي العربي”.
بالاضافة الى وصفية زغلول، ونوال السعداوي التي أنشأت ونسويات اخريات في عام 1982 لجنة حقوق المرأة الداعية للوحدة العربية.
الحركة النسوية الفلسطينية
بدأ الحراك النسوي الاجتماعي الثقافي السياسي في فلسطين في مطلع القرن العشرين، ويعتبر الاتحاد النسائي الفلسطيني الذي تأسس عام 1921 أول منظمة نسائية متبلورة عبر أهدافها المعلنة وخطابها المفعل.
ترى الكاتبة، إصلاح جاد، مؤلفة كتاب “نساء على تقاطع طرق: الحركات النسوية الفلسطينية بين الوطنية والعلمانية والهوية الإسلامية” أنَّ انحدار غالبية القيادات النسوية في تلك الفترة من عائلات برجوازية غنية، وكونهنَّ قريبات موظفي الخدمة العامة، ومسيحيات حققن تمكنهن بسبب ظهور التعليم التبشيري” ساهم بشكلٍ كبير في اقتصار نشاطهنَّ على إنشاء منظمات خيرية في المراكز الحضرية، وإقامة علاقات هشة بين الفعاليات النسائية المختلفة.
جدَّد صعود منظمة التحرير الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي النقاش حول دور المرأة الفلسطينية ومكانتها وحقوقها. وتسجِّل الكاتبة اعتراف حركة فتح “بدور النساء الضروري والحيوي في الثورة”، وفي نفس الوقت معارضتها لمنح الأولوية لأي مطالبة حقوقية خارج إطار التحرير الوطني. أمّا المنظمات اليسارية فقد بدت أكثر التصاقاً بالقضايا النسوية، لكنَّها لم تتمكن من تجاوز التيار السائد في حينه، حيث نادت بإعطاء قضايا التحرر الوطني والطبقي الأولوية.
دخل النشاط النسوي العلماني في الضفة الغربية وقطاع غزة عصره الذهبي في سبعينيات القرن الماضي، وأدى انتشار “ثقافة تقدمية جديدة بمشاركة رئيسة من الشباب والنساء” بُعيد انتخابات البلديات عام 1976م إلى تجاوز المرأة الفلسطينية الكثير من العقبات أمام مشاركتها في الحيز العام. وقد اتصفت هذه المرحلة بالتشابك بين الأهداف الوطنية المتمثلة في التحرر من الاحتلال والسعي الحثيث لتحرير المرأة وتمكينها داخل المجتمع.
تم تأسيس في مطلع الثمانينيات العديد من المنظمات النسوية الملحقة لفصائل الحركة الوطنية الفلسطينية، ليتم تأطير النساء من خلالها كأحد مقتضيات العمل الحزبي. وقد ازهرت المشاركة النسوية في عهد الانتفاضة الأولى عبر اللجان الشعبية والمنظمات النسوية التابعة للفصائل الفلسطينية ولجان اللعمل الانتفاضي.
المرحلة الثالثةالتي امتدت من العقد الأخير من القرن الماضي الى يومنا هذا، والتي تعتبر أكثر مراحل الحركة نشاطاً. وتنظر النسويات لهذه المرحلة على أنها استكمال للمرحلة السابقة و تقويم لفشلها.
بدأت المرحلة الثالثة في الولايات المتحدة الامريكية، كردة فعل على المبادرات والتحركات التي قامت بها الموجة السابقة. فقد قامت الحركة النسوية في هذه الموجة بالطعن بالتعريفات التي اعتمدتها الموجة السابقة للأنوثة، التي كما يقولون “الـFeminist” الجدد، أعني رواد المرحلة الثالثة، أفرطت في الاعتماد على تجارب الطبقة المتوسطة العليا من النساء ذوات العرق الابيض.
قد ناقضت المرحلة الثالثة الشكل النمطي لما هو جيد أو سيء للنساء الذي اعتمدته الحركة في المرحلة السابقة، وقد اعتمدت على استخدام تفسير جديد مختلف للنوع الاجتماعي والجنسانية. كما تميزت هذه المرحلة بتناولها قضايا الجنس، مما شكل تحدياً لطبيعة العلاقة بين الجنسيين، استخدم الجنس في هذه المرحلة كوسيلة لتمكين المرأة.
معظم رائدات الحركة الثالثة هن من رائدات الحركة الثانية اللواتي لسن من العرق الأبيض، أمثال: جلوريا انزالدوا، بيل هوكس، شيلا ساندوفال، شيري موراجا. اللواتي سعين للتفاوض على مساحة داخل الفكر النسوي لمناقشة قضايا النساء اللواتي من أعراق اخرى.
كما حصل انشقاق بين “الـFeminist” في هذه المرحلة وأصبح هنالك عدة مدارس للحركة النسوية.
منذ ثمانينيات القرن المنصرم وجدالات دائرة باستمرار بين صفوف “الـFeminist” حول كيفية وجوب توجيه جهود الحركة النسوية. كتوجيهها نحو قضايا عالمية: كالاغتصاب، وزنى المحارم، والدعارة. او قضايا تخصص ثقافة معينة: كختان النساء المنتشر في بعض دول الشرق الأوسط وإفريقيا.
أو توجيهها نحو رفع سقف العوامل التي تعيق تطور المرأة اقتصادياً؛ من أجل فهم وتفسير العلاقة الطردية بين عدم المساوة بين الجنسين والعنصرية ورهاب المثلية والطبقية والاستعمار.
بعض النسويات يعتقدن بأنهن قد حققن أهداف الموجة السابقة وهن في صدد تحقيق أهداف المرحلة الجارية.
من جهة أخرى هنالك آراء تردد بأن الحركة النسوية “الـFeminism” لم تعد تعكس واقع المجتمع اليوم أبداً. فبعض المهتمين بهذا الشأن يرون بأن الحركة النسوية جاءت لتحقيق المساوة بين الجنسين، وهذا تم بالفعل، برأيهم، فالمرأة في أوروبا بفضل نضال الحركات النسائية الطويلة، حصلت اليوم على كثير من حقوقها، كما فرضت الأنظمة العلمانية الديمقراطية المعاملة المتساوية بين الجنسين، خالقة بذلك إمكانيات التطور المتكافئ.
في حين أعربت الكثير من النسويات عن عدم قبولهن للطريقة التي يستخدمنها رائدات المدارس الأخرى في الحركة لتحقيق أهدافهن، وترى صاحبات هذا الرأي بأن الطرق التي تستخدمها رائدات الحملة للمطالبة بحقوقهن تستخدم ضدهن.
الحركة النسوية والجنسانية
لم تأخذ النسويات النظرة نفسها، كما لم تتوحد آراءهن حول العديد من القضايا التي تخص الجنسانية، بلغ النقاش بينهن ذروته في سبعينات وثمينات القرن الماضي ليصبح هنالك ما هو معروف “Feminist Sex Wars” التي انقسمت من خلالها آراء رائدات الحركة النسوية الى طرفين: “Anti-pornography Feminism” التي نادت بمكافحة الإباحية بكافة أشكالها لأسباب دينية أو ثقافية، مرددة بأنها صناعة تستغل النساء وهي أحد أشكال االعنف ضد المرأة وبأنها اكثر الطرق إساءة لقيمة المرأة، كما أنهم صنفوها على أنها أحد أسباب الجرائم ضد المرأة كالاغتصاب والتحرش.
و”Sex-Positive Feminism” التي ترى بأن الحرية الجنسية هي جوهر حرية المرأة. وقد قامت رائداتها بما يعرف بالثورة الجنسية عبر رفضهن أي رقابة على العلاقات الجنسية بين الراشدين ولو كانت على شكل قوانين دول، كما آزرن حرية الميول والأهواء الجنسية.
بعد نشر الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان تقريرها عن ارتكاب الشرطة المصرية اعتداءات جنسية ضد المعتقلين، أُعيد فتح ملفات قديمة تتناول انتهاكات النظام الجنسية ضد المعارضة والمواطنين. وأتى هذا الاهتمام في إطار تبادل النظام والإخوان المسلمين الاتهامات الجنسية وتراشقهما بالفضائح الأخلاقية.
بعد ثورة يناير، صارت الفضائح الجنسية جزءاً من الصراع السياسي في مصر. راح الموالون للرئيس الأسبق حسني مبارك يبثون شائعات عن أن الشباب الثائر يرتكب أموراً لاأخلاقية في الميادين، وهي الشائعة التي روّج لها المجلس العسكري خلال حكمه وصولاً إلى إجرائه كشوفَ عذرية للفتيات، وهذا ما أثار حينذاك ضجة عالمية.
وبعد وصول الإخوان إلى الحكم، عملوا على تشويه صورة معارضيهم باستخدام الشائعات نفسها. فوصفوا الشباب الثائرين بأنهم شاذون ومتحرشون بل طالبوا مؤيديهم بالتخلص من أوكار الدعارة التي أقامها المتظاهرون أمام قصر الاتحادية.
الإخوان وسلاح الفضائح الجنسية
في صراعها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أطلقت قنوات الإخوان إعلاناً بعنوان "ثوروا لأعراضكم" طالبت فيه الشعب بالخروج ضد الشرطة والجيش اللذين ينتهكان حرمات الفتيات، مذكّرين بحادث الاعتداء الشهير على فتاة خلال حكم المجلس العسكري وعمليات اعتقال فتيات محجبات. وهذا يدلّ على محاولة الإخوان التشهير بخصومهم من طريق استغلال التقاليد المحافظة للشعب المصري، واستخدام سلاح "الأعراض" للقول إن السلطة الجديدة لا تحترم القيم الاجتماعية والأخلاقية الموروثة.
وعلق محمد عبد الله نصر، الباحث في الشؤون الإسلامية ومؤسس جبهة أزهريون، على استخدام الفضائح الجنسية في السياسة في مصر، بالقول: "نعاني من فشل في إدارة المعارك السياسية. وعلى الرغم من أن القرآن والسنّة ينهيان عن استخدام الفضائح الشخصية في المنافسة فإن هذا يحدث في مصر".
وقد قدّم الإعلاميان المواليان للإخوان، معتز مطر ومحمد ناصر، سلسلة من التسريبات رصدت فضائح جنسية وسياسية لرموز النظام، ومنها فضيحة المستشار ناصر عبد الرحمن، نائب رئيس مجلس الدولة، ونشرا صوراً له برفقة فتيات ليل في الدوحة.
بعد فضيحة عبد الرحمن، تصدرت فضائح القاضي ناجي شحاتة المشهد السياسي، وأطلق عليه إعلام الإخوان لقب "عنتيل الفيسبوك"، والعنتيل هو الشخص الشديد الفحولة وقد استخدمت الكلمة للسخرية منه. فقد بحث موقع "رصد" الموالي للإخوان في ماضي القاضي الشهير داخل مصر وخارجها بلقب "قاضي الإعدامات"، نظراً لأحكام الإعدام الجماعية التي أصدرها ضد قادة الإخوان في العديد من القضايا، ليكتشف طبيعة اهتماماته الجنسية ومتابعته العديد من الصفحات الإباحية.
ومن أكثر الفضائح التي أثارت ضجة إعلامية قضية "عنتيل المحلة"ربعد أن نشرت صفحة "حزب الحرية والعدالة" الإخوانية على فيسبوك مجموعة فيديوهات إباحية لمدرب كارتيه صوّر نفسه أثناء ممارسته الجنس مع زوجات شخصيات عامة من ضباط وقضاة، وقامت بذلك بهدف فضح النظام الجديد وإثبات أن رموزه يعانون من أزمة أخلاقية.
تعليقاً على هذه الفضائح، قال محمد عبد الله نصر لرصيف22: "هذا ينم عن إفلاس سياسي وفكري. حين يعجز طرف عن استخدام فكره في منافسة طرف آخر وفي إقناع الجمهور بموقفه، يلجأ إلى المسائل الشخصية لجني مكاسب منها".
وتدرجت حرب الفضائح الجنسية التي خاضها الإخوان ضد النظام إلى تخصيص أفلام وثائقية أذيعت على حلقات، تحت عنوان "العسكر والجنس" و"العسكر والعنتيل" وقدمها صابر مشهور، وتناولت الفضائح الجنسية للجيش بدءاً من محمد علي باشا إلى اليوم مروراً بزوجات الضباط في عهد جمال عبد الناصر، وقيام المخابرات بتصويرهن في أوضاع مخلة بالآداب.
وقال مشهور في تقديم إحدى الحلقات: "العسكر أتوا بصفيحة خزعبلات وسكبوها في عقل المواطن المصري. أبرز هذه الخزعبلات الشرف العسكري"، مشيراً إلى أن قادة الحكم العسكري فرضوا على الضباط أن يوافقوا على أن تزني زوجاتهم وأمهاتهم وأخواتهم وبناتهن، ومتهماً الضباط بتلقي مكافآت وترقيات مقابل قيام زوجاتهم بممارسة الجنس مع قادة أعلى منصباً منهم.
النظام يستخدم سلاح الجنس
القيود التي سعى الإخوان إلى فرضها على المجتمع كمناقشتهم مشروع قانون "حجب المواقع الإباحية" المقدم من حزب النور السلفي، وكذلك قيامهم بأفعال لا تنسجم مع توجهاتهم الدينية، مثل إطلاق وزير الإعلام في عهد مرسي تصريحين يحملان إيحاءات جنسية، هذا بالإضافة إلى تركيز الشيوخ الموالين للجماعة على إصدار بعض الفتاوى المتعلقة بالجنس، كل هذا أدى إلى رسم صورة سيئة للإخوان في نظر معارضيهم وبعض وسائل الإعلام.
وفي أثناء اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، أخذت الدعاية الإعلامية الموالية للحكومة تروّج لشائعة أن الإخوان يمارسون "جهاد النكاح" في الخيام، كما تحدثت عن وجود غرف سرية مخصصة للخلوات الجنسية. وقد تصدر هاشتاغ "جهاد النكاح"، قبل فض الاعتصامين، موقع تويتر لبضعة أيام، وهو الهاشتاغ الذي ظل يتذكره الموالون للإخوان إلى أن ردّوا عليه في ما بعد، عقب كشف فضيحة "عنتيل المحلة"، بهاشتاغ "جهاد الكارتية".
حول التهمة الأخيرة، قال محمد عبد الله نصر: "كان لهذه اللهجة تأثير كبير على الشعب، وذلك لأن الشعب يبني خياراته على ما يسمعه، وهو ما أدى إلى تشويه الطرف المستهدف وانخفاض شعبيته سريعاً".
وبعد فضيحة "عنتيل المحلة"، ردّ الإعلام الموالي للحكومة بفتح ملفات قديمة تتعلق بفضيحة جنسية غير مؤكدة حدثت داخل الجماعة في النصف الأول من القرن العشرين. ونشر رواية قديمة تقول إن عبد الحكيم عابدين، صهر حسن البنا، تحرش بنساء الإخوان بعد إنشاء "نظام التزاور"، وإن الجماعة اضطرت إلى إلغاء هذا النظام عقب هذه الفضائح، بل وصف إعلاميو النظام عابدين بأنه "راسبوتين الجماعة".
وفي الفترة الأخيرة، استُخدم سلاح الجنس ضد المدافعين عن الإخوان كما في حالة آيات عرابي التي تنتقد النظام بشراسة. فبعد قولها إن الجيش جبان وإن نصر أكتوبر كان نصراً صورياً، وصفت مواقع موالية للحكومة عرابي بـ"مذيعة السرير" والقوادة واتهمتها بإقامة علاقة جنسية مع وزير الدفاع الأمريكي.
ولعب القياديون المنشقون عن الجماعة دوراً مهماً في الحرب الجنسية التي يخوضها النظام ضد الإخوان. على رأس هؤلاء يتربّع ثروت الخرباوي الذي توقّع، قبل فضّ اعتصامي رابعة والنهضة، وجود خلوة شرعية داخل الاعتصامين. كما تداولت وسائل الإعلام أقوال المنشق عن الجماعة عبد الخليل الشرنوبي الذي اتهم أعضاء الجماعة بالهوس الجنسي عازياً سبب ذلك إلى التزامهم الشديد وتدينهم المفرط اللذين يؤديان إلى سيطرة الغرائز الجنسية عليهم.
وأشار محمد عبد الله نصر إلى "أن المكاسب المحققة من هذه الفضائح الجنسية مؤقتة. فالإخوان حققوا مكاسب مؤقتة وكذلك النظام، لكن هذه المكاسب لن تستمر على المدى البعيد".
تاريخ مصر حافل باستخدام الجنس كسلاح في السياسة. فهناك العديد من القصص عن تصوير المخابرات المصرية ممثلات في أوضاع فاضحة وأبتزازهن بعد ذلك، وهو ما حكته اعتماد خورشيد، زوجة رئيس المخابرات في عهد عبد الناصر، صلاح نصر، في كتابها "انحرافات صلاح نصر". ذكرت خورشيد أسماء بعض الفنانات اللواتي تعرضن للابتزاز الجنسي واستخدمن لأغراض سياسية. كما ادعت أن رئيس مجلس الشورى في عهد مبارك صفوت الشريف كان يسيطر على الرئيس مبارك بسبب امتلاكه فيلماً جنسياً له.
صور| نجمات "البورنو".. من الجنس إلى السياسة
آخر تحديث:
http://www.alquds.co.uk/?p=368987
قضايا الحرية الجنسية تهيمن على المشهد الاجتماعي المغربي وتأخذ بعدها السياسي
محمود معروف
http://dzactiviste.info/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3%D9%8A/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق