الجمعة، يونيو 30

تصريح صحفي

تصريح صحفي
لا ردود فعلية على استغاثة الشاعرة الفلسطينية سارة رشاد في العراق
بعد استشهاد اخيها في العراق دون ذنب

كُتّاب بلا حدود – المانيا / المكتب الرئيس :
صرح السيد عبد الرحيم العرجان منسق حملة مؤازرة سارة رشاد ، بعد تلقي منظمة كُتّاب بلا حدود – المانيا / المكتب الرئيس رسالة استغاثة من الشاعرة الفلسطينية سارة رشاد بتاريخ 29/5/2006، تم العمل مباشرة على تنظيم حملة مؤازة لايصال قضيتها الى جميع الجهات ذات العلاقة في مختلف ارجاء العالم، كون معاناة سارة رشاد هي جزء من معاناة الشعب الفلسطيني في العراق، في ظل ظروف انعدام الامن هناك.

تتمحور قضية عائلة سارة رشاد انها أُسرة فلسطينية من حملة الوثيقة المصرية ولا تسمح أي دولة في استضافتهم كسائر الفلسطينين الموجودين في العراق، مع ان جميع افراد عائلتها على مستوى عالي من العلم وميسورين الحال، ولا يتطلب من مستضيفهم اعالتهم، بل فقط السماح لهم بالاقامة في اراضيهم ، وهذا فقط ما تطلبه سارة رشاد ضمن رسالة استغاثتها .

وتتضمن حملة مؤازرة سارة رشاد حشد الرأي من جميع الجهات ذات العلاقة من : حقوق انسان، حقوقيين، جهات إعلامية، كُتّاب اعلاميين وغيرهم، وذلك بهدف ايصال الرسالة الى المسؤولين في مختلف دول العالم بغية استضافة هذه العائلة وعائلات فلسطينية اخرى ، تعيش وضعا خطيرا مشابها في العراق .

واضاف " العرجان " انه وجهت العديد من الرسائل الى مسؤولين وحقوقيين ولغاية الان لم يصلنا أي رد فعلي ايحابي يستجيب للمناشدة ، بل اقتصرت الردود من الجهات الاعلامية والكُتّاب في نشر الخبر فقط ، نكرر مناشدتنا الى جميع الجهات ذات العلاقة بضرورة التدخل السريع لانقاذ هذه الأسرة ، ولابد من الإشارة هنا ان اُسرة رشاد تنتهي صلاحية وثائقها الرسمية في الثالث من اغسطس 2006، الامر الذي قد يزيد الامر تعقيدا ويعرض الأسرة الى خطر اشد .

عائلة رشاد تتكون من والدة سارة و ثلاثة افراد فوق سن الثامنة عشرة وفتاتين دون الثامنة عشرة بالاضافة الى ثلاثة اطفال من ابناء اخيها الشهيد ووالدتهم واغلبيتهم على مقاعد الدراسة الذين يطمحون بتلقي العلم بسلام .

صدر عن منظمة كُتّاب بلا حدود – المانيا / المكتب الرئيس .
للمزيد من المعلومات او التعاون لحل القضية يرجى الاتصال مع رئيس حملة مؤارزة سارة رشاد السيد عبدالرحيم العرجان :
هاتف : عبدالرحيم العرجان / 728 140 39 973 +
هاتف : المانيا / ارضي – + 49 345 8055 481 .. موبايل / + 49 152 047 937 11
البريد الالكتروني :
rahem_arjan@yayhoo.com
www.kuttab.org

ملاحظة : عنوان عائلة رشاد لدينا في حالة الدعم .

نص إستغاثة الكاتبة الفلسطينية سارة رشاد ، التي وجهتها الى منظمة كُتّاب بلا حدود

لم أكن يوماً أظن أني قد أكتب مثل هذه المناشدة أو أفكّر بها ..لكن عندما يسوء الوضع حولنا ونشعر أن الحياة لم تعد تكفي لسماع صراخنا نبدأ طرق الأبواب بيأس كي لا يستمر موتنا أكثر وأكثر ثم بلا نهاية .
نحن عائلة فلسطينية ..تحمل الوثيقة المصرية ..ولدت ُ أنا وأخوتي في الكويت لكن بعد حرب الخليج اضطر والدي للخروج بنا إلى العراق آملاً بتوفير حياة جيدة لأطفاله ...عشنا بالعراق منذ عام 1992 وعانينا ظروفه الصعبة من الحصار وغيرها .

بعد الاحتلال الأمريكي.. زاد الوضع العراقي سوءً بصورة عامة على الجميع من العراقيين واللاجئين وخاصة خلال الأشهر الأخيرة بعد تزايد التفجيرات والاعتقالات وتصاعد وتيرة القتل الطائفي فصار العراقيون أنفسهم يخرجون من بلدهم حفاظاً على حياتهم.
لكن نحن لم نستطع الخروج بسبب حملنا للوثيقة المصرية حيث لا يوجد دولة عربية أو أجنبية توافق على دخولنا أراضيها.. حتى الحكومة المصرية نفسها تسمح فقط للنساء والأطفال الدخول.

وبرغم ذلك حاولنا الاستمرار بالحياة هنا رغم شعورنا بجدران السجن التي تحيطنا محاولين تناسي الرعب والموت والقتل الذي يطلبنا يومياً ولم نظن أن الأمر سيصبح أسوء...
والدي توفى قبل سنتين على الحدود الأردنية العراقية عندما حاول الخروج من هنا لدخول الأردن التي رفضت دخوله لحمله الوثيقة المصرية رغم تواجد أملاك له هنا..

وقبل شهرين تم اعتقال أخي من قبل قوات الحرس الوطني فقط لأنه فلسطيني شاءت الصدفة أن يتواجد قرب انفجار ما ولم يخرج من الاعتقال إلا بعد كمية من التعذيب واعتقال لمدة أسبوعين...

إلى هنا..كان الوضع رغم بشاعته قابل للاحتمال.. لكن الآن و بعد أن تمّ اختطاف أخي من بيننا وقتله بكل بساطة ودون سبب فهذا لا أعتقد هناك من يحتمله..

أنا أشعر بأننا أموات في العراق.. بلا قيمة.. بلا إنسانية.. العراقيون عندما يشعرون بالخطر يسمح لهم بالسفر بسهولة لأي دولة عربية أو أجنبية أما نحن فلا يمكننا..
* عائلتي تتكون من الوالدة ... وهي وكيلة مدرسة عملت في تربية الأجيال لمدة سنوات طويلة
* عامر رشاد ..طالب ماجستير هندسة سيطرة ونظم إلكترونية \ تخصص فرعي سيطرة
* محمد رشاد ... طالب سنة ثالثة هندسة ميكانيك \ تخصص فرعي طاقة
* ساره رشاد ..طالبة سنة ثانية هندسة سيطرة ونظم إلكترونية \ تخصص فرعي ميكاترونيكس
* سندس وبلسم رشاد ...أقل من 18 سنة .
* إضافة لأطفال أخي الشهيد ووالدتهم ...

كنا ننوي السفر لدولة مصر لكنها لا تسمح لأخواني الشباب الدخول وطبعا لا يمكننا السفر دونهم فيكفي ما نعاني من الغربة والتشرد. وأيضاً أصدرت الحكومة السورية قبل فترة قرار يسمح للاجئين الدخول واستبشرنا به خير لكن لم يكن الخبر لصالحنا حيث يتم إدخال اللاجئين إلى منطقة ( الحكسة ) إلى مخيمات لجوء بأوضاع معيشية سيئة...

نطلب فقط وفقط وفقط السماح لنا بدخول أي دولة.. أي دولة عربية أو أجنبية. وأعتقد أننا عائلة مثقفة ومتعلمة لن تكون عالة على أي مجتمع بل العكس لها القدرة على إعطاء أي مجتمع وليس فقط الأخذ منه..

ساعدوني بإيصال مشكلتي لأي مسؤول, لأي جهة, لأي سفارة, لأي شخص يمكنه مساعدتي ومساعدة عائلتي..

لم أطلب يوماً من أحد نشر قصيدة أو نص لي.. لكن أرجوكم. من له علاقة بأي صحيفة أو مجلة فانشروا صوتي فأنا أقترب من الجنون يوماً بعد يوم..
بورك فيكم.. أحتاج للمساعدة ولا أعرف كيف أو من أين أبدأ .

توقيع - سارة رشاد / كاتبة وشاعرة فلسطينية

رسـالـة تهنئـة إلى الأمـة العربيـة!!

ملاحظه : امل من جميع الاخوه والاخوات اعطاء هذا الموضوع مايستحقه من اهتمام حيث ان المخطط الامبريالي الصهيوني عبر ادواته المحليه داخل الساحه الفلسطينيه يستهدف تصفية الحقوق الشرعيه والثوابت التاريخيه للشعب الفلسطيني عبر مايسمى ((بالاستفتاء حول وثيقة الاسراى)).

=============================================ارسلوا التواقيع كافراد او منظمات الى

hbustani2@yahoo.com

سيصدر البيان بعد حوالي ثلاث ايام



هل تؤيدون التوقيع ك"التحالف الشعبي العربي المقاوم"؟؟

مع رجائي بنشر البيان الى اللوائح
الاخرى . تحياتي هشام البستاني
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
لا للاستفتاء ... ونعم للمقاومة
نحن الفعاليات والقوى والشخصيات الوطنية والشعبية العربية...نعلن:

1. ان ما يجري على الارض العربية الفلسطينية حاليا خطير...وخطير جدا، وستكون له انعكاساته الأكثر خطورة على حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية وعلى عموم الوطن العربي...ذلك ان ما يجري اليوم ليس مجرد خلاف على السلطة، او صراع بين فصيلين، بل هو جزء لا يتجزأ من الهجمة الامريكية الصهيونية لتصفية المقاومة العربية الشعبية في عموم الوطن العربي.

2. ونؤكد ان قضية فلسطين هي قضية عربية عقدية، وان فلسطين كأرض محتلة وشعب مشرد لا يمكن طرح مشكلتها الا كصراع وجود بين المقاومة والاحتلال، وان هدف المقاومة لا يمكن ان يكون الا عروبة ارض وشعب فلسطين.

Roman">3. ونرى ان ما تقوم به سلطة اوسلو اليوم هو امتداد لما يقوم به النظام العربي الرسمي الاقليمي من تآمر على قضية فلسطين وعلى كل قضية عربية، وان اخطر حلقات التآمر التاريخي هي موضوعة الاستفتاء المطروح على حق الكيان الصهيوني بالوجود...وباعتبار الاستفتاء على الحقوق الوطنية غير مسبوق في تاريخ الشعوب المحتلة...يؤدي هذا الاستفتاء الى اسقاط حق العودة...لا سيما انه يقتصر على جزء من شعبنا في الضفة والقطاع، ويلغي باقي ابنائه، وفي مقدمتهم من هم في المهاجر والشتات بخاصة، وباقي ابناء الامة العربية بعامة، ويأتي في اطار تصفية القضية الفلسطينية.

4. ونؤكد رفضنا وادانتنا المطلقة لهذا الاستفتاء فالثوابت لا يستفتى عليها، والوطن لا يملكه الجيل الحالي فحسب، وانما هو ملك لكامل الامة ولأجيالها الماضية والمستقبلة ايضا، ولا يملك احد...كائنا من كان...ان يطرح مشروعية الكيان الصهيوني للاستفتاء، ولا تمثيل اجيال الامة...على حساب وحدة وطنها.

.5in">5. اننا نؤكد ان العودة للمقاومة، وعلى رأسها المقاومة المسلحة..هي الطريق الصحيح والسليم، وهي طريق الوحدة الوطنية، واذا كانت هناك حاجة لأي حوار وطني...يجب ان يطرح هذا الحوار وان يقوم على ارضية الاستمرار في المقاومة بمواجهة الوضع القائم، وحرمان العدو من الاستقرار على الارض، ودحر الاحتلال خطوة بعد اخرى، وليس على اساس برنامج استجداء عطف العدو، ومحاولة ايجاد نقاط تلاقي مع برنامجه الاحلالي الالغائي.

6. وما دام الحوار لا يقوم على ارضية الاستمرار في المقاومة على الارض فانه لا يعدو عن كونه استكمالا لأوسلو، وحلقة جديدة في مؤامرة تصفية القضية الفلسطينية...تؤدي فيها سلطة اوسلو اخطر ادوار التآمر في التصفية النهائية لقضية الأمة.

Roman">

لا للاستفتاء..على الثوابت، ولا للاستفتاء...على الاوطان.
لا لبرنامج اوسلو.. ولا لفلسطنة القضية

نعم لاستمرار المقاومه بكافة اشكالها...وستبقى فلسطين عربية ابد الدهر.
عمان في 12 جمادى الاولى 1427 هـ الموافق 8/6/2006م
موقع مبدعون عرب صفحة سوسن البرغوتي
yusuf fadl
nfys001@yahoo.com
رسـالـة تهنئـة إلى الأمـة العربيـة!!Nasr Al-Islam

Présentation de l’auteur Claude L’Hélaouët

بيان من الهيئة القيادية لحزب الوطنيين الأحرار السوريين

حمص في 20-06-2006
في الفترة الواقعة بين 17-20 حزيران 2006 عقدت في مدينتي حمص و القصير سلسلة اجتماعات بين قيادات الحزب لغاية الاستماع لتقرير فضيلة الشيخ عبدالله الحميدي عن زيارته الأخيرة لواشنطن , و لقد رحبت قيادة الحزب بنتائج الزيارة و ثمنت عاليا الشهادة التي أدلى بها ممثل التحالف الديمقراطي السوري و رئيس حزب الإصلاح السوري السيد فريد القادري أمام لجنة الكونجرس الأمريكي و رأت فيها خطوة مفصلية في تاريخ نضال شعبنا ضد استبداد الطغمة البعثية , و نؤكد مصادقة الحزب قيادة و قواعد على ما ورد في هذه الشهادة و نرجو أن تكون فاتحة لدعم جدي من القوى الكبرى و على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لجهود شعبنا ونضاله للحصول على حريته واستقلاله.
و بناء على نتائج زيارة فضيلة الشيخ الحميدي لواشنطن فإن حزبنا يؤكد على النقاط التالية :
1- إن الهيئة القيادية لحزبنا لتؤكد مرة أخرى لشعبنا الصابر و لقواعد الحزب على متانة التحالف المصيري بين الوطنيين الأحرار السوريين قيادة و قواعدا و بين أحزاب التحالف الديمقراطي السوري و على رأسها حزب الإصلاح السوري و رئيسه فريد القادري الرجل الذي لم يبخل بجهد أو وقت أو إمكانيات في سبيل قضية شعبه وأمته .
2- تثمن الهيئة عاليا الجهود التي بذلها السيد فريد القادري و فضيلة الشيخ الحميدي و رفاقهما في واشنطن لشرح عدالة مطالب شعبنا في الحرية و التقدم , و جهود الشيخ الحميدي في إيضاح الصورة الحقيقية للإسلام خلافا للصورة المشوهة عن الإسلام التي يحاول نشرها النظام السوري و حلفاؤه من القوى الإرهابية عن هذا الدين العظيم دين أغلبية شعب سورية المختطف.
3- أقرت قيادة حزبنا كل مقررات اجتماعات و اتصالات واشنطن بين ممثل الحزب الشيخ الحميدي و بين قيادات أحزاب التحالف و بناء عليه تدعو الهيئة السيد فريد الغادري و بقية السادة قادة أحزاب التحالف الديمقراطي السوري إلى التعجيل في عقد اجتماع للتحالف يقر ما تم التخطيط له من سياسة جديدة للتحالف تتصف بفاعلية وجدية مناسبة لخطورة المرحلة القادمة و حساسية الموقف في سورية و محيطها.
4- تدعو الهيئة القيادية لحزبنا كافة الأحزاب والقوى السورية التي تعارض نظام القمع البعثي إلى المبادرة الفورية بالإتصال مع قادة التحالف الديمقراطي السوري والعمل على فتح حوار جدي يستهدف البحث في سبل الإفادة من الفرصة التاريخية المتاحة حاليا بسبب الظروف الدولية الراهنة وتنسيق جهود المعارضة السورية الساعية لإسقاط نظام البعث المجرم.
5- يؤكد الحزب على أن الممارسة الديمقراطية الحقيقية في حزبنا و في التحالف الديمقراطي السوري و الأحزاب المشاركة فيه هي الضمانة الوحيدة لإستمرار ونجاح جهودنا و جهادنا من أجل حرية سورية وشعبها الأسير.

الهيئة القيادية لحزب الوطنيين الأحرار السوريين
حرر البيان الدكتور ن. المصري
sdc@democraticsyria.org Tel.: 00491702003392Fax 0049228211334

Présentation de l’auteur Claude L’Hélaouët

°
° °

Née le 5 Décembre 1942 a TEXENNA dans la région de Djidjelli, Département de Constantine Claude L’Hélaouët a vécu en Algérie de sa naissance à 1962.

Issu d’une famille modeste il nous permet de découvrir ses « SECRETS D’ENFANCE » sur un ton original et rare chez les auteurs Pieds Noirs.

Il nous narre la vie d’un enfant, lui en l’occurrence, depuis, presque sa naissance, tant ses souvenirs sont précis, jusqu’à l’âge adulte, en passant bien sur par son adolescence.

Parallèlement à sa vie d’enfant il nous décrit sa perception de la vie sociale et politique du pays où il est né. Aucune amertume dans son récit, aucune rancœur, aucun esprit de vengeance. Serait-ce un livre humaniste ? Aux lecteurs de juger. Lui se contente de dire ce qu’il a vécu et comment ses propres expériences, son ressenti, ses relations avec les membres de toutes les communautés présents dans son Algérie natale ont forgé l’homme qu’il est devenu avec ses forces et ses faiblesses.

L’intérêt de ce livre est que pour la première fois une vie d’enfant nous fait découvrir celle du bled algérien, les souffrances des uns et des autres et les responsabilités de chacun.

On passe du rire aux larmes, du grave au pathétique, de la légèreté à la misère.

Pas de haine mais vraiment de l’amour des autres et le regret d’avoir vécu un drame qui a abouti à l’exode des pieds noirs.

L’Algérie de Claude L’Hélaouët déborde de bonheur, de lumière, d’odeur, de paysages grandioses, d’amitié et de fraternité. Une utopie ? Et bien pourquoi pas si cette utopie nous écarte de la haine et de l’amertume.

Dans cette période où le monde est en plein bouleversement ces « SECRETS D’ENFANCE » nous apportent un peu de bonheur. Ils nous permettent de revoir un grand nombre d’idées reçues sur la vie des gens dans la campagne algérienne. Avec l’espoir que des deux côtés de cette Méditerranée l’histoire soit revue et corrigée afin que nos enfants regardent devant eux. Ainsi ils s’éloigneront de ce passé sombre, pour marcher vers la lumière. INCH’ALLAHEditions du Losange
61, boulevard Edouard Herriot 06200 NICE
Tel : 04 93 97 21 08 Fax 04 93 44 71 29
E.mail : los1949@wanadoo.fr Editeur
Auteur : claudelhelaouet@yahoo.fr

Nice le 20 mai 2005


Madame, Mademoiselle, Monsieur,

Les Editions du Losange ont publié le livre de Claude L’Hélaouët, intitulé

Secrets d’Enfance
Algérie 1942 – 1962

Au fil des chapitres, l’Auteur évoque le pays de son enfance et de son adolescence. Il entraîne son lecteur d’El-Milia à Constantine, de Bellaa à Sétif, en passant par Mezloug, Guellal, Kerrata, Djidjelli et Bougie. Le regard qu’il porte sur les lieux, les hommes et les femmes, les événements qui ont marqué sa jeune vie, est tendre et d’une grande lucidité. On comprend bien, à le lire, les raisons de ses regrets devant le déroulement de l’histoire de l’Algérie. Mais également comment et pourquoi ce que l’on qualifie d’ « événements » a façonné une personnalité généreuse et attentive.

Vous connaissez Claude L’Hélaouët pour des raisons familiales, professionnelles ou amicales. Vous connaissez la région où il a vécu. Nous vous proposons d’acquérir son Livre, de 232 pages, au format 14x21 cm, au prix de 16 Euros. Nous vous l’adresserons dés réception de votre règlement en prenant les frais de port à notre charge. L’Auteur dédicacera votre livre si vous le demandez.

Antoine-Jean LEONETTI, professeur à l’Université de Nice Sophia-Antipolis, a aimablement accepté de signer la préface de livre.

Nous vous prions d’agréer, Madame, Mademoiselle, Monsieur, l’expression de nos meilleures salutations

Jean Paul Waller.
A découper

Veillez me faire parvenir ….exemplaires du livre de Claude L’Hélaouët
Secrets d’Enfance, au prix unitaire de 16€

Nom et Prénom…………………………………………………………………………………………...

Adresse……………………………………………………………………………………………………

Code Postal……………………….. Ville………………………………………………………………..

A retourner accompagne de votre chèque à l’adresse suivante :
Monsieur Claude L’Hélaouët
8 Rue des Chevaliers de Malte
06100 NICE




Une vision nouvelle de l’Algérie

Claude L’Hélaouët

Présente son livre






ALGERIE 1942 – 1962
Editions du Losange NICE

Constantine Djidjelli
Sétif Bougie
Kerrata El-Milia
Les plus belles années……
Un pays magnifique …….
Des hommes, des femmes…….
La paix, la guerre, des secrets…
La vie, l’amour, la mort…..
Joie de vivre, bonheur…..
Souffrances, larmes….

UNE VIE BRISEE
L’ESPOIR D’UN RETOUR ? ? ?
UN JOUR PEUT ETRE ….. MAIS…..
REVUE TRIMESTRIELLE

VAR MATIN du 16 juillet 2005

Dédicace à Porquerolles
«Secrets d’enfance - Algérie 1942 – 1962 »
de Claude L’Hélaouët



"Il est parfois des souvenirs enfouis de notre enfance que l'on se plait à raconter tout au long de notre vie, il en est d'autres que l'on ne raconte pas tous les jours.

Claude L'Hélaouët raconte ses souvenirs d'enfance en Algérie, cinquante ans aprés dans son dernier livre. Vécus entre 1942 et 1962, ces souvenirs-là ont pourtant gardé aujourd'hui toute leur fraîcheur et innocence, sur fond de décolonisation et de naissance du nouveau monde de l'après-guerre.
Son récit nous est proche car il renvoie tous à nos jeunes années; certes ou nous n'avons pas d'apriori ou de jugement, ni sur le monde qui nous entoure ni sur d'éventuelles différences entre les communautés qui le constituent.

Naître et vivre dans l'Algérie libérée de l'occupation nazie, c'est côtoyer des amis musulmans, juifs et catholiques, sans se poser de questions quant à leurs origines ou à un éventuel destin commun dans une République Française en proie


au doute quant à son propre avenir. Mais le regard lucide de l'auteur sur le déroulement de l'histoire de l'indépendance algérienne apporte aussi des réponses sur l'actualité criante liée aux différents culturels entre l'Occident et l'Orient et même religieux au Proche Orient.
Rencontrer Claude L'Hélaouët autour d'une dédicace à Porquerolles, c'est surtout découvrir une personnalité unique, nourrie de ses origines nord-africaines, mélangées à une vie métropolitaine qui n'a jamais renié l'appartenance à l'esprit du Sud, celui là même qui fait que la tolérance, le partage et le respect sont l'immuable trilogie d'un réel art de vivre.

Un livre d'histoires pour mieux percevoir l'histoire. A lire absolument.
Yan GABRIEL

Claude L’Hélaouët « Secrets d’Enfance – Algérie 1942-1962 » Editions du Losange - NICE











Posté le: 6/10/2005 19:15 Mis à jour: 6/10/2005 19:15

Salut Claude et merci de ce témoignage émouvant et sincère. Que de fois je me suis retrouve dans tes récits. Je suis comme toi, j'ai aussi souvent gambade entre Constantine et Djidjelli.Tu représentes ce que nous attendons tous de la France enfin a reconnaître pour enterrer enfin le passe et voir l'avenir plus serein pour nous et nos enfants.Merci Ya Khouya,Mouloud Bendjazia, Chirurgien OrthopédisteJeddah (Arabie Saoudite)

°°°°
Je ressens toujours les deux mêmes émotions lorsque je commence un livre et que je le termine : joie de se transporter dans un nouveau cadre littéraire et nostalgie de l'avoir fini trop vite.Dans cette littérature aussi bien descriptive que narrative, j'ai retrouvé les villes, le climat, l'école, les odeurs, les couleurs et même les noms propres changés volontairement et qui ont fait renaître juste pour un instant la vie de mes parents.Agréable plongée dans ton intimité familiale qui fait découvrir au lecteurle quotidien que fut celui des Pieds-Noirs. Quotidien imprégné de l'Algériequi marqua profondément, telle une cicatrice qui restera à jamais, la vie de ces Gens sur plusieurs générations en général et ton total épanouissement en particulier.Ce jeune homme, j'aurais tellement aimé le rencontrer à cette époque, dans ce pays à l'instant au fil de ces pages, où ressort son Je si subjectif.Permettre d'être quelqu'un d'autre ailleurs, suivre les traces d'un jeune homme dans une autre vie, ne garder que le meilleur comme souvenirs quisont aussi peut-être quelque part un peu les nôtres, c'est ce que tu nous adonné de vivre en écrivant tout simplement ton histoire. Merci. YolandeMarseille




……….je voulais principalement m'adresser a Claude L’Hélaouët qui m'avait conseillé de lire son livre pour mieux comprendre la vie en Algérie dans ces années de guerre. Je viens de le terminer il y a quelques temps. Même si ce n'est qu'un aspect de la vie des français en Algérie a cette époque, je comprend beaucoup mieux les relations entre les différentes communautés. Bien que ce livre se veuille seulement un témoignage et non un livre d'histoire , il présente parfaitement la petite histoire. Merci donc de m'avoir permis de mieux connaître l'ambiance dans laquelle a dù vivre mon père.J'aime bien ce climat convivial qui en ressort…….
Denis BERANGER, fils d’un Constantinois.
0
0 0
Avis sur le livre émis le 25.01.2006 par un algérien, professeur de SAINT ARNAUD (EL EULMA) dans le département de Constantine prés de Sétif.

Cher Claude,
J'ai reçu ton livre! Nous avons failli dénigré la poste algérienne et même française .
J'ai lu ton livre ! Automatiquement tu vas me dire : Qu'en penses-tu?
Eh bien je te livre mes impressions qui n'engagent que moi même. Je ne suis pas un critique littéraire. J’ai passé 42 ans dans l'enseignement, tout le temps avec des enfants !!! .J'ai travaillé à ZITOUNA (Bessembourg ) dans le massif de COLLO (détaché en qualité de s/préfet et j'ai beaucoup apprécié ta description de OUED ZHOR "La Vallée des Fleurs" limitrophe d'EL MILIA. Donc mon cher CLAUDE ton livre est merveilleux. J'ai beaucoup aimé. Tu es formidable Claude.
Ce qui m'a plu ,c'est ta fierté multidimensionnelle !
Tu es fier d'être FRANCAIS
Tu es fier d’être ALGERIEN
Tu es fier d’être né en Algérie, d'avoir vécu dans ces petits villages, d'avoir connu et côtoyé les Algériens ( Français, Arabes, Juifs )
J'admire la façon , le style et les mots dont tu te sers pour décrire ton pays et ses différentes régions. Tes souvenirs sont aussi les nôtres à quelques détails près. Je te remercie de m'avoir fait revivre mon enfance et ma jeunesse.
Les personnages quels qu'ils soient sont décrits avec sincérité, innocence, objectivité, humour...!
Je te salue pour ton courage, j’allais dire ta neutralité, car à aucun moment tu n'as cherché à offenser, froisser ou humilier les "Arabes". Tu as rapporté tes souvenirs sans haine, sans parti pris, sans remords. Un peu de nostalgie peut être mais tu es resté DIGNE.
Je te fais part de mes sentiments dans le site "SAINT ARNAUD " pour inviter ceux qui ont vécu à SETIF et sa région ,à BOUGIE, à DJIDJELLI ,à EL-MILIA ,à CONSTANTINE et leurs régions respectives à LIRE ton livre. Ils s'y reconnaîtront. J'en suis sûr: il aimeront le livre :

SECRETS d'ENFANCE
Algérie 1942/1962
Editions du LOSANGE
NICE

Claude
Je dois te dire que j'ai bien reçu ton Bouquin, qu'il m'a fort ému bien que n'étant pas né la bas j'y ai retrouvé la chaleur de ma famille, la même description des choses, je me suis retrouvé rajeuni avec tous mes êtres chers autour de moi, hélas ce n'était qu'un rêve. J'y ai mis le nez dedans vers les 15 heures et ne l'ai retiré qu'en fermant la dernière page.
Je dois aussi te féliciter car tu as le courage de parler de choses que moi comme bien d'autres avons enfoui au fond de notre être et que nous ne savons pas ressortir.
Dépêche toi a en refaire un autre afin de nous enchanter encore
Je t'embrasse toi et ta famille
Christian

Reçu le 05.02.2006 de Christian F…Appelé en Algérie et qui y est resté après son service jusqu’à l’Indépendance, marié à une pied noir.

OOOO

Que dire de ton livre ? ... J'aime beaucoup. J'ai l'impression de rajeunir de ... quelques années. Tout y est. Les odeurs, les bruits (j'ai revu les cigognes sur le clocher de l'église, entendu aussi...), les sentiments, les peurs, la fraternité, malgré tout ce qui se passait...
Ton objectivité m'a beaucoup touchée.
J'aime beaucoup ton humour également.
Et dire que la bêtise humaine et la politique ont tout gâché !!!
J'ai déjà parlé de "Souvenirs d'enfance" autour de moi...

Reçu le 07.02.2006 de Sylviane Labarbe originaire de Saint Arnaud. 0000000
Moi , ce matin je voudrai vous rappeler qu'il y a parmi nous un écrivain de grand talent auteur d'un livre dont j'ai eu ,il y a quelque temps , à faire l'éloge ,très sincèrement .
Je veux parler de "secrets d'enfance" de notre ami Claude qui nous raconte sa jeunesse, son adolescence , ses premiers émois dans cette Algérie qui commence à s'éloigner de nous ,imperceptiblement ; son éveil dans la campagne constantinoise au milieu des fellahs des Chaouïa ,son attachement à cette terre ,son regard quasiment visionnaire de l'Algérie de demain font de ce livre un véritable hymne à notre mémoire .
Personnellement , moi qui suis un enfant de la ville ,avec des événements arrivés trop tôt dans ma jeunesse pour que je connaisse cette campagne algérienne, nourricière et ô combien attachante , j'ai découvert au travers de ce beau livre ce monde que Claude nous dépeint avec l'amour ,la sensibilité ,l'émotion que lui seul est capable de donner avec autant de générosité.
Alors ,voilà mes amis ! je ne peux que vous conseiller la lecture de cet ouvrage (pour les rares EdR qui ne l'auraient pas encore lu) ; mais surtout faites le connaître autour de vous , il le mérite amplement.

Extrait d’un e-mail émis le 07.02.2006 par Joseph Laloum, Constantinois membre du groupe Yahoo. Enfants du Rhumel OoooO
Mon cousin Didier M…. a eu la gentillesse et la délicate attention de m'offrir votre livre "Secrets d'enfance" pour mon anniversaire. Je vous remercie de votre dédicace qui m'a beaucoup touchée.
En lisant votre livre, vos récits ont ravivé tous les sentiments que pouvait avoir le jeune garçon que j'étais à l'époque. Vous décrivez avec exactitude l'atmosphère, les couleurs, les odeurs et les paysages de notre terre natale pour ne pas dire notre pays. Saint-Arnaud mon village reste le plus beau malgré ce que j'ai pu vivre pendant cette sale guerre. Nous aussi avons joué avec les noyaux d'abricots, les avions de papiers et les stylos à billes qui servaient de sarbacane pour envoyer sur les copains des morceaux de papiers ou graines de mûriers.
Contrairement à ce que vous mettez dans votre dédicace votre version des choses est tout à fait identique à la mienne. En effet même si mon père âgé de 33 ans le 3 janvier 1957 à été tué sous mes yeux, je trouve que cette guerre ne pouvait être évitée compte tenu de l'attitude que nous avions envers nos frères arabes. Justement la mort de mon père , après une période de colère et de haine m'a permis d'ouvrir les yeux sur la réalité des événements. J'ai toujours en mémoire l'image d'un jeune arabe qui avait le même âge que le mien peu de temps avant la mort de mon père. Cet enfant nommé Taïeb attendait bien sagement assis sur un tabouret dans un coin de la cuisine chez ma grand-mère maternelle afin que celle-ci lui donne de l'argent et une liste pour faire les commissions. Dans le même temps je savourais devant lui un bon petit déjeuné avec des tartines de pain beurré et de la confiture avant de me rendre à l'école. Cet enfant n'allait pas à l'école et devait certainement avoir l'estomac vide.... Quelle injustice!!! et j'ai ainsi été témoin d'autres événements qui m'ont marqués (Il faut dire qu'en 1954 j'avais 5 ans et que j'ai beaucoup plus connu l'Algérie en guerre qu'en paix. (Nous aurons peut-être l'occasion d'en parler plus en détail).
Moi aussi j'ai joué au foot avec des copains français et arabes. j'ai même formé une équipe que l'on avait nommée "L'étoile jaune" sans savoir ce qui s'était passé malheureusement quelques années auparavant. Didier jouait également dans l'équipe. Nous étions toujours ensemble. Dans vos récits j'ai remarqué certaines similitudes entre vous et moi. Mes parents se sont mariés à Bougie, ma mère après le décès de mon père a été secrétaire dans la SAS à Tocqueville . La création d'une équipe de foot, les bals .........
Merci encore pour les bons moments que j'ai passé en votre compagnie par l'intermédiaire de votre livre.
Bien amicalementReçu à Nice le 10.03.2006 Ecrit par Jean-Paul Bernard TOULOUSE.

مشروع تعديل قانون محاسبة سورية لدعم حقوق الأنسان في سورية

مشروع تعديل قانون محاسبة سورية لدعم حقوق الأنسان في سورية



واشنطن في 06-22-2006

وجه التحالف الديمقراطي السوري رسالة الى النائبة الأمريكية اليانا روس ليتينن رئيسة لجنة شؤون الشرق الاوسط في الكونغرس الاميركي لطرح تعديل قانون محاسبة سورية في المرحلة مابعد عطلة الصيف ، وبناء على طلب اللجنة التنفيذية للتحالف الديمقراطي السوري ومستقلين سوريين ارسل فريد الغادري رئيس حزب الاصلاح السوري المعارض الى النائبة الاميركية الرسالة طالبا فيها بالضغط على النظام السوري لحماية المجتمع المدني والدفاع عن الناشطين السوريين واسرهم والافراج عن المعتقلين السياسيين وخاصة ميشيل كيلو، فاتح جاموس، كمال اللبواني، محمد عبد الله وغيرهم من الذين يدافعون عن حقوق الشعب السوري

وطالبت الرسالة بدعم الديمقراطية والحرية في سورية بشكل علني وحازم وسن قانون محاسبة سوريا بشكل صارم بحيث تمتنع بعض الجهات الاميركية التي دعمت تاريخيا الديكتاتوريات في البلاد العربية عن تجاوزه ، كما طالبت الرسالة بالضغط على نظام الاسد لرفع حالة الطوارىء، والغاء المادة 8 من الدستور السوري التي تعلن حزب البعث حزبا قائدا للدولة والمجتمع، والغاء القانون49 لعام 1980 الذي يقضي باعدام كل من ينتسب الى جماعة الاخوان المسلمين في سورية ودعم المعارضة السورية الديمقراطية ماديا وبكل الوسائل، ودعم القضية الكردية كقضية عادلة ودعم كل الاثنيات في سورية وخاصة الطائفة العلوية، واقرار قانون محاسبة سورية، دون حق الفيتو، بان تتوقف الادارة الاميركية عن دعم اي بعثي حالي او سابق كانت له قرارات نافذة في النظام، وعدم دعم، دون حق الفيتو، كل مسؤول سابق او حالي كنت يديه ملطخة بدماء الشعب السوري

وقد وقع هذه الرسالة 40 شخصية سورية من سياسيين ومستقلين مثل الشيخ مبارك الخزنوي، الشيخ عبد الله الحميدي، السيد جان عنتر، الدكتور حسين سعدو، السيدة نورا العلي، اسلام محمد يسر السرميني، يوسف العظمة، اصلان علي، حمشيد رشيد، مارك حسين، فريد الغادري واخرين

sdc@democraticsyria.org Tel.: 00491702003392

نـــــــــزار حيدر لصحيفة (الصباح) البغدادية:

نــــــــــــــزار حيدر في حوار مع رئيسة تحرير موقع (سعوديات نت) عن مقتل زعيم الارهابيين في العراق:

هكذا يموت التافهون

أجرت رئيسة تحرير موقع (سعوديات نت) الالكتروني، السيدة نوال اليوسف، حوارا مع نــــــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، وسألته عن معنى مقتل زعيم الارهابيين في العراق اليوم، وما اذا كان ذلك سيضع حدا للعنف الذي يجتاح بلاد الرافدين العزيزة؟.
كما سألته عن رأيه بوزراء الملف الامني في حكومة السيد نوري المالكي، والذين منحهم مجلس النواب أمس الثقة الدستورية؟ والأولويات التي ينتظر العراقيون من الحكومة انجازها على وجه السرعة؟.

ادناه نص الحوار:

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

السؤال الاول:

ما هو تعليقكم على مقتل زعيم الارهابيين في العراق، وفي هذا الوقت بالذات؟.
الجواب:

بادئ ذي بدء، أود، أولا، أن أهنئ كل ضحايا الارهاب في العراق وعموم العراقيين، بمقتل زعيم الارهابيين وكبير القتلة المجرمين، سائلا العلي القدير أن يأتي عليهم الواحد تلو الآخر، حتى آخرهم، لينعم العراق وشعبه بالأمن والحرية والسلام والتعايش السلمي.
أبارك للعراقيين صمودهم الذين نزعوا به سلاح هذا الارهابي العتيد، فلولاه لما يئس الذين من خلفه، الذين صنعوه وسوقوه اعلاميا، ليقضوا به وطرهم حتى حين.
الحمد لله، فلقد تخلى عنه، أخيرا، من كان يقف خلف هذا الارهابي وتركه يلقى مصيره الأسود.
تركته الأنظمة العربية الطائفية الشمولية التي تخشى تجربة الديمقراطية في العراق، فسكتت على جرائمه دهرا، فيما دعمته بعضها بأسباب الديمومة والاستمرار.
وتركته عدد من الأسر الحاكمة في المنطقة، ممن تخشى على عروشها، الهزة التي ستطيح بها اذا ما استقر العراق، أو هكذا تتصور.
تركه علماء البلاط وفقهاء السلطان من التكفيريين الطائفيين، الذين يرون في دور الأغلبية العراقية نذير شؤم عليهم وعلى عروشهم الدينية الطائفية المتهاوية.
تركه الاعلام الطائفي العنصري الحاقد، الذي ظل ينفخ فيه حتى انفجر على صخرة الصمود العراقي.
هكذا، اذن، يموت التافهون، ممن باع آخرته بدنيا غيره، ظنا منه بأن من يستعمله أداة لتنفيذ أجنداته الخاصة سيعطف عليه بفتات، واذا به يجازيه القتل والى الجحيم.
أتمنى أن لا يكرر من ظل يقف وراء هذا الارهابي ، خاصة عدد من أجهزة المخابرات الاقليمية والدولية، وعلى وجه التحديد، المخابرات الاردنية، نفس التجربة مرة أخرى، فيعمد الى تجنيد أدوات أخرى لذات الأغراض والأهداف.
أتمنى أن يكونوا جميعا قد استوعبوا الدرس الذي سجله صمود العراقيين وتحديهم وثباتهم وصبرهم وعظهم على النواجذ، من أجل الهدف الأسمى المتمثل ببناء العراق الجديد، وصيانة وحدته، أرضا وشعبا.
أتمنى أن يكونوا قد تعلموا درسا مفاده بأن التهديد والقتل لا ينفع سياسة لاركاع العراقيين واذلالهم، ولو كانت هذه السياسة تنجح معهم لنجح الطاغية الذليل صدام حسين الذي سامهم العذاب على مدى أكثر من ثلاثة عقود، لينتهي به المطاف في بالوعة مهجورة في الصحراء.
نعرف جميعا، بأن الارهابي القتيل كان يحمل في عقله المريض تفاصيل أخطر مشروع طائفي لتدمير العراق، خططت له وحاولت تنفيذه، أكثر من جهة محلية واقليمية ودولية، من خلال اثارة النعرات الطائفية بين العراقيين، ولقد حاول تفجير الشارع العراقي بحرب طائفية ما كانت لتبقي ولا تذر، لولا صبر العراقيين وتحملهم، ولولا الحكمة الواسعة التي تتصف بها قياداته الدينية على وجه التحديد، ولذلك فان مقتله مؤشر على فشل مشروعه الذي نأمل أن يقبر بجانبه من دون رجعة، باذن الله تعالى.

السؤال الثاني:

يرى البعض، أن مقتل هذا الارهابي هو انتصار للحكومة العراقية، وقوة دفع حقيقية للعملية السياسية الجارية في العراق.
ماذا ترون انتم؟.
الجواب:

بالتأكيد، فهو انتصار ليس للحكومة العراقية فقط، وانما لكل العراقيين الذين تحولوا خلال السنين الثلاثة الماضية الى مشروع قتل وتدمير وذبح وتفخيخ لهذا المجرم الارهابي.
برأيي، فان مقتله سيعطي العملية السياسية زخما جديدا يدفعها الى الأمام، كما أنه سيمنح العراقيين ثقة اضافية بالمشروع السياسي الجديد الذي تبنوه منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ولحد الآن، والقائم على أساس المشاركة الحقيقية بين مختلف مكونات الشعب العراقي من دون تمييز.
ولذلك فرح العراقيون بمقتله، فيما حزن عليه من يشبهه في الهدف والوسيلة، من التكفيريين والطائفيين وأيتام النظام الشمولي البائد.
السؤال الثالث:

بعد مقتل زعيم الارهابيين، هل تعتقد بأن تنظيمات الارهابيين في العراق ستنهار بالكامل؟ وهل ترى أن ذلك سينهي موجة العنف التي تجتاح بلاد الرافدين العزيزة؟.
الجواب:

يستحسن أن لا نسترسل في التفاؤل المفرط، بمقتل زعيم الارهابيين في العراق، فالحرب على الارهاب حرب طويلة الأمد، لأنها حرب بين قوى النور وقوى الظلام، انها حرب مصير، فاما أن يكون الشعب العراقي أو أن يسود الارهاب والقتل والتدمير، فتعود عقارب الزمن العراقي الى الوراء.
ان المجرم القتيل لم يكن سوى أداة بيد من صنعه لتدمير العراق والعملية السياسية الجديدة، من بين عدد كبير من الأدوات، وأن من صنعه واستخدمه طوال الفترة الزمنية الماضية، لتنفيذ سياساته وأجنداته الخاصة، لقادر على أن يصنع أمثاله اذا ارتأت مصالحه ذلك، واذا كانت أجهزة المخابرات الدولية والاقليمية التي ارتأت التخلص من هذه الأداة الآن ولأسباب خاصة، فهذا لا يعني بالضرورة أنها قررت تصفية كل أدواتها والى الأبد، فقد تكون سياستها في المرحلة القادمة تجديد الأدوات بعد أن كادت اللعبة أن تنكشف على الملأ، الا أن المأمول من بقية الأدوات والدمى، أن تعتبر بمصير زميلها القتيل علها تعود الى رشدها فلا تتورط بدماء الابرياء من أجل حفنة من المال الحرام مغلف بفتوى طائفية حاقدة، ومعبأ بشعارات دينية كاذبة ومنافقة وغير حقيقية كالجهاد والمقاومة وما الى ذلك من الخزعبلات والاكاذيب المفضوحة. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فعندما تكون ماهية الحرب، أية حرب، بهذا المعنى الفلسفي العميق، فانها، بطبيعتها، تكون حرب طويلة الأمد، خاصة عندما يشهد الواقع انقلابا جذريا على الماضي الأسود، كما هي عليه الحال في العراق اليوم.
فالعراق لا يشهد عمليات ترقيع للواقع السياسي المر الذي عاشه العراقيون طوال نيف وثمانين عاما، بل انه انقلاب جذري على موروث سياسي تأسس على الخطأ واستمر كل تلك الفترة الزمنية، حتى اذا نزا النظام البائد على السلطة في تموز عام 1968 قضى على كل ما من شأنه أن يساهم في بناء الانسان والأوطان.
وهذه هي حال الانقلابات الجذرية في القيم والمفاهيم والأسس، عندما تمس واقعا ما، فهي تظل تشهد صراعا دمويا بين قوى الخير والشر، قوى النور والظلام، لحين أن يدب اليأس في الباطل، فترتعد فرائصه وتتحطم مفاصله، فيعلن هزيمته، فينتصر الخير على الشر، والحق على الباطل.
واذا قرأنا تاريخ الأمم والشعوب، فسوف لن نجد في حالة العراق بدعا من هذا التاريخ.
لنأخذ مثلا على ذلك حركة الاسلام أيام التأسيس الأولى على يد رسول الله (ص) ألم يستمر الصراع بين الخير والشر قرابة نيف وعشرين عاما قبل أن ينتصر الاسلام وتتهاوى أركان الشر المتمثلة بعتاد قريش وجبابرتها؟ فلو لم يكن الاسلام يستهدف استحداث انقلاب جذري في مفاهيم وقيم المجتمع آنذاك، لما دام الصراع المرير بين الخير والشر كل تلك الفترة الزمنية، بل للجأ الطرفان الى التفاوض على الغنائم ولتنازل كل طرف عن بعض امتيازاته لصالح الاخر، ولسار كل طرف الى منتصف الطريق للالتقاء بالآخر ولأتفق الجانبان على تقاسم الحصص والغنائم ولانتهى الصراع بينهما في أسرع وقت، كما هو حال تجار السياسة ولصوص الأوطان الذين يتنازلون عن حقوق الناس للآخرين، بمجرد أن يمس الصراع مصالحهم الشخصية.
ما يجري في العراق اليوم هو صراع من هذا القبيل، ولا يمكن أن تكون نتيجته الا أن ينتصر العراقيون في هذه الحرب الشعواء التي يشنها عليهم الارهابيون من التكفيريين وأيتام النظام البائد والطائفيين الذين لا يقدرون، حتى الآن على الأقل، على استيعاب ما يجري في العراق منذ سقوط الصنم، ممن يريدون أن يعودوا بالعراق الى سابق عهده، تحكمه الأقلية على أساس التمييز الطائفي والاثني، فتعود تستفرد بالسلطة، من دون أن يشاركها أحد من العراقيين فيها.
السؤال الرابع:

يرى بعض المحللين السياسيين، أن مصرع زعيم الارهابيين يعد فرصة كبيرة لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق، كما أنها فرصة للدول التي لم تقف الى جانب الشعب العراقي في محنته وهو يواجه تحدي الارهاب ويسعى لبناء بلده من جديد لتعيد النظر في مواقفها.
ما هو تعليقكم انتم على ذلك؟.
الجواب:

يأمل العراقيون أن يقتنص الجميع الفرصة لاعادة النظر في سياساته السابقة، ولكن، بين الأمل والحقيقة مسافة لا يردمها الا التفكير الواقعي المبتني على أساس الاعتراف بارادة العراقيين التي اختارت العملية السياسية الجديدة، القائمة على أساس المساواة والتداول السلمي للسلطة، ونبذ العنف والارهاب.
ان على الهيئات السنية في العراق، التي لا زالت تتخذ موقفا سلبيا من العملية السياسية الجارية في البلاد، ساعية الى توظيف أجندات مجموعات العنف والارهاب، أن تعتبر بالنهاية المذلة لهذا المجرم لتعيد بالتالي النظر في سياساتها المشبوهة وغير الوطنية المتورطة في الارهاب، لتقرر الالتحاق بالعملية السياسية الى جانب بقية الفرقاء بمن فيهم السنة الآخرين الذين استنتجوا في نهاية المطاف بأن الارهاب ليس هو الحل وأن العنف لا يخدم البلاد، كما أن العنف والارهاب لا يحققان مصلحة لأحد، ولا يمكن أن يكونا الوسيلة المناسبة لانتزاع حقوق أية فئة أو مجموعة، فاتخذوا قرارهم الشجاع والقاضي بفك ارتباطهم بجماعات القتل والذبح والتفخيخ ليلتحقوا بالعملية السياسية كشركاء حقيقيين، أو هكذا نأمل منهم ونتوسم فيهم.
انهم بحاجة الى اعادة قراءة للمشهد العراقي، تتحلى بالشجاعة والموضوعية والواقعية، حتى لا تأخذهم العزة بالاثم، فيصروا على مواقفهم غير الصحيحة، اذ ليس المشكلة في أن يخطأ المرء، لأن كل ابن آدم خطاء، انما المشكلة، كل المشكلة، تكمن في أن يصر المخطئ على ارتكاب الخطأ، وهو يرى أن الواقع يتغير، ولذلك فان خير الخطائين التوابون.
عليهم أن يعترفوا بهذا الواقع ويتنازلوا لارادة العراقيين التي سجلت رأيها في صناديق الاقتراع بالدم وبالتضحيات الجسيمة، بكل عزيمة واصرار وثقة.
عليهم أن يعترفوا بخطاهم، ولو كان ذلك مع أنفسهم، ليقدروا على البدء بالتفكير الجديد والسليم.
كذلك فان على الأنظمة والمؤسسات العربية السياسية منها والاعلامية، أن تتعظ بمصير هذا الارهابي المجرم، لتعيد، كذلك، موقفها من كل ما يجري في العراق، فلا تظل تدعم مجموعات العنف والارهاب بالفتوى الطائفية الحاقدة والمال الحرام والدعاية السوداء المظللة، والدعم اللوجستي.
عليهم أن يقرروا، فورا، الوقوف الى جانب العراقيين في محنتهم فيغيروا من مواقفهم السياسية ولهجتهم الاعلامية التي لا زالت تحاول تضليل الرأي العام العربي، والا ماذا نسمي تباكي احدى فضائيات العنف الطائفي الحاقد، على بنود اتفاقيات جنيف لأنها انتهكت جراء نشر صور المجرم بعد مقتله، على حد زعمها، في الوقت الذي رأيناها ونراها يوميا وهي تحتفي بالافلام التي تصور المجرم القتيل أو أحد أعوانه، وهم يذبحون ضحاياهم ويقطعون رؤوس الناس؟.
ألا يعني ذلك أنهم، وكما يبدو لي، لا يفكرون بشكل جدي في تغيير مواقفهم بالاستفادة من هذه الفرصة الذهبية؟.
ان عليهم أن يستغلوا الفرصة، بالفعل، لتغيير كل سياساتهم ازاء العراق، والقائمة على الحقد والكراهية والخوف والريبة مما يجري فيه من اعادة بناء النظام السياسي واستبداله بالديمقراطية والانفتاح والمشاركة الحقيقية، بعد عقود طويلة من حكم الأنظمة الاستبدادية الشمولية، ليكونوا عونا لهم.
السؤال الخامس:

ما هو تقييمكم لوزراء الملف الأمني في الحكومة الجديدة والذين نالوا أمس ثقة مجلس النواب العراقي؟.
الجواب:

لقد قلت في مقال سابق، أنه، ومن أجل أن لا أظلم الحكومة العراقية الجديدة واستعجل الحكم عليها، فسأمنحها مدة ستة أشهر لنتأكد جميعا ما اذا كانت جديرة بالاحترام والتقدير من خلال انجازاتها الوطنية الاستثنائية، أم لا؟.
للأسف الشديد، فلقد تحول موضوع تسمية الوزير أو الوزراء، مجرد تسميتهم، الى انجاز، أو هكذا يخيل للناس، وهذا خطأ كبير، فتسمية الوزير ليس هو الهدف وانما هو الوسيلة من أجل تحقيق هدف أسمى يتجلى في الانجاز.
ما فائدة تسمية الوزير، أي وزير، اذا لم يثبت حرصه على العراق وشعبه الأبي وأمانته على المال العام، واذا لم يثبت كفاءته وقدرته على انجاز الفعل الذي ينتظره العراقيون الذين منحوه الثقة من خلال نوابه في مجلس النواب، الذين حازوا على ثقة العراقيين من خلال صندوق الاقتراع؟.
العراقيون ينتظرون الأفعال والانجازات، وهم، وبصراحة أقول، غير مكترثين بالأقوال كثيرا، فلقد اتخموا شعارات براقة ووعود معسولة وكلام جميل، وبقي أن يلمسوا الانجاز الذي يداوي جراحهم النازفة منذ عقود طويلة.
انهم ينتظرون أن يباشر الوزير بالعمل لينجز الذي عليه من الحق، خاصة وزارات الملف الأمني، الذي يعد حجر الزاوية في توكيد أو انهيار مصداقية الحكومة الجديدة.
وفي كل الأحول، فان العراقيين يتضرعون الى العلي القدير لأن يسدد خطا الحكومة، لتنجح في مهامها التاريخية الموكولة اليها، ويبقى على الحكومة أن تثبت قدرتها وكفاءتها من خلال ابداء اهتمام أكبر بآلام المواطن العراقي وآماله وتطلعاته.
السؤال السادس:

ماذا تقول للشعب العراقي ولحكومته الجديدة بعد مصرع زعيم الارهابيين اليوم؟.
الجواب:

أقول لهم، انها البداية لمشوار طويل من الحرب على الارهاب، وعليهم جميعا أن يستعدوا لمواجهة كل الاحتمالات، فقد يحاول الارهابيون الرد على مقتل زعيمهم، بتصعيد جرائمهم، وهذا ما يتطلب من الشعب والحكومة الاصطفاف خلف بعض لمواجهة كل الاحتمالات السيئة، فاليقضة مطلوبة، والوعي السياسي والأمني لازم ضروري من ضرورات تحقيق الانتصار على الارهابيين في هذه الحرب المقدسة، من أجل عراق جديد خال من العنف والارهاب بكل أشكاله.
ومن دلائل الوعي والحذر، أن يضع الجميع الخلافات الثانوية جانبا، من أجل أن ينشغلوا بالواجبات فقط، أما النوافل والمستحبات، فعلى الجميع تأجيل النظر فيها والحديث عنها، فاذا ما أضرت النوافل بالواجبات، يلزم التأجيل الى الوقت المعلوم والمناسب.
السؤال السابع:

وما هي توقعاتكم لمشروع الوحدة الوطنية الذي من المتوقع أن ينطلق في العراق، اثر اعلان السيد المالكي للمصالحة الوطنية مؤخرا؟.
الجواب:

في الحقيقة أنا لا أفهم ما هو المقصود بالمصالحة الوطنية، وبين من؟ ومع من؟.
فمن جانب، يصف الجميع الحكومة العراقية الجديدة، بأنها حكومة وحدة وطنية، على اعتبار أن كل العراقيين ممثلين فيها أو تحت قبة البرلمان، ومن جانب آخر يتحدث البعض، وخاصة جامعة الدول العربية، عن مشروع تطلق عليه تسمية المصالحة الوطنية.
طيب، اذا كان كل العراقيين مشتركون في الحكومة، وهذا باعتراف العراقيين أنفسهم، وكل دول التحالف الدولي، بل وباعتراف حتى من يدعو الى المشروع الآنف الذكر، فماذا تعني المصالحة الوطنية اذن؟.
الا اللهم أن يكون المقصود من التسمية هو المصالحة بين الضحايا والجلادين الذين رفضوا المشاركة في العملية السياسية واختاروا السلاح كوسيلة للتأثير في الشارع العراقي، ليس لأن أحدا من العراقيين رفض مشاركتهم، أو أن قوة معينة أبعدتهم عن المشاركة، وانما لأنهم يرفضون العملية السياسية من أساسها، فهم لا يؤمنون بالديمقراطية، ولا يعتقدون بصندوق الاقتراع، فهم لا زالوا مسكونين بنظرية التفرد والاستفراد والاستعلاء والنظرة الفوقية للآخرين، وعدم الاعتراف بالآخر، بغض النظر عن المنطلقات، ما اذا كانت طائفية أو عنصرية أو أي شئ آخر.
أقول اذا كان المقصود بالتسمية، هو مصالحة الضحايا مع أمثال هؤلاء، فان المشروع مرفوض جملة وتفصيلا، لأنه يعتمد الظلم في أساس منطلقاته، وهذا ما لا يمكن القبول به من قبل كل العراقيين، والا لما جازفوا وتحدوا كل الصعوبات من أجل أن يصلوا الى صندوق الاقتراع ليقفوا أمامه ليدلوا برأيهم وصوتهم في الانتخابات العامة التي أفرزت مؤسسات الدولة العراقية الجديدة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فان الباب لا زال مفتوحا ولم يوصد بوجه أي عراقي يريد المشاركة في العملية السياسية، شريطة أن يلقي السلاح ويعترف بها وبأدواتها ونتائجها، ومن ثم يقرر أن يشارك فيها من دون شروط مسبقة.
السؤال الثامن:

يرى بعض المراقبين ان احتواء المسلحين الذين يرفعون السلاح بوجه العملية السياسية من قبل الحكومة العراقية الجديدة، سيعجل في وضع حد للعنف والارهاب في العراق.
ماذا ترى أنت؟.
الجواب:

لقد بذلت كل الأطراف العراقية، السياسية منها والحزبية والدينية، جهودا مضنية من أجل اقناع المجموعات المسلحة من غير المتورطة بدم العراقيين، لالقاء سلاحها والمشاركة في العملية السياسية.
ولا زال هناك من يبذل الجهود الكبيرة من أجل تحقيق ذلك، ولكن يبدو لي أن من أراد أن يقتنع بالعملية السياسية ويلقي سلاحه، قد اقتنع بذلك وأقدم عليه، أما الباقون فاعتقد بأنهم لا يريدون أن يقتنعوا بذلك ولذلك يرفضون التفكير بصوت عال من أجل أن يصلوا الى النتيجة الايجابية التي وصل اليها من قبل، الكثير ممن حمل السلاح ثم ندم عليه.
برأيي فان مما لا شك فيه، أن أي حوار مع أي مسلح لم يتورط بالدم العراقي، انما هو أمر محمود بل مطلوب، خاصة في هذا الوقت، وعلى وجه الخصوص، اليوم وبعد مقتل زعيم الارهابيين، لأن ذلك سيصيب الكثير من المسلحين بالاحباط واليأس، ما سيدفعهم الى اعادة النظر والتفكير بطريقة واسلوب عملهم، ولذلك ينبغي أن يفتح العراقيون، الحكومة على وجه التحديد، أمامهم ولهم نوافذ أمل جديد يدفعهم ويشجعهم على الاسراع في اتخاذ القرار الصحيح بنبذ السلاح والايمان بالعملية السياسية للالتحاق بها، كل على طريقته.
الذي أتمناه هو، لو أن أي مسلح وجد أمامه نافذة جديدة تفتحها الحكومة أمامه، عليه أن لا يقرأها خطأ، فيتصور بأنها دليل ضعف أو عجز مثلا، بل عليه أن يفهمها على أنها دليل جديد على حرص العراقيين على انتشاله من ورطته لاحتضانه وضمه الى صدر العراق الكبير والحنون على أبنائه كالأم الحنون على ابنها الرضيع.
أما اذا قرأ أحدهم الأمر بطريقة خطأ، فسيحرم نفسه فرصة جديدة، وهو بذلك سيظلم نفسه وبلده وشعبه، وهو سيندم في نهاية المطاف ويلعن الساعة التي أغواه فيها الشيطان الرجيم الذي يزين لأوليائه زخرف القول غرورا، كما يحسن لهم الخطأ ليسيروا اليه ويقعوا فيه، وبعد ذلك، تراه يتبرأ منهم، براءة الذئب من دم يوسف.
السؤال التاسع:

ما هو رأيكم في نشر ثقافة التسامح في العراق؟ خاصة مع القوى التي لا تريد أن تشارك في العملية السياسية الجديدة، ولا زال يعلن ولاءه للطاغية الذليل صدام حسين؟.
الجواب:

وهل هناك غير التسامح علاجا لمشاكل العراق؟.
ان ثقافة التسامح هي الحل الأنجع للأزمة التي يمر بها العراق، فالعنف والتحدي وسياسات الانتقام والثأر والانشداد الى الماضي من دون التطلع الى المستقبل والفرض والاكراه، ان كل ذلك لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيدا، ولذلك فان علينا جميعا، كعراقيين، أن نعمل على اشاعة روح التسامح القائمة على الاعتراف بالآخر والتنازل أحيانا، اذا اقتضت المصلحة العليا، عن بعض حقوقي للآخرين من أجل تهدئة المخاوف وتطمين النفوس المسكونه بالرعب من الحاضر الجديد، والى هذا المعنى أشارت الآية الكريمة في كتاب الله العزيز والتي تقول{ان الله يأمر بالعدل والاحسان} فالعدل، كما هو معروف، يعني أن يأخذ كل ذي حق حقه، أما المعروف، فهو أن يتنازل صاحب الحق عن بعض حقوقه، وبطيب خاطر، الى الآخر من أجل تحقيق مصلحة عليا أكبر من هذا الحق أو ذاك، وهذا ما نحتاجه اليوم في العراق الجديد.
ليس هناك أية مشكلة في أن يجهر المواطن بموالاته لأي كان، وان كان للطاغية الذليل، اذ أن من حق كل مواطن أن يعتقد بما يشاء، شريطة أن لا يلجأ الى السلاح لفرض ما يعتقد به هو شخصيا على الآخرين، فذلك هو الخط الأحمر الذي لا يجوز تجاوزه والتورط فيه أبدا.
لقد قرأت قبل أيام، عبارة يتخذها أحد المواقع الالكترونية العراقية شعارا له، تقول العبارة{نحترم الآخر ولو اعتقد بحجر، لكن، أن يرمينا به، فسنرد الحجر من حيث أتى}.
ما أحلى وأجمل وأروع هذه العبارة بمفهومها الانساني، وكم أتمنى أن يتخذها العراقيون شعارا لهم ينقشونه بماء الذهب ويعلقونه في بيوتهم ومكاتبهم وأماكن عملهم، لتتحول الى واقع فعلي يتعايش معهم، فليؤمن العراقي بما يراه صحيحا، اذ ليس لأي أحد سلطة على قلوب وعقول ووعي الناس، شريطة أن يحترم آراء الاخرين وخياراتهم وما يؤمنون ويعتقدون به، أما أن تؤمن أنت بما تراه صحيحا وتمنعني من أن أعتقد بما أراه أنا صحيحا، فذلك هو الظلم بعينه، والذي ينبغي أن لا نتورط فيه.
كذلك، فان من حقك أن تؤمن وتعتقد بما تراه صحيحا من آراء وأفكار ومبادئ، بل وحتى أشخاص، أما أن تلجأ الى العنف والارهاب والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة لترغمني على الاعتقاد والايمان بما تعتقد وتؤمن به، فهذا ما سأقاومه لا زال في عرق ينبض بالحياة، فاذا كان من حقك أن تؤمن بما تشاء، فبالتاكيد ليس من حقك أن ترغم الآخرين على الايمان بما تؤمن به، أبدا.
ليؤمن ويعتقد كل عراقي بما يشاء، وليكن الحوار وقوة المنطق والدليل والاعتراف بالآخر، هو سلاحنا الفعال والأمضى في الاقناع وتغيير وجهات النظر.
بدوره، فان ذلك بحاجة الى أن يتعلم العراقيون فن الاصغاء، فكما يحب الانسان أن يصغ اليه الآخرون عندما يتكلم، عليه كذلك أن يتذكر بأن الآخرين، كذلك، يحبون أن يصغي اليهم عندما يتحدثون، فاذا تعلمنا جميعا فن الاصغاء بنفس الدرجة التي نعرف فيها فن الحديث، فسنكون قد قطعنا أشواطا مهمة على طريق الحوار والاعتراف بالآخر والجدال بالتي هي أحسن.
وأخيرا:
شكرا جزيلا للأخت الكريمة السيدة نوال اليوسف، وشكرا لموقع (سعوديات نت) الالكتروني لاتاحته لي هذه الفرصة الثمينة لأتحدث بها الى رواد الموقع والى كل من سيقرأ الحوار.
متمنيا التوفيق والسداد للجميع.

8 حزيران 2006
نـــــــــزار حيدر لصحيفة (الصباح) البغدادية:

الثقافة بصيرة المجتمع والمثقف بصره

التالي، هو نص جواب نــــــــــــــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، على سؤال صحيفة (الصباح) البغدادية، بشأن دور المثقف العراقي، وما اذا كان من الممكن ان ينخرط في السلطة من دون ان تؤثر على ادائه ودوره؟ وذلك ضمن استقراء أجرته الصحيفة من خلال محاورة عدد من العراقيين المهتمين بهذا الشأن

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

السؤال:

هل يحجب المنصب السياسي والاداري، دور المثقف العراقي، في استئناف مشروعه الثقافي؟.

الجواب:

المثقف هو ضمير المجتمع الحي، وعينه الساهرة، وقلبه الذي ينبض بالحياة من دون كلل أو ملل.
انه النتاج الذي لا يتوقف، والمستشار المؤتمن، والرقيب الشجاع، الذي يعرف كيف ومتى يقول نعم أو لا، لما يجري في المجتمع.
انه كالمصفاة التي لا تسمح لذرات التراب والحصى الصغيرة، أن تمر مع الرز الى الطعام.
واذا كانت الثقافة هي بصيرة المجتمع، فان المثقف هو بصره الذي يجب أن يبقى سالما من أي عيب أو مرض، من أجل أن يتمكن من رؤية الأشياء بشكل صحيح، من دون عمى أو غبش يؤثر على الرؤية، فلو أصيبت العين (المثقف هنا) بالرمد، فسوف يفقد المجتمع قابليته على الرؤية.
ولكل ذلك، يجب أن يتحلى المثقف بكامل الحرية والاستقلال والارادة والضمير الحي، حتى لا ينهار أمام اغراءات السلطة وزبارج الموقع، ولا يخشى سوط الجلاد أو دعايات الظلاميين والمتخلفين، أو تهديدات مجموعات العنف والارهاب.
ومن أجل أن يحتفظ المثقف بدوره الحقيقي في المجتمع، عليه:
أولا؛ أن لا يحد نفسه بالخطوط الحمراء المصطنعة، فلا يكون الا الله والضمير، رقيباه الحقيقيان، أما رقابة السلطة والحزب والعشيرة والمجاملة والمحاباة والترضيات، فان كلها خطوط حمراء مصطنعة، غير حقيقية وكاذبة، اذا استسلم لها المثقف فستسلب منه الارادة، وتحوله الى مجرد (مثقف) سلطوي كما هو حال مثقفي السلطات في البلاد العربية على وجه التحديد، ممن تهاون مع الخطوط الحمراء وظل يتنازل لها الى أن وصل الى الحضيض، فراح يبرر للأنظمة الديكتاتورية استبدادها، وللحاكم الطاغي جبروته، بعد أن خسر موقعه الحقيقي في المجتمع، وتحول الى صولجان بيد الحاكم، يبرر له كل أفعاله، ويقلب المفاهيم رأسا على عقب، فالهزائم تحولت الى انتصارات باهرة، والمجرم تحول الى بطل قومي لا يضاهى، وسجناء الرأي تحولوا الى مجرمين ولصوص، وحفلات التعذيب والقتل والذبح الطائفي تحولت الى جهاد في سبيل الله أو مقاومة ضد عدو وهمي لا يوجد الا في مخيلة فقهاء السلطان ومثقفيه المأجورين، وهكذا، حتى انهارت الأمة ووصلت الى حضيض ما هي عليه الآن، من تخلف وأمية وتراجع مدني وحضاري مرعب.
ثانيا؛ اذا تعارضت حرية المثقف وارادته، مع أي موقع من مواقع السلطة، فعليه أن لا يتردد قيد أنملة في اختيار الأولى ورفض الثانية، لأن قيمة المثقف ومصداقيته بالحرية وليس بالموقع، فحريته كيانه الذي يجب أن لا يفرقه عنه الا الموت، وروحه التي تسري في عروقه مع الدم، أما الموقع فليس أكثر من كيان مؤقت لا يجوز للمثقف أن يستبدله بحقيقة وجوده، وأعني بها حريته وارادته.
يجب أن لا يجد المثقف نفسه الا في الحرية.
قديما كان السلطان أو الخليفة يأمر بقطع لسان المثقف اذا ضاق به ذرعا، وكان المقصود بعبارة قطع اللسان، هو أن تصل اليه منه عن طريق زبانيته صرة من الذهب أو الدنانير، تكسر قلمه وتخرس لسانه، وتعطل ضميره الى اشعار آخر، أو كان يقصد بالعبارة، أحيانا، منحه موقعا في السلطة، يخجل بعده الجهر برأيه اذا كان مخالفا لارادة السلطان أو الخليفة، ولقد كان أكثر المثقفين، آنئذ، يستسلمون لاغراء السلطة، فيسلموا السنتهم الى جلاد المال أو الموقع ليقطعه والى الأبد، أما من رحم ربي، وقليل ما هم، فكانوا يصمدون أمام اغراء السلطان، فيرفضون تسليم ضميرهم اليه، ويرفضون المال والموقع عندما يكون ثمنا لسكوتهم أو تنازلهم عن حريتهم وارادتهم، وبالتالي موقعهم الحقيقي في المجتمع، بالرغم من أن صمودهم هذا، كان يكلفهم الكثير، فكانوا في أحيان كثيرة، يفقدون حياتهم، أو يقضون ما بقي منها في قعر السجون أو غياهب المعتقلات.
ثالثا؛ لا شئ يزين المثقف ونتاجه مثل الحرية وروح المسؤولية والارادة الصلبة التي لا تستسلم لشئ الا للحق ولكل ما هو صحيح من رؤى وأفكار.
فالسلطة لا تزين المثقف أبدا، كما أن الجاه والمال والموقع، ان كل ذلك لا يزينه البتة، ولذلك يجب على المثقف أن لا يتهالك على أي شئ من هذا، خاصة عندما تأتي على حساب رؤيته الصحيحة للأشياء.
ان العراق اليوم بحاجة الى المثقف، أكثر من حاجته لأي واحد آخر، لأن العراقيين اليوم بحاجة الى من يتعاون معهم على تحديد المسير القويم برؤية صحيحة، شجاعة ومسؤولة، كما أنهم بحاجة الى من ينبههم الى مخاطر الطريق، ويساعدهم على كشف الخيط الابيض من الخيط الاسود الذي يفصل بين الحق والباطل، بين الصحيح والخطأ، كما أنهم بحاجة الى من يساعدهم على مراقبة السلطة وأداء المسؤولين، فلو انخرط المثقف في مشروع السلطة، مستسلما، فمن الذي، يا ترى، سيؤدي كل هذه الادوار؟.
العراقيون بحاجة الى المثقف الحقيقي، وليس الى أنصاف المثقفين من الذين يتميزون بقدرات عجيبة وخارقة على استبدال جلودهم وألوانهم وولاءاتهم بين عشية وضحاها.
انهم بحاجة الى المثقف الشجاع، الذي يحمل روحه على راحتيه ويدور بها في الأسواق بحثا عن الحقيقة، وليس الى من يحمل بضاعة مزجاة يدور بها على أبواب المسؤولين، يبيعها لمن يدفع أكثر، مالا أو موقعا، لا فرق.
رابعا؛ لا يزين المثقف الا عقله، فاذا أقفل عليه، وسرحه الى حين ومنحه اجازة مفتوحة، انتهى أمره ودوره المأمول.
لذلك أعتقد، لو تعارضت حرية المثقف في قول ما يعتقده صحيحا، مع أي شئ، ولم يكن أمامه الا السكوت على أن لايتفوه بالباطل ارضاءا للسلطان، فعليه أن يختار السكوت، فبه يصون دوره ومصداقيته، فتأجيل قول الرأي الذي يعتقد به المثقف، الى حين، أفضل بكثير من قول الباطل الذي لا يؤمن به، والتأجيل مكرها أسلم من قول الزور مكرها، اليس كذلك؟.
خامسا؛ وأخيرا، فان على المجتمع تقع مسؤولية تمكين المثقف من أداء دوره، من خلال احتضانه، وعدم تركه معوزا لحاجة، حتى لا يضطر الى ترك ضميره في البيت، ذاهبا عائدا من والى قصر السلطان، بحثا عن لقمة العيش، ولنتذكر جميعا، بأن قيمة المجتمعات ووزنها ووجودها ودورها وكيانها الحقيقي ومنزلتها بين الأمم، انما تقاس بمثقفيها، نوعا وعددا، ولذلك يلزم على العراقيين احتضان مثقفيه، وعدم التفريط بهم وتسليمهم الى القدر.
لقد حاول عدد كبير من المثقفين العراقيين، أن يجدوا موقعهم الطبيعي في العراق الجديد، الا أنهم اصطدموا، وللأسف الشديد، بعقبات كثيرة، تقف على رأسها الحزبية والمحاصصة والتوافقات السياسية التي تركت ضلالها على مختلف مرافق الحياة العراقية.
ان من حق المثقف، اذا أراد أن يواصل مشروعه الثقافي، أن يتمسك باستقلاليته، من دون أن يعني ذلك معاداته لأي طرف سياسي من الأطراف الفرقاء، فلماذا يحاربونه على ذلك؟ ولماذا يأخذون عليه تشبثه بالاستقلالية في التفكير والرؤية والقرار؟.
يريدونه مثقفا تحت الطلب، يمدح متى ما فرحوا، ويذم متى ما غضبوا، وهم بذلك يحطمون الثقافة ويدمرون المشروع الثقافي، وان المثقف الحقيقي يرفض هذا النوع من الأدوار، دور الامعات، وان كلفه ذلك حياته التي بين جنبيه.
ان من حق المثقف أن يبقى مستقلا عن أي قرار أو اتجاه سياسي، وعلى الجميع أن يتعامل مع هذه الحقيقة كشئ صحيح وأمر سليم، فلا يحاربونه على ذلك، فيتوسلون التسقيط والتهديد والتخوين والاتهام، بمجرد أنه يرفض الانتماء أو لا يقبل أن يحسب على تيار سياسي ما، اذ يكفي المثقف أنه مع الاتجاه العام الذي تختاره أغلبية الشعب العراقي، وليس عليه، بعد ذلك، أن ينتمي الى التفاصيل، أو أن يعلن ولاءه لها، فان ذلك يعيق مشروعه الثقافي، ان عاجلا أم آجلا، ولذلك فهو يسعى الى الاحتفاظ بموقعه الطبيعي في المجتمع، باذلا لذلك قصارى جهده من أجل أن يستقيم مشروعه الثقافي فلا يركل بأقدام الآخرين.

15 حزيران 2006

لنشر رجاء مع التقدير

السلام عليكم متمنيا فتح الملفين المرفقين لنشر الحوارين مع الشكر والتقدير سلفا تحياتي

نــــــــــــــزار حيدر في حوار مع رئيسة تحرير موقع (سعوديات نت) عن مقتل زعيم الارهابيين في العراق:

هكذا يموت التافهون

أجرت رئيسة تحرير موقع (سعوديات نت) الالكتروني، السيدة نوال اليوسف، حوارا مع نــــــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، وسألته عن معنى مقتل زعيم الارهابيين في العراق اليوم، وما اذا كان ذلك سيضع حدا للعنف الذي يجتاح بلاد الرافدين العزيزة؟.
كما سألته عن رأيه بوزراء الملف الامني في حكومة السيد نوري المالكي، والذين منحهم مجلس النواب أمس الثقة الدستورية؟ والأولويات التي ينتظر العراقيون من الحكومة انجازها على وجه السرعة؟.

ادناه نص الحوار:

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

السؤال الاول:

ما هو تعليقكم على مقتل زعيم الارهابيين في العراق، وفي هذا الوقت بالذات؟.
الجواب:

بادئ ذي بدء، أود، أولا، أن أهنئ كل ضحايا الارهاب في العراق وعموم العراقيين، بمقتل زعيم الارهابيين وكبير القتلة المجرمين، سائلا العلي القدير أن يأتي عليهم الواحد تلو الآخر، حتى آخرهم، لينعم العراق وشعبه بالأمن والحرية والسلام والتعايش السلمي.
أبارك للعراقيين صمودهم الذين نزعوا به سلاح هذا الارهابي العتيد، فلولاه لما يئس الذين من خلفه، الذين صنعوه وسوقوه اعلاميا، ليقضوا به وطرهم حتى حين.
الحمد لله، فلقد تخلى عنه، أخيرا، من كان يقف خلف هذا الارهابي وتركه يلقى مصيره الأسود.
تركته الأنظمة العربية الطائفية الشمولية التي تخشى تجربة الديمقراطية في العراق، فسكتت على جرائمه دهرا، فيما دعمته بعضها بأسباب الديمومة والاستمرار.
وتركته عدد من الأسر الحاكمة في المنطقة، ممن تخشى على عروشها، الهزة التي ستطيح بها اذا ما استقر العراق، أو هكذا تتصور.
تركه علماء البلاط وفقهاء السلطان من التكفيريين الطائفيين، الذين يرون في دور الأغلبية العراقية نذير شؤم عليهم وعلى عروشهم الدينية الطائفية المتهاوية.
تركه الاعلام الطائفي العنصري الحاقد، الذي ظل ينفخ فيه حتى انفجر على صخرة الصمود العراقي.
هكذا، اذن، يموت التافهون، ممن باع آخرته بدنيا غيره، ظنا منه بأن من يستعمله أداة لتنفيذ أجنداته الخاصة سيعطف عليه بفتات، واذا به يجازيه القتل والى الجحيم.
أتمنى أن لا يكرر من ظل يقف وراء هذا الارهابي ، خاصة عدد من أجهزة المخابرات الاقليمية والدولية، وعلى وجه التحديد، المخابرات الاردنية، نفس التجربة مرة أخرى، فيعمد الى تجنيد أدوات أخرى لذات الأغراض والأهداف.
أتمنى أن يكونوا جميعا قد استوعبوا الدرس الذي سجله صمود العراقيين وتحديهم وثباتهم وصبرهم وعظهم على النواجذ، من أجل الهدف الأسمى المتمثل ببناء العراق الجديد، وصيانة وحدته، أرضا وشعبا.
أتمنى أن يكونوا قد تعلموا درسا مفاده بأن التهديد والقتل لا ينفع سياسة لاركاع العراقيين واذلالهم، ولو كانت هذه السياسة تنجح معهم لنجح الطاغية الذليل صدام حسين الذي سامهم العذاب على مدى أكثر من ثلاثة عقود، لينتهي به المطاف في بالوعة مهجورة في الصحراء.
نعرف جميعا، بأن الارهابي القتيل كان يحمل في عقله المريض تفاصيل أخطر مشروع طائفي لتدمير العراق، خططت له وحاولت تنفيذه، أكثر من جهة محلية واقليمية ودولية، من خلال اثارة النعرات الطائفية بين العراقيين، ولقد حاول تفجير الشارع العراقي بحرب طائفية ما كانت لتبقي ولا تذر، لولا صبر العراقيين وتحملهم، ولولا الحكمة الواسعة التي تتصف بها قياداته الدينية على وجه التحديد، ولذلك فان مقتله مؤشر على فشل مشروعه الذي نأمل أن يقبر بجانبه من دون رجعة، باذن الله تعالى.

السؤال الثاني:

يرى البعض، أن مقتل هذا الارهابي هو انتصار للحكومة العراقية، وقوة دفع حقيقية للعملية السياسية الجارية في العراق.
ماذا ترون انتم؟.
الجواب:

بالتأكيد، فهو انتصار ليس للحكومة العراقية فقط، وانما لكل العراقيين الذين تحولوا خلال السنين الثلاثة الماضية الى مشروع قتل وتدمير وذبح وتفخيخ لهذا المجرم الارهابي.
برأيي، فان مقتله سيعطي العملية السياسية زخما جديدا يدفعها الى الأمام، كما أنه سيمنح العراقيين ثقة اضافية بالمشروع السياسي الجديد الذي تبنوه منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ولحد الآن، والقائم على أساس المشاركة الحقيقية بين مختلف مكونات الشعب العراقي من دون تمييز.
ولذلك فرح العراقيون بمقتله، فيما حزن عليه من يشبهه في الهدف والوسيلة، من التكفيريين والطائفيين وأيتام النظام الشمولي البائد.
السؤال الثالث:

بعد مقتل زعيم الارهابيين، هل تعتقد بأن تنظيمات الارهابيين في العراق ستنهار بالكامل؟ وهل ترى أن ذلك سينهي موجة العنف التي تجتاح بلاد الرافدين العزيزة؟.
الجواب:

يستحسن أن لا نسترسل في التفاؤل المفرط، بمقتل زعيم الارهابيين في العراق، فالحرب على الارهاب حرب طويلة الأمد، لأنها حرب بين قوى النور وقوى الظلام، انها حرب مصير، فاما أن يكون الشعب العراقي أو أن يسود الارهاب والقتل والتدمير، فتعود عقارب الزمن العراقي الى الوراء.
ان المجرم القتيل لم يكن سوى أداة بيد من صنعه لتدمير العراق والعملية السياسية الجديدة، من بين عدد كبير من الأدوات، وأن من صنعه واستخدمه طوال الفترة الزمنية الماضية، لتنفيذ سياساته وأجنداته الخاصة، لقادر على أن يصنع أمثاله اذا ارتأت مصالحه ذلك، واذا كانت أجهزة المخابرات الدولية والاقليمية التي ارتأت التخلص من هذه الأداة الآن ولأسباب خاصة، فهذا لا يعني بالضرورة أنها قررت تصفية كل أدواتها والى الأبد، فقد تكون سياستها في المرحلة القادمة تجديد الأدوات بعد أن كادت اللعبة أن تنكشف على الملأ، الا أن المأمول من بقية الأدوات والدمى، أن تعتبر بمصير زميلها القتيل علها تعود الى رشدها فلا تتورط بدماء الابرياء من أجل حفنة من المال الحرام مغلف بفتوى طائفية حاقدة، ومعبأ بشعارات دينية كاذبة ومنافقة وغير حقيقية كالجهاد والمقاومة وما الى ذلك من الخزعبلات والاكاذيب المفضوحة. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فعندما تكون ماهية الحرب، أية حرب، بهذا المعنى الفلسفي العميق، فانها، بطبيعتها، تكون حرب طويلة الأمد، خاصة عندما يشهد الواقع انقلابا جذريا على الماضي الأسود، كما هي عليه الحال في العراق اليوم.
فالعراق لا يشهد عمليات ترقيع للواقع السياسي المر الذي عاشه العراقيون طوال نيف وثمانين عاما، بل انه انقلاب جذري على موروث سياسي تأسس على الخطأ واستمر كل تلك الفترة الزمنية، حتى اذا نزا النظام البائد على السلطة في تموز عام 1968 قضى على كل ما من شأنه أن يساهم في بناء الانسان والأوطان.
وهذه هي حال الانقلابات الجذرية في القيم والمفاهيم والأسس، عندما تمس واقعا ما، فهي تظل تشهد صراعا دمويا بين قوى الخير والشر، قوى النور والظلام، لحين أن يدب اليأس في الباطل، فترتعد فرائصه وتتحطم مفاصله، فيعلن هزيمته، فينتصر الخير على الشر، والحق على الباطل.
واذا قرأنا تاريخ الأمم والشعوب، فسوف لن نجد في حالة العراق بدعا من هذا التاريخ.
لنأخذ مثلا على ذلك حركة الاسلام أيام التأسيس الأولى على يد رسول الله (ص) ألم يستمر الصراع بين الخير والشر قرابة نيف وعشرين عاما قبل أن ينتصر الاسلام وتتهاوى أركان الشر المتمثلة بعتاد قريش وجبابرتها؟ فلو لم يكن الاسلام يستهدف استحداث انقلاب جذري في مفاهيم وقيم المجتمع آنذاك، لما دام الصراع المرير بين الخير والشر كل تلك الفترة الزمنية، بل للجأ الطرفان الى التفاوض على الغنائم ولتنازل كل طرف عن بعض امتيازاته لصالح الاخر، ولسار كل طرف الى منتصف الطريق للالتقاء بالآخر ولأتفق الجانبان على تقاسم الحصص والغنائم ولانتهى الصراع بينهما في أسرع وقت، كما هو حال تجار السياسة ولصوص الأوطان الذين يتنازلون عن حقوق الناس للآخرين، بمجرد أن يمس الصراع مصالحهم الشخصية.
ما يجري في العراق اليوم هو صراع من هذا القبيل، ولا يمكن أن تكون نتيجته الا أن ينتصر العراقيون في هذه الحرب الشعواء التي يشنها عليهم الارهابيون من التكفيريين وأيتام النظام البائد والطائفيين الذين لا يقدرون، حتى الآن على الأقل، على استيعاب ما يجري في العراق منذ سقوط الصنم، ممن يريدون أن يعودوا بالعراق الى سابق عهده، تحكمه الأقلية على أساس التمييز الطائفي والاثني، فتعود تستفرد بالسلطة، من دون أن يشاركها أحد من العراقيين فيها.
السؤال الرابع:

يرى بعض المحللين السياسيين، أن مصرع زعيم الارهابيين يعد فرصة كبيرة لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق، كما أنها فرصة للدول التي لم تقف الى جانب الشعب العراقي في محنته وهو يواجه تحدي الارهاب ويسعى لبناء بلده من جديد لتعيد النظر في مواقفها.
ما هو تعليقكم انتم على ذلك؟.
الجواب:

يأمل العراقيون أن يقتنص الجميع الفرصة لاعادة النظر في سياساته السابقة، ولكن، بين الأمل والحقيقة مسافة لا يردمها الا التفكير الواقعي المبتني على أساس الاعتراف بارادة العراقيين التي اختارت العملية السياسية الجديدة، القائمة على أساس المساواة والتداول السلمي للسلطة، ونبذ العنف والارهاب.
ان على الهيئات السنية في العراق، التي لا زالت تتخذ موقفا سلبيا من العملية السياسية الجارية في البلاد، ساعية الى توظيف أجندات مجموعات العنف والارهاب، أن تعتبر بالنهاية المذلة لهذا المجرم لتعيد بالتالي النظر في سياساتها المشبوهة وغير الوطنية المتورطة في الارهاب، لتقرر الالتحاق بالعملية السياسية الى جانب بقية الفرقاء بمن فيهم السنة الآخرين الذين استنتجوا في نهاية المطاف بأن الارهاب ليس هو الحل وأن العنف لا يخدم البلاد، كما أن العنف والارهاب لا يحققان مصلحة لأحد، ولا يمكن أن يكونا الوسيلة المناسبة لانتزاع حقوق أية فئة أو مجموعة، فاتخذوا قرارهم الشجاع والقاضي بفك ارتباطهم بجماعات القتل والذبح والتفخيخ ليلتحقوا بالعملية السياسية كشركاء حقيقيين، أو هكذا نأمل منهم ونتوسم فيهم.
انهم بحاجة الى اعادة قراءة للمشهد العراقي، تتحلى بالشجاعة والموضوعية والواقعية، حتى لا تأخذهم العزة بالاثم، فيصروا على مواقفهم غير الصحيحة، اذ ليس المشكلة في أن يخطأ المرء، لأن كل ابن آدم خطاء، انما المشكلة، كل المشكلة، تكمن في أن يصر المخطئ على ارتكاب الخطأ، وهو يرى أن الواقع يتغير، ولذلك فان خير الخطائين التوابون.
عليهم أن يعترفوا بهذا الواقع ويتنازلوا لارادة العراقيين التي سجلت رأيها في صناديق الاقتراع بالدم وبالتضحيات الجسيمة، بكل عزيمة واصرار وثقة.
عليهم أن يعترفوا بخطاهم، ولو كان ذلك مع أنفسهم، ليقدروا على البدء بالتفكير الجديد والسليم.
كذلك فان على الأنظمة والمؤسسات العربية السياسية منها والاعلامية، أن تتعظ بمصير هذا الارهابي المجرم، لتعيد، كذلك، موقفها من كل ما يجري في العراق، فلا تظل تدعم مجموعات العنف والارهاب بالفتوى الطائفية الحاقدة والمال الحرام والدعاية السوداء المظللة، والدعم اللوجستي.
عليهم أن يقرروا، فورا، الوقوف الى جانب العراقيين في محنتهم فيغيروا من مواقفهم السياسية ولهجتهم الاعلامية التي لا زالت تحاول تضليل الرأي العام العربي، والا ماذا نسمي تباكي احدى فضائيات العنف الطائفي الحاقد، على بنود اتفاقيات جنيف لأنها انتهكت جراء نشر صور المجرم بعد مقتله، على حد زعمها، في الوقت الذي رأيناها ونراها يوميا وهي تحتفي بالافلام التي تصور المجرم القتيل أو أحد أعوانه، وهم يذبحون ضحاياهم ويقطعون رؤوس الناس؟.
ألا يعني ذلك أنهم، وكما يبدو لي، لا يفكرون بشكل جدي في تغيير مواقفهم بالاستفادة من هذه الفرصة الذهبية؟.
ان عليهم أن يستغلوا الفرصة، بالفعل، لتغيير كل سياساتهم ازاء العراق، والقائمة على الحقد والكراهية والخوف والريبة مما يجري فيه من اعادة بناء النظام السياسي واستبداله بالديمقراطية والانفتاح والمشاركة الحقيقية، بعد عقود طويلة من حكم الأنظمة الاستبدادية الشمولية، ليكونوا عونا لهم.
السؤال الخامس:

ما هو تقييمكم لوزراء الملف الأمني في الحكومة الجديدة والذين نالوا أمس ثقة مجلس النواب العراقي؟.
الجواب:

لقد قلت في مقال سابق، أنه، ومن أجل أن لا أظلم الحكومة العراقية الجديدة واستعجل الحكم عليها، فسأمنحها مدة ستة أشهر لنتأكد جميعا ما اذا كانت جديرة بالاحترام والتقدير من خلال انجازاتها الوطنية الاستثنائية، أم لا؟.
للأسف الشديد، فلقد تحول موضوع تسمية الوزير أو الوزراء، مجرد تسميتهم، الى انجاز، أو هكذا يخيل للناس، وهذا خطأ كبير، فتسمية الوزير ليس هو الهدف وانما هو الوسيلة من أجل تحقيق هدف أسمى يتجلى في الانجاز.
ما فائدة تسمية الوزير، أي وزير، اذا لم يثبت حرصه على العراق وشعبه الأبي وأمانته على المال العام، واذا لم يثبت كفاءته وقدرته على انجاز الفعل الذي ينتظره العراقيون الذين منحوه الثقة من خلال نوابه في مجلس النواب، الذين حازوا على ثقة العراقيين من خلال صندوق الاقتراع؟.
العراقيون ينتظرون الأفعال والانجازات، وهم، وبصراحة أقول، غير مكترثين بالأقوال كثيرا، فلقد اتخموا شعارات براقة ووعود معسولة وكلام جميل، وبقي أن يلمسوا الانجاز الذي يداوي جراحهم النازفة منذ عقود طويلة.
انهم ينتظرون أن يباشر الوزير بالعمل لينجز الذي عليه من الحق، خاصة وزارات الملف الأمني، الذي يعد حجر الزاوية في توكيد أو انهيار مصداقية الحكومة الجديدة.
وفي كل الأحول، فان العراقيين يتضرعون الى العلي القدير لأن يسدد خطا الحكومة، لتنجح في مهامها التاريخية الموكولة اليها، ويبقى على الحكومة أن تثبت قدرتها وكفاءتها من خلال ابداء اهتمام أكبر بآلام المواطن العراقي وآماله وتطلعاته.
السؤال السادس:

ماذا تقول للشعب العراقي ولحكومته الجديدة بعد مصرع زعيم الارهابيين اليوم؟.
الجواب:

أقول لهم، انها البداية لمشوار طويل من الحرب على الارهاب، وعليهم جميعا أن يستعدوا لمواجهة كل الاحتمالات، فقد يحاول الارهابيون الرد على مقتل زعيمهم، بتصعيد جرائمهم، وهذا ما يتطلب من الشعب والحكومة الاصطفاف خلف بعض لمواجهة كل الاحتمالات السيئة، فاليقضة مطلوبة، والوعي السياسي والأمني لازم ضروري من ضرورات تحقيق الانتصار على الارهابيين في هذه الحرب المقدسة، من أجل عراق جديد خال من العنف والارهاب بكل أشكاله.
ومن دلائل الوعي والحذر، أن يضع الجميع الخلافات الثانوية جانبا، من أجل أن ينشغلوا بالواجبات فقط، أما النوافل والمستحبات، فعلى الجميع تأجيل النظر فيها والحديث عنها، فاذا ما أضرت النوافل بالواجبات، يلزم التأجيل الى الوقت المعلوم والمناسب.
السؤال السابع:

وما هي توقعاتكم لمشروع الوحدة الوطنية الذي من المتوقع أن ينطلق في العراق، اثر اعلان السيد المالكي للمصالحة الوطنية مؤخرا؟.
الجواب:

في الحقيقة أنا لا أفهم ما هو المقصود بالمصالحة الوطنية، وبين من؟ ومع من؟.
فمن جانب، يصف الجميع الحكومة العراقية الجديدة، بأنها حكومة وحدة وطنية، على اعتبار أن كل العراقيين ممثلين فيها أو تحت قبة البرلمان، ومن جانب آخر يتحدث البعض، وخاصة جامعة الدول العربية، عن مشروع تطلق عليه تسمية المصالحة الوطنية.
طيب، اذا كان كل العراقيين مشتركون في الحكومة، وهذا باعتراف العراقيين أنفسهم، وكل دول التحالف الدولي، بل وباعتراف حتى من يدعو الى المشروع الآنف الذكر، فماذا تعني المصالحة الوطنية اذن؟.
الا اللهم أن يكون المقصود من التسمية هو المصالحة بين الضحايا والجلادين الذين رفضوا المشاركة في العملية السياسية واختاروا السلاح كوسيلة للتأثير في الشارع العراقي، ليس لأن أحدا من العراقيين رفض مشاركتهم، أو أن قوة معينة أبعدتهم عن المشاركة، وانما لأنهم يرفضون العملية السياسية من أساسها، فهم لا يؤمنون بالديمقراطية، ولا يعتقدون بصندوق الاقتراع، فهم لا زالوا مسكونين بنظرية التفرد والاستفراد والاستعلاء والنظرة الفوقية للآخرين، وعدم الاعتراف بالآخر، بغض النظر عن المنطلقات، ما اذا كانت طائفية أو عنصرية أو أي شئ آخر.
أقول اذا كان المقصود بالتسمية، هو مصالحة الضحايا مع أمثال هؤلاء، فان المشروع مرفوض جملة وتفصيلا، لأنه يعتمد الظلم في أساس منطلقاته، وهذا ما لا يمكن القبول به من قبل كل العراقيين، والا لما جازفوا وتحدوا كل الصعوبات من أجل أن يصلوا الى صندوق الاقتراع ليقفوا أمامه ليدلوا برأيهم وصوتهم في الانتخابات العامة التي أفرزت مؤسسات الدولة العراقية الجديدة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فان الباب لا زال مفتوحا ولم يوصد بوجه أي عراقي يريد المشاركة في العملية السياسية، شريطة أن يلقي السلاح ويعترف بها وبأدواتها ونتائجها، ومن ثم يقرر أن يشارك فيها من دون شروط مسبقة.
السؤال الثامن:

يرى بعض المراقبين ان احتواء المسلحين الذين يرفعون السلاح بوجه العملية السياسية من قبل الحكومة العراقية الجديدة، سيعجل في وضع حد للعنف والارهاب في العراق.
ماذا ترى أنت؟.
الجواب:

لقد بذلت كل الأطراف العراقية، السياسية منها والحزبية والدينية، جهودا مضنية من أجل اقناع المجموعات المسلحة من غير المتورطة بدم العراقيين، لالقاء سلاحها والمشاركة في العملية السياسية.
ولا زال هناك من يبذل الجهود الكبيرة من أجل تحقيق ذلك، ولكن يبدو لي أن من أراد أن يقتنع بالعملية السياسية ويلقي سلاحه، قد اقتنع بذلك وأقدم عليه، أما الباقون فاعتقد بأنهم لا يريدون أن يقتنعوا بذلك ولذلك يرفضون التفكير بصوت عال من أجل أن يصلوا الى النتيجة الايجابية التي وصل اليها من قبل، الكثير ممن حمل السلاح ثم ندم عليه.
برأيي فان مما لا شك فيه، أن أي حوار مع أي مسلح لم يتورط بالدم العراقي، انما هو أمر محمود بل مطلوب، خاصة في هذا الوقت، وعلى وجه الخصوص، اليوم وبعد مقتل زعيم الارهابيين، لأن ذلك سيصيب الكثير من المسلحين بالاحباط واليأس، ما سيدفعهم الى اعادة النظر والتفكير بطريقة واسلوب عملهم، ولذلك ينبغي أن يفتح العراقيون، الحكومة على وجه التحديد، أمامهم ولهم نوافذ أمل جديد يدفعهم ويشجعهم على الاسراع في اتخاذ القرار الصحيح بنبذ السلاح والايمان بالعملية السياسية للالتحاق بها، كل على طريقته.
الذي أتمناه هو، لو أن أي مسلح وجد أمامه نافذة جديدة تفتحها الحكومة أمامه، عليه أن لا يقرأها خطأ، فيتصور بأنها دليل ضعف أو عجز مثلا، بل عليه أن يفهمها على أنها دليل جديد على حرص العراقيين على انتشاله من ورطته لاحتضانه وضمه الى صدر العراق الكبير والحنون على أبنائه كالأم الحنون على ابنها الرضيع.
أما اذا قرأ أحدهم الأمر بطريقة خطأ، فسيحرم نفسه فرصة جديدة، وهو بذلك سيظلم نفسه وبلده وشعبه، وهو سيندم في نهاية المطاف ويلعن الساعة التي أغواه فيها الشيطان الرجيم الذي يزين لأوليائه زخرف القول غرورا، كما يحسن لهم الخطأ ليسيروا اليه ويقعوا فيه، وبعد ذلك، تراه يتبرأ منهم، براءة الذئب من دم يوسف.
السؤال التاسع:

ما هو رأيكم في نشر ثقافة التسامح في العراق؟ خاصة مع القوى التي لا تريد أن تشارك في العملية السياسية الجديدة، ولا زال يعلن ولاءه للطاغية الذليل صدام حسين؟.
الجواب:

وهل هناك غير التسامح علاجا لمشاكل العراق؟.
ان ثقافة التسامح هي الحل الأنجع للأزمة التي يمر بها العراق، فالعنف والتحدي وسياسات الانتقام والثأر والانشداد الى الماضي من دون التطلع الى المستقبل والفرض والاكراه، ان كل ذلك لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيدا، ولذلك فان علينا جميعا، كعراقيين، أن نعمل على اشاعة روح التسامح القائمة على الاعتراف بالآخر والتنازل أحيانا، اذا اقتضت المصلحة العليا، عن بعض حقوقي للآخرين من أجل تهدئة المخاوف وتطمين النفوس المسكونه بالرعب من الحاضر الجديد، والى هذا المعنى أشارت الآية الكريمة في كتاب الله العزيز والتي تقول{ان الله يأمر بالعدل والاحسان} فالعدل، كما هو معروف، يعني أن يأخذ كل ذي حق حقه، أما المعروف، فهو أن يتنازل صاحب الحق عن بعض حقوقه، وبطيب خاطر، الى الآخر من أجل تحقيق مصلحة عليا أكبر من هذا الحق أو ذاك، وهذا ما نحتاجه اليوم في العراق الجديد.
ليس هناك أية مشكلة في أن يجهر المواطن بموالاته لأي كان، وان كان للطاغية الذليل، اذ أن من حق كل مواطن أن يعتقد بما يشاء، شريطة أن لا يلجأ الى السلاح لفرض ما يعتقد به هو شخصيا على الآخرين، فذلك هو الخط الأحمر الذي لا يجوز تجاوزه والتورط فيه أبدا.
لقد قرأت قبل أيام، عبارة يتخذها أحد المواقع الالكترونية العراقية شعارا له، تقول العبارة{نحترم الآخر ولو اعتقد بحجر، لكن، أن يرمينا به، فسنرد الحجر من حيث أتى}.
ما أحلى وأجمل وأروع هذه العبارة بمفهومها الانساني، وكم أتمنى أن يتخذها العراقيون شعارا لهم ينقشونه بماء الذهب ويعلقونه في بيوتهم ومكاتبهم وأماكن عملهم، لتتحول الى واقع فعلي يتعايش معهم، فليؤمن العراقي بما يراه صحيحا، اذ ليس لأي أحد سلطة على قلوب وعقول ووعي الناس، شريطة أن يحترم آراء الاخرين وخياراتهم وما يؤمنون ويعتقدون به، أما أن تؤمن أنت بما تراه صحيحا وتمنعني من أن أعتقد بما أراه أنا صحيحا، فذلك هو الظلم بعينه، والذي ينبغي أن لا نتورط فيه.
كذلك، فان من حقك أن تؤمن وتعتقد بما تراه صحيحا من آراء وأفكار ومبادئ، بل وحتى أشخاص، أما أن تلجأ الى العنف والارهاب والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة لترغمني على الاعتقاد والايمان بما تعتقد وتؤمن به، فهذا ما سأقاومه لا زال في عرق ينبض بالحياة، فاذا كان من حقك أن تؤمن بما تشاء، فبالتاكيد ليس من حقك أن ترغم الآخرين على الايمان بما تؤمن به، أبدا.
ليؤمن ويعتقد كل عراقي بما يشاء، وليكن الحوار وقوة المنطق والدليل والاعتراف بالآخر، هو سلاحنا الفعال والأمضى في الاقناع وتغيير وجهات النظر.
بدوره، فان ذلك بحاجة الى أن يتعلم العراقيون فن الاصغاء، فكما يحب الانسان أن يصغ اليه الآخرون عندما يتكلم، عليه كذلك أن يتذكر بأن الآخرين، كذلك، يحبون أن يصغي اليهم عندما يتحدثون، فاذا تعلمنا جميعا فن الاصغاء بنفس الدرجة التي نعرف فيها فن الحديث، فسنكون قد قطعنا أشواطا مهمة على طريق الحوار والاعتراف بالآخر والجدال بالتي هي أحسن.
وأخيرا:
شكرا جزيلا للأخت الكريمة السيدة نوال اليوسف، وشكرا لموقع (سعوديات نت) الالكتروني لاتاحته لي هذه الفرصة الثمينة لأتحدث بها الى رواد الموقع والى كل من سيقرأ الحوار.
متمنيا التوفيق والسداد للجميع.

8 حزيران 2006

نـــــــــزار حيدر لصحيفة (الصباح) البغدادية:

الثقافة بصيرة المجتمع والمثقف بصره

التالي، هو نص جواب نــــــــــــــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، على سؤال صحيفة (الصباح) البغدادية، بشأن دور المثقف العراقي، وما اذا كان من الممكن ان ينخرط في السلطة من دون ان تؤثر على ادائه ودوره؟ وذلك ضمن استقراء أجرته الصحيفة من خلال محاورة عدد من العراقيين المهتمين بهذا الشأن

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

السؤال:

هل يحجب المنصب السياسي والاداري، دور المثقف العراقي، في استئناف مشروعه الثقافي؟.

الجواب:

المثقف هو ضمير المجتمع الحي، وعينه الساهرة، وقلبه الذي ينبض بالحياة من دون كلل أو ملل.
انه النتاج الذي لا يتوقف، والمستشار المؤتمن، والرقيب الشجاع، الذي يعرف كيف ومتى يقول نعم أو لا، لما يجري في المجتمع.
انه كالمصفاة التي لا تسمح لذرات التراب والحصى الصغيرة، أن تمر مع الرز الى الطعام.
واذا كانت الثقافة هي بصيرة المجتمع، فان المثقف هو بصره الذي يجب أن يبقى سالما من أي عيب أو مرض، من أجل أن يتمكن من رؤية الأشياء بشكل صحيح، من دون عمى أو غبش يؤثر على الرؤية، فلو أصيبت العين (المثقف هنا) بالرمد، فسوف يفقد المجتمع قابليته على الرؤية.
ولكل ذلك، يجب أن يتحلى المثقف بكامل الحرية والاستقلال والارادة والضمير الحي، حتى لا ينهار أمام اغراءات السلطة وزبارج الموقع، ولا يخشى سوط الجلاد أو دعايات الظلاميين والمتخلفين، أو تهديدات مجموعات العنف والارهاب.
ومن أجل أن يحتفظ المثقف بدوره الحقيقي في المجتمع، عليه:
أولا؛ أن لا يحد نفسه بالخطوط الحمراء المصطنعة، فلا يكون الا الله والضمير، رقيباه الحقيقيان، أما رقابة السلطة والحزب والعشيرة والمجاملة والمحاباة والترضيات، فان كلها خطوط حمراء مصطنعة، غير حقيقية وكاذبة، اذا استسلم لها المثقف فستسلب منه الارادة، وتحوله الى مجرد (مثقف) سلطوي كما هو حال مثقفي السلطات في البلاد العربية على وجه التحديد، ممن تهاون مع الخطوط الحمراء وظل يتنازل لها الى أن وصل الى الحضيض، فراح يبرر للأنظمة الديكتاتورية استبدادها، وللحاكم الطاغي جبروته، بعد أن خسر موقعه الحقيقي في المجتمع، وتحول الى صولجان بيد الحاكم، يبرر له كل أفعاله، ويقلب المفاهيم رأسا على عقب، فالهزائم تحولت الى انتصارات باهرة، والمجرم تحول الى بطل قومي لا يضاهى، وسجناء الرأي تحولوا الى مجرمين ولصوص، وحفلات التعذيب والقتل والذبح الطائفي تحولت الى جهاد في سبيل الله أو مقاومة ضد عدو وهمي لا يوجد الا في مخيلة فقهاء السلطان ومثقفيه المأجورين، وهكذا، حتى انهارت الأمة ووصلت الى حضيض ما هي عليه الآن، من تخلف وأمية وتراجع مدني وحضاري مرعب.
ثانيا؛ اذا تعارضت حرية المثقف وارادته، مع أي موقع من مواقع السلطة، فعليه أن لا يتردد قيد أنملة في اختيار الأولى ورفض الثانية، لأن قيمة المثقف ومصداقيته بالحرية وليس بالموقع، فحريته كيانه الذي يجب أن لا يفرقه عنه الا الموت، وروحه التي تسري في عروقه مع الدم، أما الموقع فليس أكثر من كيان مؤقت لا يجوز للمثقف أن يستبدله بحقيقة وجوده، وأعني بها حريته وارادته.
يجب أن لا يجد المثقف نفسه الا في الحرية.
قديما كان السلطان أو الخليفة يأمر بقطع لسان المثقف اذا ضاق به ذرعا، وكان المقصود بعبارة قطع اللسان، هو أن تصل اليه منه عن طريق زبانيته صرة من الذهب أو الدنانير، تكسر قلمه وتخرس لسانه، وتعطل ضميره الى اشعار آخر، أو كان يقصد بالعبارة، أحيانا، منحه موقعا في السلطة، يخجل بعده الجهر برأيه اذا كان مخالفا لارادة السلطان أو الخليفة، ولقد كان أكثر المثقفين، آنئذ، يستسلمون لاغراء السلطة، فيسلموا السنتهم الى جلاد المال أو الموقع ليقطعه والى الأبد، أما من رحم ربي، وقليل ما هم، فكانوا يصمدون أمام اغراء السلطان، فيرفضون تسليم ضميرهم اليه، ويرفضون المال والموقع عندما يكون ثمنا لسكوتهم أو تنازلهم عن حريتهم وارادتهم، وبالتالي موقعهم الحقيقي في المجتمع، بالرغم من أن صمودهم هذا، كان يكلفهم الكثير، فكانوا في أحيان كثيرة، يفقدون حياتهم، أو يقضون ما بقي منها في قعر السجون أو غياهب المعتقلات.
ثالثا؛ لا شئ يزين المثقف ونتاجه مثل الحرية وروح المسؤولية والارادة الصلبة التي لا تستسلم لشئ الا للحق ولكل ما هو صحيح من رؤى وأفكار.
فالسلطة لا تزين المثقف أبدا، كما أن الجاه والمال والموقع، ان كل ذلك لا يزينه البتة، ولذلك يجب على المثقف أن لا يتهالك على أي شئ من هذا، خاصة عندما تأتي على حساب رؤيته الصحيحة للأشياء.
ان العراق اليوم بحاجة الى المثقف، أكثر من حاجته لأي واحد آخر، لأن العراقيين اليوم بحاجة الى من يتعاون معهم على تحديد المسير القويم برؤية صحيحة، شجاعة ومسؤولة، كما أنهم بحاجة الى من ينبههم الى مخاطر الطريق، ويساعدهم على كشف الخيط الابيض من الخيط الاسود الذي يفصل بين الحق والباطل، بين الصحيح والخطأ، كما أنهم بحاجة الى من يساعدهم على مراقبة السلطة وأداء المسؤولين، فلو انخرط المثقف في مشروع السلطة، مستسلما، فمن الذي، يا ترى، سيؤدي كل هذه الادوار؟.
العراقيون بحاجة الى المثقف الحقيقي، وليس الى أنصاف المثقفين من الذين يتميزون بقدرات عجيبة وخارقة على استبدال جلودهم وألوانهم وولاءاتهم بين عشية وضحاها.
انهم بحاجة الى المثقف الشجاع، الذي يحمل روحه على راحتيه ويدور بها في الأسواق بحثا عن الحقيقة، وليس الى من يحمل بضاعة مزجاة يدور بها على أبواب المسؤولين، يبيعها لمن يدفع أكثر، مالا أو موقعا، لا فرق.
رابعا؛ لا يزين المثقف الا عقله، فاذا أقفل عليه، وسرحه الى حين ومنحه اجازة مفتوحة، انتهى أمره ودوره المأمول.
لذلك أعتقد، لو تعارضت حرية المثقف في قول ما يعتقده صحيحا، مع أي شئ، ولم يكن أمامه الا السكوت على أن لايتفوه بالباطل ارضاءا للسلطان، فعليه أن يختار السكوت، فبه يصون دوره ومصداقيته، فتأجيل قول الرأي الذي يعتقد به المثقف، الى حين، أفضل بكثير من قول الباطل الذي لا يؤمن به، والتأجيل مكرها أسلم من قول الزور مكرها، اليس كذلك؟.
خامسا؛ وأخيرا، فان على المجتمع تقع مسؤولية تمكين المثقف من أداء دوره، من خلال احتضانه، وعدم تركه معوزا لحاجة، حتى لا يضطر الى ترك ضميره في البيت، ذاهبا عائدا من والى قصر السلطان، بحثا عن لقمة العيش، ولنتذكر جميعا، بأن قيمة المجتمعات ووزنها ووجودها ودورها وكيانها الحقيقي ومنزلتها بين الأمم، انما تقاس بمثقفيها، نوعا وعددا، ولذلك يلزم على العراقيين احتضان مثقفيه، وعدم التفريط بهم وتسليمهم الى القدر.
لقد حاول عدد كبير من المثقفين العراقيين، أن يجدوا موقعهم الطبيعي في العراق الجديد، الا أنهم اصطدموا، وللأسف الشديد، بعقبات كثيرة، تقف على رأسها الحزبية والمحاصصة والتوافقات السياسية التي تركت ضلالها على مختلف مرافق الحياة العراقية.
ان من حق المثقف، اذا أراد أن يواصل مشروعه الثقافي، أن يتمسك باستقلاليته، من دون أن يعني ذلك معاداته لأي طرف سياسي من الأطراف الفرقاء، فلماذا يحاربونه على ذلك؟ ولماذا يأخذون عليه تشبثه بالاستقلالية في التفكير والرؤية والقرار؟.
يريدونه مثقفا تحت الطلب، يمدح متى ما فرحوا، ويذم متى ما غضبوا، وهم بذلك يحطمون الثقافة ويدمرون المشروع الثقافي، وان المثقف الحقيقي يرفض هذا النوع من الأدوار، دور الامعات، وان كلفه ذلك حياته التي بين جنبيه.
ان من حق المثقف أن يبقى مستقلا عن أي قرار أو اتجاه سياسي، وعلى الجميع أن يتعامل مع هذه الحقيقة كشئ صحيح وأمر سليم، فلا يحاربونه على ذلك، فيتوسلون التسقيط والتهديد والتخوين والاتهام، بمجرد أنه يرفض الانتماء أو لا يقبل أن يحسب على تيار سياسي ما، اذ يكفي المثقف أنه مع الاتجاه العام الذي تختاره أغلبية الشعب العراقي، وليس عليه، بعد ذلك، أن ينتمي الى التفاصيل، أو أن يعلن ولاءه لها، فان ذلك يعيق مشروعه الثقافي، ان عاجلا أم آجلا، ولذلك فهو يسعى الى الاحتفاظ بموقعه الطبيعي في المجتمع، باذلا لذلك قصارى جهده من أجل أن يستقيم مشروعه الثقافي فلا يركل بأقدام الآخرين.

15 حزيران 2006

مشروع (المصالحة الوطنية)

نـــــــــــــزار حيدر في برنامج (جسور):

تغيير المرجعية الدينية قبل تغيير الموقف من الارهاب

يجب أن لا يأتي مشروع (المصالحة الوطنية) على حساب العملية السياسية

على الحكومة العراقية ان تكشف عن أسرار الارهابيين التي عثرت عليها في مخبأ زعيمهم القتيل لنتأكد من جدية محاربتها لهم

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

استبعد نـــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، أن تتمكن التنظيمات الدينية السلفية، مثل حركة حماس في فلسطين، من تغيير مواقفها من قضية الشعب العراقي، الداعمة للعنف والارهاب، الذي لا زال يحصد أرواح العراقيين الأبرياء.

وعزا نــــــــــــــزار حيدر، الذي كان يتحدث في برنامج (جسور) الذي تبثه مباشرة على الهواء قناة (الفيحاء) العراقية، والذي يعده ويقدمه الاعلامي العراقي الأستاذ هاشم العقابي، عزا السبب في ذلك الى الخلفية الفكرية التي تنتمي اليها مثل هذه التنظيمات السياسية، اذ من المعروف، فان كل انسان ينطلق، في تحديد مواقفه، من خلفيته الفكرية، ولما كانت هذه التنظيمات تنتمي الى الفكر السلفي التكفيري وتتغذى بفتاوى فقهاء التكفير القابعين في المملكة العربية السعودية ودولة قطر، لذلك فان من الصعب جدا، ان لم نقل من المستحيل، أن تتمكن مثل هذه التنظيمات من أن تنزع عن نفسها وهويتها، وبالتالي عن قراراتها، ظاهرة تقديس الارهابيين والاحتفاء بالقتلة، كما حصل مؤخرا عندما احتفت حركتا حماس الفلسطينية والاخوان المسلمين في الاردن، بمقتل كبير السفاحين والقتلة المجرمين في العراق.

وأضاف نــــــــــــزار حيدر يقول؛

اذا أردنا أن نتصور أي تغيير في مواقف مثل هذه التنظيمات السلفية، يلزم عليها، أولا، أن تغير مرجعيتها الدينية، من السعودية وقطر الى مصر الأزهر مثلا، المعروف عن علمائها وفقهائها الانفتاح والتحرر من الفكر المتعصب، والاعتراف بالآخر، وكلنا يعرف بأن الأزهر الشريف في القاهرة يدرس الفقه الشيعي الاثنى عشري، ويكفي ذلك دليل على الانفتاح الذي يتميز به علماء وفقهاء المسلمين في مصر الكنانة، وهي التي احتضنت جل حركات وقادة التنوير الديني طوال القرنين الأخيرين، كما أنها احتضنت مدارس الحوار والتقريب بين المذاهب، أما في السعودية ومصر فان (العلماء والفقهاء) هناك ليس فقط يمنعون تدريس الفكر الشيعي، وانما يكفرون الشيعة ويستبيحون دماءهم ويتهمونهم بشتى النعوت التي تخرجهم عن ملة الدين ، فهم يعتبرونهم أعداء يجب محاربتهم وقتالهم، وان دماءهم وأموالهم وأعراضهم حلال على (المسلم) ولذلك يجب أن لا يأخذنا العجب أو نستغرب عندما تمجد (حماس) كبير القتلة والمجرمين الذي قتل مؤخرا في العراق، لأنها وأمثالها تعتبره (مجاهدا) قاتل الكفار واستحل دماء غير المسلمين (وهم الشيعة في هذه الحالة) عملا بفتاوي العلماء والفقهاء.

ان من يرضع فكرا تكفيريا من ثدي أمثال هؤلاء الفقهاء، كحركة حماس ومثيلاتها، لا ننتظر منها سوى التمجيد بالارهابيين والقتلة، انطلاقا من رؤيتهم الطائفية البعيدة كل البعد عن الاسلام وتعاليمه السمحاء.

وأضاف نــــــــــــــزار حيدر يقول؛

كيف يمكن لحماس وأخواتها أن تغير مواقفها الداعمة للارهاب في العراق، وهي التي تتغذى على فتاوى فقهاء التكفير القابعين في السعودية وقطر؟ وكيف لها أن تخرج عن خط التكفير الذي يدعم العنف والارهاب في العراق، وهي التي تتلقى الدعم (الديني) والمالي الضخم من السعودية وقطر، اللتان تدعمان الارهاب في العراق بالفتاوى الدينية الطائفية والمال الحرام والموقف السياسي والاعلامي الحاقد؟.

واستشهد نــــــــــزار حيدر بالكلام الذي تحدث به أحد فقهاء التكفير في السعودية المدعو (عبد الرحمن البراك) صاحب الفتوى التي تجيز جهاد (الشيعة) وقتلهم، وبحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وعدد من قادتها، والذين كانوا مدعوين في منزل المدعو الشيخ (ناصر العمر) وهو أحد شيوخ التكفير المتطرفين، في العاصمة السعودية الرياض قبل أقل من ثلاثة أشهر، والذي كفر فيه الشيعة ودعا الى مقاتلتهم وعدم الانخداع بهم، على حد قوله، فبادر مشعل ورفاقه الى تقبيل يد ورأس المتحدث، بعد أن أثنوا عليه وعلى كلامه قائلين له ومخاطبين الجمع الحاضر(معك حق ياشيخنا في كل كلامك) قائلا؛

هل يمكن أن ننتظر ممن يتعبد بفتاوى فقهاء التكفير، ويقبل يد ورأس من يدعو الى قتل الشيعة، بعد تكفيرهم، عوضا عن توبيخه واستهجان كلامه، أن يستنكر عمليات القتل والذبح التي يمارسها الارهابيون في العراق تحت مسمى الجهاد؟.

من جانب آخر، اعتبر نـــــــــزار حيدر ان أي خطوة تتخذها الحكومة العراقية تحت مسمى (المصالحة الوطنية) تنتقص من العملية السياسية التي بناها العراقيون بدمائهم ودموعهم وتضحياتهم، تعد خيانة بحق الشعب.

وأضاف نـــــــــزار حيدر الذي كان يتحدث في برنامج حواري؛

أية مصالحة هذه التي تتحدث عنها الحكومة العراقية، في الوقت الذي لا زالت فيه دماء العراقيين تجري أنهارا على يد الارهابيين والتكفيريين وأيتام النظام والمسلحين القتلة؟.

لماذا يجب على الشعب العراقي أن يقدم التنازلات للمسلحين، من دون أن يقدم المسلحون أي تنازل للعراقيين، فيبادروا فورا الى الاعلان عن وقف عملياتهم المسلحة في العراق بانتظار نتائج (المصالحة) مثلا، أو أن يعلنوا، وبصراحة، عن تأييدهم للعملية السياسية الجارية في العراق، قبل البدء بالمصالحة المزعومة، أو أن يعلنوا تأييدهم لنتائج الانتخابات وما أفرزتها صناديق الاقتراع من مؤسسات دستورية جديدة، أو أن يبادروا الى التنديد بالارهاب واستنكار جرائم الارهابيين بحق العراقيين، ليتأكد العراقيون بأن المعني بالمصالحة المزعومة يختلف، بالفعل، عن الارهابيين؟.

الى الآن لم يسمع العراقيون أي شئ من هذا القبيل، كما أنهم لم يتعرفوا على هوية أي مسلح يقول مشروع الحكومة للمصالحة المزعومة، أنهم المعنيون فقط بها من بين كل المسلحين الآخرين، من الارهابيين والصداميين؟ ليأكد العراقيون بأن المعنيين لم يتورطوا بالفعل بدم العراقيين الابرياء.

كما انتقد نــــــــزار حيدر أن يتحول موضوع السجناء في العراق، سواء المعتقلين في سجون الحكومة أو في سجون القوات متعددة الجنسيات، الى مادة للمقايضة السياسية، قائلا؛

ان اطلاق سراح أي سجين من قبل الحكومة العراقية، يعد خرقا واضحا للدستور، لأنه يعني تدخل القوة التنفيذية بشؤون القوة القضائية، وهذا خطأ لا يجوز السكوت عنه أبدا، وهو خرق فاضح للدستور الذي ينص على الفصل بين السلطات الثلاث، خاصة القضاء، الذي أكد الدستور على أن يكون مستقلا عن أي تاثير ومن قبل أي كان، بما فيهم الحكومة.

يجب أن يكون اعتقال أو اطلاق سراح أي سجين في العراق بمذكرات قانونية يصدرها القضاء حصرا، أما أن تعتقل الحكومة أو المتعددة الجنسية أو تطلق سراح الناس من دون مذكرات قضائية ومتى ماشاءت وأحبت ذلك، فان ذلك يعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الانسان وللدستور على حد سواء.

ثم، اذا كان هؤلاء المعتقلون الذين يجري اطلاق سراحهم حاليا، أبرياء وغير مذنبين، فيجب أن تحاسب الجهة التي اعتقلتهم كل هذه المدة الزمنية من دون مسوغ قانوني، فاطلاق سراحهم ليس منة من قبل الحكومة لتأتي في اطار مشروع ما يسمى بالمصالحة الوطنية، أما اذا كانوا قتلة ومجرمين ومتورطين بجرائم يحاسب عليها القانون، فكيف تسمح الحكومة لنفسها بأن تطلق سراحهم في اطار مشروع المصالحة؟ فأية مصالحة هذه التي تقوم على أساس اطلاق سراح المجرمين لترضية هذا المسلح أو تلك الجهة، وعلى حساب الحق العام والقانون؟.

ان من الجريمة بمكان أن تأتي مثل هذه المشاريع على حساب العملية السياسية الجديدة الجارية في العراق، وان الحكومة العراقية ستتحمل كامل المسؤولية اذا تحول هذا المشروع الى سبب يضاف الى بقية الأسباب التي تهيئ للحرب الأهلية بين العراقيين، خاصة اذا ما ثبت مع الأيام بأن من بين من يطلق سراحهم اليوم، عدد كبير من القتلة والارهابيين وأيتام النظام البائد، من الذين سيعودون الى جماعاتهم ويلتحقون بمجموعات العنف والارهاب، ليمارسوا الارهاب والتدمير من جديد، أو على الأقل سيدفع اطلاق سراحهم، ضحاياهم الى الانتقام منهم بعد أن يشعروا بأن الحكومة تتاجر بآلامهم، وهي عاجزة عن الاقتصاص منهم بالطرق القانونية.

أخشى أن يكتب التاريخ، بأن هذه الحكومة، وهي أول حكومة عراقية دستورية منتخبة، دمرت العملية السياسية، تحت مسمى المصالحة الوطنية، والتي أتوجس منها خيفة ويراودني الشك فيها.

وعلق نـــــــــزار حيدر على مشروع المصالحة الذي قدمته اليوم الحكومة العراقية الى مجلس النواب لمناقشته والموافقة عليه، قائلا؛

يخطئ من يتصور بأن من الممكن تحقيق المصالحة الوطنية في العراق بمثل هذه العبارات والمواد المصفوفة والنقاط المرصوصة التي تشبه الى حد بعيد كلام الببغاء، انها مجرد مبادئ مكررة سمعناها وقرأناها عشرات المرات في مشاريع الحكومات التي تعاقبت على الحكم في بغداد منذ سقوط الصنم، فما الذي تغير من الواقع الدموي الذي يعيشه العراقيون؟.

حتى الدستور العراقي، أضاف نـــــــزار حيدر، احتوى على جل المواد والنقاط التي وردت في وثيقة المشروع المطروح للنقاش، فما هي الاجراءات اللازمة والضرورية التي اتخذتها الحكومة العراقية لحد الآن لتطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع، للحد من ظاهرة العنف والارهاب؟.

وأضاف نـــــــــــزار حيدر يقول؛

طيب، سنقبل بالجمل الانشائية التي ملآتها الوثيقة هذه المرة كذلك، ولنعتبرها آخر فرصة يمنحها العراقيون لزعمائهم وقادتهم، لنرى من ثم ما الذي سيتغير على أرض الواقع، متمنيا أن يتحمل من يقف وراء هذه الوثيقة، المسؤولية كاملة، وأن لا يسعى للتهرب منها عندما يتبين للعراقيين أنها وثيقة خطأ قدمت في الوقت الخطأ؟.

من جانب آخر، قال نــــــزار حيدر، ان على الولايات المتحدة الأميركية والحكومة العراقية، اذا أرادتا أن تثبتا للعراقيين بأنهما جادتين في محاربة الارهاب في العراق، أن يكشفا عن كل الأسرار والخفايا التي تم العثور عليها في المخبأ الذي قتل فيه كبير القتلة والمجرمين.

وأضاف نـــــــــزار حيدر متحدثا الى قناة (العراقية) الفضائية؛

ان على الحكومة العراقية أن تكشف المستور عن كل ما يخص الارهاب في العراق، فالتستر على اسرار الارهاب والارهابيين، بمثابة ممارسة الارهاب ذاته، فالمتستر شريك الارهابي في جرائمه، ولذلك يجب على الحكومة العراقية أن تميط اللثام عن الأسرار التي قالت انها عثرت عليها في مخبأ زعيم الارهابيين، ليعرف العراقيون من هي الدول التي تدعم الارهابيين في العراق، ومن هي أجهزة المخابرات الاقليمية والدولية التي تدعمهم بالمعلومات، وما هي الجهات التي تدعمهم بالمال الحرام ليقتلوا به الابرياء، ومن هم فقهاء العنف والتكفير الذين يمدونهم بفتاوى القتل ويحللوا لهم دماء العراقيين تحت مسميات عديدة، وما هي الأسر الحاكمة في المنطقة التي تحرض على القتل والتدمير في العراق، وأسماء وسائل الاعلام التي تحرض على العنف والارهاب، ولماذا، وما هي الحواضن المحلية التي تتستر على الارهابيين، ومن هي الزعامات السياسية والدينية التي تهئ للارهابيين المظلة السياسية والدينية التي يحتاجونها؟.

يجب أن تذهب الحكومة بالتحقيق الى نهايته، فلا تتوقف أو تتلكأ اذا ما اصطدم في طريقه باسم معين أو بجهة ما.

فلماذا يغلق ملف التحقيق بمثل هذه الحالات، عندما يرد اسم هيئة علماء السنة مثلا، وتسجل الجريمة ضد مجهول؟ ولماذا تصدر الأوامر من الجهات العليا عندما يتم العثور على اسم أحد الزعماء السياسيين ممن التحقوا بالعملية السياسية مؤخرا، ويباع حق الضحية بحفنة من المال أو يقايض بسكوت هذا أو اغلاق ملف ذاك؟.

أما اذا خافت الحكومة العراقية من كشف كل ذلك، سواء بسبب التهديد من قبل من سيتضرر بنشر مثل هذه المعلومات، أو بسبب الضغط الذي قد يمارسه الأميركيون عليها، بحجة أنهم لا يريدون اغضاب اصدقائهم في المنطقة، أو أنها معلومات يمكن المساومة عليها مع أصحاب الشأن، فعلى الحكومة العراقية في هذه الحالة أن تعلن للعراقيين عن الحقيقة، والا فستكون شريكة في كل قطرة دم تراق من عراقي على أرض العراق الطاهرة.

على الحكومة العراقية أن تتعامل بشفافية مع ملفات الأمن، لتضع كل المتورطين في مواجهة مع العراقيين، فتلك هي احدى أكثر وسائل الضغط فاعلية للجم الارهاب.

26 حزيران 2006