الأحد، ديسمبر 31

جزائري يذبح أمه ويقطع رأس شقيقه بالمنشار ثم يلوذ بالفرار

والده مدرس معروف بـ"رزانته وطيبة أخلاقه"جزائري يذبح أمه ويقطع رأس شقيقه بالمنشار ثم يلوذ بالفرار
جانب من مدينةقسنطينة (أرشيف)

الجزائر- قدس برس
اهتزت مدينة قسنطينة الجزائرية على وقائع حادثة أليمة بعد أن أقدم شاب في بداية العشرينات من العمر على ذبح والدته، وهي أستاذة تعليم متوسط، وقطع رأس شقيقه الذي يكبره بخمسة أعوام، وذلك بحي الزيادية في المدينة.
وذكرت صحيفة /الفجر/ الجزائرية في عددها الخميس (28/12) أن هذه الحادثة التي وقعت مساء الثلاثاء (26/12) أثارت حزنا عميقا في مدينة قسنطينة شرق العاصمة الجزائرية، لا سيما في جامعة منتوري، حيث يعمل ربّ العائلة مدرسا بقسم اللغة العربية وآدابها، وهو بحسب الصحيفة المذكورة واحد من المعروفين برزانتهم، وطيبة أخلاقهم، ويشهد له زملاؤه بكفاءته العالية في ميدان النحو العربي وعلوم اللغة.
ولا يزال الجاني في حالة فرار، بعد أن ذبح والدته ثم أجهز على شقيقه قبل قطع رأسه وإحدى ذراعيه، تاركا الجثّتين غارقتين في بركة من الدماء، ويبدو أن الشاب استعمل آلة حادة ومنشارا تم العثور عليهما في مكان العملية، ولم تشر الصحيفة إلى الأسباب التي دفعت الشاب لارتكاب تلك "الجريمة البشعة".

الخبر العاجل بقلم نورالدين بو كعباش

بينما غرق الجز ائرين في البحث عن أضحيتهم
كانت الشعوب العربية تائهة في البحث عن وقفة عرفة بعدما إهتلطت عليها وقفة لبنان بأضاحي العراق
وهكدا لإستقبلت الامصار الجز ائرية نباإعدام صدام بصراعات عائلية وحسرة بعثية
مثلما لمسناه في مراسيم البكاء العاطفي على الزعيم المغرور في محافل العيد السعيد
حيث تحولت صور القنوات الفضائية إلى حجة المسلمين وبينما تحولت تهاني العيد إلى أباكي في الاداعات المحلية
كانت النخبة الجز ائرية تنتظر خطاب سياسيا يسكت أعداء صدام حسين في الجز ائر
وهكدا لم يخصص التلفزيون الجز ائري إلا دقائق معدودة في نشرة الثامنة
على لسان كريم بو سالم
الدي عجز عن التعبير بعدما سكتت أقلام الصحافيين الجز ائريين الدين طبلوا لصدام حسين ونالوا قروضهم الريعية
ونظرة فاحصة في الصدمة النفسية التي حملتها أنباء الخبر العاجل
جعلت بعض المستشفيات الجز ائرية تتحول إلى ملاهي جنا ئزيةيتسلي خلالها أتباع البعثيين الجدد
بمصير أجيالهم الضائعة وسط خطاباتهم الثورية التي قتلت العبيد و أماتت الحمير .
ورغم غصة إعدام صدام التي جعلت المديع بو كرزازة مراد يجعلها دريعة لتبرير نكسة العيد
فإن الاوساط الاشعبية إعتبرت الاعدام السياسي نتيجة تار يخية لا سبب للهزيمة الاعلامية وما تدبدب المنشطة الاداعية أمينة تباني صبيحة العيد التي قدمت جميع تهاتنيها بطريقة فجا ئية
لم يدرك مستمعيها أن صدمة صدام جعلت صلاة العيد تنقل بطريقة علا جلة حيث تتبعت عدسة الكاميرا الرئيس الجز ائري من بو ابة المسجد إلى قاعة الصلاة وسط حراسة أمنية مشددة وجا ءت خطبة العيد لتؤكد معارضة الامام لمسار بو تفليقة ولم تكتمل الحدوثة إلا بتهاني العيد العاجلة التي إضظرت سيدي الرئيس إلى مغادرة المسجد بسرعة طا رئة وتعاليم الدهشة النفسية بادية على وجهه
وما كاد المسلمين الجز ائريين يدبحون ضحاياهم حتي إستوقفت الانظار مراسيم الخبر العاجل
الدي أفرح المعار ضيين الجز ائررين وأبكي الانتهازيين الجز ائررين
الدين إكتشفوا أن العدالة الاميريكية أقربمن العدالة الاسلامية
فبعدما حررت أمريكا الشعب العراقي هاهي
تنتقم لحرية الشعوب العربية عبر مقصلة الحرية
التي حركت مفارش الرئيس المصري و
قتلت أحلام الامبراطور الليبي
وجمدت فرحة البطون الخليجية
في وقفة عرفة
وهنا نسكت عن الكلام المباح بعدما أضحي المسيحي يدافع عن حرية المسلم
فيقدم هدية صدام قربانا لميلاد الصداقة التار يخية بين الشعب الامريكي و الشعوب العربية
النائمة في أحلام مماليكها الاستبدادية وشتان بين جرائم صدام وهدية بوش الانسانية فهل إستو عب الزعماء العرب
مقصلة صدام أم أنهم في غياهب الاستبداد حالمون وشر البلية ما يبكي
وعيدكم مبارك
بقلم نورالدين بوكعباش
قسنطينة 31ديسمبر 2006
الساعة الخامسة والنصف مساءا

الجمعة، ديسمبر 29

إلى زعيم مدرسة الصحافيين المزيفين نوار عبيدي

لعنة الله عليك يامن جعلت الصحافة مهنة الصعاليك وبرج الصحافيين المزيفيين سأستغل علاقتي لتوقيف مدرستك التجارية وسوف أعلن حرب عليك يامن أهانت خريجي معاهد الاعلام والاتصال وجعلت الصحافة مهنة الشهادجات المزيفة من مدرستك وشكرا نورالدين بو كعباش مثقف جز ائري

حجاب الإذاعية خديجة بن قنة

حجاب الإذاعية خديجة بن قنة
لقاء صحفي أجراه موقع الداعية عمر عبد الكافي مع الإعلامية الإذاعية خديجة بن قنة حول سبب تحجبها أحببنا إعادة نشره للفائدة.ما هي السيرة الذاتية للصحفية خديجة بن قنه؟ خديجة بن قنه جزائرية خريجة كلية الإعلام اختصاص إذاعة و تلفزيون خريجة معهد تدريب الصحافيين باللوفر في باريس صحافية و مذيعة أخبار بالإذاعة الجزائرية من 87 إلى 90 صحافية و مذيعة النشرة الرئيسية بالتلفزيون الجزائري من 90 إلى 94 صحافية بالقسم العربي لإذاعة سويسرا العالمية من 94 إلى 97 مذيعة و مقدمة برامج بالجزيرة من 97 إلى يومنا هذا ما هى قصة حجاب خديجة بن قنه؟ بدأت عملية التفكير في ارتداء الحجاب من سنوات طويلة لكنني كنت افتقد الشجاعة و القدرة على اتخاذ القرار بسبب العمل التلفزيوني و الواقع أن التلفزيون عطلني كثيرا رغم أنني مقتنعة منذ مدة طويلة بان الحجاب فرض على المرأة المسلمة .و في السنة الماضية حاولت أن أجس نبض الإدارة و موقفها من الحجاب فوجدته مؤيدا و مشجعا و أتذكر أن المدير العام حينئذ محمد جاسم العلي قال لي : طالما أن الشروط المهنية متوفرة فنحن لا تهمنا الإشكال والألوان و اللباس و غير ذلك . كان ذلك في رمضان ما قبل الماضي لكن اعترف أنني أصبت بشيء من الجبن و ترددت بعدها في ارتداء الحجاب إلى أن التقيت عالما من علماء المسلمين هو فضيلة الشيخ د. عمر عبد الكافي في شهر رمضان المبارك الماضي لقاءا مطولا و استشرته في إمكانية تأجيل ارتداء الحجاب إلى موعد موسم الحج لأنني نويت الحج هذه السنة و نويت معه ارتداء الحجاب فرد علي بان التأجيل ينقص في عزيمة الإنسان وأن المرء لا يملك أن يضمن عمره و أيامه فالموت يأتي بغتة و انه طالما إنني مقتنعة بهذا الأمر لماذا التأجيل ؟ و هكذا جاء قرار ارتدائي الحجاب استجابة لحكم الله تعالى و امتثالا لأوامره. ارتديت الحجاب في وقت بدا و كان أمامه تحديات .. كيف تواجهين ذلك؟ بالفعل , تزامن ارتدائي الحجاب مع الضجة السياسية و الإعلامية الكبيرة التي شهدتها أوروبا عامة وفرنسا خاصة على موضوع الحجاب وما تخللها من مظاهرات و قرارات برلمانية و فتاوى و إرهاصات و تفاعلات كثيرة, الأمر الذي دفع البعض إلى الاعتقاد بأن حجاب خديجة بن قنه مرتبط بهذه الحملة و ذهب احد الصحافيين في صحيفة لوموند الفرنسية إلى وصف حجابي بأنه جاء كمؤشر تحدي لقرار الرئيس الفرنسي جاك شيراك و البرلمان الفرنسي بمنع الحجاب , و قد أرسلت القناة الفرنسية الثانية فريقا إلى الدوحة لإعداد برنامج عن حجاب خديجة بن قنه وبالفعل جاء صحافي فرنسي مع فريقه الفني وصورني داخل المحطة وحاول أن يفهم دوافع ارتدائي للحجاب و لماذا الآن في وقت الغليان الكبير الذي يشهده موضوع الحجاب بفرنسا و أجبته أن الصدفة وحدها حددت هذا التاريخ أو هكذا أراد الله أن يتزامن الأمران معا. أما الصدفة الثانية فهي انه في خضم هذه الزوبعة جاء وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دي فيلبان في جولة خليجية قادته إلى قطر وكانت قناة الجزيرة قد طلبت منه مقابلة تلفزيونية ضمن برنامج "لقاء خاص" و كان مطلوبا مني أن اجري هذه المقابلة باللغة الفرنسية مع الوزير الفرنسي وكان من ضمن الأسئلة المطروحة على الوزير دي فيلبان أسئلة متعلقة بالحجاب في فرنسا .. كانت الصورة بحد ذاتها معبرة : صورة امرأة محجبة مع وزير دولة تعارض الحجاب .. الوزير كان بالطبع دبلوماسيا جدا في ردوده و لبقا للغاية ودعاني إلى زيارة فرنسا لإعداد برنامج عن الحجاب و شرح لي أبعاد الظاهرة كما يراها هو من منطلق كونه فرنسيا و وفق خصوصيات المجتمع الفرنسي.الاعلامية الشرقية كيف تؤدي مهمتها و رسالتها بنجاح؟ الإعلامية في نظري تحمل و تؤدي رسالة كبيرة جدا و هي ذات تأثير قوي على المشاهد أو القارىء و قد لمست بنفسي درجة التأثير هذه عندما تحجبت حيث الكثير من الأخوات المشاهدات في دول مختلفة تشجعن على ارتداء الحجاب و أرسلن لي رسائل بالايميل يذكرن فيها أنهن كن مترددات في ارتداء الحجاب و عندما شاهدنني على شاشة الجزيرة بالحجاب قررن هن أيضا ارتداءه ، منهن مجموعه طالبات فلسطينيات و من الجزائر أيضا و كذلك بعض الزميلات الصحافيات بقناة الجزيرة .. يمكن للإعلامية الشرقية أن تؤدي رسالتها بنجاح دون أن يكون الأمر مرتبطا بشكلها أو جمالها لان الإعلامية تتعامل مع الجمهور بأدواتها الفكرية و الثقافية و ليس بالشكل .. هذا لا يعني بالطبع إهمال الشكل لان الصورة التلفزيونية هي بالأساس صورة بصرية يشكل القبول حتى لا أقول الجمال احد عناصرها الأساسية و أنا إذا وضعت نفسي في وضع المشاهد فانني بالتأكيد لن انجذب نحو الصورة القبيحة بل نحو الصورة المقبولة شكلا و لهذا مسالة الاهتمام بالشكل في التلفزيون مهمة ، هذا إضافة إلى أن الإسلام دين يحمل و يقدر القيمة الجمالية للإنسان من جميع النواحي.هل مظهر النجوم هو رسالة في حد ذاته؟ بالتأكيد . لأنه كما سبق وان أشرت الصورة التلفزيونية صورة واسعة التأثير على المشاهد وبالتالي المظهر الذي يظهر به أي نجم أو شخصية عامة معروفة يصبح مظهرا قابلا للتقليد من طرف المشاهدين و يمكنني أن أؤكد هذه الظاهرة من خلال تحجب الكثير من الفتيات اللواتي شاهدنني على الشاشة و كان ذلك حافزا لهن على ارتداء الحجاب , لا ننسى أن هناك عددا كبيرا من النساء غير المحجبات وهن مقتنعات تمام الاقتناع بوجوب ارتداء الحجاب و بأنه أمر الهي و فرض على كل مسلمة ,, لكنهن في نفس الوقت مترددات بسبب تخوفهن من النقلة أو التغيير الذي سيحدثه الحجاب على حياتهن و ربما تخوفا من ردود أفعال الناس المحيطين بهن لكن ربما يزول ذلك التردد لديهن عندما يشاهدن وجها تلفزيونيا او نجما او شخصية معروفة ترتدي الحجاب فيتحفزن لارتدائه .. أنا شخصيا تأثرت كثيرا بموقف الأختين الفرنسيتين اللتين ارتديتا الحجاب رغم أن اباهما يهودي و أعجبني كثيرا تحديهما للمجتمع الفرنسي الذي جعل من حجابهما قضية العصر ورغم الضجة الإعلامية الكبيرة التي أثارتها القنوات التلفزيونية الفرنسية على حجاب هاتين الفتاتين إلا أنهما بقيتا متمسكتين بقرارهما .. قضية الشكل و المظهر و قوة تأثيره على المشاهدين مسالة بالغة الأهمية. هكذا بدأ الصحافي الفرنسي أسئلته في المقابلة التي أجراها معي قال لي : هل تدركين انك بفعل كونك مذيعة مشهورة فان كل ما تلبسينه قد يكون دافعا لتقليد الكثير من المشاهدات لك وان بذلك قد تخلقين موضة هي موضة الحجاب .. قلت له و ا المانع فلتكن موضة وما أجمل هذه الموضة التي تحفظ للمرأة كرامتها بدل تسويقها كسلعة رخيصة الثمن في أسواق "الكليبات" و الإعلانات .. ما تفسيرك للضجة الغربية حول الحجاب مؤخرا؟؟ هذه الضجة لها أسباها في رأيي لكن بالتأكيد الإنسان الذي يعيش بفرنسا سيكون أكثر إدراكا و فهما لأسبابها , نحن نحلل الأسباب من منطلق كوننا مراقبين لما يحدث لكننا لا نعيش مشاكل المجتمع الفرنسي و ارهاصاته .. بالتأكيد دولة كبيرة مثل فرنسا التي أرست مبادىء الحرية و الأخوة و العدالة لا يفترض أن يخيفها خمار على رأس فتاة لان شعار الحرية و العدالة يفترض أنه يساوي و يضمن حرية المرأة غير المحجبة و المرأه المحجبة معا فلماذا تضمن حرية المرأة غير المحجبة ولا تحترم حرية المحجبة، هذا من جهة . من جهة أخرى لا بد على الجالية المسلمة التي تعيش في المجتمع الفرنسي أن تحترم هي الأخرى طبيعة المجتمع والدولة التي تعيش فيها.
مواضيع ذات صلة :
انطوان الاشقر.. من مسيحي ماركسي إلى داعية إسلامي بالبرازيل
قسيسين ورهبان يعتنقون الإسلام
محمد الصغير
المصدر:
لقاء صحفي قام به موقع الداعية عمر عبد الكافي http://www.abdelkafy.com

الخميس، ديسمبر 28

اخبار

عرض لقضية الاغتراب في زمن الإرهاب
"بلاد نمبر وان" للمخرج الجزائري رابح عامر زعيمش
عالج المخرج الجزائري رابح عامر زعيمش في فيلم "بلاد نمبر وان" قضية اغتراب الشاب الجزائري المندمج في المجتمع الفرنسي في زمن اللااستقرار الذي يعيشه وطنه الأصلي الجزائر بسبب تهديد الجماعات المسلحة فضل المخرج زعيمش هو الآخر إلى تصوير جزء من العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر في فترة التسعينيات فبعد "بركات" للمخرجة الجزائرية المغتربة جميلة صحراوي، يسجل زعيمش بصمته في مثل هذه الأعمال التي تظهر الصورة السلبية للجزائر والتي سببها الإرهاب• في اللقطات الأولى من الفيلم بداية من الجنيريك الذي مزجت فيه موسيقى وكلمات قبائلية للفنان معطوب لوناس، اعتمد المخرج على اللقطات الصامتة وكذا الأصوات الخارجية لإبراز الحياة الهادئة والمستقرة في الجزائر في وقت من الأوقات، حيث قدم مجموعة من المشاهد التي تلت وصول الشاب المغترب "كمال" الذي طرد من فرنسا إلى مسقط رأسه قرية "لولوج " بمدينة سكيكدة، إلى جانب إظهار الحفاوة والاستقبال الحافل الذي خص به كمال بعد وصوله من طرف أفراد عائلته والجيران الذين كان يميزهم التلاحم والتقارب واحترام العادات والأعراف المتوارثة عن الأجداد، ودليل ذلك "الزردة" التي أقيمت بالقرية وذبح ثور كبير وتوزيع حصص اللحم على السكان وخروج النسوة إلى إحدى الزوايا لتقاسم الخير•• أبرز مخرج فيلم "نمبر وان" قضية اختلاف القيم التي يحملها هذا الشاب الذي اعتاد العيش بفرنسا والقيم الوطنية والدينية التي يجدها في بلاده، وهنا يبدو الاغتراب الذي يساير هذا الشاب خاصة أثناء فترة اللااستقرار التي مرت بها بلاده بسبب الإرهاب الذي غير نمط معيشة السكان عامة والشاب كمال بصورة خاصة• جاء إقحام الجماعات المسلحة في هذا الفيلم مغايرا لما ساد في فترة التسعينيات من خلال إظهار شباب دون "لحية" وكان قصد المخرج من هذا أنه ليس كل من له لحية إرهابي، بل حتى الشباب الثائر على وضع وطنه، إذ يحاولون استعادة القيم الضائعة باستعمال العنف، الترهيب حتى بالأسلحة من أجل الصد للفساد (شرب الخمر، التدخين، السهر، اللهو••••)• اعتمد المخرج في هذا المجال على الحوار الشخصي بين المواطنين الذين حاولوا مواجهة الإرهاب ويبين الظروف الصعبة التي تمر بها قريتهم خاصة النساء فكانت "لويزة" ـ ابنة عم كمال ـ مثالا لتحدي المرأة الجزائرية وحتى المغتربة فالسبب الذي يجلبها إلى وطنها الأم هو طلاقها من زوجها الذي يرفض توجهها إلى الغناء، إلا أن القمع يطالها حتى من طرف عائلتها• ورغم لغة المخاطبة المختلفة بينهما (العربية والفرنسية) إلا ان الفيلم أظهر اغتراب الشاب الجزائري المندمج في المجتمع الفرنسي مع تقاليد ومبادئ الوطن الأصلي، حيث يعمل الجميع على كبت تصرفات الشابة "لويزة" التي تضرب ضربا مبرحا من طرف أخيها بعد العار الذي جلبته لتجوالها في الليل بعد ترك زوجها لها في إحدى الطرقات واختطاف ابنها•• الحايك الرمز الذي وضعته الشابة على رأسها بتصميم من والدتها كان لإبراز التراث وأصول الجزائريات والذي يدل على شرف وكرامة المرأة• بسبب تدهور الوضع والصراع القائم بين أطراف عدة يقرر كمال، الذي جسد دوره المخرج رابح عامر زعيمش، الهروب من هذا الواقع القاسي والأليم ويعود أدراجه، لكن الوضع كان صعبا بالنسبة له حين يحاول الحصول على "الفيزا"، وفضل المخرج ترك النهاية مفتوحة لجعل الجمهور يقدم قراءات مختلفة لهذا الفيلم الذي دامت مدته ساعة و42 دقيقة


الفجر" تشكر كل من تضامن معها
تتقدم أسرة تحرير "الفجر" إلى كل القراء وإلى كل زملاء المهنة من صحفيين ومديري نشر ورؤساء تحرير ومراسلين ومديري مطابع الوسط والشرق وإلى السيد الهاشمي جيار وزير الاتصال وإلى رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس وإلى الشخصيات والجمعيات الوطنية، بخالص الشكر على تضامنهم وتعاطفهم مع مديرة "الفجر" حدة حزام التي أمضت أياما في الحبس بتهمة لا تعلم عنها شيئا• نشكركم على أنكم لم تدخروا جهدا من أجلنا، نشكركم على رسائل التهاني والمكالمات التي تهاطلت علينا أمس والتي تلقتها المديرة شخصيا بعد الافراج عنها، نشكركم جزيل الشكر، ونعدكم أننا سنسعى لأن نكون في مستوى تطلعاتكم•

تراجعت عن قانون المحروقات لأني لن أقبل بيع خيرات البلاد بأثمان بخسة"
بوتفليقة يكشف في خطاب ألقاه أمام إطارات الأمة

اعترف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس ولأول مرة، بأنه هو من تراجع عن مشروع قانون المحروقات، لأنه لن يقبل أبدا ببيع أملاك البلاد بأثمان بخسة، قائلا: "أصدرت قانون المحروقات وتراجعت عنه، والرجوع إلى الحق فضيلة، وفي اجتهادنا قد نخطئ وقد نصيب، ونحن لسنا معصومين من الخطإ، ولابد من الرجوع إلى الصواب أحب من أحب وكره من كره وجاء اعتراف الرئيس في خطاب وجهه للأمة، وألقاه أمام إطارات الدولة بقصر الأمم بنادي الصنوبر، أكد فيه استحالة أن يؤدي انفتاح الجزائر على السوق الدولية إلى بيع ما هو استراتيجي في القطاع العمومي• قائلا بصريح العبارة: "ليس في نيتنا أن تباع خيرات البلاد بثمن بخس، والحمد لله الذي أغنانا عن هذا"، معطيا حصيلة إيجابية عن الوضعية الاقتصادية للبلاد، مذكرا ببعض الأرقام التي تؤكد ذلك، وفي نظر الرئيس فإن الجزائر تمكنت بنجاح من التخلص من المديونية الخارجية، إلى جانب تراجع نسبة التضخم• لكنه انتقد بشدة عدم تحقيق تقدم في تقليص نسبة البطالة إلى ما دون 15 بالمائة منذ العام 2005، داعيا في هذا السياق رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي إلى التحقق من صحة أرقامه، "لأنه إذا كانت خاطئة فعليه تدقيقها أمام الصحافة والشعب معا"• وسجل بوتفليقة بارتياح في خطاب لم يحمل مفاجآت جديدة، كما توقعته أوساط إعلامية، تقلص المديونية الخارجية إلى 4.7 في المائة، مدافعا عن سياسة التسديد المسبق للمديونية الخارجية لا استدانة من المؤسسات المالية وأوضح القاضي الأول في البلاد بأن الجزائر لن تلجأ مستقبلا إلى الاستدانة من المؤسسات المالية، داعيا إلى عدم السماح لهذه الأخيرة بأن تدخل علينا من منافذ لا نعلمها، قائلا: "سنعمل على أن لا نستدين، وان لا تدخل علينا المؤسسات الأجنبية من منافذ نجهلها، لأن الديون المتبقية هي في الواقع ديون المؤسسات، التي حذرها ضمنيا من اللجوء إلى الاستدانة، وان الأفضل هو التحكم في أمورنا"• وانتقد الرئيس في خطابه سياسة الربح السريع، "الذي أثرى الأثرياء وأفقر الفقراء"، وفي هذا الإطار دعا بوتفليقة البنوك إلى عدم التمادي في منح القروض لأصحاب الاستثمارات، غير ذي قيمة، طالبا من وزارة المالية، كي تنظر إلى هذه البنوك التي تعطي قروضا أكثر مما هو موجود، داخل الوطن"• معطيا مثالا عن ذلك بأن أحد المستثمرين تحصل على قرض قيمته 6000 مليار سنيتم، في حين أن البلاد لم يكن لديها مليارا واحدا• ومحذرا من استعمال المحاباة في منح القروض، "لأنه لا يمكن أن نستمر في أن نكون أصدقاء فلان أو فلان، ولن نقبل أبدا من يغتني ببنوكنا"• أو التحجج باستثمارات غير ذي قيمة، من أجل الحصول على قروض كبيرة، واصفا ذلك بالبريكولاج، مصرا على أن يستثمر أصحاب الأموال أموالهم بالجزائر دخل الفرد لم يتحسن بالجهد وجدد بوتفليقة رفضه الاستمرار في الاتكال على عائدات البترول، لأن تحسين رواتب العمال أو مدخول الفرد، لم يتأت عن طريق الجهد، أو المردودية، وإنما من خلال ارتفاع أسعار البترول• مذكرا بالوضعية المماثلة التي مرت بها البلاد خلال الثمانينات، حيث كانت تعيش فترة مشابهة، رافضا بشدة إعادة التجربة "لأننا لن نمشي حبوا مجددا إلى صندوق النقد الدولي"• لكنه حيا أرباب العمل والمركزية النقابية، بعد نجاهما في لقاء الثلاثية، وكذا إبرام العقد الاجتماعي والاقتصادي لا بد من توخي الحذر من المنظمات غير الدولية وخص القاضي الأول في البلاد، المجتمع المدني بحيز وفير في خطابه، داعيا إياه إلى ضرورة توخي الحذر، في التعامل مع المنظمات الدولية، وأن يعمل من أجل صالح الوطن• وفي تقديره فإن المجتمع المدني، لا بد أن يكون وطني الصبغة، من أجل الوقوف ضد المنظمات الدولية التي تحوم حوله وتحرضه أيما تحريض• وفي هذا الإطار، انتقد بوتفليقة بشدة رجال الأعمال وما أسماهم بأصحاب القدرة، الذين يقبلون بثلاث دولارات للسماح بالتدخل في شؤوننا الداخلية، قائلا: "يجب أن تبقى الجزائر للجزائريين، وان لا نتوجس خيرا من المصالح الأجنبية، وان لا نكون >خبازجية< ضد بلادنا"• وفي نظره فإنه من الأحرى، أن نعود إلى جادة الصواب، من خلال تجنيد المجتمع المدني خدمة للبلاد، شريطة أن يكون تمويله ذاتيا دون اللجوء إلى الخارج• وطالب من الحكومة والمجالس المنتخبة أن تقنن لهذه الأمور، كي يكون التعامل مع المنظمات غير الحكومية على أساس عدم المساس باستقلالنا وقيمنا وديننا نرفض سياسة التمييز الجهوي وعاد عبد العزيز بوتفليقة من جديد للحديث عن ترييف المدن، وعن السياسة الجهوية، التي جعلت ولايات تستفيد من برامج ضخمة، في حين أن أخرى ظلت متأخرة، بحجة عدم توفر مواد البناء بها، "فأفقر الولايات ماتزال كذلك، وكلنا مسؤولين عن هذا الوضع"• منتقدا أيضا مزدوجي الجنسية، الذين يفضلون السفر نحو الجزائر بجواز سفر أجنبي 8000 حالة سويت في إطار المصالحة الوطنية وقال الرئيس إنه مصر على المضي قدما نحو تطبيق قانون المصالحة الوطنية، وتطبيق استراتيجية السلم، "إن قلوبنا ما تزال مفتوحة أمام من اهتدى"، "ولسنا مرتزقة ولا نريد بيع الوطن"• وعلى الجزائر أن تتصالح مع ذاتها• وأنه مصر على تحقيق هذا المسعى رغم العراقيل التي اعترضته، قائلا إن الشكوى لله، وانه كان عليه أن يشرب العلقم متلذذا، "لكن لا خيار لي دونه"، مقابل حرصه على مواصلة مكافحة الإرهاب، بدأب وإصرار• وفي حديثه عن الشق السياسي من برنامجه، لمح بوتفليقة إلى ضرورة الإفراج عن قانون البلدية والولاية، بطريقة تعيد تنظيم صلاحيات المنتخبين المحليين، وترقي وضعيتهم، وتضع شروطا من أجل قبول ترشحهم• إلى جانب أهمية محاربة البيروقراطية، من خلال مضاعفة الهياكل الإدارية، في تلميح إلى التقسيم الإداري الجديد، ومواصلة إصلاح قطاع العدالة• علما ان رئيس الجمهورية أعاد تقديم قراءة مفصلة لقانون المالية 2007 الذي وقّع عليه أمس، كاشفا أن الدول رصدت له مبلغ 144 مليار دولار• لن نتدخل في الخلافات الدولية وفي نظر المصدر ذاته، فإن الجزائر أضحت اليوم مطالبة بالاهتمام أكثر بأمورها الداخلية، وبأن لا تنغمس في المشاكل الدولية، "فهي ليس بوسعها إعادة تنظيم العالم"، "وان سجلنا الظلم الواقع في عديد من بقع هذا العالم
الــكاتب : لطيفة ·

حزام تعود من جديد
الإفراج عن المسيرة مسؤولة نشر يومية الفجر

فصلت أمس المحكمة الجزائية قسم الجنح بسيدي محمد بالعاصمة بالإفراج عن المسيرة مسؤولة نشر يومية "الفجر" السيدة حدة حزام في القضية التي حركتها ضدها مؤسسة الطباعة للشرق بقسنطينة بخصوص إصدار صك بدون رصيد والذي تم بموجبه إصدار حكم غيابي بسنتين حبسا نافذا في حق السيدة حزام التي لم تستلم أي استدعاء بشأنه لتتفاجأ بتوقيفها في مطار هواري بومدين الدولي منذ أيام وهي في طريقها إلى بيروت للمشاركة في لقاء إعلامي رئيسة الجلسة التي فضلت في البدء تأجيل القضية بغرض الاطلاع على حيثياتها إلى الـ15 من شهر جانفي الداخل تلقت التماسا من هيئة الدفاع المشكلة من الأساتذة فطناسي وخلايفية مليكة ولقديم حفيظة للإفراج المؤقت وهو الطلب الذي تلقى دعما من السيدة بولحواش موزاوي سعاد مسؤولة المنازعات بمؤسسة الطباعة للشرق بقسنطينة التي أكدت أنه تم تسوية الوضعية مقدمة أدلة دامغة ليتم عرض الطلب على ممثلة النيابة التي نطقت بعدم المعارضة• هذا وقد أبدت مؤسسة الطباعة للشرق بدءا بالسيد بوشوارب الرئيس المدير العام تفهما لوضعية مسؤولة يومية "الفجر" التي أعربت عن استعدادها التام لتسوية وضعيتها مع هذا الشريك• نطق المحكمة بالإفراج عن السيدة حدة حزام لقي ترحيبا واسعا داخل القاعة من قبل كل الحضور حتى الذين لا يعرفونها معربين عن سعادتهم لعودة السيدة إلى أحضان عائلتها وأبنائها وأحضان العائلة الكبيرة ليومية "الفجر" التي ضرب أمس طاقمها عهدا جديدا للمضي قدما نحو تبوؤ مكانة قوية في الوسط الإعلامي سيما وأن "الفجر" صارت رقما مهما وواحدة من الجرائد التي تحظى باحترام كبير في الأوساط الرسمية والشعبية

أحلام فنان موهوب
مهدي علي محمد خوجة طالب بقسم الموسيقى
حلم مهدي منذ نعومة أظافره أن يصبح فنانا محترفا في الطرب والغناء، وراح يسعى وهو لا يزال طفلا إلى حفظ مقطوعات من الفن الأندلسي ومختلف الأغاني الشعبية القصيرة المستوحاة من التراث الجزائري الأصيل• ترعرع مهدي علي خوجة محمد في وسط فني، فجده هو الشيخ علي خوجة حسونة ممثل مدرسة المالوف بمدينة قسنطينة وكان الأب عازفا على آلة العود، الأمر الذي هيأ له المناخ الجيد لأخذ العديد من المبادئ الأولية في ميدان الموسيقى الجزائرية الأصيلة• كان أبوه يلقنه بعض المبادئ البسيطة لموسيقى المالوف القسنطيني، ويتركه ليعتمد على نفسه في اكتشاف أصوات الآلات الموسيقية وأنغامها والأمر ذاته في حفظ "مواويل المالوف"، بعدها خرج مهدي من قوقعة أغنية المالوف وأخذ يتعلم بعض المعارف الأولية في الموسيقى الشعبية عن خاله وعمره لا يتجاوز ثلاث عشرة سنة• بدأ يحفظ بعض الأغاني القصيرة للفنان الراحل دحمان الحراشي كأغنية "لحمام اللي والفتو امشى عليا"، وأغنية "يا الرايح"، متأثرا بعمالقة فن الغناء الشعبي الجزائري، وفي فترة قصيرة أصبح متمكنا في العزف على آلة "القيثارة"• تحولت اهتمامات هذا الطفل المولع بالموسيقى من الطرب الأصيل إلى الموسيقى الغربية، حيث اكتشف موسيقى "الروك" من خلال مخالطته لهواة الموسيقى أثناء دراسته بالثانوية، حيث كون بالتعاون معهم فرقة موسيقية في هذا النوع، وكانت أول مشاركة لها في النشاطات الثقافية بمدينة قسنطينة بمناسبة السهرات الرمضانية التي تحييها دار الشباب "صالح بوذراع"• في هذه المرحلة أدرك هذا الأخير ضرورة الدراسة العلمية للموسيقى، انخرط "مهدي" في المعهد البلدي، لتعلم المبادئ الأكاديمية والعلمية للموسيقى التي كان يحسنها ويحفظها كما تعلم عزف موسيقى "الفلامينكو" • اضطر مهدي إلى إعادة امتحان شهادة البكالوريا من أجل الحصول على معدل يمكنه من الالتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة لتوسيع معرفته بالموسيقى، وكما كان الفضل لعمته في دخوله كلية الموسيقى، كان الفضل لأستاذه "عبد الحميد بلفروني" في اكتشاف قدراته الكبيرة في الغناء• ومنذ ذلك الوقت أدرك مهدي أنه بإمكانه الذهاب بعيدا في مجال الغناء خاصة وأنه لقي مساعدة كبيرة من طرف أستاذه، وأخذ يفكر في مشروع فني راق يهدف إلى الجمع بين الجانب العلمي وقدراته الصوتية•


ولد خليفة يؤكد انشطار النخبة والمجتمع بشأنها
في محاضرة عن مكانة اللغة العربية
أكد محمد العربي ولد خليفة أن هناك انشطارا داخل النخبة والمجتمع حول المسائل الرئيسية التي تهم العربية وما يقابلها أي اللغة الفرنسية والأمازيغية، وأن لكل واحدة منها صورته النمطية مما أدى ـ حسبه ـ إلى تجاهل يفقر ثقافتنا ويمنع التواصل• أوضح محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية أول أمس بفندق الأوراسي، في الندرة التي نشطها حول وظيفة اللغة العربية في الوطنية الجزائرية، أن الجزائر حملت أجيالا من الجزائريين بذاكرة هوية جريحة بسبب الاستيطان الفرنسي الذي حاول طمس اللغة العربية، وأن الجزائر اليوم- حسبه - تفتح صفحة المصالحة مع الذات والآخر فقال: "بعد نصف قرن من ميلاد الجزائر الجديدة هل يمكن لنا القول إن لدينا سياسة لغوية تظهر في مجالات الاتصال والتكوين والثقافة؟"، متسائلا في ذات الوقت عن كيفية بناء علاقة تكامل بين العربية والأمازيغية وعن كيفية ترقية استعمال العربية في الدولة والمجتمع بترغيبها للناشئة وعن دور وسائط الإعلام في تعميم لغة وسطى حديثة أرقى من العامية وقريبة من الوسطى• وجاء على إثر ذلك تكريم كل من مدير عام جريدة الخبراليومي على جري، ومدير عام وكالة الأنباء الجزائرية الهادي بن يخلف من طرف المجلس الأعلى للغة العربية عن الدور الإيجابي الذي تلعبه هذه الوسائط الإعلامية في تقريب العربية من المجتمع• ومن جهته اعتبر الكاتب محمد سعيدي أنه من غير الممكن ترقية اللغة العربية في الوقت الذي يعاني فيه أساتذة المدارس الابتدائية والإكماليات والثانويات، كما وضع محمد سعيدي مسؤولية ترقية العربية على عاتق الجامعات القائمة على تكوين الأساتذة والمعلمين، وأن اللغة العربية - حسبه - لا يمكنها التطور والارتقاء دون علم في اللغة العربية، بالإضافة إلى أن الجزائريين في حد ذاتهم يقعون دائما في مشكلة إهمالهم التكلم بالعربية خارج موطنهم مقارنة بمواطني الوطن العربي الذين لا يهملون أبدا التكلم بالعربية• كما قدم الأستاذ الطاهر بن عايشة تسلسلا زمنيا لتاريخ اللغة العربية عبر المشرق العربي وفي شمال افريقيا، مؤكدا أنه من غير الممكن أن تتوحد الأمة بدون اللغة العربية وأن الهوية هي الذات العليا للمجتمع فقال: "إنه من غير الممكن أن يكون لنا تاريخ علمي أو فني أو ثقافي بدون اللغة العربية"• وأكد الكاتب سهيل الخالدي أن العربية والأمازيغية تعيش تشاركا حضاريا قويا بين اللغة والثقافة منذ آلاف السنين، يجعل من الصعب التفريق بين الأصل والصورة مشبها ذلك بمحاولة الفصل بين الحليب ومشتقاته فقال: "لا يوجد أي عرب بدون بربر، ولا يوجد أي بربر بدون عرب، والوطنية الجزائرية هي العروبة والإسلام والعروبة تعني البربر، وأنا لا أخجل أبدا حينما يسمونني بربريا، فالبربرية بالعربية لا تعني أبدا الهمجية التي يتصورها الأوروبيون وفرنسا"•


حدة حزام تمثُل أمام القضاء اليوم
للنظر في المعارضة التي تقدم بها دفاعها
تمثل حدة حزام مديرة ومسؤولة نشر جريدة "الفجر"، اليوم، أمام القاضي بمحكمة عبان رمضان المختصة في الجنح بالعاصمة، للنظر في المعارضة التي تقدم بها دفاعها بعد الحكم الغيابي الذي أصدرته ضدها محكمة سيدي امحمد بالحبس النافذ لمدة سنتين وتحميلها دفع غرامة مالية بقيمة 150مليون سنتيم، وهذا جراء التهمة الموجهة لها بإصدار صك بدون رصيد• وكان إلقاء القبض عليها في ظروف غير معروفة فاجأ المعنية وفاجأنا، ذلك أن الحكم قد صدر في حقها في 22 ماي 2006 في القضية رقم 07/10765التي رفعتها ضدها مؤسسة الطباعة بقسنطينة، مع ان المعنية لم تتلق اي استدعاء شخصي لحضور اي محاكمة لأن الاستدعاءات كانت تصل الى عنوان قديم ولم يعد يربط المديرة به أي علاقة، وهو ما يعني ان حدة حزام لم تكن على علم بالتهمة الموجهة لها والمتعلقة بإصدار صك بدون رصيد بقيمة 150مليون سنتيم على مستوى البنك الوطني الجزائري تحت رقم 099223 بتاريخ 5 ماي 2003 لفائدة مؤسسة الطباعة بقسنطينة، لكن التحريات بينت ان المديرة تعرضت لخيانة ثقة، وقد قامت الجريدة فور إصدار حكم الحبس على المديرة بتسديد مبلغ 150مليون سنتيم لمؤسسة الطباعة بالشرق وهو المبلغ الذي أدينت حدة حزام بموجبه، كما قامت الجريدة باتخاذ كل التدابير والاجراءات القانونية التي من شأنها الافراج الفوري عن حدة حزام التي ينتظرها أبناؤها وقراؤها•


ال24 سـاعة وطنـي
رتـيلة
اقتصــاد
ال24 ساعة محلي
ال24 ساعة دولي
من الـحياة
سـيدتي
ثــقافة
الأخـيرة
أســاطير
كاريكاتير
الـرياضة

سعر كراء "الكراجات" بالعاصمة للموالين يزيد عن 20 ألف دج
مساعي للصلح بين وزارة الفلاحة والبياطرة قبل عيد الاضحى
تحولت العديد من المرائب "الكراجات" المخصصة أصلا للسيارات بالعاصمة، إلى إسطبلات للكباش، بعد كرائها للموالين القادمين من منطقة السهوب بمبلغ يتراوح مابين 20 ألف و25 ألف، إلى غاية يوم العيد الذي سيحل في ظروف عادية بسبب اعتدال أسعار الماشية وجلسة الصلح المتوقعة مابين الوزارة والبياطرة الذين هددوا بشن إضراب يوم العيد• تحولت "الكراجات" أو المستودعات المخصصة للسيارات في الفترة الأخيرة إلى إسطبلات للكباش، واصبحت أهم سمة لشوارع وأحياء العاصمة، خاصة في الأحياء القديمة أو تلك التي ينتشر بها نسيج عمراني معين، أي العمارات، حيث تخلى العديد من أصحاب الأنشطة التجارية عن مهنهم الأصلية للتوجه إلى نشاط آخر مربح جدا في هذه الفترة، من خلال تأجير محلاتهم والمرائب للموالين الذين لا يستفيدون من هذه المواقع إلا بدفع مبالغ مالية تتراوح مابين 20 ألف إلى 25 ألف دج• ففي بلدية بلوزداد مثلا وبالقرب من محطة الحافلات عيسات ايدير، يوجد إسطبل مؤقت للكباش، استأجره أحد الموالين، القادمين من دائرة عين وسارة بولاية الجلفة بمبلغ يقدر بـ20 ألف دج، وهذا إلى غاية يوم العيد، وأكد هذا الموال الذي رفض الكشف عن اسمه، أنه ليست كل الكباش الموجودة بالإسطبل معروضة للبيع، فهناك التي تم بيعها وهي مرقمة ومؤشر عليها بالطلاء، ويتركها أصحابها عند الموال إلى غاية يوم العيد، وهذا بالتفاهم مع الموال فيما يخص الكلأ، فسعره يحتسب حسب عدد الأيام التي يقضيها الكبش بالإسطبل• أما النوع الثاني والذي لا يحمل أية علامة، فلم يتم بيعه بعد وأسعاره تتراوح مابين 17و 20 ألف دج• ودائما في سياق استحداث نشاط كراء الإسطبلات للموالين، تكرر هذا السيناريو ببلدية باش جراح وبلدية بن عكنون المعروفة بطرازها الذي تغلب عليه العمارات، كما هو الشأن مثلا، بحي سيدي مرزوق• أما بحي البدر ببلدية باش جراح، فقط أطلق سكان الحي، على أحد تجار الخضر اسم "الكبش" وهذا بسبب تغيير هذا التاجر لنشاطه كل سنة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث يقوم بشراء الكباش بالتنقل إلى إحدى ولايات السهوب خاصة الجلفة أو الاغواط أو تيارت لشراء مجموعة من الكباش ليعيد بيعها للظفر بهامش ربح قد يصل أحيانا 10 ألاف دج للرأس الواحدة• وبحي العناصر التابع إداريا لبلدية بلوزداد، فإن مالكي الكباش يستطيعون ترك كباشهم لدى أحد أصحاب الإسطبلات، مقابل دفع مبلغ مالي يقدر بـ1000دج كل أربعة أو خمسة أيام، على أن يجددوا الدفع لصاحب الإسطبل إلى غاية حلول عيد الأضحى• تجدر الإشارة أن هذه المظاهر تقل نوعا ما بحي المنظر الجميل بالقبة وبالأحياء الجديدة ببلدية عين البنيان، وهذا لوجود عدد كبير من الفيلات التي تتسع لكباش العيد• أسعار الأضاحي مقبولة للتوازن بين العرض والطلب أكد مدير المصالح البيطرية "رشيد بولقدور"، أمس، أن أسعار الماشية هذه السنة مقبولة وليست مرتفعة، مرجعا السبب إلى الاعتدال المسجل في العرض والطلب بالسوق، فأسعارها تتراوح مابين 15 ألف دج إلى 22 ألف دج وهي أسعار في متناول الزبائن• وأشار ذات المتحدث في تدخله بالقناة الثالثة، أن الأسعار قد سجلت انخفاضا مقارنة بالسنة الماضية، موضحا أن فترة الجفاف قد أثرت على الأسعار، نافيا ان تكون للأمطار الأخيرة تأثيرات مباشرة على الأسعار في المستقبل• وأكد أن عدد الرؤوس الموجهة لعيد الأضحى وتلك التي يتم نحرها بالمذابح تقدر بـ3.5 ملايين رأس• جلسة صلح هذا الأسبوع بين البياطرة والوزارة يعقد البياطرة بحر هذا الأسبوع جلسة صلح مع المصالح المعنية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية وهذا بدعوة من الوصاية، بعد أن هدد البياطرة بشن إضراب وطني يوم عيد الأضحى، وأكد بولقدور في هذا الشأن، أن جلسة الحوار هذه ستكون لبحث المشاكل العالقة مع الشريك الاجتماعي، الذي هدد بشل المذابح المتواجدة بمختلف ربوع الوطن• وفتح ممثل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية القوس للحديث عن الصحة الحيوانية، التي أكد بشأنها أنها جيدة حيث تم القضاء على داء اللسان الأزرق، مقابل التحكم في خمسة آلاف إصابة متعددة• وأضاف انه من المقرر أن يسهر 1400 بيطري بمختلف بلديات الوطن على عملية مراقبة الأضاحي يوم العيد•


ال24 سـاعة وطنـي
رتـيلة
اقتصــاد
ال24 ساعة محلي
ال24 ساعة دولي
من الـحياة
سـيدتي
ثــقافة
الأخـيرة
أســاطير
كاريكاتير
الـرياضة

السكان يحجزون "المير" ويقطعون الطريق
أعمال شغب ببلدية واد الخير بمستغانم
شهد دوار أولاد الميسوم ببلدية واد الخير جنوب شرق ولاية مستغانم، أمس، أحداث شغب تم على إثرها حجز رئيس المجلس الشعبي البلدي وكذا قطع الطريق الوطني رقم 90 إثر حادث مرور تعرض له خلال صبيحة أمس أحد شيوخ الدوار، الأمر الذي دفع بسلطات ولاية مستغانم المدنية منها والعسكرية إلى الدخول في حالة استنفار قصوى للحد من تفاقم الأوضاع• وأقدم عشرات المواطنين، خاصة الشباب على حجز المير السيد قسوس عن الأفالان بعدما اتهمه سكان الدوار بعدم تلبية انشغالاتهم المتراكمة على مكتبه منذ مدة• وكانت قد تأججت الاحتجاجات إثر حادث مرور تعرض له شيخ طاعن في السن على مستوى الطريق الوطني رقم 90 الرابط بين غليزان ومستغانم• وشكل الحادث شرارة غضب لدى المواطنين الذين أقدموا على قطع الطريق بالحجارة وأضرموا النيران بواسطة العجلات المطاطية• كما كان الحادث مناسبة أمام السكان لطرح جملة من الانشغالات أمام سلطات ولاية مستغانم، الذين تنقلوا إلى عين المكان• هذا وتجدر الاشارة أن بلدية واد الخير سجلت منذ 06 أشهر مضت انتفاضة مماثلة بسبب تأخر حصول البعض على تعويضات متعلقة باستغلال أراضيهم لإنجاز سد بني يقرن، رغم أن الوالية وعدت في وقت سابق بحله•

فندق مرحبا سيوضع في المزاد
اللجنة الولائية للتصنيف أبدت تحفظات بشأنه
تأكد أمس بصفة رسمية وضع فندق مرحبا في المزاد العلني ليكون من نصيب من يقدم أحسن عرض لتنتهي بذلك كل الاحتمالات التي تروجها بعض الاطراف حول هذا الفندق الذي كان محل تلاعبات وفضائخ عديدة خلال السنوات الماضية والذي كان يستخدم كمقر لفريق شباب قسنطينة قبل تدخل الوالي الحالي السنة الماضية واتخاد قرار يقضي بغلقه والمطالبة باسترجاعه على اعتبار أنه في الاصل ملك لولاية قسنطينة • الوالي لم يسلك أمس الا طريقا واحدا ليؤكد أن الفندق صار ملكا للولاية وليس من حق أي كان التحدث عنه والسعي للاستفادة من خدماته كما حصل في السابق موضحا أنه لا مجال ايضا لاستهلاك مقولة فندق شباب قسنطينة خاصة وأن الولاية خصصت مبلغا ماليا وعينت الارضية لتشييد اقامة للسنافير بمحاذاة القاعة البيضاوية لمولودية قسنطينة • وكان ممثل مدير السياحة قد اشار أمس خلال دورة المجلس الشعبي الولائي أن اللجنة الولائية للتصنيف التي زارت وعاينت الفندق المذكور الذي طالته اعمال ترميم وتجديد أبدت تحفظات بشأنه ورأت أن هذه الاشغال التي كلفت أموالا كبيرة لم تقنع ولن تساهم في زيادة ولا نجمة واحدة لهذا المرفق الواقع بالقرب من مطار محمد بوضياف معتبرة ما تم انجازه بالعمل غير المدروس وهو ما أدى بالسيد مدير الادارة المحلية الى التدخل ليوضح أن عملية التجديد مست 8 غرف من مجموع 40 المتواجدة بالجناح رقم واحد وأن وضعيتها الحالية أفضل بكثير مما كانت عليه وقت استرجاعه وأن الهدف هو تحسين حالته حتى نتمكن من ترتيبه بنجمتين على الاقل قبل عرضه في المزاد العلني•

الأفكار بدل البترول
رد مدير مركز لزرع صمامات السمع بفرنسا تيري لوكاتو وهو يكشف عن التكنولوجية الراقية التي تصمم بها صمامات سمع مصنوعة في أستراليا قائلا "نحن في فرنسا لا نملك البترول بل الأفكار" لأن البروفيسورة نادية ياحي التي تعمل بمصلحة أمراض الأذن بمستشفى القبة شككت خلال اليوم الدولي الأول الذي نظم بالمركز الإستشفائي "فرانتز فانون" مع نهاية الأسبوع الماضي في نوعية الصمامات المصنوعة بفرنسا، وسألته قائلة " أنت فرنسي لماذا لم تحضر صمامات فرنسية وتقوم بعرض ما وصلت إليه التكنولوجية الفرنسية في هذا المجال؟"، حيث خشيت ياحي أن تستورد الجزائر صمامات ذات نوعية غير جيدة•

شبح البطالة جرده من أسمى معاني الأخلاق
رشيد يتسبب في إصابة والدته بداء السكري بعد إشباعها ضربا
يضرب والدته ويسمع أخته كلاما فاحشا، رشيد ضحية آفة البطالة والفراغ النفسي، تسبب في إصابة والدته بداء السكري وتبدأ المأساة انطلاقا من ملاحظات قدمتها له الأخت الصغرى• كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء حين دخل رشيد البالغ من العمر 30 سنة المنزل العائلي وهو في قمة الغضب لأسباب اعتادت والدته أن لا تسأله عنها كونها لا تتغير، وكان منبعها دائما البطالة والفراغ الذي يعيشه هذا الأخير• يومها كانت السماء تمطر بغزارة، وكانت أخت رشيد قد انتهت للتو من تنظيف بلاط المنزل من مياه الأمطار التي تسربت إلى داخله• حين دخل رشيد كان حذاؤه مليئا بالوحل فطلبت منه أخته نزع هذا الأخير حتى يحافظ على نظافة المنزل، وفي لمح البصر تلقت صفعة قوية من طرف أخيها الذي أخذ يصرخ في وجهها ويسمعها كلاما جارحا وغير لائق• لم تحتمل الوالدة احتقار هذا الأخير لابنتها التي لم تخطأ في حقه، فسارعت إليه مؤنبة إياه فإذا به ينهال عليها ضربا دون وعي منه أن التي بين يديه هي والدته التي أوصى الله بها كل خير، وحرم أن نقول في وجهها "اف"• رغم صراخ أخت رشيد ومحاولتها تخليص والدتها إلا أن هذا الأخير لم يهدأ له بال إلا بعد رؤية والدته مغمى عليها، فهم بالهرب وهو يصرخ "قتلت والدتي •••قتلت والدتي •••"• اتصلت أخت رشيد بأحد الأقرباء لنقل والدتها إلى المستشفي وفي الطريق لم تتلفظ الأم سوى بجملة واحدة أخذت تكررها "لا تخبروا أحدا بما حصل، قولوا إني سقطت من الدرج"• لم تبال الأم بما قد أصابها بقدر ما اهتمت لما قد يصيب ولدها• أخذت ام رشيد الإسعافات اللازمة وعادت إلى بيتها بعد يومين قضتهما في المستشفى• ورغم محاولة الأطباء التقصي عن حقيقة ما جرى أبت السيدة الإفصاح عن أي شيء• روت لنا والدة رشيد هذه القصة لدى تنقلنا في مهمة إلى مستشفى مصطفى باشا، إذ جاءت لقياس نسبة السكر في الدم، حيث أصيبت منذ تلك الليلة المشؤومة بذاك الداء المزمن بسبب الفاجعة التي أصابتها•


ال24

كرنفال في دشرة•••

أكثر من 60 طفلا يعملون بمذبح "الرويسو"
وجدوا كسبهم فيه عشية عيد الأضحى
يطلق عليهم أبناء مذبح رويسو، اعتادوا التردد عليه عشية كل عيد أضحى، لا للعب والعبث، بل للعمل في نشاطات مختلفة لكسب لقمة العيش، يقدر عددهم ـ حسب تأكيدات أحد العاملين هناك ـ أكثر من 60 طفلا إن أكثر ما يلفت انتباه المتجول في مذبح رويسو في الأيام القليلة قبل حلول عيد الأضحى، انتشار أطفال لا تتعدى أعمارهم 18 سنة وهم يتوزعون على نشاطات مختلفة بدءا ببيع علف الأضحية وحبال ربطها والتنظيف، إلى حمل الأضاحي المذبوحة صبيحة العيد وغسل الأحشاء• وفي هذا الصدد، أكد أحد المشرفين على تسيير المذبح، أن هؤلاء الأطفال من أبناء المناطق المجاورة للمذبح، ولا يمنعون من طرف المسؤول على الدخول إليه، دعما لهم لتفادي لجوئهم إلى السرقة، فهم لا يدفعون أي ضريبة من أجل العمل هناك• سمير، رضا وغيرهم أبناء حسين داي يترددون عشية كل عيد أضحى على مذبح رويسو لبيع حشيش الجلبانة والتبن للموالين الذين يبيعون مواشيهم داخل المذبح، ويقدرون ربط العلف بحوالي 100 دج و200 دج• قال رضا البالغ من العمر 12 سنة، إنه بدأ العمل هناك منذ كان في السادسة من العمر لأن الظروف القاسية التي يعيشها وسط عائلته حتمت عليه ذلك• ورغم أن بعضهم لم يفرطوا في الدراسة، إلا أن هناك من انفصل عنها نهائيا• اختلفت نشاطات أطفال مذبح رويسو واختلف معها الربح كذلك، فمن أبسط نشاط إلى الأكثر منه إرهاقا، منهم من يبيع أمتارا من الحبال، وأعمدة وأشياء تساعد في سلخ الأضحية وذلك حال الأخوين طارق وسمير الذين لا يتعدى عمر أكبرهم 10 سنوات، وحسبه فإن مناسبة العيد وقرب المذبح جلب لهما فرصة لكسب بعض النقود بغية شراء الأدوات المدرسية• واختار أكثرهم صبيحة العيد حينما يأتي الكثير من العاصميين لنحر أضحيتهم بالمذبح، حيث يكثر العمل، فبعضهم يساعدون أصحاب الأضحية على حملها للسيارة مقابل 200 دج، وآخرون وجدوا في غسل أحشاء الأضاحي مكسبا وفيرا، وهو ما يقوم به رشيد البالغ من العمر 16 سنة منذ أكثر من ثماني سنوات، حتى أصبح خبيرا في ذلك، ويقدر هذا العمال حسبه بـ500دج

آلات الشحذ التقليدية مصدر رزق أصحابها عشية العيد
تعرف في الأيام الأخرى إهمالا تاما
مع حلول كل عيد أضحى، يزداد الاهتمام بالسكاكين وأدوات قطع اللحم، وشوائه، وتلقى بعض المهن التقليدية شهرتها• فشحذ السواطير والسكاكين بالآلات التقليدية للشحذ تصبح حرفة رابحة لما تعرفه من إقبال واسع من طرف المواطنين يكفي أن تدفع 30 دج لشحذ ساطور أو 20 دج لشحذ سكين، وتضمن عملية تقطيع الأضحية بطريقة سهلة، هذا ما قاله الحاج عبد القادر الذي يملك آلة تقليدية لشحذ السكاكين منذ أكثر من 20 سنة، متخذا منها مصدر قوت مع حلول كل عيد أضحى• واختار الحاج عبد القادر مدخل مذبح رويسو لجلب الزبائن إليه، خاصة وأن الكثير منهم يقتنون الأضاحي من المذبح، حيث يربح الكثير من المال مع اقتراب أيام العيد الأخيرة• وإلى جانبه تجمع بعض ممتهني هذه الحرفة فبعضهم شباب كانوا متوقفين عن هذا العمل لانشغالهم بمهن أخرى، وهذا ما أدلى لنا به إبراهيم الذي يشتغل سائقا في إحدى الشركات العمومية، وأثناء إنهاء العمل يأتي إلى مذبح رويسو بهدف ربح أموال إضافية واستغلال الآلة التقليدية للشحذ التي كان يملكها جده منذ سنة 1970• وعن الأسعار المحددة للشحذ، يقول أحمد أحد المقبلين على هذه العمل، إنها قابلة للارتفاع مع كل عيد أضحى، ويكفي تحريك الدواسة لتدور حجرة الشحذ، ويضمن بذلك ربح ما لا يقل عن 5000 دج يوميا، حيث يقدر ثمن شحذ السواطير بحوالي 40 دج• وعلى غرار هؤلاء يختار بعض كبار السن الأحياء الشعبية كحي القصبة لجلب الزبائن، وذلك حال الحاج عبد الرحمان الذي بقي وفيا لآلة الشحذ منذ سنوات الاستقلال، فابتسامته العريضة يستقبل مئات السكاكين يوميا عشية العيد• وفي هذا السياق أكد لنا أن الإقبال زاد عن السنوات الماضية لأن الناس قديما كانوا يستعملون الحجارة لشحذ السكاكين، وحسبه فإن سكان المدن اليوم أصبحوا في حاجة ماسة لمثل هذه المهنة، ورغم أن هناك آلات متطورة للشحذ، إلا أن الآلة التقليدية تبقى أكثر شهرة في عيد الأضحى• نعمان شيخ طاعن في السن يملك آلة شحذ منذ الثمانينيات، تفقد قيمتها في الأيام الأخرى للسنة، لتحيى في عيد الأضحى وتصبح مصدرا للرزق تدر على صاحبها الكثير من المال• يقول الحاج نعمان "صدقوني في الكثير من الأحيان أنسى هذه الآلة وأستخف بها، حيث تركتها منذ زمن عرضة للشارع مركونة على جانب البيت، لكن أصبحت أحس بقيمتها هذه السنوات الأخيرة لأن إقبال الناس بات أكثر من قبل، وكسبها الحلال جعلني أخاف على افتقادها بعد ذلك"• إن مهمة شحذ السكاكين وما شابهها واحدة من الأعمال التي تحيى وتموت حسب كل مناسبة فيغض عنها النظر لتصبح مرة أخرى محل اهتمام الجميع

عندما طلب وزير العدل حافظ الأختام السيد الطيب بلعيز من النواب العامين للمجالس القضائية أمس إجابات وردودا على أسئلته المتعلقة بحصيلة سنة من النشاط في القطاع خصوصا المتعلقة بمدى نجاعة إصلاحات المنظومة القانونية حيث قال إني أريد إجابات موضوعية ومجردة وبدون أية مجاملة وهو ما جعل النواب يتخلون في ردودهم عن المقدمات والكلام المنمق والمعسول الذي لم يعد له فائدة أمام الوزير الذي بقي في قاعة الوزارة التي احتضنت الأشغال إلى ساعة متأخرة من ليلة أول أمس
العثور على 80 بئرا حفرها جنكيز خان
عثر علماء آثار صينيون على مجموعة من الآبار التي يعتقد بأن القائد المغولي الأسطوري جنكيز خان كان يستخدمها خلال حملاته العسكرية في غرب أسيا بالصين• ودفع هذا الاكتشاف العلماء إلى الاعتقاد بأن جحافل جنكيز خان عبرت مدينة أوردوس في طريقها إلى غرب أسيا• العلماء عثروا على أكثر من 80 بئرا يبعد الواحد فيها عن الآخر حوالي العشرة أمتار، مشيرة إلى أن الجيش المغولي كان يستخدمها خلال غزواته للمنطقة
أرقام بلعيز دقيقة
قال وزير العدل الطيب بلعيز أمس امام النواب العامين للمجالس القضائية وإطارات وزارة العدل أثناء تقييمه لسنة من النشاط أن العدد الإجمالي للقضاة العاملين في كل المجالس والمحاكم والمؤسسات القضائية بصفة عامة بما فيها الوزارات هو 3500 قاض واكد الوزير امام الحضور أن وزير العدل -المتحدث - يوجد ضمن العدد المذكور
حرمان طلبة بن عكنون من التلفزيون
أقدمت إدارة الإقامة الجامعية طالب عبد الرحمان ببن عكنون على حرمان الطلبة الذين يزيد عددهم على أربعة الاف طالب من مشاهدة برامج التلفزيون للقناة الوطنية، وهو الإجراء الذي أثار سخطهم، وسخط المنظمات التي طلبت إعادة التلفزيون إلى نادي الحي، باسم الوطنية التي بقيت في نفوس البعض، وعدم طمسها بقنوات أجنبية أخرى
كرنفال في دشرة•••؟
تميز الأسبوع الدرامي في طبعته السادسة بدار الشباب ببلدية أولاد جلال (بسكرة) الذي أختتم مساء أمس الأول بسوء التنظيم، أولها انقطاع الكهرباء داخل المركز يوم انطلاق الحفل الذي بدأ منتصف النهار، بعد أن لاحظنا جلب مولد كهربائي ميكانيكي على متن جرار••• واقتصر أمر المشرفين على هذا (الكرنفال) عفوا المهرجان على ترقيع الملصقات القديمة للسنوات الفارطة وتحويلها إلى الأسبوع الدرامي السادس لهذه السنة وتعليقها على باب دار الشباب الخارجي• الغريب في الأمر أن الوجوه التي حضرت المهرجان في سنوات مضت هي نفسها اليوم، كأن الصورة لم يتغير فيها شيء على الرغم من أن بلدية أولاد جلال تعج بالجمعيات الثقافية• وأوصدت أبواب دار الشباب في وجه الشباب المتعطش لمثل هذه المناسبات

الابن يذبح أمه الأستاذة ويقطع رأس شقيقه الأكبر

الابن يذبح أمه الأستاذة ويقطع رأس شقيقه الأكبر
جريمة شنعاء تهز عائلة أستاذ جامعي بقسنطينة
جريمة شنعاء وحادثة تراجيدية هزت أمس قسنطينة في أعقاب إقدام شاب في الـ21 من عمره على ذبح والدته أستاذة التعليم المتوسط وقطع رأس شقيقه الذي يكبره بخمس سنوات وذلك بحي الزيادية هذه الجريمة التي أثارت استياء كبيرا بقسنطينة وخاصة بجامعة منتوري أين يدرس رب العائلة بقسم اللغة العربية وآدابها وهو واحد من المعروفين برزانتهم وطيبة أخلاقهم العلمية ويشهد له زملاؤه بكفاءته العالية في ميدان النحو العربي وعلوم اللغة وقعت مساء أول أمس الثلاثاء في حدود الخامسة والنصف مساء أين كان الأب وابنته الكبرى خارج المسكن العائلي• وحسب ما علمناه فإن الجاني الذي يظل في حالة فرار لم يتردد في ذبح والدته ثم الإجهاز على شقيقه قبل قطع رأسه وأحدى ذراعيه تاركا الجثّتين غارقتين في بركة من الدماء •• هذا وقد حيرت الطريقة التي تمكن من خلالها الجاني القضاء على شخصين من عائلته خاصة وأن شقيقه يكبره سنا مع العلم أنه واستنادا إلى مصادر موثوقة قد استعمل آلة حادة ومنشارا تم العثور عليهما بمكان الجريمة يكون قد استعملهما في عمليته الإجرامية هذه التي تظل أسبابها مجهولة• يذكر أن عائلة الأستاذ الجامعي معروفة بانسجامها وحسن الجوار ومتعارف عن أفرادها تحليهم بأخلاق حسنة وهو ما أثر كثيرا في نفسية سكان قسنطينة بصفة عامة وحي الزيادية بصفة خاصة
الــكاتب : يزيد · س

قسنطينة

ولكن الكلمة قليلة للتعبير عن امتناني، للحمة والتضامن الذي لقيته من طرف زملائي من مديري صحف خاصة وعمومية ومن صحفيين شكرا على المؤازرة التي لقيتها وعائلتي في هذه المحنة التي مررت بها من أيام، عندما قبعت في جناح النساء بسجن الحراش لأيام لذنب لم أقترفه، ولخطإ وتهمة لفقت لي، وأنا أعرف جيدا الذي أحاكها، والذي نفذها، وبئس السلوك لكن لا بأس، فالمحنة التي لا تقتل تزيد في العمر مدة، مثلما يقول المثل الشعبي، وقد عرفت في هذه المحنة أحبائي وكم كانوا كثر، وكم خجلت وكم وجدت نفسي صغيرة أمام عظمة حبهم لي، وخوفهم علي، لكنها تجربة مهما كانت مرارتها ووقعها على زملائي في المهنة، وقرائي وعائلتي، وكل أشراف هذه الأرض، فإنني لم أندم عليها لحظة واحدة، بل عشتها بكل جوارحي كفرصة مهنية لا تعوض، فقد قلت لنفسي وأنا في طريقي إلى سجن الحراش يومها، يا حدة، ليس لديك عزيز عليك بعد أبنائك إلا كرامتك ومعنوياتك، فاثبتي ولا تتأثري لما يقع لك وبدل الخوف، والانكسار، دخلت جناح النساء بالحراش باسمة، أنيقة مثلما كنت سأدخل بيروت، دخلت السجن كصحفية في مهمة استكشاف وتحقيق، للاطلاع على ما تخبئه جدران هذا المكان دخلت مبتسمة، وسألت وأنا في ساحة الـسجن، مـن حـولي من السجـينات، أيـن هـو السجن؟، فضحكن مني وقلن إنك في السجن والتفت مباشرة للسجينة التي اقتربت مني وكانت جميلة، رغم الحزن الذي تخبئه عيونها الخضراء، وبرغبة شديدة، وفضول أشد لمعرفة قصة كل واحدة من قاطنات المكان، بادرتها بالسؤال، وأنت ما هي تهمتك؟ جناية ومن قتلت؟ زوجي؟ وبعد لحظة من الصمت وضعت يدي على يديها، وواصلت دائما أسئلتي الفضولية، بكم حكم عليك؟ بـ 20 سنة؟ أمضيت ثماني سنوات، ولا أدري ماذا بقي، لم أر بناتي منذ ثماني سنوات، ثم تتركني وتذهب، والانفعال باد على وجهها هكذا كانت لحظاتي الأولى في سجن الحراش ونمت ليلتها نوما هادئا، وبدون كوابيس، بعد أن تصدقت علي سجينة بمنامة نظيفة، وبشيء من الأكل

الشيخة الريميتي تغادر الساحة الفنية في غضون 2006
الطفلة اليتيمة الفقيرة تتحول إلى ملكة الراي الجزائري
فقدت الساحة الفنية الجزائرية هذه السنة وبتاريخ 13 من شهر ماي، وجها من ألمع الوجوه الفنية في ساحة الراي، إنها "الشيخة الريميتي" التي تمكنت بفضل موهبتها الفذة وحنجرتها الذهبية من تسجيل اسمها من ذهب ضمن قائمة ملوك الأغنية الجزائرية الأصيلة الراقية كانت البدايات الغنائية الأولى لـ"سعدية بدياف" الملقبة "بالشيخة ريميتي" في الحفلات الشعبية والأعراس التي منحتها فرصة الشهرة والتنقل بذلك إلى العاصمة لتباشر العمل بصحبة مجموعة من الموسيقيين لتتعرف في هذه الأثناء على "الشيخ محمد ولد النمس"، الذي قدمها للوسط الفني العاصمي وساعدها على التسجيل بالإذاعة الجزائرية• تمكنت هذه الأخيرة في سنة 1952 من تسجيل أول عمل يحمل عنوان "شراك قطعة"، هذا الشريط الذي نال شهرة كبيرة في ذلك الوقت، بحيث أنه كان يذاع بصفة دائمة في الإذاعة برغم من أن الموضوعات التي تعالجها أغانيه تشكل طابوهات في مجتمعنا• في سنة 1970سافرت إلى باريس عاصمة الجن والملائكة، بدعوة من محافظ "مهرجان فيلات"، حيث غنت في حفل كبير إلى جانب مجموعة من الفنانين الغرب المشهورين ونالت بهذه المشاركة شهرة كبيرة في وسط المغتربين الجزائريين• في 1986 استطاعت الشيخة الريميتي أن تمتلك قلوب هواة الراي ليس على المستوى المغربي فحسب بل ذاع صيتها وأصبحت سفيرة أغنية الراي في العواصم الأوروبية والعربية، فغنت في نيويورك، لندن، أمستردام، جنيف، مونتريال، مدريد، القاهرة، ميلان وبرلين وكان لها الفضل في إعطاء أغنية الراي الجزائرية بعدا عالميا• ولدت الشابة سعدية كما كانت تعرف في بداياتها الغنائية في 23 من شهر ماي 1923 بمدينة سيدي بلعباس، عاشت سعدية اليتيمة طفولة بائسة حرمت من حنان الوالدين وعطف الأقارب، تجرعت خلالها مرارة الحياة وقساوتها، وهي طفلة بريئة جعلتها هذه التجربة تكتسب خبرة في الحياة برغم صغر سنها• لجأت إلى الغناء بدافع الفقر والحاجة حتى تتمكن من حفظ حياتها وتسيير أمورها، فأصبحت في بداياتها الغنائية واحدة ممن يشهد لهم بالمضي قريبا في صفوف شيوخ الطرب وعظمائه• ستبقى "الشيخة الريميتي" خالدة وحاضرة في أذهان كل من عرفها وأدرك عفويتها وبساطتها وقمة تواضعها، وستبقى ملكة للراي الجزائري برغم رحيلها

فنانون و أدباء يزورون الجزائر و أخرون تفقدهم الساحة الثقافية
تنوعة الأحداث التي شهدتها الساحة الثقافية التي شهدتها الساحة الثقافية الجزائرية خلال سنة 2006، والتي تراوحت بين المهرجانات الفنية والسينمائية والأسابيع الثقافية إضافة إلى الصالون الدولي والوطني للكتاب واللقاءات الأدبية مع كبار الأدباء الجزائريين إلى جانب رحيل الفنان الهاشمي فروابي والأديب الكبير نجيب محفوظ الساحة الجزائرية تفقد عميد الأغنية الشعبية رحل عميد الأغنية الشعبية الهاشمي فروابي شهر جويلية من هذه السنة عن عمر يناهز الـ68 سنة، بعد أن احتك بمشايخ الشعبي كالحاج مريزق والحاج محمد العنقا والعشاب• مكنته موهبته الكبيرة في ترك رصيد فني معتبر في مجال الأغنية الشعبية التي أدى فيها مجموعة من الروائع "الحراز، يوم الجمعة، البارح كان في عمري عشرين••" وهي الأغاني التي أوصلته إلى العالمية وخلقت الآلاف من محبيه داخل الوطن وخارجه• ليترك فراغا رهيبا وسط عائلته وعشاقه الأدب العربي يفقد نجيب محفوظ فقدت الساحة العربية نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 1988، في نهاية شهر أوت من سنة 2006 بالقاهرة عن عمر يناهز 94 عاما بعد معاناة مع المرض، وبرحيله تكون الساحة الأدبية فقدت هرما صنع التاريخ الأدبي على مدار الـ70 عاما، وأنجز حوالي 50 رواية أثمرت بمجموعة قصصية، وفي جعبته 59 قصة•• راهن على فن الرواية وقفز بها إلى صدارة الفنون من أعماله: الثلاثية الشهيرة بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية، أولاد حارتنا التي نشرت بجريدة الأهرام، رواية اللص والكلاب والسمان والخريف• ترجمت أعماله إلى 28 لغة آخرها كانت بالاندونيسية والألبانية الطاهر وطار ينهي مذكراته أنهى الروائي الجزائري الطاهر وطار كتابة مذكراته، وهذا تزامنا مع إطفاء شمعته السبعين، العمر الذي قضاه بين الإبداع والعمل السياسي الإداري بداية من المشاركة في الثورة التحريرية وتوليه العديد من المناصب في هياكل الدولة• كتب الطاهر وطار مذكراته في إقامته الصيفية على شاطئ تيبازة الواقعة على الساحل الغربي لعاصمة الجزائر، قسمها إلى ثلاثة أجزاء روى فيها مسيرة الـ70 عاما بداية من أجواء الريف بولاية سوق أهراس شرق الجزائر إلى غاية ترأسه جمعية الجاحظية مرورا بالمحطات التي مرت بها الجزائر خاصة وأنه عرف بمواقفه الجادة• هذا العمل الذي أنجز خلال هذه السنة سيكون المادة الإعلامية لمختلف وسائل الإعلام باعتبارها تتضمن العديد من المحاولات لإعادة بعث الكثير من الملفات والقضايا الشائكة زيارة مليكة مقدم في الجزائر زارت الروائية الجزائرية المغتربة مليكة مقدم الجزائر بعد سنوات من الغياب حيث قدمت كتابها الأخير "رجالي" والصادر عن منشورات سيديا بالجزائر، وتستعمل ابنة القنادسة ببشار الصحراء فضاء تتحرك فيه شخصياتها وهذا ما سارت عليه في مختلف مؤلفاتها قرن الجود، الرجال الذين يسيرون والمحرمة عز الدين ميهوبي مديرا جديدا للإذاعة الوطنية عين الشاعر والكاتب الجزائري عز الدين ميهوبي على رأس الإذاعة الوطنية، خلفا للمدير السابق زواوي بن حمادي، في رصيده العديد من الروايات والنصوص الشعرية، كما أصدر كتابه الأخير "رغم ذلك فهي تدور" عن منشورات المحقق مامي في السجن تعرض مطرب الراي الشاب مامي في 28 أكتوبر الماضي إلى السجن لمدة زادت عن 48 ساعة بسجن بوبيني بفرنسا بتهمة الاعتداء الجسدي ومحاولة إجهاض إحدى رفيقاته التي تقدمت بالدعوى• تعود تفاصيل هذه القضية إلى سنة 2005 عندما تقدمت الضحية بدعوى ضد الشاب مامي على أساس أنه قام بتنويمها بالحبوب المنومة ليخضعها للضرب حتى الإجهاض• فألقي عليه القبض في 26 أكتوبر بمطار أورلي بعد عودته من الجزائر أين يقيم مع زوجته التي لم يمر عن زاوجه بها أكثر من أشهر قليلة• لم يتمكن الشاب مامي من إحياء مجموعة هامة من الحفلات التي كانت مقررة خلال ذلك الأسبوع،مما تسبب في إلغائها، وهو الذي كان قد أخرج أثناءها ألبوما جديدا تحت عنوان "ليالي" الذي قدم فيه ثنائي مع الفنان العراقي كاظم الساهر والعديد من الأغاني الناجحة• تبين بعد ذلك الحدث أن تلك الفتاة سبق لها أن قدمت العديد من الدعاوى ضد مجموعة من الفنانين أمثال المرحوم الشاب حسني الصالون الدولي الأول لكتاب الطفل والناشئة نظم لأول مرة في الجزائر الصالون الدولي لكتاب الطفل والناشئة يوم 30 ماي بمشاركة 50 دار نشر جزائرية مهتمة بكتاب الطفل وناشرين من دول عربية كتونس، سوريا، مصر وبيروت وليبيا والامارات• افتتح الصالون رئيس المجلس الأعلى للغة العربية محمد العربي ولد خليفة، والذي أكد أن الكتاب صيغة تعبر الحدود• من جهته، قال مدير المكتبة الوطنية أمين الزاوي أن الصالون يعرف ثلاثة ورشات، الكتاب الصغير، القارئ والرسام الصغير، والتي شارك فيها أطفال ومنحت جوائز للمفكرين الصالون الدولي الحادي عشر نظم الصالون الدولي الحادي عشر للكتاب بالجزائر العاصمة تحت شعار "كتابة وتحرر"• تميزت الطبعة الحادية عشرة من الصالون الدولي للكتاب بالجزائر العاصمة التي احتضنها قصر المعارض بالصنوبر البحري من 30 أكتوبر إلى 10 نوفمبر المتزامن مع الذكرى الـ 54 لاندلاع الثورة التحريرية، بمشاركة قرابة 700 دار نشر من أصل 23 دولة أجنبية وعربية منها التي تشارك لأول مرة كالجمهورية الإسلامية لإيران، إيطاليا وفنزويلا بمشاركة رمزية، حيث ارتفع عدد دور النشر الجزائرية من 67 بالنسبة للسنة الفارطة إلى 120 مع إقبال جماهيري كبير نظرا لتنوع العناوين الحاضرة في الطبعة، الأمر الذي لم يكن منتظرا بسبب تزامن الصالون مع نهاية شهر رمضان والدخول المدرسي• خصص لأدب الأطفال حوالي 30 بالمائة من مجموع 80 ألف عنوان مشارك بالتظاهرة، كما تم تكريم خلال هذه الطبعة عددا من الكتاب الفرنسيين احتراما لشعار الطبعة "كتابة وتحرر" أمثال: هنري علاق، جون بول سارتر، أندري مندوز وشخصيات وطنية رحلت عنا أمثال: محمد ديب، رضا حوحو، الطاهر جاووت، عثمان بالي وآخرون الطبعة السادسة للصالون الوطني نظمت النقابة الوطنية لناشري الكتب في نهاية شهر نوفمبر الفارط الصالون الوطني للكتاب في طبعته السادسة، وذلك تزامنا مع الذكرى 46 لأحداث 11 ديسمبر 1961 حيث استمر إلى غاية الثامن من شهر ديسمبر• بوجملين وردة عرفت مشاركة دور النشر في هذه الطبعة ارتفاعا محسوسا مقارنة بالطبعة الماضية، حيث بلغ عدد الناشرين المشاركين هذه السنة أكثر من 55 دارا في حين كان عددهم في السنة الفارطة لا يتجاوز 46 ناشرا• برمجت النقابة الوطنية لناشري الكتب خلال هذه التظاهرة عدة نشاطات، تمثلت في تنشيط محاضرات للتعريف بجديد الناشرين والتقنيات المستحدثة في مجال النشر والتأليف، إلى جانب تكريم أحسن الناشرين تقديرا لمجهوداتهم في هذا المجال، بتخصيص ثلاثة جوائز تشجيعية، عادت جائزة أحسن المنشورات التاريخية للمؤسسة الوطنية للنشر والإشهار التي تطبع أكثر من 60 عنوانا في مجال التاريخ الجزائري، وظفر الديوان الوطني للمطبوعات الجامعية بالجائزة الثانية والمتمثلة في جائزة أحسن المنشورات العلمية في حين عادت الجائزة الثالثة لدار الغرب للنشر والتوزيع• وعشية اختتام هذه الطبعة تم اتخاذ مجموعة من التدابير والقرارات التي من شأنها إعادة الكتاب إلى مكانته المعهودة في الماضي ونشر ثقافة الكتاب في المجتمع الجزائري، حيث أعلن محمد الطاهر فرفي مدير النقابة الوطنية لناشري الكتب خلال حفل الاختتام الذي أقيم بالمكتبة الوطنية عن إنشاء شبكة وطنية لتوزيع الكتاب على مستوى القطر الجزائري وتعمل على الترويج له وفق مقاييس عامة وعالمية، وتهدف هذه الشبكة ـ حسبه ـ إلى زرع ميكانيزمات جديدة لإرساء سياسة توازن حقيقية في هذا المجال وسد احتياجات القارئ في مختلف مجالات العلم والمعرفة والاطلاع على كل جديد في عالم الكتاب النشر، وكما صرح عن نيتة في تعميم الصالون الوطني للكتاب على كامل التراب الوطني لتتداول بذلك المدن الجزائرية على احتضان فعالياته• كما أعلن ذات المصدر وخلال نفس اللقاء عن برنامج النشر والناشرين الذي سيشرع التلفزيون الجزائري في بثه مع انطلاق السنة الجديدة والذي يهدف إلى التعريف بالنشر والناشرين

أهم أحداث الولايات في 2006
شهدت سنة 2006 أحداثا هامة وإنجازات في ولايات عديدة عبر الوطن كـعقد أول مهرجان وطني للعيساوة في ميلة ومشروع الجسر العملاق بقسنطينة، لكنها كانت مآسي وآلام وإخفاقات وفضائح في ولايات أخرى تمثلت أساسا في تسجيل ولاية الجلفة المراتب الـ 48، 46 و45 في البكالوريا والتعليم الأساسي والسنة السادسة ابتدائي وكذا فيضانات شهر ماي في منطقة الأوراس حلم الجواجلة يتحقق بزيارة زيدان..والقضاء على 50 إرهابيا خلال 2006 من بين أهم الأحداث التي عرفتها ولاية جيجل خلال 2006 الزيارة المفاجئة للنجم العالمي للكرة المستديرة زين الدين زيدان في طريقه إلى مسقط رأسه ببجاية، حيث تهافت آلاف عشاق زيدان على المطار لالتقاط الصور معه، لكن دون جدوى أمام الحراسة المشددة، وهذا في منتصف شهر ديسمبر 2006• كما ابتهج السكان في نوفمبر الماضي لسماعهم صوت جيجل يدوي من خلال انطلاق البث الإذاعي التجريبي للإذاعة الجهوية، وهو الحلم الذي انتظروه أزيد من 15 سنة• إضافة إلى بهجة صعود فريق شباب جيجل إلى القسم ما بين الرابطات بعد 06 مواسم قضاها في القسم الجهوي• كما عرفت سنة 2006 صراعات خفية بين عدة شخصيات سياسية والمسؤول الأول بالولاية في الصائفة الماضية مما سمح لمصالح الأمن بفتح تحقيقات في العديد من المشاريع التنموية الكبرى، وهو ما أدى إلى توقف العشرات من المشاريع وتعطلها• أما من الجانب الأمني فقد تلقت الجماعات الإرهابية ضربة قاضية في ماي الماضي على مستوى مغارة حاما بسدات بالشقفة، أين حاصرت القوات المشتركة المغارة المذكورة لمدة حوالي شهرين تم خلالها القضاء على أمير المنطقة السادسة المدعو "أبو عمير" والقضاء على أزيد من 50 إرهابيا• أما على الصعيد الاستثماري فقد استبشر الجواجلة خيرا بعد اهتمام المجمع الأمريكي بانوراما بشواطئ الكورنيش وإعلانه عن إنجاز قرية سياحية بالعوانة بغلاف مالي يفوق 1.5 مليار دولار، وتبقى خيبتهم في مشروع بلارة الذي لا يزال يراوح مكانه بعد تراجع الحكومة عن قرار إنشاء المنطقة الحرة وتحويله إلى منطقة صناعية جهوية الجسر العملاق أكبر حدث بقسنطينة كان إعلان والي قسنطينة عبد المالك بوضياف عن مشروع إنجاز أكبر جسر في إفريقيا والعالم العربي وواحد من أهم جسور المعمورة بمثابة أكبر حدث عرفته عاصمة الشرق خلال سنة 2006• الجسر الذي يوليه رئيس الجمهورية شخصيا أهمية بالغة يربط وسط مدينة قسنطينة وتحديدا منطقة الفج بأعالي المنصورة، وهو جسر ملتوٍ معلق يعبر ضفتي وادي الرمال الشهير ليعطي إلى جانب جسور قسنطينة المشهورة عالميا، منظرا أكثر جمالا لمدينة وصفت بأنها "مدينة الجسور المعلقة"، طوله يفوق الـ 3 كلم إذا احتسبنا امتداد طريقه إلى حد الطريق السيار شرق ـ غرب العابر بالقرب من منطقة جبل الوحش، وطول الجسر المعلق لوحده 1•4 كلم، وهو ما يجعله واحدا من أكبر جسور العالم ويعتبر فريدا من نوعه بالنظر لشكله• هذا وقد حازت دار الهندسة اللبنانية على مناقصة إجراء الدراسة الخاصة بالجسر والتي تكلف لوحدها 35 مليار سنتيم من مجموع حوالي 5000 مليار سنتيم، يستهلكها هذا المشروع الوطني الهام والذي يعد مفخرة لجزائر الاستقلال والذي من المنتظر أن تشهد السنة الجديدة 2007 عملية انطلاق الأشغال• والي عبد المالك بوضياف أشار إلى أن الجسر العملاق وبالإضافة إلى أهميته في ربط منطقة المنصورة وجبل الوحش بوسط المدينة وما سيسهم به في التخفيف من حدة حركة مرور المركبات، سيساهم بشكل كبير في النهوض بالسياحة حيث سيكون بمثابة محجة للسياح الجزائريين والأجانب تلاميذ الجلفة الأسوء وطنيا عاشت ولاية الجلفة خلال سنة 2006 الكثير من الأحداث إلا أن ما عرفه قطاع التربية بهذه الولاية، يبقى أهم حدث خصوصا وأنه أخذ أبعادا عديدة ووصلت تفاصيله إلى هرم السلطة، فقد سجلت هذه الولاية المرتبة الأخيرة في كل المسابقات: البكالوريا وشهادة التعليم الأساسي وامتحانات السادسة، ففي شهادة البكالوريا تقدم 17486 مترشح لم ينجح منهم إلا 4072 بنسبة 23.29 بالمئة، مسجلة بذلك المرتبة الـ 48، وفي شهادة التعليم الأساسي ترشح 6334 نجح منهم 3326 بنسبة 47.49 بالمئة وحققت بذلك المرتبة الـ46• من جهتهم تلامذة السنة السادسة والذين وصل عددهم إلى 1997 لم ينجح منهم إلا 4680 أي بنسبة 24.38 وترتبت الجلفة في الخانة 45• هذه النتائج جعلت من الوزارة تتحرك لتصدر الكثير من القرارت وتنزل عددا من اللجان للتحقيق والتحري لمعرفة الأسباب وصرح وزير التربية أنه سيتعامل مع هذه الولاية باستثناء يقتل زوجته ويطالب بإعدامه بدافع الشك والوسوسة التي كانت تراوده كل ليلة، جعله يشك أن شخص يقوم بمعاشرة زوجته وبناته، الشيء الذي جعله يقرر وضع حد لهذه الشكوك وذلك من خلاله إقدامه على قتل زوجته وابنه الأكبر وإصابة ابنته على الوجه وبتر يد ابنه الأصغر محمد• وقائع هذه الجريمة البشعة التي لا تزال إلى غاية كتابة هذه الأسطر حديث العام والخاص بولاية فالمة، تعود إلى شهر أفريل من سنة 2006 وكان مسرحها بيت هذه العائلة المتواجد ببلدية حمام ابنايل•• الساعة كانت تشير إلى الحادية عشرة ليلا، خرج المتهم >الأب< مجاهد متقاعد وضابط بالجيش سابقا من البيت، حيث أحضر ابنه الأكبر "صالح" من أحد المقاهي، وما إن دخل من باب المنزل حتى أطلق عليه النار وبعدها توجه مباشرة إلى غرفة زوجته ليطلق عليها وابلا من الرصاص فأرداها قتيلة ثم وجه بندقيته إلى ابنه الأصغر محمد الذي كان نائما مع أمه، لكن الصغير توسل إلى أبيه أن لا يقتله لكن المتهم نزعت الرحمة من قبله فأطلق النار عليه ليصيبه في يده اليمنى التي بترت فيما بعد بالمستشفى•• المتهم لم يتوقف عند هذا الحد ولم يهدأ باله ليتوجه بعد ذلك إلى غرفة بناته الثلاث اللواتي قمن بإحكام غلق الباب بعد سماعهم صوت الرصاص خوفا من قتلهم، في الوقت الذي كانت البنت الثالثة سهيلة تراجع دروسها في غرفة ثانية وعند سماعها هي الأخرى صوت الرصاص خرجت مذعورة وتوجهت مباشرة إلى غرفة والدتها، حيث وجدتها جثة هامدة وبجانبها أخاها محمد يئن من الأوجاع وينزف من الدماء، وعندما خرجت لتتفقد إخوتها في غرفتهم صادفها والدها وبيده البندقية، حيث أمرها بخلغ الباب بواسطة آلة لكن البنت أشفقت على إخوتها وتظاهرت بعدم قدرتها على كسره، وهنا انتهزت الفرصة واستطاعت الفرار من قبضة والدها لتخرج إلى الشارع صارخة وطالبة النجدة وحين لحق بها المتهم للبحث عنها وجد ابنه صالح لا يزال على قيد الحياة فوجه له رصاصة أخرى كانت كافية لإردائه جثة هامدة، وفي هذا الوقت وبفضل فرار البنت التي استنجدت بالجيران استطاعت فرقة الدرك الوطني توقيفه وتقديمه لمصالحها في ذات البلدية• وبعد وقوفه أمام محكمة الجنايات، طالب المتهم بتسليط عقوبة الإعدام عليه رميا بالرصاص، الأمر الذي ندم عليه المتهم هو عدم قتل نفسه بعد تلك المجزرة• رئيس الجلسة وبعد الاستماع للمتهم وابنه وبناته أصدر حكما يقضي بإدانة المتهم بالإعدام مهرجان عيساوة يخرج ميلة للوجود أهم حدث عرفته ولاية ميلة خلال سنة 2006، هو عقد أول مهرجان وطني للعيساوة خلال شهر ديسمبر• هذا المهرجان عرف زوبعة كبيرة بعد تحويله من ولاية قسنطينة إلى ولاية ميلة، وكان بمثابة الحدث الأكبر فهو أول مهرجان وطني تحتضنه ميلة منذ بداية التسعينيات، إلى جانب أن الولاية دخلت في سباق ضد الزمن من أجل الانتهاء من أشغال قاعة المحاضرات لدار الثقافة التي لم تنته الأشغال بها، واحتضنت قاعتها المهرجان رغم عدم استلام المشروع نهائيا• وشارك في مهرجان العيساوة الأول 15 فرقة إلى جانب فرقة السولاميات لبنزرت بتونس كضيفة شرف، وقدمت خمس محاضرات حول الأدب الصوفي من أجل تصحيح المفاهيم• وكان مسك ختام هذا المهرجان إشراف وزيرة الثقافة خليدة تومي على إسدال فعالياته في أول إطلالة عبر ولاية ميلة• وبهذا المهرجان كانت سنة 2006 بولاية ميلة سنة ثقافية ورفلة وحاسي مسعود أمام تحــدي البـــقاء أهم حدث عرفته ولاية ورفلة خلال سنة 2006، هو انطلاق المشروع الضخم لتحويل مصب مياه الصرف الصحي نحو بحيرة سفيون على بعد 40 كلم من ورفلة المدينة، وقد فازت بمناقصة هذا المشروع الشركتان الألمانية "ديفيداك"، واللبنانية "بيتاك"، وقد رصد لهذا المشروع مبلغ 20 مليار دينار• كما يعتبر صدور المراسيم التنفيذية بالجريدة الرسمية لإنشاء المدينة الجديدة لحاسي مسعود من أهم أحداث هذه السنة، وسيترك هذان الحدثان بصمات قوية على مستقبل المدينتين المهددتين بقوة إما لأسباب طبيعية كما هو حال ورفلة أو لأسباب اصطناعية كما هو الحال في حاسي مسعود• كما يعتبر على صعيد آخر صدور المرسومين التنفيذيين تحت الرقمين 06-321 و06-322 المؤرخين في 18 سبتمبر 2006 من أهم مستجدات وأحداث عام 2006 بورفلة وحتى الجزائر ككل، فهما يتعلقان بإنشاء المدينة الجديدة لحاسي مسعود وتحديد تنظيم مهام الهيئة التي تسيرها والتي تمثلت بعد كثير من التوقعات والتكهنات في مؤسسة يديرها مجلس إدارة يرأسه وزير الطاقة والمحروقات ويوجد في عضويته ممثلان عن 28 قطاعا وزاريا، ويسير المؤسسة مدير عام يعين بمرسوم بناء على اقتراح من وزير الطاقة والمناجم، وستكون المساحة الإجمالية للمدينة في حدود 4483 هكتار ..و فساد بالمجالس البلدية بحاسي مسعود لا يمكن الكلام عن أحداث سنة 2006 بورفلة دون الإشارة إلى فضائح الفساد التي مست المجالس البلدية، وبعض الإدارات كما هو الحال مع بلدية حاسي مسعود التي مازال رئيسها رفقة أربعة من الأعضاء تحت الرقابة القضائية مع مجموعة من المسؤولين بفروع المديريات التنفيذية في حاسي مسعود على خلفية قضايا فساد، كما أوقفت وزارة الداخلية أربعة من مسؤولي الإدارة المحلية بولاية ورفلة لاستكمال تحقيقات قضائية معهم حول إبرام صفقات بشكل مخالف للتشريعات المعمول بها الشلف تهتز لجريمة قتل في اليوم الأول لشهر رمضان المعظم من السنة الجارية، تلقت مصالح الحماية المدنية بلاغا بوجود شخصا يصارع الموت، ليتم نقله إلى مستشفى الشرفة بعاصمة الولاية، وقبل أن يتلقى العلاج اللازم كانت روحه قد فاضت إلى بارئها أمام باب المستشفى• تعود وقائع الحادثة المروعة التي اهتز لها سكان الحي الواقع في أعالي المدينة، إلى الأول من رمضان، حيث تعود الضحية (ب•عبد الكريم من مواليد 1974 وبدون عمل) على قضاء أوقاته ما بين دكاكين الحي الشعبي عله يظفر بما يعود به إلى البيت، ولم يكن يدري وهو المنهوك، من الدوران والبحث عن لقمة العيش أن يجد جلاده في انتظاره بالبيت الذي يأويه مع من اختارها شريكة حياته عن طريق زواج عرفي، والتي لم تستطع تحمل شظف العيش وقساوة الحياة، وما إن دخل الزوج إلى البيت، حتى بادرته الزوجة التي تكبره بعشر سنوات كاملة، بالسؤال عن ما أحضره لإعداد فطور اليوم الأول من رمضان، ولما لم يجب الزوج، أخذت تكيل له العبارات، ليتطور الأمر بينها إلى كلام غير مألوف، وفي غفلة من الزوج المنهوك والمتعب، قامت الجانية بالتوجه نحو المطبخ وأحضرت سكينا حادا وطعنته في صدره طعنة ضمنتها كل ما عانته مع هذا الزوج المسبوق قضائيا، وتم حبس المتهمة إلى غاية محاكمتها• يذكر أن حوادث القتل في حالات متشابهة لم تفتأ أن تسجل ارتفاعا مذهلا بالولاية وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا من المعنيين لمعالجة الظاهرة فيضانات شهر ماي كابوس منطقة الأوراس تعد فيضانات شهر ماي من أهم وأبرز الأحداث التي عاشتها ولاية الأوراس خلال سنة 2006، والتي لم تشهدها المنطقة منذ أكثر من 30 سنة، حيث تسببت الفيضانات في خسائر مادية معتبرة مست 28 بلدية من بين بلديات الولاية البالغ عددها 61• وقد قدرت الخسائر ـ حسب السيد عبد القادر والي باتنة ـ بـ 400 مليار سنتيم خلال الدورة الأولى العادية للمجلس الشعبي الولائي• هذه الفيضانات أدت إلى انهيار 7 جسور، كما تسببت في إلحاق أضرار متفاوتة بـ 7 طرق وطنية و3 ولائية و100 كلم من الطرق البلدية، هذا فيما يخص المنشآت القاعدية• أما بالنسبة للقطاع الفلاحي، فقد أدت الفيضانات إلى إتلاف 25 ألف هكتار من مختلف المحاصيل الزراعية، و500 هكتار من الخضر و569 هكتار من الأشجار المثمرة و360 كلم من المسالك الريفية، إلى جانب ذلك أتلفت السيول العارمة 130 كلم من السواقي و15 بئرا عميقة، و14منبعا للمياه و500 بئر متوسط العمق و62 حاجزا مائيا صغيرا

لي

قسنطينة / مع حجز 102.5 كلغ من القنب الهندي بحي بوذراع صالحشاب يذبح أمه و يقطع رأس شقيقه بحي الزيادية
كارثة بشعة تشهدها ولاية قسنطينة في مسك ختام سنة 2006م. أياما قلائل قبل عيد الأضحى المبارك المتلاشية حلاوته وبهجته مع تداعيات انتشار حيثيات الجريمة الغريبة والمثيرة للجدل.
الواقعة أحداثها المأساوية بحي الزيادية الطابق الرابع عمارة س2 مدخل 02 رقم 16 أمسية يوم الثلاثاء الأسود في تاريخ المنطقة حيث تدخلت الوحدة الثانوية للحماية المدنية في حدود الساعة الخامسة وأربع وخمسين دقيقة لنقل جثة الأم والأستاذة (ب.ميرة) 52 سنة التي تدرس مادة الرياضيات في متوسطة 11 ديسمبر وكذلك جثة ابنها الجامعي (ب.عبد الناصر) 26 سنة إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي بن باديس وهذا على إثر تعرض الأم لاعتداء على مستوى الرأس متبوع بالذبح فيما قام الجاني وهو الابن الثاني البالغ من العمر 20 سنة بقطع رأس شقيقه وذراعه اليسرى ويؤكد رب هذه الأسرة المثقفة والمتعلمة والذي يشغل منصب أستاذ جامعي بجامعة الإخوة منتوري أن ابنه اتصل به هاتفيا وقال له إني قتلتهما وهدد بقتل نفسه ولا يزال إلى حد كتابة هذه الأسطر في حالة فرار وتشير مصادر متطابقة أن هذا الشاب قد تعرض لنوبة عصبية على إثر فشله في اجتياز شهادة البكالوريا في السنة الماضية وهو الأمر الذي أفقده وعيه واتزانه النفسي والعقلي وازدادت وضعيته تدهورا مع نتائجه الدراسية المتواضعة المسجلة في الثلاثي الأول من هذه السنة الدراسية. ومن تراكمات هذه الأجواء السلبية إقدامه غير المعقول على اقتراف هذه الجريمة البشعة في حق والدته وشقيقه في أمسية الثلاثاء الأسود 26 ديسمبر 2006م.وقد تمت عملية نقل الجثتين تحت إشراف مدير الحماية المدنية لولاية قسنطينة بحضور وكيل الجمهورية والطبيب الشرعي والشرطة . وإلى جانب هذه الجريمة تمكن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية فرقة مكافحة المخدرات في إطار النشاط العام بالتنسيق مع الفرق المتنقلة التابعة لها. ومع الاستغلال الجيد للمعلومات الواردة إليها من وضع حد لنشاط شبكة خطيرة اختصت في ترويج المخدرات تتألف من 05 عناصر يتراوح سنهم ما بين 21 و35 سنة وحجز قنطار و2.5 كلغ من القنب الهندي موجه للاستهلاك وإعادة البيع في مسكنين بحي بوذراع صالح وتجدر الإشارة أن أفراد هذه الشبكة من ذوي السوابق العدلية وبدون عمل قار، وتم إبداعهم الحبس الاحتياطي بعد امتثالهم أمام النيابة صبيحة الأربعاء وتعتبر من ضمن أخطر وأكبر الشبكات الناشطة في مجال ترويج المخدرات بولاية قسنطينة وهذه الكمية هي ثاني أكبر كمية يتم حجزها في مطلع الألفية الثالثة بعد قنطار و68 كلغ المحجوزة سنة 2000 وقد تمت تحت إشراف وكيل الجمهورية منذ بداية العملية وبهذا تختم قسنطينة سنتها الأمنية بكارثة إنسانية ستسجل كأخطر وأبشع جريمة قتل في سنة 2006 م وبصيد ثمين 102.5 كلغ من القنب الهندي على يقين ألا تقوم لهم قائمة في السنة الجديدة 2007 م. خصوصا مع الدعم المعنوي والمادي والتعاون الإيجابي مع المجتمع المدني والمواطن القسنطيني لمحاربة انتشار هذه الآفة الخطيرة وكبح جماح الشبكات المختصة في هذا النوع من التجارة غير المشروعة على أمل سنة 2007 بدون مخدرات .
فريد بوطغان

الثلاثاء، ديسمبر 26

التكريم السياسي بقلم نورالدين بوكعباش

الكاتب: نورالدين بوكعباش
حينما يتحول العمل الآنساني إلى تكريم تجاري في جزائر المعجزات فتلك بشائر الانتحار الثقافي وهكدا فبعد مسلسل التكريمات العشائرية لمناصري الاخفاقات السياسية ووسط الشهادات التكريمية الاستعجالية الموزعة على زعماء الريع التجاري. هاهي جمعية العلماء المسلمين بفرعها الحماسي بقسنطينة تبدع في فن التكريم السياسي عبر شخصية تلميد بن باديس مطاطلة الدي صرح قائلا والمرض ينهش جلده /أنا لا أستحق التكريم فإنني لم أقدم شيئا/; لكن دهاء أبناء بن باديس التجاريين جعل حفل التكريم يتحول إلى استعراض عضلي لزعماء مكتب قسنطينة بزعامة بن عبد الرحمن وبتخطيط من إداري نظارة الشؤؤن الدينية بقسنطينية وبن خيرة فبعد الايات القرأنية ومراسيم النشيد الوطني إفتتحت جلسة الاستعراض السياسي بمداخلات تبجيل البطل العظيم لجمعية العلماء الدي إنتقل إلى قسنطينة بعد توديعه من طرف عبد الرحمان شيبان الدي إعتدر عن الحضور رغم مرافقته لمطار هواري بو مدين المهم أن العرض الاشهاري لزعيم شعبة قسنطينة الدي أكد أن التكريم سوف يمتد ليشمل عائلات جمعية العلماء المسلمين معرجا على رغبة الفقيد بن ناصف لحضور مراسيم تكريمه لكن وافته عجلت تكريمه ووسط ضحكات منظمي المهرجان الانتخابي إلتقطت عدسة أقلامنا التواجد الاعلامي للتلفزيون الجزائري فهذا فريد معقال غارق في تثبيت عدسة كاميراته وتلك مبعوثة إذاعة سيرتا حسينة بو الودنيين تائهة بين التسجيلات الصوتية في المنصة والقاعة الشعبية لنقلها لنشرة الاخبار المحلية على منتصف النهار وبين هدا وذاك تأتي ساعة التكريم ليكتشف الحضور أن شهادة التكريم سوف يوزعها أبناء مطاطلة على أبيهم لنتبين أن أحدهم نائب لمجلس الامة والاخر جنرال عسكري ومن الغرائب أن الفريق الصحفي لمحطة قسنطينة تزعمه الصحفي حسن مطاطلة تغطية وتركيبا وهنا نترك الحدث للحديث بعدما أمسي التكريم لعبة صبيانية في الثقافة الجز ائرية وشر البلية ما يضحك بقلم نورالدين بوكعباش

الاثنين، ديسمبر 18

ما لا يقال: ديمقراطية ' الصوت الواحد'

ما لا يقال: ديمقراطية ' الصوت الواحد'
ما لا يقال: ديمقراطية ' الصوت الواحد'تاريخ المقال 03/12/2006عبد العالي رزاقي لماذا تصف أمريكا والحكومة اللبنانية نزول المعارضة إلى الشارع اللبناني بـ »الانقلاب«؟ ولماذا ترفض الحكومات العربية الاحتكام إلى الشعب؟ ولماذا يتحول »المجتمع المدني« عندنا إلى »غاشي« بينما يحافظ على صفته المدنية في الغرب؟ ولماذا تقحم أمريكا والحكام العرب »الأجنبي‮«‬،‮ ‬كعنصر‮ ‬مؤامرة‮ ‬على‭ ‬البلاد؟‮.‬بلاد‮ ‬الملائكة‮ ‬والجن لا يوجد بلد عربي واحد يشبه لبنان، ولا يوجد شعب عربي واحد تحرك من أجل التغيير الداخلي، باستثناء الشعب اللبناني، فهو ينتصر للحرية داخل وخارج الوطن، بالرغم من مكوناته »الطائفية«. ولبنان حقق معجزتين، الأولى هي التعايش بين الديانات السماوية والانتصار لعروبته، والثانية‮ ‬هي‮ ‬احتضان‮ ‬المقاومة‮ ‬الفلسطينية‮ ‬والانتصار‮ ‬على‭ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬بدولة‮ »‬شعب‮ ‬الله‮ ‬المختار‮«.‬ والحكومة التي حرّرت لبنان مما تسميه بـ »الاحتلال السوري« عبر النزول إلى الشارع هي نفسها التي تتهم المعارضة بـ »التآمر« عليها، وتتمسك بـ »السلطة« ولو عادت الحرب الأهلية، بحجة أن »إيران وسوريا« وراء تحرّك المجتمع المدني. أيعقل أن تدعّم إيران المسيحيين في لبنان‮ ‬وهي‮ ‬ترفض‮ ‬التمثيل‮ ‬لهم‮ ‬في‮ ‬طهران؟‮ ‬أيعقل‮ ‬أن‮ ‬تدعم‮ ‬سوريا‮ ‬تحرّك‮ ‬الشارع‮ ‬اللبناني‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬حكومة‮ ‬وحدة‮ ‬وطنية‮ ‬وانتخابات‮ ‬مسبقة‮ ‬وهي‮ ‬تسجن‮ ‬من‮ ‬يطالب‮ ‬بذلك‮ ‬في‮ ‬دمشق؟‮.‬ لقد‮ ‬استخدمت‮ »‬الأغلبية‮ ‬البرلمانية‮« ‬الشارع‮ ‬للتخلص‮ ‬من‮ ‬الامتداد‮ ‬العربي‮ ‬للبنان‮ ‬في‮ ‬سوريا،‮ ‬ولسوريا‮ ‬في‮ ‬لبنان،‮ ‬وتلقّت‮ ‬الدعم‮ ‬الدولي،‮ ‬فهل‮ »‬الشارع‮« ‬حرام‮ ‬على‭ ‬المعارضة‮ ‬وحلال‮ ‬على‭ ‬الحكومة؟ إن من يصف تحرّك الشارع بـ »قبضة ريح« ويزعم أن الهدف هو منع إقامة محكمة دولية لمعاقبة المجرمين، إنما يريد تضليل الرأي العام الدولي لأن حكومة »السنيورة« جاءت لـ »تهميش الرئاسة« وتقزيم انتصار المقاومة والعمل تحت مظلة »الثلاثي الأمريكي« السعودية، مصر والأردن،‮ ‬الذي‮ ‬حول‮ ‬الانتصار‮ ‬إلى‭ ‬‮»‬هزيمة‮« ‬في‮ ‬لبنان‮ ‬ويريد‮ »‬التجارة‮« ‬بالمقاومة‮ ‬العراقية‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬فشل‮ ‬في‮ »‬بيع‮ ‬حماس‮« ‬لإسرائيل‮.‬ إن الفرق بين الديمقراطية اللبنانية وبقية النماذج الديمقراطية في الوطن العربي المبرمجة في الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط والتي تناقش حاليا في البحر الميت بالأردن، هي أن لبنان متعدد الأصوات، وأساس الديمقراطية هي »التوافق« بين »المماليك« من مملكة جمبلاط‮ ‬والحريري‮ ‬مرورا‮ ‬بمملكة‮ ‬صفيّر‮ ‬وسمير‮ ‬جعجع،‮ ‬وانتهاء‮ ‬بمملكة‮ ‬السنيورة‮ ‬وميشال‮ ‬عون‮ ‬وحسن‮ ‬نصر‮ ‬الله‮ ‬وغيرهم‮ ‬ممن‮ ‬يمثلون‮ ‬الطوائف‮ ‬الدينية‮ ‬والعرقية‮.‬ ولهذا فاستقالة حكومة السنيورة لا تعني إلغاء مملكة الطائفة السنية وإنما التكتل البرلماني، كمقدمة لحكومة من الطائفة نفسها تكون ممثلة لمختلف الطوائف، يطلق عليها صفة حكومة وحدة وطنية مجازا، فهي في الأصل، حكومة مماليك، لتنظيم انتخابات جديدة لضمان وحدة لبنان. وقد‮ ‬أخطأ‮ ‬الرحالة‮ ‬العرب‮ ‬حين‮ ‬وصفوا‮ ‬باريس‮ ‬بـ‮ (‬بلاد‮ ‬الجن‮ ‬والملائكة‮) ‬لأن‮ ‬هذه‮ ‬الصفة‮ ‬ليس‮ ‬لها‮ ‬وجود‮ ‬في‮ ‬غير‮ ‬لبنان‮ ‬واقعا‮ ‬معيشيا،‮ ‬وحلما‮ ‬خياليا‮.‬ كل‮ ‬الجهات‮ ‬تؤدي‮ ‬إلى‭ ‬لبنان إذا كانت لبنان هي النموذج المتفرد بـ (تعدد الأصوات)، فإن الديمقراطية التي يراد تكريسها في الوطن العربي والعالم الإسلامي هي »ديمقراطية الصوت الواحد«، وهذا النموذج هو الذي يوجد بين الديكتاتورية والأنظمة الملكية والأنظمة الجمهورية الملكية أو الأنظمة الديمقراطية‮ ‬الأحادية‮ ‬أو‮ ‬الأنظمة‮ ‬الأميرية‮ ‬العشائرية‮.‬ والعراق كان نموذجا للدولة القوية على حساب الاختلاف الطائفي وكان حزب البعث يمثل تعدد الأصوات لخدمة السلطة الواحدة، وحين احتلّت أمريكا وبريطانيا البلاد، صار »الهيكل« فاشيا، وصار التعدد داخل الدين الواحد، فالأغلبية العربية المسلمة صارت أقليات دينية وعرقية. وحزب البعث فاشي في العراق ولكنه في سوريا يمكن أن يحقق الأمن للعراقيين إذا تعاونت كدولة جوار مع حكومة المالكي، وأذكر أن أحد قادة الثورة الجزائرية، تساءل: كيف يكون الفكر البعثي في سوريا ورئاسه ومفكره في العراق، وأذكر أن أحد الأحزاب الجزائرية كان يتهم »المعربين« بـ »البعثيين«، وحين اكتشف أن مؤسّسه ميشال عفلق مسيحي تراجع عن موقفه. ومن المفارقات الغريبة أن أحد الوزراء السابقين قدّم تقريرا للسيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة حول كتّاب مرشحين للقيام بمهمات في إطار »الجزائر عاصمة الثقافة العربية« يحذّرها منهم بتهمة »أنهم‮ ‬بعثيون‮« ‬في‮ ‬وقت‮ ‬وصفهم‮ ‬فيها‮ ‬كاتب‮ ‬إسلامي‮ ‬من‮ »‬حمس‮« »‬فاعل‮ ‬خير‮« ‬بالشيوعيين‮.‬ إذا‮ ‬كان‮ ‬أمن‮ ‬العراق‮ ‬لا‮ ‬يتحقق،‮ ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظر‮ ‬أمريكا‮ ‬والحكومة‮ ‬العراقية،‮ ‬وفرنسا،‮ ‬وأوروبا،‮ ‬إلا‮ ‬بالتدخل‮ »‬الإيراني‮- ‬السوري‮«‬،‮ ‬فلماذا‮ ‬تتهم‮ ‬هذه‮ ‬الدول‮ »‬المعارضة‮ ‬اللبنانية‮« ‬بأنها‮ ‬تعمل‮ ‬لصالح‮ ‬سوريا‮ ‬وإيران؟‮.‬ إن الحرب الأهلية التي بدأت تشتعل الشهر الماضي في العراق وحصدت أكثر من ألف قتيل، لا يمكن أن يطفئ نارها »البعث السوري«، لأنه امتداد للبعث العراقي الموسوم بـ (الفاشية) والمحضور في العراق، ولا يمكن أن توقف اشتعالها طهران التي ترى أمريكا أنها تريد »الانقلاب« في‮ ‬لبنان‮ ‬على‭ ‬حكومة‮ ‬السنيورة،‮ ‬وأزعم‮ ‬أن‮ ‬ما‮ ‬يهم‮ ‬أمريكا‮ ‬في‮ ‬لبنان‮ ‬هو‮ ‬كيفية‮ ‬التخلص‮ ‬من‮ ‬حزب‮ ‬الله‮.‬ لأول مرة يلتقي »المسلم والمسيحي« في شارع عربي للدفاع عن نصر حقّقته المقاومة، ويطالب بحكومة وحدة وطنية وانتخابات مسبقة، فبأي حق نرفض الاحتكام إلى الشعب. لو كانت حكومة »السنيورة« متأكدة من أن الشعب اللبناني يقف وراءها، لما ترددت ساعة واحدة في أن تعود إلى صناديق‮ ‬الاقتراع‮ ‬وتنتزع‮ ‬مصداقيتها،‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬تساهم‮ ‬في‮ ‬خسارة‮ ‬يومية‮ ‬بمعدل‮ ‬70‮ ‬مليون‮ ‬دولار؟‮ ‬ولو‮ ‬كانت‮ ‬أمريكا‮ ‬تؤمن‮ ‬بالديمقراطية‮ ‬ذات‮ ‬الأصوات‮ ‬المتعددة،‮ ‬لضغطت‮ ‬على‭ ‬حكومة‮ ‬السنيورة‮ ‬لرمي‮ ‬الكرة‮ ‬في‮ »‬ملعب‮ ‬المعارضة‮«.‬ تعددية‮ ‬الرأي‮ ‬الواحد يبدو لي أن معظم الأقطار العربية والإسلامية تشترك في الدفاع عن ثوابت »الصوت الواحد« المتعدد المنابر والأحزاب، بعد أن كانت خلال مرحلة التحرير تنفرد بتعدد الأصوات في المنبر الواحد. فالجزائر، بفضل جبهة التحرير، كانت ثورتها العظيمة تمثل التعددية السياسية والفكرية وحتى »اللغوية«، وكانت الوطنية هي المنبر الذي يجمع مختلف التيارات والميول، ولأن الهدف كان واضحا، وهو استرجاع السيادة، فقد كانت الثورة تتغذى بالفكر الماركسي والإسلامي والليبرالي، وتتذوق الآداب والفنون، وحين انتزعت السيادة، تخلت عن »التعددية« لترمي نفسها في‮ ‬حضن‮ »‬الصوت‮ ‬الواحد‮« ‬ذي‮ ‬المنابر‮ ‬المتعددة،‮ ‬فكان‮ ‬لابد‮ ‬من‮ ‬ظهور‮ ‬أحزاب‮ ‬المعارضة‮ ‬أو‮ ‬تفكك‮ »‬جبهة‮ ‬التعددية‮«.‬ ويخيل لي أن التحالف الرئاسي هو بمثابة »تعدد الصوت الواحد«، ولهذا صارت الجزائر »دون معارضة«، صحيح أن الشعار المشترك لأحزاب الحكومة هو »حماية الديمقراطية« ذات الصوت الواحد المتعدد المنابر، من تعددية حقيقية أقرت انتخابات 1997. وإذا كانت السياسة هي »فن الممكن«، فإن التصور السياسي لمستقبل الجزائر يكاد يكون في طريق مسدود، ونحمد الله أن هناك أمطارا سنوية تملأ سدود بلادنا، ونحمد الله، أن هناك بترولا وغازا يملأ خزائن بلادنا، ونحمد الله أن هناك مدارس وجامعات ما تزال تستوعب طالبي العلم،‮ ‬فلولا‮ ‬خيرات‮ ‬الطبيعة،‮ ‬لصارت‮ ‬البلاد‮ ‬في‮ »‬مأزق‮« ‬أو‮ ‬مجاعة،‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬أشرفت‮ ‬على‭ ‬فقدان‮ »‬الأمن‮ ‬والأمان‮«. ‬ وإذا كانت الدبلوماسية هي »فن كسب الأصدقاء«، فإنها في بلادنا صارت فن »صيد العملة الصعبة« لجيوب أصحابها. يكفي أن الكثير من سفرائنا حين تم استدعاؤهم فجأة للعودة إلى البلاد وجدوا أنفسهم في الشوارع، لأن مساكنهم أجروها للأجانب بالعملة الصعبة، وهناك من التحق بالفنادق‮.‬ ولا شك أن التجربة اللبنانية ستكون مفيدة للوطن العربي، لأن نجاحها بالاحتكام إلى الشارع، قد يدفع بالكثير من أحزاب المعارضة إلى ذلك، ومن حق الحكومة العربية القيام بـ »حروب استباقية« لتفادي الخطر القادم، مثلما فعلت الحكومة المغربية بإقصاء الأئمة من المساجد، تجنبا‮ ‬لأي‮ ‬انفلات‮ ‬في‮ ‬الشارع‮ ‬المغربي‮. ‬ومثلما‮ ‬تفعل‮ ‬أحزاب‮ ‬الحكومة‮ ‬الجزائرية،‮ ‬في‮ »‬المزايدة‮« ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الانتخابات‮ ‬التشريعية‮. ‬ ونعتقد أن كمية الحرية الموجودة في الشارع هي التي تمكّن البلاد من النهوض من سباتها، وتعيد الاعتبار للمواطن، وهذه الحرية مفقودة، في جميع الدول العربية دون استثناء، ومن لا يصدقني فليحمل »كاميرا«، وينزل لالتقاط صورة، سيجد نفسه أمام تساؤلات واستنطاقات، ونهاية غير‮ ‬محمودة‮. ‬أو‮ ‬ليس‮ ‬هذا‮ ‬دليل‮ ‬ديمقراطية‮ ‬الصوت‮ ‬الواحد‮. ‬

*الحرب الكبري بقلم نورالدين بوكعباش


أن تتحول أفكارك إلى أحكام مسبقة من طرف إنتهازي الثقافة فتلك بشائر الافلاس التاريخي
وهكدا إستقبلت صباح اليومالمسرحي القسنطينيي /نورالدين بشكري /الدي جاء غاضبا إلى شخصي طالبا تفسير رسائلي الخاصة إلى برامجه في إداعة سيرتا
ومهددا شخصي برفع الدعوي القضائية
محاولا إيهامي بكوني تهجمت على شخصه عبر رسائلي الصريحة
وليت الامر توقف عند حد التهديد بالمتابعة القضائية بل تدعم بحثه من يقف ورائي عبر رسائلي
محاولا إيهامي بقدرته على كشف معارضيه
وأما النكتةالثانية فلقد قرر مدير الثقافة محمد زتيلي طردي من حضور لقاءات نادي فكر والفن العمومية مستقبلا مبررا بكونه سكت طويلا وجاء الوقت المناسب لطردي
مستغلا حضور الدكتور التجاري عبد الله بو خلخال لتمرير رسالته الا نتقامية معتبرا أن صبره تجاوز الحدود بعد شكاوي أدعياء الثقافة من حضرتي
ومن شدة الا ندهاش هدد وأصدر قرارا بطردي من اللقاءات الثقافية وسط الحضور الاعلامي و الثقافي
الدي وقف مندهشا من تصرفات تجار الثقاافة
الدين جعلوا مديرية الثقافة
مركز الحرس الثقافي على الحريات الفكرية
ومما يثير الدهشة أن الاديبة الاشهارية زعيمة جمعية أصواتالمدينة أعلنت صراحة بقولها /أقول لكم حقيقة رفضت الكشف عنها لسنوات إن بو كعباش يحضر لقاءاتنا ليشتمنا عبر الانترنيت
لقد دكرني ودكرك يا محمد زتيلي عبر الانترنيت /
وهنا أسكت عن الكلام المباح بعدما أصبح تجار الثقافة ديكتاتوريين بإمتياز وشر البلية ما يبكي بقلم نورالدين بوكعباش

مالا يقال: سلطات أمراء الردّة في الجزائر

تاريخ المقال 17/12/2006عبد العالي رزاقي إذا كانت السلطة في الجزائر ولدت رسميا مع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، فإن من تقلّدوها بعد 5 جويلية 1962 حاولوا كتابة تاريخهم، لا تاريخ من استشهدوا خلالها، ولهذا تعاملوا بمنطق الإقصاء وبالرغم من أن التعددية ولدت مع استرجاع الجزائر لسيادتها إلا أنهم حملوا شعار "الشعب غير جاهز للتداول على السلطة".وبالرغم من أن المرحوم مالك بن بني ممّن طرحوا فكرة "القابلية للاستعمار، فإنه لم يطرح قابلية الشعب لـ "الديمقراطية" و"التحرر"، عكس فرانز فانون الذي انتبه إلى خصائل "معبذو الأرض". هل كان على جبهة القوى الإشتراكية أن تنتظر 26 سنة ليعترف بها كحزب سياسي "1963 - 1989"؟ وهل كان على بن بلة أن يقضي 14 سنة في السجن دون محاكمة؟ وهل كان محتوما على كريم بلقاسم ومحمد خيضر أن يترصدهما الموت وهما في المنفى؟ وهل كان على بوضياف أن يغتاله الموت وهو يمدّ يده لـ "المصالحة الوطنية". تعددية الإنهيار الكبير كانت التعددية في الجزائر بمثابة انهيار لأهم مؤسستين حكمتا البلاد مدة 27 سنة "1962 - 1989"، وهما "الثكنة" والمسجد، فالأولى حين جرّدها الشاذلي بن جديد من ممارسة السياسة أطاحت به وراحت تعين الرؤساء، والثاني حين فقد سلطته على الشارع، تحوّل إلى منتج للعنف. وإذا كان المسجد والثكنة قد تعايشا خلال الحزب الواحد، وافتقرا بمجرد بزوغ فجر التعددية، فإن هذه التعددية أنجبت لنا مؤسسة جديدة إسمها "الصحافة"، صارت تنافس المؤسسة الدينية والمؤسسة العسكرية، واستغلت الأجهزة ورجال الأعمال الصحافة فصارت الجزائر "كعكة" مقسمة على ثلاث قوى تتصارع، وكانت الأحزاب مجرد "بيانات وتصريحات" على أوراق الصحف. ودخلت الجزائر مرحلة "الدهاليز"، فانهارت السينما الجزائرية واستولت الأحزاب على مقراتها، والتجار على قاعاتها، وانهارت مؤسسة توزيع الكتاب "SNED"، فاختفت أهم المكتبات والمخازن والمطابع، وانهارت الدبلوماسية فصارت الجزائر مرادفة للإرهاب والموت، بعد أن كانت "قبلة الثوار" وقلعة الأحرار في العالم. والتعايش الذي كان بين الإسلام والعربية والأمازيغية طيلة 14 قرنا صار صداما وابتزازا وتمايزا. وإذا كان هناك من أراد تشويه المؤسسة العسكرية فذلك لأنها وقعت في إرث من الأخطاء، وأولها عدم تحويلها إلى مؤسسة مهنية، وبقيت الخدمة الوطنية هي مموّلها الأساسي، وطاقمها المتجدد، وثانيها أنها أبعدت في عهد الشاذلي بن جديد ضباط جيش التحرير، وثالثها أنها لم تكن تملك "استراتيجية اتصالية"، واكتفت برتبة "عقيد" إلى غاية رحيل العقيد هواري بومدين، ومادامت الرتبة ذات علاقة بالإدارة، فمن الطبيعي أن تبقى مغلقة على نفسها. ومع أنها تعرضت لهزات كبيرة، بسبب سلوك قادتها الذين أحيلوا على التقاعد، فيما بعد، فإنها بقيت واقفة.. أما المسجد فكان الملاذ الروحي للمسلمين والمحافظ على الوحدة الوطنية، وكان مولود قاسم وشيبان أهم رموز المؤسسة الدينية في الجزائر، وإذا كان الأول قد رحل بعد أن ترك آثارا عظيمة فإن الثاني مايزال يجمع علماء المسلمين، ويوحِّد ما فرّقته "المساجد الرسمية" التي تدعمت بالزوايا. إن "قداسة المسجد" تحولت إلى سلطة في أيدي شُبّان همّهم الوحيد هو تكريس وجودهم السياسي، وحضورهم الديني، ولو على حساب الغير. وفي الوقت الذي استطاعت فيه المؤسسة العسكرية السيطرة المطلقة على "مصير البلاد والعباد"، فقد المسجد أو المؤسسة الدينية سيطرته حتى على الموظفين التابعين للشؤون الدينية. وانتقلت "حروب الردة" على "المساجد والثكنات" إلى صفحات الجرائد، فصارت الصحافة تحمل سيفين وهما سيف الحجاج بن يوسف الثقفي وسيف علي بن أبي طالب. ودخلنا الحروب الوهمية وكان لابد من ضحية لتغليب هذا التيار على ذلك، وكانت النتيجة هو أن الصحافة صارت"كبش فداء"، ومشجبا تعلق عليها مشاكل الجزائر، وأول من كلفها بهذه المهمة رسميا هو الرئيس عبد العزيز بوتفليق حين ألغى مؤسسة "وسيط الجمهورية"، وطالب المواطنين بالتعامل مع الصحافة العمومية لنقل شكواهم إليه، وبدأت الطحالب تنمو في البرك الراكدة للثقافة والاقتصاد والسياسة والمجتمع المدني، فتحوّل إتحاد الكتاب الجزائريين إلى "بزنسة" تقودها امرأة، وتحوّل الاقتصاد إلى رصيد كبير من العملة الصعبة يتنافس على نهبه من يمثّلون الشركات المفلسة في فرنسا أو أصحاب المؤسسات الوهمية، أو أصحاب الحاويات الطائرة على حد تعبير المرحوم محفوظ نحناح، وصارت الأحزاب عبارة عن منابر للدفاع عن الحاكم ضد المحكوم، وبات المجتمع المدني يمارس العنف، ويقوم بأدوار "المدّاحين" في الأسواق. قد تكون هذه الصورة قاتمة أو تشاؤمية ولكنها واقع معيشي يومي، يصير فيها "قصر المرادية وطائرة الرئاسة" لنجوم الرياضة والسينما والإعلام. سلطة الكاهنة الحركة الثقافية البربرية قادت حربا إعلامية شرسة ضد السلطة في عهد الحزب الواحد، وقامت بحركات احتجاجية في عهد التعددية، وانتزعت اعترافا "دستوريا" باللغة الأمازيغية، بالرغم من عدم اعترافها بالسلطة القائمة، ورفضها للاستفتاء الدستوري هذا "المكسب".. لكن الأمازيغية كانت مجرد "مطلب" لذر الرماد في العيون، فالذين طالبوا بها لم يطالبوا بفتح مدارس لأبنائهم لتعلمها، وحتى حين فتح أحد أقطابها فرعا بجامعة الجزائر للدراسات ما بعد التدرج لم يجد من يلتحق بهذا الفرع. واليوم، ترتفع أصوات في وزارة التربية لـ "فرضها" في الامتحانات، ومحاولة تضليل الناس، والمؤكد أن الأمازيغية تراث جزائري نعتز به، ولا يستطيع أحد أن يزايد عليه، فالحركة الثقافية البربرية لم تصدر، في تاريخها، بيانا واحدا بالأمازيغية حتى ولو بالحروف اللاتينية، وكذلك الأحزاب التي تبنّتها كمطلب لها. والمفارقة، أن السلطة الجزائرية حين منعت الأحزاب من الدفاع عن العناصر الثلاثة للهوية الوطنية في برامجها، لم تحتج بل أقدمت على حذف هذا المطلب من برامجها حتى تعتمد رسميا، في حين أن أحزابا إسلامية وعربية رفضت ذلك، فلم تعتمد حتى الآن. ويبدو أنه لا يوجد شبيه لـ "الكاهنة" في المنطق السياسي للحركات البربرية، فلو كانت الكاهنة حية لما طالبت بأن تعترف السلطة بلغتها، وإنما لتركت أبناءها يختارون، مثلما اختاروا الالتحاق بعقبة بن نافع في مواجهتها مع كسيلة. كانت الحركة البربرية تراهن على أمازيغية الرئيس اليامين زروال وليس على "وطنيته" أو "مواطنته"، ولهذا حاولت محاصرته بـ "الجمعيات" دون أن تفلح في إقناعه بالاعتراف بـ "لغة" لا تملك أدبا ولا حروفا في غير أصوليها "التافيناغية". الشعب لا يصوّت مرتين حين تقرأ مذكرات "التيار الإسلامي" تتأكد من أنه لا يملك الجرأة على مصارحة نفسه بأن الشعب قد لا يصوّت مرتين للحزب نفسه.. فخوف حماس من إجراء انتخابات مسبقة، جعلها تطعن في قرار محمود عباس الذي يدعو إلى الاحتكام للشعب بانتخابات رئاسية وتشريعية مسبقة. ماذا يمنع حماس من أن ترشّح أحد قادتها للرئاسة في منافسة محمود عباس أو دحلان أو غيرهما، إذا كانت تؤمن باحترام إرادة الشعب. أعتقد أن من يطعن في قرار يدعو إلى الاحتكام للشعب ليس له علاقة بالشعب، فلو كانت حماس تؤمن بإرادة الشعب لأعربت عن تأييدها لقرار محمود عباس. كأن حماس تدرك أن الشعب لا يصوّت مرتين لشخص واحد إلا إذا تأكّد أن السلطة لم تنتزع منه "صفة المواطن". ويبدو لي أن الأحزاب الإسلامية في الوطن العربي همّها الوحيد هو انتزاع الاعتراف بها، أو "تذكرة" الدخول إلى "الغرف الليلية" للسلطة لتنزع عنها "الحجاب" وترتدي ما يستجيب لرغبات الحاكم. وإذا كانت هي الحاكم فإنها تنصّب نفسها "وصية على إرادة الشعب"، ولا تعود إليه أبدا. فلو كانت الجبهة الإسلامية التي أخذت أغلبية الأصوات في الاستحقاقات المحلية "12 جوان 1990" والاستحقاقات التشريعية في 26 ديسمبر 1991، تؤمن بإرادة الشعب، لما لجأت فئات منها إلى العنف، ولما أنشأت جناحا مسلحا أو تبنّت التفجيرات، ولو كان التيار الإسلامي الجزائري يريد تأسيس "خلافة إسلامية" أو إنشاء كتلة سياسية، لما كانت في الجزائر أكثر من أربعة أحزاب إسلامية لا يجمع بين أعضائها إلا "الصلوات الخمس". لو كان لنا تيار إسلامي حقيقي لكان عباسي وبلحاج ونحناح وجاب الله وسحنون وغيرهم يمثلون مجلس شورى إسلامي ومرجعية دينية، في حزب واحد. وأزعم أن الأحزاب الإسلامية الجزائرية أكثر تعايشا مع الأحزاب اللائكية أو الثرودسكية، من التعايش مع الأحزاب الإسلامية الأخرى. والدليل أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ فوّضت للحديث باسمها لويزة حنون رئيسة حزب العمال، وليس المرحوم محفوظ نحناح أو عبد الله جاب الله. أعتقد أن المشاريع الجديدة هي "التخلّي" عن الأحزاب الإسلامية أو إبعادها عن السلطة، لكن هل تستطيع السلطة إخراج الأحزاب الإسلامية من جسدها؟ المؤكد أن الانتخابات التشريعية القادمة ستعيد ترتيب "البيت السياسي الإسلامي" وستكون الغلبة لـ "أمراء المال" حتى ولو كانوا إسلاميين. العربية لغة المهزومين إذا كانت حركة التعريف قد حققت، في عهد الحزب الواحد، خطوات جبارة على مستوى تعريب وزارات منها ومنها وزارة المالية والعدل والداخلية، فإن هذه الخطوات تراجعت، البعض أوزعها إلى تجميد قانون التعريب عام 1992، والبعض الآخر أعادها إلى سيطرة "المشروع التغريبي" على مسيرة التعددية. المشكلة أن التعريب خارج المنظومة التربوية ووزارتي العدل والداخلية لا وجود له، ومادام أصحاب القرار مايزالون يتمسكون بـ "حب فرنسا"، فإنه من الصعب الذهاب بعيدا في التعريب، فالشارع الجزائري يتجه نحو الفرنسة، والمحيط بدأ يفقد ملامحه العربية والعربية لا تستطيع منافسة الفرنسية ما لم تدخل معركة "سوق العمل" و"فضاء الحب"، وتتدخل السلطة لتوقيف "مهزلة الفرنسة الإعلانية" لإنتاج بعض الوزارات" لقد جاءت "جيزي" بحملة تعريب وخدمت اللغة العربية، ولكنهم يريدونها أن تفرض وجودها ولو بمفردات "الدارجة"، والأمر نفسه بالنسبة لـ "نجمة" أو الوطنية. المؤكد أن المنافسة على السوق الجزائرية جعلت اللغة العربية تتراجع عن مكانتها، لأن المستثمر العربي ما يزال يعتقد أن "الجزائر تفهم بالفرنسية". لا أشك مطلقا بأن الأحزاب الإسلامية لعبت دورا مهما في تكريس اللغة العربية، لكنني أشك في أن يكون للأحزاب الوطنية دور في التعريب، كما أشك مطلقا في أن الأحزاب اللائكية فتحت فضاءات واسعة بغير اللغة العربية. فسلطات الردّة على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي ستدفع بالجزائر إلى أن تكون "عاصمة" لغير العربية، وستكون "حيزا" يبحث عن فضاء يحرره من السياسة ومادامت سلطات الردّة في الجزائر تنخر في جسد الكيانات السياسية والاقتصادية والثقافية والعلمية، فإنه من الصعب الخروج من الدهاليز دون دفع ثمن غال

الحرب الكبري بقلم نورالدين بوكعباش


أن تتحول أفكارك إلى أحكام مسبقة من طرف إنتهازي الثقافة فتلك بشائر الافلاس التاريخي
وهكدا إستقبلت صباح اليومالمسرحي القسنطينيي /نورالدين بشكري /الدي جاء غاضبا إلى شخصي طالبا تفسير رسائلي الخاصة إلى برامجه في إداعة سيرتا
ومهددا شخصي برفع الدعوي القضائية
محاولا إيهامي بكوني تهجمت على شخصه عبر رسائلي الصريحة
وليت الامر توقف عند حد التهديد بالمتابعة القضائية بل تدعم بحثه من يقف ورائي عبر رسائلي
محاولا إيهامي بقدرته على كشف معارضيه
وأما النكتةالثانية فلقد قرر مدير الثقافة محمد زتيلي طردي من حضور لقاءات نادي فكر والفن العمومية مستقبلا مبررا بكونه سكت طويلا وجاء الوقت المناسب لطردي
مستغلا حضور الدكتور التجاري عبد الله بو خلخال لتمرير رسالته الا نتقامية معتبرا أن صبره تجاوز الحدود بعد شكاوي أدعياء الثقافة من حضرتي
ومن شدة الا ندهاش هدد وأصدر قرارا بطردي من اللقاءات الثقافية وسط الحضور الاعلامي و الثقافي
الدي وقف مندهشا من تصرفات تجار الثقافة
الدين جعلوا مديرية الثقافة
مركز الحرس الثقافي على الحريات الفكرية
ومما يثير الدهشة أن الاديبة الاشهارية زعيمة جمعية أصوات المدينة أعلنت صراحة بقولها /أقول لكم حقيقة رفضت الكشف عنها لسنوات إن بو كعباش يحضر لقاءاتنا ليشتمنا عبر الانترنيت
لقد دكرني ودكرك يا محمد زتيلي عبر الانترنيت /
وهنا أسكت عن الكلام المباح بعدما أصبح تجار الثقافة ديكتاتوريين بإمتياز وشر البلية ما يبكي بقلم نورالدين بوكعباش

الأحد، ديسمبر 17

الشاعر عبد الحميد شكيل

الشاعر عبد الحميد شكيل!المشهد الثقافي في الجزائر تحكمه الولاءات، لا الكفاءات
واجهته : نادية نواصر
في هذا الحوار يتحدث الشاعر عن جملـة من الأفكار، و الموضوعات، و الهواجس التي تقلق كل مبدع حقيقي. خاصة و نحن عشية " الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007" فلنتابع ...· مرت الجزائر بإرهاب متوحش، و خرجت منه سالمة بفضل رجال مخلصين، و محنكين، لكن "الإرهاب الثقافي" أبى أن يزول لشراهة قوية يتمتع بها "مقاولو الثقافة" ..الضالعين في النرجسية، و قهر الآخر كيف ذلك؟- دائما في أحاديثي العامة والخاصة، و كذا في كتاباتي أحرص على التفريق الجوهري بين "المثقف الحقيقي" و بين "المثقف المزيف"، هذا الأخير له قدرات عجيبة و جاهزية عالية في التخفي، و المناورة، و هذا المثقف (!) إن صح أن يسمى كذلك- هو الذي يسعى بخبث عال، و قدرة تمثيلية مرعبة على تصدر المواقع الثقافية، و احتلال المنصات، و العمل بوتيرة موصوفة على أن يكون دائما في مقدمة المشهد، طبعا هذه عبقرية خاصة لا يقدر عليها إلا الضالعون في فن المراوغة، و الخبث، و النفاق، و تلك موهبة خاصة، و كل موهوب لما خلق لـه بالتأكيد "الإرهاب الثقافي" كمـا أسميته من الصعب الإتيان عليه لأن ذلك كما أرى- لا أعرف الفرح الحقيقي سوى على مستوى اللغة مرتبط بحالة متأصلة، و متجذرة في كيان المجتمعات التي مازالت تحتكم إلى آليات شاذة و غريبة، في تأثيث المشهد الثقافي العام، بل أذهب إلى القول يقين عال : بأن المشهد الثقافي في الجزائر تحكمه الولاءات لا الكفاءات، و إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه من فساد و ترد، فأعتقد أن الثقافة الجزائرية ستنهار بشكل مريع، لأن الثقافة الحقيقية و البناءة و المستقبلية لا يمكنها أن تزدهر و تثمر في الأجواء العفنة إن الكثير من الأشخاص، و -لا أقول المثقفين- الذين يتحكمون في دواليب العمل الثقافي، يعملون بكثير من الاحترافية على تدمير البنى المعنوية للثقافة، لأنهم يديرون الثقافة بعقلية متغطرسة، و نرجسية، و عصابية، و يعتقدون في قرارة أنفسهم بأنهم كل الثقافة و الآخرون الصدى.· الكثير من الكتاب و المبدعين "يستعجلون" الشهرة، فيسعون بنرجسية عالية إلى حرق المراحل، دون اعتبارات، كيف تعلل ذلك؟- الكتابة الحقة هي تأمل عارف في الذات و محيطها، و تفاعل منجز مع كل المعطيات، و الحيثيات، الكاتب، أو المبدع الذي "يستعجل" الشهرة سيكون سقوطه مريعا و مدويا، أعني لن يصل أبدا .. الكاتب و المبدع الحقيقي الذي يسعى إلى الوصول إلى الشهرة عليه أن يخلص للذات و الموضوع، و أن يستوعب التجارب، و الخبرات التي سبقته، و أن يتعامل معها بحب، و صدق، و تلقائية و دون إكراه أو تعسف، الكاتب الحقيقي عليه أن لا يخون، أقصد عليه أن يكون منصفا لذاته، و موضوعه، و أنطولوجيته، و للتراث الذي أنبنت عليه معرفيته، لأنه لا يوجد كاتب أتى من العدم الكتابي.. و من يزعم غير ذلك فهو يجانب الحقيقة، و يكذب على الناس، و يغالط الواقع التاريخي.· حدثني عن أوجاعك كمثقف جزائري، يعيش هذه الأوضاع، و التحولات القاسية ؟ - الأوجاع كثيرة، نحن الوجع، كيف نذهب إلى فرح المفردة و عرسها، و نحن نعيش مأساة الذات في تحولاتها العرفانية و النوستالوجية، الوجع رديف الروح الإنسانية المبدعة، و هي تجتاز برازخها، و جحيمها نحو مواطن المحبة، و الخصب، و التذكار .. الوجع الطاعن يسكن مفاصل اللغة، و يغشى السموات التي تدخلنا طقسها القاسي، متلبسين بالقهر، و الخيبة و الانكسارات، و الخسارات التي لا محيص عنها .. وجع الوقت، و جرح الكتابة، و سديمية الواقع هو ما يوشح يومياتنا، و يدفع بنا في مجرى القسوة، و الاجتراح الناشب، الفرح مفردة غير منحازة و غير هابة .. لا أعرف الفرح الحقيقي سوى على مستوى اللغة، و هي تطفح، و تبوح بما يتبدى في الحياة و اليومي.. كمثقف إن صح أن أكون كذلك أعيش غربة الذات و الموضوع، تنهشني اللغة و تضغط على نفسي، و هي تتطلع إلى بهجة المعنى الآبق، كيف نتحسـس أوجاعنا، و هي تزداد قسوة، وعنفا، و تدميرا، الوجع الممض هو القاعدة، و الفرح هو الاستثناء الجميل .. المثقف عندنا صيغة لغوية، إنشائية غير محبوبة، و لا مستساغة في يوميات الجزائري، المثقف في الجزائر لا يكبر و لا تعلو قامته إلا بعد الرحيل الأبدي (!!؟) يا لها من أوجاع عبثية، تزداد إيغالا و قسوة كلما أشرعنا خطواتنا نحو الآفاق البعيدة..· هل تؤمن بوجود "أدب رجالي" و "آخر نسائي" و إلى أي حد استطاعت المرأة الكاتبة أن تحقق ذاتها وسط مجتمع ينظر إليها بريبة و شك و توجس ؟- أنا لا أحب هذه التقسيمات الطبقية للأدب ..الكتابة الجيدة و المبدعة، تكون لدى الأديب الرجل، كما يمكن أن تتحقق و توجد لدى المرأة الكاتبة و المبدعة، أنا ضد تأنيث الأدب و تذكيره .. هذه طبقية جديدة يسعى بعض المتأدبين، و أشباه النقاد لتكريس هذه المقولات الصفراء لغايات و أهداف أهمها : التمعش، و قهر النصوص الجميلة، و خلق مناطق معزولة المعنى، و ممارسة الإرهاب النقدي و الثقافي .. الذكورة، و الأنوثة في الأدب لا تبدو واضحة، بل أن الكثير من النصوص التي يكتبها بعض الرجال (!) تلوح من خلال سطورها، و لغتها أنوثة جليه و العكس صحيح .. الكتابة الإبداعية الناجحة، هي ما تحققه النصوص في تحولاتها الباذخة، بعيدا عن هذه المقولات و التصنيفات التي تكشف عن خلل واضح في الرؤية، و تعتيم بين للمشهدية و خطية النقد البناء و الصحيح، إن النص الجميل و المؤثث، و المضمخ بعبق الإبداع و شموخه هو الذي يحدد شرطه الإبداعي، و سمته الإنساني، و ما سوى ذلك فهرطقة لغوية لا تجلب نفعا، و لا تخصب ضرعا..· ماذا عن سياسة سر في نفس التيار و خذ نفس الدرب الذي أسلكه، و إلا سأحمل لك الهراوة، و أطاردك، و أغلق في وجهك الأبواب، و المسالك هل هي كما قلت في حوار سابق : سيادة "ثقافة العصب، لا ثقافة النخب.." !- للأسف الشديد هذه السياسات القمعية، و الجبانة هي التي تتحكم في آليات العمل الثقافي، و كل يريد أن يكون "الرأس" و الآخرون "الذنب" و الويل لمن يرفع صوته، أو رأيه، إنها "ثقافة العصب، لا ثقافة النخب" البعض مازال يتصور، و يحلم بدور الزعيم و على البقية أن يكونوا الأتباع و الرعاع، السادة، و علية القوم .. إنها ثقافة الاستئصال و التبعية و المحو، إني أراها تلوح في الأفق و تؤشر لمستقبل غامض و قامع، الواقع الثقافي في الجزائر نقولها بالصوت العالي : تحكمه الشللية، و الميلشيات الثقافية التي ما تزال تنظر إلى المشهد الثقافي، و تتعامل معه بقدر ما يجلب لها من فوائد و موائد، يكذب عليك من يزعم غير ذلك، الذين يزحفون من أجل الوصول إلى المناصب لا يمكن أن يقنعوا أحدا بأن ذلك يدخل في مفهوم "النضال الثقافي" بل أن غالبيتهم- باعوا الذمم و الهمم و أصبحوا خطرا حقيقيا على المثقفين الحقيقيين المرابطين في المواقع الأمامية، بل أرى أن الكثير من مجايلينا قد تنكروا للقيم، و المبادئ التي ناضلنا من أجلها، و صار همهم الوحيد و الأوحد سياسة "النعم" لا سياسة "القيم" لك أن تتصوري وضعا ثقافيا و أدبيا، يتولاه مثل هؤلاء التنابلة الجدد المسلحين بالخبث، و الرياء، و المكر الناجز أدعو المخلصين، و المحبين للثقافة أن يساهموا -كل في موقعه- لفضح هؤلاء الضالين، الذين خنقوا أصوات المثقفين الأحرار، و صاروا ملكيين أكثر من الملك، و باعوا ماء الوجه، و ذكاء العقل، و عفوية الذاكرة، و ثقي أن ما ينفع الناس سيبقى في الأرض، أما الباقي فستذروه الرياح الكواشف..· بينك و بين الكتابة علائق، و وشائج لصيقة تذهب حد العشق، و الفناء الصوفي كيف ذلك ؟- الكتابة هي سيمترية الروح، و ماء الذاكرة، و هي تعرج نحو سموات اليقين، و البهجة، و النشدان .. الكتابة هي رصد لحيوات كثيرة، و هي تمضي في زحمة الحياة، و جبلتها القاسية.. المثقف عندنا صيغـة لغـوية، إنشائيـة غير محبوبة، و لا مستساغة .. !التعاطي مع الكتابة في المفهوم الشامل- يجب أن يكون تعاطيا جماليا مبهجا، يستند إلى مدونة التراث، وصولا إلى ما سيكون تراثا.. التجربة الكتابية التي تخون تسقط، و لا يمكنها أن تنهض، لأن الكتابة العشقية التزام مبدع مع التحولات الحاصلة في الذاكرة و الوجدان، و المتحققة في المعيش و اليومي..التجارب الكتابية المنجزة و الناجحة هي التجارب التي أخلصت لذاتها، لمنظورها، و رافدها الثقافي و الجمالي، الكثير يعتقد بأن الكتابة هي تلطيخ صفحات، و إفتعال لغة بائسة و متشنجة، و الدخول في عماء المعنى و بؤسه، الكتابة هي تقويض منجز، و فاعل لكل المعاني الشريرة و البائسة..الذين تفيض نفوسهم بالحقد، و الكراهية، و السواد، لا يمكنهم الدخول إلى عوالم الكتابة الخضلة، و جناتها المترعة بالخير، و الفضيلة و الأمل..الكتابة عندي غابة واسعة، كلما توغلت في أنحائها و عمقها عرفت الكثير، أما الذين يطوفون بالحواشي و تشملهم "ثقافة الغاشي" و لا يغامرون صوب الأماكن البعيدة..أعتقد أنهم سيخرجون من موطن الكتابة، تجللهم الخيبة، و الانكسار..في المحصلة الكتابة لا تنفتح عوالمها النعمية سوى للذين يحبونها لذاتها، و يخلصون لها العشق والحب، و الانتماء.. و ما سوى ذلك فعبث لا طائل من ورائه..· أسمعك دائما تردد : إن الكتابة محبة، و أخلاق، و الكاتب الأصيل موقف موسوم بالطهر، و النبل، فماذا تقول للذين حولوها إلى صيغة "الحوت الكبير ياكل الحوت الصغير"- عطفا أقول : الكتابة تمايز موصوف، و حالة عالية من الإبصار المشفوع برؤيوية استشرافية ، تقرأ الواقع، و تسبر أغواره، و تذهب نحو المستقبل بيقين عال، و حدس كاشف، و ألمعية تؤشر الدرب نحو المستقبل الجميل.. الكتابة التي تخلو من الأخلاق في - مفهومها العام و الجـمالي- هي كتابة منقوصة من الصدق، و تعمل على تأصيل الشر، و الخديعة، و النكران، الكثير من الذين تسللوا إلى أرض الكتابة و مرابعها الجميلة يخونونها، و يرتكبون تحت رايتها الكثير من القبح، و الفضائح..طبعا مثل هؤلاء لا يمكن التعويل عليهم، لأنهم حشرات وافدة، سرعان ما يأتي عليها الموت و الطاعون..لأن الكتابة الصادقة و الشريفة، تطرد من سماواتها كل آثم ، لا يلتزم بميثاق الشرف الذي هو علامة الكتابة في تجلياتها الآجلة، و العاجلة -بكل أسف- الساحة الثقافية عندنا صارت ملوثة بشكل مريع، لم يعـد فيها للموقف الإنساني النظيف أي معنى، و هـذا ما سرع في تردي الوضع، و الإتيان عليه من قبل الغوغاء الذين شوهوا عالم الطهر، و النبل و الأريحية طبعا- هؤلاء لا يمكن النظر إليهم سوى أنهم حالة شاذة و طارئة لا تدوم طويلا، لأن عمر الخيانة قصير، و الكتابة المستوعبة لزخمها الموضوعي و المعرفي هي التي ستنتصر في النهاية، ذلك منطق التاريخ، و مقول الكتابة، أما الحوت الكبير في نهاية الأمر- سينقلب على بعضه في حرب لا تبقي و لا تذر، ذلك أيضا منطق الأشياء و حتميتها..· العديد من الكتاب صنعتهم المناصب، و زادت من تألقهم، لكن عبد الحميد شكيل المنحدر، من جيل التعب، المنصهر في أتون كتاباته صنعه نصه، و ما سكب فيه من قوة العطاء، حتى أنه جاء متميزا، رفيعا لا يشبه إلا نفسه كيف ذلك ؟- و من تباهى بملابس غيره عريان كما يقول المثل الشعبي، الحقيقة ما جاء في أفق السؤال حقيقة مؤكدة، و حالة معاشة، فكم من الكتاب الذين كانوا على هامش الكتابة و اللغة، بمجرد أن وصلوا إلى دواليب السلطة، تنكروا لكل شيء، و صاروا "كتابا" يشار إليهم بالبنان، و يذكرون بالقلب و اللسان، هذه حالة و ظاهرة لا ينخدع بها سوى الذين لا يتوفرون على حاسة الذوق و آليات المعرفة .. أنا لا تزعجني مثل هذه الحالات التي تعمل على تضبيب الرؤية، و تزييف الحقائق، و تشويه المشهدية الثقافية التي تحتاج إلى فرز كبير، و واضح، شخصيا لا أحسن عقـد الصفقات الأدبية ، -كما أشار أحد الكتاب إلى ذلك- لإيماني الشديد و اليقيني، بأن الكاتب الحقيقي في كل الأزمنـة، و الأمكنة تصنعه كتاباته و نصوصه و تدل عليه مواقفه الكتابية و الأخلاقية، أما سوى ذلك فهو خداع بصري.. لا يلبث أن يزول و تظهر الحقيقة.. على الكاتب الحقيقي أن لا يقع في مثل هذه الحالات الشائنة.. طبعا المداحين، و المداهنين هم الذين يعملون على تكريس مثل هذه المواقف الخاطئة، لكن منطق التاريخ و حكمته ستعمل على تصحيح اتجاه السهم، و إن طال الزمن.. منذ البداية عولت على الذات، و الجهد الشخصي، و دون ذلك فأنت مهدد، و في وضع غير مريح، و ما حك جلدك مثل ظفرك..· حين تأتيك القصيدة كأنثى رقيقـة، تفيض بالرغبة، قائلة : خذني بقوة الماء، و اخترق قهر جسدي. أنت المغلوب في عشقك ذلك الذي لا يجارى كيف تخرج من هذه المغالبة ؟- القصيدة حين تجيء تكون حارة، طازجة، تهب كاسحة، متلفعة بالقوة، و الحنان، و الهذيان..تجيء مشرئبة بتباريحها، و أشواقها، و اغتلامها، و خيباتها، تتشظى في المرايا العرفانية، و تذهب بعيدا في سديمية المعنى، لتدخل شواظ البرزخ و عمائه، و هو ينأى في المعارج التي تحتلب اللغة، و هي تخرج من طينها، كيما تتزيـا للمفردات الجميلات، و هن يلدن النص الشعري مدهونا بزيت الرغبة، و سفاد الأوجاع الغائمة،و هي تجتاز ميقات المعنى، و عفوية اللغة، و هي تدبج أوجاعها، أوجاعي التي تخرج من بين الصلب و الخرائب لتشيد منازل المعنى، و دساكر الذاكرة الممهورة بالصهد، و الخيبات، و تحولات الذات المقهورة و هي تمرق من سراديب القهر و الحرمان، لتبدع سيرة القصيدة التي تطلع من دهاليز الوقت المطعون بالغدر، و الخيانات الموصوفة . إن القصيدة الشعرية التي أكتبها تكون موصولة بالذات، المثقــف في الجـــزائــر لا يـكــبر، و لا تعــلـــو قامتــه إلا بعــد الرحيـل الأبدي .. يا لها من قسوة !و هي تتحفز للانقضاض على المعاني، و وجع الذاكرة، ربما يكون الاحتدام بين الذات و القصيدة احتداما متواشجا مع الكثير من الاسقاطات، و النـزوعات التي تؤسس معنى الرسو الجميل، غب التطواف الشاق و المتعب في أرض النص و تخومه، الخروج من طقس القصيدة ليس بالأمر الهين و اليسير..كيف تخرج من حرب الوقت، و شبكات اللغة و هي تشرع في وجهك المتع، و اللذاذات، و الحرقة..عليك أن تكون حذرا، و أن تتعاطى مع القصيدة، لأنها قد تخلف في مخيلتك ندوبا، و جروحا من الصعب أن تزول آثارها.. القصيدة اللصيقة بالذات هي جرح الأنا، و نزف الروح، و هي تعبر الصراط الآخر..·· حدثني عن زمن من الكتابة المليء بوجع المخاض، و فرح الولادات، عن مسيرة الإبداع لديك ؟- زمن الكتابة، زمن هلامي، من الصعب القبض عليه، و الإتيان على شبكاته لأنه زمن الذات و المخيلة، ما تفرزه الأنا المبدعة في انزياحاتها النصانية، و تحولاتها العرفانية، و شطحاتها النوستالوجية.. الأنا الكاتبة كمفهوم وظيفي يظل عصيا على الشرح و التوصيف و المعاينة، لأنه زمن تتداخل في تكوينه عوامل كثيرة، تضرب في متاه المعنى و جذره المرتبط بكل التحولات، و المغايرة المسكونة بالهوس، و نبض المخيال و سطوته..الكتابة هي وجع ممض و حارق و مؤلم، يجيء جراء قلق الذات و تشظيها، و ذهابها نحو الاجتراح و البوح الطالع من الجراحات النازفة، و هي تجتاز عتبات القول، و خلاصات اللغة..أن تكتب، فأنت تمارس قهر الذات، و تعرية الأنا و المسكوت عنه، و الذهاب بعيدا و عميقا في توصيف الحالة الإنسانية و هي تكدح، من أجل التغيير، و المساءلة الحقة، الساعية للإجابة عن الكثير من الأسئلة العالقة في مسار المعرفة الإنسانية التي ستظل ذات ملامح يشوبها الكثير من الخوف، الممزوج بالرهبة، و الزوغان، و عدم الركون إلى "اليقين البائس" الذي سيظل سؤالا لائذا في براري الوقت و الذاكرة ..الوجع الكتابي هو لذتها القصوى التي لا يعرفها إلا من كابد ذلك و عاش ألمه الممض و الطازج ..السيرة الإبداعية، قاسية، و شجوية، أعني أنها لم تأت هكذا من العدم، بل أنها نتيجة بحث، و عمل، و اجتهاد، و قهر الموهبة و حدها لا تكفي لأثراء العملية الإبداعية، العمل التثقيفي الصارم، و المتواصل، و القسوة على الذات هي السبيل لتقوية هذه العملية، و تأصيل مكوناتها النفسية، و المعرفية..الكتابة الإبداعية الممهورة بعذابات الأنا، و تشوفات المستقبل، هي وطن الكاتب و أرض عيشه..· أنت القائل في قراءة قمت بها حول أعمال الشاعر يوسف رزوقة بأن النص الذي تخونه اللغة يسقط في أول اختبار، فهل هـذا هو سر نجاح عبد الحميد شكيل خاصة على الصعيد اللغوي ؟- اللغة وطن الشاعر و "بيت الوجود" على حد تعبير هـولدرلين، و هي "مسكن الكاتب و مأواه" كما قال هيدغر ..باللغة تكبر القصيدة و تتفاخم، و تذهب نحو تخوم المعنى، و فلسفة الأبعاد، اللغة في العمل الإبداعي تكون المدماك القوي، و السند الحصين الذي ينهض بالنص و يذهب به نحو التأصيل، و الحفر، و اللذاذات الأخرى..اللغة هي أريج الكتابة و ميسمها..النصوص العظيمة في تاريخ الإبداع الإنساني من الياذة هوميروس وصولا إلى جداريات محمود درويش هي التي صيغت بلغة إبداعية ثقافية، غاية في البذخ، و الحذق، و الافتتان، و الجمالية، و كما قال مبدع "أزهار الشر" : "داخل القصيدة العظيمة هناك قصيدة أعظم و هي اللغة" من هنا تكون اللغة علامة فارقة، و مميزة بين نص و آخر.. بالتأكيد اللغة وحدها قد لا تكفي إذا لم يكن المبدع متمرسا، و منجذبا إلى الأدوات الفنية و الجمالية، مزودا بالدربة، و الثقافية، و الأدبية، و الحس الإبداعي، و سمت اللغة، و مناخات المعنى الذي لا يخون سوى الذين يكونوا قد تسربوا إلى محفل المعنى الشعري و الإبداعي، و هم خلو من تلك العلامات العرفانية، التي تتلبس المبدع و تشرنقه، مرة أخرى أزعم بأن اللغة هي المؤشر الذي لا يخون، و هي العلامة الفارقة بين نص إبداعي، و نص إتباعي، غير قادر على المغامرة، و التخطي، و الدخول إلى أرض الشعر و سمواته.· أي عمل من أعمال عبد الحميد شكيل حمله على الشعور "بالاطمئنان"، من أن تجربته الشعرية قد تجسدت، و أنه استطاع أن يوحد بين ذاته، و الـذات الإنسانية ؟- اطمئنان المبدع الحقيقي في مجال "الرضا الإبداعي" غير وارد في المفهوم العام لمعنى الإبداع، و ما يترتب عليه، لأن الكتابة الإبداعية في تحولاتها هي : بحث دائم، و تجريب مستمر، و ولوج غير موصوف لعوالم إبداعية ملتبسة بتلوينات الذات، و تنابذات المعنى، بهذا يمكن القول : ليس هناك من عمل قد حملني على "الإطمئنان" إلى أن التجربة قد تجسدت، و آلفت بيني و بين الذات الإنسانية المبدعة، كلما أنجزت عملا إبداعيا جديدا، أشعر بعدم الرضا، الذي يعني : الانقطاع و الركون الباهت..إن الإبداع المتواصل هو شعور آخر من المبدع إلى أنه مازال في حاجة إلى مزيد العمل و التجريب، الكثير من التجارب تسقط في مدار الإعجاب، و الغرور، و النرجسية الشائنة، مرة أخرى أقول: لو كنت "مطمئنا" إلى تبلور تجربتي و اكتمال برجها البلوري لانقطعت عن الكتابة و الإبداع، و سويت أحزاني و أنسنة قلقي، و لجمت حصان المعنى الذي هو في حالة من الصهيل المتواصل.. أنا لا أستوعب تلك "الرطانة" و لغو الكلام الذي يطلقه بعض الذين يتعاطون الكتابة الإبداعية، في أحاديثهم الساذجة عن "تجاربهم الكتابية"، و كأنهم أنجزوا كل شيء، و ليس لهم من العمر الكتابي سوى بضعة أيام، الحديث عن التجربة الإبداعية و ما يستوجب ذلك ليس بالأمر السهل و الهين، من يستطيع أن يتحدث عن : الأرض و السماء، و البحر، و الكون، و الخلق، و الجمال، و العبث، و الضجر، و الموت، و الحياة، و الحب، و الخديعة، و فساد المعنى، و الشر، و الخير، و المغايرة، و الأزل، و مظاهر الطبيعة إلخ.. أنا أخجل من أن أتحدث عن التجربة التي هي جماع كل هذه المعاني التي ذكرت، فلنحترم الإبداع و الآخر، و لنبتعد عن هذه "الفذلكات" السخيفة، التي يطلقها بين الفينة و الأخرى بعض هواة الكتابة و حواتها الجدد..في مجلة "عمان" قال عنك الدكتور عبد الرحمان تبرماسين بأنك من رواد "النثيرة" في الجزائـر بلا منازع، و أنت في زمن اختفى فيه آخرون، بقيت دائم العطاء، وفيا للكتابة، للقارئ، لوطنك و لنفسك كيف ذلك ؟- الكتابة وفاء الذات لكينونتها، و لتراثها، و لحزنها، و لكل معاني الخير، و النبل، و السلام..الكتابة صدق المخيلة، و حنين الأنا، و الشفاعة التي تقود إلى أرض الخصب، و الإطمئنان .. الوفاء للذات هو وفاء للآخر، للوطن، و للنفس و لكل الأشياء التي تعول على جاهزية الصدق..الخيانة الحقيقية هي خيانة الذات و خياراتها، كل الذين خانوا الكتابة، هم في الحقيقة يحملون بذرة الخيانة في صباغ دمهم، الخيانة صورة لصيقة بالنفوس الحاملة للقابلية، تحقيق الذات الكاتبة و صدقها، يستدعي من الكاتب التخلي عن الكثير من المتع، منذ البداية كانت الكتابة هي الملاذ و المأوى و المعنى و كل ما يطمح إليه الإنسان في حياته، الوفاء العشقي للكتابة هو وفاء لكل المعاني الإنسانية النبيلة..الكتابة هي النبل، في مواجهة الخيانة التي هي القبح الطاغي، الذين خانوا الكتابة و طقسها و جماليتها، تخلت عنهم، و صاروا لا شيء يذكر، لأن الكتابة ذكر، و تذكر، و تذكار، و ذاكرة، و من الصعب، المحافظة على صفاء الذاكرة و نقاوتها..من هنا يجيء الحديث عن المبدع الحقيقي، و بقية الخلق الذين شوهوا حديقـة المعنى، و أفسدوا متعة القول، و سحر الحكي، و لونوها بالزيف و النفاق، و الكذب، بل و صاروا خطرا على الكتابة و الكاتب، قد يكون الوفاء للذات، و المعنى، و الإنسان قد أضر بي -في بعض الحالات- لكني أشعر بالرضا و راحة البال كلما نظرت إلى الخلف، المطلوب من كل كاتب أصيل قبل الحديث عن التجربة أن يتحدث عن الأخطاء..· تقصيـر الإعلام في حق المبدعين، و المثقفين، ألا تراه ظاهرة قائمة في الجزائر لها طقسها، و خصوصيتها ؟- الحديث عن "الإعلام الثقافي" هو حديث عام يشمل الظاهرة الثقافية و الإبداعية .. لا أعتقد بوجود هذا الإعلام، أصلا، هناك بعض المحاولات المعزولة تتم بين الحين و الآخر تحكمها ظروف، و ملابسات، في معظمها يخضع لاعتبارات، لها طقسها، و خصوصيتها، و هدفيتها، المشهد الثقافي في الجزائر أكرر "تحكمه الولاءات، لا الكفاءات"، بل أستطيع القول دون تردد بأن " الفساد الثقافي" عندنا يفوق بكثير الفساد الاقتصادي و الأخلاقي و الاجتماعي و السياسي، و لكن لا أحد يصرخ أو يحتج أو يقاوم، لأنه ببساطة لا أحد ينظر بعين الرضا، و القناعة إلى الثقافة في الجزائر، الجزائر تأتي في طليعة الدول العربية غيابا عن المنابر، و المنتديات الثقافية العربية و الدولية، هذا يأتي من ضمور الحس الثقافي و الحضاري و تغييب المصلحة العليا للبلاد، من طرف الذين يتحكمون في مفاصل المشهد الثقافي و دواليبه، و هذا محزن، و شديد الوقع على المثقف الجزائري الذي يعيـش المأساة على أكثر من صعيد و معنى.. و إلا كيف نفسر هذا الصمت البليغ عشية الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007، لا شيء يدل على ذلك..إنه الصمت الذي يؤدي إلى الصمت..إننا أمة العجب..* في زمن نزعم فيه أننا نعلي حرية الرأي و التعبير يتخذ منك موقف لمجرد أنك قلت كلمة استحسان في كاتب ما..حتى القلوب أرادوا أن يحددوا لها نبضها ؟- الكثير من الذين تسللوا إلى حديقة المعنى، و مغاني الكلام الفضيل، مصابون بالعصاب، و المرض، و الشيزوفرينيا، و الغرور الزائد، كل واحد يعتقد أنه يملك كل الحقيقة، و على البقية أن تبارك أقواله، و أفعاله، و قبحه ..أنا لا أفهم مثل هذه الحالات التي تخول لهؤلاء الاعتراض الشائن على موقف كاتب من قضية، أو موقف ذا معنى أو هدف أخلاقي و إنساني، يجب أن نفصل بين مالنا، و ما لغيرنا، علينا أن نتخلص من الأنانية الصفراء، و أن نرفع سوية الرؤية، و ننخرط في الإبداعية العالية، هدفنا الأسمى و الكبير، الإبداع، و الإبداع وحده، بعيدا عن الزعامات الكاذبة..على "الرعاع الثقافي" الواهم أن ينتبه لمثل هذه السلوكات المنحطة، و التي أصبحت حيزا نشازا في الحقل الثقافي و الابداعي على "شنابيط الثقافة" أن يعرفوا حجمهم الحقيقي، و أن يفهموا بأنه ليس هناك "أبطالا و كومبارس" في العملية الإبداعية ..هناك مبدع جيد، و آخر رديء .. لا أحد يمكنه أن يحجر على الرأي، و الفكرة، و الموقف(!؟) على الذين في نفوسهم مرض أن يصححوا مواقعهم، و ينتبهوا لانزلاقاتهم، و -قبل هذا و ذاك- أن يعرفوا قاماتهم و أحجامهم، و عاش من عرف قدر نفسه..و ليس كل ما يلمع ذهبا..· من تلك المرأة في نصوصك- التي أخطأت الدرب، و أخطأت العمر، و أصابت القلب بالأوجاع ؟- الكثير من الأشياء الجميلة في حياة الإنسان تضيع منه في غفلة من الوقت، و الذات، و الذاكرة.. تلك المرأة، الشواظ، و الزنبقة، و الأفق المفتوح على احتمالات الموت و الحياة.. مازلت مسكونا بها، تائها في سماواتها، و غاباتها، تركت ندوبا في النفس و المعنى، وظلت جرحا غائرا و نازفا في مناحي الروح المجروحة..هناك حالات قدرية من الصعب أن تجدي لها تفسيرا، أو تعليلا، على الرغم من أنك تراها أمامك، تمشي و تتحرك، و تتجلى، و تومض، لكنك لا تنتبه لها إلا بعد فوات الأوان و انصرامه، و صعود الذات إلى مدارات التيه، و البهوت، مجللة ببلل اللحظة، و هي تتحلل، مخلفة وراءها الكثير من الجراحات، و الآلام، التي تزداد قسوة مع مر الأيام، و كر السنوات.. تلك المرأة ستظل النص الغائب و المعنى الآخر، و الجرح الذي لا يندمل، و الأمل الذي لا يعود، لكنني أعلل النفس و أذكرها، و أنا أجتاز عتبات الأيام، محتضنا أياها، حالما بالذكر، ... و هل الحياة سوى حلم من الصعب أن يتحقق و تلك سنة الحياة، التي لا نملك حيالها سوى أن نبتسم، و نتعجب، و نأمل