الثلاثاء، يناير 30

صور






مهري نصحني بمغادرة الوطن حتى لا أقتل


عمر أزراج للشروق اليومي: مهري نصحني بمغادرة الوطن حتى لا أقتل

هو صاحب المقولة الشهيرة "أيها الحزب تعدد أو تبدد" التي أطلقها في نهاية الثمانينيات وطار إلى لندن هروبا من محاولات القتل التي طالته، صدفة التقيناه وهو يعبر فضاء العاصمة، كما كان دائما وفيا لنبض الشاعر فيه وللبلد الذي وجده كما تركه متصالحا مع فوضاه وفيا لسقوطه،‮ ‬على‮ ‬طاولة‮ ‬شاي‮ ‬دخن‮ ‬فيها‮ ‬الشاعر‮ ‬كثيرا‮ ‬وبكى‮ ‬أكثر‮ ‬كان‮ ‬هذا‮ ‬الحوار‮ ‬بلا‮ ‬رتوش‮ ‬ولا‮ ‬مجاملات‮.‬ ‬اشتهرت‭ ‬بمقولة‮ "‬أيها‮ ‬الحزب‮ ‬تعدد‮ ‬أو‮ ‬تبدد‮" ‬التي‮ ‬كادت‮ ‬أن‮ ‬تدخلك‮ ‬السجن‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬تهرب‮ ‬إلى‮ ‬لندن،‮ ‬كيف‮ ‬عشت‮ ‬هذه‮ ‬التجربة؟‮ ‬ * مغادرتي إلى بريطانيا ليست من باب الترف السياحي وليست بحثا عن وطن بديل، أنا ذهبت إلى لندن عندما تعرضت لملاحقات أمنية شرسة ومحاولة قتل بالسيارة في شارع طونجي بالعاصمة عام 1985 وكانت أول مرة تتحول قصيدة شاعر إلى مشكلة أمنية وياليتها كانت مشكلة سياسية تحل بالحوار، أولئك الذين تحرشوا بي قدموا لي هدية كبيرة، هي أن تعطي للشاعر مكانة المغيب والشاهد النقدي على واقع بلده الذي كان دكتاتورا ومتخلفا وغير مثقف، وأنا في خضم تلك الملاحقات ذهبت إلى سياسي جزائري مرموق أصبح فيما بعد أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني... ‭-‬‮ (‬مقاطعة‮).. ‬تقصد‮ ‬عبد‮ ‬الحميد‮ ‬مهري؟‮ ‬ * نعم، وقد طرحت عليه الأمر وقلت له ماذا سأفعل؟ فرد عليّ بهدوء "لتأخذ راحتك بعيدا عن الجزائر لكي ينسوك" أنا ذهبت إلى بريطانيا لكي أُنسى (يتوقف للحظات يبكي بحرقة ثم يواصل الحديث) نعم الشاعر في بلادي، أما أن ينسى وإما أن يعتصم بالنسيان لكي ينقذ حياته ومستقبله الشعري، من دولة كان يمكن أن تكون حديثة ينتفي فيها القيد والبطالة. قبل أن أغادر إلى لندن كنت شبه متيقن أن انفجارا ما كان سيحصل في الجزائر وقد سجلت ذلك في قصيدة "العودة إلى تيزي راشد". ‭-‬‮ ‬من‮ ‬حاول‮ ‬تصفيتك،‮ ‬ولماذا‮ ‬انت‮ ‬بالذات؟‮ ‬‭ ‬ * لا أدري بالضبط، وقد كتبت وأنا في لندن مقالا رويت فيه ما حدث، لكن لا أحد من السفارة الجزائرية ببريطانيا أو هنا في الجزائر تحرى في الموضوع أو حتى سألني ماذا حدث، وهذا يعني ما يعنيه، وقد اضطررت فيما بعد إلى بيع بيتي بالعاصمة حتى لا يقتل الشاعر فيه. ‭- ‬برغم‮ ‬ذلك‮ ‬أنت‮ ‬هنا‮ ‬اليوم،‮ ‬هل‮ ‬يعني‮ ‬هذا‮ ‬أنك‮ ‬تتبنى‮ ‬خيار‮ ‬السلطة‮ ‬التي‮ ‬عارضتها‮ ‬بالأمس؟ * أنا من الناس الذين يدعون إلى المصالحة الوطنية، و لكن ينبغي بالمقابل أن نحاسب أولئك الذين جروا إلى أن نستغرق وقتا طويلا في رسم أبجديات المصالحة السياسية بدلا من العمل معا على النهوض بالجزائر اقتصاديا، علميا وثقافيا، فالجزائر اليوم بحاجة إلى أن تتصالح مع قيم‮ ‬أول‮ ‬نوفمبر‮ ‬التي‮ ‬بدأت‮ ‬تختفي‮ ‬وتقضي‮ ‬على‮ ‬الروح‮ ‬الجماعية،‮ ‬مع‮ ‬العلم‮ ‬أن‮ ‬الفردانية‮ ‬الموجودة‮ ‬في‮ ‬الجزائر‮ ‬اليوم‮ ‬ليست‮ ‬عنوانا‮ ‬للمواطنة‮ ‬التي‮ ‬تؤكد‮ ‬استقلالية‮ ‬الفرد،‮ ‬لكنها‮ ‬فردانية‮ ‬التشضي‮ ‬والعزلة‮ ‬والفواصل‮.‬ ‭-‬‮ ‬كأنك‮ ‬هنا‮ ‬تتقاطع‮ ‬مع‮ ‬عوالم‮ ‬مالك‮ ‬حداد؟ * ربما رغم أني لم أقرأ له أي عمل رغم أني أعرف الرجل ولاقيته عندما كان أمينا عاما لاتحاد الكتاب الجزائريين وربما التقاطع الموجود بيننا نشأ انطلاقا من تشابه التجربة الجزائرية والحرب التي عاشها حداد بتفاصيلها وكنت أنا حينها طفلا يخوض تجاربه بخجل وصمت. ‭- ‬وربما‮ ‬أيضا‮ ‬من‮ ‬تقاطع‮ ‬المعاناة‮ ‬والاغتراب‮ ‬اللغوي‮ ‬بينكما،‮ ‬فأنت‮ ‬بربري‮ ‬تكتب‮ ‬بالعربية؟ * هذا أكيد، فإذا كان ملك حداد قال إن اللغة الفرنسية هي منفاي، وكاتب ياسين قال إن الفرنسية هي غنيمة حرب، فانا أقول إن العربية غنيمة حضارة، أنا عندما أكتب أشعر كثيرا ما أترجم من البربرية إلى العربية، أترجم معاني وأحاسيس وجبال لالا خديجة وجرجرة وإيقاعات خلاخل‮ ‬نساء‮ ‬تيزي‮ ‬راشد‮ ‬حيث‮ ‬كان‮ ‬سي‮ ‬محند‮ ‬أومحند‮ ‬يقصد‮ ‬السوق‮ ‬النسوي‮ ‬ويقول‮ "‬الله‮ ‬موجود‮ ‬حيث‮ ‬توجد‮ ‬النساء‮".‬ ‭-‬‮ ‬عرفناك‮ ‬معارضا‮ ‬للسلطة،‮ ‬لكن‮ ‬اليوم‮ ‬مكتشف‮ ‬أنك‮ ‬معارضا‮ ‬لأبناء‮ ‬جنسك‮ ‬أيضا؟ * أنا لست رجل سياسة ولم أرد إطلاقا أن أدخل إلى الكرنفال السياسي، كما أني لست معارضا سياسيا نشطا. المعارضة كما أمارسها وكما أفهمها هي مقاومة العناصر الثقافية والفكرية والدينية المظلمة، وانطلاقا من هذه الزاوية فإن الشاعر مثلما قال صديقي "رسول حمزة دوبا" لا يمكن أن يتصالح الشاعر مع أي نظام سياسي، لأن النظام هو دائما مغلق، أما الشعر فهو الفضاء المفتوح دائما للمزيد من المعرفة واكتشاف الذات وتأنيث الحضارة. فالمجتمع الجزائري مجتمع ذكوري بامتياز، والسلطة الجزائرية تسمي نفسها فحلا، وأنا انتصرت إبداعيا على الأقل للسياسة‮ ‬الأنثوية،‮ ‬لأن‮ ‬الحضارة‮ ‬دائما‮ ‬أنثى‮ ‬وليست‮ ‬ذكرا،‮ ‬وهنا‮ ‬أريد‮ ‬أن‮ ‬أفتح‮ ‬قوسا‮ ‬لأستبدل‮ ‬كلمة‮ ‬معارضة‮ ‬بكلمة‮ ‬مقاومة،‮ ‬طالما‮ ‬أن‮ ‬المعارضة‮ ‬ليس‮ ‬هدفها‮ ‬دائما‮ ‬البحث‮ ‬عن‮ ‬السلطة‮.‬ ‭-‬‮ ‬تقول‮ ‬إنك‮ ‬لست‮ ‬معارضا‮ ‬سياسيا،‮ ‬لكنك‮ ‬واجهت‮ ‬حزب‮ ‬جبهة‮ ‬التحرير‮ ‬مواجهة‮ ‬شرسة،‮ ‬ألم‮ ‬تكن‮ ‬لك‮ ‬يومها‮ ‬مطامع‮ ‬سياسية؟‮ ‬ * عندما عارضت حزب جبهة التحرير وقاومته لم أكن ضد أشخاص، بل كنت ضد ثقافة الحزب الواحد والثقافة الأحادية لصالح تعددية الأصوات والأفكار إلى وقت قريب، مثلا كانت اللغة البربرية وثقافتها محل جدال عقيم، وكان أهل الحل والعقد يخافون من تعددية الثقافة الأصيلة في البلد، ولا أتحدث هنا عن الثقافة التي هي جزء من الإرث الاستعماري، وحتى هذه الأخيرة ليست كتلة واحدة، بل هناك ثقافات عدة، وكان أحد المثقفين الفرنسيين قد أشار إلى أن الحزب الشيوعي الفرنسي والحزب الشيوعي الجزائري كانا مخطآن في الشعار المرفوع بأن استقلال الجزائر كان يجب أن يكون جزءا من استقلال الطبقة العاملة العالمية.. المجتمع الجزائري مجتمع فلاحين لا يملك الثقافة العمالية التي هي نتاج الصراع الطبقي، ومفهوم الطبقة هو نتاج وعي غربي دخيل على المجتمع الجزائري. ‭ -‬‮ ‬هل‮ ‬تعني‮ ‬أن‮ ‬الخيار‮ ‬الاشتراكي‮ ‬لجزائر‮ ‬الاستقلال‮ ‬كان‮ ‬خطأ‮ ‬تاريخيا؟‮ ‬ * الجزائر تبنت بعد الاستقلال، وخاصة في عهد بومدين، أسلوب العدالة الاجتماعية وإنهاء مظاهر الفقر في أوساط الفلاحين، من هنا فإن ما كان يسمى بالخيار الاشتراكي لم يكن مستندا إلى نظرية الاشتراكية العلمية في المطلق، فالجزائر ونظامها السياسي في تلك المرحلة وجدت صعوبة‮ ‬في‮ ‬إقحام‮ ‬وتطبيق‮ ‬الخيار‮ ‬الاشتراكي‮ ‬بالشكل‮ ‬العلمي‮ ‬الذي‮ ‬طبق‮ ‬به‮ ‬في‮ ‬بعض‮ ‬الدول‮ ‬بسبب‮ ‬جزء‮ ‬آخر‮ ‬في‮ ‬عقيدة‮ ‬الشعب‮ ‬الجزائري‮ ‬وهو‮ ‬الإسلام‮.‬ حوار: زهية منصر

''المثقفون المنخرطون في السلطة يعيدون إنتاج طقوسها''


الشاعر عمر أزراج لـ''الخبر''
''المثقفون المنخرطون في السلطة يعيدون إنتاج طقوسها''
الأصوليات في الغرب ليست من نتاج أحداث11 سبتمبر


المصدر: حاوره: حميد عبد القادر
2007-01-30


هالكم كثيرا غياب المثقفين الجزائريين عن الساحة الثقافية··· لماذا؟
* غياب المثقفين في الجزائر عن الندوات الفكرية لا يعني أنهم غير موجودين· أخبرت بأن اتحاد الكتاب في وضعه الحالي المنقسم، لم يكن طرفا أساسيا في إعداد وهندسة البرامج المتعلقة بتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية· وأنا ألتزم بأنني أخبرت وليس هذا صادرا مني· وهناك عامل آخر يتمثل في عدم إقبال العدد المناسب من الكتاب بمختلف شرائحهم، وهذا ربما يعود إلى عدم وجود عملية إعلامية مسبقة بإخبار هؤلاء وغيرهم سواء عن طريق نشر أسماء الكتاب الذين وفدوا إلى الجزائر بهذه المناسبة· وهنا يكمن التساؤل·· هل هناك تواصل إعلامي وتنسيق ما بين وزارة الثقافة وما بين الجمعيات المختلفة ذات الاهتمام الثقافي والفني؟
وأين المثقف الجزائري من كل هذا؟
* طبعا هو إنسان له حياته الخاصة وله مطالبه في العيش والسكن وما ينتج من مطالب أخرى· لذلك فإن المبدع يحتاج إلى ما يسد رمقه ويوفر له الحياة الكريمة· ففي الجزائر لا توجد دولة الرعاية الاجتماعية مثلما هو موجود في الدول التي حققت هذا النمط من الدولة·
وهذا يختلف عما هو الحال في بريطانيا؟
* الكاتب الموهوب في بريطانيا مثلا يتسلم مبلغا أوليا لإنجاز كتاب وعندما ينتهي من هذا المشروع، فإن دور النشر والمؤسسات اللاحقة بها تقوم بعمليات بيع إنتاجه بعد إشهار مكثف ومدروس علميا، بحيث يكون مردود البيع يكفي لذلك الكاتب بأن يعيش لعدد من السنوات دون أن يحتاج لعمل·
لكن الجزائر لم تستثمر في مجال دعم المثقف···
نحن في الجزائر نفتقد إلى هذا وليس هناك إلى حد الآن أي مشروع في الأفق لتأسيس دولة الرعاية الاجتماعية بالشكل الذي نتحدث عنه والموجود في البلدان الديمقراطية التي قامت بتحديث المجتمعات· في مرحلة من المراحل كان هناك في الجزائر كلام كثير عن سن قانون التفرغ للمثقفين· لقد طرحت الفكرة فعلا، ولكن يبدو أن سنوات المحنة التي عاشتها الجزائر قد حالت دون تحويلها إلى واقع ملموس·
الملاحظ أن كثيرا من المثقفين الجزائريين فضلوا الانخراط في وظائف إدارية؟
* من هنا فإن الكاتب الجزائري ربما يضطر اضطرارا لكي يعمل في وظيفة ما لكي يعيش، وبالمقابل هنالك كتاب ومثقفون يهمهم بهرج ومزايا وبريستيج المنصب السياسي أو منصب المدير العام أو منصب ملحق ثقافي· من هنا فالمثقفون يجدون أنفسهم بضربة ساحر جزءا من مؤسسة السلطة أو السلطة ذاتها· وفي الغالب يتماهون معها ويعيدون إنتاج طقوسها وآدابها وفولكلورها، ويتمترسون في مواقعهم· وأقول بأنهم يتحولون أحيانا إلى مشكلة للثقافة، وليس إلى حل لها·
كتبتم كثيرا عن الصدام بين الشرق والغرب، وتحدثتم أيضا عن الأصوليات الغربية، هل هي نتاج أحداث 11 سبتمبر؟
*الأصوليات في الغرب ليست حسب تقديري من نتاج أحداث 11 سبتمبر فقط، إذا فتحنا دواليب مؤسسة الاستشراق، فإننا نجد أصولية غربية مناهضة للعالم الثالث· لنأخذ مثلا لورانس العرب وهو أصولي بامتياز، فإنه يقول على أساس منطلق عرقي بأن العربي لا يمكن أن يكون فيلسوفا لأن عقله ليس تركيبيا مثل العقل الغربي· وإذا درسنا كتابات غوبينو، فإننا نجد ركائز النظرية الفكرية مؤسسة على العرق بحيث أن التراتبية العرقية يؤسسها على تفوق الجنس الآري على الأجناس الأخرى· والأصوليات في الغرب لا تستمد مشروعيتها فقط من الدين أو الاقتصاد أو من الصدام الثقافي إنما هي ترتكز أيضا بشكل قوي على العرقية· ويوجد في كتابات ادوارد سعيد نقد لهذا النمط من الاستشراقية الغربية التي تشمل أوربا والعالم الأنجلو سكسوني· الآن وبعد أحداث 11 سبتمبر خرج العفريت من القمقم وصار الأمر واضحا بحيث نجد مثلا أن النظام السياسي الفرنسي يتحدث عن وجود إسلاميين؛ إسلام فرنسي وإسلام الدول المسلمة أو إسلام الأطراف· ففي تنظير الأنتلجنسيات السياسية الفرنسية الإسلام الفرنسي هو جزء من العقلانية الأوروبية وعلمنتها، في حين أن الجاليات المسلمة المتواجدة في فرنسا وبريطانيا فإن إسلامها يعتبر نقيضا للعقلانية وللديمقراطية ويشددون كثيرا على قضية المرأة والحجاب· ويربط بالتالي الإسلام بالإرهاب بشكل مطلق·
وما علاقة هذا بما تسميه بمرحلة ما بعد الكولونيالية؟
* أعتقد أن تمثيلات المرحلة الكولونيالية امتدت لسنين طويلة ولم تزل في الذهنيات الأوروبية· صحيح أن أوروبا ليست واحدة والغرب ليس واحدا وهناك تيارات على الأقل تتفهم اختلاف الآخر وتحاول إيجاد تجاوب معه داخل الفضاءات الأوروبية ولكنها أقلية·





صور صحفية





العقيد أحمد بن الشريف في حوار لـ''الخبر''

العقيد أحمد بن الشريف في حوار لـ''الخبر''
سأقترح على بوتفليقة إلغاء وزارة المجاهدين
منظمة المجاهدين ووزارتهم مثل المريض بالسرطان / مافيا السياسة والمال تسللت إلى أوساط الأسرة الثورية / يوجد 50 ألف مجاهد مزيف، 1000 منهم بولا


المصدر: حاوره: م· شراق / ب· كمال
2007-01-30


فجرتم من جانبكم، قضية المجاهدين المزيفين انطلاقا من ولاية الجلفة واستحدثتم هيئة لشن الحرب على هؤلاء، كيف جاءت المبادرة؟
الأمر وصل درجة من الخبث، سرقة ورشوة خاصة بولاية الجلفة، الأمر تجاوز كل الحدود، وهذا شيء خطير لا يمكن السكوت عنه أبدا·
وأين تريدون الذهاب بالمبادرة؟
أريد أن أقول شيئا، وزارة المجاهدين أشبهها بشخص أصيب بالسرطان ولم يستشر طبيبا في بداية المرض، هؤلاء ''فاتهم الحال'' ولا يستطيعون حل مشكل كبير بهذا الحجم، لأن الأمور تجاوزتهم، لذلك، قلنا نبحث عن أشخاص طاهرين ومجاهدين حقيقيين للعمل من أجل الخروج من هذه ''الشبكة'' أعطيكم مثالا عن هذا ''المرض''، الانتخابات في الجلفة، 70 بالمائة منها تزور في كل مرة، هذا خبث تقف من ورائه مافيا سياسية ومالية·
وما موقع منظمة المجاهدين في كل ما ذكرت؟
منظمة المجاهدين أو وزارة المجاهدين·· نفس الشئ، نحن قررنا أن نجمع الناس الطاهرين من الولايات التاريخية الست، لعقد مجلس وطني لهيئتنا، قبل أن نتصل بالرئيس بوتفليقة· ومسؤول منظمة المجاهدين في الجلفة أصبح ''ألكابون'' يشري المسؤولين، ·· تصوروا مطبوعة الاعتراف بالانضمام إلى أسرة المجاهدين تباع بـ10 ملايين سنتيم في الجلفة ، وكذلك الأمر في القبائل، وكانت في السابق تباع بـ50 ألف دينار، ''عجب'' أين كانت الدولة، الناس أصبحت تطبع تلك الأوراق بمبالغ مالية باهضة·
لقيتم مساندة أو دعم من قبل مسؤولين في السلطة؟
نحن أخذنا المبادرة من أجل إعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية، نحن مجاهدون يشهد لنا الجميع، وقد اتصل بي مجاهدون من وهران وخنشلة وسيدي عيسى ومن جميع القطر الجزائري، وليست لنا علاقة لا من قريب ولا من بعيد بحزب الأرندي، ولكننا نمشي في طريق المجاهد عبد العزيز بوتفليقة وبلخادم، من أجل تقوية الآفالان وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، وهناك 1200 متقاعد من الجيش في الجلفة وحدها طلبوا مني ترأس الهيئة في سبيل إنشاء قوة تساعد السلطات في أداء عملها في هذا الخصوص·
تتحدث عن المافيا السياسية والمالية، من هؤلاء الذين يشكلونها؟
تريدون الأسماء، أنا لا أخاف غير الله· هناك رئيس المافيا كان مع بلونيس ككاتب وارتكب مجازر مروعة في ناحية دار الشيوخ، وهناك شخص آخر يلقب بشارون وهو ''خلاط'' كبير، كما قال لي، عنه أحمد بن بلة· وبحوزتي دلائل مكتوبة عنهما من وقت الاستعمار، وقد بعث المستعمرون بأخيه من أجل التآمر على الآفالان، ولي إثبات بختم ''لاصاص'' لكن أمره انكشف من قبل جماعة الأوراس، هذا كله من أجل القول بأن في ولاية الجلفة وحدها هناك 1000 مجاهد مزيف، وقد احترت للتناقضات بين وزير المجاهدين والأمين العام لمنظمة المجاهدين في تقديرهما لعدد المجاهدين المزيفين، فشريف عباس يقول إن هناك بين 8 إلى 10 آلاف مزيف منذ 1962، وعبادو يقول رقما مخالفا ويكتفي بعدد المنخرطين في المنظمة والمقدر بـ 100 ألف، وهذه التناقضات تدل على غياب التنسيق بين الهيئتين، وأنا أقول إنه بعد موت الرئيس الراحل هواري بومدين تركنا 75 ألف مجاهد، عجبا كيف منذ وفاة بومدين إلى يومنا هذا يتضاعف العدد بهذا الشكل، عدد هائل جدا من المزيفين التحقوا بقوائم المجاهدين، كيف لم يخطر على بال أحد هذا الخطر؟ أقول لكم إنه بعد الاستقلال هناك من لم يتجاوز سنه 15 سنة منحت له بطاقة مجاهد·· أعاهدكم بأنه يوجد أكثـر من 50 ألف مجاهد مزيف في ظرف العشرين سنة الأخيرة، وإذا سهلت علي الحكومة والدولة الأمور، سآتي بكل هذا العدد، وإلا سأعود إلى بيتي، وأقول لكم حينها ''أبقاو على خير''·
أنت على صلة بالرئيس بوتفليقة، فهل حدثته في الموضوع؟
نلتقي دوما، هو رفيقي، وأقف إلى جانبه ما دمت حيا، أحب من أحب وكره من كره· لكني أعود لقضية المجاهدين المزيفين، لماذا لم تعالجها الدولة؟ أنا أريد أن أساعد بلدي، لا أطلب لا مسؤولية ولا شيء آخر، لا باس علي، أنا فلاح والحمد لله، وأنا الوحيد في الجزائر الذي منح ديوان الحبوب 2000 قنطار من القمح·
ما هي الخطوة القادمة بالنسبة للهيئة؟
سوف نقوم بجمعيات عامة في كل الولايات التاريخية، نختار عن كل ولاية 20 ممثلا، تحسبا لعقد المجلس الوطني للهيئة·· أوضح فقط أن التاريخ غير المزور يقول إن هناك خمس ولايات تاريخية فقط، أما الولاية السادسة فاستحدثت بعد وقف القتال، وهذا هو الأصح، أنا بن الشريف الذي أقول ذلك·
أثار مشروع اتفاق الصداقة بين الجزائر وفرنسا، مؤخرا، تجاذبات سياسية، ما رأيكم فيه كثوري؟
أقول شيئا، شيراك محظوظ، لأنني لم التق به أيام الثورة، وإلا قتلته، وإنما الشيء الخطير الذي لم يحدث في أي بلد، هو القتل والنهب الذي مارسه الاستعمار في حق الجزائريين، ضروري جدا أن تعتذر فرنسا عن جرائمها، لماذا يطالبون الأتراك بالاعتذار عن الجرائم التي ارتكبوها ضد الأرمن وينسون اعترافهم بما ارتكبوه في بلادنا؟ ميشال دوبري مثلا وهو أب جون لوي دوبري الذي زار الجزائر مؤخرا، كان عدوا لدودا للجزائر، وهو صديق لشيراك، أما إن أراد ابنه إصلاح غلطات أبيه فهذه فرصة لا تعوض، ولا أظن أننا نحقد عليهم بعدها·
وعما أثير حول المسؤولين مزدوجي الجنسية؟
أنا حساس جدا في هذه المسألة، هناك وزيران في الحكومة الحالية مزدوجا الجنسية وأبناؤهما يدرسون في أمريكا، أنا هاجمت بومدين عندما كان حيا بخصوص مزدوجي الجنسية ومنعت إعطاءهم مناصب المسؤولية، طبعا أنا لست ضد من يتزوج من الفرنسيات أو من الأمريكيات أو غير ذلك، لكني لا أتسامح مع من يخرب البلاد·
كمجاهد، ما رأيكم في قانون المجاهد والشهيد ساري العمل به حاليا؟
لدي مآخذ، ابن المجاهد بإمكانه الحصول على ورقة لشراء سيارة، وابن الفلاح محروم منها، هذا شيء من عدم المساواة بين الشباب ويخلق الطبقية، هذا لا يجوز، يجب أن يعامل كل الجزائريين على قدم المساواة، ولست مع إعطاء المجاهدين امتيازات على حساب الآخرين، ولدي فكرة، سأقترح على الرئيس بوتفليقة مستقبلا إزالة تسمية وزارة المجاهدين، إلى متى تبقى هذه الامتيازات·· بركات، يكفى إنشاء هيئة تضم ''قدماء الحرب''·· ولدينا احتياط هام من الجيش يمكن استخدامه في حالة حرب·
أنت فلاح، وتعلم أن ضجة كبيرة أثيرت حيال استنزاف الأراضي الفلاحية، كيف ترى ذلك؟
هذه المسألة ''قاستني بزاف'' هناك أشخاص يتنازلون بالجملة عن الأراضي الفلاحية عند الموثقين، لكن هذه غلطة الدولة، لماذا سكتت في بادئ الأمر، ثم زجت بالناس في السجون، على الدولة تحمل مسؤوليتها وإصلاح غلطتها إذا كانوا فعلا ثوارا فليصححوا غلطتهم ويخرجوا الناس من السجون·
دائما بخصوص الفلاحة، هناك اتهامات للعديد من الناس، على أنهم حولوا أموال الدعم الفلاحي لأغراض أخرى؟
كوارث تحدث بخصوص الدعم الفلاحي، في الجلفة كارثة لم يأت بها زمان، لقد تم سرقة 100 مليار تحت غطاء الدعم الفلاحي، المقاول يسرق والمسؤول الفلاحي يسرق ''كلهم بانديا''، و''البانكا'' لا تقدم الدعم إلا مقابل 10 بالمائة من قيمة الدعم، كذلك الأمر بالنسبة للولاة الذين تعاقبوا على الولاية، باستثناء الوالي الحالي ''خدام'' والوالي الذي سبقه· والولاة الذين تحدثت عنهم لهم فيلات في العاصمة ومستعد لتقديم أسمائهم واحدا بواحد، قلت أنا لا أخاف غير الله، لقد ذقنا مرارة الاستعمار ومرارة بناء الوطن، وليس لنا عقدة·
يقال إنك مهندس فكرة، بناء حديقة التسلية لبن عكنون؟
استغرق الأمر ثلاث سنوات فقط حتى أقنعت الرئيس الراحل بومدين بجدوى بناء حديقة للتسلية، حينها كنت متيقنا من أن الغابة الموجودة فيها الحديقة ستصبح كلها ''بيطون'' لذلك خممت على العاصميين وقلت، لماذا لا يخرجوا في نهاية الأسبوع ليتنعموا، أقول فقط إن الوالي الذي دشن الحديقة في نهاية السبعينات، رحمه الله، قيل له إنه ينقص واحد بيننا، إنه أحمد بن الشريف، أما في الجلفة فقد اعتقد البعض بأنني مجنون عندما شرعت في غرس 14 مليون شجرة، وأنتم ترون اليوم مصير الأراضي الفلاحية والغابات تأكل أمام مرأى الجميع· وأقول لكم إن لدي مشروعا، يمكن الجزائر من الاستغناء عن استيراد القمح بعد خمس سنوات، لكن الفكرة لم يأخذ بها لأنها ببساطة اقترحها بن الشريف، ومستعد لإعطاء الدولة الخطوط العريضة للمشروع الذي يتركز على الفلاحة الصحراوية·

سأقترح على بوتفليقة إلغاء وزارة المجاهدين




العقيد أحمد بن الشريف في حوار لـ''الخبر''سأقترح على بوتفليقة إلغاء وزارة المجاهدينمنظمة المجاهدين ووزارتهم مثل المريض بالسرطان / مافيا السياسة والمال تسللت إلى أوساط الأسرة الثورية / يوجد 50 ألف مجاهد مزيف، 1000 منهم بولا
المصدر: حاوره: م· شراق / ب· كمال 2007-01-30




فاروق قسنطيني·· رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان لـ ''الجزائر نيوز'':


فاروق قسنطيني·· رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان لـ ''الجزائر نيوز'':
عبد المومن إنسان محتال وكلامه كلام ''شارع''
-- الدولة كانت في قائمة المفقودين
أكد فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية الحقوق الإنسان، في هذا الحوار الذي أجراه مع ''الجزائر نيوز''، بأن عبد المومن خليفة يبقى شخصا محتالا، وليس هناك أي مجال لحمايته، خاصة وأن السلطات البريطانية اعترفت بعدم نزاهته··
نشيدة قوادري
جدد رئيس الجمهورية الثقة في شخصكم لعهدة ثانية، ماذا حقق قسنطيني خلال عهدته الأولى، وما هي الأمور التي بقيت عالقة إلى حد الساعة؟
لقد عملت اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان كثيرا، في الوقت الذي أخذ فيه ملف المفقودين وقتا طويلا، وذلك لثقله· وعليه، فإن اللجنة أخذت على عاتقها مسؤولية دراسة 7200 ملف حسب الإحصائيات التي قدمتها مصالح الدرك الوطني· وما يمكن الإشارة إليه في الظرف الحالي، بأن ملف المفقودين يشرف على الانتهاء، خاصة وأننا بلغنا مرحلة التنفيذ الفعلي لعملية تعويض عائلات المفقودين·
هل هذا الإجراء سوف يُرضي عائلات المفقودين؟
قلت وسأكرر بأن ملف المفقودين ثقيل جدا، وعليه فكان لابد علينا كلجنة إيجاد حلول عادلة وعقلانية تتماشى مع معطيات وإمكانيات المجتمع، وعليه فيجب أن نعترف بأننا لسنا قادرين على تقديم الأشخاص المتسببين في اختفاء المفقودين أمام العدالة، لأننا لا نملك الأدلة والإثباتات التي تدين هؤلاء، فمن الناحية القانونية والقضائية فالأمور ستأخذ وقتا طويلا، وسنظل نسير في حلقة مفرغة ومن ثمة فلن نستطيع الوصول أبعد، ففكرنا في القضية طويل، وتأكدنا من أنه لا بد من المرور نحو خطوات جادة، وهذا ما يدعوني لأضيف شيئا آخر بأننا لسنا ضد الحقيقة وهذا ما يدفعني للقول بأنه أصبح لازما على الدولة أن تعترف بأنها غير قادرة على الوصول لأبعد من هذا، فالمفقود الأول هو الدولة التي تغيبت لسنوات وسنوات، ودخلت الجزائر بذلك في حرب أهلية· أما بخصوص عائلات المفقودين، فمنها من رضيت بالواقع الذي يفرض نفسه وأخرى لا تزال ترفض مبدأ التعويض· وأمام كل هذه المعطيات وجب علينا التفكير في خطوات مستقبلية لتتمكن من طي الملف بصفة نهائية لكي تتفرغ لأمور وقضايا لا تقل أهمية عن ملف المفقودين، قانون الأسرة، قانون الأطفال، حقوق الإنسان بالجزائر، الصحة، قانون الصحافة، حرية الأشخاص· لكن إذا أردنا الرجوع إلى العهدة الأولى، فإننا اقتصرنا فقط على رفع التقارير لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لكن القانون الداخلي للجنة يلزمنا بذلك، لكن الأمر الذي لم نحققه هو أن اللجنة لم تكتب تلك المواقف ولم تنشرها للرأي العام وللمجتمع المدني· وعليه، وما سنركز عليه مستقبلا بأخذ آراء الأشخاص في المجتمع المدني الذين سيبدون بتوجهاتهم بخصوص حقوق الإنسان وأمور أخرى، خاصة وأن اللجنة هي استشارية قبل كل شيء، لنتمكن في الأخير من كتابة ونشر تلك المواقف والأفكار للرأي العام لنحقق بذلك الشفافية التامة·
وماذا عن وضعية حقوق الإنسان بالجزائر؟
لست راضٍ إطلاقا عن وضعية حقوق الإنسان ببلادنا، ولازال في مرتبة متوسطة· وإذا التزمنا الصمت، فالأمور لن تتغير ولن تتحسن· ومن بين حقوق الإنسان هناك أيضا حقوق الدولة، فهي لديها حقوق باعتبار أن حقوق الإنسان ليست فقط حقوق الضحايا والمظلومين، وعليه فالورشة واسعة جدا·
وماذا عن قانون الأسرة؟
بصراحة، لست راضٍ عن قانون الأسرة وفيه نقائص عديدة· وإذا أخذنا على سبيل المثال المرأة المطلقة، فإن القانون يحفظ لها حق السكن، ويجبر الزوج على دفع ما قيمته 6 آلاف دج بصفة شهرية، فالسؤال الذي نطرحه هل هذا المبلغ المالي كافي لشراء أو كراء شقة أو على الأقل غرفة واحدة، وعليه فلابد من إعادة النظر في العديد من الأمور لاستكمال النقائص ويجب على الدولة أن تتدخل لإيجاد الحلول التي ترضي كافة الأطراف وعلاج كافة المشاكل· وإذا التزم الأمر فلابد على الدولة أن تقوم بإنشاء صندوق وطني للمرأة المطلقة لضمان كافة حقوقها·
ماهو تعليقك على محاكمة الخليفة؟
صراحة، في المستوى، فحقوق الدفاع محترمة، وبخصوص رئيسة الجلسة السيدة ابراهيمي، فهي تحاصر وتسيطر على الملف· فالعديد من الإجراءات محترمة، فالمتهمون يتحدثون بكل حرية وحتى الدفاع، بالمقابل فإننا نكتشف يوميا الفوضى التي كانت تعمّ البنك آنذاك· لكننا إذا حاولنا تلخيص قضية الخليفة، فرفيق عبد المومن خطط لكي يتعدى على بنكه، وعليه فأنا أعتبر خليفة بالسارق ولن يكون هناك مجال لحمايته·
هو يقول بأن السلطات البريطانية لن تسلمه وقال لجريدة ''المحقق'' أنه يمتلك اللجوء السياسي؟
ما أدلى به عبد المومن خليفة للمحقق هو استفزاز للجزائر وللعدالة الجزائرية، فمن يكن عبد المومن، فهو شخص عادي ولابد أن يخضع للقانون، فأنا أعتبر كلامه كلام ''فارغ''، وكلام ''شارع''· أما بخصوص استحالة أن تقدمه السلطات البريطانية للجزائر، فلقد التقيت في إحدى المناسبات بمسؤولين سامين من وزارة العدل البريطانية بحضور سفير بريطانيا بالجزائر، الذين أكدوا بأن العدالة البريطانية صارمة وتحترم القانون، وليست لديها أي رغبة وأي مصلحة لكي تحتفظ به لكي تحميه أو تدافع عنه، فحتى القاضي البريطاني، الدرجة الثانية، أعلن عن موافقه لتسليم عبد المومن خليفة·
لكنه قال بأنه يملك ''أسرار دولة'' ولن يكشف عنها إلا أمام السلطات البريطانية، ما هو تعليقكم؟
هو كلام ''فارغ''، إذا كان عبد المومن سارق وقد اخترق بصفة ضمنية وصريحة بأنه أخذ أموال الناس، فإذا كان هو سارق، فما دخل الدولة في ذلك، وعليه فلن أستبعد أن تسلمه السلطات البريطانية للجزائر، في الوقت الذي ستكشف فيه العدالة عن الحقائق·
هل تعتقد أنه من الضروري القيام بتعديل حكومي؟
لا أعتبر الأمر ضروري، بقدر ما أعتبره جد طبيعي، وبالرغم من أن القضية لا تتعلق بالأشخاص، إلا أن قواعد اللعبة تفرض على الوزير ألا يبقى وزيرا طوال حياته، فهو منصب عمل مثل المناصب الأخرى، وعليه فالمرور إلى التعديل شيء يفرض نفسه·
وماذا عن تعديل الدستور، فقد مرت 6 أشهر على إعلان رئيس الجمهورية عنه، لكن وإلى حد الساعة الأمور بقيت على حالها؟
إن كنت أجهل الأسباب الحقيقية التي تمنع الحديث عن ملف تعديل الدستور، فإنني أعتبر شخصي من بين المناضلين لتعديله، باعتبار أن دستور 1996 وجد في ظروف قاسية وصعبة· لكن الأمور حاليا تغيرت، ولابد للدستور أن يتغير أيضا· وبكل صراحة، أرى شخصيا أن الظرف أصبح مناسبا لكي نفتح للرئيس الطريق لكي يترشح لعهدة ثالثة من دون أن نقيّده، خاصة وأن عملية تحديد العهدة ليست بالشيء المقدس في الوقت الذي لا توجد فيه أسباب معقولة للتحديد، وعليه فإذا صوّت الشعب على الرئيس بوتفليقة في إطار انتخابات حرة ونزيهة، فلماذا التقيد بقانون أمريكا·
زيارة رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية دوبري للجزائر لم تلغ الجدل الذي ميّز النقاش الدائر حول اتفاقية الصداقة بين فرنسا والجزائر، ما هو تعليقك على ذلك؟
بداية، لابد على فرنسا أن تعترف بجرائمها التي ارتكبتها في حق الجزائر والجزائريين، وأن تقدم اعتذاراتها، فلا يعقل أن تعتذر لليهود ولا تعتذر للجزائر، فيجب أن تنتظر الوقت اللازم لفعل ذلك، ليبقى بذلك الموقف الجزائر صامدا، وإضافة إلى ذلك فلابد أن تطالبها بالتعويض ولدينا الحق في ذلك·
هل تعتقد أن الديمقراطية مكرسة فعلا في الجزائر؟
إذا قارننا الجزائر ببلدان عربية، فالوضع يبعث على التفاؤل، لكن إذا قارنا أنفسنا بدول متطورة، فإننا لازلنا بعيدين كل البعد· وبالرغم من ذلك، فالجزائر تحتل المرتبة الثانية مباشرة بعد جنوب إفريقيا من حيث الديمقراطية· وأمام هاته المعطيات، فالأمور سوف تتحسن قريبا، خاصة وأننا نملك مجتمعا مدنيا يناضل ولا يسكت، خاصة أن الدولة الجزائرية ليست لا بدولة عسكرية ولا بوليسية، فهذا مهم جدا، خاصة وأن الدولة لم تنهار وبقيت صامدة طيلة عشرية دموية كاملة، ولم يتمكن الإرهاب من تحطيمها عكس ما حدث في العراق عندما وجد العراقيون فراغا فادحا راحوا يتقاتلون فيها بينهم·

الأحد، يناير 28

اتهمت ''الخبر'' بالـ''التدميرية'' وقاربت بين الصحفي وعنتر زوابريليلة سقوط خليدة تومي في ''فواصل''





اتهمت ''الخبر'' بالـ''التدميرية'' وقاربت بين الصحفي وعنتر زوابريليلة سقوط خليدة تومي في ''فواصل''
المصدر: ع·ابراهيم 2007-01-28




فوتت السيدة خليدة تومي على نفسها فرصة أخرى لتبرير الانطلاقة الكارثية لفعاليات تظاهرة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية''، رغم الإمكانيات الضخمة التي وفرتها الدولة الجزائرية لإنجاح الحدث· فقد بدت أول أمس عبر الحصّة التلفزيونية ''فواصل'' وكأنها جاءت لتخلص ثأرا مبيتا مع الصحافة الجزائرية، عندما اتهمتها بالوقوف على آلام الجزائر كلها و بالعمل على ''تدمير'' كل شيء جميل في هذا البلد· وأمعنت السيدة الوزيرة فيما تعتقده ''صراحة''· وهو في الحقيقة رعونة وتحامل، عندما ساوت بين الصحفي وأمير الـ ''جيا'' عنتر زوابري في عدم التخويف·· ''أنا لم يرعبني زوابري فما بالك بالصحفي''؟في البداية بدت السيدة تومي وكأنها وزيرة ثقافة بلد آخر وتنتمي إلى حكومة تحكم شعبا آخر، عندما رفضت انتقادات الصحافة الجزائرية لعرض الانطلاقة الرسمية جملة وتفصيلا، فبالنسبة إليها الشعب الجزائري، عن بكرة أبيه، أعجب بما حدث في القاعة البيضاوية، وبعملية حسابية بسيطة حد السذاجة، وكنا نعتقد بأن أساتذة الرياضيات بإمكانهم إنتاج معادلات أعقد من هذه وأذكى، راحت تومي تحاول إقناع الرأي العام الجزائري بالمعادلة الفكاهية التالية ''الصحافة تريد أن تمارس الوصاية على الشعب الجزائري لأنها أرادت أن تفشل حفلا حكم عليه هو بالنجاح''؟، وبما أن الأمر كذلك، فإن ضيفة ''فواصل'' يمكنها أن تؤكد على المباشر بأن الصحافة الجزائرية تفصلها هوة كبيرة عن الشعب الجزائري، بدليل أن الحملة التي قالت بأن بعض الصحف قادتها ضد المرشح عبد العزيز بوتفليقة لم تمنعه من الوصول إلى قصر المرادية؟منطق غريب وغبي لم تعد الوزيرة تستحي من إنتاجه في كل مرة تتهم بالتقصير، فشماعة تعليق الفشل موجودة·· صحافة شريرة تهوى تدمير كل شيء جميل في هذا البلد، كما فعلت يومية ''الخبر'' مع تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، إنه الصحفي الذي لا يجب أن يخيفكم كما لم يخيفكم عنتر زوابري·· هل ضاق صدر خليدة تومي بالتعددية إلى درجة المساواة بين الصحفي وأمير الـ ''جيا'' في عدم التخويف؟ هل أعماها الغضب إلى درجة لم تعد معها تفرق بين حرية النقد وبين السب والقذف والشتم، الذي يعاقب عليه القانون، عندما اتهمت يومية ''الخبر'' بالعمل على ''تدمير'' التظاهرة· وبما أن ذاكرة الوزيرة ضمرت إلى هذا الحد نسمح لأنفسنا بتذكيرها بأن جريدة ''الخبر'' كانت أول صحيفة جزائرية حاورت منسق لجنة التنظيم المقال السيد لأمين بشيشي وأفردت له صفحة كاملة، كما أفردت صفحة كاملة لخليفته السيد كمال بوشامة، وأفردت أيضا نفس المساحة للسيدة الوزيرة نفسها عندما شرفتنا ضيفة على ''فطور الصباح''·· لكن بعض البشر هم هكذا ''يأكلون الغلة ويسبون الملّة''·· وبعض المسؤولين هم هكذا، يعشقون الأبواق وماسحي الأحذية، وحلم حياتهم أن يتحول كل الإعلاميين إلى منتمين إلى هذا الفريق أو ذاك·انتهت ''فواصل'' دون أن تقدم السيدة الوزيرة أي تبرير مقنع لتأخّر انطلاق النشاطات المسرحية والسينمائية، التي كانت قد وعدت من على صفحات جريدتنا ''التدميرية'' بأنها ستكون قبل حفل الانطلاق الرسمي، كما لم ترد الوزيرة على سؤال يتعلق بتعهدها بإطلاق ما لا يقل عن 100 عنوان قبل 12 جانفي، وعن تأخر الأشغال على قاعة ''الأطلس''، التي كانت نفس الوزيرة قد وعدت بافتتاحها قبل نفس التاريخ·· وهنا يحق لنا أن نرسم علامة استفهام كبيرة حول الذي يمكن أن تبرر به الوزيرة إخلافها لكل هذه الوعود·· هل منعها الصحفيون ''الزوابريون'' من ذلك؟·· هل الجرائد ''التدميرية'' والصحافة ''التي لا تمثل إلا نفسها'' هي التي حالت بينها وبين وفائها بالتزامتها؟·· طبعا الجواب لا يمكن إلا أن يكون نفيا· لكن السيدة الوزير لا تفكر بمنطقنا نحن المواطنين العاديين، بل بمنطق ''الأنتلجانسيا''، التي تقرأ الأسواني، وتعرف واقع الإعلام في الهند وفرنسا، وتستطيع أن تنتقل من أقصى المعارضة إلى أقصى الولاء للسلطة بسرعة البرق· السيدة الوزيرة كانت ربما تبحث عن الخروج من ''فواصل'' ضحية، وإذا بها تتحول ''جلادا'' على الطريقة القروسطية·· وصدق درويش حين قال ''سقط القناع عن القناع''·

الصحافة فرقتني عن عائلتي ولن أتردد في زيارة إسرائيل





سليمة تلمساني صحفية الوطن لـلمحقق
الصحافة فرقتني عن عائلتي ولن أتردد في زيارة إسرائيل
كان شرطها الأول ألا ننشر صورتها بحجة خوفها من التصفية الجسدية·· اقترن توقيعها بالأخبار الأمنية لذا فضّلت تغيير اسمها خوفاً على العائلة من أن يُصيبها مكروه··تقول بكل جرأة أنها لن تتردد في الذهاب إلى إسرائيل لو وُجهت لها الدعوة ··سليمة تلمساني تكره التطرف لكنها بدأت مشوارها المهني في جريدة تتبنى خطابا إسلاميا متطرفا··تناقضات بالجملة في قصة مثيرة ··
حاورتها : رتيبة بوعدمة
في البداية نود ان نسألك عن سر تخفيك و راء إسم سليمة تلمساني؟
تلمساني هو اسم مستعار لصحفية شابة فرضت عليها الظروف الأمنية التخفي وراء ذلك الإسم حتى تتفادى المخاطر المحدقة بها في وقت كان الصحفيون يتعرضون للتصفية ·
إذن قررت تغيير اسمك في حقبة الإرهاب؟
عندما أحسست أن عائلتي في خطر، وأتذكر الجلسة العائلية التي خيرت إثرها من طرف أفراد العائلة بينهم وبين العمل الصحفي، فقررت التخلي عن اسم العائلة لكي لا أدخلها في دوامة الخوف والمخاطر التي عشتها، وكان الحل الوحيد استعمال اسم مستعار خلالها كانت القطيعة مع العائلة ·
متى التحقت سليمة تلمساني بالساحة الإعلامية؟
البداية كانت في أسبوعية >ليفاي<، حيث كنت أشرف على صفحة البيئة، إلا أنني قررت الالتحاق بجريدة مىْمهٌف'ل َمىلىُُِّّّ مٌ بعدما أصبحت جريدة >ليفاي< تتبع خطابا متطرفا كما اشتغلت في جريدة َىُّفح مٌ قبل أن التحق بجريدة الوطن، وتزامن التحاقي بالطاقم الصحفي لـِ >الوطن < مع بداية الأزمة الأمنية التي شهدتها البلاد · إقترن اسم سليمة تلمساني بالملفات والأخبار الأمنية وتميزت بتحقيق السبق في الأخبار الأمنية؟ أولا يجب أن يعلم الجميع أن تكويني ليس إعلاميا وإنما أحمل شهادة الليسانس في علم البيولوجيا، قبل أن أتخصص في المجال الأمني كتبت كثيرا عن المواضيع المتعلقة بالبيئة وكنت جد مهتمة بهذا المجال، حتى أنني التحقت بجريدة الوطن على أساس الإهتمام بالجانب البيئي · كيف تمكنت من الإنتقال من الكتابة عن البيئة إلى الحديث عن صور الدم والدمار؟ الظروف الأمنية التي شهدتها البلاد فرضت وضعا مغايرا تماما على الصحافيين، حيث وجدت نفسي مجبرة على نقل تقارير يومية عن الجرائم والمجازر التي كانت تحدثت خلالها · فلا يمكن أن أهتم بالمواضيع الخاصة بالبيئة وأنا أرى وأشاهد أمامي عشرات القتلى والجرحى، لكن هذا لم يمنعني من اجراء تحقيقات حول مسألة التلاعب بالعقار · قيل إن المصححين كانوا يعانون من تصحيح مقالات سليمة، هل هذا صحيح؟ لا يمكن لأي كان أن ينكر صعوبة الظروف التي مررنا بها حيث تستحيل في الكثير من الأحيان على الصحفي مهمة القيام بالتغطيات الأمنية في ظروف حسنة وكنا في سباق مع الزمن ونصارع أمرين الأول هو القيام بتغطية الحدث وثانيا هو الإسراع في تسليم مقالاتنا قبل إعلان حظر التجول الذي يمنعنا من الحركة · الجميع لاحظ ارتباط اسم >سليمة تلمساني< بيومية الوطن وعدم التحاقه بجرائد أخرى، ما هو السر وراء ذلك؟ ( تضحك)···، لدي علاقة جد استثنائية مع هذه الجريدة التي لدي فيها ذكريات لا يمكن أن تمحى نت الذاكرة، ولا تسمح لي أن أفكر في مغادرتها · لماذا؟ لم أفكر أبدا في مغادرة الجريدة لأني تعلمت فيها أشياء كثيرة وربما لن تسمح لي الفرصة بإيجادها في جرائد أخرى · مثلا؟ كوني اعتبر نفسي مع عائلتي، لأنني عايشت الكثير من الصحافيين ومسؤولي الجريدة، الظروف الأمنية التي كانت تشهدها البلاد في تلك الفترة وكانت بالنسبة لي >الوطن< المكان >الآمن< بعد القطيعة التي وقعت بيني وبين عائلتي حينها بسبب حالة اللاأمن التي عشناها · يقال إن سليمة تحظى بمكانة متميزة في الجريدة ·· لا، أنا صحفية مثل الآخرين لكن ربما لدي مكانة الصغيرة داخل الجريدة بحكم العلاقة العائلية (كما قلت لك) التي تجمعني بمسؤولي الجريدة خلفتها الظروف الأمنية التي شهدتها البلاد، حيث كنت أخاف من الدخول إلى البيت بسبب رسائل التهديد التي كانت تصلني يوميا، فالجريدة هي عائلتي · في فترة معينة التحق العديد من الصحفيين المعروفين بعدة قنوات أجنبية مثلا كخليفة ضش، لماذا لم تكن سليمة ضمن هؤلاء؟ ذكرت الخليفة ضش، كمثال، أولا مجمع الخليفة كانت بالنسبة لي علامة استفهام كبيرة منذ انطلاقها، حقيقة فكرة الالتحاق بالتلفزيون كانت واردة لكني لا أعتقد بأنني سأكون مرتاحة مثلما أجد نفسي مرتاحة في قاعة تحرير >جريدة الوطن <· ألم تفكري في الالتحاق أو التعاون مع جرائد أجنبية؟ في الحقيقة أنا ضد نشر تقارير حول الحالة الأمنية الجزائرية على صفحات جرائد أجنبية · يتساءل الجميع عن خلفية وصول سليمة إلى المعلومة الأمنية والتي لا يمكن أن تكون في متناول جميع الصحافيين···؟ ما تعليقك؟ تعلمت من تجربتي المهنية أن المسألة الأساسية في مهنة الصحافة هو ربط علاقات جدية مبنية مع الناس أولا ثم تتحول فيما بعد إلى علاقة ثقة يتحول فيها هؤلاء إلى مصادر خبرية، وتعلمين أن المصادر الخبرية في الجزائر هم أشخاص يخافون التصريح لماذا (تساءلت)، لأنهم يخافون من نشر أسمائهم على صفحات الجرائد وفي حال حصل ذلك سيقعون في مشاكل مستقبلا، لذلك يفضلون عدم الكلام، لكن في المقابل إذا تمكن الصحفي من ربط علاقة مبنية على ثقة مع هؤلاء الأشخاص يمكن أن يتحولوا إلى مصادر أخبار بشرط ضمان حماية المصدر وعدم الكشف عن اسمه · ألم يحدث وأن نقلت سليمة معلومة خاطئة هدفها دعاية مغرضة؟ أقول لك أنه نادر جدا، حتى لا أقول أبدا أن حدث وأن تلاعبت المصادر التي أتعامل معها بي وقدمت لي معلومات خاطئة تحمل نية مبيتة · وهل تنكرين أن تحصل الصحفي على المعلومة الأمنية مربوط بمدى علاقته بأجهزة السلطة؟ بالنسبة لي المصالح الأمنية بمختلف أسلاكها مصالح الشرطة، الدرك الوطني، عناصر الجيش، المخابرات، كلها أعتبرها مصادر إخبارية لا غير · اتُهمت بأنك تعملين لصالح أجهزة الأمن الأمر الذي يجعلك تتحصلين على المعلومة من دون صحافيين آخرين؟ لا، أتحدى أيا كان يتهمني بالعمل لصالح جهة أمنية معينة أن يأتي بالدليل لأني أشتغل لصالح جريدتي، وهدفي الأساسي الوصول إلى المعلومة· المهم أن تكون صحيحة، في حال إذا ما نقلت معلومة خاطئة حينها يمكن مناقشتي في المسألة، والشيء الأساسي بالنسبة للصحفي هو نقله لأخبار صحيحة من مصدرها الأصلي· لقد كتبت على أعوان الأمن وكتبت على رجال الدرك الوطني، في هذه الحالة كل واحد منهم يعتبرني أعمل لصالحه دون الآخر! (تتعجب )· إذا في أية خانة تصنفين هذه الإتهامات؟ ببساطة كل صحفي تمكن من الحصول على معلومة أو الوصول إليها يصبح مصدر إزعاج لدى البعض، لهذا تلفق له تهمة التعامل مع جهة معينة، وأنا لا أهتم بهذه الأمور · ورد اسمك في موقع الضباط الأحرار وصنفت ضمن قائمة الصحافيين المجندين في المخابرات، فكيف كان رد فعلك خلالها؟ لم يكن للأمر تأثير كبير عليّ لأني كنت ضمن قائمة الصحافيين المحكوم عليهم بالإعدام من الجماعات المسلحة منذ سنة 2991 وكنت بالنسبة للمتطرفين الإسلاميين أكثر من معارضة بل العدو رقم واحد · هل تمكن الموقع من تشويه سمعتك؟ الوحيد الذي يمكن أن يشوه سمعتي هو القارئ والرسائل التي كانت تصلني منهم وتعبر عن إعجابهم بكتاباتي فالمسألة بالنسبة لي فرحة كبيرة وأكبر رأسمال، وليس ما ينشره الإسلاميون والضباط المنشقين عن المؤسسة العسكرية · ولماذا تبدين منزعجة من الموضوع؟ ما أزعجني حقا هو الكشف عن اسمي الحقيقي عبر هذا الموقع وأنا كنت جد حريصة على عدم الكشف عن اسم عائلتي قصد حمايتها ولكن بعض المتعاونين مع هؤلاء تعمدوا تسريب اسمي وعرضه على الأنترنيت بالشكل الذي يعرض عائلتي للخطر، لو ورد اسم >سليمة تلمساني< لما انزعجت، وأقول لهم إن كان لديهم دليل ضدي بالعمل لصالح المخابرات ما عليهم سوى مواجهتي · ما رأيك في التصنيف الذي ورد في موقع الضباط الأحرار بخصوص الصحافيين؟ الشيء الذي صدمني هو تقسيم الصحافيين إلى صنفين، الصحافيين الضحايا وهم مدراء الجرائد والصحافيين >النكرة< وهم السفاحين كأن أكون أنا سفاحة وسعد بوعقبة صاحب الخبرة ضحية ··مثلا !· ما رأيك في الإسلاميين؟ لدي علاقات جيدة مع الإسلاميين وأنا ضد الإسلامويين المتطرفين · ما رأيك في عنتر زوابري···؟ أقول أنه مجرم وأكثر من مجرم · أجريت حوارا مع أحد مؤسسي الجماعة المسلحة سابقا، كيف وصلت سليمة إلى عمار شيخي؟ لقد أجريت معه حوارا إن لم تخن الذاكرة مرتين عندما خرج من السجن في إطار قانون الوئام المدني، وقد أحضره أحد الأشخاص إلى مقر الجريدة وهو إنسان معروف يشتغل في المؤسسة العسكرية وإثرها (قلت له لو مازلت تنشط ضمن الجماعة المسلحة هل كنت أمرت بتصفيتي، قال حينها نعم كنا في حرب · سليمة أول صحفية نقلت مستندات خاصة بقضية الخليفة وأول من فجر قضية زنجبيل، لماذا أنت السباقة دائما؟ بكل بساطة أنني >أنبش< وأبحث وراء المعلومة· ما ذنبي إذا سلمت لي ملفات من طرف مسؤولين دون غيري من الصحافيين بحكم ثقتهم بي · ألم يحدث وأن وضع على مكتبك ملف هام وسري للغاية وقمت بكتابة تقرير حوله ونشرته كما هو باسمك؟ أبدا وفي حال حصل صدقيني لن أندفع بل أقوم بعمل التحري والتأكد من المعلومات المتضمنة في الملف · هل تخلصت سليمة من عقدة الخوف التي سببتها الحالة الأمنية التي شهدتها البلاد خلال عشرية من الزمن؟ لازلت أعيش في الخوف وأخشى أن يعرف الناس والمحيط الذي أعيش فيه أنني صحفية · لكن الظروف الأمنية تحسنت؟ أظن أن الظروف الحالية أخطر بكثير من الماضية · كيف ذلك؟ تفاقم ظاهرة الجريمة المنظمة وظهور الجماعات المفياوية تضع حياة الصحفي على المحك · ماذا قدمت الصحافة لسليمة؟ ( ترد وتكاد تبكي) لا شيء · لماذا؟ قدمت لها 31 سنة من حياتي ولم تقدم لي شيئا · لكنك صحفية معروفة وأجمع الكثير على قدرتك في الوصول إلى المعلومة؟ اشتهرت باسم غير اسمي وليس أنا · هل أنت نادمة على توقيع مقالاتك باسم مستعار؟ طبعا لأن الصحفي هو الاسم · لماذا لا تكتب سليمة عن السياسة والسياسيين؟ باختصار لأنني اعتبره عالما مزورا ولا يعكس الحقيقة السياسية للمجتمع الجزائري · هل لديك أصدقاء في السلطة؟ نعم، الوزير الطيب لوح، الوزيرة نوارة جعفر، الوزير جمال ولد عباس، الوزير عبد المالك سلال، الوزيرة خليدة تومي · هل سليمة صحفية محررة، محققة أم ناقلة للأخبار؟ مَّىُُِّْْمْ ملَفْه مَِّ سليمة سيدة أم آنسة؟ آنسة · لماذا؟ هذه إحدى الضرائب التي دفعتها من أجل الصحافة·ِ أهم البلدان التي زارتها سليمة؟ أفغانستان وباكستان · ما رأيك في الصحافيين الذين زاروا إسرائيل؟ كنت ضمن جمعية مساندة الصحافيين الذين ذهبوا إلى إسرائيل عندما تعرضوا لحملة شرسة من قبل الدولة · ألا تعتقدين أن زيارتهم إسرائيل بغض النظر عن السبب هو اعتراف بالدولة الإسرائيلية؟ للصحفي الحق في الذهاب إلى أي مكان والمهنة الصحفية تتعدى أي حدود، فإذا أرسلني مدير التحرير إلى إسرائيل غدا قصد القيام بروبورتاج حول وضعية العرب الذين يعيشون في إسرائيل صدقني لن أتردد في الذهاب ولا أعتبر ذلك اعترافا بالدولة الإسرائيلية · أهم الجوائز؟ اختياري من بين أشجع الصحافيين النساء في العالم · السيدة بن ويس هددتك بدفع الثمن غاليا بعد كتابة مقال عن ابنتها ليندة؟ من الأفضل ألا أرد · يقال أنك تملكين شقتين؟ ( تضحك) أبدا، إني أعيش مع أمي والشقة التي نعيش فيها تحصلت عليها في إطار صيغة السكنات التساهمية ولازلت لحد الساعة أسدد أقساط القرض الذي تحصلت عليه من البنك والجريدة والعائلة · كم تتقاضين؟ مبلغا معتبرا لكنه يبقى غير كاف بالنظر إلى المجهود الذي أقدمه · قلتم في جريدة الوطن أن زنجبيل ألقي عليه القبض لكنه طليق؟ أؤكد أنه سلم نفسه · من هو مثالك في الصحافة الفرانكفونية داخل وخارج الوطن؟ المرحوم الصحفي حليم مقداد والصحفية شرين أبو عقلة مراسلة قناة الجزيرة من فلسطين · ما رأيك في الصحافة المعربة؟ أظن أنها تعتمد كثيرا على عنصر الإثارة · ما هي العناوين التي تقرأها سليمة يوميا؟ الخبر والخبر الأسبوعي ومعجبة بجرأة >المحقق <· يقال أنك بصدد إعداد كتاب هل هذا صحيح وحول ماذا؟ بدأت في إعداد كتاب حول المجازر الجماعية التي شهدتها البلاد خلال العشرية الماضية لكنني توقفت لأن اليومية أخذت كل وقتي وتراودني فكرة إعداد كتاب حول قضية الخليفة ومن المرتقب أن أبدأ الكتابة فيها قبل استكمال الكتاب الأول · ما رأيك في مستوى الصحافة في الجزائر؟ لا زلنا بعيدين عن الوصول إلى صحافة تحمل المعايير الدولية
·

عبد المومن خليفة في حوار لـلمحقق






عبد المومن خليفة في حوار لـلمحقق
قضية الخليفة ·· قضية دولة
أعلن عبد المومن خليفة ، في مقابلة خاصة أجرتها معه >المحقق< أن قضية الخليفة >قضية دولة<، وليست قضية خاصة بتهريب الاموال في أكياس بلاستيكية من هذه الوكالة البنكية أو تلك، وكشف في هذه المقابلة المطولة التي أجريت معه عبر الهاتف، أن لندن لن تقوم بتسليمه الى الجزائر لسببين، لأنها غير مقتنعة بالملف القضائي الذي قدم لها ، ولأنه متحصل على حق اللجوء السياسي في بريطانيا· وقال أن لديه كل الوثائق المتعلقة بملف الخليفة، وفي >حوزته أسرار دولة<، لكنه لن يبوح بها الا للقضاء البريطاني، مجددا استعداده لأن يحاكم في بريطانيا واستقبال رجال القضاء الجزائريين للتحقيق معه واستجوابه هناك·كشف الخليفة، الذي تحدث لـ>المحقق< بعد انتهائه من اجتماع خصص لمناقشة تفاصيل المحاكمة التي تجري في البليدة وضم فريق المحامين المكلفين بالدفاع عنه في المملكة المتحدة، أنه سيدلي بأحاديث صحفية لخمس وسائل اعلام أمريكية وأوربية خلال أيام قليلة، لكنه لن يبوح لها بما يعرف مما أسماه >اسرار الدولة الجزائرية<، غير أنه اعترف بأن كثيرين من موظفي بنك الخليفة، الذين يحاكمون الآن في محكمة جنايات البليدة > غدروه، وبيتوا النية للاضرار به، وأن كثيرين من الصحفيين تنكروا له بعد انتفاعهم من بنكه وشركاته الاخرى ···
حاوره : هابت حناشي
السيد خليفة، أنت متهم من طرف محكمة جنايات البليدة بتكوين جماعة اشرار والنصب والاحتيال ···
هذه التهمة شنيعة في الحقيقة، تهمة مضحكة ومبكية، أنا كنت على رأس مجمع يضم عددا كبيرا من الشركات، بينها بنك وشرطة طيران، كان هذا المجمع يشغل 20 ألف شخص ·· هل هذا يدل على أنني نصاب ومحتال ومهرب أموال في الشكاير والاكياس؟ ان القضية أكبر مما يقال وينشر عندكم ·
كيف تصف ملف الخليفة؟
نعم، قضية الخليفة قضية دولة، لأن المجمع كان متنفذا في كل مؤسسات الدولة، كان متداخلا مع كل المؤسسات الرسمية ·
كيف كان حاضرا في كل مستويات الدولة؟
كل هيئات ومؤسسات الدولة كانت مرتبطة معه ، بمعاملات تجارية ومالية أو من خلال المعاملات القانونية، انه بنك معتمد له معاملات مثل كل البنوك الموجودة في العالم، ولم يكن بنكا معزولا في جزيرة، مهمة مسؤوليه هي نقل الاموال بطريقة غير شرعية وتهريبها في الاكياس ·
ما زلت تصر على عدم كشف التفاصيل المتعلقة بقضية الخليفة إلا >في الوقت المناسب وفي المكان المناسب<، هل ما زلت مصرا على سياسة الصمت هذه ؟ اسمع، قضية الخليفة ليست قضية بسيطة، انها من أسرار الدولة، ولست مستعدا لكشف أسرار الدولة في الوقت الراهن، لكنني ألتزم بقول ما أعرفه اذا أجريت لي محاكمة عادلة، وليس كما يحدث الآن في محكمة جنايات البليدة · هل تطعن في نزاهة المحاكمة ؟ القضية ليست منحصرة في تقديم طعن من عدمه، لكن ما يجري في قاعة المحكمة لا يقنع أحدا، لا الرأي العام الوطني ولا الرأي العام الدولي ، الانجليز أنفسهم غير مقتنعين بالملف القضائي الذي قدم لهم··انهم يعلمون أن الملف سياسي أكثر منه قضائي · ما هو موقفك من المحاكمة التي تجري حاليا في الجزائر؟ انها لا حدث·· هذه المحاكمة لا تمثل شيئا مهما بالنسبة لي ولا تقلقني، رغم ذلك أتابع أطوارها باهتمام شديد مع اعضاء مكتب المحامين المكلفين بالدفاع عني هنا في بريطانيا · قلت بأن لندن غير مقتنعة بالملف الذي قدم لها من طرف الجزائر ، رغم أن هناك قضية مالية خطيرة كلفت الخزينة العمومية في الجزائر مئات الآلاف من الملايير ··؟ كل ملف من هذا النوع له ارتباطات اقتصادية، كما أنه قضية تتكرر دائما في الدول التي كانت تطبق النظام الاشتراكي، حيث ينظر المسؤولون بعين الشك والريبة للمستثمرين الصغار الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم، بجهودهم الخاصة لا بريوع الدولة · في الجزائر لا يطرح الموضوع بهذا الشكل، بل طرح على أساس أنه قضية احتيال كبرى ، قضية فساد خطيرة؟ أنا لا أثق في هؤلاء الناس· عن أي احتيال يتحدثون؟ لقد فشلوا حتى في تنظيم محاكمة عادلة ومقنعة، ولو قمت أنت بعملك بشكل جيد للاحظت على الفور الكثير من الثغرات في قرار الاحالة الخاص بقضية الخليفة· قل لي ألم تلاحظوا أنتم الصحافيون ذلك وأنتم تتابعون سير المحاكمة؟ ان تفاصيل المحاكمة، مثلما تصلني من الجزائر، لن تنتهي الى معرفة الحقيقة · القضاء يقول أن هناك أدلة قوية تدينك ، وقد اعترف اطارات البنك المتهمون في هذه القضية بأنك كنت وحدك صاحب الامر والنهي في تسيير الخليفة ، وأن تسيير البنك كان يتم بطريقة غير قانونية وغير شرعية قائمة على تهريب المال في الاكياس ،أليس كذلك ؟ لماذا تريدون حصر القضية كلها في الحديث عن اكياس وشكاير وملايير كان عبد المومن خليفة يأمر باخراجها من خزائن البنك، سوف تغرقون وتغرقون معكم الرأي العام في هذه التفاصيل، والمحكمة ستواصل البحث في هذه التفاصيل، مثل هل كان عبد المومن خليفة يأتي في سيارة من نوع نيسان أو تويوتا كورولا لنقل الاموال·· أرجوكم توقفوا عن هذا الامر·· ان القضية كبيرة وأكبر من >الشكاير والصاشيات< البلاستيكية · هل أنت مستعد أم لا للمثول أمام القضاء ؟ أنا مستعد للمحاكمة اذا كانت عادلة، أنا لست رجلا خارجا عن القانون أو فارا من العدالة، لا، أنا مستعد لأن أحاكم في بريطانيا ، حيث يوجد قضاء مستقل · أنت تعلم أن المحاكمة تجري في شفافية وفي حضور مكثف للصحافة ، لماذا لا تتكلم وتعبر عن موقفك في ظل هذه الظروف ؟ عن أي ظروف تتحدث؟ وعن أي صحافة تتكلم؟ أنا لا أتحدث عن القضاة والمحامين وكتاب الضبط، فأنا ليس لي مشكل مع أحد، على العكس، انني اقول لهم مرحبا بكم في بريطانيا، اذا كنتم تبحثون عن الحقيقة · هل تقبل بمحاكمتك في بريطانيا؟ بالطبع، لقد قلت هذا سابقا وأكرره اليوم لكم، أنا مستعد لأن احاكم في بريطانيا ، بل أقول أكثر من هذا، اليوم أقول للقاضية المكلفة بالملف في محكمة جنايات البليدة، السيدة فتيحة براهيمي، مرحبا بك·· لقد بلغتني أخبار طيبة عن نزاهتها، وأنها متحكمة في هذا الملف الشائك، لهذا أقول لها مرحبا بك في بريطانيا· لقد وجهت مثل هذه الدعوة من قبل للقضاء الفرنسي وقد استجابوا لدعوتي ·· هل تريد القول ان الفرنسيين استجوبوك سابقا ؟ نعم، جاء محققون فرنسيون الى لندن واستمعوا الي · هل ترى من المعقول أن تتكلم للقضاء الفرنسي ولا تتكلم للقضاء الجزائري ؟ لا، لا تخلط الاشياء، لقد قلت على التو أنني مستعد أن اتكلم للقضاة الجزائريين لو جاؤوا للاستماع الي هنا في بريطانيا · في أي تاريخ استمع اليك القضاء الفرنسي ؟ استمعوا الي في شهر فيفري 2006 · حول قضية طيران الخليفة؟ نعم، حول ملف الخليفة للطيران، لقد اجروا تحقيقات متقدمة ولم يصلوا إلى نتيجة تدينني · شركة الخليفة للطيران تم حلها من طرف الفرنسيين رغم أنها خاضعة للقانون الجزائري · ألا تعتقد بأن هذا الحل تم بطريقة غير قانونية ؟ أنا متواجد في بريطانيا، وقد جاؤوا الي هنا واستمعوا الي·· أما ما يقال عن قانونية أو عدم قانونية التصفية فهذا مجال آخر · مصفي بنك الخليفة السيد منصف بادسي قال أنه سيتابع العدالة الفرنسية أمام القضاء الدولي لأنها ضيعت الملايير على الخزينة العمومية الجزائرية عندما أمرت بحل شركة خاضعة للقانون الجزائري ··؟ وجه هذا السؤال للسيد منصف بادسي من فضلك · هل تعتقد أن الفرنسيين سيفتحون ملف الخليفة في فرنسا ، على اساس أن مؤسسات فرنسية عديدة رفعت دعاوي قضائية لاسترجاع أموال تكون قد ضيعتها من خلال تعاملاتها مع مجموعة شركات الخليفة ؟ >·· لا أعتقد، إنهم لن يفعلوا······لا يريدون ذلك، لكنني على يقين بأن لديهم الملف الكامل للخليفة· إنهم يعرفونه جيدا ويعرفون تفاصيله بدقة متناهية ·
سفير الجزائر في بريطانيا السيد محمد الصالح دمبري قال قبل ايام من بداية المحاكمة أن بريطانيا ستسلمك للجزائر خلال أسابيع ؟ ما هو وضعك بالضبط في بريطانيا ؟
حسنا·· إن السيد دمبري يقول ذلك منذ سنة، ويكرره باستمرار، وقد وقع البلدانِ


عبد المومن خليفة في حوار لـلمحقق
قضية الخليفة ·· قضية دولة

اتفاقية تسليم المطلوبين في 9 أكتوبر، فماذا حدث إذن؟ لماذا لم يسلموني؟ لقد سلمت لندن عددا من المطلوبين في قضايا الارهاب للجزائر، وهذا يعني أن الاتفاقية الموقعة بين البلدين باتت سارية المفعول، فلماذا لم يسلموني اذن؟
سعادة السفير دمبري قال أن التسليم سيتم بعد نشر الاتفاقية في الجريدة الرسمية البريطانية ؟
لن يتم تسليمي، لأن القضاء البريطاني غير مقتنع بالملف الذي قدم له· أنت تعرف أن القضاء البريطاني صارم جدا، وغير متساهل في مثل هذه القضايا الحساسة· انهم يعرفون ملفي بشكل دقيق وكامل، وبالتالي لا أعتقد أنهم سيسلمونني الى الجزائر· هل تحصلت فعلا على حق اللجوء السياسي في بريطانيا؟
نعم، تحصلت على حق اللجوء في بريطانيا سنة 2004 ، وعندما تكون لاجئا سياسيا لا يمكن تسليمك بسهولة للبلد الذي يطلبك، القانون يقول هذا والمنطق أيضا، وإلا لما أصبح لحق اللجوء السياسي أي معنى ·
هل منح لك حق اللجوء باعتبار أنك ولدت في بريطانيا لما كان والدك سفيرا في لندن ؟
أتمنى أن تنسوا هذا الكلام ، أنا مواطن جزائري ولست متحصلا على الجنسية البريطانية، ولست متزوجا من سيدة بريطانية أو امريكية بهدف منحي الجنسية البريطانية أو الامريكية· ان هذا ما تقوله الصحافة الجزائرية ··
ما هو موقفك من الصحافة الجزائرية؟
عن أي صحف تتحدث؟ الصحافة الجزائرية شبيهة بما كان يعرف بصحافة فيشي في فرنسا ذات يوم، صحافتنا تقوم بالتطبيل والتزمير للقوي، وتعطي ظهرها للضعفاء ، ليس هدفها الحقيقة، انما هدفها الحصول على مكاسب من هنا وهناك·· أنا أعرف الصحافة والصحافيين الجزائريين أكثر من غيري ··
كان هناك عدد كبير من الصحفيين انتفعوا من مجمع الخليفة ، هل تغير موقفك منهم ، وأنت تتابع التغطية اليومية لمجريات المحاكمة ؟
أقول كلمة واحدة بشأنهم :>الله يهديهم < فقط نعم··الله يهديهم، فماذا عساني أقول، وهمّ غالبيتهم هو الانتفاع ورفع المبيعات، دون اعارة الاهتمام للمآسي أو للقضايا الهامة للدولة والمواطنين على السواء !· كيف تصف المحاكمة التي تجري حاليا في البليدة ؟ بصراحة، أنا أرثي لحال هؤلاء الموجودين في البليدة، أنا أشفق عليهم · قلت في تصريحات سابقة أنكم سترفعون دعوى ضد السلطات الجزائرية بالطبع في لندن؟ نعم في لندن، فأنا لم يبق لي سوى لندن···كل ما يقال عن دعاوى رفعتها في جنيف أو في غيرها من المدن الاوربية يعتبر مجرد تخريف · حول ماذا رفعت الدعوى ؟ الدعوى قائمة على أمر واحد هو أن المحاكمة سياسية أكثر منها قضائية أو اقتصادية أو مالية· فبنك الخليفة لم يكن مفلسا، بنكي لم يفلس · هل لديك دليل حول هذا الادعاء ؟ انك تبدو من خلال هذا الموقف ضحية ، في حين أنك متهم ، باعتراف كوادر بنك الخليفة والكثير من المتعاملين معكم ؟ ما تقوله غير صحيح، فعندما غادرت الجزائر، كنت قد تركت ملايير الدينارات في خزائن البنك ولدي الادلة· ان بنكا كهذا ليس مفلسا! وفي نهاية المطاف تم تعيين ···· جلاب وهو اطار متوسط من القرض الشعبي الوطني متصرفا اداريا لبنك الخليفة، وأنت تعلم أن السيد جلاب تم تعيينه بعد ذلك رئيسا ومديرا عاما للقرض الشعبي الجزائري · هل تملك أدلة على مثل هذا الادعاء ؟ بالطبع أملك أدلة، وأملك كل الوثائق المتعلقة بقضية الخليفة · لماذا لا تقدم هذه الادلة للعدالة الجزائرية ، خاصة وأن المحاكمة مفتوحة وتنقل الصحافة حيثياتها بالتفصيل الممل ؟ لا أكشف ما لدي من وثائق لأيّ كان، لكن ثق بأنني سأكشفها في الوقت المناسب وفي المكان المناسب · هل ستظهرها للقضاء البريطاني؟ بالطبع·· وهم يملكون الملف بتفاصيله على كل حال · هل حقا ستتكلم قريبا لوسائل اعلام أجنبية ؟ نعم، هذا صحيح، ربما سأتكلم في بداية الاسبوع ، هناك اجراءات تمت مع خمس وسائل اعلامية أوروبية وأمريكية، وأعتقد أنني سأدلي لها بأحاديث حول قضية الخليفة · تتحدث لشبكات تلفزيون عالمية أم للصحف ؟ اسمع، هناك اجراءات واتفاقات تمت حول هذه القضية، ورغم ذلك سأقول لك·· هناك قناة انجليزية وقناة أمريكية وأخرى فرنسية وصحيفتان · هل أنت على اتصال مع افراد عائلتك وأصدقائك في الجزائر؟ بالطبع، هناك بعض الأصدقاء يتصلون بي ويقدمون لي الدعم في محنتي · هل تتصل بمحاميك في الجزائر ؟ ··· لا، لا، ليس لدي محامي في الجزائر ·· لكن السيد شاوي يقول أنه محاميك؟ حقا، كان الأمر كذلك أثناء عملية التصفية التي تمت بطريقة غير شفافة، لكني لم أوكل محاميا حاليا، لأني غير مقتنع بالمحاكمة الجارية · أعود لو سمحت لقضية التصفية ··· المصفي منصف بادسي، الذي التقاك في لندن، قال أنه سيرفع قضية ضد الدولة الفرنسية، ما رأيك في هذا الاجراء ؟ اعرف منصف بادسي جيدا، ولكنه لن ينال طائلا من الفرنسيين، إنهم يفهمون بأن القضية سياسية بحتة وليس لديها مبررات اقتصادية مقنعة ·· يقال أنك تعاشر السيدة كلارا بوش ، ابنة شقيق الرئيس الأمريكي جورج بوش بهدف توفير الحماية لك ، هل هذا صحيح ؟ لا، لا أبدا، أنا لا أعاشر أي سيدة، هل تعلم بأن القانون الانجليزي لا يتيح للأمريكيين الاقامة أكثر من 6 أشهر في بريطانيا، معنى هذا أن السيدة التي ذكرتها لا يمكن أن تعيش معي كما يشاع، لكن هذا لا يعني أنني لا أعرفها، انها صديقتي، وهي فتاة جميلة ومحترمة، أعرفها مثلما أعرف غيرها من الناس · رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى قال أن قضية الخليفة >قضية عادية< رغم أنه صرح سنتين من قبل بأنها >احتيال القرن<· ما هوتفسيرك ؟ ماذا تريدني أن اقول·· ان ما قاله أويحيى يعد حقا >حماقة القرن <· أنت متهم بتحويل ملايير الدينارات الى الخارج ··· هذا ما تقولونه أنتم في الجزائر·· أتحدى أيا كان أن يعثر لدي أو لدى أفراد عائلتي في الداخل والخارج عن هذه الملايير التي يتحدثون عنها، ليست لدي أية اموال هنا أو هناك، أنا لست من عشاق المال، لم أعش أبدا من أجل تكديس الأموال·· ولم تكن أبدا هاجسي الأول · كيف تقول لأصدقائك الذين عملوا معك في البنك، وهم الآن بين قضبان السجن ويحملونك مسؤولية ما حدث في قاعة المحكمة ؟ يوجد هناك من أتعاطف معهم، لكن الواضح ان هناك من حاولوا الاستفادة من بنكي بشكل غير قانوني·· ورخيص ··· على هؤلاء مواجهة عواقب أعمالهم ، إنهم يقولون الآن بأني مهرب أموال··لو خبأت الاموال كما يقولون لظهرت آثارها علي··أنا لم أخبئ أي أموال··لم أحزم ثروتي في أكياس حين قررت مغادرة الجزائر ·· و لكن المشرفين الكبار على البنك يرددون اسمك كثيرا ويقولون بأنك استحوذت على أموال البنك ما هذا الذي يقولونه؟ وماذا ينتظرون؟ هل يريدون ان ألعب مع الناس لعبة البحث عن النقود؟ هل يريدون ان اكشف لهم في كل يوم عن مخابئ ثروتي المهربة··مرة يقولون مومن خليفة أخذ ثلاثمائة مليون دولار ومرة أخرى يقولون اربعمائة مليون دولار··أضحك كثيرا وأشعر بالأسى عندما أقرأ أرقام الثروة التي تفبركها الصحف عني · هل تشعر بأن مساعديك غدروك؟ بت اعتقد اليوم أن بعضهم كان يبيّت النية لفعل ذلك ، ربما غدروني بالفعل · هل تلتقي مع السيد كيرمان، محافظ بنك الجزائر سابقا بحكم أنه موجود هو أيضا بالخارج ؟ أود ان أوضح شيئا، ليست لدي علاقة وثيقة بكيرمان، لقد كان يرهقنا بلجان تفتيشه البنكية، لكني لا أعرفه بشكل وثيق، ولم التق به في الخارج · هل ستكشفون في مقابلاتكم الصحفية مع وسائل الاعلام الاجنبية عما سميتموه >أسرار الدولة < لا، لا يمكن أن أكشف مثل هذه الاسرار·· الجهة الوحيدة التي أقدم لها ما عندي هو القضاء البريطاني · إذن ستكتفي بمواقف عامة، تصفون من خلالها المحاكمة بأنها سياسية وليست قضائية ؟ سوف أتحدث عن سلطة لا تقوم بعملها وتكتفي بإلقاء الخطب على الناس · هل يمكن أن تصف لنا يومياتك في لندن؟ اعرف انجلترا جيدا، والبريطانيون متأكدون جيدا من براءتي وسلامة موقفي، لأنهم مطلعون على المحاولات التي قمت بها للبرهنة للسلطة الجزائرية على قانونية استثماراتي وسلامة سير البنك أو مجموعة الشركات الاخرى· لقد طلبت من ديوان محاسبة دولي مشهور أن يجري تحقيقا في قضية البنك، إلا أنهم في الجزائر لم يتجاوبوا مع هذا الطلب ·· أي شركة محاسبة تم تكليفه باجراء التحقيق ؟ شركة فرنسية تدعى >كا بي ام جي< (احذث) وهي شركة معروفة مقرها باريس، وتعرف الجزائر جيدا، حيث تتعامل مع عدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى · وماذا حدث بالضبط ؟ تم التقدم بهذا الطلب سنة 3002، وقد وافقت >كا بي أم جي< على اجراء عملية التدقيق، واتصلت بالسلطات الجزائرية، غير أن السلطات الجزائرية لم تقدم لها أي إجابة، لم تكن هناك >لا< وأيضا لم تكن هناك >نعمتعتبرونني لصا· حسنا، دعوا هذا الطرف المستقل يحقق ويدقق في الموضوع، ويثبت أني لص<، لكن سلطاتنا تعاملت مع الأمر كما هو معتاد···بالصمت · يقال أنك أنشأت تنظيما سياسيا في بريطانيا ·· هل هذا صحيح ؟ نعم ، هذا صحيح · هل يمكن أن تعطينا بعض التفاصيل عن هذا التنظيم ؟ لا إنه سر··· هذه أسرار···لم يحن الوقت بعد للتطرق لمثل هذه القضايا ، ولا تحاول الحصول على اسماء أو تفاصيل · ألا تعتقد أن قضية الخليفة اساءت لاسم عائلتك ، خاصة والدك ، بحكم أنه شخصية تاريخية وسياسية معروفة ؟ ألا تشعر بأنك تتحمل وزر ما يحدث لهذا الاسم ؟ أبي رحمه الله مجاهد، كان من رفاق المرحوم عبد الحفيظ بوصوف، مؤسس جهاز مخابرات جيش التحرير الوطني >المالق< وقد تزوج بوالدتي السيدة فريدة كباش بمباركة الشيخ عبد الرحمن شيبان · لم يكن والدي ثريا، كان صيدليا صغيرا، وعكس ذلك كان الأمر مع عائلة والدتي · كانوا يشتغلون بالصيدلة هم أيضا؟ لا·· كانوا يصنعون الجوارب··تجارة صغيرة ومربحة· وهم أيضا لعبوا دورا في دعم الثورة والمساهمة في انجاحها · هل مازلت على اتصال مع أشقائك في الجزائر ؟ أشقائي من فصيلة >حشيشة طالبة معيشة<·· مجردون من الطموحات السياسية والمالية، ولا أريد أن أتسبب لهم في المزيد من المشاكل · انتهت اسئلتي ··· تريد أن تقول شيئا؟ أتمنى كل الخير للجزائر
·

عبد المومن خليفة في حوار لـلمحقق







عبد المومن خليفة في حوار لـلمحقق
قضية الخليفة ·· قضية دولة
أعلن عبد المومن خليفة ، في مقابلة خاصة أجرتها معه >المحقق< أن قضية الخليفة >قضية دولة<، وليست قضية خاصة بتهريب الاموال في أكياس بلاستيكية من هذه الوكالة البنكية أو تلك، وكشف في هذه المقابلة المطولة التي أجريت معه عبر الهاتف، أن لندن لن تقوم بتسليمه الى الجزائر لسببين، لأنها غير مقتنعة بالملف القضائي الذي قدم لها ، ولأنه متحصل على حق اللجوء السياسي في بريطانيا· وقال أن لديه كل الوثائق المتعلقة بملف الخليفة، وفي >حوزته أسرار دولة<، لكنه لن يبوح بها الا للقضاء البريطاني، مجددا استعداده لأن يحاكم في بريطانيا واستقبال رجال القضاء الجزائريين للتحقيق معه واستجوابه هناك·كشف الخليفة، الذي تحدث لـ>المحقق< بعد انتهائه من اجتماع خصص لمناقشة تفاصيل المحاكمة التي تجري في البليدة وضم فريق المحامين المكلفين بالدفاع عنه في المملكة المتحدة، أنه سيدلي بأحاديث صحفية لخمس وسائل اعلام أمريكية وأوربية خلال أيام قليلة، لكنه لن يبوح لها بما يعرف مما أسماه >اسرار الدولة الجزائرية<، غير أنه اعترف بأن كثيرين من موظفي بنك الخليفة، الذين يحاكمون الآن في محكمة جنايات البليدة > غدروه، وبيتوا النية للاضرار به، وأن كثيرين من الصحفيين تنكروا له بعد انتفاعهم من بنكه وشركاته الاخرى ···
حاوره : هابت حناشي
السيد خليفة، أنت متهم من طرف محكمة جنايات البليدة بتكوين جماعة اشرار والنصب والاحتيال ···
هذه التهمة شنيعة في الحقيقة، تهمة مضحكة ومبكية، أنا كنت على رأس مجمع يضم عددا كبيرا من الشركات، بينها بنك وشرطة طيران، كان هذا المجمع يشغل 20 ألف شخص ·· هل هذا يدل على أنني نصاب ومحتال ومهرب أموال في الشكاير والاكياس؟ ان القضية أكبر مما يقال وينشر عندكم ·
كيف تصف ملف الخليفة؟
نعم، قضية الخليفة قضية دولة، لأن المجمع كان متنفذا في كل مؤسسات الدولة، كان متداخلا مع كل المؤسسات الرسمية ·
كيف كان حاضرا في كل مستويات الدولة؟
كل هيئات ومؤسسات الدولة كانت مرتبطة معه ، بمعاملات تجارية ومالية أو من خلال المعاملات القانونية، انه بنك معتمد له معاملات مثل كل البنوك الموجودة في العالم، ولم يكن بنكا معزولا في جزيرة، مهمة مسؤوليه هي نقل الاموال بطريقة غير شرعية وتهريبها في الاكياس ·
ما زلت تصر على عدم كشف التفاصيل المتعلقة بقضية الخليفة إلا >في الوقت المناسب وفي المكان المناسب<، هل ما زلت مصرا على سياسة الصمت هذه ؟ اسمع، قضية الخليفة ليست قضية بسيطة، انها من أسرار الدولة، ولست مستعدا لكشف أسرار الدولة في الوقت الراهن، لكنني ألتزم بقول ما أعرفه اذا أجريت لي محاكمة عادلة، وليس كما يحدث الآن في محكمة جنايات البليدة · هل تطعن في نزاهة المحاكمة ؟ القضية ليست منحصرة في تقديم طعن من عدمه، لكن ما يجري في قاعة المحكمة لا يقنع أحدا، لا الرأي العام الوطني ولا الرأي العام الدولي ، الانجليز أنفسهم غير مقتنعين بالملف القضائي الذي قدم لهم··انهم يعلمون أن الملف سياسي أكثر منه قضائي · ما هو موقفك من المحاكمة التي تجري حاليا في الجزائر؟ انها لا حدث·· هذه المحاكمة لا تمثل شيئا مهما بالنسبة لي ولا تقلقني، رغم ذلك أتابع أطوارها باهتمام شديد مع اعضاء مكتب المحامين المكلفين بالدفاع عني هنا في بريطانيا · قلت بأن لندن غير مقتنعة بالملف الذي قدم لها من طرف الجزائر ، رغم أن هناك قضية مالية خطيرة كلفت الخزينة العمومية في الجزائر مئات الآلاف من الملايير ··؟ كل ملف من هذا النوع له ارتباطات اقتصادية، كما أنه قضية تتكرر دائما في الدول التي كانت تطبق النظام الاشتراكي، حيث ينظر المسؤولون بعين الشك والريبة للمستثمرين الصغار الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم، بجهودهم الخاصة لا بريوع الدولة · في الجزائر لا يطرح الموضوع بهذا الشكل، بل طرح على أساس أنه قضية احتيال كبرى ، قضية فساد خطيرة؟ أنا لا أثق في هؤلاء الناس· عن أي احتيال يتحدثون؟ لقد فشلوا حتى في تنظيم محاكمة عادلة ومقنعة، ولو قمت أنت بعملك بشكل جيد للاحظت على الفور الكثير من الثغرات في قرار الاحالة الخاص بقضية الخليفة· قل لي ألم تلاحظوا أنتم الصحافيون ذلك وأنتم تتابعون سير المحاكمة؟ ان تفاصيل المحاكمة، مثلما تصلني من الجزائر، لن تنتهي الى معرفة الحقيقة · القضاء يقول أن هناك أدلة قوية تدينك ، وقد اعترف اطارات البنك المتهمون في هذه القضية بأنك كنت وحدك صاحب الامر والنهي في تسيير الخليفة ، وأن تسيير البنك كان يتم بطريقة غير قانونية وغير شرعية قائمة على تهريب المال في الاكياس ،أليس كذلك ؟ لماذا تريدون حصر القضية كلها في الحديث عن اكياس وشكاير وملايير كان عبد المومن خليفة يأمر باخراجها من خزائن البنك، سوف تغرقون وتغرقون معكم الرأي العام في هذه التفاصيل، والمحكمة ستواصل البحث في هذه التفاصيل، مثل هل كان عبد المومن خليفة يأتي في سيارة من نوع نيسان أو تويوتا كورولا لنقل الاموال·· أرجوكم توقفوا عن هذا الامر·· ان القضية كبيرة وأكبر من >الشكاير والصاشيات< البلاستيكية · هل أنت مستعد أم لا للمثول أمام القضاء ؟ أنا مستعد للمحاكمة اذا كانت عادلة، أنا لست رجلا خارجا عن القانون أو فارا من العدالة، لا، أنا مستعد لأن أحاكم في بريطانيا ، حيث يوجد قضاء مستقل · أنت تعلم أن المحاكمة تجري في شفافية وفي حضور مكثف للصحافة ، لماذا لا تتكلم وتعبر عن موقفك في ظل هذه الظروف ؟ عن أي ظروف تتحدث؟ وعن أي صحافة تتكلم؟ أنا لا أتحدث عن القضاة والمحامين وكتاب الضبط، فأنا ليس لي مشكل مع أحد، على العكس، انني اقول لهم مرحبا بكم في بريطانيا، اذا كنتم تبحثون عن الحقيقة · هل تقبل بمحاكمتك في بريطانيا؟ بالطبع، لقد قلت هذا سابقا وأكرره اليوم لكم، أنا مستعد لأن احاكم في بريطانيا ، بل أقول أكثر من هذا، اليوم أقول للقاضية المكلفة بالملف في محكمة جنايات البليدة، السيدة فتيحة براهيمي، مرحبا بك·· لقد بلغتني أخبار طيبة عن نزاهتها، وأنها متحكمة في هذا الملف الشائك، لهذا أقول لها مرحبا بك في بريطانيا· لقد وجهت مثل هذه الدعوة من قبل للقضاء الفرنسي وقد استجابوا لدعوتي ·· هل تريد القول ان الفرنسيين استجوبوك سابقا ؟ نعم، جاء محققون فرنسيون الى لندن واستمعوا الي · هل ترى من المعقول أن تتكلم للقضاء الفرنسي ولا تتكلم للقضاء الجزائري ؟ لا، لا تخلط الاشياء، لقد قلت على التو أنني مستعد أن اتكلم للقضاة الجزائريين لو جاؤوا للاستماع الي هنا في بريطانيا · في أي تاريخ استمع اليك القضاء الفرنسي ؟ استمعوا الي في شهر فيفري 2006 · حول قضية طيران الخليفة؟ نعم، حول ملف الخليفة للطيران، لقد اجروا تحقيقات متقدمة ولم يصلوا إلى نتيجة تدينني · شركة الخليفة للطيران تم حلها من طرف الفرنسيين رغم أنها خاضعة للقانون الجزائري · ألا تعتقد بأن هذا الحل تم بطريقة غير قانونية ؟ أنا متواجد في بريطانيا، وقد جاؤوا الي هنا واستمعوا الي·· أما ما يقال عن قانونية أو عدم قانونية التصفية فهذا مجال آخر · مصفي بنك الخليفة السيد منصف بادسي قال أنه سيتابع العدالة الفرنسية أمام القضاء الدولي لأنها ضيعت الملايير على الخزينة العمومية الجزائرية عندما أمرت بحل شركة خاضعة للقانون الجزائري ··؟ وجه هذا السؤال للسيد منصف بادسي من فضلك · هل تعتقد أن الفرنسيين سيفتحون ملف الخليفة في فرنسا ، على اساس أن مؤسسات فرنسية عديدة رفعت دعاوي قضائية لاسترجاع أموال تكون قد ضيعتها من خلال تعاملاتها مع مجموعة شركات الخليفة ؟ >·· لا أعتقد، إنهم لن يفعلوا······لا يريدون ذلك، لكنني على يقين بأن لديهم الملف الكامل للخليفة· إنهم يعرفونه جيدا ويعرفون تفاصيله بدقة متناهية ·
سفير الجزائر في بريطانيا السيد محمد الصالح دمبري قال قبل ايام من بداية المحاكمة أن بريطانيا ستسلمك للجزائر خلال أسابيع ؟ ما هو وضعك بالضبط في بريطانيا ؟
حسنا·· إن السيد دمبري يقول ذلك منذ سنة، ويكرره باستمرار، وقد وقع البلدانِ


اتفاقية تسليم المطلوبين في 9 أكتوبر، فماذا حدث إذن؟ لماذا لم يسلموني؟ لقد سلمت لندن عددا من المطلوبين في قضايا الارهاب للجزائر، وهذا يعني أن الاتفاقية الموقعة بين البلدين باتت سارية المفعول، فلماذا لم يسلموني اذن؟
سعادة السفير دمبري قال أن التسليم سيتم بعد نشر الاتفاقية في الجريدة الرسمية البريطانية ؟
لن يتم تسليمي، لأن القضاء البريطاني غير مقتنع بالملف الذي قدم له· أنت تعرف أن القضاء البريطاني صارم جدا، وغير متساهل في مثل هذه القضايا الحساسة· انهم يعرفون ملفي بشكل دقيق وكامل، وبالتالي لا أعتقد أنهم سيسلمونني الى الجزائر· هل تحصلت فعلا على حق اللجوء السياسي في بريطانيا؟
نعم، تحصلت على حق اللجوء في بريطانيا سنة 2004 ، وعندما تكون لاجئا سياسيا لا يمكن تسليمك بسهولة للبلد الذي يطلبك، القانون يقول هذا والمنطق أيضا، وإلا لما أصبح لحق اللجوء السياسي أي معنى ·
هل منح لك حق اللجوء باعتبار أنك ولدت في بريطانيا لما كان والدك سفيرا في لندن ؟
أتمنى أن تنسوا هذا الكلام ، أنا مواطن جزائري ولست متحصلا على الجنسية البريطانية، ولست متزوجا من سيدة بريطانية أو امريكية بهدف منحي الجنسية البريطانية أو الامريكية· ان هذا ما تقوله الصحافة الجزائرية ··
ما هو موقفك من الصحافة الجزائرية؟
عن أي صحف تتحدث؟ الصحافة الجزائرية شبيهة بما كان يعرف بصحافة فيشي في فرنسا ذات يوم، صحافتنا تقوم بالتطبيل والتزمير للقوي، وتعطي ظهرها للضعفاء ، ليس هدفها الحقيقة، انما هدفها الحصول على مكاسب من هنا وهناك·· أنا أعرف الصحافة والصحافيين الجزائريين أكثر من غيري ··
كان هناك عدد كبير من الصحفيين انتفعوا من مجمع الخليفة ، هل تغير موقفك منهم ، وأنت تتابع التغطية اليومية لمجريات المحاكمة ؟
أقول كلمة واحدة بشأنهم :>الله يهديهم < فقط نعم··الله يهديهم، فماذا عساني أقول، وهمّ غالبيتهم هو الانتفاع ورفع المبيعات، دون اعارة الاهتمام للمآسي أو للقضايا الهامة للدولة والمواطنين على السواء !· كيف تصف المحاكمة التي تجري حاليا في البليدة ؟ بصراحة، أنا أرثي لحال هؤلاء الموجودين في البليدة، أنا أشفق عليهم · قلت في تصريحات سابقة أنكم سترفعون دعوى ضد السلطات الجزائرية بالطبع في لندن؟ نعم في لندن، فأنا لم يبق لي سوى لندن···كل ما يقال عن دعاوى رفعتها في جنيف أو في غيرها من المدن الاوربية يعتبر مجرد تخريف · حول ماذا رفعت الدعوى ؟ الدعوى قائمة على أمر واحد هو أن المحاكمة سياسية أكثر منها قضائية أو اقتصادية أو مالية· فبنك الخليفة لم يكن مفلسا، بنكي لم يفلس · هل لديك دليل حول هذا الادعاء ؟ انك تبدو من خلال هذا الموقف ضحية ، في حين أنك متهم ، باعتراف كوادر بنك الخليفة والكثير من المتعاملين معكم ؟ ما تقوله غير صحيح، فعندما غادرت الجزائر، كنت قد تركت ملايير الدينارات في خزائن البنك ولدي الادلة· ان بنكا كهذا ليس مفلسا! وفي نهاية المطاف تم تعيين ···· جلاب وهو اطار متوسط من القرض الشعبي الوطني متصرفا اداريا لبنك الخليفة، وأنت تعلم أن السيد جلاب تم تعيينه بعد ذلك رئيسا ومديرا عاما للقرض الشعبي الجزائري · هل تملك أدلة على مثل هذا الادعاء ؟ بالطبع أملك أدلة، وأملك كل الوثائق المتعلقة بقضية الخليفة · لماذا لا تقدم هذه الادلة للعدالة الجزائرية ، خاصة وأن المحاكمة مفتوحة وتنقل الصحافة حيثياتها بالتفصيل الممل ؟ لا أكشف ما لدي من وثائق لأيّ كان، لكن ثق بأنني سأكشفها في الوقت المناسب وفي المكان المناسب · هل ستظهرها للقضاء البريطاني؟ بالطبع·· وهم يملكون الملف بتفاصيله على كل حال · هل حقا ستتكلم قريبا لوسائل اعلام أجنبية ؟ نعم، هذا صحيح، ربما سأتكلم في بداية الاسبوع ، هناك اجراءات تمت مع خمس وسائل اعلامية أوروبية وأمريكية، وأعتقد أنني سأدلي لها بأحاديث حول قضية الخليفة · تتحدث لشبكات تلفزيون عالمية أم للصحف ؟ اسمع، هناك اجراءات واتفاقات تمت حول هذه القضية، ورغم ذلك سأقول لك·· هناك قناة انجليزية وقناة أمريكية وأخرى فرنسية وصحيفتان · هل أنت على اتصال مع افراد عائلتك وأصدقائك في الجزائر؟ بالطبع، هناك بعض الأصدقاء يتصلون بي ويقدمون لي الدعم في محنتي · هل تتصل بمحاميك في الجزائر ؟ ··· لا، لا، ليس لدي محامي في الجزائر ·· لكن السيد شاوي يقول أنه محاميك؟ حقا، كان الأمر كذلك أثناء عملية التصفية التي تمت بطريقة غير شفافة، لكني لم أوكل محاميا حاليا، لأني غير مقتنع بالمحاكمة الجارية · أعود لو سمحت لقضية التصفية ··· المصفي منصف بادسي، الذي التقاك في لندن، قال أنه سيرفع قضية ضد الدولة الفرنسية، ما رأيك في هذا الاجراء ؟ اعرف منصف بادسي جيدا، ولكنه لن ينال طائلا من الفرنسيين، إنهم يفهمون بأن القضية سياسية بحتة وليس لديها مبررات اقتصادية مقنعة ·· يقال أنك تعاشر السيدة كلارا بوش ، ابنة شقيق الرئيس الأمريكي جورج بوش بهدف توفير الحماية لك ، هل هذا صحيح ؟ لا، لا أبدا، أنا لا أعاشر أي سيدة، هل تعلم بأن القانون الانجليزي لا يتيح للأمريكيين الاقامة أكثر من 6 أشهر في بريطانيا، معنى هذا أن السيدة التي ذكرتها لا يمكن أن تعيش معي كما يشاع، لكن هذا لا يعني أنني لا أعرفها، انها صديقتي، وهي فتاة جميلة ومحترمة، أعرفها مثلما أعرف غيرها من الناس · رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى قال أن قضية الخليفة >قضية عادية< رغم أنه صرح سنتين من قبل بأنها >احتيال القرن<· ما هوتفسيرك ؟ ماذا تريدني أن اقول·· ان ما قاله أويحيى يعد حقا >حماقة القرن <· أنت متهم بتحويل ملايير الدينارات الى الخارج ··· هذا ما تقولونه أنتم في الجزائر·· أتحدى أيا كان أن يعثر لدي أو لدى أفراد عائلتي في الداخل والخارج عن هذه الملايير التي يتحدثون عنها، ليست لدي أية اموال هنا أو هناك، أنا لست من عشاق المال، لم أعش أبدا من أجل تكديس الأموال·· ولم تكن أبدا هاجسي الأول · كيف تقول لأصدقائك الذين عملوا معك في البنك، وهم الآن بين قضبان السجن ويحملونك مسؤولية ما حدث في قاعة المحكمة ؟ يوجد هناك من أتعاطف معهم، لكن الواضح ان هناك من حاولوا الاستفادة من بنكي بشكل غير قانوني·· ورخيص ··· على هؤلاء مواجهة عواقب أعمالهم ، إنهم يقولون الآن بأني مهرب أموال··لو خبأت الاموال كما يقولون لظهرت آثارها علي··أنا لم أخبئ أي أموال··لم أحزم ثروتي في أكياس حين قررت مغادرة الجزائر ·· و لكن المشرفين الكبار على البنك يرددون اسمك كثيرا ويقولون بأنك استحوذت على أموال البنك ما هذا الذي يقولونه؟ وماذا ينتظرون؟ هل يريدون ان ألعب مع الناس لعبة البحث عن النقود؟ هل يريدون ان اكشف لهم في كل يوم عن مخابئ ثروتي المهربة··مرة يقولون مومن خليفة أخذ ثلاثمائة مليون دولار ومرة أخرى يقولون اربعمائة مليون دولار··أضحك كثيرا وأشعر بالأسى عندما أقرأ أرقام الثروة التي تفبركها الصحف عني · هل تشعر بأن مساعديك غدروك؟ بت اعتقد اليوم أن بعضهم كان يبيّت النية لفعل ذلك ، ربما غدروني بالفعل · هل تلتقي مع السيد كيرمان، محافظ بنك الجزائر سابقا بحكم أنه موجود هو أيضا بالخارج ؟ أود ان أوضح شيئا، ليست لدي علاقة وثيقة بكيرمان، لقد كان يرهقنا بلجان تفتيشه البنكية، لكني لا أعرفه بشكل وثيق، ولم التق به في الخارج · هل ستكشفون في مقابلاتكم الصحفية مع وسائل الاعلام الاجنبية عما سميتموه >أسرار الدولة < لا، لا يمكن أن أكشف مثل هذه الاسرار·· الجهة الوحيدة التي أقدم لها ما عندي هو القضاء البريطاني · إذن ستكتفي بمواقف عامة، تصفون من خلالها المحاكمة بأنها سياسية وليست قضائية ؟ سوف أتحدث عن سلطة لا تقوم بعملها وتكتفي بإلقاء الخطب على الناس · هل يمكن أن تصف لنا يومياتك في لندن؟ اعرف انجلترا جيدا، والبريطانيون متأكدون جيدا من براءتي وسلامة موقفي، لأنهم مطلعون على المحاولات التي قمت بها للبرهنة للسلطة الجزائرية على قانونية استثماراتي وسلامة سير البنك أو مجموعة الشركات الاخرى· لقد طلبت من ديوان محاسبة دولي مشهور أن يجري تحقيقا في قضية البنك، إلا أنهم في الجزائر لم يتجاوبوا مع هذا الطلب ·· أي شركة محاسبة تم تكليفه باجراء التحقيق ؟ شركة فرنسية تدعى >كا بي ام جي< (احذث) وهي شركة معروفة مقرها باريس، وتعرف الجزائر جيدا، حيث تتعامل مع عدد من المؤسسات الاقتصادية الكبرى · وماذا حدث بالضبط ؟ تم التقدم بهذا الطلب سنة 3002، وقد وافقت >كا بي أم جي< على اجراء عملية التدقيق، واتصلت بالسلطات الجزائرية، غير أن السلطات الجزائرية لم تقدم لها أي إجابة، لم تكن هناك >لا< وأيضا لم تكن هناك >نعمتعتبرونني لصا· حسنا، دعوا هذا الطرف المستقل يحقق ويدقق في الموضوع، ويثبت أني لص<، لكن سلطاتنا تعاملت مع الأمر كما هو معتاد···بالصمت · يقال أنك أنشأت تنظيما سياسيا في بريطانيا ·· هل هذا صحيح ؟ نعم ، هذا صحيح · هل يمكن أن تعطينا بعض التفاصيل عن هذا التنظيم ؟ لا إنه سر··· هذه أسرار···لم يحن الوقت بعد للتطرق لمثل هذه القضايا ، ولا تحاول الحصول على اسماء أو تفاصيل · ألا تعتقد أن قضية الخليفة اساءت لاسم عائلتك ، خاصة والدك ، بحكم أنه شخصية تاريخية وسياسية معروفة ؟ ألا تشعر بأنك تتحمل وزر ما يحدث لهذا الاسم ؟ أبي رحمه الله مجاهد، كان من رفاق المرحوم عبد الحفيظ بوصوف، مؤسس جهاز مخابرات جيش التحرير الوطني >المالق< وقد تزوج بوالدتي السيدة فريدة كباش بمباركة الشيخ عبد الرحمن شيبان · لم يكن والدي ثريا، كان صيدليا صغيرا، وعكس ذلك كان الأمر مع عائلة والدتي · كانوا يشتغلون بالصيدلة هم أيضا؟ لا·· كانوا يصنعون الجوارب··تجارة صغيرة ومربحة· وهم أيضا لعبوا دورا في دعم الثورة والمساهمة في انجاحها · هل مازلت على اتصال مع أشقائك في الجزائر ؟ أشقائي من فصيلة >حشيشة طالبة معيشة<·· مجردون من الطموحات السياسية والمالية، ولا أريد أن أتسبب لهم في المزيد من المشاكل · انتهت اسئلتي ··· تريد أن تقول شيئا؟ أتمنى كل الخير للجزائر ·

ليلة سقوط خليدة تومي في ''فواصل''



اتهمت ''الخبر'' بالـ''التدميرية'' وقاربت بين الصحفي وعنتر زوابريليلة سقوط خليدة تومي في ''فواصل''
المصدر: ع·ابراهيم 2007-01-28




فوتت السيدة خليدة تومي على نفسها فرصة أخرى لتبرير الانطلاقة الكارثية لفعاليات تظاهرة ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية''، رغم الإمكانيات الضخمة التي وفرتها الدولة الجزائرية لإنجاح الحدث· فقد بدت أول أمس عبر الحصّة التلفزيونية ''فواصل'' وكأنها جاءت لتخلص ثأرا مبيتا مع الصحافة الجزائرية، عندما اتهمتها بالوقوف على آلام الجزائر كلها و بالعمل على ''تدمير'' كل شيء جميل في هذا البلد· وأمعنت السيدة الوزيرة فيما تعتقده ''صراحة''· وهو في الحقيقة رعونة وتحامل، عندما ساوت بين الصحفي وأمير الـ ''جيا'' عنتر زوابري في عدم التخويف·· ''أنا لم يرعبني زوابري فما بالك بالصحفي''؟في البداية بدت السيدة تومي وكأنها وزيرة ثقافة بلد آخر وتنتمي إلى حكومة تحكم شعبا آخر، عندما رفضت انتقادات الصحافة الجزائرية لعرض الانطلاقة الرسمية جملة وتفصيلا، فبالنسبة إليها الشعب الجزائري، عن بكرة أبيه، أعجب بما حدث في القاعة البيضاوية، وبعملية حسابية بسيطة حد السذاجة، وكنا نعتقد بأن أساتذة الرياضيات بإمكانهم إنتاج معادلات أعقد من هذه وأذكى، راحت تومي تحاول إقناع الرأي العام الجزائري بالمعادلة الفكاهية التالية ''الصحافة تريد أن تمارس الوصاية على الشعب الجزائري لأنها أرادت أن تفشل حفلا حكم عليه هو بالنجاح''؟، وبما أن الأمر كذلك، فإن ضيفة ''فواصل'' يمكنها أن تؤكد على المباشر بأن الصحافة الجزائرية تفصلها هوة كبيرة عن الشعب الجزائري، بدليل أن الحملة التي قالت بأن بعض الصحف قادتها ضد المرشح عبد العزيز بوتفليقة لم تمنعه من الوصول إلى قصر المرادية؟منطق غريب وغبي لم تعد الوزيرة تستحي من إنتاجه في كل مرة تتهم بالتقصير، فشماعة تعليق الفشل موجودة·· صحافة شريرة تهوى تدمير كل شيء جميل في هذا البلد، كما فعلت يومية ''الخبر'' مع تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، إنه الصحفي الذي لا يجب أن يخيفكم كما لم يخيفكم عنتر زوابري·· هل ضاق صدر خليدة تومي بالتعددية إلى درجة المساواة بين الصحفي وأمير الـ ''جيا'' في عدم التخويف؟ هل أعماها الغضب إلى درجة لم تعد معها تفرق بين حرية النقد وبين السب والقذف والشتم، الذي يعاقب عليه القانون، عندما اتهمت يومية ''الخبر'' بالعمل على ''تدمير'' التظاهرة· وبما أن ذاكرة الوزيرة ضمرت إلى هذا الحد نسمح لأنفسنا بتذكيرها بأن جريدة ''الخبر'' كانت أول صحيفة جزائرية حاورت منسق لجنة التنظيم المقال السيد لأمين بشيشي وأفردت له صفحة كاملة، كما أفردت صفحة كاملة لخليفته السيد كمال بوشامة، وأفردت أيضا نفس المساحة للسيدة الوزيرة نفسها عندما شرفتنا ضيفة على ''فطور الصباح''·· لكن بعض البشر هم هكذا ''يأكلون الغلة ويسبون الملّة''·· وبعض المسؤولين هم هكذا، يعشقون الأبواق وماسحي الأحذية، وحلم حياتهم أن يتحول كل الإعلاميين إلى منتمين إلى هذا الفريق أو ذاك·انتهت ''فواصل'' دون أن تقدم السيدة الوزيرة أي تبرير مقنع لتأخّر انطلاق النشاطات المسرحية والسينمائية، التي كانت قد وعدت من على صفحات جريدتنا ''التدميرية'' بأنها ستكون قبل حفل الانطلاق الرسمي، كما لم ترد الوزيرة على سؤال يتعلق بتعهدها بإطلاق ما لا يقل عن 100 عنوان قبل 12 جانفي، وعن تأخر الأشغال على قاعة ''الأطلس''، التي كانت نفس الوزيرة قد وعدت بافتتاحها قبل نفس التاريخ·· وهنا يحق لنا أن نرسم علامة استفهام كبيرة حول الذي يمكن أن تبرر به الوزيرة إخلافها لكل هذه الوعود·· هل منعها الصحفيون ''الزوابريون'' من ذلك؟·· هل الجرائد ''التدميرية'' والصحافة ''التي لا تمثل إلا نفسها'' هي التي حالت بينها وبين وفائها بالتزامتها؟·· طبعا الجواب لا يمكن إلا أن يكون نفيا· لكن السيدة الوزير لا تفكر بمنطقنا نحن المواطنين العاديين، بل بمنطق ''الأنتلجانسيا''، التي تقرأ الأسواني، وتعرف واقع الإعلام في الهند وفرنسا، وتستطيع أن تنتقل من أقصى المعارضة إلى أقصى الولاء للسلطة بسرعة البرق· السيدة الوزيرة كانت ربما تبحث عن الخروج من ''فواصل'' ضحية، وإذا بها تتحول ''جلادا'' على الطريقة القروسطية·· وصدق درويش حين قال ''سقط القناع عن القناع''·

الأربعاء، يناير 24

تهاني وأغاني

تحولت حصة تهاني وأغاني لاداعة سيرتا إلى تهديد بالقتل للمديعة سلمي بوعكاز من طرف مستمعة تدعي سارة ووسط حيرة المديعة التي لم تجد مبررر لقتلها
فإنأوساط إعلامية تؤكد أن صراعات إعلامية خفية داخل إداعة سيرتا بين المديعين والمديعات
ويدكر أنه لكل مديع عشيرته الاقرابين التي تسيطر على برنامج تهاني وأغاني وهكدا أصبحت الاداعات المحلية منبر الانتقام الاعلامي وشر البلية ما يضحك بقلم نورالدين بو كعباش

الثلاثاء، يناير 23

عاصمة الثقافة العربية تستنزف الملايير

عاصمة الثقافة العربية تستنزف الملايير
إيطــاليون لـرسم معـــالم ثقــافتنا !
يفترض أن تتحول الجزائر هذا العام إلى مدينة ثقافية تجمع العرب إلى طاولة النقاش والتفاعل والتبادل المعرفي والثقافي، وذلك في إطار فعاليات >الجزائر عاصمة للثقافة العربية<، غير أن هذه التظاهرة التي ينتظر منها إعادة بعث الثقافة الجزائرية ضمن سياقها العربي، تأتي لتمثل فرصة للثراء وتبذير المال العام وفرض الوصاية الأجنبية حتى في رسومات الأطفال ··
أيمن السامرائي
تقدر ميزانية تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية بـ 550 مليار سنتيم أي ما يعادل الـ 57,78 مليون دولار، كما رصد غلاف مالي قدره 30 مليار سنتيم لحفل افتتاح التظاهرة الذي يشرف الفرنسيون فيه على هندسة الصوت والاضاءة وتركيب الأجهزة، وخصصت عشرة ملايير أخرى لقافلة تجوب شوارع العاصمة يوما قبل الافتتاح، وتتكون هذه القافلة من 24 شاحنة ضخمة تحمل مجسمات لأهم المعالم الأثرية والثقافية العربية، وقد قام مهندسون إيطاليون بتصميم تلك المجسمات لينفذها فنانون وحرفيون جزائريون وطلبة من معهد الفنون الجميلة بعضهم متخرج والبعض الآخر في طور التخرج، وقد جرى تصميم وتنفيذ تلك المجسمات بأحد المستودعات الضخمة لمصنع تونيك ببوسماعيل (تيبازة )·
رسومات أطفال بالملايير
تنقلنا إلى هناك في الأسبوع الماضي لنشاهد عن كثب طريقة تصميم وإنجاز هذه المعجزات الثقافية التي تطلب إنجازها أكثر من 6 ملايير، دخلنا إلى >كوري ضخم< يصلح كورشة لتصميم وصنع الدبابات و صواريخ > أرض-جو<، لكنه لا يمكن أن يصلح لانجاز التحف والأعمال الفنية، ألواح متناثرة بشكل فوضوي، شعار التظاهرة مرمي أمام كيس القمامة، شباب لبنانيون متحلقون حول>الأرجيلة<، قيل لنا إنهم مهندسون وفنيو ديكور ورسامون ذوي خبرة عالية استقدمتهم الوزارة لاضفاء لمسة فنية راقية على تلك الأعمال العجيبة التي ستعرض أمام سكان العاصمة، الذين لا يعرفون مقام الشهيد وأبي الهول، غدا، غير أن حديثنا إلى هؤلاء الطيبين والمضيافين جدا، كشف لنا أنهم مجرد نجارين عاديين يمتلكون حرفة اليد، وليس لهم اي تكوين في الأعمال الفنية والمنحوتات و التماثيل، فمن أوصى بإحضارهم، و كم دفع لهم؟، كما كانت المشاركة الجزائرية في هذا المشروع الفني الضخم جدا حاضرة، عبر السينوغرافيين والنحاتين والرسامين الذين جاءوا من مختلف ولايات الوطن، بينما لم نجد في الميدان أثرا للإيطاليين الذين اعتكفوا بغرفة بعيدة عن الغبار وضجيج المناشير الكهربائية، وقد اكتفى هؤلاء بالإشراف على تصميم المشروع ووضع المخططات الفنية التي يمكن لأي مهندس جزائري وضعها وحتى مجرد طالب سنة أولى بمعهد الفنون الجميلة يستطيع أن يبدع تحفة فنية تمثل حقا الثقافة العربية، بدل التصميم الذي وضعه الفريق الإيطالي لأبي الهول والذي إن رآه المصريون لاستشاطوا غضبا، ومن جهة أخرى تقول بعض المصادر إن هؤلاء الإيطاليين قد غنموا من الصفقة ثلاثة ملايير ونصف من السنتيمات من التكلفة الإجمالية للعملية، فهل يمكن أن يكون سبب اختيار المهندسين الإيطاليين دون غيرهم هو الصداقة التي تربط بين الوزيرة خليدة تومي ووزير الثقافة الإيطالي، يبدو أن وزارتنا تعتقد أن الإيطاليين فنانون من الدرجة الأولى وهم الأقدر على تمثيل الثقافة العربية، وهم أدرى من جميع المصريين بشكل الأهرامات ودرجة انحناءات مقام الشهيد، ما علاقة هؤلاء بالثقافة العربية، وهل يعتبرون أكفأ من الفنانين والنحاتين الجزائريين، وهنا تجيب >لوسيا فوشي< رئيسة الورشة الفنية لهذا المشروع: >نحن جميعا ننتمي إلى حوض البحر الأبيض المتوسط وبالتالي نعرف ثقافة بعضنا البعض، والأشغال هنا تجري على أحسن ما يرام في ظل الإمكانيات الكبيرة المتاحة لنا والتنسيق الرائع بين الفنانين الجزائريين واللبنانيين عرفت هذه الأشغال التي يشرف عليها الديوان الوطني للثقافة والإعلام بعض الصعوبات، حيث أن وزارة الثقافة وضعت الديوان في حرج شديد أمام ضيق الوقت، فالمشروع انطلق في 19 ديسمبر الماضي ليتم تسليم الشاحنات بعد شهر، غير أن عمال الديوان والفنانين الجزائريين حسب ما لاحظناه بذلوا ما استطاعوا لإثبات حضورهم أمام الإيطاليين الذين لا يبدو أنهم بذلوا جهدا يستحق الذكر، اللهم إلا بضع خربشات يستطيع القيام بها طفل في الروضة بشكل أروع، وعلى كل الأحوال >بصحتهم< وهنيئا لهم بهذه الحظوة ، وعلى صعيد آخر، فقد اختيرت الجزائر هذا العام لتكون عاصمة للثقافة العربية، والأكيد هنا أن المناسبة تعد فرصة نادرة لإعادة بعث الثقافة الجزائرية وتحريرها من الجمود الذي عرفته في السنوات الأخيرة من خلال استغلال الميزانية الضخمة التي رصدت للتظاهرة والتي تمثل سابقة في تاريخ وزارة الثقافة الجزائرية، وهي فرصة أيضا لإخراج الثقافة الجزائرية من الحظيرة الفرانكوفونية ووضعها في سياقها العربي الذي تنتمي إليه، غير أن الأقدار الجزائرية تأخذ دوما المنحنيات المغـــايرة·· لتتحـــول إلى منــــاسبة لـ >الرشقة< وتوزيع الإكراميات·· وفرض الوصاية الأجنبية ·

مراد هجرسي مدير يوميتي >الجريدة< و>لاكتياليتي< الموقفتين لـالمحقق <

مراد هجرسي مدير يوميتي >الجريدة< و>لاكتياليتي< الموقفتين لـالمحقق <
انزعجت من تشكرات الضباط الأحرار وكتابي سيفضح أشباه المسؤولين
نفى أي علاقته تربطه بـ>شرفاوي< صاحب مجمع >بلانكي< كما اعتبر نفسه الوحيد الذي لم ينبطح في زمن ردّة الصحافة ؟كما سماها- ولم يلهث وراء أصحاب المال والمتحكمين في المعلومة··لا يزال متضايقا من ورود اسمه في موقع الضباط الأحرار لكنه يرفض في نفس الوقت أن يكون >مجنداًالجريدة< و >لاكتياليتي< الناطقة بالفرنسية الموقفتين فتح النار على الجميع في انتظار ما سيحمله كتابه الذي قال أنه سيُعرّي واقع الصحافة وسيذكر فيه الأسماء ··
حاوره: رفيق بن دايخة
كيف تحولت إلى مدير نشر بعد تجربتك القياسية من حيث المدة؟
بدأت في يومية جىْمهٌء'ل َمىلىُُِّّّ مٌ رفقة مدير التحرير سعيد جعفر ونور الدين خلاصي اللذان علّماني تقاليد الصحافة، بعدها عملت في >الوطن< كصحفي في القسم الاقتصادي ثم انتقلت إلى جريدة >لوماتان< لأنتقل فيما بعد إلى جريدة >ليبرتي<· وفي هذه اليومية راودتني فكرة تأسيس جريدة خاصة بي، وبدأت في اتصالات مع أصدقاء في إطار البحث عن التمويل، لكننا لم نتمكن من الانطلاق لإصدار يومية مًّىُّفىَُّى، بسبب الخلاف حول الخط الافتتاحي، وكان شرفاوي الوحيد الذي اقتنع بالفكرة وأصدرنا معا يومية جُّىٌفُِّّكف'ٌ المتوقفة عن الصدور ·
كيف تحصلت على اعتماد إصدار يومية جُّىٌفُِّّكف'ٌ في الوقت الذي كان من الصعب الحصول على الاعتماد في تلك الفترة بصريح العبارة من الأطراف التي وراءك؟
أتحدى كل شخص يقدم أدلة تثبت بأن هناك أطرافا وراء تحصل هجرسي على الاعتماد، أنا جاهدت من أجل هذا الاعتماد وأضربت عن الطعام لمدة 84 ساعة لأعرف سبب تجاهل طلبي، وطالبت بإجابة رسمية ·
لكن استفادتك من رحلة إلى أمريكا بغرض الدراسة على غرار الكثير من الصحفيين في تلك الفترة طرحت عدة تساؤلات؟
أولا، أنا لم أسافر إلى أمريكا قصد الدراسة وإنما في إطار بعثة لتكوين الصحفيين استفدت منها بحكم عملي بجريدة >ليبرتي< سابقا، ولم أكن الصحفي الوحيد الذي تنقل ضمن البعثة التكوينية الخاصة بالبنك الدولي ·
وهناك كونت علاقات مع السفير الأمريكي والمسؤولين الأمريكيين؟
لا تدخلني في دوامة السياسة·· عرفت السفير الأمريكي عندما كان على رأس الديبلوماسية الأمريكية بالجزائر وربطتني معه علاقات في إطار الدورة التكوينية الخاصة بتكوين الصحفيين التي نظمها البنك الدولي وشاءت الصدف أن عين سفيرا لأمريكا مؤخرا هنا بالجزائر واستقبلني في إطار الصداقة التي جمعتنا ·
إذن في هذه الحالة لست >شركة فادرة< ولا تقف وراءك عائلة شرفاوي؟
وصولي إلى منصب مدير نشر جاء لكفاءتي ··
سمعنا أنك ابن شخصية لها نفوذ ولذلك >حظيت< بكل هذه التسهيلات في مسيرتك ·
( يتعجب) أبي أولا رجل متقاعد اشتغل في المديرية الوطنية للبناء ومنذ ستة سنوات لا يزال يسكن في حي شعبي ببراقي والحي مهدد بالتهديم في كل وقت ·
نعود إلى مشروع إصدار يومية جُّىٌفُِّّكف'ٌ وكيف كانت الانطلاقة مع شرفاوي بخصوص الجريدة؟
المشروع نجح لمدة سنة ونصف والجريدة انطلقت جيدا باعتراف الزملاء في الساحة الإعلامية، وكانت جريدة محترمة وفي يوم من الأيام كنت أتبادل أطراف الحديث مع عبد القادر خلوي حول الساحة الإعلامية راودتنا فكرة إصدار يومية ناطقة باللغة العربية (>الجريدة< فيما بعد) وكان له مشاكل مع المساهمين في يومية جُّىٌفُِّّكف'ٌ ·
هل هذه المشاكل مرتبطة بمجمع ًٌَّفٌ ؟
لا، لا أفضل الدخول والحديث عن هذه المسألة ·
هل أنت خائف منهم؟
إنهم ناس ليس لهم وزن وإنما لديهم بعض المال ولا يمكنهم اتخاذ قرارات ·
حتى اعتماد >الجريدة< حصلت عليه بسهولة؟
دعني أفسر لك، ليس ذنبي أن لا يتحصل البعض على الاعتماد·· بينما تمكن مراد من الحصول عليه ·
أنت معروف أنك مذكور في موقع الضباط الأحرار لكونك رفضت التجنيد ضمن المخابرات؟
أنا ما >نتحّي< لا للمخابرات ولا للسياسيين ولا رجال المال، ويمكنك أن تسأل الصحفيين الذين كنت أتعامل معهم هل تلقيت يوما اتصال من أحدهم·· لذا حصلت على الاعتماد لأنني بكل بساطة لا أثير خوف أحد، والكل يعرف أني إنسان مسؤول ·
إذن ما علاقتك بالضباط الأحرار؟
ليس لدي أية علاقة ·
لكنهم شكروك عندما تحدثوا عنك في موقعهم؟ ألم تنزعج من ذكر اسمك ·
أقول إن هذه الأمور تتعداني وبطبيعة الحال انزعجت عندما وجدت إسمي في قائمة ضحايا الأجهزة ·
أنت لست ضحية؟
أبدا ·
هل اتصلت بك الأجهزة؟
لا، لم يتصلوا بي ·
لماذا إذن يذكرك الضباط الأحرار بالإسم؟
ربما لأنني كنت أهتم كثيرا بالجانب الاقتصادي ولا أهتم بالجانب الأمني فاعتقدوا أن علي ضغوطا في هذا المجال ·
هل حدث وأن طلب منك المسؤول الأول للجرائد التي اشتغلت بها تمرير رسالتهم؟
نعم، في جريدة >ليبيرتي< استدعاني مدير تحرير >ليبيرتي< حسان ونجلي المدير الحالي لـ مْىَُّ ُنَى، قال لي إن هناك معلومات مهمة خلال الحملة الانتخابية 5991، ذهبت إلى مكان (لن أقول لك أين وحتى الشخص الذي قابلته ·
المهم أنني تحصلت على تقرير أمني حول نحناح رحمه الله الذي ترشح للرئاسيات آنذاك والغرض كان تشويه سمعته وعند وصولي للجريدة، رفضت كتابة المقال ومدير التحرير شاطرني الرأي بعد أن عرضت عليه استقالتي ·
نعود لـ >الجريدة< هل شرفاوي كان هدفه من إصدارها محاولة فرض موقف معين خلال رئاسيات 4002؟
ممكن· كانت لديه حسابات وأنا كانت لدي حسابات· في تلك المرحلة كانت جماعة تتقرب من شرفاوي لكي تجعل >الجريدة< تحت خدمة بن فليس ·
من هي هذه الجماعة؟
مثل حاج بوزيان مدير التحرير وبعض الصحفيين القدامى، وعندما وصلنا إلى الانتخابات، وقعت معركة داخل الجريدة بين الجماعتين وعند انتهاء الرئاسيات وظهور النتائج بالطبع >الخاسر يترك الميدان< وبالتالي شرفاوي تنازل لي عن أسهمه، لكن الوقت فات وبقي الإرث وصدر أمر بتوقيف >الجريدة <·
مادمت قد ساندت بوتفليقة فمن أوقف >الجريدة<؟
طبعا المطبعة، لأننا كنا مدانين بـ 51 مليون دينار وبالرغم من ذلك حاولنا العودة، إلا أن المطبعة قدمت حججا واهية حتى لا تعيد طبع >الجريدة <·
ألم تدفع ثمن مواقفك السياسية وكلفك ذلك منع الصدور؟
أنا رجل ذو مبادئ ولا يمكن بأي حال أن أتنازل قيد أنملة عن مواقفي أو أتراجع عنها، وبالتالي لا أخضع لا لسلطة أصحاب المال، ولا رجال الأمن ولا الساسة ·
لكن يعاب عليك أنك كنت تلعب على جبهتين خلال الرئاسيات الفارطة، فمن جهة كنت تساند بوتفليقة ومن جهة أخرى دعمت بن فليس خفية؟
أنا تعاملت بكل موضوعية مع جميع المرشحين وغطيت الرئاسيات بنزاهة كبيرة على غرار ما هو معمول به في الدول المتقدمة·· وأنا أتساءل عن كيفية دعم مرشح ما خفية؟ !
هل تنكر أنك دعوت بن فليس لزيارتك في مقر >الجريدة<؟
ما وقع أني تلقيت اتصالا من مدير حملته الانتخابية يخبرني أن المرشح بن فليس يقوم بزيارة لمختلف الصحف واستقبلته بقاعة التحرير وكانت لنا معه دردشة تحولت إلى ندوة صحفية، وليكن في علمك أن >المجاهد< العمومية استقبلته هي أيضا ·
كانت لزيارتك مع الرئيس إلى ماليزيا عواقب وخيمة بالنسبة للجريدة، ما الذي حدث بالضبط؟
أثر غيابي على استقرار الجريدة، حيث استغله الآخرون وقاموا بطرد معظم الصحفيين الذين كنت أثق فيهم وسعيت لاسترجاع بعضهم ·
يعاب على >الجريدة< أنها كانت تهضم حقوق الكثير من الصحفيين وتشغّل بعضهم دون تأمين أو عقود عمل؟ !
لا، أتحدى أيا كان أن يثبت ذلك ·
التزمت الحياد حيال الحركية التي خلقتها الجرائد الأخرى التي تكتلت مع بعض للتنديد بالمضايقات التي تتعرض لها الصحافة الخاصة سنة 4002؟
أنا كان لدي موقف من هؤلاء، فالدليل أنه حينما توقفت >الجريدة< عن الصدور لم يتدخل أي واحد منهم لمساندتنا أو الوقوف معنا ·
لكن طالما لم تساند الآخرين فمن المعقول أنهم لن يقفوا معك؟
قلت لك إن قواعد اللعبة كانت واضحة، وأنا دائما رفضت التخندق مع >جماعة الخمسة< خصوصا وأن جلّ مشواري المهني كان باللغة الفرنسية، والأشخاص قاموا بتصنيفي مباشرة بعد إصدار >الجريدة< مع المعربين ·
تحط كثيرا من شأنك؟
أنا حتى الآن أرفض الامتيازات وأريد أن أكون الإنسان البسيط الذي ينحدر من الأحياء الشعبية وأجد المتعة في ذلك ولا أريد أن أضع الأقنعة ·
ماهي أوجه العلاقة التي تربطك بأحلام مستغانمي وجورج الراسي؟
تبقى دائما علاقة مالك شقة ومؤجر، أنا وجدت الشقة ملائمة لاحتضان مقر جريدة، وقد أسعدهما الأمر وكان شرف لهما أن تتحول شقتهما إلى مقر مؤسسة إعلامية ·
يقال إن الكثير من الأشخاص عرضوا عليك شراء أو تأجير عنوانك أي الجريدة؟
فعلا تلقيت عدة عروض من قبل الكثير من الأشخاص ·
هل يمكن أن تخبرنا عن هؤلاء؟
جماعة كانت تشتغل بيومية >الشروق اليومي<، لكني رفضت طبعا لأن الاعتماد الذي منحته السلطات لي هو بمثابة مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي ولابد من توخي الحذر فيها؟
وماهي علاقتك بصيدال؟
الرابط الوحيد مع هذه الشركة هو احترامي لمديرها العام علي عون لأنه رجل مواقف وأظن أنه من بين الإطارات القلائل في البلاد الذين يدافعون عن مصالح الجزائر ·
ألم تستفد من أموال الخليفة مثل العديد من الإعلاميين؟
لم أستفد من أموال الخليفة ولا أي شركة أو مجمع أو أي حزب أو جمعية، والدليل على ذلك أني مازلت أقطن بغرفة في فندق أمني، ولا أملك سيارة ولم أستفد من قطعة أرض ووالداي يقطنان حتى الآن في حي شعبي ·
تريد القول إن مصطلح الصحافة المستقلة منعدم في الجزائر؟
هل يمكن أن تذكر لي الصحف الجزائرية التي لديها مصداقية ومعترف بها في الخارج، هل هناك في الجزائر صحيفة مثل >الحياة< اللندنية، >لوموند< والـ >تايم<·····؟
يقال إن بلانكي منحك غلافا ماليا كبيرا لبعث الجريدة؟
غير صحيح ·
ماهو المبلغ الذي استفدت منه؟
بدأنا مثلما بدأت معظم الجرائد
هل تعتقد أن هناك مقاييس محددة تضبط علاقة الجرائد بالمطابع العمومية؟
ليس بمقاييس اقتصادية بل هي سياسية، والتجربة تؤكد أن الكثير من الجرائد أوقفت عن الصدور بالرغم أن ديونها لا تتعدى 01 ملايين دينار والمقابل جرائد أخرى تبقى تصدر وديونها تفوق 001 مليون دينار، أصحابها لا يدفعون أي سنتيم لخزينة الدولة، ولا يسددون ديونهم المستحقة لدى المطابع وهم يقتنون السيارات الفارهة ويشيدون فيلات فاخرةوهناك جرائد تعتبر نفسها كبيرة حتى أنها اقتنت مطابع خاصة تركت حتى الآن فواتير تتعدى قيمتها 051 مليون دينار ·
وهناك جرائد ، لماذا هذه الازدواجية في التعامل؟ ·
هل تسبب أويحيى فعلا في وقف صدور >الجريدة<؟
أويحيى ليس له أي مشكل مع مؤسستنا، وإذا استثنيت من بين كل السياسيين الرئيس بوتفليقة لأنني لا أملك حق تقييمه، فإنني أؤكد لك أنني أحترم رئيس الحكومة الأسبق أويحيى لأنه الرجل الأكثر براغماتية في الساحة السياسية ·
هل أنت محامي أويحيى وأصبحت استئصاليا أيضا؟
أنا محامي أويحيى في الجانب الاستئصالي فقط ·
انتقدت الكثير من الاعلاميين، ألا يوجدصحفي تحترمه في الجزائر؟
أحترم جدا فيصل مطاوي رئيس تحرير >الوطن< لأنه يتمتع بقلم جيد ·
هل لديك مشاريع جديدة؟
باستثناء إعادة بعث >الجريدة< و>لاكتوياليتي< اللذين أدرس عروضا جادة لتمويلهما، فإنني أحضر لنشر كتاب يفضح الممارسات الاعلامية في الجزائر ·
ماذا تقصد بالضبط؟
كلامي واضح·· وكتابي سيتضمن عدة جوانب خفية لمن يدعون حرية التعبير وسيتفاجأ الرأي العام بالحقائق التي سأنشرها ·
ألا تخشى المتابعات القضائية؟
لا أخشى ردود أفعال عديمي الشخصية ·

الجمعة، يناير 19

الشوارع العربية : قراءة في (مواكب النواح والندب) على صدام

الشوارع العربية : قراءة في (مواكب النواح والندب) على صدام
صالح القلاب
ليس لأن متظاهرين في شوارع عمان هتفوا ضدي، ولأن معزين بصدام حسين في مقر حزب البعث (الأردني) دعوا بالموت لي واتهموني، أنا العبد الفقير لله سبحانه وتعالى، بأنني كنت أحد أسباب احتلال العراق وسقوط النظام العراقي السابق، بل لأن موجة النواح وقدِّ الجيوب على «بطل الأمة وباني دولة العراق الحديثة» قد تجاوز كل المعقول وأصبح حالة «هيستيرية»، الى حد أن أحدهم تمنى لو أن الله يرزقه طفلة حتى يسميها «مشنقة»، في حين تمنى آخر لو أن الحبل الذي التف حول عنق «مبعوث العناية الإلهية» في صبيحة عيد الأضحى المبارك يلتف حول عنقه هو من قبيل المباركة والتَيمن.
إن ما جرى في الشوارع العربية، بمعظمها، بعد إعدام صدام حسين بالطريقة التي أعدم بها، يحتاج الى أكثر من عالم نفسي لدراسته كظاهرة غريبة.. فأن تبكي أمة من الأمم زعيماً مثل المهاتما غاندي الذي بكته الهند، وحزن لمقتله حتى الذين قتلوه، فذلك شيء مفهوم، أمَّا أن تتحول شوارع معظم العواصم العربية الى «مناحات» وساحات لِلَطْمِ الخدود وقدِّ الجيوب على رجل، لم يترك خلفه إلا الدمار والخراب والسمعة السيئة، فإن هذا يحتاج الى منجّم شاطر حتى يعرف أسبابه ومسبباته.
لو أن الأمر اقتصر على تحويل عملية «الإعدام» الى فرصة لقلب ظهر المجن لإيران ولحلفائها وعملائها والمتعاملين معها في العراق وفي المنطقة العربية، من الميليشيات المتمذهبة الى حزب الله بجيوشه وصواريخه الى النبت الطائفي الشيطاني الذي نبت بعد الثورة الخمينية في دول كثيرة، لكان بالإمكان النظر الى هذه المسألة على أنها عادية، فكثيرون في المنطقة ينظرون الى صدام حسين من ثقب الحرب العراقية ـ الإيرانية التي جرى تسويقها على أنها «قادسية» جديدة، وليست ترجمة لخطة الاستيعاب المتبادل بين دولتين، تشكل إحداهما خطراً على المصالح الأميركية.
لكن أن تصل «الهيستيريا» العاطفية الى ذروتها، وأن يجري تصوير إعدام صدام حسين، الذي أعدم من خيرة أبناء الشعب العراقي عشرات الألوف وغاص في دماء العراقيين حتى الرُّكب، على أنه تيتيم للأمة العربية وعلى أنه تدمير لـ«المشروع النهضوي العربي»، وعلى أنه قطع لطريق تحرير فلسطين، فإن هذا يستدعي التوقف عنده طويلاً، فالأمة الألمانية لم تبك الفوهرر هيتلر الذي وصلت جيوشه، قبل هزيمته النكراء، الى جدران موسكو في الشرق، والى النورماندي قبالة الجزيرة البريطانية في الغرب، والذي فضل الموت انتحاراً مع عشيقته إيفا براون، ولم يترك للأعداء فرصة القبض عليه مختبئاً في حفرة حقيرة، وهو بحالة مزرية، كما فعل الرئيس العراقي السابق.
فما هي الانتصارات التي حققها صدام حسين حتى يصاب الشارع العربي بهذه «الهيستيريا» التي أصيب بها، وحتى يتحول هذا القاتل الى إسطورة قومية بعد إعدامه صبيحة عيد الأضحى المبارك في مبنى شعبة الاستخبارات العسكرية في الكاظمية، الذي شهد في عهده صدوراً كثيرة ثقبها الرصاص وأعناقاً لم يتم إحصاء عددها التفت حولها حبال المشانق..؟!
صحيح لا يمكن الموافقة على الطريقة التي تم بها الإعدام، ولا على التوقيت الذي نفذ فيه، ولا على الطقوس المذهبية البدائية التي أحاطت به، ثم وفوق هذا فإن الإعدام ذاته، من حيث المبدأ والقيم الإنسانية، مرفوض وغير مقبول. أما أن يتحول صدام حسين بعد أن انتهى هذه النهاية الى صورة غير صورته الحقيقية والفعلية، وأن يوصف بأن الأمة العربية بعده غدت كالمرأة «الأرملة»، وأن النساء لن يلدن بعد الآن بطل أمَّة، فإن هذا يعني أن هناك حالة مأساوية يعاني منها ضمير قطاع كبير من هذه الأمة التي على مدى تاريخها الطويل أُبتليت بكثيرين على شاكلة هذا الحاكم الذي كان يتباهى باستبداده ودمويته، والتي بعد رحيلهم بكتهم بالدموع السخية ولو الى حين.
لو أن الذين أصيبوا بالفجيعة، بعد مشاهدة صدام حسين معلقاً في «مشنقة» فرع الاستخبارات العسكرية في الكاظمية ببغداد، استبدلوا البكاء والصراخ والحالة «الهيستيرية» التي أصيبوا بها بالتدقيق جيداً في مسيرة هذا الرجل التي بدأت عندما كان شاباً في مقتبل العمر بقتل مواطن عراقي من أبناء قريته للاشتباه بأن له علاقة بالأجهزة الأمنية العراقية، لوجدوا أنه ارتكب كل المحرمات وأن مسيرته كانت مسيرة دماء وتصفيات بدائية ووحشية، وأنه أزاح من طريقه بالرصاص وأعواد المشانق أهم قيادات حزبه وأفضل كوادره وخيرة كفاءات الشعب العراقي ورجالاته.
عندما يتفاخر صدام حسين، بعد سيطرته على مقاليد الحكم، بأنه صاحب الدور الرئيسي في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم، الفاشلة، ويحول هذه المحاولة الى فيلم وثائقي، وعندما لا ينكر أنه هو الذي رتَّب تفجير طائرة عبد السلام عارف بمن فيها.. ألا يستدعي هذا أن يتساءل النائحون الآن عما إذا كان وفّر هذا الديكتاتور لهذين الرئيسين وللمئات من قادة حزب البعث وللعشرات من المرجعيات الكبرى محاكمات، ولو على غرار المحكمة «القراقوشية» التي حكمت عليه بالإعدام..؟! .
لا تجوز على الميت إلا الرحمة، وكان بالإمكان ألا يُفتح ملف صدام حسين على هذا النحو لو أنه لم يتحول بعد مماته من قاتل دمَّر العراق، واستدرج إليه هذا الاحتلال استدراجاً، الى بطل إسطوري، ويصوَّر على أنه باني العراق الحديث بينما هو في الحقيقة مُدمِّر هذا البلد الذي لو أن الله منَّ عليه بقائد آخر غير مصاب بالنزعة الدموية ولا بجنون العظمة لكان الآن في مستوى أهم دولة أوروبية.
كيف بالإمكان وصف صدام حسين بأنه باني العراق الحديث وقد تركه بعد حكم استمر لنحو أربعين عاماً مدمراً على هذا النحو، ومحتلاً على هذا النحو، وممزقاً تذبحه المذهبية البغيضة من الوريد الى الوريد ومشرعة أبوابه على مصاريعها لكل مخابرات الكرة الأرضية، ولكل عابر سبيل ولكل طامع بتعبئة جيوبه من أموال العراقيين، التي كانت في أيام العهد البائد توزع هبات على الرَّداحين والمداحين وتجار المواقف السياسية وفق الطلب؟
لا أحد معجب بالوضع العراقي الحالي إلا المنتفعون والمستفيدون منه، لكن من هو المسؤول عن أن يصبح العراق العظيم بكفاءات أبنائه وبتاريخه المجيد وبإمكانياته الهائلة بالحالة التي هو عليها الآن؟ أليس هو صدام حسين الذي كانت كل سنوات حكمه، الذي بدأ فعلياً في عام 1968، وجبات إعدامات ومذابح متلاحقة واغتيالات متواصلة وحروبا مفتعلة، جرَّت على الأمة العربية الويلات وعلى الشعب العراقي البلاء..؟! البعض يقول إن صدام حسين كان معجباً بالديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين، وأنه بقي يقلده حتى ذهب الى الحفرة التي اختبأ فيها بعد فراره من بغداد في التاسع من إبريل (نيسان) عام 2003. والحقيقة هنا ان الرئيس العراقي لم يتقن بالنسبة لتقليد هذا الطاغية إلا تدمير حزب البعث الذي كان حزبا قوميا واعدا، وتصفية قياداته الحقيقية واستبدالهم بمجموعات من الأميين والقتلة والإمَّعات، الذين كان لا يستطيع أي منهم أن يهمس ولو مجرد الهمس ضد نزوات سيدهم التي أوصلت العراق الى ما وصل إليه .
لم يواجه الشعب العراقي في تاريخه الطويل، المليء بالنكبات والويلات والمآسي، ما واجهه في عهد صدام حسين. فالقمع الآسيوي البدائي لم يتوقف ولو للحظة واحدة، والمجاعات تفشت في بلد خيراته تكفي لكل سكان الكرة الأرضية، والحروب الطائشة التي أُقْحِمَ فيها هذا البلد أودت بحياة مئات الألوف وشردَّت الملايين من أبنائه، ومزَّقت الأمة العربية شرَّ ممزق في فترة كانت فيها بأمس الحاجة الى التلاحم والتكاتف والوحدة.
إنه مفهومٌ أن يبادر العقيد معمر القذافي، الذي إنحاز الى إيران ضد العراق في حرب الثمانية أعوام وبعد ذلك، الى إقامة تمثال لصدام حسين الى جانب تمثال المجاهد الكبير عمر المختار، أما أن يصاب الشارع العربي بفقدان الذاكرة، وأن يعلن أنه أصيب بـ«اليُتم» بعد فجر يوم عيد الأضحى المبارك الفائت، فهذا يحتاج إلى كل علماء النفس وأطباء مرض انفصام الشخصية في كل الكرة الأرضية .
----------
مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات في بريطانيا
Info@thenewiraq.com