اخر خبر
الاخبار العاجلة لرفض ملاك عمارة مقهي الرمز بسانجان مغادرة منازلهم المنهارة لكونهم ملاك اصليين ويدكر ان الانزلاق الارضي كشف فضائح التدمير الجزئاري العمراني والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لحصول الصحافيين على جائزة الصحافي المحترف بناءا على مقالات انشائية والاسباب مجهولة
اخر خبر
الاخبار العاجلة لتهافت سكان قسنطينة من اجل اختيار زوجة صالحة لوالي قسنطينة العازب اجتماعيا ويدكر ان اغلب اطارات الدولة الجزائرية يتكونون من العزاب والعازبات والشواد جنسيا ومن غري ب الصدف ان الشواد جنسيا يحصلون على مناصب مرموفة اما الرجال القادرون فمصيرهم الكهوف العجيبة الجزاريةووالاسباب مجهولة
https://www.abjjad.com/book/2175570623/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D8%B1%D8%A9/2175767239/reviews
https://jannatkotob.com/%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D8%A3%D9%82%D8%B1%D8%A3-%D8%A3%D9%86%D8%A7-%D8%A3%D8%AA%D9%86%D9%81%D8%B3-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-2016-%D8%A8%D8%A3%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%83%D8%AA%D8%A7/
صور العنف في الرواية الجزائرية المعاصرة
ينقسم الكتاب إلى بابين يحتوي كل منهما على ثلاثة فصول. يتناول الباب الأول موضوعات: جذور العنف، وصور العنف، وتجليات الحياة العنيفة، من خلال التركيز على موضوعات المجتمع والفرد والمثقف والمرأة والخوف. أما الباب الثاني فيدرس تقنيات سردية منها: العنونة والتناص والصوت السردي، من خلال التحليل النقدي لجوانب في عدد من الروايات لكتاب من الجزائر منهم:
واسيني الأعرج – مرزاق بقطاش – رشيد بوجدرة – مراد بوكرزازة – محمد ساري – عبد الملك مرتاض – احميدة عياشي – أحلام مستغانمي – بشير مفتي – الطاهر وطار.
ومما جاء في مقدمة الدراسة:
"تهدف هذه الدراسة إلى التواصل الأدبي بين المشرق والمغرب العربي، عن طريق سد ثغرة في المكتبة المشرقية التي تعاني افتقاراً شديداً إلى الدراسات النقدية عن الرواية المغاربية. في الرواية الجزائرية المعاصرة استثمرت العديد من المقاربات الإبداعية التي تفاوتت من حيث المستوى الفني – في النجاح سواء في تصويرها ظاهرة العنف، بوصفها موضوعاً، أو في تقديمه بوصفه نصاً روائياً"
لماذا نكتب؟
لماذا نكتب؟ سؤال مُربِك تتبابن حوله الآراء والرؤى، وقد لا نجد له إجابة واضحة ودقيقة وإن كانت لنا دوافعُ داخليّةٌ تَبرُز كصوتٍ ينادينا إلى الكتابة، حيث يظلّ سُؤالا ذا ارتباطٍ وثيق وشديد بكينونة الإنسان وبوجوده واستمراريته في الحياة، فالكتابة عند ناقد مثل *عبد الفتاح كيليطو* تشبه الفاصلة المنقوطة التي نختم بها الجمل غير المنتهية والمتطلّعة إلى اللاحق والإضافي، حيث يقول: «أحسّ بأن كل ما كتبته يشبه النقطة الفاصلة، وهو عبارة عن نص لم ينته بعدُ.. أحسّ بأنني لم أنته من أيّ عمل ما، إلا وأنا أتطلّع إلى المزيد والجديد». وعن بواعثها يحصر *جورج أورويل* ذلك في كتابه السّيرذاتي الموسوم بـ (لماذا أكتب) في أربعة أمور هي: حبّ الذات ورغبة الكاتب في الظهور ذكيا أمام الناس ليمدحوه، ومن الهراء حسبه التظاهر بأنّ هذا ليس دافعا قويّا. والكتابة بدافع من اعتبارات جمالية لإدراك الجمال في العالم الخارجي وفي الكلمات، ولمشاركة التجارب الإنسانية. والكتابةُ بدافع تاريخيّ قصد تدوين الوقائع وحِفظها للأجيال القادمة. أمّا الدافعُ الرابع فأن نكتب لهدف سياسيّ قصد دفع العالم نحو اتجاه ما، ولتغيير أفكار الآخرين، حيث لا يخلو حسبه كتابٌ ما من تَحيُّز سياسيّ. ولأنّ الكتابة تجربة حياة وممارسة مستمرّة، فلا يوجد من هم في موقع مثالي ومن هم أكثر قدرةً على وصف هذا الفعل ممّن يمارسونه دوريّا؛ وأقصد هنا الكتّاب أنفسهم، حيث طرحتُ على أسماء بارزة محليّا وعربيّا في مجالات الشعر والرواية والقصة والنقد والترجمة السؤال الآتي: لماذا تكتبون؟ وما هو دافعكم إلى ذلك؟ فجاءت إجاباتهم متباينةً، وبعضها الآخر جاء متقاربًا، وبشكل مثير أحاول من خلاله الاقتراب من عوالمَ هؤلاء الكتّاب وطقوسهم ورؤيتهم لهذا الفعل النبيل والمتجذّر في التراث الإنسانيّ. والبداية بالشعراء؛ ففي البدء كان الشعر طقسَ الكتابة الأولى ونُبوّةَ الحبر والقلم، حيث يجيبنا الشاعر والأكاديمي *عبد القادر رابحي* عن السؤال قائلا: «أكتب من دون أن يخطر ببالي لماذا أكتب؟ ولذلك لم أطرح السؤال أصلا ولم أبحث عن إجابة عنه. ربما كانت رغبة فتحوّلت إلى عادة سيئة في كثير من الأحيان لأنها مدللة ومتعبة ولا تنصاع للأهواء. لا أعتقد أن هناك ادّعاءً مع الكتابة. كل ادّعاء هو ضد الكتابة وكل كتابة هي ضدّ الادعاء. أن تجيب عن سؤال كهذا يعني أنك تملك ناصية الكتابة وتتحكم فيها، وهذا ما لا أستطيع أن أدّعيه. ثم إنها ليست تمييزا للكاتب عن غيره، إنها عكس ذلك تماما.. هي إثبات أن الكاتب هو غيره؛ أيّ كتابة تدّعي التميّز هي نقيض نفسها ونقيض صاحبها في آن. ربما لإثباتٍ كهذا يتهالك الجميع على الكتابة». الروائي *سالمي ناصر* الحائز على جائزة كتارا للرواية العربية سنة 2016 (فرع غير المنشور) ينظر إلى الكتابة بأنّها «...ليست رغبة يمكن التحكّم فيها، إنّها حاجة تُعبِّر عن نفسها كالحاجة إلى الطعام والنوم، وكلّ غرائز الثدييّات الأخرى». وبالنسبة للروائي والقاصّ والأكاديمي *حسين علاّم* فالكتابة فعلُ مقاومة واستمرارية في الحياة، إذ يقول: «في البداية كنت أكتب مقلدا العالم، أريد أن أصير كبيرا بقدره لأنه كان يدهشني ولا يزال. ثم صرت أكتب من أجل أن أكون محبوبا، إذ كنت قادرا على اللعب بالكلمات. كنت قد اكتشفت قدرتها على التأثير كالسحر تماما. ثم كنوع من العجب؛ عجب بالذات وباللغة. ثم سرعان ما زاد وعيي بخطورة ما بين يدي من أداة، لأن النصوص الأولى التي قرأناها بإدراك حقيقي لمعنى الكتابة غيرت من فهمنا لها كأداة، وحولتها إلى شكل من أشكال الحياة، وشكل من أشكال الاحتجاج أيضا». ويرى الإعلامي والروائي والقاصّ *مراد بوكرزازة* بأنّ الكتابة هي محاولة منه للتخلّص من أزمات وخيبات حياتية، حيث يصف ذلك قائلا: «أكتب تلبية لرغبة مُلِحَّة، مُلحّة جدا، أنصت لصوت داخلي يبدو خافتا لكنه سرعان ما يشتدّ ويحتج. أكتب لأتخلص من عاهات كثيرة يسببها لي الواقع والآخر.. مع كل سطر أتخلص من عاهة ما، وأحلم حين أغادر الورق أن يحبني الناس، أن يتلقّفوا حدادي الجميل، أن يمسحوا على رأس حزني، أن أصير مع الوقت صديقا حميما لعزلتهم الكبيرة». ويرى *بلقاسم مغزوشن* الحاصل على جائزتي *علي معاشي* للمبدعين الشباب، و*الطاهر وطّار* للرواية في طبعتها الأولى 2017، بأنّه يكتب «...تمرُّدًا على الواقع وهتكا للمخيال، وحفاظا على نسل الحبر، وتقليلا للاحتباس الثقافي، ودرءا لداء الغباء»، يكتب ليكون «...حجرا في جسر الإنسانية فوق وادي القسوة والحماقات»، وليرتقيَ فكريا وثقافيا حسب قوله. فئة النقّاد هي أيضا لها دوافعها القوية لفعل الكتابة ورؤيتها الصارمة أحيانا، حيث يقول الناقد والأكاديمي بجامعة الجزائر 2 *وحيد بن بوعزيز*: «أعتقد دائما أن الكتابة مؤسسة اجتماعية؛ فظاهرة الباتوس أو عودة الذات الفاعلة داخل النص بعد موت المقولات البنوية جعلت المختصين في مجال الكتابة يهتمون بدوافع الكتابة من جديد. الكتابة كما أفهمها إثبات للأنا داخل الجماعة بطريقة جدلية، فلا يمكن أن نمحو الذات لصالح الكيتش كما لا يمكن أن نجعلها متعالية. لقد أثبت نقاد علم الاجتماع الأدبي أن رؤية العالم تقتضي المجموعة/الجماعة ولا يعني ذلك موت الأنا. لهذا فالكتابة تبقى نضالا لأنها تخربط شرك السُّلَط. فكل هيمنة تروم أن تذوّب الفرد، وكل كتابة تعيد لهذا الفرد موقعه في كنف الجماعة. لا تُفهم هنا الذات كتعالٍ ميتافيزيقيّ بل تُفهم كلحظة تَذاوُت كما ذهب ريكور أو كتَذْويت كما ذهب لاكان وألتوسير». ويقول الكاتب والأكاديمي بجامعة مستغانم *محمّد خطّاب*: «أكتب بسبب حاجة روحية تأتي من المجهول، ثم يتضح أنها أسطورة تتعلق بشخصِي مثلَ أيّ كائن مُحِبّ لذاته يسكنه غرور ما بأنه مهمّ والناس بحاجة إلى كتاباته، ولكن هذا السبب نفسه سرعان ما ينفيه سبب آخر هو أن تستمرّ في الغياب، والكتابة كلما صارت إلى التحقُّق كلما كَسَبت غيابا إضافيا. أكتب لسبب حلميّ فاضح يتعلق برسم صورة مثالية لشخص مسلوب الإرادة ولا يجد في الواقع أي سند للحقيقة، ويتمثل نصوص الأوائل كأفق للتجلي. أكتب لمجرد الحبّ الذي يغمرني بالأشياء والعناصر التي تفنى أمامى وأفنى معها لحظة بلحظة. أكتب بسبب الجمال السرّي الذي يناديني من فجوة غامضة. وهناك أسباب كثيرة لا أدري ما هي لعلها تتّضح مع الأيام». أمّا الناقد والأكاديمي بجامعة بجاية *لونيس بن علي* فيجيب عن سؤال ماذا تعني له الكِتابة قائلا: «فرق بين أن تكتب وبين أن يكون لديك مشروع كتابة. الجميع يكتب، القلة من يملك مشروع كتابة. أتحرّج أحيانا من وصفي أنّي كاتب. الهوية لا تليق إلا بالذين يملكون مشاريع كتابة حقيقية. المشروع أقصد به أن تكون الكتابة التزاما حياتيّا ووجوديّا وتاريخيّا، وكفعالية تاريخية قادرة على الإضافة والتغيير. لا أريد أن أُغرق نفسي في وهم أنّي كاتب. الوهم لا يُعمِّر طويلا، وإذا طال أمده تحوّل إلى عقبة أمام الوعي بحدود الكتابة الحقيقية». ويضيف أيضا: «أنا أكتب دائما بحسٍّ حذِر، دون ادّعاء كبير. أفهم الكتابة بحثا، فنحن لا نُولد كتّابا، بل نصير كُتّابا. ولم يحن الوقت بعد لنعلن عن ذلك». وترى *لامية بلعوجة* أستاذة الأدب والدراسات النقدية بجامعة الجزائر 2 بأنّنا «نكتب لنهزأ من الفناء المتأصِّل فينا». ويقوم الناقد المغربي *إسماعيل شكري* صاحب العديد من الإسهامات الأدبية والنقدية المهمّة بتوصيف فعل الكتابة لديه، والذي يسمّيه (من التجربة إلى التجربانية)، قائلا: «..انطلاقا من تجربتي العلمية المتواضعة أعتبر لحظة الكتابة عملية معرفية مركّبة تنقلني من التجرية بما هي وعي آني محلي إلى التجربانية بوصفها حلولا في الكوني عبر أطر معرفية عالمية. بيد أني أستعير دائما، في هذا السياق، قلق أوغستين وهو يعرف الزمان فأقول: عندما تطلب مني تعريف الكتابة أشعر أني من العارفين، بيد أني لما أحاول صياغة الرؤيا أجدني عاجزا؛ هي دائما ذلك الأفق المجهول...». ويجيب المترجم السوري الشابّ *معاوية عبد المجيد* الذي يشتغل على ترجمة *رباعية مقبرة الكتب المنسية* لكارلوس ثافون و*رباعية نابولي* لإيلينا فيرانتي، وتُحفٍ أدبية أخرى، عن سؤال تجربته مع الكتابة والترجمة، بوصف هذه الأخيرة فعلَ كتابةٍ موازيًا للكتابة الإبداعية، قائلا: «..من خلال عملي على ترجمة *صديقتي المذهلة* لاحظتُ أنّ فيرانتي تُكثِر من تمييز أسلوب بطلة الرواية في الكلام. تذكر أنّها قالت *بالعاميّة* جملة ما، ثمّ قالت *بالفصحى* جملة أخرى. وبتحليل الفارق بين تلك الجمل، نلاحظ أنّ ما تقوله بالعاميّة يَشوبُه النَّزَقُ والغرائزيّة والسوقيّة، فيما يلين لسانها حين تتكلّم بالفصحى وتستخدم أوصافًا رفيعة، وتتحدّث بلهجة عقلانيّة. فإذا كانت الفصحى لغة الكتابة، نتبيّن في ضوء ذلك أنّنا نكتب لنصقل أفكارنا، ونعطيها شكلًا منطقيًا، ونرتقي بالتعبير عن مشاعرنا. قد يكون هذا أحد أسباب الكتابة: حاجتنا إلى تهذيب ما يجول في النفس». هذا عن الكتابة بشكل عام، أمّا عن دافعه إلى الترجمة فيواصل معاوية موضّحا: «قد تكون الترجمة، في هذا السياق، تطبيقًا فعليًّا وحقيقيًّا لفكرة التهذيب. فالمترجم يحتاج إلى قراءة النصّ أكثر من مرّة، والقراءة عنه أيضًا، ثمّ كتابته بلغة أخرى، وإعادة كتابته بعدد لا ينتهي من المرّات. وكلّما أضاف المترجم رونقًا جديدًا للنصّ اكتسب هو نفسه درسًا جديدًا في الكتابة، وأساليبها، وأسباب وجودها والميول إليها. هل الترجمة تمرين على الكتابة؟ أجل، هي كذلك في معنىً ما، لأنّ المترجم لا يستطيع أن ينجز عمله ما لم يفهم النصّ المراد ترجمته، لتصبح الكتابة بهذا المعنى تحديدًا محاولة ذاتيّة للتأكّد من أنّنا فهمنا ما نفكّر به أم لا. وهنا يأتي دور الناقد ربّما، ووظيفة النقد وأسباب وجوده، للإجابة على السؤال الأخطر: هل استطاع الكاتب إقناع نفسه أوّلًا بما كتب؟ لماذا نكتب إذن؟». كانت هذه شذراتٍ من هنا وهناك وآراءً مختلفةً لكتّاب ومبدعين محترمين يصفون من خلالها دوافعهم إلى الكتابة ونظرتهم المتباينة لها انطلاقا من تباين مرجعياتهم وتجاربهم ورؤاهم، ويبقى سؤال [ لماذا نكتب؟ ] قائما مادام يحتمل أكثر من إجابة وَفق تعدُّد الرُّؤى.
أنا أقرأ ..أنا أتنفس ..قراءات 2016 .. بأقلام كتابنا العرب
استطلاع :
حين تنقضي السنة ، نفتش في أوراقنا وفي هوامشنا ،، نبحث في أجنداتنا عن الكتب التي قرأناها ،، وعن تلك التي استوقفتنا ،، كم كتابا قرأنا ، هل كان ما قرأناه كان ممتعا أو مخيبا للتوقعات ؟ ، ما هي أجمل محطات قراءاتنا خلال عام مر وانقضى ، ما الذي أدهشنا ؟ ، هل ماتزال رائحة الورق تمتعنا ، هل القراءة في حد ذاتها ستبقى ذلك الشغف الذي تعبق به أرواحنا ؟، ثم ماذا ستقرأ خلال العام المقبل؟ ، هل قراءاتنا عمل مخطط لها أم هي تلقائية دون تخطيط ؟
هذه الأسئلة نقلنا بعضها لعدد من الكتاب والأدباء الذين يملكون زمام الحرف ولهم علاقة عشق عميقة مع الكتاب ، فكانت رودوهم كالآتي :
سعدي صباح .. قاص جزائري..
اكتشفت كواليس البحار ومخاطرها
لدي روايات أتأهب لقراءتها في 2017 إن شاء الله ولو أعمل تعطيل لحسابي بالأريكة الزرقاء منها. جداريات الشام. نمنومة لنبيل سليمان، وبين القصرين لنجيب محفوط وو صية معتوه لاسماعيل يبربر، وندبة الهلالي لعبد الزاق بوكبة وهلاوس لنهى ‘محمود. وأهداب الخشبة ورحلة في بلاد ماركيز. لامجد ناصر. وأعيد قراءةهاتف المغيب لجمال الغيطاني. والحياة بعين ثالثة لعادل خزام. وجنوب غرب طروادة جنوب شرق قرطاجة لا براهيم الكوني. ثم لا أنسى نساء في الجحيم لبنت المعمورة. والولد الذي عاش مع النعام لمونيكا زاك السويدية.
فضيلة معيرش ، كاتبة جزائرية
أخطط للقراءة للكتاب الشباب
عام 2016 م قرأت مجموعة من الكتب المهمة التي بعضها اخترته والبعض الأخر قدم لي كهدايا من أصحابها بالنسبة للكتب التي كان لابد من قراءتها بحكم تحضيري للجزء الثاني من كتابي بصمات دراسات فكرية ونقدية ، دواوين شعرية للشاعر الحداثي سيف الملوك سكة ” هكذا ولدتني يداي ” والشاعرة نادية نواصر ” لبونة صهد القلب ” حيث نجد هذه الشاعرة مغيبة تماما عن المشهد الأدبي الجزائري وعن الإعلام وعن الدراسات الأكاديمية والنقدية رغم غزارة انتاجها الشعري …..وغيرهم من الكتاب الذين سيكون ذكرهم مفاجأة لحين إصدار الكتاب بحول الله باعتبارهم لم ينالو حظهم لا نقديا ولا أكاديميا و لا إعلاميا وأيضا هم مغيبون تماما برغم ما قدموه للساحة الأدبية الجزائرية والعربية من مؤلفات … وفي أغلب الأوقات اقرأ الكثير من النصوص التي تستحق القراءة لأنه ما يهم هو النص الجيد بغض النظر عن ذكر اسم الكاتب وكلّ ما ينشر في الساحة الأدبية أهتم به …
لمواكبة الحدث وأيضا التزود بفكر وزاد معرفي لمواصلة درب الكتابة …
بالنسبة لخططي لسنة 2017 م هناك الكثير من الكتب سأجد لها الوقت بين الفينة والأخرى بإذن الله وهي في مجال النقد والرواية والشعر ليس لكبار الكتاب فقط … ومن الكتاب الشباب أذكر” أعوذ بالحب منك ” لعبد الجليل الدلهامي ،” رواية عايشة ” لحنكة حواء ورواية ” زوايا الصفر ” لآسيا بودخانة و” أصفاد الروح” لسعاد سحنون وكتاب ” شاعر المطر ” لسهام بوخروف وكذا كتاب ” قبل الفجر بقليل ” لبختي ضيف الله…..
وغيرهم ….
مي غول .. شاعرة جزائرية
غصت كثيرا في كتب التاريخ
عن القراءة.. أحمد الله أن لي إبنا مجنون بالمطالعة مثلي وينام ليلا بكتاب دون ملل ..كل ليلة ..مطالعاته للروايات القديمة والزجل والمسرح ونتنافس كثيرا..يقول لي أحيانا أنهيت كتابي قبلك بدأت تهرمين.. وأنا طالعت هذا العام الذي مضى كما هائلا من كتب التاريخ وغصت أكثر في كتب تهتم بقبائل مميزة كتجكانت وأخرى تهتم بتاريخ الجنوب عموما لأنني بصدد كتابة مشروع مهم تاريخيا.. مع بداية هذا العام أول ما لجأت إليه غانية مالطا..وتشي جيڨارا..هما تحت يدي الآن وبرنامجي بحول الله أن أضخم مكتبتي الصغيرة وأنوعها وأن أطالع ألف كتاب خلال العام… أؤطر ورشة للشعر بمدينتي وأوجه أعضاء الورشة كل أسبوع لما ينتقون من كتب للمطالعة حسب اهتماماتهم لأجل التطور..الأمر صعب قليلا لكنه لذيذ وهو يتعلق برائحة الورق ونبض الحرف المكتوب.. ولا أؤمن بالكتب الإلكترونية أبدا..لا روح فيها..
لم يدهشني و لم يترك في نفسي بعد أثرا أي شيء مما طالعت ..فأنا في رحلة بحث عما يدهشني فعلا وبعنف..
الفاضل بوعاقلة ، محرر وكاتب سوداني
أقرأ في التصوف
ثلاثة كتب، قرأتها في العام المنصرم، 2016، تركت أثراً عليَّ
أكبر من غيرها. أولها كتاب “التصوف” لـ “لويس ماسينيون” و”علي عبد الرازق”.
وهو كتاب صادر في العام 1984، عن دار الكتاب اللبناني، سلسلة كتب دائرة
المعارف الإسلامية. ويتناول أصل التصوف، والتصوف في الجماعات الإسلامية
وسمات التصوف وفلسفته.أما الكتاب الثاني فهو “فيزياء العقل البشري والعالم من منظورين”، الصادر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث “كلمة”، و”كلمات عربية للترجمة والنشر” (2009)، وأسهم فيه عدد من علماء الفيزياء والرياضيات والفلسفة، أبرزهم “ستيفن هوكينج” بجانب “روجر بنروز” أستاذ الرياضيات بجامعة أكسفورد، و”أبنر شيموني” أستاذ الفلسفة والفيزياء بجامعة بوسطن، و”نانسي كارترايت” أستاذة الفلسفة والمنطق والمنهج العلمي بجامعة لندن للعلوم، وترجمه إلى العربية “عنان علي الشهاوي”. وهو كتاب على شيء من التعقيد لغير المتماسين مع الفيزياء، لكون موضوعاته تتحدث عن الزمكنة وعلم الكون، وميكانيكا الكم وفيزياء العقل البشري.
أما الكتاب الثالث، فهو رواية الأديب السوداني “منصور الصويم” الأخيرة: “عربة الأموات”، الصادرة عن دار مسكيلياني للنشر – تونس، وفيها يقتفي الصويم حيوات.
فيصل الأحمر / كاتب جزائري
أميل لما هو فلسفي وفكري
القراءة بالنسبة لي فعل تكويني، فعل يسمح لي بالتواصل مع العالم
وبصناعة وعيين؛ واحد وعي جماعي عام أوقل كوني، والوعي الثاني شخصي يموضعة
بتصريف المرء على أديم الحياة.تميز عام 2016 بالنسبة لي بكثرة المطالعات وتنوعها، فعادتي القديمة في القراءة هي أن أطالع عدة كتب من مجالات مختلفة في الوقت نفسه، وهي عادة أحافظ عليها منذ اكثر من ربع قرن، ولكن الميل منذ سنوات يتمركز حول الكتب الفلسفية والكتب الفكرية عموما، إضافة إلى بعض الروايات المنتقاة بعناية لكثرة ما يصدر وقلة إمكانة القراءة.
من الكتب التي قضيت معها أوقاتا ممتعة هذا العام موسوعة روتلدج للخيال العلمي، وكانت قراءتي لها بسبب تسييري لمشروعين جميلين سيريان النور في القريب العاجل ان شاء الله حول الخيال العلمي عند العرب، وموسوعة روتلدج من أجمل وأكمل الكتب في هذا الميدان.
كانت لي شهور ممتعة أيضا مع مجموعة من أعمال الفيلسوف الحكيم “إدغار موران” ذات الطابع الجدلي وخاصة كتابيه “التفكير من زاوية كونية” penser global و” أخطار الأفكار” au péril des idées .
المحطة القرائية المشهودة الثالثة كانت الكتاب التعريفي الممتاز للكاتب كريس باركر ” معجم الدراسات الثقافية” (في ترجمة جزائرية أنجزها الباحث الواعد د. جمال بلقاسم) وهي ترجمة تحيل المطلع الشغوف على عشرات المفاوز المعرفية والمقالات الفكرية.
عام 2017 يبدو عاما روائيا وفلسفيا بامتياز. فأنا أعمل على مشروع موسوعة لاستكمال الكتابين اللذين ذكرتهما حول الخيال العلمي، وأعمل كذلك على رواية صعبة التناول فيها الخيال العلمي والتاريخ وعلم الكلام تدور أحداثها في القرن الرابع الهجري…ولكن الماضي والرواية (مثلما هي حال المستقبل) علمهما عند ربهما…فلنؤجل الحديث عنهما ولنتناول رواية أفضل. أقرا حاليا رواية “الجزيرة” لألدوس هكسلي…ورغم انها كتبت منذ أكثر من نصف قرن، إلا ان فيها دروسا هامة لحالنا نحن العرب والمسلمين في الوقت الحالي.
رندة مكاوي / قاصة جزائرية
لا شيء يدهشني إلا الحرف المشع
قرأت هذا العام لكاتبة سعودية رواية رومانسية أعادتني إلى الزمن الجميل وهي” أحببتك أكثر مما ينبغي” كانت جميلة اتبعتها بالجزء الثاني لهذه الرواية فلتغفري واكتشفت كاتبة ذاتأسلوب سلس يأخذك بعيدا .
كما كان الصديق بن ساعد قلولي كريما حين أهداني مجموعته القصصية صدر الحكاية استمتعت كثيرا كانت مجموعة موغلة في تفاصيلها الجميلة سرد رائع .
لقد قرأت لأمير اليمين كاتب قصة جزائري رائع في مجموعته “شيء من الوهم” هناك حقائق جميلة ومصادرة أحيانا كتبها شاعر متمكن قرأت لواسيني ” مملكة الفراشة “ومازلت لم أكملها لظروف فأنا أحب القراءة في جو هاديء وأحيانا ظروف الاولاد تحول دون ذلك لكنني أتلصص بين الحين والآخر لاقرأ ها فقد قرأت أنثى السراب ما أدهشني إعادتني لقراءة أعمال غادة السمان اكتشف لغة نارية مشبعة بالألق تأخذك من أول سطر حتى آخر سطر مع غادة أعيد اكتشاف الشغف الأول منذ أكثر من عشرين عاما .
قرأت للشعراء أيضا بين الفينة والأخرى ..فقد أعجبني ياسين نوري رمزي نايلي واكتشفت عالما جميلا لقصص من جنوب أفريقيا وأنا أزور المعرض الدولي للكتاب دون أن أنسى مجموعة قصصية لكاتب مصري انا لا احفظ الأسماء واكتب لك ارتجالا عنوانها لو أقول لك شيئا ..
لا شيء يدهشني إلا الحرف المشع الذي يقولك ويقول صمتك وهديرك وهذا اكتشفته مع كل سطر اقراه لأي كاتب مميز في أسلوبه وأفكاره أقرأ لأصدقاء في الفايس بوك قصائد رائعة قصص مذهلة .. لدينا كم هائل من الجمال والنهضة في كتابات بعض كتابنا بيننا فقط أعيد دوما قراءة الرائعة نوارة لحرش في مجموعتها الأخيرة نفس عميق ونوارة نوارة حقا في كتاباتها.
في العام الجديد سأقرأ ما بحوزتي أود قراءة عمار مرياش فقد مررت في الشباب بقصائد رائعة كما أود القراءة لعاشور فني لجنات بومنجل وأواصل القراءة لطارق لحمادي فهو قمة هذا الكاتب..
مراد بوكرزازة.. قاص وإذاعي جزائري:
الفرنسية لغة أدب بامتياز
لم تكن سنة 2016 مزدهرة بالقراءة كما العادة ، إذ تعودت على
التهام عدد كبير من الكتب وفي اللغتين العربية والفرنسية وأمارس هذه العادة
وفق طقوس معينة إذ أغرق في تفاصيل كتاب بعد منتصف الليل حتى الثالثة صباحا
وحين أضعه جانبا أكتشف أني بالكاد أعود لهذا العالم المتوحش. خلال هذا العام 2016 قرأت من جديد بعض أعمال باولو كويلو وكنت أنظر إليها بشكل مغاير كما اكتشفت عددا من الكتاب اليهود على غرار يورام كانيوك في رائعته قصة حب اخرى وكاتبة اخرى هي الكسندرا في كتابها القيم سلام/شالوم وهي الفرصة أيضا التي قرأت فيها لبعض الكتاب الجزائريين من ابناء جيلي/كمال قرور حضرة الجنرال.فيصل الاحمر حالة حب حالة حرب.كمكان لا يعول عليه لنوارة الاحرش كما سعدت بالقراءة للجيل الجديد عواد بن جبار وروايته الجميلة الحركي -نموذجا–
في قائمة القراءة لهذه الأيام مصحة فرانز فانون لعبد العزير غرمول رحلات جزائري في ربوع افريقيا مثلما أتمنى العودة مجددا لرواية إليف شافاق قواعد العشق الأربعون بعد ان فتحت شهيتي على الصوفية في اجمل صورها.
لا أكتفي بالقراءة باللغة العربية بل اذهب في الغالب للفرنسية واجدها لغة أدب بامتياز
ولا اقف عند نوع معين من المطالعة قدر هوسي بما يحدث في العالم وكيف يراه كتابه ومبدعوه.
نجم الدين سيدي عثمان
إعلامي وكاتب
خلال العام المنصرم، قرأت ما يربو عن خمس وثلاثين عملا، بين
رواية وبيوغرافيا و أدب الرحلة فضلا عن أعمال تاريخية، أعجبني و أدهشني
القراءة لأمين معلوف رواية ليون الإفريقي و كذلك سمرقند، فضلا عن كل أعمال
أنيس منصور، أعجبي من الرواية أمير تاج السر، فيما خيبني جدًا روائيون
جزائريون مع بعض الاستثناءات الجميلة ، أخطط خلال هذه السنة لقراءة بين
ثلاثين وأربعين عملا و كانت البداية مع موانئ الشرق لأمين معلوف، على أن
تليها رواية إفريقية الفتى الذي طوع الرياح لكواكمبا وهو من مالاوي، فضلا
عن الكثير من الأعمال التاريخية، على غرار سيرة المجهاد بربروس و أعمال
أخرى بين واقعية وتاريخية…
كانت هذه بعض قراءات كتّابنا خلال عام انقضى وحمل معه الكثير ،، يأتي عام جديد سيكون حافلا بكل ماهو ثقافي أدبي ،، تحتل فيه القراءة نبضا وشغفا جميلا في مساحة رحبة من وقت وانشغالات بعض كتّابنا ،، وذلك فضاء أخر ، قد نتلمّسه نهاية هذا العام إن ظل في العمر بقية ، كل عام وكتابنا على قيد الكتابة والقراءة والنبض الصادق البهي في أوطان بحاجة إلى عشاقها ومثقفيها.
http://elhiwardz.com/media/123452/
الإذاعة ملك للمواطن وأنا لم أضع الشبكة البرامجية الرمضانية اعتباطا
أمينة تباني مديرة إذاعة قسنطينة الجهوية لـ"الحوار":
من مذيعة ، إعلامية صحفية بقسم الأخبار إلى مديرة إذاعة قسنطينة الجهوية تحول في المهام و المسؤوليات ، كيف ترى اليوم امنة تباني مسؤوليتها إتجاه مستمعي الإذاعة الجهوية ؟
أولا إسمحوا لي أن أشكر جريدة الحوار الجزائرية التي أكدت أنها رقم صعب في الصحافة المكتوبة الجزائرية ، تشقون طريقكم بنجاح كبير و أطالعكم بإهتمام بالغ لمدى حرصي على قراءة كل ما هو مفيد للصالح العام ، و عن سؤالكم و أضيف أنكم بعيدون جدا عن بعض الأخطاء الشائعة التي أصبحت و للأسف اليوم سمة إلتصقت بالصحافة المكتوبة و المرئية أيضا ، ربما تجربتي لا تقاس بصغر سني لكن تقاس بتجربتي الإعلامية التي إلى حد الساعة أراها قصيرة ، لازلت أحب المطالعة و حب المعرفة و أحب الإحتكاك مع الزملاء الصحفيين لأجل التعلم منهم ن مهنة الصحافة واسعة و كبيرة و المنصب لا يختزل كل هذا ، أنا و لله الحمد أول إمرأة تنصب مديرة على إذاعة قسنطينة الجهوية منذ الإستقلال لكن كانت لي فترة نيابة لقرابة 09 أشهر ، سؤالك عن ما أعد به المواطن جوابي عن هذا سيكون بطلب و هو بعد قليل يمكنكم سؤال أي شخص على قارعة الطريق أو من المارة أو أي شخص تختارونه عن إسم امينة تباني و إذاعة قسنطينة ربما في فترة قصيرة أصبحنا الاقرب إلى المواطن فعلا لا قولا و فقط ، عملنا على ذلك و تحقق لنا بفضل العمل و الجهد و التفاني و الإخلاص أيضا لهذا المواطن و الوطن على حد سواء ، كسبنا ثقة المواطن لأننا عملنا على لمس كل جوانب إهتماماته اليومية لربما بعض النقاط التي يعتبرها البعض الاخر صغيرة و لكن لنا نحن كبيرة جدا لأنها من صميم ما يطلبه المواطن الذي يلعب الدور الرئيسي و الركيزة الأساسية للعمل الإذاعي . نحن نسلط الضوء على إيجابيات السلطة أين قدمت الكثير لقسنطينة سواء قبل مشاريع عاصمة الثقافة العربية أو بعد و لازلنا نسلط لاضوء على سلبياتها ايضا أين نستقبل شكاوى المواطنين و نستقبل المسؤولين المباشرين سواء عبر الهاتف أو في الأستديو للحديث اكثر عن أهم ما يطرحه المواطن . نحن الجسر التاسع في قسنطينة .أعد المواطن المستمع أننا سنكون بقدر المسؤولية التي يوليها لنا كما سنكون جهة تنقل كل إنجازات الدولة .
هل تراهنين على الشبكة البرامجية لأجل إستقطاب أعداد كبيرة من المستمعين و ما هي خارطة العمل خلال الشهر الفضيل خاصة أننا نجد هجرة الأمواج الإذاعية نحو القنوات الفضائية ؟
المعروف على إذاعة قسنطينة أنه نسبة المستمعين عندنا أكبر من القنوات ، لنا برامج مسائية لها نسبة متابعة خيالية على مدار سنوات كان لنا الخيمة الذي يعده و يقدمه معتز بلهوشات هذا البرنامج نال حصة كبيرة من نسبة المتابعة من قبل المستمعين ليس على مستوى قسنطينة و حسب بل إمتدت شهرته إلى الولايات المجاورة ، هذا العام في الشبكة البرامجية هناك تنوع كبير سطرناه وفق دراسة معمقة لما هو حاصل في واقعنا ،أنا لم أضع الشبكة البرامجية إعتباطا ، هناك برامج دينية تسلط الضوء على الجوانب الروحية و الإسلامية و القيم العالية ، هذا النوع من البرامج يفرض نفسه خاصة و أننا في مدينة العلم و الدين . لنا حصص خدماتية كبرنامج المستهلك و الحماية المدنية معكم و الكثير من هاته الشاكلة التي تصب في خانة الخدمة العمومية ، لنا أيضا الجانب الترفيهي و المتمثلة في حصص ألعاب مدعمة بجوائز للمستمع المشارك هاذا النوع من البرامج جعلناه في فترة ما قبل الظهيرة ، بعد الزوال لنا حديث مع المستمع السائق الذي يجب أن يتوخى الحذر و يصل لعائلته المنتظرة له بسلامة ، لنا ملفات صحية كذلك و بعد كل هذا لنا برنامج صح رمضانكم الذي وزعته على كل مذيعي المحطة . و برنامج لمتنا زينة مع معتز يونس بلهوشات و رمضان و لحباب مع الأستاذ عبد الوهاب زيد و يوم السبت لنا نفس البرنامج يوقعه الأستاذ مراد بوكرزازة .
كيف ترين ترأسكم كإمرأة على الإذاعة و كيف ستوفقين بين العمل و واجبات المنزل كسيدة و أم ؟
أنا إمرأة مثابرة جدا و لا أنقص من حق بيتي في شيء ، أنهض على الساعة الرابعة صباحا لأجل تحضير إفطار إبنتي و زوجي و ثم ألتحق بالإذاعة ، و هنا أقول أنني اخر من يسجل خروجه من مبنى الإذاعة ، أخرج من هنا لألتحق بالبيت لا علي سوى تحضير السفرة ، صحيح أنا كأي إمرأة جزائرية عاملة أقوم بتحضير كل ما هو يدوم ليومين كالسلطات و الأطباق و أيضا – تحضير الكسرة – قد يكون مرة في الأسبوع و ليس يوميا و حتى البوراك قد يكون يوما على يوم و أسمح لي هنا أن أقول لك أن زوجي الحمد لله متفهم جدا و معطاء جدا و يساهم كثيرا في إنجاح حياتي العملية و الشخصية زد على هذا لي بنت واحدة فقط و هذا ما يسهل علي العمل في البيت . و من جهة أخرى و بحكم أني صغيرة نوعا ما في السن و لكني أرى الزملاء الصحفيين و المذيعين أولادي أيضا لي 42 عامل في الإذاعة هم أولادي عندما أراهم بعين الأم أفهمهم في حاجتهم لي و يفهمونني كذلك عندما أحتاج إليهم و الحمد لله أنا إمرأة وجدت الدعم الكامل من طرف المدير العام للإذاعة الوطنية شعبان لوكانل و كذا العميري مدير تنسيقية الإذاعات الجهوية و تلقيت دعم كبير جدا من طرف والي الولاية و الأهم من كل هذا دعم المواطن لي المواطن القسنطيني الذي جعل من الثقة المتوجهة من الإذاعة نحوه تكون متبادلة في شكل جميل .
تحدثتم عن دعم زوجك لك كمرأة عاملة و لكن هذا يخلق سؤال اخر و هو المجتمع في وقت سابق كان ينظر نظرة سلبية للمرأة العاملة بالمقارنة مع اليوم أصبح المجتمع أكثر تفتحا على هذا ، كيف ترين من موقعك نظرة المجتمع للمرأة الصحفية ؟
هناك إحترام كبير جدا للمرأة ، أنا أرى أنه يوم 08 مارس شاهد على مكانة المرأة في الدولة الجزائرية و المجتمع كذلك ، نجد الجميع يحتفل بالمرأة سواء العاملة أو الماكثة بالبيت كذلك ، ففي هذا العام شخصيا تلقيت تكريم خاص من والي الولاية في عيد المرأة العالمي لم تكن فرحتي كبيرة إلا بفرح الجميع معي و مشاركتهم لي التكريم نظرات الحب المتبادلة بيني و بين الناس تزيدني عزيمة على المضي قدما و تقديم الأكثر و الأجود و الأحسن. أنا لا أطمع في شيء لا مال ولا سلطة ولا منصب ولا نفوذ بل على العكس تماما مبتغاي هو أن أنجح كإعلامية و أن أحقق القسم الذي أديته أمام الله لأجل خدمة وطني و مدينتي بكل قوتي .أنا إنسانة صريحة لا أعرف النفاق و هذا قد يسبب بعض المشاكل و لكن اليوم تحتم علي ان أغير البعض منها و لكن لي مبادئ لا يمكن إطلاقا أن أتنازل عليها . و من هنا أقول أن الصحفية الإذاعية لها شأن مهم في المجتمع خاصة و أننا لما قمنا بتنظيم يوم دراسي حول دور الإذاعة كشريك و فاعل لتحقيق التنمية المحلية مع المسؤول وجدنا أنه بتظافر الجهود تشحذ الهمم و تكون النتائج الإيجابية .
حدثينا سيدة تباني عن سلوكياتك في رمضان المبارك ؟
أنا إنسانة هادئة جدا في رمضان ، و يعرفني جيدا زملائي في الإذاعة أنا في رمضان يزيد هدوئي أكثر من الأيام العادية و ضحوكة جدا ، أما عن الصعيد العائلي فبعد الفطور مباشرة يأتي وقت القهوة التي أرتشفها على ما تقدمه القناة الوطنية الأرضية أنا لا أشاهد أي قناة أخرى حتى لو كانت جزائرية بل أكتفي فقط بما تعرضه قناتنا الوطنية و ثم يأتي وقت النشرة الرئيسية التي أشاهدها يوميا و بعدها مباشرة أذهب بإبنتي للنوم و أنام بعدها و طبعا كأي سيدة بيت أحضر وجبة السحور للزوج و أسعى دائما لأن أكون مجددة و متجددة في طبق السحور و بعد وجبة السحور لا أعود للنوم مرة أخرى لأني سأذهب إلى أعمال البيت اليومية .
كلمة أخيرة …
أولا أريد أن أوجه كلمة لطلبة الإعلام و الإتصال بالجامعة الجزائرية و أقول أن الإذاعة الوطنية محطة قسنطينة تفتح أبوابها لأجل التربصات في المجال السمعي هذا من جهة و من جهة أخرى فليس كل طالب في كلية علوم الإعلام و الإتصال له مقومات النجاح في الميدان فهناك من سيغير المهنة إلى حرفة و هناك من يدرس في ميادين أخرى لأجل زيادة فرص التوظيف ، الإعلام سواء السمعي البصري أو المكتوب أو السمعي هو روح جميلة يجب أن تكون في الفرد حتى ينجح ، الدراسة وحدها لا تكفي لأن تجعل من الفرد صحفيا أو مذيعا أو إعلاميا و من هنا أوجه كلمتي الأخيرة أيضا إلى مستمعي إذاعة قسنطينة الذين أدعوهم جميعا إلى متابعة برامجنا و عدم البخل علينا باراءهم و تدخلاتهم فيما تعلق بالمحتوى العام للشبكة البرامجية و أخيرا أشكر جريدة الحوار على إهتمامها الكبير الذي توليه لنا كوسيلة إعلام جوارية نسعى جاهدين لأن نكون في مستوى تطلعات المستمع .
حاورها: بخوش عمر المهدي
من 100 رسالة لابنتي /مراد بوكرزازة
1/ لا تترددي يوما في السفر/اذهبي للمدن واكتشفيها بحدسك/ادخليها دون مفاتيح ودون برمجة/إن المدن تسلم نفسها للعشاق المجانين وتكره جدا زيارات الوكالات المبتذلة/تيهي بها ونامي بفنادقها الرخيصة/ستجدين عبور الناس في الجدران /في الخزائن القديمة/وحتى بمراحيضها/فالشعوب العربية تفجر كل كبتها هناك وتتعرى كما لو أنها ما لبست أقنعتها يوما.
2/لتكن باريس محطة مهمة-في أسفارك هذه- فالركض تحت مطرها مغامرة تستحق أن تعاش/ادخلي متاحفها/حدائقها/أزقتها العتيقة وانفتحي هناك على الدنيا/ستصطدمين بسكير يغرق يوما بعد أخر بكأسه/ وتتعثرين بامرأة تبيع جسدها/وتجدين ما قد لا يخطر على بالك/فلا تتعجلي في الحكم على هؤلاء/كوني إنسانة معهم جميعا و اتسعي بالتسامح وتقبل الأخر/الدنيا ليس قصة شرقية غبية/الدنيا أصوات مقهورة يجب أن ننصت إليها/الله يسامح لما لا أنت أيضا.
3/كوني متسامحة ومهيئة لمفاجآت الحياة/لا تتسرعي بالهتاف/لا/غير ممكن/غير معقول/توقعي أن يأتي العالم إليك بمادته الخام فلا تصديه/افتحي الأحضان له/لتصيري أنت العالم.
4/ لا تصدقي واجهات المحلات/و لا واجهات البشر/رب حدسك أن ينصت لما لا يقال/لغير المصرح به/الحقيقة تخجل من الواجهات جدا/تتعرى بالغالب في الزوايا التي تملؤها العتمة/كوني ضوءها الذي تنتظر من ألف عام.
5/لا تغرقي بكتب الوعظ والإرشاد/أنت مؤمنة بالفطرة/أحبي الله على طريقتك الخاصة وصوريه كما يحلو لروحك أن تراه/وثقي انه أوسع من إدراك كل البشر/كوني صديقته التي تحترمه وتحبه/عودي إليه كلما ضاقت الدنيا/وتحدثي إليه بصدق طفلة ودهشة وردة/و سترين كيف يبتسم لك من نجمته البعيدة/تلك النجمة التي تلمع بروحك.
6/اخلصي لأحلامك/كأنما تعيشين لأجلها/وربها كما لو انك تربين نبتة/وامض بدربك/لا تسمعي صوت الذين يغارون منها/اسمعي صوتها-أحلامك-/لحظة الوصول ستعرفين كم مهم أن يؤمن الإنسان بنفسه.
7/تعلمي أن تنصتي للأمكنة والتفاصيل الصغيرة/رماد منفضة السجائر قصة بشر اجتمعوا حول نكبة او بهجة/الكؤوس الفارغة هي أنخاب الذين عبروا الغياب لأجل حضور اكبر/و الأوراق المبعثرة بكل مكان هي خاتمة نص جماعي لا يحمل توقيع أحد.
8/اكتبي مذكراتك اليومية ببذخ/عودي إليها من حين لأخر/بين سطورك كل مخيباتك القادمة/تجنبيها قبل الأوان.
9/العالم شاسع جدا و رحب جدا/لا ترتبطي بالمكان/قد نعثر على غزال أو واحة بالربع الخالي/لكننا قد نتعثر بضياع الصحراء بالمدن الكبيرة/ليكن شارعك مطلا على طمأنينة تدجج روحك.
10/عيشي الحب بكل تجلياته/لأنه يصالحك على الدنيا/انه يقلم أظافر الوحش/و يمنح الوردة اسما تحبه/ويمنح دواخلك سكينة الصلاة العميقة/
http://djesouraladabiya.blogspot.com/2014/11/100.html
لرّوائي الشّاعر عبد القادر شرابة يفتح قلبه لـ «الشعب»:
أنا كاتب من الهامش في حاجة إلى إضاءة
أجرى الحوار: نور الدين لعراجي
«الشعب» احتضنت أولى كتاباتي وهي صوتنا الأبدي
بوكرزازة سمعني أقرأ ترقرقت دمعة في عينه فحفزّني لكتابة الرّواية
بوكرزازة سمعني أقرأ ترقرقت دمعة في عينه فحفزّني لكتابة الرّواية
ظل يكتب في صمت مثير، قليل
الحركة، كثير النشر في الصفحات الأدبية وعبر الفضاء الأزرق، يعشق الرمانة
حد الذهول حتى يخيل إليك وهو يتحدث عنها، إنّها معشوقة من ذلك الزمن الجميل
العذري، وحينما يصر على مغازلتها في نصوصه،تخال إليك أن الرجل فقد ضالته،
لكن عندما تكتشف الحبيبة صاحبة الحظ السعيد، تجدها «الرمانة» موطنه
الأصلي، المدينة الصغيرة على حواف بوسعادة، هذه الأخيرة جعلت منه شاعرا
وروائيا بامتياز.
هو الشاعر عبد القادر شرابة يكتب بروح الروائي الحذر حينما يعانق أدغال اللغة، ولا يهدأ له بال حتى يلبس نصوصه بهاءً سرديا يترك خلفه القارئ شارد الذهن وتائه السبيل في وسط الحبكة التي نسجها خياله الواسع.
«الشعب» التقته وحاولت الغوص في ملكة إبداعه حتى تقرّبه من جمهور القرّاء ككاتب شاب، سيكون له شأن عظيم في عالم الكتابة والإبداع، نرافقه في فسحة من حوارنا هذا ونستشف معه أمهات القضايا الادبية في الجزائر والعراقيل التي تحد من إبداع أدباء الداخل رغم عالمية نصوصهم وإبداعاتهم.
❊ الشعب: من أي البدايات أنت هل من «نصف وجهي المحروق» أم من الرّمانة التي ضيّعت «نصف وجهك الآخر»؟
❊❊ عبد القادر شرابة: جيد..»نصف وجهي المحروق» هي أول عمل لي، استطاع أن يرى النور فقد صدر عن دار الألمعية لصاحبها الكاتب نبيل دادوة في سبتمبر2012، وعَرَفَني به عدد أعتز به من القرّاء. حين كتب الشاعر والروائي أحمد عبد الكريم عن روايتي، أشار لكوني كاتب من الهامش، لذا فهو يرى بأنّي بحاجة ماسة للإضاءة، حتى آخذ حظي من الحضور والتناول النقدي. والحقيقة أن في كلامه الكثير من الحقيقة، حتى وإن أخذت روايتي بعض الاهتمام هنا أو هناك.
بعض الكتّاب أخذوا كل الضوء المتاح لأسباب عديدة، رغم أن الكثير من نصوصهم ليست في المستوى المطلوب إنْ لمْ أقل رديئة، لكن هذا لا يهم كثيرا، إذا كان الواحد منا ـ أقصد كتاب الداخل ـ يبحث عن بدائل أخرى. ولا تنس أن النص الجيد يفرض نفسه، ولو طال الزمن. «نصف وجهي المحروق»، حاولت فيها جاهدا، إماطة اللثام عن أشياء، أخذت شكل الطابو، صار الكلام عنها يخيف صاحبه قبل أن يصل إلى الآخر. لقد تحدّثت عن وقائع مشابهة جدا لأخرى وقعت خلال الثورة بالفعل، لكنها لا يمكن أن تنقص من عظمتها شيئا، وبالمقابل، تجعلنا نعي أن الثورة ليست بأي حال من الأحوال شيئا مقدسا. بعد قراءتك للرواية، تخرج وقد تعاطفت، بشكل أو بآخر، مع ابن الحركي، والإرهابي الذي دفعت به كثير من الظروف إلى التطرف، وتلك اليهودية الجميلة المصابة بالحنين إلى الوطن. هي دعوة، للبحث عن بدائل أخرى للتعايش. في النهاية، أقسم أني حاولتُ، أن أنتصر للإنسان فينا. لم يكن من السهل أن أكتب عن الرمانة مسقط رأسي، وبوسعادة (مدينتي التي تفتّحت فيها روحي)، لكني كتبت. الذين قرؤوا الرواية أبهرتهم بوسعادة، والرمانة كذلك، وما لففتهما به من سحر.
وسميدار، بطلتي، التي عشقها الكثيرون. هل يمكن أن تكون هذه القصة قد حدثت معي؟ بعض منها، يمكن أنه قد حدث بالفعل، لكن في قصتي مع سميدار، وجدتني قفزت إلى زمن بعيد، يمكن ألا يكون لي، أو هكذا، صار يوهمني غيابها الفادح. بعد صدور الرواية صار لي من بعض قرائها أصدقاء. سألني صديق مرة: لمَ تسكن بوسعادة ؟ أجبته: أنا أسكن الرمانة. إذا كانت بوسعادة نهاية العالم فأنا فضلت أن أعيش على شفير الهاوية. كانت إجابتي مجرد مراوغة لا أكثر، فأنا لا يمكن لي أن أعيش خارج الرمانة، يتملّكني حنين إليها، حتى وأنا فيها، يشرفني أن أكتب عنها وعن مدينتي بوسعادة. يشرفني جدا، الرمانة ستعيد لي الضوء الذي سُرقَ مني، لعل ذلك، سيحدث في كتابات لاحقة.
❊ بعد التجربة الأولى مع «نصف وجهي المحروق « أين استقر بك المقام؟
❊❊ هل يمكن أن أكون كاتبا حقيقيا، ينتظر الناس كتاباتي بشوق؟ أنا لا أقتات من كتاباتي، مثل الكثيرين، ولا يمكن لي أن أتفرغ للكتابة بشكل نهائي. هناك معوقات كثيرة تقف حائلا أمام أن تكون كاتبا بالمعنى الحرفي للكلمة. لكن بالمقابل، أعتقد أني خلقت كي أقاتل. أنا أهوى القراءة، وحين أكتب أحب أن أرضي القارئ في. رغم كل الصعوبات، إلا أني أشتغل على رواية جديدة، أنطلق فيها أيضا، من الرمانة، وأرجو بها، أن أتعدى الحاجز الذي بنته في داخلي، روايتي الأولى. إضافة إلى كوني أنتظر صدور مجموعتي القصصية «الخروج عن القافلة»، التي أعتقد أن فيها ما يروق.
❊ هل أنت راض عمَّا تكتب؟
❊❊ أبتسم، بعد صدور روايتي، لفترة معينة كنت لا أتقبل عدم الإشادة بعملي، لكن الآن، أجدني متصالحا مع كل من لم أصل إليه. هذا الشعور يجعلني أريد الأفضل دائما، لكني متصالح مع نفسي أكثر.
❊ ما تقييمك للمشهد الأدبي العربي بصفة عامة، والجزائري على الخصوص؟
❊❊ قبل أيام، وفي إحدى جلساتي مع أحمد نويبات وموسى توامة، سألني احمد عن الأسماء العربية التي يمكن أن تنافس في جائزة نوبل، غير أدونيس وغادة السمان؟ لم أجد غير أسماء يمكنها أن تنافس في البوكر العربية. أنا أحب جدا كتابات بهاء طاهر وأمير تاج السر، لكن هل يمكن لها ذلك؟ هل يمكن لكتابات أحلام مستغانمي، أو واسيني الأعرج أن تكون سقفا للرواية الجزائرية؟ هل أنتجنا ما يكفي من الروايات، حتى يمكن أن تظهر أصوات، تكتب بالعربية، ويمكنها أن تنافس عالميا؟ هل من تراكمات حقيقية؟ أعتقد أن كتابة الرواية في الجزائر، تحتاج إلى مساندة كبيرة، من جهات عدة. لعلك رأيت الدفع القوي الذي أحدثته جائزة مالك حداد، لولا أنها توقفت. أتمنى أن أرى المئات من الروايات الجديدة، مع كل دخول أدبي، ويجد القارئ الكثير مما يروقه.
❊ قليل الحضور في الملتقيات الأدبية لماذا؟
❊❊ تذكر طبعا الأيام الأدبية بالعلمة كان ملتقى رائعا. في الطبعة العشرين منه أخذني معه الشاعر موسى توأمة رفقة الشاعر طيبي محمد عنوة بعد انقطاعي عن الكتابة لأكثر من ست سنوات. كان أجمل ملتقى في حياتي لقد مكنني من التعرف على مراد بوكرزازة، وأدخلني قلبه.
سمعني، وترقرقت دمعة في عينه، وشد على يدي كي أكتب رواية، وهو من سعى أن أنشرها بقسنطينة. هل من ملتقى آخر يعرفني على صديقي بحجم مراد؟ أشكر صديقي الرائع رابح بشارب على دعوته لي لملتقى الطاهر وطار بقسنطينة، وأعتقد أنه سامحني لأنني لم استطع الحضور لأسباب خاصة. الكثير من الأشخاص الذين ليست لهم أي علاقة بالكتابة، ولكنك تجدهم في كثير من الملتقيات. ماذا أضافت لهم هذه الملتقيات؟ حتى وإن لم احضر بدعوة أو بدونها، لأي ملتقى، أعتقد أني سأستمر في الكتابة.
❊ ما رأيك في ما قاله وزير الثقافة ميهوبي الاستثمار في الجزائر العميقة؟
❊❊ هل من سؤال آخر؟
❊ عدم مواكبة الحركة النّقدية للأعمال المنشورة في نظرك هل هي مغيّبة أم غائبة؟
❊❊ علينا الاشتغال على أن تكون لنا تراكمات نوعية في الرواية أولا، و مخابر مختصة في نقد الأعمال الروائية بالجامعات الجزائرية، بالعدد والنوعية المطلوبين. وملاحق في الجرائد والمجلات، تعنى بتقديم الأعمال الروائية، ونقدها، قبل وبعد صدورها. ومواقع مختصة على النت، وصفحات على شبكات التواصل، وغيرها. هذه الأعمال لا تتطلب الكثير من الجهد والمال، ولكنها تستحق إرادة قوية فقط، لكن على الجهات المعنية، أقصد الوزارة، أن تقوم بدورها المطلوب، وتبتعد عن الكرنفالات الجوفاء.
❊ ماذا تقول في هذه الأسماء؟
❊❊ موسى توامة: هو نصف وجهي الجميل، أخي وسندي. موسى توامة شاعر، استطاع أن يتميز بصوت فريد، له موسيقاه الخاصة به، وصوره النادرة، إضافة إلى كونه عاشق خطير.
قلولي بن ساعد: قاص، يشتغل كثيرا في حقل النقد، قرأت له بعض المقالات والدراسات. أتمنى له المزيد
نصيرة محمدي: شاعرة جميلة.
عقاب بلخير: شاعر وأستاذ جامعي.
❊ هل من كلمة أخيرة لقرّاء جريدة «الشعب».
❊❊ عليَّ أولا أنْ أشكر جريدة «الشعب» التي احتضنت أولى كتاباتي وظلّت صوتنا الدائم والأبدي من خلالها تعرف الكثير من القرّاء على كتاباتي من خلال «حدائق الإبداع»، التي كان يشرف عليها الأستاذ سهيل الخالدي في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، والذي أحييه بالمناسبة، وأتمنى في الأخير أني كنت ضيفا خفيف الظل عليكم. وشكرا جزيلا أستاذ نور الدين، وتقبّل مودّتي.
هو الشاعر عبد القادر شرابة يكتب بروح الروائي الحذر حينما يعانق أدغال اللغة، ولا يهدأ له بال حتى يلبس نصوصه بهاءً سرديا يترك خلفه القارئ شارد الذهن وتائه السبيل في وسط الحبكة التي نسجها خياله الواسع.
«الشعب» التقته وحاولت الغوص في ملكة إبداعه حتى تقرّبه من جمهور القرّاء ككاتب شاب، سيكون له شأن عظيم في عالم الكتابة والإبداع، نرافقه في فسحة من حوارنا هذا ونستشف معه أمهات القضايا الادبية في الجزائر والعراقيل التي تحد من إبداع أدباء الداخل رغم عالمية نصوصهم وإبداعاتهم.
❊ الشعب: من أي البدايات أنت هل من «نصف وجهي المحروق» أم من الرّمانة التي ضيّعت «نصف وجهك الآخر»؟
❊❊ عبد القادر شرابة: جيد..»نصف وجهي المحروق» هي أول عمل لي، استطاع أن يرى النور فقد صدر عن دار الألمعية لصاحبها الكاتب نبيل دادوة في سبتمبر2012، وعَرَفَني به عدد أعتز به من القرّاء. حين كتب الشاعر والروائي أحمد عبد الكريم عن روايتي، أشار لكوني كاتب من الهامش، لذا فهو يرى بأنّي بحاجة ماسة للإضاءة، حتى آخذ حظي من الحضور والتناول النقدي. والحقيقة أن في كلامه الكثير من الحقيقة، حتى وإن أخذت روايتي بعض الاهتمام هنا أو هناك.
بعض الكتّاب أخذوا كل الضوء المتاح لأسباب عديدة، رغم أن الكثير من نصوصهم ليست في المستوى المطلوب إنْ لمْ أقل رديئة، لكن هذا لا يهم كثيرا، إذا كان الواحد منا ـ أقصد كتاب الداخل ـ يبحث عن بدائل أخرى. ولا تنس أن النص الجيد يفرض نفسه، ولو طال الزمن. «نصف وجهي المحروق»، حاولت فيها جاهدا، إماطة اللثام عن أشياء، أخذت شكل الطابو، صار الكلام عنها يخيف صاحبه قبل أن يصل إلى الآخر. لقد تحدّثت عن وقائع مشابهة جدا لأخرى وقعت خلال الثورة بالفعل، لكنها لا يمكن أن تنقص من عظمتها شيئا، وبالمقابل، تجعلنا نعي أن الثورة ليست بأي حال من الأحوال شيئا مقدسا. بعد قراءتك للرواية، تخرج وقد تعاطفت، بشكل أو بآخر، مع ابن الحركي، والإرهابي الذي دفعت به كثير من الظروف إلى التطرف، وتلك اليهودية الجميلة المصابة بالحنين إلى الوطن. هي دعوة، للبحث عن بدائل أخرى للتعايش. في النهاية، أقسم أني حاولتُ، أن أنتصر للإنسان فينا. لم يكن من السهل أن أكتب عن الرمانة مسقط رأسي، وبوسعادة (مدينتي التي تفتّحت فيها روحي)، لكني كتبت. الذين قرؤوا الرواية أبهرتهم بوسعادة، والرمانة كذلك، وما لففتهما به من سحر.
وسميدار، بطلتي، التي عشقها الكثيرون. هل يمكن أن تكون هذه القصة قد حدثت معي؟ بعض منها، يمكن أنه قد حدث بالفعل، لكن في قصتي مع سميدار، وجدتني قفزت إلى زمن بعيد، يمكن ألا يكون لي، أو هكذا، صار يوهمني غيابها الفادح. بعد صدور الرواية صار لي من بعض قرائها أصدقاء. سألني صديق مرة: لمَ تسكن بوسعادة ؟ أجبته: أنا أسكن الرمانة. إذا كانت بوسعادة نهاية العالم فأنا فضلت أن أعيش على شفير الهاوية. كانت إجابتي مجرد مراوغة لا أكثر، فأنا لا يمكن لي أن أعيش خارج الرمانة، يتملّكني حنين إليها، حتى وأنا فيها، يشرفني أن أكتب عنها وعن مدينتي بوسعادة. يشرفني جدا، الرمانة ستعيد لي الضوء الذي سُرقَ مني، لعل ذلك، سيحدث في كتابات لاحقة.
❊ بعد التجربة الأولى مع «نصف وجهي المحروق « أين استقر بك المقام؟
❊❊ هل يمكن أن أكون كاتبا حقيقيا، ينتظر الناس كتاباتي بشوق؟ أنا لا أقتات من كتاباتي، مثل الكثيرين، ولا يمكن لي أن أتفرغ للكتابة بشكل نهائي. هناك معوقات كثيرة تقف حائلا أمام أن تكون كاتبا بالمعنى الحرفي للكلمة. لكن بالمقابل، أعتقد أني خلقت كي أقاتل. أنا أهوى القراءة، وحين أكتب أحب أن أرضي القارئ في. رغم كل الصعوبات، إلا أني أشتغل على رواية جديدة، أنطلق فيها أيضا، من الرمانة، وأرجو بها، أن أتعدى الحاجز الذي بنته في داخلي، روايتي الأولى. إضافة إلى كوني أنتظر صدور مجموعتي القصصية «الخروج عن القافلة»، التي أعتقد أن فيها ما يروق.
❊ هل أنت راض عمَّا تكتب؟
❊❊ أبتسم، بعد صدور روايتي، لفترة معينة كنت لا أتقبل عدم الإشادة بعملي، لكن الآن، أجدني متصالحا مع كل من لم أصل إليه. هذا الشعور يجعلني أريد الأفضل دائما، لكني متصالح مع نفسي أكثر.
❊ ما تقييمك للمشهد الأدبي العربي بصفة عامة، والجزائري على الخصوص؟
❊❊ قبل أيام، وفي إحدى جلساتي مع أحمد نويبات وموسى توامة، سألني احمد عن الأسماء العربية التي يمكن أن تنافس في جائزة نوبل، غير أدونيس وغادة السمان؟ لم أجد غير أسماء يمكنها أن تنافس في البوكر العربية. أنا أحب جدا كتابات بهاء طاهر وأمير تاج السر، لكن هل يمكن لها ذلك؟ هل يمكن لكتابات أحلام مستغانمي، أو واسيني الأعرج أن تكون سقفا للرواية الجزائرية؟ هل أنتجنا ما يكفي من الروايات، حتى يمكن أن تظهر أصوات، تكتب بالعربية، ويمكنها أن تنافس عالميا؟ هل من تراكمات حقيقية؟ أعتقد أن كتابة الرواية في الجزائر، تحتاج إلى مساندة كبيرة، من جهات عدة. لعلك رأيت الدفع القوي الذي أحدثته جائزة مالك حداد، لولا أنها توقفت. أتمنى أن أرى المئات من الروايات الجديدة، مع كل دخول أدبي، ويجد القارئ الكثير مما يروقه.
❊ قليل الحضور في الملتقيات الأدبية لماذا؟
❊❊ تذكر طبعا الأيام الأدبية بالعلمة كان ملتقى رائعا. في الطبعة العشرين منه أخذني معه الشاعر موسى توأمة رفقة الشاعر طيبي محمد عنوة بعد انقطاعي عن الكتابة لأكثر من ست سنوات. كان أجمل ملتقى في حياتي لقد مكنني من التعرف على مراد بوكرزازة، وأدخلني قلبه.
سمعني، وترقرقت دمعة في عينه، وشد على يدي كي أكتب رواية، وهو من سعى أن أنشرها بقسنطينة. هل من ملتقى آخر يعرفني على صديقي بحجم مراد؟ أشكر صديقي الرائع رابح بشارب على دعوته لي لملتقى الطاهر وطار بقسنطينة، وأعتقد أنه سامحني لأنني لم استطع الحضور لأسباب خاصة. الكثير من الأشخاص الذين ليست لهم أي علاقة بالكتابة، ولكنك تجدهم في كثير من الملتقيات. ماذا أضافت لهم هذه الملتقيات؟ حتى وإن لم احضر بدعوة أو بدونها، لأي ملتقى، أعتقد أني سأستمر في الكتابة.
❊ ما رأيك في ما قاله وزير الثقافة ميهوبي الاستثمار في الجزائر العميقة؟
❊❊ هل من سؤال آخر؟
❊ عدم مواكبة الحركة النّقدية للأعمال المنشورة في نظرك هل هي مغيّبة أم غائبة؟
❊❊ علينا الاشتغال على أن تكون لنا تراكمات نوعية في الرواية أولا، و مخابر مختصة في نقد الأعمال الروائية بالجامعات الجزائرية، بالعدد والنوعية المطلوبين. وملاحق في الجرائد والمجلات، تعنى بتقديم الأعمال الروائية، ونقدها، قبل وبعد صدورها. ومواقع مختصة على النت، وصفحات على شبكات التواصل، وغيرها. هذه الأعمال لا تتطلب الكثير من الجهد والمال، ولكنها تستحق إرادة قوية فقط، لكن على الجهات المعنية، أقصد الوزارة، أن تقوم بدورها المطلوب، وتبتعد عن الكرنفالات الجوفاء.
❊ ماذا تقول في هذه الأسماء؟
❊❊ موسى توامة: هو نصف وجهي الجميل، أخي وسندي. موسى توامة شاعر، استطاع أن يتميز بصوت فريد، له موسيقاه الخاصة به، وصوره النادرة، إضافة إلى كونه عاشق خطير.
قلولي بن ساعد: قاص، يشتغل كثيرا في حقل النقد، قرأت له بعض المقالات والدراسات. أتمنى له المزيد
نصيرة محمدي: شاعرة جميلة.
عقاب بلخير: شاعر وأستاذ جامعي.
❊ هل من كلمة أخيرة لقرّاء جريدة «الشعب».
❊❊ عليَّ أولا أنْ أشكر جريدة «الشعب» التي احتضنت أولى كتاباتي وظلّت صوتنا الدائم والأبدي من خلالها تعرف الكثير من القرّاء على كتاباتي من خلال «حدائق الإبداع»، التي كان يشرف عليها الأستاذ سهيل الخالدي في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، والذي أحييه بالمناسبة، وأتمنى في الأخير أني كنت ضيفا خفيف الظل عليكم. وشكرا جزيلا أستاذ نور الدين، وتقبّل مودّتي.
http://www.essarihonline.com/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9/%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7/
» ثقافة » انفراد / صفحات من رواية “الأيادي السوداء” لـ مراد بوكرزازة
ينفرد ملحق “الصريح الثقافي” بتسريب صفحتين من الرواية الجديدة للكاتب
والإعلامي الجزائري المعروف مراد بوكرزازة. والتي ينتظر أن تصدر بعد أيام
قليلة عن دار النشر الرصينة “نوميديا”. وتعتبر “الأيادي السوداء” عملا
مغايرا في مسيرة بوكرزازة الأدبية بوصفها تندرج ضمن “البولار” أو الرواية
البوليسية وهو الذي عود القارئ على نهج روائي واقعي اجتماعي يميل إلى
البنية الشعرية التي يسردها أسلوب التداعي المشبع بـ “أدبيته”.
حين اتصلت بزوجي لاخبره اني لن احضر عند الغذاء، لم يرد.
فقد اعتقدت أنه بإحدى المزارع يحضر ولادة بقرة، او أنه يعالج حيوانا اليفا، بدليل اني قلت في نفسي ، انه سيلاحظ اني حاولت الاتصال به، فيعيد الكرة
لكن حيرتي تضاعفت حين تجاوزت الساعة الثالثة ولم يفعل. من عادتنا أن نكتب لبعضنا البعض الرسائل القصيرة. ثلاث أو أربع مرات في اليوم: كأن انبهه – مثلا- الي انني اشتريت الخبز لا تفعل ذلك، أو أنني سأتكفل بعودة ابنتي من مدرستها عند المساء.. لكن أمره غريب جدا اليوم.. فقد أرسل لي صباحا رسالة قصيرة أخبرني فيها أنه سيكون خارج المدينة، بمزرعة هناك وأن الأمر لن يأخذ منه وقتا طويلا..
ولا أخفي عليكم، زادت حين حين ارتشفت رشفة من قهوة المساء، وكنت احاول الاتصال به أكثر من مرة..
كان الهاتف يرن دون توقف.. لكن لا أحد في الضفة الأخرى يجيب.. بمجرد ان صببت لابنتي حليبها، كانت تصدمني بسؤالها:
الا تعتقدين ان ابي تأخر اليوم..
وعوض ان اضيف بعض القهوة لحليبها، كنت اضع الابريق جانبا واربت على كتفها:
سيعود غاليتي..
غادرت المطبخ وانا لا اقوى على النظر لملامحها، حملت الهاتف مجددا، فتحت – خاصية – الرسائل، ورحت اقرأ رسالته الاخيرة:
“لن اتأخر اليوم”
وضعت الهاتف جانبا، ثم شعرت فجأة بدوران، ارتميت على الاريكة حائرة، وقع نظري على صورتنا – انا وهو- المعلقة بالجدار، بحفل زفافنا.. كنت بكلية الصيدلة وكان بكلية البيطرة..
كان بسنته الرابعة وكنت بسنتي الاولى حين التقينا للمرة الاولى. احببته كما لو انه كان الرجل الوحيد – والاخير- فوق الارض. واحبني كما لو اني كنت فرحته – والاخيرة -.. سريعا تزوجنا رغم معارضة اهلي – في البداية- لكنهم اذعنوا في النهاية لقراري..
يرن الهاتف فجأة، احمله مذعورة وانظر لشاشته، دققت جيدا بهاتفي.. كانت احدى زميلاتي تسألني عن كريم -زوجي- فقد لاحظت اني كنت قلقة جدا وانا انتظر مكالمة منه -لا تجيء
– لم يتصل حتى الان ..تصوري
حاولت ان تمتص حيرتي:
– انا واثقة انه سيطرق الباب بين لحظة واخرى
قاطعتها:
– ليته يفعل ذلك
عدت ثانية للمطبخ.. اصطدمت مجددا بوجه ابنتي شهد.
– هل اتصل ابي
قالت بشيء من الحزن.
– سيفعل
ثم وجدتني اهرب منها مرة بمجرد ان دخلت الصالون.. كان رامي – ابني الاكبر – يدخل البيت دون مقدمات كان يسألني:
– كأن أن امرا ما حدث
قبل ان يضيف:
•- ماذا هناك
كنت سادعي ان لا شيء حدث على الاطلاق لكن ابنتي التي غادرت المطبخ والتحقت بنا
– لم يتصل ابي منذ الصباح وامي قلقة جدا
وضع محفظته جانبا
– اصحيح هذا الكلام
تملكتني رغبة عارمة في البكاء لكني تماسكت
– يكون مشغولا بعمله ..هذا كل ما في الامر
قاطعتني شهد
– لا تصدقها انها قلقة جدا
استدركت الموقف
– ليست المرة الاولى التي يمتنع فيها عن الاتصال
لكن ابني اخرج هاتفه وبسرعة شكل ارقام والده وراح ينصت للرنين -مشدوها
– لماذ لا يرد
عند السابعة مساء تازم وضعي اكثر فقد انتظرت ان يطرق كريم الباب او ان يطمئنني برسالة قصيرة كما كان يفعل ذلك لكنه لم يأت.. كنت ساتصل بأمه لاخبرها لكني تذكرت انها تعاني من ارتفاع ظغط الدم وان صوتي المفجوع -حينها- سيعقد الامور اكثر.. ادرت رقم اخته الهاتفي لكني في لحظة الغيت الفكرة.. كنت كالمجنونة اذرع الغرف جيئة وذهابا وسط ذهول شهد ورامي. انكمشا امام التلفزيون وخيل الي انهما كانا يراقبان حركاتي – وعصبيتي بكثر من الارتباك.. في لحظة كنت اقرر: رفعت هاتفي واتصلت بالشرطة وجاءني صوت الشرطي الخشن على الضفة الاخرى
– شرطة نعم … كيف اخدمك
بتردد رحت اقول:
– زوجي غادر منذ الصباح الباكر ولم يعد حتى الان
لم يمهلني الكثير من الوقت – سيعود اطمئني
محمد رابحي
حين اتصلت بزوجي لاخبره اني لن احضر عند الغذاء، لم يرد.
فقد اعتقدت أنه بإحدى المزارع يحضر ولادة بقرة، او أنه يعالج حيوانا اليفا، بدليل اني قلت في نفسي ، انه سيلاحظ اني حاولت الاتصال به، فيعيد الكرة
لكن حيرتي تضاعفت حين تجاوزت الساعة الثالثة ولم يفعل. من عادتنا أن نكتب لبعضنا البعض الرسائل القصيرة. ثلاث أو أربع مرات في اليوم: كأن انبهه – مثلا- الي انني اشتريت الخبز لا تفعل ذلك، أو أنني سأتكفل بعودة ابنتي من مدرستها عند المساء.. لكن أمره غريب جدا اليوم.. فقد أرسل لي صباحا رسالة قصيرة أخبرني فيها أنه سيكون خارج المدينة، بمزرعة هناك وأن الأمر لن يأخذ منه وقتا طويلا..
ولا أخفي عليكم، زادت حين حين ارتشفت رشفة من قهوة المساء، وكنت احاول الاتصال به أكثر من مرة..
كان الهاتف يرن دون توقف.. لكن لا أحد في الضفة الأخرى يجيب.. بمجرد ان صببت لابنتي حليبها، كانت تصدمني بسؤالها:
الا تعتقدين ان ابي تأخر اليوم..
وعوض ان اضيف بعض القهوة لحليبها، كنت اضع الابريق جانبا واربت على كتفها:
سيعود غاليتي..
غادرت المطبخ وانا لا اقوى على النظر لملامحها، حملت الهاتف مجددا، فتحت – خاصية – الرسائل، ورحت اقرأ رسالته الاخيرة:
“لن اتأخر اليوم”
وضعت الهاتف جانبا، ثم شعرت فجأة بدوران، ارتميت على الاريكة حائرة، وقع نظري على صورتنا – انا وهو- المعلقة بالجدار، بحفل زفافنا.. كنت بكلية الصيدلة وكان بكلية البيطرة..
كان بسنته الرابعة وكنت بسنتي الاولى حين التقينا للمرة الاولى. احببته كما لو انه كان الرجل الوحيد – والاخير- فوق الارض. واحبني كما لو اني كنت فرحته – والاخيرة -.. سريعا تزوجنا رغم معارضة اهلي – في البداية- لكنهم اذعنوا في النهاية لقراري..
يرن الهاتف فجأة، احمله مذعورة وانظر لشاشته، دققت جيدا بهاتفي.. كانت احدى زميلاتي تسألني عن كريم -زوجي- فقد لاحظت اني كنت قلقة جدا وانا انتظر مكالمة منه -لا تجيء
– لم يتصل حتى الان ..تصوري
حاولت ان تمتص حيرتي:
– انا واثقة انه سيطرق الباب بين لحظة واخرى
قاطعتها:
– ليته يفعل ذلك
عدت ثانية للمطبخ.. اصطدمت مجددا بوجه ابنتي شهد.
– هل اتصل ابي
قالت بشيء من الحزن.
– سيفعل
ثم وجدتني اهرب منها مرة بمجرد ان دخلت الصالون.. كان رامي – ابني الاكبر – يدخل البيت دون مقدمات كان يسألني:
– كأن أن امرا ما حدث
قبل ان يضيف:
•- ماذا هناك
كنت سادعي ان لا شيء حدث على الاطلاق لكن ابنتي التي غادرت المطبخ والتحقت بنا
– لم يتصل ابي منذ الصباح وامي قلقة جدا
وضع محفظته جانبا
– اصحيح هذا الكلام
تملكتني رغبة عارمة في البكاء لكني تماسكت
– يكون مشغولا بعمله ..هذا كل ما في الامر
قاطعتني شهد
– لا تصدقها انها قلقة جدا
استدركت الموقف
– ليست المرة الاولى التي يمتنع فيها عن الاتصال
لكن ابني اخرج هاتفه وبسرعة شكل ارقام والده وراح ينصت للرنين -مشدوها
– لماذ لا يرد
عند السابعة مساء تازم وضعي اكثر فقد انتظرت ان يطرق كريم الباب او ان يطمئنني برسالة قصيرة كما كان يفعل ذلك لكنه لم يأت.. كنت ساتصل بأمه لاخبرها لكني تذكرت انها تعاني من ارتفاع ظغط الدم وان صوتي المفجوع -حينها- سيعقد الامور اكثر.. ادرت رقم اخته الهاتفي لكني في لحظة الغيت الفكرة.. كنت كالمجنونة اذرع الغرف جيئة وذهابا وسط ذهول شهد ورامي. انكمشا امام التلفزيون وخيل الي انهما كانا يراقبان حركاتي – وعصبيتي بكثر من الارتباك.. في لحظة كنت اقرر: رفعت هاتفي واتصلت بالشرطة وجاءني صوت الشرطي الخشن على الضفة الاخرى
– شرطة نعم … كيف اخدمك
بتردد رحت اقول:
– زوجي غادر منذ الصباح الباكر ولم يعد حتى الان
لم يمهلني الكثير من الوقت – سيعود اطمئني
محمد رابحي
http://www.almothaqaf.com/nessos/nessos-14/207-aqlam2009/61184
لمثقف - نصوص ادبية
مراد بوكرزازة على خطى أسلافه (قسنطينة امرأة حياتي) / فاطمة الزهراء بولعراس
كان الأمس (الثلاثاء 27فيفري) يوما ربيعيا ترقرق فيه نور الشمس بهيجا على مدينة جيجل التي بدأت تسترد
أنفاسها
بعد العاصفة الثلجية التي خلخلت زمانها ومكانها....ربما كانت تلك ابتسامة
شوق وتحية مودة ووفاء تتميز به جيجل في استقبال ضيوفها ربما أيضا إبرازا
لألفة مع هذا الكاتب القسنطيني الذي كان عاش فيها ثلاث سنوات (مديرا
لإذاعتها الجهوية)
في
دار الثقافة (عمر أوصديق) كان اللقاء الحميمي الصادق الذي وافق كثيرا
تواضع هدا الكاتب (عرفت سره (التواضع) عندما أخبرَ أنه من أصول جيجلية وأن
والديه من مواليد أولاد عسكرالشماء)...
دخل
مراد بوكرزازة القاعة بتلقائية..تحاور بلطف وهدوء وكأنه في بيته....قرأ
فصلا من روايته (ليل الغريب) ذلك الذي قال أنه الأقرب إلى قلبه لكني أعتقد
أن كل النصوص أقرب إلى قلبه إن لم تكن قلبه ذاته.....
على
خطى مالك حداد وأحلام مستغانمي تحدث عن قسنطينة التي يحيها (ومن لا يحب
قسنطينة؟؟)...طريقته في الحديث عنها مختلفة فيها خوف...فيها رجاء....فيها
تضرع وهيبة ... (لا أتنفس الهواء إلا في قسنطينة) يقول بوكرزازة الذي
يعرفها كما يعرف اسمه..يعرف لياليها...ونهاراتها...يعرف نفاقها ..... يعرف
خطاياها وخطيئتها....ولكنه...يحبها فقط ويمحو بجرة وله كل ما يعرفه ليذوب
في كبرياء قسنطينة وتقيهقها المعروفين...
كان
بوكرزازة بصمته يتدفق كلاما..وفي كلامه يتدفق صمتا....يسوق أمثلة في عمق
الحب الذي يعتلج في صدره للمدينة الحبيبة ذات الجسور والصخور؟؟فهو قد يفرط
في عشرين نوعا من الأجبان السويسرية والفرنسية معروضة أمامه وفي أرقى مطاعم
باريس ليقبع في مكان ما في قسنطينة يلتهم (صحفة حمص) (دوبل زيت) بلذة لن
يشعر بها إلا هناك... كما أنه اشتاق وهو في أرقى شوارعها(باريس) لشاي
بالنعناع في مقهى بائس على طاولة (مهترئة) يقدمه نادل كسول ولا مبال (كما
في كل مقاهي قسنطينة وربما في مقاهي الجزائر كلها)
مراد
بوكرزازة ذلك الصامت الذي يتكلم بقلبه ويستمع إلى ضحكات المدينة المعربدة
وأناتها وزفراتها ويهيم في رقصها والتوائها بعد أن وقع في حبائلها وشدته
بحبالها ولا يريد انفكاكا
ورغم أنه لا ينكر جذوره الجيجلية إلا أنه ودون تردد ينتصر(وهو أشد ما يكون فخرا) لحبيبته الأولى والأخيرة (قسنطينة).....
تحدث
أيضا عن طقوسه في الكتابة وقال أنه كائن ليلي (كما كل الكتاب) لا يكتب إلا
عندما تنام كل الكائنات فيستسلم لما يمليه عليه الصمت من أنغام وما يعزفه
الظلام من روائع وما يردده الليل الساجي من حكمة.....وهو مؤمن بأنه سيعيش
في نصوصه لأنه يكتب للجمال وينظر إلى الكون والناس بروحه (الجميلة) ويتساءل
كيف يعمى يعض البشر عن جمال الطبيعة الساحرة في (أولاد عسكر) وكيف لم
يمنعهم جمالها من ارتكاب تلك الفظائع بها (التي عاين آثارها بنفسه) وكيف لم
يستوقفهم خرير الماء وحفيف الأوراق وهسهسات النسيم...وقال أنه متأكد أن من
يحمل سكينا (بيد واحدة) ويضربك في ظهرك هو ذلك الذي لا يمتلك الشجاعة لكي
يصفق للجمال (بكلتا يديه)؟؟؟
تحدث
بوكرزازة عن البحر أيضا وكيف تعلق به من خلال ابنتيه الصغيرتين وكيف أنه
أصبح مجبرا غلى إعادتهما من حين لآخر لهذه المدينة القديسة (جيجل) لإشباع
حنينهما الطفولي لمدارجها الساحرة....
تأسف
لمظاهر التفرقة التي لا تزال تفعل فعلها في أوساط الناس وكيف استطاعت أن
تواصل هدم العلاقات بين أبناء الوطن الواحد والولاية الواحدة والمدينة
الواحدة ويستنكر كلمات مثل (البلْدية ....قب ابلاد... الريفيين.....
المدنيين.....*) ويرى أنها كلمات فيها كثير من العنصرية وأن الجزائريين يجب
أن يتجاوزا هذه التوافه خاصة وقد صهرتهم ثورة نوفمبر ولم يفرق بينهم
المعمر وهو يستنزف دماءهم في جبال الجزائر ووديانها
يقول
بوكرزازة أنه تحرر من كل الأخيلة بما فيها تلك المريضة..وأنه بات يتقبل أن
يقرأ كما أريد له فهو إنسان له أخطاؤه وعثراته وإنسانيته كذلك...
بوكرزازة
المهزوم (كما الجميع) يقاوم الهزيمة بطريقته...يكتبها... يبكيها... يبكي
منها... يسخر منها....وربما هي من تسخر منه..؟؟ وينتهي إلى أن الإنسان
مهزوم في النهاية
ترددت
على لسانه أسماء من يحملهم في ذاكرته دون أن يدري (نزار قباني.....مالك
حداد...أحلام مستغانمي....) ربما لم يذكر آخرين لأنهم ليسوا كمن ذكرهم
يقاسمونه حب قسنطينة ويتعذبون (كماهو) بهواها المؤرق وقسوتها اللذيذة؟؟
كان
الحضور المحتشم (كما دائما في المناسبات الأدبية) قويا بتجاوبه في الإصغاء
إلى قراءات الكاتب وبعمق الحوار الذي ذكرتُ بعض تفاصيله أعلاه وقويا
باندفاعه لاقتناء بواكر أعمال الكاتب (ليل الغريب) (الربيع يخجل من
العصافير)....
رغم
كل ما ذكرته فأنا لازلت لم أوفق في التعبير عن انطباعاتي عن هذا الكاتب
إلا أنني أستطيع القول أن ما أحسسته من العمق في حديثه غطى على كل ما عداه
هذا العمق الذي نستشعره في كل المدن ذات الحضارة والتي يحملها الكاتب معه
أينما حل أو ارتحل وكأنه في قلق دائم من أن يفقدها أو تفقده؟؟..كما أن هذا
العمق جعلني أستشعر في نصوصه إيقاعات سريعة وموسيقى خفيفة لكنها جميلة
رافقت كل نصوصه رغم استغراقها في السوداوية....
مهما
يكن من أمر فأمسية الثلاثاء الماضي كانت جميلة... الأجمل منها روح الجمال
التي دفعت الكاتب للحضور ليساهم في تبدبد ذلك الصقيع الذي لف المدينة
لمدة تزيد عن الشهر
ومن
يدري لعل بشائر الربيع التي ستهل طلائعها بعد يومين ستحمل لمدينة البحر
هذه كثيرا من الورود والعطور والأهم من ذلك كثيرا من الأمل في غد (أدبي)
يشبها في أدبها الرفيع....
جيجل 27فيفري2012
مراد بوكرزازة...موسم الهجرة إلى الرواية البوليسية
السبت، 28 أبريل 2018 ( 02:45 م - بتوقيت UTC )
في
لقاءين له مع قرائه بمدينة قسنطينة (الجزائر) لتوقيع روايته الجديدة
"الأيادي السوداء"، تحدث الروائي والصوت الإذاعي الرخيم مراد بوكرزازة، أنه
حاول اقتحام مجال الرواية البوليسية لأنها تتماشى والواقع الجزائري الذي
أصبح يعج بالجريمة وبشكل كبير، فرغم تميز الرواية البوليسية بالخواتيم
القاتلة إلا أنه أحبها كثيرا، فبعد روايته "الأيادي السوداء" بدأ في
الاشتغال على نص جديد بعنوان "الأغنية المبتورة"، وهو من النوع البوليسي
أيضا، كما كان له نص آخر يحمل عنوان الاختطاف، إلا أنه تخلى عنه؛ ويضيف أنه
عندما دخل هذه التجربة، (وأنا عادة ما أدخل التجارب ببراءة عجيبة)، لم يضع
في الحسبان أن يلبس زي المحقق، رغم ما للفكرة من المغريات الجيدة،
كالتأسيس لشخصية المحقق في العمل.
وعن معنى الكتابة لدى مراد، يقول بصفة عامة هي هذا الوفاء الجميل لأصوات الناس وإحساسهم، وخيباتهم أيضا ولحظات سرورهم، فمهمة الكاتب أن يتلقفهم جميعا ويحتضنهم، ويقلص عزلتهم ويتمهم. يقول صاحب رواية "ليل الغريب": "أحاول دائما أن أفي بالجوهر الحقيقي للإنسان، سافرت في عديد البلدان العربية، وبعض البلدان الأوروبية، التقيت ذات يوم نرويجية بقلب باريس وسألتها بسذاجة الرجل الجزائري، من أي مكان أنت؟، فكانت إجابتها أن هذا السؤال لا يطرح في باريس، لأننا نتحول إلى مواطنين من هذا العالم الشاسع، فظلت هذه الجملة كامنة في قرارة نفسي"، "صحيح أني أكتب نصوصا بالخصوصية الجزائرية، لكن هذا لا يمنعني أن أذهب إلى العالم، فأنا أقرأ كثيرا باللغتين العربية والفرنسية، فعندما أكتب عن حزني مثلا فهو حزن الانسان بشكل عام، وكذلك الفرح فدائما أحب الانتصار للطبقات الهشة والضعيفة، فبالتالي لا تعنيني واجهة الحياة بقدر ما تعنيني واجهتها الخلفية، ففيها كثير من الأصوات التي يكتمها المجتمع، فالكتابة تساعدني على القفز على كل هذه الحواجز، فلا يهمني من الإنسان إلا الإنسان ولا تهمني لا توجهاته ولا دينه ولا شيء آخر". وفي رد له على أحد المتدخلين من الحضور، حول إذا ما كان يضع القارئ في الحسبان أثناء الكتابة، قال: "أنا لا أفي إلا في شخصياتي أثناء الكتابة، كما قال مالك حداد ذات يوم، ففي شرفات الكلام كتبت تقريبا حياتي، ثم تخلصت من الذاتية في ليل الغريب وحاولت الدخول إلى حياة مذيع يحب أستاذة، ثم نشيد الفراشة الذي عالجت فيه جريمة الاغتصاب، وما تتركها في نفسية المرأة الضحية، أما الأيادي السوداء فهي تعالج الجانب الآخر في الجاني. والإنسان فيه". وعن تجربته الإذاعية قال مراد بوكرزازة أن حياته لا يمكن أن يكون لها طعم من دون الميكرفون، فهذه الحياة التي التحق بها عام 1989، ولم يتبق منها سوى ست أو سبع سنوات قبل التقاعد، فهي الفرصة الوحيدة التي تمنح لصوته جواز سفر ليطير بين الناس والأماكن. مراد بوكرزازة هو مذيع وروائي وقاص ابن مدينة قسنطينة، صدرت له: شرفات الكلام (رواية) 2001، الربيع يخجل من العصافير (مجموعة قصصية) 2004، ليل الغريب (رواية)، رسائلي لابنتي، نشيد الفراشة (رواية) 2017، والأيادي السوداء (رواية) 2018. |
|
http://www.hayatweb.com/topic/147896 | |||
لنقد
4/28/2018
روايته تبدو مثيرة للاهتمام والفضول لطالما احببت الروايات البوليسيه جدا لي الشرف ان اقتني رواياته واقرأها
5/2/2018
تحية كبيرة للمبدع والإعلامي مراد، على الجهد الذي يبذله للدخول إلى عوالم جديدة في كل مرة
5/30/2018
مراد بوكرزازة من الأسماء التي تستحق القراءة والمتابعة
7/29/2018
الصوت الإذاعي والروائي المتميز
|
|||
http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=31982 | |||
حمل الكتاب | |||
بشير خلف في سطور | |||
مأزق التنوير | |||
من أخبار المجلة
| |||
|
|||
اقرأ لهولاء
| |||
|
|||
صور و رسومات
|
|||
الإشهار
|
|||
رأيكم يهمنا
|
|||
|
|
||||||||||
أنتم
| ||||||||||
شكرا لكم
3388 مراسل 28068 موضوع 68692 تعليق |
بلبل
هو في تغريده الصباحي وإطلالاته المتميزة على إذاعة الجسور قسنطينة, كاتب
وقاص روائي من الدرجة المتميزة يعشقها ولا يفرط في أزقتها وشوارعها الضيقة
الواسعة على غرار السويقة والقصبة واكلاتها اللذيذة والبنينة مثل الشخشوخة.
كتب عنها ومازال يكتب فقط لعشقه الذي يشبه عشق قيس وليلى وروميو وجوليت هو
الذي قال يوما " لا أتنفس الهواء إلا في قسنطينة " هذه المدينة الخلابة
التي أنجبت لنا شخصية من الطراز الأول فتحت العنان لجسورها وطبيعتها
الخلابة للزغردة والتهليل قبل 49 سنة لتعلن عن ميلاده ومجيئه وكأنها كانت
تعرف مسبقا بأنها ستفخر به أمام إخوانها وأخواتها من المدن الجزائرية .
رحب الصدر, طيب القلب فتح لنا قلبه من خلال هذا الحوار الذي خصنا به.
س: مساء الخير أستاذ مراد وشكرا على قبول الدعوة , أستاذ لو فتشنا في دفاتر الماضي وقلبناها صفحة صفحة فماذا سنجد يا ترى بعبارة أخرى ماذا يستطيع أن يقول مراد بوكرزازة عن هذه الدفاتر؟
ج: مواطن من قسنطينة يعشقها للحد الذي لا يستطيع أن يصل إليه احد خريج معهد الحقوق جامعة قسنطينة 1989 التحقت بالإذاعة في نفس السنة أشتغل كثيرا في ما هو ثقافي , فكري فني متزوج وأب لطفلتين , أكتب القصة والرواية نشرت في الجزائر والوطن العربي روايتي الأولى شرفات الكلام نشرت عام 2001, أعدت طبعها في الجزائر 2002 , 2004 مجموعة قصصية الربيع يخجل من العصافير , 2010 ليل الغريب أعكف حاليا على كتابة رواية المنفيون من الجنة وهي بمثابة إهداء للمنفيين وللذين لم يلتفت إليهم أحد.
ٍس: في المقدمة تكلمت عن قسنطينة عن هذه المدينة الجميلة جمال سكانها وأزقتها قسنطينة التي تكلمت عنها في كثير من أعمالك وخاصة رواية ليل الغريب أين صورتها ووفقت إلى حد كبير , لكن السؤال ربما الذي يتبادر إلى ذهن كل قارئ لهذه الرواية وحتى لهؤلاء الذين لم يقرؤها لماذا ليل الغريب ماذا كنت تقصد من وراء هذاالعنوان وهل خطرت لمراد عناوين أخرى ؟
ج:أولا قسنطينة لم ترد في ليل الغريب وإنما تقريبا في كل أعمالي كالربيع يخجل من العصافير , شرفات الكلام ...الخ. ليل الغريب كانت تمثل مدينتين الشرقية بعاداتها وجمالها وباريس بأضوائها وتناقضاتها , في الحقيقية لما دخلت باريس كتبت بعض أجزائها هناك لأني حينها كنت أعيش الغربة والوحشة والشخصية المحورية كانت تتحدث عن الليل بشكل عام لهذا جاء العنوان هكذا الليل والغربة غربة باريس وغربة الجزائر لان الغربة ليس بمعناها الضيق قد تشعر بها وأنت بين اهلك وناسك , عندما لا يفهمونك ولا يلتفتون إليك . زيادة على هذا من خلال هاته الرواية حاولت أن أسلط الضوء على أحداث العشرية الحمراء في الجزائر من مجازر وقتل ومعاناة كتبتها سنة 2002 وانتظرت حتى 2010 حتى انشرها, تعتبر جزء ثاني للرواية الأولى شرفات الكلام , العنوان الأول الذي اخترته هو الأرصفة أيضا تقتل لكن بعدها غيرته لأني رأيت أن فيه شرح موجز لما يحدث في هاته الرواية وليل الغريب لان فيه الكثير من الرموز والإيحاءات التي من الممكن أن تأخذ بيد القارئ برفق وتذهب به بعيدا في الحكاية.
س: يقال أن الكتابة فن وسر لا يعرف معناها إلا الكاتب الذي يرفع قلمه ويعبر عن شعوره وشعور المحيطين به متى يكتب مراد بوكرزازة هل في أوقات معينة للكتابة بعبارة أخرى متى يغلق باب الغرفة بين الكاتب وقلمه ؟
ج:الكتابة لا تختلف في جوهرها وعمقها عن أي طقس ديني فنحن لما نكتتب لا نختلف عن هؤلاء الذين يصلون بخشوع , السنوات التي مضت كنت اكتب في المقهى وفي وسط الضوضاء والضجيج لكن صدقيني لحظة الكتابة كنت لا اسمع شيئا كنت وفيا أكثر لصوتي الداخلي وأفكاري الجارفة ’ الليل يعتبر من لحظات الكتابة المميزة عندي لأني من أولائك الذين يستيقظون عندما تنام المدينة , تستيقظ روحي وشيئا ما بداخلي يحرضني على أن اذهب للكتابة ’ كذلك الرابعة والخامسة صباحا من أهم الفترات المهمة للكتابة الكتابة تشبه الولادة لحد كبير فالمرأة لما تنجب صغيرها فهي تتمنى أن يحدث ذلك بحميمية خالصة وأنا مثل هذه المرأة أعاني ما تعانيه في مخاضها وولادتها افرح مثلها بعد أن تنجبه , فهي بعد أن تلده تذهب لملامحه تتفحصه بغض النظر عن كونه اسمر أو أشقر ,جميل أو قبيح فهي رغم كل شيء تراه جميلا حلوا وانأ كذلك. مراد لما يكتب النص وينهيه يلقي عليه إطلالة قصيرة ثم اترك الأوراق مبعثرة واذهب لأنام وفي الصباح أتفقد تلك الأوراق واثأر تلك الولادة إن صح التعبير واقرأ ما كتبت وأرضى وافرح وأحيانا اترك الأوراق لمدة أيام ثم اعو داليها لأتفاجأ بما كتبت فنحن عادة لا نتذكر حجم تلك الدعوات التي ذكرناها في خشوعنا وسجودنا , عدد الركعات التي صليناها بقدر ما نكتشف أننا صليناوذهبنا بعيدا في تهجدنا و هكذا هي الكتابة
س: قبل مواصلة الحديث عن هذا العالم الحقيقي الخيالي عالم الكتب والكتابة ربما سنضطر للوقوف عند محطة مهمة في حياتك الدراسية الحقوق والعلوم الإدارية التي لم نجدها في مشوار مراد العملي بل اصطدمنا بصحافة وشعر وكتابة فهل التمرد على القدر هو الذي جعلك تدخل هذا العالم الإعلامي أم هي الموهبة الربانية التي ساعدتك أم هو الحب والعشق لمهنة المتاعب ؟
ج: في سنوات الشباب لما أنهيت دراسة الحقوق كنت أتمنى أن أكون محاميا كبيرا لان همي الوحيد آنذاك كان الدفاع عن حقوق المظلومين ولكن بعدها اكتشفت أن الكتابة كذلك وسيلة للدفاع عن المقهورين والمظلومين , في الحقيقة منذ نعومة أظافري وأنا كائن إذاعي أحببت الإذاعة وإنا في سن مبكرة كنت لما ينام أبي أذهب واسرق المذياع وأنام على صوته ولحد ألان مازلت أتذكر واشتاق لتلك الأصوات الناعمة على غرار فاطمة ولد خصال, عند مشارف إنهاء الدراسة طرق الحظ أبوابي من خلال تجربة بسيطة فتم قبولي والحمد لله بعد هذا العمر اكتشفت أنني مشيت في الطريق الصحيح وقدمت وزرعت ما يرضي الناس أما فيما يخص سؤلك عن الموهبة انأ اعتبر أن الموهبة ضرورية جدا في هذا المجال لكن لوحدها لا تكفي بل يجب صقلها بالصبر والقراءة لأنهما مفتاح النجاح فهي مثل نبتة صغيرة نضعها في مزهرية ,هذه النبتة تحتاج إلى الرعاية والماء وأشياء أخرى لكي تنموا وتكبر.
س: لمن يقرا مراد بوكرزازة من الكتاب والكاتبات ؟
ج: أنا اقرأ للكل تقريبا فقد قرأت لنجيب محفوظ ,سميح القاسم, نزار قباني, كمال الغيطاني من مصر طيب الصالح من السودان مفتوح أيضا على كتابات الجزائريين ك رشيد بوجدرة , أمين الزاوي كتاب من جيلي مثل كمال قرور, ياسمينة خضراء قرأت له حوالي عشرة إلى خمسة عشرة عملا من أعماله مالك حداد, محمد ديب, أحلام مستغانمي, فوضى الحواس , عابر سبيل, أكاذيب سمكة. وأنا كان لي الشرف أن التقيتها في العدد الأول من برنامج سهرات المدينة فأنا باختصار عاشق القراءة وباللغتين الفرنسية والعربية وعلاقتي بالكتاب هي علاقة عشق كلما وجدت كتابا يليق بالمقام إلا ودخلت إليه وتناولته.
س: لماذا الإذاعة وليس التلفزيون الإذاعة وليس الصحافة المكتوبة وهل من عروض من الخارج ؟
ج: لا أنا مفتوح على كل التجارب, أنا اكتب في الكثير من المواقع الالكترونية واساهم فيها على طريقتي الخاصة أما فيما يتعلق بالتلفزيون لم تتح لي الفرصة بعبارة أخرى لم يطلب احد خدماتي وفي حالة ما إذا طلب مني فلن أتردد طبعا إذا كانت التجربة مدروسة بشكل جيد التجربة التي تقدمني بالشكل الذي يليق بي فانا لست من أولائك الذين يغامرون ويقبلون بأي عرض أنا ضد التهور والتسرع بل مع التجربة التي تضيف إلى رصيدي تحترمني كمواطن وتحترمني كمثقف واعتقد أني لو خضت تجربة تلفزيونية سأنجح فيها على طريقتي أما فيما يخص العروض فلحد الآن لم أتلق أي عرض من تلفزيونات عربية أو غربية.
س: وماذا عن سهرات المدينة ؟
ج: عرض علي سمير قنز معد ومخرج البرنامج الفكرة فلم أتردد لحظة واحدة لأني طبعا اعرف سمير قنز واحترافيته في الإخراج , في التعامل التجربة في الحقيقة أضافت الشيء الكثير لي لأني من خلال البرنامج التقيت عددا كبيرا من الفنانين واحتككت بهم وفتحت لي نافذة على الفن في الوطن العربي بشكل عام حتى وان كانت قصيرة فانا لم أتردد في الإضافة وتقديم كل ما يليق باسمي وجمهوري.
س:باختصار
- البحر ؟
الاتساع للحد الذي لا يقدر عليه احد
- جيجل ؟
يكفي أنها المدينة التي أنجبت أمي وأبي
- لينا وسمر ؟
قراري الصائب الوحيد في الحياة
-الشهرة ؟
أحب أن أكون مشهورا لكنها ليست الهاجس الذي يحركني لا أخافها لكن أحيانا لا اقدر على عواقبها الوخيمة
- حب الجماهير ؟
نعمة لا تقدر بثمن
- الوالدين ؟
اغلي شيء عندي كتبت عن أبي عندما غادر الحياة شرفات الكلام, أمي مازالت على قيد الحياة احلم بان احملها على أكتافي وأخذها إلى زيارة بيت الله كما احلم بعمل كبير وضخم عن أمي
- شرفات الكلام الربيع يخجل من العصافير ,يوم وفاتي وغيرهم ؟
أولادي وفلذات أكبادي أحبهم ولا أفضل احد على غيره ,شرفات الكلام كتبتها عندما غادر أبي الحياة كنت استقبل تعازي الناس نهارا وليلا اعزي نفسي بالكتابة هي المحطة التي قررت أن أعوض حجم الفراغ الكبير والخسائر الفادحة التي ألحقها بي رحيل أبي , العصافير تخجل من الربيع هي مجموعة من النصوص التي أرخت فيها لقسنطينة وللمنبوذين وللوحيدين , ليل الغريب جاءت كمرحلة أخرى ابن ما زلت كائنا للبوح ,يوم وفاتي كتبتها في لحظة شعرت أن العالم انطفئ وانتهى وهنا الوفاة في النص وليست حقيقية.
شكرا استاد مراد على قبول الدعوة وبالتوفيق في بقية المشوار وهل من كلمة أخيرة
شكرا لك وبالتوفيق لك وأتمنى أن أكون عند حسن ظن الجميع.https://books.ibtesama.com/dldvqq87085.pdf.html
صور العنف السياسي في الرواية الجزائرية المعاصرة
دراسة نقدية
سعاد العنزي
نسخة نصية أصلية
حجم أقل و أصغر
جودة عالية
مجلة الابتسامة
http://www.ibtesamah.com/showthread-t_531539.html
ينقسم الكتاب إلى بابين يحتوي كل منهما على ثلاثة فصول. يتناول الباب الأول موضوعات: جذور العنف، وصور العنف، وتجليات الحياة العنيفة، من خلال التركيز على موضوعات المجتمع والفرد والمثقف والمرأة والخوف. أما الباب الثاني فيدرس تقنيات سردية منها: العنونة والتناص والصوت السردي، من خلال التحليل النقدي لجوانب في عدد من الروايات لكتاب من الجزائر منهم:
واسيني الأعرج – مرزاق بقطاش – رشيد بوجدرة – مراد بوكرزازة – محمد ساري – عبد الملك مرتاض – احميدة عياشي – أحلام مستغانمي – بشير مفتي – الطاهر وطار.
ومما جاء في مقدمة الدراسة:
"تهدف هذه الدراسة إلى التواصل الأدبي بين المشرق والمغرب العربي، عن طريق سد ثغرة في المكتبة المشرقية التي تعاني افتقاراً شديداً إلى الدراسات النقدية عن الرواية المغاربية. في الرواية الجزائرية المعاصرة استثمرت العديد من المقاربات الإبداعية التي تفاوتت من حيث المستوى الفني – في النجاح سواء في تصويرها ظاهرة العنف، بوصفها موضوعاً، أو في تقديمه بوصفه نصاً روائياً".
كمال قرور: أدعو لتحالف الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية
Posted on 18 فبراير 2010 by كمال قرور كاتب وصحفي
قرور: أدعو لتحالف الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية
كامل الشيرازي
الروائي الجزائري “كمال قرور” في مقابلة خاصة بـ”إيلاف”
أكافح لأجل مشروع ثقافي جدي ينهي العدمية
أدعو لتحالف الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية
حاوره في الجزائر كامل
الشيرازي: يكشف الروائي الجزائري الشاب “كمال قرور” تفاصيل مشروعه الثقافي
الشامل لجزائر الألفية الثالثة، ويتبنى قرور في هذه المقابلة الخاصة
بـ”إيلاف”، دعوة المفكر الجزائري الراحل “مالك بن نبي” لعقد تحالف بين
الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية، ويرى صاحب رواية” الترّاس” ذلك
ضرورة لتحقيق السلم العالمي. تابعوا نص المقابلة:
* طرحتم قبل فترة مشروعا ثقافيا هادفا لجزائر الألفية
الثالثة، وقمتم بتوصيفه كـ”رؤية للخطاب الثقافي المتسامح”، إلى أين وصل
المشروع، وهل تتوقعون تفاعل النخب والسلطات والشارع معه؟
– المشروع نشر بالصحف الجزائرية وكذا على شبكة الأنترنيت، كما أرسل إلى
حوالي خمسين مثقفا جزائريا، لكنه للأسف لم يجد التجاوب من قبل الفئة التي
يفترض أن تتلقفه وتتبنى بعض ما جاء فيه من أفكار وتصورات، وتجعله أرضية
لفتح نقاش جاد، هناك من قال لي بالحرف الواحد من أنت حتى تقدم هذا المشروع
للنقاش، هذا من اختصاص الدولة.. أنا مؤمن بهذا المشروع وسأبقى أدافع عنه
وأذكّر الجميع به، لكن هذا المشروع يحتاج إلى إرادة سياسية، لأنّ المثقف
عندنا أصبح يفضل أن يكون مجرورا ومطبّلا ومهرولا في مؤخرة القاطرة ولا
يريد أن يكون في المقدمة للاستطلاع والاستشراف، كتبت يوما مقالا في
الصحافة الجزائرية قلت فيه أنّ المثقف شريك للسلطة وليس مجرد أجير أو كلب
حراسة، وطبعا جنيت الشوك.
* بشأن إشكالية إيصال الثقافة الجزائرية إلى العالمين العربي والغربي
وشروط التبادل معهما، هل هناك حواجز تعترض تبادل الجزائر ثقافيا إقليميا
ودوليا، ما الكيفية لإيصال الثقافة الجزائرية بتنوعها واختلافها إلى
الآخر؟
– لا توجد إرادة سياسية تعمل وفق إستراتيجية محددة، في ظل تغييب
المثقفين الجادين الذين يحملون الهم الثقافي، ويغارون على ثقافة وطنهم،
ولا يتاجرون بالثقافة، منذ الاستقلال نعيش في حصار قاتل ونستنشق ما أسميه
ثاني أكسيد كاربون الثقافة.. في غياب المجلات الثقافية والكتب العلمية نحن
نجتر الكتب الصفراء التي لا تغني ولاتسمن، حن لا نملك مؤسسات ثقافية جادة
ربما كانت تجربة الروائي الطاهر وطار في جمعية الجاحظية ثم تجربة الدكتور
أمين الزاوي في المكتبة الوطنية، لكن التجربتان حاصرتهما قوى الرداءة
والمنفعة.
بعد حوالي نصف قرن من الاستقلال مازال العالم لا يعرف عنا شيئا، سوى أننا
شعب قدم مليونا ونصف من الشهداء لإفتكاك الحرية، هذا التوصيف صار مزعجا،
إذا كان الأموات مازالوا يصنعون مجد جزائر الاستقلال ماذا يفعل الأحياء؟
للأسف أصبحنا في زمن الاستقلال بلدا مشهورا بتصدير العنف والإرهاب، يا
للمفارقة! هناك من يعمل في الخفاء على عزل الجزائر وبترها عن محيطها
الإقليمي العربي والإفريقي والعالمي، ولهذا لا يمكن للجزائر أن تقدم
صورتها الثقافية المشرقة للآخرين وهي مكبلة بأوهام المتآمرين، عندما يقصى
المثقفون الحقيقيون من الندوات العلمية والأسابيع الثقافية، وتعطى الفرص
للمتثاقفين الرديئين وللإداريين والبوّابين ليمثلوا البلد في المناسبات
الثقافية داخل وخارج الوطن، وتصبح سفاراتنا في الخارج دورا للعجزة تهدر
العملة الصعبة ولاتقدم شيئا للبلاد، تلك هي الكارثة التي ما بعدها كارثة.
* الإيصال الثقافي العربي فيه من المعيارية والمحيطية، خلافا للثقافة
الغربية، فبما تفسرون هذه المحيطية، هل هي صحية أم مؤشرا سلبيا على مستقبل
الثقافة العربية؟
– نحن في زمن العولمة، زمن القرية الواحدة والغرفة الواحدة، الثقافة
العربية التي كانت معزولة في صحرائها المترامية الرمال والكسل أصبحت مهددة
في عقر دارها، ثقافتنا ذات نزعة أخلاقية وإتباعية، اليوم بعد تمازج
الثقافات وتلاقحها ماذا نقدم للعالم من قيمنا؟ كان مالك بن نبي رحمه الله
يدعو إلى تحالف الثقافة الاسلامية والثقافة الصينية الكونفوشية للحفاظ على
السلم العالمي والمطلب مازال قائما، للأسف نحن لا نساهم في الحضارة
المعاصرة إلاّ كمستهلكين ومجترين ومقلدين للموضة، ثقافة بدون إبداع وبدون
تفاعل وفعالية ثقافة جامدة ومحنطة.
* ما تأثير الراهن في الجزائر بتجلياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المنظومة الإبداعية هناك؟
– كيف يتجاوب المبدع الجزائري مع الراهن؟ التجاوب سطحي وضحل، أحيانا
تشعر كأنّ المبدع الجزائري أصبح لا يفهم ما يدور حوله، ودليلي على ذلك
التراكم الإبداعي الذي كتب في العشرية الأخيرة، لم يكن في مستوى الأحداث
الأليمة التي عرفتها الجزائر، وهذا ليس غريبا، فثورة التحرير رغم ما كتب
عنها، لم تجد كاتبا يصنع من أحداثها ملحمة فنية كبيرة تستمتع بها البشرية،
كذلك أحداث الحرب الأهلية بقيت كما هي وكل المحاولات باءت بالفشل، في
انتظار من يحقق المفاجأة.
* بعد فوزكم بجائزة مالك حداد للرواية العام 2007، عددتم كثيرا من
المآخذ والمحاذير التي انتابتها، هل ذاك متصل بأزمة تأطير ثقافي أم ضمور
رؤيا؟
– – حاولت انطلاقا من تصوري النبيل للثقافة والمثقف الفعال أن أضيف
لبنة لهذه الجائزة التي أقدرها وأقدر المشرفين عليها، كونها شمعة تضيء
للثقافة الجزائرية، لكن حدثت أشياء غريبة تمس بسمعة هذه الجائزة، وكان من
واجبي أن أدلي بدلوي لإعطاء التصور الحقيقي لمؤسسة الجائزة سواء قبل أهل
الاختلاف أم لم يقبلوا، موقفي واضح وصريح قصدت به البناء وليس الهدم كما
تصور البعض، وبالمناسبة أرفع ندائي إلى الأديبة الجزائرية الكبيرة أحلام
مستغانمي إلى مراجعة موقفها الذي اتخذته في لحظة غضب، وأقول لها:”الجائزة
مازالت في حاجة إلى رعايتك ومؤازرتك أيتها الأديبة المحترمة”.
* ما هي أهم مرجعياتك أو متكآتك الفكرية؟
– – أنا مدين للمفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي الذي أنقذني في
ثمانينات القرن الماضي من التيه الفكري، ومدين للفكر الشرقي الهندي
والصيني الذي وسع أفقي وخيالي، وهناك فلاسفة ومفكرون وأدباء ساهموا في
بناء قناعاتي وأفكاري وخيالي أمثال:روسو، نيتشه،ديوي،لوك،
ديستوفيسكي،الخيام، الفارابي،ابن طفيل، المعري، طاغور، بودلير، ماركيز،
كازانتزاكي، وطار،واسيني، بوجدرة، الجابري، حنفي، الغيطاني وغيرهم.
* ما الذي لمستموه في الفعل الثقافي الجزائري منذ الاحتفاء بالثقافة
العربية قبل سنتين؟ وهل يمكن للعواصم الثقافية أن تثير الوعي القومي عند
المجتمعات؟
– يمكن لفكرة العواصم العربية أن تثير الوعي القومي عند مجتمعاتها إذا
تجاوزت “البرستيج” الثقافي والمهرجانية الكرنفالية الارتجالية، المطلوب من
هذه العواصم أن ترتقي إلى الهم الإنساني لترتقي بالمواطن العربي المغبون،
في الجزائر كانت الثمرة طبع ألف كتاب، رغم أنّ النشر في بلاد عربية كثيرة
لم يصبح مشكلة، طبعت الكتب ووضعت على رفوف المكتبات، ولكن من يقرأ هذه
الكتب؟ الله أعلم.
* ماذا حول الإصدارات التي تشهدها الجزائر دوريا، وهل استطاعت أن تصنع قارئا جزائريا، وترسم أفقا ثقافيا؟
– القراءة في الجزائر تواجهها مشاكل كبيرة، القارئ الجزائري مُجبر وليس
مخيرا، معظم المكتبات أصبحت تروج لتيار معين من خلال عرض كتب ذات توجه
واحد كما تعرض على نفس الرفوف السواك وعسل النحل والزنجبيل وكل الأعشاب
التي لها علاقة بالرغبة الجنسية، لست أدري ما نوع السجل التجاري الذي
تمتلكه هذه المكتبات المشبوهة في غياب الرقابة وتواطؤ مصالح وزارة
التجارة؟ الكتاب الأدبي والثقافي والعلمي مُحاصر ولا يجد من يحفل به،
ولذلك يصبح مشكل التوزيع من واجبات الدولة لإيصال المادة الثقافية الجادة
إلى مستهلكها الحقيقي، وحتى لا أكون سوداويا أشيد بمبادرة وزارة الثقافة
في دعم دور النشر وخاصة الصغيرة منها لنشر الكتاب الأدبي والثقافي، ويمكن
للتجربة أن تنجح مستقبلا وتصنع القارئ المطلوب المتفتح على المعارف
والثقافات، وحتى لا أكون مجحفا، أشيد بتجربة رابطة كتّاب الاختلاف في مجال
النشر المشترك مع الدار العربية للعلوم وذلك بمساهمتها في طبع الكتاب
الثقافي والفكري التنويري وهي تجربة رائدة نتمنى لها التوفيق
والاستمرارية.
أما المسألة الثقافية، فهي أعم من قراءة الكتاب الجاد وإن كان هذا جزء
منها، المسألة الثقافية تشمل المسرح والسينما والفنون التشكيلية والأدب
وبقية العلوم الإنسانية، وهي في حاجة الى مشروع ثقافي جاد يناقشه المثقفون
بالتعاون مع وزارة الثقافة وتتبناه جهة ثقافية مثل اتحاد الكتاب إذا أراد
المساهمة في الحياة الثقافية بجد للاحتفاء بالثقافة والمثقف والتخلص من
ثقافة المؤامرات والصراعات.
* ما المسافة الفاصلة الآن بين الثقافة والشارع الجزائري، ما الذي يمكن
للقصيدة أن تقوله، وما الذي يمكن للرواية أن تقوله؟ وهل هناك عودة أكيدة
للشعر أم هناك تبني مطلق ونهائي للرواية؟
– المسافة تتسع بين الشارع والثقافة في ظروف اجتماعية واقتصادية
متدهورة، إنه الانحدار نحو الهاوية، هناك سياسة التجهيل والتتفيه والتواكل
واللامسؤولية واللاوعي، في غياب المسارح وقاعات السينما والندوات الجادة
والبرامج التلفزيونية التثقيفية وقاعات المطالعة المحترمة والمكتبات
الجادة، هناك الكرنفالات والتطبيل والتزمير، كل الفنون قادرة على التعبير
إذا وجد الفنان الحقيقي، لكن حين يقتحم الدخلاء الدجالون المجال الثقافي
ويحاربون الفنانين الحقيقيين هنا تكمن الكارثة، هناك شعراء لا يحصون
والقصيدة غائبة، وهناك روائيون والرواية قليلة، وهناك مسرحيون والمسرح
يحتضر، وهناك سينمائيون والسينما في خبر كان.. وهكذا دواليك.
* بماذا تقاربون القضايا ذات الصلة بالقومية الثقافية العربية، وهل
ترون في معالجة التراث الثقافي العربي، كيفية ناجعة للمحافظة عليه من
التهويد والزوال من تأثير العولمة؟
– لا يوجد بديل لقومية “روتانا” وأخواتها في السماء العربية الغائبة
بحروب داحس والغبراء وصراع الزعامات على الخلود في الحكم وتوريث الأبناء
في غياب ثقافة الديمقراطية والمواطنة، واعتبار الشعب مجرد قطيع لا يستحق
إلاّ العصا والسجون، وزراء الثقافة العرب مفعول بهم ولا وزن لهم مثل وزراء
الداخلية ووزراء الدفاع، إذا كانت وزارات الدفاع العربية تلتهم
الميزانيات الضخمة لشراء أسلحة منتهية الصلاحية أو فاسدة للتباهي في
الاستعراضات الوهمية، فإنّ وزارات الثقافة المسكينة هي وزارات سيادة في
العصر الجديد إنها وزارات الهجوم الثقافي بالمعنى الايجابي، أو الوجود
الثقافي بمعنى أقل عنفا، واذا كان حالها على ما هي عليه فالأحسن أن تشطب
من قاموس الحكام أفضل من إلحاقها بالسياحة والاتصال والبيئة والـ..
* ما موقفك من السياسة الثقافية المنتهجة في الجزائر؟
– لا توجد سياسة ثقافية واضحة المعالم في الجزائر، كل ما هنالك محاولات
واجتهادات من طرف أشخاص، السياسة الثقافية برنامج مسطر يشمل كل الفضاء
الثقافي له أبعاده الجمالية والأخلاقية وله نتائجه القريبة والمتوسطة
والبعيدة، ولهذا لا يتعدى الاجتهاد الجزائري الارتجال، وأنا من المطالبين
بإيجاد سياسة ثقافية واضحة المعالم في المشروع الثقافي الذي أدافع عنه،
لأنّّ هذه السياسة الثقافية هي التي تبني الانسان المواطن الذي نحتاجه
اليوم وغدا لتطوير وانجاز اقتصاد المعرفة، نحن لسنا في حاجة الى مناضلين
اليوم، أو قطيع من التبّع، نحن في حاجة إلى مواطنين يأخذون حقوقهم بكرامة
ويؤدون واجباتهم بتفان وإخلاص، نحن في حاجة إلى خبرات في مجالات جديدة هي
بنت عصرنا.
في زمن الحزب الواحد بالجزائر، نوقشت السياسة الثقافية في تلك الفترة
وانخرط المثقفون في بلورتها لكن أحداث أكتوبر 1988، رمت كل شيء إلى مزبلة
التاريخ، منذ ذلك ونحن نخبط خبط عشواء، ليوم نحن في حاجة الى سياسة ثقافية
ترسم بعناية لمواطن فعال يعيش واقع وهموم وأحلام الألفية الثالثة.
* كيف تقارب مسألة الهوية في الجزائر التي لا تزال مثار جدل؟
– الشعب الذي لا يحدد هويته، ولا يعرف من هو، طبعا سيضيع في هذا الزمن،
ولن يستطيع أن يشارك في بناء الحضارة المعاصرة لأنه مثل الريشة في مهب
الريح، مشغول بأناه وبوجوده، ولم يعانق الأفكار.
* هناك رأي قائل بأن الثقافة العربية منكفئة على ذاتها، ما جعلها تفوتت فرصة االتموقع عالميا، هل الفرصة المتاحة حاليا للاستدراك؟
– نحن خارج التاريخ يا صديقي، منذ سقوط الأندلس ونحن نتدحرج، أما
نهضتنا المزعومة فهي من صنع الغرب نحن منومون مغناطيسيا والغرب يتحكم في
حركاتنا وضحكاتنا وحزننا ومعاركنا للأسف وهذا ما أسميه “تاريخنا
الافتراضي” وهو مبني على رد الفعل وليس الفعل الحر الايجابي، ثقافتنا رفضت
الفكر التنويري للفيلسوف ابن رشد وأحرقت كتبه ونكلت بعقل عربي كبير وفضلت
فكر الكرامات والخوارق والمرابطين والمتصوفة، وها نحن نجني اليوم الثمار
المرة في صراع الطوائف والفرق، نحن متشبعون بثقافة الأتباع والعنعنة ولا
نستطيع الاجتهاد والإبداع والتحليل والتركيب، نحن سجناء ماضينا ولا نفهم
واقعنا وبالتالي لا نعرف مستقبلنا، محكوم علينا بالزوال والاندثار إذا لم
نتدارك الامر بانتهاء آخر قطرة نفط، سندفن في الرمال ولن يسمع بموتنا أحد.
* أي ثمن تدفعه الكلمة العربية.. الحركات المتطرفة، أم الأنظمة المستبدة؟
– نحن سجناء اليوم ومرهونون، نعاني بين مطرقة الإرهاب وسندان الأنظمة
القمعية المتوارثة للبطش والتجهيل والفساد والبؤس، والحركات المتطرفة التي
صنعتها المخابر الغربية أطالت عمر الأنظمة الاستبدادية، وهاهي تؤدي في كل
مرحلة دورها بامتياز، هدمت المشروع التنموي، وهدمت الانسان والعمران في
البلاد العربية، لم يبق للكلمة العربية سوى البكاء على الأطلال مثلما كان
يفعل الأسلاف في الجاهلية.
* ما موقفك من القضايا المحيطة بالثقافة العربية، طالما إنّ الثقافة
العربية مرتبطة باللغة فلا ثقافة دون لغة، كيف السبيل أن نرقي لغتنا لأنها
مفتاح ترقية ثقافتنا؟
– اللغة التي لا تستوعب عصرها محكوم عليها بالفناء، اللغة العربية
تنهار اليوم أمام اللهجات، الأفلام الهابطة والأغاني الساقطة والأدب
المنحط، هناك جهود أكاديمية لكنها لا تخرج إلى الناس تبقى حبيسة الادراج
والمدرجات والحلقات الضيقة لأصحاب الاختصاص، ليست لدينا قواميس جديدة
تستوعب روح العصر، والترجمة تغني اللغة، والأمة العربية من محيطها إلى
خليجها لا تترجم ما تترجمه ايطاليا أو اسبانيا أو البرتغال، نحن نستعمل
اليوم منتجات الحضارة ولا نعرف كيف نسميها وهذا خطر كبير، وهذا من سمات
الشعوب التي تعيش خارج التاريخ والحضارة، والحقيقة أنّ اللغة إذا لم
يطورها ويرقيها الشعراء والكتاب والمفكرون والصحفيون تموت.
* ترقية اللغة العربية بفرنسا بين مشاريع ساركوزي، حماية اللغة العربية وترقيتها؟، أم استيعابها بعقل غربي؟
– فرنسا تعمل على استيعاب الجالية الجزائرية والمسلمة لتتأقلم مع
علمانيتها، ومثلما تعمل على احتواء الإسلام، تعمل على احتواء اللغة
المعبّرة عن هذا الدين، من حقها أن تعمل ما تراه يخدم مصالحها، لكن العيب
فينا لأننا قصرنا في حق جاليتنا ولا نسأل عنها إلاّ في المواعيد
الانتخابية.
* ما هي خططك القادمة وهل تنوي الكتابة للمسرح والتليفزيون والإذاعة، وهل لنا بمعرفة مولودكم الأدبي المقبل؟
– إذا كنت ديمقراطيا ومتسامحا، رجاء
لا أريد الاجابة، وأعدكم برواية “سيد الخراب” التي أريدها متجاوزة لرواية
“التراس” التي فازت بجائزة مالك حداد وأنوي نشرها في دار الآداب او الدار
العربية للعلوم
.
كمال قرور: أدعو لتحالف الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية
Posted on 18 فبراير 2010 by كمال قرور كاتب وصحفي
قرور: أدعو لتحالف الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية
كامل الشيرازي
الروائي الجزائري “كمال قرور” في مقابلة خاصة بـ”إيلاف”
أكافح لأجل مشروع ثقافي جدي ينهي العدمية
أدعو لتحالف الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية
حاوره في الجزائر كامل
الشيرازي: يكشف الروائي الجزائري الشاب “كمال قرور” تفاصيل مشروعه الثقافي
الشامل لجزائر الألفية الثالثة، ويتبنى قرور في هذه المقابلة الخاصة
بـ”إيلاف”، دعوة المفكر الجزائري الراحل “مالك بن نبي” لعقد تحالف بين
الثقافة الإسلامية مع الثقافة الكونفوشية، ويرى صاحب رواية” الترّاس” ذلك
ضرورة لتحقيق السلم العالمي. تابعوا نص المقابلة:
* طرحتم قبل فترة مشروعا ثقافيا هادفا لجزائر الألفية
الثالثة، وقمتم بتوصيفه كـ”رؤية للخطاب الثقافي المتسامح”، إلى أين وصل
المشروع، وهل تتوقعون تفاعل النخب والسلطات والشارع معه؟
– المشروع نشر بالصحف الجزائرية وكذا على شبكة الأنترنيت، كما أرسل إلى
حوالي خمسين مثقفا جزائريا، لكنه للأسف لم يجد التجاوب من قبل الفئة التي
يفترض أن تتلقفه وتتبنى بعض ما جاء فيه من أفكار وتصورات، وتجعله أرضية
لفتح نقاش جاد، هناك من قال لي بالحرف الواحد من أنت حتى تقدم هذا المشروع
للنقاش، هذا من اختصاص الدولة.. أنا مؤمن بهذا المشروع وسأبقى أدافع عنه
وأذكّر الجميع به، لكن هذا المشروع يحتاج إلى إرادة سياسية، لأنّ المثقف
عندنا أصبح يفضل أن يكون مجرورا ومطبّلا ومهرولا في مؤخرة القاطرة ولا
يريد أن يكون في المقدمة للاستطلاع والاستشراف، كتبت يوما مقالا في
الصحافة الجزائرية قلت فيه أنّ المثقف شريك للسلطة وليس مجرد أجير أو كلب
حراسة، وطبعا جنيت الشوك.
* بشأن إشكالية إيصال الثقافة الجزائرية إلى العالمين العربي والغربي
وشروط التبادل معهما، هل هناك حواجز تعترض تبادل الجزائر ثقافيا إقليميا
ودوليا، ما الكيفية لإيصال الثقافة الجزائرية بتنوعها واختلافها إلى
الآخر؟
– لا توجد إرادة سياسية تعمل وفق إستراتيجية محددة، في ظل تغييب
المثقفين الجادين الذين يحملون الهم الثقافي، ويغارون على ثقافة وطنهم،
ولا يتاجرون بالثقافة، منذ الاستقلال نعيش في حصار قاتل ونستنشق ما أسميه
ثاني أكسيد كاربون الثقافة.. في غياب المجلات الثقافية والكتب العلمية نحن
نجتر الكتب الصفراء التي لا تغني ولاتسمن، حن لا نملك مؤسسات ثقافية جادة
ربما كانت تجربة الروائي الطاهر وطار في جمعية الجاحظية ثم تجربة الدكتور
أمين الزاوي في المكتبة الوطنية، لكن التجربتان حاصرتهما قوى الرداءة
والمنفعة.
بعد حوالي نصف قرن من الاستقلال مازال العالم لا يعرف عنا شيئا، سوى أننا
شعب قدم مليونا ونصف من الشهداء لإفتكاك الحرية، هذا التوصيف صار مزعجا،
إذا كان الأموات مازالوا يصنعون مجد جزائر الاستقلال ماذا يفعل الأحياء؟
للأسف أصبحنا في زمن الاستقلال بلدا مشهورا بتصدير العنف والإرهاب، يا
للمفارقة! هناك من يعمل في الخفاء على عزل الجزائر وبترها عن محيطها
الإقليمي العربي والإفريقي والعالمي، ولهذا لا يمكن للجزائر أن تقدم
صورتها الثقافية المشرقة للآخرين وهي مكبلة بأوهام المتآمرين، عندما يقصى
المثقفون الحقيقيون من الندوات العلمية والأسابيع الثقافية، وتعطى الفرص
للمتثاقفين الرديئين وللإداريين والبوّابين ليمثلوا البلد في المناسبات
الثقافية داخل وخارج الوطن، وتصبح سفاراتنا في الخارج دورا للعجزة تهدر
العملة الصعبة ولاتقدم شيئا للبلاد، تلك هي الكارثة التي ما بعدها كارثة.
* الإيصال الثقافي العربي فيه من المعيارية والمحيطية، خلافا للثقافة
الغربية، فبما تفسرون هذه المحيطية، هل هي صحية أم مؤشرا سلبيا على مستقبل
الثقافة العربية؟
– نحن في زمن العولمة، زمن القرية الواحدة والغرفة الواحدة، الثقافة
العربية التي كانت معزولة في صحرائها المترامية الرمال والكسل أصبحت مهددة
في عقر دارها، ثقافتنا ذات نزعة أخلاقية وإتباعية، اليوم بعد تمازج
الثقافات وتلاقحها ماذا نقدم للعالم من قيمنا؟ كان مالك بن نبي رحمه الله
يدعو إلى تحالف الثقافة الاسلامية والثقافة الصينية الكونفوشية للحفاظ على
السلم العالمي والمطلب مازال قائما، للأسف نحن لا نساهم في الحضارة
المعاصرة إلاّ كمستهلكين ومجترين ومقلدين للموضة، ثقافة بدون إبداع وبدون
تفاعل وفعالية ثقافة جامدة ومحنطة.
* ما تأثير الراهن في الجزائر بتجلياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية على المنظومة الإبداعية هناك؟
– كيف يتجاوب المبدع الجزائري مع الراهن؟ التجاوب سطحي وضحل، أحيانا
تشعر كأنّ المبدع الجزائري أصبح لا يفهم ما يدور حوله، ودليلي على ذلك
التراكم الإبداعي الذي كتب في العشرية الأخيرة، لم يكن في مستوى الأحداث
الأليمة التي عرفتها الجزائر، وهذا ليس غريبا، فثورة التحرير رغم ما كتب
عنها، لم تجد كاتبا يصنع من أحداثها ملحمة فنية كبيرة تستمتع بها البشرية،
كذلك أحداث الحرب الأهلية بقيت كما هي وكل المحاولات باءت بالفشل، في
انتظار من يحقق المفاجأة.
* بعد فوزكم بجائزة مالك حداد للرواية العام 2007، عددتم كثيرا من
المآخذ والمحاذير التي انتابتها، هل ذاك متصل بأزمة تأطير ثقافي أم ضمور
رؤيا؟
– – حاولت انطلاقا من تصوري النبيل للثقافة والمثقف الفعال أن أضيف
لبنة لهذه الجائزة التي أقدرها وأقدر المشرفين عليها، كونها شمعة تضيء
للثقافة الجزائرية، لكن حدثت أشياء غريبة تمس بسمعة هذه الجائزة، وكان من
واجبي أن أدلي بدلوي لإعطاء التصور الحقيقي لمؤسسة الجائزة سواء قبل أهل
الاختلاف أم لم يقبلوا، موقفي واضح وصريح قصدت به البناء وليس الهدم كما
تصور البعض، وبالمناسبة أرفع ندائي إلى الأديبة الجزائرية الكبيرة أحلام
مستغانمي إلى مراجعة موقفها الذي اتخذته في لحظة غضب، وأقول لها:”الجائزة
مازالت في حاجة إلى رعايتك ومؤازرتك أيتها الأديبة المحترمة”.
* ما هي أهم مرجعياتك أو متكآتك الفكرية؟
– – أنا مدين للمفكر الجزائري الراحل مالك بن نبي الذي أنقذني في
ثمانينات القرن الماضي من التيه الفكري، ومدين للفكر الشرقي الهندي
والصيني الذي وسع أفقي وخيالي، وهناك فلاسفة ومفكرون وأدباء ساهموا في
بناء قناعاتي وأفكاري وخيالي أمثال:روسو، نيتشه،ديوي،لوك،
ديستوفيسكي،الخيام، الفارابي،ابن طفيل، المعري، طاغور، بودلير، ماركيز،
كازانتزاكي، وطار،واسيني، بوجدرة، الجابري، حنفي، الغيطاني وغيرهم.
* ما الذي لمستموه في الفعل الثقافي الجزائري منذ الاحتفاء بالثقافة
العربية قبل سنتين؟ وهل يمكن للعواصم الثقافية أن تثير الوعي القومي عند
المجتمعات؟
– يمكن لفكرة العواصم العربية أن تثير الوعي القومي عند مجتمعاتها إذا
تجاوزت “البرستيج” الثقافي والمهرجانية الكرنفالية الارتجالية، المطلوب من
هذه العواصم أن ترتقي إلى الهم الإنساني لترتقي بالمواطن العربي المغبون،
في الجزائر كانت الثمرة طبع ألف كتاب، رغم أنّ النشر في بلاد عربية كثيرة
لم يصبح مشكلة، طبعت الكتب ووضعت على رفوف المكتبات، ولكن من يقرأ هذه
الكتب؟ الله أعلم.
* ماذا حول الإصدارات التي تشهدها الجزائر دوريا، وهل استطاعت أن تصنع قارئا جزائريا، وترسم أفقا ثقافيا؟
– القراءة في الجزائر تواجهها مشاكل كبيرة، القارئ الجزائري مُجبر وليس
مخيرا، معظم المكتبات أصبحت تروج لتيار معين من خلال عرض كتب ذات توجه
واحد كما تعرض على نفس الرفوف السواك وعسل النحل والزنجبيل وكل الأعشاب
التي لها علاقة بالرغبة الجنسية، لست أدري ما نوع السجل التجاري الذي
تمتلكه هذه المكتبات المشبوهة في غياب الرقابة وتواطؤ مصالح وزارة
التجارة؟ الكتاب الأدبي والثقافي والعلمي مُحاصر ولا يجد من يحفل به،
ولذلك يصبح مشكل التوزيع من واجبات الدولة لإيصال المادة الثقافية الجادة
إلى مستهلكها الحقيقي، وحتى لا أكون سوداويا أشيد بمبادرة وزارة الثقافة
في دعم دور النشر وخاصة الصغيرة منها لنشر الكتاب الأدبي والثقافي، ويمكن
للتجربة أن تنجح مستقبلا وتصنع القارئ المطلوب المتفتح على المعارف
والثقافات، وحتى لا أكون مجحفا، أشيد بتجربة رابطة كتّاب الاختلاف في مجال
النشر المشترك مع الدار العربية للعلوم وذلك بمساهمتها في طبع الكتاب
الثقافي والفكري التنويري وهي تجربة رائدة نتمنى لها التوفيق
والاستمرارية.
أما المسألة الثقافية، فهي أعم من قراءة الكتاب الجاد وإن كان هذا جزء
منها، المسألة الثقافية تشمل المسرح والسينما والفنون التشكيلية والأدب
وبقية العلوم الإنسانية، وهي في حاجة الى مشروع ثقافي جاد يناقشه المثقفون
بالتعاون مع وزارة الثقافة وتتبناه جهة ثقافية مثل اتحاد الكتاب إذا أراد
المساهمة في الحياة الثقافية بجد للاحتفاء بالثقافة والمثقف والتخلص من
ثقافة المؤامرات والصراعات.
* ما المسافة الفاصلة الآن بين الثقافة والشارع الجزائري، ما الذي يمكن
للقصيدة أن تقوله، وما الذي يمكن للرواية أن تقوله؟ وهل هناك عودة أكيدة
للشعر أم هناك تبني مطلق ونهائي للرواية؟
– المسافة تتسع بين الشارع والثقافة في ظروف اجتماعية واقتصادية
متدهورة، إنه الانحدار نحو الهاوية، هناك سياسة التجهيل والتتفيه والتواكل
واللامسؤولية واللاوعي، في غياب المسارح وقاعات السينما والندوات الجادة
والبرامج التلفزيونية التثقيفية وقاعات المطالعة المحترمة والمكتبات
الجادة، هناك الكرنفالات والتطبيل والتزمير، كل الفنون قادرة على التعبير
إذا وجد الفنان الحقيقي، لكن حين يقتحم الدخلاء الدجالون المجال الثقافي
ويحاربون الفنانين الحقيقيين هنا تكمن الكارثة، هناك شعراء لا يحصون
والقصيدة غائبة، وهناك روائيون والرواية قليلة، وهناك مسرحيون والمسرح
يحتضر، وهناك سينمائيون والسينما في خبر كان.. وهكذا دواليك.
* بماذا تقاربون القضايا ذات الصلة بالقومية الثقافية العربية، وهل
ترون في معالجة التراث الثقافي العربي، كيفية ناجعة للمحافظة عليه من
التهويد والزوال من تأثير العولمة؟
– لا يوجد بديل لقومية “روتانا” وأخواتها في السماء العربية الغائبة
بحروب داحس والغبراء وصراع الزعامات على الخلود في الحكم وتوريث الأبناء
في غياب ثقافة الديمقراطية والمواطنة، واعتبار الشعب مجرد قطيع لا يستحق
إلاّ العصا والسجون، وزراء الثقافة العرب مفعول بهم ولا وزن لهم مثل وزراء
الداخلية ووزراء الدفاع، إذا كانت وزارات الدفاع العربية تلتهم
الميزانيات الضخمة لشراء أسلحة منتهية الصلاحية أو فاسدة للتباهي في
الاستعراضات الوهمية، فإنّ وزارات الثقافة المسكينة هي وزارات سيادة في
العصر الجديد إنها وزارات الهجوم الثقافي بالمعنى الايجابي، أو الوجود
الثقافي بمعنى أقل عنفا، واذا كان حالها على ما هي عليه فالأحسن أن تشطب
من قاموس الحكام أفضل من إلحاقها بالسياحة والاتصال والبيئة والـ..
* ما موقفك من السياسة الثقافية المنتهجة في الجزائر؟
– لا توجد سياسة ثقافية واضحة المعالم في الجزائر، كل ما هنالك محاولات
واجتهادات من طرف أشخاص، السياسة الثقافية برنامج مسطر يشمل كل الفضاء
الثقافي له أبعاده الجمالية والأخلاقية وله نتائجه القريبة والمتوسطة
والبعيدة، ولهذا لا يتعدى الاجتهاد الجزائري الارتجال، وأنا من المطالبين
بإيجاد سياسة ثقافية واضحة المعالم في المشروع الثقافي الذي أدافع عنه،
لأنّّ هذه السياسة الثقافية هي التي تبني الانسان المواطن الذي نحتاجه
اليوم وغدا لتطوير وانجاز اقتصاد المعرفة، نحن لسنا في حاجة الى مناضلين
اليوم، أو قطيع من التبّع، نحن في حاجة إلى مواطنين يأخذون حقوقهم بكرامة
ويؤدون واجباتهم بتفان وإخلاص، نحن في حاجة إلى خبرات في مجالات جديدة هي
بنت عصرنا.
في زمن الحزب الواحد بالجزائر، نوقشت السياسة الثقافية في تلك الفترة
وانخرط المثقفون في بلورتها لكن أحداث أكتوبر 1988، رمت كل شيء إلى مزبلة
التاريخ، منذ ذلك ونحن نخبط خبط عشواء، ليوم نحن في حاجة الى سياسة ثقافية
ترسم بعناية لمواطن فعال يعيش واقع وهموم وأحلام الألفية الثالثة.
* كيف تقارب مسألة الهوية في الجزائر التي لا تزال مثار جدل؟
– الشعب الذي لا يحدد هويته، ولا يعرف من هو، طبعا سيضيع في هذا الزمن،
ولن يستطيع أن يشارك في بناء الحضارة المعاصرة لأنه مثل الريشة في مهب
الريح، مشغول بأناه وبوجوده، ولم يعانق الأفكار.
* هناك رأي قائل بأن الثقافة العربية منكفئة على ذاتها، ما جعلها تفوتت فرصة االتموقع عالميا، هل الفرصة المتاحة حاليا للاستدراك؟
– نحن خارج التاريخ يا صديقي، منذ سقوط الأندلس ونحن نتدحرج، أما
نهضتنا المزعومة فهي من صنع الغرب نحن منومون مغناطيسيا والغرب يتحكم في
حركاتنا وضحكاتنا وحزننا ومعاركنا للأسف وهذا ما أسميه “تاريخنا
الافتراضي” وهو مبني على رد الفعل وليس الفعل الحر الايجابي، ثقافتنا رفضت
الفكر التنويري للفيلسوف ابن رشد وأحرقت كتبه ونكلت بعقل عربي كبير وفضلت
فكر الكرامات والخوارق والمرابطين والمتصوفة، وها نحن نجني اليوم الثمار
المرة في صراع الطوائف والفرق، نحن متشبعون بثقافة الأتباع والعنعنة ولا
نستطيع الاجتهاد والإبداع والتحليل والتركيب، نحن سجناء ماضينا ولا نفهم
واقعنا وبالتالي لا نعرف مستقبلنا، محكوم علينا بالزوال والاندثار إذا لم
نتدارك الامر بانتهاء آخر قطرة نفط، سندفن في الرمال ولن يسمع بموتنا أحد.
* أي ثمن تدفعه الكلمة العربية.. الحركات المتطرفة، أم الأنظمة المستبدة؟
– نحن سجناء اليوم ومرهونون، نعاني بين مطرقة الإرهاب وسندان الأنظمة
القمعية المتوارثة للبطش والتجهيل والفساد والبؤس، والحركات المتطرفة التي
صنعتها المخابر الغربية أطالت عمر الأنظمة الاستبدادية، وهاهي تؤدي في كل
مرحلة دورها بامتياز، هدمت المشروع التنموي، وهدمت الانسان والعمران في
البلاد العربية، لم يبق للكلمة العربية سوى البكاء على الأطلال مثلما كان
يفعل الأسلاف في الجاهلية.
* ما موقفك من القضايا المحيطة بالثقافة العربية، طالما إنّ الثقافة
العربية مرتبطة باللغة فلا ثقافة دون لغة، كيف السبيل أن نرقي لغتنا لأنها
مفتاح ترقية ثقافتنا؟
– اللغة التي لا تستوعب عصرها محكوم عليها بالفناء، اللغة العربية
تنهار اليوم أمام اللهجات، الأفلام الهابطة والأغاني الساقطة والأدب
المنحط، هناك جهود أكاديمية لكنها لا تخرج إلى الناس تبقى حبيسة الادراج
والمدرجات والحلقات الضيقة لأصحاب الاختصاص، ليست لدينا قواميس جديدة
تستوعب روح العصر، والترجمة تغني اللغة، والأمة العربية من محيطها إلى
خليجها لا تترجم ما تترجمه ايطاليا أو اسبانيا أو البرتغال، نحن نستعمل
اليوم منتجات الحضارة ولا نعرف كيف نسميها وهذا خطر كبير، وهذا من سمات
الشعوب التي تعيش خارج التاريخ والحضارة، والحقيقة أنّ اللغة إذا لم
يطورها ويرقيها الشعراء والكتاب والمفكرون والصحفيون تموت.
* ترقية اللغة العربية بفرنسا بين مشاريع ساركوزي، حماية اللغة العربية وترقيتها؟، أم استيعابها بعقل غربي؟
– فرنسا تعمل على استيعاب الجالية الجزائرية والمسلمة لتتأقلم مع
علمانيتها، ومثلما تعمل على احتواء الإسلام، تعمل على احتواء اللغة
المعبّرة عن هذا الدين، من حقها أن تعمل ما تراه يخدم مصالحها، لكن العيب
فينا لأننا قصرنا في حق جاليتنا ولا نسأل عنها إلاّ في المواعيد
الانتخابية.
* ما هي خططك القادمة وهل تنوي الكتابة للمسرح والتليفزيون والإذاعة، وهل لنا بمعرفة مولودكم الأدبي المقبل؟
– إذا كنت ديمقراطيا ومتسامحا، رجاء
لا أريد الاجابة، وأعدكم برواية “سيد الخراب” التي أريدها متجاوزة لرواية
“التراس” التي فازت بجائزة مالك حداد وأنوي نشرها في دار الآداب او الدار
العربية للعلوم.
Advertisements
Filed under: حوارات مع كمال قرور | Leave a comment »
الصحفي كمال قرور لاسبوعية المحقق
Posted on 28 مارس 2008 by كمال قرور كاتب وصحفي
قلت لمحمد الصّالح يحياوي: أنت لا تملك الشجاعة الأدبية
أخشى أن تتراجع لجنة مالك حدّاد عن منحي الجائزةَ!
من
قال إن كمال قرور كاتب روائي؟، هكذا تساءل عدد غير قليل ممّن يعرفونه
مغامرا إعلاميا فقط ، ومن قال إنه إعلامي له تجاربُ تمتزج فيها روح الجرأة
بروح التحدّي؟، هكذا تساءل أيضا بعض من علم بذلك بعد حصوله على جائزة مالك
حداد للرواية في طبعتها لعام 2008 ، وأمام هذه “اللخبطة” التي تكتنف حياته
الأدبية والإعلامية، ارتأيت أن أقف معه في هذا الحوار الصّريح، عند أهمّ
مفاصل تجربته في عالم الصحافة، التي كأنها أخذت تسمية “مهنة المتاعب” من حجم معاناته وخيباته فيها.
قبل جائزة مالك حدّاد، كان الكثيرون يرون فيك إعلاميا فقط، وبعدها بات الكثيرون يرون فيك كاتبا فقط، كيف تتعامل مع هذا التوزّع؟
كنت
أهتمّ بالأدب، خاصّة القصّة القصيرة منذ الثمانينيات، ولأنني لم أجدْ في
كلّ ما كتبت نضجا كبيرا، فقد أحرقته كلّه، ودخلت عالم الصّحافة بدون رصيد
أدبي.
ومتى عدت للكتابة الأدبية إذن؟
في الـ 2002 ، حيث صرت أكتب باستمرار، دون أن أحصيَ أو أعرف طبيعة ما أكتب.
بمعنى أنك لا تملك مشروعا إبداعيا واضح المعالم؟
بل قل إنني كنت مشتتا بين التوجّه الفكري في الكتابة، والتوجّه الأدبي.
فانتصرتَ للتوجّه الثاني؟
في
بداية العودة ركّزت على التوجّه الفكري، فكتبتُ “الكتاب الأزرق/ الدّولة
الرّاعية والمواطن الفعّال”، ومجموعة من المقالات نشرتها في الخير والشروق.
ماذا تعني بالكتاب الأزرق؟
طرحت
فيه فكرت التعاقد بين الحاكم والمحكوم، التي جاء بها هوبز وروسو، إسقاطا
على الواقع الجزائري، والزرقة التي حملها العنوان، إحالة على لون السّماء،
كفضاء وسيع غير مملوك من طرف الأقلية، عكس الأرض التي رُهنتْ وتفرّق ترابها
في الزمَر، وإذا راعينا فلسفة الألوان، فإننا نجد الأزرق لونا يتميز
بالمنطقية والعقلانية والنشاط وقلة الثرثرة، وهي القيم التي علينا أن
نتحلّى بها في استعادة الأرض، بعدها عادت إليَّ الرغبة في الكتابة الأدبية،
فكتبت روايتي “الترّاس” الحائزة على جائزة مالك حداد، ومجموعة قصصية
عنوانها “رجل لا يجيء”، وأخرى بعنوان ” الشعوب التعيسة في الجمهوريات
البئيسة”.
ألا ترى أنّ هذا العنوان الأخير كلاسيكيٌّ ومقرف؟
تماما…، لكنني راهنتُ على هذا، لأن المجموعة كانت محاولة مني لكتابة القرف، الذي بات مواطنا جزائريا بامتياز.
دع الأديب فيك يمارس قرفَه الشهيَّ جانبا، وعرّجْ بنا على “دودة” الإعلام، متى ظهرت للوجود؟
ما
بين سنتي 1986 و1987 ، حيث كنت طالبا بجامعة قسنطينة، طبعا مع إرهاصات
سابقة في الثانوية، فباشرت جملة من الحوارات في يومية “النصر” التي كانت
حينا عنوانا كبيرا.
من حاورتَ؟
مثلا
الناقد المسرحي الدكتور رشيد بوشعير، وهنا أشير إلى أنّ بعضها كان يُنشر
في الصّفحة الأخيرة على أهمّيتها، مع مجموعة من المقالات الثقافية.
مثلا
مثل
مقال كان ردّا على الشاعر الظاهرة عبد الله بوخالفة رحمه الله، ناقشت فيه
دعوتَه للشعراء الجزائريين إلى توظيف الفلسفة في نصوصهم، وأصارحك بأنني
اكتشفت بعد سنوات كوني لم أكن منتبها لعمق الفتى، كان انتحاره خسارة للمشهد
الأدبي الجزائري، ولا أقول للشعر فقط، وإنما للرّواية أيضا، إذ كثيرا ما
فاتحني برغبته في كتابة الرّواية.
هل كنت موظّفا في “النصر”، أم مجردَ متعاون؟
بل
كنت متعاونا فقط، وحين فُتح المجال للتوظيف في ماي 1989 ، لم يوظفوني رغم
أنهم وعدوني بذلك، فصدمت وفكرت في الالتحاق بالخدمة العسكرية، لكنني أجلت
الأمر.
هل أدّيت الخدمة العسكرية بعدها؟
راهنت
على التأجيل حتى أكرموني بالإعفاء عام 2000 ، حين بلغت من العمر أربعا
وثلاثين سنة، ولا تندهش إذا قلت لك إنني أشعر اليوم بالنقص حين أسمع
أصدقائي يتحدّثون عن ذكرياتهم في الخدمة الوطنية.
هل ستلتحق بالجيش لو أتيحت لك الفرصة اليوم؟
للحياة العسكرية نكهتها التي قد تغذيني بنصوص، تختلف عن النصوص التي غذتني بها نكهة الحياة المدنية.
هل كانت صدمة “النصر” هي الصدمة الإعلامية الأولى في حياتك؟
بل الثالثة…
كيف؟
كانت
الصدمة الأولى من التلفزيون، ما بين 1986 و1987 ، حيث كان من المنتظر أن
أنشّط حصّة “سين ـ جيم” بعد مغادرة منشطها كمال علواني إلى العاصمة، لكن
ذاك “المنتظر”، أصبح ملغى.
لماذا؟
أعطوني
فرصة أسبوع لاختيار اللباس الذي أظهر به، وحين عودتي، قال لي المخرج إنهم
استغنوا عن خدماتي، واختاروا فتاة جاءت لتشارك في “ألحان وشباب”.
والصّدمة الثانية؟
بعد
فشلي في الالتحاق بمحطة قسنطينة للتلفزيون، شاركت أنا وصديقي مراد
بوكرزازة في تجربة صوتية للالتحاق بإذاعة سيرتا الجهوية، وبما أنهم كانوا
بحاجة إلى صوت واحد فقط، فقد اختاروا مراد، واعتذروا لي أنا، لكنها كانت
أخفّ الصدمات علي، لأن نجاح بوكرزازة، شكّل لي عزاء.
بالمناسبة: ما رأيك في التجربة التي خاضها مؤخرا في الكاميرا الخفية؟
تمنيت من أعماق قلبي، لو أنه لم يتورّطْ في تجربة فاشلة كتلك، بعد فتوحاته الإذاعية منذ اختاروه عوضي كما حدثتك.
هل هذه الصّدمات المتوالية، هي التي مهّدت لانتقالك إلى العاصمة عام 1990؟
من
قبلُ لم أفكر إطلاقا في دخول العاصمة، كانت قسنطينة تسحرني، وفيها ذكريات
دراستي الجامعية وحبّي، لكن طموحي كان أولى من المكان، فكان علي أن أحمل
حقيبتي وأرحل [ ينفجر ضاحكا فجأة ]: بل لم تكن لي حقيبة أصلا.
لماذا دخلت “آلجي”؟
كان
طموح والدي أن أصبح معلما بعد أداء واجب الخدمة الوطنية، لكنني كنت دوما
أفضل جنون الصّحافة، معتقدا أن العاصمة تمكّنني من الالتحاق بجريدة ما،
وهنا عليك أن تدرك أن ذلك كان صعبا جدا في تك المرحلة، إذ لم تكن هناك إلا
“الشعب” و”المساء” و”النصر” التي خلفتها في الشرق، وعلى الصحافيين اليوم أن
يحمدوا الله على التعددية الإعلامية، إذ يمكنهم أن يعملوا في أكثر من
عنوان، رغم ذلك عاهدت نفسي بألا أعود من حيث أتيت.
أين كنت تقيم، وممّ كنت تقتات؟
بخصوص
القوت لا أذكر ما كنت آكل لقلته، أما المبيت فأغتنم الفرصة لأشكر إحدى
منظفات الحيّ الجامعي حيدرة وسط، التي كانت تعطيني مفتاح مقصورتها حيث تضع
أدوات التنظيف، كانت مقصورة بدون مصباح أصلا، وضيّقة لا تسعني أنا طويلَ
القامة كما ترى.
هل وجودك في الحيّ الجامعي هو الذي ألهمك فكرة التسجيل في الماجستير؟
كان
التسجيل شرطا ضروريا للحصول على غرفة، فالتحقت بمعهد علوم الإعلام
والاتصال، بعد نجاحي في المسابقة، وفي هذه الفترة بالذات طردت من مقصورة
المنظفة، مع تماطل الإدارة في تسليمي غرفة رغم أنني بتّ طالبا في الدّراسات
العليا.
كيف تصرّفت؟
كنت
صديقا لمحمد قرّوش صاحب العديد من الجرائد اليوم، مع ذكر أنه لم يكن كذلك
في تلك الأيام، كان مجرّدَ طالب غني بطموحه فقط، فعرض علي مشاركته غرفته في
الحيّ الجامعي.
هل درستَ في الماجستير بجدّية، أم أنك سجّلت فقط، لتحلّ مشكل السّكن؟
في
البداية كان حلّ مشكلة السكن هو الهدف، لكن بعد مباشرة الدّراسة تغيّرت
نوايايَ، فانخرطت في الدّراسة بجدّية، حتى أنمّي موهبتي الإعلامية، خاصّة
بعد اكتشافي لنظرية ماكلوهان.
من هم الأساتذة الذين شكّلوا وعيَك الإعلاميَّ الجديد؟
الدّكتور
عبد الرّحمن عزّي ـ الدّكتور إحدادن ـ العراقي خالد سلام ـ السّوري عزّت
عجاّن ـ الأستاذ ابراهيم براهيمي، خاصّة الدّكتور عزّي.
لماذا هو بالذات؟
لأنّه
كان أكثرَ من أستاذ يُعطي المعلومات، بل مفكّرا في مجال الإعلام، وللأسف
الشديد فقد خسرته الجزائر، بهجرته إلى ماليزيا، وهنا أشير إلى أنه كان
المُشْرفَ عليّ في الماجستير، وبهجرته توقف المشروع.
ألم تناقش لحد الآن؟
نعم…،
إذ طلبت من الدّكتور محمّد قيراط أن يشرف عليّ بدل الدّكتور عزّي، فوافق
لكنه هو الآخر لم يمكث إلا قليلا، وهاجر إلى الإمارات العربية.
وكان موضوع الرسالة؟
آليات الصّراع الفكري عند مالك بن نبي.
فالتحقتَ بمجلّة “الوحدة” عام 1990
كان
صديقي علاوة شواطي واحدا من أسرة تحريرها، فاقترح علي الالتحاق بها، وحين
قابلت مديرها الأستاذ على ذراع قال لي: إن المجلة لا تتوفر على منصب مالي،
فقلت له إنني مستعد للعمل مجانا ريثما يتوفر منصب مالي جديد، فقبل بذلك.
وهل جاء ذاك المنصب المالي؟
بعد نصف سنة، وهنا انتقل علي ذراع إلى “المساء”، وجاء صالح شكيرو مكانَه.
ما كنت تكتب في الوحدة؟
حوارات ـ تحقيقات وتغطيات لأحداث ثقافية وسياسية.
ما هو أهمّ شيء كتبته في رأيك؟
بل قل أطرف ما كتبته؟
هاتها
كتبت
مقالا صغيرا عنوانه: “الإنسان حيوان يخلص”، أي يتقاضى راتبا، وكان ذلك
بسبب العَوَز، إذ قلت لك إنني كنت أعمل في البداية مجّانا، مع تأخر المنحة
الجامعية، الأمر الذي حتّم علي “القارنطيطة” ليلا ونهارا، حتى صرت أراني
حيوانا لا يأكل إلا شيئا واحدا، واستدعاني رئيس التحرير يومها عبد الله
بشيم، فصارحته بوضعي، وكان كريما معي حين أمر المتصرّف المالي للمجلة بأن
يصرف لي مبلغا ماليا، كان أول مقابل مادي أتقاضاه على جهودي.
ولمْ تطلْ فرحتك بالتوظيف في المجلّة حتى سرّحوك، كيف حصل ذلك؟
قمنا باحتجاج تضامنا منا مع عمال المطبعة.
من أنتم؟
أنا ـ علاوة شوّاطي ـ صادق جردي ـ اسماعيل بصباص ـ الحاج دحمان وعباس بومامي.
وما دخلكم أنتم في عمال المطبعة؟
من تدخل فيما لا يعنيه، وقع له ما لا يرضيه.
هل حصلتم على تعويض ما؟
لا
طبعا…، وهنا دعني أدلي بشاهدة حق في صالح شكيرو، حيث نصحنا محبة فينا،
بترك الاحتجاج، لأنه حماقة ستعرقل مستقبلنا، لكننا لم نأخذ بنصيحته،
والغريب يا صديقي، أن عمال المطبعة عادوا إلى عملهم بمجرد طردنا، دون أن
يقولوا لنا كلمة شكر واحدة.
يبدوا أن الجوع قدَرٌ وقع في غرامك يا كمال.
قاومته
في البداية ببعض المال الذي كنت أحصل عليه من تدريسي لمقياس تحليل النصوص،
كأستاذ متعاون بمعهد علوم الإعلام والاتصال، وهو أمر لم يدمْ طويلا، لأنني
تخليت عن المنصب، بسبب حالة نفسية انتابتني، بعد أن أخبرتني الطبيبة بأنني
مصاب بمرض القلب، فقرّرت أن أعود إلى العلمة وأموت بين أهلي.
[
وهنا قاطعنا الفنان المسرحي العراقي فاضل عبّاس، بهذه الأقوال دفعة واحدة،
بعد أن استمع إلينا في بعض الحوار/ “قال جبران: يكفي القتيلَ شرفا، أنه
ليس القاتل، وقال طاغور: إذا لم يكن أمامك سوى الوقوف على الجمرة، فلا بدّ
أن تفتعل الحلم لتقول إنها باردة، وقال غاندي: تعلمت من الحسين بن علي، كيف
أكون مظلوما وأنتصر”، ثم حمل محفظته وغاب.]
لكنك لم تمتْ لحدّ الآن يا سيزيف
كان
سيزيف دائما في خيالي، لكثرة صعودي وهبوطي من جديد، لكنني كنت دائما أعتبر
نفسي أفضلَ منه، لأنه أسطورة وخيال، بينما أنا واقع من دم يفور بالإرادة.
والدّليل أنّك لم تيأسْ، فأسّست دارا للنشر في العلمة سنة 1993، حدّثنا عن التجربة
دار
النشر كانت واحدة من أحلامي، بالإضافة إلى الصّحافة، فاستثمرت فراغي في
العلمة، بعد خروجي من العاصمة، في بعث ذالك الحلم، كان الأمر يبدو مستحيلا
بالنظر إلى الظروف الأمنية التي طبعت المرحلة، فكان أول إصدار للدار: رسائل
حب، وهو عبارة عن كتاب يضمّ رسائلَ عاطفية، كتبه العربي حاج صحراوي.
أشتمّ رائحة النزعة التجارية من العنوان
لم
يكن الدافع ماديا، وإنما خروج عن روح المرحلة التي طبعها الموت والحقد
الأعمى، لكنني اصطدمت بالواقع الأصولي، بحيث رفضت المكتبات توزيعَه، فبقي
مكدّسا، وهو المصير نفسه الذي لقيته العناوين الأخرى، مثل الديوان الأول
للشاعر عاشور فني “زهرة الدنيا” وقاموس “تعلم الألمانية”.
ثم اختفت الدار فجأة مثلما ظهرت
مخلفة كوارثَ من الدّيون، بسبب جهلي لعالم النشر والمنطق التجاري، معجونا بالظرف الأمني القاسي.
هل اعتقدت بعد هذا الكمّ الهائل من الخيبات، أنك منحوس؟
أقسم إن ذلك حصل، وقد واجهني بها أبي مرة فبكيت.
واللاّفت للدهشة، أن ذلك لم يزدْك إلا إصرارا، حيث أطلقتَ عام 1997 أسبوعية “أبراج”
كان
صديقي حكيم ولد خالد “هو الآن في أمريكا”، يملك اعتمادا لجريدة متوقفة
بالعنوان ذاته، فاقترح علي بعثها، وبينما نحن نتجاذب أطراف الفكرة، دخل
علينا عبد الحق عطا الله، فأصبحنا شركاءَ في المشروع الذي أوكلت إلي مهمّة
تسييره.
كانت ذات توجّه اجتماعي وفني، وتصدر من سطيف، حدّث القارئ عنها قليلا
كانت انطلاقتها جيّدة، بحيث لقيت رواجا عند القراء، ولكن فجأة بدأت تظهر مشاكلُ بين عطا الله وحكيم ولد خالد.
ما طبيعة تلك المشاكل؟
لست
أدري بالضبط، كل ما في الأمر أن ولد خالد اقترح عليّ إقصاء عطا الله،
ففضلت التريث حتى اكتشفت فيما بعد أنّ عطا الله كان يستغلّ وسائل الجريدة
ليلا في إعداد جريدته الرّياضية “نجوم الملاعب” بعد أن نغادر نحن المقر، مع
عمله الخفي على تحطيم “أبراج”.
وهو الشريك فيها؟
نعم وهو الشريك.
فكيف كان مصيرها إذن؟
التوقف طبعا.
كم ربحت وكم خسرت ماديا؟
أنا لا أعرف الرّبح، أنا أخسر فقط، ألم نتفق على أنني منحوس؟.
لكن الذي يعتقد كونَه منحوسا لا يصرّ هذا الإصرار كلَّه
هذا هو الاستثناء مع كمال قرور، لا يتعب أبدا من أن يواجه البحر بصنارته، بعد كل غرق.
وأين رميت صنارتك بعد “أبراج”؟
رميتها
في أسبوعية جديدة سمّيتها “الوسيط”، كانت ذات توجه اقتصادي وتجاري، تعمل
على لعب دور الوساطة بين المستهلك والمنتجين، ولأن السّوق الجزائرية غامضة،
ولا تعرف ثقافة الإشهار، فقد فشلنا في المرحلة الأولى.
هذا يعني أن هناك مرحلة أكثر خصبا
بل أكثر قحطا.
فاجأتني بهذه المفارقة
عدنا إلى التوجه الاجتماعي والفني، الذي كنا قد جرّبناه في “أبراج”.
بالمناسبة: ما رأيك في المسمّاة “صحافة صفراء”؟
هي
حساسية إعلامية موجودة في العالم كلّه، تعتمد على الفضائح الموثقة
بالصّورة والأدلّة المادية، غير أنها في الجزائر تعتمد على الإشاعة والتهم
الباطلة في كثير من الأحيان.
وما هي الفلسفة التي اعتمدتموها في المرحلة الثانية من “الوسيط”؟
اعتماد الأسلوب الخفيف والمشوّق، لكنّ القرّاء لم يتجاوبوا معنا.
إلى درجة أنكم كنتم تكتبون بالدّارجة
توقعا منا بأنها مطلوبة من القرّاء.
هنا لا تستطيع أن تنفي لي نزعتك المادية
كانت نيتي أن أحافظ على توازن الجريدة.
ولو على حساب المبادئ الإعلامية والثقافية؟
كان حضور الدّارجة في الجريدة جماليا.
وإلى أين وصل بك ذلك “الجمال”؟
إلى الخراب طبعا.
كيف؟
أفلست والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
تستحق عن جدارة لقب “سيزيف الإعلام الجزائري”، لذلك سيتوقع القارئ مسبقا، أنك بعد انحدار صخرة “الوسيط”، ستحمل صخرة أخرى
كانت تلك الصّخرة الجديدة تحمل عنوان “فانتازيا”، والتي تميزتْ عن سابقاتها بأنها سقطت على رأسي هذه المرة، كانت اجتماعية وساخرة.
ولم تتبْ عن استعمال الدّارجة فيها، إذ كنت أنت شخصيا تكتب بها ركنك الشهير “طاق على من طاق”
كانت
الانطلاقة جيدة، لكن التوزيع طرح نفسه كمشكلة عويصة، ثم ظهرت معه مشكلة
الطبع، إذ كنا نطبع في “الإنيب” بالعاصمة بكل ارتياح، وحين تحوّلنا إلى
مطبعة قسنطينة لأنها قريبة من سطيف، وقعت الكارثة، إذ كانت معظم النسخ تطلع
مشوهة، ففقدت الجريدة جماليتها.
هل يرجع ذلك إلى محدودية إمكانيات المطبعة، أم إلى عرقلة مبيّتة “في رأيك الخاص”؟
أرجّح الاحتمال الثاني.
أوضحْ
الدليل أن العناوين الأخرى كانت تطلع بعيدة عن التشوّه.
كيف تصرّفت؟
لم
أتصرف، إذ توقفت الجريدة بقرار إداري، بعد مقال كتبته خارج القانون، وقد
حكموا علي بستة أشهر سجنا غير نافذ، مع مراقبة دامت خمسَ سنوات.
وبذلك كانت آخرَ محاولة لك في عالم “الصّحف السيارة”، هل هو اليأس؟
بل هو التعب، أنا لم أيأس بعد.
إذن لنا أن نتوقع أن ترفع الصّخرة من جديد
لن أفعلها
هو اليأس إذن وليس التعبَ كما قلت؟
سمّه كما شئت.
ما هي طبيعة الأقلام التي كانت تكتب في جرائد؟
لم تكن هناك أقلام محترفة، وربما هذا واحد من أسباب الفشل.
هل كانت فيها أقلام معروفة اليوم؟
الخير شوّار، كان اكتشافا كبيرا، وهو اليوم في نظري من أهم الأدباء والإعلاميين الشباب.
يقال إنك هضمت الحقوق المادية لكثير منهم
ليعذرني من أصابه شيء من ذلك، فحتى أنا لم أجن شيئا.
على ضوء هذا كلّه يحقّ لي أن أستنتج أنّ النجاح الوحيد الذي جنيته، هو جائزة مالك حداد
أخشى أن تتلااجع اللجنة عن قرار منحيها الجائزة لي [ يقهقه ].
سمعت بأنك كتبت مقالا أرسلته إلى يومية معروفة، فرفضتْ نشرَه بحجة كونه “خطيرا”، فاتخذت منه نواة لكتابك “خواطر الحمار النوميدي”
هذا
صحيح…، كان عبارة عن بيان يدين الوضع السياسي والاجتماعي، ويقف موقفا
إيجابيا من فكرة المصالحة التي كانت مرفوضة في البداية، فلما رفضت تلك
الجريدة نشرَه، جاءتني فكرة تحويله إلى كتاب صدر عن منشورات السّنة العربية
في الجزائر.
ما هو الموقف الذي ترى أنك استعملت فيه “شجاعتك” كاملة، في كلّ مسارك الإعلامي؟
ذهبت
إلى برج بوعريريج لتغطية حدث ما، عندما كنت في “الوحدة” مع بداية
التسعينيات، وهناك التقيت بحضرة السيد محمّد الصالح يحياوي ذكره الله بخير،
فقلت له: أنا من جيل الاستقلال، وأريد أن تحدثني قليلا عن بعض الحقائق،
فقال لي: إن هناك حقائقَ تذهب مع أصحابها إلى القبر، وبعفويتي قلت له: إذن
أنت لا تملك الشجاعة الأدبية، فغضب غضبة لم أرَ إنسانا غضبها في حياتي،
وصاح في وجهي: إذا كنت شجاعا فعلا، فاكتب ما أقول لك، وقال لي أمورا شكلت
خبطة إعلامية، تناقلتها معظم العناوين في تلك الأيام.
طال حوارنا يا صاحب “الترّاس”، ولك أن تجعل له مخرجا حسنا
لقد
روّضت هذا الفشلَ مثلما روّضني، فتعايشنا حتى صرنا نأكل وننام معا، وهذا
القلم الذي كاد أن يدخلني في عالم النسيان، ها هو ذاته يعيدني إلى الذاكرة،
أيّها الكتاب: لا تفقدوا ثقتكم في القلم.
الكاتب والروائي كمال قرور لوكالة اخبار الشعر العربي
Posted on 23 يناير 2008 by كمال قرور كاتب وصحفي
الكاتب والروائي كمال قرور :
( حتى لو لم تفز الرواية كنت سأحتضنها وأفتخر بها )
كمال
قرور كاتب ينحت في الصمت بعيدا عن ضوضاء الضوء ، بدأ يكتب في الخاطرة أول
ما بدأ ، بعدها جرب الشعر قليلا وكتب نصوصا شعرية نشرها هنا وهناك في أوائل
التسعينات ، بعدها لوح للكتابة بالقصة القصيرة وكتب قصصا قصيرة ، لكن كل
هذه التلويحات كانت تشتغل أعمق لصالح السرد الطويل / الرواية ، وكل هذه
التلويحات جعلته يعزف لحنه الأول في هذا الفن وهو ” التراس / الفارس الذي
اختفى” ، هذا اللحن الذي نال إعجاب لجنة القراءة الخاصة بجائزة مالك حداد
للرواية والتي اختارته ليكون هو فارس الجائزة هذه المرة مناصفة مع الكاتبة
جزيرة النجدي. كمال قرور الذي كرم هذا الأحد 20/01/2008 بجائزة مالك حداد
بحضور نخبة كبيرة من أهل الثقافة والأدب وبحضور مميز للكاتبة والناقدة
اللبنانية يمنى العيد التي تحضر لأول حفل توزيع جائزة مالك حداد في دورتها
الرابعة ، أيضا بحضور أحلام مستغانمي راعية الجائزة . لكن غاب الروائي نبيل
سليمان لظروف صحية . في هذا الحوار يتحدث كمال قرور عن الجائزة وعن مالك
حداد ويمنى العيد وعن التراس عمله الروائي الأول المتوج بالجائزة وعن أمور
أخرى نكتشفها معا.
#اليوم_الوطني_للصحافة
في اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ 22 أكتوبر من كل سنة ، وتحت إشراف رئيس المجلس الشعبي البلدي الدكتور نجيب عراب وتخليدا لذكرى وفاة الصحفي احمد تاكوشات المدعو حكيم ، و بحضور بعض نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي ، وضع إكليل من الزهور فوق النصب المخلد لمماته حيث قرأت الفاتحة ترحم على روح الفقيد .
للتذكير فإن المرحوم تاكوشات صحفي بارز عمل بكل من الإذاعة الوطنية (في حصة سينيراما) ومحطة التلفزة الوطنية ،اغتالته أيادي الغدر يوم 18 جوان 1995 عن عمر يناهز 30 سنة، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه .
في اليوم الوطني للصحافة المصادف لـ 22 أكتوبر من كل سنة ، وتحت إشراف رئيس المجلس الشعبي البلدي الدكتور نجيب عراب وتخليدا لذكرى وفاة الصحفي احمد تاكوشات المدعو حكيم ، و بحضور بعض نواب رئيس المجلس الشعبي البلدي ، وضع إكليل من الزهور فوق النصب المخلد لمماته حيث قرأت الفاتحة ترحم على روح الفقيد .
للتذكير فإن المرحوم تاكوشات صحفي بارز عمل بكل من الإذاعة الوطنية (في حصة سينيراما) ومحطة التلفزة الوطنية ،اغتالته أيادي الغدر يوم 18 جوان 1995 عن عمر يناهز 30 سنة، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق