الاثنين، فبراير 27

لاخبار العاجلة لتهميش فنان المالوف الشعبي العيدفنيخ من طرف مافيا المالوف في قسنطينة




فنان المالوف العيد فنيخ للنصر
الثلاثاء, 10 يناير 2012
0

توقف دخلي بتوقف صوتي منذ سنتين ولم يعد يسأل عني أحد
يعاني مطرب المالوف العيد فنيخ ابن قسنطينة الذي قدم للفن الكثير خلال مسار طويل دام حوالي نصف قرن من الزمن ظروفا صعبة وقفنا عليها خلال زيارتنا له في بيت أبيه المتواضع المتكون من غرفة واحدة بحي فضيلة سعدان والذي انتقل للعيش فيه منذ أن ترك بيته في حي القماص الشعبي بسبب تهديده بالقتل خلال سنوات العشرية السوداء ، حيث يعيش عزلة ودون دخل منذ إصابة حباله الصوتية بورم وتوقفه عن الغناء ، فلم يعد يسأل عنه أحد باستثناء بعض رفاقه.

ولم يبق له من ذلك الزمن الجميل سوى صور نثرها من حوله يستعيد بها ذكريات عزيزة على قلبه مع مسؤولين قدماء ووزراء ، وأخرى لشيوخ الفن داخل « قعدات الفندق» التي طبعت تلك الفترة التي تعلم منها فن المالوف على يد شيوخه ، متأسفا على زمن كان يصدح فيه بصوته الشجي ، يملأ الدنيا فرحا ويوزع البسمة والطرب في نفوس محبيه وعاشقي فنه.
لم نجد صعوبة في الوصول إلى مقر إقامته بعد أن علمنا بالوضع الذي آل إليه من زميله الفنان رحماني صالح، والذي جعله يتوارى عن الأنظار منذ سنتين، تاريخ إصابته بورم في حباله الصوتية. تفاجأت زوجته التي فتحت لنا الباب ونحن نقدم لها أنفسنا لأنه نسي أن يخبرها بذلك، وفي ظرف دقائق قليلة سارع إلينا، وأدخلنا شقته الصغيرة التي يتقاسمها مع أبنائه الأربعة.
سألته عن حاله فرد ببحة تؤكد فقدانه لصوته الذي كان يصدح بغناء المالوف ، فتوقف معه الدخل المادي لأسرته ، ولم يعد يسأل عنه أحد ، فنأى بنفسه كما قال دق أبواب المسؤولين طلبا للمساعدة حفاظا على كرامته، لأن الفنان عندنا كما أضاف مهضوم الحقوق مادام ليس لديه قانونا أساسيا يحميه ويبين حقوقه، وهو بحاجة إلى التكريم المعنوي قبل المادي . مشيرا إلى أن الفنان الحقيقي لا يدق الأبواب بل يحتاج إلى رعاية بحصوله علي حقوقه، وأنه مند 15 سنة طالب بحقوقه من الديوان الوطني لحقوق التأليف دون جدوى. و أن كل مواطن يحتاج إلي رعاية وعناية دولته حين يصبح غير قادر على كسب معيشته.وهذا ما جعله يطالب الوزارة والوزيرة بالإهتمام بالفنان الجزائري قبل الأجنبي لأنه بحاجة إلى أموال بلده عن غيره، وأنه لولا الأحباب لفقد حياته.
أخبرنا بأنه تحصل مؤخرا على تقاعد من المؤسسة التي عمل بها سابقا «د.ن.سي» بعدما وصل سن التقاعد براتب شهري يقدر ب5000دج لم يغط فاتورة الكهرباء السابقة ، وأنه لحد الآن لم يستفد من بطاقة الشفاء التي هو بأمس الحاجة إليها.
كما أعرب عن استغرابه من الطريقة التي التعامل بها مع الفنانين وذلك ببرمجتهم في نشاطات دون علمهم مقابل مبالغ لا تغطي مصاريف الفرقة المرافقة، مشيرا إلى أنهم كانوا ينشطون أفراح البلاد دون مقابل تحت لواء شبيبة جبهة التحرير الوطني وكل المهرجانات بما فيها الأسابيع الثقافية مع رحماني صالح وعمار بوحبيب رغم النهاية المأساوية للكثير من الفنانين ، وعلي رأسهم رشيد بن عمارة خبير البيانو الوحيد في قسنطينة والذي اشتغل دلالا تحت قنطرة سيدي راشد ومات معدما ولم يخلفه أحد واختفت معه هذه الآلة حتى اليوم ، ونفس الوضعية يعيشها محمد الشريف زعرور الذي تتكفل به جمعية خيرية اليوم في فرنسا ، والذي كان يعيش علي مساعدة من يعرفه وهو الكفيف.
هذه الصور جعلت أبناءه ينأون بأنفسهم عن إتباع مسار والدهم على الرغم من درايتهم بالفن وتاريخه وشيوخه في قسنطينة ، بسبب نفورهم من السلوكيات السائدة داخل الوسط الفني ومن الحالة التي آل إليها والدهم كما قال لنا كل من «رصد ومايا» اللذان أطلقا عليهما اسم الحصة التي كانت تقدمها السيدة ليلى نهاية السبعينيات ، ما يدل على ولعه بالفن الذي أخذه عن شيوخه منذ أن كان صغيرا يجيد إلقاء المحفوظات في مدرسة السيدة حفصة قبل الاستقلال والمدائح الدينية في المدارس الحرة عند الشيخ الجموعي وبن يزار .
يتذكر فنان المالوف الذي فرضت عليه العزلة أنه كان يذهب عند والده في فندق بلحاج في الشط ، للإستماع إلى الشيوخ وهم يرددون المدائح والسجول ، حيث تعلم أصول الغناء و تخصص في المالوف الذي كان والده من محبيه، وذلك على يدي الشيخ حسونة بن علي خوجة و معمر بن راشي والعربي بلبجاوي.
ومن أحسن المهرجانات التي شارك فيها ولا زالت عالقة في ذهنه المهرجان الدولي للمالوف سنة 1969 و في العاصمة سنة 1982 الذي تزامن مع مقابلة الجزائر و ألمانيا في كرة القدم حيث عاش أجواء لا يمكن نسيانها .
وبعد ذلك التاريخ بدأ تهميشه من طرف المسئولين فسافر إلى فرنسا وهي السنة التي سجل فيها أغية «إذا طالت الأعمار»في كاسيت بعد أن بدأت الأسطوانات تختفي ، مع تنشيط العديد من الحفلات وذلك إلى غاية سنة 1989 ، ثم عاد ثانية إلى أرض الوطن ، ليهاجر مرة أخرى في نفس السنة بسبب انعدام فرص العمل والتهميش وعدم طلب خدماته من طرف القائمين علي الثقافة لن وبقي في ديار الغربة إلى غاية سنة 1994 وعودته نهائيا إلى وطنه.
وينتقد العيد فنيخ طريقة اختيار الأسماء المكرمة في كل التظاهرات الفنية التي بقيت حسبه مقتصرة على شخصين دون غيرهما فيما البقية مهمشة على الرغم من أن هذه الالتفاتات الرمزية التي تدخل الفرحة إلى قلب الفنان ، لن تنسيه همومه التي يعود إليها بمجرد انتهاء الحفل ليقاسي مع ظروفه المادية الصعبة.
هذا الوضع الصعب جعل الفنان العيد يميل إلى تنشيط الحفلات الخاصة التي أحيا آخرها منذ سنتين وعندما عاد من العاصمة أحس ببحة فقصد الدكتور المرحوم حسين بن قادري الذي كشف مرضه في بداياته وأجرى له عملية استأصل فيها ورما في بدايته أصاب حباله الصوتية ومن حسن حظه أنه شفي منه ولكن كان ذلك بداية لتحول كبير في حياته بعد أصبح عاجزا عن توفير ثمن سيارة أجرة تقله لإجراء حصص الكي ويخرج بذلك من مسرح الفن إلى الظل ولم يعد يزره أحد سوى سليم الفرقاني وبن عبد الله ورحماني صالح ولكن أسرته الصغيرة احتضنته وخففت عنه أثر المرض الذي يبدو أنه بدأ يتغلب عليه وهو يسترجع عافيته ، فيما أصيبت زوجته بشلل جزئي في يدها اليسرى إلا أنها قالت « توقف دخلنا بتوقف صوته ولكن لم يمنع ذلك من أن يسود الأسرة جوا من السعادة والقناعة والصبر» وهي تدعونا لنشاركهم غذاءهم.
وعن الساحة الفنية في قسنطينة قال أن أصواتا جميلة تملأ الساحة ولكن عليها الاحتكاك بالشيوخ لتعلم الحرفة من أصولها لأنهم أخذوها بطريقة غير صحيحة، وقد كون في مدرسته التي أنشأها ما بين سنة 1976و1982 مجموعة من الشباب علي رأسهم بيبي طالب الحائز على الجائزة الأولى في تلمسان.وعن إنتاجه الغير منشور أكد أن له 10 أغان مكتوبة لم تجد طريقها إلى الجمهور لظروف قاهرة.
هذا ويطالب فنان المالوف بالاهتمام بقسنطينة والمدينة العتيقة علي الخصوص التي ضحى فيها البعض بمساكن العرعار للحصول علي سكنات في المدينة الجديدة . ويتأسف لضياع الكثير من عادات وتقاليد المدينة لأن الحداثة لا تعني التفريط في الأصالة.وقد عبر عن ذلك في أغنيته «العيد مالزلوا ايعاشي» وهو يحتفظ بصور جميلة لقسنطينة بالأبيض والأسود منها الخاصة بالكازينو الذي كان يتوسط المدينة.و أن ابنته التي تعمل في إطار الشبكة الاجتماعية في بلدية قسنطينة منذ 7 سنوات تساهم بدورها في مصارف البيت بمرتب 3000دج ،فيما استقل ابنه عنه بعد زواجه وهو يزره يوميا صباح مساء وقد التقيناه خلال زيارتنا لوالده الذي أبى رغم المرض الذي أنهك قواه أن يودعنا إلى غاية باب البيت ونحن يحدونا أمل كبير بأن يحظى الرجل بما يكفل كرامته وكرامة عائلته كمواطن قبل أن يكون فنانا . ص.رضوان

http://www.annasronline.com/index.php?option=com_content&view=article&id=27288:2012-01-10-17-25-53&catid=37:2009-04-13-14-10-45&Itemid=41

ليست هناك تعليقات: