الجمعة، أبريل 24

الاخبار العاجلة لانتهاء مسرحية قسنطينةعاصمة السفاهة العربية بعودة المحافظالشيخ الحسين الى منصبه القديم ورحيل الضيوف العرب القادمين من الجزائر العاصمة لتحضير زيارة وفود حكومة سلال الرئاسية والقناة الاولي تقلص خديثها عن تظاهرة قسنطينة بعد اكتشافها ان سكان قسنطينة يعتبرون اطفال فاقدين للوعي الثقافي يدكر ان الشيخ الحسين انهي مسرحية قسنطينة بعدزيارةوزيرة الثقافة لحضولر تصوير فيلمها السينمائي المشترك مع المخرج احمدراشديوالاسباب مجهولة









اخر خبر
الاخبار  العاجلةلاكتشاف سكان قسنطينةان الحارسة  الشخصية لوزيرة الثقافة اكثر جمالا من الوزيرة  يدكر ان  لكل وزيرة جزائرية حارسة  امينة  تتكفل بانشغالاتها بتداءا من تنظيم زيارتها ومرافقتها وحمايتها  من التحرش  السياسي  لرجال الدولة  الجزائرية  الجائعين جنسيا والاسباب مجهولة 
اجمل صورة صحفية لحارسة وزيرة الثقافة الجزائرية  
في قسنطينة 





اخر خبر
الاخبار   العاجلة لانتهاء مسرحية   قسنطينةعاصمة  السفاهة   العربية بعودة  المحافظالشيخ الحسين الى منصبه  القديم ورحيل  الضيوف العرب القادمين من الجزائر العاصمة  لتحضير زيارة  وفود حكومة  سلال  الرئاسية والقناة الاولي تقلص خديثها عن تظاهرة قسنطينة بعد  اكتشافها ان سكان قسنطينة يعتبرون اطفال  فاقدين  للوعي الثقافي  يدكر ان  الشيخ الحسين  انهي مسرحية  قسنطينة  بعدزيارةوزيرة الثقافة لحضولر تصوير  فيلمها السينمائي المشترك مع المخرج  احمدراشديوالاسباب مجهولة 
اخر خبر
الاخبار العاجلة  لاعلان الاديبة جميلة زنير عن التحرش الجنسي لادباء السبعينات  ايام وجوده مفردة رفقة الاديبة زهور ونيسي  حيث طلبت منها عدم تركها بين الوحوش الادبية لشعراء  الجزائر لكن الاديبة ونسيسي  تركتها وحيدة وغادرت الغرفة  لتجدالادييبة زنير نفسها  كمؤدبة غداء جنسية بين كبار  شعراء الجزائر في الاسبعينات يدكر ان تصريح جميلة زنير بث على انمواج اداعة قسنطينة كما  اثار غضب شعراء الجزائريين المرضي جنسيا يدكر ان مقياس اسم حصول مواطنة على اسم شاعرة يمر عبر 
التحرش الجنسي وهكدا جاءت تصريحات جميلة زنير امام  الداي حسين والي قسنطينة وحراس امن قسنطينة  ان الحياة الجنسية 
 لشعراء الجزائر  افضل من اشعارهم  الجنسية  العاطفية والاسباب مجهولة 




اخر خبر
الاخبار العاجلة لاكتشاف  سكان قسنطينةان  تظاهرة قسنطينة عاصمة الاختلاسات الثقافية  المجانية كرمت اديب سلطة ميت بناء على لقب حداد  حيث اصبح لقب حداد يثير  عسل المسؤلين الادباء مند اعتلاءرجل الاعمال على حداد  مقاليددولة الاخوة بوتفليقة  والغريب ان التكريم قصد به على حداد وليس مالك حداد قصد التقرب السياسي فهل ادرك  الادباء انهم يلهثون كاعاهرات امام ابواب السلطة من اجل الحصول على اموال المتعة الجنسية  للعلم فان ادباء الجزائر  يعيشون من اجل ارضاء السلطة ولو بحياتهم الجنسية والاسباب مجهولة 
اخر خبر
الاخبار العاجلة  لاكتشاف سكان قسنطيننة ان رجال شرطة قسنطينة منعوا مواطنيين من متابعة العروض الشعبية امام المسرح الجهوي  بعد اندهاشهم لاعتقال شاب بجانبهم بسبب كثرة اوساخه للعلم فان جهال قسنطينة يسيرون تظاهرة قسنطينة بامتياز  وشرالبليةمايبكي 
اخر خبر
الاخبار العاجلة  لاكتشاف الاديبة زهور ونيسي في حفلة التكريم الانتهازي بقصر الدعارة مالك حداد ان السلطة الجزائرية متعجلة رحيلها الابدي الى مقبرة  قسنطينة يدكر انالاديبة زهور ونيسي كرمت مند سنوات لكن صمودها الثقافي اثار قلق المسيرين الدين اعتقدوا ان التكريم من اجل   الرحيل  الى مقبرة الاموات  رسالة السلطة  الجزائرية  الى الرموز السياسية  وشر البلية مايبكي
اخر خبر
الاخبار العاجلة  لخروج الاديبة  جميلة زنير عن صمتها لتعلن صراحة ان التحرش الجنسي لادباء الجزائر اخطر من اشعارهم  السياسية والعاطفية الباحثة عن فرج اديبات  الجزائر مجانا وشر البلية مايبكي 
اخر خبر
الاخبار العاجلة لمغادرة سكان قسنطينةساحة مسرح قسنطينة بعدمشهد  اعتقال شاب متسخ يحمل حقيبة  امام انظارهم وسكان قسنطينة يطالبون من رجال شرطة قسنطينة احترامهم كمواطنين وشر البلية مايبكي 
اخر خبر

الاخبار   العاجلة لانتهاء مسرحية   قسنطينةعاصمة  السفاهة   العربية بعودة  المحافظالشيخ الحسين الى منصبه  القديم ورحيل  الضيوف العرب القادمين من الجزائر العاصمة  لتحضير زيارة  وفود حكومة  سلال  الرئاسية والقناة الاولي تقلص خديثها عن تظاهرة قسنطينة بعد  اكتشافها ان سكان قسنطينة يعتبرون اطفال  فاقدين  للوعي الثقافي  يدكر ان  الشيخ الحسين  انهي مسرحية  قسنطينة  بعدزيارةوزيرة الثقافة لحضور تصوير  فيلمها السينمائي المشترك مع المخرج  احمدراشدي والاسباب 
مجهولة 
اخر خبر
الاخبار  العاجلة لوصف مدير الثقافة لشاعرات فلسطين بالمومسات  العاهرات  ووزيرة الثقافة تؤكدان القلق  لغة شعراء الولائم في لقاء شعراء قصر الباي بقسنطينة والاسباب مجهولة 
اخر خبر
الاخبار العاجلة لمطالبة وزيرة الثقافة من الاديب عبدالسلام يخلف لقاء خاصبعد نهاية الامسية الشعرية لادباء فلسطين دو اللجنسية الجزائرية والمقيمين في الجزائر يدكر ان الوزيرة  لفضت اقووالها  امام الاديب عبد السلام يخخلف على امواج اداعة قسنطينة  يدكر ان  المافيا الثقافية الجزائرية  تعيش على الاحتكار الثقافي للريوع الثقافية والاسباب مجهولة 
اخر خبر
الاخبار العاجلة لبث اداعة قسنطينة  ادان المغرب للامسية الشعرية لقصر الباي واداعة قسنطينة تتناسي ادان المغرب بسبب كلام شعراء الولائم والاسباب مجهولة 
اخر خبر
الاخبار العاجلة لاكتشاف سكان الخروب ان القوا  فل  العربية لتظاهرة قسنطينة ابطالها ابناء الخروب بلهجات عربية يدكر ان 
ابنناء الخروب تلقوا تكوينتا في الرقصات العربية كما تلقوا تكوينا في اللهجات العرربية ليمسوا ليلة القووافل العربية فرق عربية وهمية  تحت غطاء الدول العربية المشاركة في تظاهرة قسنطينة يدكر ان ابناء الخروب ابدعوا مسرحية القوافل العربية وابناء قسنطينة ابدعوا مسرحية الاقبال الوهمي على النشاطات الثقافية من اجل التقاط الصور العاطفية والاسباب مجهولة 
اخر خبر
الاخبار العاجلة لطردرجال شرطة قسنطينة العاشقين من اسوار جامعة عين الباي وطالبات الحي الجامعي عائشة 
يكتشفن عاريات بين ايادي رجال قسنطينة في غابات عائشة ام المؤمنين  يدكر ان قسنط
ينة تعيش حربا ضد العشق المم
نوع وحربا ضد  الدعارة  الجامعية  خاصة بعد انتشار اقامة الوفد الفلسطيني القادم  من الجزائر العصمة في نزل سيدي ماريوت الامريكي  للعلم فان  فندق ماريوت سوف يقيم اقامات جنسية لشعراء الجزائر مع الشاعرات العرب جنسيا في اطار التضامن العربي مع القضية الفلسطينة  جنسيا عبر الاقامات الشعرية الجنسية و
هكدا اصبحت الشرطة الجزائرية تحارب الحب الممنوع وتسمح للحب المجهول في فنادق ماريوت الاسرائيلية والاسباب مجهولة 








المبدعة الرباعية الأبعاد "إسمهان منور" لـ"جواهر الشروق":
نحتاج مجاهدين في الثقافة وليس التحذلق بالقوافي!
جواهر الشروق: كامل الشيرازي
2015/04/04
المبدعة الجزائرية الرباعية الأبعاد "إسمهان منور"
صورة: الأرشيف
  • 2311
  • 3
أبرزت المبدعة الجزائرية الرباعية الأبعاد "إسمهان منور"، إنّ الحاجة باتت ماسة إلى "مجاهدين في عالم الثقافة" و"ليس أناسا يلبسون بذلات ويتحدثون بالقوافي"، وذهبت الحائزة على الجائزة الثالثة للهيئة العربية للمسرح بالنص الموسوم "الترياق"، إلى أنّ "تشبع الأدب بالأدب، والمثقفون بالثقافة الحقة وتموقع الفن كدافع للتحضر الحقيقي سينتج احترام الآخر".
في حوار لــ"جواهر الشروق"، ذكرت "إسمهان" التي تكتب الرواية والقصة والومضة والمسرح أيضا، إنّ طموحها للخروج إلى مجتمع جديد مختلف، معتبرة أنّ "المرأة ترى العالم بعين أوسع من عين الرجل واتساع حقل الرؤية البصيرية لديها، سيخلّف إبداعا مختلفا ".
تابعوا النص الكامل للحديث: 

زاوجت بين الرواية، القصة القصيرة، الومضة والمسرح، كيف انخرطت في هكذا تجليات، وأين تجدين مخيالك أكثر انزياحا وتجرّدا؟
بصراحة لا أعرف تحديدا كيف أجيب عن هذا، لكن دعني أقولها كما أؤمن بها؛ حين نكون حقيقيين فإن ما يشبهنا في الحياة سينجذب إلينا وننجذب إليه بمعادلات كونية قد لا تبدو واضحة. الرواية كانت أولى عوالمي ثم دخلت أغوص في التفاصيل الضيقة فمن الرواية إلى القصة إلى القصة القصيرة جدا (الومضة) وأخيرا المسرح..
وأجدني أكثر ما أجدني في المسرح رغم حداثة تجربتي في هذا الأخير، وأدب الطفل متنفسي اللامنتهي فهو طموحي للخروج بالطفولة إلى مجتمع جديد مختلف.

أي قراءة تمنحيها لمسار الإبداع النسوي في الجزائر حاليا، وهل تؤيدين القائلين بتواري الشعر لصالح الرواية والقصة والمسرح؟
مبدئيا أقف مليا عند مصطلح الإبداع النسوي فهل المقصود منه ما تقدمه المرأة من نتاج في المطلق، وهنا أتساءل لماذا فصّل هكذا إبداع عن إبداع الرجل وتجنيسه فالمرأة كاتبة في الأدب السياسي والبوليسي والخيال العلمي وكل أصناف الأدب.
أم هو ما تكتبه المرأة عما يتعلق بقضايا المرأة ومكابداتها.. وفي هذه الحالة أحدد أن ليس هناك من متكلم عن المرأة خير من المرأة بحد ذاتها فحتى وان كتب الرجل عنها أحس دائما أن تلك النصوص لا تصل لتكون متكاملة.
أما عن مسألة تواري الشعر لصالح الرواية والقصة والمسرح فأنا من جهتي لا أجد أن الشعر يتوارى، لكن أجد أن ذوق الفرد في المطلق اختلف واستثقل بعض أنواع الشعر واستصعب الأخرى فضلا عن كون الكثير من الروايات الحديثة والكتابات لا تخلو أبدا من النفس الشعري.

ما الدور الذي يمكن أن يلعبه الإبداع النسوي في الجزائر، على صعيد بعث اتجاهات ورؤى جديدة، والارتقاء بالمنظومة الثقافية النسوية عربيا؟ 
من جهتي، أجد المرأة ترى العالم بعين أوسع من عين الرجل واتساع حقل الرؤية البصيرية لديها سيخلـّف إبداعا مختلفا، فالمرأة التي تفكر مند الأمد دون أن تتاح لها الفرصة للبوح حقيقة وبشكل كافٍ، ستغير الكثير؛ فكريا وثقافيا وبالتالي حياتيا.. أعتقد أن النتائج ستمس كل شرائح المجتمع حين تساهم المرأة في كشف خبايا لا يبصرها سواها حتما. لن أحتاج لقول معزوفة المرأة أم وأخت وابنة وو.. لكن المرأة حين تفكر بإيجاد الحلول أعتقد أنها تنظر بمنظور شمولي فتبحث عن سعادة الجميع وهذا هو المميز.

لطالما نادى متابعون بإحياء الثقافة وابتعاث الحياة الإبداعية في الجزائر عبر ترسيخ معالم صناعات ثقافية شاملة ومستدامة، كيف يمكن تجسيد هذا التصور؟
قد أسقطت هذا السؤال لأنه يحتاج من خاض تجربة أكبر من تجربتي لتجيب عن هذا، وشخص يكون محاكي لحقيقة الوضع الأدبي الثقافي والإبداعي في مطلقه، شخص يعيش داخل خلية النحل ويتحرك بين سرب الذباب. أنا بعيدة تماما عن كل هذا مع الأسف ومع الفرح كذلك.

ما المسافة الفاصلة الآن بين الثقافة والشارع الجزائري، هل هي أزمة هوية أم مرجعيات وفي أي سياق تقحمون تراجع المقروئية، وما الدور الذي يمكن لجمهور الكتاب في الجزائر أن يلعبوه على صعيد استعادة الشارع لنهم القراءة ؟
المسافة بين الثقافة والشارع الجزائري أعتقدها مازالت شاسعة مع الأسف ، ذلك أن ثقافة الشارع بأغلبها سمعية بصرية والمقروئية جد محدودة، ليس لأن المواطن العادي ابتعد عن الكتاب فحسب بل لأنّ الكتاب هو من ابتعد عن المواطن العادي والابتعاد الكبير ماديا ومضمونا..
ماديا أقصد بها أنّ جل المواطنين مضطرين للمفاضلة بين الكتاب ولقمة العيش، ثم بين الكتاب الثقافي لتنمية العقل والروح والكتاب التعليمي والدروس الخصوصية للأولاد.
ومضمونا أعني بها أن الشخص يحتاج معرفة نفسه المعرفة الحقيقية قبل الاطلاع على الآخر لذا يفترض على المكتبات أن تضع لي بين رفوفها كتبا لعقول جزائرية ثم عربية وعالمية، أنا مع الانفتاح على الآخر لكن أعرف نفسي أولا كي لا أضيع.
أما كيف ندفع بالناس للقراءة من جديد، فأعتقد هذا الدور يبتدئ من المنزل والمدرسة كتربية وغرس حب المطالعة وأهميتها. ثم على الدولة أن تساهم بتوفير الكتاب وتوزيعه وإيصاله لكافة الربوع ولا تجعله محل مفاضلة مع لقمة العيش.

كيف تقيمون نمط عمل الهيئات الثقافية والسياسة الثقافية المنتهجة في الجزائر، وكيف تتصورون أفق المسألة الثقافيّة في الجزائر؟ 
دعني أقول أننا صرنا نرى محاولات لكن ذلك دائما يبقى غير كاف، بحق نحن نحتاج مجاهدين في عالم الثقافة وليس أناسا يلبسون بذلات ويتحدثون بالقوافي. نحتاج الكثير من الدعم للمبدع خاصة وللفرد عامة. نحتاج أن يصير ثمة كرامة للفرد في أرضه قبل أي بلد آخر. وفي مدينته قبل أي مدينة أخرى. تعبنا من إثبات أنفسنا بشهادات تأتي من الخارج.

هل تشاطرون الأصوات القائلة بوجود أزمة ثقافة في الجزائر؟ وما صحة انعزال النخب عن السياق العام؟
هناك الكثير من الإشكاليات حيال الثقافة بالجزائر لكنها لا تصل إلى مسمى الأزمة، والنخب الثقافية ليست منعزلة انعزالا كليا، فلا يزال الكاتب والمثقف يركب الحافلة مع المواطنين العاديين ويتحدث بلغتهم لكن هذا التلاقي المادي يبدو واهيا إذ لا بد من إيجاد آليات لخلق محاكاة حقيقية بين النخب الثقافية والشارع، من خلق وسائل للتواصل فيما بينهم، فثمة سلم وهمي بين النخب والشارع لا بد أن نكسر درجاته.. وفي هذا الصعيد أقصد كل النخب .. الطبيب والمحامي والرياضي والمهندس والكاتب. لو تقاسمنا فيما بيننا بعض ما نملك أعتقد أننا سنرتقي جميعا تحت حس ومضمون المواطنة وسنخرج من دائرة اللامبالاة التي هدمتنا جميعا كمجتمع جزائري.

ماذا يمثل لكم الإبداع بين المواربة والتحديث؟
كلمة الإبداع هي في حد ذاتها تشمل معنى التجديد والتحديث والتطور مع الحفاظ على كل ما هو أصيل.

كيف تقاربون واقع النقد في الجزائر، وهل تؤمنون بتهيئة المبدع لأرضية يستلهم منها النقاد تشنجاته وخراباته وطموحاته واقتراحاته وإحالاته؟
ما أتمناه حيال النقد في الجزائر أن لا يكون متوافدا على الأسماء المكرّسة متجاهلا البقية، فالمبدع الذي يكون بصدد بناء نفسه يبقى سائرا في طريقه يعزف عزفا منفردا وأظنه أكثر حاجة لتهيئته بإحاطته بما يسمى نقدا حقيقيا بناءا، فنحن الشباب لازلنا نقيم أنفسنا بالنظر لم قد نحصِّله من جوائز، وهذا أبدا ليس تقييما حقيقيا، فقد تتضافر الظروف وأحصل على جائزة بضربة حظ لضعف المشاركات كما أو نوعا مثلا، وساعتها لا تكون للجائزة أية قيمة حقيقية سوى منحي الوهم وبالتالي بدل أن تبنيني تهدمني.

هل تعتقدون فعلا أنّ معظم المبدعات العربيات لا زلن مهمشات وحبيسات "الذهنية الذكورية"؟
المرأة العادية صحيح مهمشة وحبيسة الذهنية الذكورية. لكني لا أرى أن المبدعات العربيات مهمشات وحبيسات الذهنية الذكورية بالمطلق إلا في دائرة تجنيس إبداعهن، ربما آن لنا أن نتجاوز عن هذا ونأخذ الإبداع بحيادية تامة بعيدا عن جنس مقدمه.

ماذا يمكن أن تقولون حول التجارب الأدبية الشابة في الجزائر والعالم العربي؟ وهل ثمة ما يمكن انتظاره على صعيد الكاتبات الشابات ومستقبل الأدب النسوي؟
التجارب الأدبية الشابة في الجزائر جد مفرحة ومبشرة وأنتظر الكثير الكثير.. لأني أرى بأم عيني كيف ثمة أقلام مبدعة حقيقية لاتزال حروفها وأسماؤها في الخفاء. ويموت البعض وأعمالهم حبيسة الأدراج..

ماذا عن مقاربتكم لمسألة الهوية في الجزائر التي لا تزال مثار جدل في الجزائر؟ 
بالنسبة لي، وقد لا يرضي كلامي الكثير لكني على الصعيد الشخصي لا أجد مشكلة هوية  في الجزائر، وأرى أنها ليست مثار جدل إلا بالنسبة للعقول الجدلية في حد ذاتها، والتي تسعى إلى خلق بلبلات بين أفراد المجتمع الجزائري لتشتيته وإقناعهم أنه ثمة أزمة.
على هذا الصعيد فليحيا المواطن العادي على حساب المثقف.. المواطن الذي يتلاحم ويتحاب ويتصادق ويتصاحب كلٌ مع كلٍ بلا تفرقة. أما التنوع الثقاقي وهذا التمايز والتلاون أجده ثراء وغنى نفخر به جميعا وعلينا أن نجول في أعماق بعضنا بعض ونتعرف على سمات بعضنا بعض ونتحدث ونتعلم لغة بعضنا بعض. هذا ثراء نقتسمه ونتشاركه فيجمعنا وليس العكس.

هل تؤيدون الطرح القائل بوجود انفصام بين الكتابة التقليدية والكتابة الحداثية في الجزائر، أليس الأصح هو فصام حاصل بين جيلين؟
ربما يوجد اختلاف وتحديث وتطوير لكن الإضافة والتغيير لا تخلق الانفصام بالضرورة، ربما لو نظرنا للأمور بشكل ايجابي وصنعنا ما يسمى بالتلاحم والتكامل بدل هذا السجال بين السلطة الأبوية التي ينفر منها الحداثيّ ويتبناها البعض خوفا على إرثه الإبداعي. لا أفهم لم لا يبدو واضحا بجلاء أن الإبداع لا يقضي على بعضه بعضا فلكلٍ جماليته ومكانته، والاستمرارية والتواصل يبقيان أهم شيء.

هل تتوقعون عودة أكيدة للشعر أم أنّ الاتجاه العام دوليا يسير نحو تبني مطلق للرواية؟
قلت سابقا أني لا أرى الشعر قد توارى حتى يعود، ستبقى له مكانته فقط علينا أن نعمل على تنمية الذائقة فنحن فعليا نحتاج لذلك.

ما مقاربتكم للواقع الإبداعي في الوطن العربي وسط المساجلات بين ثقافة الورق والإلكترون؟
الواقع الإبداعي في الوطن العربي يفترض أن يصير أثرى وأضخم؛ فالالكتروني يساهم بشكل أسرع وأشمل على إيصال الفكر وتبادل الثقافات بين مختلف الدول والأقطار، لكن يبقى للورق حميميته وللكتاب جلالته.. ولابد للالكتروني والورقي أن يسيرا معا وبشكل متوازٍ قدر الإمكان.

ما الكيفية لإيصال ثقافتنا نحن كجزائريين واختلافها إلى العالمين العربي والغربي؟
ثقافتنا نحن كجزائريين أعتقد أنها قد وصلت للخارج منذ وقت طويل وأنها معشوقة هناك، لكن ولأننا نملك وطنا غنيا متعددا متمايزا يبقى لدينا دوما ما نبثه للآخر عنا وهذا عبر مختلف الوسائل على سبيل المثال إقامة المهرجانات الدولية، واحتضان مهرجانات أخرى في ربوع الجزائر نستغلها في تنشيط الحياة الثقافية داخل الوطن وبث هويتنا ومعالمنا حتى من خلال نوعية الأكل الذي يقدم للضيوف.

ماذا عن آمالك وأقصى طموحاتك؟
هنا أتمنى عميقا أن يتشبع الأدب بالأدب، والمثقفون بالثقافة الحقة أهمها ثقافة التصرف وأن يكون الفن دافعا للتحضر الحقيقي وبالتالي احترام الآخر.
فالفنان والمثقف والكاتب حين يكون حقيقيا تكون غيرته الحقيقية على الوطن أولا والإبداع ثانيا وهذا ما سيدفعنا لنتقدم بتقبل النقد الحقيقي البناء والتحلي بالخلق. فهذه الازدواجية أنا لست أفهمها والمواطن العادي ما عاد يؤمن بشيء ولا بشخص ولا نستطيع لومه على هذا. وان كان ثمة أزمة هوية فعلا فهي لدى النخبة.
طبعا ورسالتي هاته لن تضير إلا من كان يرى نفسه داخل دائرة الاتهام وهنا تكون المشكلة مشكلته.



لإعلامية الجزائرية نبيهة وطاس:
تحجبّت مع خديجة بن قنة في نفس الأسبوع دون أن ندري ببعضنا
حاورتها: سمية سعادة
2014/04/29
الإعلامية نبيهة وطاس
صورة: ح.م
  • 4456
  • 5
عملي في الخارج أكسبني اعتزازا بعروبتي و جزائريتي
هي واحدة من الوجوه الإعلامية البارزة في التلفزيون الجزائري في تسعينيات القرن الماضي، سافرت إلى لندن بسبب تدهور الأوضاع الأمنية التي دفع ثمنها العديد من الصحفيين الجزائريين، و استطاعت أن تحقق ذاتها في العديد من الوسائل الاعلامية المكتوبة و المرئية التي التحقت بها مثل جريدة " الشرق الاوسط" و قناة "الحوار" الفضائية، وقناة " بي بي سي"، إنها الاعلامية نبيهة وطاس التي تحدثت من خلال حوارنا معها عن أهم المحطات المهنية و الانسانية في حياتها، وعن ارتدائها الحجاب الذي تقول بشأنه إنه لو عاد بها الزمن إلى الوراء لكانت لبسته منذ نعومة أظافرها. هذه التفاصيل و تفاصيل أخرى تجدونها في هذا الحوار.
- من هي نبيهة وطاس؟
نبيهة وطاس جزائرية، تفتخر بجزائريتها  حتى النخاع، لما لهذا البلد الطيب الشامخ والتاريخ المشرف والمشرق من فضل كبير عليَ في شتى المجالات، أبرزها مجال التعليم .
أمضيت طفولتي بين منطقتين متناقضيتين( باب الواد الشعبية وحيدرة الراقية) في الجزائر العاصمة.. وكان لاختلاف البيئتين بالغ الأثر في تكوين شخصيتي،  أكسبني هذا التباين القدرة على العيش والتأقلم في بيئة شعبية، وفي نفس الوقت في بيئة أوفر حظا، بكل سهولة ودون تناقض مع الذات والناس.
بعد حصولي على البكالوريا( شعبة أدب)، انتقلت للدراسة في الجامعة الجزائرية بالعاصمة، كان أهلي، ومنهم أخي الأكبر، يعارضون أن أدرس أي تخصص غير اللغات ( العربية أو الأجنبية) حتى ينتهي بي المطاف أستاذة للعربية أو اللغات الأجنبية، أما طموحي فكان مخالفا لذلك، علوم السياسة، لأصبح دبلوماسية.
 لم أستطع  إقناعهم إلا بصعوبة شديدة، حيث سجلت في السنة الأولى من التعليم الجامعي في مادة التاريخ، وبعد عام غيرتُ الفرع الى العلوم السياسية والاعلامية، تخصصت لمدة سنة في العلاقات الدولية، ولكن وبعد استحداث فروع جديدة في الصحافة بمعهد علوم السياسة والاعلام، تركت العلاقات الدولية وتخصصت في الصحافة السمعية والبصرية، وكنت جد سعيدة بذلك.
 أكملت دراستي عام 1986 حاصلة على ليسانس في علوم الاعلام والاتصال تخصص ( سمعي بصري ) من معهد بن عكنون التابع للجامعة الجزائرية.
- كيف تقيمين تجربتك في التلفزيون الجزائري؟
أعود للتجربة الاعلامية في التلفزيون الجزائري، فبالاضافة الى تكويننا الجيد والمتكامل في الجامعة الجزائرية وفي معهد الاعلام والاتصال، وجدنا تقاليد ثمينة وراسخة جدا في التلفزيون الجزائري، أهمها التنظيم المحكم للعمل الصحفي واحترام العمل والتخصصات الصحافية، وكذلك حرفية العلاقات بين الصحافيين، لا سيما مكانة المرأة الصحافية في التلفزيون الجزائري آنذاك..
- هل هناك أسباب شخصية أو إدارية جعلتك تفكرين في الخروج من الجزائر و العمل في فضائيات عربية؟
 غادرت التلفزيون الجزائري عام 1995، مع مجموعة كبيرة من زملائي وزميلاتي، منهم من اتجه الى فرنسا،  ومنهم من رحل الى بريطانيا ومنهم من توجه الى بلجيكا أو تونس و المغرب وربما الى وجهة أخرى.
 وأؤكد مرة اخرى أن مغادرتي التلفزيون الجزائري، لم يكن سببه، سوى الأزمة السياسية التي استفحلت بالجزائر في سنوات التسعينيات، وكما تعلمون، فان جميع الاطارات والمثقفين، بما فيهم الصحافيين، كانوا من المستهدفين في تلك الحقبة السوداء من تاريخ الجزائر.. 
 تركت الجزائر باتجاه بريطانيا، حيث التحقت بجريدة الشرق الأوسط التي تصدر من لندن.. عملت بها محررة ومسؤولة عن صفحة "اذاعة وتلفزيون" لمدة خمس سنوات ( من 1995 الى غاية 2000) وكانت تجربة مثمرة غنية في مجال الصحافة المكتوبة وفي الحقل الاعلامي بشكل عام.
على فكرة، في سنة 1992، حصلت على عقد عمل للعمل في محطة " أم.بي.سي"، ولكني لم أذهب، لأسباب كثيرة، أهمها أن والدي وقتها لم يوافق على سفري الى الخارج، ولكن بعد تدهور الأوضاع في الجزائر، عاد وسمح لي بالسفرعام1994 . خرجت من الجزائر بتصريح عمل في صحيفة " الشرق الأوسط" في شهر فيفري عام 1995.
- قبل أن تلتحقي بقناة" الحوار"، ما هي الفضائية التي عملت بها؟
 بعد خمسة أعوام من العمل كمحررة في جريدة  الشرق الأوسط ، بدأ الحنين يعود بي للعمل في التلفزيون، فتقدمت لمحطة "الـ.إيه.إيه.أن" الشبكة العربية للأخبار، حيث قدمت نشرات الأخبار عام 2000، لكن ذلك  لم يدم طويلا، بسبب مرور هذه القناة بضائقة مالية في تلك الفترة، ولأسباب أخرى.
بعد هذه التجربة القصيرة، قررت أن أخرج في  اجازة طويلة، ذهبت الى تونس لحضور حفل عرس أحد الأقارب ولرؤية والدتى هناك، التي كانت تزور أهلها، وفي تلك الفترة تعرفت على زوجي، الذي كان يقربني قليلا، تزوجت وبقيت فترة في تونس.
عدت الى لندن مع زوجي عام 2001 ، في تلك السنة ظهرت قناة المستقلة، كنت مع مجموعة من الشباب من المؤسسين لهذه القناة، لكن سرعان ما تركت العمل في هذه المحطة الصغيرة أيضا.
ثم بعد حوالي سنة أو أكثر، جاءت قناة الخليفة، التي قدمتُ فيها الأخبار الاقتصادية، والتي لم يدم وجودها في الاعلام الفضائي سوى بضعة أشهر لأسباب معروفة لدى الجميع.
كل زملائي وزميلاتي تركوا بريطانيا للا لتحاق بالعمل في عدد من الفضائيات العربية في الخليج العربي، لكني قررت البقاء في لندن، حتى وإن لم تصبح عاصمة الاعلام العربي 
فضلت البقاء في لندن بسبب عمل زوجي، ولكني درستُ اللغة العربية لغير الناطقين بها، من جنسيات مختلفة، آسيوية وافريقية .. كانت تجربة مثمرة، غيرت مجرى حياتي.. أحببت هؤلاء الناس المسلمين، الذين لا يتقنون العربية، لكنهم يسعون بكل جهد، لتعلم الفصحى من أجل قراءة القرآن وتحفظيه لأولادهم.
- كيف تصفين لنا تجربتك في العمل في الخارج، و ما هي أهم المشاكل التي واجهتك هناك؟
 تجربة العمل في الخارج، وفي أكثر من محطة ووسيلة اعلامية عربية ، تجربة غنية وثرية بكل ما تعنيه هاتين الكلمتين، على مستوى العمل ومهنة الصحافة، وكذلك على مستوى شخصي وعلاقات انسانية.. العمل في محطات كهذه، يعني وجود جنسيات عربية متعددة، وبالتالي ثقافات مختلفة وتنوع أكبر في الأفكار والتجارب.
عملي بالخارج اكسبني اعتزازا كبيرا بعروبتي وجزائريتي.. بالمدرسة والجامعة الجزائرية، التي علمتني كل شيئ، فكنت قوية بثقافتي وبعلمي، وقوية بالتجربة، التي اكتسبتها من التلفزيون الجزائري وجريدة الشرق الأوسط، وهي محطة هامة في حياتي المهنية أيضا..  أما المشاكل، فلابد وأن تكون موجودة في أي مكان، لكني لا أكترث بها ولا تعطلني في حياتي، بل اجتنبها قدر المستطاع.. لأني من الذين يؤمنون بالمقولة التي تقول " لا يصح إلا الصحيح" أو المثل الآخر الذي يقول" لا يبقى في الواد إلا حجارته" .
- نبيهة سافرت  من الجزائر من غير حجاب، و لكنها ارتدته هناك ، هل تأثرت بموجة الحجاب التي ركبتها بعض الصحفيات على رأسهن الجزائرية خديجة بن قنة، أم كانت لديك حسابات خاصة؟
ارتداء الحجاب، بالنسبة لي،  ليس فيه حسابات،  سوى القرب من الله والاذعان للكتاب والسنة. ومثل ما شرحت من قبل، توقفت عن العمل مدة طويلة، جعلتني أراجع نفسي وأقرأ كتب الفقه، فاقتنعت بفرض الحجاب، كما كان لاحتكاكي بالجاليات المسلمة الأخرى، في بريطانيا أثرا قويا على قراري، وشكل منعرجا هاما في حياتي.. فحجابي لم يكن بسبب أحد، بل قناعة شخصية وامتثال لأمر الله.. ولو يعود بي عمري الى الوراء، لكنت تحجبت منذ نعومة أظافري.
من باب الصدفة تحجبنا أنا وخديجة في نفس السنة ونفس الشهر ( شهر رمضان 2004) وربما نفس الأسبوع أيضا، دون أن أعلم بقرارها أو أن تعلم هي بقراري.
عندما رأيتها بالحجاب على الشاشة، كنت أنا محجبة( ماكثة في البيت ولا أعمل)، اتصلت بها هنئتتها وأعلمتها إنني محجبة، فهنئتني هي بدورها وضحكنا للصدف.
خديجة ليست زميلة فقط أو صديقة، بل هي أخت عزيزة، تجمعنا المهنة وهموم الغربة .. توطدت علاقتنا منذ كنا في التلفزيون الجزائري، ثم زادت توطيدا في فرنسا ، عندما أرسلنا التلفزيون الجزائري ( عام 1994) للتدريب على تقديم نشرات الأخبار مع مجموعة أخرى من الزملاء، تعرفت عليها عن قرب، فأحببتها كانسانة، ثم زادت علاقتنا قوة في الخارج، زرتها في سويسرا، عندما كانت تعمل في القسم العربي لاذاعة سويسرا، كما زارتني بدورها في لندن.. تقابلنا في لندن عدة مرات.. صداقتنا مستمرة على كل الأصعدة المهنية والشخصية.. وهي مفخرة للجزائر.
- هل تعرضت لمضايقات في لندن بسبب حجابك خاصة وأن المجتمعات الاوربية تنظر للحجاب نظرة تخلو من أي ود؟   
 يخطئ من يعتقد بأن الشعب البريطاني عنصري بأي شكل من الأشكال.. إن هذا الشعب عظيم بكل ما تعنيه هذه الكلمة.. فلدى البريطانيين رحابة صدر وصبر شديدين، والا فكيف نفسر هذه الأعداد الكبيرة من المهاجرين من كل الجنسيات، ومن بينها العرب والمسلمون، كما أن البريطانيين متفتحون على كل الأديان و على كل ثقافات العالم، بما فيها الثقافة الاسلامية والعربية، والدليل على ذلك هو اهتمام البريطانيين باقامة متاحف ومعارض خاصة بالتاريخ والثقافتين العربية والاسلامية، وهي إحدى العواصم العالمية الجامعة والحاضنة لكل الثقافات.
لم أتعرض لمضايقات على الاطلاق بعد ارتدائي الحجاب، ولا أعتقد أن أي مسلمة تعيش في بريطانيا تتعرض لذلك، إلا في الحالات النادرة والنادرة جدا جدا،  بخلاف فرنسا أو دول أوروبية أخرى، بل إني أرى أن العيش في بريطانيا يشجع على التمسك والحفاظ على الدين.. وهذا رأيي.
- ماهي المواقف المؤثرة التي واجهتك أثناء العمل في قناة "الحوار"؟
 في إطار تقديمي لبرنامج " لكل العرب" وكان البرنامج على الهواء مباشرة، كان الموضوع عن "الصداقة"، كنت أستقبل مكالمات بعض المتصلين بالبرنامج ، واذا باحدى السيدات تتصل من فرنسا، وبمجرد ما قدمت نفسها وذكرت اسمها، تعرفت عليها من خلال صوتها بسرعة، اذ كانت إحدى الصديقات التي لم أراها منذ مرحلة الثانوية، أي منذ حوالي ثلاثين سنة، ومن خلال البرنامج جدّدت صداقتي به وبعائلتها، التي مازالت تسكن في مدينة برج منايل.
الحادثة الثانية، بعد الاعتداء الاسرائيلي الأخير على غزة، وفي اطار برنامج " لكل العرب" دائما، كان ضيفي في الاستوديو، طالبا فلسطينيا من غزة، فقد خلال هذا الهجوم الغاشم، تقريبا جميع أفراد عائلته، وخلال البرنامج اتصلنا بأحد أبناء أعمامه الناجين من الحرب في غزة، ليقص علينا حادثة القصف، كان اللقاء بين أبناء العم الناجين من الموت على الهواء مؤثرا جدا.. تبادلا الحديث بينهما على الهواء الذي كان كله حزن وألم بعد صدمة الحرب.. اختنق ضيفي في الأستوديو بالبكاء، واختنقت بدوري و لم أكن أستطيع الحديث، أو حتى اخراج الحروف من حنجرتي.
 - متى شعرت أنك بحاجة للعودة إلى الجزائر؟
أشعر دائما برغبة في العودة الى الجزائر.. وأنا فعلا أعود اليها، على الأقل مرة أو مرتين في السنة.. أما عن العودة بشكل نهائي، فلا يعلم ذلك إلا الله.. وكذلك الحال بالنسبة لاحتمال عودتي للعمل في إحدى الفضائيات الجزائرية، لا يعلمه إلا الله.
- ماهو الشئ الذي توفر لك في الجزائر و لم يتوفر لك في الخارج؟
ما توفر لي في الجزائر الأهل والأسرة .. عندما سافرت تركت جميع أسرتي خلفي.. العيش دون أهلي، خاصة والداي، لم يكن سهلا، إلى أن تزوجت، فجاء زوجي ليملأ جانبا كبيرا من هذا الفراغ العائلي، كذلك أفتقدُ الاحتفال مع الأهل ببعض المناسبات السعيدة مثل عيد الفطر وعيد الأضحي، كما أضيع مناسبات عائلية كثيرة، منها السعيدة ومنها المؤلمة.. أفتقد أيضا الى التجوال في بعض أحياء العاصمة، باب الواد، ساحة الشهداء، الأبيار، حيدرة، المرادية، وهي أماكن محفورة في الذاكرة.
- ماهو أهم حوار أجريته حتى الآن، و ماذا استفدت منه ؟
هناك الكثير من الحوارات الهامة، أتذكر حواري مع الراحلة السيدة بنازير بوتو، رئيسة وزراء باكستان سابقا، التي كانت في زيارة رسمية للجزائر خلال بداية التسعينيات، أجريت معها حوارا سريعا في مطار الجزائر خلال عملي بالتلفزيون الجزائري.
هناك حوار آخر مع الشيخ صالح كامل، صاحب مجموعة قنوات " إي. آر.تي"، التقيته في الأردن خلال مهرجان جرش والحوار الثالث كان مع صديقتي الاعلامية خديجة بن قنة، خلال زيارتها الى لندن عام1997 كنت أعمل بجريدة "الشرق الأوسط "، طُلب مني أن أُجريَ معها لقاءً، نُشر في مجلة " الجديدة" التابعة للجريدة، وكانت خديجة صورة الغلاف.. كان الحوار ممميزا من كل النواحي المهنية والانسانية.
كل هذه الشخصيات مؤثرة، كلٌ في مجال عمله وإبداعه: بنازير بوتو ( السياسة) والشيخ صالح كامل ( الاقتصاد والأعمال) وخديجة بن قنة ( الاعلام).
ولكن على العموم أقول أن أي عمل يقوم به أي صحافي، لابد وأن يضيف له شيئ من الناحية المهنية والشخصية أيضا.
- ماذا عن حالتك الاجتماعية؟
 ليس هناك ما يستحق ذكره بخصوص حياتي أو وضعيتي الاجتماعية، أنا متزوجة من تونسي من مدينة صفاقس الأصيلة، لم أرزق بأطفال، ولكنني حامدة الله على كل شيئ.. أعوض ذلك بذكر الله وحب الرسول صلى الله عليه و سلم.. عملي يملأ علي هذا الفراغ، الى جانب حب القراءة والاطلاع وكذلك حب عمل الخير.
 - كلمة أخيرة توجهينها  إلى شخص عزيز عليك في الجزائر؟
 لو كانت والدتي على قيد الحياة لوجهتُ إليها هذه الكلمة: تركتي فراغا كبيرا في حياتي .. وجودك كان يملأ علي الدنيا.
وأوجه كلمة الى كل التلاميذ والطلاب الجزائريين، بأن يستغلوا كل لحظة من حياتهم بالدراسة والتنافس على العلم، لأنه قد يأتي يوم يندمون فيه على هذه السنوات التي لا تعود أبدا.
وكلمة إلى زميلاتي القدامى في التلفزيون الجزائري: أتمنى أن نلتقي جميعا على فنجان قهوة، كما كنا نفعل ذلك أحيانا عند المساء، وبعد أن ينتهي كلٌ من عمله، وتحية إلى الزملاء في مؤسسة الشروق.





سؤولون" وراء تفشي ظاهرة الأطفال مجهولي الهوية..!

image
طرحت المحامية والحقوقية فاطمة الزهراء بن براهم، إشكالية إثبات نسب الأطفال غير شرعيين، والذي أصبح عددهم يتجاوز الـ4 ألاف طفل سنويا، حيث قالت إن أغلب قضايا إثبات النسب لهؤلاء يخسرها المحامين أمام المحاكم، لأن طلبات إجراء تحليل الحمض النووي غالبا ما ترفض حسب المادة التي تقول "يجوز للقاضي" وهي حسبها تخدم جهات لديها مصلحة كالشخصيات والمسؤولين الذين يطالبون بالاعتراف بنسب أطفال كانوا نتاج أخطائهم، حيث تصبح السلطة التقديرية للقاضي في خدمتهم وإن تحليل "آ دي آن" في الجزائر يختصر فقط على إثبات نسب الأطفال في إطار الزواج الشرعي 8 أيام بعد الولادة، مما يجعله حسب بن براهم"شباح" فقط، ودعا حقوقيون إثر مداخلاتهم في ندوى خاصة بالطفولة المسعفة بالمركز الثقافي عيسى مسعودي بحسين داي، لضرورة تكفل البلدية بمنح وثيقة الهوية للأطفال مجهولي النسب وشطب كلمة "مجهول" من شهادة السوابق العدلية والجنسية، في حين أكد عبد الرحمان عرعار رئيس جمعية "ندى" أن جمعيته استطاعت بعد أن تأسست كطرف مدني، إثبات نسب 200 طفل غير شرعي أمام العدالة من خلال الدليل العلمي "حمض النووي".
ومن جهتها أكدت السيدة سميرة كركوش نائبة في المجلس الشعبي الوطني ممثلة لجبهة التحرير الوطني، عضوة في لجنة الشؤون القانونية، أن أغلب الذين يشرعون للقانون في هذه اللجنة هم رجال وأغلبهم محامين ونقباء مجالس المحاماة، ولا تزال المرأة بعيدة حسبها عن المشاركة في التشريع رغم وجود اليوم 160 امرأة في البرلمان، وقالت إن لجنة الشؤون القانونية بصدد مناقشة القانون الخاص بالطفل، وبات من الضروري الاستماع للمرأة لأنها أدرى بمشاكل الطفل وغالبا ما تكون الضحية. 


في كل موسم أعيش في مسكن وحجابي يخصّني وربي/ الجزء 2 والأخير
بن براهم.. الآنسة الحاجة التي تعشق الحيوانات وترفض الوزارات
حاورتها: كريمة خلاص
2015/04/23
المحامية والحقوقية فاطمة الزهراء بن براهم
صورة: جواهر الشروق
  • 15863
  • 80

2
في هذا الجزء من حوارنا مع المحامية "المتمردة" فاطمة الزهراء بن براهم نتطرق إلى حياتها الخاصة ونغوص بكل حب ومودة في تفاصيل دقيقة ترفع القناع عن هذه الشخصية المثيرة للجدل والمليئة بالمتناقضات.. نتحدث عن اختيارها حياة العزوبية وأصولها الملكية، عن ثروتها وجاهها عن علاقتها بربها، نتحدث عن حجّها وعدم تحجبها نتطرق أيضا إلى عشقها الشديد للجمال والسفر والحيوانات.. عن رفضها للوزارات والانتماء للجمعيات وكعادتها تدافع دوما عن وجهة نظرها التي تراها صائبة وتخصها لوحدها طالما أنها لا تضر بها أحدا..
بعيدا عن حياتك المهنية نستأذنك سيدتي بطرق أبواب حياتك الخاصة ولك كامل الحرية في الإجابة أو التحفظ أو الامتناع؟
أهلا بكم وأنا مستعدة للإجابة على كل شيء.. ليس لدي ما أخفيه أو أخجل منه فأنا واضحة إلى أبعد الحدود.
إلى الآن لم تتزوجي.. هل هذا اختيار أم انعدام فرص مناسبة لك؟
أنا آنسة وفخورة جدا بوضعي.. هذا أمر شخصي ولا أريد أن يناقشني أحد في اختياراتي.
أحس نفسي جيدة هكذا ولا ينقصني شيء.. منذ نعومة أظافري اخترت أن أكون آنسة وأن أبقى هكذا إلى أن ألاقي ربي، ليست المسألة  انعدام فرص لأنني إلى الآن لا زلت أتلقى فرصا وعروض زواج من أشخاص ذوي مستوى معقول، منهم حتى من يصغرني سنا وآخر عرض لم يمر عليه سوى أشهر قليلة، إلا أنني أرفض في كل مرة..
 أصدقك القول لم أفتح المجال لأحد وربما مهنتي عمّقت بداخلي هذه القناعة وجعلتني أكره الزواج لما رأيته فيها من مشاكل زوجية وظلم وحقرة وإهانة تطال المرأة، كما أن الزواج في حالات كثيرة يعيق التقدم في المسار المهني وأنا اخترت المحاماة رفيقة دربي ولو كنت متزوجة لما حققت هذا النجاح المهني الذي أعيشه اليوم..تزوجت المحاماة والبحث وطلقت الرجال.
عندما أشاهد الفتيات في أيامنا هذه يتباكين على الزواج ويندبن حظهن أنفر منهن ويقلقني كثيرا هذا الأمر حتى أنني احتقرهن أحيانا، فهل الحياة دون زوج مستحيلة، بالعكس يمكنهن الاستثمار بتحقيق نجاحات أخرى في حياتهن المهنية أو الاجتماعية، وعوضهن عند الله الذي لاينسى عباده..فقط يجب عليهن التمسك بأخلاقهن وتجنب الانحراف.
تحرصين دائما على انتقاء إطلالاتك الجميلة، مالسر في ذلك؟
لا أستطيع العيش بدون أناقة، فأنا أختار بعناية ملابسي وأحرص أن ألبس على ذوقي.. الحمد لله ربي مفضل علي أستطيع شراء ما أحتاجه.
لاأستطيع العيش بدون جمال وأنا أحب الجمال لأن "الله جميل يحب الجمال".
أنا أعشق المنازل الجميلة والتحف الجميلة، الستائر والزرابي وكل ماهو جميل على وجه الأرض..
في كل بلد أو منطقة أزورها أجلب معي أجمل التحف الموجودة هناك، حتى في بيتي ومكتبي أشرف على انتقاء كل التفاصيل والأثاث والتحف.
هل تعيشين في بيت العائلة إلى اليوم؟
لا..لا أملك مساكن عديدة.. في كل فصل أعيش في مدينة معينة ومسكن خاص، جميعها مهيأة ومجهزة أعيش كما كنا نعيش قديما في بيت العائلة.
"زمان" كنا نعيش في القصبة شتاء وفي "الفحص" بئر خادم وما جاورها خلال الربيع وفي الصيف نتجه إلى سيدي فرج، أما أنا اليوم فأتنقل بين حسين داي وسطاوالي وسيدي فرج...كل موسم في مكان.
أعشق السفر كثيرا تقريبا كل شهرين أسافر ولا أستطيع المكوث دون سفر لأكثر من هذه المدة..زرت كل بلدان العالم تقريبا.
تسافرين كثيرا.. هل فكرت في زيارة بيت الله الحرام لآداء مناسك العمرة أو الحج؟
لقد أديت مناسك الحج سنة 2001 وقد كان ذلك أجمل سفر في حياتي لن أستطيع وصف تلك الأجواء والمشاعر التي غمرتني.. قريبا جدا سأكرر التجربة فأنا أحن كثيرا إلى المكان، وأحضر لزيارة بيت الله الحرام متى توفرت الفرصة.
كل ما تقولينه جميل جدا ويؤكد أصالتك واعتزازك بدينك، لكن كيف لحاجة لاترتدي الحجاب؟
أنا لست ضد الحجاب، كما أنني احترم كثيرا المحجبات وأكن لهن المحبة والتقدير إلا أنني أفضل نفسي هكذا سموني -كما تشاؤون- "حاجة مودرن" هذا خياري وهذا أمر بيني وبين ربي وخالقي.. هو بالنهاية قناعة وأنا احترم كل النساء إلا العاريات اعتقد أن الإيمان في القلب وليس في شيء آخر، ولا أحد يزايد على أحد في علاقته بربه.. أنا أصلي وأصوم وأقرأ القرآن وأتصدق وأحسن إلى الناس وأتجنب إيذاءهم وغيبتهم وليس منا إنسان كامل، لكل حسناته وسيئاته والله يجازي الجميع في النهاية.
حدثينا عن علاقتك بوالدتك؟
أمي كانت امرأة حقيقة بشهادة الجميع، توفيت منذ حوالي عام.. كانت تعيش معي وتؤنسني، لكن الله توفاه وأسأل الله لها الجنة.
أحمد الله أنني كنت بارة بها ونلت منها الكثير من دعوات الخير ولم أقصر معها في أي شيء حتى قبل أن تطلبه.
أمي كانت إنسانة راقية جدا في سلوكها وتعاملها وكانت أصيلة وحرة "بنت بلاد حقيقية".. كانت تحب حياة الرفاهية والبورجوازية التي نشأت وترعرعت فيها، فنحن ننحدر من أرقى وأغنى العائلات العاصمية، حتى أن السيارة التي كانت تحت تصرفها في المشاوير العادية والسوق لم تكن هي ذاتها التي تستخدمها في المناسبات الأفراح، فالأولى كانت عادية، أما الثانية فكانت فخمة.
حرصت أمي أن تهدي سائقها الشخصي عمرة إلى البقاع المقدسة وقدمت الكثير من التبرعات والصدقات في حياتها.. أسأل الله أن يتقبلها في ميزان حسناتها...
تمتلكين ثروة مادية معتبرة هل المحاماة هي التي ساعدتك لبلوغ هذا الوضع؟
لا لا أبدا.. أنا من عائلة غنية حتى قبل التحاقي بالمحاماة، كنا نعيش في بيت العائلة في مستوى اجتماعي مرموق جدا..
أنا أميرة أنحدر من عائلة ملكية  فأنا من سلالة سالم بن براهم بن ناصر أول ملك طرد صنهاجة من الجزائر، لذا أأكد لك انني من عائلة ثرية وليست المحاماة هي من أغدقت علي المال.
أتوقع أن شخصية بحجم المحامية بن براهم تكون قد عرضت عليها مناصب قيادية في الدولة، هل تؤكدين هذا؟
فعلا عرض علي أكثر من مرة مناصب عليا في مؤسسات الدولة وهيآتها.. عرض علي أكثر من مرة منصب وزيرة لكنني رفضت ولا زلت أرفض ولن أغير رأيي.. لماذا؟ لأنني حين أصبح وزيرة سأحني وأطأطأ رأسي لفلان وعلان وسأقول نعم سيدي حاضر سيدي "وي موسيو" وهذا ليس من طبعي أبدا .
ماذا ستضيف لي الوزارة؟.. النضال أنا أناضل من موقعي الذي أشغله حاليا.. المال؟.. الحمد لله أتقاضى ضعف ما يتقاضاه الوزير أو أكثر.
إذن مالفائدة التي ستضيفها لي الوزارة والإستوزار؟.. لا شيء بالعكس قد تفقدني أمورا أعتز بها.
الذي يعرف بن براهم يعرف ارتباطها الشديد بالقطط صحيح؟
القطط عشقي الأبدي أحبها كثيرا ولا أتخيل حياتي من دونها ففيها أرى صور الوفاء والإخلاص والمحبة، صدقيني إن قلت لك أن هدايا العالم لا تفرحني بقدر ما تفرحني قطة يهديني إياها أحدهم ودائما أقول لهم "اللي يحبني يجيبلي قطة".
أملك 11 قطا حاليا و3 كلاب أعاملهم جيدا وأصرف عليهم أموالا كثيرة وميزانية خاصة، آخذهم إلى البيطري لمتابعة فحوصاتهم والى الحلاق للاعتناء بشعرهم وقصه في فصل الشتاء، تعلمين.. عندما أحلق لهم شعرهم أخشى عليهم الأنفلونزا أو المرض فألبس لهم معاطف خاصة بهم خوفا عليهم من البرد..هم كذلك يحسون بي ويتوددون إلي كثيرا..
بما أنك تعاملين الحيوان بهذا الرفق والعطف.. أتوقع أنك رحيمة أيضا بالمحتاجين والفقراء.. أليس كذلك؟
أملك من المال ما يكفيني الحمد لله ويزيد.. أعمل الخير بما ييسره الله لي.. أتصدق لكني لا أريد البوح بما أفعل، حتى من أساعدهم لا أقول لهم أنني أنا من تكفل بعلاجهم أو مشكلهم، بل أوجههم إلى العيادة الفلانية أو الطبيب الفلاني وفقط وعندما يقولون لي أن هذا سيكلفهم غاليا أقول:"إذهب ولا عليك سنجد حلا للوضع".. أذكر أنه في كثير من المرات عندما أساعد بعض المرضى المحتاجين لعمليات جراحية أفاجأ بالطبيب الجراح يتنازل عن أتعابه ويقول لي:"غير أنتي اللي تديري الخير حتى احنا نشاركو" وهكذا وهكذا يكون الإنسان دليل غيره لفعل الخير.
ألم تفكري في إنشاء جمعية خيرية أو الإنضمام إلى إحدى الجمعيات الناشطة في الجزائر؟
أرفض الانتماء إلى جمعيات أو هيآت خيرية فأنا أعلم جيدا من أساعد ومن لا أساعد لأنني أرفض كل طرق التسول البذيئة فالمحتاج والفقير الحقيقي نفسه عزيزة ولا يمد يده لكل من هب ودب.
صحيح أنك ترفضين الحديث عن نشاطك الخيري لكن رجاء حدثينا عن مشروعك للأيتام؟
صدقيني لا أريد المراءات أو التباهي بما أفعل أفضل أن يكون ذلك بيني وبين خالقي وفقط.
بعد إلحاح تجيب..
أعكف حاليا على إنشاء مشروع خيري يتعلق بدار لإيواء الأيتام، يتكون من طوابق عديدة يقيم فيها الأيتام ويدرسون، أموّله من مالي الخاص وأفكر في مشروع بالموازاة يتعلق بإنشاء مركز تجاري يكون ممولا ماليا أساسيا للمشروع حتى لا يغلق الدار أبوابه بعد وفاتي أي بمثابة مصدر تمويل مستقل مدى الحياة.. إن شاء الله ربي يقدرني على ذلك وأحقق الفكرة كاملة.









تقطير الورود والزهور عادة قديمة تؤرخ لأصالة المنطقة
"مرش الزهر".. سلطان صينية القهوة القسنطينية
أماني أريس
2015/04/10
صورة: ح.م
  • 4541
  • 12
وَسْط الدار، السقيفة، الدّاير، المجلس، صينية القهوة، أنغام المالوف والزندالي وعبق الورود، متلازمات تُعتِّقُ ذاكرة المخضرمين من قسنطينيات الزمن الجميل، فينتثر أريجها حكايا تروى على مسامع الأجيال، وتؤرخ بعفوية لعراقة مدينة الصخر العتيق، و"نوستالجيات" تُودِقُ لها المآقي، وتتصاعد لأجلها الزفرات..
مشهد اختصرته لنا تقاسيم السّيدة فلة، وهي تسترجع عادة من عادات القسنطينييات الأصيلة في فصل الربيع، والمتمثلة في تقطير الورود والزهور.
الربيع.. نشاطات متنوعة وتقطير الورود الأقدس
تروي السيدة فلة لـ"جواهر الشروق" عن عادات القسنطينيات وكيفية استقبالهم لفصل الربيع فتقول: "فصل الربيع هو موسم لبداية الأفراح، كنا ننتظره بشغف طوال فصل الشتاء، حيث تبدأ التحضيرات له مسبقا بشراء الملابس الربيعية، وتحضير السميد الجيد، ومعجون التمر أو ما يسمى غرس البطانة لصناعة حلوى البراج".
أما بخصوص تقطير الورود فهي العادة الأكثر قدسية لدى القسنطينيات، إذ تقول محدثتنا:" صينية القهوة القسنطينية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخلو من مرش ماء الورد أو ماء الزهر المقطر في البيوت، كما أنه سر النكهة المميزة لحلوياتنا التقليدية الشهيرة، كالبقلاوة والصامصة وطمينة اللوز..."
ومن جهته يعود الحاج سي الحسين عقودا إلى الوراء، عندما كان بائعا للورود والزهور بسوق العصر، فينعش مسامعنا بزخات من غيث الأصالة إذ يقول: لقد اشتهر القسنطينيون بحبهم للنباتات، وزراعة أنواع الزهور وأشجار الورد، سواء الساكنين في بيوت ذات طابع تركي قديم أو في الفيلات الفرنسية، ومع بداية شهر أفريل تكون الورود قد تفتّقت من أكمامها، وفاح عطرها عبر أرجاء الشوارع والممرات، لكن التقطير لا يكون إلا مع نهاية هذا الشهر" وبرر ذلك بقوله : " ليس من الذوق قطف الورود في أيامها الأولى؛ بل نتركها لتزين المحيط إلى أن يقترب موعد ذبولها، وتبدأ في إسقاط بتلاّتها، وعندها يبدأ أصحاب الجنائن بقطفها وبيعها، فتشتري العائلات حاجتها منها من أجل تقطيرها".
ومن أشهر أنواع الزهور المستعملة، حسب ما أفاد به الحاج سي الحسين: زهر البرتقال والليمون والنارنج والأترج والتفاح والسفرجل وغيرها من الحوامض، كما تقطر أنواع أخرى من الزهور، لكنها تستعمل في التطبيب والتجميل فقط، أما بالنسبة للورود فأحسن نوع للتقطير هو الورد المعروف بلونه الوردي الفاتح ورائحته الزكية.  
نبذة تاريخية عن تقطير الورود
يعود تاريخ تقطير الورود إلى عصور قديمة جدا، وحسب ما جاء في العديد من المصادر؛ فإن المصريين القدامى هم أول من توصل إلى تقطير الورود والأزهار، وذلك بوضعها في لوحة كبيرة من ورق البردي له طرفان تمسك به سيداتان، ويضاف إليه قليل من الماء في داخل اللوح، ثم تدور كل سيدة الطرف الذي تمسك به عكس اتجاه السيدة الأخرى، فيتم عصر الورود، ويوضع تحتهما إناء كبيرة ليسع الكمية المعصورة ثم بعد ذلك تحفظ في أواني خزفية، وكان يصنع للملكات وزوجات الأمراء والكهنة للتعطر به عند الاحتفالات، قبل أن تكتشف فوائده العظيمة الأخرى.
وللقسنطينيات بصمتهم الخاصة
ولمعرفة الطريقة التقليدية التي تستعملها القسنطينيات في تقطير الورود، عدنا إلى السيدة فلة التي لم تدخر جزئية إلا وأفادتنا بها حيث تقول: "كانت النسوة تجتمع في يوم يتم الاتفاق عليه، وتحضر لذلك اليوم حلويات خاصة، وتقوم إحداهن بإعداد صينية القهوة وإخراجها، ونجتمع في وسط الدار- وهو مساحة مشتركة بين كل الجيران كانت تتميز به أغلب منازل الأحياء القسنطينية القديمة-  ويكون لذلك اليوم طعم خاص وتنتشر رائحة الورود من كل صوب، وقبل أن أطلعكم على طريقة التقطير لابد من معرفة الفرق بين الورد والزهر؛  فبالنسبة للورد لا نستطيع الإحتفاظ به لمدة طويلة قبل التقطير، لأن ماء الورد يستخلص من "الورد التّار" أي حديث القطف وغير الذابل، بينما ماء الزهر يستخلص من الزهور الذابلة والتي يجب نشرها على ستار أو قطعة قماش حوالي ثلاثة أيام في الظل، ومكان معتدل الحرارة حتى تذبل، وبعد هذه المرحلة تأتي مرحلة البدء في التقطير".
 وتواصل السيدة حديثها بشرح الطريقة تقول: "نضع القطّار ( إناء التقطير) على النار بعد وضع كمية من الماء في وعائه الداخلي بقدر الثلث، ثم نضيف كمية الزهر ونغلقه بإحكام، ثم نملأ الإناء الخارجي بالماء، ونتركه على نار هادئة إلى أن نسمع فرقعات الغليان، ولا ننسى تجديد ماء الإناء الخارجي كلما سخن بماء بارد حتى نبلغ أقصى حد للتبخر، وبالتالي كمية أكبر من ماء الورد أو الزهر".
طنجرة الكسكسي تحل محل القطّار
اعتمدت المرأة القسنطينية على أوان بسيطة في تقطير الورود، قبل أن تصنع له آنيته الخاصة من بينها  طنجرة الكسكسي، حيث تعتمد على تكثيف ماء الزهر أو الورد على سطح غطاء الطنجرة الداخلي، وتستدعي العملية صبرا كبير لأن الكمية تكون قليلة وتستغرق وقت طويلا نوعا ما.
نساء عصريات تصنعن الإستثناء وتحافظن على العادة
رغم ما وفرته المحلات في أيامنا هذه من أنواع المقطّرات الغذائية والجمالية، إلا أن هناك من النساء من لا تزال متمسكة بتلابيب عادة الجدات، وتأبى إلا إحياءها كل ربيع.
السيدة ليلى – 37سنة – واحدة من بين هؤلاء تروي لنا تفاصيل قصة عشقها لتقطير الورود فتقول: "تربيت عند جدتي، وكانت لا تستغني عن ماء الورد المقطر في البيت، ومنها تعلمت سر المهنة، وعندما بدأت أدرّس وجدت الكثير من أشجار الورد في المدرسة، فقررت أنا وبعض زميلاتي أن نستفيد منه، بدل أن نتركه لأيادي الأطفال يقطفونه ويعبثون به، فأصبحنا في كل فصل ربيع نقطفه ونقطّره.
وعلى خطى أمها وخالاتها سارت ليندا، فهي الأخرى وحسب ما ترويه، تطلب من زوجها أن يقطف لها أنواع الورود والزهور من حديقة أحد أصدقائه وتقوم بتقطيرها على أن تتقاسم الغلة مع زوجته.
استعمالات لا تحصى  
وحسب ما أفادتنا به السيدة فلة، أن أول كمية تفريغ لماء الزهر تسمى في قسنطينة " برأس القطّار "  تقول: "هي مفيدة جدا ومركزة، وثمنها يكون أغلى من الكميات الموالية لها، وكانت السيدات تحتفظن بها للإستعمالات المناسباتية، كحلويات الأعراس والأعياد، أما الكميات الأخرى فتستخدم في عدة مجالات، فكما سبق وقلت ماء الورد أو الزهر هو العنصر الأهم في توليفة القهوة القسنطينية، كما أن مرشّه النحاسي جزء لا يتجزء من ديكور صينياتنا التقليدية، بالإضافة إلى استعماله كعلاج للصداع خاصة الناتج عن ضربة الشمس، بوضع كمية على مكان الألم  وأيضا مزجه مع الماء وشربه للحد من الغثيان، أو كغسول للعيون الرمدة، ولتفتيح البشرة وتنقيتها من الشوائب مع الودعة وعصير الليمون. كما يتم تعطير البيوت به في المناسبات المختلفة".

نعيمة
2015/04/10
ما اجمل عادات اجدادنا موضوع جميل ورائع وهذه العادة ليست موجودة في قسنطينة فقط ايضا في البليدة مدينة الورود وفي العاصمة بشكل عام كانت النساء في الماضي يقطرون الورود ومازالت هناك من تحب تقطيرها في البيت ماء المقطر رائع ومفيد





4
2015/04/10
هذه العادات لا توجد في قسنطينة فقط بل في العاصمة و ا لبليدة و المدية ايضا. انها عادات جزائرية و ليست قسنطينية فقط.








10
2015/04/12
الى رقم هو يباع في الاسواق وفي محلات الاواني ويوجد ثلاثة احجام حجم صغير بـ 9000 دج ومتوسط اظن 1500والكبير يصل الى مليوني سنتيم وهو مصنوع من النحاس





يحدث في أماكن العمل والدراسة والشارع
نساء يتحرشن بالرجال.. هواية أم بحث عن زوج!
ليلى م
2015/04/12
صورة: ح.م
  • 30358
  • 84
شكّل قانون تجريم التحرش بالنساء في الجزائر أبرز القوانين لحد الآن إثارة للجدل بين معارض له ومؤيد ومتحفظ، والمستفيد الوحيد من تسليط العقوبات على المتحرشين هن النساء، لكن في المقابل من يحمي الرجال من تحرش المرأة بهم؟.
الأمور انقلبت في الجزائر وبات الرجال يفرّون بجلودهم من بعض الممارسات المفضوحة من طرف زميلاتهم أو جاراتهم أو مسؤولاتهم في العمل، حيث تطارد النساء الرجال في مكاتب العمل والمصاعد والأحياء السكنية وحتى في الشوارع بعبارات ونظرات وإيماءات وإيحاءات وإشارات يعرفها الجميع  حتى وإن أبدين حسن نيتهن وربطن تلك الممارسات بالمزاح "الثقيل".
ومنذ التاريخ كان تحرش المرأة بالرجل واردا في الكتب وحتى الديانات كقصة سيدنا يوسف عليه السلام الذي سعت زوجة العزيز جاهدة لمراودته عن نفسه، لكنها اتهمته زورا وسجن وهو بريء، فلماذا لا يطالب الرجال بقانون يحميهم من تحرش النساء؟.
التحرش بالرجال.. هواية الكثيرات
تحرش المرأة بالرجل ليس سرا ولا ظاهرة غريبة، بل موجودة منذ عقود من الزمن، وزادت في الجزائر مؤخرا، حيث اعتبر بعض نواب المجلس الشعبي الوطني أن المرأة في تبرجها تراود الرجل ليتحرش بها وبالتالي تكون هي المسؤولة عن ما يصدر منه من كلام أو ممارسات لأغراض جنسية، فبعض النساء يخترن التحرش بالرجال كهواية، حيث تقول إحدى العازبات أنها تشعر بالقوة والفخر والغرور والثقة بالنفس وبجمالها كلما أوقعت في شراكها رجلا، خاصة إذا كان متزوجا، ليس بهدف خطفه من زوجته ولكن كشكل من أشكال التحدي للنفس.. وهذه حالة مرضية نفسية،
لكن الغريب في الجزائر وباقي المجتمعات العربية يقع اللوم على الرجل دون المرأة من باب أن المرأة مخلوق ضعيف والرجل ذكر لا يتأثر جسده ولا سمعته ببعض العلاقات العاطفية العابرة وبالتالي استوجب حماية المرأة من الرجل مهما كانت الظروف أو الوقائع، ويتساءل الرجال عن غرض المرأة من وراء خروجها في قمة التبرج، كما أنها لا تقابل التحرش بالرفض في كل الحالات، وهناك من النساء من رضخن للتحرش باستسلام كبير كطريقة للخروج من الفقر والجوع أو الوصول إلى أهداف مهنية وترقيات ومناصب عمل مرموقة ،أو الرضوخ لأستاذ مقابل النجاة من دوامة الامتحانات الشمولية والاستدراكية كل نهاية سنة جامعية.
ويرى الكثير من الموظفين أن حظوظ المرأة في العمل أكبر من ناحية الامتيازات التي يمنحها لها مسؤولوها في العمل كالسفريات والمؤتمرات والرواتب المغرية مقابل عشاء عمل أو سهرة لاستدراج المتعاملين الاقتصاديين والتجاريين، كما تلجأ بعض النساء إلى التحرش بالمسؤولين للحفاظ على منصب الشغل وحمايتها من صراع  التكتلات والعصب التي تعد من أكبر المشاكل المهنية.
التبرج طريق التحرش  
أجمع السياسيون والنواب في الجزائر على أن التبرج هو طريق للتحرش فارتداء الملابس الفاتنة والمثيرة والشفافة يعد نوعا من التحرش بالرجال على حد قول الجميع، فالمرأة التي تجتهد لإظهار مفاتنها في الشارع أو في مكان العمل تتقصد إثارة غرائز الرجل ومكبوتاته، إضافة إلى العديد من الممارسات والأساليب المعروفة، فبعض النساء تلح في دعوة مسؤوليهن أو زملائهن في العمل للغداء في مطاعم بعيدة تستدعي التنقل في السيارة، واستدراجهم في الحديث عن حياتهم الخاصة وخاصة عن زوجاتهم وأطفالهم وعائلاتهم وبالتالي عن أوضاعهم المادية لأن التحرش له دوافع مادية بحتة، ومن بين الأساليب أيضا قدرة المرأة على معاكسة رجل في العمل بعبارات صريحة كـ "راك حطة" و"راك شباب" وتتطور التحرشات من ألفاظ شفهية إلى إشارات كأن تبادر المرأة بمصافحة الرجل أو تبادر  بالتقبيل أو كما نقول بالعامية "التسلام" وهذه ظاهرة فظيعة ومنتشرة بقوة في الأوساط المهنية ومن العادات السيئة التي تسمح المرأة بوقوعها.
ويقيّد القانون تجريم التحرش بالنساء في الأماكن المغلقة أين تخضع المرأة المتحرش بها إلى سلطة مسؤولها الذي يستخدم نفوذه لأغراض جنسية، لكن القانون لا يجرؤ على حماية الرجل من ممارسات مماثلة يكون فيها ضحية  للمرأة وليس العكس فبالنسبة  للمرأة المتحرشة بالرجل في أماكن العمل والدراسة والمصاعد والمكاتب و في أماكن تتساوى فيها قدرات النساء والرجال في وقت يشعر فيه  المتحرش بالأمان والمساواة مع المتحرش به، كما تتميز بوقوعها من طرف شخص له نوع من السلطة على الشخص الآخر، فالإحساس بالغنى المادي، والجاه الإجتماعي، أوالسلطة الرمزية أو المادية، هو ما يشجع، عادة وفي كثير من الأحيان، على التحرش الجنسي، وهو الأمر الذي يؤكده علماء الاجتماع حيث يوجد "علاقة ترابط بين السلطة والجاه والغنى وبين التحرش الجنسي، مما يشجع مالك هذه المزايا على التحرش بضحاياه".
تحرشات من رحم الواقع تسمم الحياة
وروى لنا أحد الأشخاص قصة مؤلمة انتهت بطلاقه من زوجته بسبب زميلته في العمل كانت تهاتفه خارج أوقات العمل وتتقصد إحراجه فقد عرفت في حديثها معه أنه يتنقل كل نهاية أسبوع إلى المركز التجاري بباب الزوار لقضاء بعض الوقت رفقة زوجته فظلت تطارده وتلاحقه من مطعم لآخر ومن مكان لآخر حتى سممت العلاقة بينه وبين زوجته وهناك الكثير من القصص الواقعية التي تؤكد تحرش النساء بالرجال، فأحدهم غير إقامته بسبب إحدى جاراته التي ظلت تتحرش به لمدة سنوات دون أن يجرؤ على فضحها وبعد أن فشلت في استدراجه اتهمته زورا بالتحرش وكاد أن يدخل السجن.
وتعتبر تهمة التحرش من أكبر الذرائع والأسلحة التي تحارب بها المرأة أي رجل للحصول على بعض الغايات وقد  تتحرش المرأة بالرجل ربما بحثا عن زوج خاصة إذا شعرت بأن العنوسة تهددها.



صالون حلاقة بمعايير إسلامية
لا تدخل إلى هنا إلاّ المحجّبات
سمية سعادة
2015/04/23
صحفية جواهر الشروق رفقة صاحبة صالون الحلاقة
صورة: جواهر الشروق
  • 6992
  • 35
صاحبة الصالون ترفض الوشم والنمص وقصات الشعر القصيرة
صورة عروس بفستان أبيض طويل مغطاة الوجه والشعر، تلك هي الصورة الوحيدة التي قابلتنا ونحن نلج صالون حلاّقة المحجبات بسطيف، حلاّقة قرّرت أن تتخلص من كل صور النساء التي تطفح بالاثارة والاغراء، وتسريحات الشعر التي تستوقف بجمالها الرجال قبل النساء، وأصوات الموسيقى الصاخبة وأغاني الراي، وتكتفي بصورة واحدة، وعنوان واحد"حلاّقة المحجبات"، وكأنها تقول:"لاتدخل هنا إلاّ المحجبات".
إنها السيدة شهرزاد بكّار التي زارتها "جواهر الشروق" في صالونها لتتحدث معها عن تجربتها الأولى من نوعها في سطيف، التي تمنح فيها المحجّبات وخاصة المتجلببات والمنقبّات فرصة لتسريح شعرهن في ظروف "مريحة "و"مطمئنة"  من الناحية الشرعية، أين ترفض السيدة بكّار رفضا قاطعا أن تستعمل الأغاني والموسيقى في صالونها، ناهيك عن تسريحات الشعر المخالفة للشرع والتي استفتت حولها بعض العلماء في السعودية عند آدائها مناسك العمرة.
حلم تحول إلى حقيقة
كيف قرّرت أن تفتحي صالون حلاقة للمحجبات فقط؟، هذا هو السؤال الذي طرحناه على السيدة شهرزاد التي قالت أنها لم تكن راضية عن نفسها أثناء استقبالها لزبونات غير محجبات، والنزول عند طلباتهن المختلفة دون اعتراض على ما حرّمه الله، إلى أن رأت في المنام أنها فتحت صالونا للمحجبات فقط، واعتبرت هذا المنام بمثابة البوصلة التي ترشدها إلى الطريق الصحيح الذي كان يجب أن تسلكه من البداية، منذ ذلك الحين وضعت لافتات تشير إلى أن هذه الحلاّقة للمحجبات فقط، ولأن الكثير من النساء لم يأخذن هذا الأمر على محمل الجد، واعتقدن أن اللافتة التي تحمل عبارة "حلاّقة المحجبات" هي مجرد تسمية لا أكثر، فقد كانت هناك نساء غير محجبات يزرن المحل ولكن شهرزاد، وهي سيدة متجلببة، كانت تعتذر منهن بلباقة، موضحة لهن أن المحل لا يستقبل إلاّ المحجبات، بينما كانت تعتذر للزبونات المحجبات عن امتناعها عن القيام ببعض التسريحات وكل ما يخالف شرع الله، ومع الوقت أصبح المحل لا يستقبل إلاّ المحجبات والمتجلببات.              
هذه التسريحات لا أسمح بها 
وعن التسريحات التي ترفضها استجابة للشرع، قالت شهرزاد: "لا أسمح بكل تسريحات الشعر المنفوخ، أو التسريحات التي ترفع الشعر لوسط الرأس، بحيث يبدو شكله واستداراته بارزة من الخمار، وهو ما نهي عنه الرسول صلى الله عليه و سلم في حديثه الشريف "...صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمْ بَعْدُ: نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلاَتٌ مُمِيلاَتٌ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الإِبِلِ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا..."، ولا أسمح بالتسريحات القصيرة التي تجعل المرأة تتشبه بالرجل، وأرفض استعمال الشعر الموصول للزبونات، والنمص والوشم وكلها أمور نهى عنها المصطفى، ولعن النساء اللواتي يقدمن عليها أو يساعدن فيها.
ولست أدرى إن كانت المقبلات على هذه المحرمات لم يسمعن أو يقرأن من قبل " لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق.."، و"الواصلات و المستوصلات".
وبشأن خصلات الشعر المخضبة بالصبغة، أو ما يعرف ب "ليماش"، قالت شهرزاد: "بعض الأخوات قلن لي إن "ليماش" حرام على أساس أن خصلات الشعر المصبوغة تصبح مثل البلاستيك، بحيث لا يصل إليها الماء أثناء الوضوء، فاستفيت أحد الشيوخ في السعودية بعد أن شرحت له ما الذي أعنيه بخصلات الشعر هاته، فأجازها" .
 تشويه سمعة الحلاقة
وتنحي السيدة بكّار باللائمة على الحلاقات اللواتي شوّهن سمعة الحلاقة، وجعلن منها وسيلة لجمع الأموال الطائلة من خلال فتح صالوناتهن لأغراض دنيئة، وتذكر في هذا السيّاق حلاّقة خصصت الجزء الخلفي من محلها للمنحرفات والعاهرات، فيما لا تتواني حلاقات أخريات على تشجيع بعض النساء على خيانة أزواجهن، و السماح لبعض الزبونات بالتدخين وتعاطي المخدرات واستبدال ثيابهن أو حجاباتهن بثياب متبرجة أو مفضوحة والخروج بها للشارع و الأماكن العامة.
فيما تقع بعض النساء المحترمات ضحية الحلاقات ذوات السمعة السيئة، إذ يقمن بتثبيت كاميرات في المحل أين يتم استبدال الملابس، أو الاستعانة بمرايا عاكسة يكون فيها رجال في الطرف الثاني يشاهدون النساء أثناء تسريح شعرهن وتزيينهن، ناهيك عن الكلام الفاحش والبذيء الذي يتم تبادله على مسمع الزبونات، وكأن صالون الحلاقة  يجب أن يتحول إلى وكر من أوكار الفساد حتى يكتب له النجاح وتقصده الزبونات، وهو الأمر الذي جعل الكثير من الأزواج يمنعون زوجاتهم من الذهاب إلى صالونات الحلاقة، ولكن في الآونة الأخيرة ساهمت العديد من الحلاّقات في تغيير هذه الصورة واستطعن أن  يحزن على الاحترام حتى و إن لم تكن هذه الصالونات مخصصة للمحجبات.
وعن نفسها تقول محدثتنا إنها استطاعت أن تحوز على ثقة الرجال قبل النساء، خاصة المحجبات والمنقّبات اللواتي سعدن كثيرا بفتح صالون حلاقة ليس فيه تعدي على حدود الله". أردت أن أثبت للناس أن الحلاقة مهنة محترمة، وأردت أن أعطي فرصة للمحجّبات والمنقبات بتسريح شعرهن في جو يسوده الاحترام والالتزام بشرع الله" تقول شهرزاد التي عرّفتنا على خولة و إكرام و شيماء، وهن ثلاث فتيات يعملن مساعدات لها، أحضرهن أهاليهن للعمل في هذا الصالون لما يتمتع به من سمعة طيبة.
ومن جهتهن أعربن عن ارتياحهن للعمل في صالون لا تسمح صاحبته بالكثير من الأمور التي تتعارض مع الدين والأخلاق.
هذا ما جنيته من هذا الصالون
رغم أنها لا تستقبل إلاّ المحجبات، و تمتنع عن القيام ببعض التسريحات وبعض الأمور التي تتعلق بالتجميل، إلاّ أنها تقول:"إن الله فتح عليها بالرزق الوفير ورضا الوالدين والراحة النفسية "عندما قرّرت أن أتوقف عن القيام بتسريحة" كوب كاسكيت" عوضني الله علي ب 15 عروسا".
وتضيف شهرزاد:" رفضت المشاركة في معرض للحلاقة أقيم بمناسبة عيد المرأة، حتى لا أشارك في المعصية، لا أريد أن أكون سببا في تبّرج فتاة، وظهورها بمظهر فتّان أمام الرجال حتى يصبح صالوني مشهورا وتقصده الزبونات بكثرة، أريد رضا الله والرزق الحلال فقط".
وتستغرب السيدة بكّار لكون بعض النساء يعتبرن الأسعار الزهيدة التي تعتمدها في محلها دليلا على عدم تمكنها من الحلاقة" هل يجب أن أضع أسعارا خيالية حتى يقتنعن أنني محترفة؟" تتساءل هذه السيدة التي ختمت حديثها إلينا برغبتها في انتشار صالونات حلاقة تلتزم بشرع الله، وتشجع على ارتداء الحجاب الملتزم، حتى لا تصبح الحلاقة مرادفا للانحراف والتعدي على حدود الله.


الشروق" تعود إلى حياته وظروف مماته

التمثال الحجري.. ثالث محاولة اغتيال للإمام ابن باديس

عبد الناصر
صورة: (مكتب قسنطينة)

 صحيفة إيطالية أكدّت تسميمه.. فهل يفتح تحقيق في موته المفاجئ

Decrease font Enlarge font
بعد أكثر من 75 سنة عن رحيل الشيخ عبد الحميد بن باديس، يوجد إجماع على أن الرجل مثله مثل كبار الجزائر، لم ينل حقه من التكريم، ولم تستفد الجزائر من علمه وأفكاره، التي قيل دائما إنها سبقت عصره، وهي صالحة لأن تكون ضمن دساتير وقوانين البلد، كما هو حاصل مع رجال فكر وسياسة وفلسفة ودين، عاشوا في بلاد أخرى منذ قرون، ومازالت تعاليمهم وقوانينهم سارية المفعول إلى حد الآن، ومنهم بوذا في الصين، ومصطفى كمال آتاتورك في تركيا، ونابليون بونابرت في فرنسا وبسمارك في ألمانيا وجورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، وكأن الرجل لم يعش أبدا بيننا، وحتى المقررات الدراسية من الابتدائي إلى الجامعي لا يذكر فيها الشيخ إلا كعابر سبيل، عاش يوما في الجزائر وانتهى، وتخلو كل دساتير الجزائر السابقة وحتى التي تخطّ حاليا، من تجربة الشيخ في التربية والتعليم وعالم السياسة.. أما عن القوانين فهي لا تعترف بشخص اسمه ابن باديس، عجنته المحن فعصرها وقدّم فكره للجزائر.. ولكن؟
ولولا بعض المجتهدين من المؤرخين والكتاب، ومنهم الدكتور عمار طالبي، الذي جمعأعماله، لصار الشيخ ابن باديس نسيا منسيا، وحتى الأحزاب التي تزعم أنها إسلامية لمتطالب أبدا بنقل ما كان يقوله ويطبقه الشيخ ابن باديس الذي أخرج أمة من الظلام، أو كماقال عنه الشيخ الغزالي: لا تعجب لزهرة في بستان ولكن عليك أن تتعجب عندما تجد زهرةيانعة في صحراء قاحلة، ولا ندري كيف ستكون حالنا لولا هذا الرجل الذي وضع الأسسالصلبة للتربية والتعليم في الجزائر.

ضربة بـ"هراوة" وطعنة خنجر كادتا تنهيان حياته 
لم يقصد الشيخ ابن باديس في حياته الأشخاص، في كتاباته وانتقاداته ومعاركه، كانت كلالأفكار الهدّامة والموبقات بالنسبة إليه عدوّة، لا يتوانى في محاربتها، لم يذكر زاوية أوطرقيا بعينه في حياته، بدليل أن عائلته امتلكت زاوية وحوّلتها إلى جامع، ما زال قائما إلىحد الآن، وهو مسجد سيدي قموش، ومع ذلك قصدوه هم في شخصه، في الرابع والعشرينمن شهر ديسمبر من عام 1926   في محاولة تصفيته جسديا عندما حاول شخص من نواحيالهضاب العليا يدعى محمد شريف ميمان، أن يُخلّص فرنسا وأهل الشعوذة من أكبر عالمعرفته الجزائر.  
عاش عبد الحميد بن باديس، وسار على دربه كل رجالات جمعية العلماء المسلمين، يحاربوبقوة الشعوذة. فقد عاش ابن باديس في مجتمع قسنطيني، كان الناس فيه يتداوون بالتمائمالمعروفة باسم الحروز وبالوشم على الجبين وفي اليد والقدم، وبطقوس دروشة، اتهم فيهاالشيخ الطرقيين بمحاولة جعلها أسلوب حياة خدمة للمستعمر. وفي عام 1922 كتب رسالةمعبرة إلى علماء شمال إفريقيا من العرب، بعنوان الجواب عن سوء مقال، تحدث فيها عنالطرقية، وصاح بأعلى صوته بأن الجزائر بلاد مسلمة وليست طرقية تتبع هاته الطريقة أوأخرى بعيدا عن السنة النبوية. وكان يسمّي نفسه في ذلك الوقت بابن باديس السلفي ليتصدىللطرقية، وعندما أسّس جريدة المنتقد عام 1925 هاجم فيها كل الصحف الطرقية التي كانتمنتشرة بكثرة في ذلك الوقت ومنها البلاغ الجزائري، التي لم ترحم الشيخ، وتحدثت عن حياتهالخاصة، وزعمت أن زوجته المرحومة اليامنة، وهي ابنة عمه، سقطت أرضا بعد عودتهامن الحمام، وحملها الناس إلى بيته، في تشويه لسيرة الرجل، إلى أن تعرض الشيخ ابنباديس لمحاولة اغتيال مازالت تفاصيلها مدوّنة في أرشيف الشرطة، ولولا ما دوّنه تلميذهالشيخ أحمد حماني، في كتابة الشهير عن البدعة والسنة لقُبرت القضية نهائيا. 
 الحادثة وقعت بعد صلاة العشاء في ليلة شتوية، عندما كان الشيخ ابن باديس، عائدا منجامع الأخضر بقسنطينة، وفي إحدى الزوايا انهال عليه شاب بضربة بعصا، في الرأس،فسقط الشيخ ابن باديس، أرضا ودسّ خنجرا من نوع الموس البوسعادي في صدره، ولكنابن باديس نجا بأعجوبة. وبعد تدخل الأهالي في منطقة الشارع المعروفة في وسط المدينة،تم توقيف المجرم محمد شريف ميمان، الذي اعترف بأنه كان مبعوثا من الزاوية العلاويةبمستغانم، وترصّد الشيخ لعدة أيام حتى عرف في ذاك اليوم المشؤوم أنه عائد في جنح الظلاملوحده، فطعنه. واهتز العالم الإسلامي للحادثة وكتب محمد العيد آل خليفة قصيدة تضامن معالشيخ، مما جاء فيها: 
حمتك يد المولى وكنت بها أولى......فيا لك من شيخ حمتك يد المولى 
وأخطأك الموت الزؤام يقوده.........إليك امرؤ أملى له الغيّ ما أملى

حاولوا قتله فعفا عنهم 
وتروي عائلة الشيخ ابن باديس، أنه بالرغم من الأذى الذي طاله من المجرم إلا أنه في يومالمحاكمة بتاريخ 14 فيفري 1927 قال للقاضي إنه صفح عن كل شيء، ولكن شقيقالشيخ، ويدعى الزبير بن باديس، كلف محاميا تمكن من انتزاع خمس سنوات سجنا للجانيبتهمة محاولة القتل مع سبق الإصرار والترصد، والمذهل أن الشيخ ابن باديس التقى بالشيخأحمد بن عليوة في إحدى سفرياته إلى الغرب الجزائري، بينما كان الجاني يقضي أيامه فيالسجن، وجلسا في مقر الزاوية العلاوية في مدينة مستغانم، وكتب عام 1930 في صحيفةالشهاب حرفيا: دعانا الشيخ سيدي أحمد بن عليوة إلى العشاء عنده، والشيخ الحاج الأعرجبن الأحول شيخ الطريقة القادرية إلى الغذاء، فلبينا دعوتهما شاكرين، وفي حفلة العشاء عندالشيخ سيدي أحمد بن عليوة حضر من أعيان البلد ومن تلامذة الشيخ ما يناهز المائة، وبالغالشيخ في الحفاوة والإكرام، وقام على خدمة ضيوفه بنفسه، فملأ القلوب والعيون وأطلقالألسنة بالشكر، وبعد العشاء قرأ القارئ آيات، ثم أخذ تلامذة الشيخ في إنشاد قصائد من كلامالشيخ ابن الفارض بأصوات حسنة، ترنحت لها الأجساد، ودارت في أثناء ذلك مذاكرات أدبيةفي معاني بعض الآيات زادت المجلس رونقا. ومما شاهدته من أدب الشيخ وأعجبت به أنه لميتعرض أصلا لمسألة من محل الخلاف يوجب التعرض لها على أن أبدي رأيي وأدافع عنه،فكانت محادثاتنا كلها في الكثير مما هو محل اتفاق دون القليل الذي هو محل خلاف، وقد علقالدكتور ناصر الدين موهوب المشرف حاليا على الزاوية العلوية في مراسلة لـ "الشروقاليومي" عن الحدث بالقول: رغم المقالات التي كُتبت عبر السنين سواء بالإيحاء أم بالكلامالصريح والتي تتّهم الزاوية العلاوية بهذا الفعل الشنيع فإنها، كانت وما تزال ترى أنها ليستمعنية لا من قريب ولا من بعيد بهذه الحادثة وأن الخلاف الذي كان بين المصلحين والطرقية،إنما كان خلافا فرعيا لم يتطور مطلقا إلى خلاف في الأصول، وقال إن جريدة البلاغ لسانحال الزاوية كانت أول من شجب محاولة قتل ابن باديس، إذا كتبت: "بلغنا بمزيد الأسف مانشرته وصيفتنا النجاح الأغر من السطو الواقع على جناب العلامة الشيخ عبد الحميد بنباديس وقد تأسفنا، وايم الله لهذا الاعتداء الذي لم يُعلم له سبب إلى الآن، كما سرّنا تحقُّقسلامته أرجو الله دوامها".  
ولكن جريدة الشهاب في أحد أعدادها، في تلك الفترة نشرت تلميحا يشير إلى ضلوع العلويين،في الحادثة فأجابت البلاغ: أما أنا فأقول هونا عليكِ أيتها الصحيفة النزيهة. فلا ترتكبي منالتهوّر ما لا يتفق مع النزاهة. أتظن أيها الكاتب أن الأستاذ العلاوي يبلغ به السقوط إلى هذاالحدّ حتى يبعث من طرفه من يؤذي الشيخ عبد الحميد؟ وأي داع يدعيه إلى ذلك وأي منقصةبَلغتْه منه في خاصة نفسه، وأي عبارة صدرت منه تحطّ بقدره وكرامته حتى يكون عندهمستوجبا لمثل ذلك الفعل؟ حتى لو صوّرنا أنه كان ما يستوجب الانتقام لم يكن الأستاذ لينتقمبشيء تشاركه فيه الأراذل؟ 
وقال الدكتور إن الشيخ عبد الحميد بن باديس لم يتهم إطلاقا الشيخ أحمد بن عليوة بأنه كانوراء الحادثة، وهو القادر على فعل ذلك، ولم يذكر الشيخ بن عليوة بكلمة سوء لا أثناءالتحقيق ولا أثناء المحاكمة في محكمة الجنايات، وعائلة الشيخ عبد الحميد بن باديس إلىاليوم، لم تتهم الشيخ بن عليوة ولا أحدا من أتباعه بهذا الفعل الشنيع، ويمكن التأكد من ذلكبالرجوع إلى أخيه السيد عبد الحق بن باديس، الذي لا يزال على قيد الحياة، حيث يذكر أنالطريقة العلاوية وشيخها بن عليوة وأتباعه بُرآء من هذه الواقعة.

صحيفة إيطالية قالت إن ابن باديس مات مسموما 
هل يمكن أن تفتح الجزائر الآن تحقيقا في وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس التي يراهاالبعض مشبوهة؟ 
سؤال طرحناه على المحامي الحقوقي الأستاذ بوجمعة غشير، عن فتح تحقيق في موت حدثمنذ زمن بعيد، فقال إن الأمر ممكن جدا، إذا كانت الوفاة حديثة، حيث يتمكن الطبيب الشرعيبسهولة من خلال عظام المتوفى ورفاته، من معرفة أسباب الوفاة، أما في حالة الشيخ ابنباديس مثلا، فيجب التأكد أولا أن عظامه مازالت موجودة، لأن أي تحقيق لن يعني شيئا إذا لميكن متركزا على تقرير الطبيب الشرعي، وسواء كان المتوفى شخصية عامة أم خاصة، فإنالنائب العام يطلب فتح تحقيق إما بطلب من المقربين من الشخص المتوفى من ذوي الحقوق،أو إذا علمت النيابة أن الوفاة سببها فاعل بشري. 
كانت آخر رسالة كتبها الشيخ ابن باديس في حياته، هي تلك التي بعثها إلى المرحوم البشيرالإبراهيمي، في 13 أفريل 1940 جاء فيها: "أخي الكريم الأستاذ البشير الإبراهيمي السلامعليكم، لقد بلغني موقفكم المشرف العادل، لقد صنت الدين والعلم، فصانك الله وحفظك، عظمالله قدرك في الدنيا والآخرة"، ثم فاجأه المرض في 14 أفريل، فكان والده السيد محمدالمصطفى وشقيقه المولود يتوليان تمريضه في النهار، ويسهر معه شقيقه الأصغر عبد الحقالذي مازال على قيد الحياة ليلا، واستعانت العائلة بطبيبين هما ابن خاله بن جلول والفرنسيفالونسي، لتأتي الفاجعة المفاجئة في الساعة الثانية من زوال يوم الثلاثاء من السادس عشرمن أفريل عام 1940 وكان بارومتر الدروس التي كان يلقيها الشيخ على تلامذته، حينها قدبلغ الخمسة دروس في اليوم الواحد، لتنطفئ شمعته وهو في الخمسين وأربعة أشهر ولمتظهر شعرة شيب في رأسه ولم يضع نظارات ولم يشتك حتى من ضرس آلمه، ويبقى اللغزفي كون الشيخ بعد وفاته قرئت على روحه تأبينيتان بالفرنسية وبالعربية، وليس تأبينيةمبارك الميلي الذي خلف الإبراهيمي الغائب، الموثقة فقط، ويشاع أن ابن خال الشيخ طبيبهالخاص الدكتور بن جلول قال إن الشيخ استأمنه على سرّ مرضه ووفاته، وفعلا توفيالدكتور بن جلول قبل الاستقلال، وتركت تأبينيته الكثير من التأويلات، منها ما تحدثت عنتعرضه للتسمم من أعدائه من جزائريين ويهود وفرنسيين، ومنها ما تحدثت عن سرطانالمعدة والبواسير، لكن ما هو موجود في أرشيف آكس أونبروفانس علبة الولاية العامةللجزائر رقم 16 هـ 61 مثير للغرابة، حيث جاء في هذا الأرشيف الفرنسي أن إذاعة برلينالألمانية بتاريخ الثامن من ماي من عام 1940 بثت ثلاث حصص كاملة إحداها في الساعةالخامسة والنصف بعد العصر والثانية في الساعة السابعة إلا الربع مساء والثالثة فيالثامنة وخمس وعشرين دقيقة بعد أن بلغها خبر وفاة العلامة الراحل، تم خلالها الاستشهادبما كتبته الصحيفة الإيطالية اليسارية المسماة الحركة الكولونيالية، قدمت فيه خبر وفاةالعلامة عبد الحميد بن باديس على أنه مشبوه وغامض. وقالت إن ابن باديس هو أحد أكثرالرجال تأثيرا في العالمين العربي والإسلامي، وثائر في وجه الفرنسيين، وقالت إذاعة برلينإن فرنسا حاولت تمرير وفاة العلامة في السر والكتمان، بينما كتبت الصحيفة الإيطالية أنملامح وجه الشيخ في اليومين الأخيرين قبل وفاته كانت تؤكد أنه مسموم؟ 
ما علمناه أيضا هو أن عائلة ابن باديس معروفة بسلامة أهلها صحيا حيث عاش كل أفرادهاما فوق تسعين سنة من والد الشيخ الذي توفي عام 1961   إلى شقيقه الأصغر عبد الحقالبالغ حاليا من العمر 95 سنة، إلا الشيخ الذي أدركه الموت وهو في عز الشباب الفكريوالدعوي.

أرشيف الشيخ المخزن في باريس قبل التمثال
وتبقى المشكلة الأكبر هي شحّ الأرشيف لأن الرجل توفي منذ 75 سنة فقط ولا يوجد سوىفيلم واحد من بضعة ثوان يظهر فيه الشيخ أو ملامحه وهو في تلمسان في تدشين دارالحديث، بالرغم من أن فرنسا أرّخت بالصور المتحركة في قلب الجزائر منذ عشرينات القرنالماضي، ولا يعقل ألا تمتلك أفلاما في باريس للشيخ عبد الحميد بن باديس، خاصة أنه سافربحرا عام 1936  من ميناء سكيكدة إلى مارسليا، وأكمل عبر القطار إلى باريس، ووقفأمام نصب الجندي المجهول بباريس، ومكث رفقة الشيخ العقبي وكبار جمعية العلماءالمسلمين، بضعة أيام في الفندق الكبير، أو غرون أوتيل في باريس، ولم تتبع خطواتهالصحافة وعلى وجه الخصوص التلفزيون. لقد أمضى الشيخ ابن باديس عشرين سنة منعمره في تفسير القرآن الكريم وتفسير موطإ الإمام مالك، وقد اختفت غالبية آثاره الفكرية،وصوره وأشيائه ورسائله التي أرسلها. وكما أن كل أغراض المفكر مالك بن نبي وصورهموجودة في فرنسا ولا يوجد حاليا في الجزائر، إلا النادر منها، خاصة بعد انقراض لقب بننبي نهائيا، فإن أرشيف ابن باديس أيضا موجود في فرنسا وحتى الفيديو الموجود حاليا علىاليوتوب الذي يصوّر الشيخ عام 1937 في دار الحديث في تلمسان حصل عليه طالبجزائري في باريس، وأكد أنه ليس الفيلم الوحيد، ولا تبذل الجزائر جهدا كبيرا لأجل استرجاعهذا الأرشيف أو كتابة التاريخ الكامل للشيخ ابن باديس وفتح أرشيف الشرطة الموجود فيالجزائر الذي يحكي فاجعة قسنطينة بين الأهالي واليهود عام 1934، ومحاولة اغتياله عام1926، خاصة أن بيته مازال قائما في حي القصبة بقسنطينة وشقيقه الأصغر عبد الحقمازال على قيد الحياة، ومكتبته الكبرى مازالت موجودة ولم يطلّع عليها أي شخص إلى حدالآن.





image
2015/04/09
قراءات (6685)
تعليقات (34)
الرأي

الرواية الكاملة لـ"إعدام" عبان رمضان؟

Decrease font Enlarge font
كنت من بين الأساتذة الذين استمعوا إلى عدد من شهادات مجاهدي "التسليح والاتصالات العامة"، خلال ثورة التحرير، إلى جانب كل من أرزقي فراد وزغيدي وغيرهما، وكان اللقاء في بيت المجاهد محمد المقراني بحضور الكثير ممن كانوا في هذه المؤسسة الأمنية التي أنشأها المرحوم عبد الحفيظ بوصوف المدعو (سي المبروك) ومن بينهم منصور بوداود ومحمد لقمامي وعبد الرحمن بلمهدي وغيرهم. وكان الهدف من ذلك هو الكشف عن دور المخابرات في الثورة بتقديم حقائق وتصحيح أخطاء، بعيدا عن "الأضواء". وبالرغم من أهمية المعلومات التي أدلى بها الحضور وقيمتها التاريخية والتوثيقية، إلاّ أن نشرها خارج إطار البحث العلمي قد يجلب لأصحابها المتاعب، فما الجديد في هذه الشهادات؟
انتحار الحاج علي وإعدام عبان
حقق مؤتمر الصومام (20 أوت 1956) بفضل عبان رمضان تحولات سياسية في تسييرنظام الثورة، بحيث جاءت النتائج لصالح الأولويات، وهي أولوية الداخل على الخارج وأولويةالسياسي على العسكري. وانعكست في مجلس الولاية الذي أصبح يتشكل من مسؤولعسكري وآخر سياسي وثالث للاستعلامات والاتصالات تحت إشراف قائد الولاية، الذي تمتجريده من اتخاذ قرار تعيين أو فصل نوابه، لكن مؤتمر القاهرة لعام 1957 تراجع عن هذهالقرارات بحذف الأولويات، فاعتبر عبان رمضان ذلك إقصاءً له، وعاد إلى الداخل رفقةالحاج علي (أحد مناضلي منطقة الأوراس) إلاّ أن مجموعة "ب" ألقت القبض على الحاجعلي ونقلته إلى فيلا بالمغرب، حيث تم استنطاقه بطريقة جعلته يفضل الانتحار على مقاومةالتعذيب حسب الشهادات المقدمة.
يقدم فرحات عباس (رئيس أول حكومة مؤقتة للثورة) هذه الرواية نقلا عن بوصوف، زاعماأن "الحاج علي" تآمر مع عبان وهو يعدّ أحد رجالاته. وتم نقله إلى المغرب ليستنطقهبوصوف وكريم بلقاسم وعبد الله بن طوبال، إلا أن هذا الأخير رفض المشاركة في هذاالاستنطاق.
 يقول منصور بوداود، في شهادته المقدمة بتاريخ 4 أفريل 2015 في بيت مقراني، إنه شاهدمحمود الشريف رفقة شخص آخر في المغرب ورفض ذكر اسمه، وأنه التقى كريم بلقاسم فيبيته بعد اتصاله بودادية الجزائر لمعرفة الحقيقة فقال له كريم بلقاسم: "إنه أعدم، ولو يعودسأقتله بنفسي".
 المقربون من كريم بلقاسم يقولون إن عبان وصف كريم بلقاسم بـ"أغيول"، وتعنيبالأمازيغية "حمار" ولكنني  أستبعد أن يكون إعدامه بسبب هذه الكلمة وإنما لأسباب أخرى،لأن إعدامه حسب شهادة منصور كان قرارا جماعيا شارك فيه الثلاثي بوصوف وكريم بلقاسموبن طوبال إلى جانب أوعمران ومحمود الشريف وغيرهم، وهناك من يضيف إليهم الزعماءالخمسة الذين اختطفتهم فرنسا لأنهم حسب بعض الروايات وافقوا على إعدامه عبر قائمةالوجبات التي تقدم لهم حيث تناولوا وجبة واحدة والتي تعني الموافقة على القرار. وكشفمحمد لقمامي أن محمد الشريف هو أول من أعلن عن "مقتل" عبان رمضان في 27ديسمبر 1957.
أما الرواية التي يقدمها العقيد علي كافي في مذكراته ص 157 فتقول: "أتذكر أنه جاءني(عبان) يطلب مساعدتي له، وحاول استمالتي نحوه في خلافه مع كريم بلقاسم وبن طوبالولكنني بقيت محايدا، أما بالنسبة إلى صدور حكم الإعدام في حقه فإن من قابلتهم من قادةالثورة ينفون ذلك، وكل ما أكدوه لي هو وجود اتصالات بين عبان والفرنسيين"، إلاّ أن دحوولد قابلية (رئيس الجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح والاتصالات خلال الثورة التحريرية)يزعم أن مذكراته "ضمت حقائق مغلوطة أساءت إلى رمز الثورة عبان رمضان"؟ وادعىولد قابلية أنه بصدد إصدار كتاب لأنه الوحيد الذي يملك الوثائق، وأن كتابه سيحمل حقائقكثيرة، وأنها هي التي ستنصف التاريخ بوثائق رسمية؟
والحقيقة التي بقيت طي الكتمان تضمنها أول كتاب صدر عام 1961 أي عاما قبل استرجاعالسيادة الوطنية، وتمت مصادرته وأضيف إلى قائمة الكتب "الممنوعة" في بعض المكتباتالوطنية العربية وهو للسيد محمد لبجاوي (عضو المجلس الوطني للثورة) بعنوان "حقائقحول جبهة التحرير الوطني". يقدم ثلاث روايات لإعدام عبان استنادا إلى كل من كريم بلقاسموبن طوبال وبوصوف، والكثير من الكتب التي صدرت حول عبان تستند إلى هذه الرواياتلكنها لا تشير إلى المرجع الأصلي، والحقيقة التي سمعتها من بن طوبال في محاضرة ألقاهافي الجزائر العاصمة بقاعة "الكابري" يعترف فيها بأن بحوزته وثائق تدين عبان وأشرطةتكفي لجعلها حزاما على الكرة الأرضية. وقد أشرف بعض الأساتذة على صياغة مذكراتهالتي قدمت إلى الشركة الوطنية للنشر والتوزيع التي طالبته بحذف الفصل المتعلق بعبانرمضان إلا أن هذه المذكرات اختفت، فأين هي الآن؟


image

2015/04/23
قراءات (2061)
تعليقات (9)
الرأي

الهجرة نحو "الموت" و"الاستشهاد"

Decrease font Enlarge font
هل سأل أحدٌ من حكّامنا العرب والأفارقة: "لماذا يهاجر العباد نحو الغرب باختيار الموت في البحر على البقاء في البلاد؟"، وهل سأل أحدٌ من حكّام الغرب نفسَه: "لماذا يفضل المواطنون المسلمون الالتحاق بالمليشيات الجهادية على البقاء تحت راية بلدانهم؟"، ربما يقول البعض: إنها "المغامرة" واكتشاف المجهول، فالعرب والأفارقة يريدون تحقيق ذواتهم، ولو كعمال نظافة في بلاد الغرب، بينما مواطنو الغرب هم الآخرون يريدون تحقيق ذواتهم من أجل"الاستشهاد"؟.
فضلت تكميلية (تسالة المرجة) بولاية العاصمة تكريم العديد من الكتاب والأساتذة الجامعيينبمناسبة يوم العلم، كما أطلقت اسم العقيد لطفي عليها لأنه من بين العقداء العشرة الذينتركوا بصماتهم في تاريخ الجزائر، فالشهيد بن علي بودغن الذي أطلق على نفسه اسم لطفيتيمّنا بالكاتب العربي لطفي المنفلوطي الذي أدرك معنى الكتابة وهو تلميذٌ في الثانوية.
أثارت انتباهي -وأنا أجلس في الصف الأمامي- عبارة كُتبت على الجدار: "الناس معادنتصدأ بالملل وتتمدد بالأمل وتنكمش بالألم"، وتذكرت ساعتها تمثال عبد الحميد بن باديسالذي استوردته قسنطينة من الخارج في احتفالها بـ"عاصمة الثقافة العربية" كما استحضرتمفهوم "الدولة الفاشلة" الذي تطلقه أمريكا على الدول المارقة، وتساءلت: هل وصل حالالثقافة والفنون في الجزائر أن صرنا نعجز عن نحت تماثيل علمائنا فنستوردها من الخارج؟
تذكّرت لحظتها رسالة بخط يد العقيد لطفي كلف بومدين بنقلها إلى علي كافي قبل 13 يوما مناستشهاده، يقول فيها ما يلي:
"إلى أخي العزيز علي كافي:
أخي أردت أن أغتنم وجود الأخ السيد بومدين في الناحية الغربية لأبعث إليك رسالتي هذهوأتمنى أنها ستبلغك قريبا، أردت أن أغتنم هذه الفرصة وأنا راغب في أن أجدد لك وداعيالثوري والأخوي، وأجدد لك كل عواطفي وصداقتي الخالصة الوفية وأنا على وشك الذهابإلى أرضنا العزيزة المطهرة، تأدية لواجبي المقدس وطاعة للمبادئ، وأعرف أنك في نفسالحالة التي أنا فيها فيما يخص ثورتنا العظيمة، هذا ما كان سببا كبيرا في تقربنا، ووصيتيفي هذا اليوم هي أنك ملزم باجتهاد عظيم لاكتشاف إطارات يكونون في المستقبل أهلاللمسؤولية الكبيرة وذلك لئلا يكون للجزائر "أبناك (كراسي) عوض مسؤولين" متمنيا منالله أن يسمح لنا بملاقاتنا في الداخل، أودّعك الوداع الأخير.. أخوك وصديقك لطفي".
المعروف عن العقيد بن علي بودغن (1934- 1960)  أنه وفيّ لأصدقائه وهو الوفاء نفسهالذي كان يتمتع به عقداء الثورة، لكن السؤال المطروح: لماذا لم تُطبَّق وصيته في عهدرفاقه في الجهاد الذين تولوا مناصب مهمة في الدولة الجزائرية؟
إذا كانت الأنظمة العربية والإفريقية في معظمها تمثل اليأس وتدفع بالشباب إلى الهجرة إلىالغرب، فهل تمثل الأنظمة الديمقراطية الملل لدى شبابها؟ عندما ظهر تنظيم "القاعدة"احتضنه الشباب في أفغانستان ولكنه عاد إلى وطنه ليتمرد على النظام السياسي، فكانتالنتيجة ظهور المجموعات المسلحة. وباغتيال أسامة بن لادن فقدت "القاعدة" تأثيرها علىالشباب العربي فقام أحد ضباط المخابرات بتحويل "بقايا القاعدة" إلى تنظيم "داعش"،وحسب الصحافي الألماني كريستوف رويتر صاحب كتاب "القوة السوداء" الصادر هذاالأسبوع، فإن هذا الضابط هو سمير عبد محمد الخليفاوي، وهو عقيد في سلاح الجوالعراقي، وكان معروفا في سوريا باسم "حاجي بكر" ويسمى في الكواليس بـ"سيد الظلال"وقد قتل العام الماضي.
يظهر أن اختيار البغدادي خليفة للتنظيم يراد منه استفزاز الغرب واستدراجه للتدخل فيسوريا والعراق، لأن الجرائم التي ارتكبت في حق الأقليات قد تمهّد له، لكن من أقنع شبابالغرب بالالتحاق بهذا التنظيم؟ وهل هو بهدف "الاستشهاد" أم "المغامرة"؟  
















































أنتج جزائري أولا”
,
1508
قراءة


مسعودة بوطلعة /   17:00-23 ابريل 2015


+ع -ع
 كتب أحد القراء الكرام، وقال لي يا أختي إن مقالاتك كلها سوداء، أنت لا تعرفين إلا الانتقاد وتصوير الجزائر على أنها بلد لا شيء فيه جميل.. وقد لمس مشاعري هذا القارئ، فقررت بعد تفكير طويل أن ألعن الشيطان الرّجيم وأستغفر الله العظيم، وأتفاءل وأنظر إلى الجانب الأبيض والمنير في الجزائر، وأشيد كما أشاد التلفزيون العمومي، و “أشيّت” كما “شيّت” الوزراء الأجلاء في جريدة “لوفيڤارو” الفرنسية، وأتحدث عن إنجازات فخامته بعد عام من العهدة الرابعة..
نعم بصدق قرّرت اليوم ذلك، لكن بمجرد أن بدأت في قراءة الأخبار، حدث لي كما حدث لذلك الجزائري في سنوات الثمانينات، عندما اتفق مع صديقه على أن يتوقفا عن “التمنشير” أي النقد، ومن ينقض بالاتفاق يدفع 100 دينار للآخر، لكن بمجرد أن مر عليهما رجل يرتدي بدلة (كوستيم) مع حذاء رياضي، بدأ كل واحد يقول للآخر، خذ 100 دينار ودعني “أمنشر” أولا..
وأنا أقول لهذا القارئ خذ راتبي ودعني أنتقد، لأن هناك أمورا في الجزائر تجعلك “تنطق من جنبك”، خاصة بعد انخفاض سعر برميل البترول، وكأن الهوس أصاب أعضاء الحكومة.. كيف لا تنتقد حين تسمع تلك الإعلانات الفضفاضة، وتصريح وزير التجارة عمارة بن يونس عن إطلاق حملة “استهلك جزائري”، أو حملة لتشجيع المنتج المحلي.
أيها الجزائريون استهلكوا جزائري لتدعموا الاقتصاد الوطني والإنتاج المحلي.. كفاكم أيها الجزائريون من شراء سيارات “فولسفاغن” الفاخرة. توقفوا عن اقتناء الساعات السويسرية الغالية “رولكس”، ولم لا تلبسون الألبسة الجزائرية المحلية بدل من “بيار كاردان” و “ديور” و “إيف سان لوران”؟ ما بكم أيها الجزائريون لا تلبسون أحذية محلية وتفضلون الحذاء الإيطالي الغالي. أيها الجزائريون لم تستهلكون الشيكولاطة البلجيكة وهناك الجزائرية الرائعة؟ أيتها النساء الجزائريات، لم لا تتوقفن عن استعمال علامات التجميل باهظة الثمن كـ “لوريال” و “لونكوم” وتستعملن بدلها الإنتاج المحلي؟ هو أفضل لجمالكن وأناقتكن.. توقفوا عن وضع العطور الفرنسية الغالية، وتوقفوا أيها الجزائريون عن أكل “الكافيار” وكلوا السردين المحلي (حتى هذا وغالي).
وحتى لا أنسى توقفوا أيها الجزائريون عن قضاء عطلكم في دبي وإسبانيا وباريس وأمريكا واليونان، واصرفوا أموالكم في الصحراء وشواطئ القل وجيجل وعنابة ومستغانم ودلس وعين الدفلى وبومرداس وتيشي وأزفون..
نعم الوزير بن يونس يكلم الجزائريين من منطق ما يراه ممن هم حوله، يعتقد أن الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال وبعض السياسيين الذين يلتقي بهم هم الشعب الجزائري الذي يوجه إليه الحملة، بأن يستهلك جزائري. أيها الوزير.. إن الشعب الجزائري لم يجد ما يأكل من المحلي، فكيف بدر إلى ذهنك أنه يستهلك المنتج الأجنبي، حتى السردين المحلي جدا، وهو من عند الله، أصبح غاليا عليه. أعتقد لو قمت بحملتك وسط من هم حولك وأبنائهم وبناتهم ونسائهم لكان أفضل. 10% فقط من الجزائريين عليك أن توجه إليهم رسالتك، أما باقي الشعب فهو مرغم على استهلاك ما هو موجود محلي أو مستورد من الدرجة الثالثة والرابعة، ولو كان غير مطابق لمعايير الاستهلاك العالمية. ينبغي سيدي الوزير أن توجه كلامك إلى من يمسكون بزمام أمورنا وتطالبهم بأن يتحلوا أكثر بالوعي ويتبعوا سياسة تقشف حقيقية بدلا من الشعب.
ما تقوله سيدي الوزير ينطبق عليه المثل القائل “ما خص العميا إلا الكحل”. أين الإنتاج الجزائري الذي يستحق الاستهلاك؟ إلا بعض المنتجات الغذائية المحترمة التي يستهلكها الجزائري دون حملتكم، لأنه لا يجد عوضا عنها.. أين الإنتاج الجزائري؟ وإن كان موجودا فلم حاربتموه وقيدتم تطوره مقابل دعم بارونات الاستيراد..
وفي الأخير أتمنى أن تطلقوا بدل حملة “استهلك جزائري” موجهة إلى الشعب، حملة “أنتج جزائري” موجهة إلى النظام وحكومته، لأنه لا يمكن أن نطالب الجزائري باستهلاك ما هو غير موجود.

- See more at: http://www.elkhabar.com/press/article/14047/%D8%A3%D9%86%D8%AA%D8%AC-%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7/#sthash.Kt3ecCA3.dpuf
a
10:23 - 24 ابريل 2015
و الله كلام في محله و اسألوا الوزير ماذا يأكل هو حتى ينصح الشعب باستهلاك المنتوج المحلي
اضفة رد
Mohammed
10:10 - 24 ابريل 2015
هذا المقال "برد لي قلبي" فبارك الله فيك و جزاك خيرا يا اختي العزيزة.
اضفة رد
صالح
10:1 - 24 ابريل 2015
أستمتع بمقالاتك يا أختي الكريمة ، في زمننا هذا من يقول الحقيقة المرة فهو إما عميل أو ليس في عقله و مريض ... شكرا على ما تقومي به من جهد و تحياتي لك و واصلي بجهدك مع كل المخلصين حتى يفق هذا الشعب النائم ... و الله المستعان.
اضفة رد
Abdelkader
8:2 - 24 ابريل 2015
C est toujours un plaisir de vous lire ,critiquer pour construire c très bien critiquer pour critiquer ça ne sert à rien ,je crois que vous vous êtes dans le premier cas ... Mais toujours utile à rappeler que nous sommes un pays de tiers monde ou plus tôt un pays sous développé et nos rêves dépassent souvent nos capacités.on se compare souvent à des pays développés on veut poser le pied sur la lune et on est incapable de construire une route pour les vélos...la critique doit se concentrer sur ce qu on peux on peut faire ,ce qu on peut réaliser avec nos propres moyens et après on critique ce qui a été réalisé....il faut qu on arrête et qu on rêve juste à notre niveau .
اضفة رد
الفايم يوسف
7:56 - 24 ابريل 2015
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أشكركي جزيل الشكر على جرئتك ، أنت جزائرية قحة وأنت إنتاج جزائري خالص .....
اضفة رد
رجل من اخر الزمان
2:51 - 24 ابريل 2015
مشاء الله عليك يابنت بلادي الفحلة ملاحطة: لا تعري اهتماما لصوت الشيه لان الشته لادين لها
اضفة رد
وادي العثمانية
0:43 - 24 ابريل 2015
يا أروع مسعودة في العالم ، عمارة بن يونس عندما أمرنا باستهلاك المنتوج المحلي كان يقصد استهلاك "الروج" الجزائري من أجل دعم النشاط الفلاحي في زراعة الكروم و كذلك لنتخلى تدريجيا عن استيراد الويسكي الذي نستورده من الغرب الكافر و هكذا نخفف من فاتورة الإستيراد ... أشكرك على ذكر المناطق السياحية في الجزائر و خاصة شواطئ عين الدفلى المعروفة بنظافة شواطئها لكن على حسب علمي و الله أعلم جيجل و بومرداس لا توجد بها شواطئ لأنها ليست مدن ساحلية .
اضفة رد
kheiro.loukam
23:2 - 23 ابريل 2015
دائما رائعة يا مسعودة ، لا فضّ فوك
اضفة رد
Bgayet
20:34 - 23 ابريل 2015
لا وجود لا للإنتاج الوطني لنستهلكه ولا للإقتصاد الوطني لندعمه انما عمل الحكومات المتعاقبة هو استخراج المحروقات وبيعها وشراء كل شيء حتى الحجارة ومؤخرا التماثيل ب10 ملايير -ان صح الخبر- ويحدثونك عن التقشف والإنتاج الوطني تمثال بائس بؤس الحكومة ينحته مكتب دراسات برتغالي بهذ الثمن! يا ترى لو كان مكائيل أنجلو هو الذي نحته فكم يكون الثمن !!!
اضفة رد
حساني
20:9 - 23 ابريل 2015
أختي الفاضلة طالعت كثيرا من مقالاتك فكتبت كثيرا من الأشعار أتغنى بحبي لهاذا البلد وفيها كثيرا من الألم والأمل ووصلت إلى مرحلة اللاعودة من الألم وبقيت لحد الساعة و أنا كذلك من يلومك على هدم الأحلام الوردية في كتاباتك لا يمكن له إلا ان يكون قد ضاق العسل أو حالما بتضوقه ومع ان المتضوق له عذره في الخوف من نضوبه لكن اللوم كل اللوم من يعيش على أضغاث أحلامه لأنه فاقد للنظرة الإستشرافية في تحليل حياته فلكي نتحسن فرؤيتنا يجب أن تكون لما هو أسوأ لما فينا وللأسف أن حياتنا الراهنة بولاة أمورنا هؤلاء هي الأسوأ منذ إنبعاثنا أيوجد أسوأ من أن يكون مجرد همنا هو قوت يومنا والله خير منتقم منهم لأنني فعلا كففت عن حب هذا الوطن ماضيه مصنوع وحاضره مخضوع ومستقبله خنوع.
اضفة رد
- See more at: http://www.elkhabar.com/press/article/14047/%D8%A3%D9%86%D8%AA%D8%AC-%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7/#sthash.Kt3ecCA3.dpuf

عواصم الثقافة.. قراءة لابد منها
,
197
قراءة


أسمــــــاء بن قادة /   17:00-23 ابريل 2015


+ع -ع
 عاصمة الثقافة العربية.. حدث مهمته تحفيز السلطة ومنحها قوة دفع من شأنها إضفاء مزيد من الديناميكية على الفعل الثقافي، ومن ثم فإن تطلع أي دولة للفوز بتنظيم مثل هذه التظاهرات يحمل بعدا استراتيجيا يرمي إلى تحقيق إنجازات ثقافية جديدة. ولكن أن تتحول الثقافة إلى عاصمة لحدث يختزل بخوائه إشكالية الثقافة القائمة في العالم العربي، ويحولها إلى مجرد تظاهرة استعراضية كأنها سد خانة أو ملء لفراغ، فإن الأمر يحتاج إلى وقفة وتأمل، باعتبار أن الثقافة، كما يقول مالك بن نبي، تمثل مجموعة من الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية والأفكار التي تؤثر في الفرد، وتربطه لاشعوريا بمحيطه ومجتمعه الذي يعكس حضارة معينة، ومن ثم فإن الثقافة هي صيرورة لا تنقطع من الإشعاع والإبداع في فضاءات الفكر والرواية والقصيدة والسيمفونية واللوحة والمسرح. ولكن تظاهرتنا بقسنطينة “عاصمة للثقافة العربية” قد غلبت عليها توجيهات المثقف الموظف، وأثرت فيها تعليمات البيروقراطية الثقافية، بدلا من أن تتعامل مع المثقف الفاعل، فكان أن تحول ذلك المثقف الموظف إلى مثقف لوجيستي، أفرغ وجرد مفهوم الثقافة من حمولته ودلالاته الحقيقية، الأمر الذي تجلى أكثر ما تجلى في موضوع تمثال بن باديس الذي كان القصد من تنصيبه هو ملء الفراغ، وليس تجسيدا لرمزية ثقافية كبرى تحمل بعدا علميا وفنيا وثقافيا وحتى سياسيا، حيث إن ثقل هذه الشخصية التي أسست للمدارس الحرة في كل ربوع الوطن، وأنشأت الصحف والجرائد، وحاربت الخرافة والبدع في كل مكان، كان من المفترض أن يتابع فكرة تمجيدها في هذه التظاهرة من خلال التمثال، من حمل هذه المسؤولية وسلمت له المهمة والأمانة، منذ أن كانت فكرة إلى غاية النهاية الكاملة للأعمال. أما السؤال الآخر الذي يؤكد الارتجال والتسرع والاندفاع، فإنه يكمن في الموقف عندما اطلع المسؤولون عن التظاهرة على التمثال قبل وضعه في مكانه، ألم يلاحظوا أنه لا يمت بصلة إلى الرجل الرمز؟ أي عمى فني وثقافي ومعرفي ذلك الذي جعل المعنيين يقرون ذلك ويضعونه في الساحة دون قراءة فنية ترصد ما يفتقده من كاريزما وعمق، أو لمحة بصرية تكشف بأن شيخا قد حل محل كهل خطفته المنية في عقده الخامس، وأن رائد الإصلاح ذا الخطوات الواثقة الوثابة السريعة قد ألبس حذاءً بنموذج غربي يعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، فضلا عن أننا لم نر، في كل مدن العالم التي نعرف، تمثالا دون ارتفاع تشرئب له الأعناق مطلعة إلى ما يحمله من معانٍ ورموز، ولكن هيهات، وإن كنا نحمد الله على أن السلطات انتبهت أخيرا، وأدركت بأن العملية كلها في غير محلها وعلى غير حقيقتها ولا صورتها أو في موقعها. لقد خدمنا بن باديس حيا وميتا، خدمنا حيا عندما حرّر عقولنا ونزع عنها حجاب الجهل، وخدمنا ميتا عندما صدمنا بتمثاله، فأدركنا بفضله مرة أخرى بأن فجوة عميقة تفصلنا عن الدلالات الحقيقية لمفهوم الثقافة، عندما نصبنا وبجرأة الجاهل واندفاعه تمثالا لا يمت لصاحبه بصلة، دليلا على أن حجاب الجهل قد عاد مرة أخرى ولكن بشكل مختلف.
أما الملحمة فحدِّث بلا تحفظ أو حرج، وكأنها مدرسة ابتدائية نظمت حفلا عرضت فيه تمثيلية للأطفال، أو نشاطا من أنشطة الحديقة الساحرة، أما المضمون فإنه صور تاريخ الجزائر وكأنه تاريخ من الحروب، في حين أن التظاهرة ثقافية كان من المفترض أن تعرض خلاصة مظاهر الحضارات التي مرت على المدينة ورموزها العلمية والفنية والثقافية. ولكن شيئا من ذلك لم يكن، رغم ما تملكه المدرسة الجزائرية من إمكانيات ومؤهلات في المجال. “إن الحضارة هي العلم عندما يصبح ثقافة” كما يقول مالك بن نبي صاحب مؤلف ليس له مثيل في العالم العربي عنوانه “مشكلة الثقافة”، ولكن افتتاح التظاهرة كاد يخلو من المثقفين، بسبب تلك البيروقراطية المدعية التي تقف في خلفيتها مجموعة من أشباه المثقفين المستفيدين من مثل هذه التظاهرات، والتي خلقت بيئة معادية للمثقفين الذين يمثلون مصدر الفعل الثقافي والقيم الإبداعية، والمسؤولين عن صناعة المنطق الجمالي الذي يرتقي بالفرد ويثري عمقه الإنساني، فيبعده عن العنف والإرهاب ويرفعه إلى مقامات العلم والعرفان، وينفتح به على مختلف الحضارات والثقافات، الأمر الذي يضطرنا للعودة إلى معادلة مالك بن نبي كي نجتهد في ترتيب العلاقة بين متغيراتها: الحضارة والعلم والثقافة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
- See more at: http://www.elkhabar.com/press/article/14042/%D8%B9%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AF-%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7/#sthash.7p2uC3ip.dpuf
مثقفو قسنطينة يثورون على إقصائهم من التظاهرة
,
1011
قراءة


قسنطينة: ن.وردة /   22:03-18 ابريل 2015


+ع -ع
عبّر عدد من مثقفي وفناني ولاية قسنطينة والولايات الشرقية المجاورة عن استيائهم لإقصائهم من حضور حفل افتتاح قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ووجه اتحاد الفنانين لمدينة قسنطينة رسالة إلى رئيس الجمهورية والوزير الأول
عبد المالك سلال، ونسخة عنها لوزيرة الثقافة نادية لعبيدي، تتضمن احتجاجهم على هذا الإقصاء.
أكد عدد كبير من ممثلي المسرح والتلفزيون والسينما لـ ”الخبر”، أن المشرفين على توزيع دعوات حضور الافتتاح لم يتذكروهم، بل ولم يستشيروهم في كيفية إعداد برنامج الملتقيات واللقاءات وغيرها من الفعاليات، كما تجاهلوا الأدباء والكتاب والشعراء الذين شرفوا المدينة في المحافل الدولية، معتبرين الفنان حاضر الأمة ووجه الثقافة في هذه التظاهرة. ونشر عدد من المثقفين عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارات استياء وغضب بسبب إقصاء المثقف من التظاهرة، وخاصة حضور الافتتاح، حيث كتب محمد زيتيلي مدير المسرح الجهوي بقسنطينة، تعليقا على عدم دعوة مثقفي ومفكري وأدباء الجزائر في افتتاح قسنطينة 2015، ”والله لو كان بن باديس ومالك بن نبي ومالك حداد ومحمد العيد آل الخليفة وكاتب ياسين ومصطفى كاتب وعبد القدر علولة أحياء، ما وجهت إليهم الدعوة”. كما كتب الدكتور حسن تليلاني منذ أيام إنه رغم إسهاماته في الثقافة لم تقدم له أية دعوة لحضور أو تنشيط أية فعالية وهو يسكن بولاية قريبة من قسنطينة، وكتب آخر ”قسنطينة عاصمة الثقافة دون مثقفين”، وعلق رابع ”خبز الدار ياكلو البراني” تعليقا على دعوة عدد كبير من الحضور من العاصمة وإقصاء مثقفي المدينة التي يُحتفى بها كعاصمة للثقافة العربية. وردّ مدير الثقافة محمد فوغالي من جهته على التساؤلات بقوله إن دعوات حفل الافتتاح ليست من مهام مديرية الثقافة، حيث تكفلت بها محافظة تظاهرة قسنطينة، مضيفا أن المديرية لم تتلق أي احتجاج سوى استفسارات بعض الفنانين عن الحفل الشعبي والاحتفال من الراغبين في الحضور. ووجه اتحاد الفنانين لمدينة قسنطينة من جهته رسالة إلى رئيس الجمهورية والوزير الأول عبد المالك سلال، ونسخة عنها لوزيرة الثقافة نادية لعبيدي، احتجوا خلالها على إقصاء فناني ولاية قسنطينة في كل مجالات الفن، من سينما ومسرح وغناء، من تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية. وأكد ممثلو اتحاد الفنانين لولاية قسنطينة من جانبهم في تصريح لـ ”الخبر”، أن الجهات المشرفة على تظاهرة ”قسنطينة عاصمة للثقافة العربية” قامت بإقصاء أغلبية الفنانين المقيمين في الولاية والولايات المجاورة من النشاطات التي صاحبت الاحتفالات الشعبية، حيث غابت وبشكل كبير فرق ومطربي المالوف عن الاستعراض الشعبي، كما هو الأمر للعيساوة والفقيرات والوصفان التي لم تكن ضمن القافلة، والتي تعبر حسبهم عن حقيقة التراث القسنطيني الذي لم يظهر له أثر، وهو ما أدى إلى استغراب العائلات التي قدمت لحضور الاحتفال الشعبي، حسب ما أكده اتحاد الفنانين الذي قال إنه كان سيساهم بدرجة كبيرة في حال تم إشراكهم. وأضاف الاتحاد في البيان المرسل إلى الجهات المسؤولة أن الفنان القسنطيني المهمّش ماديا ومعنويا أقصي بطريقة واضحة في بيته وبيئته، حيث وجد الفنانون أنفسهم مقصين من المشاركة أو حتى الحصول على دعوة لحضور الحفل الرسمي، مشيرين إلى أن الأموال الضخمة التي صرفت لتفعيل الفعل الثقافي في التظاهرة، لم تشمل فن المالوف في عقر داره ولم تسع لتطويره ودعمه، وصرفت في حفل لم يكونوا موجودين فيه وتضييع فرصة كان ينتظرها المالوف للظهور.
عدد قراءات اليوم: 11
- See more at: http://www.elkhabar.com/press/article/13698/%D9%85%D8%AB%D9%82%D9%81%D9%88-%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D9%8A%D8%AB%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%A6%D9%87%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9/#sthash.Ub0j51hH.dpuf





عندما تُصرَف أموال الجزائريين لإهانة الرموز الوطنية
,
1711
قراءة


الجزائر: محمد علال /   20:29-23 ابريل 2015


+ع -ع
لا يُعتبر العلامة عبد الحميد بن باديس إلا ضحية جديدة من مسلسل التماثيل والنصب التذكارية التي تشيّد في الجزائر، لتخلق الجدل بدلا من أن تكون إضافة إلى تاريخ الزعماء والرمزو الوطنية، حيث تحولت عدة “تحف” بسرعة البرق إلى مساحات للسخرية والغضب، في وقت كانت التماثيل سلاحا قويا في يد الاستعمار مثلا لاحتكار العقول والذاكرة.

من الأمير عبد القادر إلى ابن باديس.. تاريخ وتماثيل و”مهازل”

 يعود بنا الجدل الذي دار مؤخرا حول تمثال ابن باديس في قسنطينة إلى محطات بعضها طريف وبعضها مؤلم، كحكاية التمثال الذي شيّد للرئيس الراحل هواري بومدين قبل نحو 15 عاما بمدينة ڤالمة، لكنه تحوّل ساعة تدشينه من قِبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى أزمة سياسية وتاريخية، عندما صرخ أحد المواطنين بين الحشود قائلا: “زيح الستار عن سيدك”، هذه الجملة التي أزعجت بوتفليقة إلى حد أنه رفض تدشين التمثال، وغادر رأس “الهواري” تاركا إياه وحيدا وسط ذهول المواطنين حول الشكل والحجم الذي تم اختيارهما لتمثال لأحد أبرز قادة الجزائر التاريخيين.
ولأننا لا نزال عاجزين عن التوغل والغوص في الأسباب التي لا تزال خفية حول رفض الجزائر التصريح لبريطانيا لإقامة تمثال للأمير عبد القادر بالعاصمة لندن، التي سبق للأمير أن حل بها ضيفا وسياسيا في القرن التاسع عشر، إلا أن حكاية تماثيل الأمير عبد القادر التي تزين ساحة “لاري ديزلي” (شارع العربي بن مهيدي) بالجزائر العاصمة وأيضا معسكر لها محطات من العتب واللوم الذي لا يزال قائما إلى غاية اليوم، فخطة بلدية الجزائر الوسطى لدهن تمثال الأمير عبد القادر حيّرت الجميع، ليستقر الأمر عند اللون “الذهبي” الذي لا يزال يثير سخط المارين. إلا أن الجزء الأكثر جدلا في حكاية التماثيل مع الأمير عبد القادر عُرف لأول مرة عند تدشين تمثال للأمير عبد القادر منتصف سبعينيات القرن الماضي، حيث احتدم النقاش في أوساط الإعلام الجزائري حينها، خصوصا حول حجم التمثال الذي صممه “مجهول” وجعل من الحصان الذي يمتطيه الأمير أكبر من الأمير في حد ذاته، ما وضعه محط سخرية وغضب واسع، إلى أن أصدر الرئيس هواري بومدين قرارا بتغيير التمثال.
وفجّرت ثقافة تشييد التماثيل خلافات على صعيد ديني في العشرية السوداء بالجزائر، حيث قامت مجموعة من المتطرفين بتفجير تمثال عين الفوارة بسطيف بدافع “محاربة الأصنام والخلاعة”. والثقافة هذه هي أيضا مسألة لها أبعاد سياسية في الجزائر لم تصل إلى المستوى المأمول المعمول به في كبرى العواصم العالمية، فإلى غاية كتابة هذه الأسطر لا تزال هناك غصة في حلق سكان معسكر بسبب تمثال الأمير عبد القادر الذي تم تدشينه في عهد بوتفليقة.
وقد بات حديث الناس بعد حكاية “تمثال ابن باديس” سخرية وحيرة، فإن شئت اليوم أن تهين شخصا قل له باختصار “سأشيد لك تمثالا عندما ترحل”، وباتت التماثيل التي تشيد لا تحمل الرمزية التي نجدها في ساحات واشنطن أو نيويورك أو باريس مثلا، بل حتى في عواصم عربية وإسلامية، حيث تكون جولات السياح في ضيافة تماثيل الشخصيات التي صنعت التاريخ وخلدت للإنسانية إنجازات في شتى الميادين، إلا أن النقاش في الجزائر أصبح يقود نحو ضرورة تشييد تماثيل لشخصيات غير التي نريد تكريمها، وبتلك الأحجام والنوعية التي دفعت الأطفال للسخرية من العلامة ابن باديس.

- See more at: http://www.elkhabar.com/press/article/14086/%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%81-%D8%A3%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%A5%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D9%88%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9/#sthash.bEmExfBd.dpuf
Bgayet
21:24 - 23 ابريل 2015
الأولى ترك تشييد هذه التماثيل من أساسها أولا لأنها مخالفة للشرع - الإسلام دين الدولة على الأقل على الورق- ثانيا تبديد للمال وثالثا لا منفعة من ورائها.
اضفة رد - See more at: http://www.elkhabar.com/press/article/14086/%D8%B9%D9%86%D8%AF%D9%85%D8%A7-%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D9%81-%D8%A3%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D9%84%D8%A5%D9%87%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D9%88%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A%D8%A9/#sthash.bEmExfBd.dpuf


زهور ونيسي: الرواية الجيدة تُكتب قرب الناس وتلامس همومهم



حاورها : شاكر نوري
 طالما انشغلت الكاتبة والوزيرة الجزائرية السابقة، زهور ونيسي، بمشروعات فكرية بنيوية، شكلت بالنسبة لها، جوهر قضية مصيرية قوامها الارتقاء بثقافة المجتمع وترسيخ رؤى تطوره. وتحكي زهور، في حوارها مع "مسارات"، عن ملامح تجربتها، الحياتية والابداعية، مشددة على قيمة وأهمية وجود السياسي المثقف في عالمنا العربي، ومؤكدة بشكل خاص، ضرورة ان نعتني في مشروعات التطوير الفكري، بتحصين وعي المرأة.

كيف يمكن التوفيق بن الوزارة والأدب؟

علمتني تجربتي في هذا الخصوص، أن التوفيق بين الوزارة والأدب، ممكن بعد القراءة والاطلاع. وأما الكتابة فلا. وأنا أقول هذا بناء على ما اختبرته وعايشته، في خلال مواقف حساسة، وأثناء تولي مسؤوليات مهمة، إذ كنت أعمل في الهيئة التنفيذية الوطنية بعد الاستقلال: ( الحكومة الجزائرية الأولى). وذلك منذ سبعينات القرن الماضي، وكذلك الثمانينات.

وشغلت منصب أول وزيرة للحماية الاجتماعية للتربية والتعليم، وبذا أصبحت أول امرأة تكون وزيرة، ذلك الى جانب وزراء رجال. وكانت الحكومة آنذاك، تتألف من المجاهدين، إذ كانت العلاقات حميمية وعميقة بينهم، على أساس أنهم شاهدوا بأعينهم مرحلة الثورة، واختبروا وعرفوا كنهها.

وانا فعليا، أمثل في هذا الصدد، صورة لماهية الدور الذي قامت به المرأة الريفية في الثورة الجزائرية، حيث كنت من المجاهدات اللاتي عملن في الولاية الأولى، ثم انتقلت إلى الولاية الرابعة. ومارست العمل الثوري في مرحلة الشباب، عندما كنت بين الـ 18 و الـ 20 من عمري.



ـ سياسيون قليلون هم من يكتبون الرواية.. لماذا؟

يحتمل أن ذلك مرده ومصدره، طبيعة تعاطي وتفكير، وأيضا، نظرة، كل سياسي على حدة. فأي منا لا يرى الامور من المنظور نفسه، ولا يمكن أن يفكر الجميع بطريقة واحدة. وهناك من هو قريب من الأدب، وآخر لا يهتم إلا بروتين النظام، وثالث يشغله التنظيم الميكانيزمي المحكم.

ورابع يغوص في واحات علم الإدارة والرقم. ولكن، بالنسبة لي، كان الأدب، منذ الخطوات الاولى، قرين العمل الثوري والسياسي. ففي البداية كتبت القصة القصيرة. ثم وجدت نفسي فجأة في خضم كتابة الرواية.

وربما تكون كتابة القصة أصعب من الرواية، لأن الرواية تتضمن مجالاً واسعاً للتخيل وتوالد الأفكار والشخصيات والمصائر والحوارات والأحاديث وغير ذلك. وطبعا، لم تمنعني الرواية من كتابة القصة القصيرة.. وهكذا كتبت قصة عن المترو الباريسي حيث معاناة المهاجر العربي والإفريقي، في مسيرة البحث عن لقمة العيش.

وعموما، أعتقد أن الرواية الجيدة لا يمكن كتابتها بعيداً عن الناس ومعاناتهم، والقضايا الإنسانية لا تنتهي. كما أن المرأة، في هذا السياق، تطرح إشكاليات وخصوصيات فريدة، نجدها تدخل في صميم الإشكاليات الإنسانية.
ما طبيعة مشاركتك في الدورة الأخيرة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب؟
شاركت في معرض الشارقة الدولي للكتاب، ضمن فعاليات ندوة حول(الربيع العربي ثقافة جديدة)، وتلك كانت المشاركة الأولى لي في دوراته وبرامجه. وقدمت في الندوة عرضاً مختصراً حول الواقع العربي في زمن الربيع العربي، ونتائجه وحالته.

وتطرقت فيها إلى واقع الثقافة في الوطن العربي، والتغييرات التي حصلت فيها. كما حاولت في ورقتي، أن أحذّر من أن هناك تجليات كثيرة، نعايشها وتهددنا، من بينها تجليات العولمة التي هي محور التغيير الحاصل في الوقت الحالي.

كيف تصفين منوال تأثير العولمة على الثقافة العربية ؟

هناك شروط للعولمة، ولتأثيراتها على المجال الثقافي. وهي بلا شك تعبّر عن الثقافة الجديدة. وهذه الثقافة العالمية لا يجب أن تبنى على الثقافات المحلية والقومية، ذلك لأن التغيير في المجال الثقافي أصعب من التغيير على المستوى الاقتصادي والاجتماعي. ولا يمكن تغيير أشكال النظم الثقافية بكل سهولة.

ولكن السؤال المطروح: هل هذه الحرية التي نريد تحقيقها على المستوى السياسي، هي ذاتها التي نبغيها، على المستوى الثقافي؟ ما هي الثقافة التي نقصد؟ وكيف نخطط للثقافة الجديدة؟ وما هو موقع التراث؟ فهل نلغيه تماما أو نعيد هيكلته ونقضي على الغث منه، وخاصة الذهنيات المبثوثة هنا وهناك؟



هل تجدين أنك اتبعت في أعمالك، السرد العادي، كما الحال في اليوميات السياسية؟

كلا. لم يكن السرد في مؤلفاتي التي أنجزتها، عادياً، بل كتبته بأسلوب روائي، وطرحت فيه العديد من الأسئلة الساخنة، من اجل اشراك القارئ في الإجابة عن تساؤلات القارئ.

ماذا عن النشاطات العملية التي تقومين بها حالياً؟

أنا حاليا منهمكة بمشروع فكري مهم، إذ أقيم نادياً ثقافياً في منزلي، حيث استقبل مجموعة من الشباب الجامعيين ممن لديهم مشروعات روائية، إضافة إلى أطروحات قيّمة. ولدينا من ضمن هؤلاء، ضابطة في الشرطة كانت أحد طلبتي، كتبت ثلاث روايات مستوحاة من صميم الواقع الجزائري.

ما رأيك في الكتّاب الفرانكوفونيين في الجزائر؟

هناك صنفان من الكتّاب: الجيل الماضي، مثل مالك حداد وكاتب ياسين ومولود فرعون، فهؤلاء كانوا يكتبون بالفرنسية لأنها لغة تشربت في أعماقهم.

وهناك نموذج مغاير، يتمثل في كاتب مهم آخر، وهو رضا حوحو، وهو أستاذ للمرحلة الثانوية، وصاحب رواية (غادة أم القرى)، انا اجده معذورا في كتابته فقط بالفرنسية، ذلك كونه لم يتعلم العربية، لأنها كانت تدرس في المدارس الحرة.

وأما الصنف الثاني فهو جيل الاستقلال الذي درس الفرنسية والعربية والانجليزية. ولكنني عموما، أرفض هذه الكتابة إذا كان محتواها في صالح الفرنسيين، بينما انا معها وأؤيدها بعمق، في حال كان محتواها مع الروح العربية.


هل ترجمت أعمالك إلى اللغة الفرنسية؟

أجل ترجمت أعمالي إلى الفرنسية، وكان آخرها (جسر للبوح وآخر للحنين).

ولكني لا أريد لأي لغة تكون فوق لغتي الأم في هذا الشأن، لأن العربية من وجهة نظري، هي من الثوابت الوطنية والقومية. ولا شك في أنني أتألم كثيراً للتدهور الكبير الذي وصلت إليه اللغة العربية في المجال المرئي والسمعي. إن الفرنسيين يعتزون بلغتهم، وهذا يسهم في تحصين ثقافتهم، ويجب علينا نحن، أن نعتز بلغتنا.

وأذكر هنا انه كان شارل ديغول قد أصدر قانوناً يمنع فيه استخدام أي لفظ أجنبي أو إنجليزي في سياق اللغة الفرنسية. وهو ليس متعصباً. كما كان تدريس اللغة العربية ممنوعاً في المدارس.

وفي أيام الثورة الجزائرية، كانت حوزة الكتاب العربي، جريمة يلاحقها القانون الفرنسي، حتى إن مالك حداد قال مرة: "اللغة الفرنسية منفاي الثاني".
نبذة تعريفية :
زهور ونيسي، كاتبة وسياسية جزائرية. من مواليد عام 1936م في قسنطينة. أسهمت في ثورة التحرير الجزائرية، تحمل وسام المقاوم ووسام الاستحقاق الوطني، وتقلدت مناصب عليا، ثقافية وإعلامية واجتماعية وسياسية. وهي أول امرأة وزيرة في الجزائر: وزيرة للشؤون الاجتماعية في حكومة محمد بن أحمد عبد الغني في يناير 1982، ثم وزيرة للحماية الاجتماعية في حكومة عبد الحميد براهيمي سنة 1984، فوزيرة للتربية الوطنية في التعديل الوزاري 18 فبراير 1986.


( البيان )

http://thaqafat.com/News.aspx?id=7962&tt=%D9%81%D8%B6%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%82-%D9%84%D8%A7-%D8%A3%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%84-%D8%A3%D9%86-%D8%A3%D8%B9%D9%8A%D8%B4-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%86#.VToMVNLtmko

فضيلة الفاروق: لا أحتمل أن أعيش حياتين


*حاورها: إبراهيم الحجري
منذ إطلالتها المتميزة في عالم السرد، ظلت الجزائرية فضيلة الفاروق تثير فضول المتتبعين والقراء، في صفوف النساء والرجال، ومع أنها تنتصر للمرأة ضد الرجل في إطار مهاجمة ما يسمى بالمجتمع الذكوري الذي كرس ثقافة وتقاليد مقيدة للكائن النسوي، غير أن الطريقة الممتعة والأسلوب الآسر اللذين تنهجهما في الحكي، جعلت كل من يقرأ لها يظل متعلقا بكل ما تصدره من جديد، نظرا لما تتميز به من تلقائية في البوح وتشخيص الأحاسيس الفردية والجماعية، وتوصيف الوضعيات الإنسانية الخبيئة التي تتكلس في الذاكرة والذهن. لا تفكر في طبيعة الخطاب الروائي، ولا يهمها القالب الذي تفرغ فيه سيولتها السردية، بل إنها تمتعض من الوعي المسبق بأشكال الكتابة ومسوغاتها...

تحس أن ما بجعبتها من حكي لا ينضب أبدا ما دام جراب التجربة حابلا بالوقائع والأحداث، وما دامت الذاكرة محتفظة بآثار الجراح الماضية التي دونت زمان الطفولة بريف الجزائر وجبال الأوراس. وبالرغم من كونها تلح على مسألة الذاتية في العمل الروائي؛ فإن الإقبال الواسع على رواياتها بالمعارض العربية للكتاب؛ دليل على أن تجربتها تتسع لتطول التجربة الإنسانية برمتها، ويصير العمل الروائي، بالتالي، فور نشره عملا جمعيا يختصر المسافات بين شخوص الحياة والواقع، وبانفصاله عن صاحبه يتخذ شكل كائن مستقل يتنفس أهوية جديدة ويسافر في الثقافات. في هذا الحوار الماتع، تفتح الروائية فضيلة الفاروق قلبها حول مطبخ الكتابة لديها، وحول علاقتها ببلدها الجزائر، وإقامتها في بيروت، متحدثة عن عوالمها وهواجسها وطموحاتها في عالم عربي سريع التحول.

v جئتِ إلى عالم الأدب من رحاب العلوم الحقة، حيث كنتِ متخصصة في الطب قبل أن تغيري مسارك إلى مجال الأدب، مثلما أن الوسط الذي نشأت فيه هو وسط علم ومعرفة. ما السر في هذا التميز عن طبيعة التكوين، وعن اهتمامات السلالة؟
- لا أعتبره سرا، فالإنسان ابن بيئته، وفي بيئتي الكثير من الكتب، من الشعر، ومن القصص والحوارات. أظن أني قضيت طفولة رائعة في كنف أبي الذي ربّاني، سواء في محله الصغير لبيع الأحذية، أو في البيت، فقد كان رفاق الثورة يجتمعون عنده ويحكون قصصا رائعة عن ثورة الجزائر، في بيتنا كنت الطفلة الوحيدة في البيت، ولأن الجميع يكبرني سنا بسنوات كثيرة؛ فقد نضجت قبل الوقت، وشاركت الكبار اهتماماتهم بطريقتي، وأحببت القص من هذه الأجواء... ولعل اختصاصي العلمي وقراءاتي العلمية ميزت تفكيري عن غيري، فروايتي الأخيرة لم يفهمها الأغلبية لأنها ترتكز على فكرة علمية. 

ومع هذا لن أخفيك سرا، بعد معاناتي الطويلة في العالم العربي، وما يحدث فيه، تمنيت لو ذهبت لاختصاص آخر غير الأدب. 

v لكل كاتب قناعان، قناع يمارس به حياته الاجتماعية ويتفاعل به مع الناس، وقناع يخلو به إلى ذاته وإلى عوالمه الجوانية، يسائلها وتسائله؛ وينازعها وتنازعه، بحثا عن لحظة الإشراق التي تنتج نصوصا، وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالابتعاد عن مشوشات المحيط البراني. فكيف تميزين بين هذين القناعين في ممارستك للكتابة أو بعبارة أخرى متى تنتهي الإنسانة لتبدأ الكاتبة أم أنهما تظلان ملتحمتين حتى إبان الإشراق الأدبي؟
-عندي مشكلة عويصة يا إبراهيم، فقد أصبحت أعتقد أن ما نعيشه حياة وهمية، تشبه الأفلام والروايات، الواقع كان حقيقيا، إلى أن عشت أول تجربة فقدان، الموت غير نظرتي للأمور، وأتعايش مع فضيلة الكاتبة وفضيلة الإنسانة، لكن في صراع مستمر. يدّعي أغلب الكتاب أنهم متصالحون مع أنفسهم، ويقدمون صورة جميلة عنهم للترويج لأدبهم، إلا أنا، أنتقد نفسي بقسوة أمام نفسي؛ كما أمام الآخرين وأمام الإعلام، وأكشف عن هذا الصراع وكأن الكتابة عندي مجرد توثيق لما يحدث لي وما أعيشه وما أراه وحتى ما يدور في رأسي. أنا لا أحتمل أن أرتدي قناعا، ولا أحتمل أن أعيش حياتين... لأن الحياة، بالنسبة لي، مجرد رواية أخرى يكتبها الخالق على ذوقه... وأنا أقوم بالدور حتى ينهيها. طريقة هادئة لملء فراغاتها.

v لكل كاتب طقوسه في التقاط نفائسه الروائية والإبداعية. هلا تحدثيننا عن طقوسك في ولوج عوالم السرد والكتابة؟ 

- لا توجد طقوس، حبري الحقيقي موجود في الجزائر، متألمة لأن مجتمعي يعيش مغشوشا، بعيدا عن مستوى احترام الإنسان بسنوات ضوئية. كلما زرت الجزائر أعود بمواد كثيرة تملأ رأسي. عشت ظروفا صعبة في بيروت، لكنها لم تحفزني على الكتابة بقدر ما تحفزني الجزائر، فبيروت، بالنسبة لي مدينة الحياة الدنيا، أستنشق فيها حريتي كأنثى.... وحين أكتب تستهلكني الصحافة لأعيش... القضايا الكبرى تفرضها الجزائر عليّ فرضا، وباستفزاز كبير حتى أكتبها. 

v قبل أن تستوي موهبة الكتابة السردية لديك وتقف شامخة على رجلين من نحاس، جربت فنونا أخرى؛ مثل التشكيل، الغناء، والصحافة... حيث كنت مبدعة متعددة، فكيف استطاع الجنس الروائي أن يختارك أم أنك أنت من اختاره مع سبق الإصرار والترصد؟
- تبدو الحكاية غريبة نوعا ما، فقد عشت حياة طليقة في قريتي الصغيرة آريس في قلب جبال الأوراس، وهذه القرية فجرت كل مواهبي، وحتى حين انتقلت لقسنطينة للدراسة الجامعية والعيش مع عائلتي البيولوجية (أمي وأبي واخوتي) وجدت ما يساعد لممارسة كل مواهبي... المشكلة بدأت حين حوّل التيار الإسلامي المتطرف وصراعه مع النظام في التسعينيات من القرن الماضي؛ حياتنا إلى جحيم، فغادرت إلى بيروت، وهناك تزوجت وعشت مع حماتي حياة أغلب فصولها تشبه حياة أي سيدة بيت، لا تجد وقتا حتى لتهتمّ بنفسها، فكانت الكتابة لقارئ وهمي تشبه البوح بأوجاعي وبخيباتي لصديق حميم... كنت أكتب لأداوي نفسي وأجد توازني الذي فقدته... بعد اصطدامي بواقع مختلف تماما عما عشته في الجزائر: ثقافة أخرى، طوائف، ديانات... وأشياء أخرى يضيق المقام لذكرها... بدأت أكتشف العالم خارج فضاء الحزب الواحد والدين الواحد والطائفة الواحدة والفكر الواحد الضيق... كان بودّي أن أثرثر، لكن في الغربة قد يكون ثمن الثرثرة باهظا، فوجدتني أذهب للكتابة وأختار الرواية عن قناعة لأنها أكثر شساعة من فن القصة الذي بدأت به مشواري الأدبي.

v يعتقدُ كثير من المهتمين أنّ العصر عصر رواية، وأنّ الأجناس الأخرى بدأت تتراجع بعد أن كانت هي التي تتصدّر المنابر وحلقات النقاش، خاصّة الشعر والقصة. ما رأيك؟

- جائزة نوبل للآداب قلبت هذه النظرية، وأعادت القصة والأقصوصة إلى الواجهة من جديد، ومع هذا لي تحليلي الخاص لما يحدث، نحن مجتمعات لا تقرأ، ومؤسسات النشر في أغلبها تتعامل مع الكتب وكتابها بقلة احترام، والقارئ العربي «مصيبة سودة» لأنه لا يقرأ، بل يحاكم الكاتب... إنه عصر الرواية؛ ربما في بلدان تصدر سنويا مئات العناوين وتنضب، وتحوّل روايات كثيرة إلى أفلام ومسلسلات... أما أن نتحدث عن عصر للرواية عندنا حيث يعتبر بعض الكتاب الأكثر مبيعا أن طبعة من 500 نسخة تعتبر طبعة محترمة؛ فيما تقدم أرقام للصحافة كلها مزورة؛ فهذا قمة البؤس. إن كنت تريد الحقيقة بدون أي رتوشات فالعصر العربي عصر إرهاب بالدرجة الأولى، عصر الخوف، وعصر التوحش والانقضاض على الإنسانية بمخالب من حديد. 

الشعوب التي تقرأ وتصغي للموسيقى وتجعل أنواع الفنون غذاءً يوميا لها شعوب دمّرت جينات «التّوحشن» في داخلها، وأنسنت مستقبلها، أما نحن فلا يجب أن نحلم بأننا في عصر الرواية أو عصر الدراما، أو عصر الأنترنت أو عصر العولمة. أعتذر عن تشاؤمي، لكنني أصف ما أراه.

v تتبوأ قضية المرأة في كتاباتك نصيب الأسد من حيث الأطروحة الدلالية والفكرية ومن حيث التصور الرؤيوي. هل تعتقدين أن الكتابة يمكن أن تمنح لقضية المرأة قيمة مضافة إذا ما اعتبرنا الوضع الاعتباري للكاتب في العالم العربي بصفة عامة؟

- حين تكتب الرواية في مجتمعنا فأنت تخاطب نسبة قليلة جدا من القراء، وهذا يعني أن الأمل في إحداث أي تغيير فيه يبدو شبه مستحيل، ومع هذا قد نوقظ وعي المرأة شيئا فشيئا حتى تعي أن مسؤوليتها كبيرة لبناء مجتمع صحي خال من الأمراض التي نعاني منها. وهذه لم تكن فكرتي حين بدأتُ أكتبُ عن المظالم التي تتعرّض لها المرأة، فقد كتبتُ عن مواجعي ومن الظلم الذي أتعرّض له كأنثى في مجتمع ذكوري يفرح حين يؤذي المرأة ويحقّرها ويُذلّها لأسباب كنتُ أجهلُها. 

كنتُ في العشرين حين بدأتُ هذه الطريق ، الآن، وبعد تجربة تجاوزت الـ 25 سنة في ميدان الكتابة والتعاطي مع الحياة، اكتشفت أن جزءا كبيرا من المسؤولية يقع على عاتق المرأة نفسها، فهي تربي أولادها كما رُبيتْ هي، فتربّى ابنها ليكون وحشا، وابنتها لتكون ضحية، مع أن التربية في الصغر كالحفر على الحجر، وبإمكانها أن تربي أجيالا جميلة تستمتع بالحياة، بشكل طبيعي، دون تشويه للذات البريئة التي خلقنا عليها جميعا. 

v يتشكل السرد الروائي لديك من تقاطعات اليومي التخييلي، وتنبثق الرؤية الفكرية من الذاتي لتنتقل في حسن تخلص جميل إلى الجمعي، وبالتالي فتجربة الذات ما هي سواء مرآة لما يعيشه الآخرون. كيف يتحقق لديك هذا الانتقال على مستوى الصوغ الفني؟

- لم أتعلّم أي تقنية للكتابة، فقط كنت أقرأ، وحين بدأت أكتب وجدتني أكتب ما يعجبني كقارئة، لم أحب النظريات التي توجه الكاتب لبناء نصه، وقد رأيت فيها دوما أقفاصا تحدّ من شساعة المخيلة، لهذا فما أكتبه هو مجموع الصور التي تتخزّن في ذاكرتي يوميا، وتعيد المخيلة ترتيبها لتنتج قصصا مشابهة، لأنه من المستحيل أن نعيد بناء الواقع كما هو. حِيَلُ الكتابة تبدأ من لحظة مواجهة البياض لملئه، فتبدأ عمليات استرجاع تليها عملية مونتاج وتركيب وحبك بأدوات لغوية يجب أن تناسب اللوحة التي نريد تشكيلها. هذا ما يحدث بالضبط دون لفّ أو دوران.

v تكتبين السرد بلغة رقراقة تصل أحيانا إلى مستوى الشعر مع أن الأدبيات النقدية تقول بكون هذا النزوع يحيد بطبيعة السرد الروائي عن مساره. كيف تحققين هذا الزواج شبه الكاثوليكي بين الشعر والرواية؟

- هو خيار ليس إلاّ، فالصور اللغوية الجميلة تأسرني، وهي تفرض نفسها عليّ فرضا أحيانا، أسمعها تنبعث من قعر رأسي فأدونها حتى لا تضيع. قد يبدو الأمر كنوعٍ من الاستسلام الذاتي لجنيّة الشعر، أو لقوة أخرى مجهولة تجعلني أكتب، لكنها الحقيقة. لقد فشلت تماما في أن أكتب أطروحتي بلغة أكاديمية محضة، وهذا لأن الغالب على لغتي هو شذرات الشعر. أمّا السرد فقد كان هواية ولا يزال، حتى في مجالسي العادية مع الأصدقاء والأهل، بإمكاني أن أجعل الحديث ينصب كله حولي، أو أتحكم أنا في مسارات الحديث. وكما ترى أنا لا أعطيك جوابا تقنيا، أنا أخبرك بما يحدث معي، لأني أجهل تماما من أين تأتيني هذه القدرة لحياكة نسيج واحد بخيطان مختلفة.

v تفوقتْ كثيرٌ من النساء الروائيات على الذكور الروائيين في تحقيق الانتشار والتداول والقراءة. ويرجع بعض النقاد الظاهرة إلى الجرأة في كشف الحميميات وضرب الطابوهات ووصف الجسد الأنثوي. هل تعتقدين أن هذه الأشياء وحدها تصنع رواية جيدة؟

- أنا أعتقد أن الحياة لن تنجح بتصورات الذكور فقط، ولا بإدارتهم فقط، ولا بمخططاتهم فقط... العالم الغربي لم ينجح حتى خرجت النساء للعمل، وناضلن من أجل حقوقهن، عاد التوازن للحياة عندهم، أمّا نحن فما نزال نصرُّ أن نوزع الأدوار حسب مفهومنا الخاص للذكورة والأنوثة. في مجتمعنا نؤمن أن الأسد حيوان متوحش يأكل البشر ويبتلع الأطفال في لقمة واحدة، مع أننا قضينا على الأسد حتى في غاباتنا ولم يعد له أثر في حياتنا اليومية. لكن في العالم الغربي الأسد قد يكون حيوانا مسليا، ويتحكم فيه رجل يصغره حجما ثلاث مرات. هذه المفاهيم هي التي جعلت بعض المثقفين يصابون بالصدمة حين تصدر امرأة نصا جميلا، فالبدوي الصغير الذي يقبع في رأس «المثقف» ويتأمل أنثاه العاجزة يرفض أن ينتقل إلى زمنه الحاضر، تفوق النساء ليس حدثا غريبا، لقد فتحت المدارس للإناث، وتخرجن من الجامعات، وعددهن هائل يفوق عدد الذكور أحيانا، فكيف نستغرب أن نجد كاتبات وطبيبات ومهندسات ومتخصصات في مجالات كثيرة... 
أما عن الشق الثاني من سؤالك فهو الظلم بعينه للمرأة وإبداعاتها. فكيف نقبل ما يكتبه الرجال عن تفاصيل الحياة كلها بما في ذلك تجريد المرأة من إنسانيتها، وتعريتها، ووصفها بأحقر الصفات، ولا نقبل ما تكتبه المرأة بسبب متاعبها التي تعود أسبابها كلها إلى جسدها؟ لقد كتب أغلب كتابنا العرب عن «العاهرات» كبطلات لأعمالهم، وصفوا المواخير من الداخل ليدهشوننا ربما، وصفوا أجزاء من مغامراتهم الشخصية داخل تلك المزابل ومنحوا جوائز مهمة على إنجازاتهم، الآن حين تكتب المرأة وتقول لا لهذا الأدب، وأن لها مشاعر، ورغبات، وأن جسدها ليس أكثر من غطاء جميل لروحها، يأتي من يفصّل لنا رؤية ظالمة لأدبها...هذا ليس عدلا يا صديقي، وعلى الكاتبات أن لا يصبن بالذعر حين تلاحقهن تُهَمٌ من هذا النوع، على رجالنا أن يتعلموا أن أجسادنا هبة سماوية وليست عورة ولا عيبا ولا خطيئة، ومن يصرّ على وصفها بهذه الحقارات فليعتب على «الله» لأن المرأة لم تخلق نفسها بهذا الشكل خاصّة في مجتمع متخلف مثل مجتمعنا. 

v ما تعليقك على المشهد الروائي المغاربي بالنظر إلى تموقعه ضمن المشهد الروائي العربي؟

- الإعلام المغاربي ضعيف، سواء في تونس أو في الجزائر أو في المغرب، وهذا ما يجعل المشهد الثقافي عندنا يبدو باهتا، مع أننا نملك طاقات مهمة على جميع الأصعدة. من جهة ظلم المغاربي نفسه كثيرا بالتعامل مع كل ما هو مشرقي بهالة من التقديس، وبذلك منح لنفسه مكانة أقل بكثير من غيره... غير ذلك، زرت أكثر من بلد عربي وأعرف تماما أن بيروت هي المدينة العربية الوحيدة المتميزة ثقافيا، لمصر أيضا بصمتها الخاصة، والآن تحاول دبي أن تتربع على عرش الثقافة العربية، مع أني أرى من بعيد أن بغداد هي المدينة التي ظلمها الجميع، لأنها ظلت تحتفي بالثقافة حتى وهي تحت ردم الحرب والانفجارات، ما يزال العراقي يقرأ رغم كل الإساءات التي سببتها له الحرب. هذه المقدمة هي لأقول أننا في المغرب العربي لا نقرأ، نحن نملك طاقات إبداعية تحارب بشتى الوسائل، والقارئ شبه منعدم وإن وجد فنسبة كبيرة منه تحاكم الكاتب. أمّا عن المهرجانات التي تحاول الدول أن تنظمها فأراها مضيعة للوقت والمال معا، ربما في المغرب الوضع يختلف، لأني لم أزره ولم أرَ بعيني ما يحدث. لكني أعرف من المكتبات العربية أن النقد في المغرب منتعش ومتقدم كثيرا عن غيره، وحركة الإبداع متطورة والأجواء الثقافية كما أسمع من أصدقائي أفضل بكثير منا في الجزائر ومن جيراننا في تونس؛ خاصة بعد ما يسمّى «بالثورة...» وفي ليبيا...!

v يُقال بأن الكاتبات المغاربيات هن السباقات في الجرأة على البوح وفتح علب سوداء كانت من المحرمات في مجال الكتابة السردية؛ خاصة بالنسبة للمرأة العربية، قبل أن تقتفي، فيما بعد، الكاتبات المشرقيات أثرهن في اقتحام المسكوت عنه. ما رأيك؟

- أولا المغاربيات لسن سباقات، فجرأة مي زيادة وليلى بعلبكي، وغادة السمان وأخريات يشهد لها، المغرب الكبير كان يرزح تحت نير الاستعمار في الوقت الذي كانت فيه النساء في بلاد الشام وفي مصر يعقدن صالونات أدبية ويصدرن مجلات. من الغرور أن نظن أننا سباقات. ليلى بعلبكي حوكمت ودفعت ثمن جرأتها خمسين سنة من الصمت، وهذا ثمن لا يستهان به، ومن الإجحاف أن ننساه، نحن أتممنا الطريق، ولأن مجتمعنا المغاربي منغلق أكثر فقد صدم أكثر وظن أن ما تكتبه المرأة المغاربية شيء خارق وخارج عن باب الحياء والخجل. حتى مصطلح المسكوت عنه يبدو لي فضفاضا حين يستعمل بوصف أدب المرأة، فنحن نسمع يوميا في شوارعنا «العظيمة» شتائم وكلمات بذيئة توجه للمرأة بصوت عال والجميع موافق على ذلك، فجأة حين تكتب كاتبة إحدى هذه الكلمات في كتاب من 400 كلمة «نظيفة» تتهم أنها اخترقت الممنوع وكشفت المستور وتجاوزت الخطوط الحمر واقتحمت المسكوت عنه!!! متى كان مسكوتا عنه ونحن نباركه حين يقال بصوت عال في شوارعنا؟ أنا لا أفهم هذه الازدواجية في الحقيقة... نحن نكتب الموجود. وإلى يومنا هذا لم أر امرأة أخبرتنا بشيء لا نعرفه في العلن. 

v كثير من الروائيات العربيات بنين شهرتهن أولا على مستوى المظهر الجسدي «الموضة والصورة» وثانيا على مستوى ضرب الطابوهات. هل في نظرك يجب اختزال المرأة في هذين المظهرين اللذين لا يحققان جوهر العملية الفنية؟

- لا أدري بماذا سأجيبك، المشكلة ليست في المرأة، بل في الرجل الذي كان سباقا في ميدان الأدب والنشر والإعلام والنقد وهو من يقيم، أما أن يختار الجميلة الغبية الأنيقة فهذه ليست مشكلة المرأة بل مشكلة الرجل الذي يفترض أنه مثقف؛ ويجب أن يتعامل مع المرأة بما يحويه رأسها، ويُقيّمها من خلال إبداعها. 

v يقال بأن الكثير من الرجال لا ينظرون إلى ما تفعل المرأة بل إلى أسفل الكرسي الذي تجلس عليه. وهذا يرسخ صورة الكبت المتجذرة في الرجل العربي والتي تتحكم- للأسف- في كل تصرفاته تجاه المرأة، وبالتالي مرايا نقدها وقراءة أعمالها. ألا ترين أن هذا العامل يؤثر على أثر النقد وخريطة المواقع بالنسبة للكثير من النساء المبدعات؟

- نعم هذا ما ذكرته سابقا، لكن ليكن. لدينا أمل في أجيال قادمة تختلف عن هذا الجيل الجائع. شخصيا لديّ أمل، لأنه سلفا هناك استثناءات...

v بالرغم من كونك تقيمين في لبنان بعيدا عن أمّ الرأس وعشّ الطفولة «الجزائر»، تظل روحك الخفيفة تحلق في براريها وفيافيها، مدنها وقراها، وذلك عبر الاستناد إلى الذاكرة وتقنيات الفلاش- باك، والعودة إلى مرحلة الطفولة وبداية تشكل الوعي بالعالم... ما حدود تأثير الفضاء الأصلي «الجزائر» الذي فيه تَشكلت مخيلتك الإبداعية وصُقلت موهبتك، والفضاء المستقبل «لبنان» الذي منحك أفقا آخر للحرية والتفاعل والانتشار؛ في رسم ملامح العمل الروائي وأفاق تشكله لديك؟

- الجزائر محبرتي، ولا شيء يعوضها لا في قلبي ولا في مخيلتي، لكن كان يلزمني فضاء بدون قضبان أعيش فيه وأتصالح فيه مع أنوثتي، لهذا غادرت إلى لبنان. بالنسبة لي كلاهما يكمّل بعض، فلا أظنني كنت سأكون ما أنا عليه اليوم لو عشت في الجزائر فقط أو في لبنان فقط.

v أية آفاق للكتابة الروائية العربية في عصر الرقمية والتساهل في النشر؟ وما حدود مقاومة الفن الراقي لقيم الزيف والتفسخ والانحلال في عصر التهافت المادي واندحار الهويات الصغيرة؟

- ما يصيب الكاتب الآن سيصيب الكاتبة، عالم الأنترنت والنشر الإلكتروني سمح للجميع لينتشر، وأظن أننا نشهد مولد فئة كبيرة من القراء مع الزمن ستنضج، أتوقع ذلك، وستتغربل؛ ليصبح لدينا قراء ذوو توجهات متنوعة. لقد لاحظنا أن هناك إقبالا على روايات معينة مع أنها فاشلة، تشبه مجموعات «أرلوكان» الشهيرة، وهذه ظاهرة صحية فعلى الأقل هناك من يقرأ... فقط يخيفني العصر الإلكتروني لأنه لا يحمي حقوق المؤلف، ويدمر الكاتب تدميرا كبيرا، وهذا يعود، أساسا، إلى أن الكتاب والناشرين أنفسهم غير جادّين لحماية أنفسهم من القرصنة، وما يخيف أكثر هو أننا نعمل جاهدين جميعا على جعل الكاتب متسوّلا فيما كنا نتوقع أن إقبال القارئ على الأنترنت أكثر من الكتاب الورقي سيحسّن من وضعه.

v من لحظة لاختلاس الحب، مرورا بـ«مزاج مراهقة»، و«تاء الخجل» ووصولا إلى «أقاليم الخوف» ما الذي تحقق وما الذي لم يتحقق بعد من المشروع السردي الكبير لفضيلة الفاروق؟ 

- هل تصدقني إن قلت لك إني أشعر أني لم أقل شيئا بعد، القضايا عالقة في حلقي والوقت ضيق لعرضها جميعها في روايات، كل ما أتمناه هو أن يتوفر لدي مكان للكتابة، لأن هذا ما أفتقده في الوسط الذي أعيش فيه، رأسي يعجّ بالمشاريع، ولديّ مخطوطات لم أتممْها، أكتب وأفقد الرغبة في إتمام النّص، لديّ، على الأقل، خمسة نصوص غير مكتملة وهذا يؤلمني جدا. لكني سأعمل جاهدة لأفرغ رأسي من الحكايات التي تسكنه، عسى أن أرتاح لأنها تحدث ضجيجا كبيرا فيه.

v يشكل الجسد الإنساني بما يمتلكه من مقومات الرغبة والمقاومة والصدود... أهم انشغالاتك السردية، فهل هذا يشكل تساوقا مع اهتماماتِ اتجاهاتٍ أخرى بالجسد الآدمي مثل الفنون التشكيلية... أم هو امتثال لسؤال هوياتي يقضّ مضجع الذات منذ زمن سرمدي؟ 

- الجسد الإنساني أعجوبة الخلق كلها، كائن يختلف عن كل الكائنات التي خلقها الله، تركيبة غريبة لا يمكن اختصارها في تعريف صغير، ومنذ بدء الخليقة والإنسان يبحث عن أجوبة عمّا يتعلق بجسده، لكننا نستغرب، ويا للأسف، حين يطرح الأدب هذه الأسئلة، وحين يبحث في ثنايا هذا الجسد عن الأسرار الغريزية والروحية والفكرية وغيرها يصطدم بالعراقيل، وبالاتهامات... مع أن الأدب هو اللبنة الأساسية لكل العلوم، ذلك أن الأدب مبنيّ على الكلمة، وبالكلمة بدأ كل شيء. بالنسبة لي، من الأفضل أن يكتشف المرء الكثير عن الحياة من الأدب، على أن يجرفه فضوله لمعرفتها بتجارب فاشلة سردت في الكتب مسبقا، أو عن طريق وسائل كثيرة تقدم بالصورة والصوت أجزاء مشوهة من الحياة.

v تستندين في كتاباتك السردية إلى المادة المرجعية؛ وإلى السير-ذاتي؛ وإلى النّطع الصعبة في الذاكرة. متى ينتهي الذاتي في كتاباتك ليبدأ المتخيل أو متى ينتهي المتخيل ليبدأ الذاتي؟

- إن لم نكتب عن تجاربنا، فبماذا سنفيد القارئ؟ إن لم نرسم أحلامنا وتوقعاتنا وتحليلاتنا لما نعيشه فما فائدة ما نكتبه؟ إن لم يكن أدبنا فعّالا في تغيير ذوات الآخرين، ومنحهم آمالا، فما جدوى ما نقوم به ككتاب؟ إن لم نخاطب القارئ كصديق حميم فما جدوى ما نكتبه؟ إن الإقناع في الأدب يأتي من الجانب الذاتي للكاتب، والإمتاع يأتي من المخيلة، وبين الإمتاع والإقناع هناك روابط مهمة هي أدوات الكاتب الخاصة لحبك قصته وبنائها وبناء تفصيلاتها ، وهي تختلف من كاتب لآخر، بالنسبة لي؛ طفولتي لها تأثير كبير على كل مسار حياتي، وتحضر، بشكل قوي، حين أكتب. 

________

*نزوى








http://thaqafat.com/News.aspx?id=6465&tt=%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A8%D9%88%D8%AC%D9%88%D9%87-%D9%85%D9%84%D9%88%D9%86%D8%A9-#.VToMHNLtmko

مدينة بوجوه ملونة


مريم حيدري *
  
وهران، هل هي مدينة تسحر من يدخلها أم تسكنه؟.. هذا ما تبادر إلى ذهني وأنا أصل ليلا من الجزائر العاصمة إلى وهران عبر الطريق البري الذي استغرق أربع ساعات، ورغم أن الظلام كان يمنعني في كثير الأحيان من رؤية معالم الطريق والمدينة، إلا أن رائحة المدينة كانت حادة لا تسمح لزائرها بعدم الاكتراث والخلود إلى النوم حتى إن وصل في ساعة متأخرة من الليل.
صباحا نهبط إلى المدينة لأجد شوارع وبنايات طالما أحببتها في الجزائر، ولكنها هنا أقل صخبا بكثير مقارنة بالعاصمة، الشمس التي تبعتني من طهران، ها هي في وهران في أجمل حالها، ورغم أنهم كانوا يشكون من حرارة الطقس ويستغربون من شمس كهذه في نهايات سبتمبر، إلا أنني وكالعادة أجد نفسي سعيدة بالشمس، خصوصا أنها هنا مجاورة للبحر الذي لا نهاية له، ومستلقية على الأرصفة والشبابيك الزرقاء.

هل من المقرر أن أزور كل مرة مدينة فاتنة في الجزائر؟ من العاصمة، إلى تلمسان، وقسنطينة، وصولا إلى وهران. أحاول أن أمشي قدر ما استطعت متذكرة وصايا صديقي الجزائري الذي أكد لي قبل سفري على أن لا أفوت على نفسي تجربة أي شيء جميل في المدينة وأن أزورها حارة حارة وركنا ركنا.

لوهران أكثر من وجه، أولا أنها (هي) مدينة الراي، الموسيقى الجزائرية الرائعة التي أعتبرها النغمة الروحية والحسية الموحدة في الجزائر، المليئة بالصخب والفرح والحركة حتى في ما يغنــى بها عن أحزان الحب، والجميل أني أرى الشباب والشيوخ في الجزائر يحبون الراي ويسمعونها، بشعور واحد. كأنها راية حقيقية تجمعهم تحت ظلها. وهي في الواقع المدينة التي نشأ فيها كثير من مغني الراي، لا سيما الشاب حسني، مغني الراي الذي اغتيل شابا عام 1994 وفي فتـرة الإرهاب السوداء في الجزائر مـن قبـل الإسلامييـن المتطرفيـن.

ثم هي المدينة التي يجد فيها الجزائريون وحتى الأجانب فسحة كبرى من الحرية والمرح. وأنت تمشي في المدينة تشعر بهذه الحرية وتلمسها، تشعـر أن روحـك أخف، وحتى وأنا أنظر إلى المدينة من زجاج غرفتي في الفندق، أسمع نداء المدينة وبناياتها البيضاء، وشوارعها الهادئة وزرقة البحر لأهبط ولا أنسى وصايا الصديق.

الوقت يمر بسرعة وعلي أن أروي عطشي من المدينة جرعة بعد أخرى.. موسيقيا، وشمسا، وبحرا، وأكلا، وشربا، ورقصا، وهذا كله إلى جانب المهمة الأساسية التي أنا من أجلها في المدينة وهي مشاهدة القدر الأكبر من الأفلام التي تعرض خلال الدورة السابعة لمهرجان وهران للفيلم العربي والكتابة عنها.

طوال ثمانية أيام أزيح من طريقي أي أمر ينوي أن ينغص عيشي في وهران، وبحواسي الخمس ألمسها، وأشمها، وأسمعها، وأراها وأتذوق ما فيها من نكهات.

أخرج منها في الصباح الباكر، متجهة ثانية نحو العاصمة بوعود بيني وبينها للقاء سوف يشحنه مزيد من الحب وشغف الحياة الطافح فيها، والذي يحتاج إلى الكشف، سعيدة بأني اكتشفت هذا الشغف خلاف إيراني آخر التقيت به هناك كان يشكو الوحدة والفراغ في المدينة.

أعود إلى طهران، بشوق متواصل لسماع الراي، ومسكونة بسحر المدينة، أسمعه لساعات رغم حنيني لمطربيّ الإيرانيين المفضلين.. أجد البيت الصغير كما هو، ونباتاتي بخير، وسعادتك تكتمل حين تكون لك جارة تعتني بنباتاتك طيلة سفرك!

* شاعرة ومترجمة من إيران

( العرب )

http://constantine2015.org/ce-18-avril-constantineexposition-consacree-kamel-nezzar/


http://thaqafat.com/thaqafat.net/Default.aspx#.VToLodLtmko


http://thaqafat.com/News.aspx?id=5069&sid=18#.VToGDtL5fvY



ضاءات
Share on facebookShare on printShare on emailShare on twitterMore Sharing Services0


”مقدمات الكتب” هل هي طريق نحو التكريس؟




* إعداد: زهية منصر
عادة ما يلجأ الكتاب الشباب عند أول محاولة لهم للخروج إلى فضاء النشر إلى غيرهم من الكتاب المكرسين أو الكبار حتى يكتبوا لهم مقدمات كتبهم وأعمالهم الإبداعية بغية تقديمهم للساحة، وعادة ما يكون هذا الكتاب المكرس أو الكبير قدوة للكاتب الشاب الذي يرغب ربما في اقتفاء خطواته أو الاتكاء على اسمه لتجنب بعض المصاعب واختصار بعض الخطوات، وربما بحثا عن الرعاية الأدبية.
ما فائدة المقدمات التي يكتبها كبار القوم لصغارهم؟ ماذا يمكن أن تضيف لهم ؟ وهل يمكن اعتبراها نوع من محاولة فرض الأبوة الإبداعية على القادمين الجدد؟ شرعية هذه الأسئلة تفرضها تجارب بعض الكتاب الذين صدموا في ”كبار” كانوا يعتقدون أنهم فوق الشبهات، بحيث يشتكى العديد من الكتاب الشباب من محاولات عرقلة وفرض الوصاية التي يمارسها بعض الكبار الذين يخافون من الشيخوخة الإبداعية وفقدان مكانتهم المهددة من قبل شباب، بينما يعتبر الكبار أن هذا التصرف هو نكران للجميل من قبل الشباب. ماذا يعني أن يقوم كاتب مكرس بتقديم كتاب كاتب شاب؟ وماذا يمكن أن تضيف له تلك الخطوة؟ أسئلة يجيب عنها مجموعة من الكتاب.

- فضيلة الفاروق: ”لا تصدقوا الكبار، لكن زهور ونيسي استثناء”:
ولكنك مخطئ يا صديقي أن تحمل مخطوطك وتضعه بين يدي كاتب مشهور لتأخذ رأيه... غلط يا صديقي أن لا تثق في نفسك وتثق في شخص لا تعرف كيف حقق شهرته، هل بقلمه أو بطرق أخرى تجهلها.
نعم غلط... لأنك في الغالب قد تكون ضحية حبك الأعمى لكاتب لا يراك سوى منافسا، ولأن من الحب ما قتل، فإنك في الغالب ستذهب لحتفك بمخطوطك وتسلمه لمن سيتفنن مستقبلا في مسحك.
خذوها حكمة مني...
فالمثل يقول إسأل مجربا ولا تسأل طبيبا...
لقد خرجت من تجربتي الشخصية مع بعض كتابي الذين أحببتهم لدرجة الجنون بجراح لن تبرأ أبدا...
لكني أتذكر زهور ونيسي حين لم أكن شيئا، اتصلت بها هاتفيا وطلبت منها موعدا فدلتني على بيتها، وصلت ففتحت لي الباب،شيء لم يخطر على بالي أبدا ولم أتوقعه، فاجأتني بلهجتها القسنطينية الأصيلة دون أية تحريفات، فوجئت بها سيدة قمة في البساطة، حضّرت لي ولصديقتي قهوة وحليب وحملت الصينية بنفسها وخدمتنا كما تخدم أي جزائرية ضيوفها، لن أنسى ذلك ما حييت. أعطيتها مجموعتي، فقرأتها في ظرف قياسي، وكتبت لي تقديما جميلا لا يزال موجودا على أول كتاب لي ”لحظة لاختلاس الحب”. ما حظيت به مع زهور ونيسي نادرا ما يتحقق في واقع الكتاب والكاتبات... نادرا ما نوفق، لأني في دوامة بحثي عن ناشر للمجموعة في بيروت، عرضت مجموعتي على كاتبة وكاتب شهرتهما ملأت الفضاء العربي... ففوجئت بالكاتب يريد ثمنا حتى يمرر لي المجموعة، وفوجئت بالكاتبة تثور من كلمة السيدة زهور وتطلب مني شطبها...
لم ينته المسلسل هنا... اكتشفت أن بعض ما ورد في مجموعتي سرق بذكاء، وبقيت سنة كاملة أبحث عن ناشر، حتى أهديت لدار الفرابي التي نشرت لي المجموعة بمالي الخاص وبالتقسيط المريح.
الكتاب أنماط... وحتى لا يصطدم الكاتب الناشئ بكتاب مشاهير يحبهم عليه أن يعتمد على نفسه، إن نموذج الكاتبة زهور ونيسي شبه منقرض الآن، يستحيل أن تجدي كاتبة ترحب بنصك وتشجعك على المضي قدما مثلها.
الكاتبة غادة السمان تتوفر فيها هذه الصفة أيضا، وهي من جيل ”زهورنا الغالية”.
حظيت بالدعم والتشجيع من جميلة زنير أيضا وسأذكر ذلك ما حييت، كتاب آخرين يضيق المقام لذكرهم، لكني صادفت الكثير من أبناء جيلي حوربوا من طرف المشاهير سواء في الجزائر أو في العالم العربي، حتى أن بعضهم سرق نصوص المبتدئين ظنا منه أنهم سيبقوا صغارا دوما.
أريد للجيل الجديد أن يعتمد على نفسه ويقدم نفسه بنفسه، فقد زكى كتاب كبار كاتبات صدمن القارئ... وأسأن لأدب النساء جدا.
ما معنى أن يقدم لي كاتب مشهور وكبير ويقول إن هذا النص يشبه نصوصه؟ أليس إشارة إلى أن من سلمه النص لص أو كاتب غير ناضج لا يزال في مرحلة التأثر؟؟
هذا رأيي على كل حال... ولست أفرضه على أحد، فتجاربنا تختلف والناس أيضا تختلف عن بعضها بعضا.

-الحبيب السايح: ”أبغض من يمارس الأبوة، ولا كاتب ولد مكرسا”:
كنت يوما، كاتبا شابا، ولا كاتب ولد مكرسا، وإن كنت أمقت أن يظللني أحد بأبوته فإني عشت أبغض أن أمارس أي نوع من الأبوة على أحد، من الكتاب الشباب خاصة، الذين نظرت إليهم ـ الموهوبين منهم ـ بالعين التي كنت أحب أن يراني بها غيري وأنا كاتب شاب. من هنا تفهمي لثورتهم ولغضبهم أحيانا ولتمردهم لإسماع صوتهم، لإثبات وجودهم. ومن هنا أيضا إعجابي ـ لدى كثير منهم ـ بما يكتبون؛ إذ أقرأه بتقدير لجهدهم ومراعاة لحساسيتهم، وفي غالب الأحيان بتثمين حين أكتب عنه، إن ذلك ما يجعلني سعيدا بمعرفة كثير منهم. فإن كانت هناك علاقة تربطني بالكتاب الشباب فهي بفعل هذا الاحترام المتبادل بيني وبينهم، الخالية، في تقديري، من أي نوع من الحسابات سوى الاهتمام بما يكتب.

-السعيد بوطاجين: ”الكاتب بحاجة إلى من يقدمه باستمرار حتى لو كان مكرسا”:

إن تقديم أي كتاب، هو من باب لفت الانتباه إلى أهميته، لأن الإعلام والنقد قد يهتمان لأسباب كثيرة بالمنجز المكرس ومن ثم إغفال التجارب الجديدة التي تجد صعوبة في فرض نفسها، رغم قيمتها. أتحدث عن التقديم الموضوعي للمؤلف دون تدخل الذاتية ودون أي تقنين أو توجيه للقراءة الافتراضية، هذا التقليد متداول في الآداب العالمية. وقد يعد التقديم، في سياقات، طريقة لتنبيه التوجه النقدي في حدَ ذاته بما في ذلك الذائقة المهيمنة.
ثمة دائما مقصد ما، لذا سيكون للجانب الأكاديمي أهمية في التعامل مع النص الذي يراد تقديمه، تفاديا لتبوأ العلاقة، على حساب القيمة الفعلية. ثم إن المسألة لا تتعلق فقط بالهاوي والمكرس. هناك كتَاب معروفون تمَ تقديمهم إلى المتلقي من قبل كتاب في المستوى ذاته، أو أقل ذيوعا والأمثلة كثيرة، خاصة في حال الترجمة. إنني لا أرى أية سلبية في أن يقدمني إلى الجمهور من يقرأ كتاباتي، بغض النظر عن وضعه، وقد حدث ذلك في كتابين أو ثلاثة، كما قدمت نصوصا أصبح أصحابها مكرسين وطنيا وعربيا، وربما أفاد التقديم في إخراجهم من الظلام على الأقل في جزء منه. الكتاب الجدد بحاجة إلى دعم وما التقديم إلاَ صورة منه، لكنها ليست ضرورية رغم قيمتها في مقامات، لأن الكاتب الموهوب قد يعزل، وقد يغفل نقديا وإعلاميا، لكن التقديم قد يفيد نسبيا مع أنه لن يجعل منه كاتبا مكرسا خارج عبقريته، لن يفرضه إن كان ضعيفا أو بحاجة إلى شحذ ملكته لأن القارئ هو الذي يحكم وهناك الزمن. أؤكد، من وجهة نظري، أن هذا التقليد، قد يكون حافزا إن كان عارفا وصادقا، وقد نحتاج باستمرار إلى من يقدمنا.

-زهور ونيسي: ”على بعض الكبار أن يتواضعوا قليلا”:
وأنا في هذا العمر عندما أقرأ للشباب والشابات أتذكر نفسي عندما كنت شابة بحاجة إلى دعم ونصيحة من الآخرين، وأنا أعمل في هذا الصدد وفق قاعدة ”أحب لغيرك ما تحب لنفسك”، وأنا أتصور أن هؤلاء الشباب القادمين هم المستقبل وهم الذين سيمثلوننا في القادم من الأيام ولا أتصور أن كاتبا ”كبيرا” يمكنه أن يرى الشباب إلا من هذه الناحية، وأنا أستقبل يوميا في بيتي طلبة الجامعة أو الشباب الذين يشتغلون على الأدب أو لهم اهتمامات أدبية وأرى فيهم مشاريع جديدة لهذا البلد ومن المفروض أن يتواضع بعض الكتاب الكبار لأن الأساس في المبدع أن يكون متواضعا ويفترض فيه إدراك تجارب الحياة والاستلهام منها ومحاربة ثقافة الكره والحروب غير مجدية.
في هذا البلد الكثير من التجارب الشابة التي أراها تبر بالأمل والمستقبل، في نهاية الأسبوع، مثلا على هامش تكريمي من طرف اتحاد الكتاب، سمعت قصائد لشباب غير معروفين إعلاميا لكنهم إبداعيا أحسن من الكثير رغم انتشارهم إعلاميا.

جميلة زنير: ”لم يقدمني أحد وأرفض تقديم الآخرين”:
في زماننا كنا نحترم من سبقنا في التجربة كنا نرى الطاهر وطار وبن هدوقة قامات نتقبل أراءهم وانتقاداتهم لكن بعد هذا الجيل جاءت أخرى خاصة بعد فترة الحركات الإسلامية، انهارت كل قيم الاحترام والتوقير حيث صرنا نسمع أجيال تقول إننا ولدنا من فراغ نحن لا نقبل الأبوة. ولكن يبقى أن نقول إن الكاتب لا يقدمه الآخرون ولا يمكن لكاتب أن يفرض كاتبا آخر في الساحة مهما بلغت شهرته كل تجربة تفرض نفسها، والشيء الذي يمكنه أن يجعلك تنتزع مكانتك هي جودة قلمك فقد يغطى عليك الآخرون لفتر وزمن معين لكن التجربة كفيلة بأن تجعل نصوصك تفرض نفسها في الساحة دون مزية من أحد لذا فأنا لم يقدمني أحد وأرفض أن أقدم غيري وكنت دائما أقول للشابات اللواتي يقصدنني وحتى الشباب نصوصكم هي التي تقدمكم للآخرين فلا أحد انطلق بلا تجربة.

-عمر ازراج: ”التقديم مسألة شكلية”:
أولا الكاتب والأديب الموهوب الحقيقي لا يقدمه للناس إلا إبداعه لنصوصه أما هذه العلاقة الأخوية التي تربط ما بين الأدباء فهذه عادة لا يخلو منها بلد ويتم العمل بها في كل الدول حيث يقوم كاتب معروف بتقديم ومساعدة كاتب ناشئ يشق طريقه والتعريف به أمام القراء بدون عقدة لا من طرف الكاتب المكرس ولا الكاتب الشاب، لأنه في المجتمعات المتحضرة والتي يوجد فيها أدباء متحضرون، الكتاب المكرسون يقومون بفتح بيوتهم ومجالسهم للكتاب الشباب كما كان بيت العقاد مفتوحا وكما كان باب الشاعر الكبير عبد الرحمن الخميس مفتوحا، حيث كانوا يساعدون الكتاب الشباب وينفقون عليهم حتى ماديا ويساعدونهم معنويا بالنشر في الجرائد والمجلات، في الجزائر نقيم في جزر معزولة عن بعضها البعض ولا تلتقى، وإذا حدث أن التقت بفعل زلازل الزمن فإنها تغمر بعضها البعض وتطمس بعضها البعض، حسب تجربتي هناك الكثير من الشعراء الشباب الذين طلبوا مني تقديم مجموعاتهم لكن كنت في كل مرة أرفض بدبلوماسية لأنني كنت أعرف أن التقديم سيكون له عكس المراد منه حيث يرى فيه البعض محاولة لفرض الأبوة والبعض الآخر محاولة لفرض الوصاية على هذا أو ذاك، وقد يرى فيه صاحب الديوان أنني المايسترو الذي يقدمه للناس، في الواقع الأدباء الشباب اليوم هم أكثر حضنا من الأدباء المكرسين من حيث فرص النشر والوصول إلى وسائل الإعلام حيث أن أغلبهم يعملون في الإعلام أو لديهم علاقات نافذة مع الأقسام الثقافية، كما أن وزارة الثقافة، عن طريق صناديق الدعم، تنشر لهم، وأقول بصراحة إن المكرسين هم الذين سيطلبون من الشباب تقديمهم للناس، لكن من جانب آخر أقول إن التقديم هي مسألة شكلية تماما فقد وجدت في بدايات حضن سهيل إدريس وعدد من الكتاب العرب مدرسة استفدت منها دون أن أرى في ذلك محاولة لفرض الوصاية لكن هذا غير ممكن الحدوث الآن لأن الساحة الثقافية في الجزائر مريضة ومحاصرة بانفلاتات، خلافات، قطائع و حروب غير مبررة والعداوات المجانية التي لا تسمح بنمو ثقافة الحوار وتلاقح التجارب، فالساحة الثقافية نقلت إليها أمراض السياسة وصار البعض عندما يعجز عن صنع تاريخه يستولي على تاريخ الآخرين.

-ميلود حكيم: ”نحن نفتقر إلى تقاليد أدبية تقوم على الاحترام المتبادل”:
تقديم الكتّاب لبعضهم البعض تقليد معروف ومتعامل به في كل دول العالم، حيث يلجأ الشاب لكاتب مكرس يقدمه للقراء من باب البحث عن باب الدخول للساحة عن طريق أسماء لها خبرة وتجربة، ويقوم الكتاب المكرسون بهذه الخطوة كنوع من الرعاية الأدبية وحتى يلفتوا الانتباه لتجارب جديد قد يكون لها شأن وحضور في المستقبل في عالم الإبداع والكتابة، وهذا عن طريق تصويب تلك التجارب وقام بها كبار الكتاب مثل إليوت، الذي قدم إحدى قصائده المشهورة إلى شاعر أمريكي صوبها فقبل إليوت النقد والملاحظات التي قدمت له.
في الجزائر ليست لنا تقاليد إبداعية ولا ثقافية تقوم على الاحترام وتبادل التجارب والخبرات وتثمين المسارات، ساحتنا للأسف طاعنة في الخلافات ومحاربة البعض للبعض دون أسباب واضحة ولا تعترف للأسف بالغير. الساحة فيها أباء عاقون لا يقدمون الرعاية للأبناء وأبناء لا يحترمون الآباء. ليس هناك حوار بين التجارب، في الجزائر هناك عطب ما لا نجد مثلا كتاب يتبنون تجارب مثلما كان يفعل ادونيس ونجيب محفوظ أو يوسف القعيد الذين كانوا يرافقون تجارب شابة حيث ارتبطت أسماؤهم بأسماء أخرى رافقتهم وكانت تسهر معهم وتدخل معهم الصالونات الأدبية حتى صارت هي الأخرى لها اسمها في الساحة نحن، اليوم، بحاجة إلى إعادة بناء الساحة الأدبية والثقافية على الحوار وتقبل الزاخر وخاصة تقبل النقد والتواضع.
_______
* (الفجر) الجزائرية. 

ايمان 
25/03/2013
الكتاب العرب وبعض ممن يعتبرون انفسهم من الادباء معضمهم ضد أن يأتي جيل شاب بأنفاس جديدة وثقافات حديثة لاترتبط بهؤلاء القدماء لا من بعيد ولا من قريب وهذه حقيقة يعاني منها الكثير من الاصوات الشبابية التي في معظم الاحيان يصابون باليأس نتيجة التعتيم على اعمالهم ونشاطاتهم وهذا بسبب الاعلام ودور النشر التي لا تأخذ بيد هؤلاء كمجربين لانهم لايثقوا الا بألاسماء الطنانة الرنانة والتي هي اساسا من صنع جيل سابق محدود فكريا يشتر ويدور في نفس دائرة هؤلاء وماحدث وما يحدث الان أشبه بسوق صيني أعتاد الناس أن يبتاعوا حاجاتهم الرخيصة منه!! ناهيك عن العلاقات الشخصية ومايدور خلف الكواليس الثقافية من وساطات واحيانا رشاوي تقديرية !!! لن يخرج العالم العربي والوسط الثقافي من عزلته مالم يدرك الشباب المثقف والمعنيين ضرورة الخروج من عباءة القديم والتأثر والتأثير من النمطية التقليدية ومالم يفرض هؤلاء الشباب أنفسهم ليس عن طريق النشر فقط بل عن بذل جهود وأقامة صالونات أدبية مشتركة ليس الهدف منها التسويق لناطاتهم بل لتداولها ومناقشة أفكارها ومن ثم يأتي النشر كعامل مساعد لتعريف الجمهور بهم !! مشوار الالف ميل يبدأ دائما بخطوة جريئة !!!


http://www.alittihad.ae/details.php?id=12206&y=2008


صدرت ''جمعية أهل البيت للثقافة والفنون'' بالجزائر والتي يرأسها الشاعر أبوبكر زمال كتاباً بعنوان ''مدن كاتبة'' بالتعاون مع الوزارة المنتدبة المكلفة المدينة، وقد كتب الوزير عبد الرشيد بوكرزازة مقدمة الكتاب، وقال: ''إن روح كل مدينة تستقي مقوماتها دوماً من بريق شوارعها ومن هندسة عماراتها ومن مذاق أطباق مطابخها، وتستقي المدينة أيضاً عروق ذاكرتها من خيال أدبائها وإنجازات علمائها ومن طموح شبابها''.
جمع ''أهل البيت'' في الكتاب أفضل ما قاله 31 أديباً وشاعراً في 12 مدينة جزائرية، بدءاً بقسنطينة التي نظم فيها الشاعر محمد العيد آل خليفة قصيدة جميلة من 49 بيتاً وفيها يفتخر الشاعر بتاريخ المدينة العريق وأبرز علمائها وقصورها وجنانها ومصانعها وجسورها المعلقة.
ها هي قسنطينة
أما الروائي الطاهر وطار فأطنب في وصف الحياة اليومية لسكانها وأبرز معالمها وشوارعها وحاراتها على لسان أبطال روايته ''الزلزال''، كما كتب عنها أيضاً الروائيون مالك حداد وكاتب ياسين وأحلام مستغانمي التي تصفها لحظة الوصول إليها بالطائرة بعد سنين من الغربة في بيروت: ''ها هي قسنطينة.. ساعتان فقط ليعود القلب عمراً إلى الوراء.. قسنطينة.. اشرعي بابك واحضنيني.. موجعة تلك الغربة.. موجعة هذه العودة.. دثريني ياسيدة الدفء والبرد معاً.. أجلي بردك قليلاً.. أجلي خيبتي قليلاً.. أنا آخر عشاقك المجانين، من هنا مرَّ سيفاكس وماسينيسا ويوغرطة وقبلهم آخرون تركوا في كهوفهم ذاكرتهم ونقشوا حبهم وخوفهم وآلهتهم وتماثيلهم ثم رحلوا''.
ونالت الجزائر العاصمة حصة الأسد من كتابات الأدباء حيث تناولها تسعة منهم في أعماله الروائية أو الشعرية، وهم: زهور ونيسي وعبد الحميد بن هدوقة وآسيا جبار وواسيني الأعرج ومرزاق بقطاش وجيلالي خلاص وعدلان مدِّي وعز الدين ميهوبي ورشيد بوجدرة، وأبدى بوجدرة إعجابه بالمعالم التي احتفظت بجمالها وشاعريتها ورونقها في تلك المنطقة الصغيرة من شارع زيروت يوسف والتي يحاذيها شارع حسيبة بن بوعلي غرباً وحديقة بورسعيد شرقاً، فقد ''حافظت هذه الواجهة البحرية على شيء من العتاقة والكبرياء فوجهُها المباني الفخمة من الطراز الاستعماري الفرنسي وقفاها البحر والميناء، بمبانيها الضخمة وواجهاتها المزركشة بالزليج الأزرق والأخضر. هذا الجزء من المدينة بقي آمناً مريحاً بعيداً عن ضجة الازدحام، المكان هادئ يسمح لعشاق البحر والميناء بقضاء أوقاتهم في النظر إلى البحر أو البواخر وكأنهم أصيبوا بالوجد والصبابة. في الليل تأخذ تلك الواجهة البحرية للجزائر شكلاً مريعاً من الجمال والساحرية''.
وعن تلمسان، إحدى أجمل مدن الغرب الجزائري، كتب'' شاعر الثورة'' مفدي زكرياء قصيدة جميلة من 82 بيتاً امتدح فيها جمالَ المدينة وتاريخها العريق باعتبارها كانت عاصمة للدولة الزيانية، كما وصف عيونَها وحدائقها وأزقتها ونعيمَ أهلها وأولياءَها الصالحين وعلماءَها، كما تحدث عنها محمد ديب، بينما كتبت مليكة مقدم وياسمينة خضراء عن مدينة بشار في الجنوب الغربي للجزائر ونظمَ عبد القادر الخالدي قصيدة شعبية جميلة عن مدينة البُليدة، وكتب الروائي الشهير مولود فرعون عن مدينة تيزي وزو، بينما امتدح الروائي أحميدة العياشي مدينة سيدي بلعباس غرب الجزائر في حين كانت مدينة أدرار، التي تبعد عن الجزائر العاصمة بأكثر من ألفي كيلومتر، مسرح قصة قصيرة ذات أحداث خيالية كتبها الحبيب السائح.
استقلال الجزائر
وكتب الروائي محمد ساري عن شرشال التي زارها لأول مرة صغيراً مع والده لاحتفال باستقلال الجزائر عن فرنسا في 5 يوليو 1962 فعلق ذلك في ذهنه: كانت المدينة كبيرة، بنايات عالية، متراصة، أمواج بشرية لا حصر لها، نزلنا وسط شارع طويل، أصبحتُ لا أرى شيئاً، الحرارة ملتهبة، أخذني والدي إلى منزل صغير، وسلم على رجال مسلحين (الثوار) فسلم لي أحدهم علبة شوكولاتة وعلماً صغيراً وقال لي: ارفعه فوق رأسك وقل تحيا الجزائر.
أما جميلة زنير فكتبت عن جيجل ونظم أبوالقاسم خمار قصيدة جميلة من 30 بيتاً عن بسكرة وامتدح نخيلها وواحاتِها وهواءَها العليل، وكتب القاص الراحل عمار بلحسن قصة قصيرة دارت أحداثها في وهران، عاصمة الغرب الجزائري، التي يعتبر الكثير من الجزائريين أنها تفوق عاصمتهم حسناً وجمالاً، وتطرق إليها أمين الزاوي في إحدى رواياته على لسان امرأة التحقت بالمدينة لأول مرة وبدأت تكتشف جمال شوارعها وعماراتها وساحاتها وشاطئها... وقالت إن ''غموض المدن كغموض الشعر''، بينما تساءل القاص والروائي عبد العزيز غرمول: كيف يمكنك رؤية وهران وهي ترسو داخل العتمة؟! هذه الباخرة الأسطورية التي تمضي كل البواخر إلى موانئ أخرى وتتركها رأسية في مكانها في انتظار مسافرين وأرواح مشاغبة أو يائسة تعبرها ثم تنساها على موانئ بعيدة.. أنا هنا أتأمل العصور، وأتسلل إلى خزانة العمر باحثاً عن صور قديمة لهذه ''الوهران'' فلا أجد سوى هذه التي تقف أمامي صاخبة ثائرة بلغات غير منطوقة، ناطقة بالصمت والحزن والعيون المسدلة. بعضٌ من الشمس وبعضٌ يتدلى على شرفات القمر وبعض يقول وبعض يتكلم، وبعض يسمع بشفتيه أغنيات الآخرين. هذه وهران.. أين وهران؟! للغد في وهران مواعيد أخرى وأمنيات باللقاء.





Le journal "El Watan " , continue sa campagne de dénigrement contre "Constantine Capitale de la Culture ARABE 2015 " , !...Mais cette fois ci dans sa caricature en dernière page de ce jour 23 Avril 2015 , il a dépassé les limites de l’intolérable! ! Même dans les pays les plus développés du monde ,personne n'aurait admis et toléré de telles insultes envers les Constantinois en particulier et les ARABES en générale ! Dire que c'est un " travail d'Arabe" est inacceptable ! D'ailleurs cette statue a été sculptée par un Portugais ! Et si ces ARABES boycottaient votre journal ! Dans ce cas , à qui ce journal attribuerait cette réaction légitimes des ARABES ! Que les ARABES boycottent ce journal partisan et régionaliste ,qui ne cesse de verser de l'essence dans le feu sera la meilleure réaction ! Mais , en agissant ainsi , ce journal pourrait subir le même sort d'Icare , de la mythologie Grecque !