السبت, 12 نوفمبر 2011
عدد القراءات: 177 التحديث ليس من الأولويات والتحايل في السكن موجود
يعترف السيد نور الدين بدوي والي ولاية قسنطينة بوجود أخطاء إدارية خلفت كوارث في قطاع السكن ويؤكد بأن التحايل في عمليات التوزيع الأخيرة موجود لكن تتم مواجهته بأكثر من طريقة ،كما يرى في حوار أجرته معه النصر أن مسألة التحديث لا تعتبر ضمن أولوياته كون الإستراتيجية الحالية تعتمد على الانشغالات الأساسية للمواطن معلنا عن تشكيل لجنة لدراسة المقترحات مع رفضه مبدئيا لمسألة بناء أبرا ج بحي باردو.
أجرى الحوار: نرجس كرميش وعمر شابي
تصوير:الشريف قليب
السيد نور الدين بدوي لم يخف حقيقة تأخر بعض المشاريع الكبرى و يؤكد أن أزمة المرور ستنفرج نسبيا شهر مارس بفتح جزئي لنفق جبل الوحش وبأنه يطمح لتمثيل الفرق المحلية لكرة القدم للجزائر قاريا معربا عن إعجابه بتشكيلة ومدرب فريق السنافر.
مرت سنة على تعيينكم على رأس قسنطينة أكيد أنكم تعرفتم خلالها على مشاكل قسنطينة، وهل كنت تتصورون أنها بمثل هذا التعقيد؟
كشخص مرتاح أنا وعائلي جدا بقسنطينة محظوظ من يكون على رأس قسنطينة التي جئتها لأول مرة كمتربص وأنا الآن مسؤول أول على تسيير شؤونها، كوالي وضعت إستراتيجية مبنية على المواطن، بدأتها بالاستماع إلى الناس ومحاولة معرفة انشغالاتهم بالخرجات و عن طريق الاتصال بالمواطن.
الزيارات لم تكن بروتوكولية بل كان هدفها هو الوصول إلى أعمق نقطة بالولاية قسنطينة بإيجابياتها وطاقتها وبنقائصها وسلبياتها.
ماذا وجدتم ،هل كانت الصورة صادمة؟
وجدت جوانب كثيرة يجب التكفل بها متعلقة بالمواطن أمور ذات طابع اجتماعي أدرجت كأولية، مرتبطة بالسكن، التشغيل الشباب والاستثمار و بتحسين ظروف معيشة المواطن بصفة عامة، فعندما ذهبت إلى بن شرقي عرفت حقيقة ما هو حاصل و ما العمل الذي ينتظرني ، وجدت أيضا أن شهادات الميلاد بقسنطينة تمنح بطرق يدوية و البطاقات الرمادية مكدسة بتعداد 7000 أو 8000 بطاقة، عندما أستمع للمستثمرين أجد مشاكل أخرى متعلقة بالبيروقراطية ، في بكيرة مثلا وقفت على وجود عائلات أقامت بنايات و إستفادات من الغاز والكهرباء دون أية وثيقة.
كما وجدت بسوطراكو و القماص نماذج مؤسفة.. مواطنون يقطنون بنايات تحتوي على الأميانت أي مسؤول لا يمكنه أن يتجاهل هكذا واقع ويهتم بأشياء أخرى .. عندما ذهبت هناك بكيت من شدة التأثر بالواقع المزري بسوطراكو الحي به معدل وفيات رهيب بالسرطان ألا يستحق هذا الجانب الاهتمام، بإمكاني أن أفتح جبهات أخرى ، فج الريح مثلا يعبر عن أن الأحياء القصديرية واقع لا يمكن إخفاؤه لا يمكن أن اكذب على نفسي وعلى السكان ، هذه وضعيات موجودة.. في كل حي في قسنطينة لا يوجد حتى فضاء للعلب هذا ما يطلبه المواطن، الأشياء البسيطة لا المشاريع الكبرى.. هذه هي التنمية المحلية التي أعرفها.نحن هنا للاستماع لانشغالات المواطنين وإشراكهم و الاستماع لآرائهم، فكرة تسوية الوضعيات الهشة كانت فكرة سكان حي جعفارو بعين عبيد ،طرحوا المشكل والحل في نفس الوقت .المسؤول هو من يستمع للمواطن ويشركه في الحل يجب احترام المواطن وجعله يحس بأنه محترم و بأنه قوة اقتراح ، أؤكد أن 99 بالمائة من البرنامج من اقتراح المواطن كان يجب البدء من هنا..
مائات الإستفادات من السكن الريفي حذفت من قائمة بني حميدان
نرى أنكم جعلتم من السكن أهم الأولويات وبوتيرة توزيع متسارعة خلفت حالات تحايل
الوالي وحده مستحيل أن يتابع أي مشروع وكذلك أي مسؤول أؤكد على دور المواطن ولجان الأحياء التي أصبحت مسؤولة أيضا ، التحايل موجود لكنه لا يمثل إلا 2 بالمائة، يجب أن نهتم بالنسبة المتبقية، من تحدثتم عنهم نماذج سيئة لكنها موجودة ، عندما لا تتخذ السلطات الإجراءات عندها نقول بأنه لم يحصل شيء، أقدم مثالا عن بلدية بني حميدان من هنا إلى الأسبوع القادم نعلن عن عدد الحالات الملغاة في قائمة السكن الريفي الأمر يتعلق بمائات الحالات التي تم حذفها لأن المتابعة صارمة ولأن برامج العقود مع لجان الأحياء ليست عبث، ملفات التحايل تحال على العدالة مع تحميل ممثلي السكان المسؤولية ، لا ننسى أن هناك لجان لدراسة الملفات ولجان للطعن، وأهم شيء هو إقحام لجان الأمن على مستوى الدوائر في العملية حتى تكون التحقيقات الأمنية حلقة مهمة في العمل، يجب أن يعلم المواطن أن التحقيقات تتم على في أكثر من جهة.
لكن نسبة الخطأ ليست بالحجم الذي يجعلنا نقلق أو نشكك في فعالية الإجراءات توجد حالات خاصة مثلا هناك رئيس لجنة "مريب" إرتكب الكثير من الأخطاء تقررت مقاضاته.
سكان الأحياء المعنية يتحدثون عن مستفيدين من ولايات مجاورة، ما مدى صحة ما يقال؟
نعم وصلتنا أصداء حول دخلاء من ولايات أخرى لكن أؤكد أنه بين مراحل الإحصاء والسحب وتحقيقات الأمن تتم التصفية، مثلا هناك لجنة حي حذفنا لها 40 حالة، المحاولات موجودة.هو عمل يتم تدريجيا في كل مرحلة تتم والغربلة.
يتحدث ملاحظون عن حصول نوع من التساهل في إعداد القوائم؟
إطلاقا عندما نقوم بعملية دقيقة وصعبة كهذه يجب أن نستعمل الذكاء في تسيير ملف ليس بالسهل الأمر يتطلب الشجاعة ، ومجرد التعامل مع لجان الأحياء القصديرية هو شجاعة في حد ذاته ، لأنها سابقة ، أما الدخلاء نحاربهم، ففي حالة سوطراكو وجدنا من لديهم سكن وجريدتكم تطرقت للأمر، لن أتواطأ مع المتحايلين لأنني أعلم بأن 99 بالمائة يحتاجون للسكن فعليا وهم في وضعيات لا تحتمل السكوت أو بالتأجيل أما الفئات الأخرى أنا بصدد محاربتها وبكل الطرق.
هل أنتم متأكدون بأنكم بهذه الطرق ستكسرون حالة الشك التي طالما راودت المواطنين كلما تعلق الأمر بالسكن وعدم الثقة في من يعدون القوائم؟
المشكل في بلادنا ليس البرامج بل الثقة كيف نعطي لمسة الثقة، فتحنا ملفا صعبا وهو إعادة هيكلة 10 آلاف وحدة سكن هش لإعادة بنائها الملف في طريق التجسيد مثل هذه الخطوات خطوة في اتجاه كسب الثقة
ألا تخشون أن يحول مشكل العقار دون إنجاح مختلف البرامج التي أعلنتم عنها او شرعتم في تطبيقها؟
لا يوجد مشكل نحن كسلطات محلية نشكل قوة اقتراح، فكرة الحيازة انطلقت من و طبقت تحديدا بزيغود وبني مستينة لم يكن لنا سند قانوني، الآن الحيازة أدرجت في قانون المالية الجديد وتحولت إلى إجراء وطني.
هناك من يقول أن إقحام الجمعيات بهذا الشكل في ملف السكن ليس له سند قانوني ويشكل مخاطرة؟
فعلا لا يوجد سند قانوني، لكن قانون الجمعيات يعطي الحق للجمعيات بأن تكون لطالما جعلنا من لجان الأحياء قوة تظلم حان الوقت إلى الانتقال إلى المشاركة، وبالنسبة لما أسميتموه مجازفة أقول بأن الجمعية مكونة من ثلاثة أو أربعة أشخاص، وعندما يكون دورها بهذه الفعالية تكون تحت المجهر .
في بلديتي حامة بوزيان أو بني حميدان من تحرك هم المواطنون لا بد من إدماج المواطن في المسؤولية عن طريق لجان الأحياء التي لها من يراقبها أيضا وتصبح بذلك الانشغالات هاجسا جماعيا.
لكن تفشي ثقافة التحايل خاصة في السكن تصعب في عملية محاصرتها وربما يحصل تواطؤ على مستويات عدة؟
من لا يجازف لا يحصل على نتيجة كان يجب التحرك، السكان يقولون بأنهم أطلعوا بأن الإزالة تتم نهاية السنة الجارية أنا قلت الحقيقة، عندما جئت إلى قسنطينة وجدت 127 سكنا جاهزا فقط، يجب أن نكون صرحاء مع المواطن ، هي سابقة على المستوى الوطني قمنا بها على أساس خصوصيات الولاية.
وزعتم أكثر من 8000 سكن في ظرف يقل عن الشهر والعملية جرت في ظروف عادية نسبيا ، لكن التوزيع يمتد إلى 2014 ألا تخشون حصول اضطرابات حول البرمجة والأوليات؟
المستفيدون لديهم وثيقة استفادة يعرفون رقم العمارة والشقة ولا يوجد تأكيد أكثر من هذا ولم التخوف إذا ، لدينا 14 ألف سكن جاري الإنجاز بها، إلى نهاية 2012 تسلم المشاريع بأكملها، المواطن إذا تعاملنا معه بالملموس يصدقن. السكنات ستوزع بكاملها قبل 2014.
عندما جئت إلى قسنطينة وجدت 127 سكنا جاهزا فقط
السكن الريفي أيضا متوقف تقريبا عند قرارات الاستفادة وقد قدم المجلس الولائي أرقاما مخيفة تشير إلى76 بالمائة من الإستفادات غير المجسدة
السكن الريفي شابته بيروقراطية عطلت تجسيده، وقد تم منذ تعييني بالولاية توزيع أكثر من 4000 مساعدة، كيف لنا في أربعة أو خمسة أشهر أن نجسد برنامجا بهذه الأهمية ، لكن هذا لا يعني بأن عملية البناء لم تنطلق، لقد حصل ذلك في عين عبيد مثلا، أين بلغ بعض المستفيدين مرحلة البناء وآخرون سيباشرون ذلك قريبا، لكن هناك فئة ليست لديهم أراضي، هؤلاء وجدنا لهم الحلول، منهم من سيبنون في نفس المكان الذي يقطنون به حاليا عموديا، ومن ليست لديهم هذه الإمكانية قمنا بدراسات لخلق مجمعات صغيرة في مواقع أخرى ، لكنني متفائل لأن قسنطينة ليست ولاية ريفية أنا شخصيا قمت بمساع شاقة للحصول على السكن الريفي ورفع الضغط وتحصلنا على حصص إضافية، تمكن على الأقل من ضمان استقرار من هم في الريف.
تحاولون علاج أزمة السكن بمختلف الصيغ هل لديكم الأدوات لتحقيق ذلك بالإمكانيات الحالية؟
تحصلنا على 20 ألف سكن منذ مجيئي منها 13 ألف سكن انطلقت فعليا و 5000 فقط لم تنطلق بها الأشغال، إلى نهاية السنة لن يبق أي سكن غير منطلق الأشغال، كل الفئات تدخل في إطار الإستراتيجية ليس فقط القصدير هناك الطلب الاجتماعي أيضا ، البرنامج متكامل فعندما تسوى مشكل الشاليهات التي يقطنها أكثر من 100 ألف مواطن، هذا يمكن من امتصاص نسبة كبيرة من الطلب الاجتماعي خاصة وأن التوزيع تم على أساس الأسر لا بعدد الشاليهات، إضافة إلى الصيغ الأخرى وهذا بالموازاة مع الحصص الإجتماعية.
لكن قسنطينة معروفة بضعف وسائل الإنجاز كيف تحققون هذه الأرقام؟
إذا لم تتوفر مؤسسات محلية لدينا المؤسسات الأجنبية هناك مؤسسات صينية وتركية في البرنامج الجاري، في جانفي القادم يحضر وزير السكن ليضع حجر الأساس ل18 ألف سكن وهذا أمر مهم جدا يجعلنا نتأكد بأن ما سطرناه قد تعدى مرحلة الفكرة.
العديد من التعقيدات عطلت مشاريع السكن التساهمي وخلقت الجدل حول أسعار الشقق وممارسات كثيرة جعلت مكتتبين يتحدثون عن مرقين فوق القانون
لا يوجد مرقي فوق القانون المسؤولية مشتركة بين المواطن والمرقي المكتتبون لديهم مشاكل يطرحونها و المرقين عندما نستمع إليهم نجد أن لهم أسبابهم ، الإدارة أيضا مسؤولة و بشكل أكبر لأنها وضعت برنامجا دون توفير الوسائل اللازمة، الأمور ستتغير في صيغة الترقوي المدعم.
السكن التساهمي في قسنطينة كارثة مشاكل قسنطينة مشتركة هناك عدة متدخلين المرقي والإدارة والجزء الأكبر تتحمله الإدارة لأنها تراقب أرى أن لها المسؤولية الكبرى في عدم تجسيد البرنامج لان الصيغة معقدة وذكية، انا من خلق هذه الصيغة التساهمية ، هي تركيبة ذكية العيب في التجسيد.
هل اتخذتم إجراءات ضد مسؤولين وإداريين ومرقين؟
اتخذنا إجراءات ضد المرقين وإجراءات عقابية ضد المشرفين على هذا النوع من المشاريع فشلوا في مهمتهم وتم كذلك استبعاد مسؤولين لم يقوموا بدورهم.
لكن مشاريع الترقوي المدعم ستمنح لنفس المرقين
صحيح هناك مرقين لم يكونوا في المستوى أنا قلت ذلك أكثر من مرة ، في الترقوي المدعم الأمور تتغير
من تأخروا في التساهمي لن يحصلوا على حصص جديدة في المدعم البرنامج ينجح هذه المرة.
متى توزع أول حصة؟
في ظرف عام ونصف أو سنتين على أبعد تقدير المشاريع وزعت والبرنامج يسير بشكل جيد.
استبعاد مسؤولين لم يقوموا بدورهم في السكن التساهمي والترقوي المدعم يوزع في ظرف سنتين
ترميم المدينة القديمة تأخر لسنوات ويكاد يصبح دون جدوى في ظل معدل الانهيارات الحاصلة والتدهور الكبير في نسيج عمراني متشابك؟
الدراسة الخاصة بالترميم بلغت مرحلتها الأخيرة ، عندما تكون لدينا دراسة منتهية كل شيء يتم بشكل صحيح،المخطط يعطينا إستراتيجية التكفل، هناك أموال ضخمة للمدينة القديمة ، نهاية الشهر تنهى الدراسة، احتياجاتها 3000 مليار سنتيم، لكن الأشغال الإستعجالية تتطلب 26 مليار سنتيم، وستتمثل التدخلات في رفع الركام وفتح الطرقات قبل أن تأتي مرحلة الترميم التي يشرف عليها ديوان مختص بمنهجية احترافية تنفذها خبرات جزائرية و أجنبية. عندما تكون الأمور مدروسة ومضبوطة علميا النتيجة تكون جيدة.
التحسين الحضري أيضا من الملفات المعقدة والتي انتهت بنتائج كارثية وبأشغال تفتقد للذوق والجودة
هي مسؤولية مشتركة توجد عيوب كثيرة في التحسين الحضري لكن هناك أشغال أنجزت بطريقة جيدة، هذا لا يعني أنه لا توجد مشاكل لها علاقة بالتنظيم وبنوعية المؤسسات وبالمتابعة، حضرنا ملفا للتكفل بإعادة تأهيل تحصيصات و أحياء قسنطينة.
التحديث كان موضوع جدل كبير وقطع أشواطا معتبرة في مرحلة الإزالة لكن منذ مجيئكم يبدو أن الملف قد طوي أو أجل
لا لم يؤجل لدينا أولويات ، العصرنة التي اعرفها هي الترامواي والجسر العملاق، أما باردو فقد شكلنا لجنة لدراسة المقترحات
نرى أنك لست متحمسا للأمر
أفضل أن أركز جهدي للتكفل بما هو اقرب لانشغالات المواطن هناك لجنة لدراسة الملف لنرى إلى ماذا سيفضي هذا العمل، ولكن البرنامج الأساسي هو المواطن، يجب أولا حل مشكل باردو هناك أشخاص لم يعوضوا لقد تحصلنا مؤخرا على الأموال الخاصة بالتعويض بعد معركة كبيرة .
أترى أنه من الصواب إزالة فيلات في ولاية فيها أزمة سكن؟
هذا الوضع موجود، ما علينا إلا أن نفكر في طرق المعالجة الأحسن للملف كيف نحل مشكل المستحقات ونعوض الناس، لا يمكنني أن انطلق في برنامج أو مشروع ما دام الملف لم يطهر مائة بالمائة. أنا شخصيا لست ممن يرون أبراجا في باردو أفضل فضاء للتنزه والترويح عن النفس على شاكلة ما هو موجود في الولايات المتحدة من حضائر، ليس الألمان أو غيرهم من يحددون شكل التحديث، قد يقول المختص الألماني أو الإيطالي رأيه لكن نحن نعمل انطلاقا من واقع، قسنطينة مدينة تفتقر لأماكن للتنزه، تلقيت رسالة مؤثرة من طفلة صغيرة تتحسر على انعدام فضاءات بالمدينة وتقول أنها تقصد باتنة او سطيف للتنزه، المواطن يبحث عن أشياء بسيطة لا أكثر.
لست ممن يرون أبراجا في باردو
ماذا عن مشروع قصر المعارض؟
عندما وصلت إلى قسنطينة لو كنت وجدت مشروعا لأكملته لكن عدا ذلك أنا طريقتي لها علاقة مباشرة بالمواطن لا أفكر لوحدي بل مع مختصين، بين الفكرة والدراسة فرق كبير.
يتحدث الكثيرون عن صعوبة أن تكون واليا في قسنطينة، و يشيرون إلى أن هناك قوى خفية و جماعات ضغط تفرض منطقها على المسؤولين، هل وجدت من يمارس هذا الضغط، و ما مدى تأثير ذلك على عملك منذ عام تقريبا؟
لم ألاحظ حتى الآن وجود مثل هذه الجماعات و أعتقد أنها موجودة في كل مكان، لكنني أعمل على مواجهتها أو التقليل من تأثيرها بالصرامة في تطبيق القوانين، و أعتقد أنني أستمد قوتي من قوة الدولة التي أمثلها و أعمل على تطبيق سياستها و قوانينها، و حتى إذا كانت هذه اللوبيات موجودة فعلا، و هي في كل مكان و هناك دائما أشخاص طيبون و آخرون يريدون استغلال النفوذ، و كلما كان المسؤول قويا كلما تناقص تأثير تلك الجماعات.
يذهب البعض من القائلين بصعوبة قسنطينة إلى الحديث عن منجزاتكم في ولاية سطيف و يقولون أن مناخ العمل و الإستثمار تحديدا مختلف بين المدينتين، بل و هناك من يقول أن "ناس سطيف" بسلوكاتهم يشجعون على التنمية الإقتصادية لمنطقتهم عكس "ناس قسنطينة" هل وجدتم ما يدعم و يؤكد هذه المقولات؟
عملت في سطيف و في غيرها من الولايات منذ أن كان عمري 34 سنة و كل منطقة فيها خصوصيات، و لكن قسنطينة كولاية "تستهل" أي تتطلب أن تكون جديرا بتولي منصب المسؤول الأول فيها، لديها من الطاقات و الخصوصيات ما يجعلني قادرا على العمل فيها دون عوائق و ربما أحسن من سطيف.
في مجال الاستثمار يبدأ العمل بجعل المطالب عادية فعندما يكون لديك قلم واحد و هناك خمسون شخصا يرغب في الحصول عليه يكون الأمر صعبا أما عندما يكون لديك خمسون قلما فالمهمة تكون أسهل و قد بدأنا العمل بتوفير الظروف و المناخ المناسب للإستثمارات، و لما يفهم الناس جيدا قواعد العمل يسير كل شيء بصفة عادية.
أعتقد أنه من العبث أن نقوم بإسكان الناس و منحهم مرافق و هياكل و ننجز مدنا بكاملها مثل علي منجلي و غيرها من التجمعات السكنية، ثم نتركهم دون عمل و لا شغل، توفير فرص العمل هو التحدي الكبير في القرن الحالي و علينا أن نكون أكثر ذكاء و حنكة في التعامل مع المطالب الخاصة بالموضوع، تأثير ذلك سيكون مدمرا على المجتمع و قد فكرنا في الكثير من المشاريع الاستثمارية، و لدينا مشروعان لمنطقتين صناعيتين جديديتين و سيكون فيهما فرص كثيرة للعمل، و أعدكم بأنه سيكون في قسنطينة ما هو أحسن من "كارفور" المشروع التجاري الذي كان منتظرا بقسنطينة منذ سنوات، ثم لماذا "كارفور" بالتحديد؟.
لدينا مشروع بناء فندق ضمن سلسلة ماريوت بخمسة نجوم. لكن قطاع الخدمات بصورة عامة مجال صغير للنشاط نحن لدينا إستراتيجية لبعث قطب الصناعات الميكانيكية في قسنطينة بنظرة جديدة و قد عبرنا عن المشروع في صيغة عامة بمناسبة تظاهرة حول الموضوع نظمتها جامعة قسنطينة و مديرية المؤسسات الصغيرة و المتوسطة.
من العبث أن نقوم بإسكان الناس و ننجز مدنا بكاملها ثم نتركهم دون شغل
سمعنا أن قسنطينة كان لديها برنامج و مشروع لميناء جاف في منطقة أولاد رحمون ثم تبين أن المشروع تحول إلى منطقة شلغوم العيد فهل خسرت قسنطينة الرهان؟
تدخل الأمين العام لولاية قسنطينة الذي كان حاضرا طيلة اللقاء و قال أن الميناء الجاف لا يزال فكرة مطروحة على طاولة المسؤولين بقسنطينة، فقط تبين أن القطعة الأرضية التي كانت مقترحة من قبل لم تعد شاغرة وقد تم اقتراح تخصيص قطعة بديلة عنها و لا يزال الشركاء الأجانب من الإماراتيين الذين يسيرون ميناء جنجن في مرحلة تقييم عرض قسنطينة.
و عاد الوالي ليقول أن قسنطينة ما زالت تدافع عن ملفها الخاص بإنشاء ميناء جاف و يعود تقدير الأمر للمسؤولين على المستوى الوطني، مضيفا أن السلطات تفكر أيضا في كيفيات تعزيز قدرات و مكانة قطب الصناعة الصيدلانية الناشيء في قسنطينة إلى جانب قطب الميكانيك و سوف نوفر كل الشروط و الظروف المناسبة لتحقيق النمو في هذا المجال.
أود بالمناسبة أن أقول أن قسنطينة تبقى مفتوحة لكل مبادرات الاستثمار من المتعاملين الوطنيين أو الأجانب و سيجدون كل التسهيلات و التشجيع لتجسيد مشاريعهم.
يعتبر سوء وضعية النقل من أكبر المشاكل التي تواجه المقيم و الزائر لقسنطينة و من النقاط السوداء البارزة فكيف ستعالجون الوضعية؟
لقد كشف فتح الجزء الشرقي من الطريق السيار شرق غرب فعلا أن قسنطينة هي نقطة جذب و قطب للحركة في كامل منطقة الشرق الجزائري، قبل فتح الطريق كانت المركبات تقصد قسنطينة من كل الولايات لكنها تصلها في أوقات متباعدة، الآن مع فتح الطريق صارت المركبات تصل جميعها في وقت واحد تقريبا و هو ما يكشف عن الحاجة الملحة إلى إنهاء الشطر الخاص بولاية قسنطينة من الطريق السيار الذي هو في الحقيقة مجرد طريق اجتنابي بالنسبة لمدينة قسنطينة، وليس كبقية الولايات، في سبيل معالجة الوضعية و الإسراع بتنفيذ الحلول التي تقضي على أصل الإختناق بذلنا مجهودات مع وزارة الأشغال العمومية، و قد سمحت تدخلاتها مع المجمع الياباني "كوجال" بتعزيز قدرات الإنجاز في المحور بين جبل الوحش و زيغود يوسف من حيث تركيز العمل في ورشاتها على محور ولاية قسنطينة الذي سيتم استغلاله إلى غاية بلدية زيغود يوسف. و أعتقد أنه يمكننا فتح جزء من مقطع الطريق السيار في منطقة جبل الوحش خلال فترة 05 أو 06 أشهر فتحا جزئيا باستغلال نفق واحد في الاتجاهين و بصورة مؤقتة. و من المتوقع حسب التأكيدات التي تلقيناها من الوكالة الوطنية للطرق السريعة أن يتم فتح الطريق بحلول شهر مارس 2012، و هو ما يساعد كثيرا على التخلص من حالة الاختناق، و صعوبة الحركة بمدينة قسنطينة، كما أننا سنطلق مناقصة لاختيار مكتب دراسات يقوم بإعداد مخطط لتسيير النقل.
مثلما تأخر فتح شطر قسنطينة من الطريق السيار، هناك تأخر في مشروع المدينة الجامعية الجديدة بعلي منجلي، بل يتحدث البعض عن تجاوز الشركة الصينية المكلفة بالإنجاز للحدود العقارية التي تشغلها المدينة الجامعية مما نجم عنه نزاع بلغ إلى القضاء؟
في المدينة الجامعية لدينا مشكلة الشبكات و القنوات من شبكات للمياه القنوات الخاصة بالصرف الصحي و لدينا لجنة مكلفة بمتابعة الموضوع ستكون غدا في العاصمة للاجتماع مع مسؤولين بوزارة المالية بهدف معالجة المشكلة، ولا أعتقد أن هناك تجاوز للمساحة العقارية فالصينيون في مجال البناء يلتزمون بالحدود العقارية الموجودة في المخطط الخاص بالمشروع، حقيقة هناك تأخر في المشروع و ستكون المدينة الجامعية جاهزة للاستغلال مع بداية الموسم الجامعي المقبل.
لدي رغبة في رؤِية فريق كرة قدم من قسنطينة في منافسة قارية
برزت في سطيف مساعيكم لتشجيع و دعم فريق كرة القدم هل تتابعون الفرق القسنطينية و ما هو الفريق الذي تشجعونه؟ هل أنت "سنفور" أم "موكيست"؟.
أنا رياضي أتابع الفرق المحلية لكرة القدم في قسنطينة و هي ثلاثة إثنان في قسنطينة و الثالث فريق جمعية الخروب، و أشجع أحسنها و قد تابعت المقابلة الأخيرة لشباب قسنطينة قبل تلك التي في العاصمة دون جمهور و قد أعجبني أداء الفريق كمجموعة متكاملة و متناسقة و لا أستطيع أن أقول لكم أي لاعب أعجبني فقد كنت معجبا بالفريق ككل، كما أتابع مقابلات الفريقين الآخرين في كرة القدم و أهتم بوضعيتهما.
و في الميدان الرياضي بصورة عامة نعتمد على الدعم الذي يقدمه المحيط الاقتصادي تماما بنفس الطريقة التي عملت بها في سطيف، و مادام لدينا مخطط لجلب الاستثمارات أرى أن المشكلة لن تكون مطروحة ، بينما الرغبة الحقيقية تكمن في رِؤية فريق من قسنطينة ضمن منافسة قارية، كنت في سطيف أرى بوضوح مدى تأثير أن يلعب فريق من أية ولاية في منافسات قارية و يخرج الشبان في ولايات بعيدة يرفعون العلم الوطني و يبتهجون بما حققه الفريق الذي يكسب جماهيرية وطنية، أرغب فعلا في دعم الفرق الرياضية المختلفة و مساعدتها على تحقيق نتائج في مستوى الطموحات و تليق بقسنطينة المدينة الكبيرة التي تستحق أن يكون لها فريق كرة قدم في مستواها.
في مجال الشباب و الرياضة أيضا وضعنا مخططا لإنجاز ملعب معشوشب في كل بلدية، و بالمناسبة فإن صيانة العشب الإصطناعي للملاعب تكون حسنة إذا قام بها أهل المدينة و المثال العشب الطبيعي لملعب 17 جوان الذي صار من أحسن الملاعب على المستوى الوطني لأن هناك فريق من قسنطينة يتولى السهر على صيانة العشب الطبيعي للملعب و يحب ما يقوم به من عمل و يتقنه، و بفضل ذلك صارت لدينا الآن خبرة في الموضوع نستغلها لتغطية الملاعب المغطاة بالعشب الطبيعي في كل البلديات.
http://www.annasronline.com/index.php?option=com_content&view=article&id=24647:2011-11-12-19-13-32&catid=35:2009-04-13-14-10-18&Itemid=2