هل تعلم أن أصل كلمة العجار هو أن أحد الأشخاص كان له جار ينظر إلى زوجته نظرات غير بريئة 😎😉فأخذ
الرجل زوجته للخياط وقال له خيطلي قماش يستر الوجه فقال له الخياط علاه؟
فقال الرجل باه نسترها عالجار (عجار) ومنذ ذلك الوقت أصبح يسمى عجار 😂😂
لمايديرش جام تروح عليه قصة القشابية
#نخطيكم اناا تضيعو علابالي😌😊
لمايديرش جام تروح عليه قصة القشابية
#نخطيكم اناا تضيعو علابالي😌😊
راك في قسنطينة
رئيس الدائرة قرّر إخلاءها و أمر بترحيل 8 عائلات
التفاصيل نشر بتاريخ: الأحد، 21 تشرين1/أكتوير 2018 21:52
سقوط أجـــزاء من عمـــــارة بشارع بلوزداد وسط المدينة
تعرضت، ظهر أمس، عمارة قديمة واقعة بشارع بلوزداد بوسط مدينة قسنطينة، إلى انهيار جزئي بإحدى واجهاتها المتضررة، من دون تسجيل أية إصابات، غير أن الأمر خلف هلعا كبيرا وسط سكان البناية، فيما تدخل رئيس الدائرة و قرر ترحيل 8 عائلات نحو شقق جديدة.
و تفاجأ سكان العمارة رقم 28 الواقعة بنهج كروش عبد الحميد، بسقوط أجزاء كبيرة منها على الأرض، مخلفة تشققات و تصدعات، حيث باتت البناية مهددة بالسقوط في أية لحظة، و بالرغم من الهلع الكبير الذي خلفته الحادثة وسط القاطنين، غير أنهم لم يغادروا مساكنهم و لم يستجيبوا لتحذيرات مصالح الحماية المدنية و كذا رجال الأمن، الذين التحقوا بالمكان مباشرة بعد وقوع الانهيار، و طالبوا من السكان إخلاء العمارة.
و على إثر الحادثة، تنقل رئيس دائرة قسنطينة عز الدين عنتري، إلى المكان و تحدث إلى السكان و طالبهم بالشروع في جمع أثاثهم و أغراضهم، من أجل ترحيلهم إلى شقق جديدة، بصفة استعجالية، حيث من المفترض حسب ما أكده المسؤول في عين المكان، أن يتم ترحيل 8 عائلات، في الوقت الذي رفضت فيه إحدى العائلات المغادرة، و بررت ذلك بأنها تتكون من أكثر من أسرة، حيث طالبت بمنح كل منها شقة على حدة.
و حسب ما علمناه في المكان، فإن العمارة تضم 10 شقق، منها 4 بيوت مأهولة بالسكان و شقق أخرى تستغل كمكاتب لمحامين، فيما قامت السلطات بغلق الشارع المحاذي للعمارة، خاصة أن خطر سقوط الحجارة أو انهيار أجزاء كبيرة منها لا يزال قائما بشدة، و للعلم فإن هذه العمارة كانت قد تعرضت لتشققات و تصدعات منذ عدة سنوات، و وضعت مصالح بلدية قسنطينة لافتة تحذيرية عليها، من أجل تنبيه المارة إلى خطر الانهيار، غير أن الوضعية بقيت على حالها، بالرغم من الشكاوى المتعددة للسكان.
عبد الرزاق.م
جريدة النصر
التفاصيل نشر بتاريخ: الأحد، 21 تشرين1/أكتوير 2018 21:52
سقوط أجـــزاء من عمـــــارة بشارع بلوزداد وسط المدينة
تعرضت، ظهر أمس، عمارة قديمة واقعة بشارع بلوزداد بوسط مدينة قسنطينة، إلى انهيار جزئي بإحدى واجهاتها المتضررة، من دون تسجيل أية إصابات، غير أن الأمر خلف هلعا كبيرا وسط سكان البناية، فيما تدخل رئيس الدائرة و قرر ترحيل 8 عائلات نحو شقق جديدة.
و تفاجأ سكان العمارة رقم 28 الواقعة بنهج كروش عبد الحميد، بسقوط أجزاء كبيرة منها على الأرض، مخلفة تشققات و تصدعات، حيث باتت البناية مهددة بالسقوط في أية لحظة، و بالرغم من الهلع الكبير الذي خلفته الحادثة وسط القاطنين، غير أنهم لم يغادروا مساكنهم و لم يستجيبوا لتحذيرات مصالح الحماية المدنية و كذا رجال الأمن، الذين التحقوا بالمكان مباشرة بعد وقوع الانهيار، و طالبوا من السكان إخلاء العمارة.
و على إثر الحادثة، تنقل رئيس دائرة قسنطينة عز الدين عنتري، إلى المكان و تحدث إلى السكان و طالبهم بالشروع في جمع أثاثهم و أغراضهم، من أجل ترحيلهم إلى شقق جديدة، بصفة استعجالية، حيث من المفترض حسب ما أكده المسؤول في عين المكان، أن يتم ترحيل 8 عائلات، في الوقت الذي رفضت فيه إحدى العائلات المغادرة، و بررت ذلك بأنها تتكون من أكثر من أسرة، حيث طالبت بمنح كل منها شقة على حدة.
و حسب ما علمناه في المكان، فإن العمارة تضم 10 شقق، منها 4 بيوت مأهولة بالسكان و شقق أخرى تستغل كمكاتب لمحامين، فيما قامت السلطات بغلق الشارع المحاذي للعمارة، خاصة أن خطر سقوط الحجارة أو انهيار أجزاء كبيرة منها لا يزال قائما بشدة، و للعلم فإن هذه العمارة كانت قد تعرضت لتشققات و تصدعات منذ عدة سنوات، و وضعت مصالح بلدية قسنطينة لافتة تحذيرية عليها، من أجل تنبيه المارة إلى خطر الانهيار، غير أن الوضعية بقيت على حالها، بالرغم من الشكاوى المتعددة للسكان.
عبد الرزاق.م
جريدة النصر
#الاشتراكية: ان تكون لديك بقرتان: تعطي واحدة لجارك وتحتفظ بواحدة لك.
#الشيوعية: ان تكون لديك بقرتان: فتأخذ الحكومة الاثنين وتعطيك بعض اللبن.
#الفاشية: ان تكون لديك بقرتان: فتأخذ الحكومة الاثنين وتبيع لك اللبن.
#البوتفليقية: ان تكون لديك بقرتان: فتأخذ الحكومة الاثنين، تعطي واحدة للوزراء وواحدة للنواب وتحلبك انت
#الشيوعية: ان تكون لديك بقرتان: فتأخذ الحكومة الاثنين وتعطيك بعض اللبن.
#الفاشية: ان تكون لديك بقرتان: فتأخذ الحكومة الاثنين وتبيع لك اللبن.
#البوتفليقية: ان تكون لديك بقرتان: فتأخذ الحكومة الاثنين، تعطي واحدة للوزراء وواحدة للنواب وتحلبك انت
قسنطينة وينهوما وليداتك حزنتي و رابو سيسانك...مدينتي العزيزة راها تريب وحدها حزنت علا ماليها لي راحو عليها 😓😢😢😢😢
Bariza Sahli
راهم يسكنو في بني عداس وبني والبان وعين قشره ولقرارم ودواور وأولاد قسمطينة يموتو في الضيق وفي الرياب عشرين عبد في f2.
Fatima Ahmed
انا
اليوم نكلمك على رود براهم اى هزوه فى 2015 تعرف رئيس الحى او لجنه نقل من
رودبراهم فى سنوات ارهاب ونبعد قبل ميهزو ارود جاه سكن كان كرى هو اتحكم
فى صجاب الرود كما حاب وجاب ناس مكنوش يسكن فى رود وماانبعد مهزو الرود
كان يخدم فى سبيطار يدير الرديوات ونبعد
كره محلات فى رتاج مول ولا من صحاب الدراهم والدورك كاين ناس فى رود ام
سكنين اغلبيتهم مطلاقات او ارمل خلاهم بحجات انهم فى طعن الى عندو 3سنين
نقمتو ميلاط هدا اكل من رشوه
· Modifié
Sousou Sana
كل مرة تريب دار😳
من صغرنا وحنا عايشين في رعب حتى لكبرنا والله إحساس باشع بزاااف كل
مرة تشوف دار تريب قدمك أنا قلبي مع لولاد صغار بيسك عشت هدا الموقف ربي
يكون معهم
Benlabed Ah Chaouki
هادي هي البر انية لي دارو gرابة داو السكنة و ولاد البلاد حتى يريبو عليهم الديار و يموتو باه يمدولهم
Merabet Romeyssa
لا حول ولا قوة إلا بالله...
اااااه يا قسنطينة قد شختي
وهرمتي معشوقتي الغالية
اراكي تنهارين امام الأعين
ولا أحد مبال
🙊🙈🙉
اااااه يا قسنطينة قد شختي
وهرمتي معشوقتي الغالية
اراكي تنهارين امام الأعين
ولا أحد مبال
🙊🙈🙉
Zemmar Badro Zemmar
عندها قرن وهي رايحه تريب كون دارو حل قبل ماطيح مزيه مقاستش جماعه الخبز لي يبيعوه تما
Běļ Kïš Hamza Boukerrou dima n3adi men w nchouf m3aha, nkhaf téh 3lia lool ( jspr salamat,y a pas de dégât )
Dayana La Constantinoise L'année 2018 va toucher a sa fin je comprend pas comment on peut vivre dans de tels situation c'est malheureux de voir cela 😔
Ëlsà Lèan Rebi yostor kunt ltema bsh makanetch haka kanet mach9o9a w bayna hatih rebi m3hum nchlh 😕😕
زهرة قسنطينة
لا حول ولا قوة إلا بالله ديجا ام طولو ام من عهد الثورة ياكريم
Hind Ghazal Ana mafhamtch bâtiment rah tih ou lghachi hadak wachrahom yastanaw tih 3lihom????? 3la kol hal rabi yastar
Wahab Chekired
قسنطينة لقديمة العام هذا تهبط قديمة بزاف و السلطات ساكتة عجب في نوفال و لخروب السكنة كاينة طلعوهم
ﺣﻠﻮﻳﺎﺕ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ
كل يوم طيح فيها بلاصة وهوما ڨاعدين يتفرجو فيها ربي يجيب الخير
Tulipe Noire Les batiments pousse comme des champignons et toujours pad de logements des sinistres toujours pauvre gouvernement
SøMā DīNā
ام حتى مربوش ملي خدمتهم فرنسا وخالتهم ربي يلطف برك حتى من لعبد يضل تم معندنا وين روحوا
صالح بن جاب الله
البناية
تبعد مترات قليلة على دائرة و الولاية ولا احد من هاتين الجهتين اعطلها
اعتبار الحمد لله لم تكن خسائر مادية او بشرية لكن لي زيد يقول والي خدام
او قواد
Fares Meradji Bilell Almi rabi yekhlef 3likom khoya
Bouchra Mekkaoui Yakhi salamt ? Whd mamat jspr ??
Shems Eddine
عندها قريب 3 سنين و الناس يقولو طيح طيح واحد ماحب يسمعلهم
Moncef Helal Mito Osman
نظن هادي عدينا عليها و قلتلي بلي عجباتك
نظن هادي عدينا عليها و قلتلي بلي عجباتك
Ninou Lutchi AN
قسنطينة حزينة كرحنا و خليناها
Fleur D'espoir
ربي يجيب الخير وربي يستر ويلطف بينا
Elsa Éva
ربي يستر
Zakaria Babi Moussa Zellagui راحت بلاصت مالك وحسني 🐸🐸😂😂😂😂
Emma Hmd Pué Plein D'chance jina nrou7ou rabet hhhhh
Hou Dã rabi yostor
Chã Ïmö win kouna hna ki srat adi starna rabi a bb Houssam Brb
Là Bélle Brunétte Måh Bøůļā choufi rabet 😢
Alaa Madrid Denbri Anis Kutler
هاي رابت نهار كامل. و أنت تعيط عليها
هاي رابت نهار كامل. و أنت تعيط عليها
Hamza Hamza Oussama Mrtinaze lagi lagi aw ta7 balco hhhhhh
بن سالم بن سالم
اللهم سلم سلم
Farid OS Inchallah sallamat
Fifi Lablande
ان شاء الله خير
Djamel Eddine
أخيرا ولدت عندها عوام وهي حامل
Zizou Csc Zizou
خربي يلطف
Amel Atr
ربي يسترهم نشالله
Zaki Neglise Aymene Bensouici ykhi mamoutch hhhhh 😂😂😂
Fadia Ben Kunt 7adra rabi ystorhm
Filali Khøùlôú Dá Ooooooohh quelle domg notre enfance💔💔
Bassma Bassma
ربي يستر
Aymen Bark Studio b melyar hecha sam3in 😂
Dib Kamel Rabi ystor
Malek Malek
قالو حضارة هههه حضارة لتقتل ناس لبيطو عاد عزيز على مسلم
Beji Nouran Y'a latif
Aicha Aicha
ربي يستركم نهار دارصالح باي واليوم دار في سان جان
Constantine Today قسنطينة اليوم a ajouté 2 photos.
دخل
تلاميذ الطور ثانوي على مستوى بعض ثانويات ولاية تيزي وزو في إضراب مفتوح
عن الدراسة، معلنين مقاطعتهم دراسة اللغة العربية، ردا على رفض بعض
الأولياء مع بداية السنة الدراسية الحالية في بعض ولايات الوطن تدريس اللغة
الأمازيغية لأبنائهم. وعرفت هذه الثانويات شللا منذ ايام .
Constantine Today قسنطينة اليوم a ajouté 4 photos.
يوم 13 أكتوبر درت منشور و تكلمت لكن حنا حنى تصرا الكارثة باه المسؤولين تاعنا يفيقو و يخرجو أمام الكاميرات و وسائل الإعلام و يخبطونا ب لغة الخشب لي كي نسمعها يجيني إسهال و تحكمني الغمة .
Commentaires
Merabet Romeyssa
هه في بعض المرات أشكك حتى في مصداقيتهم تجاه أهلهم...
الم يقال ان صلح الفرد صلح المجتمع...لا أظنهم صالحين حتى في أنفسهم مخلوقات والعياذ بالله...حسبنا الله ونعم الوكيل
الم يقال ان صلح الفرد صلح المجتمع...لا أظنهم صالحين حتى في أنفسهم مخلوقات والعياذ بالله...حسبنا الله ونعم الوكيل
#قسنطينة #عااااجل
وسط مدينة قسنطينة إنهيار بناية بشارع بلوزداد (سان جون) و السلطات المحلية تطوق المكان ربي يستر
– avec Nabil Napi.
Marwa Benhammada, Adib Benseghir, Blume Bhl et 356 autres personnes aiment ça.
58 commentaires
Commentaires
العربي تليلاني
هادي شيتة ولا publicité راه خدمتو والي من واجبو يتكفل بالمواطنين بلا مزيتو
#قسنطينة
#حي_الباردة #سركينة )
تهديم عدة منازل لايحوز اصحابها على عقد ملكية ولا ترخيص للبناء كل مايمتلكونه عبارة عن عقد عرفي..!!
#حي_الباردة #سركينة )
تهديم عدة منازل لايحوز اصحابها على عقد ملكية ولا ترخيص للبناء كل مايمتلكونه عبارة عن عقد عرفي..!!
- التفاصيل
- نشر بتاريخ: الأحد، 21 تشرين1/أكتوير 2018 21:52
سقوط أجـــزاء من عمـــــارة بشارع بلوزداد وسط المدينة
تعرضت، ظهر أمس، عمارة قديمة واقعة بشارع بلوزداد بوسط مدينة قسنطينة، إلى انهيار جزئي بإحدى واجهاتها المتضررة، من دون تسجيل أية إصابات، غير أن الأمر خلف هلعا كبيرا وسط سكان البناية، فيما تدخل رئيس الدائرة و قرر ترحيل 8 عائلات نحو شقق جديدة.
و تفاجأ سكان العمارة رقم 28 الواقعة بنهج كروش عبد الحميد، بسقوط أجزاء كبيرة منها على الأرض، مخلفة تشققات و تصدعات، حيث باتت البناية مهددة بالسقوط في أية لحظة، و بالرغم من الهلع الكبير الذي خلفته الحادثة وسط القاطنين، غير أنهم لم يغادروا مساكنهم و لم يستجيبوا لتحذيرات مصالح الحماية المدنية و كذا رجال الأمن، الذين التحقوا بالمكان مباشرة بعد وقوع الانهيار، و طالبوا من السكان إخلاء العمارة.
و على إثر الحادثة، تنقل رئيس دائرة قسنطينة عز الدين عنتري، إلى المكان و تحدث إلى السكان و طالبهم بالشروع في جمع أثاثهم و أغراضهم، من أجل ترحيلهم إلى شقق جديدة، بصفة استعجالية، حيث من المفترض حسب ما أكده المسؤول في عين المكان، أن يتم ترحيل 8 عائلات، في الوقت الذي رفضت فيه إحدى العائلات المغادرة، و بررت ذلك بأنها تتكون من أكثر من أسرة، حيث طالبت بمنح كل منها شقة على حدة.
و حسب ما علمناه في المكان، فإن العمارة تضم 10 شقق، منها 4 بيوت مأهولة بالسكان و شقق أخرى تستغل كمكاتب لمحامين، فيما قامت السلطات بغلق الشارع المحاذي للعمارة، خاصة أن خطر سقوط الحجارة أو انهيار أجزاء كبيرة منها لا يزال قائما بشدة، و للعلم فإن هذه العمارة كانت قد تعرضت لتشققات و تصدعات منذ عدة سنوات، و وضعت مصالح بلدية قسنطينة لافتة تحذيرية عليها، من أجل تنبيه المارة إلى خطر الانهيار، غير أن الوضعية بقيت على حالها، بالرغم من الشكاوى المتعددة للسكان.
عبد الرزاق.م/ص: شريف قليب
معاقبة
العضو المسير في نادي شبيبة الساورة محمد زرواطي لمدة 6 أشهر يمنع فيها من
ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم أو دخول غرف تغيير الملابس أو الجلوس في
مقاعد البدلاء، بالإضافة لغرامة قدرها(300.000 دج) نافذة.
وتفليقة للصحافيين : أنتم في حماية الله و الدولة و القانون
أهاب رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بأسرة
الإعلام لإرشاد المجتمع إلى الطريق الصحيح، قائلا: “أنتم في حماية الله و
الدولة والقانون”.
وفي رسالة وجهها اليوم، إلى الصحفيين بمناسبة اليوم
الوطني للصحافة، المصادف لـ 22 أكتوبر من كل سنة، أكد رئيس الجمهورية على
أن “تسليط أضواء الإعلام على النقائص التي توجد في ربوع بلادنا الشاسعة
أو تلك الانحرافات التي تظهر هنا و هناك، هي مساهمة ثمينة في تقويم الأمور
و تعزيز دولة الحق و القانون”.
وأضاف الرئيس بوتفليقة يقول “إذا كنا نسجل في كل المناسبات و
بكل مشروعية التطورات الإيجابية التي سجلتها الجزائر فهذا لا يعني بتاتا
أن نغض الطرف عن النقائص الموجودة في البلاد و في الكثير من المجالات أو
أكثر من ذلك أن نغفل عن المخاطر التي تحيط بالجزائر في العديد من
الفضاءات”.
و ذّكر رئيس الدولة بأن الاحتفال باليوم الوطني للصحافة
يعد مناسبة للتعبير مرة أخرى- عن تقدير أسرة الإعلام الوطني، و “محطة
لتقويم ما حققته المهنة الإعلامية من تقدم وفرصة للتمعن في أوضاع بلادنا
والتحديات التي تواجهها”.
و عرج على مساهمة الصحافة الجزائرية في الكفاح التحريري و
مواكبتها لمسار البناء والتشييد بعد الاستقلال, فضلا عن دفعها لـ”ضريبة
باهظة من شهداء الواجب الوطني بمساهمتها في صمود الجزائر في وجه الإرهاب
المقيت”.
وأمام مختلف التحديات التي تعرفها البلاد, دعا الرئيس
بوتفليقة الصحافة الوطنية للعب دورها خدمة للوطن، “دور تتحملونه مهما كانت
مشاربكم و توجهاتكم السياسية لأننا بتنا في تعددية نفتخر و نتمسك بها”.
كما توقف أيضا عند التطورات التي عرفها قطاع الإعلام,
الذي شهد “تقدما ملحوظا، واكب إعادة بناء الجزائر في جميع الميادين”،
مشيرا بهذا الخصوص إلى التطور الذي شهدته الصحافة المكتوبة خلال العشرين
سنة الأخيرة، لتبلغ حاليا ما يربو عن 150 عنوانا، فيما عرف قطاع الإعلام
السمعي- البصري إنشاء أكثر من 20 قناة حرّة، يضاف إلى كل ذلك مختلف عناوين
الصحافة الإلكترونية.
و في ذات المنحى، أبرز رئيس الجمهورية “حرص الدولة على
تطور الإعلام والاتصال” و هو ما تكرس كذلك أثناء العشريتين الأخيرتين من
خلال فتح عدد هائل من معاهد جامعية للإعلام والاتصال يتخرج منها سنويا
المئات ممن اختاروا مهنة الإعلام.
وقال في هذا الشأن: “لقد أثبتت الجزائر كذلك حرصها على
تطوير إعلام وطني احترافي وحر من خلال العديد من التعديلات التي أدخلت على
دستور بلدنا وهي تعزز حرية الإعلام وحق هذه الوسائل في الوصول إلى
المعلومة وجعل هذه المهنة تحت حماية سلطان القانون الذي يحمي جميع
الحريات, ويفرض احترام كل الواجبات”.
وقفة احتجاجية للصحفيين أمام البرلمان
وندد الصحفيون رفقة نواب برلمانيين بحادث الاعتداء الجسدي الذي تعرض له جير من قبل نائب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد مناعي أثناء تغطيته لوقفة أقامها نواب الموالاة المطالبين باستقالة رئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة.
بوجمعة شيهوب: ” لسنا جماعة أشرار يا بن غبريط “
“نحن خريجو الجامعة الإسلامية ونثق في العدالة ولدينا كل الأدلة“
تفاجأت التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية بإحالة ملفهم على العدالة ورفع دعوى قضائية ضدهم من طرف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، التي وصفتهم بـ “الأشرار“، وتأسفت على المصطلحات الصادرة عن الوزيرة وقالت “إن المصطلحات التي استعملتها الوزيرة لا تليق بالمسؤولة الأولى عن أكبر قطاع حساس“. وذكر رئيس التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية بوجمعة محمد شيهوب، في تصريحه لـ “الصوت الآخر“، أن المصطلحات التي تخاطب بها وزيرة التربية الوطنية موظفي قطاعها، ووصفهم بالأشرار، لا تليق بوزيرة التربية، وهذا ما يعني أن بن غبريط تستخف بقطاع التعليم العالي وخريجي الجامعات، خاصة أن أساتذة العلوم الإسلامية هم من خريجي الجامعة الإسلامية.
وأكد بوجمعة شيهوب استعداد أساتذة العلوم الإسلامية لمواجهة نورية بن
غبريط في أروقة العدالة وقال “نحن نثق في العدالة والمحكمة ولدينا كل
الأدلة التي تبين سعي وزيرة التربية الوطنية ضرب مواد الهوية الوطنية”.
فبعد مقاضاتها لنقابة مفتشي التربية جاء الدور ليتم جر أساتذة العلوم
الإسلامية إلى القضاء، وهذا بعد رفضها المتكرر فتح الحوار مع ممثلي
التنسيقية ـ يضيف شيهوب.
واستنكر رئيس التنسيقية الهجمات المتتالية لوزيرة التربية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية، بدءا باتهامهم بسعيهم إلى زعزعة استقرار القطاع جراء نواياهم السيئة، وتشكيل جماعة أشرار تحت اسم “التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية والتحريض على التجمهر”.
وهاجم النائب البرلماني وعضو لجنة التربية والتعليم العالي بالبرلمان مسعود عمراوي، وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط قائلا “من الغرابة والأسف والعيب اتهام الأساتذة الشرفاء مربي أجيال الغد الذين مازالوا يمارسون رسالتهم النبيلة في المؤسسات التربوية وحقهم النقابي المكفول دستورا باتهامهم بتكوين جماعة أشرار”، واتهم عمراوي الوزيرة بحذف البسملة من مقدمات الكتب المدرسية، وطمس مواد الهوية والتقليل من شأنها وسعيها لإلغاء مادتي التاريخ والعلوم الإسلامية من شهادة البكالوريا ناهيك عن مضامين الكتب المدرسية لمناهج الجيل الثاني بدءا بالاستقلال الذي يعد هبة من فرنسا نتيجة ديمقراطيتها بإقرارها لاستفتاء الشعب الجزائري، إضافة إلى مشروع القرار الوزاري الصادر في شهر سبتمبر 2017 المتضمن تنظيم الجماعة التربوية في مادتيه 46 و71 الذي يمنع ارتداء الخمار باعتباره مدعاة للغش، بالرغم من أن الغش ظاهرة عالمية وليس حكرا على المحجبات.
وأفاد عضو لجنة التربية والتعليم العالي بالمجلس الشعبي الوطني أن التنسيقية تمارس نشاطها تحت لواء منظمة نقابية معتمدة وهي الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “أنباف” ومن حقها تنظيم تجمع سلمي للمطالبة بحقوق منتسبيها والدفاع عن مادة التدريس. وقال “إن الوضع خطير جدا لما تمس الحريات النقابية، ويجرجر رجال ونساء التربية لمخافر الشرطة وأروقة العدالة لا لشيء إلا لأنهم يمارسون حقهم النقابي المكفول دستورا”.
سهيلة ديال
تفاجأت التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية بإحالة ملفهم على العدالة ورفع دعوى قضائية ضدهم من طرف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، التي وصفتهم بـ “الأشرار“، وتأسفت على المصطلحات الصادرة عن الوزيرة وقالت “إن المصطلحات التي استعملتها الوزيرة لا تليق بالمسؤولة الأولى عن أكبر قطاع حساس“. وذكر رئيس التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية بوجمعة محمد شيهوب، في تصريحه لـ “الصوت الآخر“، أن المصطلحات التي تخاطب بها وزيرة التربية الوطنية موظفي قطاعها، ووصفهم بالأشرار، لا تليق بوزيرة التربية، وهذا ما يعني أن بن غبريط تستخف بقطاع التعليم العالي وخريجي الجامعات، خاصة أن أساتذة العلوم الإسلامية هم من خريجي الجامعة الإسلامية.
واستنكر رئيس التنسيقية الهجمات المتتالية لوزيرة التربية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية، بدءا باتهامهم بسعيهم إلى زعزعة استقرار القطاع جراء نواياهم السيئة، وتشكيل جماعة أشرار تحت اسم “التنسيقية الوطنية لأساتذة العلوم الإسلامية والتحريض على التجمهر”.
وهاجم النائب البرلماني وعضو لجنة التربية والتعليم العالي بالبرلمان مسعود عمراوي، وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط قائلا “من الغرابة والأسف والعيب اتهام الأساتذة الشرفاء مربي أجيال الغد الذين مازالوا يمارسون رسالتهم النبيلة في المؤسسات التربوية وحقهم النقابي المكفول دستورا باتهامهم بتكوين جماعة أشرار”، واتهم عمراوي الوزيرة بحذف البسملة من مقدمات الكتب المدرسية، وطمس مواد الهوية والتقليل من شأنها وسعيها لإلغاء مادتي التاريخ والعلوم الإسلامية من شهادة البكالوريا ناهيك عن مضامين الكتب المدرسية لمناهج الجيل الثاني بدءا بالاستقلال الذي يعد هبة من فرنسا نتيجة ديمقراطيتها بإقرارها لاستفتاء الشعب الجزائري، إضافة إلى مشروع القرار الوزاري الصادر في شهر سبتمبر 2017 المتضمن تنظيم الجماعة التربوية في مادتيه 46 و71 الذي يمنع ارتداء الخمار باعتباره مدعاة للغش، بالرغم من أن الغش ظاهرة عالمية وليس حكرا على المحجبات.
وأفاد عضو لجنة التربية والتعليم العالي بالمجلس الشعبي الوطني أن التنسيقية تمارس نشاطها تحت لواء منظمة نقابية معتمدة وهي الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين “أنباف” ومن حقها تنظيم تجمع سلمي للمطالبة بحقوق منتسبيها والدفاع عن مادة التدريس. وقال “إن الوضع خطير جدا لما تمس الحريات النقابية، ويجرجر رجال ونساء التربية لمخافر الشرطة وأروقة العدالة لا لشيء إلا لأنهم يمارسون حقهم النقابي المكفول دستورا”.
سهيلة ديال
الرئيس بوتفليقة في رسالته للصحافيين في يومهم الوطني:
أنتم في حماية الله والدولة والقانون.. فاكشفوا عن النقائص والانحرافات
❊ تحصين الجزائر من المخاطر الخارجية يتطلب جبهة شعبية متسلحة بالروح الوطنية
❊ نعمل على جعل الصحافة تحت حماية سلطان القانون الذي يحمي الحريات ويفرض احترام الواجبات
❊ الجزائر أكدت حرصها على تطوير إعلام وطني احترافي وحر
أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، أن
تسليط أضواء الإعلام على النقائص التي توجد في ربوع بلادنا الشاسعة أو تلك
الانحرافات التي تظهر هنا هناك كالبيروقراطية والمحسوبية والرشوة، تعد مساهمة
ثمينة في تقويم الأمور وتعزيز دولة الحق والقانون، مشيرا في سياق متصل إلى
أن تحصين الجزائر من المخاطر الخارجية يتطلب جبهة شعبية متسلحة بالروح
الوطنية ومتشبعة بالحرص على صون البلاد وحماية المجتمع" من أية مؤامرة أو مناورة سياسوية "وما أكثرها مع الأسف كلما اقتربت بلادنا من استحقاق سياسي هام".
وقال الرئيس بوتفليقة في رسالته للأسرة
الإعلامية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة، المصادف لـ22 أكتوبر من كل سنة
"إذا كنا نسجل في كل المناسبات وبكل مشروعية التطورات الإيجابية التي سجلتها الجزائر، فهذا لا يعني بتاتا أن نغض الطرف عن النقائص الموجودة في البلاد وفي الكثير من المجالات أو أكثر من ذلك أن نغفل عن المخاطر التي تحيط بالجزائر في العديد من الفضاءات".
وأهاب القاضي الأول في البلاد في هذا الصدد بأسرة الإعلام القيام بدورها في هذا المجال،
في ظل توفير الحماية القانونية للصحفيين، مخاطبا إياهم بقوله "أنتم في
حماية الله والدولة والقانون، كما أهيب بكم في هذا الصدد أن تساهموا في إرشاد المجتمع إلى الطريق الصحيح".
وفي معرض حديثه عن التحديات التي تعرفها
البلاد، قال الرئيس بوتفليقة "صحيح إننا نتدرع معتزين بالجيش الوطني
الشعبي.. جيش ساهر ومرابط في خدمة الوطن وفي أداء مهامه الدستورية..، إلا
أنه علينا أن نكون حريصين على سلامة ترابنا"، مضيفا "إذا كنا نعيش بفضل
الله وحمده في ظل الأمن والسلام، فإننا نعيش كذلك وسط محيط جهوي تتعدد فيه
الأزمات والصراعات وكذا آفات الإرهاب المقيت والجريمة العابرة للحدود
وتهريب الأسلحة والمخدرات". وأشار إلى أن كل هذه المخاطر تتهدد تدفع الجميع
إلى اليقظة والتجند للحفاظ على سلامة الشعب والوطن.
وبالنسبة لشعار اليوم الوطني للصحافة لهذه
السنة "العيش معا في سلام"، أكد رئيس الجمهورية على أن هذا الأمر يعد غاية
نبيلة، رفعت الجزائر رايتها في محفل الأمم، مشيرا إلى أن الجزائر عرفت عبر
القرون والعصور أن السلم والعيش معا في هناء هما دوما ثمار النضال والكفاح
وحتى التضحيات".
وأضاف في هذا السياق "وإذ نحن نعيش اليوم
في جزائر السلم والسلام فإن الوطن الغالي يستوقفنا لخدمة بلادنا بصدق وتفان
ولقول كلمة الحق في فائدة البلاد وشعبها وللسهر على صون سلامتها...".
كما اغتنم رئيس الدولة الفرصة ليؤكد من جهة أخرى أن الجزائر "تعيش مثل العديد
من الدول النامية تحديات جسام" في المجال الاقتصادي، منها تحدي الخروج من
التبعية المفرطة للمحروقات "مما يستوجب من مجتمعنا برمته المزيد من الجهود
من أجل دفع الاقتصاد الوطني نحو مردودية أوفر بإصلاحات مقرونة بالعدالة
الاجتماعية والتضامن الوطني". وبخصوص الاحتفال باليوم الوطني للصحافة، أكد
القاضي الأول في البلاد أنه يعد مناسبة للتعبير مرة أخرى عن تقدير أسرة
الإعلام الوطني و«محطة لتقويم ما حققته المهنة الإعلامية من تقدم وفرصة للتمعن في أوضاع بلادنا والتحديات التي تواجهها".
وعرج على مساهمة الصحافة الجزائرية في الكفاح التحريري ومواكبتها لمسار البناء
والتشييد بعد الاستقلال، فضلا عن دفعها لـ«ضريبة باهظة من شهداء الواجب
الوطني بمساهمتها في صمود الجزائر في وجه الإرهاب المقيت".
وتوقف رئيس الجمهورية أيضا عند التطورات
التي عرفها قطاع الإعلام، الذي شهد "تقدما ملحوظا، واكب إعادة بناء الجزائر
في جميع الميادين"، مشيرا بهذا الخصوص إلى التطور الذي شهدته الصحافة
المكتوبة خلال العشرين سنة الأخيرة لتبلغ حاليا ما يربو عن 150 عنوانا،
فيما عرف قطاع الإعلام السمعي- البصري إنشاء أكثر من 20 قناة حرة، يضاف إلى كل ذلك مختلف عناوين الصحافة الإلكترونية.
ولم يتوان الرئيس بوتفليقة في تجديد"حرص الدولة على تطور الإعلام والاتصال"
وهو ما تكرس كذلك أثناء العشريتين الأخيرتين، من خلال فتح عدد هائل من
معاهد جامعية للإعلام والاتصال يتخرج منها سنويا المئات ممن اختاروا مهنة
الإعلام. واستطرد في هذا الصدد "لقد أثبتت الجزائر كذلك حرصها على تطوير
إعلام وطني احترافي وحر من خلال العديد من التعديلات التي أدخلت على دستور
بلدنا وهي تعزز حرية الإعلام وحق هذه الوسائل في الوصول إلى المعلومة وجعل
هذه المهنة تحت حماية سلطان القانون الذي يحمي جميع الحريات، ويفرض احترام
كل الواجبات".
النص الكامل لرسالة رئيس الجمهورية بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للصحافة
وجه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز
بوتفليقة أمس، رسالة إلى الأسرة الإعلامية بمناسبة اليوم الوطني للصحافة
المصادف ليوم 22 أكتوبر هذا نصها الكامل:
"أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،
إن احتفالنا هذا العام باليوم الوطني
للصحافة يرمز مرة أخرى إلى التعبير عن تقديرنا لأسرة الإعلام الوطني، ونعده
محطة لتقويم ما حققته المهنة الإعلامية من تقدم وفرصة للتمعن في أوضاع
بلادنا والتحديات التي تواجهها.
نعم سيداتي سادتي، نساء ورجال الإعلام، إنكم تنتمون إلى أسرة مهنة شريفة، احتلت مكانتها في العالم بجدارة.
بالفعل، ساهمت الصحافة الجزائرية في كفاحنا
التحريري، كما واكبت كذلك مسار البناء والتشييد في الجزائر المستقلة،
ودفعت أيضا ضريبة باهظة من شهداء الواجب الوطني بمساهمتها في صمود الجزائر
في وجه الإرهاب المقيت.
إن الاحتفال بهذا اليوم هو كذلك وقفة
للترحم، أولا وقبل كل شيء، على شهداء ثورة نوفمبر المجيدة وشهداء الواجب
الوطني، من نساء ورجال الإعلام الجزائري.
أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،
في ظل السلم المستعاد والمصالحة الوطنية المباركة، شهد إعلام بلادنا تقدما ملحوظا، واكب إعادة بناء الجزائر في جميع الميادين.
لقد تطورت الصحافة المكتوبة خلال العشريتين
الأخيرتين بحيث بلغت اليوم أزيد من 150 عنوانا، وتم في قطاع الإعلام
السمعي البصري إنشاء أكثر من 20 قناة حرّة، وتعزز ذلك بصحف إلكترونية، وهذا
كله زخم من المكاسب جاءت لتثري المنظومة الإعلامية الوطنية إلى جانب
الوسائل الإعلامية العمومية المختلفة.
إن حرص الدولة على تطور الإعلام والاتصال
تكرس كذلك أثناء العشريتين الأخيرتين من خلال فتح عدد هائل من معاهد جامعية
للإعلام والاتصال يتخرج منها سنويا المئات من شبابنا الذين اختاروا هذه
المهنة الشريفة.
ولقد أثبتت الجزائر كذلك حرصها على تطوير
إعلام وطني احترافي وحر من خلال العديد من التعديلات التي أدخلت على دستور
بلادنا، وهي تعزز حرية الإعلام وحق هذه الوسائل في الوصول إلى المعلومة
وجعل هذه المهنة تحت حماية سلطان القانون الذي يحمي جميع الحريات، ويفرض
احترام كل الواجبات.
أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،
إذا كنا نسجل في كل المناسبات وبكل مشروعية التطورات الإيجابية التي سجلتها الجزائر،
فهذا لا يعني بتاتا أن نغض الطرف عن النقائص الموجودة في البلاد وفي
الكثير من المجالات أو أكثر من ذلك أن نغفل عن المخاطر التي تحيط بالجزائر
في العديد من الفضاءات.
نعم، ما تزال في بلادنا نقائص وآفات مؤسفة
من بيروقراطية ومحسوبية، ورشوة، فإن مكافحة هذه الآفات وحرص الدولة على
تلافي هذه النقائص أمر مسلم به قانونيا وسياسيا ولكنه غاية تتطلب تظافر
جهود الجميع، ومنها جهود الصحافة والإعلام.
إن تسليط أضواء الإعلام على النقائص التي
توجد في ربوع بلادنا الشاسعة أو تلك الانحرافات التي تظهر هنا وهناك، هي
مساهمة ثمينة في تقويم الأمور وتعزيز دولة الحق والقانون.
ومن ثمة، أهيب بكم معشر الصحافيات والصحافيين أن تقوموا بدوركم في هذا المجال، وأنتم في حماية الله والدولة والقانون، كما أهيب بكم في هذا الصدد، أن تساهموا في إرشاد المجتمع إلى الطريق الصحيح.
أيتها السيدات الفضليات،
أيتها السادة الأفاضل،
لقد سبق لي في رسالتي الأخيرة بمناسبة
اليوم الوطني للمجاهد أن تطرقت إلى التحديات التي تواجه بلادنا، وأهمية هذا
الموضوع تستوجب الرجوع إليه مرة أخرى.
بالفعل، إذا كنا نعيش بفضل الله وحمده في
ظل الأمن والسلام، فإننا نعيش كذلك وسط محيط جهوي تتعدد فيه الأزمات
والصراعات، وكذا آفات الإرهاب المقيت والجريمة العابرة للحدود، وتهريب
الأسلحة والمخدرات، وهي كلها مخاطر تهدد مجتمعنا، مخاطر تدفعنا جميعا إلى اليقظة والتجند للحفاظ على سلامة شعبنا ووطننا.
صحيح، إننا نتدرع، معتزين بالجيش الوطني
الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني الذي أحييه، أفرادا وقيادة، وأترحم على
ضحاياه البواسل، جيش ساهر ومرابط في خدمة الوطن، وفي أداء مهامه الدستورية،
غير أن صلابة تحصين الجزائر من المخاطر الخارجية يتطلب كذلك جبهة شعبية
متسلحة بالروح الوطنية متشبعة بالحرص على صون الجزائر من أي انزلاق أو
اعتداء من حيثما أتى.
علينا أن نكون حريصين على سلامة ترابنا،
ساهرين على حماية مجتمعنا من أية مؤامرة أو مناورة سياسوية وما أكثرها، مع
الأسف، كلما اقتربت بلادنا من استحقاق سياسي هام.
تعيش الجزائر، مثل العديد من الدول
النامية، تحديات جسام في المجال الاقتصادي، منها تحدي الخروج من التبعية
المفرطة للمحروقات، إذ هي تحت رحمة تذبذب السوق العالمية، مع العلم أننا
نحن وغيرنا، أمام تحديات أوضاع اقتصادية عالمية هشة.
وهذا كله يستوجب من مجتمعنا برمته المزيد
من الجهود من أجل دفع الاقتصاد الوطني نحو مردودية أوفر، وذلك بإصلاحات لا
مفر منها، إصلاحات يجب أن تتغلب على شعارات جوفاء، إصلاحات مقرونة بالعدالة
الاجتماعية والتضامن الوطني، من حيث أنهما من الثوابت الجزائرية المنبثقة
من نداء أول نوفمبر المجيد.
وأمام هذه التحديات، فإن لنساء ورجال
الصحافة الوطنية دورا هاما يجب القيام به خدمة للوطن، دورا تتحملونه مهما
كانت مشاربكم وتوجهاتكم السياسية، لأننا بتنا في تعددية نفتخر ونتمسك بها.
أيتها السيدات الفضليات،
أيها السادة الأفاضل،
إن إحياء اليوم الوطني للصحافة في هذه السنة جاء تحت شعار "العيش معا في سلام".
إنها غاية نبيلة رفعت الجزائر رايتها في
محفل الأمم، الجزائر التي عرفت عبر القرون والعصور، أن السلم والعيش معا في
هناء هما دوما ثمار النضال والكفاح وحتى التضحيات.
وإذ نحن نعيش اليوم في الجزائر السلم
والسلام، فإن الوطن الغالي يستوقفنا لخدمة بلادنا بصدق وتفان، ولقول كلمة
الحق في فائدة البلاد وشعبها، وللسهر على صون سلامتها والتوعية بلزومه.
تلكم هي غايات ومهام في قمة النبل والسمو، غايات ومهام تدخل في صلب مهمتكم النبيلة أنتم رجال ونساء الإعلام الجزائري.
ولكم ما يجعلني أستوقفكم بهذا النداء من
أجل الوطن وأنا أختم رسالتي هذه بتحيتكم تحية الأخوة والإسلام، متمنيا لكم
جميعا المزيد من التقدم والازدهار.
عاشت الجزائر.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".
.ع / المراسلون
ظاهرة الفيضانات وانعكاساتها الاقتصادية
هذا سلوك المواطن.. فأين السلطات؟!
أصبحت الفيضانات كابوسا دوريا يتخوف منه المواطنون كل موسم أمطار، خاصة الأمطار الخريفية الأولى وما تسببه من فيضانات بمختلف ولايات الوطن الشرقية منها والغربية، الشمالية والجنوبية، بما في ذلك الجزائر العاصمة.
ولا تقتصر الفيضانات على إلحاق الأضرار بالقاطنين على ضفاف الوديان، بل تمتد إلى الطرق الولائية منها والوطنية وبقلب المدن الكبيرة مثل الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة على سبيل المثال لا الحصر.
يحدث كل هذا والسلطات المحلية نائمة أو عاجرة عن أن تواجه هذا المشكل الموسمي ولا يجد المرء لهذا النوم ولهذا تفسيرا إلا التقصير في أداء الواجب من قبل المسؤولين المحليين وعلى رأسهم المنتخبين الذين توجه إليهم أصابع الاتهام، فيما يسجل من كوارث في مثل هذه الظروف لأنهم لم يعدوا العدة في الوقت المناسب لتفادي هذه الظواهر التي لم تعد تليق بجزائر الألفية الثالثة.
ويصاب الإنسان بالدوران عندما يجد السلطات المحلية تلقي باللائمة على المواطن ـ ولا نبرئه من ذلك ـ في التسبب في الفيضانات برمي النفايات في كل مكان بالشوارع فتسد البالوعات وفي مجاري المياه والأودية فتحول دون جريان مياه الأمطار فتحدث الفيضانات.
وإذا سلمنا أن للمواطن بعض المسؤولية في هذا، فإن كل المسؤولية ستوقع على عاتق السلطات، وفي مقدمتها السلطات المحلية التي لم تستعمل صلاحياتها القانونية في ردع هذه السلوكات السلبية رغم أنها مزودة بمنظومة قانونية صارمة في هذا المجال، وعلى أساسها نجد هيكلة كل بلدية شرطة عمران وشرطة بيئة، وغيرها من المصالح الرقابية على غرار المراقبة وقمع الغش في مجال التجارة.
فما ذنب المواطن إذا كانت مدينة وهران على سبيل المثال بحاجة إلى ٤٠ ألف بالوعة، وما ذنبه إذا أجرت مؤسسات بعض الأشغال على مستوى الطريق ولم تعدها إلى حالتها التي وجدتها عليها، رغم أن القانون يلزمها بذلك والرقابة هنا تعود لسللطات المحلية الغائبة عن مثل هذه القضايا.
وكيف يلام المواطن الذي يرخص له بالبناء على ضفاف الوادي ونحمله مسؤولية الكوارث ولا نلوم السلطات المحلية التي أعطته هذا الحق؟
هذه السلطات كان عليها أن تفكر في الوقاية من أي كارثة ناتجة عن الفيضانات فتوفر السلطات الأرواح والأموال والجهد والوقت لتضعها في خدمة التنمية المحلية التي أصبحت اليوم محرك الاقتصاد الوطني، وتحولت بالتالي الجماعات المحلية من خالق للثروة إلى مهدر لها، بهذه اللامبالاة وبغياب الإحساس بالمسؤولية. وفي ملف هذا العدد، نجد عينات من الأسباب والتبريرات لحدوث هذه الفيضانات حيث تتبادل المجالس البلدية والولائية تحميل المسؤولية كل للأخرى، وتلقى المسؤولية في نهاية المطاف على المسؤولين المحليين المعينين بعدم توفير الإمكانيات المادية والمالية للتكفل بهذا المشكل المتكرر، الذي لا تؤخذ الإجراءات بشأنه إلا عندما يقع الفأس في الرأس كما يقول المثل الشعبي عندنا، وتصبح الخسارة خسارتين، خسارة يتسبب فيها الفيضان وخسارة تتسبب فيها معالجة مخلفات الفيضان.
أ.ع
واقع لا يعكس الجهود المبذولة بالبويرة
13 مدينة مهددة بفيضانات الوديان
تعيش معظم بلديات ولاية البويرة على وقع تهديد أمطار الخريف
التي لم تجد لها منفذا نحو بالوعات صرف المياه، لتغزو الشوارع والمساكن
والمحلات التجارية، وتهديدات متواصلة بفيضان الوديان التي تعبر 13 بلدية
بالولاية، باتت مصبات لمياه الصرف، ومفارغ عشوائية يصعب تنقيتها لتكون سببا
لفيضانها، يحدث هذا رغم حملات النظافة المتواصلة منذ قرابة 3 سنوات عبر
العديد من البلديات خاصة بالمدن الكبرى التي غزتها النفايات، إلى جانب ضخ
السلطات العمومية مبالغ ضخمة من أجل إنجاح مخطط تسيير النفايات بالولاية،
والتكفل بما يفوق 400 طن من النفايات يوميا.حبست الأمطار الخريفية
الطوفانية المتساقطة مؤخرا، أنفاس سكان العديد من بلديات الولاية، التي
تعبرها الوديان من عدة اتجاهات، كما هي الحال بالنسبة لمدينة البويرة،
الهاشمية، عين العلوي، عين الحجر، عين بسام، بئر غبالون برج أخريص، ديرة،
الحجرة الزرقاء، سور الغزلان وعدة مناطق بشرق الولاية؛ كأحنيف وأغبالو،
والتي عرفت مؤخرا ارتفاعا في منسوب مياه وديانها التي امتدت إلى المساكن
والمحلات، بعد أن غمرت المياه الشوارع والأحياء، وهو ما يهدد بكارثة في ظل
انسداد أغلب بالوعات صرف المياه وتراكم النفايات بالوديات التي باتت مفارغ
عشوائية لمخلفات البناء والنفايات. يحدث هذا في الوقت الذي استفادت منذ
سنوات قليلة 13 منطقة عمرانية بولاية البويرة ضمن برنامج مالي فاق 250
مليار سنتيم، من مشاريع إنجاز قنوات إسمنتية وشبكات تحتية لمياه الأمطار،
إضافة إلى تشكيل أحواض لتجميع مياه الأمطار، وتهيئة حواف الوديان المهددة
بالفيضان خاصة خلال موسم الخريف بسبب الأمطار الطوفانية، التي عادة ما تغمر
مياهها هذه المدن. كما تم بناء حواف الوديان كوادي يسّر، وادي جمعة، وادي
ساحل، وادي الحاكمية، وادي بلهماهيم ووادي الدهوس ووادي زيان، في انتظار
انتهاء الأشغال الجارية عبر عدة وديان أخرى، منها الوادي الذي يمر بوسط
مدينة عين الحجر والعابر لمدينة بئر غبالو، والوادي العابر لحوش وصفان بسور
الغزلان ووادي الصوارية وبوخلخال وجنان بالهاشمية، ووديان عديدة تقطع
العديد من البلديات وتثير التخوف من فيضانها، مع تطمينات متكررة من طرف
الديوان الوطني للتطهير مع كل موسم خريف وشتاء على الرغم من تسجيل عدة
خسائر بعد أن تغمر مياه الأمطار في كل مرة شوارع أغلب المدن خاصة عين بسام،
البويرة وسور الغزلان، والتي ترتفع فيها نداءات سكانها؛ طلبا للتدخل في
أقرب وقت ممكن خاصة مع اقتراب حلول فصل الشتاء.
ع. ف. الزهراء
تحسبا للحد من أخطار الفيضانات
استنفار المصالح المعنية بالشلف
شهدت ولاية الشلف مع بداية أمطار الخريف،
عملية تنظيف كبيرة وحملات تطوعية، مست العديد من النقاط السوداء من الأحياء
والشوارع وكذا الأزقة، بإشراف من السلطات الولائية، وبمشاركة مختلف
القطاعات؛ حيث سُخر لهذه العملية ذات البعد الوطني، إمكانيات مادية وبشرية
كبيرة.
شملت هذه العملية التي أُشرك فيها مختلف
شرائج المجتمع، تنقية البالوعات، قنوات الصرف الصحي، المجاري والأودية مع
رفع أكوام من النفايات المختلفة، التي من شأنها أن تساهم كثيرا في الحد من
أخطار الفيضانات خلال تساقط الأمطار.
ومن جهتها انطلقت مصالح الديوان الوطني
للتطهير بالشلف ككل سنة، في برنامج وقائي استعجالي انطلق منذ شهر أوت، حيث
يعتمد البرنامج، حسب الساهرين عليه، على تنقية البالوعات وقنوات الصرف
الصحي على مستوى البلديات التي يسيّرها الديوان الوطني للتطهير، والمقدر
عددها بـ 27 بلدية من بين 35 بلدية بولاية الشلف، فيما يتوفر الديوان على 6
مراكز تابعة للوحدة؛ مركز الشلف، وادي الفضة، بوقادير، تنس وأولاد فارس،
إذ يقوم كل مركز بتسخير الفرق المكلفة بالتدخلات اليومية، ويتمثل البرنامج
في دورية لتنقية البالوعات ومجاري المياه المعبأة بالأوساخ والقاذورات
والأتربة، خوفا من الانسدادات التي قد تعطل سريان مياه الأمطار؛ من خلال
تجمعها وركودها في نقاط معيّنة، مشكلة خطرا في ارتفاع منسوب مياه الأمطار
عبر الشوارع والوديان، وتنقية قنوات الصرف الصحي.
وتعمل مصالح الديوان على تجسيد هذا
البرنامج عبر البلديات، ليتم بعد ذلك التدخل بعد إشعاره بطرق تقنية مع
تسخير فرق المداومة الليلية، التي تقوم بدورها بتنقية البالوعات الموجودة
عبر أحياء بلدية الشلف. أما فيما يتعلق بالنقاط السوداء فقد تم التدخل من
أجل القضاء على البعض منها، بعد أن تم تخصيص مبالغ مالية للتكفل بالعملية
عبر العديد من النقاط التي تشهد تجمعا لمياه الأمطار، على سبيل المثال موقع
اتصالات الجزائر بعاصمة الولاية، حي الحرية وحي الشارة وفي بعض الأحياء
الأخرى، حيث تعرف هذه النقاط تجمعا كبيرا لمياه الأمطار. وذكرت مصادر
الديوان أن تدخلها مكّن من القضاء على البعض منها من خلال وضع بالوعات صرف
إضافية، لمنع تجمع مياه الأمطار بهذه النقاط، فيما تبقى الأخرى قيد
الدراسة.
وأوضحت نفس المصادر أن عملية التدخل تتم
إما يدويا أو ميكانيكيا أو عن طريق استعمال المضخات لامتصاص المياه
المتساقطة وتصريفها، ليبقى تدخّل مختلف الفرق في حالة حدوث أي طارئ عبر كل
النقاط وخاصة السوداء منها.
وكحصيلة أولية، قام الديوان الوطني
للتطهير بالشلف في الفترة الممتدة من شهر أوت الماضي إلى غاية نهاية شهر
سبتمبر الجاري، بـ 920 تدخلا ما بين وقائي واستعجالي، تم من خلاله تنقية
1830 فتحة معاينة (مشعب)، بالإضافة إلى تنقية 1630 بالوعة و24 كلم من طول
شبكة التطهير، مع استخراج 270 مترا مكعبا من الأوساخ والنفايات، والعملية
متواصلة.
وإلى جانب هذه المصالح تقوم مصالح أخرى
بنفس المهام من حيث التدخلات، مع تسخير كل الإمكانات ووضعها في حالة تأهب،
من بينها مديرية الأشغال العمومية، البلديات والحماية المدنية، وكل من له
علاقة فيما يتعلق بالتدخلات، فيما يبقى دور المواطن مهمّا في تقديم يد
المساعدة؛ من خلال عدم الرمي العشوائي للنفايات مهما كان نوعها؛ تفاديا
لمشكل انسداد البالوعات.
م. عبد الكريم
سعيدة تهدّم البناء الفوضوي على ضفاف الأودية
عمليات استعجالية لتفادي الفيضانات
شرعت مصالح دائرة عين الحجر بولاية سعيدة بالتنسيق مع مصالح
بلديات مولاي العربي، سيدي أحمد وعين الحجر وبإشراك المصالح التقنية، في
حملة هدم البناءات والتوسعات الفوضوية الواقعة على حواف الوادي ببلدية
مولاي العربي، الذي شكل، مؤخرا، حالة من الذعر والخوف وسط سكان البلدية بعد
فيضانه وسط حي أول نوفمبر، حيث غمرت السيول العشرات من المنازل.
أكد رئيس دائرة عين الحجر عبد القادر بولنوار، أن هذه
البنايات التي تم هدمها والمقدرة بـ 12 مسكنا، كانت السبب المباشر في
انسداد الوادي وفيضانه، مؤكدا أن العملية تمت في ظروف سلمية بعد اتفاق مع
أصحاب السكنات، الذين سيتم تعويضهم عن طريق الاستفادة من قطع أراض وإعانات
في إطار صيغة السكن الريفي، مضيفا أن العملية مست أيضا إحدى السكنات بقرية
بوراشد.
وأكد مصدر من مديرية الموارد المائية بالولاية، أن مشكل
الفيضانات الذي يطال العديد من النقاط بمدينة سعيدة، يعود إلى انسداد منشآت
استقبال مياه الأمطار الواقعة على مشارف وادي سعيدة بالأوحال والأتربة،
وعدم القيام بتنظيفها وصيانتها دوريا، مضيفا أن هذا الوضع جعل المديرية
تطالب بتخصيص فرق للقيام بالعملية بعد كل تساقط للأمطار للحيلولة دون
انسدادها مجددا.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الوالي خصص خلال الاجتماع الأخير، أحد محاوره لدراسة
وضعيات البناءات الفوضوية على مشارف حواف الأودية. ودعا، في هذا الشأن،
إلى مباشرة هدم جميع البناءات والتوسعات العمرانية الواقعة على مشارف
الأودية وضفافها عبر العديد من البلديات والتوسعات غير المرخص لها، واتخاذ
جميع التدابير الردعية ضد المخالفين بالاستعانة بالقوة العمومية وتسخيرها،
مع تكليف مصالح مديرية الموارد المائية والأشغال العمومية والحماية المدنية
مجتمعة، بإحصاء النقاط السوداء عبر الوديان والطرقات بغرض إدراجها ضمن
عمليات وبرامج استعجالية؛ تفاديا لأي إشكالات مستقبلية.
ورغم عمليات التحسيس والنظافة التي دعت إليها السلطات
الولائية وعلى رأسها والي الولاية في كثير من الاجتماعات منذ أشهر والرامية
إلى ضرورة القيام بعملية تنظيف الأودية وقنوات صرف مياه الأمطار على مستوى
شوارع الولاية من الفضلات والحواجز التي قد تكون عائقا أمام المسار العادي
للمياه الناتجة عن تساقط الأمطار، وصيانة البالوعات وجميع شبكات صرف
المياه خاصة في هذه الفترة من السنة التي تُعد فترة للرعود والأمطار
الفجائية التي قد تكون مصحوبة بسيول، وهو ما يزيد من خطر غرق الشوارع
وعرقلة تنقلات المواطنين على غرار السنوات الفارطة، إلا أن الواقع يؤكد أن
الجهات الموكل إليها هذه الأشغال، لا تلتزم بذلك تقاعسا منها، خاصة أن
المواطن وساكنة الأحياء يعانون في كل فترة التساقطات جراء السيول وانسداد
البالوعات المتكرر، ناهيك عن خطر الأودية، التي من المفروض أن تهيَّأ لها
دراسة واسعة ومتقنة لإبعاد خطرها عن المواطن عوض أشغال الترقيع الاستعجالية
التي قد لا تفيد في شيء.
ح. بوبكر
تيزي وزو
المديريات تؤكد جاهزيتها تحسبا للموسم الشتوي
أكدت المديريات
الولائية على غرار «الجزائرية للمياه»، مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز،
الموارد المائية، الأشغال العمومية، الحماية المدنية، ديوان التطهير
وغيرها، جاهزيتها للتدخل في حال واجهت الولاية أي مشكلة خلال الموسم
الشتوي، من خلال القيام بعملية التنقية والتطهير والوقاية من الفيضانات على
أكمل وجه. كما أضافت أن الولاية خطت خطوة كبيرة في مجال النظافة، مرجعة
ذلك، بالدرجة الأولى، إلى وعي المواطن واتسامه باليقظة من جهة، وكذا
مبادرات وجهود السلطات التي دعمت هذه المجهودات عبر المشاركة في حملات
التنظيف.
وقد تكفّل ديوان التطهير، في هذا الصدد،
بتنقية المجاري والبالوعات وغيرها، في إطار العمليات المبرمجة؛ بغية اجتياز
موسم الشتاء بدون مشاكل، حيث يعمل الديوان ككل سنة مع نهاية موسم
الاصطياف، على التحضير للموسم الشتوي في إطار تجنب الفيضانات التي تنجر عن
سقوط أولى قطرات المطر، بسبب انسداد البالوعات ومجاري الصرف، في حين قامت
«الجزائرية للمياه» بإصلاح وتفقّد عتادها على مستوى مختلف الشبكات؛ لضمان
استمرار التموين بهذا المورد. كما شرعت المديرية منذ أشهر في حملة تنظيف
خزانات المياه، لضمان تزويد السكان بالماء، في حال تعرض الشبكة لتصدعات
جراء الفيضانات.
وتم تسخير جميع الوسائل البشرية والمادية
من طرف مختلف الهيئات سالفة الذكر، في إطار عمليات تنظيف الأودية وشبكات
التطهير والطرق بالولاية، بغية التخلص من النفايات التي تزيد من تفاقم
الوضع في حال حدوث فيضانات.
واعتبرت المديريات الولائية أن مشكل
النظافة وانسداد البالوعات والمجاري يُعد العامل الأساس المتسبب في ارتفاع
منسوب المياه، وتضرر العديد من الطرقات والممتلكات الخاصة والعامة رغم
الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها أغلب بلديات الولاية، سواء البشرية أو
المادية، مؤكدين على أن حملات التنظيف التي تقوم بها القرى والبلديات،
ساهمت، بشكل كبير، في صرف مياه الأمطار وتفادي حدوث فيضانات.
البلديات تدعّم جهود المواطنين في عمليات التنظيف
شرعت جل بلديات ولاية تيزي وزو في العمل
استعدادا للموسم الشتوي القادم، حيث سطرت كل بلدية برنامج عمل لضمان اجتياز
الموسم بدون مشاكل مع الفيضانات، وباشرت أغلب البلديات عملية إحصاء النقاط
السوداء التي تُعرف بتجمع مياه الأمطار، وأوليت عناية كبيرة مع تركيز كل
الجهود عليها؛ من أجل التدخل السريع في حال سجلت هذه المناطق تساقطا كبيرا
لماء المطر.
وقال رئيس بلدية بودجيمة إسماعيل بوخروب،
إن حملات التنظيف أصبحت عادة يتم القيام بها بقرى ووسط بلدية بودجيمة، حيث
لا ينتظر السكان حدوث فيضان أو مشكلة حتى يتم التدخل، فقد تعودوا، حسب
تأكيده، على مباشرة وتنظيم حملات التنظيف قبل حلول الصائفة لتفادي الحرائق
وبعد نهاية موسم الاصطياف استعدادا لموسم الشتاء عبر 18 قرية، مشيرا إلى
أنه لم تسجل البلدية أي فيضان يُذكر، في حين أكد شاعو احسن «مير» تادميت،
أن البلدية برمجت أشغال ترميم وصيانة المنشآت القديمة كالجسور مثلا، حتى
يتم تسهيل مرور مياه الأمطار، مضيفا أنه تم تخصيص ميزانية معتبرة للتكفل
بأشغال إنجاز هذه العملية، متأسفا لتسجيل تأخر في تجسيدها بسبب المراقب
المالي الذي يعطل التموين.
وذكر يوسف جاعود «مير» إفرحونان أن مشكلة
الفيضانات غير مطروحة بها، في حين أن المشكل متعلق بالثلوج وكونها مناطق
جبلية، حيث تجد مياه الأمطار طريقها بسهولة بفضل الأشغال التي تم القيام
بها في أوقات سابقة، مضيفا أن حملات التنظيف بقرى البلدية تُعتبر من
ضروريات الحياة بالنسبة لسكان البلدية، بينما قال رئيس بلدية أزفون حسن
وعلي، إن النظافة بقرى البلدية لا تقف على موسم دون آخر وإنما هي مستمرة
على مدار أيام السنة، مؤكدا أنه تم تنظيف الطريق الوطني رقم 24، وذلك في
إطار عدة حملات مست حواف الطرق والوديان وتنقية البالوعات وكذا حواف
المؤسسات التربوية مع تكفل ديوان التطهير بنزع الأوحال عن الوديان
والبالوعات، لتمكين مياه الأمطار في حال تساقطها بكميات غزيزة، من المرور،
مضيفا أن أزفون لم تسجل أي فيضانات، والفضل يعود إلى حملات التنظيف
المستمرة التي تقوم بها البلدية والقرى، فيما يُنتظر برمجة حملة تنظيف أخرى
تمتد من الطريق الوطني رقم 24 إلى غاية المدينة الجديدة تفرست.
س. زميحي
مديرية الأشغال العمومية بعنابة
احتواء النقاط السوداء تفاديا لغرق الأحياء
طمأنت مديرية الأشغال العمومية بعنابة
بتدخلها في مواجهة الفيضانات منذ ثلاث أشهر الماضية؛ حيث تم رفع الأتربة
وجهر 11 واديا، منها وادي بوجمعة الذي يشكل خطرا على مدينة عنابة، وتكون
بذلك تحكمت في أغلب النقاط السوداء، منها امتصاص المياه الراكدة، خاصة
بمدخل عنابة التي عاشت مؤخرا 24 ساعة الأخيرة، تساقطا كبيرا للأمطار. وذكرت
المديرية أنها سخّرت كل الإمكانيات المادية والبشرية لامتصاص المياه بطريق
مطار رابح بيطاط الدولي، وصرف المياه من الشبكات التي تربط عين الباردة
برحال والحجار والعلمة والشرفة وغيرها.
في سياق متصل، أكدت مديرية الأشغال
العمومية بعنابة، أنها قامت بجهر 11 كلم وصيانة الأودية التي تمتد على طول
مسافة 20 كلم في إطار حماية عنابة من الفيضانات، إلا أن إشكالية احترام
المعايير الزمنية تبقى مطروحة، ولا توجد، حسب نفس المصدر، حلول نهائية رغم
خرسنة الوديان وجهرها. كما تقوم مصالح الأشغال العمومية بعنابة بعملية
دورية لتهيئة ورفع الأتربة والأغصان التي تقف حاجزا أمام سيلان مياه
الأمطار. وقد تم وضع حزام واق في السهل الغربي الذي يصب في وادي بوجمعة.
وعلى صعيد آخر، تم إسناد ملف حماية عنابة
من الفيضانات لعدة مكاتب وطنية، كانت اشتغلت عليه لسنوات، لكن ذلك حال دون
احتواء هذا الوضع المتردي خلال فصل الشتاء؛ باعتبار أن المنطقة مهددة
بالفيضانات؛ لأن طابعها الجغرافي صعب، وأراضيها منخفضة، وهي تحتاج إلى مخطط
استراتيجي فعال لبعث مشاريع تخص تهيئة وتجديد شبكات الصرف الصحي والماء
الصالح للشرب.
من جهة أخرى، استفادت أغلب أحياء مدينة
عنابة من تجديد شبكة الصرف الصحي، خاصة المتواجدة على مستوى الأحياء
القديمة، على غرار عنابة مركز ولاكلون وغيرهما. لكن تبقى هذه المناطق مهددة
بالفيضانات، وهو ما يزيد من تخوف سكان البناءات المنخفضة، حيث تتسرب إليها
كميات معتبرة من الماء.
مثل هذه المشاكل سيتم معالجتها قريبا بعد
تعيين خبراء في النسيج الجغرافي لمتابعة الأسباب الحقيقية وراء هشاشة
البنية التحتية، والتي يتم كل سنة إعداد دراسة خاصة بها.
للإشارة، فقد تمت برمجة 15 عملية جديدة
خاصة بجهر الأودية ورفع الأتربة عن المناطق المنخفضة، وهي لاكولون، بني
محافر وجبانة اليهود، فيما تم تحديد 10 أحياء كنقاط سوداء حددتها مديرية
البيئة، على غرار أحياء رفاس زهوان، إليزا والخروبة ووادي فرشة، وهي النقاط
الأكثر خطورة في ولاية عنابة، وذلك يدخل في إطار مخطط مكافحة الفيضانات.
سميرة عوام
الاضطرابات الجوية التي مست تبسة نهاية الأسبوع
إنقاذ 12 تلميذا ونفوق عدد كبير من رؤوس الماشية
عرفت البلديات الجنوبية لولاية تبسة اضطرابات جوية كبيرة
على غرار، العقلة، بئر العاتر وصفصاف الوسرى، حيث غمرت سيول الأمطار
المتهاطلة المنازل والمؤسسات التربوية والعديد من الأراضي الفلاحية، مما
تسبب في إتلافها وحدوث خسائر مادية معتبرة.
ففي بلدية العقلة، قام السكان بغلق الطريق قرب مؤسسة
سوناطراك تحديدا عند نقطة ربط العقلة بباقي مناطق الولاية، حيث أمضوا
ليلتهم في رعب كبير جراء المياه التي اقتحمت بيوتهم وخلفت خسائر كبيرة،
ناهيك عن نفوق عدد هام من رؤوس الماشية، كما عبر فلاحو منطقتي عقلة أحمد
والمزارة وصفصف الوسرى عن استيائهم من حجم الخسائر التي أحدثتها الأمطار
المتساقطة التي كانت مصحوبة بحبات البرد، مما سبب أضرارا فادحة لمزارع
الزيتون المتواجدة بكثرة بهاتين المنطقتين خاصة ونحن في موسم جني محصول
الزيتون.
وكانت نسبة الأضرار عالية جدا مست محاصيل هؤلاء الفلاحين في
مصدر رزقهم الوحيد، ناهيك عن معاناتهم من تراكم فواتير الكهرباء والمصاريف
المختلفة على مزارعهم، وقد اختاروا صفحات "المساء" المنبر الإعلامي الذي
يمكنه أن يبلغ أصواتهم لدى المسؤولين والجهات المعنية بالقطاع الفلاحي
للتكفل بهم وجبر نسبة من الأضرار الفادحة التي ألمت بهم في محاصيلهم خاصة
وأنهم يمرون بهذه الكارثة للموسم الثاني على التوالي.. فقد سبق في العام
الماضي أن مروا بنفس الوضع الكارثي.
وعرفت بلدية بئر العاتر وحدها تسجيل حوالي 70 منزلا غمرتها
مياه الأمطار بعدة أحياء متفرقة، بالإضافة إلى حوالي 10 مؤسسات تعليمية
ومؤسسات عمومية ومحطة وقود ومحلات تجارية وتضرر عدة طرق رئيسية واهترائها
بالكامل، وإنقاذ 12 تلميذ من الهلاك بعدما عالقوا بحافلة للنقل المدرسي
ببلدية الحويجبات، كما تمكنت فرقة الحماية المدنية من إنقاذ العديد من
المواطنين من الموت المحقق كانوا يتواجدون بمحاداة العديد
من الأودية والطرق المعزولة، ونجحت فرق التدخل بالعقلة، مدعمة بفرقة
الغطاسين من تحرير مجموعة من السكان كانوا محاصرين بسيول الأمطار بدوار
أولاد عطية بالماء الأبيض، بالإضافة إلى تسجيل نفوق عدد كبير من رؤوس
الماشية بالعديد من بلديات الولاية.
نجية بلغيث
رشيدة بلال
أخصائيون وباحثون في علم الاجتماع يدعون إلى:
تبنّي إيديولوجية قائمة على قيم أخلاقية
اتفق عدد من الباحثين والأخصائيين الاجتماعيين على أن للصحافة ممثلة في مختلف وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة، دورا محوريا وأساسيا في تكريس قيم السلم والتعايش، غير أن الاختلاف بينهما كان في الطريقة التي تعتمدها هذه الوسائل للقيام بمهمتها النبيلة، حيث اتجه البعض منهم إلى التركيز على محتوى البرامج والأخبار، فيما رأى البعض الآخر أن تكريس هذه القيم يتوقّف على مدى التزام الإعلامي بأخلاقيات المهنة لإيصال المعلومة أو نشرها. ”المساء” نقلت جانبا من هذه الآراء على ألسنة أخصائيين التقتهم بجامعة الجزائر 2 ”أبو القاسم سعد الله”.
التكريس مرهون بالمحتوى
يرى الأخصائي الاجتماعي الأستاذ حسين آيت عيسي دور
الإعلامي في تكريس قيم السلم والتعايش، بأنها كانت ولازالت سلاحا ذا حدين،
حيث تُعتبر أهم وسيلة إيجابية لنقل الأخبار المختلفة الثقافية والفنية
والسياسية والاجتماعية، كما يمكن أن تكون أخطر وسيلة لهدم القيم، موضحا أن
تغلّب أحد الأدوار لخدمة قيم السلم أو نشر العنف والتعصب، يرجع طبعا للظروف
التي تلعب دورا هاما في تغليب أحد الأدوار على حساب الآخر، هذا من حيث
المبدأ العام.
من جهة أخرى، واستنادا إلى بحث علمي تم في إحدى
الولايات عن نوعية البرامج التي يجري متابعتها، تبيّن، حسب محدثنا من نتائج
الاستبيان، أنّ البرامج التافهة أو البسيطة إن صح التعبير، كبرامج الغناء،
هي التي تلقى أكبر نسبة متابعة، وكلما كانت البرامج ذات محتوى قوي وجدية
تقلّ نسبة مشاهدتها من الشباب والمراهقين، الأمر الذي يقودنا، يقول، ”إلى
الإجابة عن الإشكالية بالتأكيد على صعوبة مهمة وسائل الإعلام في تكريس قيم
السلم والتعايش. ويتمثل الحل في تغيير المحتوى الذي يجب أن يكون محط
اهتمام الفئة المستهدفة، والممثلة في فئة الشباب على اعتبار أنهم الفئة
التي يعوَّل عليها لبناء المستقبل”. ومن ثمة يوضح أن السؤال المطروح اليوم ”كيف يمكن للصحافة أن تروّج لقيم السلم والتعايش في برامج تستقطب اهتمام الجمهور، خاصة أن البرامج الجادة عادة ينفر منها جيل اليوم؟”.
ويقترح الأخصائي الاجتماعي بالنظر إلى صعوبة استرجاع الشباب الذين أصبحت
اهتماماتهم تتمحور حول العيش في العالم الافتراضي، تركيز الاهتمام في الفئة
الصاعدة، والممثلة في المتمدرسين من الأطفال والمراهقين بإدراج مادة
التربية الإعلامية التي تبني منهاجها على تعليمهم كيف يختارون البرامج التي
تلعب دورا في تكريس هذه القيم. وفي المقابل يقول: ”على
وسائل الإعلام اليوم العمومية أو الخاصة إن رغبت حقا في تكريس قيم السلم
والتعايش، أن تحاول تمريرها في برامج تلقى اهتمام هذه الفئة، موضحا أن
التعايش لا يعني عدم وجود الاختلاف، ولكن الغاية هي الوصول إلى تمكين
المتخاصمين من العيش في سلام مع احترام الاختلاف، وهي الرسالة التي تقع على
عاتق مختلف وسائل الإعلام من خلال في محتوى برامجها.
تثمين القيم يبدأ بالنقل الصحيح للمعلومة
من جهته، ينطلق الأخصائي في علم الاجتماع محمد
بومخلوف عند الحديث عن دور وسائل الإعلام في تكريس قيم السلم والتعايش، من
المبدأ الذي تبنى عليه هذه المهنة، والمتمثل في كونها تتعامل مع الرأي
العام، ويرتادها كلّ فئات المجتمع، ومن ثمة يقول: ”الخطاب الإعلامي بما يحمله من أفكار وقيم وتحاليل يؤثر في الرأي العام. وأمام هذا لا يمكن أن ننكر دور الصحافة في تأجيج أو تنوير المجتمع”،
مما يعني أنّ دورها لا بد أن يكون محصورا في نقل المعلومة الصحيحة بعيدا
عن أي تهويل أو تزوير، وهذا هو العامل المحوري، الذي على مختلف وسائل
الإعلام إن رغبت حقيقة في نشر قيم السلم والتعايش، أن تتبناه، والذي يعكسه
التعامل بلغة وأسلوب واضحين.ويُفترض أن يكون التعدد في مختلف وسائل الإعلام
اليوم ”نعمة”، حسب
محدثنا، ويلعب دورا بارزا في تكريس مختلف القيم التعايشية، من خلال تعدّد
الأفكار والمصادر، مشيرا إلى أنّ الصحافة رغم تعدّدها مطلوب منها أن تلعب
دورا بارزا لدفع المجتمع إلى كلّ ما هو إيجابي، والابتعاد على التهويل
ومعالجة القضايا بأسلوب انتقادي يخلق المنازعات ويؤثّر على إنسانية ممثلة في السلم والتعايش.
ارتباط وثيق بأخلاق الإعلامي
من جهته، يرى الباحث بمركز البحث والعلوم
الإسلامية بالأغواط الأستاذ محمد بن عزوزي، أنّ البحث في كيفية تمكين وسائل
الإعلام من تكريس قيم السلم والتعايش، يقودنا ”إلى العودة إلى هذه القيمة في حدّ ذاتها، التي يُفترض أن تكون موجودة قبلا في كل المجتمعات”. ويشير إلى أنّ مطالبة وسائل الإعلام بالمساهمة في تكريسها، يجعلنا نعتقد أنّّها غير موجودة، والأصح القول: ”كيف
يمكن للصحافة أن تدعّم هذه القيم من خلال دورها المحوري في تنوير الرأي
العام، لا سيما أنّ العيش في سلام مع ما تعيشه الدول اليوم من أزمات
ونزاعات، تَحوّل إلى مطلب دولي هام”.
ابن خلدون في مقدمته عندما تحدّث عن تطور الحضارة قال: ”لا نستطيع بناء حضارة إلا بتوفّر مجموعة من الشروط، أهمها الأمن، وبالتالي، يوضح الأخصائي الاجتماعي: ”كان
المجتمع يعيش أزمات ومنازعات لا يمكن لنا أن نبحث له عن قيمة التعايش،
وبالتالي فإنّ دور وسائل الإعلام لا بد له أن ينطلق من الإيمان بأنّ دورها
قيمي ومحوري، ومن ثمة فهي مطالبة أكثر من أي وقت مضى، بتبني إيديولوجية قائمة على قيم أخلاقية، تساعد في تدعيم قيم السلم والتعايش”.
وقبل الحديث عن كيف يمكن أن تلعب الصحافة دورها في
تكريس هذه القيم يؤكد المتحدّث أنّه لا بد أن نتحدث عن نوعية القيم التي
ينبغي أن يتشربها الإعلامي ليكون في مستوى هذا الفعل النبيل، موضحا في
السياق: ”إنّ المجتمع الجزائري بما مر به من أزمات، كوّن نوعا من القناعة التي تجعله يسعى لتكريس قيم السلم والتعايش”.
دعوة إلى إبراز التعايش بالاعتماد على المثقفين
ويبني الأستاذ يوسف حنطبلي حول دور الإعلام في
تكريس قيم السلم والتعايش، قناعته، على أنّ مفهوم التعايش موجود منذ القدم
في كل المجتمعات، لأنّه قائم على علاقات اجتماعية تعكسها المؤسسات والفعل
الثقافي، وانطلاقا من هذا فالسؤال المطروح هو: ”كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تبرز هذه القيم وتعزّزها بالنظر إلى دورها البارز في التأثير على الرأي العام؟”.
السؤال الأهم، حسب محدّث ”المساء” الذي ينبغي الإجابة عنه، هو ”كيف يتم إبراز هذه القيمة؟”، وهذا يتحقق، يجيب، ”بطريقة
واحدة، تتمثّل في إعطاء الفرصة للمثقفين وأصحاب الفكر حتى وإن كانت
أفكارهم مختلفة للتحاور في فضاء إعلامي يضمن الاحترام، وفي جوّ يسوده
النقاش الهادئ والجاد، بهذه الطريقة فقط يمكن لوسائل الإعلام أن تبرز هذه
القيمة النبيلة على اعتبار أنّها اليوم منبر هام لمعالجة القضايا، بعيدا عن
التعصب والعنف الذي من شانه الإساءة إلى هذه القيم التي يُفترض أنها مطلب
كل المجتمعات”. دور وسائل الإعلام اليوم يشبه إلى
حد كبير دور الشعراء والفلاسفة قديما، الذين كانوا يحاولون تكريس قيم العيش
في سلام؛ من خلال التصدي لمختلف النزاعات والصراعات بأسلوب حضاري ثقافي،
وبالتالي يقول الأستاذ حنطبلي إن وسائل الإعلام اليوم مدعوة أكثر من أيّ
وقت مضى، لفتح منابر للنقاش والحوار لإشعار المواطنين بأن هنالك دائما من
ينوب عنهم للتعبير عن مشاكلهم؛ في محاولة لحلها وتجنب الاستثمار فيها
لتفادي المساس بأسمى قيمة اجتماعية، وهي العيش والتعايش.
مريم . ن
تثمين قيم التسامح لدى الرأي العام
ينظر
إلى الإعلام على أنّه فضاء مثالي لخلق الحوار وفتح النقاش، حول قضايا
المجتمع ومختلف شؤون الحياة، ليس على اعتبارها أخبارا بل كقراءة معمّقة
للأحداث، مع العمل على تطوير مفاهيم التسامح والمواطنة والعيش معا لتعزيز
المشاركة والمصير المشترك. وتعمل وسائل الإعلام على تنمية الوعي العام من
خلال ترسيخها للقيم والمبادئ الإيجابية التي تحث على الرقي والتقدم وتجاوز
الفرقة والاختلاف السلبي لذلك يعتبر دورها رائدا ومحوريا. في هذا السياق،
التقت ”المساء” مجموعة من المثقفين والإعلاميين الذين أبرزوا دور الإعلام في تثمين وتفعيل قيم التسامح والعيش معا.
الخبير الاقتصادي الدكتور حميد علوان:
قيمةالتسامحتعزّز
تكافؤ الفرص
يقول الخبير الاقتصادي، الدكتور حميد علوان، إنّ تشرشل دخل علنا إلى بلده بريطانيا فوجدها مهدمة، فأصابه ورفاقه الغبن، ثم تساءل ”كيف البناء والنهوض من جديد ؟« ثم سأل سؤالا آخر ”هل هناك فقهاء تشريع؟ فقالوا له نعم ليطلق سؤاله الآخر ”وهل هناك حرية صحافة؟”، وهو ما يعكس، حسب المتحدث أنّ بناء الدولة والأمة يتطلّب حرية التعبير والعدالة كما أكّد ذلك تشرشل.
يرى الدكتور علوان في حديثه لـ«المساء”
أنّ للصحفي دورا كبيرا في عرض قضايا مجتمعه بل أحيانا هو من يسلّط الضوء
على بعض القضايا، ليحرك بها العدالة، ولا يتأتى ذلك طبعا إلا بحرية التعبير
وبالمصداقية والموضوعية في طرح الخبر دونما تحيّز وبقراءة سليمة للحدث
وليس بما يطلبه الجمهور بل بما يقتضيه بناء دولة.
يؤكد الدكتور علوان أنّ الصحافة الحرة تبني مجتمعا حيا، ويقول: ”أليست الصحافة من أوصلت قضية ثورتنا الجزائرية إلى المحافل الدولية، وكان الهدف من ذلك العيش في سلام بعيدا عن العنف والحرب”.
يبقى الصحفي –حسب المتحدّث- ناقلا للخبر دون مراعاة لأيّة فروق جنسية أو لون أو لعرق أو جهة.
يضيف الدكتور علوان أنّ شعار السلم والعيش معا
الذي أقرته الأمم المتحدة يعطي نفسا جديدا، ويعطي أيضا إدراكا لحقيقة هذا
المعنى السامي، ويرسخ مفهوم تكافؤ الفرص بين الناس وبين الحاكم والمحكوم،
كما يرى أن هدف العيش معا هو نقل الصحافة لصوت المظلوم، وانطلاقا من حرية
الصحافة ومن الكلمة المعبّرة، يشير الدكتور علوان، إلى أنّ ذلك سيؤدي إلى
المحبة بين الناس وإلى إصلاح وضع سيء، وإلى توزيع عادل للثروات بين البشر،
وإلى ترجمة أرقام اقتصادية إلى حياة رفاهية ومستوى معيشي متقارب بين
الطبقات يعكس كرامة الإنسان.
الدكتور الجامعي والبرلماني
الهواريتيغرسي:
القيم يتبنّاها الإعلام
أشار الدكتور الهواري تيغرسي (نائب بالمجلس الشعبي الوطني ورئيس الكتلة البرلمانية للصداقة الجزائرية – الجنوب إفريقية)،
إلى أنّ تفعيل فكرة قيم التسامح من خلال الإعلام، أمر مهم، حيث يتم تثمين
هذه القيم والرموز لتعزيزها أكثر، وبالتالي زرع الطمأنينة عند الفرد
والمجتمع. وأضاف المتحدث أنّ كلّ معاناة تؤدي إلى حوار وتسامح، ما يقود إلى
تعزيز صرح وكيان الدولة التي لا تفرق بين أبنائها، وبالتالي على الشعب
الجزائري ـ حسب السيد تيغرسي ـ أن يتعلّم التسامح والتحاور والعفو عند
المقدرة، للوصول إلى ديمقراطية حقيقية، البقاء فيها للأصلح وليس للأقوى،
كما أن الشفافية في مجال الإعلام مع احترام المواطن والتمسك بالمبادئ
الوطنية والهوية، من شأنها تحقيق مجتمع متحضر.
الأديب أمين الزاوي:
الرجوع إلى نماذج من التاريخ
يرى الدكتور أمين الزاوي أنّ رجل الإعلام هو، في المقام الأوّل، مثقف، ومن خصوصيته كونه ”يزعج” بالمعنى الإيجابي، وذلك من خلال تحطيم الجدران التي تغلق ولا تدع النور يمر، كما يضيف محدث ”المساء” أن عمل الصحفي هو عمل المثقف، ولذلك دفع الصحفيون ضريبة ثقيلة.
وأشار الزاوي إلى أنّ دور الصحفيين يكمن في
التعرّض للمسائل الحساسة منها، مثلا قضية التسامح ونبذ ثقافة الكراهية،
وبالتالي فإنّ عليهم أن لا يغمضوا أعينهم عن مثل هذه الأمور التي يجب أن
تصل مباشرة إلى المجتمع، مع الوقوف طبعا على نماذج من تاريخنا الوطني؛ حيث
كانت الجزائر تعيش هذا التسامح بين أبنائها على اختلاف أعراقهم وتوجهاتهم
وكانوا يتقاسمون الرغيف الواحد. كما أوضح الزاوي أنّ الإعلام لا يختلف
كثيرا عن باقي الفنون خاصة من ناحية الكتابة، ولا بد له أن يضمن تعددية
الأفكار، وترسيخ العلاقة مع الآخر، كما أشار إلى أنّ علاقتنا بتاريخنا هي
علاقة سيئة لأننا لم نعرف قراءة هذا التاريخ، ومع هذا ألحّ على ضرورة تقديم
نماذج من تاريخنا أو الاستعانة بشهادات من سبقوا وعاشوا هذا التسامح
والسلم.
- التفاصيل
- نشر بتاريخ: الأحد، 21 تشرين1/أكتوير 2018 22:23
والي قسنطينة يُكرّم الأسرة الإعلامية
قام، أمس الأحد ، والي قسنطنية عبد السميع سعيدون، بتكريم الأسرة الإعلامية بالولاية، و ذلك بمناسبة اليوم الوطني لحرية الصحافة الذي تحتفل به الجزائر اليوم.
و خلال حفل بهيج احتضنه نادي الجيش بحضور السلطات المدنية و الأمنية و العسكرية، أشاد سعيدون خلال كلمة ألقاها بالمناسبة، بالمكتسبات التي قال إن الإعلام الجزائري حققها طيلة السنوات الماضية، كما ذكّر بالتضحيات التي بذلها أهل المهنة، و ثمّن الدور الذي تلعبه الصحافة في “زرع قيم التصالح و التسامح” و كذلك في إيصال صوت المواطن و المساهمة في تحقيق التنمية المحلية، إلى جانب تحسين الإطار المعيشي للجزائريين.
و عرف الحفل تكريم العديد من الصحفيين الذين قدموا من مختلف وسائل الإعلام الناشطة بالولاية، حيث منحت شهادات شرفية و هدايا لوجوه إعلامية مخضرمة و أخرى شابة، و قد حظيت النصر التي احتفلت قبل أسابيع بالذكرى الخامسة و الخمسين لتأسيسها، بتكريمات تسلمها الزملاء ياسمين بوالجدري، خالد ضرباني، عبد الله بودبابة و كذلك المصور الصحفي الشريف قليب.
و في مبادرة فاجأت الحاضرين، تم إجراء قرعة للاستفادة من العمرة لصالح الصحفيين المكرمين، و التي أفرزت عن فوز الزميل عبد الله بودبابة، و الزميلين زينب برنوسي و حسان مطاطلة من المحطة الجهوية للتلفزيون الجزائري، و ذلك وسط أجواء من البهجة و الفرحة.
ق.م/تصوير : موسى قليب
رشيد كعبوب
إعلاميون يتحدثون لـ ”المساء” عن تكريس قيم السلم والتعايش
الإعلام رسالة والصحفي الحقيقي يعرف دوره الإنساني
يتحدث العديد من الزملاء الإعلاميين في هذا الاستطلاع، بشأن دور الصحافة في تكريس قيم السلم والتعايش، أنه لا يعد الصحفي مهنيا إذا لم يتخندق في هذا المسعى الذي يعد مربط الفرس في العملية الإعلامية التي تتعدى أن تكون مجرد إخبار الناس بما يحدث حولهم وفقط.. يجمع من تحدثنا إليهم على أن مهنة الصحافة يمكنها أن تكون أداة بناء أو مِعْول هدم، بالتالي فإن الاهتمام بهذا القطاع وهذه المهنة أمر بالغ الأهمية، من خلال دعم وسائل الإعلام وتكوين الصحفيين لتقوية مبادئ السلم والأمن والتعايش، وتفادي الوقوع في شِراك دعاة الفتنة وفخ ناشري ثقافة العنف. يذهب بعض الزملاء إلى القول بأن مهنة الصحفي تعادل مهنة النبي الذي لا يدعو إلا للصلاح، ولا ينصح إلا بالخير.
الإعلامي والأستاذ الجامعي عباس بومامي: الإعلام رسالة وانحرافها هدم لقيم السلم
حسب الأستاذ بومامي، فإن الصحافة قبل أن تكون
وظيفة تضمن الرزق لعائلة الصحفي، هي أمانة ورسالة، لأن المجتمع لا يأتمن
أيّا كان على تبليغ الخبر بشكله الصحيح الذي حدث به وفيه، والخبر قبل أن
يكون خبرا يتداوله الناس، كان
كلمة، والكلمة يجب أن تكون صادقه كي تكون طيبة، وهذا الصدق والطيبة يجب أن
توعز إلى رجل طيب وصادق حتى تؤدي مفعولها ورسالتها وغايتها النهاية.
أشار محدث ”المساء” إلى أن ”المعروف
أن الصحافة رسالة، والرسالة كونها عظيمة، لا يكلف بها إلا الأنبياء
والمرسلون، والصحفي المثالي قريب في مسعاه وغايته من موقف هؤلاء الأنبياء
والمرسلين الذين يدعون دائما للسلم والأمن والتعايش، رسالة الصحفي هي نشر
الصدق والوعي والتربية والتثقيف، وكذلك الأمر بالنسبة للمعلم الذي هو صاحب
رسالة نبيلة، فهو ينشر التربية والتعليم في ربوع قسمه أو مدرسته”.
يعرج محدثنا قائلا بشأن خطورة الإعلام، بأنه إذا
انحرف عن الجادة، فإنه يؤدي دورا هداما، وأن الخطر يكمن في شساعه الحقل
الذي يستهدفه بنشره ذاك، فمن وظائف الإعلام التربية والتثقيف وتعزيز روح
التعايش والتماسك الاجتماعي، بما يحفظ للمجتمع كيانه ووجوده واستمراريته،
ومن ثمة فالإعلامي الذي ينشر الفتنة والعصبية والتجهيل والتغليط في أوساط
مجتمعه، إنّما يمارس دور الهادم وليس الباني، وقلمه أو لسانه معولا هدم لا
أداتا بناء.
الإعلام والصحافة عموما في أي مجتمع، هو عين
المجتمع أو الشعب أو المواطنين على مسؤوليهم وحكّامهم وممثليهم، لذلك تفرض
المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية نفسَها على رجال الإعلام، وقبل هذا النوع
من المسؤوليات هناك الضمير، فالإنسان إذا غاب ضميره تجاه المجتمع الذي
يتوجّه إليه برسالته، يصبح هدمه أكثر من بنائه، وخطره أكثر من صحته،
وسلبياته أكثر من إيجابياته.
ويتساءل الأستاذ بومامي قائلا ”هل
رأيتم نبيا يدعو إلى الفتنة والعصبية؟ وهل سمعتم عن رسول يفرّق بين الناس
وينشر فيهم البغضاء والحسد والنميمة؟ وهل قرأتم كتابا أو صحيفة لنبي يدعو
الناس إلى التناحر والاحتراب أو يدفعهم إلى الكذب وقول الزور وإتيان
البهتان.. كذلك رجل الإعلام ورسالته، هما شبيهان بهذا الذي قلناه، ومن هنا
يتعاظم الدور وتكبر المسؤولية ويكثر اللوم والعتاب على رجل الإعلام أكثر من
غيره، فالوالد مسؤول عن أولاده والمعلم في القسم مسؤول عن تلامذة قسمه،
والفلاح مسؤول عن حقله وبذره وحصاده، بينما رجل الإعلام مسؤول عن عائلته
وأولاده كوالد، ومسؤول عن تلاميذه القسم كمعلم وعن المدرسة كمدير وعن الحقل
كفلاح، بالتالي فكل المسؤوليات ملقاة على عاتقه، لأنه مسؤول عن كافه
المجتمع.
يضيف محدثنا أن سلبية الإعلام من إيجابيته تتحدد
وفق معيار سلبية رجل الإعلام وإيجابيته، وتبقى التربية والتنشئة والتثقيف
والتوعية الإيجابية هي محددات العمل الإعلامي الجاد والناجح، وهناك تجارب
لا تزال على الطريق أثبتت أن رجل الإعلام يمكن أن يكون عامل تغيير كبير
وعميق.
الإعلامي والبرلماني محمد كاديك: الصحافة الوطنية انتصرت للوئام وحالفت قيم المصالحة
يرى الإعلامي والبرلماني محمد كاديك أنه لا يبالغ
إذا قال بأن الصحافة الوطنية تمكنت من مواكبة قيم السلم والتعايش، من خلال
ما تبنّته الجزائر من سياسة الوئام والسلم والمصالحة والتعايش التي جاء بها
الرئيس بوتفليقة منذ انتخابه رئيسا عام 1999، وأن عنوان ”العيش معا بسلام”
الذي اقترحته الجزائر على المجتمع الدولي، واعتمدته الأمم المتحدة لتخصص
له احتفالية سنوية عالمية، هو ملخّص مشروع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي
أطلقه بالجزائر، حيث ناضل الرئيس في سبيل جمع كلمة الجزائريين ولمّ شملهم
تحت لواء ”الوئام”، ثم أعد الآليات المحكمة التي تضمن ديمومة اجتماع الكلمة من خلال سياسة ”المصالحة الوطنية” التي رسخت لأهم قيمة حضارية.. ”التسامح”..
بالتوازي- يقول محمد كاديك- مع هذا العمل الوطني، ناضل الرئيس بوتفليقة على الصعيد العالمي، فأطلق مفهوم ”حوار الحضارات” ليكون البديل الأرقى لمفهوم ”صراع الحضارات” الذي هيمن على المشهد العالمي منذ أطلقه الأمريكي صامويل هنتنغتون، وروجت له الكثير من الآلات الإعلامية التي جعلت العالم قسمة بين ”الخير” الذي يمثله الأقوياء، و«الشر” الذي تمثله بقية العالم؛ وكلّنا نذكر مرافعات الرئيس بوتفليقة لصالح ”الإنسان” و«السلام” عبر مختلف المنابر السياسية والفكرية العالمية، لترسيخ فكرة ”الحوار” بما هي النقيض الموضوعي لـ«الصراع”، وهو ما انتهى إلى الاعتراف بأن العالم لا يمكن أن يبنى على الصراع، وتم اعتماد شعار ”العيش معا بسلام” إيذانا بمرحلة جديدة يكرّس العالم في أثنائها القيم الإنسانية التي تجعل الانسان أولويتها القصوى.
قال محدّثنا ”الأكيد أن
الصحافة الوطنية انتصرت للوئام وحالفت قيم المصالحة الوطنية؛ لكنني يجب أن
أسجل أن الإعلام الجزائري العمومي يبقى أحسن ممثل للتوجّه الإنساني؛ فقد
حرص ـ حتى في الأوقات العصيبة التي مرّت بها البلاد ـ على تفعيل القيم
الإنسانية وتجنب أية إهانة للإنسان، كما هي حال بعض وسائل الإعلام التي لا
تتورع عن التهويل والتخويف، بل واصطناع أخبار مكذوبة مروعة..” ويضيف محمد كاديك قائلا بأن الإعلام العمومي ظل ملتزما بأخلاقيات المهنة، ولم يقع في فخ مغالطة ”حرية التعبير” التي صارت ممرا لكل ما يهدم القيم الإنسانية النبيلة.. ”لهذا
سأكون صريحا وأقول بأن الإعلام الخاص بالجزائر، وهو الإعلام الفتيّ، ما
زال بحاجة إلى بعض الوقت كي يتجاوز تلك الرغبة في الإدهاش والحرص على
الاختلاف الذي يحقق الرواج التجاري، إلى المهنية والالتزام بخدمة المواطن،
وترسيخ القيم الإنسانية..
أضاف كاديك ”نلاحظ يوميا
أن المواضيع التي تتطرق إليها وسائل الإعلام لا تخرج ـ في الغالب ـ عن
المنوعات والمتفرقات البسيطة جدا، ويتم تحويلها إلى موضوعات الساعة، بأسلوب
لا يخدم المصلحة العامة، بل يتنافى مع مناهج تحقيق الاستقرار؛ ويبقى أننا
ينبغي أن نعترف بأن خبرة الإعلام الخاص، لا تسمح له ـ وهو في حداثته ـ أن
يتجاوز المسألة التجارية بسهولة، لهذا، من الصعب أن نطالبه بما ليس في
قدراته، وإن كنا نثق أنّ القائمين على وسائل الإعلام يدركون هذه المصاعب،
ويعملون على تجاوزها”.
الإعلامي رابح شيباني (صوت الأحرار) الاحترافية وتنظيم المهنة ضمان لنشر قيم التعايش
يرى الزميل رابح شيباني الإعلامي بيومية ”صوت الأحرار”،
أنه ليس من السهل تطبيق قيم التعايش والسلم في المجتمع الجزائري على مستوى
الإعلام، إذا لم ترافقه برامج تربوية وثقافية ورياضية حسب كل القطاعات،
فالإعلام دوره الأساسي في عصرنا الحالي يتمثل في إخبار الناس بما يحدث وليس
إصلاح المجتمع الذي تتكفّل به قطاعات أخرى تشريعية وقانونية وتربوية
وتعليمية. كما أنّ الجانب الاقتصادي من رخاء العيش والتوزيع العادل للثروة
وتوفير الشغل وترسيخ العدالة بين أفراد المجتمع، من شأنها تكريس الهدوء
والاستقرار في المجتمع.
يفيد محدثنا أن دور الإعلام في إفشاء قيم السلم
والتسامح والتعايش في المجتمع، ينطلق من مدى احترافيته وتنظيمه ومراعاة
أخلاقيات مهنة الصحافة، وعندما تتوفّر هذه الأسس من الواجب على الإعلام أن
يكون حاملا لرسالة لا مجرد ناقل للأخبار، كما ينتهجه الغرب، لذا من الواجب
إعادة النظر في فلسفة الإعلام في بلادنا، انطلاقا من أنه بلد لا زال في طور
النمو، وأنه على قطاع الإعلام بشقيه الخاص والعمومي أن يدفع بالتنمية
وتطوّر المجتمع إلى الأمام، وأن لا يبقى يساير المجتمعَ الذي أنهكته آثار
العولمة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية، بل عليه أن يبحث عن نماذج ناجحة
تنتهج القيم النبيلة للوصول إلى المراتب العليا، حتى نرفع من أداء الطبقة
المثقفة والعناصر الكفأة التي تسعى إلى البناء لا التهديم.
أضاف الزميل شيباني قائلا بأن الإعلام له دور في
تحمل مسؤولياته فيما ينشره من أخبار تشجع على الحقد والكراهية، مثلما يحدث
في ملاعب كرة القدم. فالإعلام الرياضي مدعو لأخلقة ما ينشره من أخبار عما
يحدث في الفرق والمنتخبات، ولا يساهم في إحداث الفُرقة ونشر الكراهية، خاصة
بمناسبة المباريات المحلية والكلاسيكية التي تجلب إليها جماهير كبيرة،
تريد أن تستمتع بمتعة كرة القدم، لا أن تتحول المدرجات إلى ساحة المعركة،
وهو ما نراه في ملاعبنا، وللأسف، يتحمل الإعلام الرياضي جزءا مما يحدث نظرا
لمضمونه التحريضي.
كما يعتقد الإعلامي شيباني أن أول شيء يجب على
السلطات القيام به، هو تنظيم قطاع الإعلام، حتى لا يتسلّل إليه الدخلاء
الذين حولوه إلى تجارة. ثانيا، على الصحافيين تنظيم أنفسهم وإنشاء ما يسمى
بمجلس أخلاقيات مهنة الصحافة الذي من شأنه إرساء سياسة إعلامية تتماشى مع
قيم المجتمع الجزائري، ويمكن لهذا المجلس أن يلعب دوره في التنبيه للمخاطر
التي تأتي من مضمون الصحافة على سلامة النسيج الاجتماعي.
الإعلامي كمال حفاصة: الدعم المالي للصحافة خادم لمساعي السلم
يرى الإعلامي أنه كي تقوم الصحافة بواجبها في
تكريس قيم السلم والتعايش من الناحية الأسرية والاجتماعية والثقافية
والرياضية، ومواجهة العنف المحلي وطي صفحة العروشية والقبلية، يجب أن تخصص
الدولة ميزانية للإعلام الخاص والعمومي، ضمن الميزانية العامة للدولة، وأنه
على وسائل الإعلام أن تقوم بتعزيز مواقفها ولعب أدوارها الاقتصادية
والثقافية والرياضية والحضارية، بعد أن انكمش دورها السياسي مؤخرا، وحتى
يتسنى لها ذلك، يجب أن تبحث عن سبل وضع سياسة إعلامية تأخذ في الحسبان
البعد الوطني والإقليمي والدولي، ولتجسيد ذلك ـ يقول محدثنا-
يتطلب اعتماد تدابير يراها ضرورية، تبدأ على المستوى الوطني، والاعتماد
الجماعي على النفس هو حجر الزاوية لنظام إعلامي نزيه ومنه التفاعل الضروري
لفحص الأدوار التي يقوم بها الإعلام في الحفاظ على اللحمة الوطنية، ونشر
قيم السلم والتعايش، ويشترك في ذلك كل الفاعلين في عمليات الاتصال من أفراد
وجماعات ومصالح وهيئات وسلطات عامة وغيرها.
يؤكّد الإعلامي حفاصة أنه لابد من إعطاء ”الحق في المناقشة”
لأن الاتصال ينبغي أن يكون عملية غير محدودة للاستجابة والتفكير والنقاش،
ويؤمّن هذا الحق اتفاقا حقيقيا بشأن العمل الجماعي، ويمكّن الفرد من
التأثير على القرارات التي ينفذها أولئك الذين بيدهم السلطة الرابعة خدمة
للصالح العام.
الصحفي يوسف سليماني: الصحافة فعل راق يتوافق مع قيم الدين الحنيف
يذكر الصحفي يوسف سليماني (مراسل عدة قنوات مشرقية)،
أن الصحافة فعل إنساني راق وسلوك فكري مهم يتزامن عادة مع فعل الخير
وصناعة الوعي وتنمية القدرات الفردية وتعميق التواصل الاجتماعي، مما يجعلها
وسيلة تفاعل مع الشعوب والمجموعات البشرية التي تطمح من خلال الصحافة التي
تشكّل الرابط القوي الذي يؤسس للفعل الأسمَى، الذي يطمح إليه البشر، وهو
العيش في سلام وتعاون وتفاعل، أنه لن يتحقق ذلك، إلا إذا التزمت الصحافة
بالقيم الإنسانية العليا المتمثلة في تحقيق السعادة الكاملة للبشرية.
يعتقد الصحفي سليماني أنّ تكريس قيم التعايش
والسلم يظل رهانا كبيرا للصحافة الوطنية، لكن لا يمكن أن نتناوله بالتقييم
المتبصّر، إلا في حالات الأزمات وطبيعة التناول الإعلامي للمشكلات
الاجتماعية، وتتجلى مسؤولية الصحافة في العديد من القضايا ذات الصلة بتماسك
المجتمع، وفي تجنب إثارة النعرات الجهوية والعروشية وتجنّب الخوض في
أسبابها بطرق تمس بالمجتمع في تماسكه وتهدّد وحدته، الصحافة مسؤولة عن
تناول هذه المواضيع بإيجابية تروج لقيم السلم والوحدة وتحذر من منزلقات
الفتن بين أبناء المجتمع الواحد. يذكر الزميل سليماني أن القيم التي يتوجب
على كل مؤسسة صحفية أن تلتزم بها، هي نفسها القيم التي يدعو إليها الدين
الإسلامي الحنيف، ومهمة الصحافة أن تساهم في نقل هذه القيم من مساحة النظري
إلى واقع التطبيقي، فمثلا خلال الأزمة الأمنية في غرداية، كان واجبا على
الصحافة أن لا تنزلق إلى البحث في من فعل أولا ومن رد ثانيا، بل أن تبصّرَ
القارئ بمخاطر الفتنة على الأمن والاستقرار، وأن تركز على دواعي التهدئة لا
على أسباب تعميق الخلافات، وتعامل الصحافة مع ظواهر العنف في الرياضة،
مثلا، يجب أن يكون إيجابيا ولا يعمق النزاع بين أنصار الفرق.
الصحفي عبد الحكيم أسابع (يومية النصر): هدفنا كإعلاميين أن نعزّز قيم التكاتف والتعايش السلمي
ذكر الزميل الصحفي بيومية ”النصر”،
أن وسائل الإعلام تعتبر من بين الدعائم الأساسية لتعزيز قيم السلم
والاختلاف والتعايش مع الآخر، بالتالي هناك حاجة ماسة لإعلام وطني يحرص على
نشر القيم والمبادئ القويمة من أجل المساهمة في بناء إنسان حر مقدّر
لمبادئ الاختلاف، ومتفهّم لآراء الآخر ومؤمن بقيمة الحوار، باعتبار أن
التعايش السلمي جزء من المجتمع، فأفراد المجتمع نسيج واحد داخل المجتمع،
تجمع بينهم علاقات مشتركة، من الواجب على الجميع المحافظة عليها وصونها.
يؤكد الصحفي أسابع أنه على وسائل الإعلام أن تساهم
في إبراز قيم التعايش والسلم والفكر الإيجابي، مع نشر ومحاربة الأفكار
الهدامة، خاصة ما تعلق بنشر الفتاوى عبر آلاف الصفحات الافتراضية، التي
تزيد في تأجيج الفتنة ونشر الفكر المتطرّف، ويذهب محدثنا إلى القول بأنّنا
اليوم بحاجة إلى رفض الفكر المتطرّف والفكر الدخيل عن ديننا، مثلا، وإلى كل
ما يدعو إلى الفُرقة، وأنه يجب علينا ـ كإعلاميين- أن نساهم بفعالية، في الدعوة إلى كل ما يعزز التكاتف والتعايش السلمي بين مختلف مكوّنات المجتمع المتنوع ثقافيا، ”كما
كان لنا إسهامنا الواضح في أزمة غرداية مثلا قبل سنوات، عندما كنا من بين
الوسائط التي ساعدت العقلاء على وضع أياديهم في بعضها، بالتالي إطفاء نار
الفتنة”.
الحاصل أنه من الصعوبة أن يعيش الإنسان مع نفسه
دون أن يختلط مع بقية أفراد المجتمع، وحتى داخل الأسرة الواحدة، فالجميع
يرتبطون بمصالح وأهداف وضرورات مشتركة، لأنّنا مجتمع إسلامي يدعوه دينه إلى
التعاضد والتآزر والتكامل والمحبة والعيش معا بسلام في أي موقع كان، مع
الاحترام الكامل للتنوع الثقافي داخل المجتمع.
يرى الزميل أسابع أنه يجب أن ينطلق التعايش بين
الناس ابتداء من الثقة والاحترام المتبادلين، ومن الرغبة والتعاون على
الخير في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفيما يمس حياة الإنسان حتى
داخل الملاعب الرياضية، للقضاء على ظاهرة العنف داخلها، وللإعلام دور
مشترك مع الأسرة الرياضية في إنجاح هذا المسعى.
❊ رشيد كعبوب
محمد الصالح حرز الله:ترسيخ القيم يحتاج لاستراتيجية إعلامية
يرى الأستاذ حرز الله أنّ قطاع الإعلام أصابه ما أصابه بعدما تريّف (الريف)،
متسائلا عن غياب القانون في هذا الشأن، ومنتقدا بعض الممارسات الإعلامية
خاصة في السمعي البصري مع القنوات التي تملك ميزانيات ضخمة لكنها لا تلتزم
بالمعايير الإعلامية ولا تملك استراتيجيات واضحة ومضبوطة وخطا افتتاحيا ولا
ثقافة إعلامية؛ مما ولّد الفوضى والرداءة، ومن ثم يرى المتحدث ضرورة إعادة
النظر في المنظومة الإعلامية على أسس تتماشى والتنمية الوطنية ومتطلباتها.
وبالنسبة لقيمة التسامح والسلم والعيش معا في المضامين الإعلامية، أكد حرز
الله أنه لا علاقة لها بالمناسباتية، إذ أنها ثقافة دائمة تتجدد في كل
مكان؛ شارع ومدرسة ومؤسسة وغيرها، وتستمر طول السنة ولا يتم استذكارها فقط
في مناسبة محصورة في تاريخ يوم واحد، تماما كما هي الحال، مثلا، مع عيد
المرأة؛ إذ يجب النهوض بنصف المجتمع واحترامه وتقديره طوال السنة وليس فقط
في 8 مارس، وهكذا هي الحال سواء. ويضيف المتحدث
أنه يجب تجاوز الاحتفالية الضيقة، والتي قد تتحول إلى خرق لهذه المبادئ في
الأيام المتبقية من السنة، وبالتالي على الإعلام أن يعمل وفق إستراتيجية
وطنية شاملة، تقوم على التوعية وغرس هذه القيم في الجمهور وفي المجتمع
عموما.
ويقول حرز الله: «من
الضروري اجتماع مدير المؤسسة الإعلامية لتجديد الخط الافتتاحي وتحديد
المحاور والمفاهيم والقيم، إذ إن لكل شيء استراتيجية عمل، وبالتالي ستتعزز
هذه القيم في داخل المؤسسة الإعلامية نفسها، فيلتزم الصحفي بها ولا يفكر
يوما في تجاوزها والإخلال بها».
مريم. ن
الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد: لابد من خطاب هادئ قائم على التعايش في ظل التعدد
أكد الأمين العام للمحافظة السامية للامازيغية سي الهاشمي عصاد، في تصريح لـ«المساء”، ”أن
الإعلام كان ولا يزال الرفيق الدائم لمختلف الأنشطة التي تقوم بها
المحافظة السامية للأمازيغية، في مشروعها الرامي إلى تعميم تعليم اللغة
الأمازيغية في كل المرافق التعليمية، بما في ذلك محو أمية كبار السن بهذه
اللغة”. مشيرا إلى أن المحافظة السامية وصلت إلى
حد المراهنة على الإعلام في تكريس هذه القيم السامية، لأن قيم العيش في
سلام تعتبر في حقيقية الأمر قناعة بنت عليها المجتمعات الأمازيغية أعرافها
منذ الأزل، وتحتاج اليوم إلى التعريف بها. بالمناسبة، يقول: ”علينا
اليوم الميل أكثر من أي وقت مضى إلى تكريس المصالحة اللغوية أو اللسانية،
من خلال خطاب هادئ قائم على التعايش في ظل التعدّد، من خلال إيجاد الصيغ
المناسبة لتحقيق هذا التواصل، وهذا لا يمكن أن يتحقق في غياب الإعلام الجاد
والهادف الذي يعتبر شريكا محوريا في كل العملية.
من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أنه ينتظر أن يتم،
تجسيدا لقيم السلم والعيش في سلام، تنظيم أكبر تظاهرة للشعر بمختلف الألسنة
واللهجات الأمازيغية في نهاية السنة بولاية اليزي، التي ستحتضن مهرجان
الشعر الأمازيغي، مما يعني ـ يقول ـ ”أن
التعدد اللساني والثقافي نعمة لابد من الدفاع عنها والترويج لها والافتخار
بالخصوصية، وهذا لا يتحقق إلا بإشراك الإعلام بمختلف أنواعه المسموع
والمرئي والمكتوب الذي يلعب دورا كبيرا في نقل صور هذا التعايش والجهود
المبذولة في سبيل إقراره”.
❊ رشيدة بلال
الإعلامي عمار شكار: الصحفي المحترف يعرف دوره الإنساني
من جهته، يرى الصحفي عمار شكار أن وسائل الإعلام
بمختلف أنواعها، تلعب دورا محوريا في الحفاظ على السلم ونشر ثقافة التعايش،
ويعد الالتزام بالحياد والتحلي بالموضوعية أمرا مفصليا في العملية
الإعلامية، وتظهر هذه الأخلاقيات لدى الصحفي عند معالجة القضايا والأزمات
والصراعات، من خلال التعليقات التي ترسم إما صورة صحيحة، أو تضخم الأمور،
بشكل يزيد في تعقيد الأمور ونشر ثقافة العنف والتوتر وتزيد في حدة الصراع،
ويظهر ذلك جليا عند معالجة القضايا السياسية التي يتطلّب من خلالها أن ينصف
الصحفي في نقل الرأي والرأي الآخر، ويركز على ما يخدم السلم والتعايش،
ويستطيع الصحفي المتمرس والمتحلي بأخلاقية المهنة أن يوفق بين الآراء
المختلفة والأفكار المتباينة، أن يوجّه المواضيع وجهة إيجابية، تخدم مسعى
الوحدة والتفاهم، ويبتعد عن تغليب الآراء التي تزيد في تأجيج الفتنة،
والتشجيع على العنف والفوضى والمساهمة إلى حد كبير، في تطوير السلم
الاجتماعي والمحافظة على أمن البلاد.
من وجهة نظر الإعلامي شكار، فإن الأخطاء التي يمكن
أن تقع فيها الصحافة، تنعكس سلبا على قيم السلم والتعايش، إنما تأتي جراء
عدم الالتزام بأخلاقيات المهنة وضعف التكوين وغياب ثقافة التواصل
الاجتماعي، خاصة مع الهئيات الرسمية، قائلا ”إن المسؤولية تعود علينا جميعا، وهذا لا يخدم مصلحة الوطن” مضيفا أنّ غياب نقابة للمهنيين أثّر سلبا على واقع الصحافة والوطن عموما.
ر.ك
زولا سومر
هيئات الضبط مطالَبة بالتدخل لاحترام أخلاقيات المهنة
فايسبوك أبعد الصحافة عن الاحتراف إلى الانحراف
يتأسف
الإعلاميون للواقع الذي آلت إليه الصحافة اليوم، والتي بالرغم من حداثتها
والصعوبات التي مرت بها، تمكنت من تحقيق عدة مكاسب في السنوات الماضية،
مشيرين إلى أن طغيان الدخلاء على القطاع وتغليب المصالح المادية على الخدمة
العمومية، أبعد الصحافة عن النوعية والاحتراف، فباتت تسير نحو الانحراف
بعيدا عن المصداقية والموضوعية، بحيث باتت مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة
فايسبوك، تصنع الحدث وعناوين العديد من الوسائل الإعلامية بدون التـأكد من
صحة ومصدر الخبر . وأصبحت هذه العناوين وسيلة للقذف والشتم وتصفية
الحسابات، مما يستدعي هيئات الضبط للتدخل وبحياد لفرض أخلاقيات المهنة؛
حفاظا على المكاسب المحققة، وخدمةً لحق المواطن في الإعلام.
يرى العديد من الصحفيين أنه بالرغم من حداثة تجربة التعددية
الإعلامية ببلادنا والقوانين التي تضبط آليات وطرق الممارسة الصحفية
باحترام الأخلاقيات المهنية التي يقتضيها العمل في السلطة الرابعة، فإن هذه
السلطة التي بالرغم من هذه المكاسب التي حققتها، بات عمداؤها وصحفيوها
المخضرمون يتحسرون لما آلت إليه من فوضى ونمطية فرضها أشخاص دخلاء على
القطاع، همهم الوحيد الربح السريع، فحوّلوا المهنة النبيلة إلى تجارة
مربحة.
لقد فتح الدخلاء على المهنة أبواب التوظيف والتعاون وممارسة
المهنة أمام من هب ودب، وصار كل من يكتب أسطرا ”صحفيا”، فالصحافة اليوم،
كما يرى أهل الاختصاص، بحاجة إلى غربلة حقيقية، وفرز بين الصحافي وغير
الصحافي؛ كونها ابتعدت عن مفهوم الخدمة العمومية وخدمة المجتمع، وأصبحت بعض
العناوين وسيلة في يد سلطة المال والجماعات التي تتحكم في هذه العناوين عن
طريق التمويل والإشهار.
وسائل إعلام تحولت إلى منابر لتصفية الحسابات
يؤكد الصحفي وحيد عبد الله أن واقع الصحافة اليوم بمختلف
أنواعها، صعب جدا ولم يسر في الاتجاه الذي كنا نأمله، فإذا كانت الصحافة
الورقية أصبحت سنوات وجودها معدودة قد لا تتعدى أصابع اليدين بالنظر إلى
التحول التكنولوجي الذي عرفه الاتصال بشكل عام، فإن القنوات التلفزيونية،
على الأقل في الجزائر، لم تتمكن من مسايرة الواقع الاجتماعي للجزائريين،
وافتقدت للمهنية التي تستدعيها المهمة التي أنشئت لأجلها من حيث توعية
الرأي العام وتثقيفه، وتحولت إلى قنوات دعائية للجهة صاحبة رأس المال، الذي
أثر على مصداقية الأخبار التي تنقلها، إلى درجة أن بعضها تحولت إلى مجرد
قنوات ”تصفية حسابات شخصية”.
وعندما كان الجميع ينتظر أن تتحول وسائل التواصل الاجتماعي
وبعض المواقع الإلكترونية الإخبارية إلى وسائل اتصال بديلة فرضتها التحولات
التكنولوجية المنبثقة عن الشبكة العنكبوتية، غير أن الأمل ما لبث أن تبدد
بعد أن تحولت إلى وسائل للترويج لأخبار مغلوطة، الهدف منها التشويش على
الخبر في حد ذاته وحتى تشويه سمعة الناس وخدش الحياء العام وحتى تبييض وجوه
أشخاص لا يستحقون ذلك.وأمام هذا الزخم الإعلامي وسيل وتدفق المعلومة
الآنية فإن ضبط الصحافة بدون المساس بحرية الإعلام سواء في صيغتها
التقليدية أو الراهنة، يستدعي آليات عملية لضبط هذا التدفق من طرف جهات
مختصة حيادية وذات مصداقية، وفق قواعد يناقشها أهل الاختصاص ويصادقون
عليها، ويقبلون جميعهم بالأحكام التي تصدر تجاه هذه الوسيلة أو تلك بدون
خلفيات أو تصفية حسابات شخصية ضيقة.
التكوين وهيئات الضبط ضروريان لإنقاذ المهنة
وفي هذا السياق ترى الصحفية نائلة بن رحال أنه رغم المكاسب
التي تحققت للصحافة الجزائرية والتي يبقى أهمها ما نص عليه الدستور الأخير،
فإن هناك عدة انحرافات باتت تميز الممارسة الإعلامية، مشيرة إلى أن أخطر
ما يهدد اليوم هذه الممارسة هو سوء استعمال حرية التعبير واستغلالها للسب
والشتم والقذف وحتى لتصفية الحسابات، خاصة ببعض المواقع الإلكترونية ووسائل
التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى مصدر لبعض الصحفيين. وأكدت
محدثتنا أن هذا الوضع يفرض اليوم إعادة النظر في تكوين الصحفيين وحتى في
شروط التوظيف والممارسة، مع ضرورة الإسراع في إنشاء مؤسسات فعالة لضبط
المهنة من سلطة للضبط، لفرض أخلاقيات المهنة التي تمارس مهامها بحياد،
وتفرض عقوبات صارمة على من يدوس على أخلاقيات المهنة.
غياب تحرير الصحافة أبعدها عن المنافسة الشريفة
أما الصحفي عثمان لحياني فيرى أن الصحافة في الجزائر لم تكن
في وضع أكثر سوءا مما هي عليه الآن، مذكرا بأن هناك تناقضا صارخا بين النص
المنظم للمهنة وبين الملابسات المحيطة بالعمل الصحفي. يقول
الصحفي إنه قبل الحديث عن الوضع الاجتماعي للصحفيين هناك مأزق للمؤسسة
الصحفية بشكل عام، مشيرا إلى بعض الثغرات؛ كوجود العديد من القنوات
التلفزيونية الخاصة في وضع غير قانوني بالرغم من مرور ست سنوات عن صدور
قانون الإعلام، الذي سمح بإنشاء قنوات خاصة، ناهيك عن التأخر في إصدار
قانون الإشهار، الذي لايزال حبيس الأدراج أيضا، وكل هذه التفاصيل ـ يقول
محدثنا ـ تعيق في الواقع تحرير المبادرة الصحفية، التي يمكن من خلالها
تنظيم الصحفيين وتأطيرهم وتحسين وضعهم الاجتماعي، وتجعل الواقع الصحفي في
وضع لا يخضع لقواعد المنافسة الشريفة.
الصحافة تعيش خريفها وفايسبوك ليس مصدرا للخبر
يقول الصحفي حفيظ دعماش إننا نعيش حاليا
خريف الصحافة الورقية في الجزائر؛ فرغم أن الأزمة تأخرت في الوصول إلينا
باعتبار أن العالم الغربي يعيشها منذ منتصف سنوات 2000، ”إلا أنه لا يمكن
الاستمرار في تجاهل الصحافة الرقمية التي تمثل مستقبل العمل الإعلامي، غير
أن هذه الصحافة الجدية يجب الالتفات إليها لضبطها وجعلها أكثر احترافية
بتكوين القائمين عليها، مضيفا أن المشكل في الجزائر اليوم هو أننا لم نحضّر
الصحفيين للانتقال من العمل كصحفيين يكتبون مقالات بصيغة ”قال أمس إلى
يحدث الآن”، وفوق هذا مازلنا نسمع بصدور صحف ورقية جديدة، لسبب بسيط، هو أن
الإعلانات الورقية؛ أي الإشهار، هي الغالبة. كما
يرى محدثنا أن التحدي الأكبر بالنسبة للصحافة الجزائرية هو التعامل مع
مواقع التواصل الاجتماعي وما يعرف بالأخبار الكاذبة، وجعل الصحفي يقتنع بأن
مهمته الأولى قبل نقل هذه الأخبار في وسيلته الإعلامية، هي التأكد من
حقيقة هذه الأخبار ومصادرها؛ لأن الإعلام لديه مسؤولية حول ما ينشره ويبثه،
بينما رواد مواقع التواصل الاجتماعي لا مسؤولية لهم.
ولمواجهة هذا المشكل الذي بات يهدد المكاسب التي وصلت إليها
الصحافة الجزائرية التي دفعت الثمن غاليا من أجل ذلك في التسعينات، يجب
التفكير في تقنين نشر الخبر عبر فايسبوك وتويتر ويوتيوب وغيرها، يقول
الصحفي.
مليكة. خ
الإطار القانوني يعزّز التعددية الإعلامية في الجزائر
آليات لتفعيل انفتاح واحترافية العمل الصحفي
تعززت
حرية الصحافة في الجزائر خلال السنوات الأخيرة بعدة آليات وقوانين تهدف
إلى تفعيل العمل الإعلامي وجعله أكثر احترافية ومسؤولية أمام القانون وأمام
المجتمع. فبعد الانفتاح الإعلامي الذي شهدته الصحافة المكتوبة في تسعينيات
القرن الماضي، حظي المشهد الإعلامي بقانون السمعي البصري الذي كرس
انفتاحا، تمخض عنه إنشاء عشرات القنوات التلفزيونية الخاصة ذات المضمون
الإعلامي الجزائري المحض، ما جعل الجزائر تشهد نقلة نوعية في ممارسة حرية
الإعلام، عززها إدراج مادة عدم تجريم الصحفي في التعديل الدستوري الجديد،
مما يُعد خطوة قيّمة لضمان حرية واستقلالية أكبر للصحفي.
لا شك في أن الخطوات الإيجابية التي شهدها المشهد الإعلامي
في الجزائر تُعد ثمرة نضالات خاضها أهل المهنة، من أجل ضمان هامش أكبر من
الممارسة الإعلامية التي عرفت تطورا كبيرا بعد التعددية السياسية، غير أنه
لا بد من الإقرار بما تضمنته المواثيق ومراسيم قوانين الإعلام العضوية في
الجزائر من نصوص تشريعية تخص القطاع، سواء تلك التي صدرت عبر الجريدة
الرسمية أو تلك التي أُجلت عدة مرات لمقتضيات لها علاقة بالواقع السياسي
للبلاد.
فقد عرف المشهد الإعلامي صدور أول قانون متعلق بالصحفي سنة
1968، ليليه أول قانون عضوي للإعلام سنة 1982، في حين عرفت فترة التعددية
سلسلة أخرى من النصوص التشريعية التي تقر بمبدأ حرية التعبير والصحافة، على
غرار قانون 1990 وقانون 2012 للإعلام، كقانونين صدرا في الجريدة الرسمية،
إضافة إلى سلسلة من مشاريع القوانين، وهي المرسوم التشريعي لسنة 1993
ومرسوم 1994 اللذان عرفا تطبيقا فعليا، حيث صدر الأول في إطار إلغاء المجلس
الأعلى للإعلام، فيما قام الثاني بإلحاق المؤسسات الإعلامية الوطنية
بوزارة الاتصال في السنة التي صدر فيها.
كما صدرت تعليمة رئاسية سنة 1994، تضمنت الحق في التعبير
والإعلام وتطبيق مبدأ الخدمة العمومية، تلتها الجلسات الوطنية للاتصال في
نهاية شهر ديسمبر 1997.
وعرفت الساحة الإعلامية بعد هذه الفترة، مشاريع قوانين
إعلامية لم تر النور، وهي تلك التي صدرت سنوات 1998، 2000، 2001، 2002،
2003، ومشروع قانون 2007 الذي صدر سنة 2008 في الجريدة الرسمية، والذي ينظم
علاقة الصحفي بمؤسسته المهنية (علاقات العمل).
دستور 2016 :خطوة كبيرة لإضفاء المصداقية واحترام ثوابت الأمة
أما قانون
الإعلام الذي صدر في جانفي 2012، فقد فتح المجال بشكل أوسع، لحرية التعبير
والصحافة التي دعمها الدستور الجزائري الجديد الذي صدر يوم 6 مارس 2016،
حيث ألغى عقوبة سجن الصحفي إضافة إلى إقراره حرية الصحافة في المادة 50 من
الفصل الرابع.
ويمكن القول إن الدستور الجديد كرس حرية ممارسة هذه المهنة
من خلال رفع كل القيود بقوانين توضح المفاهيم والأحكام، حيث أولى في هذا
الصدد أهمية قصوى لحرية الصحافة؛ من خلال تعزيزها أكثر عبر إلغاء حكم
السجن، بسبب جنح الصحافة ومنع الرقابة المسبقة، حسبما جاء في المادة 41
مكرر2 التي تنص على أن ”حرية الصحافة المكتوبة والسمعية والبصرية والشبكات
الإعلامية مضمونة، ولا تقيد بأي شكل من أشكال الرقابة القبلية شرط عدم
استعمال هذه الحرية للمساس بكرامة الغير وحرياتهم وحقوقهم مع احترام ثوابت
الأمة وقيمها الدينية والأخلاقية والثقافية”. فاستبعاد العقوبة السالبة
للحرية مهما كان الخطأ المهني الذي يقع فيه الصحفي، يُعد خطوة عملاقة تلزم
الصحفي المصداقية والبحث عن الحقيقة والموضوعية، في حين يكون محكوما بقانون
العقوبات الجزائري الذي لا يسمح له بالتجاوز أيضا، حيث يكون الصحافي
معاقبا ماديا في حال تجاوزه أخلاقيات المهنة. وتسمح هذه الصيغة الجديدة
بتطوير قطاع الصحافة أكثر؛ كونها تكرس حق حرية التعبير وحرية الرأي بالنسبة
للجميع، وعليه فإن حرية الإعلام في الجزائر كمفهوم قانوني، عرفت سلسلة من
التعديلات التي تعكس بوضوح تغيير المفاهيم من الناحية التشريعية
والقانونية، كما أنها تعكس التغيير في التوجهات الإيديولوجية والسياسية
للنظام السياسي في البلاد، انطلاقا من قناعة أن الانفتاح السياسي وإقرار
التعددية الحزبية لا يكتمل إلا بتحرير الإعلام وفتح جميع عناوينه وأجهزته
على التعددية الإعلامية.
مفهوم حرية الإعلام صار عنوانا حقيقيا للطابع التعددي للرأي
المختلف والتنوع الفكري، الذي يتنافى مع سياسة الاحتكار وتكميم الأفواه
وإقصاء الرأي الآخر، حتى وإن كان رأيا مسموعا يتطلبه الواقع والمجتمع الذي
صار فيه للكلمة عنوانها وتأثيرها.
ومازالت مساعي الارتقاء بالحقل الإعلامي سائرة في إطار دعم
التعددية الإعلامية وتعزيز حرية الصحافة. فبعد استحداث سلطة ضبط السمعي
البصري يُنتظر إنشاء سلطة ضبط الصحافة المكتوبة التي يُنتظر أن ترى النور
قريبا، حسبما صرح بذلك وزير القطاع في عدة مناسبات، وهي الهيئة التي ستضطلع بعدة صلاحيات، منها تشجيع التعددية الإعلامية.
أما بخصوص سلطة ضبط نشاط الإعلام السمعي البصري، فقد تم
بتاريخ 24 فيفري 2014 المصادقة على القانون رقم 04 – 14، الذي بموجبه تم
استحداث الأرضية القانونية لتفعيل مضامين المادة 64، حيث حددت المواد 52 –
56 منه مهام وصلاحيات هذه الهيئة، وحصرتها في عناوين كبرى، وهي مجال الضبط،
مجال المراقبة ومجال تسوية النزاعات. أما تشكيلتها وتنظيمها وسيرها
فحددتها المواد 57 – 90 منه. وبموجب نص المادة 54 من قانون 04 – 14، صارت
حرية العمل الإعلامي في مجال السمعي البصري محمية بهذه السلطة، مثلما صرحت
فقرتها الثانية بقولها: ”السهر على حرية ممارسة النشاط السمعي البصري ضمن
الشروط المحددة في هذا القانون والتشريع والتنظيم ساري المفعول”، فيما جاء
في فقرتها الخامسة ما نصه:«السهر على احترام التعبير التعددي لتيارات الفكر
والرأي بكل الوسائل الملائمة في برامج خدمات البث الإذاعي والتلفزيوني،
لاسيما خلال حصص الإعلام السياسي والعام”. من هذا
المنطلق يمكن التأكيد على أن هذه السلطة استُحدثت لحماية مكسب التعددية
الإعلامية، والإبقاء على حرية العمل الإعلامي بعيدة عن أي تصرف من شأنه
المساس بأخلاقيات العمل الإعلامي النزيه والحر، سواء صدر هذا التصرف من
جانب الإعلاميين أو السياسيين أو أي جهة أخرى رسمية كانت أو غير رسمية،
تستغل هذا المكسب استغلالا غير أخلاقي وغير قانوني. يأتي ذلك في وقت يبدي
أهل القطاع مخاوف من أن تقع سلطة الضبط تحت التأثيرات السياسوية، لتتحول
إلى مطية لإفراغ مكسب التعددية الإعلامية من محتواه، ومن ثم التأثير على حق
وسائل الإعلام في ممارسة نشاطها بكل حرية بعيدا عن أي تضييق أو مصادرة أو
إقصاء. وأمام كل ما سبق يمكن القول إن الإعلام
الجزائري يعيش انفتاحا غير مسبوق، اكتمل بتجسيد التعددية الإعلامية في مجال
نشاط السمعي البصري، حيث أصبح المواطن الجزائري اليوم يشاهد ويسمع تنوعا
في الطرح الإعلامي لا يقتصر على طرح السلطة السياسية فقط، بل يسمح لجميع
الفاعلين في المجال السياسي وغيره، بالتعبير عن مواقفهم بكل حرية.
تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن رئيس الجمهورية السيد عبد
العزيز بوتفليقة ما فتئ يبدي اهتماما بالغا بانشغالات الأسرة الإعلامية،
معبرا في كل مرة، عن دعمه التام لحرية الصحافة، حيث جدد في عدة مناسبات
التزام الدولة بتزويد الصحافة الوطنية وقطاع الإعلام بآليات قانونية
وبأشكال دعم مختلفة، تسمح له بأداء مهامه النبيلة.
ويكفي أن نستدل في هذا الصدد بإعلانه عن تأسيس يوم وطني
للصحافة الذي يتم إحياؤه يوم 22 أكتوبر من كل سنة، من منطلق قناعته بأن
استكمال بناء الديمقراطية يتطلب تعزيز دور الصحافة ووسائل الإعلام، كفضاء
ضروري للنقاش العام الذي يسمح للرأي العام بإسماع صوته.
- التفاصيل
- نشر بتاريخ: السبت، 13 تشرين1/أكتوير 2018 21:41
خطر الإنهيارات يتهدد 270 عائلة بعوينة الفول في قسنطينة
يعرف حي 20 أوت 55، المعروف محليا بولاية قسنطينة باسم «عوينة الفول»، تدهورا واضحا للبنايات المشيَّدة منذ أكثر من قرن، والمأهولة بمئات العائلات، حيث زادت العوامل الطبيعية الأمر سوءا، على غرار الرُّطوبة ومياه الأمطار ، على اعتبار أنَّ المنطقة مصنَّفة في الخانة الحمراء للانزلاق. وهو ما تظهره التشقُّقات وميلان جدران البنايات التي استسلمت للزمن بوضوح، وقد تعززت مخاوف السكان إثر حادثة وفاة سيدة إثر انهيار بناية مجاورة لبيتها، ما جعلهم يستعجلون الترحيل قبل وقوع الكارثة ويتحدثون عن كونهم ضحية خلط بين جزئي منطقة عوينة الفول.
عند الدُّخول إلى عوينة الفول من الجهة العلوية، يظهر بشكل جليّ قِدمُ البنايات المتراصفة بمنحدر شديد وصولا إلى حي «المنية» تقريبا، حيث تلتصق جدران ما يقارب 400 منزل ببضعها، وهي بنايات موسومة بأرقام تقنية و لافتات تعلو مداخل العمارات الجماعية والفيلات الفردية تعود إلى عهد الاستعمار ، والمشيدة ما بين 1880 و1910، بحسب ما وقفت عليه النصر، لكنَّها لم تعد اليوم صالحة للعيش، لخطورة الوضع داخلها، واحتمال انهيار الأسقف على رؤوس الساكنة في أيَّة لحظة، واضطرار السكان للبقاء بها لعدم وجود بديل كما يقولون.
ورُغم ما يعيشه قاطنو «عوينة الفول»، فإنَّ روح التكافل بدت واضحة خلال جنازة الفقيدة «ق. ج»، التي توفيت إثر إنهيار وقع منذ أيام، وأيقظ معه الخوف من الخطر، خوف لمسناه في حديثنا مع بعض السكان وفي عيون آخرين اكتفوا بالصمت، منهم زوج الضحية، الذي بدا في حالة صدمة جراء ما وقع، ولولا القدر لكان هو الآخر في عداد الموتى بعد سقوط حجارة ضخمة على سقف بيتهم المتهالك، حيث لم يتمكن من وصف ما حدث لنا، وهو محاط بالجيران والعائلة، لتخفيف وطأة الفقد عنه.
تصدعات والرطوبة تخلف الأمراض
ويلاحظ على غالبية البنايات بعوينة الفول تشقق الجدران الداخلية والخارجية للبيوت، المبنية دون أعمدة إسمنتية، وهي طريقة بناء كانت شائعة ، فالدعامة الخشبية لسقف بيت المرأة المتوفاة تكون قد تآكلت مع مرور الوقت، كما أن القرميد من النوع القديم، أمّا السقف الداخلي فمُهيأ بالقصب والجبس، كما تكاد الجدران تتهاوى لقدمها، رغم بنائها بشكل صلب.
ويشتمُّ الداخل إلى منازل قاطني عوينة الفول رائحة العفن، جرَّاء الرطوبة العالية بالشُّقق والتهوية شبه المنعدمة، وهو عامل آخر جعل أجزاء من السكنات القديمة تتهاوى يوميا، خاصة في فصل الشتاء الذي تحدث فيه تسربات مائية إلى الداخل، وهو ما يسبب حسب من تحدثوا إلينا أمراضا مزمنة لكبار السن والأطفال الصغار، الذين يتغيبون كثيرا عن صفوف الدراسة بسبب المرض، خاصة أمراض الصدر والحساسية والرَّبو، وهو أمرٌ بات شائعا بين أبناء عوينة الفول، بحسب ما علمناه منهم.
وبحسب رياض الستيني، الذي ولد بالحي وما زال يسكن فيه، فإنَّ الخوف من موت أبنائهم ردما تحت ركام البنايات المتهاوية يؤرِّقهم، وكثيرا ما سقطت الأسقف والجدران على رؤوسهم لكنهم يقومون بترميم شققهم والعودة إلى الحياة اليومية بمشاغلها، في حين بات يخاف من وقوع حوادث مماثلة وموت المزيد من الأشخاص تحت الرُّدوم بعد الحادثة الأخيرة. وطالب محدثنا رئيس الدائرة والمجلس الشعبي البلدي بالتحرُّك لاتخاذ الإجراءات اللازمة، قبل حدوث كارثة أخرى.
بنايات في المنطقة الحمراء «سقطت» منذ عملية الإحصاء
ويعدُّ حي عوينة الفول العلوي من المناطق المصنَّفة في الخانة الحمراء للإنزلاقات منذ مطلع الألفية وفق خبرة أجراها مكتب الدراسات الفرنسي «سيميكسول»، بعدما عاين تقنيون من البلدية والولاية حالة السكنات والوضعية العامة، وتبين وجود انزلاق شديد لوجود الحي ضمن منحدر صعب، بالإضافة إلى التسربات المائية المتأتية من أعالي وسط مدينة قسنطينة، كما أن العديد من السكنات شيدت فوق ينابيع مياه قديمة، ما يستوجب ترحيل ساكنيه إلى مكان آخر، لكنَّ الأمر «الغريب»، بحسب تصريحات المواطنين، يكمن في عدم إحصاء سكان الجهة نهائيا، نظرا لاختلاط الأمر على السلطات المحلية بين عوينة الفول العلوي والسفلي، وتحديدا بين حي 20 أوت 55 ونهج قايدي عبدالله.
وبخصوص هذه النقطة، فقد عملت البلدية والدائرة في سنة 2008، حسب ما علم من جمعية الحي، على إحصاء التجمعات السكنية الهشة والقصديرية، وهو ما تمَّ بعوينة الفول، لكن حي 20 أوت 55 أدرج حينها ضمن المناطق القابلة للترميم والصالحة للسكن، ما حال دون إحصاء الساكنة بالمكان إلى غاية العام 2016، بعد إنشاء جمعية الحي والمطالبة بالترحيل الفوري.
وقدَّم رئيس الجمعية وقتها، قائمة اسمية أولية بـ399 عائلة، حيث بقيت الأمور على حالها إلى غاية لقاء السكان مع رئيس الدائرة الأسبق، بعد الاحتجاج أمام مقر الدائرة، والذي أكّد حينها على ترحيل المعنيين، ليتبيّن في الأخير بأن عوينة الفول أدرج على أنَّه حيٌّ واحد فقط، وليس مُجزّأ إلى حي 20 أوت 55 في الجهة العلوية، ونهج قايدي عبد الله في الجهة السفلى، انتهاءً بأرض عميرش. وقد سببت هذه المشكلة، حسب الجمعية صدمة لدى السكان الذين أملوا في الترحيل الفوري بقرب انتهاء مشروع الوحدة الجوارية رقم 16، التي اختيرت من قبل السلطات لترحيل قاطني عوينة الفول.
جمعية الحي تستعجل الترحيل
وجَّه رئيس جمعية النداء لحي 20 أوت 55، نداء إلى السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية عبد السميع سعيدون، ورئيسا الدائرة والبلدية، من أجل التحرك لحلِّ هذا الإشكال الخاص بسكان الجهة، وتبني البطاقة المحلية المقَّدمة لرئيس الدائرة منذ شهر.
وقال رئيس الجمعية، زهير سياري، بأنَّ رئيس الدائرة الحالي، قام بمعاينة ميدانية للحي شهر أكتوبر العام 2017، ووعد بإيجاد الحلول الناجعة، كما تلقى مؤخرا قائمة اسمية، تضمُّ أسماء 270 عائلة من السكان المستحقين للترحيل بعد غربلة القائمة من طرف الجمعية منذ شهر تقريبا، لكنّ المعنيين مازالوا يتساءلون عن مصيرهم في ظلّ عدم تقديم وصولات الاستفادة المسبقة من السكن ، ولا أية وثيقة أخرى تدلُّ على قرب العملية وحيثياتها.
حاولنا التقرب من رئيس دائرة قسنطينة، عزالدين عنتري، خلال جنازة الفقيدة «ق.ج»، لمعرفة آخر القرارات بخصوص ترحيل ساكنة عوينة الفول، وتحديدا حي 20 أوت 55، عقب الحادثة الأليمة التي راحت ضحيتها ربَّة عائلة، لكنَّ المسؤول اعتذر عن الردّ بهذا الخصوص، مؤكدا أنَّ ملف السكن بيد الوالي، وهو المخول باتخاذ القرارات بشأنه، وكان المسؤول صرح مؤخرا في ندوة صحفية أن عائلة السيدة ضحية الإنهيار استفادت من سكن لكنها لم تنتقل إليه لأسباب قد تكون موضوعية لكنه لم يتطرق لوجود لبس في إحصاء سكان هذا الحي.
روبوروتاج: فاتح خرفوشي/تصوير: شريف قليب