قسنطينة ودعته أمس بالمطر وبجنازة مهيبة |
عدد القراءات: 87
ودعت قسنطينة عصر أمس ، الصحفي شعبان
زروق، المدير السابق لجريدة النصر ومنسق جريدة الخبر بالشرق، الذي انطفأ في
الصبيحة عن عمر يناهز 58 سنة.
وكان الفقيد تعرض لأزمة قلبية مفاجئة صبيحة الجمعة نقل على اثرها إلى
المستشفى الجامعي، حيث لم يتمكن الطاقم الطبي من انقاذه وظل في غيبوبة
لثمان وأربعين ساعة قبل أن يسلم الروح.
شعبان زروق كان على أهبة التقاعد بعد مسار في الصحافة المكتوبة دشنه من مكتب وكالة الأنباء الجزائرية سنة 1992 قبل أن يلتحق بجريدة النصر سنة 1997 حيث شغل منصب مدير عام إلى غاية 2000حيث عاد إلى وكالة الأنباء الجزائر ليلتحق بجريدة الخبر ثلاث سنوات بعد ذلك أين شغل منصب منسق جهوي إلى غاية وفاته، وعرف عن الراحل، أيضا، حبه للعمل التلفزيوني حيث نشط الكثير من الحصص الثقافية والفنية وآخر نشاطاته في ذلك إعداد حصص عن المسرح خلال مهرجان المسرح المحترف والمهرجان الدولي للمسرح.
وطيلة مساره المهني عرف شعبان زروق بطيبته وبشاشته الدائمة، وكان ينتمي إلى جيل مسكون بالهم العام، يحلم ببناء دولة تسودها العدالة الاجتماعية والحريات، و في كتاباته الأخيرة نلمس ارتفاعا للحس النقدي، حيث انتقد في آخر عمود كتبه بركن "مجرد رأي" الأداء السياسي و اعتبره من أسباب عزوف المواطنين عن التصويت وقال أن المواطنين الذين طلقوا الصناديق يبررون سلوكهم بعدم معاقبة السلطة لمن نهبوا الأموال وسخروا عهداتهم الانتخابية من أجل خدمة مصالحهم الخاصة. وحذر في ذات العمود من خطر العزوف الانتخابي الذي قد يتطور إلى "أشياء خطيرة يصعب التحكم فيها"، داعيا إلى تجاوز "الحلول الترقيعية" وإحداث نقلة نوعية تمكن من الوصول إلى "دولة القانون التي تتصدى لنهب الأموال العمومية وتعاقب كل من تسول له نفسه استغلال منصبه للاستحواذ على الملك العام". ودعا السلطة السياسية إلى تقديم العلاج للداء المعروف الذي لا يحتاج إلى تشخيص.
اختفى شعبان زروق وهو في قمة العطاء والنضج، خانه قلبه، هو الذي كثيرا ما كان يهوّن على أصدقائه باستدعاء السخرية إلى موائد الحديث تخفيفا عن شكوى أو دفعا لضجر. كان يلملم أوراقه من أجل تقاعد يريحه من تعب المهنة ومكائدها ويمكنه من التفرغ للعمل التلفزيوني، لكن المهنة القاتلة ، تعرف تماما متى تجهز على ضحيتها، كأنها استكثرت عليه استراحته منها فأوصدت في وجهه باب الخروج.
اختفى شعبان زروق، فجأة، وودعته قسنطينة بمطر غزير لم يمنع المئات من توديعه. حيث احتشد فنانون وصحافيون ومواطنون ومسؤولون محليون في مقبرة زواغي في وداع الفتى الأنيق الذي ستفتقده بكل تأكيد شوارع المدينة التي كان يعبرها في خفة ومرح نجوم السينما، كما تفتقده كواليس المسرح الجهوي ومجالس الأصدقاء الذين سيظل كرسيه شاغرا في قلوبهم .
شعبان زروق كان على أهبة التقاعد بعد مسار في الصحافة المكتوبة دشنه من مكتب وكالة الأنباء الجزائرية سنة 1992 قبل أن يلتحق بجريدة النصر سنة 1997 حيث شغل منصب مدير عام إلى غاية 2000حيث عاد إلى وكالة الأنباء الجزائر ليلتحق بجريدة الخبر ثلاث سنوات بعد ذلك أين شغل منصب منسق جهوي إلى غاية وفاته، وعرف عن الراحل، أيضا، حبه للعمل التلفزيوني حيث نشط الكثير من الحصص الثقافية والفنية وآخر نشاطاته في ذلك إعداد حصص عن المسرح خلال مهرجان المسرح المحترف والمهرجان الدولي للمسرح.
وطيلة مساره المهني عرف شعبان زروق بطيبته وبشاشته الدائمة، وكان ينتمي إلى جيل مسكون بالهم العام، يحلم ببناء دولة تسودها العدالة الاجتماعية والحريات، و في كتاباته الأخيرة نلمس ارتفاعا للحس النقدي، حيث انتقد في آخر عمود كتبه بركن "مجرد رأي" الأداء السياسي و اعتبره من أسباب عزوف المواطنين عن التصويت وقال أن المواطنين الذين طلقوا الصناديق يبررون سلوكهم بعدم معاقبة السلطة لمن نهبوا الأموال وسخروا عهداتهم الانتخابية من أجل خدمة مصالحهم الخاصة. وحذر في ذات العمود من خطر العزوف الانتخابي الذي قد يتطور إلى "أشياء خطيرة يصعب التحكم فيها"، داعيا إلى تجاوز "الحلول الترقيعية" وإحداث نقلة نوعية تمكن من الوصول إلى "دولة القانون التي تتصدى لنهب الأموال العمومية وتعاقب كل من تسول له نفسه استغلال منصبه للاستحواذ على الملك العام". ودعا السلطة السياسية إلى تقديم العلاج للداء المعروف الذي لا يحتاج إلى تشخيص.
اختفى شعبان زروق وهو في قمة العطاء والنضج، خانه قلبه، هو الذي كثيرا ما كان يهوّن على أصدقائه باستدعاء السخرية إلى موائد الحديث تخفيفا عن شكوى أو دفعا لضجر. كان يلملم أوراقه من أجل تقاعد يريحه من تعب المهنة ومكائدها ويمكنه من التفرغ للعمل التلفزيوني، لكن المهنة القاتلة ، تعرف تماما متى تجهز على ضحيتها، كأنها استكثرت عليه استراحته منها فأوصدت في وجهه باب الخروج.
اختفى شعبان زروق، فجأة، وودعته قسنطينة بمطر غزير لم يمنع المئات من توديعه. حيث احتشد فنانون وصحافيون ومواطنون ومسؤولون محليون في مقبرة زواغي في وداع الفتى الأنيق الذي ستفتقده بكل تأكيد شوارع المدينة التي كان يعبرها في خفة ومرح نجوم السينما، كما تفتقده كواليس المسرح الجهوي ومجالس الأصدقاء الذين سيظل كرسيه شاغرا في قلوبهم .
سليم-ب
رئيس مكتب الشرق لـ''الخبر'' شعبان زروق يشيّع إلى مثواه الأخير بقسنطينة
وداعــــــا أيـــــها العــــــزيز
بقلوب خاشعة وراضية بقضاء الله وقدره،
شيّعت الأسرة الإعلامية والثقافية، عصر أمس، بمقبرة زواغي بقسنطينة فقيدها
الصحفي الراحل شعبان زروق، المنسق الجهوي لـ''الخبر'' بالشرق، وسط حضور
العشرات من الزملاء، الفنانين، المخرجين، والسلطات المحلية والأمنية.
فقد انتقل إلى رحمة الله، صباح أمس، الأستاذ شعبان زروق المنسق الجهوي لجريدة ''الخبر''، بمستشفى بن باديس بقسنطينة، بعد تعرضه لأزمة قلبية صباح الجمعة أدخلته مصلحة الإنعاش لمدة 48 ساعة، ليوارى بعد عصر أمس، جثمان فقيد ''الخبر'' والأسرة الإعلامية ككل، إلى مثواه الأخير بمقبرة زواغي، عن عمر يناهز 59 سنة، في جو مهيب، دمعت له السماء بأمطار غزيرة، حضره أفراد أسرته من أقاربه وزملائه في المهنة، وزملاء دربه في المسرح والتلفزيون، إضافة إلى السلطات المحلية من والي الولاية، ووفد عن المديرية العامة للأمن الوطني، إضافة إلى شخصيات سياسية محلية. وقد صُلي على الفقد في مسجد حي زواغي بالقرب من منزله العائلي، بعد صلاة العصر، حيث تذكر الجميع خصال الرجل الهادئ الصامت، ذي الابتسامة المشرقة، والصحفي المتمكن والطامح دوما لجعل مدينة قسنطينة لؤلؤة الجزائر.
رحل عنا شعبان زروق وترك وراءه أرملة وبنتين وأسرة المكتب الجهوي لـ''الخبر''، فقد كان رمزا لنا في الأخلاق وحسن المعاملة، فكان بمثابة الأب والأخ لكل من عمل معه أو تحت إمرته.
السيد شعبان زروق من مواليد 3 جانفي 1954، أب لبنتين تدرسان في مرحلة التعليم الثانوي، عمل في التعليم لعدة سنوات كأستاذ لمادة الفيزياء، وممثلا مسرحيا، قبل أن يلتحق بعالم الإعلام منذ سنة 1993، ليشغل عدة مناصب في مجال الصحافة، من بينها منشط في الحصة التلفزيونية ''فضاءات المسرح'' للتلفزيون الجزائري، ومديرا عاما لجريدة ''النصر''، وصحفي في وكالة الأنباء الجزائرية، قبل أن يلتحق بجريدة ''الخبر'' منذ سنة 2003 ليشغل منصب منسق جهوي للتحرير لناحية شرق الوطن. وتميّز الراحل بتفانيه والجد في العمل، وحرصه الدؤوب على تقديم المعلومة الصحيحة للقارئ دون تزييف أو تحريف.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.
شعبان زروق... ضاع الحبر ورحل ''الصحفي المخلص''
لم أصدق الخبر وأنا أدخل مقر جريدة ''الخبر''... الله أكبر شعبان زروق مات! الصدمة قوية ولو أن الموت حق، لكن هل يشاء القدر أن يخطف منا ركائز جريدة كل الجزائريين الواحد تلو الأخر، السنة تلو الأخرى، ونحن لم نلملم بعد جراح الألم في فراق رئيس التحرير عثمان سناجقي، ومدير عام الجريدة محيي الدين عامر، وشوقي مدني وأحميدة غزالي، وغيرهم من زملاء المهنة في باقي وسائل الإعلام..
هل يشاء القدر أن تخطف ''السكتة القلبية'' الصحفيين في الجزائر، أقلاما، بحجم المدرسة التي تخرج وتتلمذ على يدها المئات، وما قالوا يوما إننا ''وصلنا''، بل ''نحن نتعلم منكم''. عندما يرحل عنا الصحفي الإنسان زروق شعبان، فلا يمكننا ألا نحزن، ونحن نبكي من احترم مهنته وسار على دربها لسنوات طويلة... كثيرا ما اشتدت علاقتي بالمرحوم وهو من كان يخاطبني ''بالشاب''، وهو يحدثك بنبرة الوقار والصحفي المخضرم.
وكانت لي مع الراحل في أربعينية الراحل عثمان سناجقي لقاء في قسنطينة، حيث كان يتمشى بصعوبة بسبب كسر في رجله، لكنه صعد وأدلى بشهادته في اللقاء، وهو يخفي حرقة الفراق، واليوم نبكيه نحن، وهو ابن الجزائر العميقة التي دافع عن صحافتها رفقة الراحل عثمان سناجقي، فكان يمتاز بإنسانية عالية لنقل أخبار وهموم من لا صوت لهم في المداشر والقرى النائية في شرق الجزائر.
واشتدت علاقتي به أكثر في آخر انتخابات تشريعية في العاشر من ماي، حيث كنا من بين الطاقم الصحفي الذي اقتحم مجال السمعي البصري مع قناة ''نسمة التونسية'' وغطينا لها الحدث وكنا ننسق باستمرار لتقديم الأحسن، وكان هو من نقل أجواء اليوم الانتخابي من مدينة الجسور المعلقة، والابتسامة لم تفارق محياه. وبعدها بأيام خاطبني مدير النشر قائلا ''أنتم ستكونون نواة تلفزيون ''الخبر''، بمن في ذلك شعبان زروق الذي أثبت أنه وجه تلفزيوني''.. لكنه رحل ولم يشهد بعد ميلاد القناة.
كما كانت آخر كلمات كتبها بحبر الحسرة والألم، في عمود ''مجرد رأي'' بعنوان ''الداء معروف، هاتوا الدواء'' قبل أسبوع من اليوم، وها هو الموت يخطفه قبل أن يصله الدواء، وينتقل إلى جوار ربه، ويكتب مع أقلام جفت لكنها خالدة في تاريخ الصحافة الجزائرية، واليوم ضاع القلم وغاب الصحفي الإنسان إلى الأبد.
الهادئ رحل في.. هدوء
رحل الرجل الهادئ والطيب الأستاذ زروق شعبان عن دنيانا وترك فراغا رهيبا في مكتب ''الخبر'' بقسنطينة. فراغ نتحسسه في كل جنبات وأركان المكتب الذي كان بيته الأول، فكيف لا وهو دوما كان آخر موظف يخرج منه، متابعا لآخر الأخبار التي يمكن أن يدعم بها الجريدة.
علاقة شعبان بكل موظفي المكتب لم تكن أبدا علاقة مسؤول بعماله، بل كان بمثابة الأب أو الأخ الأكبر في وسط عائلته، وهو لا يحسسك أبدا بسلطة المسؤول على مستخدميه، بل يترك لك كل الحرية وبدون ضغوط في أداء ما يراه مناسبا من عمل لصالح الصحفي وللجريدة، طبعا مع تقديم التوجيهات والنصائح اللازمة لتقديم عمل إعلامي محترف.
أتذكر دوما عندما كان يلتقي بنا في الاجتماعات الخاصة بالعمل ويقول ''عليكم دائما أن تعرفوا بأننا كلنا معنيون بخدمة هذه الجريدة وأن نضحي بأشغالنا الخاصة وأوقاتنا من أجلها، نعم لكل منا مشاكله وهمومه الخاصة، ولكن بما أننا اخترنا هذه المهنة فعلينا تحمّل المسؤولية''.
شعبان وبما أن شهر ديسمبر هذا كان يعد آخر شهر له في حياته المهنية قبل الخروج إلى التقاعد، ربما فضل التقاعد عن الحياة برمتها، وكأنه يقول للجميع ''ها هي 10 سنوات مضت وقضيتها في تولي مسؤولية المكتب الجهوي لـ''الخبر'' بكل تفان وإخلاص، والآن استسمحكم، بعد إتمام مهمتي، أن أستريح ولكن براحة إلى الأبد''.
قالوا عن الفقيد
ياسين حناشي، صاحب دار النشر ''ميديا بلوس''
فقدنا إنسانا قبل أن نفقد الصحفي
لم يستطع الصحفي السابق بجريدة ''ليبرتي''، وصاحب دار النشر ''ميديا بلوس''، الحديث عن الراحل إلا بعد استجمع قواه ليقول لنا ''لقد عرفت شعبان منذ سنوات طويلة، فهو الرجل ذو الأخلاق الحميدة، الصامت الهادئ، وبالرغم من كل العراقيل التي وضعت في طريقه طيلة حياته المهنية، وتنكر العديد لإنجازاته ومحاولات النيل منه، إلا أنه ظل واقفا، وشجاعا، خسارتنا اليوم كبيرة وكبيرة جدا''.
مدير تحرير جريدة ''النصر''
الفقيد كان يحلم بصحافة حرة تحتكم إلى الاحتراف
كان الراحل شعبان زروق مسكونا بالشأن العام بقدر انشغاله بالهم الصحفي، حيث كان يحلم ببلد تسوده العدالة وتعود الرفاهية فيه على الجميع، تماما كما كان يحلم بصحافة حرة تحتكم إلى الاحتراف، دون سواه، في تطوير نفسها. وفي حياته المهنية واليومية كان بشوشا ومتواضعا، يستنجد بالسخرية المرة في التعليق على ما لا يحب، وكان يتجنب في أحاديثه النميمة التي كثيرا ما كانت وجبة يومية لأهل المهنة. حبه للثقافة والفنون قربه من مثقفي قسنطينة لسنوات طويلة، لذلك كان رحيله المفاجئ صادما للمثقفين والفنانين والإعلاميين على حد سواء.
الرجل الذي كان يتأهب لتقاعد هو بوابته إلى نشاط سمعي بصري كان دائم الشغف به، لم يكن يدري أنه ينتسب إلى مهنة تفضل قطف أبنائها في عز نضجهم.
الأستاذ والباحث الجامعي عبد المجيد مرداسي
شعبان ليس فقيد الإعلاميين فقط بل هو فقيد الجزائر
عرفت شعبان خلال مسارنا المهني في الصحافة، تواصلت علاقتي معه كأستاذ جامعي، وكانت اتصالاتي متكررة، وكان مشهودا له الاستقبال الحسن والحفاوة، كما أني أشهد له بتفتحه على المجتمع القسنطيني، على تراثها، ثقافتها وتاريخها، كما أشهد له بالكفاءة المهنية، وشعبان زروق ليس فقيد ''الخبر'' أو الأسرة الإعلامية فحسب، بل هو فقيد الجزائر ككل.
الممثل والمسرحي نور الدين بشكري
فقدنا صحفيا ومسرحيا من الطراز العالي
''إنا لله وإنا إليه راجعون''.. إن بمصابنا هذا فقدنا إنسانا غاليا على قلوبنا، كمسرحيين، فقد كان دائم العون لنا، منذ ولوجه عالم المسرح الهاوي في سنة 1968، وكان حلمه التفرغ للمسرح مجددا بعد الخروج إلى التقاعد، فقد كان يحضّر عملا تلفزيونيا عن المسرح في أواخر هذا الشهر، إلا أن الإرادة الإلهية كانت الأسبق، فكلنا ندعو الله أن يسكنه جناته.
علي جري المدير العام السابق لجريدة ''الخبر''
شعبان.. الأكثر إنسانية وأخلاقا وقناعة
لم يستطع الزميل المدير العام السابق لجريدة ''الخبر''، علي جري، إخفاء تأثره بوفاة زميله وصديقه شعبان، الذي قال عنه إنه الأكثر إنسانية وأخلاقا وقناعة، وأنه لم يكن إنسانا عاديا، ونظيره نادر هذه الأيام، كان يحب الصحافة دائما رغم تكوينه في المجال الفيزيائي، إلا أنه كان يملك إمكانيات لغوية كبيرة، وكل السنوات التي قضيناها مع بعض جعلتني أكتشف شخصه ومعدنه. وأضاف علي جري: ''كنت أتمنى أن يظل معنا ويتجه للسمعي البصري، المجال الذي يهواه ويعشقه كثيرا''.
المخرج التلفزيوني علي عيساوي وصديق المرحوم
القدر سبق كل مواعيدنا
لم يستوعب المخرج علي عيساوي وفاة صديقه المقرب شعبان وقال عنه: ''لقد رحل مبكرا وبشكل مفاجئ''، عيساوي وبتأثر كبير قال، ''كان لدينا موعد يوم 20 ديسمبر لتصوير حصة في المسرح الجهوي تحت عنوان ''الليل والنجوم'' كتقييم للمسرح، تتكلم عن فناني المسرح الذين توجوا بجوائز في مهرجان المسرح المحترف. ويردف عيساوي: ''شعبان كان المنشط في مهرجان المسرح المحترف الذي جرى في أكتوبر الماضي بالعاصمة.. لقد خلقنا ثنائيا، وقد سطرنا عدة مشاريع معا لننفذها بعد تقاعده، وقد كان شعبان سعيدا جدا بعودته إلى عالمه، عالم المسرح، قبل 4 أيام وفي حديثنا عن صديقنا عبد الغاني الذي توفي منذ 4 أشهر، قال شعبان إن الموت صار لا يعني له شيئا لأنه يخطف كل من هو جيد''.
عبد الحميد رمضاني مدير المسرح الجهوي بقسنطينة
لم يخف مدير المسرح الجهوي، عبد الحميد رمضاني، تأثره بفقد صديقه ''شعبان'' قائلا: ''لقد كان إنسانا ملاكا، طيبا يقدم الناس على نفسه، ولدي معه ذكريات كثيرة، ولن أنسى أبدا لحظات تصوير فيلم ''تحت الرماد'' للمخرج بابا عيسى، وقد كان لشعبان فيه دور البطولة وكانت درجة حرارة الجو آنذاك 10 تحت الصفر، وعملنا في ظروف جد قاسية، إلا أن اللقطة التي صورناها لم تنجح أبدا.
شعبان.. عنوان الجد والاجتهاد
سنشتاق إليك أستاذ شعبان، فأنت الموجهوالصبور والإنسان الاجتماعي، عرفتك في فترة سنة فقط، وتعلمت منك الكثير، إنك لست منسقا جهويا لمكاتب ومراسلي الشرق، وإنما أنت الأب الحنون العطوف على أبناء هذه الجريدة.
سأحتفظ بكلمة ''أستاذ'' في مذكرتي لأنني كنت بمثابة التلميذ الذي يلتقي أستاذه في كل صباح ومساء، حتى إن كان ذلك عبر الهاتف، فالتواصل معك كان يعطيني الجهد للاجتهاد، فعباراتك وردك عليّ يوميا بعد إرسال البرنامج اليومي سأفتقدها: ''أنت بخير سليمان، كيف هي الأحوال؟ هل تأقلمت؟ واصل فأنت مجتهد، لا تقلق كثيرا على أمور بسيطة''، نصائح ستبقى في ذهني لأنني سأفتقدها.
صبيحة أمس، عندما كنت متجها إلى مقر العمل بمكتب ''الخبر'' بتبسة، لحظتها كنت أفكر في مضمون البرنامج اليومي الذي يجب أن يرسل للمنسق الجهوي بقسنطينة، الأستاذ شعبان زروق، لأنه كان يحرص على ذلك مع كل مكاتب جريدة كل الجزائريين ''الخبر'' بالشرق الجزائري. عندما ركنت السيارة إلى جانب العمارة المتواجد بها المكتب، وكنت أهم بالدخول، رن الهاتف وكنت حريصا على فتحه من الرنة الأولى، كان الزميل رئيس القسم المحلي جعفر حسين قائلا بصوت خافت: ''عبد الله.. الأخ شعبان زروق توفي رحمه الله''.. لم تتوقف دموعي ولم أتمالك نفسي ولم أشعر حتى بلحظة جلوسي أمام الحاسوب لكتابة هذه الأسطر التي لن تعطي المرحوم حقه لأنه أكبر منها أخلاقا وفكرا وحكمة ورزانة. كانت شهرته الوحيدة هي نجاح ''الخبر'' وصفحة الجزائر العميقة. وقد كانت آخر مكالمة أجراها معي يوم الأربعاء، عندما أرسلت موضوعا بدون صورة وطلب مني إرسالها، وإلا لم ينشر الموضوع، فأجبته بأني أجريت عملية جراحية وأنا طريح الفراش لأزيد من عشرين يوما، حينها أحسست أنه تألم كثيرا وقال لي ''فيك الخير يا مطاطلة'' سأنشر الموضوع وارتاح وبالشفاء إن شاء الله. البارحة رحل الفقيد وشيعناه لمثواه الأخير وقطع من داخلنا الأمل نهائيا حين كنا نترجاه بتأجيل فكرته في التقاعد ليكون فاعلا مع جديد مؤسسة ''الخبر''.
مراسلو ''الخبر''
''شعبان كان كالطائر الحر يرفض العيش في القفص''
''ألو عدلان كيف راك واش لحوال مع حفل الحذاء الذهبي... ماتنساش جيبلي وثائق من مقر ''الخبر'' بحيدرة باش نحضّر ملف التقاعد في ديسمبر، راهي تعطيهملك ميمونة''.
بهذه الجمل كان يريد الزميل والصديق شعبان زروق إنهاء سنة 2012 كي يتفرغ لهواياته القديمة في الأعمال المسرحية والإنتاج التلفزيوني الحر، مع صديق دربه علي عيساوي، لكن شعبان لم يكن يدري بأن قضاء الله وقدره دبر له وجهة أخرى سنذهب إليها جميعا.
وحتى إن كان الصديق شعبان المولود في 3 جانفي 1954 بقسنطينة قد عرف أستاذا للفيزياء وممثلا مسرحيا، إلا أن مسيرته الصحفية عايشت شخصيا جزءا كبيرا منها منذ 1993، بداية من وكالة الأنباء الجزائرية بمكتب قسنطينة الجهوي، أين كان أنشط العناصر في بداية التسعينات، لاسيما وأننا كنا أصغر الصحفيين سنا، فلن أنسى لقاءاتنا الصباحية بمقر الوكالة في شارع العربي بن مهيدي ''طريق جديدة'' أيام كان الكل يخشى أن يقول إنه صحفي، نرتشف قهوة الصباح ونأكل ''فطيرة سخونة'' أيام الشتاء.
شعبان لم يجد الحياة المهنية سهلة، وتجاربه في العديد من العناوين الصحفية دليل على ذلك، ولعل تجربته معنا في يومية ''الأصيل'' سنة 94 علمتنا منه الأشياء الكثيرة، فتارة نتنقل في سيارته ''رونو ''5 التي لا تنطلق سوى بالدفع اليدوي لركابها إلى المستشفى للتبرع بالدم، وتارة نجلس ليالي طويلة نتحدث فيها عن البلاد والسياسة والدخلاء، فقد كان الصديق والأستاذ والزميل في آن واحد، وتجاربه المعيشية كانت دروسا لنا، وحتى عندما تقلد منصب مدير عام ليومية ''النصر'' في أفريل 1997، أين نجح شعبان في إنقاذ هذه الجريدة من الزوال بالرغم من تنكر السلطات العمومية آنذاك لمجهوداته التي مازال يشهد بها كل عمال ''النصر'' إلى غاية اليوم. شعبان، فضل مغادرة وكالة الأنباء الجزائرية في بداية عام ألفين، لأنه كان كالطير الحر لا يستطيع العيش في القفص، ففضل الالتحاق بنا في المكتب الجهوي لـ''الخبر'' بقسنطينة سنة 2004 بإلحاح مني ومن المدير العام السابق، صديقه الدائم علي جري، راميا وراءه مزايا القطاع العام بحثا عن حلاوة حرية العمل الصحفي، وكعادته اختار شعبان المغامرة بحثا عن روح المبادرة في أكبر يومية جزائرية، وهو الإطار الذي جعل فقيدنا يزاول فيه فن التعليق في عموده اليومي تقريبا أين نقل شعبان هموم الطبقة الكادحة، وأخرج ما في جعبته من غضب تجاه الوضع السياسي والاجتماعي الجزائري.
رحل شعبان عن مكتب ''الخبر'' بقسنطينة قبل أن نقيم له حفل التقاعد مثلما تعوّدنا على ذلك، وكأن القدر شاء أن يقول له ''يا شعبان من أمثالك لا يذهبون إلى التقاعد لأن أقلامهم لن تجف وستبقى تكتب وتكتب وأعمدتك في ''الخبر'' ستبقى شاهدة على ذلك''.
عدلان حميدشي
مدير تحرير ''الخبر الرياضي''
''الغــــالي شعبــان''
اليوم انطفأ قنديل المكتب الجهوي بالشرق، غادرنا الأب الروحي لمكتب قسنطينة تاركا في قلوبنا جرحا لن يندمل، وفراغا لن يملأه غيره. شعبان أو السيد زروق أو الأستاذ كما يسميه الزملاء غادرنا بغتة، في عجالة لم يسمح لنا حتى بتوديعه وداعا أخيرا، فبينما كنا نحضر له وداعا يليق به، وداعا يليق بتقاعده المسبق، رحل قبل أن نبدأ الاحتفال.
لم يكن يفصلنا عن تقاعده سوى شهر واحد، تقاعده لم يتقبله أغلبنا بعد 10 سنوات من اليوميات والعمل الجاد، خدعنا بخروجه متقاعدا من الدنيا بأسرها.
إنها الساعة العاشرة في المكتب الجهوي ''عثمان سناجقي'' نحن ننتظر أن يمر السيد شعبان بصمته ووقاره بين المكاتب، ننتظر ابتسامته المميزة كل صباح، ننتظر اجتماعه بنا وتعليماته لبدء العمل.
اليوم لن يأتي وعلينا أن ننسى هذا الروتين للأبد، علينا أن ننسى نوبات غضبه النادرة، أن ننسى توجيهاته القيّمة.
شعبان رحلت بعد أن زرعت فينا روح المحبة والأخوة بعد أن جعلت جميع من في مكتب قسنطينة كتلة واحدة، رحلت تاركا وراءك إرثا من شباب وشابات لا ينتظرون رقيبا كي يقدموا ما في وسعهم من أجل جريدتهم، ولا ينتظر أحدهم الآخر كي يبادر بالعمل.
لم تكن مديرنا طيلة عشر سنوات، بل كنت الأب الحنون واليد الحانية التي تنتشلنا من المحن حتى لو كانت شخصية، لن ننسى أبدا مواقفك النبيلة معنا ونصائحك القيمة وطريقتك المميزة في تسيير العمل.
أيها الأب الغالي لقد فرضت علينا احترامك بحبك لا بالخوف منك، وتغاضيت عن هفواتنا في كثير من الأحيان ووبختنا في أحيان أخرى، لكن توبيخك لنا لم يكن سوى تقويم جعلنا نرتقي في عملنا شيئا فشيئا.
نم قرير العين أيها الغالي، فأنت لا زلت معنا وستبقى دائما معنا بروحك وقيمك ومبادئك التي زرعتها فينا والتي لن تزول ما حيينا.
ابنتك في مكتب قسنطينة: صوفيا منغور
شكرا على الثقة يا أستاذي
لا يمكن أن أقيس مدة عملي بالمكتب الجهوي لـ''الخبر''، بمعرفتي بالسيد زروق شعبان، أتذكر بداياتي في الصحافة واحتكاكي بالزملاء والتي أعطتني نظرة شاملة عن شخصه وعن صفاته الطيبة وتمكنه من مهنة المتاعب. وكان لي الحظ أن التقيته في جلسة عمل وأنا لم أزل مبتدئة، لتكون أساسا لعلاقة الاحترام التي ربطتني به، كان فيها كل مرة يستفسر عن أحوالي وكلمات التشجيع دائما ترافقني بعبارة: ''أين ابتسامتك المعهودة؟''. التحقت بالمكتب الجهوي ولم أتعامل معه مباشرة سوى شهر واحد، قابلني فيها بكل الود والترحيب ووضعني مع خانة القدماء بالمهنة. تلقيت من عنده ضيافة الوافد الجديد بكل معانيها، ولم يجعلني أحس بعامل النقص وجعلني محل ثقة في العمل. وسأبقى أحتفظ بصورة شخص ذي هيبة، يعلم ماذا يعمل ومتى يتكلم ومتى يسكت، وسأظل أتذكر إيثارك لي على حساب نفسك حين قلت لي، الخميس الفارط، إنك متعبة يمكنك المغادرة رغم شدة تعبك الذي كان باديا عليك.
وردة نوري الرجل القدوة
رغم أن الموت هو الحقيقة المطلقة في هذه الحياة، وأن الموت مصير كل حي، إلا أن مشاعر الحزن والشعور بفقدانك، أستاذ شعبان، كانت قوية، فقد كنت الرجل القدوة عملا وانضباطا. مازلت أتذكر وصفك لي بالفنان، واليوم وأنا أنجز صفحة ''الجزائر العميقة'' تسمرت أصابعي ولم أعد قادرا على التركيز أو التفنن الذي وصفتني به دوما. ولم أستطع أن أتمالك نفسي وأنا أضع مواضيع كانت مرت بك قبل يومين من مغادرتك هذه الحياة. دعائي لك بالرحمة والمغفرة.
صالح لعناني
تـــــــعـــــــــــــــــــاز
فوجئت وفجعت بنبأ وفاة الأخ والصديق والزميل شعبان زروق.
وإثر هذا المصاب الجلل لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص عزائي لعائلة الفقيد، ولأسرة يومية ''الخبر''، داعيا المولى العلي القدير أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه ويلهم أهله، ونحن معهم، جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون
عبد الرشيد بوكرزازة وزير سابق
ببالغ من الحزن والأسى تلقت أسرة الحماية المدنية نبأ وفاة المغفور له، منسق المكتب الجهوي لـ''الخبر'' بقسنطينة الصحفي شعبان زروق.
وعلى إثر هذا المصاب الجلل يتقدم كل إطارات وضباط، ضباط صف وأعوان وجل المستخدمين وعلى رأسهم السيد المدير العام للحماية المدنية بأخلص التعازي القلبية راجين من العلي القدير أن يتغمد روحه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون
المديرية العامة للحماية المدنية
بأسى بالغ وحزن عميق، وعلى إثر المصاب الجلل الذي ألمّ بكم، عقب وفاة المغفور له بإذن الله تعالى، المدير الجهوي بالشرق لجريدتكم الغراء السيد شعبان زروق، أتقدم إليكم باسمي الخاص وباسم إطارات وأعوان خلية الاتصال والصحافة، بأحر التعازي وخالص المواساة.
وإذ نشاطركم وكافة أفراد عائلته الكريمة وطاقم جريدة ''الخبر'' أحزانها في هذا المصاب الجلل، ندعو الله تعالى العلي القدير، أن يتغمد روح الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن ينزل على قلوبكم من لدنه جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون
رئيس خلية الاتصال والصحافة بالمديرية العامة للأمن الوطني جيلالي بودالية
بقلوب وجلة، مؤمنة بقضاء الله وقدره، بلغني نبأ الفاجعة الأليمة التي حلت ''بعائلة يومية الخبر'' على إثر وفاة الزميل والأخ الصادق شعبان زروق، مدير المكتب الجهوي بقسنطينة.
الفقيد الذي أشهد له شخصيا بالمهنية والإخلاص في العمل والصدق في الكتابة والمواقف، سلوك جلب له كل الاحترام والتقدير والمصداقية من طرف كل من عرفوه عن قرب، وأنا منهم، إذ كان لي شرف معايشته أيام عملي بولاية قسنطينة. فما عساني إلا أن أسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته، وأن ينزل في قلوبكم ـ أهل ''الخبر'' ـ صبرا ويعوضكم فيه خيرا ويشملكم وجميع أهله وذويه بلطف عنايته.. إنه على كل شيء قدير.
إنا لله وإنا إليه راجعون
والي وهران: عبد المالك بوضياف
ببالغ من الأسى والحزن تلقينا خبر وفاة الصحافي والإعلامي زروق شعبان إثر سكتة قلبية، وإننا في حزب جيل جديد، رئيسا ومسؤولين ومناضلين ومحبين، لنرفع بهذه المناسبة الأليمة أكف الضراعة والشفاعة إلى الباري الغفور الرحيم، سائلين له المغفرة والرحمة، وأن يجعل الله له الجنة دار خلده، هو القادر على ذلك جلّ في علاه، كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لجريدتكم المحترمة ومن خلالكم لذويه وأهله، سائلين المولى القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان، إنه على ذلك لنعم المولى ونعم القدير.
إنا لله وإنا إليه راجعون
حزب جيل جديد
فقد انتقل إلى رحمة الله، صباح أمس، الأستاذ شعبان زروق المنسق الجهوي لجريدة ''الخبر''، بمستشفى بن باديس بقسنطينة، بعد تعرضه لأزمة قلبية صباح الجمعة أدخلته مصلحة الإنعاش لمدة 48 ساعة، ليوارى بعد عصر أمس، جثمان فقيد ''الخبر'' والأسرة الإعلامية ككل، إلى مثواه الأخير بمقبرة زواغي، عن عمر يناهز 59 سنة، في جو مهيب، دمعت له السماء بأمطار غزيرة، حضره أفراد أسرته من أقاربه وزملائه في المهنة، وزملاء دربه في المسرح والتلفزيون، إضافة إلى السلطات المحلية من والي الولاية، ووفد عن المديرية العامة للأمن الوطني، إضافة إلى شخصيات سياسية محلية. وقد صُلي على الفقد في مسجد حي زواغي بالقرب من منزله العائلي، بعد صلاة العصر، حيث تذكر الجميع خصال الرجل الهادئ الصامت، ذي الابتسامة المشرقة، والصحفي المتمكن والطامح دوما لجعل مدينة قسنطينة لؤلؤة الجزائر.
رحل عنا شعبان زروق وترك وراءه أرملة وبنتين وأسرة المكتب الجهوي لـ''الخبر''، فقد كان رمزا لنا في الأخلاق وحسن المعاملة، فكان بمثابة الأب والأخ لكل من عمل معه أو تحت إمرته.
السيد شعبان زروق من مواليد 3 جانفي 1954، أب لبنتين تدرسان في مرحلة التعليم الثانوي، عمل في التعليم لعدة سنوات كأستاذ لمادة الفيزياء، وممثلا مسرحيا، قبل أن يلتحق بعالم الإعلام منذ سنة 1993، ليشغل عدة مناصب في مجال الصحافة، من بينها منشط في الحصة التلفزيونية ''فضاءات المسرح'' للتلفزيون الجزائري، ومديرا عاما لجريدة ''النصر''، وصحفي في وكالة الأنباء الجزائرية، قبل أن يلتحق بجريدة ''الخبر'' منذ سنة 2003 ليشغل منصب منسق جهوي للتحرير لناحية شرق الوطن. وتميّز الراحل بتفانيه والجد في العمل، وحرصه الدؤوب على تقديم المعلومة الصحيحة للقارئ دون تزييف أو تحريف.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جنانه.
شعبان زروق... ضاع الحبر ورحل ''الصحفي المخلص''
لم أصدق الخبر وأنا أدخل مقر جريدة ''الخبر''... الله أكبر شعبان زروق مات! الصدمة قوية ولو أن الموت حق، لكن هل يشاء القدر أن يخطف منا ركائز جريدة كل الجزائريين الواحد تلو الأخر، السنة تلو الأخرى، ونحن لم نلملم بعد جراح الألم في فراق رئيس التحرير عثمان سناجقي، ومدير عام الجريدة محيي الدين عامر، وشوقي مدني وأحميدة غزالي، وغيرهم من زملاء المهنة في باقي وسائل الإعلام..
هل يشاء القدر أن تخطف ''السكتة القلبية'' الصحفيين في الجزائر، أقلاما، بحجم المدرسة التي تخرج وتتلمذ على يدها المئات، وما قالوا يوما إننا ''وصلنا''، بل ''نحن نتعلم منكم''. عندما يرحل عنا الصحفي الإنسان زروق شعبان، فلا يمكننا ألا نحزن، ونحن نبكي من احترم مهنته وسار على دربها لسنوات طويلة... كثيرا ما اشتدت علاقتي بالمرحوم وهو من كان يخاطبني ''بالشاب''، وهو يحدثك بنبرة الوقار والصحفي المخضرم.
وكانت لي مع الراحل في أربعينية الراحل عثمان سناجقي لقاء في قسنطينة، حيث كان يتمشى بصعوبة بسبب كسر في رجله، لكنه صعد وأدلى بشهادته في اللقاء، وهو يخفي حرقة الفراق، واليوم نبكيه نحن، وهو ابن الجزائر العميقة التي دافع عن صحافتها رفقة الراحل عثمان سناجقي، فكان يمتاز بإنسانية عالية لنقل أخبار وهموم من لا صوت لهم في المداشر والقرى النائية في شرق الجزائر.
واشتدت علاقتي به أكثر في آخر انتخابات تشريعية في العاشر من ماي، حيث كنا من بين الطاقم الصحفي الذي اقتحم مجال السمعي البصري مع قناة ''نسمة التونسية'' وغطينا لها الحدث وكنا ننسق باستمرار لتقديم الأحسن، وكان هو من نقل أجواء اليوم الانتخابي من مدينة الجسور المعلقة، والابتسامة لم تفارق محياه. وبعدها بأيام خاطبني مدير النشر قائلا ''أنتم ستكونون نواة تلفزيون ''الخبر''، بمن في ذلك شعبان زروق الذي أثبت أنه وجه تلفزيوني''.. لكنه رحل ولم يشهد بعد ميلاد القناة.
كما كانت آخر كلمات كتبها بحبر الحسرة والألم، في عمود ''مجرد رأي'' بعنوان ''الداء معروف، هاتوا الدواء'' قبل أسبوع من اليوم، وها هو الموت يخطفه قبل أن يصله الدواء، وينتقل إلى جوار ربه، ويكتب مع أقلام جفت لكنها خالدة في تاريخ الصحافة الجزائرية، واليوم ضاع القلم وغاب الصحفي الإنسان إلى الأبد.
الهادئ رحل في.. هدوء
رحل الرجل الهادئ والطيب الأستاذ زروق شعبان عن دنيانا وترك فراغا رهيبا في مكتب ''الخبر'' بقسنطينة. فراغ نتحسسه في كل جنبات وأركان المكتب الذي كان بيته الأول، فكيف لا وهو دوما كان آخر موظف يخرج منه، متابعا لآخر الأخبار التي يمكن أن يدعم بها الجريدة.
علاقة شعبان بكل موظفي المكتب لم تكن أبدا علاقة مسؤول بعماله، بل كان بمثابة الأب أو الأخ الأكبر في وسط عائلته، وهو لا يحسسك أبدا بسلطة المسؤول على مستخدميه، بل يترك لك كل الحرية وبدون ضغوط في أداء ما يراه مناسبا من عمل لصالح الصحفي وللجريدة، طبعا مع تقديم التوجيهات والنصائح اللازمة لتقديم عمل إعلامي محترف.
أتذكر دوما عندما كان يلتقي بنا في الاجتماعات الخاصة بالعمل ويقول ''عليكم دائما أن تعرفوا بأننا كلنا معنيون بخدمة هذه الجريدة وأن نضحي بأشغالنا الخاصة وأوقاتنا من أجلها، نعم لكل منا مشاكله وهمومه الخاصة، ولكن بما أننا اخترنا هذه المهنة فعلينا تحمّل المسؤولية''.
شعبان وبما أن شهر ديسمبر هذا كان يعد آخر شهر له في حياته المهنية قبل الخروج إلى التقاعد، ربما فضل التقاعد عن الحياة برمتها، وكأنه يقول للجميع ''ها هي 10 سنوات مضت وقضيتها في تولي مسؤولية المكتب الجهوي لـ''الخبر'' بكل تفان وإخلاص، والآن استسمحكم، بعد إتمام مهمتي، أن أستريح ولكن براحة إلى الأبد''.
قالوا عن الفقيد
ياسين حناشي، صاحب دار النشر ''ميديا بلوس''
فقدنا إنسانا قبل أن نفقد الصحفي
لم يستطع الصحفي السابق بجريدة ''ليبرتي''، وصاحب دار النشر ''ميديا بلوس''، الحديث عن الراحل إلا بعد استجمع قواه ليقول لنا ''لقد عرفت شعبان منذ سنوات طويلة، فهو الرجل ذو الأخلاق الحميدة، الصامت الهادئ، وبالرغم من كل العراقيل التي وضعت في طريقه طيلة حياته المهنية، وتنكر العديد لإنجازاته ومحاولات النيل منه، إلا أنه ظل واقفا، وشجاعا، خسارتنا اليوم كبيرة وكبيرة جدا''.
مدير تحرير جريدة ''النصر''
الفقيد كان يحلم بصحافة حرة تحتكم إلى الاحتراف
كان الراحل شعبان زروق مسكونا بالشأن العام بقدر انشغاله بالهم الصحفي، حيث كان يحلم ببلد تسوده العدالة وتعود الرفاهية فيه على الجميع، تماما كما كان يحلم بصحافة حرة تحتكم إلى الاحتراف، دون سواه، في تطوير نفسها. وفي حياته المهنية واليومية كان بشوشا ومتواضعا، يستنجد بالسخرية المرة في التعليق على ما لا يحب، وكان يتجنب في أحاديثه النميمة التي كثيرا ما كانت وجبة يومية لأهل المهنة. حبه للثقافة والفنون قربه من مثقفي قسنطينة لسنوات طويلة، لذلك كان رحيله المفاجئ صادما للمثقفين والفنانين والإعلاميين على حد سواء.
الرجل الذي كان يتأهب لتقاعد هو بوابته إلى نشاط سمعي بصري كان دائم الشغف به، لم يكن يدري أنه ينتسب إلى مهنة تفضل قطف أبنائها في عز نضجهم.
الأستاذ والباحث الجامعي عبد المجيد مرداسي
شعبان ليس فقيد الإعلاميين فقط بل هو فقيد الجزائر
عرفت شعبان خلال مسارنا المهني في الصحافة، تواصلت علاقتي معه كأستاذ جامعي، وكانت اتصالاتي متكررة، وكان مشهودا له الاستقبال الحسن والحفاوة، كما أني أشهد له بتفتحه على المجتمع القسنطيني، على تراثها، ثقافتها وتاريخها، كما أشهد له بالكفاءة المهنية، وشعبان زروق ليس فقيد ''الخبر'' أو الأسرة الإعلامية فحسب، بل هو فقيد الجزائر ككل.
الممثل والمسرحي نور الدين بشكري
فقدنا صحفيا ومسرحيا من الطراز العالي
''إنا لله وإنا إليه راجعون''.. إن بمصابنا هذا فقدنا إنسانا غاليا على قلوبنا، كمسرحيين، فقد كان دائم العون لنا، منذ ولوجه عالم المسرح الهاوي في سنة 1968، وكان حلمه التفرغ للمسرح مجددا بعد الخروج إلى التقاعد، فقد كان يحضّر عملا تلفزيونيا عن المسرح في أواخر هذا الشهر، إلا أن الإرادة الإلهية كانت الأسبق، فكلنا ندعو الله أن يسكنه جناته.
علي جري المدير العام السابق لجريدة ''الخبر''
شعبان.. الأكثر إنسانية وأخلاقا وقناعة
لم يستطع الزميل المدير العام السابق لجريدة ''الخبر''، علي جري، إخفاء تأثره بوفاة زميله وصديقه شعبان، الذي قال عنه إنه الأكثر إنسانية وأخلاقا وقناعة، وأنه لم يكن إنسانا عاديا، ونظيره نادر هذه الأيام، كان يحب الصحافة دائما رغم تكوينه في المجال الفيزيائي، إلا أنه كان يملك إمكانيات لغوية كبيرة، وكل السنوات التي قضيناها مع بعض جعلتني أكتشف شخصه ومعدنه. وأضاف علي جري: ''كنت أتمنى أن يظل معنا ويتجه للسمعي البصري، المجال الذي يهواه ويعشقه كثيرا''.
المخرج التلفزيوني علي عيساوي وصديق المرحوم
القدر سبق كل مواعيدنا
لم يستوعب المخرج علي عيساوي وفاة صديقه المقرب شعبان وقال عنه: ''لقد رحل مبكرا وبشكل مفاجئ''، عيساوي وبتأثر كبير قال، ''كان لدينا موعد يوم 20 ديسمبر لتصوير حصة في المسرح الجهوي تحت عنوان ''الليل والنجوم'' كتقييم للمسرح، تتكلم عن فناني المسرح الذين توجوا بجوائز في مهرجان المسرح المحترف. ويردف عيساوي: ''شعبان كان المنشط في مهرجان المسرح المحترف الذي جرى في أكتوبر الماضي بالعاصمة.. لقد خلقنا ثنائيا، وقد سطرنا عدة مشاريع معا لننفذها بعد تقاعده، وقد كان شعبان سعيدا جدا بعودته إلى عالمه، عالم المسرح، قبل 4 أيام وفي حديثنا عن صديقنا عبد الغاني الذي توفي منذ 4 أشهر، قال شعبان إن الموت صار لا يعني له شيئا لأنه يخطف كل من هو جيد''.
عبد الحميد رمضاني مدير المسرح الجهوي بقسنطينة
لم يخف مدير المسرح الجهوي، عبد الحميد رمضاني، تأثره بفقد صديقه ''شعبان'' قائلا: ''لقد كان إنسانا ملاكا، طيبا يقدم الناس على نفسه، ولدي معه ذكريات كثيرة، ولن أنسى أبدا لحظات تصوير فيلم ''تحت الرماد'' للمخرج بابا عيسى، وقد كان لشعبان فيه دور البطولة وكانت درجة حرارة الجو آنذاك 10 تحت الصفر، وعملنا في ظروف جد قاسية، إلا أن اللقطة التي صورناها لم تنجح أبدا.
شعبان.. عنوان الجد والاجتهاد
سنشتاق إليك أستاذ شعبان، فأنت الموجهوالصبور والإنسان الاجتماعي، عرفتك في فترة سنة فقط، وتعلمت منك الكثير، إنك لست منسقا جهويا لمكاتب ومراسلي الشرق، وإنما أنت الأب الحنون العطوف على أبناء هذه الجريدة.
سأحتفظ بكلمة ''أستاذ'' في مذكرتي لأنني كنت بمثابة التلميذ الذي يلتقي أستاذه في كل صباح ومساء، حتى إن كان ذلك عبر الهاتف، فالتواصل معك كان يعطيني الجهد للاجتهاد، فعباراتك وردك عليّ يوميا بعد إرسال البرنامج اليومي سأفتقدها: ''أنت بخير سليمان، كيف هي الأحوال؟ هل تأقلمت؟ واصل فأنت مجتهد، لا تقلق كثيرا على أمور بسيطة''، نصائح ستبقى في ذهني لأنني سأفتقدها.
صبيحة أمس، عندما كنت متجها إلى مقر العمل بمكتب ''الخبر'' بتبسة، لحظتها كنت أفكر في مضمون البرنامج اليومي الذي يجب أن يرسل للمنسق الجهوي بقسنطينة، الأستاذ شعبان زروق، لأنه كان يحرص على ذلك مع كل مكاتب جريدة كل الجزائريين ''الخبر'' بالشرق الجزائري. عندما ركنت السيارة إلى جانب العمارة المتواجد بها المكتب، وكنت أهم بالدخول، رن الهاتف وكنت حريصا على فتحه من الرنة الأولى، كان الزميل رئيس القسم المحلي جعفر حسين قائلا بصوت خافت: ''عبد الله.. الأخ شعبان زروق توفي رحمه الله''.. لم تتوقف دموعي ولم أتمالك نفسي ولم أشعر حتى بلحظة جلوسي أمام الحاسوب لكتابة هذه الأسطر التي لن تعطي المرحوم حقه لأنه أكبر منها أخلاقا وفكرا وحكمة ورزانة. كانت شهرته الوحيدة هي نجاح ''الخبر'' وصفحة الجزائر العميقة. وقد كانت آخر مكالمة أجراها معي يوم الأربعاء، عندما أرسلت موضوعا بدون صورة وطلب مني إرسالها، وإلا لم ينشر الموضوع، فأجبته بأني أجريت عملية جراحية وأنا طريح الفراش لأزيد من عشرين يوما، حينها أحسست أنه تألم كثيرا وقال لي ''فيك الخير يا مطاطلة'' سأنشر الموضوع وارتاح وبالشفاء إن شاء الله. البارحة رحل الفقيد وشيعناه لمثواه الأخير وقطع من داخلنا الأمل نهائيا حين كنا نترجاه بتأجيل فكرته في التقاعد ليكون فاعلا مع جديد مؤسسة ''الخبر''.
مراسلو ''الخبر''
''شعبان كان كالطائر الحر يرفض العيش في القفص''
''ألو عدلان كيف راك واش لحوال مع حفل الحذاء الذهبي... ماتنساش جيبلي وثائق من مقر ''الخبر'' بحيدرة باش نحضّر ملف التقاعد في ديسمبر، راهي تعطيهملك ميمونة''.
بهذه الجمل كان يريد الزميل والصديق شعبان زروق إنهاء سنة 2012 كي يتفرغ لهواياته القديمة في الأعمال المسرحية والإنتاج التلفزيوني الحر، مع صديق دربه علي عيساوي، لكن شعبان لم يكن يدري بأن قضاء الله وقدره دبر له وجهة أخرى سنذهب إليها جميعا.
وحتى إن كان الصديق شعبان المولود في 3 جانفي 1954 بقسنطينة قد عرف أستاذا للفيزياء وممثلا مسرحيا، إلا أن مسيرته الصحفية عايشت شخصيا جزءا كبيرا منها منذ 1993، بداية من وكالة الأنباء الجزائرية بمكتب قسنطينة الجهوي، أين كان أنشط العناصر في بداية التسعينات، لاسيما وأننا كنا أصغر الصحفيين سنا، فلن أنسى لقاءاتنا الصباحية بمقر الوكالة في شارع العربي بن مهيدي ''طريق جديدة'' أيام كان الكل يخشى أن يقول إنه صحفي، نرتشف قهوة الصباح ونأكل ''فطيرة سخونة'' أيام الشتاء.
شعبان لم يجد الحياة المهنية سهلة، وتجاربه في العديد من العناوين الصحفية دليل على ذلك، ولعل تجربته معنا في يومية ''الأصيل'' سنة 94 علمتنا منه الأشياء الكثيرة، فتارة نتنقل في سيارته ''رونو ''5 التي لا تنطلق سوى بالدفع اليدوي لركابها إلى المستشفى للتبرع بالدم، وتارة نجلس ليالي طويلة نتحدث فيها عن البلاد والسياسة والدخلاء، فقد كان الصديق والأستاذ والزميل في آن واحد، وتجاربه المعيشية كانت دروسا لنا، وحتى عندما تقلد منصب مدير عام ليومية ''النصر'' في أفريل 1997، أين نجح شعبان في إنقاذ هذه الجريدة من الزوال بالرغم من تنكر السلطات العمومية آنذاك لمجهوداته التي مازال يشهد بها كل عمال ''النصر'' إلى غاية اليوم. شعبان، فضل مغادرة وكالة الأنباء الجزائرية في بداية عام ألفين، لأنه كان كالطير الحر لا يستطيع العيش في القفص، ففضل الالتحاق بنا في المكتب الجهوي لـ''الخبر'' بقسنطينة سنة 2004 بإلحاح مني ومن المدير العام السابق، صديقه الدائم علي جري، راميا وراءه مزايا القطاع العام بحثا عن حلاوة حرية العمل الصحفي، وكعادته اختار شعبان المغامرة بحثا عن روح المبادرة في أكبر يومية جزائرية، وهو الإطار الذي جعل فقيدنا يزاول فيه فن التعليق في عموده اليومي تقريبا أين نقل شعبان هموم الطبقة الكادحة، وأخرج ما في جعبته من غضب تجاه الوضع السياسي والاجتماعي الجزائري.
رحل شعبان عن مكتب ''الخبر'' بقسنطينة قبل أن نقيم له حفل التقاعد مثلما تعوّدنا على ذلك، وكأن القدر شاء أن يقول له ''يا شعبان من أمثالك لا يذهبون إلى التقاعد لأن أقلامهم لن تجف وستبقى تكتب وتكتب وأعمدتك في ''الخبر'' ستبقى شاهدة على ذلك''.
عدلان حميدشي
مدير تحرير ''الخبر الرياضي''
''الغــــالي شعبــان''
اليوم انطفأ قنديل المكتب الجهوي بالشرق، غادرنا الأب الروحي لمكتب قسنطينة تاركا في قلوبنا جرحا لن يندمل، وفراغا لن يملأه غيره. شعبان أو السيد زروق أو الأستاذ كما يسميه الزملاء غادرنا بغتة، في عجالة لم يسمح لنا حتى بتوديعه وداعا أخيرا، فبينما كنا نحضر له وداعا يليق به، وداعا يليق بتقاعده المسبق، رحل قبل أن نبدأ الاحتفال.
لم يكن يفصلنا عن تقاعده سوى شهر واحد، تقاعده لم يتقبله أغلبنا بعد 10 سنوات من اليوميات والعمل الجاد، خدعنا بخروجه متقاعدا من الدنيا بأسرها.
إنها الساعة العاشرة في المكتب الجهوي ''عثمان سناجقي'' نحن ننتظر أن يمر السيد شعبان بصمته ووقاره بين المكاتب، ننتظر ابتسامته المميزة كل صباح، ننتظر اجتماعه بنا وتعليماته لبدء العمل.
اليوم لن يأتي وعلينا أن ننسى هذا الروتين للأبد، علينا أن ننسى نوبات غضبه النادرة، أن ننسى توجيهاته القيّمة.
شعبان رحلت بعد أن زرعت فينا روح المحبة والأخوة بعد أن جعلت جميع من في مكتب قسنطينة كتلة واحدة، رحلت تاركا وراءك إرثا من شباب وشابات لا ينتظرون رقيبا كي يقدموا ما في وسعهم من أجل جريدتهم، ولا ينتظر أحدهم الآخر كي يبادر بالعمل.
لم تكن مديرنا طيلة عشر سنوات، بل كنت الأب الحنون واليد الحانية التي تنتشلنا من المحن حتى لو كانت شخصية، لن ننسى أبدا مواقفك النبيلة معنا ونصائحك القيمة وطريقتك المميزة في تسيير العمل.
أيها الأب الغالي لقد فرضت علينا احترامك بحبك لا بالخوف منك، وتغاضيت عن هفواتنا في كثير من الأحيان ووبختنا في أحيان أخرى، لكن توبيخك لنا لم يكن سوى تقويم جعلنا نرتقي في عملنا شيئا فشيئا.
نم قرير العين أيها الغالي، فأنت لا زلت معنا وستبقى دائما معنا بروحك وقيمك ومبادئك التي زرعتها فينا والتي لن تزول ما حيينا.
ابنتك في مكتب قسنطينة: صوفيا منغور
شكرا على الثقة يا أستاذي
لا يمكن أن أقيس مدة عملي بالمكتب الجهوي لـ''الخبر''، بمعرفتي بالسيد زروق شعبان، أتذكر بداياتي في الصحافة واحتكاكي بالزملاء والتي أعطتني نظرة شاملة عن شخصه وعن صفاته الطيبة وتمكنه من مهنة المتاعب. وكان لي الحظ أن التقيته في جلسة عمل وأنا لم أزل مبتدئة، لتكون أساسا لعلاقة الاحترام التي ربطتني به، كان فيها كل مرة يستفسر عن أحوالي وكلمات التشجيع دائما ترافقني بعبارة: ''أين ابتسامتك المعهودة؟''. التحقت بالمكتب الجهوي ولم أتعامل معه مباشرة سوى شهر واحد، قابلني فيها بكل الود والترحيب ووضعني مع خانة القدماء بالمهنة. تلقيت من عنده ضيافة الوافد الجديد بكل معانيها، ولم يجعلني أحس بعامل النقص وجعلني محل ثقة في العمل. وسأبقى أحتفظ بصورة شخص ذي هيبة، يعلم ماذا يعمل ومتى يتكلم ومتى يسكت، وسأظل أتذكر إيثارك لي على حساب نفسك حين قلت لي، الخميس الفارط، إنك متعبة يمكنك المغادرة رغم شدة تعبك الذي كان باديا عليك.
وردة نوري الرجل القدوة
رغم أن الموت هو الحقيقة المطلقة في هذه الحياة، وأن الموت مصير كل حي، إلا أن مشاعر الحزن والشعور بفقدانك، أستاذ شعبان، كانت قوية، فقد كنت الرجل القدوة عملا وانضباطا. مازلت أتذكر وصفك لي بالفنان، واليوم وأنا أنجز صفحة ''الجزائر العميقة'' تسمرت أصابعي ولم أعد قادرا على التركيز أو التفنن الذي وصفتني به دوما. ولم أستطع أن أتمالك نفسي وأنا أضع مواضيع كانت مرت بك قبل يومين من مغادرتك هذه الحياة. دعائي لك بالرحمة والمغفرة.
صالح لعناني
تـــــــعـــــــــــــــــــاز
فوجئت وفجعت بنبأ وفاة الأخ والصديق والزميل شعبان زروق.
وإثر هذا المصاب الجلل لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص عزائي لعائلة الفقيد، ولأسرة يومية ''الخبر''، داعيا المولى العلي القدير أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه ويلهم أهله، ونحن معهم، جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون
عبد الرشيد بوكرزازة وزير سابق
ببالغ من الحزن والأسى تلقت أسرة الحماية المدنية نبأ وفاة المغفور له، منسق المكتب الجهوي لـ''الخبر'' بقسنطينة الصحفي شعبان زروق.
وعلى إثر هذا المصاب الجلل يتقدم كل إطارات وضباط، ضباط صف وأعوان وجل المستخدمين وعلى رأسهم السيد المدير العام للحماية المدنية بأخلص التعازي القلبية راجين من العلي القدير أن يتغمد روحه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جنانه، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون
المديرية العامة للحماية المدنية
بأسى بالغ وحزن عميق، وعلى إثر المصاب الجلل الذي ألمّ بكم، عقب وفاة المغفور له بإذن الله تعالى، المدير الجهوي بالشرق لجريدتكم الغراء السيد شعبان زروق، أتقدم إليكم باسمي الخاص وباسم إطارات وأعوان خلية الاتصال والصحافة، بأحر التعازي وخالص المواساة.
وإذ نشاطركم وكافة أفراد عائلته الكريمة وطاقم جريدة ''الخبر'' أحزانها في هذا المصاب الجلل، ندعو الله تعالى العلي القدير، أن يتغمد روح الفقيد برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جنانه، وأن ينزل على قلوبكم من لدنه جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون
رئيس خلية الاتصال والصحافة بالمديرية العامة للأمن الوطني جيلالي بودالية
بقلوب وجلة، مؤمنة بقضاء الله وقدره، بلغني نبأ الفاجعة الأليمة التي حلت ''بعائلة يومية الخبر'' على إثر وفاة الزميل والأخ الصادق شعبان زروق، مدير المكتب الجهوي بقسنطينة.
الفقيد الذي أشهد له شخصيا بالمهنية والإخلاص في العمل والصدق في الكتابة والمواقف، سلوك جلب له كل الاحترام والتقدير والمصداقية من طرف كل من عرفوه عن قرب، وأنا منهم، إذ كان لي شرف معايشته أيام عملي بولاية قسنطينة. فما عساني إلا أن أسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته، وأن ينزل في قلوبكم ـ أهل ''الخبر'' ـ صبرا ويعوضكم فيه خيرا ويشملكم وجميع أهله وذويه بلطف عنايته.. إنه على كل شيء قدير.
إنا لله وإنا إليه راجعون
والي وهران: عبد المالك بوضياف
ببالغ من الأسى والحزن تلقينا خبر وفاة الصحافي والإعلامي زروق شعبان إثر سكتة قلبية، وإننا في حزب جيل جديد، رئيسا ومسؤولين ومناضلين ومحبين، لنرفع بهذه المناسبة الأليمة أكف الضراعة والشفاعة إلى الباري الغفور الرحيم، سائلين له المغفرة والرحمة، وأن يجعل الله له الجنة دار خلده، هو القادر على ذلك جلّ في علاه، كما نتقدم بأحر التعازي والمواساة لجريدتكم المحترمة ومن خلالكم لذويه وأهله، سائلين المولى القدير أن يلهمهم الصبر والسلوان، إنه على ذلك لنعم المولى ونعم القدير.
إنا لله وإنا إليه راجعون
حزب جيل جديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق