الخميس، يناير 31

ميكروفون التراث الثقافي



PH/ DjazairNews
لم يكن الشاب أمحمد مهيدي الذي فدى زملاءه والوطن بدمائه، يعلم بأنه سيعود في تابوت وما يخبئه له القدر، حين وعد أبناءه الثلاثة وأم أولاده وابن أخيه صبيحة يوم الاثنين الفارط بقوله ''لا تقلقوا سأعود بعد أسبوع عقب انتهاء مدة مهمة فرقتنا يوم 5 فيفري المقبل''·· وهي آخر الكلمات التي لفظها أمحمد قبل أن يعرج على رفقائه بالحاجز الثابت بوادي الفضة ليبلغهم السلام ويختفي بعدها عن أنظار أبنائه الذين تتبعوا خطوات فراقه بنظرات أعين امتزجت بدموع الأسى والحزن، وفور سماع نبأ وفاته أصيب الجميع بالذهول، ولم يتحمل أصدقاؤه بالمحيط العائلي ورفقاؤه بالثكنة صدمة الخبر، فسادهم الصمت والحزن وحكم تحركاتهم تبادل النظرات·
''الجزائر نيوز '' في بيت الفقيد مهيدي امحمد·· الشرطي الذي أنقذ الثنية من الكارثة
..ابن أخ الفقيد: امحمد كان يحلم بمسكن يؤوي فيه أبناءه
.. عائلة مهيدي تقطن في بيت قصديري بوادي الفضة
محمد قورين
الشرطي أمحمد مهيدي الذي أفنى غصن شبابه في مكافحة الإرهاب، من مواليد 24 جوان 1970 بالكريمية، أب لثلاثة أطفال، بنتين وولد ثمانية سنوات متمدرس في السنة الثانية ابتدائي بوادي الفضة، أبوه مجاهد فارق الحياة وتركه صغيرا يصارع الحياة، فيما لا تزال أمه على قيد الحياة رفقة ثلاث فتيات وخمسة ذكور، اثنان منهم متعاقدون بقوات الجيش الوطني الشعبي، يقيمون كلهم بحي شعبي بحوالي ثلاثة كم شرق وادي الفضة بقرية الزبابجة، التي استقبلت زوال أمس جثمانه قبيل تحويلها إلى مثواها الأخير، إلى جانب ضريح أبيه بمقبرة دوار سيد علي عيشون مسقط رأسه بالسد الصغير جنوب الكريمية، التي زاول بها دراسته ولم يسعفه الحظ في اجتياز السنة الرابعة متوسط، لكنها مكنته من الدخول إلى سلك الشرطة سنة 1995 بوهران، ثم تنقل بعد قضائه خمس سنوات بها إلى المدية، قاسم خلالها رفقاءه في السلاح هموم هول الكارثة الأمنية ومرارات العشرية السوداء ووهب نفسه من أجل استرجاع الأمن والطمأنينة، ليحط رحاله قبل ثلاث سنوات بالفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بوادي الفضة، ولم يعرف للراحة مذاقا، فواصل عمله في مكافحة الإرهاب وملاحقته في جبال بني بوعتاب على امتداد سلسلة جبال الونشريس، على حساب تضحيته بأولاده المقيمين ببيت قصديري يفتقد لأدنى وأبسط شروط الحياة بوسط عاصمة بلدية وادي الفضة بمقر أمن الدائرة سابقا، يعانون فيه الأمرين صيفا وشتاء، ويقول ابن أخيه مهيدي محمد ـ شرطي هو الآخر بأمن ولاية الشلف ـ ممن التقيناهم وسط حشود المؤبنين الذين تراصت بهم شوارع حي مقر مسكن عائلته بالزبابجة، بينهم السلطات الولائية والعسكرية التي حضرت لتعزيتهم، يقول ابن أخيه: ''فارقته برفقة أولاده وعشت معه آخر لحظات رحيله وكان كل مرة يحدثني فيها إلا ويعيد آماله في الحصول على مسكن اجتماعي يأوي فيه أولاده منذ أن هجروا من ضواحي الكريمية باتجاه مدينة تيارت، جراء همجية ألوية الموت سنة 1994 ليستقر به المقام بالزبابجة سنة ,2000 وطال حلمه ولم يتحقق بعد مفارقته للحياة''، وما شد انتباهنا أكثر تبرعات المحسنين وجمعهم لبعض المال لمساعدة أهله وتمكينهم من إجراء مراسيم الجنازة منها مساعدات مصالح البلدية، الأمر الذي يغني عن ذكر الحالة المادية لعائلته التي تعدت خط الفقر···
من رفقاء أمحمد مهيدي بالثكنة وأعز أصدقائه بلميلود بومدين، شرطي بالفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بوادي الفضة، لقيناه والحسرة بادية على وجهه، قائلا بخصوصه ''ما تزال صورة المرحوم مرتسمة بين عيني ولا تفارقني ابتسامته وأخلاقه الحميدة والرفيعة، وأتمنى لو كان كل أعوان قطاع الشرطة مثله في البشاشة والمواضبة على العمل، فكان يحترم الصغير والكبير ولا يسبقه أيا كان بالسلام، فهو يتخلى عن حقوقه ولا يغضب او يتشاجر ولا يظهر غضبه لرفقائه، وكان شجاعا معروفا بخصاله وإقدامه على محاربة الإرهابين، ويتجه بعد أداء مهامه كل مساء مباشرة للجلوس مع أولاده، ولا يبرح بيته إلا متوجها إلى مقر عمله، والذين لن يعود إليهم أبدا''· وخلال حضور السلطات الولائية، أمر رئيس الدائرة بالتكفل بأولاده ومنحهم مسكنا اجتماعيا عساه يخفف من حدة صدمتهم، وهو مطلب كل أفراد عائلته بعد وفاته· ولم ينس زميله ورفيقه المتلازمان في كل مكان، جمال غداوية، من سيدي بو عبيدة بالعطاف، الذي وافته المنية برفقته في مواجهة السيارة لدى محاولة صاحبها اقتحام مقرهم بالثنية، وقال عنه ذات المتحدث بأنه طبعة مماثلة لمهيدي أمحمد في أخلاقه، وكأنهما توأمان ولدتهما أم واحدة·
ترويج إشاعة الانتحارية للتمويه
جميلة ـ م
فندت، أمس، مصادر قريبة من التحقيق في هوية الانتحاري الذي نفذ العملية الإرهابية أول أمس ببلدية الثنية، أن يكون منفذ العملية امرأة·
وفي سياق الحديث عن هوية الانتحاري الذي شكل محور حديث عامة الناس ببومرداس، قالت بعض المصادر أن جماعة الدعم والإسناد المنتشرة ببلدية الثنية، هي التي كانت وراء ترويج إشاعة أن منفذ العملية الإرهابية امرأة، حيث سعت من وراء ذلك إلى تضليل مصالح الأمن وأخذها بفرضية الانتحارية والاستغناء عن عملية التحري والتحقيق في هوية منفذ العملية الإرهابية، حيث هناك من ربط فرضية الانتحارية بـ (عطاف· ك) المدعوة حنان البالغة من العمر 26 سنة المنحدرة من عين النعجة بالعاصمة، والتي صنفت ضمن 33 مفجرا مزعوما، خاصة بعدما شوهدت مؤخرا بإحدى شوارع ولاية بومرداس···
''الجزائر نيوز'' عادت أمس إلى مسرح الجريمة، أين تحولت المنطقة إلى ورشة من خلال آلات الهدم والشاحنات التي كانت تنقل ركام البنايات المنهارة وأنظار الناس متجهة إلى موقع الجريمة والكل يسأل عن هوية المفجر، فيما بدأت الحركة تدب في شوارع المدينة والتحق معظم المواطنين القاطنين بالقرب من مقر الفرقة المتنقلة بعملهم بعد غياب أول أمس، بسبب العملية الانتحارية·· كما شرع التجار المتضررون من العملية في التنظيف وجمع الركام، والبعض الآخر شرع في عملية الترميم لمباشرة عمله بشكل عادي، منتظرين حسب أحد التجار إعانة الدولة بعدما تصنيف لجنة المراقبة التقنية للبنايات CTC، البنايات المتضررة·
السلطات الكندية تعتقل الجزائري محمد حركات مجددا
اعتقلت بعد ظهر أول أمس مصالح الشرطة الكندية الجزائري محمد حركات بمقر إقامته بأوتاوا بتهمة الإخلال ببنود الإفراج المشروط الذي استفاد منه في قضية وجهت له تهمة الانتماء إلى شبكة نائمة تابعة لتنظيم القاعدة بكندا· محمد حركات الذي تم توقيفه سنة 2002 بشبهة الانتماء إلى تنظيم القاعدة وهي التهمة التي نفاها حركات بشدة قبل أن يقرر القضاء الكندي منحه الإفراج مقيد بشروط صارمة في صيف ,2006 حيث أجبر حركات على حمل سوار إلكتروني بمعصمه 24 على 24 ساعة لمراقبة تحركاته وتنقلاته· وقد عبّرت زوجة محمد، سوفي حركات، لوسائل الإعلام الكندية عقب توقيف زوجها، أن السلطات الكندية خرقت إحدى شروط المحكمة رغم أن وثيقة الإفراج المشروط تؤكد على مرافقة محمد حركات من قبل زوجته أو حماته بشكل متواصل، وهو ما أقوم به تضيف سوفي حركات في تصريحها·
محمد حركات كان من المنتظر تقديم طلب التخفيف من الإجراءات ورفع بعض شروط الإفراج الأسبوع المقبل قبل أن تقرر الشرطة الكندية توقيفه·
ب· القاضي
تيزي وزو/ مواطن يلقى حتفه في حاجز أمني بتابرقوقث
لقي، ليلة أول أمس، مواطن حتفه وهو يحاول اختراق الحاجز الأمني الثابت بالمكان المسمى بتابرقوقث بوادي عيسي· كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلا عندما حاول المدعو ''ب·ز'' البالغ من العمر 29 سنة الذي كان على متن سيارة من نوع ''كليو'' اختراق نقطة المراقبة التابعة للجيش الوطني الشعبي دون الامتثال إلى إشارة التوقف التي أعطيت له فأطلق عليه الجنود وابلا من الرصاص، فأصابته إحدى الطلقات النارية على مستوى الرأس لينقل على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو حيث لفظ أنفاسه الأخيرة·
وأشار المصدر الأمني الذي أورد الخبر أن الضحية كانت ثملة·
م· ب
بومرداس/ القضاء على إرهابيين بتاورقة
قضت قوات الأمن المشتركة لبومرداس ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، على إرهابيين ببلدية تاورقة الواقعة على بعد 50 كلم جنوب شرق ولاية بومرداس، فحسب المصدر الذي أورد الخبر، فإن عملية القضاء تمت بعد ورود معلومات بتواجد العنصرين الإرهابيين بالمنطقة، وبناء عليه نصبت لهما قوات الأمن المشتركة كمينا عند مخرج بلدية تاورقة·
ج· م
إرهابيان يسلمان نفسيهما إلى مصالح الأمن بالناصرية
سلم إرهابيان نفسيهما للحرس البلدي بقرية احسامن، التابعة لبلدية الناصرية بولاية بومرداس مساء الإثنين الفارط، ومعهما سلاحيهما من نوع كلاشنيكوف، وحسب المصدر الذي أورد الخبر، فإن الأمر يتعلق بـ (ح· ح) البالغ من العمر 28 سنة و(ع· ح) 26 سنة المنحدرين من بلدية سيدي داود· وأضاف مصدرنا أنهما التحقا منذ قرابة 3 أشهر بالجماعة الإرهابية الناشطة بمنطقة بوغني بولاية تيزي وزو، ليقررا الفرار، حيث سلكا من بوغني أدغال سيدي علي بوناب إلى غابة قرية احسامن ببلدية الناصرية، حيث سلما نفسيهما لمصالح الأمن·
ج· م

عبر بيان الجماعة السلفية للدعوة والقتال، الذي جاء في ظاهره لتبني العملية الانتحارية، ولكنه عبر عن فقدان الجماعة لغطاء ديني تمارس من خلاله أعمالها·
الجماعة السلفية تتبنى عملية الثنية الانتحارية
سمير· ح
أعلنت الجماعة السلفية للدعوة والقتال في بيان نشرته أمس على الأنترنت، عن مسؤوليتها على الهجوم الانتحاري الذي أيقظ سكان الثنية أول أمس· وقال البيان أن الانتحاري الذي لم تعرض صورته، هو من مدينة ''لقاطة'' ببومرداس· وأشار إلى أن الانتحاري الذي يكنى بـ ''حمزة أبو عبد الرحمان''، قد نفذ العملية الانتحارية بشاحنة كانت حمولتها650 كلغ من المتفجرات· واختارت الجماعة السلفية لهذه العملية الإرهابية اسم ''عبد القادر أبى البراء'' نسبة إلى الإرهابي الخطي المكنى أبو البراء الذي ولد في الثنية وقضت عليه قوات الأمن مؤخرا·
وبدا بيان الجماعة موجها إلى جهات خارجية حين راح يتحدث عن أنه يبشر أمة ـ لم يسمها ـ بالعملية الإجرامية ثم راح يتحدث عن أن عدد الضحايا يعد بالعشرات·
وبالإضافة إلى ذلك، حمل البيان لغة حقد واضحة تجاه الجزائريين، الذين أصر البيان على اعتبارهم مرتدين وحفدة لمسيلمة الكذاب· كما عبر محررو البيان عن قلقهم من الحملة التي خاضها عدد غير قليل من العلماء ضد الجماعة السلفية وسلوكاتها· حيث حاولت الجماعة أن تبين أنها لم تستهدف من أسمتهم بـ ''المسلميين الأبرياء'' وإنما استهدفت عددا من رجال الشرطة· وحاول بيان الجماعة التشكيك في كل التقارير الصحفية التي نقلت الحدث ونشرت عدد الضحايا وأسماءهم· وتوقفت الجماعة السلفية مطولا عند العملية والمستهدفين من خلالها، وحاولت أن تقنع من خلال بيانها، العلماء، أنها تفرق بين الجزائريين ولا تقاتل إلا الأعوان النظاميين، ولكنها لم تتمكن من الحديث عن الأساس الشرعي الذي تعمل به، وهو ما يفيد أن الجماعة التي تصر على تجاوز الحدود الشرعية، تعاني من مشاكل بسبب الفتاوى الشرعية· ثم حمل بيان الجماعة السلفية على جزء من العلماء، الذين بالولاء لجورج بوش والمارينز، ولم تذكر الجماعة أي عالم بالإسم رغم أن أسماء العلماء الذين أدانو عملياتها معروفون، وأشهر من نار على علم، وهددت الجماعة السلفية، أن هذه الفتوى تجعل الجماعة تقدم على عمليات أكثر إجرامية كانتقام من المجتمع الذي رفض الانصياع لنزاوات ''السلفية''·
وقالت الجماعة السلفية أن في جعبتها جماعة من الشبان يمكن أن تفجرهم في أية لحظة، مما يعني أن على العلماء مساعدة رجال الأمن في إنقاذهم وإنقاذ الناس الذين قد يكونون ضحايهم·
إلى ذلك، لوحظ على بيان الجماعة السلفية، تجنبه لآيات كان يستعملها من قبل، في سياق تكفير المجتمع، واستعمل لأول مرة جزءا من آية تتحدث عن الفتنة (حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)، وهو ما يعني أن الجماعة السلفية تحاول أن تبعد النقاش قدر الإمكان عن منهجها التكفيري الذي رفضه الجميع، وهي تحاول أن تخفف ما استطاعت من الحملة الدينية التي تساند الحرب العسكرية ضدهم، من خلال شغل الناس بنقاشات هامشية تتعلق بقتال جزء من المجتمع فقط، ولكن الجماعة لم تجب إلى حد الآن عن السؤال المتعلق بشرعية مقاتلة رجال الأمن·
مصدر أمني/ انتحاري الثنية إسمه مصطفى بلعديدي من زموري
أفاد مصدر أمني مطلع، أن مصالح الأمن تعرفت على هوية الإرهابي الذي نفذ العملية الانتحارية بالثنية أول أمس، ويتعلق الأمر بالإرهابي بلعديدي مصطفى الذي يقطن في منطقة أولاد الحاج، الواقعة بين لقاطة وزموري في ولاية بومرداس· وأضاف ذات المصدر، أن الإرهابي المكنى حمزة أبو عبد الرحمان، يبلغ من العمر 27 سنة والتحق بكتيبة الأرقم الناشطة في زموري وسي مصطفى، ويترأسها الإرهابي سيد علي بلقاسم المعروف باسم أبو أمين·
جميلة· م
التحالف الرئاسي يطالب بحل المجالس المحلية التي تعاني الانسداد
ب· القاضي
توصل أول أمس أقطاب التحالف الرئاسي، إلى صيغة اتفاق بشأن مسألة البلديات التي تعاني انسدادا، تقضي بحلها والعودة إلى الإرادة الشعبية بعد استنفاد كل السبل و المساعي لحل المشاكل المطروحة بطريقة ودية· والتزمت أحزاب التحالف بإرسال تعليمة إلى منتخبيها بالمجالس المعنية قصد حملها على إيجاد أرضية توافق تجنب تعطيل مصلحة المواطنين·
قيادات التحالف بدت أمس خلال القمة التي جمعتها بمقر الأرندي بمناسبة استلام الأخير لرئاسة التكتل السياسي، متفقة حول التعجيل بإيجاد حل للمجالس الشعبية التي تعاني الانسداد، وكانت هذه النقطة على الأقل محل توافق، عدا ذلك ظهرت حركة مجتمع السلم كالمغرد خارج السرب بخصوص مسألة تعديل الدستور لإقرار العهدة الثالثة لرئيس الجمهورية·· وهو ما أشار إليه أبو جرة في كلمته بقوله : ''كل حزب اختار التوقيت الذي يناسبه حسب المعطيات المتوفرة لديه''· وأضاف ''رغم التباين في المواقف داخل التحالف حول المسألة، إلا أنها لا تفسد للود قضية'' وأراد أبو جرة إعطاء الانطباع بأن هذا يدخل في إطار هامش الديمقراطية والحرية المتاحة داخل التحالف، لكنه كشف في سياق ترك من ورائه نقطة استفهام كبرى، عندما قال ''بعد أربع سنوات من العمل المشترك في إطار التحالف، أصبح استمرار هذا التحالف مزعجا لبعض الجهات''· وقد تكون لنتائج القمة آثار على موقف حمس، وهو ما عكسه تصريحا أويحيى وبلخادم، اللذين جددا تأييدهما للعهدة الثالثة، حيث كان هناك تلميح إلى عزم الأفلان والأرندي على الضغط على الشريك السياسي الإسلامي لتبني موقفيهما· وقد عكس الحضور القوي لقيادات الأحزاب الثلاثة، ما يوحي بأن القمة أخذت شكل التفاوض وحتى مقايضة الحركة، مقابل مباركتها للمبادرة التي سبقها إليها شريكاها في التحالف· رد بلخادم على زميله في التحالف، لم يتأخر وكان على التو، فور تناوله الكلمة، حيث قال ''ظلم ذوي القربى أشد مرارة''، وكأنها رسالة مشفرة إلى حمس التي تأخرت في الإعلان عن موقفها المؤيد للعهدة الثالثة·
بعد هذا القوس الذي فتحه بلخادم خارج النص، ذهب في كلمته إلى توضيح العديد من النقاط في الساحة الوطنية، وأخذت كلمته شكل رد على الخصوم أحيانا وتقزيم للحراك الاجتماعي المتميز بإضرابات النقابات المستقلة واحتجاجات تلاميذ الأقسام النهائية، واستند في ذلك إلى أرقام وزارة العمل، حيث قال أن نسبة إضراب 15 جانفي الماضي لم تتعد ـ على التوالي ـ 19,1 في الإدارة العمومية، 39,9 في قطاع التعليم العالي، 33,22 في قطاع التربية وأخيرا 43,4 في قطاع الصحة· أبعد من ذلك وفي سياق تعليقه على هذه الأرقام، قال بلخادم متهكما ''لا أدري إن كان هذا إضرابا أم غيابا''· أما بخصوص حركة تلاميذ أقسام النهائي، وبنفس الطريقة حاول بلخادم التقليل من شأنها، وذكر رقما وهو 8,0 % كنسبة للإضراب يوم الثلاثاء، وقدم كذلك بالتفصيل معطيات عن الولايات والثانويات التي تبنت الحركة الاحتجاجية·
من جانب آخر، حاول الأمين العام للأفلان الذي ظهر في قمة التحالف بقبعة رئيس الجهاز التنفيذي، طمأنة العمال بخصوص تطبيق شبكة الأجور الجديدة، وقال بالمناسبة أن نحو 450 ألف عامل يمثلون عمال الأسلاك المشتركة والموظفين السامين في الدولة الذين أنهي العمل وصودق على قانونيهما الخاصين، سيستفيدون من الزيادات ابتداء من شهر فبراير الداخل· وأضاف أن 17 من أصل 44 قانونا خاصا جاهزة مودعة لدى مصالح الوظيف العمومي للاعتماد· وعبر بلخادم عن أمله في الانتهاء منها في غضون الأسبوعين المقبلين، لتمكين العمال من الزيادات مطلع شهر فبراير·
وزارة الشؤون الدينية تنفي تورط إمام ضمن شبكة صنع الأسلحة
فند عبد الله طمين رئيس خلية الإعلام والاتصال بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ما روجته بعض وسائل الإعلام حول تورط إمام ضمن شبكة لصنع الأسلحة بمستغانم·
وأوضح مسؤول خلية الإعلام والإتصال بووزارة الشؤون الدينية والأوقاف عبد الله طمين، أمس، في بيان له تسلمت ''الجزائر نيوز'' نسخة منه ''أن الخبر لا أساس له من الصحة، وكل ما في الأمر أن المعني بالأمر يشغل منصب قيم بمسجد النخلة ببلدية مستغانم ومعروف أنه من هواة ركوب الخيل''، نافيا أن يكون للمعني أي انتماء سياسي أو إيديولوجي·
وحول تفاصيل القضية، أشار المصدر إلى أن الإمام قام بشراء بندقية صيد ذات صنع تقليدي بدون وثائق وذلك بدوار الصفصاف تم اكتشافها داخل سيارته خلال تفتيش رجال الدرك لها في حاجز، لتحال على إثرها القضية للعدالة دون توقيفه أو حبسه· على أن تتخذ المديرية الولائية للشؤون الدينية والأوقاف المختصة إقليميا قرارها ضده بمجرد صدور قرار العدالة·
آمال· ف
تونسي: النشاطات الرياضية إجبارية على جميع موظفي الشرطة
شدد، نهار أمس، المدير العام للأمن الوطني على تونسي لدى افتتاحه الملتقى الوطني الثالث حول تسيير وتنظيم النشاطات الرياضية في صفوف الأمن الوطني، على إجبارية الرياضة بمختلف أصنافها على جميع موظفي الشرطة مهما اختلفت مراتبهم وأعمارهم، بهدف الرفع من مستوى التركيز في صفوف الأمن الوطني والوصول إلى تحقيق نجاعة التدخلات الخاصة والسريعة.
محسن ساسي
وزير العدل يستحدث جهازا استشاريا للحكومة في القانون
استحدث وزير العدل حافظ الأختام، الطيب بلعيز، مركزا خاصا بالبحوث القانونية والقضائية، قال عنه خلال تدشينه أمس، بأنه سيتشار فيما يتعلق بالنصوص التشريعية التي تطرح مستقبلا على الحكومة، كما سيعين كافة مؤسسات الجمهورية بالنصائح التشريعية اللازمة·
وأوضح الوزير أن هذا المركز الموجود بالشراقة ''من بين أندر المراكز في العالم، وسيقوم بالتنسيق مع العديد من الهيئات والمؤسسات الجامعية في المجال القانوني، ويعمل على تدقيق النظام القضائي وتحسين ميكانيزمات تطبيقه، واقتراح تدابير تسييره''·
وكان وزير العدل حافظ الأختام، الطيب بلعيز، قد أكد خلال زيارة نظيره التونسي، أن الجزائر ترغب في استغلال كافة فرص الشراكة الموجودة مع الجزائر وعلى رأسها تونس ودول الجوار· كما عبر الوزير التونسي عن إعجابه بالتقدم المحرز في ميدان العدالة منذ تطبيق برنامج الإصلاح الشامل·
عبد اللطيف بلقايم
أعلن وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، أمس، أنه سيتم برمجة موضوعين اختياريين في جميع مواضيع شهادة البكالوريا النظام القديم والجديد، خلال دورة ,2008 مع إضافة 15 دقيقة في توقيت الامتحانات، ليتمكن التلاميذ من الاختيار دون تضييع الوقت المحدد للامتحان···
بن بوزيد يعلن عن موضوعين اختياريين في شهادة البكالوريا وإضافة 15 دقيقة في كل امتحان
سفيان· د
قال بن بوزيد خلال لقاء جمعه بفدرالية أولياء التلاميذ، أن وزارته باشرت عملية طرح موضوعين اختياريين في البكالوريا منذ أسبوعين، حيث تم إعطاء تعليمات للجنة الوطنية للبرامج والمناهج واللجنة الوطنية لمتابعة تطبيق البرامج لدراسة هذا الإجراء، الذي سيتم الإعلان عنه رسميا اليوم بعد اختتام أشغال اللجنة· وشدد الوزير على أن قرار إدراج موضوعين اختياريين، يهدف الى ضمان راحة التلميذ وعدم تضييعه للوقت في عملية الاختيار خلال ربع الساعة المضافة· مستطردا ''أن هناك العديد من الإجراءات لتخفيف البرامج ستتخذ مع الوقت''· ومن جهة أخرى قال بن بوزيد ''أنه بداية من اليوم وإلى غاية شهر مارس، يجب أن تدخل جميع المؤسسات التربوية في الصف حتى يتسنى لجميع التلاميذ أن يسيروا بنفس السرعة''· مضيفا أنه خلال شهر مارس ستحدد البرامج التي لا تتضمنها مواضيع البكالوريا· وبالرغم من إلحاح الأولياء على هذا مطلب إقرار دورة ثانية لشهادة البكالوريا، جدد الوزير رفضه لهذا المطلب، قبل أن يبدي تأسفه لإلغاء طريقة المقاربة بالكفاءات لهذه السنة، والتي قال أنه سيتم إدراجها السنة المقبلة وستكون الشغل الشاغل للوزارة مع الأساتذة· ومن جهة أخرى، كشف بن بوزيد، أن معاقبة الأولياء الذين يمنعون أولادهم عن التدريس بـ 5 ملايين سنتيم سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من السنة المقبلة· كما أكد على إنشاء المجلس الوطني للتربية، الذي قال أنه سيتم بعد الإمضاء على القانون التوجيهي للتربية من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة· مشيرا بذلك إلى مرسوم تنفيذي يعترف بأولياء التلاميذ كأعضاء فاعلين في المنظومة التربوية·· و قال ردا على انشغالات رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ الذي عبر عن استيائه من رفض بعض المديرين تنصيب جمعيات إلى جانب عدم استدعائهم من طرف المفتش العام لتمثيلهم في اللجنة الوطنية للمناهج والبرامج، قال أن هذا المرسوم سيمكن أولياء التلاميذ من مقاضاة الأطراف التي لا تعترف بها·
قائد العمليات الحربية الفرنسية لمنطقة المتوسط:
سنعمل على تجسيد نظرة ساركوزي للاتحاد المتوسطي المعروضة على بوتفليقة
كشف الأميرال الفرنسي قائد العمليات الحربية في حوض المتوسط· ''تون دوني''، أن قواته تعمل مع الجزائر وفق منظور الرئيس نيكولا ساركوزي، الذي يريد إنشاء اتحاد متوسطي مثلما شرحه للسلطات الجزائرية في آخر زيارة له·· مؤكدا أن أولى اهتمامات الفرنسيين في حوض المتوسط، مكافحة الهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات ثم الإرهاب·
انتهت الفرقاطة البحرية الفرنسية ''الرائد بيرو''، أمس، من تمارين عسكرية بحرية خاصة بالمراقبة والأمن، قامت بها بالتنسيق مع الفرقاطة الجزائزية ''رايس قورصو'' في عرض المتوسط، تمثلت في تحديد موقع باخرة تجارية وإخضاعها لإجراءات المراقبة والتفتيش، وهي العملية التمرينية التي تمت بنجاح، رست إثرها الفرقاطة الفرنسية بميناء العاصمة·
ونظم قبطان الفرقاطة الفرنسية ندوة صحفية، أكد بمناسبتها الأميرال ''تون دوني''، أن المسالك البحرية المتوسطية أصبحت مهمة للغاية بالنسبة لدولة الضفة، ''حيث تعرف حركية لا تقل عن 300 سفينة يوميا، كما أن 80 بالمائة من صادرات فرنسا نحو الجزائر تتم عبر البحر''·· ولهذا يقول الأميرال مسؤول العمليات الحربية في البحرية الفرنسية، أن الجزائر من أولى أولوياته في المنطقة، إذ يفرض ـ حسبه ـ نظام الـ ''آ· ي· س'' للمراقبة الدولية ''التنسيق مع نظرائنا الجزائريين، تدعيما لمبادرة الـ ,55 كما نحرص على رغبة الرئيس نيكولا ساركوزي أن يكون العمل الثنائي في إطار نظرته للاتحاد المتوسطي كما عرضها على السلطات الجزائرية في آخر زيارة
عبد اللطيف بلقايم
تعمل على توصيل المؤسسات بالشبكات التقنية بدون كوابل
''كومبنت'' تطلق مجموعة جديدة من حلولها التقنية
آمال فيطس
أطلقت، أمس، مؤسسة ''دي لينك'' العالمية المختصة في ربط المؤسسات بالشبكات التقنية دون كوابل، من خلال موزعها بالجزائر ''كومبنت''، مجموعة من موادها الجديدة التي تتوجه للمؤسسات·
وقد استعرض، أمس، المسؤول التجاري لـ ''كومبنت''، خلال ملتقى تم تنشيطه بفندق الهيلتون، المجموعة الجديدة لمنتجاتها التي تطلقها بالجزائر، حيث عرض مجموعة من الهواتف التي تمكن من خدمة الصوت ''إي بي'' والتي تقلص تكاليف المكالمات التي تجريها المؤسسات مع ضمان حلول أمان ذات مستوى عالٍ، كما قام المسؤول التجاري للمؤسسة بعرض مجموعة من الهواتف الثابتة والنقالة التي توفر أيضا الصوت على ''إي بي'' والتي يمكنها استيعاب من 25 إلى 250 مستعمل حسب نوعية وقدرة كل جهاز·
وتعمل ''كومبنت'' على مد الشبكات التقنية بدون كوابل للمؤسسات إما بطريقة مباشرة أو من خلال تجاريين معتمدين ينشطون عبر كامل التراب الوطني، مع توفير ضمان تتراوح مدته بين سنة و3 سنوات حسب كل منتوج، يضمن خلاله تقنيو ومهندسو المؤسسة صيانة مجانية للتجهيزات، مع توفير إمكانية تسويق توسيع لمدة ضمان هذه التجهيزات لأكثر من 3 سنوات· وقد تمكنت مؤسسة ''كومبنت'' التي اقتحمت السوق الوطنية منذ 2002 من خلال توفيرها للخدمات التقنية لمختلف العلامات أولها ''كومباك''، لتنتقل سنة 2003 إلى تركيب أجهزة الكمبيوتر لعلامة ''مركيري'' وكذا توفير الخدمات التقنية المرافقة لها وكذا الخدمات التقنية لعلامة ''آسر'' سنة ,2004 لتتحول سنة 2005 نحو علامة ''آش بي'' و''أسر'' سنة 2006 ثم ''دي لينك'' خلال .2007
وقد تمكنت ''كومبنت'' من تحقيق رقم أعمال بلغ 43 مليار سنتيم خلال 2006 في وقت قدر فيها رقم أعمالها سنة 2003 ما قيمته 23 مليار سنتيم· وتجدر الإشارة إلى أن علامة ''دي لينك'' العالمية المختصة في الشبكات التقنية بدون كوابل قد استأنفت نشاطها في المجال منذ سنة 1986 بطايوان والمنتشرة عبر 90 دولة عالميا قد حققت خلال 2006 أرباحا بلغت 728 مليون دولار خلال 2003 من خلال 5 وحدات لتصنيع تجهيزاتها التي تمثل مبيعاتها 25 بالمائة من الإنتاج·
سيدي بلعباس/''الكناس'' يقرر اللجوء إلى القضاء لاسترجاع أموال الخدمات الاجتماعية
تبنّت الجمعية العامة لأساتذة التعليم العالي بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس المنعقدة أمس الأول بكلية العلوم خيار اللجوء إلى القضاء لمتابعة الأعضاء السابقين للجنة الخدمات الاجتماعية بسبب جهلهم لوجهة أزيد من 2 مليار سنتيم اختفت من خزينة اللجنة، حيث أجمع المشاركون أيضا على ضرورة تدخل الوزارة الوصية لوقف حد لتجاوزات عميد الجامعة، لتستر هذا الأخير على الخروقات القانونية المقترفة على مستوى الكليات الستة آخرها فضيحة كيفية الاستفادة من منح التكوين في الخارج·
وقد برر ''الكناس'' قرار الاستعانة بالعدالة للفصل في المشاكل العالقة منذ سنوات برفض إدارة الجامعة تشكيل لجنة داخلية للتقصي حول مصير أموال لجنة الخدمات الاجتماعية في ظل تماطل العميد في عقد جمعية لإعادة انتخاب أعضاء جدد للجنة خلفا للأعضاء السابقين الذين انتهت عهدتهم منذ قرابة السنة دون أن يقدموا تقريرهم المالي والأدبي·
زواوية· ب
القبض على 15 ''حرافا'' بسواحل وهران
تمكنت فرقة لحرس السواحل بوهران، صبيحة أمس، في حدود الساعة الثانية صباحا من إفشال ثاني محاولة للهجرة غير الشرعية في ظرف أقل من 24 ساعة لـ 15 شابا إثر قيام أعوان حرس السواحل بدورية في عرض مياه البحر في إطار مخطط محاربة ظاهرة ''الحرفة''، حيث لفت انتباههم تحرك شيء حيث اتجهوا إلى المكان، إذ عثروا على ''الحرافة'' الذين كانوا على متن قارب مطاطي بحجم 5,4 متر وبمحرك دفع سازوكي على بعد 24 ميل بحري من الساحل الوهرانو وقد تم اقتيادهم إلى ميناء وهران وتقديم لهم الإسعافات الطبية اللازمة للتحقيق معهم، إذ اعترف المغامرون بأنهم أقلعوا من شاطئ كريشتل ليلة أول أمس في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا ليجدوا أنفسهم في يد حرس السواحل· ولا تزال التحقيقات متواصلة لاكتشاف العناصر المدعمة والتي تعمل على تسهيل عملية الهجرة السرية لهؤلاء ''الحرافة'' وتشجيعهم لركوب قوارب الموت التي كثيرا ما تكون نهايتها مأساوية.
وللإشارة، فإن ''الحرافة؛ هم شباب في مقتبل العمر تتراوح أعمارهم ما بين 22 إلى 28 سنة كلهم من ولاية وهران.
ب· كوثر
بلدية فديل/العثور على جثة بدون رأس وذراع
عثرت مصالح الحماية المدنية، صبيحة أمس، بالطريق الرئيسي السريع بفديل على جثة شاب بدون رأس وأحد الأطراف موضوعة في كيس بلاستيكي أسود ومرمية بالقرب من أحد الحقول· وحسب التحقيقات الأولية لمصالح الدرك الوطني، فإن الضحية يبلغ من العمر حوالي 35 سنة·
ر· أماني
زرهوني في اجتماع لوزراء الداخلية العرب بتونس
المقترحات الجزائرية للتصدي للمد الإرهابي للجماعة السلفية
يشارك منذ يومين وزير الداخلية الجزائري، نور الدين يزيد زرهوني، في اجتماع لوزراء الداخلية العرب بالعاصمة تونس، ويأتي هذا الاجتماع في وقت زادت فيه مخاوف الدول المغاربية من المد الإرهابي الذي تشنه الجماعات السلفية المحلية المنضوية تحت راية القاعدة·
فيصل أوقاسي
وكان هذا الاجتماع قد افتتح أشغاله يوم أمس بالعاصمة التونسية تحت رعاية الرئيس، زين العابدين بن علي، الذي ألقى كلمة الافتتاح متمنيا للقادة والوزراء أن يخرجوا بمقترحات جادة وعملية· وكانت أفواج عمل قد بدأت العمل منذ يوم 25 جانفي لفتح المجال للوزراء أن يجدوا أنفسهم أمام جدول عمل محدد وواضح.
وذكرت مصادر موثوق فيها أن وزير الداخلية الجزائري، زرهوني، سيقدم مقترحات جادة للمشاركين، ويركز على الآليات الضرورية التي ينبغي أن تتبناها الدول العربية للتصدي للإرهاب والهجرة غير الشرعية والمخدرات، ولكن ملف الإرهاب هو الذي سوف يكون له النصيب الأكثر من النقاشات.
وذكرت مصادر تونسية أن اهتمام المشاركين العرب من وزراء ومراقبين ومتدخلين وخبراء أمنيين سوف ينصب على المد الإرهابي الذي يتحدى الدول المغاربية من أقصاها في تونس إلى أقصاها في موريتانيا. وكانت تونس إلى زمن قريب تعتبر نفسها بمنأى عن هذه المخاضات السلفية الذي خلصت إلى إرهاب عاتٍ ضرب المنطقة بقوة في الجزائر والمغرب على وجه الخصوص إلى أن كان شهر ديسمبر 2006 ثم شهر جانفي 2007 حيث اكتشفت السلطات الأمنية بتونس مخططات كبيرة لعمليات إرهابية كانت ستضرب سفارتي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في تونس.
وكانت هناك على مشارف تونس اشتباكات كبيرة بين جماعة سلفية متكونة من 30 فردا وبين السلطات الأمنية في منطقة ''غرونباليا'' على أبواب العاصمة تونس، وكان المسؤول الأول على رأس التنظيم السلفي المسلح قائد سابق في الدرك التونسي، وكانت هذه الحادثة بمنزلة صدمة كبيرة لتونس التي لم تعش أحداثا مماثلة منذ أحداث ففصة سنة .1981
بما أن الجزائر هي البلد الذي له الدور الأساسي في المنطقة على أساس أنه ذو تجربة عمرها قريبا من عشرين سنة، فسوف يكون زرهوني مجبرا على أن يقدم مقترحات الجزائر، وأن المد السلفي الذي نراه منذ بداية عام 2007 ما هو إلا تركيز لجميع الفصائل الجهادية المغاربية لضرب الجزائر، وأن بلدا آخر من الجوار لو كانت له مثل هذه الجماعات لكان انهار كلية، ولكن الصدى الإعلامي الكبير لعمليات الجماعة السلفية هو الذي يعطي لها هذا الدوي العالمي الكبير ويوهم الإعلام الغربي أنه يسيطر على الأوضاع في الجزائر وحقائق الميدان على خلاف هذا التوهم.
إن غياب ميكانيزمات عمل وتنسيق أمني جاد بين دول المنطقة هو الذي حال لفترة طويلة دون القيام بخطط جادة للتصدي للإرهاب، فالخلافات السياسية على المستوى الرسمي وغياب التنسيق بين الشرطة في مختلف مناطق دول المغرب كان ''مفيدا'' للجماعات الإرهابية التي استطاعت التنقل من تونس إلى ليبيا ومن الجزائر إلى مالي ومن المغرب إلى النيجر لجمع شتات التنظيمات الجهادية المختلفة، ولفها تحت إمارة واحدة، وهي إمارة الجماعة السلفية ''المفوضة'' من قبل القاعدة لتنظيم صفوف الجهاد في المغرب تحت راية واحدة.
فالملفت للانتباه أن ''القاعدة في المغرب العربي'' تشكلت على أنقاض ''الاتحاد المغاربي'' الذي لم يستطع يوما أن ينظم صفوفه ويبني مغربا سياسيا موحدا، وهذا في الواقع من فشل الحكومات وليس محل الكلام.
فالمهم هو أن تحتمي الدول المغاربية من نيران القاعدة التي بعد أفغانستان والعراق صبت اهتمامها على المغرب، فماذا سيفعل المغرب العربي؟ سيكون الجواب حاسما في التصدي أو عدم القدرة على التصدي للجماعة السلفية للدعوة والقتال.
الندوة الدولية حول الانتقال في الجزائر و روسيا
الإصلاحات فشلت بسبب عدم إشراك المجتمع
حسان وعلي
أجمع المتدخلون في الندوة الدولية التي ناقشت إشكالية الانتقال الاقتصادي في كل من الجزائر وروسيا بالمكتبة الوطنية، أمس، أجمعوا على أن المرور من التسيير الموجه إلى اقتصاد السوق استغرق فترة طويلة، الأمر الذي أثر سلبا على التحول الاقتصادي···
وقسم الخبير الاقتصادي عبد المجيد بوزيدي، في مداخلته، المرحلة الانتقالية في الجزائر إلى ثلاث مراحل أساسية، المرحلة الأولى من أحداث أكتوبر 1988 إلى غاية ,1994 مرحلة وصفها بمرحلة بداية الإصلاحات، تلتها مرحلة مخطط إعادة الهيكلة وخضوع الاقتصاد الجزائري لتوجهات صندوق النقد الدولي الذي أدى إلى إعادة جدولة الديون الخارجية، المرحلة الثالثة، من سنة 1999 إلى الوقت الحاضر، والتي تميزت بالمفاوضات للانضمام إلى المنظمة العالمية للتجارة واتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوربي· واعتبر بوزيدي أن المرور إلى اقتصاد الحر فشل إلى حد بعيد، بسبب وقف الإصلاحات الاقتصادية·· متسائلا عن الدافع وراء ذلك· من جهته، رسم رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، صورة قاتمة عن الوضع الاقتصادي، حيث قال ''نحن في وضعية غنى الدولة وفقر المجتمع تعبر عن أزمة سياسية عميقة''· بعض المتدخلين أعابوا على عبد المجيد بوزيدي، الارتكاز في مداخلته على الشق الاقتصادي والتقني المحض، حيث اعتبر الخبير الحاج ناصر، أن الاشكالية يجب أن تطرح في سياق شامل وكلي في المنظومة السياسية· من جهته، قال القيادي في الحركة الديمقراطية الاجتماعية، ياسن تيقية، أن الإصلاحات فشلت في الجزائر بسبب عدم ارتكاز أنصار الإصلاحات على قوى داخل المجتمع، وبقيت تدور في حلقة مغلقة· عبد المجيد بوزيدي، حاول تبرير إخفاق الإصلاحات وتأخر المرحلة الانتقالية، بإرجاعه إلى الصراع الدائر بين أنصار النظام القديم ومدافعي النظام الجديد، تصور اختلف معه الخبير الاقتصادي مصطفى ميقيداش عن المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، الذي قال بأن دعاة نظام التسيير الموجه أنفسهم هم الذين يروجون لاقتصاد السوق، واعتبر أن مسار الإصلاحات في الجزائر، ما هو الا تحويل الأملاك من جهة الى جهة أخرى· من جهته، الخبير الاقتصادي الروسي، نيكولاي كاربوس، استعرض التجربة الروسية في التحول الاقتصادي·· معتبرا إياها بالناجحة بالنظر إلى احتفاظ روسيا بدورها الأساسي في العلاقات الاقتصادية الدولية، من دون أن يستثني في مداخلته بروز ظواهر اجتماعية مثل الرشوة و المافيا·
ويذكر أن الندوة الدولية التي تنظمها الجمعية الجزائرية لتطوير البحث في العلوم الاجتماعية بالمكتبة الوطنية بالحامة، والتي تنشطها نخبة من الباحثين والاساتذة الجامعيين، تستمر اليوم لتناقش إشكاليات الانتقال في النخب المثقفة والمؤسسات·
محمد حربي: التاريخ أقصى الكثير من الفاعلين الحقيقيين في الثورة
اعتبر المؤرخ الجزائري محمد حربي منهجه في كتابة تاريخ الثورة الجزائرية على وجه الخصوص تصحيح لأدوار الفاعلين في الثورة الجزائرية الذين لم يتم ذكرهم وإعطائهم الأهمية من خلال الكتابات النقلية للتاريخ، وتصحيح لاعتقادات بأن الثورة الجزائرية معجزة لها نوع من الانفرادية والخصوصة في العالم استطاعت بسلاح دون الكفاح السياسي أن تحقق النصر على المستعمر الفرنسي·
كان هذا التصريح خلال رد محمد حربي على أسئلة المتدخلين بشأن منهج محمد حربي في الكتابة العلمية للتاريخ الجزائري، وعلى وجه الخصوص الثورة الجزائرية أثناء الملتقى الدولي لمحمد حربي الذي نظم أمس بفندق الروايال بوهران، حيث أكد أن التاريخ أقصى الكثير من الفاعلين الحقيقيين الذين بذلوا جهودا أكثر من غيرهم الذين ذكرهم التاريخ النقلي وبالغ في ذلك، مستدلا بمثال محمد بوضياف كعنصر فاعل جدا في صناعة الثورة الجزائرية، مؤكدا أنه وكمناضل ومجاهد في الثورة التحريرية وقف شخصيا على دور محمد بوضياف الذي كان له دور أساسي في انطلاق الثورة التحريرية· ونفى أن يكون الفاعلون عند انطلاق الثورة متيقنين من الوصول إلى النتيجة التي وصلوا إليها· وذكر في هذا السياق أن قيادة الثورة وجبهة التحرير الوطني صرحوا أنه ''إذا استمرت الثورة لمدة ستة أشهر فإنها تعدت المرحلة الأولوية''·
في توضيح أهمية منهج محمد حربي في الكتابة العلمية للتاريخ تكلم هواري تواتي رئيس مؤسسة ابن باجة حول أهمية هذا الملف، مثيرا أن مؤلفات محمد حربي خرجت عن عادة التاريخ وتوجهت نحو النزعة النقدية في كتابة التاريخ من أجل الوصول إلى قدر كبير من الحقيقة بالتخلي على نزعة التقديس· طالب المؤرخ محمد حربي على هامش الملتقى الدولي الذي نظمته مؤسسة ابن باجة والمركز الثقافي الفرنسي بوهران لدراسة مشوار محمد حربي ومنهجه في كتاب التاريخ وبالخصوص تاريخ الثورة الجزائر بمنح فرصة للباحثين المؤرخين من الاطلاع على أرشيف الثورة الجزائرية الموجودة بوزارة الدفاع· واعتبر هذا الأرشيف مادة جد مهمة لكتابة التاريخ الجزائري بكل مصداقية، كما أفاد أن أرشيف الدولة لا يمكن أن يخرج عن دواليبها، لأن ذلك يشكل خطرا لكن المطلوب هو الاطلاع على ارشيف الولايات التاريخية من أجل مساعد المؤرخين على الدراسة والعمل على المقاومة بها قبل وأثناء الثورة الجزائرية· وأضاف محمد حربي أن هذ الأرشيف يسمح بكشف علاقة الأحداث في بناء الأسس الوطنية· كما أشار أنه من حق الجزائر استرجاع أرشيفها من الدولة المستعمرة، وهذا أمر لم تحترمه فرنسا· محمد حربي اعتبر أن دول العالم الثالث لا يطرح فيها مشكل المواطنة وإنما المطروح بهذه الدول هو مشكل الوطنية والسيادة بالنسبة للعالم وليس بالنسبة للشعب فقط·
طاطة· ح


ملف
روبورتاج
تحليل
الأثر
جمهورية سليم
عربنشي - كود
بحليطو
نظرة
أخبار و تقارير

تحقيق

محلي

رياضة

تقافة

دنيا طلبة

اسواق

حوار

جمعيات

أقلام

عاصمة نيوز

زووم

كرونيك

أوتو نبوز

كتاب

الأرشيف أخبار و تقارير رياضة تقافة روبورتاج ملف جمعيات أوتو نبوز أقلام حوار الأحد تحقيق اسواق كرونيك تحليل كتاب زووم محلي دنياطلبة عالم نظرة بحليطو عربنشي - كود الأثر حوار عاصمة نيوز بلعباس نيوز

PH/ DjazairNews
صوفيا بوتلة لـ ''الجزائر نيوز'':
لا أعرف سر اختيار مادونا لي، وليس لي مشاريع مع والدي
ولدت عام 1982 في باب الوادي بالعاصمة، بعد خمس سنوات وقبل دخولها المدرسة أخذها والدها ''صافي بوتلة'' إلى رياض الفتح لتبدأ دروس الرقص، ومن ثم ولد حبها الكبير، انتقلت وهي في سن العاشرة إلى باريس، فتعلمت فن ''الهيب هوب'' وشاركت نجوما عالميين، فأصبح لها صيت واسع في عالم الفن· إنها صوفيا الراقصة الشهيرة التي التقيناها بالعاصمة، فكان لنا معها هذا الحوار··
سلوى حفظ الله
بعد أن قدمت الكثير من الفن في وقت قصير· ما الذي تحضرين له؟
لحد الساعة لا يوجد مشروع معين، أواصل الدراسة والتكوين في الرقص والتمثيل·
أنت اليوم تعيشين في لوس أنجلس المدينة الأمريكية الثائرة والمنتعشة دائما، لكنك كنت ومن سن مبكر في باريس، فكيف تقيِّمين تلك الفترة؟
صحيح، انتقلت من ''باب الواد'' بالعاصمة الجزائر وعمري10 سنوات إلى باريس برفقة والدي، مارست رياضة ''الجمباز'' والرقص الكلاسيكي إلى غاية الخامسة عشر ثم اتجهت إلى نوع ''الهيب هوب''، وفي هذا النوع من الرقص انخرطت في عدة فرق أهمها فرقة ''متشرد'' ''فافبون'' والتي تواصلت معها منذ سن 18 سنة إلى غاية الثالث وعشرين من عمري، وهي الفرقة التي لها الفضل الكبير في تعلمي لهذا الفن العريق والمتجدد على الدوام· ووجودي بباريس، على العموم، منحني فرصة التكوين وتأسيس علاقات قربتني من الوسط الفني، كما أنني تشرفت بالمشاركة في أعمال سنيمائية، وأول تجربة لي كانت ''فيلم التحدي'' وفيلم آخر تلفزيوني بعنوان ''رخصة حب'' مع ممثلين فرنسيين معروفين·
قبل انخراطك في عالم ''الفيديو كليب'' كنت قد اشتغلت في الإشهار؟
نعم هي تجربة أعتز بها، ولكنني اليوم توقفت عن هذا العمل التجاري، وأكتفي بالرقص والتكوين فيه، إضافة إلي التمثيل·
من خلال تعاملك مع نجوم الأغنية والسينما في العالم العربي، ما هو سر نجاح هؤلاء برأيك؟ وما الذي يمثلونه بالنسبة إليك؟
أولا، أريد أن أقول لك أنني جد محظوظة في العمل مع نجوم وشخصيات مهمة في عالمي الأغنية والرقص وأيضا في السينما والتلفزيون، وعن المغنين خاصة فهم أناس أذكياء جدا، واختياري إلى جانب آخرين معهم هو قدرتهم على انتقاء الأجود لتقديم الأفضل، وهؤلاء أشخاص حاربوا للوصول إلى ما هم عليه، ولا يتوقفون عن الدفاع عن إنتاجاتهم، فهم في سباق دائم مع الوقت، يعملون دون توقف، ولا يتركون أمر اليوم إلى الغد، يملكون أفكارا متجددة، ورغبتهم الأبدية هي الإبداع دون تردد· وكأشخاص هم أناس طيبون ومتواضعون، يحبون الناس، وهدفهم إيصال فنهم إلى العالم·
''مادونا'' رافقتك إلى العالمية، صنعت منك نجمة جزائرية وسط فنانين من العالم الغربي·· ما سر اختيارها لك؟
أنا وصلت إلى ما أنا عليه بفضل عملي وتكويني المتواصل، فأنا إلى غاية اليوم أتكون في الرقص·· الحب والإرادة والمعرفة وهي أمور تدفع بالإنسان دائما إلى الأمام، وعن سر اختيار الفنانة العالمية ''مادونا'' لي، فلا أعرفه حقا، ولا أخفي عليك أنني لم أسألها حتى- تضحك - وعلى العموم لم أكن وحدي فهناك راقصون آخرون كانوا معي·
من خلال علاقتك بـ ''مادونا''، من يتقن فن الرقص أحسن هي أم أنت؟
(تضحك طويلا برغم خجلها الكبير)·· أنا بالطبع، لو كانت تجيد الرقص أفضل مني لما دعتني أنا وآخرين واكتفت بنفسها أمام الكاميرا غناء و رقصا·
هل هناك تفكير في إعادة تجربة فنية مع الوالد؟
أكتفي به كوالد رائع لي، وليس هناك من عمل مشترك·
وماذا عن الفن في الجزائر، ألا تطمحين بمشاركة أبناء مسقط رأسك في عمل فني؟
أفضل أن أعود إلى الجزائر بعمل فني كبير، ولا يكون ذلك إلا بالتكوين المستمر في الرقص لأتمكن من تقديم عمل جيد·
صافي بوتلة ملحن وفنان كبير، كيف هي علاقتك به كفنان؟
والدي قدم لي مشعل الفن، لكنه أبدا لم يساعدني في تكويني ومشواري الفني، بل علمني أن أعتمد على نفسي وقدراتي الإبداعية ثقة منه في فني، وكشخص فهو ككل الآباء، يتعامل معي بكل ما تحمله معاني الأبوة·
لك حب كبير للرقص، فما سر هذا الولع؟
مهما حققت من نجاح على صعيد الساحة الفنية، فلن أتوقف أبدا عن التكوين وعن تعلم فن الرقص، لأنه فن يحتاج يوميا للتفنن واكتساب معارف وخبرات، ولا يوجد في هذا الميدان من يستطيع الوصول إلى هدفه دون استمرارية في التعلم·
لكن لماذا اخترت هذا الفن بالذات؟
الرقص بالنسبة لي هو أحسن طريقة أعبر بها عن نفسي·· عن مشاعري ودواخلي، والرقص كغيره من الفنون الأخرى لا عيب فيه، بل هو فن محترم وله رسالة فنية ذات بعد·
بعيدا عن الرقص والتمثيل· ما هي هوايتك؟
في الحقيقة الرقص أخذ جل اهتماماتي ولم أقم بشيء مهم آخر غيره طيلة حياتي، وباستثناء ذلك فأنا أحب الفن التشكيلي، وأرسم أحيانا برغم أنني لم أدرس قواعده، الكتابة أيضا مجال آخر أتحرر به من ما يكتنزه فؤادي من مشاعر واهتمامات، ويبقى الرقص والتمثيل عشقي الأول و''الهيب هوب'' خاصة لأنني أحبه كثيرا، ولا أفكر أن أقدم شيئا آخر، وأنا فخورة بذلك·
إذا كان حبك كبير للرقص ولخبرتك المهمة فيه، ألم تفكري في التوجه إلى تدريسه؟
لا أستطيع أن أكون معلمة أو موجهة، لن يكون ذلك أبدا ولو أصبحت مسنة -تضحك - وعندما أكبر بكثير في العمر سأواصل تعلم الرقص، بإمكاني أن أوجه نصيحة أو أقدم مساعدة لمن يريد خطوة ما أو حركة ما، لكن أدرس هذا الفن فهذا ليس في تفكيري أبدا، وكل أمنيتي أن أتقن هذا الفن بكل حذافيره، لأنه حبي الكبير·
أنت مقلة في زياراتك للجزائر، فما هو السبب؟
زيارتي هذه الثانية بعد أن جئت في الصيف الفارط، وحقيقة لا آتي باستمرار لأن الوقت لا يكفيني، وكلما أتيحت لي الفرصة فلن أتردد أبدا·
عشية الافتتاح الرسمي للأيام الوطنية العاشرة للمسرح بورقلة
مـــــن أجـــل تأسيس مســـــرح بالجنـــــوب الجزائـــــري
من ولاية ورقلة: ب·الياس
رفع الستار عشية أمس الأول عن فعاليات الأيام الوطنية العاشرة بدار الثقافة ''مفدى زكريا'' لولاية ورفلة تحت شعار (المسرح تعبير عن الذات وعن الآخر)، وذلك بحضور السلطات المحلية الوصية على الثقافة والفنون يتقدمهم مدير الثقافة مودع أحمد الذي أعطى الإشارة الرسمية لافتتاح الأيام العاشرة للمسرح والتي ستدور فعالياتها ما بين الـ 29 جانفي إلى غاية الـ 02 فيفري المقبل·
هذا وقد تطرق مدير الثقافة في الكلمة الترحيبية بالضيوف من الفنانين، والأساتذة، والمختصين في مجال الفن الدرامي وبالولايات المشاركة ضمن فعاليات التظاهرة والذي تجاوز عددهم الـ 16فرقة تتنافس على إحدى الجوائز الثلاثة الأولى، ونوه ذات المتحدث بالثمار التي جنتها المناسبة طيلة السنين في العطاء والاستمرارية وأهمها توافد الجمهور الذي أضحى يترقب العروض المسرحية بكل اشتياق، وبالنسبة للأيام فهي بمثابة البريق الأخاذ للثقافة والفن الذي تتميز بهما طبيعة المنطقة.
ووقف مدير دار الثقافة عبد الجبار بلحسن عند المطالب التي وردت ضمن توصيات الأيام التاسعة أي الدورة السابقة والمتمثلة في تأسيس مسرح جهوي بالجهة، إضافة إلى تأسيس الأيام رسميا من طرف الوزارة الوصية وهذا من أجل ترسيخ تقاليد مسرحية، ومنطقة ورقلة جديرة بها نظرا لما تقدمه من نشاطات مكثفة في مجال الفن الرابع حسبه، وبالمقابل عرفت التظاهرة إقبالا كبيرا لمختلف الفرق من كافة أنحاء الوطن وهذا على غرار (الجزائر العاصمة، الجلفة، الأغواط، بسكرة، أدرار، الوادي، سيدي بلعباس، معسكر، غليزان، البيض، خنشلة، قسنطينة، سطيف، وورفلة) تحت شعار المسرح تعبير عن الذات وعن الآخر ومنه وضعت اللجنة المشرفة على المهرجان وفي مقدمتها جمعية برج ملالة برنامجا متنوعا تتخلله ورشات تكوينية، مناقشة العروض ومحاضرات، إلى جانب تنظيم رحلات إلى أهم المعالم الأثرية التي تتميز بها المنطقة·
3 أسئلة إلى: عبد الجبار بلحسن ( مدير دار الثقافة ورئيس جمعية برج ملالة بورفلة)
إلى ماذا تسعون من خلال تنظيم هذه التظاهرة سنويا؟
كل عشر سنوات أعتبرها تاريخ، البداية كانت بابتسامة في سنة 1996 ومن سنة لأخرى كنا نعتبرها مجازفة، لكن بمرور الزمن أحسسنا بأننا نضع القواعد ونؤسس الأصول للمسرح بالجهة وهذا من خلال الجمعيات المهتمة بالمسرح وأيضا توافد الجمهور بقاعة دار الثقافة كلما برمج عرض مسرحي من جهة، ومن جهة ثانية لا يخفى عليكم أن الجهة لا تملك مسارح جهوية على غرار مناطق الوسط، الشرق والغرب وبالتالي كان هذا من بين مطالبنا سعيا وراء خلق فنانين مسرحيين، وجمعيات مهتمة، وجمهور متذوق لذة هذا الفن العريق، إلى جانب خلق فضاءات أخرى تتلاءم وشروط العرض·
من خلالكم نرى بأن الأيام تعرف توسعا كبيرا في استقطاب عدد مهم من الفرق المشاركة· كيف تفسرون هذا؟
في الطبعة التاسعة لاحظنا بأن المسرح بورفلة أخذ منحنى قويا بحكم مشاركة عشر فرق مسرحية، ومطالب كل الفرق المشاركة كانت منطقية تهدف إلى تأسيس مسرح بالجهة، ومن خلال مشاركتنا بمهرجان مسرح الهواة بمستغانم في طبعته الـ40 صائفة 2007 لاحظنا مستوى فرقتنا على الركح وفي مناقشة العروض، وفي حركاتهم تمكنا في هذه الطبعة العاشرة أن نوسع العملية، حيث توصلنا إلى مشاركة 14 ولاية مشاركة من خيرة أهم صناع الحدث المسرحي على المستوى الوطني بما فيها ولاية ورقلة أقصد مسرح الهواة لا المحترف، ومن بين الـ 14ولاية التي معظمها من الجنوب سنسعى خلال هذه الطبعة وكلنا تفاؤل على تبني تأسيس المهرجان الوطني لمسرح الشباب، ولو أن المطلب يبدو حلما، إلا أننا سنأخذ على عاتقنا المسؤولية لنكون في صورة هذا المكسب العظيم في الجهة، طبعا تحت الرعاية السامية للجهات الوصية على القطاع·
كيف تتصورون مستقبل هذه التظاهرة؟
أرى أن التظاهرة ستأخذ أبعادا ثقافية وفنية واسعة لأن المشاركين في الأيام قد يستفيدون من اكتشاف معالم المنطقة بصفة خاصة مناخها وهندستها المعمارية وطبيعتها السياحية وحفاوة سكانها، وبالتالي سيزيد من توافد وإقبال المشاركين إليها في الأعداد القادمة·
ب· إ
في عشية الافتتاح الرسمي للأيام الوطنية العاشرة للمسرح بورفلة
''تين هينان'' في عرض استعراضي
افتتحت الأيام الوطنية العاشرة للمسرح لولاية ورفلة بأول عرض استعراضي خارج المنافسة من تقديم التعاونية الفنية الثقافية الهيئة والموسوم بـ ''تين هينان''، حيث استمتع الجمهور بطبيعة هذا العرض الاستعراضي مسافرين إلى أعماق الحضارة من خلال لوحات رسمها فنانون متألقون أمثال أدامي مسعودة، وحاسيد أميرة، وبوصوف مختار، اسياخم ميمه، وروماني عبد الكريم، وحموش بدرالدين وغيرهم من أبطال القصة الراقصة والتي أشرف على كتابتها وألّف موسيقاها السيد ''سوهالي سليم'' ومن إخراج أدامي مسعودة·
من ورفلة: ب· الياس
العرض حمل في طياته مجموعة من الرموز المعبرة عن تأريخ الشخصية الفذة تين هينان، حيث تخللتها موسيقى التيندي والتوارق وطبوع أخرى مرافقة طيلة العرض الذي كان قد جمع بين تين هينان الأسطورة المستنبطة من الحقيقة تروي قصة تلك الأميرة الشهيرة التي نسجت حولها حكايات وأساطير ''التوارق'' وقد اختلف حولها المؤرخون والباحثون، حيث ورد اسمها في الكثير من الدراسات الخاصة بفلكلور وتاريخ التوارق انطلاقا من بداية العرض الذي تميز ببعث ونشور شخصية تين هينان من ضريحها الجنائزي الموجود بمنطقة الأبالسة الهقار لتحكي بنفسها قصتها مع الزمن من سفرها من تافيلات بالمغرب وصولا إلى تمنراست في محور التشبث بروح البطولة والشهامة، لتترك المشعل في النهاية إلى أحفاد هذا الوطن· العرض ركز على الصورة أكثر منها على الكلمة، كما خطفت أنظار المشاهدين تلك الألوان والبهرجة والحركات التي صنعها كل من بوصوف مختار و روماني عبد الكريم ندير ليعيش لوحاتها الجمهور الورقلي المتذوق للفعل المسرحي بالمنطقة، وقد أخذت بناصيته حكاية شخصية هذه المرأة التي أثارت الكثير من التساؤلات هل هي حقيقة أم أسطورة·
3 أسئلة إلى: السيدة ''آدمي مسعودة'' مصممة العرض الاستعراضي تين هينان
تطرقتم في عرضكم الاستعراضي إلى شخصية تين هينان الحقيقة والأسطورة· فكيف ترونها بمنظار عملكم الفني؟
العرض استعرضي يحمل شخصية تين هينان القصة التاريخية المؤرخة أو بالأخرى التطرق إلى أسطورة تين هينان لأنه بالنسبة إلينا إشكالية·· هل هي حقيقة أم أسطورة، هل هي من عمق تاريخ حضارتنا أم خيال صنعته مخيلات عقول بشرية.. هي كلها تساؤلات راودتنا طيلة مدة إنتاج العرض فرحنا نبحث بجدية متى وأين هي تين هينان، من كل هذا وما نسبت إليها من أقاويل، وبعد كل هذا لم تورد أصول تابتة عن هذه المرأة، فرحنا نكثف من بحثنا لنزيح الغبار عن هذه الشخصية، وأيضا العرض تين هينان هو تمجيد لكل النساء اللواتي صنعن مجد التاريخ·
اختيار الموضوع يلعب دورا مهما في نجاح العرض، فلماذا شخصية تين هينان بالذات؟
لم يكن عبر الصدفة، وإنما في الواقع أننا لما نتكلم على لالة فاطمة نسومر فلها تاريخ موجود ومؤرخ، نفس الشيء عندما نتحدث عن المجاهدة جميلة بوحيرد، وهذا ينطبق على كل اللائي صنعن مجد التاريخ لكن لما نتساءل عن تين هينان وعن ضريحها أهو موجود حقيقة في متحف الباردو·أم تلك مجرد جثة فحسب·· الأمر فيه شكوك وإجابة على كل هذه الأسئلة أردنا الانطلاقة من بوادر القصة، ومهما قالوا عنها بأنها أسطورة فهي تنبعث من الحقيقة·

قدمتم في عملكم الفني شخصية تين هينان في صورة مبهرجة، كيف تفسرون هذا؟
نحن أخذنا قصة تين هينان التي جاءت من تافيلات من المغرب واستقرت بتمنراست، وأردنا الوقوف عند سفرها إلى هذه المنطقة من خلال عرضنا الاستعراضي في الطابع الفرجاوي المشوق، حتى يستمتع الجمهور بأهم الرقصات المعبرة عن الحكاية الدالة على وجود تين هينان وكذلك لنقول لها بأننا بناتك، وأمهات أحفادك، نحمل مشعل الانتصارات بعيدا عن الحزن و التراجيديا·
ب· إ
في أول عرض في المنافسة من تقديم جمعية الإشراق لنشاطات الشباب لولاية الجلفة
''رحلة إلى المجهول'' معالجة مباشرة لظاهرة الحرافة
رفع الستار عن أول عرض في المنافسة ضمن فعاليات الأيام الوطنية العاشرة للمسرح بولاية ورقلة، العرض الذي انصب في معالجة ظاهرة الحراقة التي انتشرت بين جل الشباب الجزائري هروبا من الواقع المتأزم، هذا المضمون الذي حمل مجموعة من القيم الأخلاقية والإنسانية في معالجة فكرية حملها النص ''رحلة إلى المجهول'' للكاتب والمخرج ''قطشة مداني'' وتمثيل مجموعة من الشباب وهذا على غرار ( دكاني أحمد، كرمة محمد، دكاني عزيز، وبحري صلاح)·
هذا وقد تناولت القصة في مقدمة مضمونها الظاهرة الخطيرة والمتمثلة في الحرقة أو الهجرة غير الشرعية إلى العالم الأوروبي، حيث أضحى العديد من الشباب يسعون إليها من أجل حل مشاكلهم، إلا أن في العمل الدرامي لجمعية الإشراق لولاية الجلفة رؤى أخرى منطقية تعالج خبث الظاهرة التي تودي بحياة العديد من الذين غطسوا في أعماقها المقرفة وخلال المضمون، يبحث الكاتب عن مسبباتها لاستدراك ما يمكن تدراكه في الآجال العاجلة، والأمر يتعلق بتحمل كل الفئات المثقفة لمسؤولياتها في تطويق الظاهرة للحد من توسعها إلى ما لايحمد عقباه، العرض رفع مضمونا أصبح حديث الساعة، إلا أن ما ميز هذا العرض هو بساطة الطرح والشكل في ديكور متواضع مما يأخذنا إلى ما جاء به ''غروطوفسكي'' سنوات السبعينيات أو بما سماه بالمسرح الفقير آنذاك، وتبقى التجربة الجلفاوية محطة تحتاج إلى الانتقاء والصقل في مجال الفن الدرامي·
من ورقلة: ب· الياس
ثلاثة أسئلة إلى: السيد قطشة مدني (كاتب ومخرج ''رحلة إلى المجهول'')
العرض رحلة إلى المجهول مضمون يعالج ظاهرة مهمة· ما تعليقكم؟
المسرحية تعالج قضية أصبحت حديث الساعة، حيث تتطرق إلى مسبباتها وأخذنا نماذج من بعض الشخصيات الشاذة، أولها شاب مراهق يعيش في متاهات عاطفية والثاني مختلس أموال عمومية والثالث رمى بوالديه إلى دار الأشخاص المسنين، وآخرها صاحب القارب الذي أراد أن يجمع المال بأي طريقة. وكل هذه الأصناف تلتقي في قارب سعيا إلى الهجرة غير الشرعية·
هل ترون بأن طريقة عملكم هذه ستلقى صدى عند فئة الشباب؟
تهدف المسرحية إلى معالجة قضية الهجرة غير الشرعية أو بما تعرف بالحرقة، ومن خلال هذا العمل أردنا أن نقدم نصائح إلى كل الشباب بأنه رغم المشاكل والصعوبات التي يواجهونها فهي لا ترغمهم بالضرورة إلى هجر الجزائر وطننا الحبيب، كما أنهم بالضفة الأخرى لا يجدون حلولا مجدية لتخطي هذه الأزمات وهذا بدليل أن جسم الإنسان يرمي بكل جسم آخر غريب عنه إلى الخارج، ونفس الشيء إلى الذين يهجرون الجزائر بصفة غير شرعية متوجهين إلى البلدان الأخرى التي حتما تهوي بهم إلى قاع الهاوية·
في آخر المطاف غرقت السفينة وأودت بحياة الحرافة، فماذا عن الشخصية الثالثة؟
بحكم أن القارب لا يرقي إلى أدنى شروط الهجرة فإنه يودي بحياة كل الحراقة ماعدا واحدا ينجو من الغرق، لكنه سرعان ما يحاكم في بلد غير بلده ويتهم بأفعال مخلة بالنظام العام، وفي نهاية المطاف يجد نفسه تائها فاقدا لعقله، وهنا يقع الخطاب المباشر بينه وبين الجمهور في إلقاء الرسائل المباشرة لعلها تجد آذانا صاغية·
ب· إ
فيما قدرت القيمة المالية الإجمالية بـ 2 ونصف مليون دينار
الطبعة الثانية للميكروفون الذهبي مغاربية فاز فيها 15 برنامجا وطنيا و3 برامج مغاربية
صرح عز الدين ميهوبي مدير الإذاعة الوطنية أن القيمة الإجمالية لجائزة ''الميكرفون الذهبي'' في طبعتها الثانية لهذه السنة بلغت مليونين ونصف المليون دينار جزائري، أي أن قيمة الجائزة الواحدة قدرت بـ 100 ألف دينار، وأكد أن عدد الجوائز الوطنية بلغت 15 جائزة بالإضافة إلى 3 جوائز مغاربية، كون هذه الطبعة تحمل طابعا مغاربيا·
سلوى حفظ اللّه·
أوضح ميهوبي في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بخصوص جائزة ''الميكرفون الذهبي'' أن عدد البرامج المشاركة بلغت 300 برنامج وطني في كل الأصناف من 40 إذاعة وطنية وجهوية وموضوعاتية، ويشارك أيضا في الجائزة، التي أصبحت في عامها الثاني جائزة مغاربية، 5 إذاعات مغاربية وهي موريتانيا والمغرب وتونس وليبيا بالإضافة إلى الجزائر، وقدر في الأخير لها 3 جوائز·
ومن بين الجوائز الخمس عشرة الوطنية أضاف مدير الإذاعة الوطنية أن هناك جائزة خاصة حول موضوع ''البيئة''، وجائزة لجنة التحكيم التي اختارت تكريم كل من الإذاعيين الراحلين حميد كشاد وعبد الوهاب سحاب، ومن جهة ثانية فإن لجنة التحكيم التي برأسها يوسف عفون ''المختص في الإتصال'' ونعمة عباس مديرة جريدة ''أوريزون'' وحدة حزام مديرة جريدة ''الفجر'' وفضيل بومالة وحيدر حيدورة مراسل ''LBC'' بالجزائر والأستاذ الجامعي اسماعيل أولبصير والربيع حميمي. من جانبه قال السيد عفون: ''هذه التجربة غنية جدا، ويصعب فيها اختيار الفائز لأن معظم البرامج ذات نوعية جيدة، مضيفا ''إن اختيار 15 برنامجا فائزا من بين 300 مهمة أخذت من اللجنة 3 أسابيع من الجهد والوقت والتركيز الكبير''·
وصرح عفون أن البرامج الفائزة ستوزع على الإذاعات الوطنية والجهوية والمغاربية للاستماع إليها وبثها على المستمعين·
وعن حفل الإفتتاح الذي سيشارك فيه مدارء الإذاعات الوطنية أو ممثلين عنهم بالإضافة إلى شخصيات رسمية اليوم بفندق ''الهيلتون'' بالعاصمة، فإنه سيحييه كل من الفنان ''كاتشو'' وتعاونية الهيئة بقيادة مسعودة أيدامي التي ستقدم لوحة فنية في الرقص التعبيري عن موضوعها ''تينهنان'' وينشط الحفل كمال بوعكاز الذي بدوره سيقدم مقتطفات فكاهية، بالإضافة إلى ثنائي من ألحان وشباب، وحول سؤال طرحته ''الجزائر نيوز'' على هامش الندوة للسيد عز الدين ميهوبي عن غياب المشاركين في الجائزة من معدين ومنشطين ومخرجين و مهندسي صوت وتقنيين في حفل تسليم الجوائز، وعدم تسلمهم لدعوات من قبل الجهة المنظمة أجاب ميهوبي بأن هذا الحفل أقيم شرفا لهم، ولكن لا يمكن دعوة أكثر من 300 مشارك، بسبب ضيق الفضاء وأن مدراء وممثلين الإذاعات هم من سيتسلم الجوائز بدلا عنهم، مضيفا أنه في الطبعات المقبلة سيجدون صيغة آخرى لدعوة المشاركين في فضاء أوسع وإعلان النتائج قبل أكثر من 72 ساعة من الحفل''·
في صالون تلمسان للإعلام الآلي والمكتبية
''ميكرو مودارن'' تعرض لوحات كتابة إلكترونية وتلقى إقبالا خاصا
يقام بتلمســان الصالون الأول للإعلام الآلي والمكتبية الأول من نوعه بالولاية والذي انطلق رسميا في 26 من جانفي الجاري ويستمر إلى غاية الثامن فيفري القادم بمشاركة هامة لممثلي عدة شركات عالميـة مختصة، وأهم ما ميز المعرض العرض الذي تقدمت به ''ميكرو مودارن'' الممثل الوحيد لشركة ''جيــنيوس'' العالمية المختصة في إنجاز وابتكار مختلف المعـــــــــــــدات والتجهيزات الخاصة بالإعلام الآلي والمكتبية من خلال عرضها للوحات كتابة إلكترونية والتي تدخل إلى تلمسان لأول مرة، الأمر الذي أثار رغبة معظم زوار المعرض لاكتشاف أهمية وإيجابية مثل هذه اللوازم، واللذين تفاجأوا بشكل كبير لتميز وأهمية هذه اللوحات في الحفاظ وتخزين المعلومات المسجلة بالورق العادي لتخزن في جهاز الكمبيوتر، وتتم الطريقة بكتابة مواضيع وأفكار ومعلومات وغيرها من المعطيات التي يريد المهتم كتابتها في ورقة عادية لتسجل تلقائيا في ذاكرة اللوحة ويتم ربطها بعد ذلك عن طريق جهاز الكمبيوتر، وتعتبر شركة جينيوس الوحيدة في العالم التي تنتج مثل هذه الأنواع من اللوازم وتسوق بالجزائر بواسطة ''ميكرو مودارن'' الذي يعتبر الممول الوحيد للسوق الجزائرية بهذه المنتوجات والتي يمكن للطلبة والأطباء والمهندسين والمحاضرين وحتى تلاميذ المدارس استعمالها نظرا لبساطة تقنياتها من جهة وأسعارها التنافسية من جهة أخرى·
عبد القادر شقرون
حميد عبد القادر يفتتح ندوة '' الرواية الجديدة''
حمّل الروائي حميد عبد القادر منشورات مارينور مسؤولية الأخطاء اللغوية و النحوية الواردة في روايته الأولى ''الانزلاق'' الصادرة عام ,1998 حيث لم يخف المتحدث تأسفه على واقع النشر في الجزائر، داعيا الناشرين إلى تحمل مسؤولياتهم والاقتداء بالتجربة الفرنسية وعدم الوقوع في فخ الاستسهال و التهاون بتسليم المخطوط، مباشرة من الكاتب إلى المطبعة، دون مراجعته وتصحيحه·
س·خ
تحدث حميد عبد القادر، أول أمس، خلال ندوة حول أعماله الروائية بمقر الجمعية الثقافية الجاحظية بإسهاب عن تجربته الروائية، رافضا كل التصنيفات ضمن سياق كتابة الرواية التاريخية، حيث أكد بأن توظيف الوقائع التاريخية في روايته مستمد من الذاكرة و ما بلغ سمعه من شهادات بعض من عاصرهم· أسلوب يبتعد كلية عن البحث التاريخي الدقيق و المعمق· سبق تدخل حميد عبد القادر أول أمس مداخلتين تحليليتين لكل من الشاعر علي ملاحي و الكاتب محمد مفلاح· كشف الأول عن عديد الملاحظات، ملحا على أهمية تدارك الأخطاء اللغوية والنحوية الواردة في روايتي ''الانزلاق'' التي ذكر بأنها تعبر عن الجيل الذي لم يجد طمأنينته و''مرايا الخوف'' الصادرة مؤخرا عن منشورات الشهاب، التي قال بشأنها أنها رواية تركز على الجانب الموضوعي أكثر من الجانب التقني· كما دعا الشاعر علي ملاحي إلى أهمية تخلص الروائي والكثيرين من أبناء جيله من الطابع المحلي في كتاباتهم والخوض في الكتابة ''المثالية'' أين يغيب البعدان الزماني والمكاني· أما الكاتب و البرلماني محمد مفلاح فاكتفى بتقديم قراءة حول ''مرايا الخوف'' التي نعتها بالرواية الجادة التي تطرح قضايا سياسية أكثر عمقا مقارنة بجيل السبعينيات الذي سبق للروائي حميد عبد القادر وصفه ''سلطوي وأحادي التوجه''· كما استغل حميد عبد القادر، في هذه الندوة، الفرصة للتعريج على آخر إصداراته، كتاب ''دروب التاريخ'' الذي يتعرض لسيرة المناضل الأمين دباغين·
ندوة حول رواية ''تضاريس الخطر'' بالمركز الثقافي الفرنسي بالجزائر
حميد سكيف: ''أنا لا أحمل أية قضية سياسية''
نفى الروائي الجزائري حميد سكيف أي انتماء سياسي، حيث أكد بأن كل كتاباته نابعة من مخيال أدبي صرف ولا تنضوي تحت لواء الدفاع عن أية قضية سياسية· جاء هذا خلال ندوة، نظمت أول أمس، بالمركز الثقافي الفرنسي بالعاصمة، حول آخر أعماله الروائية ''تضاريس الخطر'' الصادرة عام 2005 عن منشورات ''نايف'' الباريسية، قبل أن يعاد نشرها بالجزائر، عام 2007 عن منشورات أبيك· الرواية الحاصلة على جائزة أحسن رواية فرانكفونية في نفس سنة صدورها· تحت إشراف كل من الناقد رشيد مختاري، الصحفي ياسين تملالي والكاتب محمد بوزيان العربي، تحدث الروائي حميد سكيف عن بعض مراحل إعداده للرواية و عن الموضوع الذي يتطرق لظاهرة ''الحرفة''، حيِث أكد بأنه تطرق لهذا الموضوع انطلاقا من مخياله وليس من خلال متابعاته لتطور الأحداث السياسية· حيث عبر عن رفضه لمصطلح ''الحراف'' الذي لا يراه مناسبا، مؤكدا بأنه يعبر عن شخصية ''مجرمة'' و''فوق القانون''، مع أن بعض الذين يتخذون هذه الوجهة ينتمون إلى فئة المثقفين وحتى من بينهم من بلغ درجة عالية من الدراسات الأكاديمية، مؤكدا بأن أفضل تعبير هو '' مهاجر غير شرعي''· كما نفى حميد سكيف أيضا كل تطرق للموضوع على خلفية مسايرة موضة هذه الظاهرة التي اجتاحت كثيرا من الأعمال الأدبية والفنية· من جهة أخرى، دعا حميد سكيف أيضا إلى أهمية استيعاب الجزائر للبعد الإفريقي في ثقافتها· ليس البعد الفلكلوري فقط إنما البعد الحضاري، والتفاعل مع بلدان الساحل الإفريقي إيجابيا· خلافا لكثير من الروايات التي تطرقت لظاهرة الحرفة من خلال رسم بورتريه مهاجر غير شرعي، تدور أحداث ''تضاريس الخطر'' في غرفة ضيقة بمدينة أوربية، أين الراوي - المهاجر غير الشرعي - لا يحكي عن مراحل وصوله إلى تلك النقطة، إنما عن يومياته كمهاجر، علاقته بميشال الذي كان يحضر له، من حين لآخر، ما يأكله وتحادثهما حول مواصلة الشرطة طرد المهاجرين غير الشرعيين· كما يذكر كيف أن البطل غادر وطنه، حيث لم تكن مغادرته لأسباب اقتصادية فقط، بل لأسباب سياسية أيضا· تحدث حميد سكيف، في نهاية هذه الندوة، التي شهدت حضورا كبيرا، عن مشاريعه المستقبلية في الكتابة، خصوصا مشروع الكتاب البيوغرافي حول الفنان التشكيلي عبد القادر غرماز الذي رحل، منذ سنوات في ظروف اجتماعية جد قاسية بباريس·
س·خ
المخرج ''ياسين بوجملين'' في ندوة صحفية بقاعة الموفار
فيلم ''اللعبة'' أول تجربة لي في ميدان الإخراج السينمائي
أكد المخرج السينمائي ''ياسين بوجملين'' أن فيلمه الجديد الذي يحمل عنوان ''اللعبة'' هو إنتاج سينمائي كوميدي من نوع المغامرات، جمع نخبة من الممثلين المحترفين أمثال ''يوسف مزياني'' و''عزيز دفة''·
وأضاف ''بوجملين'' في ندوة صحفية نشطها صبيحة أمس بقاعة الموفار أنه اعتمد في إخراجه لهذا الفيلم على قدراته الفنية وإمكاناته المادية في إنجازه· أما بخصوص فكرة إنجاز فيلم ''اللعبة'' فقال أن بداية تجسيدها كان في إطار ثقافي جمعه بذات الممثلين يخص إعادة فتح سينماتيك بولاية تيارت· وأضاف في ذات السياق أنه اعتمد على اللغة الفرنسية بنسبة 50 بالمائة لتجسيد فكرته والمتعلقة بشخصية الفيلم والمتمثلة في الإفريقي·
هذا وقد عرض بالمناسبة فيلم ''اللعبة'' لمخرجه ''ياسين بوجملين'' وأداء كل من ''يوسف مزياني'' و''عزيز دقة'' و''ياسين بوجملين'' و''ليندة ياسمين'' وغيرهم·
ويروي الفيلم قصة مغامرة ثلاثة ممثلين يتحايلون لكسب المال، هذا من خلال سرقة أحدهم والمتعلق بـ''الإفريقي'' في أحد الفنادق بالجزائر، فتدور بينهم أحداث طريفة وبطريقة هزلية ترفه وتسلي المشاهد·
مهدي إيزكيون




ملف
روبورتاج
تحليل
الأثر
جمهورية سليم
عربنشي - كود
بحليطو
نظرة
أخبار و تقارير

تحقيق

محلي

رياضة

تقافة

دنيا طلبة

اسواق

حوار

جمعيات

أقلام

زووم

كرونيك

أوتو نبوز

كتاب

الأرشيف أخبار و تقارير رياضة تقافة روبورتاج ملف جمعيات أوتو نبوز أقلام حوار الأحد تحقيق اسواق كرونيك تحليل كتاب زووم محلي دنياطلبة عالم نظرة بحليطو عربنشي - كود الأثر حوار عاصمة نيوز بلعباس نيوز

PH/ DjazairNews
أبدى، مؤخرا، الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بالشلف غضبه حيال انزلاق منحى مواد البناء باتجاه منعطف دخول تجار الجملة لهذه المواد ضمن قائمة البطالين وإشهار أصحاب المقاولات الصغيرة والمبتدئين إفلاسهم وتعطل وتيرة سير التنمية للتوسع العمراني والمنشآت الخاصة بسبب الارتفاع الفاحش لأسعار الكيس الواحد لمادة الإسمنت التي تعدت سقف 450 دج وأصبحت تنافس السميد في استنزافها لجيوب المواطنين·
الشلف/مشاريع معطلة بسبب ارتفاع أسعار الاسمنت
محمد فورين
واغتنم المضاربون وسماسرة هذه المادة فرصة توقف مصنع الإسمنت ومشتقاته لإمداد تجار مواد البناء للجملة والتجزئة لمدة ثلاثة أشهر بداية من شهر أكتوبر إلى مطلع السنة الجارية، الأمر الذي حرّك اتحاد التجار ودفع بالتجار للانتفاضة ضد إدارة المصنع في العديد من المراسلات تلقت ''الجزائر نيوز'' نسخة منها، يستنجدون فيها بالتدخل لوضع حد لقرارات مؤسسة الإسمنت التي اعتبروها مجحفة وتصب في خدمة إثراء الأغنياء الذين صبّت عليهم سيل الأموال دون عناء بالنظر لما تدره عليهم عملية بيع السندات مباشرة بعد استخراجه بفائدة تتجاوز الثمانية ملايين سنتيم ـ حسب المحتجين ـ وهو مبلغ لا يمكن جني أرباح مماثلة منه حال استعمالهم حصصهم لهذه المادة في بناء المرافق المسندة إليهم ما يعني ـ حسبهم ـ شلّ التنمية وسيرها بسرعة السلحفاة على حساب التجار والمواطنين البسطاء· كما هدد إتحاد التجار -حسب معرض البيان- باللجوء إلى خيارات أخرى حال تمادي السلطات في دعمها للمؤسسة والتزامهم الصمت في ابتداع إدارة الشركة و خلق بعض القوانين التعجيزية باستمرار دون استشارة الشريك الاجتماعي الذي طالب بفك قيودها لتمكينهم من الاستفادة من حقوقهم قصد انتشالهم من الواقع المتردي الذي آلت إليه حالتهم المادية مؤخرا· من جهة أخرى، حمّلت بعض الجهات المختصة مسؤولية تدهور أسعار الإسمنت لغياب مديرية المنافسة والأسعار وعدم القيام بدورها في مراقبة أسعار هذه المادة التي تخضع لاقتصاد السوق·
عين الدفلى/أكثر من 4 آلاف مؤسسة لتنمية الولاية
تتواجد عبر ولاية عين الدفلى وعلى مستوى 14 دائرة المكونة لها، 4810 مؤسسة ممثلة، أي بنسبة 41,6 مؤسسة لكل 1000 مواطن· النسبة هذه تعد مشجعة لكونها تقارب النسبة الوطنية التي لا تتجاوز الـ 45,8 مؤسسة لكل 1000مواطن· ويتوزع مجموع هذه المؤسسات، حسب مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، على 4645 مؤسسة خاصة و165 مؤسسة عمومية والتي سمحت بتوفير نحو 24 ألف منصب شغل لفائدة الشباب بالولاية لمختلف المستويات· ونظرا لتفاقم أزمة البطالة، اتخذ مسؤولو المديرية المذكورة على عاتقهم مسؤولية اعتماد استراتيجية تعمل على الحفاظ على النسيج المؤسساتي النشيط وتشجيع بروز مؤسسات جديدة وفتحها بتراب الولاية، بهدف التقليص من حدة الآفات الاجتماعية وانتشال الشباب من مستنقعها بعدما وجدوا كل الأبواب مسدودة·
وأوضح المسؤول ذاته بأن نحو 33% من هذه المؤسسات مختصة في قطاع البناء والأشغال العمومية 18% مختصة في التجارة والتوزيع، 10% في ميدان النقل والمواصلات 7,14% للخدمات الموجهة لفائدة العائلات، وأخيرا5,92 % بالنسبة للفندقة والإطعام·
\ وعلى ضوء الإحصائيات يتبيّن أن قطاع الخدمات لوحده يمثل .70%· فيما اقترحت خلال السنة الجارية 13 مؤسسة في إطار البرنامج الوطني لتأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة·
هذا، ويسعى المشرفون بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى إقناع المستثمرين بالعودة إلى تراب الولاية، خاصة بعدما توفرت الظروف التي تساهم في جلبهم كعودة الاستقرار، توفير الغاز، اليد العاملة، الطرق وشبكة المواصلات، بالإضافة إلى منح تسهيلات وتحفيزات مغرية مع ضمان شروط الاستثمار، ما من شأنه الدفع بعجلة التنمية بالولاية وكذا الحفاظ على مكانة الصناعات التقليدية بفتح مؤسسات جديدة·
الهادي· ق
البناية النموذجية الأولى المضادة للزلازل على المستوى الإفريقي بولاية عين الدفلى
من المرتقب خلال الأشهر القليلة القادمة، استلام مشروع أول بناية نموذجية مضادة للزلازل على المستوى الإفريقي بولاية عين الدفلى، بعدما انتهت بها الأشغال كلية· المشروع ذو الشكل المعماري والهندسي المميز سيضم مستقبلا مقر الوكالة التقنية لمراقبة البناء الواقعة بالحي الإداري وهي تعتمد على لوالب حلزونية من شأنها امتصاص مختلف الردات والاهتزازات الأرضية، ومن مميزاتها، حسب مدير الوكالة إبراهيم ريشة، ''القوة والصلابة في مواجهة الهزات الأرضية خصوصا وأن ولاية عين الدفلى تقع ضمن محور النشاط الزلزالي''، حسب عبد الكريم يلس المدير العام لمركز البحث في الفلك والجيوفيزياء، لدى إشرافه على انطلاق المشروع في غضون شهر جويلية من السنة الماضية بمعية عدة خبراء في المجال من بينهم المشرفون عن المكتب الإيطالي المسمى ''نيمريا''·
وفي المقابل، أكد الباحث ألبير دو لوزي ''بأنها ذات مقاومة شديدة للهزات، وقد استعملت هذه التقنية في اليابان المعروفة بالنشاط الزلزالي المكثف وبقوة كبيرة''·
للإشارة، فإن النموذج يعتبر طفرة نوعية في مجال البناء والتعمير، خاصة وأن البلاد تعد ورشة مفتوحة في مجال السكن وضمان الأمن أصبح أكثر من ضرورة بعد أن عرفت الجزائر عدة كوارث طبيعية أهمها زلزال الشلف وبومرداس·
هـ· ق
قسنطينة/مركز جديد للدفن التقني للنفيات في مارس المقبل
ستستفيد ولاية قسنطينة نهاية مارس المقبل من مركز للدفن التقني للنفايات الصلبة والحضرية تجاوزت نسبة الإنجاز به 90%، من شأنه أن يخلص المدينة من مشكل التلوث والمفرغات الفوضوية، حسب ما صرح به مدير البيئة بالولاية المتحدث نفسه أضاف بأن المركز الجديد الموجود ببلدية ابن باديس أنجز بطريقة عصرية ومتطورة، سيستغل في تطبيق البرنامج الدقيق المسطر لمديرية البيئة والمتمثل في مكافحة التلوث وتسييير فضلات المؤسسات الصناعية الكبرى والصغرى بإعادة استغلالها عبر شركة مختصة سيعلن عنها لاحقا، فيما يتم التخلص من الفضلات غير الصالحة بطريقة عصرية لا تشكل خطرا على البيئة ولا تشوّه منظرها، كما هو الحال بالمفرغة العمومية ببلدية عين سمارة التي طفح الكيل بها وامتدت نفايات المفرغة إلى أطراف الطريق الوطني الرابط بين قسنطينة وسطيف، ناهيك عن الرائحة الكريهة المنبعثة التي يشتكي منها كل من يمر بالمنطقة·
وفي سياق متصل، يتواجد رئيس المجلس الشعبي لولاية قسنطينة، عبد الحميد شيبان، بمدينة هانوفر الألمانية للمشاركة في اللقاء الذي سيعقد حول التجربة الأخيرة في تسيير النفايات ودفنها، وذلك بهدف الاطلاع عليها وتطبيقها مستقبلا بقسنطينة، حسب ما ذكرته مصادر من داخل المجلس، والتي أضافت بأن الاستعانة بالتجربة الألمانية تعود إلى نجاعتها ونتائجها الإيجابية المحققة بمختلف الدول الأوروبية منها هولندا التي تعد أكبر منتج للنفايات·
عبد الكريم لونيس
المدية/معاناة بأوجه متعددة ببلدية الزوبيرية
يعيش سكان بلدية الزوبيرية معاناة متعددة الأوجه بفعل تشتت الإدارة والمصالح العمومية لهذه البلدية التابعة إداريا لدائرة سغوان، في وقت يضطر فيه أغلب تلاميذ البلدية لمواصلة تعليمهم الثانوي بدائرة البروافية، وكذا غياب الهياكل والمرافق الاجتماعية، مما يجعلهم في رحلة متواصلة بين هذه الدوائر وعاصمة الولاية من أجل قضاء حوائجهم· وينتشر الفقر بشكل واسع في أوساط سكان هذه البلدية التي لا تتوفر على ميزانية تمكنها من ترميم الطرقات والمدارس وتجديد قنوات صرف المياه وشبكات المياه الصالحة للشرب، وغيرها من المشاريع التي من شأنها رفع بعض الغبن عن السكان في ظل الانتشار الواسع للبطالة·
الأوساخ والروائح تحاصران السكان
اشتكى سكان رورابلي بوسط بالحي القديم لمدينة المدية من تدهور وضعية مجمعهم السكني، الذي لم يعرف أية عملية تهيئة أو صيانة مما جعله عرضة للإهمال والفوضى· الوضعية هذه تتجلى للعيان في الفوضى الكبيرة التي يتخبط فيها هذا الحي بفعل الإهمال الذي طاله على مدار قرون، حيث غزته أكوام القاذورات والأوساخ التي شوّهت منظره العربي الأصيل وأعطته صبغة حي قصديري، رغم وقوعه بقلب مدينة عريقة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وقد تسببت تلك القمامات في انتشار الروائح الكريهة ومختلف أنواع الحشرات· كما اشتكى سكان الحي من غزو العديد من الحيوانات الضالة حيهم كالكلاب المتشردة، فضلا عن المياه المتسربة من القنوات التي لم تستفد من أية عملية تهيئة أو صيانة في إطار برنامج إعادة تأهيل الأحياء السكنية التي مسّت المدية منذ حوالي سنتين·
المواطنون القاطنون بهذا الحي، وفي حديثهم لـ ''الجزائر نيوز'' أكدوا بأنهم تقدموا بالعشرات من الشكاوى للجهات الوصية التي أشعروها بالوضعية المتردية التي آل إليها هذا الحي العريق بغرض انتشاله من الفوضى الكبيرة التي يتخبط فيها، إلا أن شكاويهم لم تجد بعد الآذان الصاغية لدى السلطات المسؤولة وذلك للتدخل العاجل قبل اندثار هذا المعلم الكبير·
وليد بوشنافة
فيما سيحال أزيد من 2000 ملف على العدالة
زبائن ''الأوبيجيي'' يرفضون دفع مستحقاتهم
كشفت مصادر مقربة من مصلحة ''أوبيجيي'' أن ديوان التسيير العقاري لولاية وهران أحال في الآونة الأخيرة ما يزيد عن 2000 مستأجرا على الجهات القضائية بعد الإنذارات التي تلقوها من المصلحة تلزمهم فيها بدفع مستحقات الإيجار المترتبة على عاتقهم·
ب· كوثر
حيث قدر ديوان التسيير العقاري لولاية وهران حجم الخسائر التي تكبدها الديوان جراء النزيف وتهرب الزبائن من دفع ما يترتب لديهم من ديون بما يربو على 54 مليار سنتيم· ويتمركز أغلب المستأجرين الذين يستغلون الشقق السكنية والمحلات بقلب مدينة وهران كحي الأمير عبد القادر، المقري، حي أسامة، النصر وحي سيدي الهواري العتيق وحي الدرب، حيث أكدت مصادر أن الزبائن يرفضون تسديد الفواتير المتعلقة بالإيجار رغم التسهيلات التي وضعتها مديرية التسيير العقاري بغية رفع الحرج عن زبائنها، إلا أنه وأمام رفض المستأجرين لجأت إلى العدالة للفصل في هذا المشكل إما بالدفع أو الطرد· وفي السياق ذاته، أردفت المصادر المتحدثة أن عدم تمكن ديوان التسيير العقاري من استرجاع مستحقاته، جعله عاجزا عن الغوص في عملية ترميم وصيانة البناءات المنضوية تحت لوائه والتي تعاني من التصدعات والاهتراءات، الأمر الذي جعل الوضع يتحوّل إلى كارثي، وهذا عبر كامل القطاعات الحضرية، وقد قدر عدد البناءات المهددة بالانهيار -حسب آخر الإحصائيات- 1993 بناية والرقم مرشح للارتفاع في حالة تواصل سياسة اللامبالاة والإهمال المضروبة على تلك البنايات·
وهران/قــرار إلغــاء الرســوم الجمركية عن بـذور البطاطا يدخـــل حيـز التنفيـذ
كشف مصدر من ميناء وهران أن قرار إلغاء الرسوم الجمركية عن بذور منتوج البطاطا سيدخل حيز التنفيذ بداية من شهر فبراير المقبل، وذلك تطبيقا لتعليمة وزارة الفلاحة بعد أن تم المصادقة عليه من طرف رئيس الحكومة، ويأتي هذا الإجراء القاضي برفع الحقوق الجمركية عن بذور البطاطا إثر الأزمة التي عرفتها السوق المحلية خلال العام الفارط، حيث قفز سعر الكيلوغرام إلى 90 دينارا، مما اضطر وزارة التجارة بالتنسيق مع وزارة الفلاحة إلى فتح باب الاستيراد مع رفع الرسوم الجمركية وذلك بعد منح 3 رخص لمستوردين خواص على مستوى وهران، وقد زادت هذه الوضعية تأزما بسبب استغلال التجار لهذه الأزمة وقاموا بالمضاربة بالأسعار بعد أن خزنوا المنتوج لعدة أشهر، ناهيك عن البطاطا الفاسدة التي أغرق بها بعض المستوردين السوق المحلية.
وفي هذا الإطار، ذكرت مصادرنا أن حركة استيراد هذه المادة الاستهلاكية عرفت انتعاشا محسوسا خلال السنة الفارطة، حيث ارتفعت الواردات إلى 25,33 ألف طن مقارنة بسنة ,2006 كما أن هناك العديد من المستوردين قاموا بإدخال منتوج البطاطا عبر الموانئ المجاورة رغم الإجراءات والتدابير المتخدة من قبل الجهات الوصية.
ر·أماني
اختناق حركة المرور وسط الباهية
أضحت الشوارع الرئيسية لوسط مدينة وهران تشهد يوميا اختناقا صارخا في حركة المرور لاسيما في الفترات المسائية وحتى الصباحية، إذ يضطر جل السائقين إلى سلك الطرق الرئيسية لتجنب كارثة الطرقات المهترئة والمسالك الوعرة المميزة للولاية، والناجمة عن مخلفات الأشغال التي تسبق عمليات تصليح قنوات الصرف أو الغاز وما شابه ذلك، لتترك بعد الانتهاء من الأشغال على ما هي عليه من حفر واهتراءات دون تدخل المسؤولين لإعادة الوجه اللائق للطريق التي أصبحت تكبد أصحاب السيارات أموالا باهظة جراء النفقات على الأعطاب المتتالية للمركبات، فيما كشفت بعض المصادر للجزائر نيوز عن وجود شبكة طرقات حديثة، إلا أنها تحولت إلى أكوام من الأتربة والحفر بفعل عملية التزفيت المغشوشة والتي لم يحترم فيها القائمون أدنى المعايير والمقاييس أمام صمت الجهات الوصية، وفي هذا الصدد يناشد السائقون السلطات المعنية باتخاذ الاجراءات العاجلة لفك الخناق عنهم.
ب· كوثر
قانون يحدد فترات البيع بالتخفيض
أصدرت مديرية التجارة بولاية تلمسان مرسوما وقرارا ولائيا رسميا يلزم جميع التجار والحرفيين بالالتزام والتقيد بفترات البيع بالتخفيض والتي حددت في مناسبتين الأولى من 20 جانفي إلى 28 فيفري 2008 والتي انطلقت منذ بضعة أيام والثانية من الفاتح جويلية إلى 10 أوت، ويهدف القانون أساسا إلى القضاء على الفوضى السائدة في مختلف الأسواق والمحلات التجارية بشأن التخفيضات في أثمان السلع.
ويلزم القانون كذلك التاجر أو الحرفي بالتوجه إلى مديرية التجارة لإيداع ملف يشمل- إضافة إلى الوثائق القانونية- التصريح بمجموعة السلع والمواد المراد بيعها بالتخفيض مع تحديد نسبة التخفيض أو الثمن المخفض، شريطة أن تكون هذه السلع متواجدة بالمخزن، كما يلزمهم القانون بتعليق الثمن الجديد والمخفض على كل بضاعة في جميع المجالات والمواد الاستهلاكية على وجه الخصوص.
تلمسان/انتهاء عملية فصل المؤسسات الاستشفائية والصحية
انتهت بتلمسان عملية فصل مختلف القطاعات الاستشفائية لولاية تلمسان تنفيذا للمراسيم والقرارات الوزارية التي أشرفت مديرية السكان والصحة بالولاية على متابعتها وتجسيدها ميدانيا، وأسفرت العملية عن ارتفاع عدد القطاعات والمصالح الصحية من 6 إلى ,11 حيث تم تحديد قائمة المؤسسات الاستشفائية كمستشفى تلمسان ومستشفى الغزوات ومغنية، فيما صنفت بعض المصالح ضمن قائمة المصالح الاستشفائية الجوارية كأولاد ميمون وباب العسّة· وتهدف العملية أساسا إلى فك الارتباط في التسيير واستغلال الموارد البشرية بين المستشفيات الكبرى والعيادات والقطاعات الصحية على مستوى البلديات والدوائر بالولاية.
عين يوسف/المواطنون يطالبون بوحدة لسونلغاز
طالب سكان بلدية عين يوسف مصالح المديرية الولائية لسونلغاز بتلمسان بفتح وحدة للموسسة على مستوى البلدية أو الملحقة، قصد التخفيف من جملة المشاكل والإكراهات التي يواجهها سكان المنطقة والمشتركين في سونلغاز أثناء تسديد فواتير الكهرباء، مما يضطرهم إلى التوجه إلى مقر الدائرة الرسمي للقيام بالعملية مرة كل شهرين مع احتمال تضاعف المشكل بعد توصيل شبكات الغاز الطبيعي للسكان.
مخطط لإدماج 70 ألف تلميذ في برنامج الرياضة المدرسية
سطرت مصالح الرياضة برنامجا ومخططا لإدماج 70 ألف تلميذ وتلميذة من مختلف برامج الرياضة المدرسية في عدة رياضات فردية وجماعية كألعاب القوى وكرة اليد وكرة القدم وتنس الطاولة واختصاصات أخرى، ويمس البرنامج الذي انطلق في إطار إعداد رياضيي النخبة التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم من 10 إلى 12 سنة وبعدد متكافئ من الجنسين بتعداد يصل إلى 35 ألف ذكر ونفس العدد بالنسبة للإناث، ويشمل البرنامج أيضا إجراء منافسات في ثلاث مناسبات وتصفيات على مستوى البلديات ثم على مستوى الدوائر، ويختتم بمنافسات ولائية لاختبار أحسن العناصر والوصول إلى نسبة 10% من المستفيدين من البرنامج لضمهم واقتراحهم على مختلف المنتخبات الوطنية تحضيرا للمشاركات العربية والقارية والدولية مستقبلا.
انطلاق أشغال إنجاز المدينة الجديدة الثانية
إنطلقت، مؤخرا، بمدينة عين تموشنت أشغال إنجاز المدينة الجديدة الثانية والتي تمتد على مساحة إجمالية تقدر بـ 60 هكتارا وتضم في بداية الأمر ما لا يقل عن 1500 سكن تساهمي، تم إسناد 1200 سكن منها لمقاولات عمومية وأخرى خاصة، بعد أن تم دراسة ملفاتهم المتعلقة بالمناقصة من طرف لجنة تقنية على مستوى الولاية، وشملت العملية أيضا انطلاق أشغال تهيئة لشق الممرات والطرق وشبكات المياه وغيرها من الهياكل القاعدية، ومن جانب آخر ينتظر أن يخفف مشروع المدينة الجديدة الثانية مشاكل السكن بالولاية والتي عرفت انفراجا ملموسا وهاما بعد استفادة الولاية من مشاريع قاعدية هامة خاصة بعد أن تعرضت لزلزال منذ بضع سنوات.
شقرون عبد القادر



ميكروفون التراث الثقافي
بقلم: بلقاسم بن عبد الله كاتبوإلى أي حد تستطيع إذاعتنا الوطنية أن تحافظ على تراثنا الأدبي والفكري الشفوي أو المسموع؟... هل في إمكانها أن تفتح أبواب مكتبة الأرشيف في وجه الباحثين والمهتمين؟ ولماذا لا تبادر بإصدار سلسلة كتب من مواد برامجها الأدبية والفكرية المتميزة كمساهمة فعلية في المشهد الثقافي الوطني؟ جالت بذهني هذه التساؤلات وغيرها، بعد سماع تسجيل صوتي لحوار مطول أجري منذ 15 سنة مع المفكر الجزائري المرحوم الدكتور عبد المجيد مزيان، وأذيع مؤخرا ضمن مواد برنامج نادي المثقفين بإذاعة تلمسان الجهوية، وقبيل العدد الثاني من مهرجان الميكروفون الذهبي الذي يقام هذا الخميس، اليوم الأخير من شهر جانفي الجاري.
ومهما قيل ويقال عن إذاعتنا الوطنية بقنواتها ومحطاتها المحلية، عن إيجابياتها وسلبياتها، عن ماكسبها ومشاريعها، تظل الإذاعة أبرز منبر إعلامي ومعلوماتي وخدماتي، وأرفع مدرسة ثقافية وتربوية، وفنية تتسلل إلى المستمع حيثما وجد، وتصاحبه أينما توجه. وقد ظلت العلاقة متينة والروابط قوية لعدة سنوات بين المستمع وعدد من البرامج الأدبية والفكرية والفنية المتميزة، نذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر: الثقافة والمجتمع، ألوان أدبنا الشعبي، مجلة الأثير، دنيا الأدب، كاتب وكتاب، همسات، أدب الناشئين، حكم وأمثال، رأي الدين، مرآة التاريخ، أسماء ومعارف، مجلة الفن، أرشيف مكتبة الأغاني.. إلى جانب المسرحيات والتمثيليات الإذاعية العديدة والمتنوعة.
غير أن التساؤل المشروع الذي يفرض نفسه الآن وبإلحاح: بماذا احتفظت إذاعتنا الوطنية في أرشيفها ومكتبتها الخاصة من مجموع آلاف تلك الحصص والبرامج الهامة التي تظل مادتها صالحة ومفيدة رغم مرور الأعوام؟ وبالتالي أين هو بماذا الرصيد الأدبي والمعرفي الضخم الذي يفيد الباحثين والمهتمين ويثري بالفعل حركتنا الأدبية والفكرية وثقافتنا الوطنية؟ فمن خلال تجربة إذاعية متميزة مع إعداد وتقديم برنامج دنيا الأدب برصيد حوالي ألف حصة أسبوعية عبر مسيرة عشرين سنة، استقطب اهتمام شريحة كبيرة من المثقفين والمهتمين.
أتذكر اليوم تلك الحوارات الهامة التي أجريتها مع عدد من رجال الأدب والفكر والصحافة ببلادنا، أذكر منهم الآن مفدي زكريا، محمد الأخضر السائحي، عبد المجيد مزيان، مولود قاسم، عبد الحميد بن هدوفة، عمار بلحسن، بختي بن عودة، الطاهر جاووت وعبد القادر علولة -رحمهم الله- إلى جانب أسماء فاعلة ولامعة تزيّن واجهة المشهد الأدبي والثقافي مثل عبد الله شريط. أبو القاسم سعد الله، عبد الله ركيبي، زهور ونيسي، الطاهر وطار، رشيد بوجدرة، بقطاش مرزاق، عبد المالك مرتاض، أمين الزاوي، ربيعة جلطي، عمار يزلي، أحمد حمدي، عبد العالي رزاقي، سليمان جوادي، محمد زتيلي وغيرهم. أتذكر الملفات الهامة التي طرحت في رحاب دنيا الأدب، والقضايا الحيوية والمواضيع الحساسة التي أثيرت للنقاش الرصين لعدة أسابيع متتالية، أتذكر كل ذلك الآن، وأعود لأتساءل من جديد: أين هو هذا الرصيد الأدبي المعرفي؟ ماذا بقي منه حتى اليوم بمكتبة الأرشيف لإذاعتنا الوطنية؟ وهل يمكن مثلا طبع ما تبقى أو توفر منه في أشرطة أو أقراص مضغوطة أو نشر الأهم ضمن سلسلة كتب مختارة لتعميم الفائدة؟

PH/ DjazairNews
هل الجزائر متميزة إلى هذا الحد ؟
ناصر جابي محلل يركز الجزائريون كثيرا في كتاباتهم وفي أقوالهم، عما يعتقدون أنه خصوصية وتميز جزائري في حالة السلب والإيجاب، لدرجة يجعلونك تشك فعلا في إنسانيتهم وانتمائهم لبني البشر··· فمن وجهة نظر الجزائريين، فإن تاريخهم متميز وسلوكياتهم اليومية كذلك وخصوصيات دولتهم ونظامهم السياسي أغرب من الخيال، ناهيك عن أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية التي يعتقدون جازمين أنها ذات خصوصية أكيدة·· لا توجد مثلها في دول ومجتمعات أخرى حتى القريب منها··· فمن هو هذا المجتمع الذي يملك ''حرافة'' مثل الجزائر وبهذا العدد؟ ومن هو الإنسان الذي عانى من الإرهاب مثل الجزائري ؟ وما هي الدولة التي انتشر فيها الفساد بهذه الحدة في وقت قصير وقياسي، دولة حاكمها الظاهر ليس مختلف عن حاكمها الباطن فقط، بل لا يعرفه أصلا ويفضّل الكلام عنه بصيغة ''هم''؟
حضرت في السنوات الأخيرة الكثير من الندوات الفكرية في الجزائر والخارج، حول مواضيع مختلفة، كانت الوفود الجزائرية تعود فيها دائما إلى هذه الخصوصية الجزائرية، للتركز عليها كعامل تفسير لما تريد أن تقول، الاقتصادي يعود إلى ما قد يعتقد أنه خصوصية جزائرية عندما يتكلم عن الريع والقطاع العام والرشوة وكسل العمال وضعف إنتاجيتهم في مكان العمل التي قد تتحوّل في أحاديثهم إلى ظاهرة جزائرية محضة لا يعرفها إلا المجتمع الجزائري· المتخصص في السياسة يعتقد جازما وبنبرة إيمانية لا غبار عليها··· أن العلاقة بين المدني والعسكري بخصوصيته الموجودة في الجزائري، تفسر كل شيء، على المستوى السياسي، بما فيها سقوط الأمطار بتمنراست صيفا، وهي نفس الرؤية التي ينطلق منها عالم الاجتماع وغيره من أصحاب الرأي والخبرة للكلام عن الشباب المنتحر وعن النسبة المرتفعة للعازبات في الجزائر التي··· لا تضاهيها نسبة ···الخ·
الندوة التي تنظمها اليوم الجمعية الجزائرية لتطوير البحث في العلوم الاجتماعية بالمكتبة الوطنية، بالتعاون مع مؤسسات وطنية جامعية وإعلامية، تريد أن تساهم في إخراج الحوار الفكري في الجزائر من أزمة الخصوصية القاتلة هذه، لتقول إن الجزائري كفرد والجزائر كمجتمع ودولة ونظام سياسي، يملك الكثير من نقاط التشابه مع دول ومجتمعات وتجارب أخرى في العالم بما فيها دولة عظمى كروسيا· المقارنة التي تقوم بها الندوة لعملية الانتقال في البلدين، الجزائر وروسيا، قد لا تتوفر على كل شروط المقارنة باعتبار المكانة الخاصة التي تحتلها روسيا كدولة عظمى، لكنها مقارنة ممكنة وجديرة بالطرح على الأقل لتخليصنا نحن الجزائريين من عقدة الخصوصية التي تتملكنا، حتى وإن لم تكن روسيا دائما تجربة ناجحة جدا في ميدان الانتقال بالذات· بالفعل، فالتجربة الروسية في عملية الانتقال من نمط التسيير الأحادي إلى آخر تعددي، تعرف الكثير من الصعوبات ومن كل نوع، قد يكون من المفيد التعلم منها بالنسبة لنا نحن الذين فشلنا فشلا يكاد يكون عاما في القيام بقفزة الانتقال إلى تسيير سياسي تعددي واقتصاد حر مزدهر· نحن الذين تعودنا القيام بمقارنات لا تملك الحد الأدنى من الجدية والمصداقية· مقارنات لا يقوم بها المتخصص والباحث فقط، بل المواطن كذلك وهو مسترخي يشاهد التلفزيون الألماني أو الفرنسي، فتكون النتيجة مزيدا من اليأس والقنوط·· ومشاريع ''الحرفة'' الفاشلة· بدل اليأس المعمم الذي نعيشه في الجزائر هذه الأيام، فإن القيام بمقارنات جزائرية مع دول وتجارب أخرى قابلة للمقارنة وفي كل الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية··· الخ، تجارب ناجحة وأقل نجاحا، قد يعيد لنا الأمل بأن مصائرنا بين أيدينا وبأننا نستطيع مثل بقية الشعوب أن نتقدم نحو الأحسن رغم كل العوائق الفعلية والمفتعلة· مقارنات قد تفيدنا في التخلص من أزمة الخصوصية القاتلة التي نعيشها والتي كادت أن تقنعنا أن مصيرنا كجزائريين مختلف عن بقية البشر وأن مشاكلنا من دون حل وأن مصائبنا لا تضاهيها أي مصائب أخرى في العالم، فالمقارنة بالنسبة لنا في هذا الظرف الذي نعيشه نوع من التفاؤل·

اوراق


بلوك نوت
يكتبها:احميـــدة عيـــاشي
الأربعاء 23 جانفي 2008
جورج كلمنصو
منذ أسابيع تعرفت في أحد مطاعم الجزائر على شاب من أقصى الجنوب·· هو شاب غير عادي، ذو ثقافة واسعة وجرأة منقطعة النظير·· وله طريقة استفزازية في الكلام، لكن من نوع الاستفزاز الإيجابي·· من أول وهلة تثيرك شخصيته التي تتميز بالذكاء والقوة·· لا يميل كثيرا إلى السياسة، لكن أسرته وقفت إلى جانب بوتفليقة في رئاسيات ...99 قال لي أنه لم يقم بواجبه الانتخابي طيلة حياته إلا عندما تقدم بوتفليقة إلى الرئاسيات·· عائلته وقفت إلى جانب بوتفليقة يوم كان في المالي·· وروى لي قصة مؤثرة عن والده الذي لعب دورا في حرب التحرير، مفادها أن والده في بداية الستينات
عندما احتدّ الصراع بين الكولونيل شعباني والعقيد هواري بومدين·· وانتهى هذا الصراع بتنفيذ حكم الإعدام في العقيد شعباني، الذي لم يكن يبلغ من العمر آنذاك أكثـر من 27 سنة·· وقد تم ذلك في عهد أحمد بن بلة، قرر والده مغادرة الجزائر باتجاه مالي لأنه كان محسوبا على جماعة الكولونيل شعباني·· ولم يعد والده إلا في نهاية الستينيات إلى الجزائر·· كان والده معروفا عند من كانوا موجودين في جهة الجنوب أيام حرب التحرير، منهم شريف مساعدية وادراية الذي كان مسؤولا عن الأمن وبوتفليقة·· وعندما قرر والده في 74 القدوم إلى الجزائر العاصمة، اتصل بادراية، لكن هذا الأخيرلم يستقبله·· وشعر الوالد (المالطي) بالإهانة فعاد إلى مسقط رأسه متألما ومتأثرا·· ومات بعد ذلك بشهرين·· وضعت أسرة هذا الصديق كل إمكانياتها في سبيل أن يصبح عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجمهورية، لكن هذا الصديق يشعر اليوم بالألم لأنه يرى كل الانتهازيين الذين كانوا يخشون استقبال بوتفليقة في الأيام العسيرة، أصبحوا يتصدرون الواجهة···
سألني هذا الشاب ماذا بالإمكان أن أوصي به عندما كان منذ أسبوع في فرنسا، فقلت له، كتابا جديدا عن كلمنصو لميشال وينوك·· ولم تمر إلا أيام قلائل حتى اتصل بي هذا الشاب، وقال لي، أنا في انتظارك هنا بالعاصمة لأعطيك الكتاب الذي أوصيتني عليه··
أثار ذلك مشاعري·· وعندما التقيته في شقته العاصمية وجدت لديه شخصين مهمين، تناقشنا في السياسة، ثم قال لهما·· أنا سعيد، لأن احميدة هو أول جزائري، لم يقل لي آتني بحذاء أو شيء مادي، بل كتاب عن كلمنصو·· وسألني أحد ضيفيه ومن كلمنصو هذا؟! فقلت له أن جورج كلمنصو أعتبره من أهم الشخصيات الفرنسية المعاصرة، فقد كان أحد المناضلين العنيدين من أجل العدل والعدالة في فرنسا، وفي ذات الوقت كان بمثابة الأب الروحي لساركوزي يوم كان هذا الأخير وزيرا للداخلية، وإضافة إلى كل ذلك، فإن جورج كلمنصو تمكن من إنقاذ فرنسا أيام الحرب···
ـ 2 ـ
دعاني صديقي فضيل بومالة للمشاركة في حصته ''لكل قارئ كتاب'' وسأحضرها هذا الخميس في قاعة عيسى مسعودي بمقر الإذاعة الوطنية لأتحدث عن روايتي الأخيرة ''هوس''، لكن ما أبهجني في هذه الدعوة، هو التكريم الذي سيقدمه بومالة للزميل عاشور شرفي حول كتابه الموسوعي عن المثقفين والفنانين الجزائريين·
لقد تعرفت على عاشور شرفي في عام ,1985 في الخدمة الوطنية، ومنذ تلك الفترة وهو يشتغل بشكل دائب على مثل هذ العمل الرائع·· ورغم أن عاشور شرفي كاتب متواضع ولا يحب الأضواء، إلا أنني أعتبره أهم شخصية ثقافية خلال العشرين سنة الأخيرة···
كتابه الأخير، لابد أن يقرآ·· إنه أول مرجع للثقافة والفن في الجزائر···

ملف
روبورتاج
تحليل
الأثر
جمهورية سليم
عربنشي - كود
بحليطو
نظرة
أخبار و تقارير

تحقيق

محلي

رياضة

تقافة

دنيا طلبة

اسواق

حوار

جمعيات

أقلام

عاصمة نيوز

زووم

كرونيك

كتاب

الأرشيف أخبار و تقارير رياضة تقافة روبورتاج ملف جمعيات أقلام حوار الأحد تحقيق اسواق كرونيك تحليل كتاب زووم محلي دنياطلبة عالم نظرة بحليطو عربنشي - كود الأثر حوار عاصمة نيوز بلعباس نيوز

PH/ DjazairNews
افتتاح
فضيلة الفاروق
بشير مفتي
عندما نشرت روايتي الأولى /المراسيم والجنائز/ عام 1998 كان أول من كتب عن هذه الرواية مقالا قيما بمجلة لبنانية هي فضيلة الفاروق، ولا أذكر كيف وصلتني المجلة من طرفها، وشقت كل تلك المسافات لتقع بين يدي، وما لفت انتباهي أكثر في قراءتها هي اعتزازها بكوني كاتب جزائري جديد يولد للعالم، تحدثت عن ذلك بفخر واعتزاز أصابني بالخجل حينها، لم أكن أعرف عن فضيلة إلا أنها كاتبة قصة جريئة ومميزة، هكذا كان يخبرني من يعرفها من أهل قسنطينة، وأنها شدت الرحال للبنان بحثا عن تحققها ككاتبة وإنسانة، لقد عانت فضيلة كثيرا لتحقق رغبتها تلك، أو لتصل لما وصلت إليه اليوم، ولكنها بقيت وفية لنفسها، وصادقة مع جزائريتها، تتكلم بصراحة عما يثيرها أو يستفزها أو تشعر أنه معاد لقيمها العالية، تلك التي تخلص لها، وتعمل على أن تظل حاضرة بداخلها، وقد ترجمتها لسلوك خلاق، وليس مجرد كلمات فارغة، كثيرا ما أشعر بأن هناك من يتكلم على الجزائر بالسوء لأغراض أخرى، أما فضيلة فتشعر أنها تتحدث عن وجع حقيقي، فهي كائن رقيق، وأي شيء بسيط قد يؤثر فيها، يذكي ألمها ويزيد من نزيفها الذي لم يتوقف حبا لبلدها الذي يبدو أنه كلما ابتعدت عنه زادت تعلقا وهياما به، والذي يعاقب من يحبه بالفعل بالتجاهل والجحود والنكران·
نعم، فضيلة بخير في بيروت، وآخر مرة التقيت بها كانت مستمتعة بحياتها ومشاريعها ولكن لم تتخلى عن جواز سفرها الأخضر حتى لو كان هناك ألم سري يجعلها تشعر بوطنها أكثر منا نحن الذين نعيش بداخله، ذلك أننا تعودنا على مرارته، وجحوده أما من هو بعيد فقلبه يتألم أكثـر منا بكثير·
لا أدري لماذا أكتب عنك يا فضيلة، ربما لأنني في كل مرة ألتقيك ببيروت اشعر بـأن إحساسك بالوطن الذي تنتمين إليه يتجاوزني أنا الذي أمكث به، أنا الذي تخلصت من أوهامه منذ زمن طويل، أو تخلص هو من أوهامي منذ زمن طويل، لقد بتر الجزء المبدع والنقدي منه بترا عنيفا، وترك من يغدق عليه مدائحه السخيفة، تلك التي لن تقدمه خطوة واحدة للأمام· أقول لك يا فضيلة مثلما قال صديق للشاعر أمل دنقل /ضع مسافة بينك وبين الواقع حتى لا تنكسر/ وحتى لا تنكسر قلوبنا يجب أن نكتب، ونهمل ما تبقى·

PH/ DjazairNews
شعر
مديحــــــــان
إسماعيل يبرير
مديحُ القلبِ
1
أتأمّـلُ الآن التّفاصيلَ الّتي ألقتْ
بقلبكَ نحوَ نارٍ،
أسألُ النّار الحزينة
ما الذّي يبكيك تصطفقينَ هلْ ؟
تخبينَ و الوجعُ اللّئـيمُ
لثامُهُ القانيُّ دفئ شفاهها
2
في قلبهِ الألم استوى
رمادهُ المتجمِّدُ المكتوبُ بالفضّيِّ مثل حكايةٍ
لا تعجبُ الأطفالَ
ترعبني البقيـّةُ و التّفاصيلُ الحقيرةُ
مثلَ كلّ العابرينَ، سآكُلُ الثلجَ المعتّقَ
ربما أنسى و أسلكُ أي دربٍ في الخيالْ
3
في القلبِ أزمنةٌ و جنّاتٌ و آفاقٌ و أنواءٌ
و دقاتٌ تجمّلُ وجهكَ الأبهى
و بحرٌ واحدٌ كالحب
أسألهُ السّباحةَ - يا لخبثـهِ -
يقبلُ الأنثى و يرفضني أنا
4
قد يصبحُ القلبُ الذّي في الصّدرِ
مثلَ يدٍ مغمّضةٍ مقمّطةٍ، هو الرّائي
و ينسُجُ عزفهُ الورديّ منْ
دمـهِ الدّفقْ
مديحُ التـاءِ خلسةً
1
هي لُعبتي
متنكّر في ثوب حرف أخرقٍ
و أُقاومُ الطّـفحَ الذّكوري انتبهتُ
إلى اندثارِ تنكري
2
وسطَ الذّكوريَ الذّي أرعاهُ
قبرٌ تائويٌ كلّما أطعمتهُ أنثى اشتهى
تلكَ التي في القلبِ أو في العينِ أو في الحضنِ أو···
3
التّاءُ معجزةٌ و ليست آلهـهْ
4
كيفَ استطاعَ الشّر أن ينسى الجميعَ
وظلّ يذكرُ رونقَ الأجسادِ اذْ
تبكي الحبيبةُ في فراش حبيبهاَ
5
أسيذكرُ الانسانُ
منفاهُ الغوايةُ يومها
ما من فُروقٍ بينها
هذي الحروفُ و يذكرُ الانسانُ
أنّـهُ سوفَ يلقى التّـاء في الموتِ القريبِ كأنها
كانت سُكوناً كان يهرُبُ نحوها
قصة
ضـــاوية
بشير خليفي
شـدّ بيده على شاهد القبر، مسترسلا في ذلك بتقفي شريط الذكريات الذي امتلأ في فارط الأيام صخبا وعربدة·· بدأت الحوادث أثناء عرضها في شاشة الذكريات مخضبة بالتفاصيل، كأحصنة سوداء تعدو بلا توقف، في ليل ماطر مخيف تعوي فيه الريح كذئاب جريحة·
لم يكن في باله أنه سيأتي اليوم الذي يتهاوى فيه أمام هذا القبر، بعيون مستغفرة دامعة، وبقلب مترع بالحسرة والقنوط·
- ترى ما الذي أوصلني لهذه الحالة؟
هكذا تساءل بمرارة تجاوزت الحلق، في هذه اللحظات وهو على أديم المقبرة، تساوت عنده الموت والحياة، بل في تأمله عشق الموت، وأحس بحنينها ولطافة أناملها حين تهدهده تحت الأرض حيث السكينة والهجعة الأبدية·
- /الموت راحة/ هكذا بدأ يحسّ، متذكرا زوجته التي سقاها المر بسبب مزاجه العكر وسطوته التي فاقت الحدود·
- / إيه ··/ يالضاوية/ رحلت وتركتني وحيدا في عالم لا يعرف الرحمة/·
وهو ينطق بوجعه إلى قرارة نفسه، أحس وكأن الأرض قد زلزلت زلزالها تحت قدميه، رانت الخيبة على قلبه، وأمسى ينوء تحت إحساس مرير بالهزيمة·
كان يتمنى أن يحضر الموت، بظلاله الوارفة البيضاء ليدثره بحنان كبير، ليحتفي به كعريس، ويأخذه بعيدا عن الجانب الظاهر من الأرض··· كان يتمنى أن يحضر الموت في احتفالية بالطبول لـيزُفّ نفسه من الداخل، وليطفئ بملء فيه جذوته التي أحفتها مرارات الأمس ·
- / ثم ماذا بعد، ماذا افعــل بحياة علـقمية أهدتني حسـكا أدمى جسـدي وروحــي·· فمنذ وفاتك يالضاوية، وأنا استشعر الذنب الشديد الذي افقدني حلاوة الحياة وجعلني أعيش أحزانا ملحيّة /·
هكذا تساءل وهكذا أجاب·
لم يعبأ في كل أيامه التي قضاها متسلطا، أن تأتي النهاية، وأن تقترب يده من شاهد القبر، مرتجفة مذعورة·· وأن تدمع عيناه ··
لطالما اعتبر البكاء صنيعة النساء، وأن الرجال لا يبكون، لكنه يبكي، يبكي بحسرة معوّضا في ذلك كل الدموع المؤجلة التي جمـّدتها القسوة في مآقيه وأوردة جسمه ··
يبكي من دون أن يستشعر شمس الخريف اللافحة، التي كانت تحضر وتغيب، وراء غيوم تمتص أمطارا مؤجلة·· ومن دون أن يعبأ بتلك الحركية التي كانت المقبرة تحياها، فهذا يرش بالماء قبرا وآخر يرش عطرا وتلك تقرأ أدعية وأخرى تبكي وتفضفض·
في هذه اللحظات غسـلت الدموع الأدران التي طالما سدت المباهج عن نوافذ نفسه، بدأ يحسّ بمعنى الانكسار، وأحس بدبيب اعترى جسمه، بدأ غريبا كمقدمة إيمان، أو تعب من جراء الذكرى العامرة بالدموع·
بدأ يستطعم مذاقا غريبا للحياة، لم يعهده في غابر الأيام ·· رأى زوجته مدثرة بالبياض تهديه باقة ورد ·· استشعر وهنا يعتريه ، بدأت الأشياء تختفي من ناظريه، انطفأت الأضواء التي طالما أحس أنها تزامن حياته ، توقفت تلك الخيول عن الجري، حمحمت معلنة عن الانقضاء، تحسّس قبعته وعاود احتضان الشاهد بيمينه، ثم أسدل جفنيه ليرى أطفالا صغارا يحلقون بأجنحتهم باسمين، بعدها غامت الأشياء عن ناظريه ثم غابت بالمطلق·
بالكاد أحس يده في محاولتها الأخيرة لكي تلتصق بالشاهد·
قصة قصيرة
ترجمة: سعيد خطيبي
القمر يحترق
صفية كتو
عام ,2222 كان ياسين يشتغل قائد المركبة الفضائية / عايدة 15/· مركبة نقل المسافرين، تابعة لشركة /الخطوط الجوية القمرية/
كانت المركبة تقوم، مرة كل شهر، برحلة، ذهابا و إيابا، إلى سطح القمر، ناقلة على متنها 500 مسافرا· كان مقر شركة /الخطوط الجوية القمرية/ متواجد فوق جزيرة اصطناعية تمت إقامتها وسط البحر الأبيض المتوسط عام .1999
ذلك اليوم، كان الانطلاق مبرمجا على الساعة الثانية زوالا بتوقيت غرينتش· قام القائد بإجراء بعض التجارب الروتينية· ثم قام بتفحص لوحة التحكم، بعد التأكد من تعداد ركاب الرحلة
أطلق برج المراقبة، في الوقت المحدد، إشارة الانطلاق· تمت كل إجراءات الإقلاع بشكل عادي·
انطلقت المركبة من القاعدة و اندفعت محلقة كطائر حر في الأجواء· كانت مليكة، مضيفة المركبة، تقوم بمهامها· كانت تجلس داخل مقصورة مجهزة بكاميرات تنقل كل شارة و واردة· يسمح لها النظام المستخدم بتقديم التعليمات دونما الحاجة للتحرك من مكانها· كان بإمكان الركاب مشاهدتها عبر مختلف الشاشات الموزعة بهيكل الطائرة الداخلي· كانت كل من المقاعد الخمسمائة من المركبة مجهزة بلوحة أزرار صغيرة تستخدم وفق تعليمات المضيفة· كما أن المسند كان مجهزا بلوحة تحكم·
موسيقى هادئة كانت تملأ مقصورة الركاب· موسيقى من تأليف ملحن أخصائي في الأمراض العصبية·
كان كل شيء يسير على ما يرام· غفى بعض الركاب و إسحب آخرون إلى الكتابة، و فضلت البقية طلب بعض الحلويات و المشروبات من الموزعات الأوتوماتيكية·
كان القائد ياسين، بمقصورته المعزولة، يراقب آلاته· يؤدي مختلف العمليات بسهولة· كان يعرف المركبة جيدا· في الحقيقة، كانت المركبة جزءا منه· يعاني لمعاناتها و ينتشي لسعادتها· لحسن الحظ، كانت في أحسن حال ذلك اليوم·
لم تكن /عايدة 15/، بالنسبة لياسين، مجرد آلة، بل رفيقا حساسا، يمنحه غالبية وقته· كأنما رابط عاطفي يجمع ما بين الطرفين·
- لهذا السبب ترفض الزواج! خاطبه ابن عمه يوما· كلما أعاد تذكر تلك الكلمات ينفجر قهقهة·
/صحيح، فكر ياسين، أنا سعيد هكذا· لست بحاجة لشيء آخر/· أغمض عينيه للتلذذ أكثر بتلك اللحظة، قبل أن يعيد فتح جفنيه قليلا· لم يكن وقت الحلم مناسبا· هزه صفير سريع· كان إشعار بخطر·
ردد، بعدها مباشرة، صوت رتيب و كئيب عبارة:/عودوا إلى الأرض!···عودوا إلى الأرض!···عودوا إلى الأرض!···/
أعاد ياسين، بسرعة، ربط الاتصال بالمحطة الأرضية، متسائلا بصوت حائر·
- هنا /عايدة 15/، ماذا يحصل؟
أجابه مسئول الأمن:
- القمر في خطر
انقبض لسان ياسين قائلا:
- أبإمكاني فعل شيء
- مع 500 راكب، هذا مستحيل!
- حقا! تعجب ياسين
- أتستطيعون الرجوع؟
- لا بأس!
لم يكن ركاب /عايدة 15/ على اطلاع بما يحصل· كانوا غارقين في عطر المقاعد، متفرجين على الشاشات التلفزيونية· مدركين، مسبقا، بأنه في حالة طوارئ سيأتي من ينبئهم· كما أن هنالك جهاز تواصل تحت كل مقعد، مما يشعرهم بأمان اكبر·
كانوا قد تخيلوا، قبل الأوان، وصولهم إلى القمر سالمين و ملاقاة الأهل و الأصدقاء الموجودين هناك·
نادى القائد على المضيفة و ابلغها، بلباقة، بالنبأ السيئ· كان يدرك بان خطيبها متواجد على نفس الرحلة· شحب وجهها، بينما امتلأت نظراتها هلعا·
كاد أن يغمى عليها· أجلسها القائد و طمئنها:
- سيقومون بكل ما في وسعهم لإنقاذ الوضع·
أعطاها قرصا ابتلعته بسرعة فاستعادت توازنها و وعيها·
- ماذا أقول للركاب؟ تساءلت
- يستحسن قول الحقيقة·
- مفهوم قائد· قالتها و هي تهم بالخروج من مقصورة القيادة·
استجمعت قواها و توجهت إلى مقصورتها· تأملت بعض وجوه الركاب مفكرة في المشاكل التي ستبلغهم إياها· نظرت إلى وجه امرأة عجوز ذكرتها بوالدتها· شجعتها تلك الملامح أكثر للقيام بمهامها·
تشجعت لمخاطبة الركاب بنبرة طليقة:
/سيداتي، ساداتي، كل واحد منكم منشغل بهمومه· فاعذروني أن اقطع أفكاركم لإبلاغكم بنبأ بلغنا للتو/
ادار الركاب الخمسمائة، بسرعة، أبصارهم باتجاه الشاشات· توقفت الوصلات الموسيقية· ساد الصمت المكان·
واصلت المضيفة، قائلة:
/أرجوكم لا تقلقوا! لا تبالغوا في قلقكم فلم تبلغنا، إلى حد الساعة، أية تفاصيل·
سألها احد الركاب، مستعينا بالميكروفون المتواجد بجانبه:
- ماذا يحدث آنستي؟
أجابته مليكة:
- سنعود أدراجنا
- لكن لماذا؟ تسال الراكب·
ترقب الكل الإجابة· تجلت ملامح القلق على كل الوجوه· هزت المضيفة مشاعر المسؤولية· خشيت حالة الفوضى و الرعب المنتظرة قبل أن تصرح:
- سأنبأكم بالحقيقة جد المتشعبة، لكن أوصيكم بالحفاظ على هدوءكم·
صرخ طالب متلهف:
- موافقين· اخبرينا بما يجري·
- هنالك خطر يهدد القمر· صرحت المضيفة أخيرا بنبرة حائرة
ما إن أكملت التلفظ بهذه العبارة حتى ساد الهلع المقصورة· بعد لحظة صمت، باردة و سريعة، بدأت تظهر الإشاعات و تمتد بسرعة·
كانت حالة الفوضى المتصاعدة تشبه الواد الهائج· مياهه العكرة التي تجرف كل ما يقف في طريقها·
تخيلت مليكة لو جن ركاب الرحلة الخمسمائة· أعادت الموسيقى و فرضت الصمت:
- باعتقادي انه من غير الضروري إثارتكم بهذه المشاكل· لن يفيد هذا بشيء· من جهة أخرى، أعيد و أؤكد بأننا غير مطلعين تماما عن الوضع· الهلع شعور عنيف يمنع التفكير السليم· يمكن أن يقودنا إلى كارثة· لا تنسوا إذا، حافظوا على هدءوكم· شكرا!
أدرك الجميع، نسبيا، صحة هذا الكلام· تلاشت تدريجيا الإشاعات· عاد الهدوء مشوبا بحالة كآبة مختلطة بخوف· استرخت مليكة على المقعد و أخذت تفكر في خطيبها· تساءلت عن حقيقة هذا الخطر، و كذا عن إمكانية إنقاذ الأشخاص المتواجدين على سطح القمر·
قام ياسين بالعملية الدقيقة المتمثلة في قذف عقدة الضغط· ثم قام بتعديل الأجنحة و تغيير الوقود· في النهاية، قام بإحداث فراغ في حزام الثقالة، فاندفعت /عايدة 15/ باتجاه الأرض·
على الساعة التاسعة مساءا، حطت المركبة على الجزيرة الاصطناعية بسلام· ما إن وطأت أرجلهم الأرض حتى وجه الركاب الخمسمائة مناظيرهم الاليكترونية باتجاه السماء، فأرعبهم مشهد القمر محترقا·
عن مجموعة ''الكوكب البنفسجي'' الصادرة عام 1975
PH/ DjazairNews
على المنصة
تنويعات على النص الفيروزي ··
عبد الوهاب معوشي
نايها المجروح، صوتها الذاهب نحو المدى اللامتناه، جرح الحكايا ووجع النشيد·· إن ديفا العرب فيروز تقولنا دوما·· تبعثنا من آخر نافذة من نوافذ أحزاننا، تقولنا دائما هذه السيدة الباذخة في اسوداد وشاحها، هي الأخضر الحلو·· وهي البيضاء في بياضات نصوصنا·· إن هذه /الديفا/ الأسطورة الخالدة كنغم داوود عليه السلام تملأ سماوات العرب وتجملهم، توحد شتاتهم الباقي وتجمعهم كغيمة راعفة، راعشة بالمطر والصيف وأساور البحر وسور الأناجيل،·
سدرة منتهانا ومنتهاك هي···
الرسالة الأولى في المحبة و الشجن،
خاتمة المواعيد المحلاة كسكر الجنة··
عطر الأمكنة وأنفاس الراحلين إلى الحب بمعاطف الكبرياء المؤتلق···
الكل يسألني عن هذه /الديفا/ المخلدة بالأوشام الهمجية في قلبي وقلب العرب، أستعذب السؤال وأستعذب بقاءها متكومة داخلي كموسيقى الفطرة، دفء الرحم الصادق، شرعة الوجود العربي بالتوازي والتقاسم والتداول·· الكل كأسنان المشط كما يعبر بذلك الشاعر الفلسطيني محمود درويش··
إن فيروزا يجب أن تستولي على الفضاء العربي، أن توقع على كل النصوص وتحظى بالسلطة الساحقة، إن فيروز هي الصوت الديمقراطي العادل الذي ينبغي أن تمنح له كل النجوم العربية بلا استثناء وكل البحور الشعرية المدوزنة على إيقاعات المشاعر العربية التي لم تعد صالحة للاستعمال إلا مرة واحدة وأخيرة هي الشدو الفيروزي إلى غاية التماهي الخلاق مع صدى القلب وحرقة القلب···
الحمامة التي طلعت من صوف الرحابنة الدافئ موشومة بالحكي وبالغرق في الحزن الجميل الذي يأكل رائحة ورياحين سريرك، الجميلة كلبنان القديم، تمطر شفافيتها هنا··· هنا في ضهر البيدر، في صوفر، في عالية، في بكفيا، في مقهى ادبيبو·· ينداح الصوت كقدس عتيقة، كمنارة مريم·· ينداح الصوت·· يسيل في القلب وفي عتمات الروح ليضيء كسورة الرحمان والفجر وكالضحى والقمر ومريم والكهف ( كهف الذاكرة الدامية)·· والانشراح·· سور وصور متماثلة رقيقة كنص من نصوص نزار قباني، دامعة ومتشائلة تحلق عكس النحس العربي (عندما يعلنون وفاة العرب تبقى فيروز حية تلد الأغاني والخيام والشكولاطة لأطفال العرب···)
- بين ذراعي تستلقي هذه الغيمة الرحبانية، تقسمني نصفين كحبة فستق، إن فيروز وموسيقى فيروز وأغنية فيروز هي استطراد رومانسي، و ملكي، ينحت في شاعرية شاعرية اللغة، وفي غير ذلك فحسب ينحت في مكان اللغة، في الواقعة الأنسنية، في الحكايا الحقيقية التي تأتلف في الساحات وفي البسطات، ولذلك تأتي الخصوصية الفيروزية بالغة التموقع في خارطة الفن العربي، ففيروز يجب أن تكون فوق الطرب والحفلة والقناة والجمهور والتلفزيون وحلقات الضيافة··
تتشكل الرواية العربية وهي تلمح الى العجز في استكمال التشكل (عجز تكون فيه فيروز غائبة) ·· تنكتب أبيات القصيد وهي تتهدج كالحة ومتعثرة وفي ذلك عجز تكون فيه فيروز غائبة·· تأتي اللوحة التشكيلية على استحياء العذارى، أو سريالية غامضة لا ترسم الأفق ولا تنظر للمستقبل وفي ذلك قصور معناه غياب النص الفيروزي نص قوامه الكلمات والميتافيزيقيا، والحضور المشع، (الحفلات الأخيرة التي أقامتها الأسطورة في لاس فيقاس، وأثينا ولندن ودبي والأسكندرية)···
الحفلات كتلك حدثت كولائم للفرح القدسي والقداسي المقدس، فأمام الأسطورة البيضاء بأقمارها السوداء لم يستطع الناس النوم أو الأكل أو الرقص·· فجسد هو فيروز الحكاية الطويلة، فالجسد كشعر سيدة، وليل العرب الساهي إلى آخر خيط من خيوط الفجر···
السفيرة وهي إذ تسكب الفرح في فنجان قهوتنا الصباحية، نديمة الضوء واللون والسيارات، حبيبة حبيبتنا، سنرجع يوما إلى حينا···
ونغرق في دافئات المنى···
سنرجع مهما يمر الزمان ···
وتنأى المسافات ما بيننا···
ما أحلى الرجوع··· وعلى أكتافنا سلال الزهر، والقصائد والمنى الرائعات··
دكان الفرح لا زال يبيعك أفراحه، أشرطة فيروز، سلاسل معقودة من زغب الحرير ورائحة التراب الأزلية ونكهة الضيعة·· ضيعة لبنان، وقهوة لبنان وحزن لبنان···
وهي تغني·· تسافر إلى آخر أحلامك ·· أحلامها تبسط لك المفارش والغطايا وتمنحك حبوب النسيان·· وابتهاجات اللقاء، لا يكفي التنويع ولا المقامات ولا التنغيمات···· ففيروز تهاجمك كمطر أندلسي··· يوهمك بالعودة ولا يعود، فيروز أميرة الخشبات، شامخة ككليوباطرة ترصع يومك بنشيج الليل همسا وحنيفا وامتلاء··· امتلاء لا تدري أين سيتوقف···فقط نزار قباني يدري وجورج طراد يدري وعبيدو باشا يدري···· وها هو نزار يوشح صباحها بكلماته اللذيذة، الطرية تقطع كرواسان
غلط تسميها سفيرة··· أو أميرة ···أو وزيرة ··
فكل التسميات صغيرة عليها····
كل اللغات أقصر من قامتها·····
إنها أهم من كل الوزارات، والمؤسسات، والبرلمانات، والنشيد الوطني والطوابع التذكارية والبطاقات السياحية، ووكالات الأنباء، وافتتاحيات الصحف، وأحزاب اليمين، وأحزاب اليسار وأحزاب الوسط··
إنها وحدها حزب··· إنها حزبنا···
حزب الذين يبحثون عن الحب، وعن العدل، وعن الشعر، وعن الله وعن أنفسهم····
أسطورة الأساطير··· وسفيرة السفيرات وابنة الفرح المخبئ في عيون العشاق الخارجين نحو أفراحهم الزاهية··· تضيق بها التسميات وتنحشر في الزاروب وهي غير ذلك·
هي التشكيل متسق ومموسق فيه روحانية عبد الوهاب وشجن أسمهان وعبق الرحابنة منصور وعاصي وزياد وأمثالهم علامات ومثالات // سكروا الشوارع·· في قهوة عالم فرق/ /أعطني الناي وغن/ ولا خواتيم، ولا أختام لهذه المضرجة بالحياة، ورقة بيضاء يكتبها القلب الأبيض في اليوم الأسود·
أُفـق
شكـــــــرا مهـــــــدي! و لكـــــــــن···
سعيد خطيبي
أخيرا هدأت عاصفة الانطباعات و ردود الأفعال الغاضبة إزاء آخر الأعمال السينمائية للمخرج و الكاتب الجزائري مهدي شارف، الذي جاء تحت عنوان/ خرطوشة غولواز/ أو / آخر صيف جزائري/· قرأت كأي مواطن عادي ما تداولته بعض الصحف و ما روجته من حديث حول المغالطات التاريخية والتزييف الذي حمله سيناريو الفيلم· أثارني غياب الحس بالمسؤولية في مقالات كثير من الصحفيين الذين لا يسعون سوى إلى اللعب على وتر الأحاسيس الوطنية و كسب تعاطف القارئ الجزائري· للأسف، كون العرض الشرفي للفيلم كان موجه فقط لبعض قاعات السينما بالعاصمة، فقد شرع الباب، على مصرعيه، لتأويلات أي كان بالمناطق الداخلية والتفاعل مع ما ورد عن بعض انطباعات المتفرجين· يفقد الحديث عن المغالطات التاريخية، كثيرا من مصداقيته، إذا أدركنا بان المخرج و الكاتب السيناريو جزائري، و ليس أجنبي· مهدي شارف ابن مدينة مغنية بتلمسان، هناك أين نشأ و تربى و قضى طفولته و مراهقته، و عايش حقبة نهاية الحرب التحريرية· كما أن الحديث عن العلاقة التي كانت تربط أبناء الأهالي بأبناء المعمرين سبق التطرق إليه من خلال شهادات كثير من الكتاب و المؤرخين المعروفين، على غرار مصطفى الاشرف و آسيا جبار· علاقة تميزها نظرة متناقضة لظروف الحرب التحريرية: بينما ينعت الأهالي المناضلين /مجاهدين/ ينعتهم الفرنسيون /إرهابيين/· هذا منطق الحرب· ثم أن قضية الحركى قضية متداولة قبلا· توجد بفرنسا اليوم إدارة تتكلف بشؤون هذه الفئة، تحميهم و تدافع على حقوقهم· إلى حد هذه النقطة، لا اعتقد بان مهدي شارف قد أضاف شيئا لتاريخ الحرب التحريرية كما هو مدون في كتابات كثير من المؤرخين· تبقى، إذا، نقطة التواجد اليهودي بالجزائر ما أثار تحفظ الكثيرين، خصوصا من خلال تصوير شخصية /راشيل/ التي رفضت، بعد الاستقلال، الرضوخ لتهديدات عناصر جبهة التحرير الوطني و مغادرة مسقط رأسها بمغنية· لا تمثل راشيل سوى عينة عن مجتمع كامل من يهود الجزائر الذين تعرضوا لكثير من الضغوطات السياسية، فيما فضل بعضهم التماس قانون كريميو الشهير، للحصول على حق المواطنة الفرنسية، على غرار المغني المعروف انريكو ماسياس·
حدثني والدي كثيرا عن اليهود الذين عاصرهم، زمن الحرب التحريرية، ببوسعادة· عن يومياتهم التي لا تختلف عن بقية اليهود بمناطق عدة من الوطن: /كانوا يمتلكون حيا خاصا بهم، كنيسة تدعى /بيت الصلاة/، يشتغلون خصوصا في مجال التجارة· يحتفلون بمناسبتين دينيتين مهمتين خلال السنة: عيد البخ (ينزلون خلاله، رجلا و نساء، للاغتسال بالواد) و عيد خيبر (في ذكرى سقوط خيبر)، يأكلون خلالهما خبزا مقدسا يدعى /عزيم/· تذكر بعض الروايات أن سبب استقرار الرسام العالمي ايتيان ديني ببوسعادة هو تعلقه بشابة يهودية، اوحت له بكثير من التصورات· شابة سبق و أن خلدها في لوحة أثناء اغتسالها بالود (يمكن العودة إلى أرشيف الفنان)· هذا ما سبب كثير من المشاكل للرسام الذي تعرض للاعتداء جسدي من بعض اقارب تلك اليهودية، قبل أن يأتي إلى إنقاذه سليمان بن براهيم الذي صار رفيقه الحميم طيلة خمس و عشرون سنة· بعد الاستقلال، تجنبا للاضطهاد، اضطر من تبقى من يهود الجزائر إلى تغير أسمائهم/· لا تزال متواجدة، اليوم، ببوسعادة، مقبرة يطلق عليها اسم /جبانة ليهود/، لا يزال يزورها أبناء الطائفة اليهودية مرارا· الحديث عن يهود بوسعادة مطابق كثير للحديث عن يهود المناطق الأخرى· باعتقادي أن غياب المرجعيات التاريخية، اليوم، صار سببا رئيسا في تزايد حدة الانتقادات إزاء ما تم اختلاقته و تسميته /طابوهات/· طابوهات خيالية، لا تمت بصلة للواقع· شكرا، مرة أخرى، لمهدي شارف على التطرق لموضوع غيب عن ساحات النقاش الفكري، شكرا على كشف الجرح الذي لم يضمد بعد، مع انه كان يجدر وضع تمهيد للفيلم، لتنوير العقول الداعية لرفض الاخر· ورفض الذات أيضا·
PH/ DjazairNews
المبدعة صافية كتو
في الذكرى التاسعة عشر لرحيلها
محمد بوزرواطة نزعة التمرد و ضريبة الكتابة
بحلول التاسع والعشرين جانفي من كل سنة تحلّ علينا ذكرى رحيل الشاعرة والصحفية / صافية كتــو/ أو / زهرة رابحي / الاسم الحقيقي لهذه المرأة المتمردة والصحفية المغامرة، وبين التمرد والمغامرة تمتد مساحة للبوح الشعري المنطلق الجموح لمعانقة الحرية والحياة والوجود·
تسعة عشرة سنة تنقضي على رحيل الشاعرة / صافية كتو / حياة كلها عطاء وتأمل وصمود، فمن سكون اللحظة الشعرية الهادئة وحس الطبيعة الدفاق الذي نلتمسه في قصائدها الشعرية الشبيهة بالصدى الذي تردده النايات الشجية إلى صرامة الكتابة الصحفية التي أقدمت عليها باقتدار وثقة لا تعرف الثبات والاستقرار·
كان همها البحث - دون هوادة - عن المعرفة واكتشاف الخبئ والمختفي من حياتنا التي لا تثبت شيئا·· فرغم صعوبة الظروف ومضطرباتها التي لم تكن في صالحها في يوم من الأيام إلا أنها استطاعت أن تبرز صوت / الأنثى / وتؤكد حضورها الفعال ضمن خارطة الشعر الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية، لقد تبدت لنا هذه الشاعرة الخمرية الوجه ذات الأنف الناتئ والعينين السوداوين والشعر الفاحم كامرأة أسطورة قادمة من عمق كثبان مدينة /العين الصفراء/ خارجة لتوها من حكايات العجائز المسنات اللائي نسجن من ذكرياتهن قصصا أزلية لا تموت، فالغموض والالتباس يكاد يلف حياة هذه الشاعرة المغامرة في الكتابة والحياة، إذ لا يكاد يعثر الباحث على ما يشفي الغليل ويروي الظمأ لما يخص محطات حياتها ومسيرة انتقالها من مدينة لأخرى وعما إذا تركت مخطوطات أخرى عدا العملين اللذين نشرا لها خارج الجزائر: أحدهما مجموعتها الشعرية الوحيدة / القيتارة الصديقة/ والآخر مجموعتها القصصية المتفردة /الكوكب البنفسجي/، وقد صدرا تباعا عن دار انطوان نعمان عام 1979 بكندا·
وباستثناء هذين العملين لا يجد الباحث أدنى مرجع أو مؤلف ينوّه بحياة ومسيرة صافية كتو الشاعرة والصحفية، شأنها في ذلك شأن العديد من الأسماء النسوية الجزائرية التي تألقت عاليا في سماء الشعر والإبداع الجزائري ومرت في صمت مطبق دون أن يلتف حولها الإعلام أو يتذكرها الأصدقاء·
هي ـ إذاـ ضريبة الكتابة الإبداعية والكتابة النسوية على الخصوص التي جعلت كل من القاصة زليخة السعودي والشاعرة آنا غريكي·· وصولا إلى صافية كتو يدفعن أنفسهن قرابين لها، فالصوت النسوي الإبداعي يشكل عبوة معبأة بشظايا التمرد والغليان حالما يتاح له الانفجار لقول الشعر مناشدا الحرية والحياة على حد تعبير الراحل /كاتب ياسين/·
غير أن فرادة وتميـّز صافية كتو عن غيرها من المبدعات يكمن أساسا في هذه الوشيجة والعلاقة الملتبسة بالمكان الأول الذي شهد ولادتها، فقد اعترتها حالة خاصة أملتها شخصية الشاعر نفسها بما انطوت عليه من مشاعر مزاجية حادة تأرجحت بين الجفوة والحنين للمدينة، الحب والنفور والابتعاد عنها ثم وصولا إلى الركون لدائرة الصمت والانطفاء الأبدي، فمن ناحية تبدو المدينة متكأ حقيقيا عزّز موقعها الأدبي وغذى تجربتها الشعرية بأمصال جديدة بفعل ما أمدتها من إلهام وسحر طبيعي أخـّاذ نجد إنزياحاته في العديد من قصائدها الشعرية المرتوية من فيض الطبيعة وتغاريد الطيور الصداحة، ومن سطوع الشمس البهية في أيام الربيع المشرقة، لكن المدينة وعلى مستوى آخر قابلتها بالصّد والهجران، الشيء الذي عمق لديها الإحساس بالغربة ونمّى في أعماقها نزعة الضياع والوحدة وهو ما جعلها تغادر المدينة بحثا عن أفق جديدة أكثر استجابة لطموحاتها وأحلامها الجامحة، فلعلّ أن يكون ارتحالها من مدينة /العين الصفراء/ إلى العاصمة وإقرارها عدم العودة - إلا في زيارات عائلية خاصة - ما ساهم إلى حد ما في تأزيم حالتها النفسية وتعميق حالات الانطواء داخلها، وهو ما أدى بها إلى أن تختار موتها بطريقتها الخاصة·
وإلا كيف تفسّر حجم الفتور والخيبة الذي استقبلت به الشاعرة وهي تعود إلى مسقط رأسها محمولة على الأكتاف أواخر جانفي عام 1989 في يوم شتوي ممطر بموكب جنائزي قليل العدد، إذ اشتد اللغط والجدل، حينها وتعالت (صيحات) البعض ممن أعرض عن دفنها والصلاة عليها، متناسين في ذلك أصالة هذه الشاعرة التي تغنت بكثبان وشموس هذه المدينة ولياليها الدافئة ومتغافلين في الوقت نفسه عن مبدأ الحرية الذي دفعت نفسها فداءا لها، ولعل الشاعرة كانت تسخر من موقف هؤلاء قائلة : /··· وفـّروا دموعكم واحتفظوا بأدعيتكم وزيفكم فما عدت بحاجة إليها ···/ لكن تحدي وإصرار /الرفقاء/ آنذاك كان عظيما بما لا يدع مجالا للتشكيك في هوية هذه المرأة التي ارتبطت أكثر بقيمها وعاداتها وبتربة بلدها الزكي، فهاهي تؤثر العودة - ومن جديد - إلى مسقط الرأس ومنبت الطفولة ومنبع الصبا، بعد أن هجرتها سنوات بفعل الجفاء والعزلة، لقد كانت كما يقول الكاتب الجزائري حسن بوساحة /مثالا للبساطة والوداعة ولأشياء أخرى غامضة غموض أوبتها المزمنة·· وهي إذ توصد اليوم أبواب الصمت لتلتحق بكوكبها البنفسجي، فقد ظلت طوال حياتها إنسانة بكل جوارحها تحمل ماضيها وحاضرها ومستقبلها على كاهلها وتجوب أصقاع الأرض تريد أن تلجأ إلى مكان تدفن فيه عفونة الزمن الملوث/·
إن النهاية المأساوية التي آلت إليها صافية كتو بقدر ماهي قرار فردي مؤلم بقدر ماهي تعبير عن مآسينا جميعا، في وقت استنفدت فيه القيم وظائفها وتقلصت فيه جذوة الإبداع من حيث التوهج والفاعلية والعطاء ولئن كان موتها كاسرا للقلب مدميا للفؤاد فهو مؤشر دال على ما أحدث فيما بعد من وضع كارثي ألمّ بالمثقفين الجزائريين الذين سقطوا ضحايا للتزمت والتعصب والانغلاق، وكما يقول الروائي واسيني الأعرج: /إن سقوط شاعرة بحجم صافية كتو ليس من السهل أن يمر علينا هكذا كسحابة صيف عابرة إنه يشكل إرهاصا لما حدث فيما بعد، تماما كما الكائنات البرية التي تتحسس عمق الأرض ترقبا لحدوث زلزال وشيك/·
بعد مرور هذه السنوات ومع حلول ذكرى رحيلها ألا يحق لنا طرح التساؤل التالي: ما الذي بقي من صافية كتو كمنجز شعري وزخم حياتي ترك وراءه العديد من الأسئلة الحارقة والإستفهامات المؤلمة؟·
فهل قدر الشعراء والعظماء أن ينتهوا إلى ما انتهت إليه صافية كتو وقبلها·· مايكوفسكي، فرجينيا ولف، خليل حاوي، أرنست همنغواي، عبد الله بوخالفة ···وغيرهم·
لقد سقط هؤلاء لكن أصواتهم بقيت خالدة على الدوام·
قاص و منتج اذاعي
بشير خليفي
رحلـــة إلى الكوكــب البنفسجـي
صافية كتو أو بالأحرى زهرة رابحي المولودة بالعين الصفراء بتاريخ 15نوفمبر 1944 واحدة من عاشقات الإبحار في عوالم الكتابة وتيتم الإبداع اللائي جملن ملامح المشهد الأدبي الجزائري تحديدا المكتوب باللغة الفرنسية ··
وإن كانت نهايتها في العالم الذي نقيم فيه تراجيدية كحال الأمريكي همنغواي والأردني تيسير السبول إضافة إلى الجزائري عبد الله بوخالفة والعراقية حياة شرارة، فإنها أشرت وبالشكل الذي اختارته لنفسها ذات يوم ماطر في نهاية شهر جانفي 1989 إلى إنقهار لاينفع معه التغريد، كعصفورة بهية صدتها رتابة القفص من معانقة بهجة الحياة ورحابتها·
رحلت /الغزالة السمراء/ كما وصفت نفسها في ديوانها الشعري /صديقتي القيثارة/ والتحقت بعوالم كوكبها البنفسجي الذي تفننت في وضعه وترتيبه·
وكان تذكار / الكوكب البنفسجي/ متتالية قصصية صدرت عن دار نعمان الكندية سنة 1983 (في 140 صفحة حوت 14 إبداعا قصصيا وخواطر ثلاث تغنت بالحرية والإنعتاق) ·
وكملاحظة أولية فإنه باستثناء قصة /المقعد/ الطافحة بالتفاؤل والحبور حين يحلق الفرح الطفولي بظلاله الوارفة في قصة تدور أحداثها داخل قاعة سنيما، فإن بقية القصص الأخرى تعج إما بشكل ظاهر أو مبطن بتعاسة لافحة والتياع شديد·
بداية من / صراخ الحبر/ والتي يمكن أن نرى فيها سيرة ذاتية متنكرة لورود تماثل واضح بين (زينة) محركة القصة وكاتبتها صافية كتو، من خلال حياة امرأة تهوى الكتابة بداية من مسقط الرأس بالجنوب الغربي الجزائري إلى الانتقال للعمل في العاصمة ··
ليتوطد احتدام نفسي بالغ التعقيد بين ثنائيات ترهن الواقع، ثم تعطيه إمكانية التجاوز بعسر شديد، خصوصا حينما يتحرك في هذا الواقع مؤنث داخل مجتمع أبوي شامل / ما أتعس أن يكون الإنسان امرأة/ (ص 61 )، وإن كانت المرأة شاعرة تفيض رهافة، فإن العاطفة تزهو وتتأجج بمقابل واقع أسيف يدعو إلى الحسرة والبكاء·
هذه المعاناة في مذاقها المر تجد متنفسا لها بحضور خيال طلق يزحزح مهماز الواقع الجلف ويذكي لغة وجدانية حانية لا تفتأ أن تصطدم بالمأساة المتربصة في آخر/معظم القصص، فمن خلال قصة /المرأة الحالمة/ تتضح صورة (نورة) الفتاة الحالمة المنقهرة من واقع متجمد لمجتمع يصد طموحاتها ··تتعرف على رجل متزوج يسمى (نور)··يتبدلان العشق··يطلب يدها ·· تقبل ··وبالمقابل تسمع (زوجة نور ) الخبر فتدس له السم ·· يموت( نور) ··فتنقهر (نورة) بعد أن تستحيل روحها إلى مسحوق سرعان ما يتبدد حينما تلامسه أهداب الشمس ··لتعانق روح ( نورة ) صفاء السماء ·
كما يتجلى واقع الحساسية المتفردة من خلال اللغة الطافحة بالحنان الكبير، حينما تتماهى صافية مع دور الأم بحميمية وصدق وجداني سواء في قصة /دموع العين الصفراء/ حينما ودعت ( مريم ) ابنها الوحيد (عزيز) الذي فارقها لمحاربة الاحتلال الفرنسي /فيموت عزيز ويبقى الوطن/ كما تقول (مريم)، ويبقى معه ذاك المشهد الخالد حزنا وحرقة أثناء توديع (مريم) لوحيدها ، والذي تفاعلت معه القاصة بأبجديات توطن التأثر والحسرة·
وكذا في عرض مشهد مماثل من خلال قصة /استجواب الأمس/ حيث تبرز صافية مهاراتها كصحفية تعرض قصة (سعدية) الممرضة في عيادة طبية بتلمسان ··فتفارق (سعدية ) ابنها الوحيد (مراد) الذي تتركه مع والده المعاق استجابة لنداء الوطن ·
وزيادة على الإشتغالات المعرفية لصافية كتو كصحفية جابت كثيرا من أصقاع الدنيا، إضافة إلى كتابتها للشعر والقصة والمسرحية وكذا أدب الأطفال ، فإن التفرد الأساس يعود إلى اعتبارها رائدة لأدب الخيال العلمي في الجزائر على وجه الخصوص ·
ففي قصة /القمر يحترق/ يقود ( ياسين ) الطائرة (عايدة 15) التابعة لشركة طيران القمر لسنة 2222 والمجهزة بتقنيات عالية، على حين غرة يطلب من (ياسين) العودة إلى الأرض والاتجاه تحديدا إلى الجزيرة الاصطناعية، حينما تحط الطائرة يبدأ الركاب في استعمال مناظيرهم لرؤية المكان الذي كانوا سيقصدونه / ما رأوه كان مذهلا : القمر يحترق/·
وبالنسبة للقصة الركن /الكوكب البنفسجي/ فإن مشهدية الخيال والحلم تتضح في الرحلة التي يقوم بها أصدقاء (حليم ) إلى الفضاء على ظهر المركبة ( فايزة 07) التي توجه عنوة إلى كوكب جديد بنفسجي اللون يتضمن مدنا خضراء وسكانا لا يعرفون الهرم والسأم والحقد، يعيشون في هدوء واطمئنان كما يشغلون أجهزتهم الالكترونية ويحركونها باستعمال الكلام كحال السيارة التي بمجرد أن تدعى للحضور تستجيب ···
وبهذا فقد حاولت صافية كتو من خلال متتاليتها القصصية /الكوكب البنفسجي/ أن تؤثث عالما طوباويا منشودا أهم دعائمه الاستقلالية والحبور كحال طفلة صغيرة تدفعها براءتها إلى العناية والحنو في ترتيب الأشياء الصغيرة والجميلة·
وبذلك يبقى / الكوكب البنفسجي/ بلغته الوجدانية الطلقة وخياله الفريد شاهدا حصينا يضيء عقولنا، نرحل إليه كلما أردنا تغيير اللون والمكان···
صديقتــــــي القيثــــــارة
مختارات شعرية
ترجمة: بوداود عميّـر
سفـــــــــــر voyage

ياه! لكَم أعشق اجتيَاز
حُدودَ العـَالم
لأكتشفَ أخيرًا
مَهبطَ العصَافير

كمْ من لـُغات وأغَانٍ
تمتزجُ بتجَاويف المرَافئ
ثمة عُطور جَديدة
تمنحُ أريجًا واحدًا

كم من مرةٍ في الّلـيل
فتحتُ المغالقَ
لاستنشَاق نسيم
ذاك الأريجُ المعقـّدُ

وليدُ مغامرات
منَ الحيويّة والأشعَار
حنانُه المُختفي
يهدّئ الرّوْع

وها أنّني أتخيّل أيضًا
البلاد حيثُ يمرّ
وأراهن أنّها جميلة
في تنوُّعها

الثيابُ العتيقة
تكسي الأحياءَ·
والطقوسُ الغابرة
تستذكرُ ماضيهَا

هو قرنُ السّرعة
يصنعُ مدنـًا عصريّة
الطـّرقُ المُلتويّة
تحاذي البناءات الطويلة

والوجُوهُ البشريّةُ
بتنوّع أطيَافـهَا
يجيئُون ويذهبُون دونَ تريّث
مأخوذين بتدفـّق الأيّام

نساء الربيع les femmes du printemps

فراشَات خَفيفة
ترفرفُ في السّهل
وقد تمدّدت
على العُشب الصّامت

غطىّ الربيعُ فُستاني
بتويجَات الوُرود
وأنا ألتهمُ تفاحَة
كنت أتأمّلُ السّمَاء

فجأةً لاحظت
مئات النساء
يَحملُون أطفالاً
بخدُود غلّفها الفجر

النّسَاء كنّ جَميلات
يشبهنَ النّجُوم
يَمشين بخطىً حيّة
في وَادي الغزلان

انطلقنَ في الغنَاء
وقد بلغنَ الينبوع
يحاولن إحَاطته
ليشكّلن تويجا

تناولتُ فرشاتي
ولوحتي النّائمَة
لأرسُم دونَ انتظـَار
تلك الزهرَة الشّاذة

أهديتُ هذه اللّوحة
الى أرَملة الزّمن
كانت تتأملُ الوردَة
وقد تعرّفت على بناتها

عيونُها الرّمادية تتبخّر
فرائصُها ترتعدُ
سعادتُها كانتْ طافحة
وليتجمّد الضّجيج·

يستوطنُني الإحسَاسُ
يحضنُ الشّمسَ
أرقصُ بجنونٍ
حتَى نهَاية يومٍ

في آخر الغسَق
عثرتُ على أمّي
كانت تطرّزُ علمًا
تحتَ نخلَة تمْـر

نظرة الصحراء le regard du désert

أعشقُ الصّحراءَ
لشساعتها
التي تحطّمُ الأجسادَ
لاستنطاق الأرواح

أعشقُ الصّحرَاء
لريحها السّريعة
لا إنسانـًا يقيّدها
سوَى الحريّة

أعشقُ الصّحرَاء
من أجل رمْلها الذهبيّ
الذي لا ينتظرُ شيئًا من الإنسَان
تلك هيَ الطّهارة

أعشقُ الصّحراءَ
لسمائها العجيبة
التي لمْ يلمسُها الإنسَان
إنها الخلُود

عامرة هي الصّحرَاء
لا، ليسَت مقفرةً
كثيرًا من الذرى الغريبة
تنشّط نظرَها
* من مجموعتها الشعرية / صديقتي القيثارة / الصادرة عن /دار نعمان للنشر/ بكندا عام .1979
عبد القادر ضيف الله عاشقـــــــة بـــــــلاد البــــارود
مهداة لروح شهيدة الكتابة صافية كتو
صافية يا نجمة البرزخ في رؤى
اليمام الأزرق
في ساعات انكسار بلدي
في الخطوة الهاربة من الوادي
في الرحيل ··· الرحيل
ينتابني السؤال
فلا أقوى على الاشتهاء
ولا على البوح
كتمت رؤياك عنا
كنت من أصابعك تعجنين خبزاً
اليتامى والأرامل
والشعراء الراحلين
بابلو نقطة الانتماء على نهر الحيارى
كنت على جبهة الكف ترابطين حين أبصرتك
عجائز عين صافية
الكلّ تلمس بدايات المدينة
لأجل عينيك بايعتك المدينة نبيـّة
بلا خطى ··· بلا معجزة ···
غير الدرعان وخطوط الكف وحبات الرمل الفسفوري
وصوت السيتار الحزين في مدارات ما خطت
أصابع الرسل التي لا زالت تنكسر على مذبح الرباب
أصابع الحكماء كالريش في المهب
كلهم مروا مولعين هاربين من لوعة المدينة
وأنا خلفهم تخنقني رغبة الطرب والرحيل
كان وعدك ··· بالبقاء ··· بالمجيء وبالمشي
على حبل الكوكب البنفسجي
رأيتهم يشنقون تباعا كالدمى
لا أحد غيري يلعب بالدمى
لا أحد يكتب تاريخ النجوم
لا أحد يتساءل عن سرّ موت الفراش
لا أحد ··
يبكي وشرق الابتسامة بين عينيك
لا أحد صافية ···· لا أحد
رأوك تجليت في عيني المدينة
لا سيّد للمدينة
لا سيّد لي ···
لا سيّد لشعراء غيرك ···
كي تمطر غيمة البحر على وادي إيزابيل
لا ······
الكل يسأل عن آخر همس
عن آخر نكتة حولتنا ضفادع لا تحسن غير النقيق
على عروس المستنقع
صافية ···· هذا صوتك كرصاص
لا أحد يهديك البندقية
لا أحد ينصب صوته كي يغويك ··· لا أحد
غير بلدي ··· وعين صافية··· وأنت
لا رجل يكتبه الشعر
ولا امرأة غيرك صافية
تمنح لشعر جناحيه في المدينة
في بلاد البرود ···· لا فراش ولا قيتار ···
غير الذي جعلك ترحلين
ونحن بعدك لا نقوى على الرحيل ···
قاص و شاعر صدر له مؤخرا مجموعة قصصية بعنوان : كوابيس الليلة البيضاء·
هوامــــــــــــــــــــــش :
صافية : الشاعرة صافية كتو ·
بلاد البارود : اسم مدينة العين الصفراء الذي أطلقه عليها المستعمر أيام مقاومة الشيخ بوعمامة·
بابلو : نيرودا شاعر الشيلي الكبير، كتبت عنه صافية كتو في مجموعتها الشعرية (صديقتي القيثارة)
السيتار: آلة موسيقية ، آلة القانون ·
إيزابيل: إيزابيل ابرهاردت الكاتب والصحفية الروسية التي ماتت في وادي العين الصفراء .1904
الكوكب البنفسجي: مجموعة قصصية للشاعرة صافية كتو·
عين صافية: اسم مدينة العين الصفراء قديما·
كمال زايدي اعلامي صفية····ينبوع العزاء
تعود الذكرى··· وتعود معها الفجيعة موشاة بندوبها·····يعود معها العزاء من عمق القلب···
تعود صفية موشاة بعبق رائحة الرمل الذي يحرس مدينة العين الصفراء من فيضان الموت ···خطف بابنته في شتاء عاصمي كسول··· قبله فيضان الوحل···دكّ جسد الطاهرة ايزابيل ابرهارت ···بعده فيضان العمر······ اختطف في فجاة اب الانسان الاب كوميناردي····
ماذا تحكي المقبرة···مقبرة سيدي بوجمعة··· ؟؟
للحزن لذة ··· وللبكاء وميض··· ولصفية كل الطعم···هذه الزنبقة التي غيبتها ارض اليباب ··· ولفظها الجسر الى هواء الغياب ··· ككثير من اسمائنا غابت···سبتي ··· علولة ··· مجوبي···بوخالفة ··· جاووت ··· لم يتركوا الا صهيلا خافتا وبصمات لحوافر خيول محاها النكران····
ماذا احكي ··· عن صفية··· سيدة المقام والحكاية···؟؟؟
للذكرى نزيف ··· وللصمت فناء ··· ولصفية كل الكلام···هذاالحرف الذي قتلته الكلمات، جرح من جسد جزائري جريح ·· احتفت بها الجسور ····· والتهمتها العاصمة يافعة وخصبة ··· عندما تجوع البيضاء تأكل
أبناءها كالقطط ··· القائمة على الباقي ··· على الاحرف النازفة···
ماذا احكي ···عن صفية····سيدة
الرمل···؟؟؟
للغياب حسرة ··· وللموت وميض ··· ولصفية كل الحياة ··· اكتب عنها··· عن حبات الرمل تلامس وجنتيها برفق في غيابها الابدي ··· عن وجهها القمحي المشدود الى شرفة الخراب ··· عن عينيها المفتوحتين على خرائط العتمة ··· عن شعرها المتهدل عبر منحدرات الصمت ···
ماذا احكي···عن صفية···غزالة الريح·· ؟؟؟
على الجسر البارد ··· سقطت سنونة الجنوب ··· مع المطر جاءت ، وحين غاب ، كانت هي الاخرى تعقد ضفائرها ··· سقطت العصفورة ونامت ··· عندما ذابت في الحلم ، كانت اقدام البرابرة تدوس على قامتها الرهيبة ··· وتشرب على صوتها نخب العزاء····
للادب قصة ··· وللقصة مراسيم ···· ولصفية كل اللغة ··· اسمع الان صوتها يأتيني من جوف المدى البعيد الذي يفصلنا ···· أسترق الأذن الى تبتلها الصوفي ··· الى صلاتها في محفل الاولياء الصالحين ··· سيدي الشيخ ····· سيدي احمد المجدوب ··· لالا صفية ··· كانت لالا صفية تراقب ببطأ
جنينها الحي سيدي يحي ····للاسماء اسرار ··· و للاولياء اسرار ··· ولصفية كل العمر·····
اليك ···· هذا العزاء المتاخر ··· عذرا ان تخلفت عليه····
المترجم الجزائري مارسيل بوا لـ ''الأثر''
الطاهر وطار ظلم الطاهر جاوت حتى بعد وفاته
ارتبط اسم مارسيل بوا خصوصا بترجماته للأعمال الروائية للراحل عبد الحميد بن هدوفة، إلى الفرنسية· يعترف محمد ديب بأن مارسيل بوا كان صاحب الفضل في أول مبادرة تقريب بين ما يكتب بالعربية و ما يكتب بالفرنسية في الجزائر المستقلة· كما سبق أن نوه بمجهوداته الأدبية كثير من الكتاب المعروفين الآخرين، على غرار رشيد ميموني و الطاهر جاوت· زرناه منذ بضعة أيام في بيته-مغارته الأدبية-وكان لنا معه هذا الحوار·
أجرى الحوار: سعيد خطيبي
معروف بأنك من مواليد منطقة /لا سافوا/، شرق فرنسا، عام .1925 حاصل على شهادة ليسانس في الآداب الكلاسيكية، عن جامعة ستراسبورغ، عام .1954 حدثنا عن بداية توجهك لتعلم اللغة العربية؟
بدأت تعلم اللغة العربية بتونس، بالمعهد العالي للدراسات العربية و الإسلامية - قبل أن يتم تحويله إلى روما الايطالية- منتصف الخمسينيات من القرن الماضي·، استجابة لبعض ضروريات دراسة علم اللاهوت· تعلمت بداية اللهجة العربية التونسية· بعدها، بداية الستينيات، انتقلت إلى بيروت بلبنان، أين اشتغلت مدرسا للغة الفرنسية· في تلك الفترة، تابعت تعلم العربية برفقة تلاميذي (يضحك!)· وصلت إلى الجزائر، عام ,1961 قصد تسيير شؤون مجلة /المغرب- الشرق الأوسط/· اذكر بأنه تم شل المسار المدرسي سنة ,1962 أجلت دورة البكالوريا، إلى شهر سبتمبر· مما سمح لي بالتحضير للامتحانات جيدا خلال فصل الصيف· نجحت في الحصول على شهادة البكالوريا تلك السنة و انخرطت في معهد اللغة العربية بجامعة الجزائر أين نلت شهادة الليسانس عام .1968
ربما أهم دافع إذا إلى تعلم اللغة العربية هو ضروريات دراسة علم اللاهوت؟
ليس تماما· أنا لم أكن مضطرا يوما للقيام بفعل ما· إنما هو اختيار، و أنا اخترت التوجه لتعلم اللغة العربية·
ماذا تذكر عن سنوات بداية إقامتك بالجزائر؟
(يصمت قليلا) اذكر أشياء كثيرة· تغير البلد كثيرا· كان زمن جميل، أما اليوم فلم تبقى سوى الذكريات· اذكر نهاية عشرية الستينيات حين كنت اشغل منصب أستاذ بثانوية بن عكنون بخلافة، بعض الوقت، أستاذات يخرجن في إجازات أمومة (يضحك!)· ثانوية المقراني أين التقيت، لأول مرة، بالصديق عبد الله المازوني، صاحب الكتاب المهم /الثقافة و التعليم بالجزائر وبمنطقة المغرب العربي/، الصادر عن منشورات ماسبيرو، عام .1969 كان رجلا رائعا· احد مزدوجي اللغة الجيدين القلائل الذين عرفتهم الجزائر· يجيد العربية و الفرنسية بإتقان· لا يجب أن نتناسى اليوم مجهودات هذا الأخير في تطوير الفعل الثقافي و الفكر الحداثي بالجزائر· عبد الله المازوني هو من عرفني على عبد الحميد بن هدوفة· هو من نصحني أولا بمطالعة /ريح الجنوب/ التي كانت ثاني رواية أطالعها باللغة العربية، بعد رواية /سارق الأوتوبيس/ لاحسان عبد القدوس·
إذا قرأت /ريح الجنوب/ ثم ترجمتها؟
صحيح· لم تكن، في البداية، تراودني فكرة ترجمتها· لكن، كما قلت، ظل عبد الله المازوني سندي و دافعي لولوج عالم الترجمة·
هل أبلغت بن هدوفة، قبلا، بنيتك في ترجمة روايته؟
كلا! لم يعلم بالموضوع سوى بعد الانتهاء من الترجمة·
كيف تم استقبال تلك الترجمة في الأوساط الأدبية، خصوصا كونها أول ما يترجم عن الأدب الجزائري المكتوب باللغة العربية؟
اذكر بأنها لقيت استحسانا واسعا· خصوصا من طرف الكتاب الجزائريين الفرانكفونيين· اطلع عليها محمد ديب و أبدى إعجابه بالتجربة الروائية لبن هدوفة· تعددت الطبعات المتوالية· اذكر بأنه تم نشر خمس طبعات مختلفة في ظرف قصير· كما إن الترجمة إلى الفرنسية ساهمت في انتشار اكبر للنص الأصلي باللغة العربية·
كيف ذلك؟
تجسد هذا خصوصا بعد تبني الرواية في عمل سينمائي، للمخرج محمد سليم رياض الذي اشتغل على سيناريو مقتبس من ترجمة الرواية إلى الفرنسية·
توافق فرضية كون عبد الحميد بن هدوفة أول روائي جزائري باللغة العربية؟
هذا صحيح· ربما ظهرت قبله بعض المحاولات، على غرار ما كتبه أحمد رضا حوحو في /غادة أم القرى/ التي لا اعتقد بأنها تستجيب حقا لمعايير الرواية المتكاملة· بدأ عبد الحميد بن هدوفة تجربة كتابة كلاسيكية، لكنها تستجيب لمقاييس الرواية·
كيف كانت علاقتك الشخصية بعبد الحميد بن هدوفة؟
كان عبد الحميد بن هدوفة رجلا ذو قيم· كان أهم و أفضل رجل عرفته في مسار حياتي· كان شخصا منفتحا و جد متمسك بهويته و مكوناته الثقافية، في آن واحد· كنا نتبادل الزيارات ببيته بقرية منصورة، ببرج بو عريريج، و بيتي بلاسافوا، شرق فرنسا·
أنت اليوم تناهز الثالثة و الثمانين· صرت مرجعا في مجال ترجمة الأدب الجزائري، من العربية إلى الفرنسية· لم تظهر في الأجيال المتعاقبة، منذ الاستقلال، أسماء جادة كثيرة في هذا المجال من الترجمة؟
(يصمت قليلا) يعود ربما جوهر الإشكالية إلى غياب منظومة تربوية واعية و جدية· أعطيك مثالا، لما كنت شابا، كنت أطالع كثيرا الروايات· قبل اجتياز امتحان البكالوريا، كنت قد طالعت ما لا يقل عن مائتي رواية· كان راسي يغلي بكثير من العناوين و الكتب و الأفكار· كان فعل المطالعة في صلب اهتمامات أبناء جيلي· كان من السهل إن يتجه احدنا إلى مواصلة دراسات أكاديميية في الأدب و الترجمة، فينجح· أما اليوم، صرنا نشهد حالة تسيب كبيرة، في الثانويات كما في الجامعات· لو نبدأ من الأستاذ فستصاب بخيبة أمل· الغالبية لا يطالع كتابا واحدا كاملا طيلة العام· فما بالك بالتلميذ! للأسف، صار معهد الترجمة و اللغات لا يدخله سوى الفاشلون في دراساتهم، المرفوضين في شعب أخرى·
تبدو قلقا عن راهن الترجمة الأدبية في الجزائر؟
ما يؤسفني هو كون الجزائر تتمتع بخاصية الازدواجية اللغوية الني تفتقدها كثير من الدول العربية الأخرى· لكن للأسف، لم تستطيع الجزائر بعد استغلال هذه الخاصية· برأيي، لا تزال توجد كثير من الكنوز الأدبية التي تنتظر النور و تهم القارئ الغربي· لا يزال فعل الترجمة بطيئا عندنا·
للأسف، لم تساهم هذه الازدواجية اللغوية سوى في تأجيج أزمة ما يين المثقفين الجزائريين؟
كلا! إنما هي أزمة مفتعلة· أحيلك إلى عبارة قالها عبد الحميد بن هدوفة، في ذكرى إحياء أربعينية الراحل رشيد ميموني، بالمركز الثقافي الجزائري بباريس: /رغم اعتباري الدائم أن الجزائر في حاجة إلى كلا الأدبين، و دفاعي المتواصل عن ذلك في كل المحافل، ألا أنني أقول بيني و بين نفسي: إن اللغة في الأدب وطن الكاتب و لو أنها في غير الأدب أداة تواصل (···) لا· الأدب لا تميزه اللغة· ولكن يتميز بالقضايا التي يعالجها· يتميز بقدرته، أو عدمها، عن التعبير عن إنسانية الإنسان (···) ما يفرق بين أدب و أدب ليس اللغة، و لكن القيم الإنسانية التي يحملها· فالأدب الظلامي سواء كتب /بلغة الجنة/ أو كتب /بلغة الشيطان/ فهو أدب لا إنساني·
سبق و أن ترجمت بعض الأعمال الروائية للطاهر وطار: الزلزال، الشهداء يعودون هذا الأسبوع و عرس بغل· لكن، اليوم، ساءت علاقتك بهذا الأخير، بعد تصريحاته الجارحة التي عقبت اغتيال الكاتب الطاهر جاوت؟
صحيح· الطاهر وطار رجل و روائي احترمه· لكنه تجاوز حدوده كثيرا و صرح بكلام، لا يليق بمقامه، إزاء شخص الراحل الطاهر جاوت· ما معنى أن يصرح: /اغتيال الطاهر جاوت خسارة لفرنسا و ليست للجزائر/· ما معنى هذا الكلام؟ كيف يصدر عن روائي محترم مثل الطاهر وطار· ما ذنب الطاهر جاوت أن لا يكتب سوى بالفرنسية، اللغة الوحيدة التي يتقنها· الطاهر وطار ظلم الطاهر جاوت حتى بعد وفاته· صحيح أنني ترجمت أعماله الروائية الأولى، لكن، اليوم، لو أن الطاهر وطار ينشر رواية /عالمية/ فلن افكر في ترجمتها·
مؤخرا، ابدى الطاهر وطار، في حوار مع /الجزائر نيوز/، تحفظا إزاء هذه التصريحات؟
مهما قال و مهما سيقول يظل، بنظري، الطاهر جاوت احد أهم الكتاب بالجزائر·
ترجمت أيضا روايتي /فتاوى زمن الموت/ و /بوح الرجل القادم من الظلام/ لإبراهيم سعدي· ما هو انطباعك حول هاتين الروايتين؟
جاءت هاتين الروايتين ضمن مرحلة مهمة من تاريخ الجزائر· تحملان كثيرا من الأبعاد الإنسانية و قدرة على التحليل و البحث عن إدراك أهم العناصر التاريخية القادرة على صنع التغيير·
آخر ترجماتك هو رواية /كتاب الأمير/ لواسيني الأعرج·
نعم· ترجمت هذه الرواية الضخمة بشغف كبير· أهم ما أثارني في هذه الرواية هو التفتح الفكري الكبير للأمير عبد القادر الذي استطاع خلق جسر تواصل مع أسقف الجزائر آنذاك أنطوان ادولف دوبيش· بدأت العلاقة ما بين الرجلين في حادثة تبادل أسرى، ثم تواصلت عبر تبادل رسائل، قبل أن تتجسد في لقاءات مباشرة بمنفى الأمير عبد القادر بفرنسا· يعد الأمير عبد القادر احد أهم رموز حوار الديانات بالوطن العربي· يؤسفني أن مشروع تبني هذا العمل سينمائيا لم ير بعد النور·
كم استغرقت ترجمة تلك الرواية الضخمة إلى الفرنسية؟
لا اذكر المدة تحديدا· أنا لا اشتغل بشكل منظم بصرامة· لكنني أقول بمعدل ثلاث ساعات لكل صفحة·
حول ماذا تشتغل الآن؟
أنا حاليا بصدد ترجمة رواية جديدة لواسيني الأعرج، تحمل عنوان /سراب الشرق/، ستصدر شهر جوان المقبل، في أربع لغات مختلفة، بعد اختيارها في مسابقة أدبية من تنظيم مشترك لمركز الآداب و الفنون لدولة قطر و اليونسكو، حيث تم انتقاء روايات تتطرق لراهن و تاريخ منطقة الشرق الوسط، لكتاب كثيرين، نذكر منهم واسيني الاعرج و أمين معلوف· تنطلق أحداث هذه الرواية من تاريخ سقوط برجي التجارة العالميين، بنيويورك، في 11 سبتمبر ,2001 لتغوص في الجذور التاريخية للصراع القائم حاليا بمنطقة الشرق الأوسط·
قرأت و ترجمت كثيرا من الروايات· ألم تفكر في كتابة رواية؟
لم تراودني هذه الفكرة بعد (يضحك!)
سايرت مختلف التحولات السياسية والثقافية بالجزائر، منذ .1962 ألم تفكر في كتابة مذكرات؟
لم أفكر بعد في هذا الموضوع· ما يؤسفني حقا هو عدم تدوين ملاحظات حول علاقتي بعبد الحميد بن هدوفة، خصوصا خلال السنتين الأخيرتين من حياته· مع بداية اتساع العنف الاسلاموي بالجزائر·
بعيدا عن الأدب، كيف تعيش حياتك اليومية؟
أنا هنا بالجزائر، ارأس الكنيسة الكاثوليكية بالقبة· تربطني كثير من العلاقات مع المثقفين الجزائريين و بعض الزملاء القدامى في قطاع التعليم·
PH/ DjazairNews
أ- مونيس بخضرة جامعة تلمسان فلاسفــــــــة الخــــــــوف
أسئلة كثيرة تتداعى للذهن حول مصير الفلسفة بعد وفاة أرسطو طاليس أو ما يسمى بالفلسفة الهلينيستية، وأسباب إنحدارها السريع وانحصارها في مسائل الهلع والخوف الذي بدأ يتسرب إلى شوارع أثينا من كل صوب، فلسفة تنكس واقع الإغريقيين المليئ بالأهازيج والنشوات، نشوات كثير منها ما نتجت عن ما وصلت إليه المعرفة، خاصة منها المعارف العقلية التي شكلت قشرة فوقية على العقل الإغريقي، فكان مشدودا إلى السماء أكثر من إنشداده إلى الأرض وهو إنشداد الحضور- أنا الإغريقي- أنا أفلاطون العارفة التي لم تتجاهل معارفها الكاملة جعلت منه رجلا فاضلا و مواطنا صالحا يثير إعجاب الناس، أفلاطون كان يعتقد أنه رسول بعث من عالم الكليات ليذكّر أبناء جلدته عن عالمهم الأصلي الخالد الذين نسوه يوما ما بفعل النسيان، هم يعشون عذاب الفساد وألام سراب العالم، فالعالم لا يمكن معرفته لأنه مجرد صور وخيال، فمعرفته مستحيلة وكل ما نصل إليه فيه هو الظن فقط، إننا نعيش صور الحقيقة فقط لا الحقيقة ذاتها و عالمنا هو أحد صورها الزائفة، أفلاطون هو الوحيد نزلت نفسه إلى أثينا دون أن تتجاهل وظيفتها الفلسفية الشيئ الذي جعله يحتقر يوميات أثينا الغارقة في الجهل الذي جعلها رذيلة، و أما تلميذه أرسطو كانت عيناه مشدودتين إلى واقعه، و لا أحد ينكر أن نعمة أثينا ظهرت في شخص أرسطو رغم أنه لم يكن أثينيا، أحب أفلاطون و أكاديميته و أحب الحقيقة، فهو القائل/أحب أفلاطون وأحب الحقيقة ولكني أفضل الحقيقة على أفلاطون/، هذا ما جعل أرسطو ينسحب من أكاديمية أفلاطون عندما تولى رئاستها رجل قليل المواهب يدعى سيرسيبوس ابن أخ أفلاطون، علّم الإسكندر ثم عاد إلى أثينا سنة 355قم ليأسس منتزه قرب معبد أبولو ليكيوس الذي به سميت مدرسته ليكيوم أي ليسيوم - ليسي-·
إمتلك هذا الرجل معارف موسوعية جعلته يبدو وكأنه ليس من أبناء البشر، فقانون الغائية على سبيل المثال توصل إليه من بحوثه في علم الأحياء مستنتجا أن لكل كائن غاية طبيعية يسعى إليها في وجوده، الأمر الذي جعل أفكاره العلمية و الفلسفية تتحول عبر الأجيال اللاحقة إلى مسلمات راسخة الصحة، يدافع عنها معتنقوها مثلما يدافعون عن معتقداتهم الدينية حتى درجة الموت، خاصة بعد إكتشافه علم المنطق الذي يعصم العقل من الوقوع في الزلل، ظن فيه أرسطو أنه آلة العلوم كلها و محركها، الذي زاد نظام معارفه صلابة واتساقا، بالإضافة إلى علم الخطابة والبلاغة و الأخلاق والسياسة والطبيعة و ما وراء الطبيعة (ما بعد الطبيعة)·
في نظرنا أن ما وصل إليه أفلاطون و أرسطو في المعرفة عموما وفي الفلسفة على الخصوص من تقدم لا مثيل له في تاريخ المعرفة حينما جعل من الفلسفة علما شموليا كونيا، بعد أن ربطا بين فروع المعرفة كلها برابط منطقي يستحيل تمزيقه و تفكيكه، هو السبب الذي جعل الفلسفة تنتقل من ما هو معاش يومي إلى ما هو مفارق للواقع في شكل نسق محكم الأجزاء اختزلت الماضي والمستقبل في الحاضر، نسق غلق أبواب الفكر والتأمل، بمعنى أن كل ما يمكن التفكير فيه أصبح مفكرا فيه ولا حاجة لإجهاد العقل في ذلك·
إن نسقية أفلاطون وأرسطو هي التي كانت وراء إنحطاط الفلسفة بعدهما لأنهما لم يتركا حقولا للعقل لكي يعمل فيها و ينتج، ليرميا بثقلهما على مستقبل العقل والفلسفة ، ثقل الانتكاسة الكبرى جعلت منهما يهيمنا على الفلسفة إلى غاية ظهور الثورة العلمية الكبرى التي عرفت كيف تحدث شقوق في فلسفتهما بعدما كشفت عن أخطائهما خاصة ما تعلق بالعلوم التجريبية كمركزية الأرض وغيرها·
توقفت مسيرة أرسطو بعد وفاة الإكسندر، كان هذا الأخير قد طلب من المدن اليونانية أن تمنحه شعائر الآلهة بدوافع سياسية محضة، هذا الطلب ولد إستياء عميق في نفوس اليونانيين وخصوصا وأنه طلب منهم أيضا إعادة المنفيين إلى بلادهم من أجل خلق الإستقرار في اليونان، رغم هذا الإعتراض إلا أنها أقرت بألوهيته، في هذه الفترة شعر أرسطو بتهديد يتربصه، وهو تقديمه للمحاكمة بتهمة الكفر وعدم التقوى فهرب إلى أنثاكليس حيث توفي سنة 322 قم، فكان أرسطو بحق قد مثل آخر حلقات الفلسفة التي تعبر عن الحضور و القوة و العزة، فلسفة تمكنت من ربط أوصال الوجود سواء المعطى الحسي المؤول عقليا وأشكلت أشياء الوجود وفق طبقات المنطق حتى صار الوجود ممنطقا، إذن الوجود لم يكن يوما ما فوضى و عماء و إنما كان منذ الأزل منظما ومرتبا ولا زال كذلك، لا تسبق أجزاؤه بعضها البعض، ولو كان ذلك لا حدث الفساد وزال الوجود بأزله، إنها عبقرية لامعة في تاريخ المعرفة لم يترك فراغا من الطبيعة إلى ما بعد الطبيعة، لم يكن في ذلك أفلاطونيا كما لم يكن سوفسطائيا وإنما كان أرسطو·
ولكن ما الذي حدث للفلسفة بعد أرسطو؟، وما الذي أصاب الفلسفة وفلاسفتها؟
انتكاسة الفلسفة
شهدت الفلسفة بعد رحيل أرسطو إنتكاسات متتالية خرجت على إثرها عن مضمونها الحقيقي التي وجدت من أجله، فبعدما كانت تمثل الحضور تبحث في الوجود واللاوجود وفي العقل و وظائفه التي شكلت مواضيعها الأساسية، تراجعت وانحسرت خلال الفترة الهيلينستية منكمشة على مواضيع النفس، فلم تعد تتجاوز حدود النفس وأعماقها إلى ما هو عقلي و ما هو كوني، مكتفية بطرح تساؤلات تعكس الخوف والنفور بكل أشكالهما، فلم تعد تهوى المغامرة المعرفية كما كانت في عهد سقراط و أفلاطون و أرسطو، والحقيقة أن هذا الانحدار الفلسفي كان متوقعا نظرا للتطور البالغ الذي وصلت إليه الفلسفة فيما سبق كما ذكرنا في عامل إنحدارها الأول، أما العامل الثاني في نظرنا يعود إلى بحثها في اليوتوبيا التي ظهرت في أعمال أفلاطون وأرسطو المتأخرة والتي تمثل كتابات الشيخوخة، واليوتوبا بالنسبة لهما كانت الخيار الوحيد للإستمرار فيه فلسفيا وهذا راجع لإستنفاذهما كل المواضيع التي كانت في إمكان العقل والتي لم تخرج عن واقعهم ، هذا الإستنفاذ قادت فلسفتهما إلى خلق مواضيع جديدة أقرب إلى الخيال من الواقع ليبررا بها حضورهما الفلسفي في مجتمعاتهم إيمانا منهم بسرميدية الفلسفة وإطلاقيتها، هذه المواضيع اليوتوبية التي ظهرت في الجمهورية و في السياسة جعلت من الفلسفة تبحث في اللاشيء وفي لا ممكن على إثرها أصيبت الفلسفة بالخواء والجفاف خيبت أمالنا فيها ما كان عليهما أن ينهيا فلسفتهما بهذه النهاية المأساوية الفظيعة، والأكيد أن الفلسفة حينما تصير يوتوبية يصيبها الشلل الذي يفقدها حيويتها وجوهريتها ، فاليوتوبيا التي ختم بها أفلاطون وأرسطو فلسفتهما هي التي كانت أيضا وراء إنحطاط الفلسفة بعدهما ليتركانها مشلولة وعقيمة، لأن العقل الفلسفي الذي هندس الوجود مستفسرا في أصوله و مراتبه جعلته اليوتوبيا الأفلاطونية يبحث في اللامعقول وينسى ذاته ووظيفته، أفقدته بصيرته و مناهجه التي توصل إليها خلال قرون من التأمل والبحث، هذا الخروج اليوتوبي بث في فلاسفة الهيلينستية العجز و لم يعد الوثوق في العقل متاحا، وهذا عندما إنكشفت لهم حدود العقل في اليوتوبيا، فالعقل لم يعد في اللغوس وغير قادر على الإستقراء والإستنتاج، فكان محتما عليهم أن يعيدوا قراءة الفلسفة من جديد على أن الحقيقة لم تعلوا يوما على الإنسان، لم يعد لها الخيار سوى التعبير عن ما يجول في أعماقه، فلسفة مملكتها الجديدة هي النفس بجميع روافدها لا العالم ، عليك أن تستخرج الفلسفة من أعماقك، تلذذ لتجدها أو تهذب لتجدها أو تنسك لتجدها، و المهم اطمئن أنت والحقيقة شيء واحد·
هذا كان بمثابة إنحراف عرفته الفلسفة وانتكاسة حقيقية للمعجزة الإغريقية و للعصر الذهبي الأثيني ( الديمقراطية، سقراط، أفلاطون، أرسطو)، فالخوف بدأ يظهر في أفكار فلاسفة الهلينيستية إنه المصير المشئوم الذي دفع بديوجين من سينوب على تقليد سقراط في حياته، سقراط مقدس السيرة، على إثرها ظهر خشين المشاعر وغليظ القلب منغلقا على ذاته خائفا وزاهدا، أينما حل به الظلام نام، في الشوارع والوديان وفي المقابر والمعابد، حتى قيل عنه أنه نام في جرة كبير مقلوبة تستعمل لتخزين الحبوب، فقد زاره الإسكندر المقدوني في كورنث سنة 235ق م و سأله: هل أستطيع أن أقدم لك خدمة؟، فأجابه ديوجين وهو مستلقي على الأرض /بإمكانك و من معك أن تمشوا من أمامي ولا تحجبوا الشمس عني/، فقال الإسكندر لمن كان معه معلقا:/ لو لم أكن الإسكندر لأخترت أن أكون ديوجين/· ديوجين إختار الخمول في الحياة لم يكن يفضل شيئ ولا يحاور بل إكتفي بالتأمل في سلوكاته وفي سلوكات الحيوانات، فكانت طريقته في الحياة التي عرفت بالطريقة الكلبية متأثرا بمعيشة الكلاب، فأصبح كلبيا بردائه المصنوع من الصوف وبلحيته الكثة، في حين كان أرسطو يعتني بمظهره وبأناقته التي عرف بها في عصره، فكان الكلبيون يعظون الناس بلغة جافة خالية متمسكين بمثلهم الأعلى، و هو عدم التملق في الدنيا والتشبث بها،وحث الناس على الزهد والتقشف الذي يعدهم بالفرح والخلود والسعادة هذه الاعتقادات كانت طوبوية محضة أفرزتها اليوتوبيا·
ظل هذا السؤال (كيف ينظم الإنسان سلوكه في الحياة في خضم قوى هذا العصر الساحقة؟) مهيمنا على هذا العصر والتي حاولت فلسفاته أن تجد إجابة عن هذا السؤال، أهمها أن يجتهد الإنسان في السياسة وشؤون المدينة،و أن يهتم بأخلاقياته وأموره الخلقية وسعادته·
هذه الإجابات انخرط فيها أبيقور الساموسي رافضا النزوة الشهوانية واللذات الحسية المتنوعة، فالهدف الأساسي من وجودنا هو تهذيب أحاسيسنا وتحصيلنا المشاعر النبيلةو التحرر من القلق والهموم، فيجب على الناس أن يبتعدوا عن ما يقلقهم وما يزعجهم بما فيها العقائد الدينية السرية، فكان في فلسفته ذريا متأثرا بفلسفة ديمقريطس المادية حتى ذهب به الشأن إلى إعتبار الآلهة كائنات لها أجسام مكونة من ألطف الذرات يعيشون في الفضاءات الفاصلة بين العوالم ، وهذا الذي جعل فلسفته غير بطولية بل رجعية إنتكاسية، شاركت في زرع الرعب حينما اعتمدتها الطبقة العليا والغنية خاصة في العالم الروماني كـ هوراس الذي أعلن صراحة أنه خنزير ناعم الملمس في زريبة أبيقور، غدت فلسفته عقائد دينية إعتنقها الكثيرون من الناس، أما زينون القادم من مدينة كرتون المتأثر بآراء المدرسة الكلبية، خجولا وشديد التواضع يدرس تحت سقوف الأروقة العامة ومن هنا سميت مدرسته بالرواقية، التي دلت على حالته الميسورة، لم يكن يستطيع حتى أن يستأجر بيتا ليدرّس فيه تلاميذته، الذي علمهم كيف يحيون في عالم متنوع المظاهر والأشياء، الأمر الذي جعله ينتهج تعاليم هيراقليطس، على أن النار هي العنصر الأزلي والعالم كله هو صورة الإله الذي يظهر في النجوم و الكواكب وفي السموات، كما أنه جعل أرواح البشر عبارة عن ذرات نارية ناعمة تنجذب إلى السماء، وبناءا على هذه الأفكار أصبح كل ما هو طبيعي هو خير و حق، و الهدف من وجودنا ليس فقط الغرائز و اللذة بل الحفاظ على الكينونة والوجود سواء كان نباتا أو حيوانا أم إنسانا، فعلى الإنسان أن يقوم بأفعاله حسب مواضيعها الأصلية كما قال سقراط فيما سبق و التي وضعها الإله فيه، و على هذا فإن الرواقيين لا يتجنبون المتاعب بالابتعاد عن السياسة وغيرها·
إن الإعتقاد بأن العالم هو تعبير العقل الإلهي (اللغوس)عن ذاته قاد الرواقيين إلى التأكيد على فكرة القدر، وهو الأخر قادهم إلى التقوقع على الذات أحيانا وإلى الإيمان بالجبر والحتمية الدينية أحيانا أخرى، جعلتهم هذه التوجهات الفلسفية غير مستقرين في أفكارهم إنتهى بهم المطاف إلى الإنعزال والخمول، فما يمكن أن نستخلصه من هذه التجارب الفلسفية التي كانت بمثابة الثقافة الوحيدة السائدة في ذلك العصر هو أنها لم تخرج عن إطارها الخلقي و لم تعد بحاجة إلى مدينة واحدة و بيئة و محيط معين لها، لأنها كانت تنحوا إلى العالمية لا تعترف بالحدود الإقليمية غير قابلة للتحقق على أرض الواقع أصلا مثل جمهورية أفلاطون، مواطنو هذه المدينة العالمية ناس طيبون و أخيار بغض النظر عن طبقاتهم وانتساباتهم، فلسفات فضلت الزوايا كمساكن لها خوفا من تقلبات الوجود وغموضه، ولم يعد الحوار مجديا على فهم العالم موطن الشرور والغرائز، فلسفات انطوت على ذاتها مغيبتا العقلانيات الهلينية، من النفس إلى النفس هي علاقات مبهمة يمكن للفلسفة أن تسكن تخومها، تخوم أنجبت عصورا كاملة فرخّت فيها اليوتوبيا كل أحلامها، إنها العصور الوسطى·
PH/ DjazairNews
حوار مع الروائي الكوبي كابريرا أنفتي
لا أحد يعرف أين ينتهي الخيال وأين تبدأ الحياة
يعد الروائي الكوبي، كابريرا أنفتي، صاحب رائعة ''ثلاثة نمور حزينة'' أكثـر الكتاب اللايتينوأمريكين إثارة للجدل سوي بكتاباته النقدية وأو بتصريحاته الصحفية· هذا حوار أجرته معه مجلة لكميرا الإسبانية·
أجرى الحوار: ميغال رييرا
في كتاب القطيعة مع كابريرا إنفنتي اعتبرت رواية ''ثلاثة نمور حزينة'' كما لو أنها مجموعة قصص، هل تؤيد مثل هذا الطرح؟
ناقشت صاحب هذا المقال مطولا حيث أوضحت له أن مثل هذا الطرح هو العبث عينه، لماذا نعتبرها مجموعة قصص؟ لم أصرح أبدا أن العمل رواية بل قلت إنه كتاب يحتوي على مجموعة قصص، كما أنه من الممكن اعتباره مجموعة مقالات.
ولكنك عندما أوضحت أن الكتاب عبارة عن مجموعات قصصية لم تشر إلى بنية النص؟
نعم، ولكن بنية النص لا يمكن اعتبارها عملية تجميع للقصص إذا قرئت هكذا في الحرب كما في السلم، تلاحظ أن القصص قد كتبت عبر مختلف مراحل حياتي يجمعها طابع واحد، ولكن مثل هذا الطرح لا ينطبق على ''ثلاثة نمور حزينة'' التي تعبّر عن علاقة مباشرة بين كل شخوصها الذين يمثلون جزءا من العمل والذي يمكن أن نسميه ''المبتدئون''، قد تلاحظ أن حياتهم تطورت إما سلبا أم إيجابا، عموما أرى أن الحياة التي يعيشونها ليست مثالية بالنسبة لبعضهم إلا أنني أؤكد أن العمل ليس مجموعة قصص.
لنعد إلى موضوع الهيكلة، يقول ليفي ستراوس ''إن الأسطورة هي أحد الأشكال التي لا تمثل أي هيكلة'' هل يمكن تطبيق مثل هذه النظرة على أعمالك؟
لا أعرف جيدا ليفي ستراوس، لم أقرأ له أبدا، لكنني أعرف كتابا له بعنوان ''مناطق الاستواء البائسة''، أظن أن هذا العنوان أكثر من رائع، كما أنني أذكر إحدى الجمل الرائعة التي قالها ''الميلودراما هي إحدى الإبداعات الإنسانية المهمة كما اللغة''، أظنه يعد من أهم المفكرين في المجال الثقافي، أرى أن هذه الفكرة هي شيء أساسي عندما يتعلق الأمر بالموسيقى، فرغم وجود الفكر الطلائعي من ستين إلى سبعين سنة أظن أن الميلودراما تعد شيئا أساسيا في أي عمل موسيقي، هذا هو الشيء الوحيد الذي أعرفه عن ليفي ستراوس، أعلم أن القليل من اطلع على نظريته فيما يخص بنيات القص أو الأسطورة.
كيف توضح أن البنية داخل الألعاب هي عبارة عن لعب؟
أعتقد أن الفكرة التي ترى أن اللعبة الحقيقية هي تلك التي تتوافق ليس مع الكتابة فحسب ولكن مع كل نشاط إبداعي يقوم به الإنسان أنه نفس اللعبة التي نقوم من خلالها بتركيب مقاطع شعرية أو موسيقية· إن مفهوم اللعب في سن الطفولة قد ولى منذ تعديت مرحلة المراهقة، لم يعد يهمني في شيء مشاهدة مباراة في البيسبول رغم أنني كنت جد متعجب بهذه اللعبة، لقد دخلت في حياتي أشكال أخرى من اللعب منها لعبة الكتابة، عندما أهمّ بالكتابة فمعنى هذا أنني أمارس لعبة جد خاصة.
لكن مثل هذا اللعب له علاقة مع العملية الإبداعية؟
بطبيعة الحال، يجب أن تتحلى العملية الإبداعية بصفة اللعب· الفيلسوف الهولندي فزينجا ''"wizinga له كتاب بعنوان ''الرجل الذي يلعب''، حيث أبرز فيه أن اللعب أصبح مودة وأنا أتفق معه في هذا الطرح، يقول هذا الفيلسوف إن استعمال الباروكة في القرن الـ 18 والـ 19 والـ 20 ماهو في نهاية الأمر سوى عبارة عن لعبة اجتماعية· إذن، فالأدب هو أحد أشكال اللعب أنه لعبة اجتماعية لأن العمل الأدبي ليس ما كتبه الأديب فحسب، بل أيضا اشتراكه للقارئ، لأنه لا يوجد أدب بلا قراءة، فالكتابة من أجل الكتابة ليس شيئا مهما في حد ذاته، لذا نجد أن الكاتب هو أول من يقرأ كتاباته، فالكاتب هو الوحيد الذي يعبر عن فكره من خلال ما يكتب، وهذا هو غاية النقد، فكل النقاد يريدون أن يصبحوا ''ناقدا'' فهم يمارسون النقد من خلال قراءتهم للعمل الإبداعي.
لأضرب لكم مثلا زرت أحد نقاد الأدب وهو أستاذ بجامعة يال "YALE" قال لي ''أنتم معاشر الأدباء أسوأ نقاد لأعمالكم الإبداعية''، طبعا أنا لا أؤمن بمثل هذا الكلام، أرى أنه لا يوجد أحسن قارئ كالكاتب أظن أن هذا الإشراك في اللعب يشبه عملية الاستمناء، قد يكون هذا صحيحا لا أعرف، أستطيع أن أقول لك إنه توجد عناصر اللعب في أعمالي، لذا لا أزعم أن ما قد يبدو جادا يجب أن يحمل بمحمل الجد، في ذات الوقت أزعم أن ما قد يبدو لعبا أو نكتة قد يحمل بمحمل الجد.
هل عندما حاولت أن تبين الفرق بين الفن الحقيقي والفن غير الحقيقي أردت أن تقول أن الأول ينعكس على أعمالك؟
إذا سلمنا جدلا أن هناك فن خاطئ فيجب علينا أن نتساءل لماذا خاطئ، مثل هذا التساؤل يدخلنا في لعبة تلك الجملة الضرورية، وهي الفكرة التي تجعلنا نميز الفن الصحيح والفن غير الصحيح.
إن إحدى الجمل التي تتوافق مع ما كتبته توجد في رواية ''ثلاثة نمور حزينة''، حيث أبرزت الفن الشعبي من خلال الكتابة ثم الحدث مثل هذه الفكرة في رواية هافانا من أجل طفل مدفون، حيث أطلت في الحديث عن الفن السوقي· يمكن أن تمثل عدة أشياء شيء واحد، فالموسيقى الشعبية ما هي في نهاية الأمر سوى موسيقى سوقية إن ما عبرت عنه في رواياتي سالفتي الذكر أصبح جد متداول في إسبانيا، حيث أخذ الكتّاب الإسبان على عاتقهم ترويج تلك الفكرة بأنه إذا أردنا أن نتحدث عن الفن، فيجب علينا أن نستعمل الأحرف المبرزة عندما نتطرق إلى موضوع الموسيقى الشعبية والشعر الشعبي كذلك الشأن بالنسبة للرسومات الجدارية أن مثل هذا التفكير قد يبدو لي موقفا على الأقل عند كتابته بالإسبانية. يمكن اعتبار مثل هذه الفكرة كشيء جديد بالنسبة ''الثلاثة نمور حزينة'' بمعنى أنني أبرزت الجانب الهزلي كعامل أساسي داخل العمل الأدبي، حيث اعتبرت أن ديك تراسي ''DICK TRAXY'' كأحد أبطال إحدى الشخصيات.
يشير بيار كلاسترى إلى أن الكلمة في المجتمعات التي تملك دولة حقيقية هي حق للجميع بيد أنها في المجتمعات التي لا تملك دولة هي واجب الجميع، فمن وجهة نظرك ماهي العلاقة من منظور لغوي بين المجتمعات الأوروبية ومجتمعات اللاتينوأمريكية ذات الأصول الهندية؟
أظن أن الأمر لا يتعلق بالجانب اللغوي بقدر ما يتعلق بالجانب الاجتماعي الذي أعتبره أحد أسوأ الدراسات التي يمكن أن تقترب من الظاهرة الأدبية.
أعتقد أن كلمة علوم اجتماعية هي كلمة لقيطة، فمن المستحيل أن نتحدث عن علم واجتماع في نفس الوقت لأنهما ينتميان إلى لغتين مختلفتين.
بعض الأقسام كالقصة، الرواية، الخاطرة هي التي تحدد المسيرة السردية غير أن كابريرا انفتي يتحدث عن شكل جديد في العملية الإبداعية يتميز بها عن غيره ألا وهي استعمال المقالة·
استعملت المقالة كأحد أشكال التعبير الأدبي محتذيا في ذلك حذو يورخس حيث أضفيت عليها طابع الخيال، أظن أنه باستطاعتنا أن نحول المثال إلى سرد خيالي، أرى أن المقال يضع الكاتب في موضع مثالي، حيث يستطيع هذا الأخير أن يجعله شكلا من أشكال التعبير الخيالي، أرى أن كل كلمة لها مهمة محدودة وكل كلمة بإمكانها أن تلد العديد من الكلمات لها بناء وشكل معينين.
أصبحت أهتم كثيرا بالمقال، حيث بذلت مجهودا كبيرا لكتابة لم تظهر ثماره بعد قد لا ندرك بناءه إلا بعد 5 أو 10 عشر سنوات.
مثلا قد ننطلق في الكتابة من خلال عنوان وليس من خلال فكرة أو من خلال مجموعة كلمات، حيث أن الفكرة لا تشكل جزءا من عملية الكتابة.
أنا الآن بصدد تحضير نشر كتاب هو عبارة عن مجموعة مقالات بعنوان كوبالي، حيث أوليت اهتماما خاصا به كما لو أنه كتاب قصص أو ما نسميه اصطلاحا الرواية.
ماذا حدث أيضا مع روايتك أجسام مقدسة؟
إنها عبارة عن رواية أخذت تنمو شيئا فشيئا على مرّ الأعوام، حيث قمت بتقسيمها إلى أربعة أجزاء أرى أنها لم تصلح بعد للنشر، فهي متصلة فيما بينها في نص واحد يتآلف من خمسمائة صفحة تحدثت كثيرا عن أجسام مقدسة شرعت في كتابته ثم توقفت· كتبت سيناريو سينمائي كنت آنذاك جد مريض لذا توقفت عن الكتابة ثم كتبت مؤلفا عبارة عن قسيمات كما هو واضح في ''إطلالة الفجر في منطقة الاستواء'' ثم تركته فاتجهت إلى كتاب آخر ''أتيكا عودة الزيارة'' ليست عودة للزيارة وإنما عودة الزيارة، حيث أعطي فكرة ليس العودة فحسب إنما أقصد من هذا العنوان تلك الدائرة المغلقة، حيث نبدأ من حيث انتهينا وبما أنني أكتب كثيرا وضعت آلاف الملاحظات ولكنني يجب أن أكتب المقالات لأنني أراها شيئا مهما.
لكن ما هو مدى تأثير السينما على السياق الأدبي؟
لقد أثرت السينما على سياق حياتي أيما تأثير، كنت أتردد عليها منذ نعومة أظافري، كانت أمي تصطحبني ومنذ ذلك الحين أصبحت السينما شيئا أساسيا.
أستطيع أن أقرأ سيناريو فيلم قبل أن أشرع في قراءة كتاب ما، لقد تحوّلت إلى شخص جد محب للسينما لدرجة أنني أصبحت أجمع العديد عن شرائط الفيديو إلى جانب الأفلام القديمة، لقد ظلت السينما دائما حاضرة أكثر من الكتاب نفسه، فأنا أشاهد الأفلام أكثر مما أقرأ الكتب. لقد ساعدتني السينما في حل الكثير من مشاكلي أكثر من الكتب، لهذا تجد الكثير من السينما في ''ثلاثة نمور حزينة'' ليست تأثيرا من يذهب إليها إنما تجد تأثيرا عضويا بها.
ولكن حسب وجهة النظر هاته ألا تحيل السينما إلى حياة خيالية؟
بالطبع، توجد هناك حياة خيالية ولكن إلى أين ينتهي الخيال؟ وأين تبدأ الحياة؟ لا أحد بمقدوره أن يحدد في الواقع هذين الأمرين، لهذا لا أستطيع أن أتحدث عن شيء اسمه الواقع الآن، الواقع قد تحوّل في العديد من المرات إلى شيء آخر، إلى حلم، إلى كابوس.
ما الذي تعنيه بالنسبة لك كلمة أمريكا الخلاسية؟
أول من استعمل هذه الكلمة هو خوسي مارتي الذي لم يكن سوى أقل من الخلاسي نفسه أبوه من فالنسيا وأمه من كاناريا، عاش في كوبا 16 عاما، إنه المنفي بامتياز· استعمل هذه العبارة حتى يعارض تبني أمر الولايات المتحدة لهذه الكلمة إبان انعقاد الكونغرس، فرأى في ذلك سرقة لكلمة أمريكا· رغم أن هذه الكلمة كانت توجد من قبل، فهي لصاحبها التاجر الإسباني ذي الأصل الإيطالي أمريكو فسبوتشي ''Americo vespucci'' حيث تمت تسمية كل القارة بهذا الاسم، ولكن يجب علينا أن نمعن النظر فيما إذا كانت كلمة أمريكا الخلاسية قد تنطبق أيضا على بلد مثل الشيلي، الأرجنتين، الأوروغواي، لا أعتقد ذلك، هناك لا توجد خلاسية ظاهرة.

الاثنين، يناير 28

"أتساهمون في مسابقة بلا قانون "

قسنطينة في 27جانفي 2008
رسالة مفتوحة الى صحيفة النصر
"أتساهمون في مسابقة بلا قانون "
بقلم نورالدين بوكعباش
سيدي الفاضل
هاأنتم تشاركون في مسابقة رمضان لإذاعة قسنطينة الجهوية ومن غرائب المسابقة أنها بلا قانون داخلي يحدد مسارها صف ان فائزييها من أصدقاء بشكري وليس من المستمعين الحقيقيين ومن العجائب أن معدها نورالدين بشكري أعلن ارتفاع الجوائز من 30إلى 50جائزة حسب القانون الداخلي المجهول وهكذا هاأنتم تذهبون ضحية تلاعبات نورالدين بشكري الذي أبدع مسابقة إذاعية في خرق القانون وإهانة مؤسسات صحفية ومنها صحيفتكم في انتظار تحقيقكم حول أسرار مسابقة رمضان
شكرا

أرسلت هده الرسالة إلى مدير التحرير سليم بوفنداسة صحيفة النصر

اخبار واصداء بقلم نورالدين بوكعباش

لاول مرة في تقديم المواجيز الاخبارية يحدث تغير فجائي عشية الأحد السياسي فبعد صوت صوفيا رمضاني جاءت أنغام
حسين جصاص لتكملها همسات سامية قاسمي وتنهيها ذكريات حياة بوزيدي
وما بينهما من خروج صوفيا رمضاني لالتقاط الحصيلة الأمنية لمدينة قسنطينة ودخول سامية قاسمي لمقر الدائرة لالتقاط نبا التقاط الصورة الأخيرة الجزء الثاني من مسلسل باردو ووقوف حسين جصاص إمام زعيم نقابة الخبازين الذي أعلن غلاء معيشة الخبازين على غرار المواطنين البسطاء وهكذا فبعدما انتقل إبراهيم وطار لمعرض الصحافة وارتقاء الهام بن حملات لإدارة الأخبار جاءت نبرات الصحفية مني العشي لتنعش غداء القسنطينين بالأخبار الصحفية الميتة من ثلاجة الأخبار المحلية مادام العمل الإخباري الجواري غائب في إذاعة قسنطينة
-قدمت الأديبة الرسمية منيرة خلخال في حصة أصوات المدينة وبحضور المخرج محمد حازرلي اهم النشاطات الثقافية لموسم 2007
حيث حددتها في
مسابقة الإنشاد الديني بالإمارات .
تنظيم جمعية ليما لمهرجان الجار في قسنطينة تحت رعاية الوالي المغرور
طبع جمعية أصوات المدينة ل12مؤلف أدبي في ظل عياب الإمكانيات علما أن جمعية أصوات المدينة تحصلت على أموال الجمعيات الثقافية واستولت عليها عبر طرق غير قانونية كما أنها شاركت في الأسبوع الثقافي القسنطيني بوجهين ثقافيين احداهما نائبة مدير الثقافة وثانيهما رئيسة جمعية ثقافية تابعة لمديرية الثقافة
ويذكر أن نسيمة بوصلاح رفضت المشاركة في تقديم برنامج أصوات المدينة الإذاعي عشية الأحد
نتيجة لكوارث الأسبوع الثقافي القسنطيني في الجزائر ما أرغم منيرة الغبية على استدعاء المخرج حازرلي
لمرور بث حصتها التجارية خشية توقفها .
احتلال الفائزة الرسمية نسيمة بوصلاح وتربعها على عرش مسابقة العرب بقناة المستقلة بعد احتلالها المراتب الأولي في مسابقة فرسان الكلمة لصحيفة الأيام الجزائرية وفي انتظار أسرار نسيمة بوصلاح حول طرق احتلالها المراتب الأولي وأساليب حصولها على مسابقة ابن باديس لمنظمها سعد بغيجة الذي قطف من خزينة الولاية 200مليون لتقديم فتاتها لبعض الأدباء والباقي لجيب المنظم القانوني

وهكذا فقد تناست الأديبة الرسمية الأحاديث الثقافية التالية
طرد مثقف جزائري من بوابة نادي فكر وفن من طرف منيرة سعدة خلخال وبموافقة الأديب الانتهازي محمد زتيلي الذي تناسي مراسيم طرده العلني أمام الصحافيين عشية 27ديسمبر 2006
ليعلن في بداية 2008عن تأسيس نادي فكر وفن بمدينة سطيف فأي خيانة محمد لأكاذيب زتيلي
استقالة رابح تمالوسي من إدارة إنتاج إذاعة قسنطينة بعد مشاركته في نادي فكر وفن رفقة الصحفي علاوة بوالشلاغم بعد اعترافه بتدني مستوي المنتجين والمذيعين لإذاعة قسنطينة ودلك فور نشر الخبر في صحيفة الخبر مما اضطر الإدارة إلى تعيين خلاف نعمون على راس إدارة الإنتاج لكن عجزه أرغمه لتقديم الاستقالة عشرة أيام بعد تعينه لتعود قيادة إدارة الإنتاج لرابح تمالوسي الذي رفض تسمية إذاعة قسنطينة مطالبا بالحفاظ على اسم إذاعة سيرتا
تعيين مدير الثقافة الجديد مصطفي نطور للمهرج المسرحي والإداري البيروقراطي نورالدين بشكري على راس مدير مسرح الهواء الطلق دون استشارة المثقفين الحقيقيين كما أن زيارته إلى تدييس وإعلانه عن مشروع إحياء منطقة تيديس جعل الولاية تحلم بأموال قارون
منيرة سعدة خلخال تجمد نشاط جمعية الأمين العمودي وتمنعها من النشاط الثقافي خشية ضياع الريع التجاري من أحضان جمعيتها
مواصلة حراس دار الثقافة محاصرتهم لدخول المثقف المهمش لدار الثقافة خاصة الحارس الشاب عبد الغاني الذي انتقل من هندسة الصوت إلى حصار المثقفين وبيع كتب العارضين والدي توصلت عبقرية إلى إبداع قرار شخصي وتوقيعه خرافيا مقابل منع مثقف من نشاط ثقافي رغم أن شعار نادي منيرة "حضوركم يشرفنا "فهل أدركت الديكتاتورية منيرة سعدة خلخال أخطائها التاريخية
منيرة سعدة خلخال توقف نادي الاثنين وتتكفل بعزل الأعضاء النشيطين لجمعية أصوات المدينة مقابل الحفاظ على زميلتها نسيمة بوصلاح التي تلعب دور المعارضة الثقافية مع الأديبة لمهمشة صليحة نعيجة لتنتهي باستقالة صليحة نعيجة من الجمعية لتبقي منيرة خلخال ونسيمة بوصلاح وخياطة الجمعية في الزعامة بعد إسكات نادية قيطة في برنامج أصوات المدينة وترقية الشاعر البدائي ريغي شوقي أدبيا و عادل ريغي عيسا ويا
لتنتهي بتعيين قائمة منيرة خلخال ونسيمة بوصلاح وريغي شوقي ويخلف عبد السلام كمنتوج مدينة قسنطينة
وطبعا دون نسيان حضور جمعية أصوات المدينة عبر منخراطيتها وخياطاتها في أروقة قصر الثقافة


منيرة سعدة تنتقل من العزل الثقافي لمثقفي المدينة إلى إصدار برنامج أذاعي بمشاركة نسيمة بوصلاح نائبة الجمعية وبوساطة المذيع معتز بلهوشات الذي اقنع مدير الإنتاج رابح تمالوسي بأهمية الحصة الثقافية دون الافصاح عن خطتهوابراز حقيقة دفاع معتز عن حصة منيرة خلخال خشية سقوط القناع عن خطته للرحيل بجمعيته الى اروقة الجزائر ودلك بعد اقناع منيرة بحضور جمعية صوفيا في الأسبوع الثقافي القسنطيني تنجح الخطة تبدأ الحصة تحدد القائمة يفوز معتز بالصفقة في حين تنكشف الخطة عشية السنة الجديدة حيث أعلن غياب حصة أصوات المدينة لكون منيرة وبوصلاح ضمن الوفد المشارك في الأسبوع الثقافي يبرر غياب الحصة ويسكت عن التفاصيل
ليغادر قسنطينة رفقة أول وفد متنكرا لحافلة الصحافيين ليمسي مراسل قناة قسنطينة الإذاعية شكليا وقائد الصفقات الغنائية لجمعية صوفيا العيساوية


مديرية الثقافة تتحول إلى استقبال الوفود الغنائية في إطار مهرجان المألوف الفاشل بقسنطينة




افتتاح مسرح الهواء الطلق وفق حراسة أمنية مشددة مع مواصلة توزيع الدعوات المجانية على أصدقاء مديرية الثقافة


منيرة سعدة خلخال تشارك بجمعيتها في مسابقة رمضان الغير قانونية تحت لواء مديرية الثقافة وليس في اطار الجمعيات الثقافية المستقلة ودلك بمجموعة كتيبات

الأديبة صليحة نعيجة تستقيل من جمعية أصوات المدينة أواخر ديسمبر وتشعل حربا ضد منيرة عبر الانترنيت

الأديب عبد الغاني ماضي يتوجه لمدير الثقافة مستفسرا حول الأدباء المشاركين ليصطدم بكون القائمة قدمت للوالي ولا يجوز تعديلها
قافلة منيرة تغادر قسنطينة إلى الجزائر لمدة أسبوع مع بداية السنة الجديدة

منيرة تعود من الجزائر لتبحث عن المثقف المعارض لأسبوع الثقافي القسنطيني
معتز بلهوشات يتبرآ من جمعية صوفيا ويعلن مشاركته كفرد لا جمعية في الأسبوع الثقافي القسنطيني
منيرة خلخال تستضيف محمد حازرلي بعد هروبه من إدارة البلدية ثقافيا وانشغاله بأعصاب وأوتار
مديرية الثقافة تمنح ترميم السويقة لجمعية محلية وتهين شركة ايطالية
احلام مستغانمي تعلن نقل جائزة مالك حداد لدول عربية بعد اكتشافها نفاق المثقفين وتبدير الانتهازين لاموال الجزائر عاصمة الثقافة
سكان قسنطينة يساندون موقف احلام مستغانمي ويعلنون حربا على مديرية الثقافة ويطالبون بفتح تحقيق حول أموال الأسبوع الثقافي القسنطيني في الجزائر

بقلم نورالدين بوكعباش