تم إنشاءه بتاريخ الجمعة, 18 جانفي 2013 19:16
الزيارات: 2508
عندما أردنا الخوض في موضوع زنا المحارم لم يكن في نيتنا صبّ الزيت على
النار بقدر ما كان وضع الأصبع على الجرح النازف الذي لا يريد أن يندمل
وأمام بحث دام قرابة الشهر عن عينات الموضوع، وقفنا أمام حقيقة صادمة ربما
ستنفجر يوما في المجتمع إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
ولمسنا ذلك من خلال احتكاكنا مع أعضاء مركز الإصغاء المكلفين بتلقي
المكالمات والشكاوى بخصوص مواضيع كثيرة لا يستطيع الفرد حلّها لوحده دون
اللجوء إلى المساعدة، بالإضافة إلى أعضاء جمعية ندى لحماية الطفولة التي
أكد لنا الناشطون فيها من محامين ونفسانيين على ارتفاع عدد الشكاوى من سنة
لأخرى حتى صارت اليوم تتلقى على الأقل من اثنين إلى ثلاث شكاوى في اليوم
الواحد بخصوص اعتداءات زنا المحارم، من مختلف مدن الوطن.
هل يمكن أن نصمت أمام هذا الوضع؟ ألا ترون بأن المسألة تحتاج إلى صرامة
أكثر في القانون وجدية في معالجة المسألة من خلال الاختصاصيين من نفسانيين
واجتماعيين وقانونيين، حتى نحد على الأقل من هذه الظاهرة التي ستصير مع
الزمن أكثر من عادية؟
من خلال القصص الحقيقية التي سيتم عرضها خلال هذا التحقيق سترون وحوشا
بشرية استحلت اللحم البريء لتحوّله إلى أداة لإطفاء رغباتهم ونزواتهم دون
مراعاة وازع الدين أو نظرة المجتمع وما يزيد ألما في الموضوع أن المعتدي هو
الاب أو العم أو الجد الذي من المفروض أن يكون هو حامي عرضه وشرفه ليتحول
إلى وحش كاسر يجني على أشخاص لا ذنب لهم سوى البراءة في بعض الأحيان أو
الضعف في أحيان أخرى.
زوجتي حملت من والدها
بعد اتصالات كثيرة قبل المدعو حسان أن يقص علينا قصته التي وعلى الرغم من
أنها عولجت في المحكمة وصدرت بحق مرتكبيها أحكاما قضائية، إلا أنه ما يزال
مجروح القلب والخاطر، وبعيون دامعة قال "لم أكن أعرف بأن القدر سيكافئني
بهذه الطريقة، فبعد أن تعرفت على زوجتي التي كانت في البداية حبيبتي وصارت
في ما بعد أم أولادي، عرفت فيها الطيبة والأخلاق هذا ما شجعني أن أبعث بأمي
حتى تخطب لي هذه الفتاة وأرتبط بها على سنة الله ورسوله، وبعد سنوات من
العشرة أنجبنا خلالها ثلاث بنات، بدأت الشكوك تراودني لأن المعاملة الطيبة
للزوجة اختفت وأصبحت كثيرة الدخول والخروج لدرجة أنها لم تصبح تطيق لي كلمة
ولا تريد أن أعرف عنها شيئا"، يضيف حسان، راقبتها مدة طويلة ولم أصل إلى
"رأس الخيط" ولكن الزمن كان يخفي لي مفاجأة صادمة حينما عدت للمنزل ذات يوم
على غير العادة، لأجد زوجتي في السرير مع والدها!
لم أصدق ما رأيته ومن هول الصدمة أردت أن أقتلها وأقتله ولكن بعد الصراخ
الذي جعل الجيران يتدخلون هربت هي ووالدها حتى تم إلقاء القبض عليهما من
طرف الشرطة بعد أمر من وكيل الجمهورية.
مثلت الزوجة ووالدها أمام قاضي التحقيق واعترفت بأن والدها كان يراودها
منذ أن كانت طفلة صغيرة واستمر الحال حتى بعد زواجها لتدخل معه في علاقة
كاملة بكامل إرادتها، واعترف الوالد أيضا بالجرم المنسوب إليه ليودعهما
القاضي بعدها السجن وقد حكم بعشر سنوات لكل واحد منهما.
لم تنته القصة هنا لأن الزوجة الخائنة بعد دخولها السجن بدأت تظهر عليها
أعراض الحمل واستمرت لمدة تسعة أشهر حتى وضعت الطفل في السجن، ليستدعى
زوجها من جديد من أجل تحليل الحمض النووي لمعرفة نسب الطفل لتكون الصدمة
مرة أخرى بعد أن أظهرت النتائج عدم تطابق التحاليل مع زوجها، وبهذا يكون
الطفل هو ابنها من والدها الذي جاء نتيجة لهذه العلاقة المحرّمة.
وهكذا انتهت القصة التي جرفت زوجا مخدوعا وأطفالا أبرياء وهدمت عائلة كان
يمكنها أن تستمر في الحياة لولا هذه العلاقة المحرّمة التي جمعت بين ابنة
ووالدها وأثمرت عن ابن زنا وضع في مركز تربية الأطفال دون هوية ولا مستقبل.
زوجي "بولحية" يعاشر ابنته
في قصة أخرى حكتها لنا أم فلة، هذه الشابة التي لم تبلغ بعد سن الرشد
والتي زنى بها والدها بعد أن استغل غياب الأم عن البيت لينفرد بابنته
ويعاشرها معاشرة الأزواج.
قالت لنا الزوجة التي طلبت الطلاق من زوجها ولم تحصل عليه بعد، لن أسكت
على ما حصل وسوف أقاضيه في كل محاكم الدنيا، لقد دمر مستقبل ابنتي التي
أصبحت تخاف حتى الخروج من البيت، كان يظن أني سأسكت، هدّدني وضربني ولكني
فضحته أمام كل العائلة وقلت لهم لا تنخدعوا باللحية والقميص ومظاهر التدين،
إنه شيطان في ثوب إنسان، لقد استغل غيابي، كنت في عرس من أعراس العائلة
وتركت البنت في البيت وعندما عاد من صلاة الجمعة وجدها تُنظف الدّرج ويبدو
أنه لمح جزءا من جسدها كما قالت لي ابنتي ليمسكها من شعرها ويجرها داخل
غرفة النوم الخاصة بنا ويعتدي عليها.
الصدمة ما تزال بادية على وجه أم فلة التي قالت بأنها لم تَر شيئا مُريبا
على زوجها منذ أكثر من تسعة عشرة سنة زواج، وأنه كان يظهر دائما علامات
التقوى والتدين داخل البيت وخارجه ولكن يبدو أن كل ذلك كان مجرد تمثيل كما
قالت.
وفي سؤالنا عن مصيره الآن، أجابت بأنه في السجن بعد أن شكت به وأظهرت
بالبيان والحجة تقارير الطب الشرعي الذي أوضح بأن الفتاة فقدت بكارتها إثر
علاقة جنسية كاملة، أما بالنسبة لمصير ابنتها فقالت إنها ومنذ الحادثة
أصبحت منطوية على نفسها ولا تخرج من البيت وحتى علاقتها بإخوتها تغيرت
وصارت ترفض زيارة الطبيب النفسي لأنها تقول بأن مستقبلها ضاع.
زوجي عاشر أختي وحملت منه
حكاية أخرى لا تقل غرابة عن سابقتيها وهذه المرة بطلتها نورة التي ذهبت
لبيت أختها لتبقى مع أبنائها وترعاهم حتى تخرج أختها من المستشفى بعد أن
وضعت طفلا بولادة قيصرية، هذا ما جعل زوج الأخت يتقرب من نورة ويعاشرها
مُدة غياب أختها عن البيت دون أن يجد أي رفض أو منها.
استمرت هذه العلاقة حتى بعد خروج الزوجة من المستشفى لتثمر عن حمل غير
شرعي تفطنت له نورة قبل أن ينتفخ بطنها، حاول إجهاضها في البداية حتى لا
تكبر الفضيحة ولكنه لم يستطع وأمام هذه الورطة اعترفت نورة لأختها بكل ما
حصل بينها وبين زوجها.
فقدت الزوجة صوابها ولم تعرف كيف تتصرف ولكن زوجها خيّرها بين الصمت أو
الطلاق، فكان الخيار الثاني، ليطلق زوجته الأولى ويتزوج بأختها التي زنى
معها وحملت منه سفاحا، فكانت النتيجة أن قطع علاقته بكل العائلة التي لم
ترض بالفضيحة وطلق أم أولاده لأن الدين الإسلامي يحرّم الجمع بين أختين
سواء كان النكاح بصورة دائمة أو بصورة مؤقتة.
عندما يقتل الجد براءة حفيده
قصة الطفل جمال (06 سنوات)، تضعنا أيضا أمام وضعية خاصة جدا، هذا الطفل
الذي تعرّض لاعتداء جنسي من طرف جدّه من أمه، الذي وصل حدّ معاشرته من
الدبر وتهديده بالقتل لو تكلّم عن الأمر.
يقول والده الذي ما يزال يعالجه عند أخصائية نفسية بأن ابنه كان طفلا
وديعا ومسالما ليتحول مع الأيام إلى طفل كثير البكاء والصراخ، خاصة عندما
ينام في الليل حيث أصبحت كوابيسه كثيرة ومزعجة وأصبح أيضا يرفض أن يذهب مع
أمه عندما تزور بيت جده، ويصر على الرفض لدرجة أن الشك دخل قلبي وأردت أن
أفهم لماذا أصبح يتصرف بهذه الطريقة؟
يضيف الوالد أنه بعد أن تكلّم مع ابنه وحاول أن يفهم منه لماذا يرفض
الذهاب إلى بيت جده، قال الطفل بكل براءة "جدي يمسّني في أماكن تؤلمني"،
هذا ما جعله يتكلم مع زوجته ولكنها قابلت الأمر بالرفض والصراخ لأن المسألة
تمس شرف والدها.
أصرّ الوالد على رفع دعوى على صهره خاصة بعد أن كشف الطب الشرعي عن أماكن
حسّاسة تم الاعتداء الجنسي عليها ولكن الجدّ أنكر كل التهم الموجهة له
وأصرّ على الطعن في كلام حفيده الذي وصفه بالكاذب.
القضية ما تزال عالقة في المحاكم بعد أن طلّق الأب زوجته التي دافعت عن
والدها ووقفت في وجهه وبقي الطفل هو الضحية الوحيدة ومازال لحدّ الساعة
يعاني من اضطرابات نفسية كثيرة تستلزم الكثير من الوقت والجهد لعلاجها.
العم يفترس الطفلة الصغيرة
طفلة أخرى كانت ضحية زنا المحارم، هذه الصغيرة التي لم تتجاوز سن الخامسة
من عمرها والتي ذهبت هي وأختها في عطلة إلى بيت جدها بإحدى الولايات
الداخلية للوطن، في حين بقيت الأم والوالد في العاصمة بسبب انشغالات العمل
وفي كل مرة تقوم الأم بالسؤال عن بناتها من خلال الهاتف لتطمئن على
أحوالهما لكنها بعد مرور أيام لمست نوعا من الحزن في صوت ابنتها ولم تفهم
السبب.
هذا ما جعلها تسافر إلى بناتها وكانت صدمتها الأولى عندما لاحظت تغيرا في
طريقة مشي ابنتها ورأت أقدامها مفتوحة، الشك جعلها تحاول البحث عن السبب
ولكن البنت أصرت على الصمت والبكاء، هذا ما جعلها تفحصها في أماكنها
الحساسة لتلاحظ احمرارا غير عادي مما أدى بعرضها على طبيبة مختصة أكدت لها
أن الطفلة ذات الست سنوات تعرضت لاعتداء جنسي وأن غشاء بكارتها ممزق.
أمام هذا اعترفت البنت أن عمها هو الذي فعل بها ما فعل وكان يأخذها إلى
الوادي وقت الغروب يعطيها الحلوى وإن رفضت يهدّدها بسكين فكانت تستسلم له
على الرغم من الألم الذي كان يسببه لها.
صُعقت الأم وأخبرت زوجها بما حدث ولكنه ألح عليها بالصمت خوفا من الفضيحة
ورفض التقدم بشكوى كي لا يدخل أخوه السجن وحتى والدة زوجها أرادت الضغط
على كنتها حتى تسكت وقالت بأن المسألة بسيطة ويمكن أن نقول للناس إنها سقطت
من على الشجرة.
أمام كل هذا وبسبب إصرار الزوجة على مقاضاة أخ زوجها رمى عليها زوجها يمين
الطلاق وها هي تواجه القضية وحدها بين المحاكم من جهة وبين الطبيب النفسي
الذي يحاول أن يرمم ما بقي من نفسية الطفلة التي انهارت بسبب ما حدث لها.
المحامية فاطمة الزهراء بن براهم : المؤبد هي العقوبة المستحقة لكل متهم في قضية زنا المحارم وابن الزنا ما زال يعامل "كوحش"
ترى المحامية فاطمة الزهراء بن براهم أن المجتمع لم يعد يسكت عن ظاهرة زنا
المحارم كما كان من قبل، حينما كان الأهل يسكتون عن الفضيحة عندما يتعرض
طفلهم للاعتداء سواء من الأب أو العم أو الخال، وهذا الوعي جاء نتيجة تطور
المجتمع الذي جعل الناس يعرفون بأن هناك حقوق وهيئات تحمي هذا الطفل.
أما بخصوص القانون الجزائري فإن المحامية بن براهم ترى بضرورة تعديل
المادة 337 مكرّر التي تمت بأمر 75-47 المؤرخ في جوان 1975 التي تنص على ما
يلي:
تعتبر زنا المحارم من الفواحش بين ذوي المحارم والعلاقات الجنسية التي
ترتكب بين الأقارب من الفروع أو الأصول، الإخوة والأخوات، الأشقاء من الأب
والأم، بين شخص وابن أحد إخوته أو أخواته من الأب أو الأم أو أحد فروعه:
الأم أو الأب، الزوج أو الزوجة والأرمل أو أرملة ابنه أو مع أحد آخر من
فروعه، والد الزوج أو الزوجة، أو زوج الأم أو زوجة الأب أو فرع الزوج
الآخر، أو من أشخاص يكون أحدهم زوجا لأخ أو لأخت، تكون العقوبة بالسجن من
10 إلى 20 سنة في الحالتين الأولى والثانية، وبالحبس من 5 سنوات إلى 10
سنوات في الحالات رقم 03 و04 و05 وبالسجن من سنتين إلى 5 سنوات في الحالة
رقم 06.
وهذا بجعل المؤبد عقوبة جميع من يعتدي على طفل بريء وهنا يجب أن يعاد فتح
النقاش بين كل الأطراف من مشرّعين وقانونيين من أجل إعادة النظر في جرائم
الشرف التي أصبحت منتشرة بكثرة اليوم مع جعل المحاكمات علنية حتى يفضح
الشخص ويرتدع الناس، في نفس السياق تشير المحامية إلى الفراغ الرهيب في
القانون بخصوص الطفل الذي ينتج عن علاقة زنا محارم، الذي يعتبره "وحشا"
ويعيش مثل الحيوان التائه لا يعرف أصله من فصله لذلك يجب أن تُحل مشكلة
النسب في الجزائر والعالم العربي الإسلامي حتى يتمكن هذا الطفل من الحصول
على هوية.
لتختم المتحدثة بضرورة إعادة النظر في القانون بتشديد العقوبة أكثر وكذلك
بتفعيل الحوار داخل الأسرة الذي يجب أن لا يهمل التربية الجنسية التي يمكن
أن توعي الطفل على المخاطر التي يمكن أن تواجهه في الحياة.
المحامية مليكة شيخة / الضحايا يعانون بسبب التحايل على القانون
في لقائنا مع المحامية مليكة شيخة التي تتابع منذ سنوات قضايا زنا المحارم
التي عرضت على جمعية ندى، قالت بأنها تواجه فراغا قانونيا كبيرا لأنه
بالنظر إلى حجم الخطر الذي تتلقاه الضحية من طرف الجاني الذي تنتظر منه
الحماية فتنقلب الحكاية وتتلقى منه الفعل الشنيع، وبغض النظر إن كان مريضا
نفسيا فإن الجزاء بسيط، وأكدت كذلك بأن هناك حالات كثيرة ما تزال في
المحاكم بسبب أنه وبعد تأكيدات الطب الشرعي بحدوث الاعتداء إلا أن القاضي
كثيرا ما يقول بأن الشهادة تبين الاعتداء ولا تبين المعتدي وبهذا يمكن
التحايل على القانون ونفي التهم الموجة إليهم مادام ليس هناك أدلة ثابتة
سوى شهادة الضحية وتقرير الطب الشرعي.
سليمة بارصة.. نفسانية بجمعية ندى لحماية الطفولة
حدثتنا النفسانية سليمة بارصة التي كان لها لقاء متعدّد مع حالات كثيرة من
المعتدى عليهم في إطار زنا المحارم، حيث تقول بأن أثارا نفسية وخيمة تترتب
على مثل هذا الفعل خاصة بالنسبة للأطفال الذين يكونون عادة الفريسة السهلة
لهؤلاء المعتدين والذين من المفروض هم مصدر أمان للطفل، وهنا أشارت إلى
بعض العوارض التي تظهر على الطفل المُعتدى عليه مثل انعدام الثقة والأمان
وهذا ما يتطور إلى الخوف من الغرباء وكذا الخوف من جنس الذكر وهذا ما يخلق
عقدة وشعورا بالمرض ومنها أيضا:
اضطرابات النوم التي تصاحب الأطفال، وكذا الخوف من النوم في الظلام خاصة إذا كان الاعتداء قد تم في الفراش الخاص به.
اضطرابات الطعام التي تصبح واضحة فكما يستطيع الطفل أن يرفض الأكل بصفة
نهائية كذلك يمكنه أن يقبل على الأكل بشراهة، والتصرفان يخلقان نوعا من
القلق والخوف.
التبوّل اللاإرادي وهذه علامة أيضا يمكنها أن تبيّن الإضطراب النفسي الذي
يعيشه الطفل خاصة إذا كان قد تخلص من التبوّل ليعود إليه من جديد.
الانطواء والعزلة وعدم اختلاطه بأقرانه ورفضه اللعب معهم.
بالإضافة إلى اكتسابه سلوكات وعادات سيئة مثل إعادة سلوك الاعتداء على
أقرانه أو محاولته تكرار الفعل مع الدمى وذلك يكون بالاحتكاك أو غيرها من
التصرفات التي كانت تمارس عليه من طرف المعتدي.
أما بالنسبة للمراهقين تقول الأخصائية النفسانية بأن الشعور بالذنب هو
الذي يسيطر عليهم أكثر من أي شيء آخر كونهم تعرضوا للاعتداء ولم يستطيعوا
حماية أنفسهم من ذلك، وهنا تشدّد السيدة بارصة سليمة على دور الأسرة التي
من شأنها أن تساعد الطفل أو المراهق على تخطي هذه المشكلة باحتوائه والحوار
معه وعرضه على أخصائي نفسي، كما يمكنها أن تحطمه أكثر في حالة تطور الشعور
بالذنب في حالة عتابه وعدم الاهتمام بأزمته.
في نفس السياق تشير الأخصائية إلى أن هناك بعض الأعراض الجسدية التي يمكن
أن تنتبه لها الأم مثل المشي غير الطبيعي للولد أو البنت، كذلك وجود الحكة
أو الدم أو أثار الاحمرار أو آلام في المناطق الحسّاسة هذا ما يجعلها
تتفطن لوجود مشكلة ما قد تكون في غالب الأحيان اعتداء جنسي.
أما بالنسبة للأعراض النفسية قد تدور حول البكاء دون سبب، الشرود
والانعزال، التأخر الدراسي وتراجع مستوى الطفل بالإضافة إلى اضطرابات
سلوكية في المنزل أو في المدرسة.
وبخصوص العلاج تشير الأخصائية إلى أن العلاج يجب أن يكون متكاملا بين
الجسدي والنفسي وأن تكون هناك متابعة من طرف الأسرة التي من شأنها تنمية
شخصية الطفل وإثبات الذات ولا يكون عنده عدم الإحساس بالنقص مع علاج نفسي
متبوعا بالبيت.
المختّص الاجتماعي.. انهيار المنظومة الأخلاقية شجّع على تفشي الظاهرة
يرى المختص الاجتماعي الدكتور بن علاق بأن انهيار المنظومة الأخلاقية داخل
الأسرة، هو الذي أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة التي تعتبر دخيلة على
المجتمعات المحافظة وهذا نظرا لغياب الحدود والحواجز بين الجنسين،
بالإضافة إلى تفشي بعض الظواهر الاقتصادية مثل الفقر الذي يؤدي إلى الحرمان
والذي ربما يرى المعتدي أنه يعوّض ذلك جنسيا.
كما كشف أن انتشار الإدمان وتعاطي الكحوليات والمخدرات يعتبر سببا رئيسيا
في خلق اضطرابات في الوعي والأخلاق كثيرا ما تؤدي إلى كسر الحرمات وانتهاك
الأعراض.
الشريعة الإسلامية: لا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا
يعتبر هذا الموضوع من أهم المواضيع التي تكلّم فيها علماء الدين وحرصوا
على التشديد عليها نظرا لخطورة الظاهرة التي من شأنها أن تقضي على كل
القيم والأخلاق، فنجد ابن القيم رحمه الله: يقول بأن "أعظم أنواع الزنا أن
يزني بحليلة جاره، فإن مفسدة الزنا تتضاعف بتضاعف ما ينتهكه من الحرمة،
فالزنا بالمرأة التي لها زوج أعظم إثما وعقوبة من التي لا زوج لها، إذ فيه
انتهاك حرمة الزوج وإفساد فراشه، وتعليق نسب غيره عليه، وغير ذلك من أنواع
الأذية فهو أعظم إثما وجرما من الزنا بغير ذات البعل، فإن كان زوجها جارا
له، انضاف إلى ذلك سوء الجوار وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - : أي
الذنب أعظم فذكر الشرك ثم القتل ثم الزنا بحليلة الجار، كما ثبت عنه - صلى
الله عليه وسلم - أنه قال: لا يدخل الجنة من لا يَأمن جاره بوائقه ولا
بائقة أعظم من الزنا بامرأته فإن كان الجار أخا أو قريبا من أقاربه انضم
إلى ذلك قطيعة الرحم فيتضاعف الإثم.
وهنا نرى بأن الاسلام وضع الطريقة المثلى لتصريف الغريزة وهى الزواج، منع
في المقابل تصريفها في غير الطريق المشروع، فلذلك حرم الله تعالى مجرد
الاقتراب من الزنا لأنه فاحشة وسبيل سيئ فقال تعالى: "لا تَقْرَبُوا
الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا"، فزنا المحارم كبيرة
من الكبائر ومعصية عظيمة وفاعلها فاسق فاجر وهو من أشد أنواع الزنا، ولكن
إن تاب فاعله تقبل التوبة منه إن شاء الله تعالى، يقول ربنا فى كتابه
"وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ
وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ
سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ
تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا 71.
كما يقول أيضا الدكتور مبروك عطية أحد علماء الأزهر بأن الشريعة أمرتنا
بالتفريق بين الأولاد فى المضاجع لما كان النوم مظنة انكشاف العورة ومن ثم
ثوران الشهوة، فمهما كان المسكن ضيقا لابد من وضع فواصل بين الأبناء والحرص
على ستر العورة أثناء النوم وأثناء تغيير الملابس، فالبعض يتهاون في ذلك،
فلا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى، فالواجب على الآباء والأمهات أن يتقوا
الله في أولادهم وبناتهم وأن يعفوهم عن الآثام والوقوع في المحرمات وغرس
القيم الدينية فيهم.
سميرة قبللي
عقلية “البايلك”
استياء بالغ أبداه بعض منتخبي بلدية شمالية بالشلف إزاء
ما تتعرض له سيارات الدولة بهذه البلدية التي باتت في حكم “العطل”، كما هو
الحال مع سيارة “المير” التي دخلت مرحلة “الشيخوخة من بابها الواسع بعدما
أصيب محركها الذي يفوق سعره 700 ألف دينار جزائري بالتوقف عن الحركة نتيجة
الاستعمال العشوائي في مواقع وعرة وتوظيفها في مواقيت غير قانونية، وقال
مصدر مقرب من المجلس البلدي، إن هذا العطب يجسد حالة الصراعات داخل المجلس
التي رهنت مصالح المواطنين.
قناة خاصة لأطفال الجزائر
أسس الناشر الجزائري وصاحب “دار الوعي” محمد مولودي رفقة
شركاء آخرين، قناة تلفزيونية خاصة موجهة للأطفال بالدرجة الأولى وتحمل اسم
“جرجرة”، ينتظر أن يتم الإعلان عنها هذا السبت بمناسبة عيد الطفولة في ندوة
صحفية خاصة بـ”فندق الهيلتون” في العاصمة على الساعة التاسعة والنصف.
وأوضح مدير القناة مولودي في حديث لـ”البلاد”، أن المشروع يهدف أساسا إلى
تنمية ثقافة الطفل وفق هوية جزائرية خالصة بعيدا عن الأفكار الدخيلة التي
تروجها الفضائيات الأجنبية.
مسؤول انتهازي
الخميس 30 ماي 2013
elkhabar
يحاول مسؤول إحدى محطات الإذاعة الوطنية التقرب حاليا من رئيس
حكومة أسبق عن طريق سعيه لتقديم تسهيلات في صفقة إشهار كبيرة لصديق حميم
لهذا الأخير، بعد رواج أخبار حول احتمال ترشح رئيس الحكومة الأسبق
للرئاسيات القادمة. المثير في هذا المسؤول أنه محسوب على أحد أكثر الأشخاص
قربا من بوتفليقة. فهل هو سباق مع الزمن يخوضه المسؤول للفوز بنصيب
من الكعكة؟
الجمهــورية الجزائـــرية الــديمقراطيــة الشعبــية
ولايـــة قســـنطينة
جائزة العلامة عبد الحميد بن باديس للمجلس الشعبي الولائي
يعلن
رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية قسنطينة عن فتح باب استقبال المشاركات
الأدبية والفنية والعلمية والحضارية في إطار المسابقة السنوية طبقا للشروط
التالية :
المادة
الأولى : مساهمة المجلس في الإحتفال بالذكرى الخمسينية لعيد استقلال
الشباب خصصت الطبعة الثامنة للجائزة للفكر التحريري و الثوري عند ابن باديس
.
المادة
الثانية : الهدف من المسابقة هو تشجيع الأقلام المبدعة في شتى مجالات
الفكر و الحضارة و المعرفة و الفنون الجميلة شريطة أن يكون مضمونها يهدف
الى ابراز الفكر التحريري و الثوري عند الإمام عبد الحميد ابن باديس من جهة
.و بعاصمة أم الحواضر "قسنطسنة" كعاصمة للعلم والثقافة من جهة أخرى .
المادة الثالثة : حددت مجالات الإبداع في :
الأدب و فنونه – الفكر و الحضارة- العلم والثقافة- و الفنون الجميلة – السمعية البصرية .
المادة
الرابعة : ترصد في كل فرع من فروع الإبداع المشار إليها في المادة الثالثة
(03) ثلاث جوائز ترتيبا: ( الجائزة الأولى و الثانية والثالثة ) .
المادة الخامسة : قيمة الجائزة مبلغ مالي مع شهادة شرفية :
الجائزة الأولى :.200.000 دج
الجائزة الثانية : 150.000 دج
الجائزة الثالثة : 100.000 دج
تتنافى صفة المشارك في المسابقة أو المصحح في الجائزة مع صفة المنتخب في المجلس الشعبي الولائي لم تنته عهدته .
المــشـاركــة
المادة
السادسة : باب المشاركة مفتوح للجميع على المستوى الوطني منذ الإعلان عنها
في الجرائد الوطنية و وسائل الإعلام المسموعة و المرئية و الشبكة
العنكبوتية .
يمكن
إيداع المشاركات لدى أمانة لجنة الجائزة بالمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة
مقابل وصل أو ترسل بالبريد المضمن الى نفس العنوان و آخر قبول الأعمال
نهاية شهر فيفري 2012 .
المادة
السابعة : يشترط أن لا يكون العمل المشارك به قد نال جائزة علمية أو مالية
من قبل مع عدم النشر .و يمكن أن يكون عملا فرديا أو جماعيا ، سواء من طرف
شخص طبيعي أو شخص معنوي .
المادة الثامنة : عند الضرورة يقدم العمل في 03 نسخ و أن يرفق بالسيرة الذاتية للمشارك .
زيـادة فـي التوضيـح الـرجاء الإتصال بمكتـب اللجنة بالمجلس الشعبي الولائي
رقم الهاتف : 031.92.79.01 مكتب رقم 3545-
لا سياحة ولا أنترنت
الخميس 30 ماي 2013
elkhabar
ظل كاتب الدولة لدى وزير السياحة، محمد أمين حاج السعيد، يؤكد
ويعيد التأكيد على موضوع واحد في لقائه بالمتعاملين الاقتصاديين النشطين في
القطاع بقسنطينة، يتمثل في أن تطوير السياحة يمر حتما عبر تعميم استخدام
الأنترنت، إلى درجة أعطى الانطباع بأن الشرط الوحيد لتحسين مستوى السياحة
في الجزائر هو في توفير شبكة الأنترنت. ولكن الإشكال المطروح هو أن هذه
الأخيرة تعاني أصلا في الجزائر منذ سنوات، إلى درجة أن الهيئات الرسمية
تعطي مثالا سيئا بالنظر إلى مستوى مواقعها غير المحينة، فضلا عن عدم
استخدام معظم المؤسسات المتصلة بالسياحة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال في
مجمل التعاملات، فإذا كان حال مؤسساتنا بهذا الشكل، فكيف ينتظر التطوير
بمجرد تسخير وسائل لا يُتحكم فيها أصلا؟