الخميس، مايو 30

الاخبار العاجلة لاعلان شركة تراماوي قسنطينة عن دروس خصوصية في ركوب شاحنات طراماوي بقسنطينة والاسباب مجهولة






أقدم حلاق بمدينة سطيف "عمي" بلقاسم بوصبع للنصر طباعة إرسال إلى صديق
السبت, 25 مايو 2013
عدد القراءات: 274
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

فرحات عباس والشيخ لعريبي وعزالدين ميهوبي و عبد الكريم سرار من أشهر زبائني
يعتبر عمي بلقاسم بوصبع الحلاق  من أقدم و أكثر الحرفيين شهرة بمدينة سطيف فقد عايش العديد  من الأجيال طيلة 51 عاما من عمره المهني و تمكن من تقديم خدماته لشخصيات شهيرة و معروفة في مجال السياسة و الثقافة و الرياضة مثل فرحات عباس و الشيخ لعريبي و عز الدين ميهوبي و عبد الحكيم سرار وغيرهم . حتى بعد تحوله من محله الأول بحي الريفالي بوسط مدينة سطيف إلى المحل الحالي بحي دلاس بقي يستقطب المتعودين و المترددين على المحل السابق الذين يقطعون في كل مرة مسافة أكبر و أطول من أجل الظفر بمكان داخل محل عمي بلقاسم فقد تعودوا على الحديث معه في شتى المجالات بطريقته الخاصة جدا فهو جد حريص على جعل الزبون يشعر بالراحة و الثقة .
التقت النصر بالحلاق ففتح قلبه للقراء و سلط الضوء على حرفته الفنية    ومتاعبها و ما منحته من خبرة و علاقات اجتماعية واسعة.
استهل عمي بلقاسم حديثه قائلا:"بدأت ممارسة هذه الحرفة في سن مبكرة جدا أعتقد في سن الـ14 و لكل شيء سبب مثل كل أشياء الحياة. في الحقيقة لم أكن مولعا بالدراسة و لم أصل إلى المستوى المطلوب فغادرت مقاعد و أسوار المدرسة مبكرا .هذا  لا يمنع من أنني قارئ جيد الآن  خاصة  للجرائد اليومية. إن الظروف الصعبة التي كنت أعيشها على غرار الكثير من الجزائريين  في الستينات و السبعينات من بطالة وفقر و غيرهما دفعتني لتعلم  حرفة فقصدت  محل الشيخ  الجمعي بلوط  حيث تعلمت القواعد الأساسية  للحلاقة في بداياتي . و هناك مارست الحرفة  لمدة تفوق العشرين سنة دون غياب يذكر و لأن المحل يقع في وسط مدينة سطيف كان من الطبيعي أن أتعرف على عامة و خاصة الناس فتوطدت علاقاتي بهم على مر السنين."
و سألته عن  سر رغبة الجميع في الحلق عند عمي بلقاسم و انتظار دورهم  لساعات طويلة فرد بأنه يتعامل لدى قيامه بعملية الحلاقة مع الإنسان و ليس الشعر و الرأس فالحديث مع الزبون يكون عادة مفيدا، و ليس هناك مجال للتعرض لأعراض الناس و كل الكلام المتداول في الأماكن العمومية و المحلات الأخرى. كما أكد بأنه يجيد التعامل مع مختلف شرائح المجتمع و فئاته العمرية حيث يتعامل مع كل شخص حسب خصائصه و طبعه. فبعد أن يسمع جملتين أو ثلاث من الزبون الجديد يفهمه و يحدد احتياجاته و يضمن ضمه إلى قائمة زبائنه الأوفياء .
و سألناه: "يقولون إنك كنت حلاق رئيس الحكومة المؤقتة السيد فرحات عباس حدثنا عن ذلك ..."
أجاب أقدم حلاق بسطيف :"نعم هذه حقيقة، لكن الأمر عادي بالنسبة لي طبعا بعد تجاوز دهشة أول مرة عندما أمرني الشيخ الجمعي بلوط بالذهاب  لإقامة رئيس الحكومة المؤقتة السيد فرحات عباس بمدينة سطيف التي هو ابنها قبل كل شيء. كان عمري 17  سنة، إلا أنني كنت متمكنا جدا من الحرفة فقمت بواجبي على أحسن وجه .كان شرف عظيم  وكبير لي خاصة و أن فرحات عباس بغض النظر عن كونه رئيس الحكومة المؤقتة،  فهو من قادة الثورة التحريرية التي كانت لا تزال نيرانها متأججة في قلوبنا مما جعل ذلك اليوم متميزا و كبيرا في مساري المهني."
"من أيضا من مشاهير المدينة الذين كانوا يترددون على محلك ؟ "سألناه؟.
توغل محدثنا بذاكرته أكثر إلى الماضي و أوضح: "كثيرون لكن في الحقيقة الشهرة لها مفهومها الخاص و أنا أتعامل مع كل الأشخاص مهما كان مستواهم بنفس الذهنية و لا يمكنني أن أنقص أو أضيف شيئا آخر للحلاقة مهما كان صاحب  الرأس الذي أتعامل معه،غير أنه يفرحني و يسعدني أن أرى مبدعا و كاتبا ووزيرا سابقا مثل عزالدين ميهوبي يدخل المحل للحلاقة و أيضا قبله الشيخ لعريبي الذي لا يسلم رأسه لأحد غيري و بمجرد دخول الشيخ للمحل يمتلئ المحل بالمناصرين الذين لا يكفون عن طرح الأسئلة خاصة في فترة إشرافه على فريق وفاق سطيف . وهو ما جعل تقريبا كل لاعبي الفريق عبر كل الأجيال يقصدون محلي  لذات الغرض مثل سرار ،زرقان وغيرهما. علما بأنني أيضا حلاق الرئيس الحالي للوفاق السيد حمار.
عن أكثر الحكايات طرافة في مسار 51 عاما كحلاق.قال  عمي بلقاسم : "كان الشيخ لعريبي رحمه الله قبل مقابلة مصيرية للوفاق بملعب قصاب  قد فرض على لاعبي الوفاق الالتزام بالراحة و عدم الخروج، مهما كان السبب فتجنبوا الجلوس في المقاهي و غيرها من الأماكن العمومية تفاديا للحديث مع الأنصار و تخفيفا للضغط المفروض عليهم قبل مقابلة مصيرية، وحدث أن قصد  اللاعب الكبير للوفاق صالحي العياشي و فلاحي محلي  وفجأة توقفت سيارة المرحوم لعريبي فما كان عليهما سوى البقاء محتجزين ثلاث ساعات كاملة خلف الستار حتى لا يراهم و لم يخرجوا حتى  ذهب المرحوم ."
و يرى محدثنا بأن القيمة الإجتماعية للحلاق و الحلاقة تغيرا عما كانا عليه في العشريات الماضية و ذلك ـ كما قال ـ لأن  أمورا كثيرة تغيرت حاليا بوجود كل الوسائل الحديثة و أيضا بتغير الأجيال و الذهنيات التي تتعامل مع ممارسة فعل الحلاقة.
و أضاف :"أعتقد  أن الحلاقة  مثل كل الأشياء الأخرى في أيامنا دخلت دائرة الحسابات و الفائدة و الحلاق الآن يعد الرؤوس أكثر من أي شيء آخر و لهذا فإن الأمور لم تعد كما كانت عليه في السابق".              عبد الوهاب تمهاشت



أخذت أموالا من ضحاياها مقابل تخفيف أحكام و تراجعت عن أقوالها أمام محكمة عنابة طباعة إرسال إلى صديق
الثلاثاء, 28 مايو 2013
عدد القراءات: 171
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

4 سنوات سجنا نافذا للحلاقة وصديقتها آمال التي  تحتال باسم  مستشار بالمحكمة العليا
قضت محكمة عنابة الابتدائية أمس بتسليط عقوبة 4 سنوات سجنا نافذا و 20 مليون غرامة مالية في حق  " آمال " وصديقتها الحلاقة بتهمة النصب والاحتيال ، والمشاركة في النصب والاحتيال بعد ادعاء المتهمة الرئيسية علاقتها بالمستشار بالمحكمة العليا (ك.ع) الذي يتوسط لصالحها في قضايا محل نزاع على مستوى مجلس قضاء عنابة مقابل مبالغ مالية كرشاوى . تعود حيثيات القضية إلى شهر نوفمبر 2011 عندما توجهت الضحية (ن.ن) إلى محل للحلاقة المجاور لمنزلها التابع المسماة (ح.م) ببلدية البوني حيث راحت تسرد تفاصيل سجن أخيها في قضية سرقة حيث عرضت عليها صديقة الحلاقة " أمال " التي كانت متواجدة بالمحل مساعدتها مدعية بأنها تعرف قضاة بمجلس قضاء عنابة من شأنهم تخفيف العقوبة أو إلغائها تماما مقابل دفع مبلغ 90 مليون سنتيم في حالة تحصل أخيها على البراءة مع إمكانية تخفيض المبلغ في حالة تخفيف الحكم ، وبناء على ذلك أخبرتها الضحية بأنها لا تملك المبلغ المذكور مما جعل المسماة " أمال" تطلب منها دفعه على أقساط مقابل مساعدتها بدفع مبلغ 10 ملايين سنتيم.
و صرحت الضحية  في جلسة  المحاكمة بأنها قامت بجمع مبلغ 30 مليون سنتيم كدفعة أولى تم تلتها دفعة ثانية بقيمة 20 مليون سنتيم سلمتها للمتهمة " آمال" التي أوهمتها بأنها وضعت المبلغ في حساب مستشار بالمحكمة العليا ، لتقوم بإيداع مبلغ 5 ملايين سنتيم فقط في رصيد القاضي عبر بريد قسنطينة كمبلغ عن أتعاب ابنه المحامي الذي توكل لصالحها في قضية طلاقها بمحكمة الذرعان ، وسلمتها الحوالة على أنها 50 مليون سنتيم .
وأضافت الضحية بأنها لدى حديثها مع محامي أخيها نصحها بالابتعاد عنها وبأنها مجرد عملية نصب واحتيال وبعد اقتناعها توجهت مباشرة لفصيلة البحث والتحري بالمجموعة الإقليمية لدرك الوطني بعنابة لتودع شكوى رسمية ضد المسماة " آمال"  تم على إثرها فتح تحقيق معمق حول القضية ما أفضى إلى نصب كمين بعد تحديد موعد مع المتهمة " بكافتيريا  " على مستوى شاطئ " سانكلو " على أساس تسليمها المبلغ المتبقي المتفق عليه والمقدر بـ  30 مليون سنتيم أين تم توقيفها متلبسة وهي بصدد أخذ المبلغ . ولدى إخضاعها لتحقيق الابتدائي من قبل رجال الضبطية القضائية اعترفت بأنها على علاقة بالمستشار بالمحكمة العليا ليتم إيداعها الحبس الاحتياطي رفقة صديقتها الحلاقة بتهمة النصب والاحتيال ، والمشاركة في النصب والاحتيال بالنسبة لشريكتها.
لدى سماع المتهمة " أمال " قالت بأنها اتصلت بالمستشار (ك. ع) للاستفسار عن إمكانية إبطال سريان قرار " الأمر بالقبض " الصادرة في حقها من طرف مصالح أمن ولاية الطارف ، وعنابة في قضايا متعلقة بإصدار شيكات بدون رصيد لتتراجع عن أقوالها حول علاقتها بالمستشار فيما يخص التوسط لصالحها في قضايا محل نزاع على مستوى المجلس مقابل مبالغ مالية ، عكس ما صرحت في محضر السماع لدى فصيلة البحث والتحري، وأمام قاضي التحقيق لدى محكمة عنابة. وكان ممثل الحق العام قد التمس عقوبة خمس سنوات سجنا نافذا في حق المتهمتين.       ح.دريدح


النصر وقفت على حالات غريبة و نادرة بقسنطينة طباعة إرسال إلى صديق
الأحد, 07 أبريل 2013
عدد القراءات: 504
تقييم المستخدمين: / 3
سيئجيد 
ملاك أراضي زراعية و أصحاب أموال و مساكن يقيمون بديار الرحمة

تحصي ديار الرحمة بقسنطينة حالات غريبة و نادرة أحيانا لنزلاء لديهم أراض زراعية و أموال أو مساكن و عائلات، لكنه محكوم عليهم بالإقامة بهذه المؤسسة ذات الطابع الاجتماعي التضامني لبقية عمرهم إذا لم يسعفهم القدر أو الطاقم المتعدد الاختصاصات الذي يتكفل بهم هناك صحيا و نفسيا و اجتماعيا بحل مناسب لإعادة ادماجهم في المجتمع.
رصد:إلهام.ط

تصوير: ع.عمور

"النصر"زارت مؤخرا المؤسسة و التقت بعينة من هؤلاء النزلاء لتنقل للقراء فصولا من حكاياتهم و مفارقات حياتهم.
مروكة  104 سنوات، موسوعة تاريخية تملك أرضا زراعية
مروكة برحايل بودودة عمرها 104 سنوات، يعتبرها الطاقم الذي يشرف على التكفل بها موسوعة تاريخية ثورية، لأنها و بالرغم من تقدمها في السن تتذكر مراحل عديدة مرت بها بلادنا قبل و بعد اندلاع الثورة إلى غاية اليوم. كما تحفظ الأناشيد الوطنية الحماسية و تستمتع بإلقائها لتتذكر الأيام الخوالي وتتابع يوميا نشرات الأخبار بالتليفزيون.تم احضارها آخر مرة إلى المؤسسة ضمن حملة لالتقاط عديمي المأوى نظمتها مصالح النشاط الاجتماعي سنة 2008 حيث تم العثور عليها بمحطة الحافلات و هي تتسول.الطبيبة التي تتابع وضعيتها الصحية ، أكدت لنا بأنها تتمتع بكامل قدراتها العقلية ، لكنها تعاني من مرض مزمن في القلب و نقص طفيف في السمع و البصر ناجم عن تقدمها في السن، مشيرة إلى أنها لا تزال تعتمد على نفسها في تلبية حاجاتها البيولوجية و تمشي متكئة على عصاها .عندما زرناها بغرفتها الواسعة وجدناها جالسة على سريرها و هي ترتدي زيا تقليديا و تلف رأسها بمناديل ملونة و ارتسمت  على شفتيها ابتسامة عريضة أضاءت ملامحها التي اخترقتها التجاعيد العميقة و الذكريات،بمجرد رؤيتنا نتقدم منها مرفقين بالنفسانية و المساعدة الاجتماعية.و لم تلبث أن صدحت بنشيدي:"اخواني لا تنساو الشهداء..."و "أول نوفمبر"و شجعتها النفسانية على سرد حكايتها مع الزمان و همومه فقالت:"ولدت بقرية ولاد حبابة بين الحروش و سكيكدة أمي اسمها النمرة و أبي اسمه يوسف ابن الطاهر و كانا يعملان في الزراعة و تربية المواشي و بعد موت والدي قام عمي بتزويجي و أنا طفلة في ال 12 من عمري من رجل يكبرني بسنوات كثيرة متزوج و لديه أبناء.انتقلت للإقامة معه في منزله بمنطقة تلاغمة و كان يعمل لدى معمر فرنسي. و أثناء الثورة أصبح منزلنا بمثابة مركز لإيواء المجاهدين و إطعامهم.و لا زلت أتذكر هؤلاء الأبطال مثل بوقرة و مسعودي و شلغوم  الذين حرروا الجزائر.و لازلت أتذكر فترات هامة في تاريخنا و هي الاحتفال بالاستقلال و تعيين بن بلة رئيسا ثم تنصيب الرئيس هواري بومدين  "موسطاش"و رحيله المؤثر. و الأحداث التي واكبت حكم الشاذلي بن جديد بعد ذلك. ثم انتخاب بوتفليقة الذي كان وزيرا للخارجية... في أحيان كثيرة أتألم لأنني أنجبت ستة أبناء ماتوا جميعا بعد أيام من ميلادهم.و لو بقوا على قيد الحياة لاعتنوا بي و لما أحضروني إلى هنا بعد موت زوجي.لا أنكر بأن المؤسسة توفر لي كل ما أحتاجه لكنني أتمنى لو تمنحني الدولة سكنا خاصا بي و أوظف خادمة لمساعدتي .علما بأنني ورثت قطعتين أرضيتين زراعيتين من جدي و أبي مساحتهما عشرة هكتارات بتلاغمة أجرتهما لأبناء عمي و عندما أتلقى الايجار أدخره فأنا لا أثق بالزمن و البشر و اذا قدر لي أن أستفيد من سكن يمكنني أن أنفق مالي على نفسي."
لقمان عوف،32 عاما متخلف ذهنيا يتوق لزيارات أخته
كان لقمان الذي يعاني من تخلف ذهني منذ ولادته، يتمتع برعاية والديه و اخوته لفترة طويلة من عمره،لكن بعد رحيل الأبوين أحضرته أخته المتزوجة لديار الرحمة ،حيث يقيم منذ خمس سنوات و أصبحت تزوره من حين لآخر و تصطحبه في العطل الى العاصمة.قال لنا بأنه اشتاق كثيرا لأخته و يريد الذهاب معها الى بيتها و بأنه يتعلم الآن القراءة و الكتابة في قسم لمحو الأمية بمدرسة بمنطقة جبل الوحش.في حين أسرت الينا الأخصائية النفسانية التي تتابع حالته بأنه يعاني من صعوبات في الاستيعاب و ذهابه الى المدرسة خطوة لمحاولة ادماجه في المجتمع و تكسير رتابة يومياته بالمؤسسة.مشيرة الى أن ممارسة نشاطات يدوية و بيداغوجية و تمارين رياضية جزء لا يتجزأ من برنامج التكفل به.في انتظار تسجيله من طرف أحد أقاربه بمركز خميستي الخاص بالتكفل بالمتخلفين ذهنيا.
ابراهيم صحراوي،41 عاما، أغلق منزله بعد موت والديه ليقيم بديار الرحمة
ملامحه تعكس معاناته من اضطرابات ذهنية و مشاكل كثيرة، اسمه ابراهيم صحراوي و عمره 41 عاما، قال لنا:"كنت أعمل مع والدي في مجال الفلاحة بمسقط رأسنا المسيلة .لكن عندما مات والدي و والدتي لم أتحمل البقاء هناك... أغلقت بيتنا و همت على وجهي إلى أن تم احضاري الى هذه المؤسسة قبل ثلاث سنوات تقريبا .تعودت على هذا المكان و لا أفكر في العودة الى المسيلة أنا أدرس الآن في قسم لمحو الأمية مستوى "السيزيام" و أتعلم البستنة و يتكفل الأطباء بعلاجي".
آمال مريخي ،32 عاما معاقة حركيا مهنتها غسل الحافلات
سبقتها دموعها عندما استجمعت قواها لسرد فصول معاناتها:"كنت في ال 18 عندما تزوجت و أنجبت ابني الوحيد الذي لم أره منذ 14عاما، فقد طلقني والده و حرمني من مجرد رؤيته.كما طردني اخوتي من بيت العائلة و وجدت نفسي في الشارع.و لم يرحمني القدر قط لقد تعرضت لحادث مرور و أصيبت ساقي اليمنى فخضعت لعمليتين جراحيتين لكن دون جدوى أصبحت معاقة اعتمد على عكازين في التنقل و السير  و قال لي الطبيب بأنني يمكن أن أصبح طبيعية اذا خضعت لعملية ثالثة بالخارج، لكنني لا أملك الامكانيات اللازمة.أقول هذا لأنني ابنة المجاهد المرحوم عبد القادر مريخي و لا أتلقى أية منحة رغم توفر شروط ذلك فأنا مطلقة و معاقة عاجزة و لا أملك دخلا قارا. ظروفي دفعتني لأشتغل بغسل الحافلات على الأقل لضمان مصروفي.و سأتعلم عن قريب حرفة الحلاقة بفضل دعم ديار الرحمة التي آوتني بعد ست سنوات من التشرد و تعرضي للعنف و الظلم.أطلب من السلطات و المحسنين عبر جريدتكم مساعدتي و منحي سكنا يسترني و التكفل بعلاج ساقي بالخارج".
نزيهة،51 عاما تتكفل بأربعة معاقين و تعتبرهم عائلتها الحقيقية
أجهشت بالبكاء عندما سألناها عن حالها و قالت بصوت حزين دامع:"وجدت نفسي بالشارع منذ كنت طفلة صغيرة لا أعرف أمي أو أبي..و كانت بعض العائلات تأويني مقابل أن أتسول و أحضر لها نقودا.و عندما كبرت قليلا تمردت عليها و واصلت رحلة التشرد و التسول و الضياع لوحدي.إلى أن  أنجبت أربعة أبناء تكفلت بتربيتهم عائلات محترمة و لم أشأ أن أقحم نفسي في حياتهم المستقرة رغم اصابتي بمرض السكري و مواجهتي لكل أنواع المشاكل.عندما أحضرتني الشرطة إلى ديار الرحمة بعد تدشينها قبل عشر سنوات، أعدت حساباتي و بدأت أهذب نفسي و أربيها فلأول مرة أجد أناسا يحترمونني كإنسانة.و عندما أقنعوني بالعمل نهارا في بيت أسرة تتكون من ثلاثة معاقين يتامى ترددت، لكنني لم أندم عندما وافقت فلقد أصبحوا أبنائي و كل عائلتي  أطبخ لهم و أغسل و أنظف و ألبي كل احتياجاتهم بكل ما أملك من حب و حنان. أما عائلتي الثانية فهي مدير و كافة عمال هذه المؤسسة، لكنني أظل أنتظر بعض المساعدة من الجميع لأحصل على بيت أقضي به شيخوختي."
/ط.ر/،43 عاما،ضحية عنف الزوج و رفضه تطليقها
أما /ط.ر/ ذات ال43عاما فتحلم بحكم الطلاق منذ سنوات و تقول بهذا الخصوص:"تزوجت منذ 23 عاما، و أنجبت ابنة واحدة لكنني لم أطق طويلا عنف زوجي و إهاناته المستمرة لي.فقد كان يمارس كل الرذائل و يتعاطى الخمر و المخدرات و يتحول إلى وحش كاسر لا هم له سوى ضربي ضربا مبرحا كلما يعود إلى البيت و في احدى المرات طردني.و توجهت الى أخيه ليساعدني على الطلاق منه و رفض و حاولت عدة مرات اقناع زوجي بذلك لكن دون جدوى.و تركت له الفرصة للتفكير و ابتعدت لأعمل في البيوت لسنوات طويلة لكنه ظل رافضا تطليقي.و لم أجد بدا بعد أن مرضت من اللجوء الى ديار الرحمة لطلب المأوى و العلاج و المساعدة لكي لا أبقى هكذا معلقة فلست متزوجة و لست مطلقة."
عادل،43 عاما،ينتظر الفوز بمنصب عمل للم شمل أسرته المفككة
عادل،معروف بتردده عدة مرات لسنوات طويلة على المؤسسة للهروب من مشاكله الأسرية العديدة و كلما هدأت أوضاعه يعود إلى أحضانها و هكذا ...قال لنا بأنه مرتاح بإقامته هناك فعلى الأقل يستمتع بدفء المأوى و احتياجاته من طعام ساخن و شراب و علاج.  لكن كل حياته يمكن أن تنقلب رأسا على عقب بمجرد فوزه بمنصب عمل.مشددا بأن هذا هو الحل الوحيد لينتقل من حياة الرحالة و مشاكل التشرد و الفقر و معاناته من البعد عن أفراد أسرته ليتمكن من لم شملها و اعالتها و تحقيق الاستقرار المفقود



.

الحيوانات لا تبرحها وسط التسيب والإهمال

أيادي الأطفال تتقاذف رفات موتى مقبرة الياسمين بقسنطينة

طابي.ن.هـ

تحولت مقبرة حي الياسمين الكائنة بالوحدة الجوارية رقم 13 بعلي منجلي بقسنطينة، إلى فضاء مكشوف وساحة عمومية يجوبها يوميا كل من هب ودب من المارة الذين جعلوا منها معبرا رئيسيا يسلكونه عند توجههم لقضاء مختلف حاجاتهم، مما تسبب في طمس الكثير من القبور المتواجدة بها ومحو أثارها نهائيا.
وهذا الأمر زاد من صعوبة تعرف الأهالي على قبور موتاهم، وحتى المتبقية منها فلم تسلم هي الأخيرة من الأذى الذي طال سابقاتها بعدما وجد فيها الأطفال الصغار المكان المفضل للعب وتقاذف رفات وعظام الموتى المتناثرة هنا وهناك، ناهيك عن الفساد الذي عاث في المكان والحيوانات التي لا تبارح المقبرة في ظل صمت مطبق من قبل ساكنة الحي والسلطات المحلية لبلدية الخروب التي تغض بصرها عن ذلك.
المقبرة حاليا تتواجد وسط تجمع سكاني للوحدة الجوارية رقم 13، إذ لا يفصلها عن العمارات المتاخمة لها سوى الشوارع المؤدية لمداخل البنايات، في مزيج عمراني غير حضاري، وديكور مزعج للنظر يجمع سكنات الأحياء وقبور الموتى، خاصة إذا ما علمنا أن المقبرة لا يحيط بها جدار خارجي يفصلها عن البنايات ويحميها من أي تدنيس، ما زاد من تعفن الوضع بهذه الأخيرة، بعدما أضحت صورة حقيقية للتعدي على حرمة المقابر، مع العلم أن المقبرة حاليا لا يقصدها أحد للدفن، حيث أضحت مهجورة بعدما كانت خلال السنوات الفارطة مقصدا للسكان القدامى لبلدية الخروب لدفن موتاهم قبل أن يتم إنجاز الوحدة الجوارية رقم 13 والتي لم يراع في تشييدها تواجد مقبرة بذات الموقع، إذ كان لزاما على مسؤولي الانجاز والتخطيط تجنب إنشاء البنايات بمحاذاة المقبرة مراعاة للسكان وما يتكبدونه حاليا من أذى خاصة فئة الأطفال الصغار، حيث لم يخفوا امتعاضهم واستياءهم العميق من الوضع جراء ما لحق من أذى بالمقابر والموتى ودرجة التخريب الكبيرة التي تطبع المكان.
من جهة أخرى، عاب السكان كثيرا على البلدية غيابها التام وصبوا عليها جام غضبهم، حيث اتهموها بالتسيب والتماطل في أداء مهامها، حيث كان من المفروض أن تعيد تهيئة المقبرة خاصة ما يتعلق بانجاز الجدار الخارجي.
في السياق، طالب أهالي الموتى بضرورة الإسراع في نقل رفات موتاهم إلى مقابر أخرى حفاظا على حرمتهم، واحتراما لذكراهم، خاصة أن المدينة الجديدة علي منجلي قد تدعمت مؤخرا بمقبرة جديدة بالوحدة الجوارية رقم 14 شرع في نقل الكثير من رفات المقابر إليها ومثال ذلك القبور المتواجدة بزاوية قادري بعلي منجلي والتي أعطى والي الولاية قرارا بتحويلها إلى مكان آخر بغرض استغلال الأرضية لإنجاز مشاريع ذات منفعة عمومية.
وعلى العموم، فإن أغلب مقابر ولاية قسنطينة تعيش حالة أقل ما يقال عنها إنها كارثية في ظل غياب التهيئة الخارجية في كثير منها ونقص المرافق الضرورية خاصة ما تعلق بالمصلى وغيرها من مستلزمات الحفر والأعوان وأهم من ذلك مشكل الأمن والنظافة الذي لم يسلم منه حتى الأموات .




حسب الفنان عمار بن دراج طباعة إرسال إلى صديق
الأربعاء, 29 مايو 2013
عدد القراءات: 80
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 
الشعبي يتعرض "للحقرة" في موطن المالوف
اعتبر الفنان عمار بن دراج تجاهل فناني النغمة الشعبية من طرف القائمين على الفن و عدم إشراكهم إلا نادرا في مختلف النشاطات التي تشهدها الولاية، إجحافا في حق هذه النغمة الأصيلة مطالبا بتنظيم مهرجان للشعبي على غرار مهرجان المالوف بها. الفنان أوضح للنصرعلى هامش أمسية مخصصة للوصلات الأندلسية نظمت مؤخرا بديوان مؤسسات الشباب لولاية قسنطينة في إطار فعاليات شهر التراث ، بأنه اشتكى كثيرا في مختلف اللقاءات مع المسئولين من إبعاد الغناء الشعبي الأصيل النابع من أصالة شعبنا الغني بالحكم والمعارف و التخلي عنه من طرف التلفزيون ومختلف المهرجانات الكبيرة وتشجيع أغان لا تليق بالمجتمع الجزائري ،وأضاف بأن مصادر كثيرة تصنف النغمة الشعبية والبدوية والأندلسية ضمن المالوف لأنها مؤلفة و مألوفة و ما هو تراث كله مألوف.
محدثنا اعتبر الادراج المناسباتي المحدود جدا للشعبي في بعض الأنشطة التي تعرفها ولاية قسنطينة "حقرة" وتعد على حقوق فنان الشعبي في مدينة الثقافة والعلم والتنوع الفكري عبر العصور والأزمان حيث تعايشت مختلف الأفكار والأديان متسائلا :"كيف تضيق ذرعا مثل هذه المنطقة اليوم بنغمة  الشعبي الأصيلة المفعمة بالكلمة الرزينة النظيفة؟" .
واستطرد قائلا:" نحن الذين قضينا كل حياتنا في العمل في المحطة الجهوية للتليفزيون منذ افتتاحها سنة 1968 يأتي اليوم الذي يتم فيه تهميشنا في برنامج فني من قسنطينة و يتم إنفاق أموال طائلة على فنانين قادمين من خارج الولاية والوطن ،متسائلا:" هل هذا يعني أننا  لسنا في المستوى؟لماذا لا نشارك نحن الذين لا يتعدى عدد فرقنا الست فرق  في الولاية؟"،معتبرا ذلك تعد على حقوق النغمة الشعبية في قسنطينة بيئة المالوف.
عمار بن دراج المطرب والملحن وكاتب الكلمات وأستاذ الموسيقى بدأ مشواره الفني في بداية الستينات وتخصص في الفن الشعبي الذي أخذه عن شيوخه في الحي الشعبي العريق الذي نشأ فيه على غرار عمار بلحاج الذي تعلم على يده وهو في ال15 من العمر وبعد الاستقلال ساهم في تنشيط حفلات تتغنى بالوطن عبر ربوعه الواسعة .
ثم اتصل بشيوخ المدينة منهم الشريف مركوس و العربي قما ثم الشيخ الصديق أمزيان وفي أواخر الستينيات تعامل مع محمد بن راشي.
وبدأ التسجيل في الإذاعة سنة 1966 ثم التلفزيون في 1968 وفي ذلك الوقت كان فنانو المالوف قلة ،هذا ما جعله يوافق على طلب الشيخ درسوني لدعم فرقته الأندلسية جراء النقص الكبير في تعداد أعضائها رغم أنه يغني الشعبي.
وهذا من أجل المشاركة في أول مهرجان للأندلسي في العاصمة بعد تدريبات تجاوزت الشهر ،و أضاف بأنهم سجلوا أغنية في ذات المهرجان بنغمة "السيكا" و حصلت الفرقة على المرتبة الثالثة وسلمها الرئيس بومدين الجائزة بيده.
كانت العودة إلى الشعبي قوية حيث سجل بن دراج أغانيه  في محطة قسنطينة سنة 1968 وشارك في إطار شباب جبهة التحرير الوطني في حفلات في الجزائر العميقة وكانت جد ناجحة بسبب الإقبال الكبير على ما تتضمنه من أغان وطنية حماسية.
و في سنة 1974 توقف البرنامج الفني و قال بهذا الخصوص:"توقف البرنامج الذي كان يبث أغنياتي، جعلني  أفكر في مصدر آخر من أجل الحصول على دخل قار فعملت في مؤسسة التبغ والكبريت وسجلت خلال تلك الفترة 18 أغنية في الاذاعة  وفي التلفزيون شاركت في  23 حصة تضمنت 46 أغنية بثت في المناسبات على غرار شهر رمضان بعد الفطور.وفي سنة 1977 دعتني مديرية التربية من أجل فتح قسم لتعليم الموسيقى في متوسطة حمودي السعيد في سيدي مبروك الأعلى،ثم عملت في المعهد البلدي للموسيقى و توقفت عن النشاط كليا خلال سنوات الأزمة الأمنية التي مرت بها البلاد و في بداية التسعينيات عدت مرة أخرى للعمل في مجال الموسيقى في دار الشباب بوجريو". 
يذكر أن بن دراج شارك في مهرجانات كثيرة داخل الوطن وخارجه في كل من تونس وفرنسا و برصيده 36 أغنية جسدها تلحينا وتأليفا وأداء في الفن الشعبي و تتغنى معظمها بالوطن و المصالحة الوطنية والاستقلال.
و "بعد كل هذا المشوار أجد نفسي مهمشا أنا و كل من يردد الأغنية الشعبية في قسنطينة التي تستعد لتكون عاصمة للثقافة العربية وهي لا تعترف بالتعدد الفني داخلها ويصر القائمون على تنظيم مهرجاناتها على أنها حكر على المالوف" بهذه الكلمات أتم الأستاذ بن دراج حديثه معنا.                                                                                                           
ص.رضوان




حملة للترويج لجهاز ترامواي بقسنطينة طباعة إرسال إلى صديق
الأربعاء, 29 مايو 2013
عدد القراءات: 148
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 
تم بداية من أمس إطلاق حملة في أوساط سكان قسنطينة لنشر ثقافة التعامل مع جهاز ترامواي المقرر دخوله الخدمة شهر جويلية المقبل.حيث  قام عدد من الشباب بتوزيع مطويات تحمل شعار "لنتبنى سلوك ترامواي"  تضمنت تعليمات حول طريقة التعايش مع الوسيلة عبر الطرقات وشرح مفهوم الأولوية مع تعزيز الحملة بصور تهدف إلى ضرورة الالتزام بتعليمات أعوان  الأمن الذين سيوضعون على مستوى التقاطعات، وذلك تأهبا لفتح العربات للمواطنين، حيث قال منشطو الحملة أن ركوب ترامواي يكون مجانا بداية من الخامس جويلية ولفترة طويلة قبل دخوله الخدمة التجارية وشرحوا للمواطنين مواقيت العمل وتفاصيل متعلقة بالسرعة والمحطات وغيرها من التفاصيل.ومن المقرر أن تفتح خطوط ربط بين محطات ترامواي وأحياء سطح زواغي وأيضا المدينة الجديدة علي منجلي إلى غاية المنطقة المسماة نسومر، تستعمل فيها تذكرة الترامواي دون دفع مقابل مادي وفق ما علمناه لدى مؤسسة النقل الحضري بقسنطينة.      
ن/ك
 فن و ثقافة

بحضور فريق العمل

بيــــروت تحتفـــــل بـ أيـــــام وردة الجزائريـــــة

ق.ث/الوكالات

 . 
 إلتقى الإعلاميون اللبنانيون أفراد أسرة أغنية وكليب الفنانة الراحلة وردة الجزائرية الذين حضروا الى بيروت لتقديم العمل الفني الأخير الذي أنجزه ابنها رياض قصري في الجزائر.
وقد حضر وزير الإعلام اللبناني وليد الداعوق، والسفير الجزائري ممثلاً بالقائم بالأعمال في السفارة الجزائرية، والمخرج الجزائري مؤنس خمّار، والشاعر منير بو عسّاف، والموزع والملحن بلال زين والممثل الجزائري حسن كشّاش بالإضافة إلى حشد كبير من الصحافيين والمندوبين والمصورين.
و شكر رياض قصري كل الإعلام اللبناني الذي حضر هذا العمل. وأعرب عن سعادته بأنه أدّى الأمانة التي تركتها والدته، وأعلن بصفته منتج العمل أنه عمل مُتاح عرضه لكل الفضائيات العربية من دون تحديد المدّة الزمنية، متمنياً أن يلاقي الإهتمام الإعلامي الذي كانت تلاقيه جميع أعمال والدته الراحلة.
كما تحدّث المخرج مؤنس خمّار، والملحن بلال زين، والشاعر منير بوعسّاف والممثل حسن كشّاش عن ظروف إنتاج هذا العمل الفني الكبير.
بدوره، شكر الإعلامي جمال فيّاض الوفد الجزائري لحضوره وإصراره على تقديم هذا العمل في بيروت متحدّياً كل ما يُشاع عن أن بيروت غير آمنة.
وألقى الرئيس التنفيذي لـ فرنسبنك ، التي مولت العرض في بيروت، عدنان القصّار كلمة أشاد فيها بمزايا وردة الجزائرية وأكّد دعم فرنسبنك لكل عمل ثقافي وفنّي واجتماعي لما فيه رفعة اسم لبنان.
كما عُرض الكليب على الحضور ولاقى تصفيقاً حاراً




نظموا وقفة احتجاجية شملت عدة مرافق صحية طباعة إرسال إلى صديق
الأربعاء, 29 مايو 2013
عدد القراءات: 61
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

العمال يطالبون بتواجد أمني  داخل عيادة عين سمارة
قام أمس عمال العيادات التابعة للمؤسسة الإستشفائية العمومية بالخروب بوقفات احتجاجية للمطالبة بالأمن وتحسين ظروف العمل كرد فعل على حادثة تخريب عيادة عين سمارة. وكانت المواجهات التي وقعت منذ أيام بين شباب داخل عيادة عين سمارة، وما تخللها من عمليات تخريب، سببا في تحرك عمال القطاع الذين أكدوا أنهم معرضون للخطر في أية لحظة بسبب نقص أعوان الأمن، حيث أفاد عمال عيادة عين سمارة أن عددهم قليل وأنهم يعملون في ظروف قاسية وبطاقم يشكل المتعاقدون نسبة كبيرة منه، زيادة على النقص الفادح في أعوان الأمن والتنظيف وشبه الطبيين، ما أنهك الطاقم وجعل معالم التدهور تظهر على المرفق.
وقال لنا ممثلون عن العمال أن الأمن أولوية مطالبين بوضع عناصر شرطة بالبوابة كون الاستعجالات تشهد ليلا اعتداءات وحالات تعنيف لأطباء وممرضين، وأشاروا أن عون الأمن الوحيد يقوم بأكثر من مهمة  في وقت واحد، ما يسهل تسلل منحرفين إلى الداخل، ونقل لنا من تحدثنا إليهم مطلب أطباء الأمراض العقلية الذين يناوبون ثلاثة أيام في الأسبوع بالعيادة مطالبتهم بوضع شرطي أمام باب قاعة الكشف ،لوجود شباب يحاولون إجبارهم على وصف أدوية مهلوسة لهم بعد إنهاء فترة العلاج.
المخبريون طرحوا مشكل نقص العدد  و انعدام النظافة وطالب المتعاقدون الذين يشكلون من يقارب 80 بالمائة من طاقم هذه العيادة وكل العيادات التابعة للمؤسسة الإستشفائية بالخروب بالإدماج سيما بعد أن التزمت الوزارة، حسبهم بذلك، وقد أكد لنا عمال أن سكان مدينة عين سمارة قد عبروا عن استعدادهم  لصد أي محاولات للاعتداء أو التخريب وقال لنا مواطنون أن الأمر يتعلق بسلوكات فردية لا تعكس حالة الهدوء التي تشهدها المدينة.
وكانت عيادة عين سمارة قد شهدت منذ حوالي أسبوع أحداث شغب أدت إلى توقيف ثمانية أشخاص استعملوا السيوف والعصي وقاموا بتخريب مصلحة الاستعجالات  ما خلف جرحى  أحدهم وصفت حالته بالخطيرة.
نرجس/ك



انتحال شخصية نائب الأرندي عن وهران في الفيسبوك

نشر رئيس الكتلة البرلمانية عن التجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي، على جداره في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن هناك من ينتحل شخصية النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي عن ولاية وهران، عياد رتيبة، في الفيسبوك وكتب على جداره، إلى كل مناضلي وإطارات التجمع الوطني الديمقراطي، ان النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي عن ولاية وهران عياد رتيبة، تتبرّأ من كل ما ينشر باسمها في صفحات التواصل الاجتماعي فايسبوك
وتؤكد أنها لا تملك حسابا رسميا وأن هناك من ينتحل صفتها عبر الشبكة... لنشر أكاذيب وأقاويل هدفها تشويه سمعتها السياسية... وتؤكد أنها ستقوم بالإجراءات المناسبة
 .








انتحال شخصية نائب الأرندي عن وهران في الفيسبوك

 

 نشر رئيس الكتلة البرلمانية عن التجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي، على جداره في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن هناك من ينتحل شخصية النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي عن ولاية وهران، عياد رتيبة، في الفيسبوك وكتب على جداره، إلى كل مناضلي وإطارات التجمع الوطني الديمقراطي، ان النائب عن التجمع الوطني الديمقراطي عن ولاية وهران عياد رتيبة، تتبرّأ من كل ما ينشر باسمها في صفحات التواصل الاجتماعي فايسبوك
وتؤكد أنها لا تملك حسابا رسميا وأن هناك من ينتحل صفتها عبر الشبكة... لنشر أكاذيب وأقاويل هدفها تشويه سمعتها السياسية... وتؤكد أنها ستقوم بالإجراءات المناسبة

 

 

.



صور مهربة من لقاء مقتضب مع الكاتبة طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 20 مايو 2013
عدد القراءات: 273
تقييم المستخدمين: / 1
سيئجيد 

" وضعت كل شيء في المغارة"

استعادت الباحثة ميساء إكرام بوشريط /قسم اللغة و الأدب الفرنسي بجامعة قسنطينة 1/ بحزن و تأثر كبيرين صور الأديبة يمينة مشاكرة و هي تسمع خبر وفاتها، و استرجعت ذكريات مهمة عن زيارة قامت بها منذ قرابة السنتين للكاتبة بمكان إقامتها بمستشفى الأمراض العقلية قرين حسين بحسين داي بالعاصمة أين شاءت الأقدار أن ترقد هي نفسها في ذلك المستشفى الذي طالما مارست فيه تخصصها كطبيبة معالجة للأمراض العقلية ، لكن المرض أحالها على التقاعد المبكر بعد إصابتها بأعراض عقلية، إرتأى زملاؤها ، وضعها في إقامة تفصلها بضعة أمتار عن المستشفى احتراما لجهدها و عطائها و تضحياتها الكثيرة.
و تقول ميساء التي سجلت لقاءها المقتضب مع الأديبة على شريط فيديو عاينته النصر بأنها اختارت تسليط الضوء على الأديبة يمينة مشاكرة و بالضبط على روايتها"المغارة المتفجرّة" في رسالة ماستر 2 ركزت من خلالها محور دراستها على "القراءة الأنثروبولوجية حول (المغارة المتفجرة) ليمينة مشاكرة"،غير أنها المهمة لم تكن سهلة، حيث  واجهت صعوبات كثيرة كما قالت في إعداد بحثها لنقص المعلومات و المراجع بخصوص هذه الأديبة التي قالت أنها لم تنصف أكاديميا و لا إعلاميا، واصفة إياها بالأديبة العبقرية.
و أسرت ميساء بأن أول عقبة واجهتها بعد اختيارها العمل على أول عمل لمشاكرة، كانت  صعوبة العثور على نسخة للرواية المقرّر دراستها "المغارة المتفجرة" التي نشرت عام 1979، لانعدامها بالمكتبات حسبها ، و لولا اتصالها بأقارب زوجة شقيق الأديبة ما كانت لتحصل على نسخة لإتمام بحثها الذي استغرق حوالي سنتين أصرت خلالها على مقابلة الأديبة التي رسمت لها صورة من خلال البورتريه الذي يحمله غلاف روايتها ، و حملت في ذهنها  صورة لامرأة قوية، مفعمة بالحيوية ، لكن بمجرّد وصولها إلى بيت المرأة و الذي هو في الواقع عبارة عن إقامة متواضعة داخل المستشفى لا تليق بمقام طبيبة طالما كرّست جهدها و وقتها لخدمة المرضى، غير أن زملاءها لم يجدوا حلا آخرا لإبعادها عن باقي المرضى تقديرا و احتراما لجهودها طيلة عقود من الزمن في مجال الأمراض العقلية سوى وضعها بهذه الإقامة، و التي صدمت الباحثة برؤية امرأة هزيلة الجسم  أنهكها المرض، كثيرة الحركة،  بدت عليها رغبة كبيرة في إنهاء المقابلة التي لم تستمر طويلا رددت خلالها الطبيبة و الأديبة كلمات تؤكد بأنها حاولت الإلمام بالكثير من الأمور في روايتها باستعمالها عبارة"إنه شامل...وضعت فيه تقمصات لكل شيء".
و بدت الأديبة الراحلة جد سعيدة باهتمام الطالبة الباحثة بأول مولود أدبي لها، لكن حالتها الصحية لم تسمح بإتمام ما حلمت و استعدت له الباحثة طويلا ، حيث أكدت لنا بأنها تأثرت كثيرا لحالة الأديبة، كما شعرت بأنها عاجزة على طرح كل الأسئلة الكثيرة التي كانت تراودها.
و  ظهرت الأديبة في الشريط المسجل بقميص أصفر و تنورة سوداء  و نظارات أخفت نظراتها الثاقبة التي ميّزت صورها القديمة رغم قلتها.  مريم/ب
.
ابن أخ الكاتبة شوقي مشاكرة يتذكر طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 20 مايو 2013
عدد القراءات: 207
تقييم المستخدمين: / 0
سيئجيد 

كانت تعالج مرضاها بالمجان وجدي غضب يوم زارها كاتب ياسين في البيت
كشف ابن الأخ الأكبر للأديبة مشاكرة زميلنا الصحفي شوقي مشاكرة مدير جريدة " Le provincial " للنصر أن الفقيدة تركت ثلاثة أعمال أدبية مخطوطة قبل وفاتها و أن وزارة الثقافة وعدت بنشر إحداها و هو رواية سيرة ذاتية للكاتبة الطبيبة النفسانية.
وقال الإعلامي  الصحفي شوقي مشاكرة أن عمته يمينة مشاكرة تركت لديه ذكريات لا تنسى من طبيعة شخصيتها و بساطتها و تواضعها، و تذكر في دردشة مع النصر مساء أمس و هو ينتظر طائرة العودة إلى عنابة بأن الطبيبة الأديبة الباحثة يمينة مشاكرة  كانت تميل الى الحديث و الجلوس مع الصغار و لا تجد ما تتقاسمه مع الكبار و قال كانت تجلسنا في فناء المنزل الريفي الكبير " الحوش" عندما نذهب في أيام العطل المدرسية إلى دار جدي و تطلب منا نحن الصغار أداء أنشودة "هذي دبزة زوفرية" التي قال شوقي انه حفظها و عمره سبع سنوات بفضل عمته التي توفيت أمس الأول بالعاصمة.
البنت الرابعة لعائلة بلقاسم ترعرعت في منزل ريفي بسيط كان على محطة لعلاج المصابين من ثوار حرب التحرير الوطنية و قد رأت الصغيرة يمينة بعينيها إصابات و جروح و معاناة المجاهدين، مما جعلها تكسب شخصية إنطوائية و ترفض الحديث بسبب ما شاهدته من عنف في تلك الفترة و قد زادت صدمتها عندما دخلت المدرسة بمسكيانة و رأت ما يعرضه الجيش الاستعماري الفرنسي من جثث تم التنكيل بها للثوار الذي يلقي عليهم القبض.
كانت الكتابة وسيلة التعبير المناسبة التي قامت من خلالها يمينة مشاكرة بالتعبير عما يدور في نفسها من خواطر و قد بدأتها في سن الخامسة عشرة على مقاعد ثانوية الحرية التي دخلتها.
يتذكر شوقي أن جده كان حريصا على تعليم أبنائه و بناته جميعهم و قد واجه في ذلك صعوبات ومتاعب منها أنه كان يضطر إلى تأجير سيارة كل بداية أسبوع تقف أمام بيته في مسكيانة على الساعة الخامسة صباحا و يرافق الجد بلقاسم بناته الأربع و من بينهم يمينة إلى قسنطينة بعدما يكون قد ادار اتجاه المرآة العاكسة كي لا ينظر السائق إلى وجوههن.

من الحوادث الطريفة التي حدثت في مسكيانة في السنوات الأولى للإستقلال و شهدها زميلنا شوقي زيارة قام بها الأديب العالمي الكبير كاتب ياسين رفقة زوجته و ابنه إلى بيت يمينة مشاكرة. حين وصل كاتب ياسين في سيارة بيجو 204 إلى مدخل مدينة مسكيانة و جد العربات التي تجرها الأحصنة لنقل المسافرين فركب واحدة منها مع زوجته و قصد منزل عائلة مشاكرة، هنا ثارت ثائرة والد الأديبة الراحلة و أقام الدنيا غضبا من قدوم إمرأة عارية في عربة "كابريولا" لتقف أمام منزله.
يتذكر شوقي قائلا كانت علاقات بقية أفراد العائلة بالكاتبة و الطبيبة عادية و قد كان جميع أبناء بلقاسم متعلمين ووالد زميلنا كان الأكبر و قد بدأ التدريس في سنة 1957، لذلك لم تكن مسالة تعلم و سفر يمينة مشكلة، بل بالعكس كانت مصدر فخر لأنها حاولت في السنوات الأولى من تخرجها طبيبة من جامعة الجزائر قد عمدت إلى فتح عيادة ببلدة الضلعة الريفية القريبة من مسكيانة و كانت تعالج المرضى ب 50 دينارا و لكنها لا تعود للبيت و قد عالجت أكثر من اربعين مريضا سوى بمئة دينار هي أجرة السيارة التي تعيدها إلى مسكيانة فقد كانت تنفق كل ما تكسبه على الفقراء و المحتاجين و تساعد مرضاها بشراء الأدوية لهم.
كانت أيضا في تلك الفترة قد ذهبت الى تمنراست كطبيبة متطوعة من تلقاء نفسها لكن محافظ حزب جبهة التحرير الوطني وقتها في عاصمة الهوقار أساء معاملتها ففرت من بطشه عائدة الى العاصمة و تطوعت لعلاج منكوبي زلزال الأصنام.
كانت مرتبطة كثيرا بشخصيتين من عالم الفن و الأدب هما كاتب ياسين و محمد اسياخم، كما عملت مع محمد بوسبسي الذي كان اغتياله من طرف الجماعات الإرهابية منتصف التسعينات صدمة كبيرة عليها.

قامت يمينة مشاكرة منتصف الثمانينات بإجراء دراسة و بحث في علم النفس لكن أحد المستشفيات الفرنسية رفضها و بعد ثلاث سنوات اتصلت بها سفارة اليابان في الجزائر و أخبرتها أن باحثين يابانيين توصلوا إلى نفس النتائج التي حققتها قبل 3 سنوات و سألوها إن كانت ترغب في العمل مع فريق البحث الياباني، لكنها كانت قد تركت الأمر و انصرفت الى العناية بشؤونها الصحية و قد تزايدت إنطوائيتها.
كانت تمتلك موهبة كبيرة في سرد الحكايات و يتذكر ابن أخيها الأكبر أنها كانت تجمعهم صغارا و تسرد على مسامعهم قصص و حكايات الأولين عن الغول و ابن السلطان و غيرها من الحكايات الشعبية التي كانت الأمهات و الجدات قبل عصر التلفزيون يرددنها للصغار قبل خلودهم للنوم.     حاوره: عمر شابي
 
 
 
 
 
 
 


الحياة الثانية ليمينة مشاكرة طباعة إرسال إلى صديق
الاثنين, 20 مايو 2013
عدد القراءات: 1185
تقييم المستخدمين: / 3
سيئجيد 
رحلت الروائية يمينة مشاكرة أمس الأول عن 64 عاما تاركة روايتين: المغارة المتفجرة و آريس
طفلة مسكيانة التي درست الطب وتخصصت في الأمراض العصبية، اختفت مبكرا من الساحة الأدبية تحت تأثير مرض كثيرا ما ساعدت الناس على تجاوزه، في هذا العدد من كراس الثقافة نحاول استعادة الكاتبة  عبر كتاب اهتموا بكتابتها و حاولوا الاقتراب منها ودراستها. كما نترجم المقدمة الشهيرة التي قدم بها كاتب ياسين رواية المغارة المتفجرة، وننتزع شهادة من ابن أخ الفقيدة الذي ينتمي بدوره إلى السلالات الكاتبة .
هذا الكراس هدية لروحها واحتفاء بحياتها الباقية.


ابن أخ الكاتبة شوقي مشاكرة يتذكر
كانت تعالج مرضاها بالمجان وجدي غضب يوم زارها كاتب ياسين في البيت
كشف ابن الأخ الأكبر للأديبة مشاكرة زميلنا الصحفي شوقي مشاكرة مدير جريدة " Le provincial " للنصر أن الفقيدة تركت ثلاثة أعمال أدبية مخطوطة قبل وفاتها و أن وزارة الثقافة وعدت بنشر إحداها و هو رواية سيرة ذاتية للكاتبة الطبيبة النفسانية.
وقال الإعلامي  الصحفي شوقي مشاكرة أن عمته يمينة مشاكرة تركت لديه ذكريات لا تنسى من طبيعة شخصيتها و بساطتها و تواضعها، و تذكر في دردشة مع النصر مساء أمس و هو ينتظر طائرة العودة إلى عنابة بأن الطبيبة الأديبة الباحثة يمينة مشاكرة  كانت تميل الى الحديث و الجلوس مع الصغار و لا تجد ما تتقاسمه مع الكبار و قال كانت تجلسنا في فناء المنزل الريفي الكبير " الحوش" عندما نذهب في أيام العطل المدرسية إلى دار جدي و تطلب منا نحن الصغار أداء أنشودة "هذي دبزة زوفرية" التي قال شوقي انه حفظها و عمره سبع سنوات بفضل عمته التي توفيت أمس الأول بالعاصمة.
البنت الرابعة لعائلة بلقاسم ترعرعت في منزل ريفي بسيط كان على محطة لعلاج المصابين من ثوار حرب التحرير الوطنية و قد رأت الصغيرة يمينة بعينيها إصابات و جروح و معاناة المجاهدين، مما جعلها تكسب شخصية إنطوائية و ترفض الحديث بسبب ما شاهدته من عنف في تلك الفترة و قد زادت صدمتها عندما دخلت المدرسة بمسكيانة و رأت ما يعرضه الجيش الاستعماري الفرنسي من جثث تم التنكيل بها للثوار الذي يلقي عليهم القبض.
كانت الكتابة وسيلة التعبير المناسبة التي قامت من خلالها يمينة مشاكرة بالتعبير عما يدور في نفسها من خواطر و قد بدأتها في سن الخامسة عشرة على مقاعد ثانوية الحرية التي دخلتها.
يتذكر شوقي أن جده كان حريصا على تعليم أبنائه و بناته جميعهم و قد واجه في ذلك صعوبات ومتاعب منها أنه كان يضطر إلى تأجير سيارة كل بداية أسبوع تقف أمام بيته في مسكيانة على الساعة الخامسة صباحا و يرافق الجد بلقاسم بناته الأربع و من بينهم يمينة إلى قسنطينة بعدما يكون قد ادار اتجاه المرآة العاكسة كي لا ينظر السائق إلى وجوههن.

من الحوادث الطريفة التي حدثت في مسكيانة في السنوات الأولى للإستقلال و شهدها زميلنا شوقي زيارة قام بها الأديب العالمي الكبير كاتب ياسين رفقة زوجته و ابنه إلى بيت يمينة مشاكرة. حين وصل كاتب ياسين في سيارة بيجو 204 إلى مدخل مدينة مسكيانة و جد العربات التي تجرها الأحصنة لنقل المسافرين فركب واحدة منها مع زوجته و قصد منزل عائلة مشاكرة، هنا ثارت ثائرة والد الأديبة الراحلة و أقام الدنيا غضبا من قدوم إمرأة عارية في عربة "كابريولا" لتقف أمام منزله.
يتذكر شوقي قائلا كانت علاقات بقية أفراد العائلة بالكاتبة و الطبيبة عادية و قد كان جميع أبناء بلقاسم متعلمين ووالد زميلنا كان الأكبر و قد بدأ التدريس في سنة 1957، لذلك لم تكن مسالة تعلم و سفر يمينة مشكلة، بل بالعكس كانت مصدر فخر لأنها حاولت في السنوات الأولى من تخرجها طبيبة من جامعة الجزائر قد عمدت إلى فتح عيادة ببلدة الضلعة الريفية القريبة من مسكيانة و كانت تعالج المرضى ب 50 دينارا و لكنها لا تعود للبيت و قد عالجت أكثر من اربعين مريضا سوى بمئة دينار هي أجرة السيارة التي تعيدها إلى مسكيانة فقد كانت تنفق كل ما تكسبه على الفقراء و المحتاجين و تساعد مرضاها بشراء الأدوية لهم.
كانت أيضا في تلك الفترة قد ذهبت الى تمنراست كطبيبة متطوعة من تلقاء نفسها لكن محافظ حزب جبهة التحرير الوطني وقتها في عاصمة الهوقار أساء معاملتها ففرت من بطشه عائدة الى العاصمة و تطوعت لعلاج منكوبي زلزال الأصنام.
كانت مرتبطة كثيرا بشخصيتين من عالم الفن و الأدب هما كاتب ياسين و محمد اسياخم، كما عملت مع محمد بوسبسي الذي كان اغتياله من طرف الجماعات الإرهابية منتصف التسعينات صدمة كبيرة عليها.

قامت يمينة مشاكرة منتصف الثمانينات بإجراء دراسة و بحث في علم النفس لكن أحد المستشفيات الفرنسية رفضها و بعد ثلاث سنوات اتصلت بها سفارة اليابان في الجزائر و أخبرتها أن باحثين يابانيين توصلوا إلى نفس النتائج التي حققتها قبل 3 سنوات و سألوها إن كانت ترغب في العمل مع فريق البحث الياباني، لكنها كانت قد تركت الأمر و انصرفت الى العناية بشؤونها الصحية و قد تزايدت إنطوائيتها.
كانت تمتلك موهبة كبيرة في سرد الحكايات و يتذكر ابن أخيها الأكبر أنها كانت تجمعهم صغارا و تسرد على مسامعهم قصص و حكايات الأولين عن الغول و ابن السلطان و غيرها من الحكايات الشعبية التي كانت الأمهات و الجدات قبل عصر التلفزيون يرددنها للصغار قبل خلودهم للنوم.     حاوره: عمر شابي


سعيد خطـيبي
أن تقرأ يمينة مشاكرة اليوم
يمينة مشاكرة ولدت مرتين، عام 1949، ثم 1979 يوم أصدرت «المغارة المتفجرة»، وتوفيت مرتين أيضا، يوم سقطت من الذاكرة الأدبية سهوا، ويوم توقف قلبها عن الخفقان والتشبث بالأمل. بين تاريخي الميلاد وتاريخي الوفاة، عاشت حياة روتين وصخب على هامش شاسع يكفيها ويكفي وحدتها، وبعدما قضت شبابها متنقلة بين قرى ومداشر شرق البلاد وغربها كمعالجة نفسانية، وجدت نفسها في الأخير رهينة عيادة نفسانية، تدافع فيها عن حقها في البقاء والبوح والمطالعة والصراخ في وجه العالم، وكانت كلما كتبت نصا ضاعت منها أوراقها، لتعيد الكتابة مجددا وتضيع منها الأوراق مرة أخرى، كما لو أنها كانت مستمتعة بلعبة «الفقد والاستعادة.. الكتابة والمحو»، ولما أصدرت روايتها الثانية والأخيرة «آريس» قالت إنها لم تنشر سوى عشر النص الحقيقي للرواية نفسها.
ربيع 2010 فكرت في البحث عنها مجددا، ومحاورتها، أو على الاقل، أخذ بعض التصريحات منها.. لم يكن الامر سهلا، تنقلت من الجزائر العاصمة إلى باتنة، ومن هناك الى البليدة، وانتظرت أسبوعا كاملا ردا من أحد الأطباء.. لم يكن إيجابيا.. التقيت بعدها بشقيقتها الصغرى بالأبيار، بالجزائر العاصمة، زرتها أكثر مرة في مكتبها الصغير، وتحدثنا عن وضع يمينة الصحي، علاقتها المتواصلة بالكتابة، وعن اعتذارها عن التحدث في الاعلام، قناعة منها أنها قالت كل ما لديها في روايتين(يفصل بينهما عقدين كاملين). هي قناعة روائية ملتزمة بأن تقرأ و أن يسمع صوتها في نصها لا خارجه، نصها سيرتها وحاضرها وماضيها.. و لا تكاد تذكر يمينة مشاكرة دونما العودة إلى نصها الأهم، أحد النصوص الاساسية في الرواية الجزائرية ما بعد 62: «المغارة المتفجرة»، رواية شعرية، إنسانية، تقرأ كما لو أنها قصيدة نثر مطولة، قدمت فيها خلاصة التجريب في الرواية المغاربية إجمالا، واستحدثت لنفسها صوتا مغايرا يميزها عن البقية، صوتا سيظل مرتبطا باسمها، وبروايات مشابهة جاءت من بعدها. هو الشكل الصادم في المغارة المتفجرة ما منح الرواية نفسها خصوصية، ثم فترة ظهورها، في مرحلة كانت فيها الرواية الجزائرية عموما تعيش داخل الانتماء والتعصب للجماعة وللأيديولوجية، وجاءت مشاكرة لتخفف من سطوة «السياسي» على «الإبداعي»، وتمنح النص حقا في التعبير عن نفسه بنفسه وليس من خلف نافذة الأحكام المسبقة، وتجريم ما مضى أو التفاؤل بما سيأتي..
فضل «المغارة المتفجرة» على جيل السبعينيات لا يقل شأنا عن فضل «نجمة» على جيل الخمسينيات، فتخليص الأدب من تراكمات الفوضى الخارجية كانت نقطة جامعة بين الروايتين، وبين مشاكرة وياسين يظهر تناسق في تعريف الأدب باعتباره مخلصا ومحفزا على العيش، مخفف للألم ودليلا لإعادة اكتشاف الذات، وبينهما وقف الشعر لغة شاملة، صلة تربطهما بالعالم، فلولا الشعر لما وصل كل من يمينة مشاكرة وكاتب ياسين إلى الرواية، وضرورة العودة إلى إرثهما الأدبي هي أهم وصية يتركانها، أن نعيد قراءة يمينة مشاكرة اليوم يعني أن نعيد للرواية الجزائرية معناها الحقيقي، أن نعيد الأدب إلى مكانه، وأن نحرره من التكلف والمغالاة.

لميس سعيدي
يمينة مشاكرة تلقي نظرتها الأخيرة على محبيها
لا أدري، أية مصادفة جعلت يمينة مشاكرة تتوقف عند المسرح، و هي تلقي النظرة الأخيرة على قرائها و محبيها و أرحامها الكثيرة،  التي زرعت فيها، بذرة الشِعر، بذرة الحياة.
منذ شهرين و بمناسبة اليوم العالمي للشِعر، حين قرّر فضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني الجزائري، الاحتفاء بالشِعر، حياة و كتابة و تشظيا انسانيا عميقا في خلايا الكون، لم يجد جملة شِعرية أبلغ من يمينة مشاكرة....يمينة مشاكرة الشاعرة، ليس لأنها كتبت فحسب، بل لأنها تناولت الحياة من تلك الزاوية التي لا يجرؤ على اقتحامها الكثيرون، زاوية الجنون الصادق، زاوية الابداع الذي تضيق به الأجساد و العقول و لحظة عابرة هي الحياة.
و أنا أحضر لهذا العدد الخاص، أُصبت بالقلق و الارتباك و أنا أجد صعوبة في الاتصال بأحد أقاربها، أو حتى بالمختصين في الأدب و الشِعر للحديث عن تجربتها، و خفت أن تتحوّل نيتُنا الصادقة في الاحتفاء بالشِعر، إلى فلكلور بائس و هزيل يضاعف من وحدة مشاكرة و عزلتها.

غير أن يمينة مشاكرة، و هي على سرير مرضها، و روحها تحلّق في عوالم تبدو بعيدة، تقرّر من منفاها الذهني، أن نقف على خشبة المسرح لتستضيفنا نصوصها.
لم يتردّد الفنان الكبير أحمد بن عيسى لحظة واحدة في تلبية دعوة صدى الأقلام، ليقرأ بحساسيته المسرحية العالية جزءًا من نصوصها، كما لم تتردّد مديرة ديوان وزارة الثقافة و الصوت الاذاعي المتميز السيدة زهيرة ياحي، في تلبية الدعوة ذاتها، أما كاتبة هذه السطور و التي كانت وقتها تبحث عن نص يعيد اليها شغف الترجمة، وجدت نفسها و بشكل يكاد يكون لا إراديا و بفرح طفل عثر على لعبته المفضلة، تُترجم مقاطع من كتاب مشاكرة " المغارة المتفجرة" إلى اللغة العربية.
و لعلّ ما حفزني أكثر على الترجمة، هو أنني لم أجد عند السيد غوغل أثرا ليمينة مشاكرة، بلغة من يُفترض أن يكونوا أهلها و محبيها و أصدقاءها و امتدادها الابداعي.
في الوقت ذاته الذي كنا نحضر فيه لتكريم يمينة مشاكرة، و في قاعة "الحاج عُمار" المجاورة لقاعة "صدى الأقلام"، كنتُ أشتغل مع المخرج المسرحي علي عبدون و الممثلين سفيان عطية، سالي و جميلة بحر، و المويسقيين يزيد بكاري و زكريا شرقي على  مشروع " بوصلة التيه"، و هو مشروع فني مسرحي مستوحى من نصوص للكاتب عبد الرزاق بوكبة، و كنا قد وضعنا ديكور العرض المسرحي، و بدأنا في التدريبات  مع الممثلين.
و لأن فكرة التكريم بدأت تأخذ منحى آخر، بعيدا عن الشهادات و التنظيرات و التحليلات النقدية، منحى شِعريا تحمله القراءة و المحبة، لم نجد فضاء أرحب و أكرم من فضاء بوصلة التيه، لتتم فيه القراءات باللغة العربية و الفرنسية مصحوبة بعزف موسيقي راق قدّمه كل من الموسيقيين يزيد بكاري و زكريا شرقي.
أو بالأحرى، لم يسع يمينة مشاكرة الشاعرة و هي متجهة الى فضاء صدى الأقلام بشِعرها فقط، إلا التوقف عند خشبة مسرح كانت تحاول أن تحمل فعل الحب.
تأثرت كثيرا بحساسية أحمد بن عيسى و هو يقرأ و بانفعالاته التي تليق بموهبته العالية و بتوتره قبل القراءة و حرصه الشديد على التحضير بشكل جيد،  و بجديّة زهيرة ياحي في التحضير و بفرحها  الصادق بالمشاركة و نبرتها العميقة التي عرفت كيف تحمل الكلمات، و بعزف الموسيقيين الذي لم يأت مقحما بل عرف كيف يرافق روح الكلام.
المخرج علي عبدون الذي ساعدني في تنسيق القراءات مع الموسيقى، جعل الممثلين يقدمون مقطعا بسيطا من " بوصلة التيه" ، كتحية خاصة ليمينة مشاكرة، أو لنَقُل كفنجان قهوة نتقاسمه مع عابر عزيز، نسميه أيضا رفيق الدرب.
لم تتضمن الجلسة أي نوع من الثرثرة، فقط بعض الكلمات التي تشبه الفرح في العين بعد نوبة بكاء، كأن تقول السيدة زهيرة ياحي، بأن يمينة مشاكرة كانت تتمتع بحس دعابة عال، و أنها لم تكن امراة شديدة الذكاء فحسب بل كانت أيضا امرأة جميلة.

صور مهربة من لقاء مقتضب مع الكاتبة
" وضعت كل شيء في المغارة"

استعادت الباحثة ميساء إكرام بوشريط /قسم اللغة و الأدب الفرنسي بجامعة قسنطينة 1/ بحزن و تأثر كبيرين صور الأديبة يمينة مشاكرة و هي تسمع خبر وفاتها، و استرجعت ذكريات مهمة عن زيارة قامت بها منذ قرابة السنتين للكاتبة بمكان إقامتها بمستشفى الأمراض العقلية قرين حسين بحسين داي بالعاصمة أين شاءت الأقدار أن ترقد هي نفسها في ذلك المستشفى الذي طالما مارست فيه تخصصها كطبيبة معالجة للأمراض العقلية ، لكن المرض أحالها على التقاعد المبكر بعد إصابتها بأعراض عقلية، إرتأى زملاؤها ، وضعها في إقامة تفصلها بضعة أمتار عن المستشفى احتراما لجهدها و عطائها و تضحياتها الكثيرة.
و تقول ميساء التي سجلت لقاءها المقتضب مع الأديبة على شريط فيديو عاينته النصر بأنها اختارت تسليط الضوء على الأديبة يمينة مشاكرة و بالضبط على روايتها"المغارة المتفجرّة" في رسالة ماستر 2 ركزت من خلالها محور دراستها على "القراءة الأنثروبولوجية حول (المغارة المتفجرة) ليمينة مشاكرة"،غير أنها المهمة لم تكن سهلة، حيث  واجهت صعوبات كثيرة كما قالت في إعداد بحثها لنقص المعلومات و المراجع بخصوص هذه الأديبة التي قالت أنها لم تنصف أكاديميا و لا إعلاميا، واصفة إياها بالأديبة العبقرية.
و أسرت ميساء بأن أول عقبة واجهتها بعد اختيارها العمل على أول عمل لمشاكرة، كانت  صعوبة العثور على نسخة للرواية المقرّر دراستها "المغارة المتفجرة" التي نشرت عام 1979، لانعدامها بالمكتبات حسبها ، و لولا اتصالها بأقارب زوجة شقيق الأديبة ما كانت لتحصل على نسخة لإتمام بحثها الذي استغرق حوالي سنتين أصرت خلالها على مقابلة الأديبة التي رسمت لها صورة من خلال البورتريه الذي يحمله غلاف روايتها ، و حملت في ذهنها  صورة لامرأة قوية، مفعمة بالحيوية ، لكن بمجرّد وصولها إلى بيت المرأة و الذي هو في الواقع عبارة عن إقامة متواضعة داخل المستشفى لا تليق بمقام طبيبة طالما كرّست جهدها و وقتها لخدمة المرضى، غير أن زملاءها لم يجدوا حلا آخرا لإبعادها عن باقي المرضى تقديرا و احتراما لجهودها طيلة عقود من الزمن في مجال الأمراض العقلية سوى وضعها بهذه الإقامة، و التي صدمت الباحثة برؤية امرأة هزيلة الجسم  أنهكها المرض، كثيرة الحركة،  بدت عليها رغبة كبيرة في إنهاء المقابلة التي لم تستمر طويلا رددت خلالها الطبيبة و الأديبة كلمات تؤكد بأنها حاولت الإلمام بالكثير من الأمور في روايتها باستعمالها عبارة"إنه شامل...وضعت فيه تقمصات لكل شيء".
و بدت الأديبة الراحلة جد سعيدة باهتمام الطالبة الباحثة بأول مولود أدبي لها، لكن حالتها الصحية لم تسمح بإتمام ما حلمت و استعدت له الباحثة طويلا ، حيث أكدت لنا بأنها تأثرت كثيرا لحالة الأديبة، كما شعرت بأنها عاجزة على طرح كل الأسئلة الكثيرة التي كانت تراودها.
و  ظهرت الأديبة في الشريط المسجل بقميص أصفر و تنورة سوداء  و نظارات أخفت نظراتها الثاقبة التي ميّزت صورها القديمة رغم قلتها.  مريم/ب

الباحثة ميساء بو شريط تقتفي الآثار الأنثروبولوجية للرواية
المغارة المتفجرة.. رواية العالم بنشوة وهذيان

رفعت  الباحثة الجامعية بوشريط ميساء إكرام رهان  فك الرموز في رواية "المغارة المتفجرّة" ليمينة مشاكرة التي غيّبها الموت أمس الأول بالعاصمة و التي أكدت الباحثة بوشريط بأن بحثها عبارة عن محاولة قراءة نشوة و هذيان مشاكرة الأديبة، خاصة الجانب الخرافي الأسطوري بكل دلالاته الثقافية و السياسية و الاجتماعية.
الباحثة وجهت دراستها التي هي رسالة ماستر 2 بعنوان" قراءة انتروبولوجية (تحليل ميتولوجي ونقد- اجتماعي) حول رواية المغارة المتفجرة ليمينة مشاكرة" منذ البداية نحو الثقافة العربية الإسلامية لما احتواه نصها الروائي من دلالات متعلّقة بهذه الثقافة من جهة، و تأكيد الأديبة نفسها على ذلك خلال اللقاء الذي جمعها بالباحثة، مما ضاعف رغبتها في إبراز هذا الجانب.
و كان لقاء الباحثة بالأديبة يمينة مشاكرة بمستشفى الأمراض العقلية قرين حسين بحسين داي بالعاصمة. حيث كانت تمارس عملها كطبيبة مختصة في الامراض العقلية و شاءت الأقدار أن ترقد فيه هي نفسها و تعالج هناك فترة من الزمن قبل إصابتها بمرض عضال وضع نقطة نهاية لقصة لم يقرأها الكثيرون عنوانها يمينة مشاكرة التي ترك الأديب كاتب ياسين بصمته على أول رواية لها كادت أن تبقى رواية يتيمة في حياة أديبة متميّزة لولا ازديان رصيدها الأدبي برواية ثانية تعد تكملة للأولى اختارت لها عنوان"آريس" لم تحظ هي الأخرى باهتمام النقاد و الباحثين الجامعيين تماما كـ"المغارة المتفجرّة "التي قالت عنها الباحثة بوشريط بأنها تخفي ذكاء أديبة تأثرت جدا ب"نجمة" كاتب ياسين الذي ترك بصمته على مقدمة أول باكورة تكتبها أديبة شابة في سن الثلاثين آنذاك.
و ترى الباحثة بأنه مثل "نجمة" كانت بطلة "المغارة المتفجرة" شخصية غير محددة المعالم، لكن بدلالات كثيرة و رموز تحتاج إلى تأمل كبير لفكها، مؤكدة بأن القارئ قد يجد مجاورة بين "نجمة" كاتب و بطلة "المغارة المتفجرة" التي لم تمنحها الكاتبة اسما ربما وفقا لفلسفتها في الحياة والأدب، باعتبار أن  الأسماء لا معنى لها كما المكان و الزمان حيث فضلت مشاكرة تركها مجهولة، لولا الإيماءات القليلة التي تشير إلى أنَ أحداث الرواية وقعت في زمن الاحتلال الفرنسي و إن كانت صالحة لكل زمان و مكان، لاعتمادها أسلوبا خاصا في تقديم معلومات تاريخية كثيرة بشكل فوضوي أشبه بحالة من الهذيان الذي يخفي ذكاء أديبة حاولت الإلمام بكل الأحداث القديمة و الجديدة و تصوير واقع جزائر لم تتخلص من معاناتها الكثيرة و تواصل نضالها من أجل انتزاع حقها و فر ض احترامها على الجميع بفرض ثقافتها و الحث على احترامها و هي الرسالة التي ترى الباحثة أن يمينة مشاكرة أرادت إيصالها للعالم.

و إذا كان  الارتباط العميق بقسنطينة نقطة تجاور أخرى مع "نجمة" كاتب ياسين، فإنه عكس بطلته التي لم تأخذ أبدا الكلمة، كانت بطلة "المغارة المتفجرة" المولودة بقسنطينة و العاشقة لآريس، رغم إخفاء هويتها، لها كلمتها باعتبارها مجاهدة صعدت إلى الجبل و هو ما أرادت الكاتبة من خلاله أن ترمز للتغيير الجذري للوضعية الاجتماعية للمرأة بعد الاستقلال و هو ما برز من خلال ضمير المتكلم "أنا" الأنثوي الذي طغى على الرواية.
و تعتقد الباحثة أن قسما من السرد في "المغارة المتفجرّة" قد تكون له علاقة بالكاتبة يمينة مشاكرة نفسها، معتبرة طريقة السرد في هذه الرواية كحدث لغوي قائم في جزء كبير منه على خدمة الاستعارة.
و توقفت الباحثة عند دلالة المغارة في رواية يمينة مشاكرة التي وجدت فيها رمزية المأوى، الحماية و اليأس أيضا. حيث تقول بأن "المغارة"هذا الفضاء الطبيعي الموجود منذ خلقت الأرض و من عليها ، كان دائما مكانا للمأوى و الاحتماء و الاختباء من المخاطر، مثلما برز ذلك في مختلف الروايات و الأساطير على مر الزمان و حتى في الكتب السماوية المقدسة و التي ورد فيها قصص عن احتماء الأنبياء و الصالحين في المغارة، و خصت بالذكر أهل الكهف و قصة النبي محمد في غار حراء.
و ترى الباحثة بأن بطلة القصة التي كانت هي الأخرى يتيمة الأب و الأم ، اختارت اللجوء و الاختباء في المغارة لمقاومة كذبة "الجزائر فرنسية"مستمدة قوة تحملها و مقاومتها من أسلافها البربر و النوميديين.
كما كانت المغارة مكان لنهضتها، و موقع أهم الأحداث التي غيّرت مجرى حياتها "قمت بمئات الخطوات أمام المغارة...و في الوقت الذي كانت الثعالب تضبح من شدة البرد...كنت أشعر بأنني أقوى من الحياة، من المجهول، من القدر"  تقول البطلة التي بإنجابها لطفلها "آريس"تصبح أكثر قوة و تحاول أن تفرض وجودها بالانتقال إلى الحديث باستعمال ضمير المتكلم "أنا"بعد أن بقيت منذ بداية القصة مجهولة. و تضيف الباحثة بأن الأديبة وجدت في المغارة الحماية الفعالة للثورة الجزائرية و مكنتها من إيصال ذاكرتها إلى الأجيال و هو ما عبرت عنه يمينة شخصيا في حوار سجله معها الإعلامي رشيد مختاري بالقول" أكتب بقلبي ...نصوصي...عبارة عن ولادات عسيرة و مؤلمة. وحدها الأم قادرة على أن تسمح...لكن أمي الصغيرة هي الوطن ، هي صورة لنساء خنشلة اللائي ثرن عام 1916 و قاومن فرنسا  التي كانت تأخذ أبناءهن لتجنيدهم في الحرب العالمية ، و في ثقافتنا الأم حارسة للذاكرة و مركز المجموعة ، المجتمع ، المغارة.."
و بالاستناد إلى الأسطورة دائما، تستخرج الباحثة الصورة المزدوجة التي تخفيها مغارة مشاكرة  و المتمثلة في الأمل و اليأس في آن واحد. حيث اعتبرت الكهف المأوى الوحيد الذي يعكس في ذات الوقت خوف المجاهدين من البقاء مسجونين داخله و ما يطبع ذلك من تشاؤم و يأس كبير ،كما جاء على لسان إحدى شخصيات روايتها، الطفل صالح: "نحن محكوم علينا ، أنظر، من كل هذه الأرض لم يتركوا لنا سوى مغارة لن تلدنا أبدا."في إشارة إلى استمرار احتلال الجزائر لمدة تجاوزت القرن من الزمن. لكن سرعان ما تعود صور الأمل لتشع من جديد من خلال أماني البطلة و تفاؤلها بأن معجزة ستحدث"أطفال ينامون تحت سماء السلام، فوق أرض الحلم".
عبارات التفاؤل و الأمل كانت أقوى من كل المخاطر و المغامرات الصعبة و المفاجآت غير لسارة التي يبقى معنى المغارة عبر الأزمنة يعكسها. كما رأت فيها تأثير الفلسفة الصوفية على الكاتبة التي لم تخف اقتناعها بأن الجبال و المغارات كانت دائما مأوى الباحثين عن الطمأنينة و السلام الداخلي.
و لم تغفل بوشريط التي تعد الباحثة الأولى على مستوى جامعة قسنطينة التي درست كتابات الأديبة التي غيّبها الموت أمس الأول، التنوّع الثقافي داخل الوطن الواحد و حلمها في إقرار المساواة بين الجميع مهما كانت انتماءاتهم و ثقافاتهم و معتقداتهم ملخصة ذلك في فقرة جاء فيها: "حملوني من السويقة القسنطينية، و نقلت من ميتم إلى آخر، و من عائلة محسنة إلى أخرى...يوم السبت، كنت أتخلى عن فستاني و تاج الإسلام من أجل الفستان و التاج اليهودي...بالنسبة لي، السماء تضم ثلاثة عوالم أين لم تكن تقيّدني حدود و هو عالم موسى، عالم عيسى و عالم سيدنا محمد...".
و لم تتوّقف قدسية المغارة عند حدود الدين و المعتقدات، في نظر الباحثة التي راحت تستعين بمكانتها في الميثولوجيا اليونانية و كيف استغلها هوميروس في ملحمته "أوديسة" أين وجد بطله يوليس المأوى و واجه المفاجآت و المخاطر و وجد مصدر الثروة أيضا. 
و حمل  الجزء الثاني من رسالتها "قراءة انثروبولوجية لرواية المغارة المتفجرّة" دراسة نقدية اجتماعية ل "المغارة المتفجرة" فكان لقسنطينة، تونس و آريس حضورا ملفتا بها لا يمكن المرور عليه دون التوقف عند تأثيرات المدينة و ممارساتها بتمثيلاتها العقلية التي لا يمكن فصلها عن روح و عمق وجدانية الكاتبة و انفعالاتها لما تمثله المدينة من تداخل ذاتي، هوية، بنية و دلالات وظيفية و رمزية تعكس مرجعية ذاتية. قد يكون من الصعب تحديدها، لقلة المعلومات عن الكاتبة التي وجدت الباحثة صعوبة في جمع المعلومات بخصوصها، بما فيها الرواية التي بحثت عنها طويلا قبل أن تتمكن من إيجاد نسخة و الانطلاق في دراستها. هو ما رأت فيه إجحافا في حق أديبة متميّزة باعتراف الأديب الشاعر كاتب ياسين. كل هذا حفّز  ميساء إكرام بوشريط على العمل بجد لإبراز جوانب مهمة في رواية قالت أنه ليس من السهل قراءتها، و على القارئ إعادة قراءتها مرة و مرة لفهمها، لما تحتويه من دلالات كثيرة من الصعب تحديدها في قراءة واحدة و معاينة مختلف المستويات لما تحمله "المغارة المتفجرّة" من متحف خيالي صوري تتعايش فيه كل الثقافات و الأجيال المتعطشة للحرية و السلام و القبول و الاحترام.
يمينة مشاكرة ركزت على العلاقة الموجودة بين الفضاء و المجتمع، لإيمانها بأن المجتمع الذي يريد الحرية، عليه اجتياز كل الحدود و الحواجز و هو ما بدا جليا من خلال تنقلات المجاهدين الذين تنقل كل منهم من منطقته المعيّنة لخدمة الجزائر، لكن المرأة الوحيدة بينهم غادرت قسنطينة الخالدة التي لا يمكنها نسيان قصتها، طقوسها، ثقافتها، جسورها."أنا، ولدت من أب و أم مجهولين في عمق قسنطينة الرطبة و القديمة"، إشارة إلى ماضيها و تاريخها العريق، لكن بأسلوب يجعل القارئ يشعر بصد الكاتبة لهذه المدينة لما تضمنه من كبت و لا وضوح، قبل أن تنتقل إلى تونس الفضاء الثاني بعد منطقة الغرب التي برزت من خلال شخصية الأمير عبد القادر، لكن تونس كانت بمثابة فضاء الخلاص و الراحة لكن راحة جهنمية بذكريات مفعمة بالمكبوتات و الأشياء التي لم تقال و التي لخصتها في إقامة بطلتها في مصح "منوبة العقلي". و يا لغرابة القدر و تشابه نهاية البطلة التي انتهى بها المطاف بمصح عقلي تماما كالكاتبة التي شاءت الأقدار أن ترقد بالمستشفى الذي طالما ساعدت و عالجت فيه مرضى عانوا الانهيارات و الأمراض العقلية. أنهت أيامها ببيت متواضع ارتأى زملاؤها وضعها فيه بدل إبقائها بعنابر المصح بعد تدهور صحتها و إصابتها بمرض عقلي ،أبعدها تدريجيا عن عملها الذي كرّست له كل حياتها. حيث مارست مهامها بمستشفى بولاية الشلف في ثمانينات القرن الماضي، ثم بقرية قريبة من مسقط رأسها مسكيانة بالأوراس سر اختيارها لامرأة شاوية لتمثيل نساء الجزائر في روايتها و نقل الذاكرة باعتبار الأم دائمة التواصل مع أبنائها. تماما كما اختارت الحديث عن آريس خلال رحلة سفرها من قسنطينة إلى تونس، مرورا بهذه المنطقة التي تمثل مكانة كبيرة في قلبها لا تختلف عن مكانة قسنطينة التي احتضنتها "سكنت تونس و فكرت في قسنطينة، سكنت تونس و فكرت في آريس"،إشارة إلى مكانة المنطقتين عند بطلة "المغارة المتفجرّة".
و مثلما كانت لقسنطينة المدينة دلالات كثيرة، كانت لآريس أيضا رمزية واسعة باعتبارها رمز البربرية "الشاوية"التي تعكس الجذور الحقيقية للكاتبة نفسها التي حتى لو أنها غابت عن الساحة الأدبية لم تتوّقف عن عشقها لآريس التي خلدتها في رواية ثانية و أخيرة موسومة باسم هذه المدينة، و التي هي عبارة عن تتمة لروايتها الأولى، باعتبار بطل القصة هو نفسه ابن بطلة القصة الأولى الشاوية المجهولة الاسم، و التي لا زالت هي الأخرى تترّقب إماطة الستار عنها و خصها بدراسات أدبية و نقدية من شأنها إنصاف كاتبة طالما عاشت في الظل قبل أن ترحل في هدوء.   مريم بحشاشي


الكاتب أمين الزاوي يتحدث عن الروائية الراحلة
كانت كاتبة انطوائية مولعة بنجمة كاتب ياسين و بأشعاره

قال الروائي أمين الزاوي للنصر أنه كان له حظ الالتقاء بيمينة مشاكرة و التحاور معها مرتين أو ثلاث، تعرف فيها عن كثب على شخصيتها الأدبية ككاتبة شفافة جدا قابلة للانكسار في أي لحظة فأدرك أن قوتها تكمن في هذه الشفافية.
حيث حدثنا عن هذه اللقاءات التي جمعتهما و عن معرفته الشخصية بها، و خاصة من الجانب الأدبي قائلا أنه رغم أنها لم تنشر سوى روايتي " المغارة المتفجرة " و " آريس" لكن كتاباتها القليلة هذه كان لها أثر بالغ على المشهد الأدبي الجزائري بعد الاستقلال، و رغم أنها لم تكن تحظ بحضور إعلامي  كبير لأن الإعلام ـ حسبه ـ ظلمها كثيرا و لأنها أيضا انطوائية بطبعها، إلا أن روايتيها و كتاباتها كانت موضوع العديد من المذكرات و الأطروحات الجامعية في العديد من أقسام اللغة الفرنسية أو الترجمة عبر مختلف جامعات الجزائر خاصة روايتها " المغارة المتفجرة ".
و أشاد أيضا بشاعريتها الكبيرة حتى في كتابتها النثرية "المتفجرة" حسب كاتب ياسين الذي كتب تقديم باكورتها الأولى " المغارة المتفجرة " و قال عنها أنها " امرأة من بارود " لأنها عرفت كيف تفجر الواقع في كتاباتها و استطاعت العودة إلى موضوع الثورة و الشخصيات الثائرة التي تتنقل بين الجزائر و تونس.
حسب الزاوي فإن أغلب شخصياتها الروائية تشبهها في هشاشتها و قابلة للهوس و الجنون لأن الحرب الظالمة التي عاشوها لا تترك إنسانا سويا فهي حرب ضد سيكولوجية الفرد الذي يجد نفسه في مواجهة عدوان طاغ و موت بشع. أما أكثر ما يميز جوانب شخصيتها الأخرى فهي خجلها و هشاشتها كامرأة كتومة لا تتكلم كثيرا لأنها  تنتمي إلى العالم الشعري أكثر من الواقعي، كما قال الزاوي، مضيفا أن من يحاورها يشعر بأنها مصابة بألم داخلي عميق لا يسمح لها بمواجهة الواقع إلا من خلال شاعريتها التي علمتها الاختصار و الاقتصاد في الكلمات، و عكس الكثير من الكتاب الآخرين فهي جد منطوية و تخشى مواجهة العالم الخارجي مباشرة.
أمين الزاوي عاد بذاكرته للقاءات القليلة التي جمعته بالكاتبة التي كانت دائما تصر أنها  شاعرة تنتمي إلى قبيلة الشعراء أكثر من الروائيين. فقد كانت قارئة كبيرة للشعر و من شعرائها المفضلين الشاعر الفرنسي روني شار حسب ما أخبرته، أما من الكتاب الجزائريين فقد كانت من أشد المعجبين بكاتب ياسين الذي كانت تعشق شعره بجنون بدء من ديوانه الأول " مناجاة ". و  أسرت له بأنها كانت تعيد قراءة رواية  "نجمة" مرة كل سنة لدرجة أن من يقرأ روايتها الأولى يجد الكثير من نقاط التقاطع بينهما، لأنها نص مركب لا يسلم نفسه للفهم بسهولة. و قد كان هذا الإعجاب الأدبي بينها و بين كاتب ياسين متبادلا فهو الآخر كان يحب كثيرا كتاباتها و يحترم شخصيتها الأدبية كما قال أمين الزاوي : "  لو كانت هناك سلالات أدبية فسأصنف يمينة مشاكرة في سلالة كاتب ياسين الأدبية ".
و أشار في الأخير على أنه على اتصال دائم بأفراد عائلتها و يعرف أنها كانت تكتب كثيرا في الفترة الأخيرة من حياتها و لديها العديد من المخطوطات التي لم تر النور.  أمينة.ج

مقتطفات من نص "المغارة المتفجرة"

ترجمة لميس سعيدي


لغة معجونة في الجدائل المضفورة بنار الحب المتوهجة منذ قرون في قلب أجدادي، و في قلبي الذي غالبا ما أمد نحوه وجهي المتجمد و نظرتي الندية لأتمكن من التبسم. لغة معجونة في الزرابي، الكتب المفتوحة، الحاملة لبصمة نساء بلادي المتعددة الألوان، و اللواتي منذ الفجر،  يشرعن في كتابة نار أحشائهن لتغطية الطفل ليلا، حين تَسرق منه السماءُ الشمسَ. في خلاخيل الفضة، الهالات المتجمدة ذات الكواحل الناعمة،  و الموسيقى التي  تطمئن و تواسي الذي ينام قرب الموقد و قد أحب قدم  أمه و الأرضَ التي تلويها.

***************

اكتوبر 1960
في مكان ما، على احدى الحدود، شجرة تشبهني.
تحرس قبر مغارة.
هيكل غراب سيظهر، و سينعق كلمة كئيبة.

***************
جوان 1960
أكفر أمام البحر
أبصق على الشمس
أدير ظهري لتونس
عاشقة و كسولة
لأنني أتذكر.
أتذكر سماوات وطني.
اقول لابني، سماء الدزاير الغائمة، شمسها الواقفة على القصبة، عاصمتها.
أقول لابني،السماء النظيفة و الشاسعة، تمشّط شمسا بعيدة تتسلل في شوارع قسنطينة، السرية.
أقول لابني، السماء المظلمة و الساحرة، تلفظ شمسا صفراء و منسابة معلقة بالحجارة الاوراسية، التي لا تزال مغطاة بالثلج.
أقول لابني، السماء الأفقية و العائمة، تبرّد شمسا حمراء و ذكورية، خوفا من أن تحرق تلمسان الاندلسية.

***************

ابني المحروق بنار المنفى
على مهدكَ المتصدِّع
شكواك حجبت عني الأفق
بينما  كانت ذكراك تنام في حِجري
بينما كنت نائمة
جاء طفل
على خطواته، قيدٌ طقطقَ
على أغلالكَ المجروحة يا حبي
ذاب الثلج

***************


هذا المساء، الشاعر و المتشرد يتمدّدان جنبا الى جنب، قرب الكانون.
- يبدو أنك سترحل غدا؟ يتساءل المتشرد.
- نعم.
-تعرف، يبدو لي، كأن الأرض، هي أنت.
سيصعب علي فراقك غدا
-سنرحل معا اذا أحببت، يقول الشاعر.
- أنت تمشي، أسرع مني.
-أعرف أيضا كيف أمشي على ايقاع خطواتك.
الشاعر و المتشرد رحلا في الصباح الباكر نحو آفاق جديدة.


أبناء الكاهنة
بقلم: كاتب ياسين- ترجمة عمر شابي

" كشف السر عن الإنسان. التحرر من أسطورة الموت. الإنسان ليس سوى مادة حية. و حين يموت يعود ترابا من جديد".
هذه الكلمات المأخوذة من ملاحظات مكتوبة بخط اليد، تلخص محادثة متشعبة مع يمينة مشاكرة، حول كتابها الأول، أحد الكتب الواعدة في الأدب الجزائري الحديث.
قرأت من مخطوط "المغارة المتفجرة" عدة نسخ متتالية، و إذا بدأت بذكر هذه الكلمات، فلكي أبرز هنا أن الروائية ليست فقط أديبة.
طالبة متحمسة، مارست الطب الاجتماعي و النفسي، كتبت هذا الكتاب في خضم حياة صعبة و متقلبة.
ليست رواية، إنها شيء أحسن من ذلك بكثير: قصيدة طويلة من النثر تمكن قراءتها مثل رواية.
مكتوبة بالفرنسية مما يشير منذ البداية إلى انسلاخ مزدوج، أولا بكتابة رواية "لتمرير الشعر" و ثانيا مخاطبة أهلها و ذويها بلغة أجنبية.
لقد رأت أمها تبكي، في اليوم الذي علمت فيه أن ابنتها الصغيرة التي تفوقت ببراعة في المدرسة الفرنسية نسيت لغتها الأصلية.
ولدت عشية الثورة،حين سمعت حكايات الحرب، للمرة الأولى كانت تعتقد أنها عاصفة.
بالعربية الشعبية "غيرا" هي في ذات الوقت عاصفة ماطرة و حرب التحرير، انطلاق الطبيعة.
من طفولتها الغضة، حافظت على ذكرى رجل مربوط   أطرافه مشدودة إلى ماسورة مدفع، معروضا في الشارع.
رأت أباها تحت التعذيب، و رأته يموت و هو يطلب منها الحفاظ على رأسها عاليا. إليه أهدت كتابها.
حين تفكر في والدها ترى عيونا زرقاء بزرقة المعدن، و هي الزرقة التي تبعث بأفكارها إلى القرية التي ولدت بها، على ضفة وادي مسكيانة، بالبربرية "ميس- الكاهنة" أبناء الكاهنة.
هي قرية في الأوراس، الجبل الذي كان مهد ثورة أول نوفمبر. بعدما كان حاضنة و مسرح معركة بطلة القبيلة، عند جذور الأمة.
الذاكرة الجماعية تروي أيضا حتى الآن حكايات الأنفاق و الممرات تحت الأرض التي حفرها النوميديون. و ليس من أجل لاشيء  أن يمر أنصار الكاهنة و ثوار أول نوفمبر عبر نفس الأنفاق من الأوراس إلى تونس.
إسمها الحقيقي ديهيا، و لا تعرف الكاهنة سوى باسمها الحربي.
كاهنة بالعربية تعني عرافة أو متنبئة ، كانت تملك حسب أعدائها موهبة الخطابة.
في البدء كان الفعل. أبناء الكاهنة لا يجب أن  يجهلوا ان امرأة ملهمة كانت في وقت ما على رأس بلد شاسع يغطي كل أفريقيا الشمالية.
هذا يصيب ببعض الدوار الذين يرون في الماضي شبح المستقبل.
اليوم و قد أنجبت ثورة الأوراس تحت أعيننا جزائر جديدة. تجب قراءة هذا الكتاب و الحث على قراءته، لكي تكون كتب أخرى، و لكي يرفع آخرون صوتهم.
في الوقت الحاضر في بلادنا امرأة تكتب هي بقيمة وزنها بارودا.

مقدمة كاتب ياسين لرواية المغارة المتفجرة (ماي 1978)
 
image
2013/05/30
قراءات (568)
تعليقات (1)
الرأي

سلطة‮ ‬مريضة‮ ‬ورئيس‮ ‬غائب؟‮ !‬

لا أعتقد أنه بإمكان السلطة الحالية في الجزائر أن تفكر يوما ما في مطالبة فرنسا بالاعتذار للشعب الجزائري عن جرائمها الاستعمارية أو دعوتها إلى إرجاع أرشيف البلاد وما نهبته منها خلال 130 سنة من الاستيطان لأن من يحكموننا اليوم رهنوا السيادة لدى وزارة الدفاع الفرنسية‮ ‬بسبب‮ "‬سوء‮ ‬تسيير‮ ‬أزمة‮ ‬مرض‮ ‬الرئيس‮" ‬حتى‮ ‬صار‮ ‬يوقع‮ ‬قرارات‮ ‬الدولة‮ ‬في‮ ‬المستشفى‮ ‬العسكري‮ ‬بباريس‮.‬
‭ ‬السيادة‮ ‬المنقوصة
قد يقول البعض إن توقيع الرئيس للقرارات _ ولو خارج الجزائر _ يسهل مهمة الحكومة في آداء وظيفتها التنفيذية لأن هذه القرارات في خدمة الشأن العام، وقد يقول البعض الآخر إن الدستور يخوّل له ذلك، وبين دستورية التوقيع وعدم دستوريته تفقد الجزائر سيادتها لأن كاميرات مستشفى" فال دوغراس" ومستشفى "المعطوبين" ستحتفظ بالصورة والصوت لكل حركات الرئيس ومن يحيطون به، وهكذا تكتمل الصورة لدى فرنسا في جمع أسرار الدولة الجزائرية (أثناء الاستعمار وبعد استرجاع السيادة) في أرشيف واحد، وعندما نحتفل عام 2062م بالذكرى المئوية للاستقلال سيدرك‮ ‬من‮ ‬يحكمون‮ ‬الجزائر‮ ‬يومئذ‮ ‬أنهم‮ ‬مرهونون‮ ‬لفرنسا‮ ‬لأن‮ ‬القانون‮ ‬الفرنسي‮ ‬يسمح‮ ‬بعد‮ ‬مرور‮ ‬50‮ ‬سنة‮ ‬بنشر‮ ‬هذا‮ ‬الأرشيف‮.    ‬
إن تبرير رجال القانون الجزائري توقيع الرئيس للقرارات خارج الوطن لا يخلو من "السذاجة والاستخفاف" بالشعب، فالسيادة تكون في السفارة الجزائرية بفرنسا وليس خارجها، وما قاموا به هو مجرد تضليل للرأي العام الجزائري ظنا منهم أن تسيير الدولة بهذا الشكل يزيد من احترام الشعب لهم فما ضرهم لو اقتدوا بالرئيس الموريتاني الذي نقلت صوره الى شعبه وهو بالمستشفى أو الرئيس المصري الذي نقلت صوره من المستشفى الألماني وهو على سرير المرض أو الرئيس التركي الذي طمأن شعبه حول مرضه وهو في المستشفى بالصوت والصورة، وحتى الملوك العرب كانت تنقل صورهم من المستشفيات وهم على كراسي متحركة، فليس العيب أن يكون الرئيس مريضا وشعبه يدعو له بالشفاء وإنما العيب أن تصبح السلطة مريضة والشعب غير مهتم بتصريحاتها مادامت الرئاسة الفرنسية ووزارة دفاعها تمدانه بالمعلومات عبر وسائلها الإعلامية.

الأعداء‮ ‬الافتراضيون؟‮!‬
تحاول السلطة وأحزابها أن تسوق لفكرة أن الجزائر عرفت ربيعا عربيا في 5 أكتوبر 1988م، وإذا اعتبرنا ذلك صحيحا فلا بد من إعادة فتح ملف "التعذيب" ومحاكمة من تسببوا فيه، ولا بد من إعادة فتح ملف "الإرهاب" والأطراف المشاركة فيه خاصة وأن الكثير منهم أصبح يعترف ويعتز بما قام به من اعتداءات ضد المواطنين والمجندين وكل من له علاقة بالفكر والثقافة والعلم ويعتبرها "بطولات وأمجادا" إن هذا الادعاء يؤكد فرضية واحدة وهي أن السلطة الجزائرية ضد التغيير حتى ولو كان مجرد إصلاحات فالدستور الذي زعمت أنه في طريقه إلى البرلمان أصبح غير‮ ‬موجود‮ ‬والوقت‮ ‬لا‮ ‬يكفي‮ ‬لمناقشته‮ ‬والتصديق‮ ‬عليه‮.‬
إن المرحلة التي تعتبرها السلطة ربيعا شكلت انقساما داخل المجتمع الجزائري وتنافسا بين الدول العظمى على خيراتها ومع ذلك لم تتمكن فرنسا أو أمريكا من الهيمنة على القرار الجزائري في حين صرنا اليوم رهن السلطة الفرنسية لأن أصحاب القرار عندنا دخلوا مرحلة البحث عن رئيس جديد لخلافة بوتفليقة ويظهر ذلك من خلال تصفية المصالح الأمنية لـ(وزراء الرئيس) مثل "المركز العملي الوطني للمساعدة على القرار" الذي أنشأه وزير الداخلية السابق يزيد زرهوني بعد أحداث ما يسمى بـ"الربيع القبائلي الثاني" لعام 2001م، وانتقل الصراع إلى المؤسسات الإعلامية السمعية البصرية والصحافة المكتوبة فصارت هناك قوائم ممنوعة من الظهور في "اليتيمة" وأخرى ممنوعة من تولي مسؤوليات في الصحافة المكتوبة وصارت الحرب بالوكالة في وسائل الإعلام بين "رجالات " السلطة و"المرشحين المحتملين" معلنة، فهل ستكون عودة الرئيس مرحلة‮ ‬أخرى‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الحرب؟‮.‬

الخطر‮ ‬القادم‮ ‬من‮ ‬الحدود‮ ‬
هناك من يراهن على المؤسسة العسكرية ليكون مرشحها القادم وهو رهان خاسر لأن هذه المؤسسة صارت مهامها أكبر من مهام رئيس الجمهورية القادم فحدود الجزائر الغربية والجنوبية والشرقية باتت "ملغمة" بشتى أنواع المخاطر، فالحدود مع المغرب "ملغمة ببارونات المخدرات"، وحدودها مع مالي "ملغمة باطروحات الانفصاليين والصراعات القبلية" وحدودها مع ليبيا "ملغمة بتجار السلاح" وحدودها مع تونس "ملغمة بما يسمى بالإرهاب السلفي" وهذا يعني أن المؤسسة العسكرية ستكون بعيدة عن الصراع السياسي حول الرئيس القادم، لكن بعض الأطراف داخل السلطة وخارجها‮ ‬تريد‮ ‬إقحامها‮ ‬في‮ ‬الصراع‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬التسيير‮ ‬السيئ‮ ‬لملف‮ ‬مرض‮ ‬الرئيس‮.‬
 وأزعم أن الجزائر دخلت فضاء الدول العربية التي قد تفقد قرارها السيادي بسبب تداعيات "غياب الرئيس ومرض السلطة"، فوزارة الدفاع الفرنسية تحوّلت إلى ناطق رسمي باسم السلطة الجزائرية فهي التي أخبرتنا بنقل الرئيس إلى مستشفى المعطوبين مثلما أخبرت روسيا أصدقاء الثورة السورية موافقة الرئيس بشار الأسد على حضور وفد سوري رسمي في مفاوضات "جنيف 2"، فأي مستقبل للجزائر وعلى حدودها الجنوبية قاعدتان عسكريتان أمريكية وفرنسية؟ وكيف ستخرج من الأزمات التي تعيشها حاليا بسبب تراجع حضورها الديبلوماسي في المحافل الدولية؟ وهل سيكون الرئيس‮ ‬القادم‮ ‬هو‮ ‬الحل‮ ‬أم‮ ‬أنه‮ ‬سيمدد‮ ‬في‮ ‬عمر‮ ‬الأزمة؟‮.‬
المؤكد‮ ‬أن‮ ‬الأسابيع‮ ‬القادمة‮ ‬ستكون‮ ‬حاسمة‮ ‬لأن‮ ‬ظهور‮ ‬الرئيس‮ ‬سيضع‮ ‬حدا‮ ‬للإشاعات‮ ‬والتضليل‮ ‬الإعلامي‮ ‬ويكشف‮ ‬عمن‮ ‬تسببوا‮ ‬في‮ ‬سوء‮ ‬تسيير‮ ‬الأزمة‮ ‬ومن‮ ‬استغلوها‮ ‬لتقزيم‮ ‬صورة‮ ‬الجزائر‮ ‬أمام‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬الدولي‮. ‬

جريمة‮ ‬ولويتش‮ ‬لن‮ ‬تقسم‮ ‬بريطانيا
ما حدث الأسبوع الماضي في ولويتش بلندن أثار اشمئزازنا جميعا إذ شاهدنا صورا مرّوعة للقتل الوحشي لجندي بريطاني شجاع كان ببساطة ماضيا في شوارع لندن لقضاء شؤونه. وكما قال رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في بيان بعد وقت قصير من الحادث: "إن الأشخاص الذين فعلوا هذا كانوا‮ ‬يحاولون‮ ‬التفريق‮ ‬بيننا‮ ‬وينبغي‮ ‬عليهم‮ ‬أن‮ ‬يعرفوا‮ ‬أن‮ ‬أمرا‮ ‬كهذا‮ ‬لن‮ ‬يفلح‮ ‬سوى‮ ‬في‮ ‬التوحيد‮ ‬بيننا‮ ‬وجعلنا‮ ‬أقوى‮".‬
كما‮ ‬كان‮ ‬رئيس‮ ‬الوزراء‮ ‬واضحا‮ ‬في‮ ‬رده‮ ‬بأن‮ ‬المملكة‮ ‬المتحدة‮ ‬ستكون‮ ‬حازمة‮ ‬كل‮ ‬الحزم‮ ‬في‮ ‬موقفها‮ ‬ضد‮ ‬التطرف‮ ‬العنيف‮ ‬والترهيب‮.‬
لا‮ ‬ينبغي‮ ‬للمجتمع‮ ‬الدولي‮ ‬أن‮ ‬يرضخ‮ ‬أبدا‮ ‬للترهيب‮ - ‬أو‮ ‬الإرهاب‮- ‬أيا‮ ‬كان‮ ‬شكله‮.‬
وهو الرأي الذي يشاطره الجميع في المجتمع البريطاني، إذ لم يكن الأمر مجرد هجوم على بريطانيا وأسلوب حياة البريطانيين بل هو أيضا خيانة للإسلام وللمجتمعات المسلمة التي قدمت إسهامات كبيرة لبلادنا، ليس في الإسلام ما يبرر مثل هذا العمل الفظيع، يمكننا هزيمة التطرف العنيف‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬بقائنا‮ ‬متحدين‮ ‬ودعم‮ ‬أجهزة‮ ‬الشرطة‮ ‬والأمن‮ ‬لدينا،‮ ‬وقبل‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬تحدي‮ ‬خطاب‮ ‬التطرف‮ ‬المسموم‮ ‬الذي‮ ‬يغذي‮ ‬هذا‮ ‬العنف‮.‬
ستواصل بريطانيا العمل مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الجزائر، لجعل العالم في مأمن من الإرهاب. هذا الإرهاب الذي أودى بحياة المسلمين أكثر من أية ديانة أخرى، والتظاهر بخلاف ذلك تحريف مطلق للحقيقة، ولذلك فليس هناك أي تبرير على الإطلاق لهذه الأعمال التي لا يتحمل‮ ‬مسؤوليتها‮ ‬سوى‮ ‬الأشخاص‮ ‬المقيتين‮ ‬الذين‮ ‬قاموا‮ ‬بهذا‮ ‬العمل‮ ‬الفظيع‮.‬
وكانت هناك لحظة مؤثرة جدا خلال الإعتداء الذي وقع الأسبوع الماضي لما واجهت مسؤولة أشبال الكشافة انغريد لويو كينيت أحد المهاجمين في شوارع ولويتش. حيث ردت على قول المهاجم إنه يرغب في بدء حرب في لندن، قائلة: "سوف تخسرون لأنكم تقفون وحدكم في وجه عدد كبير من الناس‮"‬،‮ ‬لقد‮ ‬تكلمت‮ ‬بالنيابة‮ ‬عنا‮ ‬جميعا‮.‬
سوف‮ ‬تتبع‮ ‬أجهزة‮ ‬الشرطة‮ ‬والأمن‮ ‬البريطانية‮ ‬كل‮ ‬الأدلة‮ ‬وتحقق‮ ‬فيها‮ ‬وتبحث‮ ‬عن‮ ‬كل‮ ‬الروابط‮ ‬الممكنة،‮ ‬ولن‮ ‬تتوانى‮ ‬حتى‮ ‬نعرف‮ ‬جميع‮ ‬التفاصيل‮ ‬المحيطة‮ ‬بما‮ ‬حدث،‮ ‬ونجلب‮ ‬جميع‮ ‬المسؤولين‮ ‬إلى‮ ‬العدالة‮. ‬
تقدر المملكة المتحدة بشدة الدور الذي تلعبه الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، وسنظل حريصين على تعزيز عملنا في مجال مكافحة الإرهاب مع الجزائر، حيث يعتمد بلدانا نهجا مشتركا وللأسف كان لكل منا تجربة طويلة مع الإرهاب، لكن هذا يعطينا خبرات مشتركة يمكننا أن نتعلم منها على حد سواء وتجعلنا أقوى، إذ تتفق على سبيل المثال كل من المملكة المتحدة والجزائر على أنه ينبغي ألا تدفع الفديات في حالات الاختطاف. وبما أنه لدينا الآن شراكة أمنية استراتيجية مع الجزائر، برئاسة مستشار الأمن القومي البريطاني، السير كيم داروش، ومعالي الوزير‮ ‬الجزائري‮ ‬المنتدب‮ ‬للشؤون‮ ‬الإفريقية‮ ‬والمغاربية،‮ ‬السيد‮ ‬عبد‮ ‬القادر‮ ‬مساهل،‮ ‬فقد‮ ‬صرنا‮ ‬نملك‮ ‬جهازا‮ ‬مفيدا‮ ‬للتعاون‮ ‬بشكل‮ ‬أكثر‮ ‬تكثيفا‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬ضمان‮ ‬أمننا‮ ‬المشترك‮.‬
وكما‮ ‬قال‮ ‬رئيس‮ ‬الوزراء‮ ‬ديفيد‮ ‬كاميرون‮ ‬بعد‮ ‬جريمة‮ ‬القتل‮ ‬الوحشية‮ ‬الأسبوع‮ ‬الماضي،‮ "‬إن‮ ‬أحد‮ ‬أفضل‮ ‬السبل‮ ‬لهزيمة‮ ‬الإرهاب‮ ‬هو‮ ‬أن‮ ‬نواصل‮ ‬حياتنا‮ ‬العادية‮ ‬وهذا‮ ‬ما‮ ‬سنقوم‮ ‬به‮ ‬جميعا‮
 
 
 
 
 
 

موازاة مع إشاعة عودته مساء أمس إلى الجزائر

الخارجية الفرنسية تؤكد: بوتفليقة لا يزال في باريس



جددت، أمس، وزارة الخارجية الفرنسية تأكيدها أن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، متواجد في العاصمة الفرنسية باريس، ورفضت تقديم أي تصريح حول صحته، مشيرة إلى أن السلطات الجزائرية هي المخولة لحديث عن الموضوع، “إن أرادت” وهذا رغم الإشاعات التي راجت حول احتمال عودته مساء أمس إلى الجزائر.
قال أمس، الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية، فيليب لاليو، خلال ندوته الصحفية اليومية على موقع الكيدورسي، إنه لا يستطيع التصريح بأي شيء حول الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، ردا على سؤال بهذا الخصوص، مضيفا أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، متواجد في العاصمة الفرنسية باريس، “حسب علمي”، دون أن يحدد المكان، وتابع بأن “استفساراتكم بخصوص هذا الملف يجب توجيهها إلى السلطات الجزائرية للحصول على ردود، إن أرادت”. ويعتبر هذا التأكيد الثاني من نوعه بعد الذي أصدرته يوم 20 ماي، حين ذكرت أن الرئيس بوتفليقة يتواجد بمستشفى فال دو غراس، مباشرة بعد تصريح الوزير الأول عبد المالك سلال، لكن الملاحظ أن باريس باتت تتجنب الحديث بمزيد من الوضوح فيما يتعلق بصحة أو مكان تواجد بوتفليقة، وتركت الأمر إلى السلطات الجزائرية المعنية بالدرجة الأولى بهذا الملف الذي أخذ حيزا كبيرا من الاهتمام الداخلي والخارجي وعلى جميع المستويات.
علي ياحي
 

رئيس البلدية يشتكي الصحة المريضة ببلديته

 


تصوير فاتح .ق

اعترف في منتصف الأسبوع الجاري رئيس بلدية شليا الواقعة بأقصى جنوب غرب ولاية خنشلة وبصريح العبارة أن الصحة مريضة بإقليم بلديته، وأن كل الشكاوى والمراسلات التي تقدم بها لأجل النهوض بهذا القطاع والخدمة العمومية الهامة في الحياة اليومية للمواطنين لم تجد نفعا في إيجاد حل لها، من خلال توفير أجواء طبية ملائمة ويد عاملة طبية مؤهلة و مستخدمين بالعدد الكافي وضمير مهني حاضر، بدلا عما يعرفه القطاع ببلديته من تسيب وإهمال ونقص في المستخدمين من ممرضين وأطباء وأخصائيين وكذا ضرورة تحليهم بيقظة الضمير التي تملي عليهم أداء واجباتهم المهنية .



من بينهم طالبات جامعيات و عدد من المسؤولين المحليين

أحكام تتراوح بين ثماني سنوات وعام موقوف التنفيذ في حق المتورطين في أكبر شبكة دعارة بجيجل

 


أدانت المحكمة الإبتدائية بجيجل ما لايقل عن (36) شخصا تورطوا في تشكيل شبكة دعارة على مستوى أحد الفنادق السياحية الواقعة ببلدية سيدي عبد العزيز (25) كلم الى الشرق من عاصمة الولاية جيجل .
م / مسعود

وقد سلطت المحكمة المذكورة أحكاما متفاوتة في حق أفراد الشبكة المتكونة من (36) عنصرا وفي مقدمتهم مالك الفندق  «ش .و» الذي ضبط فيه هؤلاء الأفراد حيث أدين هذا الأخير بالسجن لمدة ثماني سنوات ، في حين أدين اثنان من مساعديه ويتعلق الأمر بنادل الفندق وكذا مسؤول الإستقبال بثلاث سنوات نافذة  فيما جاءت الأحكام المسلطة على  بقية الأفراد رمزية الى أبعد الحدود حيث حكم عليهم  بالسجن لمدة سنة موقوفة التنفيذ ويتعلق الأمر ب (15) امرأة و(20) رجلا تم ضبطهم وهم في وضعية تلبس داخل الفندق المذكور الذي تم تشميعه بقرار من المحكمة الوصية .هذا ويعود تاريخ تفكيك هذه الشبكة التي أعتبرت الأكبر في تاريخ العمليات التي استهدفت شبكات الجنس بالولاية الى أواخر الشتاء الماضي حين هاجمت  مصالح البحث والتحري التابعة للشرطة القضائية فندقا سياحيا يقع بالمدخل الشرقي لبلدية سيدي عبد العزيز وذلك بناء على شكوى من طرف عدد من السكان المحيطين بهذا الفندق والذين اشتكوا من الممارسات التي تصدر عن بعض زوار هذا الفندق والتي أساءت كثيرا للآداب العامة بالمنطقة وهي الشكاوي التي سبقتها شكاوي عديدة من قبل ذات السكان الذين بلغ بهم التذمر في مرة من المرات الى حد غلق الطريق الوطني رقم (43) المار بمحاذاة الفندق وذلك قصد الضغط على السلطات واجبارها على غلق هذا الأخير .وقد مكن الهجوم الذي قامت به مصالح الشرطة القضائية بعد الشكوى المذكورة من ضبط ما لايقل عن (35) شخصا في وضعيات مخلة داخل غرف هذا الفندق من بينهم (15) امرأة تنحدرن من عدد من ولايات شرق ، وسط وغرب البلاد واللائي وجدن في هذا الفندق الفضاء الملائم لإغراء هواة اللذة ، وقد جرى الحديث لحظة الإيقاع بالأشخاص المذكورين عن وجود بعض المسؤولين السابقين  ضمن المقبوض عنهم من بينهم رئيس سابق لإحدى البلديات اضافة الى عدد من الطالبات الجامعيات اللائي خن ثقة أوليائهن من خلال الإنخراط في جماعات للفسق والبغاء  بيد  أنه جرى التستر حسب بعض المصادر عن هويات هؤلاء الأشخاص  قصد الحفاظ على صورتهم وسط المناطق التي يعيشون بها وتجنيبهم المزيد من ردات الفعل التي قد تصدر عن أسرهم  .


بعد جدل دام أشهرا

بوتفليقة ينهي مهام المدير العام لـ”أربيتي” رسميا



قام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بتوقيع قرار إنهاء مهام مدير سلطة ضبط البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، ياسين عبد الحق، واستبداله بمحمد أمغار وفق المرسوم الرئاسيّ الموقع في 15 أفريل المنصرم بعد تداول أنباء عن استقالة هذا الأخير منذ أشهر وخلافات كانت تجمعه مع رئيس سلطة الضبط ”أربيتي” زهرة دردوري.
وحسبما نص عليه المرسوم الرئاسيّ المؤرّخ في 15 أفريل المنصرم تنهى مهام ياسين عبد الحق بصفته مديرا عاما لسلطة ضبط البريد ويعيّن محمد أمغار مديرا عاما جديدا لـ”أربيتي”، مع العلم أن هذا الأخير يعتبر أحد إطارات قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال القدامى، حيث سبق له وأن اشتغل بوزارة البريد.
إيمان. ك
 
 
 



















































 
عندما أردنا الخوض في موضوع زنا المحارم لم يكن في نيتنا صبّ الزيت على النار بقدر ما كان وضع الأصبع على الجرح النازف الذي لا يريد أن يندمل وأمام بحث دام قرابة الشهر عن عينات الموضوع، وقفنا أمام حقيقة صادمة ربما ستنفجر يوما في المجتمع إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
ولمسنا ذلك من خلال احتكاكنا مع أعضاء مركز الإصغاء المكلفين بتلقي المكالمات والشكاوى بخصوص مواضيع كثيرة لا يستطيع الفرد حلّها لوحده دون اللجوء إلى المساعدة، بالإضافة إلى أعضاء جمعية ندى لحماية الطفولة التي أكد لنا الناشطون فيها من محامين ونفسانيين على ارتفاع عدد الشكاوى من سنة لأخرى حتى صارت اليوم تتلقى على الأقل من اثنين إلى ثلاث شكاوى في اليوم الواحد بخصوص اعتداءات زنا المحارم، من مختلف مدن الوطن.
هل يمكن أن نصمت أمام هذا الوضع؟ ألا ترون بأن المسألة تحتاج إلى صرامة أكثر في القانون وجدية في معالجة المسألة من خلال الاختصاصيين من نفسانيين واجتماعيين وقانونيين، حتى نحد على الأقل من هذه الظاهرة التي ستصير مع الزمن أكثر من عادية؟
من خلال القصص الحقيقية التي سيتم عرضها خلال هذا التحقيق سترون وحوشا بشرية استحلت اللحم البريء لتحوّله إلى أداة لإطفاء رغباتهم ونزواتهم دون مراعاة وازع الدين أو نظرة المجتمع وما يزيد ألما في الموضوع أن المعتدي هو الاب أو العم أو الجد الذي من المفروض أن يكون هو حامي عرضه وشرفه ليتحول إلى وحش كاسر يجني على أشخاص لا ذنب لهم سوى البراءة في بعض الأحيان أو الضعف في أحيان أخرى.
 
 زوجتي حملت من والدها 
بعد اتصالات كثيرة قبل المدعو حسان أن يقص علينا قصته التي وعلى الرغم من أنها عولجت في المحكمة وصدرت بحق مرتكبيها أحكاما قضائية، إلا أنه ما يزال مجروح القلب والخاطر، وبعيون دامعة قال "لم أكن أعرف بأن القدر سيكافئني بهذه الطريقة، فبعد أن تعرفت على زوجتي التي كانت في البداية حبيبتي وصارت في ما بعد أم أولادي، عرفت فيها الطيبة والأخلاق هذا ما شجعني أن أبعث بأمي حتى تخطب لي هذه الفتاة وأرتبط بها على سنة الله ورسوله، وبعد سنوات من العشرة أنجبنا خلالها ثلاث بنات، بدأت الشكوك تراودني لأن المعاملة الطيبة للزوجة اختفت وأصبحت كثيرة الدخول والخروج لدرجة أنها لم تصبح تطيق لي كلمة ولا تريد أن أعرف عنها شيئا"، يضيف حسان، راقبتها مدة طويلة ولم أصل إلى "رأس الخيط" ولكن الزمن كان يخفي لي مفاجأة صادمة حينما عدت للمنزل ذات يوم على غير العادة، لأجد زوجتي في السرير مع والدها!
 لم أصدق ما رأيته ومن هول الصدمة أردت أن أقتلها وأقتله ولكن بعد الصراخ الذي جعل الجيران يتدخلون هربت هي ووالدها حتى تم إلقاء القبض عليهما من طرف الشرطة بعد أمر من وكيل الجمهورية.
مثلت الزوجة ووالدها أمام قاضي التحقيق واعترفت بأن والدها كان يراودها منذ أن كانت طفلة صغيرة واستمر الحال حتى بعد زواجها لتدخل معه في علاقة كاملة بكامل إرادتها، واعترف الوالد أيضا بالجرم المنسوب إليه ليودعهما القاضي بعدها السجن وقد حكم بعشر سنوات لكل واحد منهما.
لم تنته القصة هنا لأن الزوجة الخائنة بعد دخولها السجن بدأت تظهر عليها أعراض الحمل واستمرت لمدة تسعة أشهر حتى وضعت الطفل في السجن، ليستدعى زوجها من جديد من أجل تحليل الحمض النووي لمعرفة نسب الطفل لتكون الصدمة مرة أخرى بعد أن أظهرت النتائج عدم تطابق التحاليل مع زوجها، وبهذا يكون الطفل هو ابنها من والدها الذي جاء نتيجة لهذه العلاقة المحرّمة.
وهكذا انتهت القصة التي جرفت زوجا مخدوعا وأطفالا أبرياء وهدمت عائلة كان يمكنها أن تستمر في الحياة لولا هذه العلاقة المحرّمة التي جمعت بين ابنة ووالدها وأثمرت عن ابن زنا وضع في مركز تربية الأطفال دون هوية ولا مستقبل.
 
زوجي "بولحية" يعاشر ابنته
في قصة أخرى حكتها لنا أم فلة، هذه الشابة التي لم تبلغ بعد سن الرشد والتي زنى بها والدها بعد أن استغل غياب الأم عن البيت لينفرد بابنته ويعاشرها معاشرة الأزواج.
قالت لنا الزوجة التي طلبت الطلاق من زوجها ولم تحصل عليه بعد، لن أسكت على ما حصل وسوف أقاضيه في كل محاكم الدنيا، لقد دمر مستقبل ابنتي التي أصبحت تخاف حتى الخروج من البيت، كان يظن أني سأسكت، هدّدني وضربني ولكني فضحته أمام كل العائلة وقلت لهم لا تنخدعوا باللحية والقميص ومظاهر التدين، إنه شيطان في ثوب إنسان، لقد استغل غيابي، كنت في عرس من أعراس العائلة وتركت البنت في البيت وعندما عاد من صلاة الجمعة وجدها تُنظف الدّرج ويبدو أنه لمح جزءا من جسدها كما قالت لي ابنتي ليمسكها من شعرها ويجرها داخل غرفة النوم الخاصة بنا ويعتدي عليها. 
الصدمة ما تزال بادية على وجه أم فلة التي قالت بأنها لم تَر شيئا مُريبا على زوجها منذ أكثر من تسعة عشرة سنة زواج، وأنه كان يظهر دائما علامات التقوى والتدين داخل البيت وخارجه ولكن يبدو أن كل ذلك كان مجرد تمثيل كما قالت.
وفي سؤالنا عن مصيره الآن، أجابت بأنه في السجن بعد أن شكت به وأظهرت بالبيان والحجة تقارير الطب الشرعي الذي أوضح بأن الفتاة فقدت بكارتها إثر علاقة جنسية كاملة، أما بالنسبة لمصير ابنتها فقالت إنها ومنذ الحادثة أصبحت منطوية على نفسها ولا تخرج من البيت وحتى علاقتها بإخوتها تغيرت وصارت ترفض زيارة الطبيب النفسي لأنها تقول بأن مستقبلها ضاع.
 
زوجي عاشر أختي وحملت منه
حكاية أخرى لا تقل غرابة عن سابقتيها وهذه المرة بطلتها نورة التي ذهبت لبيت أختها  لتبقى مع أبنائها وترعاهم حتى تخرج أختها من المستشفى بعد أن وضعت طفلا بولادة قيصرية، هذا ما جعل زوج الأخت يتقرب من نورة ويعاشرها مُدة غياب أختها عن البيت دون أن يجد أي رفض أو منها.
استمرت هذه العلاقة حتى بعد خروج الزوجة من المستشفى لتثمر عن حمل غير شرعي تفطنت له نورة قبل أن ينتفخ بطنها، حاول إجهاضها في البداية حتى لا تكبر الفضيحة ولكنه لم يستطع وأمام هذه الورطة اعترفت نورة لأختها بكل ما حصل بينها وبين زوجها.
فقدت الزوجة صوابها ولم تعرف كيف تتصرف ولكن زوجها خيّرها بين الصمت أو الطلاق، فكان الخيار الثاني، ليطلق زوجته الأولى ويتزوج بأختها التي زنى معها وحملت منه سفاحا، فكانت النتيجة أن قطع علاقته بكل العائلة التي لم ترض بالفضيحة وطلق أم أولاده لأن الدين الإسلامي يحرّم الجمع بين أختين سواء كان النكاح بصورة دائمة أو بصورة مؤقتة.
 
عندما يقتل الجد براءة حفيده
قصة الطفل جمال (06 سنوات)، تضعنا أيضا أمام وضعية خاصة جدا، هذا الطفل الذي تعرّض لاعتداء جنسي من طرف جدّه من أمه، الذي وصل حدّ معاشرته من الدبر وتهديده بالقتل لو تكلّم عن الأمر.
يقول والده الذي ما يزال يعالجه عند أخصائية نفسية بأن ابنه كان طفلا وديعا ومسالما ليتحول مع الأيام إلى طفل كثير البكاء والصراخ، خاصة عندما ينام في الليل حيث أصبحت كوابيسه كثيرة ومزعجة وأصبح أيضا يرفض أن يذهب مع أمه عندما تزور بيت جده، ويصر على الرفض لدرجة أن الشك دخل قلبي وأردت أن أفهم لماذا أصبح يتصرف بهذه الطريقة؟
يضيف الوالد أنه بعد أن تكلّم مع ابنه وحاول أن يفهم منه لماذا يرفض الذهاب إلى بيت جده، قال الطفل بكل براءة "جدي يمسّني في أماكن تؤلمني"، هذا ما جعله يتكلم مع زوجته ولكنها قابلت الأمر بالرفض والصراخ لأن المسألة تمس شرف والدها.
أصرّ الوالد على رفع دعوى على صهره خاصة بعد أن كشف الطب الشرعي عن أماكن حسّاسة تم الاعتداء الجنسي عليها ولكن الجدّ أنكر كل التهم الموجهة له وأصرّ على الطعن في كلام حفيده الذي وصفه بالكاذب.
القضية ما تزال عالقة في المحاكم بعد أن طلّق الأب زوجته التي دافعت عن والدها ووقفت في وجهه وبقي الطفل هو الضحية الوحيدة ومازال لحدّ الساعة يعاني من اضطرابات   نفسية كثيرة تستلزم الكثير من الوقت والجهد لعلاجها.
 
العم يفترس الطفلة الصغيرة
طفلة أخرى كانت ضحية زنا المحارم، هذه الصغيرة التي لم تتجاوز سن الخامسة من عمرها والتي ذهبت هي وأختها في عطلة إلى بيت جدها بإحدى الولايات الداخلية للوطن، في حين بقيت الأم والوالد في العاصمة بسبب انشغالات العمل وفي كل مرة تقوم الأم بالسؤال عن بناتها من خلال الهاتف لتطمئن على أحوالهما لكنها بعد مرور أيام لمست نوعا من الحزن في صوت ابنتها ولم تفهم السبب.
هذا ما جعلها تسافر إلى بناتها وكانت صدمتها الأولى عندما لاحظت تغيرا في طريقة مشي ابنتها ورأت أقدامها مفتوحة، الشك جعلها تحاول البحث عن السبب ولكن البنت أصرت على الصمت والبكاء، هذا ما جعلها تفحصها في أماكنها الحساسة لتلاحظ احمرارا غير عادي مما أدى بعرضها على طبيبة مختصة أكدت لها أن الطفلة ذات الست سنوات تعرضت لاعتداء جنسي وأن غشاء بكارتها ممزق.
أمام هذا اعترفت البنت أن عمها هو الذي فعل بها ما فعل وكان يأخذها إلى الوادي وقت الغروب يعطيها الحلوى وإن رفضت يهدّدها بسكين فكانت تستسلم له على الرغم من الألم الذي كان يسببه لها.
صُعقت الأم وأخبرت زوجها بما حدث ولكنه ألح عليها بالصمت خوفا من الفضيحة 
ورفض التقدم بشكوى كي لا يدخل أخوه السجن وحتى والدة زوجها أرادت الضغط على كنتها حتى تسكت وقالت بأن المسألة بسيطة ويمكن أن نقول للناس إنها سقطت من على الشجرة.
أمام كل هذا وبسبب إصرار الزوجة على مقاضاة أخ زوجها رمى عليها زوجها يمين الطلاق وها هي تواجه القضية وحدها بين المحاكم من جهة وبين الطبيب النفسي الذي يحاول أن يرمم ما بقي من نفسية الطفلة التي انهارت بسبب ما حدث لها.
 
المحامية  فاطمة الزهراء بن براهم : المؤبد هي العقوبة المستحقة لكل متهم في قضية زنا المحارم وابن الزنا ما زال يعامل "كوحش"
ترى المحامية فاطمة الزهراء بن براهم أن المجتمع لم يعد يسكت عن ظاهرة زنا المحارم كما كان من قبل، حينما كان الأهل يسكتون عن الفضيحة عندما يتعرض طفلهم للاعتداء سواء من الأب أو العم أو الخال، وهذا الوعي جاء نتيجة تطور المجتمع الذي جعل الناس يعرفون بأن هناك حقوق وهيئات تحمي هذا الطفل.
أما بخصوص القانون الجزائري فإن المحامية بن براهم ترى بضرورة تعديل المادة 337 مكرّر التي تمت بأمر 75-47 المؤرخ في جوان 1975 التي تنص على ما يلي:
تعتبر زنا المحارم من الفواحش بين ذوي المحارم والعلاقات الجنسية التي ترتكب بين الأقارب من الفروع أو الأصول، الإخوة والأخوات، الأشقاء من الأب والأم، بين شخص وابن أحد إخوته أو أخواته من الأب أو الأم أو أحد فروعه: الأم أو الأب، الزوج أو الزوجة والأرمل أو أرملة ابنه أو مع أحد آخر من فروعه، والد الزوج أو الزوجة، أو زوج الأم أو زوجة الأب أو فرع الزوج الآخر، أو من أشخاص يكون أحدهم زوجا لأخ أو لأخت، تكون العقوبة بالسجن من 10 إلى 20 سنة في الحالتين الأولى والثانية، وبالحبس من 5 سنوات إلى 10 سنوات في الحالات رقم 03 و04 و05 وبالسجن من سنتين إلى 5 سنوات في الحالة رقم 06.
وهذا بجعل المؤبد عقوبة جميع من يعتدي على طفل بريء وهنا يجب أن يعاد فتح النقاش بين كل الأطراف من مشرّعين وقانونيين من أجل إعادة النظر في جرائم الشرف التي أصبحت منتشرة بكثرة اليوم مع جعل المحاكمات علنية حتى يفضح الشخص ويرتدع الناس، في نفس السياق تشير المحامية إلى الفراغ الرهيب في القانون بخصوص الطفل الذي ينتج عن علاقة زنا محارم، الذي يعتبره "وحشا" ويعيش مثل الحيوان التائه لا يعرف أصله من فصله لذلك يجب أن تُحل مشكلة النسب في الجزائر والعالم العربي الإسلامي حتى يتمكن هذا الطفل من الحصول على هوية.
لتختم المتحدثة بضرورة إعادة النظر في القانون بتشديد العقوبة أكثر وكذلك بتفعيل الحوار داخل الأسرة الذي يجب أن لا يهمل التربية الجنسية التي يمكن أن توعي الطفل على المخاطر التي يمكن أن تواجهه في الحياة.
 
المحامية مليكة شيخة / الضحايا يعانون بسبب التحايل على القانون
في لقائنا مع المحامية مليكة شيخة التي تتابع منذ سنوات قضايا زنا المحارم التي عرضت على جمعية ندى، قالت بأنها تواجه فراغا قانونيا كبيرا لأنه بالنظر إلى حجم الخطر الذي تتلقاه الضحية من طرف الجاني الذي تنتظر منه الحماية فتنقلب الحكاية وتتلقى منه الفعل الشنيع، وبغض النظر إن كان مريضا نفسيا فإن الجزاء بسيط، وأكدت كذلك بأن هناك حالات كثيرة ما تزال في المحاكم بسبب أنه وبعد تأكيدات الطب الشرعي بحدوث الاعتداء إلا أن القاضي كثيرا ما يقول بأن الشهادة تبين الاعتداء ولا تبين المعتدي وبهذا يمكن التحايل على القانون ونفي التهم الموجة إليهم مادام ليس هناك أدلة ثابتة سوى شهادة الضحية وتقرير الطب الشرعي.
 
سليمة بارصة.. نفسانية بجمعية ندى لحماية الطفولة
حدثتنا النفسانية سليمة بارصة التي كان لها لقاء متعدّد مع حالات كثيرة من المعتدى عليهم في إطار زنا المحارم، حيث تقول بأن أثارا نفسية وخيمة تترتب على مثل هذا الفعل خاصة بالنسبة للأطفال الذين يكونون عادة الفريسة السهلة لهؤلاء المعتدين والذين من المفروض هم مصدر أمان للطفل، وهنا أشارت إلى بعض العوارض التي تظهر على الطفل المُعتدى عليه مثل انعدام الثقة والأمان وهذا ما يتطور إلى الخوف من الغرباء وكذا الخوف من جنس الذكر وهذا ما يخلق عقدة وشعورا بالمرض ومنها أيضا:
اضطرابات النوم التي تصاحب الأطفال، وكذا الخوف من النوم في الظلام خاصة إذا كان الاعتداء قد تم في الفراش الخاص به.
اضطرابات الطعام التي تصبح واضحة فكما يستطيع الطفل أن يرفض الأكل بصفة نهائية كذلك يمكنه أن يقبل على الأكل بشراهة، والتصرفان يخلقان نوعا من القلق والخوف.
التبوّل اللاإرادي وهذه علامة أيضا يمكنها أن تبيّن الإضطراب النفسي الذي يعيشه الطفل خاصة إذا كان قد تخلص من التبوّل ليعود إليه من جديد.
الانطواء والعزلة وعدم اختلاطه بأقرانه ورفضه اللعب معهم.
بالإضافة إلى اكتسابه سلوكات وعادات سيئة مثل إعادة سلوك الاعتداء على أقرانه أو محاولته تكرار الفعل مع الدمى وذلك يكون بالاحتكاك أو غيرها من التصرفات التي كانت تمارس عليه من طرف المعتدي.
أما بالنسبة للمراهقين تقول الأخصائية النفسانية بأن الشعور بالذنب هو الذي يسيطر عليهم أكثر من أي شيء آخر كونهم تعرضوا للاعتداء ولم يستطيعوا حماية أنفسهم من ذلك، وهنا تشدّد السيدة بارصة سليمة على دور الأسرة التي من شأنها أن تساعد الطفل أو المراهق على تخطي هذه المشكلة باحتوائه والحوار معه وعرضه على أخصائي نفسي، كما يمكنها أن تحطمه أكثر في حالة تطور الشعور بالذنب في حالة عتابه وعدم الاهتمام بأزمته.
في نفس السياق تشير الأخصائية إلى أن هناك بعض الأعراض الجسدية التي يمكن أن تنتبه لها الأم مثل المشي غير الطبيعي للولد أو البنت، كذلك وجود الحكة أو الدم أو أثار الاحمرار  أو آلام في المناطق الحسّاسة هذا ما يجعلها تتفطن لوجود مشكلة ما قد تكون في غالب الأحيان اعتداء جنسي.
أما بالنسبة للأعراض النفسية قد تدور حول البكاء دون سبب، الشرود والانعزال، التأخر الدراسي وتراجع مستوى الطفل بالإضافة إلى اضطرابات سلوكية في المنزل أو في المدرسة.
وبخصوص العلاج تشير الأخصائية إلى أن العلاج يجب أن يكون متكاملا بين الجسدي والنفسي وأن تكون هناك متابعة من طرف الأسرة التي من شأنها تنمية شخصية الطفل وإثبات الذات ولا يكون عنده عدم الإحساس بالنقص مع علاج نفسي متبوعا بالبيت.
 
المختّص الاجتماعي.. انهيار المنظومة الأخلاقية شجّع على تفشي الظاهرة
يرى المختص الاجتماعي الدكتور بن علاق بأن انهيار المنظومة الأخلاقية داخل الأسرة، هو الذي أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة التي تعتبر دخيلة على المجتمعات المحافظة وهذا نظرا  لغياب الحدود والحواجز بين الجنسين، بالإضافة إلى تفشي بعض الظواهر الاقتصادية مثل الفقر الذي يؤدي إلى الحرمان والذي ربما يرى المعتدي أنه يعوّض ذلك جنسيا.
كما كشف أن انتشار الإدمان وتعاطي الكحوليات والمخدرات يعتبر سببا رئيسيا في خلق اضطرابات في الوعي والأخلاق كثيرا ما تؤدي إلى كسر الحرمات وانتهاك الأعراض.
 
الشريعة الإسلامية: لا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا
يعتبر هذا الموضوع من أهم المواضيع التي تكلّم فيها علماء الدين وحرصوا على التشديد عليها نظرا لخطورة الظاهرة التي من شأنها  أن تقضي على كل القيم والأخلاق، فنجد ابن القيم رحمه الله: يقول بأن "أعظم أنواع الزنا أن يزني بحليلة جاره، فإن مفسدة الزنا تتضاعف بتضاعف ما ينتهكه من الحرمة، فالزنا بالمرأة التي لها زوج أعظم إثما وعقوبة من التي لا زوج لها، إذ فيه انتهاك حرمة الزوج وإفساد فراشه، وتعليق نسب غيره عليه، وغير ذلك من أنواع الأذية فهو أعظم إثما وجرما من الزنا بغير ذات البعل، فإن كان زوجها جارا له، انضاف إلى ذلك سوء الجوار وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - : أي الذنب أعظم فذكر الشرك ثم القتل ثم الزنا بحليلة الجار، كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا يدخل الجنة من لا يَأمن جاره بوائقه ولا بائقة أعظم من الزنا بامرأته فإن كان الجار أخا أو قريبا من أقاربه انضم إلى ذلك قطيعة الرحم فيتضاعف الإثم.
وهنا نرى بأن الاسلام وضع الطريقة المثلى لتصريف الغريزة وهى الزواج، منع في المقابل تصريفها في غير الطريق المشروع، فلذلك حرم الله تعالى مجرد الاقتراب من الزنا لأنه فاحشة وسبيل سيئ فقال تعالى: "لا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا"، فزنا المحارم كبيرة من الكبائر ومعصية عظيمة وفاعلها فاسق فاجر وهو من أشد أنواع الزنا، ولكن إن تاب فاعله تقبل التوبة منه إن شاء الله تعالى، يقول ربنا فى كتابه "وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا 71.
كما يقول أيضا الدكتور مبروك عطية أحد علماء الأزهر بأن الشريعة أمرتنا بالتفريق بين الأولاد فى المضاجع لما كان النوم مظنة انكشاف العورة ومن ثم ثوران الشهوة، فمهما كان المسكن ضيقا لابد من وضع فواصل بين الأبناء والحرص على ستر العورة أثناء النوم وأثناء تغيير الملابس، فالبعض يتهاون في ذلك، فلا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى، فالواجب على الآباء والأمهات أن يتقوا الله في أولادهم وبناتهم وأن يعفوهم عن الآثام والوقوع في المحرمات وغرس القيم الدينية فيهم.
سميرة قبللي
 
 
 

عقلية “البايلك”

استياء بالغ أبداه بعض منتخبي بلدية شمالية بالشلف إزاء ما تتعرض له سيارات الدولة بهذه البلدية التي باتت في حكم “العطل”، كما هو الحال مع سيارة “المير” التي دخلت مرحلة “الشيخوخة من بابها الواسع بعدما أصيب محركها الذي يفوق سعره 700 ألف دينار جزائري بالتوقف عن الحركة نتيجة الاستعمال العشوائي في مواقع وعرة وتوظيفها في مواقيت غير قانونية، وقال مصدر مقرب من المجلس البلدي، إن هذا العطب يجسد حالة الصراعات داخل المجلس التي رهنت مصالح المواطنين.



قناة خاصة لأطفال الجزائر

أسس الناشر الجزائري وصاحب “دار الوعي” محمد مولودي رفقة شركاء آخرين، قناة تلفزيونية خاصة موجهة للأطفال بالدرجة الأولى وتحمل اسم “جرجرة”، ينتظر أن يتم الإعلان عنها هذا السبت بمناسبة عيد الطفولة في ندوة صحفية خاصة بـ”فندق الهيلتون” في العاصمة على الساعة التاسعة والنصف. وأوضح مدير القناة مولودي في حديث لـ”البلاد”، أن المشروع يهدف أساسا إلى تنمية ثقافة الطفل وفق هوية جزائرية خالصة بعيدا عن الأفكار الدخيلة التي تروجها الفضائيات الأجنبية.


مسؤول انتهازي


 
 يحاول مسؤول إحدى محطات الإذاعة الوطنية التقرب حاليا من رئيس حكومة أسبق عن طريق سعيه لتقديم تسهيلات في صفقة إشهار كبيرة لصديق حميم لهذا الأخير، بعد رواج  أخبار حول احتمال ترشح رئيس الحكومة الأسبق للرئاسيات القادمة. المثير في  هذا المسؤول أنه محسوب على أحد أكثر الأشخاص قربا من بوتفليقة. فهل هو سباق مع الزمن يخوضه المسؤول للفوز بنصيب
من الكعكة؟



جائزة العلامة عبد الحميدبن باديس للمجلس الشعبي الولائي 2012

أرسل إلى صديق طباعة PDF
الجمهــورية الجزائـــرية الــديمقراطيــة الشعبــية
ولايـــة قســـنطينة
جائزة العلامة عبد الحميد بن باديس للمجلس الشعبي الولائي
يعلن رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية قسنطينة عن فتح باب استقبال المشاركات الأدبية والفنية والعلمية والحضارية في إطار المسابقة السنوية طبقا للشروط التالية :
المادة الأولى : مساهمة المجلس في الإحتفال بالذكرى الخمسينية لعيد استقلال الشباب خصصت الطبعة الثامنة للجائزة للفكر التحريري و الثوري عند ابن باديس .
المادة الثانية : الهدف من المسابقة هو تشجيع الأقلام المبدعة في شتى مجالات الفكر و الحضارة و المعرفة و الفنون الجميلة شريطة أن يكون مضمونها يهدف الى ابراز الفكر التحريري و الثوري عند الإمام عبد الحميد ابن باديس من جهة .و بعاصمة أم الحواضر "قسنطسنة" كعاصمة للعلم والثقافة من جهة أخرى .
المادة الثالثة : حددت مجالات الإبداع في :
الأدب و فنونه – الفكر و الحضارة- العلم والثقافة- و الفنون الجميلة – السمعية البصرية .
المادة الرابعة : ترصد في كل فرع من فروع الإبداع المشار إليها في المادة الثالثة (03) ثلاث جوائز ترتيبا: ( الجائزة الأولى و الثانية والثالثة ) .
المادة الخامسة : قيمة الجائزة مبلغ مالي مع شهادة شرفية :
الجائزة الأولى :.200.000 دج
الجائزة الثانية : 150.000 دج
الجائزة الثالثة : 100.000 دج
تتنافى صفة المشارك في المسابقة أو المصحح في الجائزة مع صفة المنتخب في المجلس الشعبي الولائي لم تنته عهدته .
المــشـاركــة
المادة السادسة : باب المشاركة مفتوح للجميع على المستوى الوطني منذ الإعلان عنها في الجرائد الوطنية و وسائل الإعلام المسموعة و المرئية و الشبكة العنكبوتية .
يمكن إيداع المشاركات لدى أمانة لجنة الجائزة بالمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة مقابل وصل أو ترسل بالبريد المضمن الى نفس العنوان و آخر قبول الأعمال نهاية شهر فيفري 2012 .
المادة السابعة : يشترط أن لا يكون العمل المشارك به قد نال جائزة علمية أو مالية من قبل مع عدم النشر .و يمكن أن يكون عملا فرديا أو جماعيا ، سواء من طرف شخص طبيعي أو شخص معنوي .
المادة الثامنة : عند الضرورة يقدم العمل في 03 نسخ و أن يرفق بالسيرة الذاتية للمشارك .
زيـادة فـي التوضيـح الـرجاء الإتصال بمكتـب اللجنة بالمجلس الشعبي الولائي
رقم الهاتف : 031.92.79.01 مكتب رقم 3545-
 

 
لا سياحة ولا أنترنت


 
 ظل كاتب الدولة لدى وزير السياحة، محمد أمين حاج السعيد، يؤكد ويعيد التأكيد على موضوع واحد في لقائه بالمتعاملين الاقتصاديين النشطين في القطاع بقسنطينة، يتمثل في أن تطوير السياحة يمر حتما عبر تعميم استخدام الأنترنت، إلى درجة أعطى الانطباع بأن الشرط الوحيد لتحسين مستوى السياحة في الجزائر هو في توفير شبكة الأنترنت. ولكن الإشكال المطروح هو أن هذه الأخيرة تعاني أصلا في الجزائر منذ سنوات، إلى درجة أن الهيئات الرسمية تعطي مثالا سيئا بالنظر إلى مستوى مواقعها غير المحينة، فضلا عن عدم استخدام معظم المؤسسات المتصلة بالسياحة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال في مجمل التعاملات، فإذا كان حال مؤسساتنا بهذا الشكل، فكيف ينتظر التطوير بمجرد تسخير وسائل لا يُتحكم فيها أصلا؟










































































































ليست هناك تعليقات: