السلطات المحلية عاجزة عن احتواء مشاكلهم
قرويو الدوامس بقسنطينة ”رهائن” غياب أبسط الضروريات
2013.08.27
يشتكي سكان قرية الدوامس التابعة إقليميا لبلدية ابن باديس
بقسنطينة من غياب شبكة الماء الشروب عن منازلهم على الرغم من شكواهم
الدائمة بتسوية أزمتهم هذه، التي حولت حياتهم الى جحيم حقيقي شتاء و صيفا.
”الفجر” وقفت على حجم المعاناة التي يتكبدها قاطنو هاته القرية النائية
ذات الطابع الفلاحي، التي تضم العشرات من المنازل المشيدة بشكل فوضوي؛ حيث
اجتمعنا بالسكان الذين لم يترددوا في إلقاء جام غضبهم ولومهم على السلطات
المحلية، التي تجاهلت حسبهم مطالبهم وغضت البصر عن التكفل بانشغالاتهم طيلة
السنوات الماضية، بالرغم من بساطتها وتعلقها بمتطلبات الحياة اليومية،
الوضع الذي انعكس سلبا على حياتهم التي تحيط بها مظاهر العزلة والتخلف،
والتي لم تتغير ملامحها عن تلك التي عايشوها خلال الحقبة الاستعمارية.
طالب سكان قرية الدوامس السلطات المحلية وكافة الجهات المسؤولة بضرورة
الوقوف على الأوضاع المزرية، التي يتخبط فيها أهالي هذه المنطقة النائية
ذات الطابع الفلاحي، والتي تضم ما يقارب 20 عائلة لا تزال رهينة الظروف
الاجتماعية القاسية، التي تحاصرها من كل الجهات، بسبب افتقار هذا التجمع
السكني لأبسط ضرورات العيش الكريم. وتأتي في مقدمتها حسب تصريحات الأهالي
عدم استفادتهم من مد قنوات مياه الشرب إلى منازلهم، والتي تعد حسبهم مطلبا
رئيسيا لطالما طالبوا به السلطات المحلية على مدى السنوات الفارطة، غير أن
شكواهم هذه لم تجد آذانا صاغية ليتواصل بذلك مسلسل المعاناة اليومية، التي
يتكبدها هؤلاء الأهالي لجلب قوارير ودلاء الماء الشروب من الينابيع والآبار
المجاورة؛ حيث يضطرون إلى تخزين المياه في الخزانات الأرضية، التي تفتقر
لكافة المعايير الصحية، وذلك بعد أن تم اقتناؤها بأسعار مرتفعة من أصحاب
الجرارات، وهي الوضعية التي باتت تشكل خطرا على صحتهم وسلامتهم. وهو الوضع
الذي جعل السكان يعانون الأمرين في سبيل توفير قطرة ماء صالحة للشرب لاسيما
أثناء فصل الحرارة؛ حيث تجف جل الآبار؛ فالزائر لهذه القرية يلحظ حجم
المعاناة، التي يتخبط فيها السكان نساء وأطفالا على وجه الخصوص حيث تبدو
للعيان ملامح التخلف والتهميش، التي يحياها هؤلاء المواطنون البسطاء الذين
فضلوا التشبث بقراهم خدمة لأراضيهم الفلاحية دون أن يكون لهم نصيب وافر من
التنمية الريفية، التي لطالما سعت الدولة لتعزيزها بغرض دعم وتحفيز السكان
على التشبث والاستقرار بمناطقهم الريفية غير أن الواقع المرير، الذي يتخبط
فيه سكان هاته المداشر والقرى يكشف مدى تهاون الجهات المسؤولة في تعجيل
التطبيق الفعلي لهذه السياسة، التي من شأنها تخليص سكان المناطق النائية من
ويلات هذه الحياة، التي تتميز بالبدائية. من جهته، أكد احد الأعضاء
المنتخبين بالمجلس البلدي في حديثه معنا أن سبب عدم استفادة أهالي هذه
المنطقة النائية ذات الطابع الفلاحي إلى غاية يومنا هذا من مشاريع تنموية،
مردّه إلى افتقار البلدية للإمكانيات المادية اللازمة، وهو العامل الرئيسي
الذي جعل السكان يحرمون من الاستفادة من مد قنوات الماء الشروب، مؤكدا أن
الوضعية سيتم معالجتها في المستقبل القريب.
أما عن البرامج التنموية الأخرى على غرار شبكة الغاز الطبيعي وتهيئة
مسالك القرية الترابية؛ فقد ذكر ذات المتحدث أنها غير متاحة حاليا بسبب عجز
خزينة البلدية عن تغطية جميع المشاريع التنموية لتتواصل بذلك معاناة سكان
هذه المناطق النائية إلى أمد غير معروف، في انتظار حلول ساعة الفرج، التي
طال انتظارها.
سهام جزار
ظل سلال
الأربعاء 28 أوت 2013
elkhabar
تفنن نائب برلماني حر يمثل ولاية في الهضاب العليا، شرق البلاد، في
التنقل خلف الوزير الأول، عبد المالك سلال، خلال زياراته التفقدية لمختلف
ولايات الوطن، حيث يحط هذا النائب رحاله أينما يحطها سلال، إذ شوهد في
المسيلة وبجاية وغيرهما، لسبب بسيط أنه “قاتل والي ولايته بالهف”، قائلا
إنه صاحب كلمة على الوزير الأول. وكلما ظهر بجانب سلال قضى حاجة من حاجاته
الاستثمارية مع مصالح الولاية.
الثلاثاء, 27 أغسطس 2013 20:30 |
هل تؤكد وجود أبناء حركى داخل اللجنة المركزية التي انبثقت عن المؤتمر التاسع الذي توج بلخادم أمينا عاما؟
نعم أبناء الحركى موجودون في الهيئة العليا بين مؤتمرين لحزب جبهة التحرير الوطني.
هل بلخادم كان على علم بهم؟
بل
ورفعنا له تقارير خاصة وهذه التقارير لا تزال حية وموجودة مختومة ومحفوظة،
بل أذهب معك أكثر من ذلك بلخادم أرسل إلى وهران قياديا وهو ابن حركي يشرف
على هيكلة المحافظة.. ولقد راسلته وسألته في الرسالة قائلا هل ترسل لنا
أبناء الحركى ليُشرفوا على هيكلة الحزب؟! ونحن مجاهدون.
ماذا كانت إجابته؟
بلخادم لا يُجيب.. لا يجيب على أي سؤال تطرحه عليه.
هل يوجد أبناء الحركى ضمن المكتب السياسي الذي شكله بعد المؤتمر التاسع؟
نعم.. وأرسلنا له تقارير عن كل عنصر من هؤلاء العناصر ويعرفهم واحدا واحدا.
لماذا في اعتقادك بلخادم لم يتحرك لتقاريركم؟
لأنه
من ينتمي لهذه المنظومة بل ويُحبها، أحد أبناء الحركى الذي يوجد إلى جانب
بلخادم أعدمت الثورة والده بعد أن تأكد جيش التحرير أنه حركي.
سأله: عبد اللطيف. ب
|
الثلاثاء, 27 أغسطس 2013
عدد القراءات: 86
تطويق للأزقة ، رقص بالطرقات ، مكبرات صوت و بارود يزعج السكان
استعادت الأعراس المنظمة بالبيوت مكانتها من جديد لدى الكثير من الأسر
القسنطينية ، بعد انسياق العديد منها وراء موضة تنظيم حفلات الزفاف بقاعات
الأفراح التي بات من الصعب حجزها في ظل الارتفاع الكبير في أعداد الأعراس
صيفا من جهة، و تضاعف الأسعار باستمرار من جهة أخرى، لكن عودة الأعراس إلى
البيوت أعادت معها أيضا مظاهر مزعجة كان قد تخلّص منها الجيران كغلق الطرق
و التنافس على إطلاق البارود و الألعاب النارية و الرقص و الغناء و
المواكب الصاخبة و غيرها من السلوكات العاكسة للأنانية و عدم احترام الآخر و
التفاخر .
الكثير من الأحياء الشعبية بقسنطينة و ضواحيها لا زالت تعاني من ظاهرة غلق
الطرقات بالأقمشة المشمعة "باشات" و الحواجز و منع المارة الغرباء و حتى
الجيران من استعمالها طيلة يوم أو ليلة الفرح إلى غاية اليوم الموالي دون
حرج أو قيود و لا أي رقابة تذكر، حيث يفرض أصحاب العرس منطقهم و يجدون ذلك
أمرا عاديا، بل يعتبرونه من التقاليد و لا يبالون برأي الآخرين من الجيران و
مستعملي الطريق سواء كان خاصا بالمشاة أو بالسيارات. حيث تعرف الأعراس
في قسنطينة و ما جاورها الكثير من التجاوزات التي تثير باستمرار استياء
المواطنين بسبب عرقلة حركة المرور الناجم عن غلق الطرقات بمواكب الأعراس
التي لا يتردد من فيها في النزول من سياراتهم من أجل الرقص و التقاط الصور
في نقاط عبور مهمة ، فيما يقوم آخرون بتطويق بعض المساحات العامة بالسيارات
مما يشل الحركة و يمنع المارة من التنقل بطريقة عادية جاعلين بذلك محيط
سكناهم ضمن ممتلكاتهم الخاصة. "باشات"لتطويق الطرقات و مطاعم في الهواء الطلق الملفت
أن الكثير ممن تحدثنا إليهم بمدينة الخروب حول الظاهرة اعتبروها عادية،
مبررين ذلك بغلاء قاعات الأعراس التي يتجاوز سعر كراء بعضها 15 مليون سنتيم
الشيء الذي يحول دون تمكن المواطن البسيط من حجزها، مما يضطره إلى تنظيم
فرحه بالطريقة التقليدية في نظرهم. و ذكر بعض ممن تحدثنا إليهم بحي
الكومينال الشعبي بالخروب بأن "الشوارع و الطرقات كثيرة و متداخلة هناك و
يمكن لأي شخص انتهاج مسلك ثان إذا صادف عرسا لأحد جيرانه و يتفهم الأمر"
...في محاولة للإقناع بأن غلق أي طريق لا يتسبب في عرقلة حركة المرور. و
خلال تواجدنا بالحي لفت انتباهنا عدد كبير من الطاولات و الكراسي بجانب أحد
البيوت، عرفنا من مرافقنا أنه سيتم ترتيبها من أول بيت بناصية الزقاق إلى
آخره. حيث بدأ بعض الشباب في وضع القماش المشمع"الباش"لغلق الطريق و
بالتالي توجيه المارة و سالكي الطريق نحو مسلك ثان لتحويل "الحومة" إلى
مطعم مفتوح في الهواء الطلق لإطعام الضيوف. أحد القاطنين الجدد بالحي
أخبرنا بأنه لم يتعّود بعد على الظاهرة، و أكد بنبرة استياء بأنه ينزعج في
كل مرة يضطر فيها لسلوك طريق آخر للوصول إلى بيته إشارة إلى كثرة الأعراس. و
ذكرت سيدة كانت متوّجهة إلى السوق الأسبوعي بأن أكثر ما يزعجها في الصيف
هي ضوضاء موسيقى ال"دي جي" التي لا تكاد تتوّقف مع امتداد الاحتفال
بالأعراس طوال أيام الأسبوع بعد أن كانت في الماضي تقتصر على نهاية الأسبوع
فقط .و أكثر المتضررين من الضوضاء الليلية التي لا تنتهي إلا في ساعات
متأخرة من الليل و أحيانا حتى الفجر ، فئات الموظفين و المرضى و الأطفال
الرضع و المسنين. و لم تعد ظاهرة تحويل محيط البنايات إلى قاعات أفراح
مفتوحة على الأحياء الشعبية، بل طالت حتى الأحياء السكنية الجديدة التي
يتحجج أصحابها بسكناتهم الضيّقة و اضطرارهم للقيام بمراسيم الحناء للعرسان
عموما بقلب الشارع بين أحبابه و أصحابه و الجيران المرغمين على متابعة ذلك
من شرفات بيوتهم إن لم يكونوا من المدعوين. و عادت ضوضاء موسيقى و
أغاني و زغاريد الأعراس الصاخبة إلى الكثير من الأحياء بمجرّد انقضاء شهر
رمضان الذي لم تخلو هو الآخر لياليه من الضوضاء المتواصلة إلى غاية الفجر و
بالتالي حرمان السكان من النوم قبل الساعات الأولى من الصباح. و
بالمدينة الجديدة علي منجلي يشتكي من المشهد المتكرر لاجتماع أصحاب العريس
في مدخل المدينة و توقيف سياراتهم لأجل الرقص و ما يسببونه من غلق للطريق
مثلما ذكر أحد المواطنين الذين ذكر بأنه تشاجر مع المحتفلين لأنهم تسببوا
في تأخره عن عمله و أجبروا أشخاصا آخرين إلى تغيير الطريق و انتهاج طريق
عين السمارة لتجنب المشاكل. و عن سبب استمرار الظاهرة و عدم تبليغ
الجيران عن التجاوزات المسجلة، أكد البعض بأنهم لا يريدون إفساد فرحة
جيرانهم من جهة و يتجنبون المشاكل معهم من جهة ثانية، فيما أسر البعض الآخر
بأنهم يفضلون غلق المنافذ و تحمل الحرارة الخانقة على التبليغ ضد جيرانهم
عن مجرّد ليلة عابرة كما ذكر المواطن عبد الرحمان القاطن بحي القماص. لا أعراس دون بارود، مفرقعات أو "صواريخ" إضافة
إلى مكبرات الصوت التي يفضل البعض تأجير القوية منها و المستعملة في حفلات
الفضاءات المفتوحة و الهواء الطلق ،انضمت المفرقعات ذات الحجم الكبير و
الصواريخ إلى إكسسوارات الاحتفال بالأفراح بالنسبة لمن لا يتوفرون على
البارود الذي عاد بقوة في المدة الأخيرة بعد أن غاب عن الأفراح التقليدية
في العشرية الأخيرة. حيث انتشرت ظاهرة إطلاق الرصاص و ألعاب البارود و
"الكارابيلا" كما يحلو للبعض تسميتها بالكثير من الأعراس حتى تلك المقامة
في قاعات الأفراح ،مما يحوّل مداخلها إلى شبه ميدان قتال مع وصول مواكب
العرائس مثلما هو مسجل باستمرار بالمنطقة الصناعية بالما بقسنطينة المعروفة
بتعدد قاعات الأفراح فيها
مريم/ب.
الثلاثاء, 27 أغسطس 2013 20:31 |
لقد
تناهت إلى مسامعنا أخبار تتحدث عن وجود عناصر لها علاقة بمنظومة الحركى
داخل جبهة التحرير الوطني ومنهم نواب في البرلمان، وأنت قائد تاريخي
للولاية الرابعة وتدير مؤسسة للذاكرة خاصة بهذه الولاية التاريخية، هل
حقيقة عناصر هذه المنظومة موجودة في جبهة التحرير؟
كل الأمور أصبحت تتميز بالهشاشة ولم يعد هناك من هو جدير بصفة مناضل أو نائب أو حتى مجاهد.
ولكن يُفترض بكم أن تنيروا الرأي العام بتاريخ مثل هذه المنظومة؟
نحن ما زلنا أوفياء ولكن ماذا عسانا نعمل تجاه الفئة التي لا تعمل في فائدة البلاد، هل تستطيعون أنتم طرح الحلول.
لكن هل تؤكد أو تنفي مثلا وجود أبناء الحركى كنواب في البرلمان؟
لقد
ذهبت أبعد من ذلك وتحدثت حتى عن زوال نضال المجاهدين وليس فقط النواب.
ونحن عندما نتحدث عن الهشاشة إنما نقصد درجات الإخلاص لهذا الوطن بما يعود
بالفائدة عليه. ونحن نعمل على كتابة التاريخ وأصبح شغلنا الشاغل.. هل تعلم
أن هناك مجاهدين كانوا قد جاهدوا إلى جانبنا وتقلدوا مسؤوليات في جيش
التحرير ولكن ليسوا مع التاريخ لفائدة البلد.
هل تقصد أنهم ليسوا مع كتابة التاريخ أو أنهم شهدوا بالزور؟
نعم
هناك مجاهدون شهدوا شهادات زور، ولكن سنقف لهم بالمرصاد.. ومن بين ما أذكر
أمور خطيرة حدثت في ولاية الشلف مثلا على هذا الصعيد، ومثلما هناك نواب في
المجلس الشعبي الوطني لا يستحقون العهدة، هناك أيضا من لا يستحقون العضوية
في المنظمة الوطنية للمجاهدين.
ألح على سؤالي.. ماذا عن جبهة التحرير الوطني، هل يوجد فيها أبناء حركى سواء من نواب أو في اللجنة المركزية؟
أولا
يجب أن أوضح شيئا وهو أنه لا علاقة لي بجبهة التحرير الوطني الحالية،
لأنني أعتبر أن جبهة التحرير الحقيقية انتهت سنة 1962، ولهذا عندما أتحدث
عن التاريخ أبقى في سياقه وليس في سياق الحزب، وبالتالي، بخصوص سؤالكم،
فإنني أؤكد وجود أبناء الحركى في الحزب وحتى في أعلى السلطة وأذهب معك
بعيدا، لقد أبلغنا عبد العزيز بلخادم عندما كان على رأس الحزب، وأعطيناه
حتى أسماء وأذكر لك مثالا عن أحد الخبثاء وهو من ولاية تيسمسيلت.
وماذا كان رد بلخادم؟
لم يرد، بل بالعكس فهو يروقه المحافظة عليه.
ما رأيك في حزب مثل الأفلان يرعى منظومة الحركى؟
نحن
فهمنا الحالة التي وقعت فيها جبهة التحرير الوطني منذ فجر الاستقلال. لكن
الوضع كان في مرحلة الانحراف قبل أن يزيغ نحو الخطورة.. أنت من جيل سمع عن
أزمة 62 ولم يعشها، أما نحن فقد كنا في قلبها. مشكلة جبهة التحرير
التاريخية، أنها كانت بعد الاستقلال تحت قيادة من كانوا بعيدين عن الثورة..
إنها قصة طويلة جدا. الثورة فيها مبادئ ورجال وشهداء وبعد الانحراف
فهمنا.. لكننا بقينا أوفياء للبلد كلما طلبنا الواجب. لقد كنا في المكتب
السياسي بجانب بن بلة وبن بلة لم يطبق المبدأ الذي نجحت به الثورة وهو مبدأ
التسيير الجماعي، الأمر الذي أنتج الزعامة وتيارها. وبعد قدوم هواري
بومدين اتفقنا على أن نخطو بالجبهة خطوة ديمقراطية وكان بيان 19 جوان 65
يتضمن هذا البعد الديمقراطي.
وكنت
في مجلس الثورة وفي الأمانة التنفيذية للحزب. لقد كنا ثلاثة عقداء من جيش
التحرير، مع اثنين آخرين هما الطيبي العربي وشريف بلقاسم.. كانت هذه الهيئة
تشبه المكتب السياسي.. سرنا بالجبهة إلى غاية 1967 وبعدها وقع الفراق
الحقيقي مع الجبهة لأن الأمور ذهبت نحو الانحراف.. ما يوجد في جبهة التحرير
حاليا خيانة لقد نبهناهم عن أبناء الحركى ولو كان فيها واحد.. يكفي ذلك
لنقول أنها انتهت.. في 2006 بمناسبة مؤتمر مؤسستنا الذي حضرته عديد الأحزاب
السياسية، نبهت عبد العزيز بلخادم شخصيا عن الماضي الثوري لعائلة (ع. م)،
لكنه لم يرد، لم يعد لنا أية علاقة مع هذا الأخير، إننا نعرف بلخادم جيدا
ونعرف ماضيه أيضا.
يُقال أن في أسرة بلخادم حركى؟
بقي
الآن من له الشجاعة لقول الحقيقة وإعادة إخراجها للرأي العام وهل سيحظى
الملف بمتابعة حقيقية أم لا.. لست أدري؟.. جبهة التحرير لم تبق حزبا حقيقيا
وعندما أقول الحزب يعني النضال الحقيقي وليس الشكارة.. لقد طغت المادة
وهذا هو المرض الذي أصاب البلاد ككل.. وبخصوص ملفات الأسماء التي لها ماضي
ثوري منحرف، فأؤكد لكم أنها شهادات حية وصحيحة.
كيف تمكنت منظومة الحركى في الجزائر من التجذر سواء في حزب جبهة التحرير الوطني أو خارجه؟
لأن
هذه المنظومة وجدت من يدافع عنها بكل بساطة. فنحن دوما ضد أبناء الحركى
ووجودهم في المسؤوليات، يجب أن يكون منح المناصب لهم مدروسا، فهم يتمتعون
بالمواطنة أصلا ولا نعترض على ذلك حتى لا نحملهم ما فعل آباؤهم وإذا كانت
بينهم الكفاءات ينبغي أن نمنح لهم مناصب عمل لكن بشكل مدروس لكن أن يكونوا
في مسؤوليات حساسة وفي حزب مثل جبهة التحرير الوطني فهذا غير مقبول..
والمشكلة اليوم من يحاربهم؟! التحقق من الماضي الثوري للعائلات سهل جدا،
فمثلا عائلة (ع..ع) لو ذهبتم إلى مسقط رأسهم وتسألون عن عائلته ستعرفون
حقائق كثيرة... إذا أرادوا التاريخ فلنذهب إلى التلفزة ونقول الحقيقة
للشعب.. بالنسبة لنا فنحن رفعنا التحدي وأنشأنا مؤسسة للذاكرة وفي تقييم
العديد من الجهات، لقد أثبتنا أنفسنا وحققنا نجاحات بتسجيل شهادات فردية
وجماعية لمجاهدين حقيقيين، وكان الهدف من المؤسسة الذي لم يفهمه كثيرون أن
نغطي العجز الذي وقعت فيه المنظمة الوطنية للمجاهدين.. 40 سنة لم تحقق
المنظمة أي شيء في كتابة التاريخ بالرغم من أنهم مكلفون بذلك، فالنائب
الأول عن الأمين العام مكلف بالتاريخ.. لكن لا شيء تحقق.. قضية وجود أبناء
الحركى في جبهة التحرير الوطني أمر قديم بالحزب، ولكن الجديد أسفنا على
طغيان الشكارة عليها، ولا أحد يتحرك، وسبق وطلبنا من الرئيس عبد العزيز
بوتفليقة مساعدة المؤسسة لكتابة التاريخ ولكننا ننتظر منذ ذلك الوقت، ونحن
نتفهم مشاغله أو عارضه الصحي الذي قد يحول بينه وبين الاستجابة لطلبنا..
المهم نحن نؤدي ما علينا حتى لا يضيع التاريخ والباقي هو دوركم أنتم
الشباب.
حاوره: عبد اللطيف بلقايم
|
|
الثلاثاء, 27 أغسطس 2013 20:34 |
أدلى
العقيدان يوسف الخطيب ومصطفى عبيد بشهادة تاريخية خطيرة لـ “الجزائر
نيوز”، يؤكدان فيها رعاية جبهة التحرير الوطني لمنظومة الحركى “رغم
التنبيهات والتقارير التي كانت وصلت عبد العزيز بلخادم الأمين العام السابق
لجبهة التحرير الوطني”، وأن هذا الأخير لم يحرّك ساكنا، بل رعى هذه
المنظومة.
وأوضح يوسف الخطيب في شهادته أن ما يُدلي به في إطار عمل صحفي “إنما هو للأمانة وللتاريخ ولا علاقة له بالأفلان وما يجري فيها”.
وفي
وقت تستعد جبهة التحرير الوطني لوضع أمين عام يقودها، لا تزال ملفات معقدة
وشائكة تخنق تاريخ الحزب العتيد الذي لا يزال “أبناؤه” يحكمون في البلد من
خلال مناصب حساسة وأخرى أقل حساسية، إلا أن بعضهم لا يحظون بالقبول التام
بين كبار المناضلين والمطلعين على أسرار التاريخ والثورة الجزائرية، لأنهم
من منظومة الحركى.
بالنسبة
لبعض المجاهدين والعقداء، فإن تولي ابن حركي أو حركي منصب مسؤولية في بلد
مثل الجزائر، يضر بأمانة الشهداء ويعد خيانة لدمائهم.
وإذا
كان البعض يرى في هذه القضية على أنها إقصاء وعمل بـ “توزير الوزر”، فإنه
من الناحية الأخلاقية والسياسية، حسب العقيد حسان، على سبيل المثال، “لا
ينبغي إسناد مسؤوليات حساسة لأبناء حركى في أعلى هرم السلطة مثلما يحدث
اليوم، ففي الجزائر من الكفاءات والإطارات خارج منظومة الحركى ما يجعلها في
غنى عن أفراد هذه المجموعة التي لا يؤتمن جانبها”.
وهناك
مصادر أخرى تؤكد بأن مجرد فتح ملف منظومة الحركى بالجزائر سيُدخلها في
دوامة سياسية خطيرة لا تقل خطورتها عن الأزمة الأمنية التي عصفت بها، لكن
البعض الآخر ممن تحدثنا إليهم حول هذا الملف، يضعون هذا الرأي في خانة
التهويل ويرون أن معالجته مجرد “شجاعة من الجزائر كبلد، أن ترى نفسها في
المرآة لتنقية ما بداخلها من شوائب ووضعها نظيفة بين يدي أجيالها القادمة”.
جبهة
التحرير الوطني وإن كانت “ستنتخب” أمينها العام في الساعات القادمة،
للخروج من أزمتها الحالية، فإنها بالمقابل ترقد في الواقع على أزمات دفينة
خطيرة، قد تعيد إليها صراعا من نوع آخر يورثه جبهويو اليوم لجبهويي الغد.
عبد اللطيف بلقايم
|