الصحافة المستقلة في خطر!
2009.04.12
حجم الخط:
''إنها حقا فضيحة!''•• هكذا علق عليها كل من علم بأمر تسريب أجوبة الحديث الذي أجرته ''الفجر'' مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أو بالأحرى تسريب الأجوبة التي بقيت حبيسة أدراج الرئاسة رغم أن بوتفليقة لم يبخل على ''الفجر'' بالرد على أسئلتها، وقبوله منحنا حوارًا بعيدا عن السياسة• حوار يبين الجانب الإنساني للرجل بعيدا عن مشاكل الدولة والحكم• لكن ''قطّاع طرق الإعلام'' صاروا كثرًا هذه الأيام، ولأنهم فشلوا في إجراء حديث مع رئيس الجمهورية، لجأوا إلى السرقة، أو بالأحرى شراء محتوى الحوار عن طريق ما بات عملة متداولة ''التشيبة''• هكذا صار مفهوم الإعلام لدى بعض مرتزقة الإعلام في عهد الصحافة المستقلة، بزنسة ورشاوى ومساومات• لم يكتف هؤلاء بتضليل القراء ومؤسسات الدولة وبعض المعلنين، الذين يهددونهم بمقالات صحفية مسيئة مقابل منحهم الإشهار، وها هم الآن يتحوّلون إلى السطو على عمل الزملاء، وإلا بماذا توصف الفضيحة التي ارتكبتها هذه الصحيفة؟ فضيحة تجاوزت بدرجات فضائح الفساد التي تنشرها الجريدة ذاتها• ما حدث مع ''الفجر'' سابقة خطيرة في الصحافة الجزائرية التي أضحت في خطر، فقد صارت تفقد يوما بعد يوم من مصداقيتها ومهنيتها تاركة المجال للمغامرين، بل للمجانين• فالذي يهدد رسالتنا اليوم ليست السلطة بقدر ما يهددها بعض المنتسبين اعتباطا إلى المهنة، والذين يريدون تحقيق مكاسب بأي طريقة كانت• والذين يهددون مستقبل الصحافة المستقلة هم هؤلاء الذين يظنون أن كل شيء يشترى بالتشيبة، وكل الناس للبيع، وأنهم فوق القانون ما داموا ينشرون أوساخهم في صحفهم الصفراء• المهنة في خطر، والخطر ليس بوتفليقة ولا المخابرات ولا أي جهة أخرى في السلطة مهما كانت قوتها، بل الخطر المحدق بنا هو من وحوش المهنة، الذين لم يحسنوا منها سوى تلفيق الأكاذيب ونشر الفضائح بأسماء مستعارة•
سطو•• على معلومات في رئاسة الجمهورية••!
2009.04.12
حجم الخط:
في 07 / 03 / 2009 وجهتُ رسالة باسم جريدة ''الفجر'' إلى السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بغرض إجراء حوار ثقافي إنساني حول شخصه (أنظر الرسالة) ووجهت الرسالة عبر القناة الطبيعية المؤسساتية للدولة
وهي: كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالإتصال السيد عز الدين ميهوبي وتفضل مشكورا بالقيام بدوره كوزير للاتصال• وبعد ذلك بأسبوع، جاءني الرد عبر الوزير، وقبل أن تبدأ الحملة الإنتخابية حيث قال لي: ''عليك بإرسال الأسئلة التي تريد طرحها على الرئيس''. وفي 24 / 03 / 2009 أرسلت للسيد الوزير عز الدين ميهوبي رسالة فيها ثلاث صفحات تحتوي 58 سؤالا•• تغطي كل الجوانب الإنسانية في حياة الرئيس والتي رأيت من الأنسب أن يعرفها القراء، وحرصت على أن تكون الأسئلة شخصية بحيث لا يجيب عنها إلا الرئيس نفسه• وبعد 24 ساعة اتصلت بالوزير عز الدين، فقال لي: الأمانة وصلت لصاحب الشأن في حينها•• وعندما طلبت رأيه في نوعية الأسئلة قال لي: مادامت تحمل توقيعك لا دخل لي فيها•.! وانتظرنا أسبوعا كاملا• وفي يوم الأربعاء 2 أفريل ,2009 التقت بنزل الهلتون مديرة الإعلام برئاسة الجمهورية السيد فريدة بسعة بمديرة ''الفجر'' وبشرتها بأن الرئيس رد على أسئلة الحوار وأنها بحوزتها وأنها تنتظر الوقت المناسب لتسلمها لنا•• وأن السيد ابن عمر الزرهوني سلم لها الإجابة• وقلنا ربما الأمر له علاقة بأجندة الرئيس وأجندة الحملة• وفي يوم السبت 6 أفريل تفاجأنا بنشر جريدة ''النهار الجديد'' نصا مطولا قالت إنها استقته من مقربين من الرئيس، ويتحدث النص عن جوانب من حياة الرئيس•• وهو عبارة عن خلاصة مستخلصة من محتويات الإجابة عن الأسئلة 58 التي وجهناها للرئيس (أنظر النص الذي نشر في ''النهار الجديد'')• فاتصلنا أولا بالسيدة بسعة مديرة الإعلام في الرئاسة والتي سبق أن قالت لنا إن الإجابة توجد على مستواها للإستفسار عن الأمر، فقالت لنا بأن هناك اجتماع عقد حول ما نشرته ''النهار الجديد''•• وأن ما نشرته لا يعكس الحقيقة•! وقالت انتظروا لما تأتيكم إجابة الرئيس وقارنوا• وانتظرنا الحقيقة تأتي بتسليمنا الإجابة.. لكن نحن ننتظر حتى الآن• بعد ذلك بيومين اتصلت شخصيا بالوزير عز الدين ميهوبي لإبلاغه بما حصل وخاصة نشر ''النهار الجديد'' لمحتويات الإجابة عن الأسئلة التي قدمتها ''الفجر'' عبر الوزير للرئيس•• فوجدت الوزير خالي الذهن تماما مما حصل•• ووعد ببحث الأمر• وبعد ذلك بيوم•• قابلته في حفل الإستقبال الذي أقامه على شرف الصحافة الوطنية والدولية التي جاءت لتغطية الرئاسيات واستفسرت عن الأمر فقال لي•• ما حدث أمر غريب•! قارنوا النص: في موضوعات السياقة والخياطة والزعماء وقراءة القرآن والعلاقة بالوالدة وبالمكان. بعد ذلك بيوم راجت إشاعة تقول: إن الذي تسرب ليس الإجابة بل الأسئلة•• وأرادوا مسح الموس في الوزير ميهوبي•• ولكنني واجهت أصحاب الإشاعة بالقول: إن الذي تسرب هو محتوى الإجابة وليس محتوى الأسئلة•• فالذي نشرته ''النهار الجديد'' مثلا، ليس السؤال: متى حصلت على رخصة السياقة•• بل نشرت تاريخ حصول الرئيس على رخصة السياقة•! فالأمر يتعلق بتسريب أجوبة الرئيس وليس أسئلة ''الفجر'' ولكن الذين فعلوها وسربوا الإجابة لـ ''النهار'' يريدون تحويل الأنظار عن الفاعل الحقيقي بإلصاقها بالوزير• والمصيبة أن هؤلاء كادوا يقنعون الوزير بأنني أنا الذي أقول إن الأسئلة هي التي تسربت••في حين نحن نتحدث عن تسريب الإجابة وليس الأسئلة والوزير بريء من هذه الفعلة• ولم يكتف الفاعل أوالفاعلون بالتفنن في عملية التضليل بهذه الطرق كي لا يكشف أمر الفاعل•• بل وصلوا إلى حد وضع النص الذي تسرب لـ''النهار'' في الموقع الإلكتروني الخاص بالرئيس•• تمهيدا لأن تقول ''النهار'' لاحقا بأنها أخذته من الموقع وليس من المصدر المقرب من الرئيس كما نشرته من قبل•! وكل هذا من أجل حماية المصدر الذي سرب الإجابة لـ ''النهار الجديد''. بقي فقط أن نسأل الأسئلة الآتية: ـ هل يحق لموظف في رئاسة الجمهورية أن يحول أسئلة وأجوبة صحفية إلى صحيفة أخرى دون أن يشعر بالخزي؟! ـ هل يحق أخلاقيا لصحيفة أن تنشر حديثا موجها لصحيفة أخرى دون أن تشعر بلاأخلاقية مهنية؟! ـ إذا كا نت أسئلة صحيفة يحدث لها هذا الذي حدث، فكيف يكون الأمر بالنسبة للأسرار الخطيرة للدولة؟! ـ لماذا يفضل هذا الشخص الذي فعلها صحيفة على صحيفة أخرى بهذه الطريقة المقرفة؟! وفي الختام: نحن نعرف أن الرئيس بوتفليقة له حساسية خاصة لمثل هذه الممارسات اللامسؤولة•• ولذلك لا نشك أبدا بأنه سيتخذ الإجراءات المناسبة ضد الفاعل أو الفاعلين•• ونحن من جهتنا لا نريد شيئا غير الحقيقة•! لقد كان علينا أن ننشر القضية قبل الإنتخابات.. ولكن الصحافة أخلاق ومسؤولية ورسالة قبل أن تكون مهنة، لذلك لم ننشر القضية قبل 9 أفريل حتى لا نشوش على الإنتخابات• والقضية للمتابعة طبعا•
الأسئلة التي أرسلتها ''الفجر'' إلى الرئيس بوتفليقة
الجزائر في: 3/242009/0 سيدي الرئيس: لعلكم تذكرون أنني في خريف 1993 طلبت منكم إجراء حديث سياسي إعلامي شامل، وكنتم تمرون بمرحلة صمت طويلة دامت 20 سنة•• وقلت لكم: إنني أعتبر نفسي صحفيا فاشلا إذا لم أوفق في إخراجكم من الصمت! وقلتم لي ضاحكا: وأنا لست سياسيا إذا تحدثت في هذه الظروف! وأردفتم قائلا: ماذا تريدني أن أقول يا سعد والجزائر تعيش ما تعيشه من أهوال؟ فلا أريد أن أساهم في صب الزيت على النار••! إنتظرت إلى سنة 2000، وبمناسبة عقد مؤتمر القوميين العرب في الجزائر، جددت الطلب وقلتم لي: دعني أرفع المستوى السياسي والإعلامي للبلد وسأعطيك ما تطلبه••! وانتظرت 9 سنوات كاملة وها أنذا أجدد لكم طلبي بإجراء حديث بمناسبة إجراء الإنتخابات الرئاسية•• وأريده، بعد إذنكم، أن يكون حديثا غير سياسي وغير إعلامي•• حديثا يتناول الرئيس عبد العزيز الإنسان• وهذه نماذج من بعض الأسئلة التي أريد طرحها على سيادتكم: أولا: مرحلة المدرسة ـ في أي سن دخلتم المدرسة؟ وأين؟ ـ في أي سن بدأتم قراءة القرآن الكريم؟ ـ من هو زميلكم الأول في مقعد الدراسة، وهل ما يزال حيا؟ ـ ما اسم أول أستاذ•• أو معلم تحتفظون بذكره؟ ـ أين كنتم تجلسون في القسم•• في الصف الأول أم في المؤخرة؟ ـ كيف كانت علاقتكم مع زملائكم في القسم؟ ـ ما هو ترتيبكم في أول امتحان في القسم؟ هل مارستم التشويش في القسم؟ ـ ما هي أحب المواد الدراسية لكم؟ ـ ما هي المادة الدراسية التي كنتم تكرهونها؟ ـ ما هي الأنشطة المدرسية التي كنتم تمارسونها في المدرسة؟ ـ ما هي أطرف قصة لكم مع المدرسة؟ ثانيا: مرحلة الشباب ـ هل كنتم تمارسون الرياضة في شبابكم؟ ـ ماهي رياضتكم المفضلة؟ ـ هل تحسنون السباحة والرماية وركوب الخيل؟ ـ هل مازال عندكم الحنين إلى المكان والزملاء في المدرسة والثانوية، وهل تتواصلون معهما الآن؟ ثالثا: مرحلة الثورة ـ كيف تلقيتم خبر اندلاع الثورة في أول نوفمبر 1954؟ ـ كيف كان أول اتصال لكم بالمجاهدين، وأين؟ ـ ما نوع السلاح الذي كنتم تحبون حمله؟ ـ ما هو أغرب موقف واجهتموه في الثورة؟ ـ كيف تعرفتهم على كل من بومدين وبوصوف•• وكافي وابن بلة؟ ـ كيف تلقيتم خبر وقف القتال في 19 مارس 1962؟ ـ أيهما أحب إليكم: رائد جيش التحرير أم وزيرا في حكومة الإستقلال؟ رابعا: العلاقة مع الثقافة ـ هل لديكم مكتبة خاصة في المنزل؟ ـ كم عدد الكتب فيها؟ ـ ما هو أول كتاب قرأتموه؟ وآخر كتاب؟ ـ من هو كاتبكم المفضل من العرب•• ومن العجم؟ ـ يذكر عنكم أنكم تحبون شعر المتنبي، فلماذا؟ ـ هل تسمعون الموسيقى والأغاني؟ ـ من هو المطرب الذي تحبون الإستماع إليه؟ ـ ما هو أحسن فيلم سينمائي جزائري في نظركم؟ ـ ما هي أحب اللغات إليكم؟ ـ زرتم العجائب السبع•• فما هو المعلم الذي تحنون إلى زيارته ثانية؟ ـ ما هي أهم المدن التي تسعدكم الإقامة بها؟ ـ ما هو الكتاب الذي ندمتم على قراءته؟ ـ هل أنتم من هواة اقتناء التحف الفنية؟ خامسا: العلاقة مع المشاهير ـ من هو الزعيم العالمي الذي أسعدكم لقاؤه؟ ـ من هو الزعيم العالمي الذي سقط من عينكم بعد لقائه•• ولماذا؟ ـ ما هي أهم طرفة إنسانية أو سياسية حدثت لكم مع زعيم؟ ـ كيف شعرتم وأنتم تقابلون لأول مرة الجنرال ديغول الذي كنتم تحاربونه؟ سادسا: العلاقة مع الأهل ـ يذكر عنكم أنكم نموذجا في صلة الرحم•• فهل هذا صحيح؟ ـ ما الذي يحب الرئيس أن يتحدث فيه مع الأهل؟ ـ يذكر عنكم أن قداسة الوالدة لديكم تأتي بعد قداسة الله والوطن•• فهل هذا صحيح؟ ـ هل حدث أن غضبت عنكم الوالدة؟ متى ولماذا؟ ـ ما هي الأكلة المفضلة لديكم وتشتهون أكلها من يدي الوالدة؟ ـ هل حدث أن أكلتم علقة من الوالدة•• متى ولماذا؟ سابعا: أسئلة خارج السياق ـ من هو مثلكم الأعلى بين زعماء الوطن؟ ـ من هو مثلكم الأعلى بين زعماء العالم؟ ـ ما هو الأمر الذي فعلتموه وندمتم عليه؟ ـ ما هو الأمر الذي تتمنون فعله؟ ـ هل حدث أن خالفتم قانون المرور؟ ـ متى حصلتم على رخصة السياقة؟ ـ من هو الوزير الذي تمنيتم ألا يكون عضوًا في حكومة الجزائر؟ ـ هل تقرأون الصحف•• ومتى؟ ـ ما هي القناة التلفزيونية المفضلة عندكم؟ ـ كم مرة زرتم البقاع المقدسة؟ ـ في أي سن بدأتم أداء الصلاة؟ ـ من هو الخياط الخاص بكم؟
الصحفي: سعد بوعقبة
صحيفة ''الفجر''
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق