انعدام الهياكل الرياضية جعل من قسنطينة ولاية منكوبة
مازالت الجماهير الرياضية في ولاية قسنطينة تنتظر المشاريع الكبرى في الحقل الرياضي التي وعدت السلطات المحلية بإنجازها في أقرب الآجال، مما انعكس سلبا في الوقت الراهن على الفرق والأندية القسنطينية التي ينطبق عليها الوصف بـ ''المتشردة'' التي تبحث عن ميادين تحضّر فوقها، أو تبرمج لقاءات رسمية بها، في ظل تواجد هيكل واحد داخل محيط بلدية قسنطينة. يعتبر مركب الشهيد حملاوي المرفق الرياضي الوحيد في بلدية قسنطينة، لذلك هو ممنوع على كل الفرق باستثناء الموك والسنافر، اللذين يستعملانه إلا في اللقاءات الرسمية بعد تهديم ملعب بن عبد المالك، وبقاء مشروع ملعب الدقسي يراوح مكانه، رغم انتهاء الأشغال الكبرى به.
مركب الشهيد حملاوي منطقة محظورة يعد مركب الشهيد حملاوي أو 17 جوان، كما عرفه العام والخاص في السنوات الماضية، المرفق الوحيد في الولاية، والذي يحوز إمكانيات مقبولة. فهذا الملعب الذي أنجز في سنة ,1973 كان يعرف في كل مرة أشغالا، آخرها وضع العشب الطبيعي عليه. وظن الجميع آنذاك أن مثل هذه التحسينات ستعود بالفائدة على الأندية القسنطينية، ليصطدم ممارسو الرياضة بصدمة إغلاقه في وجوههم، بداعي الشرط الذي وضعته الشركة التي أوكلت لها مهمة وضع البساط بتخصيص ساعات محددة لاستعماله. مما جعل الأندية الأخرى باستثناء المولودية والشباب تحرم منه وتجبر على البحث عن ميادين أخرى للعمل فيها. وحتى الفريقان الكبيران الموك والسنافر ليس باستطاعتهما استغلاله؛ حيث تجبر إدارة الملعب الفريق الذي يستقبل في الأسبوع على التدرّب عليه مرة واحدة وإقامة لقائه الرسمي عليه. الأمر الذي يحرم الفريق من التحضير الجيد، كما حدث اليوم مع مولودية قسنطينة التي حضرت لقاء اتحاد بلعباس في ملعب عين مليلة بولاية أم البواقي. وغير بعيد عن أرضية الشهيد حملاوي، فإن ميدان الملحق للمركب تحوّل السنة الفارطة إلى ميدان لألعاب القوى، وظل مهملا دون أن تكتمل به الأشغال التي تتطلبها هذه الرياضة، مما جعل هذا القرار غير المدروس يحرم ممارسي كرة القدم من جهة وممارسي ألعاب القوى من جهة أخرى من استغلاله بالكيفية المطلوبة.
بن عبد المالك الملجأ الوحيد للقسنطينيين تحوّل إلى ركامملعب بن عبد المالك رمضان، الذي يتوسط المدينة، والذي كان المتنفس الوحيد للأندية القسنطينية، تحوّل في ظرف ثوانٍ معدودة في صائفة 2 أوت الماضية إلى ركام، بعد تفجير مدرجاته، لفسح المجال لإقامة مشروع التراموي. الأمر الذي أدخل الفرق والأندية في دوامة بخسارتها هذا المرفق، رغم وعود السلطات بإنجاز مكانه مرفقا آخر جد متطور. لكن وإلى غاية بناء هذا الملعب الحلم، فإن الأندية والفرق القسنطينية لم تجد مكانا تتدرب فيه سوى التنقل خارج محيط الولاية تارة في أم البواقي وتارة في ولاية ميلة وتارة أخرى في ولايات أخرى، عساها أن تجد ملعبا تستطيع برمجة تدريباتها ولقاءاتها الرسمية عليه. مما دفع السلطات المحلية إلى التحرك لإعادة ترميم بعض الميادين الجوارية كملعب الدقسي، لتخفيف الضغط، غير أن كل الإجراءات والوعود سقطت في الماء؛ حيث وعدت السلطات المحلية عند تفجير ملعب بن عبد المالك بتجهيز ميدان الدقسي قبل انطلاق الموسم الرياضي في سبتمبر، إلا أن كل الوعود لم تعرف النور.
جمعية الخروب أكبر المتضررينرغم تواجد جمعية الخروب في القسم الوطني الأول، إلا أن ذلك لم يشفع لها باللعب في ملعب محترم يسع الأعداد الكبيرة لجماهيرها. مما خلق الكثير من الصعوبات والمشاكل عند المباريات الكبيرة، بالنظر لحجم صغر ملعبها الذي سعته 8 آلاف متفرج. مما انعكس سلبا على مداخيل النادي، والذي رغم إقامته لمباريات كبيرة بملعبه الوحيد البلدي عابد حمداني ضد فرق عملاقة، فإن المداخيل لا تختلف عن فريق عادي ينشط في القسم الجهوي وما بين الرابطات.
المصدر :قسنطينة: مراد عبداللي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق