الأربعاء، يوليو 28

ادا حدث في شارع رومانيا ياوالي باردو سؤال للتاريخ

الحدث


تمر عملية ترحيل سكان المنطقة السفلى من شارع رومانيا بردا وسلاما على السلطات المحلية بولاية قسنطينة ،التي لم تحسن التقدير عندما لم تتخذ الإجراءات الأمنية الواجبة لتأمين المرحلة الثانية من عملية ترحيل سكان شارع بن زويت الواقع على ضفة وادي الرمال الذي اشتعل، نهار أول أمس، وانتفض كل من يقطن به في وجه السلطات المحلية ورجال الشرطة، ودخلوا معهم في اشتباكات ومشادات امتدت لأزيد من ثلاث ساعات خلفت حال انتهائها جرحى ومعتقلين معظمهم من رجال الأمن ممن راحوا ضحية مشروع تحضير المدينة الذي أتى على الأخضر واليابس وأسال الكثير من الحبر والدماء على مدار سنة ونصف ولم تتضح معالمه بعد··
نقلت مصالح الحماية المدنية بقسنطينة، ظهر أول أمس، رئيس ديوان الوالي عز الدين حريز إلى المستشفى الجامعي ابن باديس على جناح السرعة لتمكينه من تلقي الإسعافات الأولية، بعد الجرح العميق الذي تعرض له على مستوى الرأس، إثر إصابته بقذيفة رشقه بها أحد السكان المتظاهرين الذين لم يهضموا اعتداء أحد رجال الشرطة على امرأة حامل، وأوقعها على الأرض، معتبرين ذلك مساسا حسب ما ذكره شهود عيان
لـ ''الجزائر نيوز''···
لهذه الأسباب اشتعل حي رومانيا ظهر الخميس الماضي
انطلقت عملية ترحيل ثلاثين عائلة من سكان حي بن زويت بشارع رومانيا، نهار أول أمس، في ظروف حسنة طبقت خلالها الأسر المعنية بالترحيل كافة البنود التي تم الاتفاق عليها بمعية السلطات المحلية، أثناء وبعد إجراء القرعة التي تمت قبل حوالي 10 أيام، وخلالها تعرفت كل عائلة على نوع الشقة التي تحصلت عليها والمكان الذي سترحل إليه، غير أن مثل هذه المعطيات تغيرت بعد حوالي ثلاث ساعات من انطلاق عملية الترحيل، حيث أنه وعند وصول دور إحدى العائلات المعنية بالترحيل، رفضت الأخيرة إخلاء مسكنها مطالبة الجهات المختصة بإعادة النظر في حصتها من الشقق التي استفادت منها، وطالبت بتغييرها ومنحها أخرى نظرا لكبر عدد أفرادها، الأمر الذي لم تعره السلطات المحلية اهتماما، وأعطت تعليماتها لرجال الأمن بتهديم المنزل وإخراج سكانه بالقوة، وهو الأمر الذي طبق بحذافره وبموجبه تعرضت امرأة حامل من نفس العائلة إلى اعتداء من قبل أحد رجال الشرطة، الأمر الذي استدعى تدخل زوجها وإخوته قبل أن تتطور القضية إلى اشتباكات شارك فيها كل من كان حاضرا بالحي، استعمل خلالها السكان الحجارة، العصي والزجاجات الحارقة ''المولوتوف'' في مواجهة رجال الشرطة الذين أصيب 15 عونا منهم، وهي نفس الحصيلة المسجلة في صفوف المواطنين، في حين أصيب صحفي أثناء قيامه بتصوير الأحداث بجروح تلقى الإسعافات الأولية بشأنها بالمستشفى·
ما حصل رسالة على السلطات قراءة ما تخفيه سطورها
خلّفت العملية الكبرى لترحيل سكان باردو ورومانيا التي شرع فيها منذ حوالي سنتين عشرات الجرحى، ونفس الحصيلة من المعتقلين، وفي كل مرة يشرع في تجسيد مرحلة من المراحل إلا وتندلع اشتباكات ومشادات بين السكان المسؤولين وقوات الأمن الأخيرة ينتظرها عمل كبير في الأيام القليلة المقبلة، عليها أن تستعد له بشكل جيد لأن الترحيل سيمس شارع رومانيا الرئيسي الذي تسكنه عائلات معظمها تملك منازل سكانها يصفونها بأنها ''فيلات'' ومحال تجارية تقع أسفلها، يرى فيها أصحابها أنها مصانع يحصلون منها لقمة العيش التي تكفل لهم تربية أطفالهم وإعالة أسرهم وعليه هم لن يغادروها إلا بعد حصولهم على التعويضات الخاصة بأملاكهم ومنحهم محلات أخرى في مناطق استراتيجية كي يحافظوا على استقرار نشاطهم، وهي أمور إذا كان الحديث عنها جد بسيط، فإن تطبيقها على أرض الواقع ليس بالأمر الهين لأن الأمر لا يتعلق بأسرة أو اثنتين بل بالمئات وكذلك الحال بالنسبة لحيي الصنوبر وبن تليس المعنيين بالترحيل ويسكنها آلاف العائلات·· هي مهمة لن تكون سهلة وإذا استطاعت السلطات المحلية أن تمرر مشروع تحضير المدينة ونجحت في إقناع الجهات الوصية بالتوقيع على الشروع في تجسيده·· توفير الأرضية التي ستبنى عليها مخططات قسنطينة المتحضرة لن يكون أمرا سهلا، لذا يتوجب على السلطات إعادة القراءة فيما حصل بباردو ورومانيا قبل الغوص في الشالي وبن تليس لأنهما حيين شبيهان بأدغال إفريقيا تجاوزهما لن يكون أمرا سهلا وسيكون محفوفا بالمخاطر·
عبد الكريم لونيس


الصور

الجمعة, 05 مارس 2010

ليست هناك تعليقات: