اخر خبر
الاخبار العاجلة لاكتشاف سكان قسنطينة ان اديب جزائري ومديع محلي ابدع صفحة في الفايسبوك لنشر رواية المغتصبة بن ايدير واستغلالها لتهديد المتصفحين بالقضاء ويدكر ان صفحة الامير جواد تضم رواية حقيقية لكن الغريب ان تعليقات الاديب الوهمي تكشف انه صاحب الرواية الاشهارية بنساء قسنطينة في ايام الطفولة ومن غرائب الصدف ان رسائل الامير جواد تضم تهديدات لمواطنين بدخول السجون مع شتمهم الكترونيا وهكدا اصبح الاديب الجزائري يمارس الارهاب الفكري على معارضيه بل ويصصم على ادخالهم السجون كانجاز ادبي وشر البلية مايبكي
https://www.facebook.com/jawad.alamir.96
طالعوا نصوص روائية من حياة عائلة بن ايدير بقسنطينةفي السبعينات
الحلقة ما قبل الاخيرة
ما لم يقله منصف بني يدر.
بعد ثمانية وعشرين يوما ،كنت اغادر مصحة الامراض العقلية-للمرة الاولى،رأيت بتلك التجربة كل اصناف البشر،وعشت مواقف لم اعشها بحياتي،عند الباب كنت استدير لارى الجناح أ2 وبقية الاجنحة،-اربعة-
طويلا كنت انظر لنافذة غرفة نومنا،كنت استيقظ احيانا ليلا واطل على العالم عبرها،
هل يمكن لنافذة ان تتحول في لحظة لكون بأكمله؟!!!
ودعت اصدقائي -القدامى والجدد- ووعدتهم بزيارة قريبة...!!
لكني ليلا وبعد ان استرحت من بعض العياء،كنت اقصد بيت السوفي واشتري قطعة كيف،دخنتها في غفلة مني،من أمي ومن العالم ثم كنت انام كطفل ولدته امه حديثا.
بعد سنة ونصف،كنت ادخل المستشفى للمرة الثانية وللسبب ذاته وامكث هناك اكثر من شهر ،ثم عدت للمرة الثالثة وقضيت ثلاثة اشهر كاملة.
اقف اليوم على ربوة عالية وارقب عبور الحياة.
تغيرت المعايير والمفاهيم،لم اعد ادخل الحياة كأنها موج عارم يجب ان اقاومه،كلما تحرك البحر اليوم انسحب لمكان بعيد وانظر لتلاطم امواجه،وحين يهدأ اقف عند الشاطىء واستمتع بمده وجزره-لماذا لا يتعب البحر؟!!!-
لم يعد الشتاء يرعبني،كلما هبت العواصف الثلجية ابتسم في سري،غدا تنمو الازهار في حقل ما.
تخرج النباتات احيانا من شقوق الجدران دون ان تستشر احدا-هل يمكن لنبتة ان تكون اكثر حكمة وصبرا من الانسان؟!!!-
اقف على الربوة ذاتها واسأل الله القريب جدا مني - والبعيد كنجمة ترى يتمي- لماذا تشتعل الحياة احيانا حد الاحتفال والازدهار ثم سرعان ما تنطفىء حد العتمة والخوف.
كل تجاربي -المتواضعة -بالحياة علمتني كيف انصت لالام الناس الصامتة والخفية،وكيف اقبلها واحبها وانصفها -ينقصنا قليل من التسامح لننقذ البشرية من ورطتها-
تماما كما علمتني كيف انصت للامكنة،للساعات وهي تمضي،ولصوت الله حين يعبر في زخات مطر او نجمة هوت او نسمة باردة تداعب وجهي كلما غادرت مقهى الشتاءات الحميمة.
الله لم يكن يوما بسماء بعيدة،انه فينا،في منطقة مظلمة او رواق سري بالروح -من يسمع لحن كمنجات السماء؟!!!!-
-يتبع-
إدارة
إدارة
الاخبار العاجلة لاكتشاف سكان قسنطينة ان اديب جزائري ومديع محلي ابدع صفحة في الفايسبوك لنشر رواية المغتصبة بن ايدير واستغلالها لتهديد المتصفحين بالقضاء ويدكر ان صفحة الامير جواد تضم رواية حقيقية لكن الغريب ان تعليقات الاديب الوهمي تكشف انه صاحب الرواية الاشهارية بنساء قسنطينة في ايام الطفولة ومن غرائب الصدف ان رسائل الامير جواد تضم تهديدات لمواطنين بدخول السجون مع شتمهم الكترونيا وهكدا اصبح الاديب الجزائري يمارس الارهاب الفكري على معارضيه بل ويصصم على ادخالهم السجون كانجاز ادبي وشر البلية مايبكي
https://www.facebook.com/jawad.alamir.96
طالعوا نصوص روائية من حياة عائلة بن ايدير بقسنطينةفي السبعينات
الحلقة ما قبل الاخيرة
ما لم يقله منصف بني يدر.
بعد ثمانية وعشرين يوما ،كنت اغادر مصحة الامراض العقلية-للمرة الاولى،رأيت بتلك التجربة كل اصناف البشر،وعشت مواقف لم اعشها بحياتي،عند الباب كنت استدير لارى الجناح أ2 وبقية الاجنحة،-اربعة-
طويلا كنت انظر لنافذة غرفة نومنا،كنت استيقظ احيانا ليلا واطل على العالم عبرها،
هل يمكن لنافذة ان تتحول في لحظة لكون بأكمله؟!!!
ودعت اصدقائي -القدامى والجدد- ووعدتهم بزيارة قريبة...!!
لكني ليلا وبعد ان استرحت من بعض العياء،كنت اقصد بيت السوفي واشتري قطعة كيف،دخنتها في غفلة مني،من أمي ومن العالم ثم كنت انام كطفل ولدته امه حديثا.
بعد سنة ونصف،كنت ادخل المستشفى للمرة الثانية وللسبب ذاته وامكث هناك اكثر من شهر ،ثم عدت للمرة الثالثة وقضيت ثلاثة اشهر كاملة.
اقف اليوم على ربوة عالية وارقب عبور الحياة.
تغيرت المعايير والمفاهيم،لم اعد ادخل الحياة كأنها موج عارم يجب ان اقاومه،كلما تحرك البحر اليوم انسحب لمكان بعيد وانظر لتلاطم امواجه،وحين يهدأ اقف عند الشاطىء واستمتع بمده وجزره-لماذا لا يتعب البحر؟!!!-
لم يعد الشتاء يرعبني،كلما هبت العواصف الثلجية ابتسم في سري،غدا تنمو الازهار في حقل ما.
تخرج النباتات احيانا من شقوق الجدران دون ان تستشر احدا-هل يمكن لنبتة ان تكون اكثر حكمة وصبرا من الانسان؟!!!-
اقف على الربوة ذاتها واسأل الله القريب جدا مني - والبعيد كنجمة ترى يتمي- لماذا تشتعل الحياة احيانا حد الاحتفال والازدهار ثم سرعان ما تنطفىء حد العتمة والخوف.
كل تجاربي -المتواضعة -بالحياة علمتني كيف انصت لالام الناس الصامتة والخفية،وكيف اقبلها واحبها وانصفها -ينقصنا قليل من التسامح لننقذ البشرية من ورطتها-
تماما كما علمتني كيف انصت للامكنة،للساعات وهي تمضي،ولصوت الله حين يعبر في زخات مطر او نجمة هوت او نسمة باردة تداعب وجهي كلما غادرت مقهى الشتاءات الحميمة.
الله لم يكن يوما بسماء بعيدة،انه فينا،في منطقة مظلمة او رواق سري بالروح -من يسمع لحن كمنجات السماء؟!!!!-
-يتبع-
Mounir Belhoula أحببت جدا لكن لم يقف على الربوة يا ترى؟
Jawad Alamir ضرورة حتمية
الحلقة الثالثة والخمسون
المتاهة.
بدأت التعود على الحياة بالمستشفى حتى وان كانت الامور تسير بشكل آلي وتكاد الايام هنا تتشابه حد التطابق،لم تتراجع رغبتي في تدخين سيجارة خاصة حتى الآن،تناولي للأدوية زاد من رغبتي في التدخين،إذ أصبحت ادخن قرابة العلبتين في اليوم.
في زيارة اليوم،كدت أن اطير فرحا،بعد دخول أمي بلحظات،كان عاشور يطل بابتسامته المعهودة ،احتضنته طويلا وانا لا اصدق حضوره الباذخ ،بعد حديث مقتضب مع أمي،كنت اختلي به واسأله عن كل التفاصيل.
وكان يشفي غليلي بطريقته الخاصة في السرد.
حدثني عن كل الزبائن الذين اعرف،عن غزواته في الأيام الأخيرة وعبثا كان يجتهد في إخفاء ألمه لوجودي هنا.
اعتذرت امي لاحقا_حين رأت انغماسنا بالتفاصيل_ وكنت انقل لعاشور كل تفاصيلي بالجناح أ2،رويت له _بمرارة_ موت ماركو وحالة الاكتئاب العميقة التي دخلتها حين غادرت جثته،ثم كنت اميل قرب أذنه وأخبره _بصوت هامس_ :
كون تشوف طبيبة نفسية تخدم هنا.
اعتدل بجلسته وكان يبتسم بخبث:
_هل هي ممتلئة؟!!
_هبال
_هههه
_لكني بالموعد الثاني كنت ادخل لدى أخرى
_ماتقوليش مليحة هي تاني
_ باشعة..
ثم كنا نضحك.
حين قام ليغادر _لان الزيارة انتهت_ عدت لاحتضنه وأشعر _مجددا_ بألمه
_يتبع
المتاهة.
بدأت التعود على الحياة بالمستشفى حتى وان كانت الامور تسير بشكل آلي وتكاد الايام هنا تتشابه حد التطابق،لم تتراجع رغبتي في تدخين سيجارة خاصة حتى الآن،تناولي للأدوية زاد من رغبتي في التدخين،إذ أصبحت ادخن قرابة العلبتين في اليوم.
في زيارة اليوم،كدت أن اطير فرحا،بعد دخول أمي بلحظات،كان عاشور يطل بابتسامته المعهودة ،احتضنته طويلا وانا لا اصدق حضوره الباذخ ،بعد حديث مقتضب مع أمي،كنت اختلي به واسأله عن كل التفاصيل.
وكان يشفي غليلي بطريقته الخاصة في السرد.
حدثني عن كل الزبائن الذين اعرف،عن غزواته في الأيام الأخيرة وعبثا كان يجتهد في إخفاء ألمه لوجودي هنا.
اعتذرت امي لاحقا_حين رأت انغماسنا بالتفاصيل_ وكنت انقل لعاشور كل تفاصيلي بالجناح أ2،رويت له _بمرارة_ موت ماركو وحالة الاكتئاب العميقة التي دخلتها حين غادرت جثته،ثم كنت اميل قرب أذنه وأخبره _بصوت هامس_ :
كون تشوف طبيبة نفسية تخدم هنا.
اعتدل بجلسته وكان يبتسم بخبث:
_هل هي ممتلئة؟!!
_هبال
_هههه
_لكني بالموعد الثاني كنت ادخل لدى أخرى
_ماتقوليش مليحة هي تاني
_ باشعة..
ثم كنا نضحك.
حين قام ليغادر _لان الزيارة انتهت_ عدت لاحتضنه وأشعر _مجددا_ بألمه
_يتبع
لحلقة الثانية والخمسون
المتاهة.
اسعدني الممرض هذا الصباح اذ اخبرني انه موعد الطبيبة النفسية،امتلأت من تلقاء نفسي بالكلام،فقد كان بودي ان اشرح لها -وبالتفصيل الممل-كيف انحدرت للمخدرات وكل الوساوس التي كانت تعشش بروحي،لكني بمجرد الدخول،كنت اتفاجأ بطبيبة اخرى-لم تكن بجمال ورقة الاولى- ،بعد ان تفحصت ملفي،نظرت الي بشيء من الازدراء:
-مدمن مخدرات اذن؟!!!
التزمت الصمت،قبل ان استفزها:
- لست الاول ولن اكون الاخير!!!
شعرت فجأة برغبة في مغادرة المكان،وكنت اجيب بنعم ولا ،واحيانا التزم الصمت،
لم تطل جلستنا طويلا،ثم وجدتها تقول خلف نبرة حازمة :
الاسبوع المقبل.
قمت،لم اودعها -حتى- وعدت للجناح ثانية ،تمددت على سريري ولصورة الطبيبة الاولى،كنت اقول:
لا اذكر تحديدا متى بدأ موتي -وهل كنت حيا يوما؟!-
يكبر الناس بمرور الوقت
وكنت اكبر بقلقي واسئلتي
علاقتي بالعالم لم تكن يوما على مايرام،لم اكن يوما اجتماعيا،كنت حذرا مع كل الناس،عاشور كان الوحيد الذي اتعرى امامه بضعفي وعقدي ،فيه كثير من ابي -الذي لم اعرف-
خيباتي بالحياة لم تقوني كما تفعل مع كل الناس
كنت اشبه جدارا قديما،يتشقق مع كل هزة،ثم فجأة كنت ادخل نفقي المظلم واحكم الاغلاق.
بالايام الاولى،كنت اكره الناس،كل الناس.
مع الوقت صرت اخافهم بدليل اني اضفت لباب بيتنا اكثر من قفل قبل ان انغمس بالمخدرات--كانت ملاذي الوحيد-
مع الوقت صرت عبدا ذليلا.!!!!
-يتبع-
إدارة
إدارة
المتاهة.
اسعدني الممرض هذا الصباح اذ اخبرني انه موعد الطبيبة النفسية،امتلأت من تلقاء نفسي بالكلام،فقد كان بودي ان اشرح لها -وبالتفصيل الممل-كيف انحدرت للمخدرات وكل الوساوس التي كانت تعشش بروحي،لكني بمجرد الدخول،كنت اتفاجأ بطبيبة اخرى-لم تكن بجمال ورقة الاولى- ،بعد ان تفحصت ملفي،نظرت الي بشيء من الازدراء:
-مدمن مخدرات اذن؟!!!
التزمت الصمت،قبل ان استفزها:
- لست الاول ولن اكون الاخير!!!
شعرت فجأة برغبة في مغادرة المكان،وكنت اجيب بنعم ولا ،واحيانا التزم الصمت،
لم تطل جلستنا طويلا،ثم وجدتها تقول خلف نبرة حازمة :
الاسبوع المقبل.
قمت،لم اودعها -حتى- وعدت للجناح ثانية ،تمددت على سريري ولصورة الطبيبة الاولى،كنت اقول:
لا اذكر تحديدا متى بدأ موتي -وهل كنت حيا يوما؟!-
يكبر الناس بمرور الوقت
وكنت اكبر بقلقي واسئلتي
علاقتي بالعالم لم تكن يوما على مايرام،لم اكن يوما اجتماعيا،كنت حذرا مع كل الناس،عاشور كان الوحيد الذي اتعرى امامه بضعفي وعقدي ،فيه كثير من ابي -الذي لم اعرف-
خيباتي بالحياة لم تقوني كما تفعل مع كل الناس
كنت اشبه جدارا قديما،يتشقق مع كل هزة،ثم فجأة كنت ادخل نفقي المظلم واحكم الاغلاق.
بالايام الاولى،كنت اكره الناس،كل الناس.
مع الوقت صرت اخافهم بدليل اني اضفت لباب بيتنا اكثر من قفل قبل ان انغمس بالمخدرات--كانت ملاذي الوحيد-
مع الوقت صرت عبدا ذليلا.!!!!
-يتبع-
التعليقات
Amel Benlakhlef أطل قليلا في الحلقة...
Jawad Alamir سأفعل،صح عيدك
Amel Benlakhlef صح عيدك..ينعاد عليك بالخير
لحلقة الواحدة والخمسون
المتاهة.
عند ساعة الزيارة،كان الممرض يهتف باسمي،قمت متثاقلا،وأنا احاول أن اخفي ملامح ليلة لم انم فيها بشكل جيد،اشرق وجه أمي وانا أطل عليها_لم تكن وحيدة،كانت برفقة جارتنا زهية_،سلمت عليهما ،جلست بالقرب منهما،وكنت ارد على الأسئلة:
_تبدو متعبا،هل هي مضاعفات الأدوية.
سألتني أمي وقبل أن اجيبها،تدخلت خالتي زهية:
_ماعليهش،والو مابيه.
ثم أسرعت لقفتها تفتحها،اخرجت شرائح كبد ،وكانت تحثني على اكلها :
_كولها قبل ما تبرد
قالت وهي تبتسم بمحبة عالية.
أخذت اكثر من قطعة اكلتها،ثم كان أحد المرضى يسرد لأهله _بصوت عال_ ما حدث البارحة،سمعته أمي باهتمام بالغ ثم كانت تسألني:
_اصحيح ما يقوله هذا الشاب؟!!
بعد أن ابتلعت مضغة الكبد وشربت _باليد المرتجفة_ بعض العصير:
_ماركو غادر البارحة بسكتة قلبية،وقضينا أمسية غير عادية،ربما يتم دفنه غدا لان وكيل الجمهورية أمر بتشريح الجثة.
صمتت أمي للحظات_ وكذلك فعلت خالتي زهية_ :
_هل تناول جرعة كبيرة،هل انتحر
باغتتني امي
_لا ،مات بشكل طبيعي
قلت خلف ابتسامة تخفي حرجي من الحديث في موضوع ماركو:
امازال كارلوس يغني
سألتها لتغيير الأجواء
_نعم يفعل ذلك من حين لآخر
قبل أن تتدخل خالتي زهية:
_ تشجع لتعود للبيت،كل العمارة دونك مقبرة.
ثم كانت تمسك بيدي:
_هل من خبر عن خروجك
_يقول الأطباء اني سامكث ثلاثة أسابيع على الأقل وانا بالكاد اكمل أسبوعي الاول.!!!
_يتبع_
المتاهة.
عند ساعة الزيارة،كان الممرض يهتف باسمي،قمت متثاقلا،وأنا احاول أن اخفي ملامح ليلة لم انم فيها بشكل جيد،اشرق وجه أمي وانا أطل عليها_لم تكن وحيدة،كانت برفقة جارتنا زهية_،سلمت عليهما ،جلست بالقرب منهما،وكنت ارد على الأسئلة:
_تبدو متعبا،هل هي مضاعفات الأدوية.
سألتني أمي وقبل أن اجيبها،تدخلت خالتي زهية:
_ماعليهش،والو مابيه.
ثم أسرعت لقفتها تفتحها،اخرجت شرائح كبد ،وكانت تحثني على اكلها :
_كولها قبل ما تبرد
قالت وهي تبتسم بمحبة عالية.
أخذت اكثر من قطعة اكلتها،ثم كان أحد المرضى يسرد لأهله _بصوت عال_ ما حدث البارحة،سمعته أمي باهتمام بالغ ثم كانت تسألني:
_اصحيح ما يقوله هذا الشاب؟!!
بعد أن ابتلعت مضغة الكبد وشربت _باليد المرتجفة_ بعض العصير:
_ماركو غادر البارحة بسكتة قلبية،وقضينا أمسية غير عادية،ربما يتم دفنه غدا لان وكيل الجمهورية أمر بتشريح الجثة.
صمتت أمي للحظات_ وكذلك فعلت خالتي زهية_ :
_هل تناول جرعة كبيرة،هل انتحر
باغتتني امي
_لا ،مات بشكل طبيعي
قلت خلف ابتسامة تخفي حرجي من الحديث في موضوع ماركو:
امازال كارلوس يغني
سألتها لتغيير الأجواء
_نعم يفعل ذلك من حين لآخر
قبل أن تتدخل خالتي زهية:
_ تشجع لتعود للبيت،كل العمارة دونك مقبرة.
ثم كانت تمسك بيدي:
_هل من خبر عن خروجك
_يقول الأطباء اني سامكث ثلاثة أسابيع على الأقل وانا بالكاد اكمل أسبوعي الاول.!!!
_يتبع_
متاهة.
استيقظت -دون مواعيد مسبقة-كل ذكرياتي مع ماركو من موقد قديم،كأن رحيله الباكر حرك الرياح كلها لتلامس جذوة ما.
قال لي ذات صباح ونحن نقتسم فنجان قهوة واحدة :
-كنت بالثانوية حين دخل المدير ذات مساء قسمنا ،سحبني من يدي برفق-وتلك لم تكن عادته-ادخلني المكتب،كان عمي هناك،سألني ان كنت بحاجة لماء او عصير،شعرت برعب وانا انظر لملامح عمي،
بعدها اطلق المدير رصاصته:
-كل عائلتك توفيت اليوم بحادث سير!!!
وكان عمي يغادر مكانه ليحتضنني ويبكي بحرقة.
فقدت صوتي عند البدء وتملكتني بعدها حالة ضحك هستيري،كنت اضحك بصوت عال:
كل عائلتي ماتت بحادث سير،هههههه،كلهم،هههههه.
بعدها بثوان كنت ابكي لكن دون دموع.
صمت فجأة.
آخذ رشفة عميقة من الفنجان وسحب نفسا من سيجارته قبل ان يدخل حالته العصية.
كان يقف في الغالب امام النافذة كمن يرتقب شخصا او شيئا،تنحدر الدموع غزيرة من عينيه لكنه لحظات بعد ذلك يطلق قهقهاته وسط حياد بقية المرضى.
بعد زيارة امي ،كان ينظر لطبق -لڨنوية- وانا آكله،دون دعوة مني ،كان يجلس الي جانبي،يأخذ ملعقة اولى:
- انها لذيذة جدا.!!
وينغمس معي بالطبق ذاته.
لم اعترض،كنت ابتسم وهو يأكل بنهم.
-يتبع-
استيقظت -دون مواعيد مسبقة-كل ذكرياتي مع ماركو من موقد قديم،كأن رحيله الباكر حرك الرياح كلها لتلامس جذوة ما.
قال لي ذات صباح ونحن نقتسم فنجان قهوة واحدة :
-كنت بالثانوية حين دخل المدير ذات مساء قسمنا ،سحبني من يدي برفق-وتلك لم تكن عادته-ادخلني المكتب،كان عمي هناك،سألني ان كنت بحاجة لماء او عصير،شعرت برعب وانا انظر لملامح عمي،
بعدها اطلق المدير رصاصته:
-كل عائلتك توفيت اليوم بحادث سير!!!
وكان عمي يغادر مكانه ليحتضنني ويبكي بحرقة.
فقدت صوتي عند البدء وتملكتني بعدها حالة ضحك هستيري،كنت اضحك بصوت عال:
كل عائلتي ماتت بحادث سير،هههههه،كلهم،هههههه.
بعدها بثوان كنت ابكي لكن دون دموع.
صمت فجأة.
آخذ رشفة عميقة من الفنجان وسحب نفسا من سيجارته قبل ان يدخل حالته العصية.
كان يقف في الغالب امام النافذة كمن يرتقب شخصا او شيئا،تنحدر الدموع غزيرة من عينيه لكنه لحظات بعد ذلك يطلق قهقهاته وسط حياد بقية المرضى.
بعد زيارة امي ،كان ينظر لطبق -لڨنوية- وانا آكله،دون دعوة مني ،كان يجلس الي جانبي،يأخذ ملعقة اولى:
- انها لذيذة جدا.!!
وينغمس معي بالطبق ذاته.
لم اعترض،كنت ابتسم وهو يأكل بنهم.
-يتبع-
الحلقة الرابعة والأربعون
المتاهة.
سريعا مضت الزيارة،كانت أمي تبكي بحرقة حينا ثم تسرد بعض التفاصيل لاحقا،قالت أن الحسون يوقظها كل صباح بتغريده وأنه لا يكف عن الغناء،خاصة عند الصباح او قبل المغرب بقليل،وانها كلما غيرت حبوبه أو ماء مشربيته تغرق في دموعها،تماما كما تفادت الحديث عن ريتا_تكون قد تخلصت منها_ وان البيت صار موحشا دوني،وانها كلما دخلت البيت _بعد عودتها من العمل_ توخزها اشيائي التي تصدم بها عند كل زاوية.
استمعت إليها بشيء من الحياد،لان تواجدي بهذا المكان بسببها وبتدبير ...
عرض المزيد
المتاهة.
سريعا مضت الزيارة،كانت أمي تبكي بحرقة حينا ثم تسرد بعض التفاصيل لاحقا،قالت أن الحسون يوقظها كل صباح بتغريده وأنه لا يكف عن الغناء،خاصة عند الصباح او قبل المغرب بقليل،وانها كلما غيرت حبوبه أو ماء مشربيته تغرق في دموعها،تماما كما تفادت الحديث عن ريتا_تكون قد تخلصت منها_ وان البيت صار موحشا دوني،وانها كلما دخلت البيت _بعد عودتها من العمل_ توخزها اشيائي التي تصدم بها عند كل زاوية.
استمعت إليها بشيء من الحياد،لان تواجدي بهذا المكان بسببها وبتدبير ...
عرض المزيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق