الجمعة، يونيو 30

لنشر رجاء مع التقدير

السلام عليكم متمنيا فتح الملفين المرفقين لنشر الحوارين مع الشكر والتقدير سلفا تحياتي

نــــــــــــــزار حيدر في حوار مع رئيسة تحرير موقع (سعوديات نت) عن مقتل زعيم الارهابيين في العراق:

هكذا يموت التافهون

أجرت رئيسة تحرير موقع (سعوديات نت) الالكتروني، السيدة نوال اليوسف، حوارا مع نــــــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، وسألته عن معنى مقتل زعيم الارهابيين في العراق اليوم، وما اذا كان ذلك سيضع حدا للعنف الذي يجتاح بلاد الرافدين العزيزة؟.
كما سألته عن رأيه بوزراء الملف الامني في حكومة السيد نوري المالكي، والذين منحهم مجلس النواب أمس الثقة الدستورية؟ والأولويات التي ينتظر العراقيون من الحكومة انجازها على وجه السرعة؟.

ادناه نص الحوار:

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

السؤال الاول:

ما هو تعليقكم على مقتل زعيم الارهابيين في العراق، وفي هذا الوقت بالذات؟.
الجواب:

بادئ ذي بدء، أود، أولا، أن أهنئ كل ضحايا الارهاب في العراق وعموم العراقيين، بمقتل زعيم الارهابيين وكبير القتلة المجرمين، سائلا العلي القدير أن يأتي عليهم الواحد تلو الآخر، حتى آخرهم، لينعم العراق وشعبه بالأمن والحرية والسلام والتعايش السلمي.
أبارك للعراقيين صمودهم الذين نزعوا به سلاح هذا الارهابي العتيد، فلولاه لما يئس الذين من خلفه، الذين صنعوه وسوقوه اعلاميا، ليقضوا به وطرهم حتى حين.
الحمد لله، فلقد تخلى عنه، أخيرا، من كان يقف خلف هذا الارهابي وتركه يلقى مصيره الأسود.
تركته الأنظمة العربية الطائفية الشمولية التي تخشى تجربة الديمقراطية في العراق، فسكتت على جرائمه دهرا، فيما دعمته بعضها بأسباب الديمومة والاستمرار.
وتركته عدد من الأسر الحاكمة في المنطقة، ممن تخشى على عروشها، الهزة التي ستطيح بها اذا ما استقر العراق، أو هكذا تتصور.
تركه علماء البلاط وفقهاء السلطان من التكفيريين الطائفيين، الذين يرون في دور الأغلبية العراقية نذير شؤم عليهم وعلى عروشهم الدينية الطائفية المتهاوية.
تركه الاعلام الطائفي العنصري الحاقد، الذي ظل ينفخ فيه حتى انفجر على صخرة الصمود العراقي.
هكذا، اذن، يموت التافهون، ممن باع آخرته بدنيا غيره، ظنا منه بأن من يستعمله أداة لتنفيذ أجنداته الخاصة سيعطف عليه بفتات، واذا به يجازيه القتل والى الجحيم.
أتمنى أن لا يكرر من ظل يقف وراء هذا الارهابي ، خاصة عدد من أجهزة المخابرات الاقليمية والدولية، وعلى وجه التحديد، المخابرات الاردنية، نفس التجربة مرة أخرى، فيعمد الى تجنيد أدوات أخرى لذات الأغراض والأهداف.
أتمنى أن يكونوا جميعا قد استوعبوا الدرس الذي سجله صمود العراقيين وتحديهم وثباتهم وصبرهم وعظهم على النواجذ، من أجل الهدف الأسمى المتمثل ببناء العراق الجديد، وصيانة وحدته، أرضا وشعبا.
أتمنى أن يكونوا قد تعلموا درسا مفاده بأن التهديد والقتل لا ينفع سياسة لاركاع العراقيين واذلالهم، ولو كانت هذه السياسة تنجح معهم لنجح الطاغية الذليل صدام حسين الذي سامهم العذاب على مدى أكثر من ثلاثة عقود، لينتهي به المطاف في بالوعة مهجورة في الصحراء.
نعرف جميعا، بأن الارهابي القتيل كان يحمل في عقله المريض تفاصيل أخطر مشروع طائفي لتدمير العراق، خططت له وحاولت تنفيذه، أكثر من جهة محلية واقليمية ودولية، من خلال اثارة النعرات الطائفية بين العراقيين، ولقد حاول تفجير الشارع العراقي بحرب طائفية ما كانت لتبقي ولا تذر، لولا صبر العراقيين وتحملهم، ولولا الحكمة الواسعة التي تتصف بها قياداته الدينية على وجه التحديد، ولذلك فان مقتله مؤشر على فشل مشروعه الذي نأمل أن يقبر بجانبه من دون رجعة، باذن الله تعالى.

السؤال الثاني:

يرى البعض، أن مقتل هذا الارهابي هو انتصار للحكومة العراقية، وقوة دفع حقيقية للعملية السياسية الجارية في العراق.
ماذا ترون انتم؟.
الجواب:

بالتأكيد، فهو انتصار ليس للحكومة العراقية فقط، وانما لكل العراقيين الذين تحولوا خلال السنين الثلاثة الماضية الى مشروع قتل وتدمير وذبح وتفخيخ لهذا المجرم الارهابي.
برأيي، فان مقتله سيعطي العملية السياسية زخما جديدا يدفعها الى الأمام، كما أنه سيمنح العراقيين ثقة اضافية بالمشروع السياسي الجديد الذي تبنوه منذ سقوط الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ولحد الآن، والقائم على أساس المشاركة الحقيقية بين مختلف مكونات الشعب العراقي من دون تمييز.
ولذلك فرح العراقيون بمقتله، فيما حزن عليه من يشبهه في الهدف والوسيلة، من التكفيريين والطائفيين وأيتام النظام الشمولي البائد.
السؤال الثالث:

بعد مقتل زعيم الارهابيين، هل تعتقد بأن تنظيمات الارهابيين في العراق ستنهار بالكامل؟ وهل ترى أن ذلك سينهي موجة العنف التي تجتاح بلاد الرافدين العزيزة؟.
الجواب:

يستحسن أن لا نسترسل في التفاؤل المفرط، بمقتل زعيم الارهابيين في العراق، فالحرب على الارهاب حرب طويلة الأمد، لأنها حرب بين قوى النور وقوى الظلام، انها حرب مصير، فاما أن يكون الشعب العراقي أو أن يسود الارهاب والقتل والتدمير، فتعود عقارب الزمن العراقي الى الوراء.
ان المجرم القتيل لم يكن سوى أداة بيد من صنعه لتدمير العراق والعملية السياسية الجديدة، من بين عدد كبير من الأدوات، وأن من صنعه واستخدمه طوال الفترة الزمنية الماضية، لتنفيذ سياساته وأجنداته الخاصة، لقادر على أن يصنع أمثاله اذا ارتأت مصالحه ذلك، واذا كانت أجهزة المخابرات الدولية والاقليمية التي ارتأت التخلص من هذه الأداة الآن ولأسباب خاصة، فهذا لا يعني بالضرورة أنها قررت تصفية كل أدواتها والى الأبد، فقد تكون سياستها في المرحلة القادمة تجديد الأدوات بعد أن كادت اللعبة أن تنكشف على الملأ، الا أن المأمول من بقية الأدوات والدمى، أن تعتبر بمصير زميلها القتيل علها تعود الى رشدها فلا تتورط بدماء الابرياء من أجل حفنة من المال الحرام مغلف بفتوى طائفية حاقدة، ومعبأ بشعارات دينية كاذبة ومنافقة وغير حقيقية كالجهاد والمقاومة وما الى ذلك من الخزعبلات والاكاذيب المفضوحة. هذا من جانب، ومن جانب آخر، فعندما تكون ماهية الحرب، أية حرب، بهذا المعنى الفلسفي العميق، فانها، بطبيعتها، تكون حرب طويلة الأمد، خاصة عندما يشهد الواقع انقلابا جذريا على الماضي الأسود، كما هي عليه الحال في العراق اليوم.
فالعراق لا يشهد عمليات ترقيع للواقع السياسي المر الذي عاشه العراقيون طوال نيف وثمانين عاما، بل انه انقلاب جذري على موروث سياسي تأسس على الخطأ واستمر كل تلك الفترة الزمنية، حتى اذا نزا النظام البائد على السلطة في تموز عام 1968 قضى على كل ما من شأنه أن يساهم في بناء الانسان والأوطان.
وهذه هي حال الانقلابات الجذرية في القيم والمفاهيم والأسس، عندما تمس واقعا ما، فهي تظل تشهد صراعا دمويا بين قوى الخير والشر، قوى النور والظلام، لحين أن يدب اليأس في الباطل، فترتعد فرائصه وتتحطم مفاصله، فيعلن هزيمته، فينتصر الخير على الشر، والحق على الباطل.
واذا قرأنا تاريخ الأمم والشعوب، فسوف لن نجد في حالة العراق بدعا من هذا التاريخ.
لنأخذ مثلا على ذلك حركة الاسلام أيام التأسيس الأولى على يد رسول الله (ص) ألم يستمر الصراع بين الخير والشر قرابة نيف وعشرين عاما قبل أن ينتصر الاسلام وتتهاوى أركان الشر المتمثلة بعتاد قريش وجبابرتها؟ فلو لم يكن الاسلام يستهدف استحداث انقلاب جذري في مفاهيم وقيم المجتمع آنذاك، لما دام الصراع المرير بين الخير والشر كل تلك الفترة الزمنية، بل للجأ الطرفان الى التفاوض على الغنائم ولتنازل كل طرف عن بعض امتيازاته لصالح الاخر، ولسار كل طرف الى منتصف الطريق للالتقاء بالآخر ولأتفق الجانبان على تقاسم الحصص والغنائم ولانتهى الصراع بينهما في أسرع وقت، كما هو حال تجار السياسة ولصوص الأوطان الذين يتنازلون عن حقوق الناس للآخرين، بمجرد أن يمس الصراع مصالحهم الشخصية.
ما يجري في العراق اليوم هو صراع من هذا القبيل، ولا يمكن أن تكون نتيجته الا أن ينتصر العراقيون في هذه الحرب الشعواء التي يشنها عليهم الارهابيون من التكفيريين وأيتام النظام البائد والطائفيين الذين لا يقدرون، حتى الآن على الأقل، على استيعاب ما يجري في العراق منذ سقوط الصنم، ممن يريدون أن يعودوا بالعراق الى سابق عهده، تحكمه الأقلية على أساس التمييز الطائفي والاثني، فتعود تستفرد بالسلطة، من دون أن يشاركها أحد من العراقيين فيها.
السؤال الرابع:

يرى بعض المحللين السياسيين، أن مصرع زعيم الارهابيين يعد فرصة كبيرة لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق، كما أنها فرصة للدول التي لم تقف الى جانب الشعب العراقي في محنته وهو يواجه تحدي الارهاب ويسعى لبناء بلده من جديد لتعيد النظر في مواقفها.
ما هو تعليقكم انتم على ذلك؟.
الجواب:

يأمل العراقيون أن يقتنص الجميع الفرصة لاعادة النظر في سياساته السابقة، ولكن، بين الأمل والحقيقة مسافة لا يردمها الا التفكير الواقعي المبتني على أساس الاعتراف بارادة العراقيين التي اختارت العملية السياسية الجديدة، القائمة على أساس المساواة والتداول السلمي للسلطة، ونبذ العنف والارهاب.
ان على الهيئات السنية في العراق، التي لا زالت تتخذ موقفا سلبيا من العملية السياسية الجارية في البلاد، ساعية الى توظيف أجندات مجموعات العنف والارهاب، أن تعتبر بالنهاية المذلة لهذا المجرم لتعيد بالتالي النظر في سياساتها المشبوهة وغير الوطنية المتورطة في الارهاب، لتقرر الالتحاق بالعملية السياسية الى جانب بقية الفرقاء بمن فيهم السنة الآخرين الذين استنتجوا في نهاية المطاف بأن الارهاب ليس هو الحل وأن العنف لا يخدم البلاد، كما أن العنف والارهاب لا يحققان مصلحة لأحد، ولا يمكن أن يكونا الوسيلة المناسبة لانتزاع حقوق أية فئة أو مجموعة، فاتخذوا قرارهم الشجاع والقاضي بفك ارتباطهم بجماعات القتل والذبح والتفخيخ ليلتحقوا بالعملية السياسية كشركاء حقيقيين، أو هكذا نأمل منهم ونتوسم فيهم.
انهم بحاجة الى اعادة قراءة للمشهد العراقي، تتحلى بالشجاعة والموضوعية والواقعية، حتى لا تأخذهم العزة بالاثم، فيصروا على مواقفهم غير الصحيحة، اذ ليس المشكلة في أن يخطأ المرء، لأن كل ابن آدم خطاء، انما المشكلة، كل المشكلة، تكمن في أن يصر المخطئ على ارتكاب الخطأ، وهو يرى أن الواقع يتغير، ولذلك فان خير الخطائين التوابون.
عليهم أن يعترفوا بهذا الواقع ويتنازلوا لارادة العراقيين التي سجلت رأيها في صناديق الاقتراع بالدم وبالتضحيات الجسيمة، بكل عزيمة واصرار وثقة.
عليهم أن يعترفوا بخطاهم، ولو كان ذلك مع أنفسهم، ليقدروا على البدء بالتفكير الجديد والسليم.
كذلك فان على الأنظمة والمؤسسات العربية السياسية منها والاعلامية، أن تتعظ بمصير هذا الارهابي المجرم، لتعيد، كذلك، موقفها من كل ما يجري في العراق، فلا تظل تدعم مجموعات العنف والارهاب بالفتوى الطائفية الحاقدة والمال الحرام والدعاية السوداء المظللة، والدعم اللوجستي.
عليهم أن يقرروا، فورا، الوقوف الى جانب العراقيين في محنتهم فيغيروا من مواقفهم السياسية ولهجتهم الاعلامية التي لا زالت تحاول تضليل الرأي العام العربي، والا ماذا نسمي تباكي احدى فضائيات العنف الطائفي الحاقد، على بنود اتفاقيات جنيف لأنها انتهكت جراء نشر صور المجرم بعد مقتله، على حد زعمها، في الوقت الذي رأيناها ونراها يوميا وهي تحتفي بالافلام التي تصور المجرم القتيل أو أحد أعوانه، وهم يذبحون ضحاياهم ويقطعون رؤوس الناس؟.
ألا يعني ذلك أنهم، وكما يبدو لي، لا يفكرون بشكل جدي في تغيير مواقفهم بالاستفادة من هذه الفرصة الذهبية؟.
ان عليهم أن يستغلوا الفرصة، بالفعل، لتغيير كل سياساتهم ازاء العراق، والقائمة على الحقد والكراهية والخوف والريبة مما يجري فيه من اعادة بناء النظام السياسي واستبداله بالديمقراطية والانفتاح والمشاركة الحقيقية، بعد عقود طويلة من حكم الأنظمة الاستبدادية الشمولية، ليكونوا عونا لهم.
السؤال الخامس:

ما هو تقييمكم لوزراء الملف الأمني في الحكومة الجديدة والذين نالوا أمس ثقة مجلس النواب العراقي؟.
الجواب:

لقد قلت في مقال سابق، أنه، ومن أجل أن لا أظلم الحكومة العراقية الجديدة واستعجل الحكم عليها، فسأمنحها مدة ستة أشهر لنتأكد جميعا ما اذا كانت جديرة بالاحترام والتقدير من خلال انجازاتها الوطنية الاستثنائية، أم لا؟.
للأسف الشديد، فلقد تحول موضوع تسمية الوزير أو الوزراء، مجرد تسميتهم، الى انجاز، أو هكذا يخيل للناس، وهذا خطأ كبير، فتسمية الوزير ليس هو الهدف وانما هو الوسيلة من أجل تحقيق هدف أسمى يتجلى في الانجاز.
ما فائدة تسمية الوزير، أي وزير، اذا لم يثبت حرصه على العراق وشعبه الأبي وأمانته على المال العام، واذا لم يثبت كفاءته وقدرته على انجاز الفعل الذي ينتظره العراقيون الذين منحوه الثقة من خلال نوابه في مجلس النواب، الذين حازوا على ثقة العراقيين من خلال صندوق الاقتراع؟.
العراقيون ينتظرون الأفعال والانجازات، وهم، وبصراحة أقول، غير مكترثين بالأقوال كثيرا، فلقد اتخموا شعارات براقة ووعود معسولة وكلام جميل، وبقي أن يلمسوا الانجاز الذي يداوي جراحهم النازفة منذ عقود طويلة.
انهم ينتظرون أن يباشر الوزير بالعمل لينجز الذي عليه من الحق، خاصة وزارات الملف الأمني، الذي يعد حجر الزاوية في توكيد أو انهيار مصداقية الحكومة الجديدة.
وفي كل الأحول، فان العراقيين يتضرعون الى العلي القدير لأن يسدد خطا الحكومة، لتنجح في مهامها التاريخية الموكولة اليها، ويبقى على الحكومة أن تثبت قدرتها وكفاءتها من خلال ابداء اهتمام أكبر بآلام المواطن العراقي وآماله وتطلعاته.
السؤال السادس:

ماذا تقول للشعب العراقي ولحكومته الجديدة بعد مصرع زعيم الارهابيين اليوم؟.
الجواب:

أقول لهم، انها البداية لمشوار طويل من الحرب على الارهاب، وعليهم جميعا أن يستعدوا لمواجهة كل الاحتمالات، فقد يحاول الارهابيون الرد على مقتل زعيمهم، بتصعيد جرائمهم، وهذا ما يتطلب من الشعب والحكومة الاصطفاف خلف بعض لمواجهة كل الاحتمالات السيئة، فاليقضة مطلوبة، والوعي السياسي والأمني لازم ضروري من ضرورات تحقيق الانتصار على الارهابيين في هذه الحرب المقدسة، من أجل عراق جديد خال من العنف والارهاب بكل أشكاله.
ومن دلائل الوعي والحذر، أن يضع الجميع الخلافات الثانوية جانبا، من أجل أن ينشغلوا بالواجبات فقط، أما النوافل والمستحبات، فعلى الجميع تأجيل النظر فيها والحديث عنها، فاذا ما أضرت النوافل بالواجبات، يلزم التأجيل الى الوقت المعلوم والمناسب.
السؤال السابع:

وما هي توقعاتكم لمشروع الوحدة الوطنية الذي من المتوقع أن ينطلق في العراق، اثر اعلان السيد المالكي للمصالحة الوطنية مؤخرا؟.
الجواب:

في الحقيقة أنا لا أفهم ما هو المقصود بالمصالحة الوطنية، وبين من؟ ومع من؟.
فمن جانب، يصف الجميع الحكومة العراقية الجديدة، بأنها حكومة وحدة وطنية، على اعتبار أن كل العراقيين ممثلين فيها أو تحت قبة البرلمان، ومن جانب آخر يتحدث البعض، وخاصة جامعة الدول العربية، عن مشروع تطلق عليه تسمية المصالحة الوطنية.
طيب، اذا كان كل العراقيين مشتركون في الحكومة، وهذا باعتراف العراقيين أنفسهم، وكل دول التحالف الدولي، بل وباعتراف حتى من يدعو الى المشروع الآنف الذكر، فماذا تعني المصالحة الوطنية اذن؟.
الا اللهم أن يكون المقصود من التسمية هو المصالحة بين الضحايا والجلادين الذين رفضوا المشاركة في العملية السياسية واختاروا السلاح كوسيلة للتأثير في الشارع العراقي، ليس لأن أحدا من العراقيين رفض مشاركتهم، أو أن قوة معينة أبعدتهم عن المشاركة، وانما لأنهم يرفضون العملية السياسية من أساسها، فهم لا يؤمنون بالديمقراطية، ولا يعتقدون بصندوق الاقتراع، فهم لا زالوا مسكونين بنظرية التفرد والاستفراد والاستعلاء والنظرة الفوقية للآخرين، وعدم الاعتراف بالآخر، بغض النظر عن المنطلقات، ما اذا كانت طائفية أو عنصرية أو أي شئ آخر.
أقول اذا كان المقصود بالتسمية، هو مصالحة الضحايا مع أمثال هؤلاء، فان المشروع مرفوض جملة وتفصيلا، لأنه يعتمد الظلم في أساس منطلقاته، وهذا ما لا يمكن القبول به من قبل كل العراقيين، والا لما جازفوا وتحدوا كل الصعوبات من أجل أن يصلوا الى صندوق الاقتراع ليقفوا أمامه ليدلوا برأيهم وصوتهم في الانتخابات العامة التي أفرزت مؤسسات الدولة العراقية الجديدة.
هذا من جانب، ومن جانب آخر، فان الباب لا زال مفتوحا ولم يوصد بوجه أي عراقي يريد المشاركة في العملية السياسية، شريطة أن يلقي السلاح ويعترف بها وبأدواتها ونتائجها، ومن ثم يقرر أن يشارك فيها من دون شروط مسبقة.
السؤال الثامن:

يرى بعض المراقبين ان احتواء المسلحين الذين يرفعون السلاح بوجه العملية السياسية من قبل الحكومة العراقية الجديدة، سيعجل في وضع حد للعنف والارهاب في العراق.
ماذا ترى أنت؟.
الجواب:

لقد بذلت كل الأطراف العراقية، السياسية منها والحزبية والدينية، جهودا مضنية من أجل اقناع المجموعات المسلحة من غير المتورطة بدم العراقيين، لالقاء سلاحها والمشاركة في العملية السياسية.
ولا زال هناك من يبذل الجهود الكبيرة من أجل تحقيق ذلك، ولكن يبدو لي أن من أراد أن يقتنع بالعملية السياسية ويلقي سلاحه، قد اقتنع بذلك وأقدم عليه، أما الباقون فاعتقد بأنهم لا يريدون أن يقتنعوا بذلك ولذلك يرفضون التفكير بصوت عال من أجل أن يصلوا الى النتيجة الايجابية التي وصل اليها من قبل، الكثير ممن حمل السلاح ثم ندم عليه.
برأيي فان مما لا شك فيه، أن أي حوار مع أي مسلح لم يتورط بالدم العراقي، انما هو أمر محمود بل مطلوب، خاصة في هذا الوقت، وعلى وجه الخصوص، اليوم وبعد مقتل زعيم الارهابيين، لأن ذلك سيصيب الكثير من المسلحين بالاحباط واليأس، ما سيدفعهم الى اعادة النظر والتفكير بطريقة واسلوب عملهم، ولذلك ينبغي أن يفتح العراقيون، الحكومة على وجه التحديد، أمامهم ولهم نوافذ أمل جديد يدفعهم ويشجعهم على الاسراع في اتخاذ القرار الصحيح بنبذ السلاح والايمان بالعملية السياسية للالتحاق بها، كل على طريقته.
الذي أتمناه هو، لو أن أي مسلح وجد أمامه نافذة جديدة تفتحها الحكومة أمامه، عليه أن لا يقرأها خطأ، فيتصور بأنها دليل ضعف أو عجز مثلا، بل عليه أن يفهمها على أنها دليل جديد على حرص العراقيين على انتشاله من ورطته لاحتضانه وضمه الى صدر العراق الكبير والحنون على أبنائه كالأم الحنون على ابنها الرضيع.
أما اذا قرأ أحدهم الأمر بطريقة خطأ، فسيحرم نفسه فرصة جديدة، وهو بذلك سيظلم نفسه وبلده وشعبه، وهو سيندم في نهاية المطاف ويلعن الساعة التي أغواه فيها الشيطان الرجيم الذي يزين لأوليائه زخرف القول غرورا، كما يحسن لهم الخطأ ليسيروا اليه ويقعوا فيه، وبعد ذلك، تراه يتبرأ منهم، براءة الذئب من دم يوسف.
السؤال التاسع:

ما هو رأيكم في نشر ثقافة التسامح في العراق؟ خاصة مع القوى التي لا تريد أن تشارك في العملية السياسية الجديدة، ولا زال يعلن ولاءه للطاغية الذليل صدام حسين؟.
الجواب:

وهل هناك غير التسامح علاجا لمشاكل العراق؟.
ان ثقافة التسامح هي الحل الأنجع للأزمة التي يمر بها العراق، فالعنف والتحدي وسياسات الانتقام والثأر والانشداد الى الماضي من دون التطلع الى المستقبل والفرض والاكراه، ان كل ذلك لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيدا، ولذلك فان علينا جميعا، كعراقيين، أن نعمل على اشاعة روح التسامح القائمة على الاعتراف بالآخر والتنازل أحيانا، اذا اقتضت المصلحة العليا، عن بعض حقوقي للآخرين من أجل تهدئة المخاوف وتطمين النفوس المسكونه بالرعب من الحاضر الجديد، والى هذا المعنى أشارت الآية الكريمة في كتاب الله العزيز والتي تقول{ان الله يأمر بالعدل والاحسان} فالعدل، كما هو معروف، يعني أن يأخذ كل ذي حق حقه، أما المعروف، فهو أن يتنازل صاحب الحق عن بعض حقوقه، وبطيب خاطر، الى الآخر من أجل تحقيق مصلحة عليا أكبر من هذا الحق أو ذاك، وهذا ما نحتاجه اليوم في العراق الجديد.
ليس هناك أية مشكلة في أن يجهر المواطن بموالاته لأي كان، وان كان للطاغية الذليل، اذ أن من حق كل مواطن أن يعتقد بما يشاء، شريطة أن لا يلجأ الى السلاح لفرض ما يعتقد به هو شخصيا على الآخرين، فذلك هو الخط الأحمر الذي لا يجوز تجاوزه والتورط فيه أبدا.
لقد قرأت قبل أيام، عبارة يتخذها أحد المواقع الالكترونية العراقية شعارا له، تقول العبارة{نحترم الآخر ولو اعتقد بحجر، لكن، أن يرمينا به، فسنرد الحجر من حيث أتى}.
ما أحلى وأجمل وأروع هذه العبارة بمفهومها الانساني، وكم أتمنى أن يتخذها العراقيون شعارا لهم ينقشونه بماء الذهب ويعلقونه في بيوتهم ومكاتبهم وأماكن عملهم، لتتحول الى واقع فعلي يتعايش معهم، فليؤمن العراقي بما يراه صحيحا، اذ ليس لأي أحد سلطة على قلوب وعقول ووعي الناس، شريطة أن يحترم آراء الاخرين وخياراتهم وما يؤمنون ويعتقدون به، أما أن تؤمن أنت بما تراه صحيحا وتمنعني من أن أعتقد بما أراه أنا صحيحا، فذلك هو الظلم بعينه، والذي ينبغي أن لا نتورط فيه.
كذلك، فان من حقك أن تؤمن وتعتقد بما تراه صحيحا من آراء وأفكار ومبادئ، بل وحتى أشخاص، أما أن تلجأ الى العنف والارهاب والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة لترغمني على الاعتقاد والايمان بما تعتقد وتؤمن به، فهذا ما سأقاومه لا زال في عرق ينبض بالحياة، فاذا كان من حقك أن تؤمن بما تشاء، فبالتاكيد ليس من حقك أن ترغم الآخرين على الايمان بما تؤمن به، أبدا.
ليؤمن ويعتقد كل عراقي بما يشاء، وليكن الحوار وقوة المنطق والدليل والاعتراف بالآخر، هو سلاحنا الفعال والأمضى في الاقناع وتغيير وجهات النظر.
بدوره، فان ذلك بحاجة الى أن يتعلم العراقيون فن الاصغاء، فكما يحب الانسان أن يصغ اليه الآخرون عندما يتكلم، عليه كذلك أن يتذكر بأن الآخرين، كذلك، يحبون أن يصغي اليهم عندما يتحدثون، فاذا تعلمنا جميعا فن الاصغاء بنفس الدرجة التي نعرف فيها فن الحديث، فسنكون قد قطعنا أشواطا مهمة على طريق الحوار والاعتراف بالآخر والجدال بالتي هي أحسن.
وأخيرا:
شكرا جزيلا للأخت الكريمة السيدة نوال اليوسف، وشكرا لموقع (سعوديات نت) الالكتروني لاتاحته لي هذه الفرصة الثمينة لأتحدث بها الى رواد الموقع والى كل من سيقرأ الحوار.
متمنيا التوفيق والسداد للجميع.

8 حزيران 2006

نـــــــــزار حيدر لصحيفة (الصباح) البغدادية:

الثقافة بصيرة المجتمع والمثقف بصره

التالي، هو نص جواب نــــــــــــــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، على سؤال صحيفة (الصباح) البغدادية، بشأن دور المثقف العراقي، وما اذا كان من الممكن ان ينخرط في السلطة من دون ان تؤثر على ادائه ودوره؟ وذلك ضمن استقراء أجرته الصحيفة من خلال محاورة عدد من العراقيين المهتمين بهذا الشأن

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

السؤال:

هل يحجب المنصب السياسي والاداري، دور المثقف العراقي، في استئناف مشروعه الثقافي؟.

الجواب:

المثقف هو ضمير المجتمع الحي، وعينه الساهرة، وقلبه الذي ينبض بالحياة من دون كلل أو ملل.
انه النتاج الذي لا يتوقف، والمستشار المؤتمن، والرقيب الشجاع، الذي يعرف كيف ومتى يقول نعم أو لا، لما يجري في المجتمع.
انه كالمصفاة التي لا تسمح لذرات التراب والحصى الصغيرة، أن تمر مع الرز الى الطعام.
واذا كانت الثقافة هي بصيرة المجتمع، فان المثقف هو بصره الذي يجب أن يبقى سالما من أي عيب أو مرض، من أجل أن يتمكن من رؤية الأشياء بشكل صحيح، من دون عمى أو غبش يؤثر على الرؤية، فلو أصيبت العين (المثقف هنا) بالرمد، فسوف يفقد المجتمع قابليته على الرؤية.
ولكل ذلك، يجب أن يتحلى المثقف بكامل الحرية والاستقلال والارادة والضمير الحي، حتى لا ينهار أمام اغراءات السلطة وزبارج الموقع، ولا يخشى سوط الجلاد أو دعايات الظلاميين والمتخلفين، أو تهديدات مجموعات العنف والارهاب.
ومن أجل أن يحتفظ المثقف بدوره الحقيقي في المجتمع، عليه:
أولا؛ أن لا يحد نفسه بالخطوط الحمراء المصطنعة، فلا يكون الا الله والضمير، رقيباه الحقيقيان، أما رقابة السلطة والحزب والعشيرة والمجاملة والمحاباة والترضيات، فان كلها خطوط حمراء مصطنعة، غير حقيقية وكاذبة، اذا استسلم لها المثقف فستسلب منه الارادة، وتحوله الى مجرد (مثقف) سلطوي كما هو حال مثقفي السلطات في البلاد العربية على وجه التحديد، ممن تهاون مع الخطوط الحمراء وظل يتنازل لها الى أن وصل الى الحضيض، فراح يبرر للأنظمة الديكتاتورية استبدادها، وللحاكم الطاغي جبروته، بعد أن خسر موقعه الحقيقي في المجتمع، وتحول الى صولجان بيد الحاكم، يبرر له كل أفعاله، ويقلب المفاهيم رأسا على عقب، فالهزائم تحولت الى انتصارات باهرة، والمجرم تحول الى بطل قومي لا يضاهى، وسجناء الرأي تحولوا الى مجرمين ولصوص، وحفلات التعذيب والقتل والذبح الطائفي تحولت الى جهاد في سبيل الله أو مقاومة ضد عدو وهمي لا يوجد الا في مخيلة فقهاء السلطان ومثقفيه المأجورين، وهكذا، حتى انهارت الأمة ووصلت الى حضيض ما هي عليه الآن، من تخلف وأمية وتراجع مدني وحضاري مرعب.
ثانيا؛ اذا تعارضت حرية المثقف وارادته، مع أي موقع من مواقع السلطة، فعليه أن لا يتردد قيد أنملة في اختيار الأولى ورفض الثانية، لأن قيمة المثقف ومصداقيته بالحرية وليس بالموقع، فحريته كيانه الذي يجب أن لا يفرقه عنه الا الموت، وروحه التي تسري في عروقه مع الدم، أما الموقع فليس أكثر من كيان مؤقت لا يجوز للمثقف أن يستبدله بحقيقة وجوده، وأعني بها حريته وارادته.
يجب أن لا يجد المثقف نفسه الا في الحرية.
قديما كان السلطان أو الخليفة يأمر بقطع لسان المثقف اذا ضاق به ذرعا، وكان المقصود بعبارة قطع اللسان، هو أن تصل اليه منه عن طريق زبانيته صرة من الذهب أو الدنانير، تكسر قلمه وتخرس لسانه، وتعطل ضميره الى اشعار آخر، أو كان يقصد بالعبارة، أحيانا، منحه موقعا في السلطة، يخجل بعده الجهر برأيه اذا كان مخالفا لارادة السلطان أو الخليفة، ولقد كان أكثر المثقفين، آنئذ، يستسلمون لاغراء السلطة، فيسلموا السنتهم الى جلاد المال أو الموقع ليقطعه والى الأبد، أما من رحم ربي، وقليل ما هم، فكانوا يصمدون أمام اغراء السلطان، فيرفضون تسليم ضميرهم اليه، ويرفضون المال والموقع عندما يكون ثمنا لسكوتهم أو تنازلهم عن حريتهم وارادتهم، وبالتالي موقعهم الحقيقي في المجتمع، بالرغم من أن صمودهم هذا، كان يكلفهم الكثير، فكانوا في أحيان كثيرة، يفقدون حياتهم، أو يقضون ما بقي منها في قعر السجون أو غياهب المعتقلات.
ثالثا؛ لا شئ يزين المثقف ونتاجه مثل الحرية وروح المسؤولية والارادة الصلبة التي لا تستسلم لشئ الا للحق ولكل ما هو صحيح من رؤى وأفكار.
فالسلطة لا تزين المثقف أبدا، كما أن الجاه والمال والموقع، ان كل ذلك لا يزينه البتة، ولذلك يجب على المثقف أن لا يتهالك على أي شئ من هذا، خاصة عندما تأتي على حساب رؤيته الصحيحة للأشياء.
ان العراق اليوم بحاجة الى المثقف، أكثر من حاجته لأي واحد آخر، لأن العراقيين اليوم بحاجة الى من يتعاون معهم على تحديد المسير القويم برؤية صحيحة، شجاعة ومسؤولة، كما أنهم بحاجة الى من ينبههم الى مخاطر الطريق، ويساعدهم على كشف الخيط الابيض من الخيط الاسود الذي يفصل بين الحق والباطل، بين الصحيح والخطأ، كما أنهم بحاجة الى من يساعدهم على مراقبة السلطة وأداء المسؤولين، فلو انخرط المثقف في مشروع السلطة، مستسلما، فمن الذي، يا ترى، سيؤدي كل هذه الادوار؟.
العراقيون بحاجة الى المثقف الحقيقي، وليس الى أنصاف المثقفين من الذين يتميزون بقدرات عجيبة وخارقة على استبدال جلودهم وألوانهم وولاءاتهم بين عشية وضحاها.
انهم بحاجة الى المثقف الشجاع، الذي يحمل روحه على راحتيه ويدور بها في الأسواق بحثا عن الحقيقة، وليس الى من يحمل بضاعة مزجاة يدور بها على أبواب المسؤولين، يبيعها لمن يدفع أكثر، مالا أو موقعا، لا فرق.
رابعا؛ لا يزين المثقف الا عقله، فاذا أقفل عليه، وسرحه الى حين ومنحه اجازة مفتوحة، انتهى أمره ودوره المأمول.
لذلك أعتقد، لو تعارضت حرية المثقف في قول ما يعتقده صحيحا، مع أي شئ، ولم يكن أمامه الا السكوت على أن لايتفوه بالباطل ارضاءا للسلطان، فعليه أن يختار السكوت، فبه يصون دوره ومصداقيته، فتأجيل قول الرأي الذي يعتقد به المثقف، الى حين، أفضل بكثير من قول الباطل الذي لا يؤمن به، والتأجيل مكرها أسلم من قول الزور مكرها، اليس كذلك؟.
خامسا؛ وأخيرا، فان على المجتمع تقع مسؤولية تمكين المثقف من أداء دوره، من خلال احتضانه، وعدم تركه معوزا لحاجة، حتى لا يضطر الى ترك ضميره في البيت، ذاهبا عائدا من والى قصر السلطان، بحثا عن لقمة العيش، ولنتذكر جميعا، بأن قيمة المجتمعات ووزنها ووجودها ودورها وكيانها الحقيقي ومنزلتها بين الأمم، انما تقاس بمثقفيها، نوعا وعددا، ولذلك يلزم على العراقيين احتضان مثقفيه، وعدم التفريط بهم وتسليمهم الى القدر.
لقد حاول عدد كبير من المثقفين العراقيين، أن يجدوا موقعهم الطبيعي في العراق الجديد، الا أنهم اصطدموا، وللأسف الشديد، بعقبات كثيرة، تقف على رأسها الحزبية والمحاصصة والتوافقات السياسية التي تركت ضلالها على مختلف مرافق الحياة العراقية.
ان من حق المثقف، اذا أراد أن يواصل مشروعه الثقافي، أن يتمسك باستقلاليته، من دون أن يعني ذلك معاداته لأي طرف سياسي من الأطراف الفرقاء، فلماذا يحاربونه على ذلك؟ ولماذا يأخذون عليه تشبثه بالاستقلالية في التفكير والرؤية والقرار؟.
يريدونه مثقفا تحت الطلب، يمدح متى ما فرحوا، ويذم متى ما غضبوا، وهم بذلك يحطمون الثقافة ويدمرون المشروع الثقافي، وان المثقف الحقيقي يرفض هذا النوع من الأدوار، دور الامعات، وان كلفه ذلك حياته التي بين جنبيه.
ان من حق المثقف أن يبقى مستقلا عن أي قرار أو اتجاه سياسي، وعلى الجميع أن يتعامل مع هذه الحقيقة كشئ صحيح وأمر سليم، فلا يحاربونه على ذلك، فيتوسلون التسقيط والتهديد والتخوين والاتهام، بمجرد أنه يرفض الانتماء أو لا يقبل أن يحسب على تيار سياسي ما، اذ يكفي المثقف أنه مع الاتجاه العام الذي تختاره أغلبية الشعب العراقي، وليس عليه، بعد ذلك، أن ينتمي الى التفاصيل، أو أن يعلن ولاءه لها، فان ذلك يعيق مشروعه الثقافي، ان عاجلا أم آجلا، ولذلك فهو يسعى الى الاحتفاظ بموقعه الطبيعي في المجتمع، باذلا لذلك قصارى جهده من أجل أن يستقيم مشروعه الثقافي فلا يركل بأقدام الآخرين.

15 حزيران 2006

مشروع (المصالحة الوطنية)

نـــــــــــــزار حيدر في برنامج (جسور):

تغيير المرجعية الدينية قبل تغيير الموقف من الارهاب

يجب أن لا يأتي مشروع (المصالحة الوطنية) على حساب العملية السياسية

على الحكومة العراقية ان تكشف عن أسرار الارهابيين التي عثرت عليها في مخبأ زعيمهم القتيل لنتأكد من جدية محاربتها لهم

NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM

استبعد نـــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، أن تتمكن التنظيمات الدينية السلفية، مثل حركة حماس في فلسطين، من تغيير مواقفها من قضية الشعب العراقي، الداعمة للعنف والارهاب، الذي لا زال يحصد أرواح العراقيين الأبرياء.

وعزا نــــــــــــــزار حيدر، الذي كان يتحدث في برنامج (جسور) الذي تبثه مباشرة على الهواء قناة (الفيحاء) العراقية، والذي يعده ويقدمه الاعلامي العراقي الأستاذ هاشم العقابي، عزا السبب في ذلك الى الخلفية الفكرية التي تنتمي اليها مثل هذه التنظيمات السياسية، اذ من المعروف، فان كل انسان ينطلق، في تحديد مواقفه، من خلفيته الفكرية، ولما كانت هذه التنظيمات تنتمي الى الفكر السلفي التكفيري وتتغذى بفتاوى فقهاء التكفير القابعين في المملكة العربية السعودية ودولة قطر، لذلك فان من الصعب جدا، ان لم نقل من المستحيل، أن تتمكن مثل هذه التنظيمات من أن تنزع عن نفسها وهويتها، وبالتالي عن قراراتها، ظاهرة تقديس الارهابيين والاحتفاء بالقتلة، كما حصل مؤخرا عندما احتفت حركتا حماس الفلسطينية والاخوان المسلمين في الاردن، بمقتل كبير السفاحين والقتلة المجرمين في العراق.

وأضاف نــــــــــــزار حيدر يقول؛

اذا أردنا أن نتصور أي تغيير في مواقف مثل هذه التنظيمات السلفية، يلزم عليها، أولا، أن تغير مرجعيتها الدينية، من السعودية وقطر الى مصر الأزهر مثلا، المعروف عن علمائها وفقهائها الانفتاح والتحرر من الفكر المتعصب، والاعتراف بالآخر، وكلنا يعرف بأن الأزهر الشريف في القاهرة يدرس الفقه الشيعي الاثنى عشري، ويكفي ذلك دليل على الانفتاح الذي يتميز به علماء وفقهاء المسلمين في مصر الكنانة، وهي التي احتضنت جل حركات وقادة التنوير الديني طوال القرنين الأخيرين، كما أنها احتضنت مدارس الحوار والتقريب بين المذاهب، أما في السعودية ومصر فان (العلماء والفقهاء) هناك ليس فقط يمنعون تدريس الفكر الشيعي، وانما يكفرون الشيعة ويستبيحون دماءهم ويتهمونهم بشتى النعوت التي تخرجهم عن ملة الدين ، فهم يعتبرونهم أعداء يجب محاربتهم وقتالهم، وان دماءهم وأموالهم وأعراضهم حلال على (المسلم) ولذلك يجب أن لا يأخذنا العجب أو نستغرب عندما تمجد (حماس) كبير القتلة والمجرمين الذي قتل مؤخرا في العراق، لأنها وأمثالها تعتبره (مجاهدا) قاتل الكفار واستحل دماء غير المسلمين (وهم الشيعة في هذه الحالة) عملا بفتاوي العلماء والفقهاء.

ان من يرضع فكرا تكفيريا من ثدي أمثال هؤلاء الفقهاء، كحركة حماس ومثيلاتها، لا ننتظر منها سوى التمجيد بالارهابيين والقتلة، انطلاقا من رؤيتهم الطائفية البعيدة كل البعد عن الاسلام وتعاليمه السمحاء.

وأضاف نــــــــــــــزار حيدر يقول؛

كيف يمكن لحماس وأخواتها أن تغير مواقفها الداعمة للارهاب في العراق، وهي التي تتغذى على فتاوى فقهاء التكفير القابعين في السعودية وقطر؟ وكيف لها أن تخرج عن خط التكفير الذي يدعم العنف والارهاب في العراق، وهي التي تتلقى الدعم (الديني) والمالي الضخم من السعودية وقطر، اللتان تدعمان الارهاب في العراق بالفتاوى الدينية الطائفية والمال الحرام والموقف السياسي والاعلامي الحاقد؟.

واستشهد نــــــــــزار حيدر بالكلام الذي تحدث به أحد فقهاء التكفير في السعودية المدعو (عبد الرحمن البراك) صاحب الفتوى التي تجيز جهاد (الشيعة) وقتلهم، وبحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وعدد من قادتها، والذين كانوا مدعوين في منزل المدعو الشيخ (ناصر العمر) وهو أحد شيوخ التكفير المتطرفين، في العاصمة السعودية الرياض قبل أقل من ثلاثة أشهر، والذي كفر فيه الشيعة ودعا الى مقاتلتهم وعدم الانخداع بهم، على حد قوله، فبادر مشعل ورفاقه الى تقبيل يد ورأس المتحدث، بعد أن أثنوا عليه وعلى كلامه قائلين له ومخاطبين الجمع الحاضر(معك حق ياشيخنا في كل كلامك) قائلا؛

هل يمكن أن ننتظر ممن يتعبد بفتاوى فقهاء التكفير، ويقبل يد ورأس من يدعو الى قتل الشيعة، بعد تكفيرهم، عوضا عن توبيخه واستهجان كلامه، أن يستنكر عمليات القتل والذبح التي يمارسها الارهابيون في العراق تحت مسمى الجهاد؟.

من جانب آخر، اعتبر نـــــــــزار حيدر ان أي خطوة تتخذها الحكومة العراقية تحت مسمى (المصالحة الوطنية) تنتقص من العملية السياسية التي بناها العراقيون بدمائهم ودموعهم وتضحياتهم، تعد خيانة بحق الشعب.

وأضاف نـــــــــزار حيدر الذي كان يتحدث في برنامج حواري؛

أية مصالحة هذه التي تتحدث عنها الحكومة العراقية، في الوقت الذي لا زالت فيه دماء العراقيين تجري أنهارا على يد الارهابيين والتكفيريين وأيتام النظام والمسلحين القتلة؟.

لماذا يجب على الشعب العراقي أن يقدم التنازلات للمسلحين، من دون أن يقدم المسلحون أي تنازل للعراقيين، فيبادروا فورا الى الاعلان عن وقف عملياتهم المسلحة في العراق بانتظار نتائج (المصالحة) مثلا، أو أن يعلنوا، وبصراحة، عن تأييدهم للعملية السياسية الجارية في العراق، قبل البدء بالمصالحة المزعومة، أو أن يعلنوا تأييدهم لنتائج الانتخابات وما أفرزتها صناديق الاقتراع من مؤسسات دستورية جديدة، أو أن يبادروا الى التنديد بالارهاب واستنكار جرائم الارهابيين بحق العراقيين، ليتأكد العراقيون بأن المعني بالمصالحة المزعومة يختلف، بالفعل، عن الارهابيين؟.

الى الآن لم يسمع العراقيون أي شئ من هذا القبيل، كما أنهم لم يتعرفوا على هوية أي مسلح يقول مشروع الحكومة للمصالحة المزعومة، أنهم المعنيون فقط بها من بين كل المسلحين الآخرين، من الارهابيين والصداميين؟ ليأكد العراقيون بأن المعنيين لم يتورطوا بالفعل بدم العراقيين الابرياء.

كما انتقد نــــــــزار حيدر أن يتحول موضوع السجناء في العراق، سواء المعتقلين في سجون الحكومة أو في سجون القوات متعددة الجنسيات، الى مادة للمقايضة السياسية، قائلا؛

ان اطلاق سراح أي سجين من قبل الحكومة العراقية، يعد خرقا واضحا للدستور، لأنه يعني تدخل القوة التنفيذية بشؤون القوة القضائية، وهذا خطأ لا يجوز السكوت عنه أبدا، وهو خرق فاضح للدستور الذي ينص على الفصل بين السلطات الثلاث، خاصة القضاء، الذي أكد الدستور على أن يكون مستقلا عن أي تاثير ومن قبل أي كان، بما فيهم الحكومة.

يجب أن يكون اعتقال أو اطلاق سراح أي سجين في العراق بمذكرات قانونية يصدرها القضاء حصرا، أما أن تعتقل الحكومة أو المتعددة الجنسية أو تطلق سراح الناس من دون مذكرات قضائية ومتى ماشاءت وأحبت ذلك، فان ذلك يعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الانسان وللدستور على حد سواء.

ثم، اذا كان هؤلاء المعتقلون الذين يجري اطلاق سراحهم حاليا، أبرياء وغير مذنبين، فيجب أن تحاسب الجهة التي اعتقلتهم كل هذه المدة الزمنية من دون مسوغ قانوني، فاطلاق سراحهم ليس منة من قبل الحكومة لتأتي في اطار مشروع ما يسمى بالمصالحة الوطنية، أما اذا كانوا قتلة ومجرمين ومتورطين بجرائم يحاسب عليها القانون، فكيف تسمح الحكومة لنفسها بأن تطلق سراحهم في اطار مشروع المصالحة؟ فأية مصالحة هذه التي تقوم على أساس اطلاق سراح المجرمين لترضية هذا المسلح أو تلك الجهة، وعلى حساب الحق العام والقانون؟.

ان من الجريمة بمكان أن تأتي مثل هذه المشاريع على حساب العملية السياسية الجديدة الجارية في العراق، وان الحكومة العراقية ستتحمل كامل المسؤولية اذا تحول هذا المشروع الى سبب يضاف الى بقية الأسباب التي تهيئ للحرب الأهلية بين العراقيين، خاصة اذا ما ثبت مع الأيام بأن من بين من يطلق سراحهم اليوم، عدد كبير من القتلة والارهابيين وأيتام النظام البائد، من الذين سيعودون الى جماعاتهم ويلتحقون بمجموعات العنف والارهاب، ليمارسوا الارهاب والتدمير من جديد، أو على الأقل سيدفع اطلاق سراحهم، ضحاياهم الى الانتقام منهم بعد أن يشعروا بأن الحكومة تتاجر بآلامهم، وهي عاجزة عن الاقتصاص منهم بالطرق القانونية.

أخشى أن يكتب التاريخ، بأن هذه الحكومة، وهي أول حكومة عراقية دستورية منتخبة، دمرت العملية السياسية، تحت مسمى المصالحة الوطنية، والتي أتوجس منها خيفة ويراودني الشك فيها.

وعلق نـــــــــزار حيدر على مشروع المصالحة الذي قدمته اليوم الحكومة العراقية الى مجلس النواب لمناقشته والموافقة عليه، قائلا؛

يخطئ من يتصور بأن من الممكن تحقيق المصالحة الوطنية في العراق بمثل هذه العبارات والمواد المصفوفة والنقاط المرصوصة التي تشبه الى حد بعيد كلام الببغاء، انها مجرد مبادئ مكررة سمعناها وقرأناها عشرات المرات في مشاريع الحكومات التي تعاقبت على الحكم في بغداد منذ سقوط الصنم، فما الذي تغير من الواقع الدموي الذي يعيشه العراقيون؟.

حتى الدستور العراقي، أضاف نـــــــزار حيدر، احتوى على جل المواد والنقاط التي وردت في وثيقة المشروع المطروح للنقاش، فما هي الاجراءات اللازمة والضرورية التي اتخذتها الحكومة العراقية لحد الآن لتطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع، للحد من ظاهرة العنف والارهاب؟.

وأضاف نـــــــــــزار حيدر يقول؛

طيب، سنقبل بالجمل الانشائية التي ملآتها الوثيقة هذه المرة كذلك، ولنعتبرها آخر فرصة يمنحها العراقيون لزعمائهم وقادتهم، لنرى من ثم ما الذي سيتغير على أرض الواقع، متمنيا أن يتحمل من يقف وراء هذه الوثيقة، المسؤولية كاملة، وأن لا يسعى للتهرب منها عندما يتبين للعراقيين أنها وثيقة خطأ قدمت في الوقت الخطأ؟.

من جانب آخر، قال نــــــزار حيدر، ان على الولايات المتحدة الأميركية والحكومة العراقية، اذا أرادتا أن تثبتا للعراقيين بأنهما جادتين في محاربة الارهاب في العراق، أن يكشفا عن كل الأسرار والخفايا التي تم العثور عليها في المخبأ الذي قتل فيه كبير القتلة والمجرمين.

وأضاف نـــــــــزار حيدر متحدثا الى قناة (العراقية) الفضائية؛

ان على الحكومة العراقية أن تكشف المستور عن كل ما يخص الارهاب في العراق، فالتستر على اسرار الارهاب والارهابيين، بمثابة ممارسة الارهاب ذاته، فالمتستر شريك الارهابي في جرائمه، ولذلك يجب على الحكومة العراقية أن تميط اللثام عن الأسرار التي قالت انها عثرت عليها في مخبأ زعيم الارهابيين، ليعرف العراقيون من هي الدول التي تدعم الارهابيين في العراق، ومن هي أجهزة المخابرات الاقليمية والدولية التي تدعمهم بالمعلومات، وما هي الجهات التي تدعمهم بالمال الحرام ليقتلوا به الابرياء، ومن هم فقهاء العنف والتكفير الذين يمدونهم بفتاوى القتل ويحللوا لهم دماء العراقيين تحت مسميات عديدة، وما هي الأسر الحاكمة في المنطقة التي تحرض على القتل والتدمير في العراق، وأسماء وسائل الاعلام التي تحرض على العنف والارهاب، ولماذا، وما هي الحواضن المحلية التي تتستر على الارهابيين، ومن هي الزعامات السياسية والدينية التي تهئ للارهابيين المظلة السياسية والدينية التي يحتاجونها؟.

يجب أن تذهب الحكومة بالتحقيق الى نهايته، فلا تتوقف أو تتلكأ اذا ما اصطدم في طريقه باسم معين أو بجهة ما.

فلماذا يغلق ملف التحقيق بمثل هذه الحالات، عندما يرد اسم هيئة علماء السنة مثلا، وتسجل الجريمة ضد مجهول؟ ولماذا تصدر الأوامر من الجهات العليا عندما يتم العثور على اسم أحد الزعماء السياسيين ممن التحقوا بالعملية السياسية مؤخرا، ويباع حق الضحية بحفنة من المال أو يقايض بسكوت هذا أو اغلاق ملف ذاك؟.

أما اذا خافت الحكومة العراقية من كشف كل ذلك، سواء بسبب التهديد من قبل من سيتضرر بنشر مثل هذه المعلومات، أو بسبب الضغط الذي قد يمارسه الأميركيون عليها، بحجة أنهم لا يريدون اغضاب اصدقائهم في المنطقة، أو أنها معلومات يمكن المساومة عليها مع أصحاب الشأن، فعلى الحكومة العراقية في هذه الحالة أن تعلن للعراقيين عن الحقيقة، والا فستكون شريكة في كل قطرة دم تراق من عراقي على أرض العراق الطاهرة.

على الحكومة العراقية أن تتعامل بشفافية مع ملفات الأمن، لتضع كل المتورطين في مواجهة مع العراقيين، فتلك هي احدى أكثر وسائل الضغط فاعلية للجم الارهاب.

26 حزيران 2006

نـــــــــــــزار حيدر في برنامج (جسور):

عليكم متمنيا فتح الملف المرفق ، لنشر التقرير الخبري ، وهو بعنوان ؛ نـــــــــــــزار حيدر في برنامج (جسور)؛ تغيير المرجعية الدينية قبل تغيير الموقف من الارهاب مع الشكر والتقدير سلفا تحياتي نـــــــــــــزار حيدر في برنامج (جسور): تغيير المرجعية الدينية قبل تغيير الموقف من الارهاب يجب أن لا يأتي مشروع (المصالحة الوطنية) على حساب العملية السياسية على الحكومة العراقية ان تكشف عن أسرار الارهابيين التي عثرت عليها في مخبأ زعيمهم القتيل لنتأكد من جدية محاربتها لهم http://by19fd.bay19.hotmail.msn.com/cgi-bin/compose?curmbox=F000000001&a=19a631d7c9c9ad96ea63733a76512c98ceb24a98ff4080333b1c43cbc43526e2&mailto=1&to=NAZARHAIDAR@HOTMAIL.COM&msg=MSG1151330944.5&start=8536495&len=75874&src=&type=x استبعد نـــــــــــزار حيدر، مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن، أن تتمكن التنظيمات الدينية السلفية، مثل حركة حماس في فلسطين، من تغيير مواقفها من قضية الشعب العراقي، الداعمة للعنف والارهاب، الذي لا زال يحصد أرواح العراقيين الأبرياء. وعزا نــــــــــــــزار حيدر، الذي كان يتحدث في برنامج (جسور) الذي تبثه مباشرة على الهواء قناة (الفيحاء) العراقية، والذي يعده ويقدمه الاعلامي العراقي الأستاذ هاشم العقابي، عزا السبب في ذلك الى الخلفية الفكرية التي تنتمي اليها مثل هذه التنظيمات السياسية، اذ من المعروف، فان كل انسان ينطلق، في تحديد مواقفه، من خلفيته الفكرية، ولما كانت هذه التنظيمات تنتمي الى الفكر السلفي التكفيري وتتغذى بفتاوى فقهاء التكفير القابعين في المملكة العربية السعودية ودولة قطر، لذلك فان من الصعب جدا، ان لم نقل من المستحيل، أن تتمكن مثل هذه التنظيمات من أن تنزع عن نفسها وهويتها، وبالتالي عن قراراتها، ظاهرة تقديس الارهابيين والاحتفاء بالقتلة، كما حصل مؤخرا عندما احتفت حركتا حماس الفلسطينية والاخوان المسلمين في الاردن، بمقتل كبير السفاحين والقتلة المجرمين في العراق. وأضاف نــــــــــــزار حيدر يقول؛ اذا أردنا أن نتصور أي تغيير في مواقف مثل هذه التنظيمات السلفية، يلزم عليها، أولا، أن تغير مرجعيتها الدينية، من السعودية وقطر الى مصر الأزهر مثلا، المعروف عن علمائها وفقهائها الانفتاح والتحرر من الفكر المتعصب، والاعتراف بالآخر، وكلنا يعرف بأن الأزهر الشريف في القاهرة يدرس الفقه الشيعي الاثنى عشري، ويكفي ذلك دليل على الانفتاح الذي يتميز به علماء وفقهاء المسلمين في مصر الكنانة، وهي التي احتضنت جل حركات وقادة التنوير الديني طوال القرنين الأخيرين، كما أنها احتضنت مدارس الحوار والتقريب بين المذاهب، أما في السعودية ومصر فان (العلماء والفقهاء) هناك ليس فقط يمنعون تدريس الفكر الشيعي، وانما يكفرون الشيعة ويستبيحون دماءهم ويتهمونهم بشتى النعوت التي تخرجهم عن ملة الدين ، فهم يعتبرونهم أعداء يجب محاربتهم وقتالهم، وان دماءهم وأموالهم وأعراضهم حلال على (المسلم) ولذلك يجب أن لا يأخذنا العجب أو نستغرب عندما تمجد (حماس) كبير القتلة والمجرمين الذي قتل مؤخرا في العراق، لأنها وأمثالها تعتبره (مجاهدا) قاتل الكفار واستحل دماء غير المسلمين (وهم الشيعة في هذه الحالة) عملا بفتاوي العلماء والفقهاء. ان من يرضع فكرا تكفيريا من ثدي أمثال هؤلاء الفقهاء، كحركة حماس ومثيلاتها، لا ننتظر منها سوى التمجيد بالارهابيين والقتلة، انطلاقا من رؤيتهم الطائفية البعيدة كل البعد عن الاسلام وتعاليمه السمحاء. وأضاف نــــــــــــــزار حيدر يقول؛ كيف يمكن لحماس وأخواتها أن تغير مواقفها الداعمة للارهاب في العراق، وهي التي تتغذى على فتاوى فقهاء التكفير القابعين في السعودية وقطر؟ وكيف لها أن تخرج عن خط التكفير الذي يدعم العنف والارهاب في العراق، وهي التي تتلقى الدعم (الديني) والمالي الضخم من السعودية وقطر، اللتان تدعمان الارهاب في العراق بالفتاوى الدينية الطائفية والمال الحرام والموقف السياسي والاعلامي الحاقد؟. واستشهد نــــــــــزار حيدر بالكلام الذي تحدث به أحد فقهاء التكفير في السعودية المدعو (عبد الرحمن البراك) صاحب الفتوى التي تجيز جهاد (الشيعة) وقتلهم، وبحضور خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وعدد من قادتها، والذين كانوا مدعوين في منزل المدعو الشيخ (ناصر العمر) وهو أحد شيوخ التكفير المتطرفين، في العاصمة السعودية الرياض قبل أقل من ثلاثة أشهر، والذي كفر فيه الشيعة ودعا الى مقاتلتهم وعدم الانخداع بهم، على حد قوله، فبادر مشعل ورفاقه الى تقبيل يد ورأس المتحدث، بعد أن أثنوا عليه وعلى كلامه قائلين له ومخاطبين الجمع الحاضر(معك حق ياشيخنا في كل كلامك) قائلا؛ هل يمكن أن ننتظر ممن يتعبد بفتاوى فقهاء التكفير، ويقبل يد ورأس من يدعو الى قتل الشيعة، بعد تكفيرهم، عوضا عن توبيخه واستهجان كلامه، أن يستنكر عمليات القتل والذبح التي يمارسها الارهابيون في العراق تحت مسمى الجهاد؟. من جانب آخر، اعتبر نـــــــــزار حيدر ان أي خطوة تتخذها الحكومة العراقية تحت مسمى (المصالحة الوطنية) تنتقص من العملية السياسية التي بناها العراقيون بدمائهم ودموعهم وتضحياتهم، تعد خيانة بحق الشعب. وأضاف نـــــــــزار حيدر الذي كان يتحدث في برنامج حواري؛ أية مصالحة هذه التي تتحدث عنها الحكومة العراقية، في الوقت الذي لا زالت فيه دماء العراقيين تجري أنهارا على يد الارهابيين والتكفيريين وأيتام النظام والمسلحين القتلة؟. لماذا يجب على الشعب العراقي أن يقدم التنازلات للمسلحين، من دون أن يقدم المسلحون أي تنازل للعراقيين، فيبادروا فورا الى الاعلان عن وقف عملياتهم المسلحة في العراق بانتظار نتائج (المصالحة) مثلا، أو أن يعلنوا، وبصراحة، عن تأييدهم للعملية السياسية الجارية في العراق، قبل البدء بالمصالحة المزعومة، أو أن يعلنوا تأييدهم لنتائج الانتخابات وما أفرزتها صناديق الاقتراع من مؤسسات دستورية جديدة، أو أن يبادروا الى التنديد بالارهاب واستنكار جرائم الارهابيين بحق العراقيين، ليتأكد العراقيون بأن المعني بالمصالحة المزعومة يختلف، بالفعل، عن الارهابيين؟. الى الآن لم يسمع العراقيون أي شئ من هذا القبيل، كما أنهم لم يتعرفوا على هوية أي مسلح يقول مشروع الحكومة للمصالحة المزعومة، أنهم المعنيون فقط بها من بين كل المسلحين الآخرين، من الارهابيين والصداميين؟ ليأكد العراقيون بأن المعنيين لم يتورطوا بالفعل بدم العراقيين الابرياء. كما انتقد نــــــــزار حيدر أن يتحول موضوع السجناء في العراق، سواء المعتقلين في سجون الحكومة أو في سجون القوات متعددة الجنسيات، الى مادة للمقايضة السياسية، قائلا؛ ان اطلاق سراح أي سجين من قبل الحكومة العراقية، يعد خرقا واضحا للدستور، لأنه يعني تدخل القوة التنفيذية بشؤون القوة القضائية، وهذا خطأ لا يجوز السكوت عنه أبدا، وهو خرق فاضح للدستور الذي ينص على الفصل بين السلطات الثلاث، خاصة القضاء، الذي أكد الدستور على أن يكون مستقلا عن أي تاثير ومن قبل أي كان، بما فيهم الحكومة. يجب أن يكون اعتقال أو اطلاق سراح أي سجين في العراق بمذكرات قانونية يصدرها القضاء حصرا، أما أن تعتقل الحكومة أو المتعددة الجنسية أو تطلق سراح الناس من دون مذكرات قضائية ومتى ماشاءت وأحبت ذلك، فان ذلك يعتبر انتهاكا صارخا لحقوق الانسان وللدستور على حد سواء. ثم، اذا كان هؤلاء المعتقلون الذين يجري اطلاق سراحهم حاليا، أبرياء وغير مذنبين، فيجب أن تحاسب الجهة التي اعتقلتهم كل هذه المدة الزمنية من دون مسوغ قانوني، فاطلاق سراحهم ليس منة من قبل الحكومة لتأتي في اطار مشروع ما يسمى بالمصالحة الوطنية، أما اذا كانوا قتلة ومجرمين ومتورطين بجرائم يحاسب عليها القانون، فكيف تسمح الحكومة لنفسها بأن تطلق سراحهم في اطار مشروع المصالحة؟ فأية مصالحة هذه التي تقوم على أساس اطلاق سراح المجرمين لترضية هذا المسلح أو تلك الجهة، وعلى حساب الحق العام والقانون؟. ان من الجريمة بمكان أن تأتي مثل هذه المشاريع على حساب العملية السياسية الجديدة الجارية في العراق، وان الحكومة العراقية ستتحمل كامل المسؤولية اذا تحول هذا المشروع الى سبب يضاف الى بقية الأسباب التي تهيئ للحرب الأهلية بين العراقيين، خاصة اذا ما ثبت مع الأيام بأن من بين من يطلق سراحهم اليوم، عدد كبير من القتلة والارهابيين وأيتام النظام البائد، من الذين سيعودون الى جماعاتهم ويلتحقون بمجموعات العنف والارهاب، ليمارسوا الارهاب والتدمير من جديد، أو على الأقل سيدفع اطلاق سراحهم، ضحاياهم الى الانتقام منهم بعد أن يشعروا بأن الحكومة تتاجر بآلامهم، وهي عاجزة عن الاقتصاص منهم بالطرق القانونية. أخشى أن يكتب التاريخ، بأن هذه الحكومة، وهي أول حكومة عراقية دستورية منتخبة، دمرت العملية السياسية، تحت مسمى المصالحة الوطنية، والتي أتوجس منها خيفة ويراودني الشك فيها. وعلق نـــــــــزار حيدر على مشروع المصالحة الذي قدمته اليوم الحكومة العراقية الى مجلس النواب لمناقشته والموافقة عليه، قائلا؛ يخطئ من يتصور بأن من الممكن تحقيق المصالحة الوطنية في العراق بمثل هذه العبارات والمواد المصفوفة والنقاط المرصوصة التي تشبه الى حد بعيد كلام الببغاء، انها مجرد مبادئ مكررة سمعناها وقرأناها عشرات المرات في مشاريع الحكومات التي تعاقبت على الحكم في بغداد منذ سقوط الصنم، فما الذي تغير من الواقع الدموي الذي يعيشه العراقيون؟. حتى الدستور العراقي، أضاف نـــــــزار حيدر، احتوى على جل المواد والنقاط التي وردت في وثيقة المشروع المطروح للنقاش، فما هي الاجراءات اللازمة والضرورية التي اتخذتها الحكومة العراقية لحد الآن لتطبيقها وتنفيذها على أرض الواقع، للحد من ظاهرة العنف والارهاب؟. وأضاف نـــــــــــزار حيدر يقول؛ طيب، سنقبل بالجمل الانشائية التي ملآتها الوثيقة هذه المرة كذلك، ولنعتبرها آخر فرصة يمنحها العراقيون لزعمائهم وقادتهم، لنرى من ثم ما الذي سيتغير على أرض الواقع، متمنيا أن يتحمل من يقف وراء هذه الوثيقة، المسؤولية كاملة، وأن لا يسعى للتهرب منها عندما يتبين للعراقيين أنها وثيقة خطأ قدمت في الوقت الخطأ؟. من جانب آخر، قال نــــــزار حيدر، ان على الولايات المتحدة الأميركية والحكومة العراقية، اذا أرادتا أن تثبتا للعراقيين بأنهما جادتين في محاربة الارهاب في العراق، أن يكشفا عن كل الأسرار والخفايا التي تم العثور عليها في المخبأ الذي قتل فيه كبير القتلة والمجرمين. وأضاف نـــــــــزار حيدر متحدثا الى قناة (العراقية) الفضائية؛ ان على الحكومة العراقية أن تكشف المستور عن كل ما يخص الارهاب في العراق، فالتستر على اسرار الارهاب والارهابيين، بمثابة ممارسة الارهاب ذاته، فالمتستر شريك الارهابي في جرائمه، ولذلك يجب على الحكومة العراقية أن تميط اللثام عن الأسرار التي قالت انها عثرت عليها في مخبأ زعيم الارهابيين، ليعرف العراقيون من هي الدول التي تدعم الارهابيين في العراق، ومن هي أجهزة المخابرات الاقليمية والدولية التي تدعمهم بالمعلومات، وما هي الجهات التي تدعمهم بالمال الحرام ليقتلوا به الابرياء، ومن هم فقهاء العنف والتكفير الذين يمدونهم بفتاوى القتل ويحللوا لهم دماء العراقيين تحت مسميات عديدة، وما هي الأسر الحاكمة في المنطقة التي تحرض على القتل والتدمير في العراق، وأسماء وسائل الاعلام التي تحرض على العنف والارهاب، ولماذا، وما هي الحواضن المحلية التي تتستر على الارهابيين، ومن هي الزعامات السياسية والدينية التي تهئ للارهابيين المظلة السياسية والدينية التي يحتاجونها؟. يجب أن تذهب الحكومة بالتحقيق الى نهايته، فلا تتوقف أو تتلكأ اذا ما اصطدم في طريقه باسم معين أو بجهة ما. فلماذا يغلق ملف التحقيق بمثل هذه الحالات، عندما يرد اسم هيئة علماء السنة مثلا، وتسجل الجريمة ضد مجهول؟ ولماذا تصدر الأوامر من الجهات العليا عندما يتم العثور على اسم أحد الزعماء السياسيين ممن التحقوا بالعملية السياسية مؤخرا، ويباع حق الضحية بحفنة من المال أو يقايض بسكوت هذا أو اغلاق ملف ذاك؟. أما اذا خافت الحكومة العراقية من كشف كل ذلك، سواء بسبب التهديد من قبل من سيتضرر بنشر مثل هذه المعلومات، أو بسبب الضغط الذي قد يمارسه الأميركيون عليها، بحجة أنهم لا يريدون اغضاب اصدقائهم في المنطقة، أو أنها معلومات يمكن المساومة عليها مع أصحاب الشأن، فعلى الحكومة العراقية في هذه الحالة أن تعلن للعراقيين عن الحقيقة، والا فستكون شريكة في كل قطرة دم تراق من عراقي على أرض العراق الطاهرة. على الحكومة العراقية أن تتعامل بشفافية مع ملفات الأمن، لتضع كل المتورطين في مواجهة مع العراقيين، فتلك هي احدى أكثر وسائل الضغط فاعلية للجم الارهاب. 26 حزيران 2006

حقائق عربية

نائب دمشق وأحد معتقلي ربيعها مأمون الحمصي للـ"الشفاف":
• أحمل نداء الحرية لإطلاق سراح وإنقاذ حياة سجناء الرأي والضمير في سوريا..
• لم يخرجني من سورية الخوف من العودة إلى السجن!
• من واجبي أن أزور العالم و برلماناته الحرة لإيصال رسالة الشعب السوري



لا يستطيع من يلتقي نائب دمشق السابق وأحد معتقلي ربيعها محمد مأمون الحمصي إلا أن يعجب بعزيمة وصلابة مواقفه، فلم تفت السنوات الخمس التي قضاها خلف القضبان من عضد الرجل أو تجعله يتزحزح قيد أنملة عن أفكاره، بل إن خروجه مؤخراً من سوريا، والذي وصفه بالاضطراري، نتيجة تصاعد حملات الاعتقال التي طالت الأحرار الشرفاء- كما يصر على تسميتهم- من موقعي إعلان دمشق-بيروت بيروت-دمشق، زاده ثباتا وعزما على المضي في حمل رسالة الحرية إلى بقاع الدنيا، غامزا من قناة المجتمع الدولي، مستنهضا قواه الحية لمساندة الشعب السوري في مأساته التي يؤكد الحمصي أنها هائلة
و لأنه واحد من صناع ربيع دمشق المغدور، و قطب من أقطاب الحراك السياسي المعارض في سوريا، ولأن خروجه المفاجئ من وطنه طرح علامات استفهام عديدة، فقد حرص "الشفاف" على لقائه..

• لنبدأ بظروف خروجك من سوريا ؟
- كان خروجي نتيجة التصعيد الأمني الذي قام به النظام، واعتقاله كبار رجال الفكر والسياسة وحقوق الإنسان في سورية، بذريعة أنهم وقعوا بيان دمشق- بيروت، هذا الاعتقال الذي تم بشكل مهين و بطريقة إذلالية متعمدة، و على الملأ من الناس ومرأى من رجال الديبلوماسية، ودون مراعاة لمكانة المعتقلين وقيمتهم في حقول الفكر والسياسة، هذا الاعتقال الذي شمل الكاتب الكبير ميشيل كيلو والمحامي الأستاذ أنور البني ورفاقهما من قادة الرأي في البلاد. وقد توقعت بطبيعة الحال أن يشملني الاعتقال كوني أحد الموقعين على البيان المذكور، وكنت متواجدا طوال فترة التحقيق مع الكثير من الإخوة في المعارضة وكوكبة من أفاضل المحامين إلى جانب المعتقلين لما يقارب أسبوعاً، لم يخرجني الخوف من العودة إلى السجن، لكنني وجدت بعد تجربة طويلة في العمل السياسي منذ بدأت رفع لواء الإصلاح مع العديد من زملائي في مجلس الشعب وخارجه من أجل إنقاذ الوطن، وإعادة ما أمكن من الحقوق المسلوبة إلى الشعب السوري، وبعد أن منيت مبادراتنا ومناشداتنا بالإخفاق، ووجدنا أنفسنا في صفوف إخوتنا في المعارضة، الذين كان وقوفهم إلى جانبنا في ربيع دمشق مشرفا وباعثا للعزيمة، أدركت بعد اصطدامنا بتعنت النظام ورفضه كل نداءات الإصلاح، والصرخات المتوالية الداخلية والخارجية لإطلاق سراح سجناء الرأي والضمير، أدركت أن من واجبي أن أزور العالم و برلماناته الحرة لإيصال رسالة الشعب السوري، حاضاً على ممارسة مسؤولة من قبل المجتمع الدولي تجاه ما يتعرض له الإنسان السوري، أعني ممارسة تتجاوز الاستنكار و المناشدة والتوسل للإفراج عن السجناء، فهذه العناوين لم تعد مجدية أمام تعنت النظام الذي خرق كل المعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، بل إنه خرق دستور البلاد الذي تتعارض مبادئه مع ذهنية الاعتقال السياسي، رغم أن هذا الدستور بالطبع وضع ضمن حاضنة حالة الطوارئ ولا يستطيع بكل تأكيد أن يلبي رغبات الشعب السوري، إلا أن النظام لم يتورع عن خرق الهامش الضيق للحرية والذي أتاحه الدستور، لقد عمق النظام مأساتنا وأصبحنا لا ندري هل يتحدى بسلوكه هذا الشعب السوري؟ أم يتجاوز إلى تحدي المجتمع الدولي وطرح بسلوكه هذا أسئلة أهم من قبيل، هل ستخضع حقوق السوريين في الحرية والديموقراطية والعدالة لصفقات ضيقة بين النظام والمجتمع الدولي؟ أليس في نية المجتمع الدولي أن يعمل قدما على ضمان أن يتكاتف البشر ليدرؤوا خطر التطرف والكراهية المنبعث من مكونات عديدة أهمها حالة الاستبداد التي تهدد الجميع بالشقاء؟؟

• كيف وجدت الوضع الاقتصادي و السياسي و الأمني في سوريا في الفترة الفاصلة بين خروجك من السجن و خروجك من البلاد ؟
- بعد خروجي من السجن الذي قضيت فيه ما يقارب خمس سنوات، لحظت ازدياداً كبيراً في ممارسات الفساد، وتجاهلا متنامياً لحالة الفقر التي أضنت كثيرا من السوريين، بل إن الاقتصاد السوري صار ملكاً حصرياًّ لأشخاص محدودين على حساب الأكثرية الساحقة، وراقبت بحزن ارتباط تزايد البطش والقمع وإرهاب الناس بازدياد ضعف النظام سياسياًّ واجتماعياًّ .

• وكيف تقيم الآن فترة سجنك ؟
- كان لي الشرف بأن أسجن ولطالما اعتبرت رحلتي طريقاً أوحد لأمثل من انتخبني من أبناء الشعب بصدق، إذ حرصت على إيصال نداءاتهم وهمومهم تحت قبة البرلمان على مدار عشر سنوات و لثلاث دورات تشريعية. مثَّل لي هذا رسالة ً معجونة ً بآلام الناس ومعاناتهم ولم يكن لي خيار إلا التصميم على إيصال هذه الرسالة مهما كلف الأمر، ومنذ كنت في البداية مصمِّماً على إيصالها إلى الدولة والنظام، ولكنني و بعد محاولاتٍ دؤوبةٍ استهلكت زمنا غير يسير، عرفت أن واجبي يتجاوز إيصالها إلى الدولة و النظام، وأنه يقتضي أن أوصلها إلى العالم ، ولقد بعث هذا فيَّ قوة وعزماً دفعاني إلى عدم التراجع، وقبول التضحية التي تقل كثيراً عن تضحيات كثير من السوريين الشرفاء بسنوات طويلة من أعمارهم.

• صرح زميلك النائب السابق رياض سيف بعد إطلاق سراحه أن المرحلة لم تعد تحتمل شعار الإصلاح وأن المطلب هو التغيير، ما الذي جعل الإصلاح متعذراً؟ والتغيير مطلباً؟
- تراكمت أخطاء النظام حتى صار الأمر معقداً و تسامح المجتمع الدولي مع أنظمة استباحت شعوبها وجنت ثروات طائلة من عرق الناس دون رادع أو حساب فازداد التعقيد تعقيداً، وبدا أنه لا بد من تعاون فعال يأخذ بيد الأوطان المستباحة إلى شاطئ الأمان، وأن إنقاذ سورية وبناءها بشكل صحيح يجنبها المخاطر المحدقة التي أوجدها نظام الاستبداد على أرض الواقع يستلزم مثل هذا التعاون. من جانبٍ آخر لقد فرّط النظام السوري بكل فرص الإصلاح، وتمادى في كسر الأيدي الممدودة من قبل المعارضة على شكل مزيد من القمع، وبما أن الأخطار جسيمة و الاستحقاقات باهظة الثمن، كان لا بد من طرح أولوية التداول السلمي للسلطة، و يعد إعلان دمشق خير معبر عن هذه الأولوية .

• تراهن في ما يبدو على الدور الدولي الفعال ، ماذا لو أخفقت المتغيرات الدولية في إحداث تغيير جوهري في سورية ؟
- مناخ المنطقة لا يحتمل ذلك ، ففي كل يوم يزداد الأمر تعقيداً و سوءا،ً ويتصاعد خطر التطرف وجنون تجذر الكراهية، وهناك شعور عام أن الأوضاع المؤلمة التي يعاني منها الشعب إنما يتحمل جزءاً هاماً من مسؤوليتها المجتمع الدولي والغربي منه خاصة. الواقع أليم ولا خيار أمام الجميع إلا الإنقاذ ، وكلي أمل أن ساعة الإنقاذ قادمة .

• ينظر إليك بعض السوريين نظرتهم التقليدية إلى رجال المال و الأعمال الذين التحقوا بالسياسة تعزيزاً لمكاسبهم الاستثمارية ، كيف تعلق على هذه النقطة ؟
- يضع النظام أصواتاً معينةً دأبت على حمل رسالة المواطن وهمومه ومشاكله أمام مقايضةٍ قاسية، فيقع بعضهم ولا أقول كلهم في فخ هذه المقايضة، لأن هذا البعض جزءٌ من هذا الشعب الذي يعاني شظف العيش، مقايضة بين مكاسب صغيرة وحوافز مالية بسيطة، أو ضغط وتشهير واتهامات باطلة تقودهم في كثير من الأحيان إلى السجن، وهدف المقايضة واضح فكلا طرفيها يقود إلى إسكات هؤلاء، ومن ثم تقويلهم رؤى السلطة و نظرتها، بحيث يقدمها هؤلاء إلى الناس وفق أهواء النظام و مصالحه. كنت عضواً في مجلس محافظة مدينة دمشق، صوت لي الدمشقيون وكنت الفائز الأول بفضل ثقتهم ، و بعد حوالى أربع سنوات فزت بانتخابات مجلس الشعب على قوائم المستقلين أيضاً وبأعلى الأصوات، و لقد استمرت حالة ثقة الناس بصدق تمثيلي لمصالحهم ما يقارب من عشرين عاماً، لم أجمع ثروات طائلة بل عانيت مع غيري من الوضع الاقتصادي، وسوء القوانين و التشريعات، ولم أرغب مرة ً أو أحاول أدنى محاولة لجني مالي عبر اسثناءات النظام، ولم أسع إلى اكتساب ميزات يحصل عليها في العادة أشخاص مقربون نالوا رضى السلطات نتيجة مواقفهم الممالئة، وكيلهم المديح الزائف للنظام و السلطة .

• اسمح لي أن أذكرك أنك كنت واحدا من أولئك الذين كالوا سابقا الكثير من المديح للنظام .
- لقد قمت بكيل المديح أحيانا فعلا، إذ كنت قانعا آنذاك أن الإصلاح هو الهدف، و كنت أمتدح نقاطا أتصور أننا نستطيع بالتشارك مع السلطة أن نؤسس عليها مرتكزات، فراهنا في البداية أننا نستطيع الإصلاح الذي كنت و بكل تواضع واحدا من دعاته، و كنت صادقا و ذا نوايا طيبة تجاه أي خطوة تراءى لي أنها إصلاحية، و لكنني وجدتني كمن يخوض البحر فكلما اقترب من القاع وجد الأعماق أكثر وضوحا، لقد كان مدحي الذي تنتقودنه في سؤالكم الآن موظفا لتشجيع النظام على المزيد من خطوات الإصلاح، ولكنني لم ألبث أن تبينت أنه طريق مسدود، بل و بدأت أدفع ثمن سلوك هذا الطريق برضا و بساطة، فأنا أعرف ضريبته. كنت في كل مداخلاتي الساخنة، وهي مسجلة وموثقة، أشدد في نهاية كل مداخلة أنني سأدفع الضريبة ببساطة واقتناع وشرف ولن يستطيع أحد أن يشوه هذه الحقيقة أو يغيرها. إنني أعرف أن الموضوعات التي طرحتها كانت لصيقة بهموم المواطن السوري معاشه و غذاؤه، استباحة أبناء المسؤولين وآبائهم لحقوقه، وانتهاكات أجهزة الأمن لحريته، المطالبة بتشكيل لجنة حقوق إنسان في البرلمان، والتصدي لأكبر صفقات الفساد و لكل موضوع يلامس مصالح الناس و اهتماماتهم .

• ألا تجد معي أن كلامك يعني وجود هامش حرية واسع لمناقشة أدق القضايا في مجلس الشعب ؟
- عندما ازداد عدد المستقين للمجلس أتيحت فسحة ملموسة، تعاونا من خلالها مع بعض زملائنا لطرح أغلب المشاكل، ولقد كان رئيس المجلس الذي كان يدير الجلسات يقول قل كلمتك وامش. على اعتبار أن هذا المجلس مغلق على الإعلام والنقل التلفزيوني، وملائم للوفود التي تزور سوريا وتسمع نقاشاتنا فتظن أنها ممارسات ديموقراطية فعلا. لم يطل بي الأمر كي أعرف و زملائي أن هذه المداخلات -على ضعف فائدتها- لم تستطع أن أن تكون خفيفة الهضم على معدة النظام، فسرعان ما أعطى اهتمامه لإسكاتي و بعض زملائي ومنهم زميلي النائب رياض سيف. وعندما ظهر لنا جدار السلطة المسدود، ذهبت إلى مكتبي وأعلنت الإضراب عن الطعام وأعلنت بياناً من عشرة بنود، طالبت عبرها برلمانيي العالم بمساندتي وزميلي رياض في وجه القمع الذي تعرضنا له.

• تتهمك السلطة بالفساد، وتتحدث عن تجاوزات في أعمالك وواجباتك الضريبية، فكيف ترد على هذه الاتهامات ؟
- أنا مستعد للمثول أمام القضاء السوري حين تعود له عافيته، و أعلم جيدا أن هذه الاتهامات كانت تطرح بالتوازي مع طروحاتي المطلبية والشعبية تحت قبة البرلمان، وعلى هذا فإن التشهير و تشويه السمعة كانا على الدوام سلاحين يستخدمهما النظام بضراوة في وجه كل من يتعرض لارتكاباته و سلوكه. و يكفيني توضيحا القول إن هذه الحملات التشويهية التجريحية المتنوعة والتي لا أساس لها من الصحة قد ترافقت مرة مع حصولي على كثير من أصوات الدمشقيين في انتخابات الدور التشريعي السابق، والتي قضيت نصف مدتها في السجن، وأنا هنا أعترف بأني أعتز بثقة أبناء دمشق فقد كانت سخية مع من أخلص لها أحبها و أحبته .

• اسمح لنا أن نتنقل إلى موضوع آخر تعامل السوريون مع جبهة الخلاص الوطني بتباين لافت، كيف تنظرون إلى هذه الجبهة؟
- أحترم الجميع و أتمنى ان يتعاونوا كل من زاويته ووفق رؤيته ، ولن أذم أحداً أو أنتقص من وطنية أحد أو أسيء إليه، وأثق أن إزاحة الاستبداد ستحمل معها دولة الحرية و القضاء النزيه الذي عرفته سورية في فترات سابقة، و يمكن لهذا القضاء أن يحاسب الذين أساؤوا للوطن و الشعب، ففي ظل انتخابات ديموقراطية وقضاء مستقل لن تكون حصانة لأحد، وسيحصل كل على حقه المسلوب، وينال أي ظالم أو فاسد جزاءه العادل، فالقضاء النزيه هو الذي يقرر وليس أنا أو غيري تجريم هذا أو تخوين ذاك.

• وما رأيك في القانون 49 الذي يحكم بالإعدام على كل من يثبت انتسابه إلى جماعة الإخوان المسلمين، هل توافق على التوقيع على عريضة المطالبة بإلغاء هذا القانون ؟
- أوافق على التوقيع بالطبع، إذ أرى أن للجميع الحق في التعبير السلمي عن مواقفه السياسية . دعني أقول لك أن هناك فترات أليمة عاشتها سورية، ورافقتها اتهامات متبادلة حول انتهاكات عديدة كان ثمنها باهظا على الشعب السوري، يجب أن يقف السوريون عند الحقائق، وهذا لايتم إلا بتحقيق قضائي مستقل، يحدد مسؤولية الجميع فيما حدث، ولا بد أن يحاسب كل من ارتكب أي جريمة بحق سورية والسوريين.

• ما الذي تحمله أستاذ مأمون؟ ما هي أولوياتك للمرحلة المقبلة؟
- أولا أحمل نداء الحرية لإطلاق سراح وإنقاذ حياة سجناء الرأي والضمير في سوريا، وأرى أن من واجب المجتمع الدولي ممارسة الضغط الفاعل لإنقاذهم من مأساتهم فكثيرون منهم متقدمون في السن و يعانون من أمراض شتى . وثانياً سأعمل مع الإخوة السوريين عربا و أكراداً، وسأطلب من جميع أحرار العالم مؤازرتنا، لإيجاد أساليب جديدة وسلمية لممارسة ضغوطات متوالية، وصولا إلى محاسبة الذين تطاولوا و يتطاولون على حقوق الإنسان السوري. و من أجل أن يعلم هذا النظام أن سوريا و شعبها ليسا ملكا لأشخاص أو عائلة .

• هل من كلمة أخيرة أستاذ مأمون ؟

في كل انتخابات كنت أخوضها و منذ ما يقارب عشرين عاما كان شعاري الانتخابي أنني سأبقى على العهد، والآن و في هذه الأوقات العصيبة أقول، رغم ملاحقات النظام لي وإلحاحه لدفع الإخوة العرب إلى عدم استضافتي، و إلى آخر لحظة في حياتي سأبقى على العهد إن شاء الله كي نصل إلى الحرية



sdc@democraticsyria.org Tel.: 00491702003392Fax 0049228211334
info@democraticsyria.org

الثلاثاء، يونيو 27

proposition d'un entretien avec l'ecrivain mahdi hocine

proposition d'un entretien avec l'ecrivain mahdi hocine


entretien avec l'ecrivain algerien
mahdi hocine
qui denonce les mensonges de harbi
par nouredine boukabache

j'ai rencontré mahdi hocine une année après la polémique avec harbi. Il s'explique sans détour. IL AVAIT EN MAIN LE DROIT DE REPONSE QUE LES JOUNAUX ONT CENSURE.



Question :- Mr Harbi, l'éminent historien vous accuse de l'avoir agressé en véritable commando devant la porte de sa chambre d'hôtel. Beaucoup de journaux ont en fait leur chou gras et vous vous taisez. Pourquoi ce silence ?Houcine Mahdi :- Commençons d'abord par l'agression. Je répondrai en fonction de ce que vous entendez par le qualifiant agressé.Question :- Pourtant Harbi est clair et précis. Mettez vous à sa place. Sans rendez-vous quelqu'un frappe à la porte de votre chambre d'hôtel. Il est accompagné d'un journaliste équipé d'un matériel d'enregistrement et photographique. A 8 h du matin.Que penserez vous ?Houcine Mahdi :- Répondez d'abord à une question. Me croyez-vous mal élevé au point de violer l'intimité d'un professeur ?Question :- Mr Harbi vous accuse. C'est à vous de vous expliquer. Harbi a une réputation d'homme intègre. Il a parlé, vous gardez le silence. Tant que vous ne parlerez pas, vous êtes un agresseur. Pourquoi ce silence ? N'importe qui à sa place se sentirait agressé. Pas vous ?Houcine Mahdi :-Moi aussi, je me sentirais agressé dans une telle condition et je me défendrais à coups de poing et de gourdin contre les énergumènes qui m'ont dérangé et contre la direction de l'hôtel qui les aurait autorisés d’arriver jusqu’à ma chambre. Ce qui constitue une faute très grave dans un établissement classé. Soyons sérieux. Vous ne devez pas connaître les services de sécurité de l'hôtel Panoramic. Je vous défie de les prendre en défaut quant à la tranquillité des clients.Question :- Que s'est – il alors passé ?Houcine Mahdi :- Harbi a menti.Question :- Pourquoi ?Houcine Mahdi :- Je ne peux pas répondre à sa place. Voici ma version des faits :A 8h 15 du matin, accompagné d'un vieil ami, je me suis présenté à la réception de l'hôtel. J'ai demandé au préposé si Mr Harbi n'était pas descendu. On m'a répondu qu'il était en train de déjeuner au salon de l'entresol. Nous nous sommes rendus auprès de lui au salon de l'entresol. Lui et Mr Merrouche étaient tranquillement assis autour d'une table. Je leur ai serré la main en demandant à Mr Harbi si je pouvais m'asseoir. Il m'a dit oui avec le sourire. Point final. Vous me croyez ?Question:- je vous écoute. Bien sûr, votre compagnon était le journaliste d'Echourouk ? C'est une précision indispensable pour la suite et la compréhension de cet entretien.Houcine Mahdi :- Vous parlez comme si le journaliste ne pouvait pas ne pas être présent. Soyez prudent quand vous n'êtes pas le témoin direct d'une scène, c'est déjà le parti-pris. Ou bien vous faites le journalisme ou bien vous faites dans la manipulation de l'opinion. Vous ne pouvez honnêtement faire les deux à la fois.Question :- Je désire savoir la vérité mais jusque là vous conservez le silence. Harbi est affirmatif. Ce n'est pas à moi de mettre en doute sa parole. C'est à vous de le démentir s'il n'a pas dit la vérité. Qui était avec vous ?Houcine Mahdi :- L'homme qui m'accompagnait n'a rien à voir avec le journalisme. Il ne sait ni lire ni écrire en Arabe. C'est un ancien détenu politique. De ceux qu’ en 1963 – 1965 Ben Bella et un certain idéologue du parti unique et directeur de Révolution Africaine accusaient d'agents de l'impérialisme et du sionisme, comme ils le firent pour Boudiaf, Boubnider, Hadj Lakhdar, Derdour Djamel et des centaines d'opposants moins connus.Qui ne connaît pas Mr Khelassi Abdelouahab à Constantine. Lors de son arrestation en 1964, le journal la Dépêche lui a consacré la Une et un édito avec la photo en prime. C'est le cousin de l'historien Khellassi Ali. A la fin la deuxième conférence tenue à l'E.N.S lui et Harbi ont eu une discussion très cordiale. Ils étaient entourés du directeur de l'E.N.S et des professeurs. Vous trouverez dans l'album - photos de la direction de l'E.N.S des preuves. C'est très facile à vérifier.En plus, nous n'étions armés ni de caméra, ni de micro caché, ni d’appareil photographique, ni de dictaphone. J'avais sous le bras un porte-documents que j’ai ouvert sous les yeux de Mr Harbi et de Mr Merrouche Lemnouar pour retirer le manuscrit. Mr Lemnouar a tout vu et tout entendu. Témoignera t- 'il ? Je pense que, s'il le fera, il dira la vérité. Je ne le connaissais pas avant mais j'ai le sentiment qu'il ne se laissera pas entraîner par le tourbillon de mensonges de son confrère Harbi. Ce n'est pas un chiffonnier, c'est un historien de l'ancienne génération, de l'ancienne école qui inculquait aux élèves les règles de la morale avant de leur donner la science.Question :- Attendez monsieur Mahdi. Ce que vous nous dites-là est troublant. Vous ne montez pas à la chambre. Vous n'avez pas de matériel d'enregistrement et le journaliste d'Echourouk n'était pas avec vous… A vous entendre la libre opinion de Mr Harbi que les journaux ont reprise et commentée serait le fruit d'un délire. Et vous n'avez pas adressé une mise au point aux rédactions des journaux ? Cela ne vous ressemble pas.Houcine Mahdi :- Détrompez–vous. Le 27 Mai 2005 j'ai posté une lettre contenant ma version des faits au Jeune Indépendant qui a publié la libre opinion de Harbi. Ensuite j'ai posté une autre lettre plus complète à El Watan, à la Tribune, au Quotidien qui touchent la grande partie du lectorat Algérien et qui se sont impliqués d'une manière ou d'une autre dans un soutien incompréhensible à l'historien avant de lire ma version. En plus je me suis adressé à El Khabar et à Echourouk qui sont ouverts au débat et qui ont très souvent dénoncé la désinformation, l’intox et la manipulation.A la clôture des journées Malek Haddad organisées par la direction de la culture de Constantine j'ai remis des copies en mains propres à des journalistes résidant à Constantine et à des conférenciers de l'université d'Alger et celle d'Oran qui ont participé à cette manifestation au Thèatre de Constantine.Je me répète mais il le faut. Pour moi c'était une manière de briser la censure des directeurs des journaux. Il était important que quelques journalistes sachent que j'ai adressé un droit de réponse aux rédactions qui ne l'ont pas pris en considération.La censure venant d'El Watan, du Quotidien et du Jeune Indépendant m'était vraiment insupportable. Celle de la Tribune ne m'étonnait pas du tout. Mr Merdaci Abdelmadjid est sentimentalement très lié à Mr Harbi. C'est un enfant du quartier. Souvent nous nous croisons. Il aurait pu me contacter avant de publier l'opinion de Mr Harbi, de la commenter et de coordonner la pétition des historiens de l'université d'Alger. Dans cette affaire, il n'a pas agi en journaliste, mais en quelqu'un qui était convaincu que Harbi fut victime d'un complot. Ma version des faits ne l'intéresse pas. Harbi étant son grand frère, son professeur, son référent,il était difficile pour lui de rendre public des mensonges stupides et des révélations qui ne sont pas à l’honneur de l’historien. J’ai rencontré trois fois Merdaci. Il m’accuse de l’avoir insulté dans une lettre qui exprimait mes craintes de ne pas voir mon droit de réponse pris en considération. Justement à cause de son admiration pour l’historien.Question :- Décidemment nous allons de surprise en surprise dans cette affaire. Engénéral les journaux ne rejettent pas le droit de réponse d'un citoyen qui réagit à un article qui le met en cause puisque une action judiciaire les obligera de le publier et de verser de lourdes amendes.Houcine Mahdi :-Et pourtant des journaux qui semblent très sérieux tels El Watan, le Quotidien et la Tribune m'ont censuré. Dans cette affaire, les directeurs de journaux auxquels j'ai envoyé un droit de réponse ont montré qu'ils n'ont aucun respect pour le journalisme et pour leur lectorat. C'est terrifiant.Harbi a menti grossièrement, bêtement et eux ont couvert ses mensonges. C'est une preuve de plus que les ennemis les moins visibles et les plus nuisibles à la crédibilité de la presse du secteur privé sont à l'intérieur des rédactions.Au dessus de quelques journalistes qui essayent tant bien que du mal de faire leur travail sans tremper dans les compromissions d'alcôves, les directeurs de journaux n'ont pas craint le déshonneur en soutenant une partie contre une autre alors que leur devoir leur impose de donner à lire à leur lectorat le droit de réponse des mis en cause. Aujourd'hui, aux yeux de centaines de milliers de lecteurs je suis un agresseur au service d'une mystérieuse officine qui chercherait à casser l'élan de la démocratie et de la liberté de la presse en intimidant Mr Harbi.Ces centaines de milliers de lecteurs ne peuvent pas imaginer que le directeur de leur journal préféré m'a censuré pour sauvegarder la réputation de parfaite intégrité morale qui s'attache à la personne de Mr Harbi avec lequel ils entretiennent (je parle des directeurs de journaux) des relations d'amitié. Car mon droit de réponse le révèle sous un visage peu reluisant.Question :- Vous parlez de censure liée à des motifs de relations personnelles pour ne pas dire sentimentales, n'est ce pas de l'exagération de votre part puisque cette censure est nuisible à la crédibilité du journal et à l'honneur des patrons ainsi qu'à celui des journalistes ? Houcine Mahdi :- Je vous laisse le soin de trouver un autre motif à une censure aussi idiote.Il y a une règle sacrée du journalisme. C'est une règle universelle, d'ordre morale et juridique. La rédaction est libre de publier ce qu'elle veut quand elle n’a pas le sens de l’honneur et le respect envers son lectorat. Par contre elle n'a pas le droit de censurer une personne physique ou morale qui répond à une accusation mensongère. El Watan, le Quotidien d'Oran et la Tribune sont des journaux qui sont considérés comme très sérieux. Qui peut imaginer que leurs patrons ont censurés mon droit de réponse au mépris de la déontologie et de la loi ? Je vous raconte une anecdote. Un jour j'ai remis un article au chef du bureau de Constantine d'El Watan. Le surlendemain l'article est publié sous la signature du monsieur. J'ai écrit à la direction d'El Watan. Aucune réponse. Pourtant quand j'écris au Monde, à Libération, au Nouvel Observateur ils me répondent, même quand je suis virulent avec eux.Actuellement mon problème s'est déplacé de Mr Harbi aux directeurs des journaux et aux journalistes qui se sont impliqués avec lui sans prendre la précaution de m'écouter au préalable. A leurs yeux l'historien est une icône et moi je ne suis qu'un obscur poète, chroniqueur, nouvelliste qui ne parvient pas à se faire une place dans le monde de la littérature. Je constate que, dans cette affaire, les relations personnelles ont primé sur le devoir des journalistes et de leurs patrons de livrer aux lecteurs une information complète. Le contenu de ma version est en complète contradiction avec celle de Mr Harbi. Elle les a dérangés. Ironie du sort; la libre opinion de l'historien qui a bénéficié de leur soutien les dénonce avant l'heure. Le titre est frappant : une presse sans déontologie. IIs ont fait d’un mensonge une vérité inattaquable. C’est une honte.Question :- Ne vous méprenez pas sur mes intentions. J'essaie de me placer au milieu de cette situation très rare, presque inédite de la presse Algérienne. J'essaie de comprendre. Mr Harbi ne vous connaît pas. Vous ne le connaissez pas. Vous n'en n'êtes qu'à votre première rencontre. Où est la raison de son hostilité à votre égard ?Houcine Mahdi :- Certes nous ne nous sommes jamais rencontrés lui et moi avant sa venue à l'E.N.S Cela ne veut pas dire que nous ne nous connaissons pas à travers nos écrits respectifs. Entre 1962 et 1965, il était du côté des censeurs, idéologue du parti unique, député, directeur de la revue Révolution Africaine. Il faut lire ses éditoriaux de l'époque. En 1987, un très grave conflit nous a opposé indirectement.Question :- A quel sujet ?Houcine Mahdi :- En Algérie nous avons la culture de l'oubli. Heureusement que des archives existent. A l'ouverture du procès Klaus Barbie l'hebdomadaire Algérie Actualité avait publié un retentissant dossier intitulé « que veulent les juifs ? » dénonçant le système des deux poids deux mesures du tribunal pénal international à l'endroit des crimes contre l'humanité commis dans le Tiers–Monde par le colonialisme, le néocolonialisme, l'impérialisme et le sionisme après 1939, puisque c'est cette date que les magistrats du tribunal pénal international de Nuremberg ont pris pour qualifier et condamner les crimes de guerre, les crimes contre l'humanité, les exactions des forces d'occupation etc…Tahar Djaout, Abdelkrim Djaad et moi –même avions signé des textes qui nous ont valu un lynchage en règle de la part des médias lourds euro américains et de la presse sous influence sioniste. Parmi les barons des publications dites « intellectuelles » le sieur Jean Daniel, directeur du Nouvel Observateur, a été le plus virulent, soutenu par des prix Nobel tels Elie Wiesel et consorts. Il était allé jusqu'à demander à Chadli de mettre en prison toute l'équipe d'Algérie Actualité. Face à lui, parmi les écrivains algériens qui résident en France, Abdelkader Djeghloul et Mourad Bourbonne ont exprimé leurs positions publiquement, à travers des articles d'inégales valeurs. L'un modéré, l'autre agressif. C'était le devoir de tous les intellectuels qui ont vécu sous les bottes des envahisseurs : colonialisme, néocolonialisme, impérialisme, sionisme.Contre toute attente, deux célébrités algériennes ont écrit des lettres à Jean Daniel qui s'empressera de les citer joyeusement dans le numéro de l'Observateur du 16 Juillet 1987. Il s'agit de Mohamed Harbi et de Ait Ahmed qui l'auraient assuré de leur sympathie. C'est du moins ce que j'ai personnellement compris. La jubilation de Jean Daniel était tellement transparente quand il a cité nos deux éminents révolutionnaires. Le premier en exil économique, le second en exil politique doré. Des sous-marins inattendus bizarrement alignés sur la position des Elie Wiesel, Bernard Henry Lévy, Shamir et des sionistes les plus extrémistes. Question :- Connaissez –vous la teneur de ces lettres ?Houcine Mahdi :- Pas du tout. Il me suffisait de savoir que, sur plusieurs numéros du Nouvel Observateur, Jean Daniel n'a pris en considération que les interventions qui étaient favorables à sa thèse. D'emblée j'ai été choqué par la révélation jubilatoire de Jean Daniel. Harbi avait l'habitude d'exprimer publiquement ses opinions à travers la presse, tous les intellectuels libres des anciennes colonies se devaient de dénoncer l'ignoble exploitation par le sionisme des crimes nazis qu'il perpétrait lui-même contre les Palestiniens ( extermination, exil, colonies de peuplement avec le soutien de l'Occident ). Harbi ne l'a pas fait. Garder le silence était cependant moins grave que le comportement inqualifiable de l'historien. J'ai vu en lui un lâche. A mon sens sa lettre à Jean Daniel était un acte de trahison à l'égard des peuples colonisés militairement et économiquement autant qu'à l'égard des Palestiniens et de l'histoire.Question :- N'étiez –vous pas sévère dans votre jugement ?Houcine Mahdi :- Absolument pas. D’ailleurs, lors de sa première conférence à L'E.N.S en Mai 2005, j'ai eu la confirmation que sa lettre à Jean Daniel n'était pas un accident de parcours.A propos des fours à chaux de la région de Guelma, à Héliopolis. Selon lui, l'acte de tuer à grande échelle des Algériens, de les enterrer en masse à la pelle américaine, de les déterrer et de les brûler dans les fours à chaux est moins grave que l'acte de gazer des juifs et de les mettre au four. Son argument : les Français n'ont usé des fours à chaux que pour faire disparaître les corps suite à l'annonce de l'arrivée d'une commission d'enquête Parisienne.On dirait que les massacres du 8 Mai 1945 à Héliopolis n'étaient que les effets d'une opération de maintien de l'ordre, comme l'avait déclaré le gouvernement Français. Or, il y a eu un carnage à grande échelle contre des hommes, des femmes et des enfants à cause de leur origine et de leur religion (Algériens et Musulmans). Exactement ce qu'ont fait les Nazis contre les Tziganes, les juifs, les Russes, les communistes. De quel instrument juridique se sert–il pour affirmer que la carbonisation des Algériens à Héliopolis est moins condamnable que la carbonisation des Juifs, des Tziganes et des communistes en Allemagne ?La propagande sioniste a décrété que le mot génocide est réservé aux massacres des juifs par les nazis. C'est la pire des discriminations à l'égard de toutes les victimes exterminées ou exilées par des puissances d'occupation pour laisser de l'espace aux colons. En 1945 les carnages étaient la continuité des opérations d'extermination de tribus entières commencées en 1830. Harbi avait une vision qui dépassait ma compréhension et me scandalisait. C’est le langage que les sionistes et les puissances coloniales veulent entendre et lire quand un colonisé évoque les « actions d’ordre public » du système colonial dit de pacification et d’émancipation de peuples barbares d’un bout à l’autre de la planète que l’Espagne, la France et la Grande Bretagne ont massacrés pour usurper des continents entiers en commençant par l’extermination des Amérindiens et par la mise en esclavage des Africains.Question :- C'est pour cela que, sans rendez-vous, vous êtes allé le relancer à l'hôtel ?Houcine Mahdi :- C'est pour cela que dés la fin du débat qui a suivi la première conférence, le journaliste d'Echourouk et moi, à l'E.N.S pas à l'hôtel, lui avions demandé un entretien. Il nous avait fixé rendez-vous pour 14h de la journée suivante à l'hôtel Panoramic.Apprendre, comprendre, savoir selon quels critères juridiques ou philosophiques il différenciait les cramés d'Héliopolis de ceux de Pologne et d'Allemagne.Apprendre, comprendre, savoir pourquoi, en l'écoutant, j'ai eu le sentiment d'entendre Elie Wiesel, Bernard H Lévy, Jean Daniel et Argoud. Quand on est capable de déceler des différences entre deux massacres de populations pour leurs origines et leurs religions, on doit être capable de fournir des explications convaincantes.Comprendre, apprendre, savoir pourquoi, en l'écoutant, je me suis rappelé une chronique datant de 1987 où Mourad Bourboune écrivait ceci :" Mr Jean Daniel est un sioniste de gauche… c'est ainsi auréolé de cette aura progressiste pacifique, qu'il bat le ban et l'arrière ban de tous les harkis de la plume, de tous les « indigènes de service » que recèle hélas la communauté Arabe. Ils vont à la soupe au Nouvel Observateur, renégats ayant renié toute dignité, acceptés par ce " sionisme de gauche " dans l'exacte mesure où ils ont baissé le froc.Cette chronique est parue dans le cadre de la polémique soulevée par le dossier " que veulent les Juifs ? " entre Algérie Actualité et le Nouvel Observateur.Je rappelle, qu'à l'époque, Harbi avait adressé une lettre bien réconfortante au sioniste de gauche Jean Daniel. Qu'est-ce qui l'avait empêché d'exprimer publiquement son opinion ? C'était son devoir d'historien et d'ancien colonisé.Les écrivains, les historiens, les philosophes, les journalistes, les prix Nobel Juifs et occidentaux ont massivement intervenus en faveur de la thèse sioniste défendue par Jean Daniel qui nie les crimes contre l'humanité perpétrés par les puissances occupantes dans les anciennes colonies durant plusieurs siècles et surtout après le partage de la planète terre entre les Etats européens et américains.En Algérie nous étions les "juifs " que chrétiens et Juifs d'Europe colonisateurs exterminaient ou parquaient à la périphérie de la citoyenneté, de la vie. Le faciès, les cheveux crépus, la couleur de la peau, la langue vernaculaire et la religion nous distinguaient d’eux. Nous n’avions nul besoin de porter une étoile verte, rouge ou jaune . Depuis 1830.Le problème est gravissime car, malgré de nombreux témoignages affirmant que des Algériens ont été grillés vifs dans les fours à chaux d'Héliopolis, Harbi a prétendu que les français n'ont brûlé que des cadavres retirés d'une fosse commune pour fausser l'enquête d'une commission de l'Assemblé Française.Je voulais apprendre, comprendre, savoir pourquoi il niait des évidences. J'avoue que je m'identifie complètement à Jacques Verges et à Mourad Bourboune sur le sujet. Vous pouvez le vérifier dans mes textes des années 70-80-90 où je n'ai cessé de réclamer la réactivation du T.P.I pour l'honneur de l' O.N.U, pour le salut de l’humanité, pour la mémoire universelle.Il y tant de mensonges, tant de falsifications. Harbi me devait des éclaircissements d'autant plus qu'il a éludé de nombreuses questions pendant le débat qui a suivi sa première conférence. Question :- Vous recherchiez l'affrontement en somme ?Houcine Mahdi :- Sur le plan des idées, oui. Chaque rencontre est une fenêtre ouverte sur l'inconnu. Quand on écoute on apprend, quand on pose des questions on comprend. Et moi je voulais comprendre le cheminement de la pensée du chantre de la démythification et de la démystification de l'histoire qui épousait les positions des mystificateurs occidentaux nostalgiques de la « pacification »..C'est Harbi qui a fixé l'heure du rendez-vous.A la sortie de l'E.N.S j'ai accidentellement appris que son départ de Constantine était programmé pour 16 h. Imaginez un vieillard de 71 ans après quatre heures de conférence-débat entre 9 h et 13 h, le déjeuner entre 13 h et 14 h, les obligations protocolaires avec ses hôtes et le départ à 16 h. Combien de minutes nous aurait-il accordées ? J'avais d'importantes questions à lui poser sur l'histoire, sur son histoire qui est étroitement liée à la confiscation de la souveraineté citoyenne et à la censure quand il était l'une des pièces maîtresses du staff de Benbella et directeur de Révolution Africaine.C'eut été perdre mon temps au milieu d'une nuée d'admirateurs qui ne nous aurait pas laissé discuter sérieusement. C'est pour cela que j'ai décidé d'aller le voir, tôt le matin à l'hôtel, accompagné de l'un des anciens détenus politiques que Benbella et Harbi présentaient comme des agents de l'impérialisme et du sionisme à l'opinion publique, à l'exemple de centaines de patriotes incorruptibles que symbolise Boudiaf qui avait refusé le poste de premier président de l'Algérie indépendante pour ne pas cautionner le coup d'état contre Benkhedda.Ce matin là j'étais persuadé que Harbi n'était pas dans sa chambre. Nous les vieux, nous n'aimons pas flemmarder le matin au lit. Quand nous l'avons rejoint au salon de l'entresol, il ne m'a pas semblé dérangé par notre intrusion. Mr Merrouche était assis en face de lui. Il a tout vu et tout entendu, nous n'avons pris aucune photo à l'hôtel. Ce n'était pas mon souci.Le journaliste d'Echourouk n'était pas avec nous.Question :Pourquoi vous-êtes vous fait accompagner par un ancien détenu politique ? Houcine Mahdi :La spécialité des anciens barons du F.L.N : ils sont souvent victimes d'amnésie. Ils ont le verbe, l'audace et l'indécence de justifier leurs crimes ou de les faire endosser par d'autres ou encore d'en parler comme d’ erreurs de parcours.La preuve. Ceux qui ne sont pas morts ou qui n'ont pas été chassé par la guerre des clans, s'accrochent avec la dernière énergie au Pouvoir. Depuis 1962. Ils ont juste changé de discours. Après avoir désossé le pays et fabriqué l'A.I.S et les G.I.A(s) pour briser la société civile en lente gestation, ils nous parlent de démocratie, de paix de justice, de liberté. Seule la mort les écartera du Palais et de ses coulisses.En 1962-1965, Harbi ne voyait pas d'un œil critique, lucide et impartial la répression et l'arbitraire qui frappaient les partisans d'un Etat de droit. La présence à mes côtés d'un citoyen ordinaire qui fut torturé et incarcéré en 1964 était nécessaire. J'avais dans mon porte documents des journaux et des photocopie d'éditoriaux signés Harbi quand il était l'idéologue du F.L.N et directeur de Révolution Africaine. J'avais aussi des témoignages sur les Algériens qui furent jetés vivants dans les fours à chaux d'Héliopolis. Je m'étais préparé car la veille Harbi a diplomatiquement évité de répondre à de nombreuses questions de professeurs et d'étudiants en histoire. Trop de silences, trop de non-dits, trop de mystifications. Je tenais à un entretien sans esquive possible. Question :- Vous vouliez le piéger ?Houcine Mahdi :Personne ne peut piéger Harbi. Il est rompu à tous les jeux. En plus, il est atteint du syndrome de la complotite qui est commun à tous les hommes du système. Par conséquent il se méfie de tout le monde. Il me connaissait seulement par mes écrits. La censure de 1963 – 1965 et la polémique avec Jean Daniel nous ont opposés. Elles ont laissé des traces ineffaçables. Mais il fallait que nous en discutions les yeux dans les yeux.Comprendre, apprendre, savoir en écoutant les autres, en posant des questions sur les sujets qui m'intéressent.Harbi a esquivé. Il avait présenté l'excuse de se préparer à la conférence. Après celle_ci, il manifestera le désir de se rendre chez un ami, Mr Salim Khaznadar.Il avait oublié notre rendez-vous de 14 h.Je lui en ai parlé. Il m'a répondu en souriant :« nous avons discuté ce matin. Nous aurons une autre occasion. Je reviens souvent à El Harrouch. »Voyait-il en moi un agent d'une mystérieuse officine ?Avant de nous séparer sur le site de l'E.N.S, le journaliste d'Echourouk qui est président d'une association culturelle lui a proposé l'organisation d'une conférence. Harbi a donné son accord de principe. Ils ont échangé les numéros de téléphone. Harbi m’a promis de m'envoyer de Paris un ouvrage collectif dont il a coordonné la publication. Ces détails sont importants.Ils nous montrent combien il a été hypocrite.Question :- Un dernier mot ?Houcine Mahdi :Au cours des deux conférences tenues à l' E.N.S, une jeune étudiante a posé une question insolite à Harbi :«pouvez vous nous affirmer que vous dites la vérité, toute la vérité, rien que la vérité. »L'amphi était archicomble.Harbi a souri diplomatiquement avant de répondre :« Mademoiselle je suis un scientifique. Je me base sur des documents. »L'omission, le non-dit, les trous de mémoire volontaires, les silences voulus, les témoignages tronqués, ne constituent pas des mensonges. Le commentaire biaisé n'est pas un mensonge, les fausses accusations ne sont pas des mensonges. Il me fait presque pitié.Ce qui fait mal par contre, c'est la flagrante complicité des directeurs de journaux avec un manipulateur de l'opinion. La célébrité et les bonnes relations que Harbi entretient avec eux excusent-elles les mensonges ? Il n'y a pas seulement sa parole contre celle du journaliste, de la direction de l'hôtel, de Mr Khelassi et de la mienne. Il y a plusieurs témoins et deux films vidéo qui immortalisent son passage à l'E.N.S. L'entretien qu'il a accordé au journaliste d'Echourouk a été filmé. Je me trouvais à la même table que Mr Harbi et Mr Merrouche pendant l'entretien.A cause de l'inadmissible compromission des directeurs de journaux, des centaines de milliers de lecteurs sont manipulés. Car ils n'ont aucune possibilité de savoir que mon droit de réponse a été censuré par le Jeune Indépendant, la Tribune, El Watan, le Quotidien, Echourouk. Les autres journaux seront saisis ultérieurement.
Propose par nouredine boukabache

الجمعة، يونيو 16

الإشارات اليهودية في رواية ذاكرة الجسد

الإشارات اليهودية في رواية ذاكرة الجسد
ميلاط نور العروبة
الإشارات اليهودية في رواية ذاكرة الجسدرواية ذاكرة الجسد المنسوبة لأحلام مستغانمي ليست بالرواية العادية سواء اتخذنا مقياس النجاح الخرافي الذي حققته و الذي فشل في الوصول إليه الكثير من عمالقة الأدب العربي ، أو اتخذنا مقياس الضجةالكبيرة التي رافقت صدورها و التي تضمنت إتهامات خطيرة للشاعرة السابقة بسرقة روايتها ، والعجيب هو أن كل المتهمين بأبوتها رجال: شاعران هما سعدي يوسف و نزار قباني، وروائيان هما حيدرحيدر و شاب مصري مغمورإضافة إلى والدهاالمجاهد. سؤال من كتب ذاكرة الجسد؟ كان محركا لدراسة معمقة و شاقة قمت بها منذ فترة ولقد توصلت إلى نتائج مثيرة للتساؤل. من بين الحقائق التي أثارت إنتباهي إنشاء أحلام مستغانمي جائزة دعتها جائزة مالك حداد تخليدا لذكرى الكاتب الجزائري مالك حداد ( و الذي تقدسه أحلام لدرجة إهدائه روايتها الأولى و تفضيله على والدها و الذي لم يذكر سوى في ذيل الإهداء ) كان أول الفائزين بها أديب جزائري يدعى إبراهيم سعدي و هذا الفوز ناله عن طريق روايتهبوح الرجل القادم من الظلامو هي رواية تحكي قصة شاب جزائري يهاجر إلى فرنسا و هنالك يتعرف إلى شابة يهودية فرنسية و يقع في حبها بكل جوارحه ، وهنالك ما هو أكثر إثارة ف :محيط خالد كله يهودي : خالد بطل رواية ذاكرة الجسد محاط من كل الجهات بأبناء اسرائيل ف :1- جيرانه : لم تذكر الرواية من جيران خالد ممن لعبوا دورا في أحداثها سوى جاران و كلاهما يهودي و هما الجارة اليهودية التي كانت حبه الأول و جاره حارس السجن اليهودي الذي ساعده فيما بعد أثناء سجنه.فهل كان خالد يسكن حيا يهوديا ؟ الإحتمال كبير إذا ما أخذنا بعين الإعتبار عادة اليهود في التجمع في أحياء خاصة بهم أو شوارع لا يساكنهم بها أحد من الأغيار ،كما أن خالد حسب الرواية يسكن بحي سيدي مبروك و هو حي بفسنطينة معروف بأنه كان خلال الفترة الإستعمارية يأوي جالية يهودية معتبرة متجمعة في قسم منه يدعى قرية اليهود village des juifs ، و هو قسم يسكنه اليهود وحدهم، فهل كان خالدقاطنا بقرية اليهود؟..ولماذا؟2- صديق طفولته: لم تذكر الرواية من أصدقاء طفولة خالد سوى الناقد الفني اليهودي روجيه نقاش وهو الذي ساعده فيما بعد أثناء هجرته إلى فرنسا.3- أول حبيبة له: الجارة اليهودية كانت أول حب لخالد ، وهو يتحدث عنها قائلا: منذ حبي الأول لتلك الجارة اليهودية التي أغريتها إلى تلك الممرضة التونسية التي أغرتني ، إلى نساء أخريات (ص363) ولاشك بأنكم لاحظتم بأن خالد وصف جارته اليهودية بالعفة بما أنه من قام بإغرائها ، ووصف الممرضة التونسية بالانحطاط الخلقي بما أنها من قام بإغرائه متجاوزة بذلك تقاليد العلاقات بين الجنسين والتي تجعل المرأة مطلوبة لا طالبة ، وكذلك أخلاقيات المهنة النبيلة التي تمارسها والتي تفرض عليها عدم استغلال مرضاها في أغراضها الخاصة، و لا يمكن في أي حال من الأحوال تصور أن يكون ذكر مهنة تلك التونسية مجرد مصادفة أو زلة قلم. هنالك إذن صورة مشرقة للمرأة اليهودية في مقابل صورة سيئة للمرأة العربية (ممثلة بالمرأة التونسية)، و كان يمكن اعتبار ذلك استثناء لولا أن تلميع صورة اليهود مقابل تسويد صورة العرب استمر من بداية الرواية إلى نهايتها، فلقد وصفت الرواية النساء التونسيات بالجوع الجنسي الرهيب و الرغبة في الخطيئة مع التظاهر الكاذب بالعفة (ص 126) و هو نفس الوصف الذي وصفت به نساء قسنطينة (ص 373) و إضافة إلى هذا فكون حبيبة خالد الأولى أي حبه الأول يهودية يدل على أن عواطفه كانت منذ البداية يهودية خالصة، و إذا أخذنا بقول الشاعر: ما الحب إلا للحبيب الأول فإن عواطفه المحبة لليهود ستستمر و تبقى.4- حارس السجن الذي ساعده: يتعرض خالد للتحقيق من طرف البوليس التونسي بعد تهليله لخطاب لكاتب ياسين ( وهو كاتب فرانكو شيوعي جزائري معادي لكل ما هو عربي و مسلم) يتهجم فيه على الأنظمة العربية و هنا يتذكر (و لابد و أن الأمر ليس مصادفة) حارس السجن اليهودي الذي ساعده أثناء حبسه عام 1945 بعد مشاركته في مظاهرات 8 ماي المناهضة للاستعمار الفرنسي و ذلك بأن يأتيه بين الحين و الآخر بقفة الأكل الذي تعده والدته (ص 387) و المقابلة هنا واضحة جدا فالعرب ممثلين في النظام التونسي يقهرون خالد و اليهود ممثلين في حارس السجن اليهودي يمدون له يد المساعدة. 5- اليهودي الفرنسي الذي ساعده: بعد تعرض خالد للاضطهاد يقرر الهجرة إلى فرنسا بحثا عن الحرية المفقودة، و هنالك يلقى مساعدة ناقد فني فرنسي يهودي يدعى روجيه نقاش، فروجيه يساعد خالد على الاستقرار بباريس بما كان يملكه من علاقات و وساطات، أكثر من هذا فقد ساعده دون أن يطلب منه المساعدة و هذا دليل على أريحيته الكبيرة و لقد كان صديقه الحميم خلال فترة غربته بفرنسا حيث بصفه خالد بقوله صديق طفولتي و صديق غربتي (ص 151)، و خالد يصف روجيه بكل الصفات الحسنة فهو شخص رقيق مرهف الإحساس كما يبدو من تعلقه بذكرى قسنطينة و حلمه بالعودة إليها أو أن يأتيه أحد على الأقل بفاكهة واحدة من شجرة التين التي كانت تطال نافذة غرفته في بيته بقسنطينة (ص 151) و حتى لهجته فهي لهجة قسنطينية محببة، و يمتدح أهله قائلا له: إن الناس مازالوا يعرفون أهلك في ذلك الحي و يذكرونهم بالخير (ص 152) و لا بد و أن روجيه نقاش هو الصديق الحميم لخالد أي أقرب أصدقائه إلى قلبه بما أنه صديق طفولته و صديق غربته معها، و المقابلة بين أفضال اليهود و حسناتهم و مظالم العرب و مساوئهم لا تتوقف عند هذا الحد فروجيه نقاش يكتب مقالا جيدا عن المعرض الفني الذي أقامه خالد بباريس فيما تجاهلته الصحافة الجزائرية و العربية تجاهلا واضحا و هكذا فإن اليهود ممثلين في روجيه اهتموا بمعرض خالد و أعطوه حقه من التقدير و العرب ممثلين في الصحافة العربية أهملوه و أهملوا صاحبه. باختصار شديد فإن جيران خالد يهود و حبيبته الأولى يهودية و صديق طفولته يهودي و الرجل الذي ساعده في السجن الإستعماري يهودي و الرجل الذي ساعده بعد هجرته من الجزائر للاستقرار في باريس يهودي أيضا، و صديق غربته يهودي، و الناقد الفني الذي اهتم بمعرضه و أعطاه حقه من التقدير يهودي... أكثر من كل هذا فإن الحي الذي كان يسكن به في قسنطينة يعتبر من أكبر التجمعات اليهودية بقسنطينة و به قسم يدعى قرية اليهود Village des Juifs كل سكانه من اليهود، و الحي الذي سكن فيه بباريس و هو الدائرة 16 معروف بفرنسا بأنه حي شبه يهودي لأن اليهود هم أغلب سكانه و أغلب ملاكه و لقد ثارت ثائرة فرنسا إعلاما و حكومة منذ فترة قصيرة لما تعرضت سيدة فرنسية لاعتداء عنصري من طرف مجموعة من الشباب المنحرفين لأنهم لما سألوها عن مكان سكنها أجابت بأنها تسكن في الدائرة 16 فقاموا بالاعتداء عليها لأنهم ظنوها يهودية باعتبار أن اليهود هم غالب سكان تلك الدائرة، و رغم أن قصة الاعتداء العنصري ظهر فيما بعد زيفها و أنها مختلقة من طرف تلك السيدة فإن القصة توضح إلى أي مدى ارتبطت الدائرة 16 في أذهان الفرنسيين باليهود... بعد كل ما سبق ذكره هنالك سؤال واحد يطرح نفسه... ما الذي ينقص خالد بطل الرواية ليكون يهوديا؟
رواية ذاكرة الجسد ...و الحسابات الغريبةقادتني دراستي إلى اكتشافات مثيرة أهمها استخدام الروايةللحسابات القبالية و اللغة الرمزية ، و القبالة هي فلسفة دينية يهودية صرفة و تعرف القبالة بأنها فلسفة القبول و مذهب القائلين بأن الإيمان هو قبول التراث فالقباليون هم السلفيون و هم نقيض العقليين ، و هم يذهبون إلى أن للنصوص روحا هي التأويلات التي يستخرجها الواصلون أي أن التأويلات السرية للنصوص و التي لا يستطيع الوصول إليها سوى العارفون بالقبالة هي أساس فهمها و تعتمد القبالة على التأويل القائم على :1- لغة رمزية شديدة التعقيد. 2- الحساب العددي للحروف و الكلمات و الجمل عن طريق حساب الجمل المبني على أبجدية أبجد هوز . 3- قد يتم استخلاص معاني العبارات بقراءتها عكسيا أو بتجميع الحروف الأولى لكلماتها ، إلى غير ذلك من الأساليب السرية المعقدة و لكي تكون الأمور أوضح نقول إن القباليين يستخدمون دائما رموزا للتعبير عن أشخاص أو أماكن أو حوادث معينة كما يستخدمون الحساب العددي للحروف و الكلمات و الجمل للإشارة إلى حوادث أو ظواهر معينة أيضا و الحساب العددي بالعربية يكون عن طريق أبجدية أبجد هوز و التي تعطي قيمة عددية لكل حرف فالألف يساوي 1 و الياء تساوي 5 و هكذا دواليك و كلمة ألم مثلا بالحساب العددي تساوي 71 لان أ = 1 ، ل = 30 ، م = 40 ( 1 + 30 + 40 = 71 ). هل استخدمت القبالة حقا في رواية ذاكرة الجسد ؟ نعم ، و لدي الأدلة علىذلك لكنني سأكتفي هنا بلمحات بسيطة الرموز : عنوان الرواية هو ذاكرة الجسد و كلمة جسد مكونة من الحروف ج ، س و د ، و حرف الجيم رمز لكلمة جنس و حرف السين رمز لكلمة سياسة و حرف الدال رمز لكلمة دين و السياسة ، الجنس و الدين تشكل الثالوث المحرمكما يسميه كاتب الرواية و الذي عبر عنه بقوله في الصفحة 400 سلاما أيتها المدينة التي تعيش مغلقة وسط ثالوثها المحرم ( الدين - الجنس – السياسة ) و خالد بطل الرواية يعيش قدرا تصادميا مع ( الثالوث المحرم ) كما يقول الكاتب في الخلاف الخلفي للرواية . و إضافة إلى الثالوث المحرم المشكل من ( الدين – الجنس – السياسة ) هناك ثالوث آخر سندعوه ثالوث الحب و الذي عبر عنه الكاتب الحب الثلاثي و هو الثالوث المشكل من أبطال الرواية الثلاثة خالد ، حياة و زياد ، فخالد و هو رسام أصله من مدينة قسنطينة و زياد هو شاعر فلسطيني يقعان في حب امرأة واحدة و هي الروائية الشابة حياة . الكاتب ذكر هذا الحب الثلاثي بوضوح في الصفحة 242 على لسان خالد و هو يتحدث عن علاقته بحياة : قبل أن يتحول حبنا من عشق ثنائي عنيف إلى حب مثلث الأطراف كل زواياه متساوية و هكذا فلقد وصف الحب الثلاثي بالمثلث و هذا الوصف هو أحسن تعبير عنه . لدينا إذن مثلثان: 1- مثلث الحب الثلاثي المكون من حياة ، خالد و زياد و الذي عبر عنه الكاتب في الصفحة 242 بقوله : لم يكن لأحدنا وعي كامل لينتبه أن العشق اسم ثنائي لا مكان فيه لطرف ثالث و لذا لما حولناه إلى مثلث ابتلعنا جميعا كما يبتلع مثلث برمودا كل البواخر التي تعبره خطأ و بقوله المذكور أنفا.2- المثلث المستحيل المكون من الدين الجنس السياسة و الذي قال عنه في الصفحة 400: سلاما أيها المثلث المستحيل .. سلاما أيتها المدينة التي تعيش مغلقة وسط ثالوثها المحرم ( الدين – الجنس – السياسة ). لكن ما هي العلاقة بين المثلثين ؟ ، الكاتب يقول في الغلاف الخلفي للرواية بان العلاقة بينهما هي علاقة تصادمية و ليتصادم مثلثان فلابد و إنها و إنها يسيران في اتجاهين متعاكسين و عندما يصطدم مثلثان يسيران في اتجاهين متعاكسين فان الناتج سيكون لا محالة نجمة سداسية و هو ما عبر عنه الشكل التالي :
هل هذا معقول ؟ هل أراد كاتب الرواية تشكيل نجمة سداسية عن طريق مثلثي الحب و المثلث المستحيل ؟ إن ما اكتشفناه ليس بالدليل الكافي و لكننا لن نكتفي بما سبق ذكره بل سنقدم أدلة أوثق. ذكرنا في بداية مقالنا شكوكنا حول هوية خالد بناءا على ما كشفناه من المحيط اليهودي الذي يؤطره و الذي يضم جيرانه و أصدقائه و حبيبته و الحي الذي سكن به في قسنطينة و الحي الذي سكن به في باريس فإذا افترضنا بان خالد يهودي و انتبهنا إلى تنافسه الحاد ضمن إطار الحب الثلاثي على قلب حياة بطلة الرواية مع الشاعر الفلسطيني زياد، ألا يمكننا الاستنتاج بان الحب الثلاثي هو في الحقيقة إشارة إلى حب اليهود ( ممثلين في خالد ) و العرب ( ممثلين في زياد) لفلسطين ( ممثلة في حياة ) ؟ إن هذا سيقودنا إلى اعتبار خالد و زياد و حياة مجرد رموز ، و هو ما يتلاءم مع طرق القبالة و التي تعتمد على لغة الرموز المعقدة .على كل فلقد توصلنا و باستخدام أساليب القبالة الحسابية إلى البرهنة على أن خالد و حياة و زياد مجرد رموز لليهود و الفلسطينيين و العرب و لكننا نبوح بما اكتشفناه حاليا و سنكتفي بدليل واضح على صدق ما ذهبنا إليه مأخوذ من الرواية نفسها ، فبعد موت زياد ( العرب ) يقرأ خالد ( اليهود ) بين أوراقه خاطرة يقول عنها أدهشتني بتطابقها مع أحاسيسي مما يدل على أنها تعبير أيضا عن أحاسيس خالد و ذكر الخاطرة السابقة هو تفسير للحب الثلاثي فقد وردت بعد الحديث عنه بإسهاب في الفقرات السابقة ( انظر ص 242 ) . يقول زياد في خاطرته : عشقنا جولة أخرى خسرناها في زمن المعارك الفاشلة، فأي الهزائم أكثر إيلاما إذن ... مقدرا كل الذي حصل. شعبين كنا لأرض واحدة. و نبيين لمدينة واحدة ... وها نحن قلبان لامرأة واحدة. كل شيء كان معدا للألم. ( هل سيسعنا العالم معا ؟) .إن من يقرأ خاطرة زياد المذكورة في الصفحة 243 سيفهم بسهولة بان المقصود بالحب الثلاثي حب اليهود و العرب لأرض واحدة و سعيهما كل واحد من جهته للحصول عليها و هذا ما عبر عنه بقوله شعبين كنا لأرض واحدة و أن الصراع هو صراع ديني أيضا بين الفلسطينيين المسلمين المؤمنين بمحمد (ص) و الاسرائليين اليهود المؤمنين بموسى أي المؤمنين بنيين مختلفين على مدينة واحدة و هي القدس ( لاحظ كيف أن الحرف الأول من اسم مدينة القدس هو القاف و هو أيضا الحرف الأول من اسم مدينة قسنطينة ) ، و هذا المفهوم عبر عنه زياد بقوله ونبيين لمدينة واحدة و في الختام يؤكد أن الحب الثلاثي بين خالد ، زياد و حياة هو تعبير عن الصراع العربي الإسرائيلي بقوله و ها نحن قلبان لامرأة واحدة و يتساءل عن نهاية هذا الصراع و هل من الممكن أن تسع فلسطين الشعبان العربي و اليهودي معا بقوله كل شيء كان معدا للألم (هل يسعنا العالم معا) ولا شك بأنك لاحظت بأن عبارة (هل يسعنا العالم معا) مفصولة عن العبارات السابقة و مميزة عنها بوضعها بين قوسين . فماذا يقصد الكاتب بذلك ؟. إذا استخدمنا الحساب العددي لحساب قيمة العبارة السابقة سنجد أنها تساوي 570 أي 57 ( لأن الأصفار يمكن إهمالها في الحساب العددي للحروف ) و 57 تمثل سنة ميلاد حياة بطلة القصة فلقد ولدت سنة 1957، و حياة ممثلة لفلسطين رمزيا في الرواية و كأن الكاتب أرخ العبارات السابقة الشارحة للحب الثلاثي بسنة 1957 سنة ميلاد حياة ( فلسطين) و هي نفسها حسابيا سنة 1948 لأن 1957 = 7 + 5 + 9 + 1 = 22 و 1948= 8 + 4 + 9 + 1 = 22 و بذلك فالخاطرة مؤرخة بسنة 1948 و التي تمثل بداية الصراع العربي الإسرائيلي و الذي انتهى آنذاك بهزيمة العرب تماما كما انتهى الصراع بين خالد و زياد على حياة بموت زياد و لقد عبر زياد عن هزيمة العرب بقوله عشقنا جولة أخرى خسرناها في زمن المعارك الفاشلة ، فأي الهزائم كانت أكثر إيلاما إذن . النجمة السداسية إذن تتشكل بتقاطع مثلث الحب الثلاثي مع المثلث المستحيل و كأن هذا المثلث الأخير المكون من (الدين- السياسة– الجنس) يقف حائلا أمام الحب الثلاثي و الدين هنا بنفس اللغة الرمزية رمز اليهودية و الإسلام و السياسة رمز للصهيونية و القومية العربية و الجنس رمز للجنسين اليهودي و العربي.
النجمة السداسية قباليا : إذا كان ما سبق ذكره غير كاف للبرهنة على ما ذهبنا إليه فإن الطرق الحسابية تمنحنا أدلة أقوى. لنفترض أننا حاولنا تمثيل محتوى الرواية هندسيا. يلزمنا إذن معلم متعامد يحتوي على محورين أحدهما للسينات و الآخر للعينات و سنحاول توقيع نقاط ممثلة لأهم محتويات الرواية على هذا المعلم مستخدمين الأساليب الحسابية. إن محتوى الرواية يتلخص في الحب الثلاثي الرابط بين خالد، حياة وزياد وثالوث الجنس، الدين، السياسة ولذلك فلدينا 6 نقاط مهمة ينبغي توقيعها على المعلم، لكن على أي أساس سنقوم بتوقيع تلك النقاط؟ لابد وأن أول ذكر لكل من العناصر الـ6 السابقة بالرواية أي لكلمات جنس،دين،سياسة،زياد،خالد،حياة هو الميزة الأهم ولذلك سنجعل محور السينات لترتيب الذكر حيث سنضع عليه 3 رتب (1، 2، 3) نرتب من خلالها عناصر كل مثلث على حدا حسب ترتيب ذكرها ، أما محور العينات فسنخصصه لمجموع أرقام صفحات أول ذكر لكل عنصر من العناصر ، وهكذا سنحصل على النتائج التالية: ( ملاحظة: لقد إستخدمنا في هذه الدراسة أول طبعة لرواية ذاكرة الجسد و هي الطبعة الصادرة عام 1993 بالجزائر ،و اختلاف الطبعات اللاحقة عن الطبعة الأولى في ما يخص ترقيم الصفحات ليس دليلا على خطىء استنتاجاتنا لأن الطبعة الاولى هي الأصل) 1-مثلث الحب الثلاثي: أول عنصر مذكور فيه هو خالد وقد ذكر لأول مرة في الصفحة 16(6+1=7). ثاني عنصر مذكور فيه هو حياة وقد ذكرت لأول مرة ص 48(8+4=12). ثالث عنصر مذكور فيه هو زياد وقد ذكر لأول مرة بإسمه الكامل زياد الخليل في صفحة 196 (6+9+1=16=6+1=7). 2- المثلث المستحيل: أول عنصر مذكور فيه هو السياسة وقد ذكرت لأول مرة ص 36 (6+3=9). ثاني عنصر مذكور فيه هو الجنس وقد ذكر لأول مرة في الصفحة 111 (1+1+1=3). ثالث عنصر مذكور فيه هو الدين وقد ذكر لأول مرة في الصفحة 279 (9+7+2=18=8+1=9). وبعد أن حصلنا على إحداثيات كل نقطة من النقاط الـ6 سنحاول تمثيلها على المعلم المتعامد السابق، ونتيجة هذا التمثيل يوضحه الشكل التالي:
لقد حصلنا إذن و باستخدام الطرق الرياضية على نفس النجمة السداسية التي إستنتجناها إعتمادا على محتوى الرواية نفسها. سر الرواية... سر الأحرف: لاستخراج سر رواية ذاكرة الجسد لن نعتمد عليها وحدها بل على الروايتين الأخريين أي روايتي فوضى الحواس وعابر سرير وتمثلان الجزئين الثاني والثالث على الترتيب من الثلاثية، نلاحظ من دراستنا لعناوين الروايات الثلاث عدة ملاحظات عجيبة: هنالك 4 حروف فقط تتكرر في أكثر من عنوان وهي حروف أ ( يتكرر 6 مرات) ر ( يتكرر 4 مرات) س (يتكرر ثلاث مرات)ل (يتكرر مرتان)، وهذه الحروف تشكل 6 من 7 حروف مكونة لكلمة إسرائيل ، بل هي كل حروف الكلمة إذا ما اعتبرنا الياء ألفا كما تستخدم في بعض المجالات (في لعبة الكلمات المتقاطعة مثلا) . عدد أحرف عناوين الروايات الثلاث الإجمالي هو 28 حرف وهو نفس عدد الحروف الهجائية .. أليس هذا دليلا على دقة الحساب؟ على كل فإن تكرار الحروف الأربع السابقة في عناوين الروايات الثلاث مثير للانتباه ولابد وأن له مغزى معين وربما كانت كلها أو أحدها مفتاحا للغز ودراستنا لرواية ذاكرة الجسد جعلتنا نصل إلى نتيجة مهمة وهي أن الإجابات على كل الأسئلة تقدم دائما في الختام فهل رواية عابر سرير هي الإجابة على كل ما طرحنا من أسئلة ؟ لنحاول إكتشاف أسرار عنوان هذه الرواية. إن عبارة عابر سرير يمكن كتابتها أيضا كما يلي (ع ا بر سر ي ر) ولابد وأنكم لاحظتم أن آخر 4 حروف هي سري ر.. أليس هذا معناه سر يساوي ر أي أن السر هو حرف الراء؟ إن ما يعزز هذا الاحتمال هو أننا يمكننا كتابة العنوان أيضا كما يلي (ع بر ي ا سر ر) وهذا بنقل مكان حرفين فقط هما الألف والياء ونلاحظ أن العبارة ستتحول إلى (عبري اسر ر) وكلمة عبري هنا واضحة المغزى أما كلمة اسر فتمثل الحروف الثلاث الأولى من كلمة إسرائيل وبذلك يكون المعنى المقصود (عبري إسرائيلي يساوي ر) أكثر من هذا يمكن كتابة العنوان أيضا كما يلي(ا ع بر سر ي ر) أي (أعبر سر ي ر) وهذا معناه أعبر (أي أفسر) : سر يساوي ر وكلمة تعبير تستخدم للدلالة على تفسير الأحلام و إسم بطلة الرواية الثاني وهو الاسم الذي تعرف به هو أحلام (كما هو واضح من الصفحة 42 من رواية ذاكرة الجسد). هل حرف الراء هو مفتاح اللغز؟ لا بد وأن الأمر كذلك لأن حرف الراء هو أكبر الحروف الأربعة المكررة قيمة عددية فهو يساوي 200 (أ=1، س= 60، ل=30) وهو الحرف الأخير في عنوان الرواية الثالثة أي في الثلاثية كلها والراء كذلك موجود تقريبا في كل الكلمات المفتاحية براوية ذاكرة الجسد فهو موجود في كلمة جسر وفي أسماء ثلاثة من الأربع جسور المذكورة فيها( وهي جسور القنطرة سيدي راشد ميرابو) وهو موجود في كلمات امرأة ، رجل، حرب، ثورة، ذاكرة، ذراع يسرى، غرب، رسم، شعر، رواية، سرير، فرنسا، باريس، سيرتا، (أول أسماء مدينة قسنطينة) محرم والأهم من كل هذا هو موجود في كلمات عبري ، إسرائيلي وعربي وموجود في عناوين رواية في الثلاثية وآخر رواية منها وكأنه الجسر بينها أي بين ضفتي الثلاثية ، وحرف الراء يتكرر بقوة في عنوان رواية عابر سرير حيث يتكرر ثلاث مرات (ورقم الثلاثة من الأرقام القبالية المقدسة عند اليهود) وإذا قمنا بحذف الأحرف المكررة أي ( الألف والراء والسين) منه نحصل على ثلاثة حروف متبقية هي ع ب ي وهي حروف لا تشكل كلمة مفيدة لكن إذا أضفنا لها حرف الراء تصبح عبري أو عربي وهكذا فإن عنوان الرواية مكون من 8 حروف، 5 حروف منها تنتمي إلى كلمة إسرائيل والثلاثة المتبقية تنتمي إلى كلمة عبري. إن حرف الراء إذن يملك سحرا خاصا في الثلاثية والعجيب في الأمر أنه يملك سحرا خاصا لدى اليهود فهو موجود في غالب ألقاب اليهود وإن لم تجده في ألقابهم ستجده حتما في أسمائهم، نذكر على سبيل المثال ألقاب الشخصيات السياسية اليهودية الكبرى كهرتزل مؤسس الحركة الصهيونية وبن غوريون مؤسس إسرائيل ورؤساء الوزراء رابين، مائير، شارون، باراك، بيريز، شامير، والعلماء اليهود الكبار كفرويد، داروين، دوركايم (آينشتاين إسمه روبرت) وكبار الفنانين اليهود كشارل غانزبورغ وباتريك بريال وفرانك سيناترا ( شابلن إسمه شارلي وماسياس إسمه أنريكو) وكبار أثرياء اليهود كروتشيلد، ميردوخ، أوبنهايمر، سيتروان، لازار، مورغانتو (داسو إسمه مارسيل) و إعتناء اليهود بوجود الراء في أسمائهم دليل على قدسيته لديهم ولاعجب في ذلك فهو موجود في كلمة رابي التي تعني الحاخام وهو رجل الدين لديهم، وإسرائيل وهي دولتهم والعبرية وهي لغتهم وأرشليم وهي عاصمتهم ومدينتهم المقدسة و الأزرق هو لون نهري النيل والفرات حدود دولتهم الدينية المنشودة والراء موجود أيضا في كلمات سر ورمز، فهل الراء مفتاح السر وأداة فهم الرموز؟ إنه لغز معقد جدا لكن الكاتب في الصفحة 51 يقدم إجابة واضحة فهو يقول: الرموز تحمل قيمتها في موتها والعجيب في الأمر هو أن كلمة موتها تساوي عدديا 40+6+400+5+1=452=20=11=2، وكلمة لغز تساوي عدديا 30+1000+7=1037=7+3+0+1=11=1+1=2 وكلمة حل تساوي 8+30=38=11=2 وهكذا فإن لغز =حل=رمز=2 قباليا و2 هي حل اللغز وتفسير الرموز، وبما أن ر=200=2 قباليا، فإن حرف الراء هو مفتاح حل الألغاز وفهم الرموز. لنعد الآن بعد أن برهنا على أن حرف الراء هو مفتاح حل الألغاز إلى رواية ذاكرة الجسد ونحاول تفكيك عنوانها (ذاكرة الجسد =ذاك ر ت الـ جسد =ذاك الـ ر تجسّد) وهكذا حصلنا على عبارة (ذاك الـ ر تجسّد) بنقل حرفي الـ فقط من مكانها والعبارة السابقة مفهومة المغزى فهي تؤكد بأن ذاكرة الجسد ليست في الحقيقة سوى تجسيد لحرف الراء والراء كما برهنا من رواية عابر سرير يساوي عبري إسرائيلي وبهذا فالقصد الصهيوني واضح جدا، وبعيدا عن كل الحسابات القبالية فإن حرف الراء أيضا هو رمز لكلمة رواية لأنه من المعهود الرمز للكلمات بحروفها الأولى وبهذا فإن سر الـ ر يمكن فهمه أيضا (سر الرواية). بعد أن توصلنا إلى سر حرف الراء بدأت أتساءل عن كيفية توظيفه لحل لغز الثلاثية، و استنتجت أن الحل يوجد في عناوين الروايات الثلاث المشكلة لها مادام كشف سر حرف الراء كان عن طريقها. كتبت عناوين الروايات في ورقة وبدأت أفكر.. كيف سيكون الحل؟ وبعد تفكير طويل توصلت إلى فرضية غريبة... ماذا لو كان الحل هو استخدام أحرف العناوين نفسها لتشكيل جمل ذات مغزى صهيوني وماذا لو كانت الإجابة على شاكلة إجابات منشطي الألعاب التلفزيونية: لقد وجدت الإجابة الصحيحة للسؤال. لهذا كتبت عبارة (وجدت سر ال ر) انطلاقا من حروف عناوين الروايات وهنا واجهتني مشكلة أخرى، ما هو سر الر؟. الإجابة هنا كانت أسهل فسر الر والرواية كما استنتجته وبرهنت عليه هو إسرائيل وبذلك أصبحت العبارة كالتالي: ( وجدت سر الر: إسرائيل) و بعد أن حذفت كل الحروف التي استخدمتها في تشكيل العبارة السابقة من عناوين الروايات ظلت في جعبتي الكثير من الحروف الغير مستعملة وهي بالضبط 12 حرفا، وهنا بدأت المشكلة الأعقد. لقد حاولت بكل الطرق الممكنة تشكيل جملة أو جمل ذات مغزى مفيد عن طريق هذه الأحرف ففشلت وكدت أرمي المنشفة وأعترف بأن كاتب الرواية أذكي مني بكثير لولا أنني انتبهت إلى حقيقة بسيطة لا أعرف كيف غابت عن ذهني وهي أن الحروف قد تكون استخدمت حسابيا أي عوض أن يتم استغلالها لتشكيل جمل ثم استغلال قيمتها العددية لتشكيل عدد معين. الحروف المتبقية هي ذ، ك، ع، ب، ر، ف، ض، ا، ح، و، ا، س وهي تساوي عدديا ذ+ك+ع+ب+ر+ف+ض+أ+ح+و+أ+س=700+20+70+2+200+80+800+1+8+6+1+60=1948، الحروف المتبقية إذن مجموعها الحسابي هو 1948 وحروف الروايات الثلاث تشكل العبارة التالية: (وجدت سر الـ ر: إسرائيل 1948) وهي عبارة تدل على أن الروايات ألفت في ذكرى ميلاد إسرائيل أو وفاءا لهذه الذكرى وإذا أخذنا بالاعتبار تاريخ تأليف الرواية الأولى وهو سنة 1988 فإن هذه الرواية ألفت في الذكرى الأربعين لإنشاء إسرائيل. إن كل ما ذكرته حتى الآن هو على أية حال جزء قليل مما اكتشفته من عجائب رواية ذاكرة الجسد ، أما بقية اكتشافاتي أي أهمها فقد تركتها خفية لتظهر فيما بعد في كتاب من كتب ذاكرة الجسد؟و الذي أسهر على تأليفه حاليا وأتمنى أن يجد فيه القارئ العربي حقائق و إجابات مقنعة .
?

رسائل




رسائل






رسائل