الأربعاء، مارس 21

فضيلة الفاروق تعترف للشروق في حوار صريح جدا: متحررة جدا ومع تعدد الزوجات





عندما سمعت فضيلة الفاروق تتحدث في التلفزيون الجزائري من بيروت عن المرأة و الإبداع لست ادري لما راودني إحساس غريب أن هذه المرأة التي لا اعرفها إلا من خلال كتبها لديها الكثير من الأشياء التي تود قولها فعرضت عليها الحوار فاستجابت فكان هذا الحوار الصريح جدا لن اعلق كثيرا اترك القارئ وحده يكتشفعرفت روايتك الأخيرة " اكتشاف الشهوة " الكثير من الانتقادات حتى أن البعض قال انه ليس فيها من الأدب بقدر ما فيها من الجنس ما رأيك ؟ ها أنت تقولين " قال البعض" و هذا يعني أن البعض الآخر قال العكس، و هذا في حد ذاته شيئ جيد ، لا يمكنني أن أرضي كل الآراء يا سيدتي ، و لكن الرواية نالت إهتمام النقاد الكبار أمثال الدكتور علي حرب الذي لا يجامل أعز أصدقائه و هو من أهم المفكرين العرب، و الدكتور جابر عصفور، و نقاد آخرين لا يتسع المقام لذكرهم و غير ذلك فقد قررت في جامعة هارفرد ببوسطن و ناقشها طلاب الأدب العربي و أثروها بإضافاتهم جدا و هي تترجم حاليا لعدة لغات دون وساطة مني ، و دون أن أقدم رشوة عليها لتترجم، المؤسف يا سيدتي أننا في الجزائر و في بلدان عربية أخرى نعتبر أن أي حديث عن الجنس هو حديث مدنس لأن الجنس في نظرنا مدنس، و قد كان بودي أن تسألي السؤال بطريقة مغايرة بأن تعطيني إسما من الأسماء التي وصفت الرواية بأنها لا تحتوي أدبا بل جنسا ، لقد ورد في الرواية مشهدين جنسيين إنتقدت فيهما في الحقيقة السلوك الجنسي الشاذ للرجال الذين يتعلمون طرقا سيئة لمعاشرة نسائهم من الأفلام البورنوغرافية التي تملأ شاشاتنا بعد منتصف الليل... لقد تحدثت أيضا عن تعب المرأة التي تربى بشكل ساذج ثم تصطدم بالجنس الذي تعلمه زوجها في بيوت الدعارة أو من الأفلام البورنوغرافية أو من النساء الأجنبيات اللواتي لا يمتن لنا بصلة . أتحدى اي شخص قرأ روايتي أن يثبت أني حشوتها جزافا بالجنس... أنا أعرف أن نساءنا يعانين من هذا الجانب بدءا من الرجل الذي يهين زوجته حين يرى فاتنات الشاشة و هو يقارنها معهن ، إلى الرجل الذي يعتبر زوجته بقرة أو وعاء للجنس فيعاشرها لمتعته ثم يرميها و كأنها حيوان.لقد قال الله تعالى " و من آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها و جعل بينكم مودة و رحمة" بين أزواجنا و للأسف نجد بنسبة عالية غياب المودة و الرحمة خاصة في فراش الزوجية مع أن هذا الأمر بالذات لا يتطلب أي مطلب مادي . لنكن صريحين هل يمكن للزواج أن يكون ناجحا بدون علاقة جنسية بين الأزواج؟ إذا كان الجنس مدنسا فعلينا في زمن التخصيب الإصطناعي و الإستنساخ أن نتوقف عن الزواج و نتكاثر بطرق أكثر نظافة و عفة و إن كان الجنس مباحا فعلينا أن نعرف أصوله خاصة المرأة التي تجهل الكثير عن جسدها . فمادام عندنا أمهات عازبات بنسبة كبيرة مقارنة مع عقيدتنا فهذا يعني أن المرأة عندنا لا تعرف جسدها و لا تعرف عواقب الجنس و لا تعرف مكر الرجال ، دعيني أهمس لك أن أغلب الرجال الذين ليس لهم بنات يتمنون لو أن المرأة تظل على جهلها لتكون صيدا سهلا لهم، و أغلب الرجال الذين عندهم بنات يقمعون بناتهم بشتى الطرق خوفا عليهن من الذئاب البشرية ، للأسف عندنا الحياء يمنع الأب من مصارحة إبنته و تعليمها خلفيات الحياة فيضرب عليها حصارا من الممنوعات التي تعتبرها ظلما لها ، في رواياتي أقوم بدور هذا الأب لكن بقول كل المسكوت عنه ، و ليقل من يريد أن روايتي لا علاقة لها بالأدب و لكنها درس صريح لكل الشابات ليعرفن الوجه الآخر للزواج في مجتمعنا ... بدأت صحفية و انتهيت روائية هل كان لمهنتك السابقة دخلا في هذه الجرأة الصحافة تستهلك المرء لا غير، طبعا أحببت الصحافة تأثرا بوالدي و انسقت خلف بريق مهنته إلى أن تعبت منها و لكنها جرتني للكتابة فقد شعرت أني أستنفذ قواي في الصحافة ، أجهد نفسي من أجل مقال يقرأه قلة ثم يمسح به الزجاج أو يلف به السمك فيما بعدن أما الرواية فإنها تبقى،إضافة إلى أن الرواية لها هيبة الأخذ و العطاء الفكري... أما عن جرأتي فهي جينة وراثية و أظنني أخذتها من جدتي لأبي لقد كانت رحمها الله لا تخاف الرجال و في زمن الثورة حين ترملت عرفت كيف تدير أمورها و تعيش و تعيل أولادها بكرامتها، كانت طبيبة لها سمعتها في كل المنطقة و يأتيها الناس من مناطق جد بعيدة أحيانا لأنها وهبت من الله سبحانه و تعالى قوة معالجة أمراض مستعصية و قد تعلمت المهنة من رجال العائلة و ضاربت عليهم. تحضر كثيرا قسنطينة في أعمالك خاصة في " مزاج مراهقة " روايتك الأولى كما حضرت بقوة في أعمال ونيسي و أحلام مستغانمي ما هو سر هذه المدينة مع الأديبات ؟ للأسف نحن في الجزائر لا نقرأ ألأدب الجزائري على الخصوص ،هذه المدينة لم تكتب عنها زهور ونيسي و لكن ونيسي إبنة قسنطينة ، و أغلب الكتاب الجزائريين كتبوا عن قسنطينة و لعل أبرزهم من كتاب اللغة العربية الكاتب الكبير الطاهر وطار في روايته " الزلزال " التي نالت شهرة عالمية ، كما كتب عنها الكاتب المسرحي و الروائي جروة علاوة وهبي الذي لم تعطه الجزائر حقه أبدا ، و كتب عنها رشيد بوجدرة ناهيك عن مالك حداد و آخرون من شعراء جمعية العلماء المسلمين و كتاب ما قبل الثورة . لقد أنجبت قسنطينة الكثير من الأدباء و المفكرين و الفنانين لأن أجواءها مختلفة، و كانت تبهر الوافدين إليها كما ابهرتني أنا ، لعلمك أنا إبنة " آريس" و افتخر جدا بكوني إبنة هذه البلدة الصغيرة ألتي أنجبت البطل مصطفى بن بولعيد و قوافل من الأبطال الذين أستشهد منهم الكثير و ظل منهم الكثير أيضا .بالنسبة لي قسنطينة كانت الفضاء الذي استوعبني ككاتبة و هي أيضا المدينة التي استوعبت والدي قبلي و حققت بعض أحلامه و ما كانت " آريس" التي أهملتها السلطات إلى يومنا هذا لتمنحنا فضاء يتسع لأحلامنا ، لقد أبهرتني قسنطينة حين قدمت إليها و أنا في السادسة عشرة حيث التحقت بثانوية مالك حداد...وجدتها عالما زاخرا و حي غير عالم ذكريات الثورة الذي أعيش فيه في محل أحذية والدي بالتبني مع أصدقائه المجاهدين و لعل التغرب في بيروت شكل الكثير من الحنين لهذه المدينة التي فجرت مواهبي فكتبت عنها ردا للجميل . أول عمل اكتشفك فيه القارئ هو " لحظة لاختلاس الحب " ثم مزاج مراهقة " التي أشاد بها كثيرا الإعلام العربي لكن في مقابل الكثيرين صنفوا عملك الآخر " تاء الخجل " بالسقطة الأدبية في تاريخك ما رأيك أيضا سأذكرك أنك تقولين البعض و هذا شيئ طبيعي و لا يزعجني،و في كل الحالات فروايتي " تاء الخجل " هي التي جذبت إهتمام النقاد لي ، أقول نقادا بمعنى أكاديمي و جاد و ليس قراءات صحفية لإعلاميين يقدمون العمل من وجهة نظرهم . و حقيقة لن أدافع لا عن تاء الخجل و لا عن إكتشاف الشهوة لأني أعرف تماما أن جمهور القراء يختلف و لست هنا لأروج لروايتي التي يراها البعض سقطة أدبية و لكني أعرف لماذا هوجمت أيضا تاء الخجل و هي لأنها تتناول موضوع الإغتصاب و ما يترتب عنه بالنسبة للمرأة المغتصبة ... إن البعد الإنساني في القضايا التي أطرحها و حساسيتها يجعل دائما من يقف في وجهي للترويج عكسا للعمل و هذا يعني أني وضعت الإصبع على الجرح. لو كنت رجلا و أغتصبت إبنتي صدقيني لن أرميها في الشارع و لكني سأذبح المغتصب في ساحة أمام الناس مادام قانوننا المحترم يدلل المغتصب و يودعه السجن لبضع سنوات فيما المغتصبة تعيش في جلباب عارها إلى أن تموت و كأنها عاهرة... أنظري إلى قانوننا المحترم ما ذا يقول " إذاما تقدم المغتصب للزواج من البنت التي اغتصبها يسقط الحكم عنه ؟ هل تجدين هذا منطقيا ؟ لقد إغتصبها أول مرة بالإكراه ثم بعدها تسلم له ليغتصبها بالقانون ثم عادة يطلقها و يرميها ,أو يعيش معها كأنها خادمة من الدرجة العشرين يذلها كل يوم و باسم القانون... فعلا الرواية سقطة أدبية كان يجب أن أكتب موضوعا عن الربيع أو الخريف ليرضى علي اساتذة الرواية و صناعها!!! تقود فضيلة الفاروق في أعمالها حربا لتحرير المرأة بينما من يعرفك يقول انك محافظة جدا هل هذا تناقض ؟ أنا امرأة متحررة جدا ، أي لا أحد يفرض علي رأيه، أعيش في وسط مسيحي و أصلي صلواتي الخمس في أوقاتها و الحمد لله ، و لا أقترب من الكحول و مقارنة مع النساء اللبنانيات أنا أرتدي ثياب محتشمة جدا، اصوم شهر رمضان الكريم و إن تسنى لي صيام ايام أخرى أصومها ، أنا مع الزواج و ليس ضده و مع تعدد الزوجات و ليس ضده، و لي في كل شيئ وجهة نظر، أعرف أن العلاقة الصحيحة بين رجل و امرأة هي الزواج لأن الزواج يحمي المرأة و ليس الرجل، أعرف أن تعدد الزوجات ايضا في صالح المرأة و لكنها لا تعلم لأن ثقافتنا الجنسية ضعيفة جدا و لأني أعرف أن الرجال عموما ليسوا بالوفاء الذي يجعلهم ملائكة و لا يعاشرون نساء أخريات ، إذن أفضل أن يكون زوجي متزوجا من أخرى أعرفها على أن يضحك عليّ و على بنات الناس و يقفز في كل مرة من امرأة إلى أخرى دون أن يعرف من أصلهن و فصلهن و أمراضهن و غاياتهن، أن تتحرر المرأة في نظري هي أن تعرف حقوقها و تمارسها و تعرف كيف تحمي نفسها . حسنا سأخبرك أن التحرر خاصة في الوسط الفني و الأدبي يعني التحرر الجنسي أو شرب الخمور أو التخلي عن الصلاة و الصوم و أشياء أخرى حسنا لنتخلى عن هذه الأشياء فماذا بقي لنا؟ ربما حياة مفتوحة على عمل متواصل و فوضى و تعب نفسي ، في بيروت أكون مع أصدقاء أحيانا في مقهى النجمة و حين يرتفع الآذان أستأذن لأصلي في المسجد العمري بالقرب ، أصدقائي يندهشون لماذا أفعل ذلك فيما نحن نتسلى معا فأجيبهم لأشكر الله على أنه منحي أصدقاء مثلكم و لم يتركني وحيدة في بلد جئته و لا أعرف فيه أحدا ألا يستحق مني خمس دقائق فيما أنتم تأخذون ساعتين مثلا ؟ التحرر هو أن تتحرري من سلطة المخلوق التي لا نهاية لها ،فحين أجد مثقفا يشيد بتشيغيفارا أو بفكر سارتر أو بفكر نتشه أشيد أنا بمحمد عليه الصلاة و السلام دون خوف، و أحمي نفسي بصراحتي التي تصدم أحيانا... هذا هو التحرر في نظري و لكنهم يسمونه محافظة ربما لأنهم يعرفون أني أحسن كيف أحافظ على نفسي و الحمد لله . هل صحيح أن بيروت صدمتك ؟ في الأول نعم ، كأي فرد جزائري مغلق و يظن أن الكون كله مبني على أنه هو الصح، وجدتني في بيروت أعيش مع ستة عشرة طائفة دينية مع طوائف أخرى يشكلها الوافدون الكثيرون على لبنان ، عرفت مسحيين من كل الطوائف ، عرفت مسلمين من كل الطوائف ، عرفت ملحدين و بوذيين و هندوسيين و هلم جرا ، صدمت بدرجة التعري هنا ، صدمت بأناس مسلمين لا يصومون ، صدمت بالعلاقات بين البشر كيف هي مبنية على المصلحة فقط، صدمت بأسماء أدبية كبيرة بلا أخلاق بالمرة ، صدمت بطقوس الشيعة و العاشوراء الدامية ، صدمت بنظرة المسحيين للمسلمين على أنهم إرهابيين و كائنات دموية ، صدمت بأشياء كثيرة ووجدت ايضا أشياء كثيرة جميلة وجدت التعايش و تقبل الآخر ووجدت التعري الذي لا يهم أحد، الرجال يمرون قرب شابات في غاية الإثارة و لا أحد ينظر إليهن أو يلقي عليهن كلمة تحرش ، صدمت لأن ما تعلمته من مبادئ في بلادي يختلف عن مبادئ الحياة في بيروت ، الأخلاق هنا غير مرتبطة لا بالدين و لا بالجامعة التي تخرجت منها ، اليوم و بعد إثنتي عشرة عاما في لبنان أتعايش بشكل تام مع محيطي، ما عدت مصدومة و لكني فهمت عجلة الحياة كيف تدور و يكفي أن اللبناني يحترم المرأة المثقفة جدا و يقدرها جدا حتى و هي ترتدي مايوه من قطعتين.... بينك و بين أحلام مستغانمي حربا لا تهدا و الكثيرين يؤكدون انك تتعمدين مهاجمتها لتصلي إلى ما وصلت إليه هل هذا صحيح ؟ أحلام لها طريق لم أستطع أن أمشي فيها و الله سبحانه و تعالى قال " وهديناه النجدين " و أنا اخترت طريقا تناسب مبادئي و أخلاقي و ريفيتي التي تلاحقني أينما حللت، لقد كانت خيارات منذ البداية و إن كنت تعتبرين أن دفاعي عن زهور ونيسي و مبروكة بوساحة و جميلة زنير و كل الكاتبات اللواتي أهملهن التاريخ الأدبي في الجزائر لأنهن سبقنها في إثراء الأدب الجزائري بأقلامهن بالكتابة باللغة العربية تعمد لمهاجمتها فليكن... مشكلتي يا سيدتي أني أحب بلادي في العمق و أحترم كاتبات بلادي و أذكرهن في كل مقام و مقال و من السخف و المهزلة أن نشاركها كذبتها الشهيرة على أنها أول من كتب باللغة العربية في الجزائر مسيئين جميعا لأقلام تستحق الإحترام ، يا سيدتي " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ...فإن لم يستطع فبقلبه و ذاك أضعف الإيمان " و قد قلت أن الجزائريين على الخصوص لا يقرأون جيدا و إلا لعرفوا من هي أحلام كنص على الأقل...أتأسف أن كتب مالك حداد مرصوصة في المكتبات دون أن يقرأها أحد، و أغلب الصحفيين الذين يطرحون علي هذا السؤال لم يقرأوا لا أحلام و لا مالك حداد و لا غادة السمان و لا غيرهم ليعرفوا ما أعرفه أنا... و في كل الحالات لماذا أحتاج لمخلوق لأصل ما دام الخالق معي ؟ لمرة أخيرة سأقول أن أحلام مرحلة انتهت من حياتي و لن أجيب على اي سؤال يطرح حول هذا الموضوع مستقبلا إذ يبدو اليوم أن لا أحد يذكرها في الإعلام العربي غيري ، طبعا غير ما ترويه عن يومياتها و أختها و خادمتها و حلاقها وسفراتها بالفيرست كلاس و شقتها للكتابة في نيس و...و ... في صفحتها الأسبوعية في زهرة الخليج . حوار زهية منصر

بوعقبة يقتحم مقر >الشروق العربي< و يخرّبه




بوعقبة يقتحم مقر >الشروق العربي< و يخرّبه في ذات اليوم الذي تعرّضت فيه االمحققب إلى اقتحام سعد بوعقبة كان هذا الشخص قد قام أيضا باقتحام مقر >الشروق العربي< بدار الصحافة فريد زيوش بالقبة، حيث اقتحم المقر في حدود الساعة الثالثة زوالا بالقوة، و قام بشتم الموظفين الذين كانوا متواجدين في المقر، محطّما أقفال الباب الرئيسي، ومهدّدا كل من يقترب منه بآلات حديدية كان يحملها، و بسبب فشل أعوان أمن دار الصحافة في تهدئته وديا، فقد لجؤوا إلى الشرطيين العاملين بدار الصحافة، ومن ثم إلى محافظ أمن منطقة ابن عمرب التي تحتضن دار الصحافة، و قد حاول المعني الفرار من قبضة الشرطة التابعة لمنقطة ا بن عمرب، إلا أن أفرادها أمسكوا به، و جرى تقديم بلاغ لمحافظ الأمن من طرف مدير تحرير الشروق العربي، و مباشرة بعد إطلاق سراح بوعقبة قام بالتوجه إلى الـبالمحققب ليقوم بفعلته ·

الأربعاء، مارس 7

فضائح المرأة الجزائرية في صحيفة الحزب الحاكم





صحيفة الشروق الجزائرية ثبحث عن نساء الملاعب عبر مقالات التاجر عبد الناصر بن عيسي






الشروق تحقق في عزوف الجزائريات عن دخول الملاعب

قد يتساءل الفرد عن سبب غياب الجنس اللطيف عن ملاعب كرة القدم في بلادنا، ويستغرب لحضوره النسبي في الكثير من البلدان العربية على غرار تونس، المغرب، مصر وسوريا، وإن كان أغلبها يخصص أماكن بعينها للعائلات والنساء. وفي استطلاع أجريناه مع فتيات من مستويات مختلفة، تبيّن‮ ‬لنا‮ ‬أن‮ ‬الخوف‮ ‬من‮ ‬ردة‮ ‬فعل‮ ‬المجتمع‮ ‬ومن‮ ‬نظرة‮ ‬أفراده‮ ‬وكذا‮ ‬ازدياد‮ ‬ظاهرة‮ ‬عنف‮ ‬الملاعب‮ ‬وانعدام‮ ‬أماكن‮ ‬مخصصة‮ ‬لهن‮ ‬هي‮ ‬أهم‮ ‬الأسباب‮ ‬الكامنة‮ ‬وراء‮ ‬عزوف‮ ‬معظمهن‮ ‬عن‮ ‬ارتياد‮ ‬الملاعب‮.‬ تساؤل‮ ‬بالمناسبة أجدني في حرج كبير وأنا أكتب للمرأة العاشقة للرياضة وملاعب الكرة في عيدها، فهل أهنئها على غيابها القصري عن المدرجات، أم أقدم لها التعازي، لأن الحرمان من المتعة الآنية مفروض عليها من مجتمع رجالي لايزال ينظر للمرأة بنفس المنظور الذي نظر به إليها قبل قرون. سأحاول ترك الإحراج جانبا على الأقل نظريا، وأنطلق من الواقع الذي نعيشه في ملاعب كرة القدم بصفة منتظمة أسبوعيا، حيث أصبحت فضاء لكل ما هو بذيء وسيء، مما يصنفها في خانة الخطر الدائم على الذوق العام وقيم المجتمع بشكل عام.. الملاعب في صورتها الحالية، كان يجب أن تكون محرمة على الذكور قبل النساء ومن الجنون ارتيادها، فكيف للمرأة أن تجد مكانا لها بها وهي المصنفة جنسا لطيفا ووردة فيها الكثير من الليونة والعطر والقليل من الشوك، هي المرأة التي كرّمها الله وأهداها الأمومة التي تفتح لها أبواب الجنة. سيدتي مهما كان موقعك - زوجة، أختا، أما، صديقة، حبيبة - نخشى عليك من مدرجات الملاعب ولن ندعو إلى فتحها أمامك وفق إعلان اعتباطي مبني على مبادئ التحرر الغربي غير المشروط، بل دعونا نساهم بشكل جماعي، ذكورا وإناثا، في إيصال الفكرة إلى عقول المخبولين من شبابنا في‮ ‬صورة‮ ‬نقية‮ ‬تحافظ‮ ‬على‮ ‬سمو‮ ‬معاني‮ ‬الأنوثة‮ ‬لنفرش‮ ‬بساطا‮ ‬أحمر‮ ‬لنسائنا‮ ‬يتيح‮ ‬لهن‮ ‬طريق‮ ‬الملاعب‮ ‬محترمات‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬نخدش‮ ‬كرامتهن‮ ‬وكل‮ ‬عام‮ ‬وأنتن‮ ‬بخير‮.‬ العربي‮ ‬محمودي بعضهن‮ ‬يتحايل‮ ‬لدخولها‮ ‬وبعضهن‮ ‬الآخر‮ ‬لم‮ ‬يفكر‮ ‬أبدا‮ ‬في‮ ‬زيارتها‮ ‬ نظرة‮ ‬المجتمع‮ ‬وعنف‮ ‬المشجعين‮ ‬وراء‮ ‬عزوف‮ ‬الجزائريات‮ ‬عن‮ ‬ارتياد‮ ‬الملاعب إيمان‮. ‬ب: وفي هذا السياق، تقول سارة، شابة في العشرينات، تعمل صحفية في إحدى اليوميات أنها تحب الرياضة على العموم وتهوى الرياضات الفردية بشكل خاص، مشيرة إلى أنها كانت تحضر بعض منافسات الجيدو والمصارعة التي كانت تُنظم بين الحين والآخر في العاصمة. ولم تخف المتحدثة شغفها الكبير بكرة القدم ومتابعة مباريات القسم الأول - على وجه التحديد - سواء في التلفاز أو الراديو أو في صفحات الجرائد الخاصة بالرياضة. وعن قصتها مع كرة القدم تقول سارة: "زاد اهتمامي بهذه الرياضة عندما كنت صحفية في القسم الرياضي وكان يتعيّن علي متابعة كل ما يخص كرة القدم. وكم كنت أتوق لحضور مباراة على المباشر أي في الملعب حتى أتمكن من التعليق عليها حسب ما أراه أنا وليس حسب ما يقوله هذا المعلق أو ذاك. إلا أنني أعلم أن ذلك صعب جدا إن لم يكن مستحيلا". وعن الأسباب التي تحول دون دخول الفتاة الجزائرية إلى الملاعب، تقول المتحدثة: "أعتقد أن السبب الرئيسي هو نظرة المجتمع الجزائري إزاء هذا التصرف، فالناس لا يرحمون الفتاة التي تدخل الملاعب لحضور هذه المباراة أو تلك، سواء كانت فتاة عادية أو حتى صحفية تقوم بمهمتها، ذلك أن الملاعب كانت ولا تزال، في نظرهم، حكرا على الرجال. كما أن ظاهرة عنف الملاعب التي ازدادت في الآونة الأخيرة كفيلة بأن تجعل الفتاة الجزائرية تتخلى تماما عن فكرة زيارة الملاعب، وإلا فإنها ستخاطر بحياتها". دخلت‮ ‬الملعب‮ ‬فخرجت‮ ‬منه‮ ‬بكدمات‮ ‬في‮ ‬الرأس نبيلة، صحفية أخرى كانت لها تجربة مع الملاعب عندما كانت تحضّر لملف حول العنف في الملاعب "لم تكن المرة الأولى التي دخلت فيها ملعبا، لكن في المرات السابقة كنت مصحوبة ببعض أعضاء الطاقم الفني للفرق وكنت أجلس في أماكن "آمنة"، أما في اليوم الذي قررت فيه دخول الملعب والقيام بتحقيقي حول ظاهرة العنف في الملاعب فدخلت من الباب الرئيسي وجلست في المدرجات شأني شأن بقية المشجعين، لكني سرعان ما اضطررت إلى الخروج بعد أن بدأ بعض المشاغبين برشقي بالقارورات الفارغة وذهب البعض إلى حد شتمي ونعتي بألفاظ بذيئة. كم وددت في تلك اللحظة‮ ‬أن‮ ‬يخصصوا‮ ‬لفئة‮ ‬النساء‮ ‬جناحا‮ ‬خاصا‮ ‬بهن،‮ ‬حتى‮ ‬يتمكنّ‮ ‬من‮ ‬دخول‮ ‬الملاعب‮ ‬على‮ ‬غرار‮ ‬النساء‮ ‬في‮ ‬تونس‮ ‬أو‮ ‬المغرب‮ ‬أو‮ ‬مصر‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮". ‬ تتقمّص‮ ‬شخصية‮ ‬شاب‮ ‬للدخول‮ ‬إلى‮ ‬الملعب‮ ‬الذي‮ ‬عشقته‮ ‬طيلة‮ ‬11‮ ‬سنة سعاد، طالبة سنة ثالثة بجامعة الجزائر، كل من يراها يظن أنها ذكر وليست أنثى لطابعها الرجولي سواء في طريقة لبسها أو كلامها أو مشيتها، إلا أن الكل يشهد لها بطيبة القلب وحسن الأخلاق. سمعنا من معارفها أنها ترتاد الملاعب منذ أن كان عمرها 10 سنوات، وهو ما أكدته شخصيا: "لمّا كنت البنت الوحيدة وسط 5 ذكور، تأثرت كثيرا بميولاتهم الرجالية حتى أصبحت أعشق كرة القدم أكثر منهم وأتابع كل ما يتعلق بالمباريات الوطنية والأجنبية". أما عن تجربتها مع الملاعب، فتؤكد المتحدثة أنها بدأت عندما كانت في العاشرة من عمرها، "حينما كان أخي الكبير يصطحبني معه إلى الملاعب لحضور المباريات، أعجبت كثيرا بحرارة جو الملعب المليء بالهتافات والتشجيعات، وأدركت الفرق الواضح بين حضور مباراة في الملعب ومشاهدتها عبر التلفاز، ومن ذلك الوقت وأنا أتحايل على أخي ليأخذني معه إلى الملاعب إلى أن أصبحت أذهب لوحدي. في البداية واجهت صعوبات كثيرة مع المشجعين باعتباري فتاة، إلا أنني تفطّنت لحيلة تكفيني شر تعليقاتهم. ففي كل مرة أود فيها حضور مباراة أتقمص شخصية شاب، فألبس سروالا وأضع قبعة على رأسي وأهتف كبقية الشباب". فتيات‮ ‬لا‮ ‬يهتممن‮ ‬بالرياضة‮ ‬وأخريات‮ ‬لم‮ ‬يفكرن‮ ‬أبدا‮ ‬في‮ ‬الذهاب‮ ‬إلى‮ ‬الملاعب إلى‮ ‬جانب‮ ‬وجود‮ ‬فتيات‮ ‬مولعات‮ ‬بالرياضة‮ ‬حدّ‮ ‬‭"‬المغامرة‮"‬،‮ ‬نجد‮ ‬بالمقابل‮ ‬أخريات‮ ‬يعتبرن‮ ‬الألعاب‮ ‬الرياضية‮ - ‬عموما‮ - ‬وكرة‮ ‬القدم‮ - ‬خصوصا‮ - ‬آخر‮ ‬اهتماماتهن‮.‬ ومن بين هذه الفئة ياسمين، موظفة في القطاع الخاص، التي لم تخف نفورها من كرة القدم وعدم اكتراثها بكل ما يخص الرياضة، "صدقوني إن قلت لكم إنني أغيّر القناة إذا وقعت في نشرة أخبار رياضية وأطوي سريعا صفحة الرياضة إن كنت أقرأ الجريدة، "الله غالب" اهتماماتي منعدمة‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬المجال‮".‬ وعن سؤالنا حول أسباب عدم ارتياد المرأة الجزائرية الملاعب على غرار التونسية أو المصرية، علّقت المتحدثة أنها تعتبر كرة القدم رياضة ذكورية لا تمت للأنثى بصلة، "أنا شخصيا لم أفكر ولو مرة واحدة في حياتي في الذهاب إلى الملعب، لذلك فقد يكون من الصعب الإجابة عن هذا‮ ‬السؤال‮ ‬لكنني‮ ‬أظن‮ ‬بأن‮ ‬نظرة‮ ‬المجتمع‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يرحم‮ ‬هي‮ ‬السبب‮ ‬الرئيسي،‮ ‬فإن‮ ‬شاهد‮ ‬أو‮ ‬سمع‮ ‬أن‮ ‬فتاة‮ ‬تذهب‮ ‬إلى‮ ‬الملعب،‮ ‬وضعها‮ ‬في‮ ‬خانة‮ ‬معينة‮ ‬وقد‮ ‬تتأثر‮ ‬سمعتها‮ ‬بذلك‮". ‬ نعم‮ ‬للحفلات‮ ‬الساهرة‮.. ‬لا‮ ‬لمقابلات‮ ‬الظهيرة ‮.. ‬قضية‮ ‬ذوق‮ ‬ليس‮ ‬إلا‮!‬ الحضور النسوي في المناسبات الرياضية في الجزائر قد يكون غائبا تماما، ولا عجب في ذلك إذا نظرنا إلى ميول المرأة الجزائرية التي لاتتذوق أصلا الرياضة مقارنة مع فنون أخرى كالغناء مثلا. فحضور المرأة الجزائرية إلى حفل ساهر ينشطه "الساهر" العراقي مضمون وبقوة، بل ومميز أيضا، فهي تسعى لأن تكون في الواجهة من خلال القيام بلقطات ورقصات لجلب انتباه الكاميرامان لتسقط جميع القيم الاجتماعية وسط انغام شرقية، غير آبهة بالآخرين ولو كانوا ذوي قربى! أما حضور مقابلة كروية فهو لا يعني شيئا للمرأة الجزائرية، ليس لأنها تخشى رد فعل "الرجال‮" ‬في‮ ‬الملعب‮ ‬ولكن‮ ‬لأن‮ ‬كرة‮ ‬القدم‮ ‬محذوفة‮ ‬من‮ ‬قاموس‮ ‬المرأة‮ ‬الجزائرية،‮ ‬حتى‮ ‬ولو‮ ‬في‮ ‬البيت‮ ‬أمسية‮ ‬الخميس‮ ‬مع‮ ‬الزميل‮ ‬حسن‮ ‬جابر‮.‬ إن اهتمام المرأة الجزائرية بكرة القدم يبدو بالنسبة لها - عبث لا طائل من ورائه - أما العبث الذي من ورائه طائل، فمسألة واردة جدا بالنسبة لكثير من بناتنا اللواتي اقتحمن مجالات ومناطق كثيرة قد يكون "الضرر" فيها أكبر من الضرر الذي قد تخلفه مقابلة في كرة القدم، فالازدحام على الشواطئ في فصل الصيف مسألة واردة جدا، وحضور الأعراس على أنغام الشاب عبدو واردة أيضا وبالصورة التي يعرفها الجميع، أما حضور مباراة في كرة اليد النسوية وداخل قاعة مغطاة، وحتى وإن تم اتخاذ إجراء بدخول النساء فقط، فالأكيد أن ذلك لن يحرك شيئا في رغبة‮ ‬المرأة‮ ‬الجزائرية‮.‬ صحيح‮ ‬أن‮ ‬اهتمام‮ ‬الجزائريات‮ ‬بكرة‮ ‬القدم‮ ‬العالمية‮ ‬زاد‮ ‬بعض‮ ‬الشيء،‮ ‬لكن‮ ‬لأسباب‮ ‬جمالية‮ ‬لا‮ ‬رياضية،‮ ‬فكل‮ ‬الجزائريات‮ ‬يعرفن‮ ‬بيكام‮ ‬وكانافارو‮ ‬ولكن‮ ‬كفنانين‮ ‬لا‮ ‬كرياضيين‮!‬ ر‮. ‬مختار الهتافات‮ ‬البذيئة‮ ‬انتقلت‮ ‬من‮ ‬الملاعب‮ ‬إلى‮ ‬القاعات: عائق‮ ‬آخر‮ ‬يصنعه‮ ‬الذكور‮ ‬لمنع‮ ‬الجنس‮ ‬اللطيف لم تعد ظاهرة الهتافات البذيئة التي تميز ملاعب كرة القدم حصرا عليها فقط، بل انتقلت العدوى إلى القاعات التي تحتضن لقاءات كرة السلة واليد والطائرة في السنوات الأخيرة، خاصة في المباريات الحاسمة كالتي تجمع المولودية مع بوفاريك في السلة، حيث تنطق الحناجر بكل ما هو‮ ‬نابي‮ ‬وغير‮ ‬أخلاقي‮ ‬وغريب‮ ‬عن‮ ‬القاعات‮ ‬إلى‮ ‬وقت‮ ‬قريب،‮ ‬هذا‮ ‬الواقع‮ ‬يضع‮ ‬حاجزا‮ ‬آخر‮ ‬أمام‮ ‬الفتاة‮ ‬العاشقة‮ ‬للرياضة‮ ‬بكل‮ ‬أنواعها‮.‬ عادة ما تتيح مباريات الرياضات الجماعية، وحتى منافسات الرياضات القتالية، الفرصة للمرأة لكي تقترب من الوسط الرياضي، خاصة في ظل الممارسة الواسعة للجنس اللطيف لهذه الرياضات، لكن لم تكن القاعات والفضاءات على ما هي عليه الآن، مما أحدث شرخا آخر وشكل عائقا أمام العائلات وحتى الفتيات اللائي يردن التوجه بمفردهن ولا طريق لهن إلا المغامرة أو المخاطرة بآذانهن اللطيفة التي ستتلقى وابل السب والشتائم من أفواه الشباب الضائع الباحث عن متنفس لمشاكله اليومية مع لعنة البطالة والآفات الاجتماعية. ولم تسلم حتى الطرق التي تجري عليها سباقات الدراجات للفتيات من التعابير غير الأخلاقية للذكور الذين أصبحت لدهم مشاهدة الفتاة مرادفا لسلوك منحرف يعبرون عنه بلسانهم كطريقة وحيدة يملكونها أو كسبوها في السنوات الأخيرة من تراكمات تربوية واجتماعية متعددة المناهل لم‮ ‬يجدوا‮ ‬أين‮ ‬يسقطونها‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬الوسط‮ ‬الرياضي‮.‬ ع‮. ‬م سواكري‮ ‬بطلة‮ ‬جيدو‮ ‬تعشق‮ ‬كرة‮ ‬القدم: التقاليد‮ ‬تمنعني‮ ‬من‮ ‬ارتياد‮ ‬الملاعب أكدت المصارعة سليمة سواكري أنها تعشق كرة القدم وتعيش حالة من الغضب عندما تكتفي بمتابعة المباريات التقليدية في البطولة الوطنية أو المواجهات الحاسمة للمنتخب الوطني في البيت أمام التلفزة، لأنها لا تستطيع الدخول إلى الملعب. وبررت عدم ارتيادها للملاعب بعدم توفر الشروط التنظيمية التي تتيح للمرأة المتابعة العادية دون مشاكل تضايقها، لكنها ترى أن المجتمع كافة هو المسؤول عن هذه الظاهرة وليس القائمين على تسيير شؤون الكرة في البلاد. وقالت سليمة سواكري "للشروق اليومي"، »رغم أن الجيدو يسري في عروقي إلا أن كرة القدم تستهويني إلى درجة أني أحلم أن يأتي اليوم الذي أتابع فيه مباريات مولودية الجزائر مع شبيبة القبائل أو مع اتحاد العاصمة أو شباب بلوزداد في ملعب 05 جويلية، لأن حرارة الملعب تعطي للمنافسة‮ ‬نكهة‮ ‬أخرى‮«.‬ وضربت سواكري المثل بما يحدث في مصر وتونس والمغرب جيراننا، حيث تجد الفتاة سهولة كبيرة في ارتياد الملاعب مما يدل على وجود ثقافة الاحترام بين الجنسين بما يساهم في تطوير الذوق العام لأفراد المجتمع ومناصري كرة القدم بصفة خاصة. ع‮.‬م الأستاذ‮ ‬والباحث‮ ‬الاجتماعي‮ ‬توفيق‮ ‬قطوش‮ ‬ تركيبة‮ ‬المجتمع‮ ‬الجزائري‮ ‬مختلفة‮ ‬والعقل‮ ‬الجمعي‮ ‬لم‮ ‬يتقبل‮ ‬بعد‮ ‬ارتياد‮ ‬المرأة‮ ‬الملاعب أرجع السيد توقيف قطوش، أستاذ وباحث اجتماعي، غياب العنصر النسوي عن ملاعب كرة القدم إلى نظرة المجتمع الجزائري الذي يختلف كثيرا عن باقي المجتمعات الغربية وحتى العربية بما فيها تونس والمغرب الشقيقتان، مشيرا إلى أن خروج المرأة الجزائرية إلى الشارع ظاهرة جديدة لم تكن موجودة في القديم، وجاءت متأخرة مقارنة مع باقي المجتمعات المصرية مثلا أو السورية أو التونسية التي تأقلمت حاليا - في المدن الكبرى على وجه الخصوص - مع دخول المرأة إلى الملاعب وحضورها مباريات كرة القدم شأنها شأن الرجل. أما في الجزائر، يضيف المتحدث، فلم يتقبّل العقل الجمعي بعد هذه الفكرة وبقي مع التطور الذي مسّ العديد من الميادين ينظر إلى ارتياد العنصر النسوي الملاعب كنوع من "الجرأة" التي قد تكلّفها سمعتها في بعض الأحيان، حتى أن القائمين على إدارة الملاعب لم يفكروا حتى الآن في تخصيص أماكن للراغبات في حضور المباريات‮ ‬لاقتناعهم‮ ‬بأن‮ ‬هذا‮ ‬الشأن‮ ‬يبقى‮ ‬مقتصرا‮ ‬على‮ ‬الشباب‮ ‬والرجال‮ ‬فقط‮.‬ كما تطرّق الباحث الاجتماعي إلى مشكل العنف في الملاعب الذي أبعد، حسبه، فئات كثيرة من فئة الشباب عن ارتيادها بسبب الضرب والشتم والكلام البذيء الذي يخدش الحياء، فما بالك بالمرأة التي تربطها علاقة سلطوية بالرجل، هذا الأخير الذي يلجأ إليها مباشرة عند تفريغ مكبوتاته في الملاعب، ولا عجب أن يضربها أو يعنّفها، وهو ما ترضاه هي ولا نرضاه نحن كأفراد مجتمع، يضيف المتحدث الذي أشار إلى مساحات أخرى أصبحت تستهوي المرأة الجزائرية أكثر من كرة القدم والملاعب كرياضة الأيروبيك ومجال التجميل وغيرهما. إيمان‮. ‬ب النساء‮ ‬يصرخن: نريد‮ ‬مقاعد‮ ‬في‮ ‬ملاعب‮ ‬كرة‮ ‬القدم ب‮. ‬عيسى الشناوة.. السنافير.. الكواسر.. الجوارح.. الشواية.. كلها أسماء (مذكرة) لجمهور الكرة في الجزائر، في غياب الشنويات والسنفورات والكاسرات، مما يؤكد أن كرة القدم في الجزائر ما زالت رجالية من ضربة البداية إلى صافرة النهاية. الأمر لا يتوقف عند حدود اللاعبين والجمهور، فحتى الشرطيات اللائي نجدهن في كل مكان يغبن عن ملاعب الكرة والإداريات والسكريتيرات المتواجدات في جميع مجالات الحياة لا نجدهن أبدا في إدارات الكرة، ويبقى وصول المرأة الجزائرية إلى منصب رئيسة للجمهورية أقرب من رئيسة للفيدرالية‮ ‬الجزائرية‮ ‬لكرة‮ ‬القدم‮.‬ حب الجزائريات لكرة القدم ما عاد يختلف عن الجزائريين من الذكور، وعادة ما تتحوّل تجمعات أنثوية إلى طرح مشاكل الكرة الجزائرية وحتى العالمية، ويوجد عدد من نجوم الكرة في الجزائر ممن تزوجوا من مشجّعات للكرة مثل النجم العالمي رابح ماجر الذي تعرفت عليه زوجته -كما روى‮ ‬بنفسه‮- ‬لأنها‮ ‬أعجبت‮ ‬بأدائه‮ ‬في‮ ‬مونديال‮ ‬إسبانيا‮ ‬عام‮ ‬1982‮ ‬وكان‮ ‬حينها‮ ‬في‮ ‬الـ‮ ‬24‮ ‬من‮ ‬عمره‮.‬ لكن‮ ‬لماذا‮ ‬لا‮ ‬تدخل‮ ‬الجزائريات‮ ‬من‮ ‬دون‮ ‬نساء‭ ‬العالم‮ ‬جميعهن‮ ‬إلى‭ ‬ملاعب‮ ‬الكرة‮ ‬مع‮ ‬استثناءات‮ ‬قليلة‮ ‬جدا‮.‬ أماكن‮ ‬مخصصة‮ ‬للنساء‮ ‬في‮ ‬ملاعبنا ما لا يعلمه الجمهورالرياضي أن مهندسي ملعب 5 جويلية و17 جوان بقسنطينة قاما بتخصيص مكان يتّسع لحوالي 1000 امرأة مع تخصيص مراحيض ومواقع راحة نسائية عندما تم تدشين هذين الملعبين عامي 1972 و1975 على التوالي، حيث استقبل ملعب 5 جويلية أول مباراة في 19 جوان 1972 بحضور هواري بومدين ضمن نهائي الكأس بين حمراء عنابة واتحاد العاصمة (2 - 0)، وبقي مكان النساء فارغا باستثناء بعض الضيفات، كما تم تخصيص مكان للنساء عند افتتاح ملعب 17 جوان في ربيع 1975 في مباراة نصف نهائي الكأس بين مولودية قسنطينة وجمعية وهران (3 - 0)، وحضرت العشرات من القسنطينيات، لتختفي بعد ذلك نهائيا النساء عن ملاعبنا وأصبحت الأماكن »النسوية« رجالية 100٪، وحاولت إدارة منادي بعنابة بداية هذا الموسم تخصيص مكان للمناصرات في ملعب 19 ماي وشوهدت العشرات منهن في اللقاءين الأولين ضد شباب قسنطينة وملعب المحمدية، ولكن‮ ‬مع‮ ‬اشتداد‮ ‬المنافسة‮ ‬وعودة‮ ‬الجمهور‮ ‬العنابي‮ ‬الرجالي‮ ‬بقوة‮ ‬تبخّر‮ ‬الوجود‮ ‬النسوي‮ ‬نهائيا‮ ‬عن‮ ‬ملعب‮ ‬عنابة‮.‬ وفي تاريخ الكرة الجزائرية كان جمهور شبيبة القبائل أيضا فيه من الجنس اللطيف خاصة في المباريات التي كانت تجري بملعب 5 جويلية، ولوحظ التواجد القوي للنساء في نهائي 1977 ضد النصرية الذي آل لتيزي وزو (2 - 1)، كما تميزت التنقلات الوهرانية خارج وهران للمولودية بالنكهة‮ ‬الأنثوية‮ ‬في‮ ‬منتصف‮ ‬الثمانينيات‮ ‬عندما‮ ‬أحرز‮ ‬الحمراوة‮ ‬كأسين‮ ‬ضد‮ ‬ديناميكية‮ ‬العاصمة‮ ‬وشباب‮ ‬بناء‭ ‬قسنطينة‮ ‬في‮ ‬الزمن‮ ‬الذهبي‮ ‬لمولودية‮ ‬بن‮ ‬عرماس‮ ‬وصباح‮ ‬وبن‮ ‬ميمون‮.‬ أما عن الفريق الوطني فكان أهم حضور نسوي ومتميز جدا عام 1985 في المقابلة التأهيلية قبل النهائية ضد زامبيا في ملعب 5 جويلية، حيث لم يتوقف حضور ما لا يقل عن 5000 فتاة عند التواجد البدني فقط، بل إنهن في نهاية المباراة أصبحن لوحدهن يصحن (يا لولاد نديرو حالة)، وهو ما مكّن ماجر في الدقيقة 88 من تسجيل الهدف الثاني (هدف الأمان) بعد هدف بن ساولة في الدقيقة الخامسة، وتمكن منتخبنا من التأهل بعد أن فاز أيضا في زامبيا (1 - 0). ويرجع تواجد الجمهور النسوي في تلك المباراة بهاته القوة إلى كون المقابلة تزامنت مع احتفالات عيد الاستقلال‮ ‬والشباب،‮ ‬فقامت‮ ‬إدارة‮ ‬الملعب‮ ‬بتخصيص‮ ‬5000‮ ‬مقعد‮ ‬لبنات‮ ‬الثانوية‮ ‬والجامعات‮ ‬القادمات‮ ‬من‮ ‬شتى‮ ‬الولايات،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬أضفى‮ ‬أجواء‮ ‬حماسية‮ ‬في‮ ‬مباراة‮ ‬لعبت‮ ‬ليلا‮ ‬وكانت‮ ‬بساطا‮ ‬نحو‮ ‬مونديال‮ ‬المكسيك‮ ‬عام‮ ‬1986‮.‬ جزائريات‮ ‬في‮ ‬مونديال‮ ‬إسبانيا‮ ‬ عندما تأهل منتخبنا إلى مونديال إسبانيا 1982 كانت الجزائر تعيش في بحبوحة مالية، حيث بلغ سعر البترول حينها رقما قياسيا وقامت الدولة بتوفير رحلات إلى إسبانيا للمناصرين لمتابعة الدور الأول مقابل (4000 ج) فقط وكل المونديال مقابل (12000دج) فقط، مع تكاليف الرحلة والتنقل في إسبانيا والفندقة والتذاكر، وطغى الجمهور الجزائري على جمهور منافسيه وكان في العدد رابع جمهور في الدور الأول بعد الإسبان والإنجليز والإيطاليين، وضد ألمانيا في 16 جوان لم يكن في المدرجات إلا الجمهور الجزائري الذي بلغ 5000 فيه الكثير من البنات القادمات من غرب الوطن بالخصوص (بلعباس ووهران)، ومازالت صورة الجزائرية في مباراة النمسا وهي تبكي وتضع العلم على كتفيها في الأذهان، وحتى في أمم إفريقيا بتونس حضرت بعض الجزائريات ولكنه حضور ليس بذات القوة التي تؤكد مدى تعلق الإناث بكرة القدم، كما كان التلفزيون الجزائري‮ ‬يركّز‮ ‬على‭ ‬التقاط‮ ‬صورة‮ ‬نسائية‮ ‬ربما‮ ‬آخر‮ ‬حضور‮ ‬نسوي‮ ‬جزائري‮ ‬في‮ ‬ملاعب‮ ‬الكرة،‮ ‬حيث‮ ‬تبخّرت‮ ‬الآن‮ ‬نهائيا‮ ‬عن‮ ‬متابعة‮ ‬المباريات‮. ‬ كل‮ ‬نساء‮ ‬العالم‮ ‬إلا‮ ‬الجزائريات‮ ‬ في كل دول المعمورة نشاهد الجنس اللطيف على المدرجات إلا في الجزائر، فهن موجودات في الجامعات وفي الحقول وفي القطارات باستثناء الملاعب، حتى نساء السعودية وكل دول الخليج شاهدناهن بقوة في دورة الخليج الأخيرة، كما يخصص ملعب طهران بإيران مكانا للنساء اللائي يحضرن بقوة أيضا في مباريات البطولة، وفي إفريقيا ولدى الجيران لم يعد يجلب الانتباه تواجد امرأة تونسية أو مغربية أو ليبية أو مصرية على مدرجات الملعب، وكلما تنقلت أنديتنا إلى صحاري وأدغال إفريقيا إلا وكان الحضور مختلطا وطبعا لسنا في حاجة للحديث عن الأوربيات، تصوروا‮ ‬وردة‮ ‬الجزائرية‮ ‬كانت‮ ‬تحضر‮ ‬مباريات‮ ‬الداربي‮ ‬المصري‮ ‬ما‮ ‬بين‮ ‬الأهلي‮ ‬والزمالك‮ ‬ولم‮ ‬تدخل‮ ‬في‮ ‬حياتها‮ ‬مباراة‮ ‬في‮ ‬الجزائر‮. ‮ ‬المختصر‮ ‬المفيد‮ ‬أن‮ ‬كل‮ ‬نساء‭ ‬العالم‮ ‬يدخلن‮ ‬الملاعب‮ ‬إلا‮ ‬الجزائريات‮ ‬والسؤال‮ ‬المختصر‮ ‬هو‮ ‬لماذا؟‮! ‬والجواب‮ ‬المفيد‮ ‬في‮ ‬مكان‮ ‬ما‮!!. ‬

معلومات‮ ‬أكيدة‮

اضطرت إحدى المسؤولات البارزات في الدولة إلى رمي سائقها الخاص بعقب سيجارة بعد أن مالت به السيارة في أحد الاتجاهات نتيجة زحمة الطريق، مما تسبب للسيدة المحترمة جدا في اختلال توازن داخل السيارة الفخمة. ‮ ‬صاحبنا‮ ‬لم‮ ‬يستطع‮ ‬أن‮ ‬يستسيغ‮ ‬هذه‮ ‬الإهانة‮ ‬فكان‮ ‬منه‮ ‬أن‮ ‬رمى‮ ‬بالمفاتيح‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬السيدة‮ ‬وغادر‮ ‬المبنى‮ ‬المحترم‮ ‬قائلا‮ ‬في‮ ‬سره‮ "‬عيش‮ ‬نهار‮ ‬سردوك‮ ‬ولا‮ ‬عام‮ ‬جاجا‭"‬‮.*** أفادت بعض المصادر المقربة من الديناصورات الثقافية أن مجموعة من الكتاب الكبار في الجزائر أصبحوا يطالبون بحصة ثقافية تبث على المباشر على غرار منتدى التلفزيون المخصصة للسياسيين، وحجتهم في ذلك ترقية الثقافة إلى مستوى نقاش حقيقي، كما طالب هؤلاء بأن تبث الحصة على‮ ‬المباشر‮ ‬وفي‮ ‬أوقات‮ ‬الذروة‮ ‬لكسب‮ ‬أكبر‮ ‬عدد‮ ‬ممكن‮ ‬من‮ ‬المشاهدين‮ "‬بسلامتهم‮" ‬وهكذا‮ ‬تصبح‮ ‬الفضائح‮ ‬على‮ ‬المباشر‮ ‬وبالمجان‮. ‬ *** شاعر جزائري يعرف في الوسط الأدبي باحتياله وتحايله داخل وخارج الجزائر راح يوجه دعوة إلى أحد المفكرين المصريين في إطار عاصمة الثقافة العربية في الجزائر وكأنه هو محافظ السنة الثقافية، ولأن لا أحد من الهيئات الثقافية الرسمية لم يرد أن يتكفل بالضيف العزيز الذي له‮ ‬مشاكل‮ ‬مع‮ ‬جامع‮ ‬الأزهر‮ ‬لم‮ ‬يجد‮ ‬صاحبنا‮ ‬ما‮ ‬يعتذر‮ ‬به‮ ‬للضيف‮ ‬فراح‮ ‬يختفي‮ ‬عن‮ ‬الأنظار‮ ‬حتى‮ ‬انكشف‮ ‬أمره‮ ‬أمام‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮. ‬أحد‮ ‬طويلي‮ ‬اللسان‮ ‬في‮ ‬الوسط‮ ‬الأدبي‮ ‬راح‮ ‬يعلق‮ ‬بالقول‮: ‬يا‮ ‬أخي‮ ‬إذا‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬لك‮ ‬بيت‮ ‬فلما‮ ‬تدعو‮ ‬ضيفك‮ ‬إلى‮ ‬بيوت‮ ‬الآخرين‮!.‬ *** مسؤول بارز في إحدى الدوائر التابعة لبرنامج عاصمة الثقافة قام بخرق الاتفاق المبدئي الذي أبرمه مسؤوله الأول مع إحدى المؤسسات العمومية لإنجاز كتب بأسعار معقولة ونجح في إقناع مسؤوليه بتحويل العقد لصالح مؤسسة خاصة. المهمة المستحيلة التي نجح فيها هذا "الكلومبو" الجديد هندسها بمساعدة امرأة نافذة في هذه الإدارة العمومية، وعادت عليهما بريع وفير ينتظر أن يعم خيره فضائح كبيرة على الساحة الثقافية والإعلامية قريبا، حسب مصادر جد نافذة.. وعاشت "الجزائر عاصمة الفضائح العربية". *** اضطرت إحدى المسؤولات البارزات في الدولة إلى رمي سائقها الخاص بعقب سيجارة، بعد أن مالت به السيارة في أحد الاتجاهات نتيجة زحمة الطريق مما تسبّب للسيدة المحترمة جدا في اختلال توازن داخل السيارة الفخمة، صاحبنا لم يستطع أن يستسيغ هذه الإهانة فكان منه أن رمى بالمفاتيح‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬السيدة‮ ‬وغادر‮ ‬المبنى‮ ‬المحترم‮ ‬قائلا‮ ‬في‮ ‬سره‮ "‬عش‮ ‬مرة‮ ‬واحدة‮ ‬سردوكا‮ ‬ولا‮ ‬عاما‮ ‬دجاجة‮"‬ *** أفادت بعض المصادر المقربة من الديناصورات الثقافية أن مجموعة من الكتّاب الكبار في الجزائر أصبحوا يطالبون بحصة ثقافية تبث على المباشر على غرار منتدى التلفزيون المخصصة للسياسيين، وحجتهم في ذلك ترقية الثقافة إلى مستوى نقاش حقيقي. كما طالب هؤلاء بأن تبث الحصة على‮ ‬المباشر‮ ‬وفي‮ ‬أوقات‮ ‬الذروة‮ ‬لكسب‮ ‬أكبر‮ ‬عدد‮ ‬ممكن‮ ‬من‮ ‬المشاهدين‮ "‬بسلامتهم‮"‬،‮ ‬وهكذا‮ ‬تصبح‮ ‬الفضائح‮ ‬على‮ ‬المباشر‮ ‬وبالمجان‮. ‬ *** شاعر‮ ‬جزائري‮ ‬يعرف‮ ‬في‮ ‬الوسط‮ ‬الأدبي‮ ‬باحتياله‮ ‬وتحايله‮ ‬داخل‮ ‬وخارج‮ ‬الجزائر راح يوجه دعوة إلى أحد المفكرين من الأشقاء العرب في إطار عاصمة الثقافة العربية في الجزائر وكأنه هو محافظ السنة الثقافية، ولأن لا أحد من الهيئات الثقافية الرسمية لم يرد أن يتكفل بالضيف العزيز الذي له مشاكل مع جامع الأزهر، لم يجد صاحبنا ما يعتذر به للضيف، راح‮ ‬يختفي‮ ‬عن‮ ‬الأنظار‮ ‬حتى‮ ‬انكشف‮ ‬أمره‮ ‬أمام‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮. ‬أحد‮ ‬طويلي‮ ‬اللسان‮ ‬في‮ ‬الوسط‮ ‬الأدبي‮ ‬راح‮ ‬يعلق‮ ‬بالقول‮ ‬يا‮ ‬أخي‮ ‬إذا‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬لك‮ ‬بيت‮ ‬فلما‮ ‬تدعو‮ ‬ضيفك‮ ‬إلى‮ ‬بيوت‮ ‬الآخرين‮.‬ *** مسؤول بارز في إحدى الدوائر التابعة لبرنامج عاصمة الثقافة، قام بخرق الاتفاق المبدئي الذي أبرمه مسؤوله الأول مع إحدى المؤسسات العمومية لإنجاز كتب بأسعار معقولة ونجح في إقناع مسؤوليه بتحويل العقد لصالح مؤسسة خاصة. المهمة المستحيلة التي نجح فيها هذا "الكلومبو" الجديد، هندسها بمساعدة امرأة نافذة في هذه الإدارة العمومية وعادت عليهما بريع وفير ينتظر أن يعم خيره فضائح كبيرة على الساحة الثقافية والإعلامية قريبا، حسب مصادر جد نافذة، وعاشت "الجزائر عاصمة الفضائح الثقافية "
ما لا يقال: أحزاب المرادية؟تاريخ المقال 04/03/2007عبد‮ ‬العالي‮ ‬رزاقي ‮ منذ العهدة الثانية لبوتفليقة تراجع اعتماد الأحزاب والصحف والجمعيات، وتوسعت ظاهرة »الانقسامات والانشقاقات« وظاهرة التصحيحيين والتقويميين والتجديديين، بين قيادات الأحزاب والمجتمع المدني. ولم نعد نفرّق بين الحزب والصحيفة، وبين التنظيم السياسي والمجتمع المدني،‮ ‬بل‮ ‬تداخلت‮ ‬السلطة‮ ‬التشريعية‮ ‬مع‮ ‬السلطة‮ ‬التنفيذية‮ ‬حتى‭ ‬صرنا‮ ‬لا‮ ‬نفرّق‮ ‬بين‮ ‬الوزير‮ ‬ورجل‮ ‬السياسة‮.‬ ‮ ‬حزبان‮ ‬ورئيس‮!‬ يبدو أن النموذج الأمريكي في التنافس على الرئاسة يثير لعاب الكثير، لأنه يحول الديمقراطية إلى »صراع ديكة« يقلد فيها الغالب »وسام المغلوب«، ويسمح للمغلوب بانتزاعه مرة أخرى مهما طال الزمن أو قصر. وإذا‮ ‬كان‮ ‬النموذج‮ ‬الأمريكي‮ ‬نابعا‮ ‬من‮ ‬اختلاف‮ ‬الأعراف‮ ‬والأجناس‮ ‬وتعدد‮ ‬الثقافات‮ ‬والديانات،‮ ‬والالتفاف‮ ‬حول‮ ‬الأفكار‮ ‬والمشاريع،‮ ‬فإن‮ ‬النماذج‮ ‬العربية‮ ‬بعيدة‮ ‬عن‮ ‬هذا‮ ‬النموذج‮.‬ فالأمريكيون حين شرعوا في تطبيق مشروع الشرق الأوسط الكبير في الوطن العربي لجأوا إلى الخبراء، ففي الصحافة مثلا اختاروا جريدتي "أوريزو" الحكومية و"الشروق" المستقلة، ولم يتدخلوا في مضمون الجريدتين، وإنما أشرفوا على "التسيير التقني والفني" لتسهيل المهمة أمام الصحفي لإيصال رسالته أو مادته الإعلامية بأقل التكاليف والجهد، وتمكين القراء من قراءة الصحيفة دون إهدار للوقت أو تعب في استيعاب المادة الإعلامية، ومن يطالع الجريدتين سيكتشف "الخطوة العملاقة" للأداء التقني، وهم بهذه الخبرة وفّروا للطالب الجامعي »النموذج« الذي يقتدي به في »المادة التطبيقية«، ووفروا لنا أسهل الطرق للاتصال بالقارئ، أو لم يقدموا أفكارا فنية لطي »عهد الزربية« التي تغطي الصفحات الأولى لصحفنا الوطنية؟. ويكفي أن »صورة صدام« التي وزّعتها صحيفة "الشروق" »كانت تحت رعاية الخبرة الأمريكية«، فهل تغيّر موقف "الشروق‮" ‬من‮ ‬أمريكا؟‮.‬ المؤكد أننا استفدنا من هذه الخبرة بالرغم من موقفنا الثابت من الحكومة الأمريكية والرفض للمشروع الأمريكي في الشرق الأوسط. لو كانت السلطات الجزائر تفكر في تطوير الإعلام أو الأحزاب أو العدالة أو الأمن، لما تأخرت في الاستفادة من هذه الخبرة الفنية، ولا أبوح بسر إذا قلت إن الفضل في مجريات »محاكمة الخليفة يعود إلى »الخبرة الأمريكية« الموجودة في العدالة، وإذا كان هناك »مشروع« لدعم الثنائية الحزبية في الجزائر، من جهات داخل السلطة، فإن النجاح مستبعد، لأن انقسام الساحة السياسية إلى حزبين يعني بالضرورة انقسام البلاد إلى منطقتين، فالأحزاب في الجزائر تقوم على أسماء وليس على أفكار، فبدون حسين آيت أحمد لا يوجد حزب اسمه جبهة القوى الاشتراكية، وبدون سعيد سعدي لا يوجد حزب اسمه التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وبدون جاب الله عبد الله لا يوجب حزب اسمه حركة الإصلاح والأمثلة كثيرة. والأحزاب التي لم يتم التداول فيها على رئاسة الحزب هي تلك الأحزاب التي يمتلك أصحابها أفكارا ويدافعون عنها، ولها مواقف ثابتة، ويصعب تليينها، إلى جانب أن لهم مريدين ومناضلين يؤمنون بهم كرموز للحزب، وبالتالي فأية محاولة لإجهاض مثل هذه الأحزاب قد تدفع بالبلاد‮ ‬إلى‭ ‬‮»‬مجهول‮ ‬جديد‮«.‬ المؤكد أن جبهة التحرير ستبقى رائدة »الأغلبية« التي تبقى رهن الرئيس، والجبهة، في جميع مراحلها، كانت للأجهزة، ومطية للوصول إلى المناصب وحين أرادت أن تتحرّر من براثن أصحاب القرار، في عهد عبد الحميد مهري، أطاحت بها الأجهزة، في عملية سميت بـ (الانقلاب العلمي) أو‮ »‬المؤامرة‮« ‬وحتى‮ ‬حين‮ ‬أراد‮ ‬علي‮ ‬بن‮ ‬فليس‮ ‬أن‮ ‬يوظفها‮ ‬في‮ ‬رئاسيات‮ ‬2004،‮ ‬وجد‮ ‬نفسه‮ »‬خارج‮ ‬مجال‮ ‬التغطية‮«.‬ لقد‮ ‬أنجبت‮ ‬السلطة‮ ‬من‮ ‬رحم‮ ‬الجبهة‮ ‬حزبا‮ ‬ومنحته‮ ‬الأغلبية،‮ ‬لكنها‮ ‬اليوم‮ ‬تجد‮ ‬صعوبة‮ ‬في‮ ‬إعادته‮ ‬إلى‭ ‬‮»‬رحمها‮« ‬ويجد‮ ‬الحزب‮ ‬صعوبة‮ ‬لأن‮ »‬فضيحة‮ ‬الخليفة‮« ‬فيها‮ ‬أسماء‭ ‬منه‮.‬ لكن‮ ‬التوجه‮ ‬العام‮ ‬لتشريعيات‮ ‬17‮ ‬ماي‮ ‬القادم‮ ‬سيعطي‮ ‬الشرعية‮ ‬لثلاثة‮ ‬تيارات‮ ‬كبرى‭ ‬هي‮:‬ 1- ‬التيار‮ ‬الوطني‮ ‬بقيادة‮ ‬جبهة‮ ‬التحرير‮ ‬وسيحصد‮ ‬أو‮ ‬تحصد‮ ‬له‮ ‬الأغلبية،‮ ‬وهذا‮ ‬التيار‮ ‬لن‮ ‬يسمح‮ ‬له‮ ‬بتشكيل‮ ‬حكومة‮ ‬لوحده،‮ ‬إلا‮ ‬بعد‮ ‬تعديل‮ ‬الدستور‮ ‬وإجراء‮ ‬انتخابات‮ ‬رئاسية‮ ‬عام‮ ‬2009‮.‬ 2- التيار الإسلامي، وسيكون خليطا من مرشحي الأحزاب الإسلامية، أو الإسلاميين داخل أحزاب أخرى، أو قوائم حرة يقودها تيار عبد الله جاب الله أو تيار وزير الداخلية لدى من يصفون أنفسهم بـ (التقويميين). لاشك أن حمس ستكون الحزب الوحيد في التيار الإسلامي الذي لا يستطيع أن يكون محور استقطاب لتيار الإنقاذ أو جاب الله أو »التائبين« أو المحسوبين على التيار الإسلامي من الوجوه القديمة في البرلمان بغرفتيه. 3‮- ‬التيار‮ ‬الديمقراطي‮ ‬اللائكي،‮ ‬وهو‮ ‬يعاني‮ ‬المشكلة‮ ‬نفسها‮ ‬التي‮ ‬يعانيها‮ ‬التيارالإسلامي،‮ ‬في‮ ‬التناقض‮ ‬بين‮ ‬أطرافه،‮ ‬إلى‭ ‬جانب‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬التيار‮ ‬سيكون‮ ‬الصوت‮ ‬المعارض‮ ‬فيه‮ ‬هو‮ ‬حزب‮ ‬آيت‮ ‬أحمد‮.‬ وهذه‮ ‬التيارات‮ ‬الثلاثة‮ ‬لا‮ ‬تستطيع‮ ‬أن‮ ‬تتحول‮ ‬إلى‭ ‬أحزاب،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فالذين‮ ‬يؤمنون‮ ‬بالنموذج‮ ‬الأمريكي‮ ‬يتوهمون‮ ‬وجود‮ ‬أحزاب‮ ‬في‮ ‬الجزائر،‮ ‬بينما‮ ‬الحقيقة‮ ‬هي‮ ‬وجود‮ ‬تيارات‮ ‬سياسية‮ ‬وانتماءات‮ ‬وميول‮.‬ وزراء‮ ‬أم‮ ‬رؤساء‮ ‬أحزاب؟ يبدو‮ ‬لي‮ ‬أن‮ ‬التداخل‮ ‬بين‮ ‬الأحزاب‮ ‬والسلطة‮ ‬التنفيذية‮ (‬الحكومة‮) ‬وصل‮ ‬إلى‭ ‬حد‮ ‬قد‮ ‬يجلب‮ ‬للبلاد‮ ‬مصاعب،‮ ‬ويضعها‮ ‬على‭ ‬بركان‮ ‬جديد‮.‬ المؤكد أن الأمن خيار استراتيجي للبلاد، وليس عملية »تكتيكية مرحلية«، فالجزائر في حاجة إلى استقرار أمني وهذا لا يتحقق في ظل قانون الطوارئ، ولا في »الهزات العنيفة« للشارع الجزائري، ولا في غلق المجال الإعلامي والسياسي. والبلاد التي يوجد فيها أمن لا تشعر بوجود قوات الأمن في شوارعها، ولنأخذ »ليبيا« مثلا، لا نعثر في شوارعها إلا على شرطة المرور، لكن الأمن موجود في كل مكان، والجزائر التي استفادت أمنيا في تعاملها أكثر من 10 سنوات في محاربة الإرهاب، تتحول عاصمتها هذه الأيام إلى‭ ‬‮»‬اختناق‮« ‬تحت‮ ‬حجة‮ ‬الإرهاب‮.‬ إذا‮ ‬كان‮ ‬الهدف‮ ‬هو‮ ‬تحسيس‮ ‬المواطن‮ ‬بخطورة‮ »‬الإرهاب‮ ‬القادم‮«‬،‮ ‬فأعتقد‮ ‬أن‮ ‬العملية‮ ‬فاشلة،‮ ‬لأنها‮ ‬تعيد‮ ‬الجزائر‮ ‬إلى‮ ‬سنوات‮ ‬1992‮.‬ أما‮ ‬إذا‮ ‬كان‮ ‬فعلا‮ ‬هناك‮ »‬تسلل‮ ‬إرهابي‮« ‬فهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن‮ ‬وزارة‮ ‬الداخلية‮ ‬ومصالحها‮ ‬المختلفة‮ ‬تجاهلت‮ ‬مهمتها‮ ‬أو‮ ‬تم‮ ‬اختراقها‮.‬ المؤكد أنك عندما تقرأ تصريحا لوزير الداخلية بأن »أغلبية المناضلين، في حزب جاب الله، لا يقبلون برئاسته للحزب«، وأن القانون لا يخوّل للحزب الدعوة إلى مؤتمر، وإنما يخوّل للمنشقّين عنه، تتساءل: هل لوزارة الداخلية مخابر سبر الآراء داخل الأحزاب لتدرك أن هذا الحزب‮ ‬مقبول‮ ‬قاعديا‮ ‬أو‮ ‬مرفوض؟ ولا‮ ‬أفهم‮ ‬كيف‮ ‬يجرؤ‮ ‬وزير‮ ‬داخلية‮ ‬على‭ ‬وصف‮ ‬رئيس‮ ‬حزب‮ ‬بـ‮ (‬عدم‮ ‬التأهيل‮ ‬القيادي‮) ‬وهو‮ ‬يملك‮ ‬28‮ ‬كتابا‮ ‬سياسيا‮ ‬موجودا‮ ‬في‮ ‬الأسواق‮ ‬الجزائرية‮ ‬والعربية؟ ولا‮ ‬أستطيع‮ ‬أن‮ ‬استوعب‮ ‬أن‮ ‬حزبا‮ ‬يشارك‮ ‬في‮ ‬الانتخابات‮ ‬الجزئية‮ ‬عام‮ ‬2005‮ ‬بالمناطق‮ ‬التي‮ ‬رفضت‮ ‬العروش‮ ‬نتائجها،‮ ‬ويشارك‮ ‬في‮ ‬التجديد‮ ‬النصفي‮ ‬لأعضاء‮ ‬مجلس‮ ‬الأمة‮ ‬عام‮ ‬2007‮ ‬ويدّعي‮ ‬الوزير‮ ‬أنه‮ ‬مجمد‮ ‬منذ‮ ‬2004‮.‬ المؤكد أن الذي لا يدرك ما يجري في العاصمة لا يستطيع أن يدرك ما يجري في بقية المدن الجزائرية، فما بالك إذا كان يدرك ما يجري في رؤوس المناضلين، لأحزاب يعتز أنه لم يستقبل قادتها في مكتبه! إن تصريحات زرهوني هي بمثابة »إثارة« للفتنة، فالعدالة هي وحدها التي تحكم في القضايا الحزبية، وإذا كان هناك حزب اخترق القانون، فعليه بتبليغ العدالة، لتتخذ الإجراءات التي يفترض أن يطبقها لا أن ينظر لها. إن‮ ‬غياب‮ ‬القرارات‮ ‬والتعليمات‮ ‬المكتوبة‮ ‬والاعتماد‮ ‬على‭ ‬التصريحات‮ ‬الشفوية،‮ ‬حوّل‮ ‬البلاد‮ ‬إلى‭ ‬‮»‬مهرجان‮ ‬كلامي‮«.‬ لو كانت هناك سلطة تنفيذية لاتخذت القرارات في وقتها، وتركت الحرية للعمل السياسي والإعلامي، فالسلطة التي تمنع على مواطنيها تصوير الشوارع أو الابتهاج بالانتصار في مقابلة رياضية، أو لا تسمح للأحزاب بإقامة تجمعاتهم إلا إذا كانوا موالين لها، هي سلطة قد تجلب للبلاد‮ ‬مصاعب‮ ‬مستقبلية‮. ‬إنها‮ ‬مثل‮ ‬تلك‮ ‬الجمعيات‮ ‬التي‮ ‬صارت‮ ‬تهدد‮ ‬أحزابها‮ ‬بالانسحاب‮ ‬منها،‮ ‬أو‮ ‬تجتمع‮ ‬بوزراء‮ ‬في‮ ‬مكاتبهم‮.‬ ولست قادرا على تصوّر مستقبل لديمقراطية يبرئ فيها الوزير نفسه عبر أوراق الصحف، ويطالب فيها حملة السلاح بإنشاء أحزاب لهم، وتتحول وسائل إعلامها إلى منابر للخارجين عن القانون، الرافضين للمثول أمام العدالة أو الهاربين منها أو الرافضين للقوانين الداخلية للأحزاب. فالجزائر عاصمة الثقافة العربية لكنها تضم طاقما ثقافيا مكونا من وزارة وكيانات تتصارع، واتحاد كتاب »مغتصب« وشعراء يسكنون »الشيراتون« وليس في جيوبهم ثمن »كأس شاي« أو ثمن سيارة تنقلهم من »نادي الصنوبر إلى قصر الثقافة«. إذا كان الفكر لدى المنتمين إلى الحقل الثقافي غير قادر على استيعاب »العرس العربي« في الجزائر، لأن كل طرف يريد »المقايضة به« لمنصب، فكيف نطلب من يريد الوصول إلى »الكرسي« أو »جواز سفر أحمر« أن يفكر في الجزائر. المؤكد‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬خللا‮ ‬ما‮ ‬في‮ ‬جهة‮ ‬ما،‮ ‬لا‮ ‬يراد‮ ‬تصليحه‮ ‬أو‮ ‬إصلاحه،‮ ‬والأكثر‮ ‬تأكيد‮ ‬هو‮ ‬أن‮ ‬الأحزاب‮ ‬لن‮ ‬تصل‮ ‬إلى‭ ‬المرادية‮ ‬ما‮ ‬لم‮ ‬تكن‮ ‬لها‮ ‬برامج‮ ‬سياسية،‮ ‬تمكّنها‮ ‬من‮ ‬طرح‮ ‬الأفكار‮ ‬والمشاريع‮.‬

المراحيض العمومية.. منتديات للحوار والنقاش



في غياب أي دور حقيقي للمؤسسات الثقافية اليوم في الجزائر التي استقالت من أداء أدوارها الحقيقية في المجتمع، إذ تعطلت وظيفة إنتاج القيم بكل أنواعها ليدخل المجتمع في حالة استقالة جماعية وركود ثقافي مريع، ولأن الطبيعة لا تحتمل الفراغ كان لا بد من إيجاد فضاءات أخرى للتعبير وتسويق قيم معينة بغض النظر عن نوعية هذه القيم ووظائفها فإن المجتمع ابتكر أماكن لتسويقها، ولم يجد أحسن من المراحيض والأقبية المظلمة ليصب جم غصبه وسخطه على مجتمع استقال ليس فقط من أدواره الحضارية لكنه توقف نهائيا عن إنتاج القيم الإنسانية وأصبح رجل الشارع أحسن من المثقف.إذ لا تكاد تخلو جدران المراحيض والأماكن المظلمة من قصص وكتابات تحاكي في أبعادها جماليات شعراء كبار في غابر الأزمان وقصص تعيد إلى الأذهان زمن كانت فيه للثقافة سلطتها. ظاهرة نقل القيم من الشارع والجدران المظلمة ليست جديدة على المجتمع الجزائري، حيث نشطت في زمن الأزمات المتعاقبة بداية من ثورة نوفمبر حيث كانت جدران المراحيض العمومية وسيلة لنقل الرسائل بين المسبلين والثوار في ظل الحصار الكبير الذي ضربته فرنسا على طرق نقل المعلومات بين أعضاء الجبهة والمسبلين. نفس الظاهرة عرفتها الجزائر في أوقات المعارضة السياسية، خاصة في زمن العشرية السوداء، التي عرفت هي الأخرى طرق نقل المعلومة عبر المراحيض وجدران الأقبية وكانت "بيوت الخلاء" في المساجد المكان المفضل لتعليق المناشير والبيانات السرية للجماعات الإرهابية، أما المدارس والجامعات فلم تسلم هي الأخرى من نفس الظاهرة، خاصة في أوقات الامتحانات، حيث يتداول الطلبة على غرف الحمام والمراحيض لنقل المعلومات بطرق يعجز أي مراقب عن اكتشافها، هذا دون الحديث عن المراحيض والحمامات العمومية التي تتحول إلى جرائد متنقلة، حتى أن هناك من الأحزاب من تنطلق حملتها الانتخابية المسبقة من هذه الأماكن التي لا تطالها قوانين تحدد تاريخا معينا لبداية الحملة أو نهايتها لكن يبقى "التمنشير" وتعرية الواقع بكل أبعاده هي ميزتها الأساسية، فهنا نجد القصص العاطفية للناس والشعراء المهمشين والناس الذين لم يسعفهم الحظ، حتى أن أحدهم ألف أغنية بالقبائلية كتبها على جدران إحدى المراحيض مطلعها "سيف أيا غربال سيف رابح يروا الحيف" وهي تعبر بصدق عن واقع هذا الإطار الذي نقش قصته على جدران مرحاض عمومي يقول إنه إطار دولة له ماجستير في علوم‮ ‬التربية‮ ‬لكنه‮ ‬بدون‮ ‬عمل،‮ ‬وهو‮ ‬اليوم‮ ‬ينقل‮ ‬الرمال‮ ‬المسروقة‮ ‬عبر‮ ‬الشواطئ. فإذا كانت اليوم المراحيض هي المكان المناسب جدا لنقل القيم والإبداع فما فائدة كل المؤسسات الثقافية في البلاد إذا كان المبدعون يتخذون من المراحيض فضاءات للتعبير؟ وما فائدة كل مثقفي "الخرطي" الذين يمارسون يوميا الديماغوجيا بكل ألوانها في الفضائيات والأمسيات التي لا يحضرها أحد؟ والتساؤل هنا إذا ما كان مثقفون لا يدخلون إلى المراحيض إذا كانوا لا يجدون المواضيع التي تمس المجتمع ليكتبوا فيها ويكتفوا فقط بالكتابة عن أنفسهم في مواضيع وأشياء لا يفهم فيها غيرهم وتلك هي مصيبة الثقافة والمؤسسات الثقافية في هذا البلد، فقد تبادلت الأدوار، والأجدر بالدولة أن تقدم الدعم للمراحيض العمومية التي تحتضن الإبداع الحقيقي الذي يخرج من عمق المجتمع وتصرف النظر عن ما يسمى بالمؤسسات الثقافية التي تحولت إلى مراحيض من نوع آخر برتبة حضارية لتصريف كل أنواع القاذورات والنفاق وتصفية الحسابات السياسية‮.‬

زهيه‮ ‬


صورة ثقافية جدا: بالروح بالدم نفدي أنفك يا ابن عروس

السيدة زهية بن عروس مقدمة نشرة الثامنة سابقا، وكاتبة الدولة للثقافة في واحدة من الحكومات الجزائرية ، فضلت أن تتحدث عن وضع الثقافة الوطنية وأحوالها، ولكن بأنفها هذه المرة .. ، بعدما صارت روائح الوسط الثقافي تزكم الأنوف، ليس على مستوى الفساد المالي فقط، ولكن‮ ‬حتى‮ ‬عندما‮ ‬يتعلق‮ ‬الأمر‮ ‬بالعبث‮ ‬الذي‮ ‬تسير‮ ‬به‮ ‬النشاطات‮ ‬والتظاهرات‮ ‬الثقافية‮.‬ ويبدو أن زهية بن عروس لم تستطع المقاومة ، وهي واحدة من المنتمين إلى هذا القطاع ، فقررت أن تبدأ حملة دعائية تمس كل الغيورين على الثقافة الوطنية من أجل أن ينخرطوا في حملة الإنقاذ هذه. وصدقوني لا تعولوا كثيرا على الانتخابات البرلمانية ، لأن أغلبية الأحزاب السياسية‮ ‬لا‮ ‬توفر‮ ‬عادة‮ ‬في‮ ‬حملاتها‮ ‬الانتخابية‮ ‬شقا‮ ‬للثقافة‮.. ‬ولهذا‮ ‬نحن‮ ‬نؤكد‮ ‬من‮ ‬منبر‮" ‬صورة‮ ‬ثقافية‮ ‬جدا‮" ‬بأننا‮ " ‬بالروح‮ ‬بالدم‮ ‬نفدي‮ ‬أنفك‮ ‬الغيور‮ ‬يا‮ ‬بن‮ ‬عروس‮".. ‬‭ ‬

سميرة قبلي في الشروق اليومي




سميرة قبلي في الشروق اليومي تلتحق الشاعرة سميرة قبلي، بأسرة تحرير صحيفة الشروق اليومي، لتكتب عمودا يوميا تتناول فيه مختلف القضايا التي تثير اهتمامات القرّاء. للإشارة، أن الشاعرة سميرة قبلي، قد سبق لها أن اشتغلت في جهاز الشرطة برتبة ضابطة وكانت مكلفة بالإعلام على مستوى أمن الجزائر العاصمة، لتستقيل وتتفرغ للكتابة الأدبية بصفة نهائية، ولكن ذلك لم يمنعها من أن تكتب أولى دواوينها الشعرية وهي ترتدي البدلة الزرقاء بعنوان "إغواءات" الذي كتب مقدمته الروائي رشيد بوجدرة، ولعل قراء الشروق اليومي يتذكرون صرخة الروائي الجزائري الطاهر وطار تحت عنوان "سميرة" عودي.، وها هي سميرة تعود إلى الشروق اليومي.

الثلاثاء، مارس 6

العقيد أحمد بن الشريف للمحقق

العقيد أحمد بن الشريف للمحقق
عدد المجاهدين المزيفين فاق 30 ألف وبعضهم حركى
عبــــادو أخذتـــه العـــزة بالإثــــم
العقيد بن الشريف يكشف عن تجاوز عدد المجاهدين المزيفين عتبة الـ03 ألف، ويؤكد عن وجود تواطؤ رسمي ساهم في انتحال بعض الحركى لصفة >مجاهد <·
حاوره: حفناوي غول
بعد غياب طويل عدتم إلى الساحة وأعلنتم عن إنشاء لجنة إنقاذ الأسرة الثورية، ما هي الدوافع من وراء ذلك ؟
الكل يعرف أن الوضعية التي تمر بها الجزائر صعبة، خاصة وأن ملفات الفساد بدأت تطفو، ومنها ظاهرة المجاهدين المزيفين الذين ارتفع عددهم خاصة وأن منهم في المقدمة (يحكم بأحكامه) ولا يمكن لنا كمجاهدين أن نقف مكتوفي الأيدي وعليه أنشانا هذه اللجنة ·
ألم يكن ذلك مبني على خلفية تاريخية ؟
لا توجد خلفية، لأننا مجاهدون ونعرف تضحيات الشهداء ونقدر الدماء التي سالت والأرواح التي دفعناها لاستقلال الجزائر
عقدتم مؤخراً ندوة للولاية التاريخية الرابعة، أعلنتم فيها أن عدد المجاهدين المزيفين يفوق 30 ألف مجاهد وأعطيتم أرقاما مخيفة في هذا الموضوع ؟
الكل يدرك خطورة ملف المجاهدين المزيفين· لقد لاحظ الجميع الانحراف في المسار الثوري بعدما يقارب 54 سنة من الاستقلال، وذلك بظهور مجاهدين لا يمتون بأي صلة للثورة التحريرية، مما جعلني أتدخل لوضع النقاط على الحروف ·
هل هذا لدوافع شخصية أم أنك أردت أن تتحرك كشخصية وطنية؟
لقد كانت لي اتصالات مع عدد من المجاهدين عبر التراب الوطني، وقد أعجبتهم المبادرة والتحرك لتخليص الجزائر من المزيفين ·
ألم تتصلوا بالأمانة العامة للمجاهدين ؟
عبادو يقيم له مخلط العشرات من الحفلات والزرد ويأكل عنده في منزله المشوي ويقيم عنده·· نطلب من رئيسي الجمهورية والحكومة عقد جمعية عامة للمجاهدين عبر كامل القطر الوطني، ومنذ ساعات جاءتني حتى شكاوي مجاهدين من تيارت يطلبون فيها عقد اجتماع لتغيير الأمانة العامة للمنظمة الوطنية للمجاهدين ·· والوزير شخصيا طلب مني أن أقدم له الملف للنظر فيه وفتح تحقيق ونحن ننتظر ·
وماذا عن رقم 3000 من المجاهدين المزيفين بالجلفة؟
بالجلفة هم فئة معروفة من أقرباء الأمين الولائي للمنظمة ومن عائلته وأصدقائه، يشكلون جزءا من شبكة المافيا العالمية مثلما وصفهم بوضياف بالمافيا >السياسومالية<، والمنظمة يشرف عليها حركى ومزيفون ومرتشون··الأمين الولائي مختار بلمخلط منذ الاستقلال إلى غاية يومنا هذا مع مجموعة أمثال (م ، شارون) و(زروالي) و (م، القن)، وحتى انه في أحد الأيام قال لي الرئيس أحمد بن بلة (واش يعجبك فالمختار بلمخلط خلاط واش يعجبك في المختار شارون وجه الشر )·
من هم المجاهدون الذين اتصلت بهم وأعجبتهم فكرتك (فضح المجاهدين المزيفين) وساندوا المسعى؟
رغم أن المبادرة ولدت بسيطة إلا أنه بمجرد أن سمع بها الجميع رحبوا بالفكرة خاصة من المجاهدين وأسر الشهداء واتصلوا من كل ولايات القطر بما في ذلك إطارات ·
لماذا تقول أن المنظمة في الجلفة يشرف عليها حركى ومزيفون ومرتشون وتقول بأن عبادو وبلمخلط وجهان لعملة واحدة·· هل تقصد أن عبادو من فصيلة الحركى أو من المدافعين عنهم ؟
سبق وأن صرحت بأن ملف المجاهدين المزيفين متورط فيه عدد من المسؤولين، لكن قضية الإنحراف مسؤول عنها من ترك الأمور تمشي على هذا النحو إلى غاية بلوغ هذا الرقم ·
من هم هؤلاء المسؤولين بالضبط؟
لا يمكننا سبق الأحداث، لأن الملف شائك والأسماء مختلفة وسنتطرق إليها في وقتها ·
هذا أمر خطير أن يكون الأمين الوطني لمنظمة المجاهدين متعاطفا مع من خانوا الشهداء؟
لا أستطيع التأكيد أو النفي لأن المسألة ليست بسيطة وتتطلب الدقة في فتح الملفات
ما هي المعايير التي استخدمتها واستدليت بها لمعرفة هذا العدد الكبير من المجاهدين المزيفين؟
بعملية حسابية نستطيع تأكيد ذلك في النهاية ·
هل حان الوقت لإلغاء وزارة المجاهدين؟
إلغاء الوزارة أو بقاؤها لا يغير من الأمر شيئاً مادام مشكل المجاهدين المزيفين مطروحا ·
وزير المجاهدين قلّل من شأن موضوع المجاهدين المزيفين وقال هؤلاء متسللون فقط ولا داعي لكل هذه الضجة ما تعليقكم؟
الموضوع ليس ضجة بل حقيقة تستمد أسسها من عدد الملفات والأموال التي استنزفتها كما ذكرت سابقا، ولو كان الأمر كما يقول الوزير لما وجدنا دعما لمبادرتنا، لأن ذلك سيؤثر على مصداقية الثورة وتضحيات الشهداء
لماذا كل هذا التأخر في إعلان الحرب عن المزيفين؟
لأن الأرضية لم تكن مهيأة والظروف لم تسمح خاصة وأن الجزائر في العشريتين الأخيرتين عاشت سنين من الجمر والآن بعد استتباب الأمن، قرّرنا دفع مبادرتنا والتحرك على كل المستويات من أجل كشف حقيقة المزيفين وتطهير صفوف الثورة من الخونة ·
ماذا تفهم لما يقول رئيس الجمهورية لقد انتهى عهد الشرعية الثورية ولا بد من العودة للشرعية الشعبية؟
يجب على جيل الثورة أن يرتاح ويترك فرصة التسيير إلى الشباب وإلى اختيار الكفاءات
سبق وأن أكدت بأن ثمة 7 وزراء من حكومة بلخادم يتمتعون بجنسية أخرى إلى جانب الجزائرية، من هم هؤلاء الوزراء؟
هي أسماء معروفة وشخصيات تلعب دورا كبيرا في اتخاذ القرار وفي تسيير دواليب السلطة والحكم ·
هناك من يتهمك بأنك لست مجاهدا وأنك عملت في الجيش الفرنسي ؟
فيما يخص المدعو (زروالي) فأهل الأوراس يعرفون سلوكه المضاد للثورة ولذلك هرب إلى منطقة الجلفة ومجرم ومرتشي وسأتابعه أمام القضاء على تصريحاته، أما المدعو مختار شارون فهو مرتشي و>ذباح< رفقة مختار مخلط وهما من المافيا، أما مخلط فكان مع الخائن بلونيس وساهم معه في الظلم ومع علمهم بقرب الاستقلال التحقوا بالثورة من اجل التغطية ·
ذكرت في حوار سابق أنه وقع انحراف في الثورة، وماذا عن إنكاركم لوجود الولاية السادسة التاريخية ؟
الولاية السادسة لم تكن إلا في مخيلة البعض، لأن الثورة تقدمت وانتشرت بسرعة والجانب التنظيمي والهيكلي كان غائباً
لكن الوزير جغابة في رده يؤكد بأن تصريحكم مبني على خلفية تاريخية ؟
أنا احترم رأي السيد جغابة ولكن قناعتي عكس ذلك ·
السعيد عبادو أكد بأنك سكتت دهرا ونطقت كفرا، ما تعليقكم على ذلك ؟
السعيد عبادو أخذته العزة بالإثم لأنه نسخة مكررة من المخلط الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين بالجلفة وكلاهما وجه لعملة واحدة ·
وما سر الوثيقة التي استخرجتها بخصوص مجاهدين كانوا عملاء عند فرنسا ؟
هناك الكثير من الوثائق وتصريحات للمجاهدين تؤكد أن الحركى وعملاء الإستعمار ركبوا موجة الثورة بعد أن تقدم القطار وخاصة ما يعرف بالسيد شارون الذي يحيي ويميت بمنظمة الجلفة ·
لنعد إلى ملف الصداقة مع فرنسا والمطالبة بإقامة علاقة وطي صفحة الماضي ؟
لا يمكن أن نبني صداقة على حساب تاريخ الاستعمار الأسود معنا ودماء الشهداء والرئيس شيراك يجب أن يعيد حساباته، وألا يكيل بمكيال فرنسا خاص، لأن الأمر يهم البلدين ونحن لسنا قطعة من فرنسا، وكما تكلم البرلمان الفرنسي عن مجازر ارتكبها الأتراك ضد الأرمن لا بد أن يتحدث عن جرائمه في حق الشعب الجزائري ·
وماذا عن أرشيفنا الموجود بفرنسا؟
أظن بأن مسؤولينا ليسوا في المستوى ليستعملوا صلاحياتهم لجلب الأرشيف الوطني من >اكس ان بروفانس<، وكان يجب أن يكون هناك ضغط سياسي على فرنسا لإعادة أرشيفنا الموجود هناك ولو باستعمال الحيل وحتى المراوغة ودفع الأموال، وأنا مستعد لتقديم الدعم والأموال من أجل المساعدة في عودة أرشيفنا ·
و كتابة تاريخ الثورة ؟
أتمنى من الذي يشرف على ذلك ألا يعمل على تزوير التاريخ، وقد قدمت في كتابي الأخير(شرف محارب) الحقائق بإيجابياتها وسلبياتها، وقد سبق أن نصّب بومدين لجنة لذلك برئاسة مصطفى الأشرف رحمه الله إلا أنه تمت عرقلتها وغابت اللجنة بعد أن ماتت الفكرة ·
وماذا عن مزدوجي الجنسية ؟
هذا ملف حساس جدا وأنا كنت من المنادين بعدم تقليدهم المسؤولية في الجزائر، لأنهم غير محسوبين على الجزائر بل إن خصوصيات المجتمع تتطلب جزائريين حقيقيين وليس خليطا ··
ولكنهم يتقلدون مسؤوليات سامية في الدولة الجزائرية؟
لقد لاحظت أن الجميع يرفض أن يتقلد مزدوجي الجنسية المسؤولية، ولذلك فإنني أدعم المنادين بإقالة هؤلاء وإسناد المسؤولية للجزائريين أبا عن جد ·
ما هو تعليق العقيد عن ملف الفساد في الجزائر؟
لقد قلت في أول تصريح لي للصحافة بأن الوضع لا يطاق وأن ملف ما بعد الإرهاب والمتمثل في الفساد والإجرام يجب أن نقف له بالمرصاد وننقذ الجزائر قبل السقوط في الهاوية وللوقوف يجب أن نطهر كل الولايات والقطاعات ·
سمعنا أنك بصدد رفع دعوى قضائية بعد تلقيك التهديد بالقتل؟
الأمين الولائي لمنظمة أبناء الشهداء بالجلفة تحدث مع مجموعة من الأشخاص وهو يحمل رصاصة في يده قائلا لهم نفعل بها كما فعلوا للرئيس بوضياف وهي من نصيب أحمد بن شريف فكيف لا يعاقب على هذا التصريح ويدخل السجن لما نرى من يتهدد أمام الناس، مع وجود الشهود ·
وهل هو رد فعل ممن اتهمتهم بالفساد ؟
نعم شيء طبيعي، فهو رد فعل، بعدما كشفت ملف الفساد والمحسوبية والتحدث عن البيروقراطية والإرهاب الإداري والرشوة التي مست كل شيء والمجاهدين المزيفين وفضح المتواطئين فإنهم يريدون التخلص مني ·
وماذا عن الرسالة التي وجهتموها لوكيل الجمهورية منذ أسبوع؟
لقد تقدمت بشكوى بتعرضي لمؤامرة للتصفية الجسدية والقضية أمام العدالة ·
ماذا يقول العقيد عن الرشوة ؟
دخول الرشوة الجزائر للمرة الأولى كان منذ الاستقلال عن طريق عودة 01 آلاف جزائري إلى أرض الوطن كانوا يعملون في الإدارة بالمغرب، ولأن المغرب كانت هي عاصمة الرشوة ، عن طريقها ادخل هذا الفيروس وبث في جميع القطر الجزائري ·
وماذا عن تعديل الدستور ؟
في هذه النقطة عندي لقاء في القريب مع رئيس الجمهورية ولا أريد أن أتحدث أكثر في الموضوع لتوضيح بعض الرؤى حول التعديل ··
هل أعطت جزائر الاستقلال للمجاهد والإطار بن شريف حقه ؟
للأسف الشديد فقد قلدني كل من جمال عبد الناصر وبورقيبة و>كيم ايل سونغ< بأوسمة استحقاق، وفي بلادي لم يفعلوا ذلك ··؟؟ أم أننا سنكون ممن جاء فيهم المثل الشعبي (منين كان حيا شاهي وحدة كي مات علقوا لو عرجون)··؟؟ا
هل ترون بأن رسالة الشهداء قد تحققت ؟
يجب أن يعاد النظر في منظومتنا الفكرية والتاريخية لأن الثورة انحرفت عن مسارها، ورسالة الشهداء تمت مصادرتها ··

وزارة لن تـدوم للأبــد

الشيخ شمس الدين :
تعويضــات المجـــاهدين حـق ومكفــولة شرعـا
اعتبر الشيخ شمس الدين مسألة التعويضات التي تمنحها السلطات للمجاهدين حق وليست تعويض عن جهادهم في سبيل الله الذي سيكافؤهم به يوم القيامة ·
وصنف الشيخ المنح التي تمنحها وزارة المجاهدين لهذه الفئة في إطار الإستحقاق المادي الذي الذي تمنحه الدولة لمواطنيها وليست عبارة عن تعويض عن جهاده في سبيل الله لأن الشريعة الإسلامية رتبت للمجاهد في سبيل الله جزاء معلوما يلقاه عند الله إذا كان جهاده خالصا لوجه الله أما موضوع الحقوق في رأي الشيخ اقد تركت لإجتهاد الحاكم حيث يجوز له أو لمن ينوبه أن يخصص حقوقا لهذه الشريحة · وحاليا تضطلع وزارة المجاهدين بهذا الدور و هي المسؤولة عن تقديم تلك الحقوق لهؤلاء الأبرارب
وفي تبريره للحقوق التي تمنح لهذه الفئة يؤكد المتحدث أن المجاهد لم يكن له الوقت حينما كان في سبيل الوطن ليشتغل في أمور الدنيا ويلتفت لمصالحه الخاصة، وفي نفس الوقت فإنه من غير المعقول ولا من المقبول أن تهمل هذه الشريحة ولهذا يعتبر الشيخ أنه من حق المجاهد الذي حافظ على كرامة الأمة أن تمنح له الدولة ما يحفظ به هو أيضا كرامته ·
ودعا الشيخ شمس الدين بوروبي على ضرورة تحرك وزارة المجاهدين وبصورة حازمة من أجل قهر المجاهدين المزيفين الذين شوهوا صورة الثورة التحريرية المباركة ·
وأكد الشيخ في تعقيبه على الموضوع الذي أخد أبعادا خطيرة في الجزائر و تحول لساحة سجال بين عدة أطراف على أن وزارة المجاهدين التي لها سلطة التحرك لابد أن تأخد المسألة بكل جدية و تعالجها في إطارها الطبيعي وبحزم شديد حتى لا تحرم صاحب حق و يمنح ذلك الحق لمدعي بالباطل ·
و تسائل المتحدث في تصريح المحققب عن سر وجود حوالي 007 مجاهد في قرية نائية قد لا يتعدى عدد سكانها 002 نفر وهو ما يستوجب باعتقاده أخد الحيطة و الحذر ·
سليمان حاج ابراهيم

ملـــوك وبوقبـــة وآخـــــرون
المجاهـدون المزيفـون·· دوامـة عمـرها 45 سنة
لم يكن يوم 24 أكتوبر 1978 يوما عاديا في تاريخ الجزائر المستقلة، حيث قرّر الرئيس الراحل هواري بومدين أن يفتح ملف >المجاهدين المزيّفين< الذي برز في ذلك الوقت على الساحة السياسية، وإن كان بشكل محدود، فقام بإصدار المرسوم رقم 640 الذي يقضي بالكشف عن حقيقة المجاهدين المزيّفين الذين تسلّلوا داخل الأسرة الثورية بملفات مزورة
مروان حرب
جاء إصدار هذا المرسوم بعد أن تجمعت لدى الرئيس معطيات ومعلومات تفيد بأنّ كثيرا من الانتهازيين نجحوا في التغلغل وسط المجاهدين، خاصة بعد صدور قانون في سنة 6791 يمنح امتيازات مغرية للمجاهدين، لكن بوفاة الرئيس هواري بومدين بعد شهرين من صدور المرسوم 046، كان لزاما على الجزائريين أن ينتظروا القطرة التي تفيض الكأس لتعيد هذه القضية إلى ساحة الأحداث ·
وسط رحلة البحث عن حقيقة >المجاهدين المزيّفين< كان بن يوسف ملوك مدير مصلحة الشؤون الاجتماعية والمنازعات بوزارة العدل قد تلقى مذكرة مرفقة بالمرسوم 046، تأمره بمراقبة الموظفين الذين يحملون صفة >مجاهد<، وقد أسفر البحث الذي استمر سنتين ونصف عن صياغة تقرير يتضمن قائمة بأسماء شخصيات في السلطة وإطارات سامية بوزارة العدل تحصلوا على بطاقة العضوية في جيش التحرير الوطني عن طريق ملفات مزورة، وتم إرسال هذا التقرير إلى بوعلام باقي وزير العدل في ذلك الوقت بتاريخ 3 مارس 1891، لكن لا أحد تحرّك للكشف عن الحقيقة، بل ذهب ملوك ضحية هذا التقرير حيث تم فصله من العمل في العام نفسه ·
منذ صدور تقرير بن يوسف ملوك في سنة 1891 تعاقب على وزارة العدل كل من بوعلام باقي، محمد يعلى، محمد شريف خروبي، علي بن فليس، حمداني بن خليل، عبد الحميد ماحي باهي، محمد تقية، محمد آدمي، غوتي مكامشة، أحمد أويحيى، محمد شرفي والطيب بلعيز، أما وزارة المجاهدين فقد أشرف عليها خمسة وزراء هم جلول بختي نميش، محمد جغابة، إبراهيم شيبوط، السعيد عبادو ومحمد شريف عباس ، ورغم ذلك لم يقم أحد منهم باتخاذ إجراء واحد يهدف إلى تحديد المسؤولين عن تزوير الملفات، وحتى وزير المجاهدين الأسبق محمد جغابة الذي طلب في سنة 6891 من بن يوسف ملوك إعداد ملف كامل عن القضية، تراجع بعد أن اكتشف تورّط إطارات سامية في وزارة العدل من بينهم محمد الأمين كافي شقيق الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي، وشقيق وزير العمل والتكوين المهني الأسبق محمد أمير، إلى جانب والد وزير الداخلية الأسبق محمد الصالح محمدي، والموقف نفسه اتخذه الوزيران إبراهيم شيبوط والسعيد عبادو عندما تسلما الملف المتعلق بهذه القضية، واستمّر هذا الوضع حتى سنة 2991 عندما فجّر ملوك القضية عبر صفحات جريدة >ليبدو ليبيري< الأسبوعية وهو ما جعله يتعرض لمضايقات كثيرة بدأت بإبعاده عن عمله في وزارة العدل سنة 2991، وانتهت بالحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات غير نافذة سنة 9991، ورغم ذلك فقد استمر في جهوده للكشف عن المجاهدين المزيّفين، حيث التقى يوم 6 جوان 2002 برئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس وسلّمه ملفا كاملا ومفصّلا عن 05 قاضيا وإطارا ساميا في وزارة العدل تضمّنت ملفات خدمتهم الإدارية شهادات مزورة تزيّف انتمائهم لجبهة التحرير الوطني وتعطي معلومات كاذبة عن مشاركتهم في ثورة نوفمبر ·
رغم الجهود التي بذلها بن يوسف ملوك في هذا الملف منذ سنة 8791 إلا أنّ خروج ملف >المجاهدين المزيّفين< إلى العلن بشكل قوي كان عن طريق مصطفى بوقبة في أفريل 0002 خلال إحياء الذكرى الرابعة والأربعين لاستشهاد الشهيد سويداني بوجمعة، حيث اقتحم صفوف الوفد الرسمي الذي زار مدينة >القليعة< لإحياء المناسبة ووزّع مناشير يندّد فيها بتصرّفات بعض اعضاء منظمة المجاهدين في ولاية تيبازة، وهي الطريقة التي أحدثت ضجّة كانت سببا في خروج هذا الملف إلى العلن، وفي 31 أوت 2002 عقد بوقبة ومجموعة من المجاهدين ندوة صحفية للحديث عن هذه القضية، أعقبتها اتصالات من طرف رئاسة الجمهورية ثم قيام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بتكليف الجنرال عبد المجيد سحاب بالتحقيق في قضية المجاهدين المزيفين ·

وزارة المجاهدين تبتلع 10 بالمئة من ميزانية التسيير
الإغراءات المالية والمادية
في شهر نوفمبر 2000 قدم النائب عن الجالية الجزائرية في جنوب فرنسا السيد قاسي رجال مداخلة حول مشروع قانون المالية لسنة 1002 مثيرة للانتباه ·
وذكر فيها أن وزارة المجاهدين وحدها تبتلع 01 بالمئة من ميزانية التسيير، وميزانية هذه الوزارة في ارتفاع مطرد، إذ كانت تمثل 88,3 بالمئة من الناتج الداخلي الخام سنة 9991 وارتفعت الى 22,6 بالمئة من الناتج الخام في سنة 0002، ويعقد نفس المصدر مقارنة بسيطة، إذ يقول أنه >بالنسبة لـ 1002 ارتفعت منح المجاهدين بـ 43 بالمئة بينما واقع تشغيل الشباب يسجل ارتفاعا بـ 3 بالمئة <·
وليس خافيا على أحد أن جملة الامتيازات الممنوحة للمجاهدين وذوي الحقوق مسيلة للعاب الكثيرين ممن اختاروا أقصر طريق للسطو على هذه الامتيازات بالتزوير والاحتيال، وهي امتيازات تشكل إغراءات كبيرة على غرار بطاقات استيراد السيارات من الخارج بإعفاء ضريبي، رخص >الطاكسيات، فضلا عن منح المجاهدين وذوي الحقوق القانونية وقد جاء القانون رقم 70 / 99 المتعلق بالمجاهد والشهيد ليعطي هؤلاء امتيازات أخرى مثل الحق في الترقية بإضافة صنفين في السلم الإداري وتخصيص الدولة لحصة سكنية وأراض للبناء بنسبة 02 بالمئة للمجاهدين وذوي الحقوق· لكن فجأة قرر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تجميد العمل بهذا القانون ··
هذا >التجميد< ناتج عن عدم صدور المراسيم التنفيذية لتطبيق القانون المذكور، وهو ما دفع الأسرة الثورية وأطراف أخرى للسعي الى الضغط قصد >الإفراج< عن هذا القانون والامتيازات التي يحتويها ·
لغز الحساب رقم 116403
تم فتح الحساب 116403 في القرض الشعبي الوطني عن طريق الاعتمادات الخاصة للمجاهدين عملا بالقرار الوزاري المشترك رقم 43 المؤرخ في 61 أكتوبر 2991 وتطبيقا لأحكام المرسوم 39 / 10 المؤرخ في 91 جانفي 3991 المتضمن قانون المالية لسنة 3991 (المادتان 051، 261) وتم منح قرض قيمته 002 مليون دينار للقرض الشعبي الجزائري خلال سنة 3991 (المقرر رقم 087 )·
غير أن التقرير السنوي لمجلس المحاسبة في إصداره لسنة 5991 يقدم تفاصيل أكثر عن قروض من هذا النوع تمت بين 7891 الى 3991 حيث أن المبلغ الإجمالي للقروض في هذه الفترة بلغ 000,000,716 دينار جزائري، سدد منها فقط 886,279,16 دينار وبقي الرصيد الواجب تحصيله في حدود 213,720,555 دينار ·
المنح ·· لا متابعة ولا مراقبة
نفس التقرير المذكور يقدم ملاحظة قاسية في حق وزارة المجاهدين في الشطر المتعلق بتسيير الأموال المخصصة لها إذ أنه في الصفحة 421 يتحدث عن >مقاييس منح الإعانات من طرف وزارة المجاهدين ليست محددة بدقة كما أن إجراءات المتابعة والمراقبة غير موجودة <·
وأكثر من هذا يلاحظ مجلس المحاسبة على وزارة المجاهدين، ما يلي: >استفادت بعض الأبواب من ميزانية وزارة المجاهدين بالنسبة للسنوات من 2991 الى 4991 وخاصة تلك المتعلقة بالمرتبات من تخصيصات ميزانية تفوق التقديرات المحددة بنسبة تتراوح بين 2 و055 بالمئة <·
وقد عاتب مجلس المحاسبة وزارة المجاهدين ملاحظا عليها في السنوات الثلاث المذكورة ما هو أكثر دقة في تعقب صرف الأموال في الصفحة 521 >من جهة أخرى، وفي الوقت الذي استعملت فيه مرارا الإعانات الممنوحة للحركة الجمعوية لأغراض غير التي منحت لأجلها، مثلما يتجلى من الملاحظة التي وصلت اليها وزارة المجاهدين نفسها عام 3991، سجلت تقديرات المساعدة المالية المقرر منحها من طرف الوزارة الى الحركة المذكورة عام 4991 ارتفاعا قدره 000,051,02 دينار أي 05,76 بالمئة مقارنة بالسنة الفارطة <·
وأنه من >بين الجمعيات الـ 93 المستفيدة من الإعانات في إطار العملية المخططة >إعانة من أجل إنجاز أنصبة ومقابر الشهداء < ، ·
م· صيادي
وزارة لن تـدوم للأبــد

أنشئت وزارة المجاهدين في أول حكومة تم تشكيلها بعد الاستقلال،وكانت في البداية تحمل اسم >وزارة قدماء المجــاهدين<، ومنذ ذلك التاريخ تعاقب على الوزارة 11 وزيرا بعضهم لم يعمر على رأس الوزارة أكثر من سنة واحدة، في حين أن البعض الآخر أشرف عليها لفترة طويلة، وتعتبر سنة 0991 الاستثناء في تاريخ وزارة المجاهدين حيث تم إلغاؤها في عهد رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش الذي كان يطبق سياسة هيكلة القطاعات الحكومية في إطار نظرته الإصلاحية، ومن بين صلاحيات وزير المجاهدين التي حدّدها المرسوم التنفيذي رقم 0002/741 المؤرخ في 52 ربيع الأول عام 1241 الموافق لـ 82 جوان سنة 0002 المعدّل والمتمّم للمرسوم التنفيذي رقم 19592 المؤرخ في 41 صفر عام 2141 الموافق اـ 42 أوت سنة 1991، أنه يقترح في إطار السياسة العامة للحكومة وبرنامج عملها عناصر السياسة الوطنية في ميدان الحماية والترقية الاجتماعية للمجاهدين وذوي حقوق الشهداء وإضفاء القيمة على هذا التراث، ورغم أنّ الوزارة هي التي تشرف على قطاع المجاهدين إلا أنّ الاعتراف بالانتماء لجبهة التحرير الوطني والمشاركة في ثورة التحرير ليست من صلاحياتها، وإنّما من صلاحيات المنظمة الوطنية للمجاهدين ·
بعد مرور 54 سنة على إنشاء وزارة المجاهدين، وبعد التّصريح الذي أدلى به وزير المجاهدين محمد شريف عباس قبل سنوات قليلة مؤكّدا فيه أنّ أصغر مجاهد يبلغ عمره 56 سنة، نجد أنفسنا أمام السؤال التالي، متى سيتم إلغاء هذه الوزارة؟
م· ح

ملف المجاهدين المزيفين


العقيد أحمد بن الشريف للمحقق
عدد المجاهدين المزيفين فاق 30 ألف وبعضهم حركى
عبــــادو أخذتـــه العـــزة بالإثــــم
العقيد بن الشريف يكشف عن تجاوز عدد المجاهدين المزيفين عتبة الـ03 ألف، ويؤكد عن وجود تواطؤ رسمي ساهم في انتحال بعض الحركى لصفة >مجاهد <·
حاوره: حفناوي غول
بعد غياب طويل عدتم إلى الساحة وأعلنتم عن إنشاء لجنة إنقاذ الأسرة الثورية، ما هي الدوافع من وراء ذلك ؟
الكل يعرف أن الوضعية التي تمر بها الجزائر صعبة، خاصة وأن ملفات الفساد بدأت تطفو، ومنها ظاهرة المجاهدين المزيفين الذين ارتفع عددهم خاصة وأن منهم في المقدمة (يحكم بأحكامه) ولا يمكن لنا كمجاهدين أن نقف مكتوفي الأيدي وعليه أنشانا هذه اللجنة ·
ألم يكن ذلك مبني على خلفية تاريخية ؟
لا توجد خلفية، لأننا مجاهدون ونعرف تضحيات الشهداء ونقدر الدماء التي سالت والأرواح التي دفعناها لاستقلال الجزائر
عقدتم مؤخراً ندوة للولاية التاريخية الرابعة، أعلنتم فيها أن عدد المجاهدين المزيفين يفوق 30 ألف مجاهد وأعطيتم أرقاما مخيفة في هذا الموضوع ؟
الكل يدرك خطورة ملف المجاهدين المزيفين· لقد لاحظ الجميع الانحراف في المسار الثوري بعدما يقارب 54 سنة من الاستقلال، وذلك بظهور مجاهدين لا يمتون بأي صلة للثورة التحريرية، مما جعلني أتدخل لوضع النقاط على الحروف ·
هل هذا لدوافع شخصية أم أنك أردت أن تتحرك كشخصية وطنية؟
لقد كانت لي اتصالات مع عدد من المجاهدين عبر التراب الوطني، وقد أعجبتهم المبادرة والتحرك لتخليص الجزائر من المزيفين ·
ألم تتصلوا بالأمانة العامة للمجاهدين ؟
عبادو يقيم له مخلط العشرات من الحفلات والزرد ويأكل عنده في منزله المشوي ويقيم عنده·· نطلب من رئيسي الجمهورية والحكومة عقد جمعية عامة للمجاهدين عبر كامل القطر الوطني، ومنذ ساعات جاءتني حتى شكاوي مجاهدين من تيارت يطلبون فيها عقد اجتماع لتغيير الأمانة العامة للمنظمة الوطنية للمجاهدين ·· والوزير شخصيا طلب مني أن أقدم له الملف للنظر فيه وفتح تحقيق ونحن ننتظر ·
وماذا عن رقم 3000 من المجاهدين المزيفين بالجلفة؟
بالجلفة هم فئة معروفة من أقرباء الأمين الولائي للمنظمة ومن عائلته وأصدقائه، يشكلون جزءا من شبكة المافيا العالمية مثلما وصفهم بوضياف بالمافيا >السياسومالية<، والمنظمة يشرف عليها حركى ومزيفون ومرتشون··الأمين الولائي مختار بلمخلط منذ الاستقلال إلى غاية يومنا هذا مع مجموعة أمثال (م ، شارون) و(زروالي) و (م، القن)، وحتى انه في أحد الأيام قال لي الرئيس أحمد بن بلة (واش يعجبك فالمختار بلمخلط خلاط واش يعجبك في المختار شارون وجه الشر )·
من هم المجاهدون الذين اتصلت بهم وأعجبتهم فكرتك (فضح المجاهدين المزيفين) وساندوا المسعى؟
رغم أن المبادرة ولدت بسيطة إلا أنه بمجرد أن سمع بها الجميع رحبوا بالفكرة خاصة من المجاهدين وأسر الشهداء واتصلوا من كل ولايات القطر بما في ذلك إطارات ·
لماذا تقول أن المنظمة في الجلفة يشرف عليها حركى ومزيفون ومرتشون وتقول بأن عبادو وبلمخلط وجهان لعملة واحدة·· هل تقصد أن عبادو من فصيلة الحركى أو من المدافعين عنهم ؟
سبق وأن صرحت بأن ملف المجاهدين المزيفين متورط فيه عدد من المسؤولين، لكن قضية الإنحراف مسؤول عنها من ترك الأمور تمشي على هذا النحو إلى غاية بلوغ هذا الرقم ·
من هم هؤلاء المسؤولين بالضبط؟
لا يمكننا سبق الأحداث، لأن الملف شائك والأسماء مختلفة وسنتطرق إليها في وقتها ·
هذا أمر خطير أن يكون الأمين الوطني لمنظمة المجاهدين متعاطفا مع من خانوا الشهداء؟
لا أستطيع التأكيد أو النفي لأن المسألة ليست بسيطة وتتطلب الدقة في فتح الملفات
ما هي المعايير التي استخدمتها واستدليت بها لمعرفة هذا العدد الكبير من المجاهدين المزيفين؟
بعملية حسابية نستطيع تأكيد ذلك في النهاية ·
هل حان الوقت لإلغاء وزارة المجاهدين؟
إلغاء الوزارة أو بقاؤها لا يغير من الأمر شيئاً مادام مشكل المجاهدين المزيفين مطروحا ·
وزير المجاهدين قلّل من شأن موضوع المجاهدين المزيفين وقال هؤلاء متسللون فقط ولا داعي لكل هذه الضجة ما تعليقكم؟
الموضوع ليس ضجة بل حقيقة تستمد أسسها من عدد الملفات والأموال التي استنزفتها كما ذكرت سابقا، ولو كان الأمر كما يقول الوزير لما وجدنا دعما لمبادرتنا، لأن ذلك سيؤثر على مصداقية الثورة وتضحيات الشهداء
لماذا كل هذا التأخر في إعلان الحرب عن المزيفين؟
لأن الأرضية لم تكن مهيأة والظروف لم تسمح خاصة وأن الجزائر في العشريتين الأخيرتين عاشت سنين من الجمر والآن بعد استتباب الأمن، قرّرنا دفع مبادرتنا والتحرك على كل المستويات من أجل كشف حقيقة المزيفين وتطهير صفوف الثورة من الخونة ·
ماذا تفهم لما يقول رئيس الجمهورية لقد انتهى عهد الشرعية الثورية ولا بد من العودة للشرعية الشعبية؟
يجب على جيل الثورة أن يرتاح ويترك فرصة التسيير إلى الشباب وإلى اختيار الكفاءات
سبق وأن أكدت بأن ثمة 7 وزراء من حكومة بلخادم يتمتعون بجنسية أخرى إلى جانب الجزائرية، من هم هؤلاء الوزراء؟
هي أسماء معروفة وشخصيات تلعب دورا كبيرا في اتخاذ القرار وفي تسيير دواليب السلطة والحكم ·
هناك من يتهمك بأنك لست مجاهدا وأنك عملت في الجيش الفرنسي ؟
فيما يخص المدعو (زروالي) فأهل الأوراس يعرفون سلوكه المضاد للثورة ولذلك هرب إلى منطقة الجلفة ومجرم ومرتشي وسأتابعه أمام القضاء على تصريحاته، أما المدعو مختار شارون فهو مرتشي و>ذباح< رفقة مختار مخلط وهما من المافيا، أما مخلط فكان مع الخائن بلونيس وساهم معه في الظلم ومع علمهم بقرب الاستقلال التحقوا بالثورة من اجل التغطية ·
ذكرت في حوار سابق أنه وقع انحراف في الثورة، وماذا عن إنكاركم لوجود الولاية السادسة التاريخية ؟
الولاية السادسة لم تكن إلا في مخيلة البعض، لأن الثورة تقدمت وانتشرت بسرعة والجانب التنظيمي والهيكلي كان غائباً
لكن الوزير جغابة في رده يؤكد بأن تصريحكم مبني على خلفية تاريخية ؟
أنا احترم رأي السيد جغابة ولكن قناعتي عكس ذلك ·
السعيد عبادو أكد بأنك سكتت دهرا ونطقت كفرا، ما تعليقكم على ذلك ؟
السعيد عبادو أخذته العزة بالإثم لأنه نسخة مكررة من المخلط الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين بالجلفة وكلاهما وجه لعملة واحدة ·
وما سر الوثيقة التي استخرجتها بخصوص مجاهدين كانوا عملاء عند فرنسا ؟
هناك الكثير من الوثائق وتصريحات للمجاهدين تؤكد أن الحركى وعملاء الإستعمار ركبوا موجة الثورة بعد أن تقدم القطار وخاصة ما يعرف بالسيد شارون الذي يحيي ويميت بمنظمة الجلفة ·
لنعد إلى ملف الصداقة مع فرنسا والمطالبة بإقامة علاقة وطي صفحة الماضي ؟
لا يمكن أن نبني صداقة على حساب تاريخ الاستعمار الأسود معنا ودماء الشهداء والرئيس شيراك يجب أن يعيد حساباته، وألا يكيل بمكيال فرنسا خاص، لأن الأمر يهم البلدين ونحن لسنا قطعة من فرنسا، وكما تكلم البرلمان الفرنسي عن مجازر ارتكبها الأتراك ضد الأرمن لا بد أن يتحدث عن جرائمه في حق الشعب الجزائري ·
وماذا عن أرشيفنا الموجود بفرنسا؟
أظن بأن مسؤولينا ليسوا في المستوى ليستعملوا صلاحياتهم لجلب الأرشيف الوطني من >اكس ان بروفانس<، وكان يجب أن يكون هناك ضغط سياسي على فرنسا لإعادة أرشيفنا الموجود هناك ولو باستعمال الحيل وحتى المراوغة ودفع الأموال، وأنا مستعد لتقديم الدعم والأموال من أجل المساعدة في عودة أرشيفنا ·
و كتابة تاريخ الثورة ؟
أتمنى من الذي يشرف على ذلك ألا يعمل على تزوير التاريخ، وقد قدمت في كتابي الأخير(شرف محارب) الحقائق بإيجابياتها وسلبياتها، وقد سبق أن نصّب بومدين لجنة لذلك برئاسة مصطفى الأشرف رحمه الله إلا أنه تمت عرقلتها وغابت اللجنة بعد أن ماتت الفكرة ·
وماذا عن مزدوجي الجنسية ؟
هذا ملف حساس جدا وأنا كنت من المنادين بعدم تقليدهم المسؤولية في الجزائر، لأنهم غير محسوبين على الجزائر بل إن خصوصيات المجتمع تتطلب جزائريين حقيقيين وليس خليطا ··
ولكنهم يتقلدون مسؤوليات سامية في الدولة الجزائرية؟
لقد لاحظت أن الجميع يرفض أن يتقلد مزدوجي الجنسية المسؤولية، ولذلك فإنني أدعم المنادين بإقالة هؤلاء وإسناد المسؤولية للجزائريين أبا عن جد ·
ما هو تعليق العقيد عن ملف الفساد في الجزائر؟
لقد قلت في أول تصريح لي للصحافة بأن الوضع لا يطاق وأن ملف ما بعد الإرهاب والمتمثل في الفساد والإجرام يجب أن نقف له بالمرصاد وننقذ الجزائر قبل السقوط في الهاوية وللوقوف يجب أن نطهر كل الولايات والقطاعات ·
سمعنا أنك بصدد رفع دعوى قضائية بعد تلقيك التهديد بالقتل؟
الأمين الولائي لمنظمة أبناء الشهداء بالجلفة تحدث مع مجموعة من الأشخاص وهو يحمل رصاصة في يده قائلا لهم نفعل بها كما فعلوا للرئيس بوضياف وهي من نصيب أحمد بن شريف فكيف لا يعاقب على هذا التصريح ويدخل السجن لما نرى من يتهدد أمام الناس، مع وجود الشهود ·
وهل هو رد فعل ممن اتهمتهم بالفساد ؟
نعم شيء طبيعي، فهو رد فعل، بعدما كشفت ملف الفساد والمحسوبية والتحدث عن البيروقراطية والإرهاب الإداري والرشوة التي مست كل شيء والمجاهدين المزيفين وفضح المتواطئين فإنهم يريدون التخلص مني ·
وماذا عن الرسالة التي وجهتموها لوكيل الجمهورية منذ أسبوع؟
لقد تقدمت بشكوى بتعرضي لمؤامرة للتصفية الجسدية والقضية أمام العدالة ·
ماذا يقول العقيد عن الرشوة ؟
دخول الرشوة الجزائر للمرة الأولى كان منذ الاستقلال عن طريق عودة 01 آلاف جزائري إلى أرض الوطن كانوا يعملون في الإدارة بالمغرب، ولأن المغرب كانت هي عاصمة الرشوة ، عن طريقها ادخل هذا الفيروس وبث في جميع القطر الجزائري ·
وماذا عن تعديل الدستور ؟
في هذه النقطة عندي لقاء في القريب مع رئيس الجمهورية ولا أريد أن أتحدث أكثر في الموضوع لتوضيح بعض الرؤى حول التعديل ··
هل أعطت جزائر الاستقلال للمجاهد والإطار بن شريف حقه ؟
للأسف الشديد فقد قلدني كل من جمال عبد الناصر وبورقيبة و>كيم ايل سونغ< بأوسمة استحقاق، وفي بلادي لم يفعلوا ذلك ··؟؟ أم أننا سنكون ممن جاء فيهم المثل الشعبي (منين كان حيا شاهي وحدة كي مات علقوا لو عرجون)··؟؟ا
هل ترون بأن رسالة الشهداء قد تحققت ؟
يجب أن يعاد النظر في منظومتنا الفكرية والتاريخية لأن الثورة انحرفت عن مسارها، ورسالة الشهداء تمت مصادرتها ··

ملـف للمزايـدة
المجاهدون المزيفون··بين صمت السلطات ورعب المؤرخين
سليمان حاج ابراهيم
بالرغم من مرور أكثـر من 54 سنة على استقلال الجزائر لا يزال ملف المجاهدين الحقيقيين منهم والمزيفين يثير الجدال ويخلف في كل مرة يتم التطرق فيها لمواضيع متعلقة بالثورة التحررية زوبعة من الانتقادات لا تخمد إلا بنيران أزمة جديدة ·
ظل الملف الشائك يراوح مكانه ولم يتدخل أي طرف لتقديم أجوبة شافية ومقنعة، فلا السلطات أوضحت بصورة غير قابلة للنقاش الحقيقة أو تحركت أجهزتها للتحقيق في الموضوع، ولا المؤرخون كسروا جدار الصمت وقالوا كلمة حق دون أن يخافوا من التعرض لنفس المصير الذي آل إليه حال بن يوسف ملوك الذي تجرع المرارة لوحده حينما أخرج بعض مما لديه في التحقيق الذي قام به ·
حينما أعلن في الخامس جويلية سنة 26 رسميا عن استقلال الجزائر وتبوئها مقاليد أمورها طفت للسطح أزمات ومشاكل حادة لا يتم خمد وهجها لمدة قد تقصر أو قد تطول إلا واشتعلت أزمات جديدة تزيد من تعميق الجروح··المؤرخون الذين تناولوا بقوة وبصورة أكثر موضوعية مسائل الثورة الجزائرية يجمعون أن أعداد المجاهدين المعترف بهم من قبل السلطات المعنية فيه تضخيم كبير وليس حقيقيا، بدءًا بمحمد حربي في كتبه وتصريحاته التي أكد فيها أنه عشية استقلال الجزائر كان هناك حوالي 04 ألف مجاهد، وهو رقم لا يختلف كثيرا عن الرقم المحصى في فترة حكم الرئيس الأسبق هواري بومدين والذي كان في حدود 57 ألف معني بالصفة ·
في السنوات الأخيرة تمنح السلطات في أحيان كثيرة رقم 006 ألف مجاهد وهو ما جعل الكثير من المتابعين لكل ما يتعلق بتاريخ الثورة يتساءلون عن سر تضخم الرقم إلى أضعاف مضاعفة بالرغم من أن الأصح أن الرقم يبقى في حدوده الأولى إن لم يكن ليتراجع كون الذين شاركوا في الثورة التحريرية محددين في صنف معين وعملهم محدود في الزمان والمكان وبالتالي من غير المعقول أن يظهروا عشرات السنين من بعد ذلك ·
التعويضات تفجر الموضوع
بغض النظر عن الحالات التي كانت حقيقية وليس عليها أدنى غبار ساهمت قضية التعويضات المادية الممنوحة للمجاهدين وذوي الحقوق في تفاقم مشكل المجاهدين المزيفين فالأمر أصبح الآن يتعلق بمزايا مغرية للكثيرين ساعدتهم على طي جميع مراحل إثبات العضوية على جميع مستوياتها وفي ظرف جد قياسي دون أدنى اعتبارات للقيم الوطنية ولذاكرة الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن لأن المسألة وما فيها اختزلت كلها في بطاقة سحرية تمنح لحاملها حق الحصول على استفادات من الخزينة العمومية ومن إعفاءات جمركية وضريبية والأهم الحصول على سجلات أنشطة تجارية من مقاه ومخابز ودور سينما كانت مخصصة لهذه الفئة دون سواها ·
للمجاهدين فقط ··
وسبب استفحال القضية هو تراخي السلطات المركزية في معالجة الملف بحزم شديد من البداية وتركت المسألة رهينة التجاذبات السياسية التي عمقت من الأزمة لأن وزارة المجاهدين ومعظم الذين تعاقبوا عليها لم تكن لهم الجرأة الكافية لمعالجة الملف من جذوره وتم تحاشي الخوض فيه أو التحقيق فيه، لأن الأمر يثير حفيظة الكثيرين وهو ما سيساهم في فتح جبهات كثيرة من الصعب صدها بسرعة لأنها في الأول قنابل موقوتة ستكون انفجاراتها متسلسلة في حال خرجت للعلن ·
لقد ساهمت التعليمة التي كانت تفرض على كل المتبوئين للمناصب السامية في الدولة أن يثبتوا انتماءهم للثورة التحريرية في استفحال المشكل لأن الأمر أضحى للكثيرين بمثابة المفتاح السحري لتحقيق كل طموحاتهم السياسية ولهذا برزت فئة لم تكن لها أية علاقة بصفة الجهاد عملت المستحيل من أجل استخراج وثائق تثبت بها ولو كان الأمر زورا أنها شاركت فعلا في الثورة ·
للحصول على العضوية في جبهة التحرير أو جيش التحرير الوطني لا بد على أي طالب أن يقدم ملفا ويضمنه شهادة اثنين من مرافقيه في العمل المسلح ويوقعا على روايتيهما ويؤكدا وقائع تثبت مشاركة المعني في الثورة التحريرية ثم يقدم المعني ملفه للجنة البلدية التي تتأكد من الوثائق التي يتضمنها الملف وتحيله على لجنة ولائية لتتفقده بدورها ثم ترسله إلى اللجنة الوطنية الموجودة على مستوى وزارة المجاهدين، وفي نهاية المطاف يتحصل المعني على وسام الاستحقاق الوطني وشهادة إثبات مشاركة في ثورة نوفمبر المجيدة ·
والإشكال المطروح في هذا الموضوع هو أن اللجان البلدية كثيرا ما تساهل أعضاؤها مع الملفات المقدمة التي تدخل في صلبها الاعتبارات الذاتية بعيدا عن الموضوعية التي يفرضها عليهم القانون والمهمة الملقاة على عاتقهم لأن الأمر يتعلق بذاكرة أجيال برمتها وليس مجرد شهادة توضع في إطار ولهذا تجد عضوا يحابي آخر وثانيا يتحصل على مقابل مادي نتيجة إمضائه على شهادة الاعتراف كما أن الشاهد كثيرا ما يقول أي كلام حتى ولو لم يكن صحيحا ليثبت به رواية تؤكد مشاركة طالب العضوية في الكفاح المسلح مع أنه في قرارة نفسه يعرف جيدا أن المعني كان يعمل في أحد حقول المعمرين أو حتى كان يشتغل في الإدارة الفرنسية وليس أسهل من خلق رواية من نسج الخيال تحول المعني إلى بطل مغوار والنتيجة في النهاية حصول الأخير على المفتاح السحري أي العضوية في الثورة المجيدة بينما الثاني ستكون غنيمته حفنة من الأموال ستوزع عليه لاحقا دفعة واحدة أو على مراحل كما انه قد يغنم بمنصب مرموق أو وظيفة لأحد أبنائه إن كان الطالب يطمح للارتقاء في سلم المسؤوليات والذي لن يكون متاحا من دون تلك الشهادة التي تحولت لمزاد علني ·
اللجنة الوطنية لإثبات العضوية··· الصامت الأكبر
لا يزال أعضاء اللجنة الوطنية التي تخضع لوصاية وزارة المجاهدين التي صنعت الحدث غداة رئاسيات 99 حيث لم تمنح شهادة إثبات مشاركة في الثورة للراحل محفوظ نحناح الذي بسببها رفض ملف ترشحه للانتخابات مثلما ينص عليه دستور نوفمبر 6991 يفضلون الصمت ويتحاشون الظهور العلني أو حتى تقديم أي توضيح بشأن ملابسات قضية المجاهدين المزيفين التي يتحملون فيها قدرا كبيرا من المسؤولية لكونهم لم يقدموا أية توضيحات مقنعة وموضوعية تطمئن الأجيال القادمة على أن ثورة آبائهم وأجدادهم نقية وليست مثلما توصف من قبل البعض، وحتى لا تتحول تلك القضايا التي تطفو من حين لآخر إلى تصفية حسابات بين أطراف عديدة وجدت من خلال صمت المعنيين بالأمر الأرضية الملائمة لتكريس تلك الأزمات التي عمرت ولم تجد لها حلا يجثتها من الأعماق ·
ومن حق تلك الأجيال أن تطمئن إلى أن أمنية الشهيد البطل ديدوش مراد التي قالها قبل أن تصعد روحه إلى السماء:> إذا متنا، فشرفوا ذاكرتنا ··<

تبــادل التهم وإسقـاط لصفة الجــهاد
المنظمة الوطنية للمجاهدين - بن الشريف··القبضة الحديدية
المنظمة: بن الشريف خريج الجيش الفرنسي
رفض الأمين الوطني للمنظمة السعيد عبادو رفضاً قاطعاً الخوض في المسألة أو حتى الرد على العقيد بن الشريف، لكن الأمين الوطني المكلف بالإعلام والنشر والتوثيق بن الحاج محند واعمر فقد أكد أن العدد الأخير والمتداول اليوم يتحدث عن 053 ألف مجاهد معترف بهم، أما المزيفين منهم فلم يعط بن الحاج رقما محددا عنهم واكتفى بالتأكيد على أن الظاهرة موجودة ومستمرة وسببها هي شهادات الزور والرشوة والصداقة والتواطؤ وارتكاب الأخطاء أيضا، وحمّل حتى الوزارة الوصية جزءًا من المسؤولية من باب أنها تُخفي أشياء كثيرة، أما العقيد بن الشريف فقد نال الجزء الأكبر من انتقادات المنظمة ووصف بن الحاج أرقام بن الشريف بالخاطئة وذهب لأبعد من ذلك لما نبش في التاريخ الثوري للرجل وأكد بأنه كان عضواً في الجيش الفرنسي ولم يلتحق بالجبهة إلا في سنة 7591 وهذا ما دفع به للاستفهام عن ما إذا كان بن الشريف يعرف شيئا عن الثورة قبل هذا التاريخ، موّضحاً >إذا كان القانون والمشرع الجزائري يشترط ثلاثة شهود لإثبات الصفة ومنح الاعتراف للمجاهد فكيف لهذا الشخص لوحده (في إشارة لبن الشريف) أن ينفي الصفة على 05 ألف مجاهد، ما هو دليله في ذلك كل ما في الأمر إنه يقود حملة يسانده فيها أبناء الشهداء>··هذه التصريحات من شأنها مضاعفة حدّة النقاش الذي بدأ يعرف منعرجا آخر غير الذي بدأه ملوك وبوقبة هذا الأخير لم يسلم هو الآخر من انتقادات منظمة المجاهدين وقال عنه بن الحاج >لقد انتزعت صفة مجاهد من بوقبة ولا يحق له التحدث باسم المجاهدين <·
وعن موضوع المجاهدين المزيفين بصفة عامة قال بن الحاج >بخصوص هذا التلاعب في المسألة لا أنفي وجود مجاهدين مزيفين كما يوجد شهداء مزيفون أيضا تم سحب الصفة منهم ونتوقع أن يستمر الوضع وترتفع قائمة المزيفين وهي مسألة لم تعد تتصرف فيها المنظمة لكننا نتدخل لإشعار الوزارة حين تتوفر لدينا الدلائل ضد أي شخص نشك بأنه انتحل الصفة، والوزارة هي من يباشر التحقيق في ملفه >··وعن سبب الاختلاف في الأرقام المعلن عنها لعدد المجاهدين بين سنوات السبعينات والتسعينات والألفين يرى السيد بن حاج أن الأمر طبيعي جدا، إذ كان من الصعب أن يحدد مباشرة بعد نهاية الثورة العدد الإجمالي للمساهمين في حرب التحرير، وحدث الاختلاف في البداية حول الصفة الحقيقية للمجاهد حيث حددت في بداية الأمر في الذين كانوا في الجبال فقط، وهذا ما دفع بتأخير عملية الإحصاء التي تتطلب تحقيقا معمقا حول الشخص، كما توجد بعض الملفات التي يستغرق فيها التحقيق وقتا طويلا لاثبات الصفة ومنح الاعتراف فضلاً عن أن العديد من الملفات لم يتم ايداعها إلا مؤخرا، وهناك من تم منحهم الصفة بعد إثبات أنهم قضوا شهرا إلى ثلاثة سنوات في سجون فرنسا··كل هذه الأمور تجعل الأرقام والإحصائيات تختلف من سنة إلى أخرى ·
وزنة حسام

بعض التصريحات حول قضية المجاهدين المزيّفين

40 ماي 2002 : محمد شريف عباس في لقاء مع إطارات الوزارة بولاية جيجل :> هناك عصابات لتزوير ملفات المجاهدين <·
31 أوت 2002 : مصطفى بوقبة:> إن الجماعة الذين تقدّموا بملفاتهم بعد سنة 6791 هم جميعا مجاهدون مزيفون ·· يجب اعتماد هذا التاريخ على أساس أنه في سنة 6791 صدر القانون الذي يمنح امتيازات خاصة ومغرية لهذه الفئة ·· إن الذين يسيطرون على منظمة المجاهدين هم أهل بزنسة في الأراضي الفلاحية والعقارات ·· إن عدد المجاهدين المزيفين يفوق 08 بالمائة <·
71 أوت 2002 : علي كافي الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة في تصريح صحفي:> القضية في جوهرها مهمة جدا ويجب متابعتها من طرف الجهات الإدارية والقضائية··القضية موجودة وقديمة ولكن ليس بالشكل الذي تحدث به بن يوسف ملوك··على وزارة المجاهدين ووزارة العدل والمنظمة الوطنية للمجاهدين أن تضع حدّا لهذا الوضع ويجب أن يكشف جميع المزيفين للرأي العام·· نعم هناك آلاف قاموا بتزوير ملفاتهم ويجب كشفهم ومتابعتهم قضائيا < ·
18 أوت 2002 : محمد شريف عباس في منتدى المجاهد:> إثارة قضية المجاهدين المزيفين في هذا الوقت وفي مثل هذا الظرف يدخل في إطار استراتيجية تهدف إلى التقليل من قيمة الثورة والمس والإنقاص من التضحيات التي بذلت في سبيل الاستقلال ·· إن اللجان التي تأسست لغرض فحص ملفات المجاهدين منذ سنة 1962 إلى غاية 2002 تناولت بالدراسة ما لا يقل عن مليون و 200 ألف ملف كلها غير مقبولة وتحتفظ بها الوزارة كأرشيف كما أنها حجة على أصحابها لأنها كلها ملفات فارغة من المحتوى لا تتوفر فيها الشروط المطلوبة، هذا دون ذكر الملفات المقبولة المعترف لأصحابها بصفة الجهاد وخدمة الثورة من طرف العائلة الثورية لأن ذلك ليس من مهام وزارة المجاهدين <·
20 أوت 2002 : محمد شريف عباس في ندوة صحفية>: لا يمكن تصنيف المجاهدين إلى حقيقيين ومزيفين بحكم أن الأخطاء التي وقعت أثناء منح شهادات إثبات العضوية قد مست الملفات دون الأشخاص··نسبة وجود 80 بالمائة من المجاهدين المزيفين تبتعد عن المنطق في ظل صعوبة تحديد العدد الحقيقي للمجاهدين بدقة خاصة مع وجود 2 مليون جزائري قضوا ما بين شهر إلى 71 سنة في سجون فرنسا وهم يضافون إلى قائمة المجاهدين·· إنني أتحمل المسؤولية في الحفاظ على أموال الخزينة العمومية وأملاك الدولة حتى لا تذهب لغير مستحقيها <·
31 جويلية 2004 : محمد شريف عباس في ندوة صحفية:>الوزارة ومنظمة المجاهدين اشتركتا في البحث عن الضالعين في التزوير واتضح وجود مجاهدين مزورين في بعض الولايات، وفي ولايات أخرى لم يعثر على حالة واحدة تثبت تزييف شهادة إثبات العضوية في جيش التحرير الوطني··إذا أردنا أن نبالغ نقول أن هناك المئات من المجاهدين المزيفين ··أنا لا أدّعي بأن قضية التزوير لا وجود لها، لكن أستطيع التأكيد بأنها ليست بالحجم الذي صوّره الذين يثيرون الملف، وهؤلاء يقومون بعمل استفزازي عن طريق التهويل عبر الصحافة <·
25 سبتمبر 2004 : محمد شريف عباس في اجتماع تقييمي مع المدراء الولائيين للمجاهدين:>معالجة ملف المجاهدين المزيفين مأمورية حساسة وصعبة تشغل الوزارة··مهما كانت المجهودات التي تقوم بها الدولة في هذا الشأن فإن الاقتراب من الحقيقة يبقى نسبيا بالنظر إلى التعقيدات التي تحيط بهذا الملف··التزييف والتزوير في هذه القوائم كان موجودا في السنوات الأولى من استرجاع السيادة الوطنية، لكنه تزايد في الانتشار خلال العشرية الأخيرة بفعل العديد من العوامل منها حدوث بعض الأخطاء والهفوات··إن عملية معالجة هذا الملف ذات حدين وقد قلت في جلسات رسمية بأنه لا بأس من أن ترتكب أخطاء وتمنح حقوق لمن لا يستحقها، ولكن ما لا يمكن قبوله والتسامح معه هو ارتكاب أخطاء تتسب في حرمان فئة من حقوق تستحقها <·
28 أكتوبر 2004 : محمد شريف عباس في ندوة صحفية : >المجاهدين المزيفين الذين تجاوز عددهم حاليا 10 آلاف مجاهد ستخضع ملفاتهم للفحص لأن الأمر يتعلق بمسألة حساسة جدا، وسيتم نزع صفة المجاهد عن الذين ثبت عليهم التزوير··الدولة الجزائرية ستتابع كل من ثبت بالوثائق لأنه تسلل إلى صفوف المجاهدين بالتزوير ليعيد كل سنتيم أخذه بغير حق من خزينة الدولة <·
18 ديسمبر 2004 : محمد شريف عباس في منتدى التلفزيون : >الذين يغذون هذه القضية يحاولون الوصول إلى اهداف أخرى، والصحافة الوطنية تجاوزت الحدود في طرحها لهذه المسألة <·
15 فيفري 2007 : العقيد أحمد بن شريف في اجتماع لمجاهدي الولاية الثالثة >الوزير محمد شريف عباس لم يقدم الرقم الصحيح لعدد المجاهدين الموجودين حاليا·· كيف يصبح عدد المجاهدين حاليا 600 ألف مجاهد في حين ان عددهم لم يتجاوز 57 ألفا في سنة , 1978 ·سعيد عبادو الأمين العام لمنظمة المجاهدين يتحمل مسؤولية في ملفات المجاهدين المزيّفين <·
17 فيفري 2007 : محمد شريف عباس وزير المجاهدين>العقيد أحمد بن شريف ليس لديه قائمة للمجاهدين المزيفين ، كما أنه لا يحوز على أي دليل بخصوص هذه القضية <·
18 فيفري 2007 : محمد شريف عباس وزير المجاهدين :>ادعاء العقيد أحمد بن شريف وتهجمه على الوزارة حول الأرقام المزيفة للمجاهدين سيجرنا إلى التشكيك حتى في الشهداء وليس الأحياء فقط وحتى أبناء الشهداء··هناك 10 آلاف مجاهد مزيف تم حذف أسمائهم من قوائم المنظمة الوطنية للمجاهدين منذ سنة 1963 <·
جمعها: مروان حرب

9 سنة بعد إصداره للقرار
أسبـاب إلغـاء حمـروش لوزارة المجــاهدين
بعد 27 سنة من الاستقلال، ألغى رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، سنة 1989 ، وزارة المجاهدين من حكومة الاصلاحات التي قادها حتى 1991· في ذلك الوقت كان السيد حمروش يتحدث عن منظمة للمجاهدين >تعكس المزيد من الديمقراطية وأن يكون تمثيلها أكثر موضوعية<، ولكن فكرة إبعاد المجاهدين عن التلاعبات السياسية كما راودت حمروش سرعان ما سقطت بطي صفحة >حكومة الإصلاحات <·
لم يكن مولود حمروش أول من فكر في إلغاء وزارة المجاهدين لحساب منظمة لهذه الفئة تكون قوية وقادرة على حماية صفوفها من >اختراق< المجاهدين المزيفين وحتى الحركى، ذلك أن وزير العدل في حكومة بومدين الأولى بوعلام بن حمودة كان أول من اقترح إلغاء وزارة المجاهدين وتحويلها الى >مديرية تابعة للشؤون الاجتماعية< اعتبارا من تاريخ هذا >الإقتراح< اي سنة 1970 ، وهي السنة التي انتقل فيها الأمين العام الأسبق للأفلان من وزارة المجاهدين الى وزارة العدل، التي قادها الى غاية وفاة هواري بومدين ·
وبين هذا >الإقتراح< وإقدام حمروش على إلغاء وزارة المجاهدين كانت 91 سنة قد مرت، وعندما طرح سؤال لماذا ألغيت وزارة المجاهدين، جاء الرد من رئيس الحكومة الأسبق حمروش بنفسه في حوار مطول صدر بجريدة >الشعب< يوم 9 جانفي 1990 وبرر فيه أسباب قراره المثير في ذلك الوقت بالآتي: >أعتقد ان وجود الوزارة منذ الاستقلال الى يومنا هذا حل الكثير من المشاكل، لكن نلاحظ أنه وبعد 27 سنة من الاستقلال لا تزال هناك حالات أرامل الشهداء وبنات وأبناء الشهداء والمجاهدين في القرى لم يتم التكفل بمشاكلهم، وما نريده ونصبو إليه هو إقامة منظمة أكثر ديمقراطية تقترب أكثر من أولئك الذين يحتاجون المساعدة ·
ومن جهة أخرى، فكوننا ألغينا وزارة لا يعني أننا سنلغي الحقوق المتعلقة بوضعية المجاهدين وذوي الحقوق (····)·
ونأمل من المنظمة الجديدة أن تعكس المزيد من الديمقراطية وأن يكون تمثيلها أكثر موضوعية، وأن سياستنا في هذا المجال واضحة وتعبر بصدق على ما جاء به الدستور، الذي ينص على ضمان احترام رموز الثورة وأرواح الشهداء وكرامة ذوي الحقوق والمجاهدين<· مبررات حمروش في نهاية الأمر كانت مبررات سياسية لإلغاء وزارة بمعنى >إدارة< تحتكم الى السياسة في ذلك الوقت ولم تترك تلميحات حمروش في الحوار المذكور المجال للحديث عن >استفادات< بقدر ما أوحت بأن أمور المجاهدين والأسرة الثورية بـ >حاجة الى الديمقراطية <···
م· صيادي

الشيخ شمس الدين :
تعويضــات المجـــاهدين حـق ومكفــولة شرعـا
اعتبر الشيخ شمس الدين مسألة التعويضات التي تمنحها السلطات للمجاهدين حق وليست تعويض عن جهادهم في سبيل الله الذي سيكافؤهم به يوم القيامة ·
وصنف الشيخ المنح التي تمنحها وزارة المجاهدين لهذه الفئة في إطار الإستحقاق المادي الذي الذي تمنحه الدولة لمواطنيها وليست عبارة عن تعويض عن جهاده في سبيل الله لأن الشريعة الإسلامية رتبت للمجاهد في سبيل الله جزاء معلوما يلقاه عند الله إذا كان جهاده خالصا لوجه الله أما موضوع الحقوق في رأي الشيخ اقد تركت لإجتهاد الحاكم حيث يجوز له أو لمن ينوبه أن يخصص حقوقا لهذه الشريحة · وحاليا تضطلع وزارة المجاهدين بهذا الدور و هي المسؤولة عن تقديم تلك الحقوق لهؤلاء الأبرارب
وفي تبريره للحقوق التي تمنح لهذه الفئة يؤكد المتحدث أن المجاهد لم يكن له الوقت حينما كان في سبيل الوطن ليشتغل في أمور الدنيا ويلتفت لمصالحه الخاصة، وفي نفس الوقت فإنه من غير المعقول ولا من المقبول أن تهمل هذه الشريحة ولهذا يعتبر الشيخ أنه من حق المجاهد الذي حافظ على كرامة الأمة أن تمنح له الدولة ما يحفظ به هو أيضا كرامته ·
ودعا الشيخ شمس الدين بوروبي على ضرورة تحرك وزارة المجاهدين وبصورة حازمة من أجل قهر المجاهدين المزيفين الذين شوهوا صورة الثورة التحريرية المباركة ·
وأكد الشيخ في تعقيبه على الموضوع الذي أخد أبعادا خطيرة في الجزائر و تحول لساحة سجال بين عدة أطراف على أن وزارة المجاهدين التي لها سلطة التحرك لابد أن تأخد المسألة بكل جدية و تعالجها في إطارها الطبيعي وبحزم شديد حتى لا تحرم صاحب حق و يمنح ذلك الحق لمدعي بالباطل ·
و تسائل المتحدث في تصريح المحققب عن سر وجود حوالي 007 مجاهد في قرية نائية قد لا يتعدى عدد سكانها 002 نفر وهو ما يستوجب باعتقاده أخد الحيطة و الحذر ·
سليمان حاج ابراهيم

ملـــوك وبوقبـــة وآخـــــرون
المجاهـدون المزيفـون·· دوامـة عمـرها 45 سنة
لم يكن يوم 24 أكتوبر 1978 يوما عاديا في تاريخ الجزائر المستقلة، حيث قرّر الرئيس الراحل هواري بومدين أن يفتح ملف >المجاهدين المزيّفين< الذي برز في ذلك الوقت على الساحة السياسية، وإن كان بشكل محدود، فقام بإصدار المرسوم رقم 640 الذي يقضي بالكشف عن حقيقة المجاهدين المزيّفين الذين تسلّلوا داخل الأسرة الثورية بملفات مزورة
مروان حرب
جاء إصدار هذا المرسوم بعد أن تجمعت لدى الرئيس معطيات ومعلومات تفيد بأنّ كثيرا من الانتهازيين نجحوا في التغلغل وسط المجاهدين، خاصة بعد صدور قانون في سنة 6791 يمنح امتيازات مغرية للمجاهدين، لكن بوفاة الرئيس هواري بومدين بعد شهرين من صدور المرسوم 046، كان لزاما على الجزائريين أن ينتظروا القطرة التي تفيض الكأس لتعيد هذه القضية إلى ساحة الأحداث ·
وسط رحلة البحث عن حقيقة >المجاهدين المزيّفين< كان بن يوسف ملوك مدير مصلحة الشؤون الاجتماعية والمنازعات بوزارة العدل قد تلقى مذكرة مرفقة بالمرسوم 046، تأمره بمراقبة الموظفين الذين يحملون صفة >مجاهد<، وقد أسفر البحث الذي استمر سنتين ونصف عن صياغة تقرير يتضمن قائمة بأسماء شخصيات في السلطة وإطارات سامية بوزارة العدل تحصلوا على بطاقة العضوية في جيش التحرير الوطني عن طريق ملفات مزورة، وتم إرسال هذا التقرير إلى بوعلام باقي وزير العدل في ذلك الوقت بتاريخ 3 مارس 1891، لكن لا أحد تحرّك للكشف عن الحقيقة، بل ذهب ملوك ضحية هذا التقرير حيث تم فصله من العمل في العام نفسه ·
منذ صدور تقرير بن يوسف ملوك في سنة 1891 تعاقب على وزارة العدل كل من بوعلام باقي، محمد يعلى، محمد شريف خروبي، علي بن فليس، حمداني بن خليل، عبد الحميد ماحي باهي، محمد تقية، محمد آدمي، غوتي مكامشة، أحمد أويحيى، محمد شرفي والطيب بلعيز، أما وزارة المجاهدين فقد أشرف عليها خمسة وزراء هم جلول بختي نميش، محمد جغابة، إبراهيم شيبوط، السعيد عبادو ومحمد شريف عباس ، ورغم ذلك لم يقم أحد منهم باتخاذ إجراء واحد يهدف إلى تحديد المسؤولين عن تزوير الملفات، وحتى وزير المجاهدين الأسبق محمد جغابة الذي طلب في سنة 6891 من بن يوسف ملوك إعداد ملف كامل عن القضية، تراجع بعد أن اكتشف تورّط إطارات سامية في وزارة العدل من بينهم محمد الأمين كافي شقيق الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي، وشقيق وزير العمل والتكوين المهني الأسبق محمد أمير، إلى جانب والد وزير الداخلية الأسبق محمد الصالح محمدي، والموقف نفسه اتخذه الوزيران إبراهيم شيبوط والسعيد عبادو عندما تسلما الملف المتعلق بهذه القضية، واستمّر هذا الوضع حتى سنة 2991 عندما فجّر ملوك القضية عبر صفحات جريدة >ليبدو ليبيري< الأسبوعية وهو ما جعله يتعرض لمضايقات كثيرة بدأت بإبعاده عن عمله في وزارة العدل سنة 2991، وانتهت بالحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات غير نافذة سنة 9991، ورغم ذلك فقد استمر في جهوده للكشف عن المجاهدين المزيّفين، حيث التقى يوم 6 جوان 2002 برئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس وسلّمه ملفا كاملا ومفصّلا عن 05 قاضيا وإطارا ساميا في وزارة العدل تضمّنت ملفات خدمتهم الإدارية شهادات مزورة تزيّف انتمائهم لجبهة التحرير الوطني وتعطي معلومات كاذبة عن مشاركتهم في ثورة نوفمبر ·
رغم الجهود التي بذلها بن يوسف ملوك في هذا الملف منذ سنة 8791 إلا أنّ خروج ملف >المجاهدين المزيّفين< إلى العلن بشكل قوي كان عن طريق مصطفى بوقبة في أفريل 0002 خلال إحياء الذكرى الرابعة والأربعين لاستشهاد الشهيد سويداني بوجمعة، حيث اقتحم صفوف الوفد الرسمي الذي زار مدينة >القليعة< لإحياء المناسبة ووزّع مناشير يندّد فيها بتصرّفات بعض اعضاء منظمة المجاهدين في ولاية تيبازة، وهي الطريقة التي أحدثت ضجّة كانت سببا في خروج هذا الملف إلى العلن، وفي 31 أوت 2002 عقد بوقبة ومجموعة من المجاهدين ندوة صحفية للحديث عن هذه القضية، أعقبتها اتصالات من طرف رئاسة الجمهورية ثم قيام الرئيس
عبد العزيز بوتفليقة بتكليف الجنرال عبد المجيد سحاب بالتحقيق في قضية المجاهدين المزيفين ·