السبت، يوليو 8

أرى أنه زمن للكتابة عن الربيع والحب والزهور

أرى أنه زمن للكتابة عن الربيع والحب والزهور
القاص سبقاق بوفاتح لـ الفجر
عرفه المتعاطون للأدب بمجموعتيه القصصيتين "رجل الأفكار" و"الرقص مع الكلاب" من منشورات الجاحظية، نفحت به مدينة تقرت المعطاءة والتي يطلق عليها سكانها من شدة حماسهم لها وافتتانهم بها: "البهجة"، القاص سبقاق بوفاتح يعد من الأقلام الأدبية المعدودة بولاية ورقلة التي لها أعمال منشورة، ويحدوه طموح كبير لتطوير إبداعه أكثر وأكثر بدخول عالم الرواية، تفتح معه "الفجر" في هذا الحوار دفتره الإبداعي وتسأله عن جملة من القضايا الأدبية كيف ترى الحياة الأدبية في الجنوب عامة وورقلة بشكل خاص؟ الوضع الثقافي بالجنوب لا يختلف عن الواقع العام الذي تعيشه البلاد ، الفكر لم يعد من الأولويات والجري وراء الماديات أصبح هو المعيار، ورقلة تعتبر مدينة مرقد أي الناس يعملون وينامون وغير مهتمين بأي حركة أدبية ونفس الشيء بتقرت، ولا داعي للحديث عن حاسي مسعود التي تعتبر مصدر لكل الأعمال والأموال، يوجد فرع لاتحاد الكتاب ولد ميتا، ويوجد فرع الجاحظية الذي نشط في السنوات السابقة ولكن الآن ليس لديه أي مبادرات أدبية، حتى الأمسيات الأدبية التي كانت تقام من حين لآخر لم تكن تشهد أي حضور، ونسجل هنا غياب تام للجامعة بطلابها ودكاترتها، والمكان الوحيد الذي يشهد من حين لآخر بعض التظاهرات الثقافية هو دار الثقافة لماذا الأقلام الأدبية المعروفة بولاية ورقلة معدودة؟ ربما هناك أسماء لم تعرف بعد، وأعتقد بأن ظهور أسماء مرتبطة بالدرجة الأولى بدور النقد ومدى إمكانية النشر، وأغلب الذين برزوا على الساحة المحلية لعبوا دورا كبيرا في فرض أنفسهم عن طريق النشر في الصحف والنشر الخاص، وعلى العموم الأجواء المحلية الثقافية لا تشجع على ظهور أي أسماء كيف عانقت ذات زمن شوق الكلمة وتأثرت بها، ولمن قرأت؟ بدأت الكتابة سنة 1985، حيث بدأت ببعض القصص القصيرة والأشعار. والحقيقة أن البيئة العائلية كانت جد مشجعة لأن والدي سبقاق العيد ­ رحمه الله ­ من المولعين بالكتاب فقد كان يشجعنا على المطالعة، ورؤيته يطالع دوما جعلتنا نعتبر الكتاب الرفيق الدائم، ولا أنسى أخي الأكبر الطاهر، الذي وضع لنا مكتبة عائلية كانت في متناول الجميع، فقرأت أمهات الكتب وأنا في مرحلة الابتدائي، مثل روايات نجيب محفوظ ومصطفى لطفي المنفلوطي والأيام لطه حسين والشيخان والروايات البوليسية لآجاثا كريستي والحرب والسلم ونهاية رجل شجاع والأم والشيخ والبحر .. لقد تأثرت بأغلب الكتاب في مرحلة متقدمة ولكن بعدها تأثرت كثيرا بالكاتب الكبير الشهيد غسان كنفاني، الذي كان رائد القصة القصيرة، وأكبر ما شدني إلى أعماله هي القضايا التي يطرحها في قصصه، وهذا أفضل بكثير من كل خطب وبيانات الرؤساء العرب، ولقد دفع ثمن جرأته واغتاله الموساد في بيروت. ولا أنسى أعمال القاص المصري يوسف إدريس الذي أثرى الحياة الأدبية بأعماله كيف غزى ذات يوم سواد قلمك بياض الورق، وكتبت نصك الأول واعتبرته نصا حقيقيا جديرا بأن تخرج به للناس؟ أتذكر بأن أول نص قصصيا كان من نوع الخيال العلمي، يتكلم عن رواد فضاء يهبطون على كوكب مجهول ويشاهدون ظواهر غريبة، حيث يتحول أحدهم إلى عدو وينضم إلى قوى الشر، أما عن أول قصة كتبتها ونشرتها فهي قصة "الاقتراح العجيب" المنشورة بالمجموعة القصصية الأولى "رجل الأفكار لاحظت أن غالبية قصصك تنصب في سياقات واقعية، تكاد تكون فوتوغرافية، وقد يحس القارىء بأنك تقع في التقريرية والمباشرة، وعادة ما يكون هذا على حساب سمة الشعرية وجمالية اللغة التي من المفترض أن تميز أي نص أدبي؟ قد تكون ملاحظتك في محلها ولكن ما يهمني بالدرجة الأولى الصدق في طرح أي قضية عبر قصصي، أما الجانب الجمالي أو الشاعري، فهو مرتبط بالدرجة الأولى بطبيعة الموضوع، واللغة مهما احتوت من شاعرية فإنها قد تكون عاجزة أمام مواقف إنسانية تجعل الكاتب مضطرا إلى التقريرية أو الخطاب المباشر، وبعيد عن هذا الإشكال فإنه يتعين على القارىء أن تكون له نظرة شاملة للنص الحيز في قصصك كله حضري ولا أراك تتحدث عن الريف أو القرية رغم أن هذا المجتمع حاضر بقوة حتى داخل المدن نفسها؟ أعتقد أن المكان مرتبط بمضمون النص في حد ذاته، وعلى العموم فأغلب الشخصيات التي كتبتها تعيش في المدينة وأتذكر جيدا قصة "الانتحار الأخير"، التي تحكي قصة شاب سئم حياته، فيترك قريته متوجها إلى مدينة قسنطينة ليضع حد لحياته من إحدى جسورها المعلقة ولكنه في الأخير يغير رأيه ويعود سالما إلى أهله، على كل قد أعالج بعض القضايا التي تكون فيها شخصيات من الريف أو القرية، وفي هذا المقام لا يسعني سوى أن أرفع رايات التقدير والتكريم لأهل الريف والقرى لأن التاريخ الأدبي والنضالي يشهد بأن غالبية الأسماء التي صنعت مجد البلاد كانت من تلك الربوع مضمون قصصك لم يشذ عن ما أكدته الدراسات حول القصة الجزائرية المعاصرة بتركيزها على المضامين الاجتماعية، ونلاحظ في مجموعتيك القصصيتين "رجل الأفكار" و"الرقص مع الكلاب" طغيان موضوع البطالة، فكيف تفسر هذا المنحى؟ أعتقد بأن الكاتب الناجح يتعين عليه أن يعبر عن قضايا مجتمعه، بالنسبة لي هموم الناس ومشاكلهم تعتبر هاجسي الأول خاصة في جانبها الاجتماعي والسياسي، وليس لدي الوقت لأكتب عن الربيع والحب والزهور في زمن لا يجد فيه الكثير من البؤساء قوت يومهم وفي عالم يسوده الظلم وسحق الضعفاء، أعتقد بأن الكلمات الصادقة عبر قصصي بإمكانها أن تخدم هؤلاء وتكشف أكاذيب ونفاق من خانوا أمانة هذا الشعب كيف تعاملت مع إشكالية النشر؟ يعتبر النشر من ضمن العوائق التي تحول أمام ظهور كتاب جدد ببلادنا، لقد نشرت قصصي عبر الجرائد الوطنية المختلفة، ثم اتصلت بالأستاذ الطاهر وطار ونشرت لديه مجموعتي القصصية الأولى "رجل الأفكار" ثم الثانية "الرقص مع الكلاب"، وطبعا مقابل مبلغ مالي معقول. ومن الإنصاف أن نقول بأن جمعية الجاحظية لعبت دورا كبيرا في مساعدة الكتاب المغمورين ومبدعي المدن الداخلية، وأعتقد بأن مشكل التوزيع أصعب من النشر، فهناك العديد من الأعمال التي لم تصل إلى القراء بعد عبر هذا الوطن الشاسع كيف تنظر إلى وضعية النقد ببلادنا؟ من الواضح أن هناك غياب كلي للنقد ببلادنا ما عدا بعض المحاولات القليلة لبعض دكاترة الجامعة، وأصبحنا لا نعطي أهمية لأي عمل إلا إذا نشر ببيروت أو بالقاهرة. أصبحنا مصابين بعقدة الريادة المشرقية، وهذا ما جعل الكثير من الأسماء الضعيفة تظهر وترتقي سلم المجد الوهمي بالاعتماد على الصداقات والمعارف عبر الصحف والوسائل الإعلامية، وهؤلاء يمارسون "شيتة أدبية" لفائدة أحبابهم، وهم بهذه الطريقة يضرون أنفسهم ويقضون على حق القارىء في قراءة إعلام محايد أو متخصص، وهذا ما يجعل بلادنا مجهولة على الصعيد العربي والعالمي، وما زالت تعرف فقط بأدباء يعدون على الأصابع من جيل السبعينات وطبعا باستثناء المتميزة أحلام مستغانمي، التي صنعت مجدها خارج الوطن ما هو الجديد الأدبي لديك؟ لدي رواية من الحجم الكبير بعنوان "الإعصار الهادىء" ذات طابع سياسي اجتماعي، تحكي عن هموم الأكثرية وتسلط الأقلية متى سترى طريقها إلى النشر؟ لقد اتصلت مؤخرا بالدكتور أمين الزاوي من أجل نشرها ضمن منشورات المكتبة الوطنية الجزائرية، وعدني خيرا، وقد أرسلت له المخطوطة وأنا أنتظر رده كلمة أخيرة لقراء جريدة "الفجر"؟ أتمنى لجريدتكم النجاح والاستمرار في كشف الحقائق الاجتماعية والثقافية، وفي الميدان الأدبي أقترح على المشرفين رعاية مسابقة أدبية شهرية لفائدة المبدعين الشباب في كل ميادين الكتابة "شعر، خاطرة، قصة"، ويهمني كثيرا التواصل مع القراء وأقدم لهم بريدي الإلكتروني:sebgag2000@yahoo.fr من جهة أخرى فإنني أدعو وزارة الثقافة إلى الاهتمام أكثر بمدن الجنوب التي تعاني جفاف ثقافي مزمن وبرمجت بعض التظاهرات فيها، لأن العاصمة استولت على كل المهرجانات والملتقيات واستقبلت كل ضيوف الجزائر الوطن واختصرتهم في الجزائر العاصمة. نطمح إلى أن تكون وزارة الثقافة منبرا لكشف ومساعدة كل مواهب البلاد
الــكاتب : ذهبية عبد القادر

رسائل






معارضة

معارضة
بعد أيام من إعلان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عن التعديل المرتقب للدستور، ما زالت الطبقة السياسية تغط في نوم عميق، وكأن أمر الدستور لا يعنيها وباستثناء أحزاب التحالف التي أبدت تأييدها الطبيعي لهذا القرار، وهي التي عودتنا على تأييد كل شيء، لم ينطق باقي الأحزاب ببنت شفة سواء بقبول أو برفض التعديل،مما يعني أن ورشة تعديل الدستور المرتقبة ستكون ورشة بوتفليقة من غير منازع، مثلما كانت ورشات المصالحة والوئام وكل ما جدّ على الساحة السياسية في السنوات الأخيرة، وبما يعني أيضا أن القوة التي ظهر بها الرئيس نابعة من ضعف الطبقة السياسية التي استقالت من مهمتها، تاركة المجال مفتوحافإلى متى سيستمر هذا الصمت يا ترى؟ والبلاد مقبلة على مرحلة سياسية جديدة، كان على الأحزاب قول كلمة بشأنهاوأعود إلى مبدإ التعديل الذي يبدو أنه لن يكون مجرد تعديل كذلك الذي عرفناه في تجربة 1989 و1996، لأن كلام الرئيس يوحي بأننا مقبلون على دستور جديد، ما دام هذا التعديل سيضع حدا لتجربة نظام حكم مثلما أكد ذلكأليست هذه فرصة لتقديم الطبقة السياسية مقترحاتها مع الإصرار على أخذها بعين الاعتبار؟ فليس معقولا أن تنسحب الأحزاب من ورشة من هذا الحجم وتترك الساحة للحكومة وحدها لصياغة الدستور كيفما شاءتوحتى وإن كان بوتفليقة يرفض أن يكون الدستور بدلة على المقاسمثلما قال ووعد بفصل السلطات مستقبلا، آخذا بعين الاعتبار ما انبثقت عنه ورشات إصلاح العدالة وإصلاح أجهزة الدولة وقانون الأسرة وغيرها من الورشات التي طبعت عهدته الأولى، فإن من باب الأمانة ومن واجب المسؤولية التي يمليها دورها في المعارضة وجب على الطبقة الصامتةولا أقول السياسية، أن تتحرك، وفكرة أحسن معارضة ألا تكون هناك معارضة قد تجاوزها الزمن بعد سنتين من الاستقالة السياسيةأم أن الأحزاب تريد أن تجد لها حجة بعد فوات الأوان، أنها لم تشارك في صياغة الدستور ولا في مناقشته، وبالتالي فهي سترفضه مستقبلا لأن ذلك عذر سيكون أقبح من ذنبفأين نحن من التجربة الاسبانية، التي يتبنى دستورها كل الحقوق المعلن عنها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟ مَنْ غير المعارضة بإمكانها أن تشترط أن تتضمن الصياغة الجديدة للدستور كل المناقشات التي دارت في الساحة السياسية الوطنية منذ بداية التعددية، كالنقاشات بشأن وضعية وحقوق المرأة وقانون الأسرة والمشروع الاجتماعي الأمثل والمدرسة والهوية وغيرهاصمت الأحزاب هذا لا يخدم لا الديمقراطية ولا المواطن ولا الوطن

الجمعة، يوليو 7

التحالف الديمقراطي السوري

التحالف الديمقراطي السوري تحالف سبعة أحزاب سورية
About us
News
Intranet



دعوة لندوة في مدينة برلين الألمانية

يقيم معهد اسبن تحت رعاية السيد جيف كدمن في العاصمة الألمانية في برلين، وبالتعاون مع التحالف الديمقراطي السوري، ندوة مفتوحة حول حقوق الإنسان في سورية وأخر المستجدات السياسية على الساحة السورية
اليوم : الثلاثاء في 11 تموز 2006
الساعة : السابعة مساء
المكان :
Marriott Courtyard Hotel - Berlin City Centre
Axel Springer Strasse 55 - Tel: +49 (30) 800-9280
يستضيف خلال الندوة كل من السادة :
- سعد الدين الملا (حزب يكتي الكردي في سوريا)
- مروان حمود (التجمع الديمقراطي السوري)
- جان عنتر (الحركة السريانية و الناطق الرسمي للتحالف الديمقراطي السوري)

الدعوة مفتوحة للجميع

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالسيد مارك حسين على الهاتف
+49 175 638 6715
ملاحظة كل من يود الحضور من المناطق البعيدة يمكنه الحجز في نفس الفندق بأسعار تفضيلية
نرجو الاتصال بالسيدة
Godje Seyffarth +49 30 800 928 6034 or godje.seyffarth@marriotthotels.com

Copyrights © 2003-2006 Syrian Democratic Coalition. All rights preserved.جميع الحقوق محفوظة - التحالف الديموقراطي السوري 2003 - 2006

قاوموا الحصار وتوحدوا.. توحدوا

أوقفوا حملة التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي تقوم بها منظمة بدر ضد العراقيين
السيد الأمين العام للأمم المتحدة / مجلس الأمن الدولينحن الموقعون أدناه، نتقدم بالتماسنا هذا إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي, وملوك و رؤساء الدول العربية والإسلامية ورؤساء الدول و والمنظمات الدولية و منظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصليب الأحمر بضرورة التدخل لوقف حملات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف التي تقوم بها منظمة بدر والميليشيات العاملة معها ممثلة بوزير داخلية العراق (بيان جبر صولاغ) ومسؤول منظمة بدر ( هادي العامري) من حملات الإبادة الجماعية والقتل والتعذيب والاعتقال والعنف والتهجير والتي ترقى لأن تكون جرائم حرب ضد الإنسانية، والتي تنفذها فرق الموت التابعة لهم ضد أبناء الشعب العراقي (خاصة من العرب ألسنه إضافة لكل من يعارض نهجهم من العرب الشيعة) ونطالب باتخاذ كافة الوسائل والإجراءات القانونية ضد المشاركين بهذه الأعمال واعتبار منظمة بدر من ضمن المنظمات الإرهابية ومحاسبة العاملين فيها وملاحقتهم بمقتضى القوانين الدولية.إضافة إلى هذا فان فإننا نؤكد على أن هذه الجرائم والتي وصلت إلى قتل ما يقارب من المائة عربي مسلم يوميا، معظمهم من المدنيين السنة العزل، والذين تتم تصفيتهم على الهوية والاسم بعد اعتقالهم من مساكنهم أو خلال مغادرتهم للمساجد بعد انتهاء صلاتهم وبشكل علني من قبل قوات وزارة الداخلية العراقية لتكتشف جثثهم بعد أيام مقطعة الأوصال وعليها أثار التعذيب هي دليل على عمق المأساة التي يعيشها العرب السنة في العراق. والتي تعتبر بحد ذاتها جرائم ضد الإنسانية.إن ميليشيا منظمة بدر والمليشيات الأخرى العاملة معها تمارس نشاطاتها من مراكز سريه وتتخذ من وزارة الداخلية العراقية التي يترأسها بيان جبر صولاغ ومن الدوائر الأمنية الأخرى غطاء لعملياتها وحماية لها إضافة إلى الدعم اللوجستي والأستخباراتي التي تقدمها الوزارة لهؤلاء ألقتله. إضافة إلى أن هذه المنظمة تقوم بحملات تهجير قسري للسنة والشيعة على حد سواء من مناطق سكناهم من خلال رسائل تهديد توزعها في المناطق الساخنة لغرض إثارة الفتنة الطائفية وتأجيج الحرب الأهلية تهيئة لتقسيم العراق إلى مناطق نفوذ لتتمكن إيران من التوغل في المشرق العربي.إن دمج مليشيا بدر والمليشيات الأخرى بالجيش والشرطة قد أعطى هذه المليشيا غطاء رسميا للقيام بعملياتها بشكل رسمي من دون رقيب. لقد قامت تلك الميليشيات باغتيال الخيرة من أساتذة الجامعات والأطباء والشخصيات وعلماء الدين والكتاب والفانيين والضباط والطيارين العراقيين الذين شاركوا في الحرب ضد إيران، كون منظمة بدر ذو انتماء طائفي أيراني بحت، وهي تعمل بالتنسيق مع المخابرات الإيرانية.إننا نذكركم بضرورة الدفع على تطبيق:قوانين ولوائح حقوق الإنسان الخاصة باعتقال ومحاكمة ومعاقبة المشاركين في جرائم الإبادة البشرية قوانين ولوائح حقوق الإنسان الخاصة بمتابعة وتحديد المشاركين في الجرائم الإنسانية مبادئ التعاون الدولي في التحقيق والبحث وإعتقال وتسليم المجرمين المشاركينفي جرائم حقوق الإنسان والبشرية.كما أننا نلاحظ بأن قوات الاحتلال الأمريكي (والعاملة تحت مظلة الأمم المتحدة) لا تقوم بواجباتها المفروضة عليها، والتي تحتم عليها اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية المدنين العزل والدفاع عنهم من الهجمات البربرية التي تقوم بها هذه المليشيات والتي تستخدم ملابس وأسلحة وسيارات ومراكز وزارة الداخلية لمهاجمة الأبرياء من العرب السنة والقيام بحملات إبادة وتطهير عرقي خاصة في محافظة بغداد، إضافة إلى قتل كل شيعي يعارض مخططاتهم وسياساتهم.وعلى العكس نجد قوات الاحتلال الأمريكي لا تكترث بأعمال الإبادة البشرية التي تقوم بها مليشيات وزارة الداخلية ضد المدنين العراقيين بل تشجع حملات الإبادة هذه من خلال عدم التدخل واعتقال أو قتل المهاجمين من هذه المليشيات، وهذا ما يشجع هذه المليشيات للمضي قدما في محاولة تغيير الواقع الجغرافي والتنكيل بالمعتقلين من العراقيين، وإرهاب المدنين وقتلهم والتمثيل بهم، مما سيدفع العراق إلى حرب أهلية، لتتمكن أمريكا من الخروج من مأزقها التي أوقعت العراقيين به ، وهذه أحدى نتائج ما يسمى بالحرب على الإرهاب.إننا نؤكد بأن قوات الاحتلال الأمريكي لا تقوم باحترام وتطبيق مواثيق الأمم المتحدة ومواثيق جنيف حول البلدان المحتلة مثل العراق كما أنها لا تقوم بحماية المدنين بشكل جدي ونذكر بقوانين جنيف رقم 12 لسنة 1949 والبروتوكول الأول والثاني منهم. إننا وإذ نوقع على هذه الوثيقة، فإننا نأمل من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، أن تتدخل لدى الإدارة الأمريكية للتدخل لوقف حملات الإبادة الجماعية والتطهير العراقي التي تقوم بها منظمة بدر بحق السنة والشيعة لخلق حالة من الاحتقان الطائفي، خاصة حملات القتل اليومي بحق السنة العرب. لاعتقال كافة المتورطين بعمليات القتل والخطف، وخاصة وزير الداخلية العراقية بان جبر صولاغ ورئيس منظمة بدر هادي العامري. ندعو الأمم المتحدة لإرسال خبراء ومفتشين لزيارة السجون العراقيه والتحقيق بشكل مستقل والسماع إلى قصص الرعب والإرهاب الذي يمارس في المعتقلات العراقية بحق أبناء الشعب العراقي من قبل اعضاء المليشيات المسلحة ممثلة ببدر و الذي لم يشهد له العالم مثيل. ونذكر بالفقره 90 من البروتوكول الأضافي رقم 2 لمعاهدة جنيف. والسماع إلى الشهود وتويض المتضررين ومعاقبة المشاركين.أنه واجب دولي وإنساني أن تشارك كل المنظمات وبكل قواها لحماية الشعب العراقي من التذيب والقتل وحملات الإبادة اليومية.المخلصالمنظمة الدولية الإسلامية لحقوق الإنسان في العراقبغداد العراقThe United Nations CouncilPan Arab OrganizationAll Arabic and Islamic Kings, Presidents, and LeadersAll Heads of States around the world US CongressAll Human right OrganizationsAmnesty InternationalRed Cross and all International Organizations We, the undersigned, petition the United Nations, its Security Council, Heads of States, and all International Organizations to declare that the Genocide and abuse of the Iraqi people (Sunni and some of Shia) and in particular the Arab Sunnis, by the Bader Brigade Militia and the Iraqi Minister of Interior (Beyan Jaber Soulak( and the chief of Bader Militia (Hadi Al Ameri) and his team firmly constitutes a Genocide, war crimes and crimes against humanity, and we demand that proper legal action be taken against the perpetrators of these crimes.Furthermore, we insist that these crimes which have reached the terrifying extent of randomly executing around a hundred of innocent Iraqi Sunni Arab civilians each day after being arrested by the forces of the Iraqi Ministry of Interior at their homes or during while praying at their Mosques only to discover their bodies a few days later dead with marks of widespread torture and bullets in their heads. Integrating Bader Militia in army and police forces, gave it legalization to carry it’s terrorist act against Iraqi people without any obstacle. Bader Militia involved in assassinating Iraqi academics, Iraqi Doctors, Iraqi writers, Religion men, Iraqi Artist, Iraqi Pilots and officers who did there duty as officers in Army during Iraqi-Iran war, as Bader Militia sectarian organization with a link to the Iranian Intelligent organization. Also it involved in the operations of eviction of Sunni and Shia Muslims from there homes, in order to initiate the civil war and divided Iraq. Furthermore, the detainees while being held by the Ministry of Interior are subjected to cruel, inhuman, and degrading treatment which is far worse than detainees held by the USA in its different secret locations in Baghdad and other locations. This mistreatment and criminal acts of torture is carried out by the Bader Militia with the full knowledge and under the supervision of the Iraqi Minister of Interior (Beyan Jaber Soulak) and his team and is wide spread in all the Sunni cities all over the country and it is taking place at the Ministry's facilities and other detention centers in Iraq. We demand that these atrocious acts be declared a violation of fundamental human rights and a breach of the Geneva Conventions, and that those responsible be prosecuted to the fullest extent of the law.The Bader Militia forces in Iraq, which is taking from Ministry of Interior, and other security offices a cover is carrying daily and consistently war crimes and crimes against humanity, including genocide crimes against the Iraqi Sunni people in addition to crimes against the Shiaa people (who opposed them). We remind you of the: 1. Convention on the Prevention and Punishment of the Crime of Genocide 2. Convention on the Non-Applicability of Statutory Limitations to War Crimes and Crimes against Humanity 3.Principles of international co-operation in the detection, arrest, extradition and punishment of persons guilty of war crimes and crimes against humanityWe also found that the USA occupation forces and its allies are not taking any action necessary to stop this blood shade and to defend the civilian population from the barbaric acts and Genocide crimes that the Bader and other Shia Militia are carrying out daily in Iraq. On the contrary we find that the USA occupying forces and their allies are watching and encouraging these Militias to take the initiative in attacking the Arabic Sunnis in order to direct the situation towards a civil war. As the Secretary General of Amnesty International Irene Khan puts it, “The US administration has shown a consistent disregard for the Geneva Conventions and basic principles of law, human rights and decency. The US forces in Iraq has shown a consistent disregard for:1. Geneva Convention relative to the Protection of Civilian Persons in Time of War. 2. Protocol Additional to the Geneva Conventions of 12 August 1949, and relating to the Protection of Victims of International & Non International Armed Conflicts (Protocol I & II) This has created a climate in which Iraqi Interior Ministry forces feel they can dehumanize and degrade prisoners with impunity. What we now see in Iraq is the logical consequence of the relentless pursuit of the ‘war on terror’ regardless of the costs to human rights and the rules of war.” We are signing this petition in the hope that the international community will take up Amnesty International’s appeal to the U.S. administration to;Putting an end to all this Genocide and abuse of the Iraqi people (and the Arab Sunnis in particular). To arrest all those who shared in these crimes, First, the Iraqi Minister of Interior (Beyan Jaber Soulak( and the Chief of Bader Militia; (Hadi Al Ameri). We invite the United Nations experts covering torture and arbitrary detention to immediately visit all detention facilities in Iraq and wherever else they may seek such a visit. - make use of the services of the International Humanitarian Fact-Finding Commission provided for by Article 90 of Additional Protocol II of the Geneva Conventions to look into the allegations of abuse and related US investigations. - ensure that any victims of torture or inhumane treatment receive full reparations, including compensation, as required under international law. It is the duty of the international community to do all in its power to protect the rights of Iraqi people by putting an end to the abuses and prosecuting those responsible. Sincerely,The International Islamic Human Right Association in Iraq (IHRAS)Baghdad - Iraq
and abuse of the Iraqi people by the squadron’s death of Bader Brigade

Please sign and send it to all friends

(to sign on petition click here)http://www.petitiononline.com/TIHRAS/petition-sign.html
Vedio ; http://www.cryingwolf.deconstructingiraq.org.uk/index.html

قاوموا الحصار وتوحدوا.. توحدوا
سوسن البرغوتي
رب ضارّة نافعة، وربّ واحدة من الهجمات الشرسة كالتي تطحن الآن الشعب الفلسطيني في غزة، والضفة محرّضة على لمّ شمل بيتنا الفلسطيني، وتفعيل التوحّد، لأننا جميعاً نواجه مصيراً واحداً ولنا أمنيات واحدة وتطلعات واحدة وهدفاً واحد.
بصمودكم سينقلب السحر على الساحر، ويرتد الخنجر إلى صدر المعتدي، وهي رسالة لنا جميعاً بأن حالة التشرذم والتفرّق لا تفيد غير الغاصب الباغي، وكلنا مستهدفون.
هي وقفة عزّ نقفها ونحن تحت قصف القوّة العاتية، نتمسك بلحمتنا الوطنية، فلا حماسي ولا فتحاوي ولا جبهوي بل شعب واحد يتعرّض لأقسى وأبشع سطوة عرفها التاريخ من قتلة ما عرفوا شريعة العدل الحق، وهم الباغون والمفسدين في الأرض.
لن يكون لنا مكان تحت الشمس إلا أن نتمسك بثقافاتنا التي نستولد منها في كل يوم ثقافات نضال ومقاومة تعلن للعالم بأننا شعب وجد كي يبقى على أرضه وتاريخه وذاكرته، فكلنا بالنسبة لشذاذ الآفاق لا حق لنا في الحياة ولا بالفرح ولا بالوجود، وهي معركة مفتوحة، وشعبنا بأسره معتقل داخل الأسوار وخارجها في عوالم الشتات.
الصمود شيمة الجبارين والكرام، ومهما اختلفنا في الرؤى والتنظيرات، تبقى فلسطين على رؤوسنا جميعاً على مر الأزمنة والمراحل.
اخذلوا بصمودكم الفئران المسعورة التي خرجت من جحورها تحمل الطاعون والبلاء، والدعوة للصمود اليوم فرض عين فليس لنا كي نبقى إلا أن نصمد ونناضل، وهي درس إلى من لم يعِ الدروس بأن لا سبيل لنا غير الرجوع إلى حالة الدفاع بالصمود والثبات والانتصار والمقاومة لاسترجاع حقنا السليب، وإلى صف فلسطيني واحد، وخير للخطائين الذين توهموا مسيرة إلى سلام، فضاعت بوصلتهم، أن يعووا الدرس جيداً وأن يتوبوا إلى ربهم وشعبهم ويتلمسوا صوت الحقيقة، فنيرانهم لا تفرق بين مسالم ومناضل وبين حيادي ومتطرف وبين من يسعى إلى سلام وبين من يقاوم.
لقد آن الأوان كي ننبذ من بين صفوفنا من يعيشون على دماء الشعب وعلى تضحياته، ولنكن معاً يداً بيد وفلسطين هدفنا، والطريق إليها لن يكون بصخب ما نكتب ولو أنه أضعف الإيمان منا، إنما بعطاء وتضحيات الصامدين تحت صنوف القهر والموت والألم.
عيوننا أيها الصامدون في غزة والضفة ترنو إليكم، وأرواحنا تطوف حولكم، نلهج لكم بالدعاء ونتمنى لو يجمعنا الله بكم نصرة ونصيرا، ونحن معكم أنّى حل عليكم الدمار والخراب، وفي أكبادنا غصّة الألم.
إن الصهاينة قتلة، ومجموعة من المارقين الحاقدين، هم ومن يناصرهم، ومن يسكت عن جرائمهم، ومن يتجاهل برنامج الموت اليومي المبرمج فهم كلهم مجرمون، ولن نكون قرابين لهم ليعبروا على أجسادنا كي نعترف بهم.
كلما كان الصمود أعظم، انصاع العالم لصوت الحق، وكلما امتدت شعلة التمسك بالحق لن يفنى الحق ولن يتبدد، وكلما علت أصواتنا ستعمل على تحريك الشارع العربي بأكمله.
أيها العرب في كل مكان، لا تتركوا شعب فلسطين يدفع ضريبة السكوت عن احتلال العراق، واختراق لبنان، وحصار سورية، وما يجري في الصومال، ولينهض شعب مصر العظيم بصرخة حق تملأ الدنيا، ولنعلن جميعاً رفضنا لكل اللاءات، ورفضنا الانصياع للتطبيع مع عدو البشرية.
بركان يتحرك بصمت ويوشك على الثوران، وقد بدأ من فلسطين، فمدوا أيديكم لهم فبصمودهم عزتنا جميعا.
يا من كنتم خط الدفاع عن كل الأمة شعوباً ما عرفت السكوت على ضيم لا تهجروا أحلامنا، كي لا نصبح جميعا قشة تصارع رياح الصهاينة.
في صمودكم هنا وهناك وفي كل مكان عربي ومسلم بقاؤنا وعزتنا وكرامتنا، وأنتم الرجاء أيها الصامدون في فلسطين، أنتم الأمل، وأنتم الأهل، وأنتم العشيرة.
توحدوا.. واصبروا وصابروا وقاوموا الحصار، فالنصر الآتي لكم.
30/6/2006
http://www.arabiancreativity.com/twentity9.htm
موقع مبدعون عرب صفحة سوسن البرغوتي

الأربعاء، يوليو 5

الجيد جدا والضعيف جدا

mail: mokrane-aitlarbi@hotmail.com
نشر في الجريدة الرسمية، العدد 14 الصادرة يوم 08 مارس 2006 القانون المؤرخ في 20 فبراير 2006 والمتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته·
يتضمن هذا القانون 6 أبواب و73 مادة·الباب الأول: يحدد أهداف هذا القانون وبعض المصطلحات كتعريف الموظف العمومي والممتلكات··
الباب الثاني: يتعلق بالتدابير الوقائية من الفساد كالتصريح بالممتلكات وكيفياتها والخاضعين لها والشفافية في التعامل مع الجمهور والمحاسبة···
الباب الثالث: ينص على إنشاء هيئة وطنية للوقاية من الفساد ومكافحته وعلى نظامها القانوني واستقلالها ومهامها وعلاقتها بالسلطة القضائية والسر المهني، توضع هذه الهيئة لدى رئيس الجمهورية وتقدم له تقارير سنوية·
الباب الرابع: يتعلق بالتجريم والعقوبات وأساليب التحري وينص على الخصوص على تجريم وعقاب رشوة الموظفين العموميين والرشوة في مجال الصفقات العمومية ورشوة الموظفين العموميين الأجانب وموظفي المنظمات الدولية العمومية واختلاس الممتلكات والغدر واستغلال النفوذ وإساءة استعمال الوظيفة وعدم التصريح أو التصريح الكاذب بالممتلكات والإثراء غير المشروع وتلقي الهدايا من موظف عمومي والتمويل الخفي للأحزاب السياسية والرشوة واختلاس الممتلكات في القطاع الخاص وتبييض العائدات الإجرامية وإعاقة السير الحسن للعدالة وعدم الإبلاغ عن الجرائم المنصوص عنها في هذا القانون· كما نص هذا الباب على عدم تقادم الدعوى العمومية والعقوبة بالنسبة للجرائم المنصوص عنها في هذا القانون في حالة تحويل عائدات الجريمة الى الخارج·
الباب الخامس: يتعلق بالتعاون الدولي واسترداد الموجودات عن طريق التعاون مع المؤسسات المالية وتقديم المعلومات عن الحسابات المالية المتواجدة بالخارج·
الباب السادس: يتعلق بأحكام مختلفة وختامية وإلغاء المواد 119 و119 مكرر و121 و122 و123 و125 و126 و126 مكرر و127 و128 و128 مكرر و128 مكرر 1 و129 و130 و131 و133 و134 من قانون العقوبات وتعويضها بالمواد 29 وما يليها من هذا القانون·
ونظرا لكون المسائل الفنية الواردة في هذا القانون لا تهم إلا المتخصصين والعاملين في القضاء، ولما كان غرضنا من هذه القراءة الأولية هو المساهمة في النقاش المتعلق بالجوانب التي تهم الرأي العام من هذا القانون والتي أثارت وستثير جدلا في وسائل الإعلام المختلفة، فإنني أكتفي بالإشارة الى المحاور الأربعة التالية:
- التصريح بالممتلكات·
- تمويل الأحزاب السياسية·
- تبييض الأموال والرشوة·
- اختلاس الأموال العمومية·
1- التصريح بالممتلكات:
لضمان الشفافية في الحياة السياسية والإدارية وحماية الممتلكات، صدر الأمر رقم 97 - 04 المؤرخ في 11 يناير 1997 والمتعلق بالتصريح بالممتلكات (الجريدة الرسمية عدد 3 الصادرة في 12 / 01 / 1997) ونص هذا الأمر على أن التصريح بالممتلكات يحتوي على ''جرد العقارات والمنقولات التي يحوزها المكتتب وأولاده القصر، ولو على الشيوع، في الجزائر و/أو في الخارج'' (المادة 3)· والملاحظ أن هذا الأمر لا ينص على التصريح بممتلكات الزوج والأولاد الراشدين، مما جعل معظم الخاضعين للتصريح يعقدون ممتلكاتهم باسم الزوج أو الأبناء· وينص هذا الأمر على أن التصريح يودع لدى لجنة التصريح بالممتلكات التي يرأسها الرئيس الأول للمحكمة العليا·
ولعل ما يثير الجدال في هذا الأمر هو المادة 11 التي تنص على:''يكتسي التصريح بالممتلكات طابعا سريا ولا ينشر إلا بناء على طلب المكتتب أو ذوي حقوقه''·
والمادة 12 تستثني من هذه السرية للتصريح بممتلكات رئيس الجمهورية وحائزي المهمة الانتخابية الوطنية ورئيس المجلس الدستوري ورئيس الحكومة وأعضاء الحكومة ·· وتجعلها محل نشر في الجريدة الرسمية·
نص قانون الوقاية من الفساد ومكافحته في المادة 71 على إلغاء هذا الأمر ونص على التصريح بالممتلكات في المواد من 4 إلى 8 وهذا القانون لا ينص بدوره على تصريح المكتتب بممتلكات الزوج والأبناء الراشدين· وبهذا يبقى التصريح بممتلكات المعني وأولاده القصر في معظم الحالات بدون جدوى وبدون تحقيق الغرض من هذه التدابير·
أما كيفيات التصريح بالممتلكات والأشخاص الخاضعين له، فتحددها المادة 6 من القانون وتشمل رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان ورئيس المجلس الدستوري وأعضائه ورئيس الحكومة وأعضائها ورئيس مجلس المحاسبة ومحافظ بنك الجزائر والسفراء والقناصلة والولاة، وتكون محل نشر في الجريدة الرسمية· كما يلزم هذا التصريح رؤساء وأعضاء المجالس المحلية المنتخبة والقضاة·
وبهذه التدابير يمكن للرأي العام أن يعرف ممتلكات المسؤولين عن طريق الصحافة التي تتولى استغلال الجريدة الرسمية لهذا الغرض· وتنص المادة 36 من هذا القانون على عدم التصريح أو التصريح الكاذب بالممتلكات معاقب بالحبس من 6 أشهر إلى 5 أشهر وبغرامة من 50.000.00 دج إلى 500.000.00 دج·
ولكننا لم نجد أي مبرر لعدم إخضاع المسؤولين المبينين في هذا القانون للتصريح بممتلكات الزوج والأبناء، بما فيهم الراشدين·
2 تمويل الأحزاب السياسية:
نص قانون 5 جويلية 1989 المتعلق بالجمعيات ذات الطابع السياسي، والأمر المؤرخ في 06 / 03 / 1997 والمتضمن القانون العضوي المتعلق بالأحزاب السياسية على كيفية تمويل الأحزاب·
من بين الشروط التي وضعها القانون لتمويل الأحزاب:
- فتح حساب واحد لدى مؤسسة مالية وطنية تصب فيه جميع أموال الحزب·
وبهذا يكون فتح عدة حسابات للحزب الواحد بمثابة تحويل الأموال أو عدم إخضاعها لمراقبة السلطات العمومية· فاشتراكات الأعضاء لا ينبغي أن تتجاوز مبلغا محددا في السنة على أن تدفع بالدينار الجزائري، بما فيها اشتراكات الأعضاء المقيمين في الخارج·
- منع تلقي دعم مالي من أية جهة أجنبية·
- يمكن للأحزاب أن تتلقى تبرعات وهبات ووصايا من أشخاص طبيعيين، مع تحديد مبلغ التبرع الواحد في السنة الواحدة، والتصريح بذلك لوزارة الداخلية·
- كما يمكن للأحزاب أن تستفيد من مساعدات مالية من الدولة وفقا للقانون·
وبعد مرور حوالي 16 سنة عن صدور القانون الأول و9 سنوات عن صدور القانون الثاني، نطرح الأسئلة التالية: هل اكتفت الأحزاب السياسية بفتح حساب واحد، وهل وضعت جميع أموالها في هذا الحساب؟ هل احترمت الأحزاب السياسية المبالغ التي حددها القانون للاشتراكات والتبرعات؟ وهل تم التصريح بهذه الأخيرة لوزارة الداخلية، وهل قامت السلطات العمومية بعملية تدقيق ومراقبة أموال الأحزاب ومصادرها وكيفية صرفها، خاصة الأموال المتعلقة بالهبات والتبرعات والمساعدات المالية للدولة والتي تقدر بملايين الدينارات لكل حزب؟
وعلى الأحزاب والسلطات العمومية أن تجيب عن هذه الأسئلة·
جاء قانون الوقاية من الفساد ومكافحته لينص في المادة 39 على : ''دون الإخلال بالأحكام الجزائية السارية المفعول، المتعلقة بتمويل الأحزاب السياسية، يعاقب كل من قام بعملية تمويل نشاط حزب سياسي بصورة خفية، بالحبس من سنتين (02) إلى عشر (10) سنوات بغرامة من 200.000 دج الى 1.000.00 دج'' وهذا النص إيجابي ولكن مفعوله يتوقف عند مدى تطبيقه، ونعتقد أن الشفافية في تمويل الأحزاب ينبغي أن تبنى على تقديم مساعدات مالية لكل حزب منتخب وفقا لعدد منتخبيه في البرلمان والمجالس المحلية وعدد الأصوات المحصل عليها في هذه الانتخابات· مع مراقبة صارمة من طرف السلطات العمومية لكيفية صرف هذه الأموال، شرط أن تشمل هذه الرقابة أحزاب الائتلاف والأحزاب الموجودة خارجه على قدم المساواة· كما ينبغي أن ينص القانون على المسؤولية الجزائية لرئيس الحزب وأمين الخزينة في حالة اكتشاف أي تمويل غير قانوني وأي صرف لهذه الأموال بطريقة غير شرعية، وذلك لكون الأحزاب مؤسسات ترمي لخدمة الصالح العام وأن الشفافية في تسيير أموالها يهم كل المجتمع، شأنها شأن المؤسسات الأخرى·
3- تبييض الأموال والرشوة:
إن ظاهرة الرشوة موجودة في كل الأنظمة السياسية، ولم تتمكن أية دولة من القضاء عليها، ولكن من واجب كل دولة أن تعمل من أجل التقليص من هذه الظاهرة عن طريق وضع مقاييس وقواعد للوقاية منها، والنص على عقوبات ردعية· ولكن القوانين في حد ذاتها لا تكفي لمحاربة الرشوة بصفة خاصة والفساد بصفة عامة، لأن القوانين موجودة والرشوة تتزايد يوما بعد يوم·
أما عملية تبييض الأموال، فإن التقليص منها لن يتم إلا عن طريق تضافر جهود المؤسسات الدولية وخاصة المؤسسات المالية، عن طريق القضاء على '' سرية الإيداعات'' عندما تكون المبالغ باهظة، ولا يتمكن صاحبها من تقديم الأدلة عن شرعية مصدرها، ويأتي قانون 20 فبراير 2006 تنفيذا وتدعيما على الخصوص لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد والمصادق عليها بتحفظ بالمرسوم الرئاسي المؤرخ في 19 / 04 / ,2004 كما ورد في القانون·
وقد وضع هذا القانون ضوابط تتعلق بالتصريح بالممتلكات وإبرام الصفقات العمومية والشفافية في التعامل مع الجمهور ومعايير المحاسبة ومشاركة المجتمع المدني في محاربة الفساد وإنشاء هيئة الوقاية من الفساد ومحاربته لدى رئيس الجمهورية، كما وضعت قواعد وتدابير للكشف عن تبييض الأموال·
4- إختلاس أموال عمومية:
كان قانون العقوبات ينص على أن جريمة اختلاس أموال عمومية تخضع لعقوبة قد تصل إلى حكم الإعدام· وجاء قانون 26 جوان 2001 ليعدل المادة 119 من قانون العقوبات ويحذف عقوبة الإعدام بالنسبة لاختلاس أموال عمومية، ويضع عقوبات تتراوح مابين سنة حبسا والسجن المؤبد حسب المبالغ المختلسة· وقد يكون غرض المشرع من إلغاء عقوبة الإعدام هو الحصول على تسليم المجرمين في إطار الاتفاقيات والمعاهدات، لأن معظم هذه النصوص تنص على عدم التسليم إذا كان قانون البلد الطالب ينص على عقوبة الإعدام· ويأتي قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ليلغي أحكام المادة 119 من قانون العقوبات ويعوضها بالمادة 29 من هذا القانون، وينص على أن اختلاس الأموال العمومية يعاقب عليه بالحبس من سنتين الى 10 سنوات وبغرامات مالية·
وبهذه المادة، صارت الوقائع المتعلقة بالاختلاس توصف بالجنحة وليس
بالجناية، وصار المتهم يحاكم أمام محكمة الجنح المشكلة من قاض فرد، بدلا من محكمة الجنايات المشكلة من 3 قضاة ومحلفين شعبيين إثنين، وصار الحد الأقصى للعقوبة مهما كان المبلغ المختلس هو 10 سنوات حبسا بدلا من السجن المؤبد·
بحثت في الأعمال التحضيرية للبرلمان لفهم غرض المشرع من هذه التدابير الجديدة ولم أعثر على أي سبب مقنع، ولا يمكن أن أفهم المغزى من المادة 29 من هذا القانون التي تعاقب موظف البلدية الذي اختلس مبلغ 00,000,10 دج بالحبس من سنتين إلى 10 سنوات، وتعاقب موظف البنك الذي
اختلس ملايير الدينارات بنفس العقوبة·
والنقاش مفتوح لمن يريد ''تنوير'' الرأي العام وإقناعه بمدى سلامة تعديل المادة 119 من قانون العقوبات بهذه الكيفية، ومدى مساهمة ذلك في الإحالة دون اختلاس أموال عمومية في المستقبل· وفيما يخصني، فإنني أعتبر المادة 29 من هذا القانون تصلح للردع والإحالة دون اختلاس مبالغ بسيطة· أما اختلاس الأموال بملايين الدينارات، فقد تخضع لحسابات· وفي الأخير، تبقى الوقاية من الفساد ومكافحته رهن وجود إرادة سياسية في تمكين مصالح الضبط القضائي من التحقيق دون قيود سوى القيود التي وضعها القانون تحت إشراف القضاء، وتمكين النيابة العامة من المتابعة في إطار القانون وليس وفقا للتعليمات، وخاصة تمكين القضاة من إصدار الأحكام بكل استقلالية وفقا للقانون والضمير، مع احترام حقوق الدفاع وتقويته وضمان حرية الصحافة في هذا المجال·

الجيد جدا والضعيف جدا
الأرقام والإحصائيات تتكلم بلغة فصيحة قائلة، أن نسبة النجاح في البكالوريا هذه السنة، فاقت كل التوقعات وسجلت الأرقام القياسية، وأن الناجحين بملاحظة جيد جدا تجاوزوا 240 ألف، وعليه، تعذر استقبال أكثـر من نصفهم في قصر الشعب من طرف رئيس الجمهورية، الذي اضطر لاستقبال مائة منهم فقط من ذوي ملاحظة ''جيد جدا''، والمفارقة أن هذه النسبة الكبيرة للنجاح، جاءت في ظل الاحتجاجات والإضرابات المتواصلة التي تعصف بهذا القطاع، وجاءت هذه الإحصائيات في ظل ارتفاع نسب النجاح من سنة لأخرى لعدة سنوات على التوالي·
وبغض النظر عن مستقبل الناجحين الكثيرين، فأي عدد من الجامعات سيضم أعدادهم؟! والأرقام المسجلة هذه السنة والسنة التي قبلها، تثبت أنه كلما زاد الاحتجاج والإضراب في هذا القطاع، كلما زاد عدد الناجحين، بل وظهر نوع جديد من الناجحين، هم فئة الجيد جدا، والغريب أن عددهم تضاعف هذه السنة في ظل الحديث عن الأخطاء الواردة في مواضيع البكالوريا، التي جعلت سمعة واضعي الأسئلة من أساتذة ولجان مختصة، بين قوسين، وظهر من خلال تلك الأسئلة الخاطئة، أن بعضهم كان ''خارج مجال التغطية''، ويمكن أن نصنف بعضهم في خانة ''الضعيف جدا''، وهنا تكمن المفارقة الغريبة حينما يصبح التلميذ في خانة الجيد جدا والأستاذ في خانة الضعيف جدا·
حقا، نحن في زمن انقلبت فيه الموازين، وأصبح عقلنا لا يستوعب ما يحدث، فهل ستنقلب الآية من جديد ويتحول التلميذ مستقبلا إلى واضع أسئلة، ويجلس واضعو الامتحانات في طاولة التلاميذ، طالما أن فئة الجيد جدا في صفوف التلاميذ ترتفع باستمرار، مقابل ارتفاع نسبة الضعيف جدا في صفوف ''المؤطرين''؟
03-07-2006
PH/ زازا
القارة الشمطاء و"العبيد الجدد"
اشتكى الكثير منا معشر "الملونين"، من غطرسة الرجل الأبيض ومركزيته، التي كنا نرى أنه مبالغ فيها، حتى فيما يخص المنافسات الرياضية وشؤون الكرة، إذ لم نكن نتصور منافسة بحجم كأس العالم فيها نصف المنتخبات تقريبا من القارة الأوروبية، التي سماها رامسفيلد "أوروبا العجوز"، رغم مساحتها الصغيرة مقارنة بآسيا وإفريقيا (القارة المحفورة)، وفي الوقت الذي كنا نقول بأن الكرة في إفريقيا تطورت كثيرا، وأقصى ما وصلت اليه هو ربع النهائي، ولم نقنع بالمقاعد الخمسة، تبين التجربة أن رقم خمسة للفرق الإفريقية المشاركة مثله مثل عدد المنتخبات الآسيوية، مبالغ فيه، ولم يصعد من المنتخبات الإفريقية إلى الدور الثاني إلا منتخب يتيم هو غانا·
وكان المشاركون يرون في زمن مضى، أن كأس العالم في النهاية، هي مجموعة من المنتخبات الأوروبية زائد البرازيل والأرجنتين، وأن إفريقيا وآسيا هي من سقط المتاع أو بتعبير جزائري "خضرة فوق عشا"، فإن الواقع في هذه الدورة الجديدة، أثبت أن كأس العالم
هي كأس أوروبا مائة بالمائة، ونحن نرى أن المنتخبات التي ستلعب نصف النهائى، هي من القارة الأوروبية العجوز، وبالضبط من أوروبا الغربية، بعد الخروج غير المنتظر للأرجنتين والبرازيل، والمنتظر لكل المنتخبات الآسيوية والإفريقية·
لقد أثبت الرجل الأبيض إبن أوروبا العجوز، أن المنافسة المونديالية منافسة، وأن هذه المنافسة التي تسمى كأس العالم تخصه بشكل أساسي، فهو يرى نفسه بأنه العالم، أما المنتخبات الأخرى فهي مجرد ديكور، وما المنافسة إلا سوق يستعرض فيها "العبيد الجدد" أنفسهم، لعلهم يضفرون بنخاس من القارة العجوز يغامر بشرائهم ثم "يترفه" من خلال المضاربة بهم·
02-07-2006
PH/ زازا
لكم مونديالكم·· ولـ''إسرائيل'' مونديالها
ينشغل العالم كله مرة كل أربع سنوات، بظاهرة إسمها ''المونديال''، وتموت كل الأخبار إلا أخبار المونديال ونجومه وجنون المشجعين وأرقام المضاربين·· تحضر كل المنتخبات من كل حدب وصوب، ويتكرر غياب ''إسرائيل''، التي يتساءل الناس في بعض الأحيان عندنا، إن كان لها منتخب أصلا، أم أن منتخبها ضعيف (مثل منتخباتنا)، يشارك في الأدوار التصفوية في المنطقة الأوروبية ويسقط في الأدوار الأولى···
ومن العجائب والغرائب، أن تحاصر الجماهير في المشرق العربي، بفعل احتكار شركة عربية للبث، ولا يتمكن الحرافيش في مصر (زواليتهم) من رؤية المونديال إلا عن طريق بعض القنوات الإسرائيلية، فإسرائيل لا تهتم بتشفير المونديال، لأنها معنية بمونديال آخر، هو ''مونديالها''، فكلنا يذكر مونديال 82 عندما فزنا على الألمان، وفي نفس الوقت قاد آرييل شارون إسرائيل الى مونديال آخر، فاكتسح لبنان وطرد الفلسطينيين وشردهم شر تشريد، ولم تتوقف المونديالات الإسرائيلية عند هذا الحد، ففي هذه الأيام يقود وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرنس، ورئيس الوزراء إيهود أولمرت، إسرائيل إلى مونديال آخر، يحتضنه قطاع غزة الفلسطيني، وقد أسفر هذا المونديال غير المشفر الذي نراه على كبريات القنوات الإخبارية، عن اعتقال أكثـر من ستين وزيرا ونائبا من حركة حماس الفلسطينية، وتحطيم الجسور وتدمير المحطات الكهربائية والتعجيل بموت المرضى في المستشفيات، ويبقى المونديال الإسرائيلي متواصلا·
01-07-2006
PH/ زازا
من بعدك؟···
اليوم لن يكون العمود نكتة عن سياسي·· ولا إضاءة حول حالة أو وضع اجتماعي·· اليوم سوف أنسى همومكم وهموم الوطن·· وسوف أنسى العالم برمته، لأنني اليوم حزينة·· حزينة وأول مرة في حياتي، أشعر بحزن وحرقة هكذا·· سوف أحدثكم عن امرأة أحببتها وعشقتها·· عن امرأة كانت كل أهلي وعشيرتي·· كانت الجمال والحكمة والمحبة ·· نعم لقد كانت امرأة الحب في زمن الكره ·· هذه المرأة هي جدتي لأبي وأمي، وهي أمي أيضا··· إنني حزينة اليوم لأنها غضبت ورحلت وتركتني وحدي·· فإليها أقول: من سيرد على الهاتف وأسمع دعواته لي وهي تطرق باب السماء وأشعر أنها ستحقق مني امرأة صالحة·· إلى من سأذهب عندما أقصد بيت أبي، ومن سيفتح لي الباب وأراه على درج "عمي بولنوار" فيقول لي: سهلا·· أية طلة ثأر اليوم في تلك العروش الخالية لغيابك·· من سيرتدي الملابس الجميلة ويتألق بعدك·· من يضع العطر الغالي··· ومن سيكسوه البياض المنبعث من ذاتك·· من سيجمع الأسرة ويقول كلمتها الأخيرة·· من بعدك؟·· تتذكرين عندما زرتك وكنت سأذهب لامتحان البكالوريا، تتذكرين المنديل الأخضر الذي قلت لي ضعيه حول عنقك، ستكونين إن شاء الله من الرابحين، فحصل النجاح واعتقدت أن سحرا عجيبا كان في منديلي·· وهل تتذكرين عندما زرتك وأنا أحضر للزواج؟ وأمرت "نورة" أن تحضر لي قارورة العطر وقلت: ضعيها في "جهازك للحرم" ·· أتتذكرين فرحك بي ودعواتك لي وهدياك الجميلة·· لماذا رحلت إذن؟··
من سيدعو لي الآن، من سيرد على هاتفي، من سيمنحني سحر النجاح؟ ·· إنني اليوم أشعر أن كل أهلي قد ماتوا، وأن الموت كما معمر القذافي لعينة كالنساء وقاسية كالرجال وأن الحياة رغم كرمها في العطاء، خبيثة، لأنها حرمتني منك·· ورغم هذا إذا كانت روحك الطاهرة والجميلة كوجهك وطيبة قلبك وسحر لسانك قريبة مني فإنني أقول لك أنك كنت كل أهلي وأنهم ماتوا جميعا بموتك وأنني لازلت أحتفظ بالمنديل الأخضر وقارورة العطر، كما أحتفظ بك في قلبي·· وداعا "دادا" رفية··

الجزائر استقلت في اليوم الذي احتلت فيه

سأبقى هنا
التقت الجنية مع بوتفليقة فسألها: كيف حالك عندنا نحن أهل البشر؟ فقالت الجنية: سيدي الرئيس، لكم تمنيت أن تترك الحكم في هذا البلد المجنون الذي يظل يعدل الدستور كل حين، وتأتي عندنا مكرما معززا لأنك عزيز علينا نحن أهل الجن.. وسوف نقلدك تاج الحكم، فلا تجد منا صدا ولا إنكارا، بل تكون الحاكم العزيز المعزز.. وسوف لن نغضب ولن نقلق أبدا، فلست في مملكتنا في حاجة إلى ميثاق للمصالحة، ولا إلى تعديل دستور، ولا إلى محاكمة متورطين في فضيحة الخليفة.. ليس عندنا إرهاب ولا فتنة ولا أحزاب ولا عصب.. ابتسم بوتفليقة وقال لها: شكرا على كرمك، لكني سأبقى هنا فلا مكان أجمل وأعظم من هنا..·
احميدة عياشي


كشف الظنون
بأي حال عدت يا جويلية؟
الخير شوار صحفي
أذكر جيدا ذلك الشعار الذي تكرر في الإذاعة والتلفزيون آلاف المرات المصحوب بنشيد ''موطني··'' والمكتوب فيه بخط عربي ''من أجلك يا وطني''، وكان ذلك في الذكرى العشرين للاستقلال سنة 1982م، والتي صادفت مشاركة الفريق الوطني لكرة القدم في مونديال إسبانيا·· كان ذلك الاحتفال مميزا وكان الاستقلال بالنسبة إلينا شيء ميتافيزيقي وكنا مشبعين ونحن أطفال بتلك الإيديولوجيا الرسمية التي تصور لنا الثوار على أساس أنهم ملائكة، وكان الكبار يقولون لنا بأن المجاهدين تمكنوا من طرد فرنسا التي استعمرتنا 132 سنة، بعد سبع سنين دموية، برغم اعتزازي بكل ذلك إلا أنني لم أكن في أعماقي مرتاحا مائة في المائة، وأنا أقيس المسألة بـ ''هوشات الأطفال'' وأقول: لماذا احتلتنا فرنسا طيلة تلك الفترة ولما طردناها لم نلتحق بها إلى ما وراء البحر ونحتلها أكثـر من مائة وثلاثين سنة أخرى حتى نرد لها الصاع صاعين؟ ولما لا أضفر بجواب أتقبل الأمر على مضض وأنخرط في ذلك ''الفرح الرسمي'' المتواصل وأنا أرى الأفلام السينمائية الثورية المعادة، فأبكي على بطل فيلم ''الأفيون والعصا'' وبطلة فيلم ''رياح الأوراس'' وهي ملتصقة بالأسلاك الشائكة وهي تحمل ديكها (مشروع الرشوة) وتنادي: وليدي·· وليدي·
ثم وتولت الذكريات بعد ذلك وازدادت الأرقام: 23 ,22 ,21,,,· ولم تكن بمثل حلاوة الذكرى العشرين تلك، ولم تكن انتصارات الفريق الوطني في مستوى ملحمة خيخون، واكتشفت بعد ذلك أن تاريخ خمسة جويلية لم يكن خاصا بالاستقلال فقط، وإنما كان ويا للمفارقة، يمثل ذكرى الاحتلال، ولم أكن أفهم سر المفارقة إلا في سنين متأخرة عندما عرفت أن الاستقلال رسميا كان يوم 3 جويلية ,1962 وقد أعتمد تاريخ خمسة جويلية رسميا حتى تمحى من الذاكرة الجماعية ذكرى الاحتلال المشؤوم·
ثم توالت السنون والأرقام وأصبحت البرامج السمعية البصرية الخاصة بالاحتفال تعاد في كل مرة حتى فقدت معناها، ولم يعد الاحتفال عند بعض الناس الذين لم يتمكنوا ساعتها من امتلاك هوائي مقعر يعني أكثـر من برامج تلفزيونية رسمية وأوبيرات مملة ورديئة كتبها ولحنها متملقون وصوليون، ولم تتغير الذكرى إلا بإضافة رقم أضافي فقط، ففي السنة الماضية كانت الذكرى الثالثة والأربعون وهذه السنة نحن في الذكرى الرابعة والأربعين، ثم توالت الرداءة وتراكم الفشل الشامل في الرياضة والاقتصاد وفي كل شيء وأصبح الاحتفال يعني بالنسبة للكثيرين تبديدا للمال العام وعطلة مدفوعة الأجر بالنسبة للفئة المحظوظة التي مازالت تنتمي إلى القطاع العام·
أنا لا أقترح حلولا لهذه المآزق، ونحن نتكلم عن ''ما بعد الشرعية الثورية''، و''ما بعد الوطنية الكلاسيكية''، أقول هل أصبح العيد فقط رقم أضافي وأرقام من المال العام تبذر والرسميون يكررون الحكايا التي لم يعد الجيل الجديد يسمعها وأذنه موصولة بـ 3mp، ولا ندري ماذا يسمع؟
PH/DjazairNews
تنبيه الغافل
جيل الانتظار
زايدي سقية جامعي
في الذكرى الرابعة والأربعين للاستقلال تبقى نفس التساؤلات مطروحة دون أن تلقى جوابا، إنها التساؤلات المتعلقة بطبيعة الدولة الجزائرية ونظامها السياسي ومشروع المجتمع، وهي ذات التساؤلات التي تتكرر مع كل موعد وطني وتعود بجذورها إلى مرحلة بداية تبلور الوعي الوطني الاستقلالي في مطلع القرن الماضي بالنسبة للجيل الذي قاد عملية الاستقلال، فإنه لازال متشبثا بالسلطة ويؤكد أن ما يقوم به منذ 1962 عمل مشروع وينبع من أنه يمارس حقه ''التاريخي'' المتمثل في أن ممارسة السلطة أمر يخوله لها تحرير البلاد· وفي هذا الجيل بالذات، ورغم الانقسامات التي تميز هناك من يذهب إلى أبعد من هذا حين يقول إن جيل الاستقلال لم يستوعب إلى حد الآن عبر الماضي وليس متشبعا بذلك القدر من الوطنية الذي يسمح له بالمشاركة في إدارة الشأن العام، ويقتنع هذا الجيل أن أبناء الاستقلال عليهم أن يكونوا مؤمنين بنفس الوطنية التي آمن بها جيل التحرير، وبهذا تبقى الوطنية عبارة عن جسد محنط لا روح فيه ولا حق، لكل جيل أن يعيشها وفق خصوصياته ومتطلبات عصره، والأكثـر غرابة أن جيل التحرير الذي يؤمن بالوطنية غير القابلة للتجديد والإثراء هو نفسه الذي ثار على مصالي الحاج، متهما إياه بالجحود والاحتكار ورفض التغيير، لكنه الآن وبعد قرابة نصف قرن من الاستقلال لازال يتهم أبناء الاستقلال بأنهم يريدون التمرد عليه؟! الهوة الآن عميقة جدا بين الجيلين، وأنه من الصعب جدا رأب هذا الصدع، وهو ما يحمل في طياته بذور مخاطر كبيرة جدا في المستقبل، خاصة وأن الدولة بمفهومها الفلسفي والنظامي والروحي لم تتحقق إلى حد الآن في بلادنا، إذ لا تكفي في هذا الإطار لا الدساتير المتكررة ولا ''المؤسسات'' القائمة ولا حتى الانتخابات المتكررة ولا كذلك العديد من الأحزاب وما تحمله من تعددية في الشكل، لنقول إن هناك دولة، فالجزائر إلى حد الآن لا تزال تعيش عهد السلطة التي تختفي تحت شعارات مختلفة، فمثلما كان الحزب الواحد ذريعة في عهد الشريعة الثورية ومحاربة الأمر باليد تحولت التعددية إلى ذريعة مشابهة في عهد ما يسمى بالشرعية الدستورية محليا والعولمة وأولوية الاقتصاد على الإيديولوجية دوليا· وما يزيد من خطورة الوضع هو غياب أية رؤية سياسية، فكل ما هو موجود عبارة عن خطابات متكررة تلوكها السلطة وأتباعها وكذلك الأحزاب التي تزعم أنها تمثل البديل لهذه السلطة فإذا بها تشاركها نفس ''القناعات'' والسلوكات، وهذا التغييب المقصود لكل ما هو سياسي يجعل البلاد عرضة لكل المخاطر، ولا يمكن للارتفاع الجنوني لأسعار البترول واهتلاك الخزينة العمومية بملايير الدولارات أن يحلا محله.
PH/DjazairNews
مطافات
الجزائر قيثارة عربية
سهيل الخالدي كاتب
لا يعرف كثير من الشبان الجزائريين الذين ارتبط عيدهم بعيد الاستقلال، أن إعلان الاستقلال يوم 5 جويلية 1962 كان يوما متميزا ليس في الجزائر وحسب، حيث خرجت جموع الجزائريين في فرحة لم يفرحوا مثلها بعد، يطوفون شوارع المدن والقرى والمداشر ويرفعون الراية التي نسجت من دماء الشهداء والشهيدات ودموع الأمهات والزوجات، بل كان يوما متميزا أيضا على صعيد الوطن العربي؛ فقد زحفت جموع سورية نحو قبر الأمير عبد القادر الجزائري في مقام الشيخ محي الدين بن العربي تزف إليه بشرى استقلال الجزائر، وزحفت جموع القاهرة وعمان وبغداد وطرابلس وكل العواصم العربية نحو ممثليات جبهة التحرير الوطني فيها ترقص وتغني، وأطلقت أسماء الجزائر ومجاهديها على الأحياء والمدارس والمعالم؛ وحتى اليوم يندر أن تكون مدينة عربية كبرى بما فيها المدن الخليجية التي لم تكن قد استقلت آنذاك ولا يطلق على معالمها شارع أو حي أو جبل أو مدرسة اسم الجزائر أو أحد مجاهديها· وكان المواطنون العرب قد بدأوا هذه الظاهرة خلال الثورة الجزائرية، فسموا بناتهم وأولادهم بأسماء جزائرية من جميلة حتى أوراس، وتحتفظ أرشيفات الإذاعات العربية وتلفازاتها التي كانت قائمة آنذاك بالعديد من الأشرطة لهذه الاحتفالات والعديد من الأغاني التي كتبت وأذيعت خصيصا للثورة الجزائرية ولعيد الاستقلال، فقد كانت الجزائر فيثارة العرب في ذلك الوقت؛ ومركز فكرهم السياسي، ولدي العديد من الوثائق التي كتبها أدباء وشعراء ومفكرون سياسيون من أجل الجزائر قبل 5 جويلية وبعد 5 جويلية، وهم أدباء وشعراء ومفكرون من أعلى المستويات والذين كانت ولازالت تعترف بهم الثقافة العالمية وتقر بأهميتهم، وكانوا مثل الأنظمة العربية في ذلك الوقت مختلفي المشارب لا يجمعهم -ولا يجمعها- جامع سوى الثورة الجزائرية التي حظيت بإجماع عربي شامل لم يتحقق عبر التاريخ العربي حتى في سقيفة بني ساعدة!
كان الكل يقف مع الثورة الجزائرية والكل غنى ورقص وفرح يوم 5 جويلية 1962؛ وحتى هذه اللحظة لم تزل الأمة العربية لم تعرف فرحة عارمة كفرحتها في ذلك اليوم·
وتراجعت الفرحة في الجزائر، فأول شيء فعلته الفرانكفونية من مجموعة لاكوست التي سيطرت على دواليب الدولة الجزائرية، أن همشت الشباب الجزائري تهميشا مريعا، يبعث على التساؤل، ذلك أن معظم قيادات الثورة ومجاهديها كانوا من الشباب· أما اليوم، فإن الشاب الجزائري في سن الثلاثين مازال ينتظر مصروفه اليومي من والده، وقد ألقي في روعه أن الاستقلال منحة من ديغول، وأن لا أحد من العرب قد ساعد الجزائر في كفاحها، حتى اضطر فتحي الديب أن ينشر كتابه عبد الناصر وثورة الجزائر وينشر فيه البعض القليل من الوثائق التي تبين موقف مصر، وقد تعمد أن تكون تلك الوثائق المنشورة موقعة من طرف الذين قادوا حملة التنكر والجحود!
لقد كان تأثير الثورة الجزائرية في الشباب العربي قويا جدا، ففي الخليج مثلا كان يقود حملة تضامن شباب قطر مع الثورة الجزائرية طالب في مستوى التعليم الأساسي من أبناء العائلة الحاكمة هو الآن أمير دولة قطر· أما في طرابلس الغرب، فقد كان يقود المظاهرات طالب ذاق السجن لأول مرة في حياته نتيجة هذه المظاهرات هو الآن قائد الجماهيرية الليبية معمر القذافي·
وحين طلبت الجزائر معلمين للعربية، اندفع كثير من هؤلاء الأدباء والشعراء والكتاب والمفكرين، وبعضهم كان أو صار رئيس جامعة أو وزيرا في بلده، وكانوا ينامون في الحمامات ويصححون كراريس تلاميذهم في المقاهي، ويتركون شهورا بلا مرتبات حتى أن أحدهم مات في فندقه، وقد عرفت بعضهم· لكن الفرانكوفونية أشاعت في أوساط الشباب أن هؤلاء المعلمين والأساتذة ما هم إلا حذائيين ونجارين في بلادهم· وقد كتب الأخ الدكتور محي الدين عميمور، وهو الشخص الذي لا تنقصه المعلومات، عن هذه الظاهرة، ويستطيع أن يتحدث عن ما هو أدق وأخطر وأخطر·
كل هذه الحرب ضد الشباب الجزائري حتى يفقد هويته، لأن الثورة الجزائرية لم تكن كما يصورها بنيامين ستورا وجماعته محترفة الكذب والتضليل، من أنها حادثة مرور عابرة بين الجزائر وفرنسا، بل كانت ثورة هوية بكل الأبعاد الحضارية·
وها نحن اليوم أمام شباب جزائري يشكل أكثر من 70 بالمائة في المجتمع، ويتساءل عن هويته، فليس هناك كاتب اجتماعي واحد سواء بالعربية أو بالفرنسية، يتحدث عن هموم الشباب، فمن هو الروائي الجزائري أو الشاعر الجزائري الذي يمكن أن نطلق عليه روائي الشباب أوشاعر الشباب، أو كاتب الشباب؟ لقد وجد شبابنا نفسه بعد الاستقلال أمام الحائط، فبعض الفرانكفونيين يريدون صلبه على أبواب روما، و''المعربزين'' يريدون صلبه على أبواب التراث··· وكما لم يقبل شباب الحركة الوطنية أن تضيع هويته، لن يقبل شباب الحرية أن تزوّر هويته، وستظل الجزائر قيثارة عربية كما كانت منذ الأميرة الشابة عليشة·· هل تذكرون؟؟
02-07-2006
PH/DjazairNews
حكايات ناس من عندنا عنهم قالوا
صلاح شكيرو رئيس تحرير سابق
في دهليز عمارتنا كان يعيش في تواد وتصالح فيلق صراصير وقطيع من الجرذان وفأر صغير أبيض اللون وهرّ الجارة وثلاثة كلاب والعم جلول حارس حظيرة السيارات·
أما الكلاب الثلاثة، فأولهما أجرب والثاني رهيف السمع يلتقط أنفاس الجار في الطابق الخامس وهو نائم والثالث له من الذكاء ما يجعله يجيد السمع لمن يكلمه وأحيانا يحسن التكلم!
والعم جلول واحد من لا مأوى لهم، لا تطربه السراء ولا تدهشه الضراء، كان هو داعي الحتف إلى نفسه، عالم يفرض الأعمال ومواضيع الشدة واللين والغضب والرضى والمعاجلة والأنّاة، الناظر في أمر يومه وغده وعواقب أعماله دفع ما عليه من دين إلى المجتمع منذ 50 سنة خلت، قتل سكيرا مثله في حانة بضواحي عين بنيان زمن الاستعمار ومكث بالسجن 30 سنة فدية لجرمه وطيش شبابه·
وجدنا العم جلول في يوم شتاء ممطر في ضواحي دار العجزة يطلب اللجوء ليقي نفسه من برد الشتاء طامعا في طلب لقمة العيش، وقد دبّ الشيب كاهله ولم يعد يقدر على العمل· وحدث لنا أن اتفق جل سكان المداخل الأربعة للعمارة وبنينا حظيرة للسيارات خوفا من السرّاق، وما كان لسكان العمارة أن يتفقوا يوما ما عدا حول مسألة الهوائيات الجماعية زمان وقضية الوقاية من سرقة السيارات· أما مواضيع النظافة وتزيين العمارة وإنارتها وأمنها، فحدث ولا حرج في ذلك، فليس فينا من يكلف نفسه عناء نفض الغبار من على حواشي بابه وهكذا كان حالنا·
كلفنا العم جلول بحراسة السيارات ليلا وإسكناه مدخل الدهليز، وصرنا ندفع له راتبا شهريا قبل دخول الشهر· ومع مرور الأيام جاء العم جلول بكلابه الثلاثة ورشى هرّ الجارة لما يفيض له من فضلات إحسان الناس له، ولما كبر جأشه واستعظم صار هو صاحب المرآب ونحن أصبحنا كرايين عنده، ولم يجرأ واحد منا مطاوعته في شيء فاعتزل عنا وصار ملازما حميما لكلابه وقطه وجردانه وفأرته·
سمعته يوما في حديث فيلسوف مع كلبه الذكي بينما كنت منكبا في تصليح عطب أصاب محرك سيارتي ''الرب وحده الذي يحاسب ولا يحاسب! وأنا لا أرضى من سكان العمارة محاسبتي عن أي شيء، مسؤولياتي عند حراسة أماكن السيارات وقبض ما عليهم من مستحقات''·
ولا شأن لي بمصير سيارتهم، هم يختبئون وراء مسؤولياتي للهروب من ما عليهم من مسؤوليات، قتلت ودفعت ثمن جريمتي ولا دين علي بعد اليوم، وكأن بالكلب الذكي يرد عليه ''ولكنك يا صاحبي لست ربا ولارسولا فحتى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) عاقبه الله لزلة ارتكبها وكانت عبرة للمتقين، حدث ذلك عندما سئل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) عن الروح، فقال لسائله أعطيك الجواب بعد 3 أيام، ولم يأتيه الوحي سوى بعد 60 يوما إلى أن نزلت الأية الكريمة ''ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أتيت من العلم إلا قليلا'' صدق الله العظيم· وكان غياب نزول الوحي مدة شهرين كاملين عقاب لمن يقول إني فاعل شيئا بدون ذكر بإذن الله فما بالك ببني البشر·
ويستدرك العم جلول فلسفته في هدوء تام ''صدقت إلا أن الرجل الصالح يعترف بزلته وإذا زذنب دنبا لم يستح أن يؤدّب لصدقه في قوله وفعله، وإن وقع في ورطة أمكنه التخلص منها بحيلته وعقله كالرجل الذي يعثر على الأرض وعليها يعتمد في نهوضه، فما الذي أصاب الرئيس الفرنسي جاك شيراك في عناده على إبقاء الأحوال على حالها مع رئيس حكومته ديفلبان وكل ما يهمه هو ضمان الحصانة لنفسه بعد عهدته، وهو بذلك على استعداد لبيع عائلته السياسية ومستعد للتحالف مع خصومه الاشتراكيون وحتى مع الشيطان فقط من أجل بلوغ هذا الهدف، فالأمر عندهم في بلاد الشمال بخلاف ما عندنا في أرض الوسط، فدستورنا الحالي مرتب ترتيبا جيدا في ما يخص مسؤوليات الرئيس، فلماذا لا يحقدون مثلنا هم هناك''·
عدت لمحركي وقلت في نفسي ماذا دهاه العم جلول هذا الصباح؟ وماذا دخّن من حشائش ألهمته هذا التخمين السريالي·
PH/DjazairNews
تجليات مغفل
السعيد بوطاجين قاص
ظـل الشّـاي
عندما أفكر ملّيا في علف الفنادق التي تأوي المشرّعين والساسة وأصحاب الحلّ والربط وصانعي بؤسنا الأعظم الذي نسجناه بثرواتنا الذاهبة إلى الفساد، أشعر دائما أن قوتي اليومي حرام علي، حرام علي كعامي وراتبي وابتساماتي وخطاي في أرض لا أستحقها، وفي بلد امتلأ بصخب الأمعاء وذكائها ومنطقها ودينها· وأفكر في بؤساء الوطن الذين ينتظرون الموت أو يذهبون إليه مزهوين وكأنهم تخلصوا منه· هناك دائما بكاء مرعب في ملابسهم وفي لغات الأصابع الجليلة· وأتذكر زازي في أسفل الجبل، في ما يشبه الكوخ النابض ألما·
ليس زازي أكثر من كمشة عروق متشبّثة بالعظام التي لم تسخ بقدرة قادر· لم تتخيل أبدا ما كان يجري في المرتفعات حيث تطبخ بلحمنا وملح كرامتنا·
لا توجد عاطفة هناك، لا مكان للعاطفة البشرية التي تظل واقفة في الطوابير خلف أبوابهم تنتظر أن يؤذن لها بالدخول ولو قليلا، تسلّم وتنكسر من فرط الحياء·
في تلك الأوقات حيث يتكدس لحم الموتى على كل طاولة، تحضر زازي بعض الحطب، ثمانون سنة من الهمّ والأمل· ثم لا شيء· بقي لها أن تملأ الإبريق ماء وتذهب إلى الحجّ ممتطية نيّتها الحسنة· لا يوجد في البيت شاي وما عاد السكر ينبض في الخيال مثل الحنين إلى المقابر المشعّة حيث تعزف الراحة أنغامها·
ثمة جمر ورماد وزاوية يتدلى فيها ضوء قنديل نحيل ومتردّد، كان ممتلئا خجلا كالجدات الرائعات اللائي السلام عليهن كل ثانية وكل دائما·
كانت زازي تعاود استعمال الشاي المختبئ في قعر الإبريق مرّات· لا أحد يدري كم من مرّة· عشرين· عشر لذّات· وحده الخالق يعلم، ومع الوقت أصبحت تنعم بماء دافئ لا طعم له، كانت تشرب ظل الشاي دون أن تشعر بضيق أو حرج· ذلك الظل كان إبنا وصديقة وجيرانا وأعيادا لم تنحن يوما أمام أحد· تلك الأعياد ما أطهرها، وما أروع وجه زازي الذي ظلّ يضيء الدشرة بتلك التجاعيد الجالسة بأناقة· كانت تضحك علينا نحن السفلة· تقول لنا ما أوسخكم يا أحفادي القتلة·
ثم ازدهر الإبريق واتسع ومات الكوخ في ذلك الشتاء· لم تحزن· قالت للإبريق كن وطنا فكان· وهكذا ابتكرت حدودا وجعلت القلب راية تخفق بالجملة·
لم أكن أسمع شيئا عن زازي، لم أر وجهها وما عرفت الحكاية· ما أعرفه أنها ماتت قبل سنين وتركت وصية بحجم خنصر: لكم الذهب والفضة فاكنزوا ما شئتم، أما أنا فقد ادخرت كنوز الكرامة·
أيها القارئ، هل شعرت يوما بأننا عديمو الكرامة؟ أنا أشعر بذلك كثيرا، لا أدري إن كنت مريضا بكل انفصامات الشخصية·
PH/DjazairNews
تقول لكم (ن)
نسيمة بولوفة كاتبة صحفية
مثقف معدوم، ومستثمر بفار
حضرت، مؤخرا، أمسية أدبية تم فيها تقديم كتاب· هذا تفكير جميل، لكن ما أثار استغرابي وتعجبي- يبدو أنني أتعجب كثيرا في بلد العجائب، أكثر من أليس في بلاد الغرائب- هو ناشر الكتاب أثناء تقديمه للكتاب·· تخيلوا قليلا ما قاله: >آسف يا جماعة نظرا لكثرة أشغالي ـ كان الله في العون ـ لم أقرأ الكتاب<· كيف تنشر سيدي كتابا وأنت لم تقرأه؟!
نعلم أن الناشر ليس ساحرا، لا يستطيع قراءة كل ما يرده من أعمال تطلب النشر، فما عليه إلا قراءة بعض الصفحات من خلالها يقدر الحكم، أو ربما هناك طريقة أخرى هو أن يكوّن لجنة قراءة، تضم أشخاصا يثق فيهم، فيقرأون له، ويختارون له الأعمال القابلة للنشر· غير أن الواقع عكس ذلك، فدُور النشر عندنا، غالبا، لا تحوي لجان قراءة، لأن هذه الدُور تفضّل الاقتصاد قدر المستطاع، فلا تشكّل لجانا تضطر إلى أن تدفع لها المال· الغريب أن درجة التقشف تصل حد الاستغناء عن المصحح، فتصدر الأعمال مليئة بالأخطاء إلى درجة مشينة ومنفّرة، كما حدث مع الكتاب الذي تم تقديمه مؤخرا بالمكتبة الوطنية، ولكي يخلي الناشر نفسه من أية مسؤولية، اعتذر أمام الحضور لأن الكتاب -حسبه- صدر في الزمن الذي كان فيه المصحح في عطلة· يا له من عذر قبيح! بت أتساءل ماذا جاء هذا الناشر ليقدم؟ كتابا لم يقرأه، ولم يصححه، إذا لماذا أصدره؟! لأن صاحب الكتاب دفع له المال، وهكذا لا يجوز تسمية الرجل بناشر، بل طابع، يطبع الكتب دون أن يشغل نفسه بمحتواها· بالتالي بمقدور أي إنسان مهما كان مستواه أن يصدر عشرات بل مئات الكتب، طالما معه المال· أذكر هنا شخصا سألني إن كنت أصدرت كتابا، وقبل أن أجيبه، قاطعني: عموما، كل من هب ودب يصدر كتابا، لذا كثرت الكتب السيئة وقلّ عدد القراء!؟
طبعا يتحجج هؤلاء الناشرون بسوء حال سوق الكتاب، لذا تبقى الدولة المعين الوحيد، لأننا لا نمتلك طبقة مثقفة غنية ـ بالفكر والمال ـ فالمثقف في الجزائر غالبا إنسان معدوم، والمستثمر غالبا رجل جاهل ـ بفار ـ كما يطلق عليه· فلا نعرف في الجزائر رجالا ونساء على شاكلة البابطين وسعاد الصباح·· يقبلون الإنفاق على الثقافة!
صحيح قد نجد مستثمرين متعلمين لديهم شهادات عالية، ولكن ليست لهم أية علاقة بالثقافة، فالثقافة لا ترتبط بالشهادة العالية، فكثيرا ما نلقى أصحاب شهادات جهلاء، وقد نعثر على أشخاص بلا شهادة مثقفين جدا، لأنهم يطالعون كثيرا· ومنه يقتضي أن تلعب الدولة دورها في أن تكوّن طبقة مثقفة واعية، ربما هذه الطبقة إن كسبت المال يوما، ستقبل الاستثمار في الميدان الثقافي··
الى أن يحصل ذلك، بوسعنا الانتظار مائة أو مائتي سنة على الأقل؟!

الجزائر استقلت في اليوم الذي احتلت فيه
يحتفل الجزائريون اليوم، بالذكرى الرابعة والأربعين لاستقلال الجزائر، في ظل أجواء وطنية ودولية حساسة، يطالب الجزائريون بحقهم المشروع في الحصول على اعتذار فرنسي رسمي، على جرائم الاستعمار، في الوقت الذي تسعى فرنسا إلى اعتبار ما بدر منها ''صدقة'' على الجزائريين·· وكذلك أمام الجزائريين فرصة تاريخية لصناعة تقدم لهم·
الجيل الجديد يجهل الكثير عن الثورة وفرنسا تصر على ''تمجيد'' جرائمها:
هل سيأتي يوم تجرم فيه الثورة ويحاكم بن مهيدي؟
سمير حميطوش
تحتفل الجزائر اليوم، بالذكرى الـ 44 لعيد الاستقلال، في ظرف بلغت فيه العولمة أوجها، ويكاد الذين صنعوا الاستقلال ينتهون، والأخطر من ذلك أن جيلا جديدا لا يعرف عن تاريخ الثورة الا مواضيع قليلة وبسيطة، في وقت ألقت فيه فرنسا بكل ثقلها السياسي والتشريعي والعلمي، من أجل طمس معالم جرائمها التاريخية، وصلت أوجها من خلال قانون 23 فيفري الممجد للاستعمار، وبلغ إصرار فرنسا حد تعطيل اتفاقية الصداقة، التي كان من المفترض أن توقع نهاية السنة الماضية، لكن عقبة ''الذاكرة'' وإصرار فرنسا على عدم تقديم اعتذار على ما اقترفته من جرائم، ترى فرنسا أنها حسنات تمن بها على شعوب مستعمراتها الحديثة·· وتحدث عدد من الفرنسيين عن هذا الموضوع من بينهم صديق الثورة الجزائرية، جاك فارجاس، الذي قال في حوار لـ ''الجزائر نيوز''، أن عددا من المسؤولين الفرنسيين لا يزالون يفكرون بذهنية استعمارية، أي يحنون إلى ''الجزائر الفرنسية''، وهو التفسير الأقرب إلى المنطق في رفض فرنسا للاعتذار· وكان أستاذ الفلسفة الفرنسي والمختص في المنظومة التربوية موريس طارق ماكسينو، قد نبه إلى أن تمجيد الاستعمار، حدث فعلا في المنظومة التربوية، التي تلقن أبناء الفرنسيين، أن أجدادهم قد نقلوا الحضارة الى ''المتوحشين''، الذين يسكنون وراء البحار· وقال عدد من المتتبعين للنقاش الذي حدث في فرنسا عقب صدور قانون 23 فيفري، أن الفرنسيين متشبعون بالذهنية الاستعمارية· وفي المقابل، لم يهتم الجزائريون وكثير من صناع الاستقلال، بكتابة تاريخ الحدث، واكتفوا بنشوة النصر التي سيطرت عليهم والبعض الأخر وجه كتابته للتاريخ أو المذكرات، لخدمة أغراض خاصة وتصفية خلافات تاريخية، ووصلت بعض الكتابات الى حد التناقض، وهو ما دفع الجيل الجديد، باعتباره غير معني بتلك الصراعات، إلى العزوف عن قراءة أو الاقتناع بالمادة الموجودة، والأخطر من ذلك، أن يقول أناس أن ''تاريخنا مزور''، أضف إلى ذلك مشكلة الأرشيف التي لم يسبق للدولة الجزائرية أن طرحتها بجدية، وهو مؤشر يهدد بأن تتحول الكتابات والأبحاث الفرنسية التي ستصدر في إطار تجسيد قانون 23 فيفري، إلى مرجع رسمي للتاريخ الجزائري، وإذا تم ذلك واقتنع الجزائريون بأن الاستعممار شيء إيجابي، فإن بن مهيدي والذين استشهدوا، سيحاكمون بتهمة اقتراف ''جريمة الثورة''·
فيما يعتبر المؤرخون أنه من الضروري رفع القداسة عن الثورة:
صفحات من تاريخ الثورة لم تكتب بعد
حسان وعلي
تمر اليوم 44 سنة على استرجاع الجزائر سيادتها الترابية، وتبقى عدة محطات في تاريخ الثورة التحريرية غامضة لم ينفض عنها غبار التعتيم، ويرجع بعض المؤرخين ذلك، إلى الانتقاء في كتابة التاريخ الرسمي للثورة، تاريخ وظف لإضفاء الشرعية الثورية على نظام الجزائر المستقلة، وبالتالي أقصي كل ما بإمكانه أن يضر بـ ''قداسة الثورة''، وباعتبار أن التاريخ يكتبه المنتصرون، فكان لا بد من تبرير الاستيلاء على الحكم، وهنا تكمن الانزلاقات الخطيرة حسب المؤرخين، الذين يرون بأنه آن الأوان لرفع القداسة عن الثورة وكتابة التاريخ المعاصر للجزائر بكل موضوعية، والتطرق إلى الجوانب الإيجابية والسلبية بدون انتقاء· ويقول الصحفي المختص في تاريخ الثورة، منتصر أوبترون ''إن الثورة تحولت إلى خطاب تمجيدي وبالتالي كل ما هو سلبي مقصى، ولا توجد ثورة مقدسة، كجميع الثورات هناك انحرافات ولا يجب التكتم عليها''· ويرى أبترون ''أن من هذه الانحرافات التي وقعت في الثورة، المجازر والتصفيات الجسدية·
ولعل أهم هذه الأحداث، مجزرة ''أولاد أورابح'' بمنطقة فرعون ببجاية، ارتكبها عناصر جيش التحرير ضد سكان هذه القرية في أفريل ,1956 بتهمة الحركة والتعامل مع العدو، وإن كانت الحقيقة عكس ذلك، يضيف ابترون·· هناك أيضا مجزرة عين بوسيف في ماي,1957 أين قتل أكثر من 1500 شخص·
ومن بين الوقائع التي تكتم عليها التاريخ الرسمي، الصراع الذي انفجر بين جيش التحرير الوطني والحركة الوطنية الجزائرية، أحد رواد الحركة الوطنية، الذي اتهم بالخيانة والمعادي للثورة، واسقط اسمه من الكتابات الرسمية، قبل أن يرد له الاعتبار في السنوات الأخيرة، الصراع بين الطرفين خلف عددا كبير من الضحايا دون أن تشير إليه كتابات التاريخ·
وتعتبر قضية ''البلويت'' من أكبر نقاط الاستفهام، التي اجلت الاجابة عنها الى حد الآن، ويقول بعض المؤرخين، أن هذه القضية تمت تصفية ''الانتليجانسيا'' وتمت ''تصفية أحسن الوطنيين''·
إلى جانب هذا، تبقى قضية التصفيات الجسدية، أكبر الأحداث التي أسكتها التاريخ، فلماذا إذن التحق عاجل عجول نائب مصطفى بن بولعيد بالجيش الفرنسي، خوفا من التصفية بعد استشهاد بن بولعيد، الذي فجر أزمة الخلافة في الولاية الأولى التاريخية، وكذلك تصفية سيحاني بشير بالأوراس· ومن بين المحطات التي لا أثر لها في التاريخ الجزائري، يضيف منتصر اوبترون، الضباط الأحرار الذين ظهروا بالولاية الثالثة، وانسحابهم من جيش التحرير، سببه عدم احترام هذا الأخير لقرارات الصومام، فلم يعد هؤلاء الضباط يحتملون المحاكمات غير الشرعية، القتل بالسكين، تصرفات منعتها قرارات مؤتمر الصومام، نفس الشيء بالنسبة لجنود الحرية أو ما يسمى ''الجبال الحمراء''، حيث شكل المناضلون الشيوعيون جزائريون وأوروبيون، جيشهم وساهموا في الكفاح المسلح الى جانب جيش التحرير· التاريخ لم يتحدث عن هنري مايو، موريس لوبان وقدور بلقايم، الصادق هجرس وهنري علاف· من جانب آخر، لم تدون قضية التحاق جنود جيش التحرير بأعداد كبيرة بالجيش الفرنسي، وحسب منتصر أوبترون، من أهم الأحداث التي توضح ذلك التحاق الضابط حمبلي ومعه 300 جندي بالجيش الفرنسي في الحدود الجزائرية ـ التونسية في أواخر سنة ,.1960 وتكون الخلافات داخل جيش التحرير والحرب على القيادة، السبب الرئيسي في انشقاق هذا الفيلق عن جيش التحرير·
والأكيد، هو أنه هناك نقاط ظل أخرى تجعل تاريخ الثورة، منقوصا من عدة صفحات، آن الوقت لملئها في نظر المؤرخين، الذين يقولون أيضا أن المصالحة مع التاريخ لن تتحقق الا بالمرور على جسر الحقيقة·
محمد قورصو (رئيس جمعية 8 ماي 1945)
الجزائر لديها بطاقة سياسية واقتصادية قوية تمكنها من تركيع فرنسا
شدّدتم خلال الاحتفالات الأخيرة بذكرى مجازر 8 ماي 1945 على ضرورة تسوية واسترجاع الأرشيف الثوري، هل لكم أن تشرحوا لنا أهمية الموضوع؟
بداية، ينبغي أن نميز بين صنفين من الأرشيف، الأول منه هو الذي تم حجزه أثناء الثورة التحريرية بحوزة المجاهدين الأسرى والمستشهدين، وهذا النوع لا ينبغي علينا أن نتخوف منه·· فالثورة الجزائرية كانت توجد بها تناقضات وخلافات بين قادتها، لذلك فلابد من إعادة الاعتبار للإخوة الذين ذهبوا ضحية خلافات جهوية وقبلية، وإن هذه العملية ستساهم من دون شك بالكتابة الموضوعية للتاريخ ووضع حد لكل من يحاول تشويه الثورة الجزائرية، وهنا أريد أن أشيد بالعمل الشجاع الذي قام به رئيس الجمهورية، وهذا بتسمية الدفعة الأخيرة للأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال باسم الشهيد بشير شيحاني· أما الصنف الثاني للأرشيف، فهو موجود بحسب ما علمنا بوزارة الدفاع وغيرها، ويستحسن أن يفتح هذا الأرشيف بعد تصنيفه في أقرب وقت في وجه المؤرخين الجزائريين· وبصفة عامة سيكون الصراع على المستوى التاريخي حول من سيكون له السبق في كتابة صفحة لتاريخنا، فإن كان السبق للآخرين أي الأوروبيين وتحديدا الفرنسيين فستدوّن في ذاكرة الأجيال رغم إيجابياتها· أما إذا كان السبق للمؤرخين الوطنيين، فلا بد أن يكون التدوين بموضوعية أي بجميع السلبيات والإيجابيات، وستترك حتما انطباعات إيجابية في الأذهان، فتتخذ بذلك بعدا علميا وحضاريا تبرز قدرة الجزائر على التكفل بماضيها بمختلف أوجهه لا سيما السلبية منه·
في رأيكم من هو الطرف الذي سيتولى استرجاع هذا الإرث التاريخي الجزائري؟
يجب أن يكون الطلب قوي من طرف المؤرخين، أما الذي يقوم بالعملية فهي السلطة الجزائرية، وهنا أود الإشارة إلى أن السلطة في 1979 دخلت في اتصالات مع فرنسا لاسترجاع الأرشيف، وهنا المسألة مسألة سيادة، فالقوانين الدولية تقول بأن الأرشيف ملك للبلد الذي دوّن فيه، إذن فهو ذلك للجزائر، وبالأخص الأرشيف الذي كان بحوزة الأسرى والشهداء الجزائريين، إضافة إلى الوثائق التي كانت بمغارات المجاهدين·
هل تعتقد أن فرنسا مستعدة للإفراج عن الأرشيف في هذا الوقت المتزامن مع إصدارها لقانون 23 فيفري الممجد للاستعمار؟
استعداد فرنسا مرهون بقدرتنا على التجنيد والمثابرة في مطالبتنا بهذا الأرشيف، لذلك فنحن مقبلون على معركة جديدة في معركة استرجاع ذاكرتنا الوطنية· ونظرا لإقدام فرنسا على إبرام علاقات اقتصادية مع الجزائر، فإنه لدينا بطاقة سياسية واقتصادية قوية تمكننا ليس فقط من المطالبة بإلغاء القانون الخاص بتجميد الاستعمار وحسب، بل وكذلك استرجاع الأرشيف· وهنا أريد أن أفتح قوس حول قانون 23 فيفري، فما هي الفائدة من إلغاء المادة 4 التي تمجد الاستعمار في ظل إبقاء المادة الثالثة التي تنص على تأسيس مؤسسة لكتابة حرب الجزائر ومعارك تونس والمغرب، لذلك فإنني أكرر ما قلته بيد الجزائر بطاقة قوية تمكنها من تركيع فرنسا وإرغامها على تقديم العذر والتعويضات·ا من تركيع فرنسا وإرغامها على تقديم العذر والتعويضات·
سأله: سفيان·د
تاريخنا مزور؟!!
''على الشعب أن يضغط على الحكومة من أجل أن يطّلع الشباب على حقيقة أرشيف الثورة، فجانب من تاريخ حرب التحرير مزور، وهناك من يدعي بأنه مجاهد وهو لا يمت للجزائر وثورتها بأي صلة، وهناك شخصيات ثورية لم نسمع عنها إلّا في بداية الثمانينيات·· لماذا؟ وهناك كتابات تاريخية أخيطت على المقاس لخدمة جهات معينة·· وحزب الشعب الجزائري لم يعتمد في 1989· هذه تصريحات شباب ومجاهدين·· رصدتها ''الجزائر نيوز'' بمناسبة الذكرى 44 للإستقلال···
إستطلاع: عبد اللطيف بلقايم
ــ كايم حميد 58 سنة: الحديث عن الذكرى الـ44 للإستقلال تجعلني أقول وبصراحة أننا تحررنا عسكريا فقط، أما اقتصاديا واجتماعيا فالشعب الجزائري، حب من حب وكره من كره، فهو تابع بكل المقاييس، وفضلا على هذا، فالاهداف التي حددت قبل الاستقلال ليست نفسها اليوم، فالشعب ''مغبون''، وعلى هذا الأساس، فواجب الحكومة ان تظهر الحقيقة التاريخية للثورة، وعلى الشعب بدوره الضغط على حكومته، اذا أراد ان يعلم الجانب الخفي من تاريخه، وعلى هاته الحكومة من جهة أخرى، إعادة كتابة التاريخ الذي أشك فيه كثيرا، وعلى سبيل المثال، فإن العقيد عميروش وسي الحواس، بدأ الجزائريون يسمعون عنهما في بداية الثمانينيات فقط، فلماذا هذا الأمر، أليس يدعو هذا إلى الشكوك·
ــ (غ· ر 47 سنة ـ موظف): الإستعمار الفرنسي خرج عن طريق الرجال وبفضلهم تم انتزاع الاستقلال، لكن منذ 05 جويلية 62 لم ننعم بالهناء، سبب ذلك الظروف الاجتماعية، نقص حرية التعبير، التاريخ محرف، وعلى ضوئه نشبت الصراعات السياسية والنزاعات القبلية والجهوية، فالرئيس بوضياف بمجيئه، كشف بأن رباح نوال ليس مجاهدا أو شهيدا، ونفس الشيء جرى مع صالح بوعكوير المشكوك فيه، أيضا حسب الضجة التي اثيرت في الصحافة منذ سنة او سنتين، هناك أناس لم يشاركوا في الثورة، والدليل هو العدد، الذي توصلت إليه الحكومة بانتهاء الثورة وعلى ما أذكر لم يتجاوز 6 آلاف والآن هؤلاء هم بالملايين ما هذا؟ أليس هذا تزوير للتاريخ·
ــ (عدلان ذهبي 33 سنة ـ بطال): أنا شاب لم أعش الثورة أو الاستقلال، لكن حسب المقررات الدراسية التي اطلعنا عليها في المؤسسات التربوية أثناء تواجدنا بالمدارس وبين ماهو متداول في الشارع، هناك فرق كبير، ومن حقنا نحن الشباب، ان نطلع على الارشيف الذي لم تكشف تفاصيله، عليهم ان يعلمون ابناءنا واخواننا التاريخ الحقيقي، وزيادة على ذلك فالاستقلال بالنسبة لي هو نفس التضحية التي قدمتها أنا أيضا، حيث لبيت نداء الخدمة الوطنية في العشرية الحمراء ولم أكن مكترثا للإرهاب، لكن مقابل ذلك وعند خروجي من الخدمة العسكرية لم أجد عملا، فأي استقلال يا أخي!
ــ محي الدين·ذ 36 سنة: البارحة فقط رأيت حصة في التلفزيون الجزائري أظهرت براعم صغار يقومون بأداء النشيد الوطني وبعض المقطوعات من القصائد الشعرية الثورية، وما لاحظته هو عدم حفظهم لتلك الاناشيد، وهذا دليل على تخلي المدرسة عن واجبها إزاء الجيل الجديد، ونفس الشيء بالنسبة للاستقلال فالتاريخ مثلا هناك من يقول أن 3 جويلية، هو الاستقلال، وهناك من يقول في الثاني وهناك من يقول الرابع جويلية، هناك خلط وحلقة مفقودة، وهو ما جعل الروح الوطنية ناقصة والتاريخ الذي نعلمه غير رسمي، وهو ما يشعل في نفسي نارا كي أعلم ما يخفيه أرشيف الثورة·
ــ (حاسي محمد بن احمد 86 سنة ـ مجاهد من أولاد جلال): أنتم الشباب لم تعرفوا حقيقة الثورة، لأن آخر الناس أو الجيل أو سميه كما تريد نشروا أخبارا خاطئة عن الاستقلال والثورة والمجاهدين الحقيقيين، الذين لازالوا أحياء هم عبارة عن أرشيف حي هم الآن مهمشين ولا يقاس عليهم ولا يؤخذ بشهاداتهم ومنهم من يملك حتى وثائق رسمية فيها الكثير من المعلومات، فمثلا حزب الشعب الذي ترعرت فيه منذ 46 في أحداثه العجيب والعجيب·
ــ (علي عقوني 69 سنة ـ مناضل سابق في حزب الشعب): أنا كنت مناضلا في حزب الشعب الجزائري وحضرنا للثورة بالكتابة على الجدران وإعلام الشارع، لكن ما كنا نعيشه ونسمع به في ذلك الوقت لا يمت بأي صلة لتاريخ اليوم الذي يقرأ في المدارس، فأقول بصراحة هذا التاريخ مزيف، فالإستقلال كان يعني لنا كلمة الشعب وانتخابات حرة ونزيهة وأصبحنا نرى العكس، شيء غريب حقا، فما نطلبه نحن كفاعلين في هذا التاريخ ان يبادر بوتفليقة بمصالحة مع التاريخ، فمثلا من تأسيس حزب نجم شمال افريقيا منذ 1926 الى غاية الاستقلال كل شيء منه مجهول، الشيء الآخر اغتنم فرصة اخرى للقول بأننا طلبنا من وزارة الداخلية ان تعتمدنا كحزب اسمه حزب الشعب منذ ,89 لكن لم يفعلوا لا أدري، ماهي الخلفيات والراجح هو ما قيل في الكواليس حول انضمامنا الى الافلان في حين الافلان هو خريج مدرسة حزب الشعب وهو منه أصلا·
ــ (محمد بوقريوة 79 سنة): انا لا أسميها ثورة بل حرب التحرير، ولكن للأسف الشديد، اتحسر وأتألم لم أكن متيقنا لأخبرك بأن التاريخ الذي تحدثني عنه اصبح لباسا يخاط على المقاس، فمن يخدمه حدث تاريخي معين يبرزه ومن لا يخدمه يزاح من الذاكرة، ما يحدث لفترة زمنية طويلة من حياة الجزائر هي مزورة للأسف ولا يعلمها إلا القليل، فالتاريخ وما حدث قبيل الاستقلال هو في القلوب، وحتى الظروف آنذاك لم تكن تساعد لكتابة هذا التاريخ وتواجهات الدولة الجزائرية اليوم لا تساعد كي نبوح ببعض الأشياء، فبصفتنا كمجاهدين لكننا نضغط يا إبني لإخراج ما يمكن إخراجه للعلن·
ــ (عبد القادر بوفلوح 72 سنة ـ مناضل سابق في حزب الشعب): لقد سجنت بسبب نضالي في البرواقية وعين وسارة والضاية، وعانيت كثيرا في وقت الثورة كما كانت تعاني الجزائر، لكن هذا التاريخ مجهول لديكم انتم كشباب اليوم والمستقبل، ولست هنا ألقي باللوم عليكم فأنتم أبرياء وأؤكد لك ان 99% مما يسمون بالمجاهدين مزيفين·
ــ (حرز الله بوسعادة 68 عاما): لما تم نفيي من التراب الفرنسي سجنت كذلك بالجزائر، التي شهدت احداثا كبيرة وكثيرة في الحرب التحريرية، ومشكل تاريخها هو مشكل يجب ان يعالج من البداية وهذا العمل ينطلق من مركز ''لاسات'' الذي يحتكر وثائق وارشيف الثورة واذا ما أرادوا كتابته، فعليهم ان يستغلوا وجود الثوار والمجاهدين الموجودين على قيد الحياة والاصغاء للحقيقيين وليس للمزورين، ولا تقلق فالجميع يعلم من المزور ومن المجهد، وأذكر لك هناك قضية كبيرة هي العظام المدفونة لـ134 مجاهد في بوسعادة.. واحميدة عياشي مدير ''الجزائر نيوز'' على دراية بها، حيث سبق وأن بعث بأحد صحفييكم للتحقيق في الأمر، الدفن لم يكن عاديا فالرفاة ملقاة عشوائيا، وطلبنا من الدولة إعادة دفنهم، لكن هذا لم يفعل بعد فمحمد الاوراسي مثلا حفرنا عليه ووجدنا عظامه ولم يعترف به وحتى محمد بلكحل من نفس المنطقة ''دايرينو خاين''·
يا محمد مبروك عليك·· الجزائر عادت ليك
لقد جاؤوا من المغرب، من المغرب الأقصى.. وكانت الإذاعة الرسمية بإمكانياتها المحدودة تعيد بث أغنية شعبية مطلعها ''يا محمد مبروك عليك، هي الجزائر عادت إليك'' مرات ومرات إيذانا بعودة الجزائر إلى محضنها الطبيعي ''الأمة العربية والإسلامية''.
يقول أحد من عايش تلك الفترة ''كان الجدل قائما حول إعلان الاستقلال الرسمي للجزائر عن الاستعمار الفرنسي وكانت المهمة قد أوكلت إلى رئيس الجمعية الوطنية التأسيسية فرحات عباس، وسبب ذلك الجدل هو تسمية الدولة الجزائرية.
ويضيف قائلا ''جرى الاتفاق في البداية على أن تكون التسمية ''الجمهورية الجزائرية العربية الإسلامية''، لكن رفض فرحات عباس وفرانسيس وأعضاء بارزين في القيادة آنذاك (الجمعية التأسيسية) جعل من التسمية تستبدل بأخرى هي الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية التي سرعان ما تحوّلت إلى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وهي تسمية توحي بانحياز الجزائر المستقلة إلى المعسكر الاشتراكي بزعامة الإتحاد السوفياتي.
يقول توفيق الشاوي في مذكرته، إنه أبلغ الرئيس بن بلة عن التحول في المواقف، لكنه أصر على أن الجزائر لن تكون اشتراكية لأنها عربية وإسلامية ولا تحتاج أن يثبت ذلك في تسمية الدولة الرسمية.
وأضاف الشاوي في مذكرته أن مؤتمر طرابلس في مارس 1962 اختار المنهج الاشتراكي للجزائر، وأنه لم يكن من السهل على القيادة الجزائرية آنذاك التحلل مما تم الاتفاق عليه في طرابلس بسبب ضغوط مصرية (نظام جمال عبد الناصر) واللوبي الفرنسي الاشتراكي.
ويكشف توفيق الشاوي، وهو شخصية مصرية معروفة، أنه حاول إقناع أعضاء الجمعية التأسيسية بصواب وجهة نظره، وهو بعدم تبني النظام الاشتراكي، غير أنه فشل ولم يجد الدعم إلا من شخص واحد فقط هو المجاهد والراحل العقيد محمدي السعيد (ناصر) الذي فضل عدم إثارة حساسية القبايل وللاكتفاء بالطابع الإسلامي للدوحة، لأن الدين الإسلامي قاسم مشترك بين جميع الجزائريين وأنه الشيء الوحيد الذي يجمعون حوله.
ويضيف الشاوي ''لما طلب العقيد ناصر الكلام في جلسة الإعلان الرسمي للاستقلال برئاسة فرحات عباس وحول المقترح، لكن أحد أعضاء الجمعية تدخل وأجاب بأن الجزائر ليست مثل اليمن''.
جلال بوعاتي
PH/ DjazairNews
بمناسبة عيد الاستقلال 05 جويلية 1962
تحية إكرام وتقدير لعائلات شهدائنا الأبرار
أثناء فترة مشاركتي في الكفاح التحريري ضد الجيش الفرنسي في معاقل الولاية الرابعة كنت أحمل معي على الدوام كناشة طريق أكتب فيها ملاحظاتي وأسجل الأسماء والتواريخ والأمكنة، وكل الأحداث التي هزتني من الأعماق، كنت أسرد وقائع الكمائن والاشتباكات ضد العدو وخلال الثورة المسلحة، ثورة فاتح نوفمبر .1954
أستطيع اليوم أن أخط الأحرف التي كنت أود توجيهها لعائلات مجاهدينا، لأولياء رفاقي الذين ماتوا في ساحة الشرف، كأبطال كانوا إلى جانبي وقدموا التضحية بالنفس، يحدوهم واجب الوطنيين المكافحين في سبيل الحرية بنكران للذات·
أريد الآن، أن أكتب الأحرف التي لم يكن بمقدوري تسجيلها في الأوقات الصعبة، هي كلمات لأبنائنا الشباب، أبناء شعبنا الغالي كي لا ينسوا أبدا شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم في المعترك ضد الجيش الفرنسي، الذي لم يتردد في تطبيق سياسة الأرض المحروقة بتدمير وحرق المنازل والغابات عند مروره انتقاما من شعبنا الشجاع والأعزل الذي قبِل كل التضحيات بفضل التزامه وقدم بذلك أقوى سند لوجيستيكي·
لن أنسى أبدا، بل سيبقى راسخا في الذاكرة الجماعية، ذلك الاستقبال الحار والمعزز لنفوسنا الذي كان يخصنا به السكان المدنيون بتأمين تغذيتنا وإيوائنا عقب معاركنا ومسيرنا الطويل والشاق في طريق عودتنا ويستغرق أزيد من عشر ساعات في كثير من المرات·
في الواقع يحق التساؤل كم من أبنائنا في سن العشرين، من الجامعيين، والقوى الحية لجزائر الغد يعرفون الشهيد ''سي الزبير'' من الصومعة، واسمه الحقيقي ''سليمان الطيب'' الذي سقط شهيدا في ساحة الشرف يوم 22 فيفري 1957 في دوار السباغينا بولاية البليدة، عندما قام بحماية حوالي أربعمائة طالب وثانوي كانوا ينتظرون توجيههم إلى تونس والمغرب من أجل جلب الأسلحة لولايتنا التي كانت في أمسّ الحاجة، أو لغرض إكمال دراستهم· غير أن العدد الهائل للطلبة والثانويين الذين انتظروا طويلا في المنطقة جلب انتباه الجنود الفرنسيين، ففي حدود الساعة الثالثة زوالا وجدوا أنفسهم محاصرين من طرف خمس عشرة طائرة هيلوكبتر من نوع ''سيكورسكي'' تكالب المظليون الفرنسيون على الطلبة غير المسلحين، توفي سي الزوبير في 22 فيفري 1957 رفقة 27 طلبا بينهم طلبة ثانوية رحم الله الشهداء·
الشهيد سي موسى قلواز، قائد الكومندوس ''سي الزبير''، قائد كتيبة الحمدانية الناحية الثالثة وقائد كموندوس المنطقة الثانية للولاية الرابعة، سقط في ميدان الشرف في معركة كبيرة الساحة العمومية بمدينة الشريعة بولاية البليدة تحمل اسمه·
كان السي موسى جندي في صفوف الجيش الفرنسي إبان حرب الفيتنام، وكان معه كذلك أحمد خلاصي، شماني عبد القادر من عين الدفلى وسي معمر معمر من واد جر وبراكني براهم من البليدة كل هؤلاء كانوا مجندين في صفوف الجيش الفرنسي· وبفضل خبرتهم العسكرية كانوا أعمدة الكومندوس ''سي الزبير'' الذي خرج بانتصارات عظيمة ضد العدو الفرنسي·
نتساءل اليوم كم من مراهقينا يعرفون اسم الشهيد بوراس محمد، من العفرون، مات في سن السابعة عشرة (17) في معركة تمزفيدة يوم 22 مارس ,1957 حيث قضى الكومندوسي ''الزوبير'' مظلي بيجار، عناصر النخبة من الهند الصينية، ذوي الخبرة في حرب العصابات·
هذا الكومندو- تحت قيادة الملازم ''قيوم'' ابن الجنرال ''قيوم'' المقيم بالمغرب والذي دربه الجنود الفرنسيون المتطوعون- قضى ليلته في المعقل وقدمت له وعود بالترقية في الرتبة مقابل مهمة تنفيذ عملية يبرهن بواسطتها للشيوخ الأمريكان والفرنسيين (السيناتورات) على أن منطقة البليدة كانت هادئة وأنه لم يبق فيها سوى بعض المتمردين الشيوعيين (الفلاقة)·
ونتساءل أيضا من يعرف اليوم من أبنائنا اسم الشهيد بن ميرة الطيب من ثنية الحد المدعو ''الاستقلال'' وقد أطلقنا عليه هذا الاسم ذات يوم أثناء تلقيه دروسا، قال لي: أنا لا أعرف ''لانديبندانس'' ولا الاستقلال، لقد جئت من أجل القتال وسأكون شهيدا، واستشهد يوم 27 أفريل 1957 في معركة سيدي ''محند أكلوش'' بمنطقة شرشال، وهو الذي قال في العشية بأنه سيستشهد في الغد ويسبقنا إلى جنة الفردوس، أصيب أخونا الاستقلال إثر قذيفة في البطن بجروح بليغة، لقد كان سعيدا بأن يموت من أجل الجزائر·
وكانت آخر كلماته: خذوا سلاحي، وأبلغوا سلامي لرفاقي، وإذا مررتم ذات يوم بدوار ميرة قرب ثنية الحد، أقرأوا عائلتي السلام، وقبلوا إبنتي، والآن أتركوني أموت، انطلقوا بسرعة، إنصرفوا·
أمرنا ''الاستقلال'' بالانصراف لأنه أدرك بأن القوات الفرنسية كانت وراءنا واستشهد في الـ 27 من شهر رمضان عشية ليلة القدر، وصادفت آنذاك الجمعة·
استشهد شرفاوي أحمد من شرشال وأحمد عباس من موزاية في معركة سيدي سميان يوم 20 ماي 1957 طيلة مدة الاشتباك، وفيه حاول العدو حرق الغابة حيث كنا تعالت زغاريد الفرح والتشجيع من شعبنا الذي سارع إلينا في كل الجهات أثناء القتال الذي خرجنا منه، بأعجوبة وكبدنا العدو خسائر فادحة، في نهاية المعركة أحرقت قوات الجيش الفرنسي كل شيء بدوار نواري، وسارع سكانه لإغاثتنا بأكواب من الحليب وبالطعام غير مبالين بمساكنهم التي أكلتها النيران، إنه شعب عظيم·
استشهد تكارلي سليمان وسي محفوظ من خميس الخشنة يوم 04 ماي 1957 إثر اشتباك بزكار ضد الكتيبة الـ 29 للقناصين الجزائريين BTA) 29 (Le وماتا عندما كان يتأهبان للتموقع في قمة الجبل، وفجأة دوت طلقات بارود من العدو الذي كان يطلق النار على أفراد مجموعتنا الأولى بعد أن تجاوزنا الطيارون الفرنسيون· قتل كل من تاكرلي سليمان وسي محفوظ بنفس الطلقة من رشاش العدو، كنا يومئذ 35 مجاهدا في مواجهة فيلق من الجنود الفرنسيين قتلنا منهم عددا كبيرا وأسرنا واحد من الأقدام السوداء من وهران·
بتاريخ 20 أوت 1957 عينت كتيبة الحمدانية لمناوشة مدن كل من شرشال، نوقي، الداموس، فوراية، حجرة النوس، مناصر، سيدي أعمر ولرحات، وهذا على شعاع 80 ثمانين كيلومترا في الساعة 19 و40 دقيقة وصلنا المكان الذي كان يجب أن نشن منه هجوما على ثكنة للضباط الفرنسيين بشرشال، كنا جنبا إلى جنب، مسلحين جميعا ببنادق عارند وقطع 56 أصبعنا على الزناد·
وكنا نعرف بأن بقية مجاهدي كتيبتنا الحمدانية كانوا في نفس الوضعية، مستعدين لضرب العدو وتحقيق أهدافنا في تمام السلعة الثامنة مساء وجهنا جميعا في نفس اللحظة طلقتنا، فكان الذعر وسط ثكنة مدرسة الضباط بشرشال· وكنا نسمع صراخ الألم الصادر من الجنود الفرنسيين الذين فاجأهم هجومنا دوت صفارة الإنذار، وكان الاستعداد للقتال·
كان الرائد سي البغدادي واسمه الحقيقي عليلي احمد من بوفاريك أول من أدخل السلاح من الخارج (تونس) عند وصوله إلى الولاية الرابعة في ماي 1958 قام بتوزيع الأسلحة على المناطق الثلاث في الولاية الرابعة، وهي المنطقة 1 الأخضرية (بالبيترو سابقا)، المنطقة 2 البليدة والمنطقة 3 الونشريس-زكار الشلف·
في جويلية 1958 استدعى سي بغدادي للتوجه من جديد نحو المغرب، وكان هده المرة أقل حظا وسط الصحراء بين البيض والمشرية، حيث فوجئ على مقربة من الحدود الجزائرية المغربية في الجنوب الغربي للعريشة، بمعية رفاقه في الشط الغربي، ولم يكن من بد وسط هذا الفضاء الممتد على مدّ البصر والرملي القحط إلا خوض معركة ضد الجنود الفرنسيين على أمل ألا يقع بين أيديهم حيا· وبقفزة في المجهول أشهر سلاحه في وجه العدو صائحا ''الله أكبر'' ووجد نفسه بذلك معرضا لطلقات الرشاش من جانب العدو والذي وضع حدا لحياة مجيدة تكتب صفحاتها من ذهب·
رفيقي براكني براهام جوهرة فريق كرة القدم لإتحاد البليدة، استشهد عندما حاول الإجهاز على بندقية رشاشة من العدو أثناء اشتباك عنيف بدوار براكنة قرب شرشال، لقد أراد براكني هته البندقية مهما كلف الأمر، لأنه قبل بضعة أيام كان قد ترك رشاشه إثر مغادرته فدائيينا للقيام بمهمته على قدر كبير من الأهمية، وكان تقليد ونظام جيش التحرير الوطني يقضي بذلك، اعتمادا على مسدس، عزم على استرجاع البندقية الرشاشة في تلك المعركة وكانت محاولته النهائية المقدورة -رحم الله الشهداء-
ومن جهته تكبد العدو خسائر فادحة·
استشهد نوفي عبد الحق من شرشال في كمين كبير بلالة عودة راحوس، دائرة شرشال بتاريخ 28 فيفري 1957 نصبته فرقته وكتيبة الفداء للولاية الرابعة تحت قيادة سي يحي ضد عدد هائل من الجنود الفرنسيين، وكللت بالنجاح، هذا الكمين الذي خاضه المجاهدون ببراعة، حيث دمرت عشرات السيارات، وتم استرجاع ذخيرة هامة من الأسلحة الأوتوماتيكية، كما أسقطت طائرة وقتل مئات الجنود الفرنسيين·
استشهد سي نوفي يوم 28 فيفري 1957 بعد أن أصيب برصاصة انطلقت من قطعة الهالف تراك الوحيدة التي بقيت من الكمين عندما كان يحاول تفكيك رشاشا من نوع 12/7 ·
عرض العدو الفرنسي جثة الشهيد عبد الحق نوفي في ساحة مدينة شرشال وأحضر الجنود الفرنسيون أم الشهيد وقالوا لها ''أنظري لإبنك الفلافة'' فأجابتهم أمه ''أإنه ليس إبني فقط، بل إبن الجزائر''·
الرائد سي يحيى واسمه الحقيق أيت معمر رئيس كتيبة الولاية الرابعة استشهد في 15 أفريل 1957 أثناء معركة سيدي مدني، بتمزفيدة بين البليدة والمدية، حيث شن سي يحي و فرقته قتالا حامي الوطيس ضد آلاف الجنود طيلة يوم كامل تداول خلاله المجاهدون على الرشاش الوحيد 24/29 الذي كان بحوزتهم قبل الموت كان الواحد منهم يهيب بالآخر قائلا: ''أبذل ما في وسعك، أخي، كي لا يأخذ منا الجنود الفرنسيون هاته القطعة الوحيدة''·
احتدمت المعركة وسقط المئات والمئات من الجنود الفرنسيين رغم دعم الطيران وواجه سي يحيى في عناد القوات الفرنسية، وأرسلت إلى أماكن القتال قوات الجيش الثامن التي كانت في الحراش بالعاصمة، كان سي يحيى يقول للمجاهدين: ''أثبتوا بشجاعة وسددوا الطلقات، سددوا الله أكبر'' في ساعة متأخرة من المساء وقع الهجوم على فرقة سي يحيى، ولم ينج منه سوى أربعة مقاتلين، رفقة الرشاش 24/29 الذي عز على قلوب كل المجاهدين، أكثر من 30 ثلاثين مجاهدا استشهدوا ببطولة رفقة رائدهم سي يحيى من عين الحمام (ميشلي سابقا)·
أحي تحية إكرام وتقدير جميع رفقاء السلاح إبان حرب التحرير الوطنية، الذين ماتوا بعد الاستقلال أذكر منهم العقيد عزي علي، الرائد الدكتور سي سعيد حرموش أرزقي، الأستاذ رحموني الجلالي المدعو ''سي جلول''، الرائد سي يوسف بولخروف، سي بوضياف عبد الحميد من المسيلة، سي حمدان سميان من شرشال ورفقاء آخرون· رحم الله الشهداء
هكذا أشارك بطريقة أو بأخرى عبر سرد قصص عن كفاح شعبنا أثناء ثورة أول نوفمبر 1954 لكتابة التاريخ، وفي استعادة المشاعر التي غذت الشعب الجزائري، وهي الوطن ونكران الذات وروح التضحية·
سأظل، اليوم أكثر من أي وقت مضى مقتنعا بأن تدريس تاريخ بلادنا بصفة موضوعية، وكذا الكفاح التحريري لشعبنا سيساهم في إحياء ذاكرة شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحيا الجزائر حرة مستقلة، متآخية وموحدة·
ومن جهتي كشاهد حي على ثورة أول نوفمبر ,1954 فإني لم أقم إلا بواجبي وأعبر عن تقدير لعائلات شهدائنا وللشعب الجزائري·
ولد الحسين محمد الشريف
ضابط سابق في جيش التحرير الوطني

الأحد، يوليو 2

صينيون يتموقعون بقلب المدينة وأجانب يشتغلون خارج القانون

تدعيم بطاقات" أرتي" لمتابعة كأس العالم وعدم تدعيم الكتاب في بلادنا أمر شنيع
الروائي والكاتب الجزائري أنور بن مالك للفجر
إلتقينا بالروائي والكاتب الجزائري المغترب أنور بن مالك خلال زيارته الأخيرة للجزائر والتي تصادفت مع نشر منشورات سيديا لمجموعته القصصية الأخيرة ،"الرئة المرصعة بالنجوم"، وقد تأسف لكون الدولة الجزائرية قامت بتدعيم بطاقات "أرتي" لمشاهدة كأس العالم ، ولم تفعل ذلك للثقافة والكتاب واعتبر ذلك أمرا شنيعا وأكد لنا أن هذه إحدى مآسي الجزائر، كما أخبرنا أن كتابه المقبل سيتعرض من خلاله لما يحدث اليوم في الكثير من البلدان العربية، خاصة في العراق وفلسطين وتحدث أيضا عن مساره الذاتي الفجر: لو طلبت منك أن تعرف نفسك للقراء المعربين، ماذا يمكن أن تقوله؟ أنور بن مالك: أكتب منذ سنوات، وأنهيت مؤخرا كتابة كتابي الثاني عشر، وأنا أكتب الروايات وكتبت أيضا شعرا وقصصا قصيرة، ودونت أول مجموعة شعرية منذ سنوات بعنوان " مواكب التلهفات " والتي صدرت عام 1984 بكندا وبعدها بعشرين سنة كتبت المجموعة الثانية والمعنونة،" كوكبي يتصاعد إلى رأسي" والتي صدرت عن منشورات فايار عام 2005، وأنا في الأساس روائي وآخر رواية صدرت لي تحمل عنوان " آه ماريا " والتي عالجت فيها الأندلس وليس سقوطها، أي المرحلة التي شهدت نقل المسلمين نحو إفريقيا وكانت أكبر عملية نفي في التاريخ ، وكانت مأساة بالنسبة للذين تم نفيهم وأيضا تطرقت لاسبانيا التي كانت نموذجا متعدد الثقافات لأنها بعدها ستتحول إلى بلد لا يقبل تعدد الديانات والآراء، وكان ذلك بالنسبة للإسبانيين وبعض المنفيين من الأندلس، وبالنسبة لكتابي الذي صدور مؤخرا بالجزائر وهو المجموعة القصصية "الرئة المرصعة بالنجوم" عن دار النشر سيديا وأنا سعيد بنشره في الجزائر لأن هذا سيسمح بأن تكون متوفرة في المكتبات الجزائرية بأسعار معقولة في حين أن لحده الآن فإن كتبي تباع بأثمان بهيضة، والكاتب يسعى دائما لأن يلمس جمهورا كبيرا من القراء لأنه من المؤسف حقا أن يتوجه الكاتب لجمهور قليل العدد، وأنا سعيد جدا، لهذه البداية ، وسعيد أ كثر لأن كتبي ستترجم إلى العربية وتقوم دار النشر سيديا بذلك، حيث ستصدر روايتي" طفل الشعب القديم" العام المقبل بالعربية وسبق أن ترجمت روايتي" العاشقين المنفصلين "إلى العربية ولا أعلم ، فأنا في هذه الحالة معاقب وفخور، هذا هو إذا فأن تكون كاتبا ماذا يعني؟ لا يعني طبعا أن تكون ناجحا، إنه يعني أن تجلس على كرسى أمام الطاولة كل صباح وتكتب وتكتب وتكتب، وبعد سنين أو ثلاث سنوات سيصدر لك كتاب، لأنك تبدع حيوات ، وأحيانا يقول لك الناس أنك جعلتهم يعيشون أشياء رائعة من خلال ما كتب ، وهذا رائع فحين يحب القارئ كتابك فهو أجمل هدية يمكن أن يتلقاها الكاتب الفجر: ماذا تعني الكتابة لك؟ أنور بن مالك : في أعماقي الآن لا يمكنني حتى أن أقول ماذا تمثل بالنسبة لي لأنها حياتي ، فالآن دون الكتابة فأنا غير موجود، لأنها الشيء الوحيد، الذي أعرف القيام به حقا وحيدا، فحين أنهي تدوين كتابي، خلال أيام أحس بالسعادة كوني أنهيت كتابته، وبعدها بسرعة تعتريني رغبة في القيام بشيء آخر كتابة كتاب آخر لأننا لم نكتب أبدا الكتاب الذي أردنا كتابته ونقول، أن الكتاب المقبل سيكون الأفضل الفجر: إن أسلوب قصتك "حواء" التي ظهرت في مجموعتك القصصية "الرئة المرصعة بالنجوم " والتي صدرت عن دار النشر سيديا، بسيط لكن القصة مثيرة هل أردت من خلالها العودة إلى موضوع الإرهاب، خلال العشرية السوداء في الجزائر؟ أنور بن مالك :في الواقع تعرضت لتلك الأحداث" الإرهاب وما وقع في السنوات الأخيرة في الجزائر في روايتي. العاشقين المنفصلين" وتعرضت لذلك أيضا في رواية أخرى بعنوان" هذا اليوم سيأتي" في الواقع فإنني لا يمكن أن أتخلى عن الفضح في رواياتي، أريد فقط أن أتحدث عن حياة الناس العاديين حين يتواجدون في وضعيات غريبة، وخلال السنوات الماضية قتل الكثير من الناس وعاني العديد منهم وأردت أن أبين أنه رغم كل ذلك فإن الناس يبقون أناسا عاديين ،يحبون ،يكرهون ويضجرون وأنهم سعداء رغم كل ما يحدث ويستمرون في العيش لأن الحياة أقوى من الموت، وفي نفس الوقت لا يجب أن ننسى، ولهذا فإن الكاتب يمثل ذلك الشخص الذي يحاول أن يقول للآخرين الذين يأتون فيما بعد " لا تنسوا ما حدث " وعليه أتمنى أنني أسهمت في ذلك، وعلى القراء أن يقرؤوا ذلك الفجر: تعلم أنه خلال العشرية السوداء على سبيل المثال فقدت امرأة كحواء إبنيها، بعد أن قتل أحدهما الاخر؟ أنور بن مالك : بالتأكيد فإن أشياء مثل تلك وقعت ، فإن ما يمكن أن يفعله إنسان لإنسان آخر، حالات الحروب حتما هي أمور شنيعة، فلم يقدم فقط الأشقياء على التقاتل فيما بينهم، وإنما أقدموا أيضا على منح أخواتهم للإرهابييين ، وقامت النساء بقتل الأطفال فالإنسان حين يريد أن يكون شريرا فإنه يقدم لى فعل ما لا يملك أن تصوره ، كل ماهو رهيب وهي إحدى الأشياء التي يمكن أن تحملنا إلى فكرة اللا ما لا نهاية، الرهيب يمكن أن يكون لا نهائي، فالصورة التي بقيت عالقة في ذهني عن تلك السنوات هي صورة طفل تم إغراقه في بئر وتم تعليقه بحبل ، طفل في سن الخامسة، فماذا فعل طفل في سن الخامسة ليستحق هذا؟ مع كل ما وقع من أفعال شنيعة في تلك الفترة لدي انطباع أن الجزائر كأمة تريد نسيان ذلك بسرعة، فالكل ،وضع في نفس الدرجة ،الإرهابي والضحية "احنا كلنا خوا" إن هذا إفتراء، إنه جريمة ضد الضحايا ، إذا لا يجب أن ننسى فمعاناة البعض كانت في درجة عالية من الفضاعة، ونحن كأمة إذا نسينا فإننا ارتكبنا جريمة، والجريمة الأولى هي الجريمة بحد ذاته، والثانية هي جريمة النسيان، وهذا لا يجب نسيانه الفجر: كيف راودتك فكرة كتابة قصتك الرائعة " حواء"؟فإذا عدنا إلى الكتاب المقدس " القرآن الكريم" فإننا لا نجد أسي شيء عن رد فعل حواء إزاء الله، بعد أن قتل قابيل أخاه هابيل ولا نجد أيضا حزنها العميق؟ أنور بن مالك: في الواقع أريد أن أقول أن القصة هي من نسج خيال الكاتب، فإنني أحمل الكثير من التعاطف لحواء" وبالطبع قلت أنها حين فقدت إبنيها، أحدهما قتل الآخر هرب، طبعا أحسست بحزن الأم حتى ولو كانت حواء وبالعكس ربما كان حزنها أكبر، حزن أول إمرأة في العالم تفقد أول أبناء العالم ، حزن كان رهيبا ولا يمكن تصوره ولهذا سمحت لنفسي التعرض لهذا الموضوع وهنا ربما لأنها تمثل كل أمهات العالم واللواتي لأجلنا من خلال ما نسميه بالعشرية السوداء، هؤلاء الأمهات اللواتي فقدن أبنائهن ، فإن حواء بفقدها " لهابيل و قابيل أحست بنفس العذاب هي أيضا وهو نموذج للمعاناة الانسانية الفجر: هل اعتمدت على القرآن والكريم والكتب الدينية الأخرى؟ أنور بن مالك: بالطبع قرأت بانتباه القرآن الكريم وطبعا انتباه شديد وقرأت أيضا نصوص التوراة وكلها تتشابه للغاية في تعرضها للموضوع، خاصة في سفر التكوين، تتشابه فيما بينها لكن، لا نص تطرق لمعاناة حواء والقصة من نسج خيالي الفجر: في جميع الكتب المقدسة؟ أنور مالك : كلها لم تتعرض لمعاناة حواء، وأنا متأكد أنها ككل النساء تألمت كثيرا والكاتب يسمح لنفسه بأن يتخيل ذلك وطبعا ليست سوى خيال، وليس نصا يجب أنه نأخذه على أنه وقع بتلك الطريقة، نريد أن نقول إنه محض خيال وطبعا ليست هي الحقيقة وطبعا الكاتب هو ذلك الشخص الذي يكذب ليقول الحقيقة وطبعا ما أرويه خيال، ولكن من المحتمل أن معاناة "حواء" كانت لدرجة لا يمكن تصورها وأنه يمكن أن تكون نموذجا لمعاناة كل النساء اللواتي سيتحولن إلى أمهات في كل بلدان العالم، أريد أن أقول بما في ذلك ، في الجزائر، فلسطين، رواندا، جميع الأمهات اللواتي سيشهدن ويرين موت إبنهن بسبب الفضاعة وحياة "حواء" يمثل النموذج الفجر: قصتك "الله ، ألم الأنسان، السيرك،" التي تعرضت فيها لمعاناة فتاة شابة تدعى " إيفا" تعمل في السيرك ، هل أردت من خلال كتابتها إهداءها لروح جدتك السويسرية؟ أنور بن مالك: بالطبع لأن جدتي كانت تعمل بهلوانة في السيرك. وفي هذه القصة التي تدور أحداثها في سيرك سويسري يدعى سيرك" كلينيك" والذي كان موجودا بالفعل ، أتحدث عن قدر فتاة وهي في الأساس إسقاط لشخصية جدتي، والتي كانت بهلوانة خلال فترة رهيبة وهي فترة نهاية الحرب العالمية الثانية، ومؤكد أنني أحببت لو أنها تقرأها لكنها توفيت منذ فترة طويلة الفجر: نجد أيضا نفس الإسقاط لجدتك من خلال شخصية "آنا " في روايتك "العاشقين المنفصلين". أنور بن مالك" آه ، نعم ، فحين يملك طفل جدة تحكي له قصص وحكايات البهلوانيين ، والحيوانات المفترسة ، فإنها تحضره ليصبح كاتبا الفجر: معظم شخصيات مجموعتك القصصية الأخيرة " الرئة المرصعة بالنجوم" حانقة على الله، فهم غاضبون، رغم أنهم ينتمون لبلدان وثقافات مختلفة ، على غرار الشخص الذي يلتقي به رشد في قصة " سنة العاهرة " وكذا أيضا في قصة " الله ألم الأسنان ، السيرك" وأيضا حواء أنور بن مالك: في الواقع، إنه رد فعل كل واحد منا، فحين يحدث لك شيء فظيع ، موت طفل، أشياء أخرى، شنيعة ، إنك تتوجهين ، ضد من؟ ترفعين يديك إلى السماء ، وتقولين لماذا ؟! طبعا فإنك لا تملكين إجابة ولكنك تقولين لماذا؟ وأحيانا فإن الغضب حين يعتريك فإنك تكونين مستاءة من القدر، والقدر يمكن أن نسميه الله لكن ، هذا الغضب هو موجه ضد الذي يسمح بهذا. وهذا الفعل " رفع اليدين إلى السماء" والتساؤل لماذا لا نملك جوابا، رد فعل عن هذا الغضب، فكل واحد منا يطلب الحساب وبعدها ثم يخضع للأمر، لكن يقول فيما بعد" يارب لماذا؟ الفجر: إنك بذلك تؤكد أن كل فرد وإن كان ينتمي لوطن مختلف عن الآخر، إلا أن هناك نقاط يتشابهون فيها ويلتقون عندها؟ أنور بن مالك: تماما، فأنا في هذه المجموعة القصصية" الرئة المرصعة بالنجرم"، فأنا جعلت أحداثها تدور في بلدان مختلفة لكن الأفراد متشابهون، فمعاناة الأشخاص مهما كان البلد الذي ينتمون إليه فإنهم يصابون بالحزن، بالسعادة والألم ، فحين يتعلق الأمر بالمسائل المهمة في الحياة ، فإن الشيء نفسه يعيشه الأفراد، ولذا فإن الأمر تعلق بشخص من نيكاراغوا أوبيروت أو الجزائر، فأنهم في أعماقهم يتصرفون بنفس الطريقة وإذا فإن فيرا البولونية شخصية قصة " الله، ألم الانسان، السيرك"، ورشد بطل الأوراس في "سنة العاهرة" أو طفل جاكرتا في قصة "انفراج في المدينة" يتصرفون بنفس الطريقة ، فأنا أبين لك أننا كلنا ننتمي لنفس الجنس البشري، هو نفسه الذي يقدم أحيانا على ارتكاب أفعال شنيعة وأحيانا أخرى على أفعال رائعة الفجر: نجد " إيرن" الفتاتة الصغيرة المسكينة تتقاسم نفس الهم في الحياة مع رشد. والممثل في رغبتهما في أن تتحقق أمنيتها وهي" أن يأكلا حتى يشبعا"، هل تهتم كثيرا بالأطفال الذين يعانون في هذا العالم؟ أنور بن مالك: نعم فالشيء الأكثر فظاعة بالنسبة لي يتمثل في معاناة طفل، سلب الطفولة من طفل يعتبر أكبر جريمة شنيعة، فالانسان يصبح حقيرا حين يتعدى على طفل، وعدد الأطفال الذين يعانون في العالم رهيب، ففي الجزائر مثلا الأطفال الذين قتل الإرهابيون آبائهم فإنهم يعانون نفسي كون المجتمع لفظهم وهذا أمر لا يحتمل، فانتهاك طفل هو انتهاك لقلب الانسانية ، المرحلة الوحيدة التي يعرف خلالها الانسان الجنة، ويعيشها هي مرحلة الطفولة، فالمجتمع الذي ينزع هذه الجنة من الأطفال هو مجتمع حقير ولهذا أرى أنه في معظم قصصي هناك وجود للأطفال وهذا ربما لأنني أنا أيضا أب لطفلين وإذا فأنا لا أتحمل بأن يعتدى على أطفالي ومن البديهي أن يشغلني هذا الموضوع تحب كثيرا الأطفال، هل ستكتب يوما لهم؟ أنور بن مالك: أظن أنني يوما ما سأكتب للأطفال وأدب الأطفال هو في الواقع صعب جدا، إذا كنا لا نرضي بالأدب، البسيط جدا فالأطفال حاذقين جدا وأكثر مما يتصوره الكبار تذكرنا شخصية العجوز، " أنا" والطفل " جلال" في روايتك" العاشقين المنفصلين " والتي أصدرت عام 1998 عن دار نشر كلمان ليفي، شخصين متشابهين في رواية غابريال غارسيا ماركيز، "مئة عام من العزلة" وهما الجد والعقيد يوينديا حين كان صغيرا اعتمدت على جدتي كنموذج للتعرض لطفولتي أنا، والباقي والحمد لله اعتمدت في كتابته على خيالي في روايتك" العاشقين المنفصلن" يعتقد القارىء أن كل ما هو موجود في الجزائر سلبي رجال الشرطة الذين يعاملون جلال بقساوة ويتصرفون معه كأنه حيوان، ألا تعتقد أنه كان هناك أمل بغد مشرق في جزائرنا، في تلك الفترة التي كتبت فيها أحداث القصة "1997"؟ في روايتي " العاشقين المنفصلين" تحدثت عن الواقع في الجزائر وكان واقعا رهيبا في جميع النواحي، أولا من ناحية الإرهاب، طبعا، وأيضا في أمور متعلة بالشرطة والجيش، تحدثت عن الجزائر كيف كانت في تلك الفترة وليس عن الجزائر التي تمنيت أن تكون ، لكن " جلال " في الرواية يمثلها رغم كل شيء ، لأنه طفل ولأنه أمل في روايتك"طفل الشعب القديم" ماذا تحكي في البداية كان موضوع الرواية يدور حول حدثين تاريخيين تعود وقائعهما إلى 1870 فشهدت أحداثا دامية وفي الجزائر شهدت ثورة المقراني وتم نفي الشيوعييين وزعماء الثورة الجزائرية إلى كاليدونيا الجديدة وتم نقلهم إلى هناك في نفس السفن َ وهو حدث تاريخي معروف كثيرا، وهذا ما حفزني في البداية لكتابة رواية ، وحين وصل هؤلاء المنفيين إلى كاليدونيا شهدوا مرحلة مقاومة الكناكين للسلطة الإستعمارية الفرنسية ، ولم يجد هؤلاء المنفيين سوى حل واحد وهو الانضمام إلى الجيش الفرنسي لمحاربة الكناكين وفي هذا المستوى تمكنت من جمع الخطوط العريضة لروايته وجعلت شخصين في روايتي، تهربان إلى أستراليا وهي الأرض الأكثر قربا لكاليدونيا، وبما أن الكاتب يعتمد أيضا على دراسات علمية بالإضافة للدراسات التاريخية فقد انكبت على مطالعة مستفيضة عن أستراليا لأتمكن من وصف اللقاء الذي يحدق بين الهاربين مع هذا البلد، وفجأة اطلعت في دراسة أسترالية حول الحيوانات والنباتات بأستراليا، الفقرة التالية :" اخر ذئب من فصيلة التاسفي انقرض نحو عام 1870 و... انقرض في نفس السنة آخر فرد من سلالة "حيث تعرضوا لمذبحة بقذائف اقترفها المستعمر الانجليزي" وقد علمتني هذه الكلمة أنتفض إذا أدركت بالصدفة بعد فاصلة لا معنى لها إن إبادة وقعت تعرض لها شعب استدل علىه فقط بأنه تفصيل بالنسبة لكاتب اهتم فقط بانقراض نوع حيواني. وإذا قمت ببحث عميق حيث ذهبت إلى متحف الانسان في باريس للإطلاع على المجلات العلمية والنصوص التي تعود لفترة 1871، وكتب معاصرة لمؤرخين أستراليين وكلما بحثت كلما عثرت على وثائق وأبحاث ويجب أن نقول أن الموظفين الأنجلوسكسونيين في القرن الـ 19 كانوا سيسجلون كل الملاحظات ، اللهجات، العادات"، المجازر، وكلما عثرت على معلومات أصبت بالدهشة وثبت لدي أن هذه المرحلة الوحشية تضيف فيما أسميه وجبة الطعام المشتركة لذاكرة الانسانية وإذا قررت أن أترك موضوع الرواية التي كنت أنوي كتابتها وكتابة رواية أخرى، أي أن أكتب عن هذه المذبحة نجد في روايتك " العاشقين المنفصلين " أن فكرة قصتك " حواء" موجودة فيها حيث يروي عجور أعمى من جزيرة مدغشقر معاناة حواء؛ أتعتقد أن الرواية يمكن أن تحمل جذور فكرة قصة وأن العكس يمكن أن يقع؟ يمكن للرواية أن تشهد ميلاد قصص والعكس صحيح، فحين أكتب نصا طويلا " رواية" أتأسف كوني لا أستطيع أن أطورهذه القصة أو تلك " خوفا من اثقال النص" وتتحول هذه التحسرات أحيانا إلى إبداعات صغيرة مستقلة " قصص"، والعكس على ما أعتقد يمكن أن يحدث في تحويل قصة إلى رواية ما رأيك في الأدب الذي اصطلح على تسمية " بالأدب الاستعجالي أدب الاستعجال كان ضروريا، فكون الجز ائريون كانوا كثيرا كان يجب أن يقوم بعض الكتاب بتدوين تعاستهم ، حتى وإن كان في بعض الأحيان أعمالهم الأدبية لم تكن في المستوى المطلوب، رغم ذلك فإن هذه النصوص ستحفظ مع ذلك طويلا كونها تتحول إلى شهادات؟ من بين الكتاب الذين قرأت لهم من هو الكاتب الذي تأثرت به؟ في الحقيقة أنا لم أتأثر بكاتب واحد، تأثرت بكتاب عديدين وخاصة بكتب عديدة ، وطبعا أنا قرأت كثيرا ، أقرأ أشياء متنوعة ، وهذا يمثل فعلا إرثا، وتمكنت من كتابة كل ما دونت وأصدرت من كتب لأنني قرأت كثيرا ، إذا لايمكنني أن أخبرك أن هذا أثر في أكثر من الآخر. حقا لا ، لكن لو أنني لم أقرأ لما تمكنت من أصبح كاتبا، إذا فأنا أدين للذين كتبوا قبلي فأنا أدين لهم كثيرا ، قرأت كثيرا لدرجة أنني لا أستطيع أن أذكر لك الأسماء، مثلا ، غارسيا ماركيز أي كتاب؟ في روايته "مئة عام من العزلة" وأيضا روايته " الحب في زمن الكوليرا، وهما كتابين مدهشين ، وأيضا أعمال لمحمد ديب، ويليام فولكنرا صنع الله إبراهيم ، طه حسين، والروائي الليبي، إيراهيم الكوني؟ لا أعرفه ، سأسجل إسمه وأؤكد أنني سأقرأ أعماله وهناك الكثير من الكتب الجيدة ، ومن بين مآسي الجزائر، أنه لا يوجد الكثير من المكتبات وأيضا الكتاب باهض الثمن في الجزائر وأن الشباب بذلك لا يمكنهم شراء الكتب لأنها غالية ، وهذه مأساة ، وأجد أن تدعيم بطاقات " أرتي" لمتابعة كأس العالم ، وعدم تدعيم الكتاب أمرا شنيعا، إننا نملك نقودا، فنحن بلد غني ونملك نقودا وأقول بطريقة لا أخلاقية ما دامت الحرب أو الأزمة في إيران فإن هذا ينعكس علىنا إيجابيا لأننا نكسب المال من البترول حيث يرتفع سعره فإذا لماذا لا نكرس جزءا من ذلك لمجال الثقافة
الــكاتب : ذهبية عبد القادر



صينيون يتموقعون بقلب المدينة وأجانب يشتغلون خارج القانون
قسنطينة
يشهد قلب مدينة قسنطينة تموقعا محيرا للصينيين الذين تمكنوا من تحويل محلات بعبان رمضان وبلوزداد وبن مهيدي أشهر شوارع عاصمة الشرق وأكثرها نشاطا تجاريا على الإطلاق الى مساحات ومحلات في الغالب تختص في بيع المنتوجات الصينية وهو ما أثار تخوف جهات مسؤولة من أن تصبح هذه الظاهرة مرضية خاصة وأن الصينيين وعكس السوريين على سبيل المثال لا يميلون الى الاستثمار من خلال إقامة مصانع على غرار مصنع شركة زنوبية السورية ناهيك عن وجود عدد هائل من الاجانب يشتغلون خارج القانون وكانت العمالة الاجنبية موضوع نقاش كبير بالمجلس الشعبي الولائي في دورته الاخيرة حيث كشف تقرير لمفتشية العمل أن هناك 171 عامل أجنبي يشتغلون بطريقة غير قانونية بقسنطينة وهو العدد الذي يعتبره الكثير غير مطابق للواقع وأنه أقل بكثير من المتداول في أوساط مختلفة خاصة وأن الارقام الرسمية تتحدث عن وجود 393 ينشطون في اطار القانون موزعين على قطاعات الوظيف العمومي الاقتصادي -عام وخاص وأجنبي- في حين أن عدد الصينيين لوحدهم يقارب الالف. ولم يخف مدير مفتشية العمل أن زيارات مراقبة تمت خلال السنة المنصرمة وبداية العام الجاري بينت أن بعض الهيئات المستخدمة وطنية وأجنبية قد لجأت الى تشغيل يد عاملة أجنبية دون احترام القوانين الجزائرية المعمول بها وفي مقدمتها عدم احترام الشروط الملزمة للمناصب المطلوبة كمنح مناصب للاجانب في اختصاصات يمكن أن تشغلها اطارات وعمال جزائريين ناهيك عن تفضيل أغلبية الشركات الاجنبية جلب اليد العاملة معها وعلى رأسها الشركات الصينية وواحدة تركية ووجود عمال اجانب دون رخصة عمل ودون وثائق. وبخصوص التجار الاجانب فقد فاق العدد حاليا الـ30 ويفيد تقرير لجنة النشاط الاجتماعي بالمجلس الولائي الى أن التجار الاجانب الذين يحوزون على سجلات تجارية ووثائق مزاولة النشاط يرتكبون مخالفات قانونية عديدة تتمثل اساسا في توظيف عمال جزائريين دون التصريح بهم لمصالح الضمان الاجتماعي وتشغيلهم أكثر من ساعات العمل القانونية وهو ما يدعو الى تكثيف المراقبة من لدن كل الادارات المعنية واتخاذ الاجراءات اللازمة وبسرعة واعادة النظر في بعض القوانين التي اصبحت لا تتطابق مع الوضع الجديد. وإن تجنب الصينيون التحدث الينا خاصة بخصوص توظيف فتيات دون تصريح ومقابل رواتب شهرية تتراوح بين 5000دج و8000دج كما أكدت لنا احدى البائعات بمحل اليغونس  فإن مسير شركة زنوبية السورية السيد محمد كلاس أوضح أنه وجد كل الظروف المساعدة على ممارسة نشاطه التجاري بقسنطينة وهو ينشط في اطار القانون وتمكن في ظرف قصير من انشاء مصنع للمنتوجات السورية والبداية كما اضاف بالاثاث والتأثيت والديكور يشغل 15 عاملا قبل التوسع الى الملابس النسائية التي اشار الى ان هناك نقصا ملحوظا فيها بالجزائر مشددا على ضرورة الاهتمام بالتمهين والتكوين للنهوض بالاقتصاد الجزائري وداعيا في سياق حديثه الى المراقبة خاصة في أوساط الصينيين الذين لا يهمهم الاستثمار بقدر ما يلهثون وراء لقمة العيش وهو ما تفسره معروضاتهم
الــكاتب : يزيد · س