الأحد، يوليو 2

صينيون يتموقعون بقلب المدينة وأجانب يشتغلون خارج القانون

تدعيم بطاقات" أرتي" لمتابعة كأس العالم وعدم تدعيم الكتاب في بلادنا أمر شنيع
الروائي والكاتب الجزائري أنور بن مالك للفجر
إلتقينا بالروائي والكاتب الجزائري المغترب أنور بن مالك خلال زيارته الأخيرة للجزائر والتي تصادفت مع نشر منشورات سيديا لمجموعته القصصية الأخيرة ،"الرئة المرصعة بالنجوم"، وقد تأسف لكون الدولة الجزائرية قامت بتدعيم بطاقات "أرتي" لمشاهدة كأس العالم ، ولم تفعل ذلك للثقافة والكتاب واعتبر ذلك أمرا شنيعا وأكد لنا أن هذه إحدى مآسي الجزائر، كما أخبرنا أن كتابه المقبل سيتعرض من خلاله لما يحدث اليوم في الكثير من البلدان العربية، خاصة في العراق وفلسطين وتحدث أيضا عن مساره الذاتي الفجر: لو طلبت منك أن تعرف نفسك للقراء المعربين، ماذا يمكن أن تقوله؟ أنور بن مالك: أكتب منذ سنوات، وأنهيت مؤخرا كتابة كتابي الثاني عشر، وأنا أكتب الروايات وكتبت أيضا شعرا وقصصا قصيرة، ودونت أول مجموعة شعرية منذ سنوات بعنوان " مواكب التلهفات " والتي صدرت عام 1984 بكندا وبعدها بعشرين سنة كتبت المجموعة الثانية والمعنونة،" كوكبي يتصاعد إلى رأسي" والتي صدرت عن منشورات فايار عام 2005، وأنا في الأساس روائي وآخر رواية صدرت لي تحمل عنوان " آه ماريا " والتي عالجت فيها الأندلس وليس سقوطها، أي المرحلة التي شهدت نقل المسلمين نحو إفريقيا وكانت أكبر عملية نفي في التاريخ ، وكانت مأساة بالنسبة للذين تم نفيهم وأيضا تطرقت لاسبانيا التي كانت نموذجا متعدد الثقافات لأنها بعدها ستتحول إلى بلد لا يقبل تعدد الديانات والآراء، وكان ذلك بالنسبة للإسبانيين وبعض المنفيين من الأندلس، وبالنسبة لكتابي الذي صدور مؤخرا بالجزائر وهو المجموعة القصصية "الرئة المرصعة بالنجوم" عن دار النشر سيديا وأنا سعيد بنشره في الجزائر لأن هذا سيسمح بأن تكون متوفرة في المكتبات الجزائرية بأسعار معقولة في حين أن لحده الآن فإن كتبي تباع بأثمان بهيضة، والكاتب يسعى دائما لأن يلمس جمهورا كبيرا من القراء لأنه من المؤسف حقا أن يتوجه الكاتب لجمهور قليل العدد، وأنا سعيد جدا، لهذه البداية ، وسعيد أ كثر لأن كتبي ستترجم إلى العربية وتقوم دار النشر سيديا بذلك، حيث ستصدر روايتي" طفل الشعب القديم" العام المقبل بالعربية وسبق أن ترجمت روايتي" العاشقين المنفصلين "إلى العربية ولا أعلم ، فأنا في هذه الحالة معاقب وفخور، هذا هو إذا فأن تكون كاتبا ماذا يعني؟ لا يعني طبعا أن تكون ناجحا، إنه يعني أن تجلس على كرسى أمام الطاولة كل صباح وتكتب وتكتب وتكتب، وبعد سنين أو ثلاث سنوات سيصدر لك كتاب، لأنك تبدع حيوات ، وأحيانا يقول لك الناس أنك جعلتهم يعيشون أشياء رائعة من خلال ما كتب ، وهذا رائع فحين يحب القارئ كتابك فهو أجمل هدية يمكن أن يتلقاها الكاتب الفجر: ماذا تعني الكتابة لك؟ أنور بن مالك : في أعماقي الآن لا يمكنني حتى أن أقول ماذا تمثل بالنسبة لي لأنها حياتي ، فالآن دون الكتابة فأنا غير موجود، لأنها الشيء الوحيد، الذي أعرف القيام به حقا وحيدا، فحين أنهي تدوين كتابي، خلال أيام أحس بالسعادة كوني أنهيت كتابته، وبعدها بسرعة تعتريني رغبة في القيام بشيء آخر كتابة كتاب آخر لأننا لم نكتب أبدا الكتاب الذي أردنا كتابته ونقول، أن الكتاب المقبل سيكون الأفضل الفجر: إن أسلوب قصتك "حواء" التي ظهرت في مجموعتك القصصية "الرئة المرصعة بالنجوم " والتي صدرت عن دار النشر سيديا، بسيط لكن القصة مثيرة هل أردت من خلالها العودة إلى موضوع الإرهاب، خلال العشرية السوداء في الجزائر؟ أنور بن مالك :في الواقع تعرضت لتلك الأحداث" الإرهاب وما وقع في السنوات الأخيرة في الجزائر في روايتي. العاشقين المنفصلين" وتعرضت لذلك أيضا في رواية أخرى بعنوان" هذا اليوم سيأتي" في الواقع فإنني لا يمكن أن أتخلى عن الفضح في رواياتي، أريد فقط أن أتحدث عن حياة الناس العاديين حين يتواجدون في وضعيات غريبة، وخلال السنوات الماضية قتل الكثير من الناس وعاني العديد منهم وأردت أن أبين أنه رغم كل ذلك فإن الناس يبقون أناسا عاديين ،يحبون ،يكرهون ويضجرون وأنهم سعداء رغم كل ما يحدث ويستمرون في العيش لأن الحياة أقوى من الموت، وفي نفس الوقت لا يجب أن ننسى، ولهذا فإن الكاتب يمثل ذلك الشخص الذي يحاول أن يقول للآخرين الذين يأتون فيما بعد " لا تنسوا ما حدث " وعليه أتمنى أنني أسهمت في ذلك، وعلى القراء أن يقرؤوا ذلك الفجر: تعلم أنه خلال العشرية السوداء على سبيل المثال فقدت امرأة كحواء إبنيها، بعد أن قتل أحدهما الاخر؟ أنور بن مالك : بالتأكيد فإن أشياء مثل تلك وقعت ، فإن ما يمكن أن يفعله إنسان لإنسان آخر، حالات الحروب حتما هي أمور شنيعة، فلم يقدم فقط الأشقياء على التقاتل فيما بينهم، وإنما أقدموا أيضا على منح أخواتهم للإرهابييين ، وقامت النساء بقتل الأطفال فالإنسان حين يريد أن يكون شريرا فإنه يقدم لى فعل ما لا يملك أن تصوره ، كل ماهو رهيب وهي إحدى الأشياء التي يمكن أن تحملنا إلى فكرة اللا ما لا نهاية، الرهيب يمكن أن يكون لا نهائي، فالصورة التي بقيت عالقة في ذهني عن تلك السنوات هي صورة طفل تم إغراقه في بئر وتم تعليقه بحبل ، طفل في سن الخامسة، فماذا فعل طفل في سن الخامسة ليستحق هذا؟ مع كل ما وقع من أفعال شنيعة في تلك الفترة لدي انطباع أن الجزائر كأمة تريد نسيان ذلك بسرعة، فالكل ،وضع في نفس الدرجة ،الإرهابي والضحية "احنا كلنا خوا" إن هذا إفتراء، إنه جريمة ضد الضحايا ، إذا لا يجب أن ننسى فمعاناة البعض كانت في درجة عالية من الفضاعة، ونحن كأمة إذا نسينا فإننا ارتكبنا جريمة، والجريمة الأولى هي الجريمة بحد ذاته، والثانية هي جريمة النسيان، وهذا لا يجب نسيانه الفجر: كيف راودتك فكرة كتابة قصتك الرائعة " حواء"؟فإذا عدنا إلى الكتاب المقدس " القرآن الكريم" فإننا لا نجد أسي شيء عن رد فعل حواء إزاء الله، بعد أن قتل قابيل أخاه هابيل ولا نجد أيضا حزنها العميق؟ أنور بن مالك: في الواقع أريد أن أقول أن القصة هي من نسج خيال الكاتب، فإنني أحمل الكثير من التعاطف لحواء" وبالطبع قلت أنها حين فقدت إبنيها، أحدهما قتل الآخر هرب، طبعا أحسست بحزن الأم حتى ولو كانت حواء وبالعكس ربما كان حزنها أكبر، حزن أول إمرأة في العالم تفقد أول أبناء العالم ، حزن كان رهيبا ولا يمكن تصوره ولهذا سمحت لنفسي التعرض لهذا الموضوع وهنا ربما لأنها تمثل كل أمهات العالم واللواتي لأجلنا من خلال ما نسميه بالعشرية السوداء، هؤلاء الأمهات اللواتي فقدن أبنائهن ، فإن حواء بفقدها " لهابيل و قابيل أحست بنفس العذاب هي أيضا وهو نموذج للمعاناة الانسانية الفجر: هل اعتمدت على القرآن والكريم والكتب الدينية الأخرى؟ أنور بن مالك: بالطبع قرأت بانتباه القرآن الكريم وطبعا انتباه شديد وقرأت أيضا نصوص التوراة وكلها تتشابه للغاية في تعرضها للموضوع، خاصة في سفر التكوين، تتشابه فيما بينها لكن، لا نص تطرق لمعاناة حواء والقصة من نسج خيالي الفجر: في جميع الكتب المقدسة؟ أنور مالك : كلها لم تتعرض لمعاناة حواء، وأنا متأكد أنها ككل النساء تألمت كثيرا والكاتب يسمح لنفسه بأن يتخيل ذلك وطبعا ليست سوى خيال، وليس نصا يجب أنه نأخذه على أنه وقع بتلك الطريقة، نريد أن نقول إنه محض خيال وطبعا ليست هي الحقيقة وطبعا الكاتب هو ذلك الشخص الذي يكذب ليقول الحقيقة وطبعا ما أرويه خيال، ولكن من المحتمل أن معاناة "حواء" كانت لدرجة لا يمكن تصورها وأنه يمكن أن تكون نموذجا لمعاناة كل النساء اللواتي سيتحولن إلى أمهات في كل بلدان العالم، أريد أن أقول بما في ذلك ، في الجزائر، فلسطين، رواندا، جميع الأمهات اللواتي سيشهدن ويرين موت إبنهن بسبب الفضاعة وحياة "حواء" يمثل النموذج الفجر: قصتك "الله ، ألم الأنسان، السيرك،" التي تعرضت فيها لمعاناة فتاة شابة تدعى " إيفا" تعمل في السيرك ، هل أردت من خلال كتابتها إهداءها لروح جدتك السويسرية؟ أنور بن مالك: بالطبع لأن جدتي كانت تعمل بهلوانة في السيرك. وفي هذه القصة التي تدور أحداثها في سيرك سويسري يدعى سيرك" كلينيك" والذي كان موجودا بالفعل ، أتحدث عن قدر فتاة وهي في الأساس إسقاط لشخصية جدتي، والتي كانت بهلوانة خلال فترة رهيبة وهي فترة نهاية الحرب العالمية الثانية، ومؤكد أنني أحببت لو أنها تقرأها لكنها توفيت منذ فترة طويلة الفجر: نجد أيضا نفس الإسقاط لجدتك من خلال شخصية "آنا " في روايتك "العاشقين المنفصلين". أنور بن مالك" آه ، نعم ، فحين يملك طفل جدة تحكي له قصص وحكايات البهلوانيين ، والحيوانات المفترسة ، فإنها تحضره ليصبح كاتبا الفجر: معظم شخصيات مجموعتك القصصية الأخيرة " الرئة المرصعة بالنجوم" حانقة على الله، فهم غاضبون، رغم أنهم ينتمون لبلدان وثقافات مختلفة ، على غرار الشخص الذي يلتقي به رشد في قصة " سنة العاهرة " وكذا أيضا في قصة " الله ألم الأسنان ، السيرك" وأيضا حواء أنور بن مالك: في الواقع، إنه رد فعل كل واحد منا، فحين يحدث لك شيء فظيع ، موت طفل، أشياء أخرى، شنيعة ، إنك تتوجهين ، ضد من؟ ترفعين يديك إلى السماء ، وتقولين لماذا ؟! طبعا فإنك لا تملكين إجابة ولكنك تقولين لماذا؟ وأحيانا فإن الغضب حين يعتريك فإنك تكونين مستاءة من القدر، والقدر يمكن أن نسميه الله لكن ، هذا الغضب هو موجه ضد الذي يسمح بهذا. وهذا الفعل " رفع اليدين إلى السماء" والتساؤل لماذا لا نملك جوابا، رد فعل عن هذا الغضب، فكل واحد منا يطلب الحساب وبعدها ثم يخضع للأمر، لكن يقول فيما بعد" يارب لماذا؟ الفجر: إنك بذلك تؤكد أن كل فرد وإن كان ينتمي لوطن مختلف عن الآخر، إلا أن هناك نقاط يتشابهون فيها ويلتقون عندها؟ أنور بن مالك: تماما، فأنا في هذه المجموعة القصصية" الرئة المرصعة بالنجرم"، فأنا جعلت أحداثها تدور في بلدان مختلفة لكن الأفراد متشابهون، فمعاناة الأشخاص مهما كان البلد الذي ينتمون إليه فإنهم يصابون بالحزن، بالسعادة والألم ، فحين يتعلق الأمر بالمسائل المهمة في الحياة ، فإن الشيء نفسه يعيشه الأفراد، ولذا فإن الأمر تعلق بشخص من نيكاراغوا أوبيروت أو الجزائر، فأنهم في أعماقهم يتصرفون بنفس الطريقة وإذا فإن فيرا البولونية شخصية قصة " الله، ألم الانسان، السيرك"، ورشد بطل الأوراس في "سنة العاهرة" أو طفل جاكرتا في قصة "انفراج في المدينة" يتصرفون بنفس الطريقة ، فأنا أبين لك أننا كلنا ننتمي لنفس الجنس البشري، هو نفسه الذي يقدم أحيانا على ارتكاب أفعال شنيعة وأحيانا أخرى على أفعال رائعة الفجر: نجد " إيرن" الفتاتة الصغيرة المسكينة تتقاسم نفس الهم في الحياة مع رشد. والممثل في رغبتهما في أن تتحقق أمنيتها وهي" أن يأكلا حتى يشبعا"، هل تهتم كثيرا بالأطفال الذين يعانون في هذا العالم؟ أنور بن مالك: نعم فالشيء الأكثر فظاعة بالنسبة لي يتمثل في معاناة طفل، سلب الطفولة من طفل يعتبر أكبر جريمة شنيعة، فالانسان يصبح حقيرا حين يتعدى على طفل، وعدد الأطفال الذين يعانون في العالم رهيب، ففي الجزائر مثلا الأطفال الذين قتل الإرهابيون آبائهم فإنهم يعانون نفسي كون المجتمع لفظهم وهذا أمر لا يحتمل، فانتهاك طفل هو انتهاك لقلب الانسانية ، المرحلة الوحيدة التي يعرف خلالها الانسان الجنة، ويعيشها هي مرحلة الطفولة، فالمجتمع الذي ينزع هذه الجنة من الأطفال هو مجتمع حقير ولهذا أرى أنه في معظم قصصي هناك وجود للأطفال وهذا ربما لأنني أنا أيضا أب لطفلين وإذا فأنا لا أتحمل بأن يعتدى على أطفالي ومن البديهي أن يشغلني هذا الموضوع تحب كثيرا الأطفال، هل ستكتب يوما لهم؟ أنور بن مالك: أظن أنني يوما ما سأكتب للأطفال وأدب الأطفال هو في الواقع صعب جدا، إذا كنا لا نرضي بالأدب، البسيط جدا فالأطفال حاذقين جدا وأكثر مما يتصوره الكبار تذكرنا شخصية العجوز، " أنا" والطفل " جلال" في روايتك" العاشقين المنفصلين " والتي أصدرت عام 1998 عن دار نشر كلمان ليفي، شخصين متشابهين في رواية غابريال غارسيا ماركيز، "مئة عام من العزلة" وهما الجد والعقيد يوينديا حين كان صغيرا اعتمدت على جدتي كنموذج للتعرض لطفولتي أنا، والباقي والحمد لله اعتمدت في كتابته على خيالي في روايتك" العاشقين المنفصلن" يعتقد القارىء أن كل ما هو موجود في الجزائر سلبي رجال الشرطة الذين يعاملون جلال بقساوة ويتصرفون معه كأنه حيوان، ألا تعتقد أنه كان هناك أمل بغد مشرق في جزائرنا، في تلك الفترة التي كتبت فيها أحداث القصة "1997"؟ في روايتي " العاشقين المنفصلين" تحدثت عن الواقع في الجزائر وكان واقعا رهيبا في جميع النواحي، أولا من ناحية الإرهاب، طبعا، وأيضا في أمور متعلة بالشرطة والجيش، تحدثت عن الجزائر كيف كانت في تلك الفترة وليس عن الجزائر التي تمنيت أن تكون ، لكن " جلال " في الرواية يمثلها رغم كل شيء ، لأنه طفل ولأنه أمل في روايتك"طفل الشعب القديم" ماذا تحكي في البداية كان موضوع الرواية يدور حول حدثين تاريخيين تعود وقائعهما إلى 1870 فشهدت أحداثا دامية وفي الجزائر شهدت ثورة المقراني وتم نفي الشيوعييين وزعماء الثورة الجزائرية إلى كاليدونيا الجديدة وتم نقلهم إلى هناك في نفس السفن َ وهو حدث تاريخي معروف كثيرا، وهذا ما حفزني في البداية لكتابة رواية ، وحين وصل هؤلاء المنفيين إلى كاليدونيا شهدوا مرحلة مقاومة الكناكين للسلطة الإستعمارية الفرنسية ، ولم يجد هؤلاء المنفيين سوى حل واحد وهو الانضمام إلى الجيش الفرنسي لمحاربة الكناكين وفي هذا المستوى تمكنت من جمع الخطوط العريضة لروايته وجعلت شخصين في روايتي، تهربان إلى أستراليا وهي الأرض الأكثر قربا لكاليدونيا، وبما أن الكاتب يعتمد أيضا على دراسات علمية بالإضافة للدراسات التاريخية فقد انكبت على مطالعة مستفيضة عن أستراليا لأتمكن من وصف اللقاء الذي يحدق بين الهاربين مع هذا البلد، وفجأة اطلعت في دراسة أسترالية حول الحيوانات والنباتات بأستراليا، الفقرة التالية :" اخر ذئب من فصيلة التاسفي انقرض نحو عام 1870 و... انقرض في نفس السنة آخر فرد من سلالة "حيث تعرضوا لمذبحة بقذائف اقترفها المستعمر الانجليزي" وقد علمتني هذه الكلمة أنتفض إذا أدركت بالصدفة بعد فاصلة لا معنى لها إن إبادة وقعت تعرض لها شعب استدل علىه فقط بأنه تفصيل بالنسبة لكاتب اهتم فقط بانقراض نوع حيواني. وإذا قمت ببحث عميق حيث ذهبت إلى متحف الانسان في باريس للإطلاع على المجلات العلمية والنصوص التي تعود لفترة 1871، وكتب معاصرة لمؤرخين أستراليين وكلما بحثت كلما عثرت على وثائق وأبحاث ويجب أن نقول أن الموظفين الأنجلوسكسونيين في القرن الـ 19 كانوا سيسجلون كل الملاحظات ، اللهجات، العادات"، المجازر، وكلما عثرت على معلومات أصبت بالدهشة وثبت لدي أن هذه المرحلة الوحشية تضيف فيما أسميه وجبة الطعام المشتركة لذاكرة الانسانية وإذا قررت أن أترك موضوع الرواية التي كنت أنوي كتابتها وكتابة رواية أخرى، أي أن أكتب عن هذه المذبحة نجد في روايتك " العاشقين المنفصلين " أن فكرة قصتك " حواء" موجودة فيها حيث يروي عجور أعمى من جزيرة مدغشقر معاناة حواء؛ أتعتقد أن الرواية يمكن أن تحمل جذور فكرة قصة وأن العكس يمكن أن يقع؟ يمكن للرواية أن تشهد ميلاد قصص والعكس صحيح، فحين أكتب نصا طويلا " رواية" أتأسف كوني لا أستطيع أن أطورهذه القصة أو تلك " خوفا من اثقال النص" وتتحول هذه التحسرات أحيانا إلى إبداعات صغيرة مستقلة " قصص"، والعكس على ما أعتقد يمكن أن يحدث في تحويل قصة إلى رواية ما رأيك في الأدب الذي اصطلح على تسمية " بالأدب الاستعجالي أدب الاستعجال كان ضروريا، فكون الجز ائريون كانوا كثيرا كان يجب أن يقوم بعض الكتاب بتدوين تعاستهم ، حتى وإن كان في بعض الأحيان أعمالهم الأدبية لم تكن في المستوى المطلوب، رغم ذلك فإن هذه النصوص ستحفظ مع ذلك طويلا كونها تتحول إلى شهادات؟ من بين الكتاب الذين قرأت لهم من هو الكاتب الذي تأثرت به؟ في الحقيقة أنا لم أتأثر بكاتب واحد، تأثرت بكتاب عديدين وخاصة بكتب عديدة ، وطبعا أنا قرأت كثيرا ، أقرأ أشياء متنوعة ، وهذا يمثل فعلا إرثا، وتمكنت من كتابة كل ما دونت وأصدرت من كتب لأنني قرأت كثيرا ، إذا لايمكنني أن أخبرك أن هذا أثر في أكثر من الآخر. حقا لا ، لكن لو أنني لم أقرأ لما تمكنت من أصبح كاتبا، إذا فأنا أدين للذين كتبوا قبلي فأنا أدين لهم كثيرا ، قرأت كثيرا لدرجة أنني لا أستطيع أن أذكر لك الأسماء، مثلا ، غارسيا ماركيز أي كتاب؟ في روايته "مئة عام من العزلة" وأيضا روايته " الحب في زمن الكوليرا، وهما كتابين مدهشين ، وأيضا أعمال لمحمد ديب، ويليام فولكنرا صنع الله إبراهيم ، طه حسين، والروائي الليبي، إيراهيم الكوني؟ لا أعرفه ، سأسجل إسمه وأؤكد أنني سأقرأ أعماله وهناك الكثير من الكتب الجيدة ، ومن بين مآسي الجزائر، أنه لا يوجد الكثير من المكتبات وأيضا الكتاب باهض الثمن في الجزائر وأن الشباب بذلك لا يمكنهم شراء الكتب لأنها غالية ، وهذه مأساة ، وأجد أن تدعيم بطاقات " أرتي" لمتابعة كأس العالم ، وعدم تدعيم الكتاب أمرا شنيعا، إننا نملك نقودا، فنحن بلد غني ونملك نقودا وأقول بطريقة لا أخلاقية ما دامت الحرب أو الأزمة في إيران فإن هذا ينعكس علىنا إيجابيا لأننا نكسب المال من البترول حيث يرتفع سعره فإذا لماذا لا نكرس جزءا من ذلك لمجال الثقافة
الــكاتب : ذهبية عبد القادر



صينيون يتموقعون بقلب المدينة وأجانب يشتغلون خارج القانون
قسنطينة
يشهد قلب مدينة قسنطينة تموقعا محيرا للصينيين الذين تمكنوا من تحويل محلات بعبان رمضان وبلوزداد وبن مهيدي أشهر شوارع عاصمة الشرق وأكثرها نشاطا تجاريا على الإطلاق الى مساحات ومحلات في الغالب تختص في بيع المنتوجات الصينية وهو ما أثار تخوف جهات مسؤولة من أن تصبح هذه الظاهرة مرضية خاصة وأن الصينيين وعكس السوريين على سبيل المثال لا يميلون الى الاستثمار من خلال إقامة مصانع على غرار مصنع شركة زنوبية السورية ناهيك عن وجود عدد هائل من الاجانب يشتغلون خارج القانون وكانت العمالة الاجنبية موضوع نقاش كبير بالمجلس الشعبي الولائي في دورته الاخيرة حيث كشف تقرير لمفتشية العمل أن هناك 171 عامل أجنبي يشتغلون بطريقة غير قانونية بقسنطينة وهو العدد الذي يعتبره الكثير غير مطابق للواقع وأنه أقل بكثير من المتداول في أوساط مختلفة خاصة وأن الارقام الرسمية تتحدث عن وجود 393 ينشطون في اطار القانون موزعين على قطاعات الوظيف العمومي الاقتصادي -عام وخاص وأجنبي- في حين أن عدد الصينيين لوحدهم يقارب الالف. ولم يخف مدير مفتشية العمل أن زيارات مراقبة تمت خلال السنة المنصرمة وبداية العام الجاري بينت أن بعض الهيئات المستخدمة وطنية وأجنبية قد لجأت الى تشغيل يد عاملة أجنبية دون احترام القوانين الجزائرية المعمول بها وفي مقدمتها عدم احترام الشروط الملزمة للمناصب المطلوبة كمنح مناصب للاجانب في اختصاصات يمكن أن تشغلها اطارات وعمال جزائريين ناهيك عن تفضيل أغلبية الشركات الاجنبية جلب اليد العاملة معها وعلى رأسها الشركات الصينية وواحدة تركية ووجود عمال اجانب دون رخصة عمل ودون وثائق. وبخصوص التجار الاجانب فقد فاق العدد حاليا الـ30 ويفيد تقرير لجنة النشاط الاجتماعي بالمجلس الولائي الى أن التجار الاجانب الذين يحوزون على سجلات تجارية ووثائق مزاولة النشاط يرتكبون مخالفات قانونية عديدة تتمثل اساسا في توظيف عمال جزائريين دون التصريح بهم لمصالح الضمان الاجتماعي وتشغيلهم أكثر من ساعات العمل القانونية وهو ما يدعو الى تكثيف المراقبة من لدن كل الادارات المعنية واتخاذ الاجراءات اللازمة وبسرعة واعادة النظر في بعض القوانين التي اصبحت لا تتطابق مع الوضع الجديد. وإن تجنب الصينيون التحدث الينا خاصة بخصوص توظيف فتيات دون تصريح ومقابل رواتب شهرية تتراوح بين 5000دج و8000دج كما أكدت لنا احدى البائعات بمحل اليغونس  فإن مسير شركة زنوبية السورية السيد محمد كلاس أوضح أنه وجد كل الظروف المساعدة على ممارسة نشاطه التجاري بقسنطينة وهو ينشط في اطار القانون وتمكن في ظرف قصير من انشاء مصنع للمنتوجات السورية والبداية كما اضاف بالاثاث والتأثيت والديكور يشغل 15 عاملا قبل التوسع الى الملابس النسائية التي اشار الى ان هناك نقصا ملحوظا فيها بالجزائر مشددا على ضرورة الاهتمام بالتمهين والتكوين للنهوض بالاقتصاد الجزائري وداعيا في سياق حديثه الى المراقبة خاصة في أوساط الصينيين الذين لا يهمهم الاستثمار بقدر ما يلهثون وراء لقمة العيش وهو ما تفسره معروضاتهم
الــكاتب : يزيد · س

ليست هناك تعليقات: