الأربعاء، أغسطس 15

اقترحت على زروال تغيير منفذي حركة 11 جانفي



بلوك نوت
يكتبها:احميـــدة عيـــاشي
الثلاثاء 14 أوت
لماذا أرادوا اغتيال كرطالي؟
البارحة أمضيت وقتا طويلا في قراءة بول ريكور·· وفي الصباح استيقظت باكرا وعلى عجلة من أمري·· وأنا أغادر البيت علمت أن أمير كتيبة الرحمان سابقا كرطالي قد تعرّض لمحاولة اغتيال عن طريق سيارة مفخخة بالأربعاء·· جلست بعد نصف ساعة من سماعي الخبر مع فريق التحرير، وتناقشنا عن الدلالة والمغزى·· قسمنا العمل، وتواعدنا على اللقاء بعد الظهر··
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن منذ الوهلة الأولى·· لماذا أرادوا اغتيال مصطفى كرطالي؟ وما الغاية من قتله الآن··؟!
كرطالي كان من قدامى جماعة بويعلي، كان ربطه النشاط الديني والسياسي نابع من مبدأ·· كان دائما يردد أنه يرى في الإسلام تحقيقا لرسالة الشهداء·· لم يكن سلفيا بالمعنى الضيّق والفقير·· كان أقرب إلى السياسي منه إلى المناضل السلفي المتعصب·· عندما شعر أن الجيا بدأت تنحرف عمّا اتفقوا عليه، انفصل عن تنظيم زيتوني ودخل مع التكفيريين في حرب·· كان كرطالي أقرب إلى تيار الجزأرة وإلى جماعة المدية التي كان يقودها علي بن حجر في العام ,1997 حدث أول اتصال بينه وبين زروال عن طريق رجال الجنرال محمد بتشين الذي كان آنذاك رجل الرئاسة القوي·· كانت الاتصالات سرية، وحدث التفاوض لوضع السلاح والعمل على توفير الجو ليتحقق السلم وتتم العودة إلى الشرعية··
وجد مصطفى كرطالي في مجيء بوتفليقة إلى الحكم أملا كبيرا وحليفا قويا للانتقال إلى مرحلة جديدة، يسمح فيها بتأسيس حزب يكون بديلا عن الفيس·· مثل هذا التوجه أقلق عباسي وعددا من قدامى الفيس واعتبروا أن كرطالي بالاتفاق مع مدني مزراف وقدامى جيش الإنقاذ قاموا بانقلاب سري ضد القيادة التاريخية للفيس·· لكن مصطفى كرطالي الذي كانت ميولاته تقترب من جماعة الجزأرة كان يعتقد أن القيادة التاريخية للفيس لم تلعب دورها في الوقت المناسب، وكانت ضعيفة في تحمّل مسؤولياتها وتركت المبادرة تهرب من بين أيديها·· وكان يعتقد أن الفيس أضاع أكثـر من فرصة والتاريخ سوف لن يتسامح معه، ولن يرحمه·· والدليل أن إضاعة الفرص نتج عنها خسارة في الأرواح وفي الزمن··
امتعض عدد من القياديين في الفيس عندما تمت جلسات سرية في منزل مصطفى كرطالي بين الناشطين السابقين في جيش الإنقاذ، لكن مثل هذه الجلسات أزعجت أيضا جهات أخرى·· وكانت ترى في كرطالي بحكم حكمته وحنكته الرأس المدبر·
الآن استهدف كرطالي·· هل استهدفه خصومه القدامى، أم تنظيم درودكال، أم جهات لا ترى مصلحة أن يكون للمصالحة حلفاء إسلاميين أقوياء؟! يبقى السؤال معلقا·· لكن يبقى الخوف باديا على الوجوه·· والمستقبل مشدود بخطوط واهية···


أخبار وأصداء بقلم نورالدين بوكعباش
sdgg
1شوهدت حافلةللنقل العمومي لولاية المسيلة ماكثة في وسط مدينة سيدي عبد العزيز علما ان مدارس سيدي عبد العزيز تحولت إلى ثكنات سياحية من ظرف رواد البحر من بسكرة باتنة قسنطينة مستغانم ميلة الجزائر عنابة فرنسا إمريكا إسرائيل 2شوهدت قوافل الكشافة الاسلامية وهي تغادر محلات بلفقير صباحا بمنطقة الروشي ودلك في حدود الرابعة صباحا ويدكر أنه حدثث مناوشات بين فرق الكشافة الاسلامية التي تغطت بحركة حماس لتنظيم صفوفها الاسلامية ونخشي أن تحمل بدور تنظيم سياسي سري حسب ما شاهدنا 3وقفت عائلات حائرة في إنتظار شغور المنازل بمنطقة سيدي عبد العزيزمند السادسة صباحا وبعدما تعدر الامر غادرت البلدة وبين جانبتها كميات الحليب والسميد 4حدث شجار بين اأحد المواطنين من باتنة وأخر من الجز ائر بسسب تجاوز في السير كما حدثث مناوشات داخل المساكن حول شرب المياه الفاسدة للشرب 5ماتزال الصحف تصل متاخرة رغم معاقبة صحيفة لاحد الموزعين كما أن سكان سيدي عبد العزيز يتداولون صحيفة بين 20شخص في معظم المقاهي 6شوهد رئيس البلدية راجلا وكدلك نائبه وأمينه العام علما أن أقدم موظف في البلدية أجره أحسن من رئيس البلدية 7ينتظر أن تغزو قوافل المصطافين غدا مدينة سيدي عبد العزيز مما إضظر مواطنيها إلى إتخاد إحتياطات بالتوجه إلى البحر و ضمان الخبز والماء كما يرتقب ان تحدث كوارث إنسانية بسسب عدم إتقان السواح مهنة الغطس البحري 7يعيش حراس الشواطئ مأساة الاجور المنخفضة فهم يعملون في إطار تشغيل الشباب ويحولون للبطالة عشية 30سبتمبر 2007 وحسب حديثنا مع بودودة فإنه يستحيل إنقاد الغرقي مادمت الاجور منخفضة بقلم نورالدين بوكعباش

خصومي تواطؤوا مع الشيوعيين لإجباري على الاستقالة (25)تاريخ المقال 14/08/2007
أما خصوم سياستي، فقد أبدوا، من خلال تصرفاتهم، خوفا من الشفافية لأنه كان لهم، على الأقل، شيء ما يريدون إخفاءه على الشعب الذي أمرت بأن تجري النقاشات على مرآه ومسمعه. لقد وفرت، بتصرفي هذا، للجنرال تواتي أو من قبلوا التحدث باسمه فرصة من ذهب لإفحامي أمام الرأي العام الوطني وتبيين بطلان سياستي.إن الجنرال تواتي وربما المجلس الأعلى للدولة – مادام يختفي وراء هذه المؤسسة التي حولها إلا مسألة لا محل لها من الإعراب – كان لهم كل الحرية لإثبات إخفاق سياستي الاقتصادية وإبراز عنادي في رفض هذا الإخفاق، غير قابل للإقرار بالواقع كما يدعي الجنرال تواتي في الكثير من الأماكن من الحوار الصحفي الذي خص به يومية El Watan. الاعتراض الذي عبر عنه رضا مالك باسم المجلس الأعلى للدولة في ما يخص النقل المباشر لوقائع الملتقى جاء بحجة أن هذه الطريقة كان من شأنها تحويل الملتقى إلى فرجة إعلامية يمكن أن تنتهي فجأة من دون التوصل إلى خلاصة. مرة أخرى، نجد ذلك الحذر الغريزي الذي يطبع "ديمقراطيينا" نحو الشعب، لاسيما "الجماهير" ؛ هذه المفردة التي ينفر منها الجنرال تواتي. هنا أيضا، لمست ذلك النوع من ردود الفعل المعتادة لدى خصوم الوطنية الجزائرية قبل اندلاع ثورة التحرير وها هم اليوم، بعد أن أخرستهم هذه الثورة، يرفعون الرأس ثانية لمهاجمة كل نداء مباشر إلى الشعب على أنه نزعة شعبوية مضرة لأن الموضوع المفضل لدى هؤلاء هو إبراز دور "النخبة" التي يمنحوها مكانة كبرى في تسيير شؤون البلد. أود أن أغتنم هذه المناسبة للإشارة إلى أن بعض الصحفيين ممن كانوا في صف هذا التيار "الديمقراطي" لاموني ذات يوم على إذاعة تصريحاتي مباشرة على شاشة التليفزيون. حسب رأيهم، من باب ضمان الفعالية كان من الأحسن لي أن أمدهم بالموضوعات التي كنت أتمنى إحاطة الرأي العام علما بها ليتكفلوا هم، بعد ذلك، بالطريقة التي تصلح لنشرها. وهذه طريقة غير مباشرة استعملوها في معاتبتي على تجاوزهم والتحدث إلى الشعب مباشرة. على أية حال، ذلك هو تصرف كل من أراد أن يفرض نفسه وسيطا بين الشعب وقادته. إن الرفض القاطع الذي أبداه رضا مالك ضد نقل مناقشات الملتقى على المباشر لمست فيه خلفية لذلك الرفض للسماح للشعب بالاطلاع مباشرة على المعطيات التي تتوقف عليها الحلول المتصلة بمصيره وذلك الادعاء بضرورة تمكين "نخب" مزعومة من أن تكون الوسيط الإجباري للحديث إلى الشعب. بطبيعة الحال، لم أكن بذلك المغفل الذي لم يدرك أن العرض المقترح علي بترك الصحفيين يتكفلون بإيجاد أحسن طريقة لنقل أفكاري إلى الرأي العام كان الهدف منه إتاحة الفرصة لهؤلاء الصحفيين للتصرف في أفكاري بحسب هواهم، أي إيصال أفكار إلى الرأي العام هي أفكار لغيري وأفكار خصومي السياسيين في نهاية الأمر لكن باسمي هذه المرة. ب. في ما يتعلق بتسيير مناقشات الملتقى، لم أوافق على الشرط الذي وضعه المجلس الأعلى للدولة بخصوص تكليف شخصية أخرى غيري الإشراف عليه بحجة الحياد المزعوم تجاه الأطراف المنخرطة في النقاش. وعلة رفضي كانت بسيطة لأنني كنت أنا الذي من كان مصيره مرهونا بحسب مجريات الملتقى والنتائج التي كانت ستترتب عليه. لذلك، اعتبرت أنه من عدم الحيطة أن أسمح لغيري بالحق في حرماني من إمكانية الدفاع عن نفسي كلما دعت الحاجة أثناء المناقشات. صحيح، لقد عرضوا علي شخصية أحترمها كثيرا، لكن هذه الشخصية كانت آنذاك، من الناحية السياسية، في صف "الديمقراطيين" المشتهرين بعدائهم لي واعتراضهم الشديد على سياستي، لاسيما في المجال الاقتصادي. فباسم الحياد وضرورة تهدئة الجدل، كان من الممكن حرماني من التدخل لتوضيح بعض الأمور أو للرد على حالات لتشويه الحقيقة أو لتقديم معلومات لابد منها. إلا أنني مع ذلك، حرصت كل الحرص على تمكين خصومي من التعبير عن أفكارهم بكل حرية وتقديم الحجج لتأييد هذه الأفكار، ومن انتقاد التصورات المعتمدة في برنامجي والموضحة بالتفصيل في المذكرة الموزعة في أوائل جويلية 1993، وكذا من الطعن في المعطيات والأرقام المذكورة في وثائقي. أي، باختصار، حرصت على ألا أحرم أحدا من أية وسيلة وفرصة لإطلاع الغير على خياراته. بالنسبة إلي، الحكم على الأفكار كان من حق المتتبعين للمناقشات حتى وإن لم يكونوا حاضرين معنا جسديا، أي الشعب في عمومه. ولوا حدث أن تصرفت بصورة منحازة أو كنت غير نزيه في قيادة المناقشات، لاكتشف الجمهور المتتبع ذلك وأصدر حكمه علي في ما يخص النتائج المتمخضة عن هذه المناقشات بعد تتبعه لها. لقد كنت واثقا من مواقفي أصلا لاسيما وأنني اخترت الشفافية التامة كأسلوب، كما أنه لم يكن هناك ما يجعلني أستحي من استعراض جميع جوانب سياستي والأهداف المتوخاة فيها. باختصار، لم يكن لدي ما أخفيه، على العكس من خصومي الذين لم يكونوا صرحاء ولم يعترفوا بأهدافهم الحقيقية التي أردت أن أفضحها أمام الملأ. أكرر، لقد استعمل خصومي، بصورة خبيثة، أرقاما مغلوطة ومعطيات غير صحيحة كان من الصعب عليهم تبنيها في وضح النهار أمام مسمع ومرأى المتتبعين، أي الجزائريين أنفسهم. في الحقيقة، فكرة تنظيم ملتقى حول القضايا الاقتصادية خرجت من دماغ أنصار اللجوء إلى إعادة الجدولة، من بينهم الجنرال تواتي، هذا إذا لم يكن هذا الأخير هو الذي أوحى بها في الأصل. الغرض المتوخى من هذا الملتقى اتصل بإيجاد الحجج التقنية الدامغة لتأييد اللجوء إلى صندوق النقد الدولي وتقديمه للمواطنين على أنه قدر محتوم كما أثبته الخبراء والاختصاصيين "الأكثر كفاءة" في مجال الاقتصاد. ولعل الغرض تعلق أيضا، في أذهان أصحابه، بحملي على تغيير رأيي والموافقة على إعادة توجيه سياستي بشأن تسوية مشكلة الديون الخارجية في اتجاه الشروط التي كان صندوق النقد الدولي يفرضها. في نهاية الأمر، أنصار إعادة الجدولة الذين بقوا مختفين وراء الستار كانوا يريدون إيجاد حجة تمكنهم من التهرب من مسؤولية الخيار الاقتصادي الذي رضوه لبلدهم مع كل ما ترتب عليه من عواقب وخيمة على حياة المواطنين. تماما مثلما وفرت "استقالة" الرئيس الشادلي سنة تقريبا من قبل لهؤلاء عذرا مناسبا، وإن لم يكن مقنعا، من أجل تغطية القيام بذلك التدخل القوي الذي جاء به تغيير جانفي 1992. وبعدما تبنيت الفكرة، صار تنظيم الملتقى المذكور حاملا لخطر ضد أصحابها الأصليين. هكذا صار أنصار إعادة الجدولة، لحاجة في نفس يعقوب، يرون إستراتيجيتهم كلها ليس فقط معرضة لخطر الانهيار وإنما كانت قادرة على التسبب في الإلغاء التام لحلهم المفضل في ما يخص الديون الخارجية، أي اللجوء إلى صندوق النقد الدولي. وبالفعل، فلقد أخذت أصداء تظهر على مستوى بعض دوائر الحكم حول ردود فعل الجماهير الشعبية والطبقات المتوسطة إثر تصريحاتي وما كشفت عنه أمام إطارات ولاية الجزائر العاصمة في يوم 24 جوان 1993. ردود الفعل هذه بينت أن الجزائريين، لاسيما الجماهير العريضة الهشة، بدأوا يدركون، أكثر فأكثر، طبيعة العواقب المنتظرة من عملية إعادة جدولة ديوننا الخارجية المورثة عن الثمانينيات. بالنسبة إلى أنصار إعادة الجدولة هذه، لم يبق هناك إلا سبيلين : إما تحول الملتقى – الذي أرادوه لخدمة غرضهم المتمثل في اللجوء إلى صندوق النقد الدولي – إلى منتدى تنكشف فيه مناورتهم ويُحكم فيه، أمام الجماهير، بالموت النهائي على الحل الذي كانوا يحاولون فرضه قبل الشروع في مساعيهم وإما التحرك من أجل الحصول على تنحيتي وحل حكومتي قبل انعقاد الملتقى. لعل هذا هو المعنى الذي حمله المسعى الذي شرحه الجنرال تواتي في الحوار الذي خض به يومية El Watan حين قال : "بناء على (1) المعطيات المقدمة من طرف المستشار الاقتصادي لرئاسة المجلس الأعلى للدولة، السيد بوزيدي، ؛ (2) رفض السيد عبد السلام تعيين وزير للاقتصاد، اقترح الجنرال خالد نزار على السيد علي كانفي، رئيس المجلس الأعلى للدولة، عدم المضي أكثر مع السيد عبد السلام في رهانه لتجنيبنا اللجوء إلى إعادة الجدولة". في الواقع، كان بإمكانه أن يقول، ببساطة، أنه عندما أردت أن أجعل من الملتقى منتدى تُنقل مناقشاته مباشرة على شاشة التليفزيون، أوحى أنصار إعادة الجدولة الذين كان واحدا من قادتهم، إن لم يكن قائدهم الرئيسي، إلى الجنرال خالد نزار بإخبار الرئيس علي كافي أن الخيار الوحيد الذي بقي له هو "عدم المضي أكثر مع السيد عبد السلام" والقيام بإنهاء مهامه بحجة إخفاق سياسته الاقتصادية. وهذا ما تم بالفعل بتاريخ 19 أوت 1993 وتم إعلانه يومين من بعد في ظروف سأتعرض لها في ما بعد. قبل ذلك، كان خصومي يأملون في إجباري على استقالة تلقائية بتعطيل الموانئ الجزائرية بواسطة إضراب للعمال من أجل خنق نشاطاتنا الاقتصادية والبلاد بأسرها. غير أن هذه المناورة الأخيرة، التي ساعدهم فيها الشيوعيون لدى العمال، سرعان ما أُحبطت ؛ مما جعلهم يعتقدون ألا حل بقي لهم غير إقالة حكومتي. في ما يتعلق بالمواجهة التي حدثت، من خلال المجلس الأعلى للدولة والمتحدث باسمه رضا مالك، بيني وبين أنصار إعادة الجدولة لعل في مقدمتهم الجنرال تواتي، لم يشر إليها هذا الأخير إطلاقا في الحوار الصحفي المذكور. لكن، على أية حال، لقد اتضح الآن أن هذه المواجهة لم تكن الواقعة الوحيدة والحقيقة الوحيدة التي أخفاها عن الرأي العام الذي أراد أن يغلطه لا أن ينيره بفضل "روايته للأمور".

أخبار وأصداء بقلم نورالدين بوكعباش
sdgg
1شوهدت حافلةللنقل العمومي لولاية المسيلة ماكثة في وسط مدينة سيدي عبد العزيز علما ان مدارس سيدي عبد العزيز تحولت إلى ثكنات سياحية من ظرف رواد البحر من بسكرة باتنة قسنطينة مستغانم ميلة الجزائر عنابة فرنسا إمريكا إسرائيل 2شوهدت قوافل الكشافة الاسلامية وهي تغادر محلات بلفقير صباحا بمنطقة الروشي ودلك في حدود الرابعة صباحا ويدكر أنه حدثث مناوشات بين فرق الكشافة الاسلامية التي تغطت بحركة حماس لتنظيم صفوفها الاسلامية ونخشي أن تحمل بدور تنظيم سياسي سري حسب ما شاهدنا 3وقفت عائلات حائرة في إنتظار شغور المنازل بمنطقة سيدي عبد العزيزمند السادسة صباحا وبعدما تعدر الامر غادرت البلدة وبين جانبتها كميات الحليب والسميد 4حدث شجار بين اأحد المواطنين من باتنة وأخر من الجز ائر بسسب تجاوز في السير كما حدثث مناوشات داخل المساكن حول شرب المياه الفاسدة للشرب 5ماتزال الصحف تصل متاخرة رغم معاقبة صحيفة لاحد الموزعين كما أن سكان سيدي عبد العزيز يتداولون صحيفة بين 20شخص في معظم المقاهي 6شوهد رئيس البلدية راجلا وكدلك نائبه وأمينه العام علما أن أقدم موظف في البلدية أجره أحسن من رئيس البلدية 7ينتظر أن تغزو قوافل المصطافين غدا مدينة سيدي عبد العزيز مما إضظر مواطنيها إلى إتخاد إحتياطات بالتوجه إلى البحر و ضمان الخبز والماء كما يرتقب ان تحدث كوارث إنسانية بسسب عدم إتقان السواح مهنة الغطس البحري 7يعيش حراس الشواطئ مأساة الاجور المنخفضة فهم يعملون في إطار تشغيل الشباب ويحولون للبطالة عشية 30سبتمبر 2007 وحسب حديثنا مع بودودة فإنه يستحيل إنقاد الغرقي مادمت الاجور منخفضة بقلم نورالدين بوكعباش

اقترحت على زروال تغيير منفذي حركة 11 جانفيكنت من الداعين لانقلاب عسكري على الشاذليلو طبق الجيش سياستي لكانت صورته أحسن مما هي عليه
أثار طاقم ''الخبر'' في ركن ''فطور الصباح''، أمس، مع عبد السلام ''معركة الديكة'' التي جمعته باللوائين المتقاعدين محمد تواتي وخالد نزار على خلفية كتابه المنشور إلكترونيا، وما إذا كانت انتقاداته الموجهة لهما تحركها جهة أو شخص أو مجموعة أشخاص، فقال بدون تردد: ''لا توجد لا جهة ولا أي أحد دفعني إلى كتابة ونشر مذكراتي، كل ما في الأمر أنني قررت الرد على أشخاص وجهوا لي انتقادات طيلة سنوات من بينها الانتقادات التي وجهها لي السيد تواتي في 2001، حيث قال إن تنحيتي من رئاسة الحكومة (1993) كانت بسبب فشلي''· مشيرا إلى أن علي كافي، رئيس المجلس الأعلى للدولة آنذاك، طلب منه بعد الفصل في قضية رحيله من الحكومة، أن يختار أفضل سيناريو لتبليغ التنحية للرأي العام حتى لا تظهر بأنها استقالة ولا إقالة·ويرى من يوصف بـ''أب الصناعة الجزائرية''، أن تنحيته من على رأس الحكومة هي إحدى تبعات حركة 11 جانفي التي اعتبرها بدورها من ''نتائج فشل الحكم بعد فترة بومدين·· لكن هناك من يعتقد بأن الفشل كان بسبب أن الشاذلي فتح الباب لاعتماد أي حزب، وأنه لو لم يمنح الاعتماد للجبهة الإسلامية للإنقاذ لما وصلت البلاد إلى ما وصلت إليه من قتل ودمار''· واعتبر عبد السلام دفع الشاذلي إلى الاستقالة غداة فوز جبهة الإنقاذ بالدور الأول لانتخابات 26 ديسمبر 1991، ''انقلابا عسكريا لكن دون إسالة قطرة دم''· وأضاف في ذات الموضوع: ''لم أكن موافقا على صيغة الاستقالة بعد الانتخابات التي فاز بها الفيس، لأن استقالة الشاذلي بمحض إرادته تترك الانطباع بحدوث انقلاب عسكري على الشعب الذي انتخب، وقلت لمن استشارني في الأمر أن القضية تستدعي تنحية رئيس الجمهورية على أيدي الجيش''·وكشف بلعيد عبد السلام عن جوانب من لقاءات جمعته باليامين زروال عندما عين رئيسا للدولة عام 1994، حيث قال: ''لما استشارني في مآل الدولة، اقترحت عليه إعادة تقييم حادثة 11 جانفي والتوقف عميقا عند الأسباب التي أدت إليها ودعوته إلى إحداث تغييرات على مستوى قيادات الجيش بدءا بمن نفذوا وخططوا لحركة 11 جانفي لأنني كنت أعتقد جازما أنهم سيحاولون دوما التأثير على السياسات الحكومية''· واعترف عبد السلام أنه اقترح تعليق العمل بالدستور بعد وقف المسار الانتخابي، وإقرار حالة استثنائية مدتها 5 سنوات ''تتم في ظلها تغييرات جوهرية في الدولة ثم نستأنف المسار الانتخابي مجددا''· وكان وزير الدفاع وعضو المجلس الأعلى للدولة سابقا، خالد نزار، ذكر في تصريح مكتوب نشرته ''الخبر''، أن بلعيد اقترح عليه تمديد حكم المجلس إلى ما بعد عهدة الشاذلي بن جديد، لكن أعضاءه، حسب نزار، رفضوا· أما عبد السلام فيقول إنه لم يقترح شيئا من هذا القبيل·واتهم رئيس الحكومة الأسبق، نزار وكافي، اللذين اقترحا عليه قيادة الحكومة، بأنهما ''استغلاني لتسيير فترة صعبة كانت تمر بها البلاد، وأغرياني بالسلطة حتى أصمت ربما الضجيج الذي أحدثته بدفاعي عن خيار اقتصاد الحرب''· ووصف نفس المصدر نفسه بأنه ''خير مدافع عن الجيش الذي لو طبق سياستي لكانت صورته أحسن مما هي عليه''·

اقترحت على زروال تغيير منفذي حركة 11 جانفي



بلوك نوت
يكتبها:احميـــدة عيـــاشي
الثلاثاء 14 أوت
لماذا أرادوا اغتيال كرطالي؟
البارحة أمضيت وقتا طويلا في قراءة بول ريكور·· وفي الصباح استيقظت باكرا وعلى عجلة من أمري·· وأنا أغادر البيت علمت أن أمير كتيبة الرحمان سابقا كرطالي قد تعرّض لمحاولة اغتيال عن طريق سيارة مفخخة بالأربعاء·· جلست بعد نصف ساعة من سماعي الخبر مع فريق التحرير، وتناقشنا عن الدلالة والمغزى·· قسمنا العمل، وتواعدنا على اللقاء بعد الظهر··
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن منذ الوهلة الأولى·· لماذا أرادوا اغتيال مصطفى كرطالي؟ وما الغاية من قتله الآن··؟!
كرطالي كان من قدامى جماعة بويعلي، كان ربطه النشاط الديني والسياسي نابع من مبدأ·· كان دائما يردد أنه يرى في الإسلام تحقيقا لرسالة الشهداء·· لم يكن سلفيا بالمعنى الضيّق والفقير·· كان أقرب إلى السياسي منه إلى المناضل السلفي المتعصب·· عندما شعر أن الجيا بدأت تنحرف عمّا اتفقوا عليه، انفصل عن تنظيم زيتوني ودخل مع التكفيريين في حرب·· كان كرطالي أقرب إلى تيار الجزأرة وإلى جماعة المدية التي كان يقودها علي بن حجر في العام ,1997 حدث أول اتصال بينه وبين زروال عن طريق رجال الجنرال محمد بتشين الذي كان آنذاك رجل الرئاسة القوي·· كانت الاتصالات سرية، وحدث التفاوض لوضع السلاح والعمل على توفير الجو ليتحقق السلم وتتم العودة إلى الشرعية··
وجد مصطفى كرطالي في مجيء بوتفليقة إلى الحكم أملا كبيرا وحليفا قويا للانتقال إلى مرحلة جديدة، يسمح فيها بتأسيس حزب يكون بديلا عن الفيس·· مثل هذا التوجه أقلق عباسي وعددا من قدامى الفيس واعتبروا أن كرطالي بالاتفاق مع مدني مزراف وقدامى جيش الإنقاذ قاموا بانقلاب سري ضد القيادة التاريخية للفيس·· لكن مصطفى كرطالي الذي كانت ميولاته تقترب من جماعة الجزأرة كان يعتقد أن القيادة التاريخية للفيس لم تلعب دورها في الوقت المناسب، وكانت ضعيفة في تحمّل مسؤولياتها وتركت المبادرة تهرب من بين أيديها·· وكان يعتقد أن الفيس أضاع أكثـر من فرصة والتاريخ سوف لن يتسامح معه، ولن يرحمه·· والدليل أن إضاعة الفرص نتج عنها خسارة في الأرواح وفي الزمن··
امتعض عدد من القياديين في الفيس عندما تمت جلسات سرية في منزل مصطفى كرطالي بين الناشطين السابقين في جيش الإنقاذ، لكن مثل هذه الجلسات أزعجت أيضا جهات أخرى·· وكانت ترى في كرطالي بحكم حكمته وحنكته الرأس المدبر·
الآن استهدف كرطالي·· هل استهدفه خصومه القدامى، أم تنظيم درودكال، أم جهات لا ترى مصلحة أن يكون للمصالحة حلفاء إسلاميين أقوياء؟! يبقى السؤال معلقا·· لكن يبقى الخوف باديا على الوجوه·· والمستقبل مشدود بخطوط واهية···


أخبار وأصداء بقلم نورالدين بوكعباش
sdgg
1شوهدت حافلةللنقل العمومي لولاية المسيلة ماكثة في وسط مدينة سيدي عبد العزيز علما ان مدارس سيدي عبد العزيز تحولت إلى ثكنات سياحية من ظرف رواد البحر من بسكرة باتنة قسنطينة مستغانم ميلة الجزائر عنابة فرنسا إمريكا إسرائيل 2شوهدت قوافل الكشافة الاسلامية وهي تغادر محلات بلفقير صباحا بمنطقة الروشي ودلك في حدود الرابعة صباحا ويدكر أنه حدثث مناوشات بين فرق الكشافة الاسلامية التي تغطت بحركة حماس لتنظيم صفوفها الاسلامية ونخشي أن تحمل بدور تنظيم سياسي سري حسب ما شاهدنا 3وقفت عائلات حائرة في إنتظار شغور المنازل بمنطقة سيدي عبد العزيزمند السادسة صباحا وبعدما تعدر الامر غادرت البلدة وبين جانبتها كميات الحليب والسميد 4حدث شجار بين اأحد المواطنين من باتنة وأخر من الجز ائر بسسب تجاوز في السير كما حدثث مناوشات داخل المساكن حول شرب المياه الفاسدة للشرب 5ماتزال الصحف تصل متاخرة رغم معاقبة صحيفة لاحد الموزعين كما أن سكان سيدي عبد العزيز يتداولون صحيفة بين 20شخص في معظم المقاهي 6شوهد رئيس البلدية راجلا وكدلك نائبه وأمينه العام علما أن أقدم موظف في البلدية أجره أحسن من رئيس البلدية 7ينتظر أن تغزو قوافل المصطافين غدا مدينة سيدي عبد العزيز مما إضظر مواطنيها إلى إتخاد إحتياطات بالتوجه إلى البحر و ضمان الخبز والماء كما يرتقب ان تحدث كوارث إنسانية بسسب عدم إتقان السواح مهنة الغطس البحري 7يعيش حراس الشواطئ مأساة الاجور المنخفضة فهم يعملون في إطار تشغيل الشباب ويحولون للبطالة عشية 30سبتمبر 2007 وحسب حديثنا مع بودودة فإنه يستحيل إنقاد الغرقي مادمت الاجور منخفضة بقلم نورالدين بوكعباش

خصومي تواطؤوا مع الشيوعيين لإجباري على الاستقالة (25)تاريخ المقال 14/08/2007أما خصوم سياستي، فقد أبدوا، من خلال تصرفاتهم، خوفا من الشفافية لأنه كان لهم، على الأقل، شيء ما يريدون إخفاءه على الشعب الذي أمرت بأن تجري النقاشات على مرآه ومسمعه. لقد وفرت، بتصرفي هذا، للجنرال تواتي أو من قبلوا التحدث باسمه فرصة من ذهب لإفحامي أمام الرأي العام الوطني وتبيين بطلان سياستي.إن الجنرال تواتي وربما المجلس الأعلى للدولة – مادام يختفي وراء هذه المؤسسة التي حولها إلا مسألة لا محل لها من الإعراب – كان لهم كل الحرية لإثبات إخفاق سياستي الاقتصادية وإبراز عنادي في رفض هذا الإخفاق، غير قابل للإقرار بالواقع كما يدعي الجنرال تواتي في الكثير من الأماكن من الحوار الصحفي الذي خص به يومية El Watan. الاعتراض الذي عبر عنه رضا مالك باسم المجلس الأعلى للدولة في ما يخص النقل المباشر لوقائع الملتقى جاء بحجة أن هذه الطريقة كان من شأنها تحويل الملتقى إلى فرجة إعلامية يمكن أن تنتهي فجأة من دون التوصل إلى خلاصة. مرة أخرى، نجد ذلك الحذر الغريزي الذي يطبع "ديمقراطيينا" نحو الشعب، لاسيما "الجماهير" ؛ هذه المفردة التي ينفر منها الجنرال تواتي. هنا أيضا، لمست ذلك النوع من ردود الفعل المعتادة لدى خصوم الوطنية الجزائرية قبل اندلاع ثورة التحرير وها هم اليوم، بعد أن أخرستهم هذه الثورة، يرفعون الرأس ثانية لمهاجمة كل نداء مباشر إلى الشعب على أنه نزعة شعبوية مضرة لأن الموضوع المفضل لدى هؤلاء هو إبراز دور "النخبة" التي يمنحوها مكانة كبرى في تسيير شؤون البلد. أود أن أغتنم هذه المناسبة للإشارة إلى أن بعض الصحفيين ممن كانوا في صف هذا التيار "الديمقراطي" لاموني ذات يوم على إذاعة تصريحاتي مباشرة على شاشة التليفزيون. حسب رأيهم، من باب ضمان الفعالية كان من الأحسن لي أن أمدهم بالموضوعات التي كنت أتمنى إحاطة الرأي العام علما بها ليتكفلوا هم، بعد ذلك، بالطريقة التي تصلح لنشرها. وهذه طريقة غير مباشرة استعملوها في معاتبتي على تجاوزهم والتحدث إلى الشعب مباشرة. على أية حال، ذلك هو تصرف كل من أراد أن يفرض نفسه وسيطا بين الشعب وقادته. إن الرفض القاطع الذي أبداه رضا مالك ضد نقل مناقشات الملتقى على المباشر لمست فيه خلفية لذلك الرفض للسماح للشعب بالاطلاع مباشرة على المعطيات التي تتوقف عليها الحلول المتصلة بمصيره وذلك الادعاء بضرورة تمكين "نخب" مزعومة من أن تكون الوسيط الإجباري للحديث إلى الشعب. بطبيعة الحال، لم أكن بذلك المغفل الذي لم يدرك أن العرض المقترح علي بترك الصحفيين يتكفلون بإيجاد أحسن طريقة لنقل أفكاري إلى الرأي العام كان الهدف منه إتاحة الفرصة لهؤلاء الصحفيين للتصرف في أفكاري بحسب هواهم، أي إيصال أفكار إلى الرأي العام هي أفكار لغيري وأفكار خصومي السياسيين في نهاية الأمر لكن باسمي هذه المرة. ب. في ما يتعلق بتسيير مناقشات الملتقى، لم أوافق على الشرط الذي وضعه المجلس الأعلى للدولة بخصوص تكليف شخصية أخرى غيري الإشراف عليه بحجة الحياد المزعوم تجاه الأطراف المنخرطة في النقاش. وعلة رفضي كانت بسيطة لأنني كنت أنا الذي من كان مصيره مرهونا بحسب مجريات الملتقى والنتائج التي كانت ستترتب عليه. لذلك، اعتبرت أنه من عدم الحيطة أن أسمح لغيري بالحق في حرماني من إمكانية الدفاع عن نفسي كلما دعت الحاجة أثناء المناقشات. صحيح، لقد عرضوا علي شخصية أحترمها كثيرا، لكن هذه الشخصية كانت آنذاك، من الناحية السياسية، في صف "الديمقراطيين" المشتهرين بعدائهم لي واعتراضهم الشديد على سياستي، لاسيما في المجال الاقتصادي. فباسم الحياد وضرورة تهدئة الجدل، كان من الممكن حرماني من التدخل لتوضيح بعض الأمور أو للرد على حالات لتشويه الحقيقة أو لتقديم معلومات لابد منها. إلا أنني مع ذلك، حرصت كل الحرص على تمكين خصومي من التعبير عن أفكارهم بكل حرية وتقديم الحجج لتأييد هذه الأفكار، ومن انتقاد التصورات المعتمدة في برنامجي والموضحة بالتفصيل في المذكرة الموزعة في أوائل جويلية 1993، وكذا من الطعن في المعطيات والأرقام المذكورة في وثائقي. أي، باختصار، حرصت على ألا أحرم أحدا من أية وسيلة وفرصة لإطلاع الغير على خياراته. بالنسبة إلي، الحكم على الأفكار كان من حق المتتبعين للمناقشات حتى وإن لم يكونوا حاضرين معنا جسديا، أي الشعب في عمومه. ولوا حدث أن تصرفت بصورة منحازة أو كنت غير نزيه في قيادة المناقشات، لاكتشف الجمهور المتتبع ذلك وأصدر حكمه علي في ما يخص النتائج المتمخضة عن هذه المناقشات بعد تتبعه لها. لقد كنت واثقا من مواقفي أصلا لاسيما وأنني اخترت الشفافية التامة كأسلوب، كما أنه لم يكن هناك ما يجعلني أستحي من استعراض جميع جوانب سياستي والأهداف المتوخاة فيها. باختصار، لم يكن لدي ما أخفيه، على العكس من خصومي الذين لم يكونوا صرحاء ولم يعترفوا بأهدافهم الحقيقية التي أردت أن أفضحها أمام الملأ. أكرر، لقد استعمل خصومي، بصورة خبيثة، أرقاما مغلوطة ومعطيات غير صحيحة كان من الصعب عليهم تبنيها في وضح النهار أمام مسمع ومرأى المتتبعين، أي الجزائريين أنفسهم. في الحقيقة، فكرة تنظيم ملتقى حول القضايا الاقتصادية خرجت من دماغ أنصار اللجوء إلى إعادة الجدولة، من بينهم الجنرال تواتي، هذا إذا لم يكن هذا الأخير هو الذي أوحى بها في الأصل. الغرض المتوخى من هذا الملتقى اتصل بإيجاد الحجج التقنية الدامغة لتأييد اللجوء إلى صندوق النقد الدولي وتقديمه للمواطنين على أنه قدر محتوم كما أثبته الخبراء والاختصاصيين "الأكثر كفاءة" في مجال الاقتصاد. ولعل الغرض تعلق أيضا، في أذهان أصحابه، بحملي على تغيير رأيي والموافقة على إعادة توجيه سياستي بشأن تسوية مشكلة الديون الخارجية في اتجاه الشروط التي كان صندوق النقد الدولي يفرضها. في نهاية الأمر، أنصار إعادة الجدولة الذين بقوا مختفين وراء الستار كانوا يريدون إيجاد حجة تمكنهم من التهرب من مسؤولية الخيار الاقتصادي الذي رضوه لبلدهم مع كل ما ترتب عليه من عواقب وخيمة على حياة المواطنين. تماما مثلما وفرت "استقالة" الرئيس الشادلي سنة تقريبا من قبل لهؤلاء عذرا مناسبا، وإن لم يكن مقنعا، من أجل تغطية القيام بذلك التدخل القوي الذي جاء به تغيير جانفي 1992. وبعدما تبنيت الفكرة، صار تنظيم الملتقى المذكور حاملا لخطر ضد أصحابها الأصليين. هكذا صار أنصار إعادة الجدولة، لحاجة في نفس يعقوب، يرون إستراتيجيتهم كلها ليس فقط معرضة لخطر الانهيار وإنما كانت قادرة على التسبب في الإلغاء التام لحلهم المفضل في ما يخص الديون الخارجية، أي اللجوء إلى صندوق النقد الدولي. وبالفعل، فلقد أخذت أصداء تظهر على مستوى بعض دوائر الحكم حول ردود فعل الجماهير الشعبية والطبقات المتوسطة إثر تصريحاتي وما كشفت عنه أمام إطارات ولاية الجزائر العاصمة في يوم 24 جوان 1993. ردود الفعل هذه بينت أن الجزائريين، لاسيما الجماهير العريضة الهشة، بدأوا يدركون، أكثر فأكثر، طبيعة العواقب المنتظرة من عملية إعادة جدولة ديوننا الخارجية المورثة عن الثمانينيات. بالنسبة إلى أنصار إعادة الجدولة هذه، لم يبق هناك إلا سبيلين : إما تحول الملتقى – الذي أرادوه لخدمة غرضهم المتمثل في اللجوء إلى صندوق النقد الدولي – إلى منتدى تنكشف فيه مناورتهم ويُحكم فيه، أمام الجماهير، بالموت النهائي على الحل الذي كانوا يحاولون فرضه قبل الشروع في مساعيهم وإما التحرك من أجل الحصول على تنحيتي وحل حكومتي قبل انعقاد الملتقى. لعل هذا هو المعنى الذي حمله المسعى الذي شرحه الجنرال تواتي في الحوار الذي خض به يومية El Watan حين قال : "بناء على (1) المعطيات المقدمة من طرف المستشار الاقتصادي لرئاسة المجلس الأعلى للدولة، السيد بوزيدي، ؛ (2) رفض السيد عبد السلام تعيين وزير للاقتصاد، اقترح الجنرال خالد نزار على السيد علي كانفي، رئيس المجلس الأعلى للدولة، عدم المضي أكثر مع السيد عبد السلام في رهانه لتجنيبنا اللجوء إلى إعادة الجدولة". في الواقع، كان بإمكانه أن يقول، ببساطة، أنه عندما أردت أن أجعل من الملتقى منتدى تُنقل مناقشاته مباشرة على شاشة التليفزيون، أوحى أنصار إعادة الجدولة الذين كان واحدا من قادتهم، إن لم يكن قائدهم الرئيسي، إلى الجنرال خالد نزار بإخبار الرئيس علي كافي أن الخيار الوحيد الذي بقي له هو "عدم المضي أكثر مع السيد عبد السلام" والقيام بإنهاء مهامه بحجة إخفاق سياسته الاقتصادية. وهذا ما تم بالفعل بتاريخ 19 أوت 1993 وتم إعلانه يومين من بعد في ظروف سأتعرض لها في ما بعد. قبل ذلك، كان خصومي يأملون في إجباري على استقالة تلقائية بتعطيل الموانئ الجزائرية بواسطة إضراب للعمال من أجل خنق نشاطاتنا الاقتصادية والبلاد بأسرها. غير أن هذه المناورة الأخيرة، التي ساعدهم فيها الشيوعيون لدى العمال، سرعان ما أُحبطت ؛ مما جعلهم يعتقدون ألا حل بقي لهم غير إقالة حكومتي. في ما يتعلق بالمواجهة التي حدثت، من خلال المجلس الأعلى للدولة والمتحدث باسمه رضا مالك، بيني وبين أنصار إعادة الجدولة لعل في مقدمتهم الجنرال تواتي، لم يشر إليها هذا الأخير إطلاقا في الحوار الصحفي المذكور. لكن، على أية حال، لقد اتضح الآن أن هذه المواجهة لم تكن الواقعة الوحيدة والحقيقة الوحيدة التي أخفاها عن الرأي العام الذي أراد أن يغلطه لا أن ينيره بفضل "روايته للأمور".

أخبار وأصداء بقلم نورالدين بوكعباش
sdgg
1شوهدت حافلةللنقل العمومي لولاية المسيلة ماكثة في وسط مدينة سيدي عبد العزيز علما ان مدارس سيدي عبد العزيز تحولت إلى ثكنات سياحية من ظرف رواد البحر من بسكرة باتنة قسنطينة مستغانم ميلة الجزائر عنابة فرنسا إمريكا إسرائيل 2شوهدت قوافل الكشافة الاسلامية وهي تغادر محلات بلفقير صباحا بمنطقة الروشي ودلك في حدود الرابعة صباحا ويدكر أنه حدثث مناوشات بين فرق الكشافة الاسلامية التي تغطت بحركة حماس لتنظيم صفوفها الاسلامية ونخشي أن تحمل بدور تنظيم سياسي سري حسب ما شاهدنا 3وقفت عائلات حائرة في إنتظار شغور المنازل بمنطقة سيدي عبد العزيزمند السادسة صباحا وبعدما تعدر الامر غادرت البلدة وبين جانبتها كميات الحليب والسميد 4حدث شجار بين اأحد المواطنين من باتنة وأخر من الجز ائر بسسب تجاوز في السير كما حدثث مناوشات داخل المساكن حول شرب المياه الفاسدة للشرب 5ماتزال الصحف تصل متاخرة رغم معاقبة صحيفة لاحد الموزعين كما أن سكان سيدي عبد العزيز يتداولون صحيفة بين 20شخص في معظم المقاهي 6شوهد رئيس البلدية راجلا وكدلك نائبه وأمينه العام علما أن أقدم موظف في البلدية أجره أحسن من رئيس البلدية 7ينتظر أن تغزو قوافل المصطافين غدا مدينة سيدي عبد العزيز مما إضظر مواطنيها إلى إتخاد إحتياطات بالتوجه إلى البحر و ضمان الخبز والماء كما يرتقب ان تحدث كوارث إنسانية بسسب عدم إتقان السواح مهنة الغطس البحري 7يعيش حراس الشواطئ مأساة الاجور المنخفضة فهم يعملون في إطار تشغيل الشباب ويحولون للبطالة عشية 30سبتمبر 2007 وحسب حديثنا مع بودودة فإنه يستحيل إنقاد الغرقي مادمت الاجور منخفضة بقلم نورالدين بوكعباش

اقترحت على زروال تغيير منفذي حركة 11 جانفيكنت من الداعين لانقلاب عسكري على الشاذليلو طبق الجيش سياستي لكانت صورته أحسن مما هي عليه
أثار طاقم ''الخبر'' في ركن ''فطور الصباح''، أمس، مع عبد السلام ''معركة الديكة'' التي جمعته باللوائين المتقاعدين محمد تواتي وخالد نزار على خلفية كتابه المنشور إلكترونيا، وما إذا كانت انتقاداته الموجهة لهما تحركها جهة أو شخص أو مجموعة أشخاص، فقال بدون تردد: ''لا توجد لا جهة ولا أي أحد دفعني إلى كتابة ونشر مذكراتي، كل ما في الأمر أنني قررت الرد على أشخاص وجهوا لي انتقادات طيلة سنوات من بينها الانتقادات التي وجهها لي السيد تواتي في 2001، حيث قال إن تنحيتي من رئاسة الحكومة (1993) كانت بسبب فشلي''· مشيرا إلى أن علي كافي، رئيس المجلس الأعلى للدولة آنذاك، طلب منه بعد الفصل في قضية رحيله من الحكومة، أن يختار أفضل سيناريو لتبليغ التنحية للرأي العام حتى لا تظهر بأنها استقالة ولا إقالة·ويرى من يوصف بـ''أب الصناعة الجزائرية''، أن تنحيته من على رأس الحكومة هي إحدى تبعات حركة 11 جانفي التي اعتبرها بدورها من ''نتائج فشل الحكم بعد فترة بومدين·· لكن هناك من يعتقد بأن الفشل كان بسبب أن الشاذلي فتح الباب لاعتماد أي حزب، وأنه لو لم يمنح الاعتماد للجبهة الإسلامية للإنقاذ لما وصلت البلاد إلى ما وصلت إليه من قتل ودمار''· واعتبر عبد السلام دفع الشاذلي إلى الاستقالة غداة فوز جبهة الإنقاذ بالدور الأول لانتخابات 26 ديسمبر 1991، ''انقلابا عسكريا لكن دون إسالة قطرة دم''· وأضاف في ذات الموضوع: ''لم أكن موافقا على صيغة الاستقالة بعد الانتخابات التي فاز بها الفيس، لأن استقالة الشاذلي بمحض إرادته تترك الانطباع بحدوث انقلاب عسكري على الشعب الذي انتخب، وقلت لمن استشارني في الأمر أن القضية تستدعي تنحية رئيس الجمهورية على أيدي الجيش''·وكشف بلعيد عبد السلام عن جوانب من لقاءات جمعته باليامين زروال عندما عين رئيسا للدولة عام 1994، حيث قال: ''لما استشارني في مآل الدولة، اقترحت عليه إعادة تقييم حادثة 11 جانفي والتوقف عميقا عند الأسباب التي أدت إليها ودعوته إلى إحداث تغييرات على مستوى قيادات الجيش بدءا بمن نفذوا وخططوا لحركة 11 جانفي لأنني كنت أعتقد جازما أنهم سيحاولون دوما التأثير على السياسات الحكومية''· واعترف عبد السلام أنه اقترح تعليق العمل بالدستور بعد وقف المسار الانتخابي، وإقرار حالة استثنائية مدتها 5 سنوات ''تتم في ظلها تغييرات جوهرية في الدولة ثم نستأنف المسار الانتخابي مجددا''· وكان وزير الدفاع وعضو المجلس الأعلى للدولة سابقا، خالد نزار، ذكر في تصريح مكتوب نشرته ''الخبر''، أن بلعيد اقترح عليه تمديد حكم المجلس إلى ما بعد عهدة الشاذلي بن جديد، لكن أعضاءه، حسب نزار، رفضوا· أما عبد السلام فيقول إنه لم يقترح شيئا من هذا القبيل·واتهم رئيس الحكومة الأسبق، نزار وكافي، اللذين اقترحا عليه قيادة الحكومة، بأنهما ''استغلاني لتسيير فترة صعبة كانت تمر بها البلاد، وأغرياني بالسلطة حتى أصمت ربما الضجيج الذي أحدثته بدفاعي عن خيار اقتصاد الحرب''· ووصف نفس المصدر نفسه بأنه ''خير مدافع عن الجيش الذي لو طبق سياستي لكانت صورته أحسن مما هي عليه''·

الثلاثاء، أغسطس 14

أخبار

1شوهدت سيارة لاسعاف السيارات تنقل سيارات الحوادث لاحد محلات صيانة السيارات كما وظفت هده الشاحنة في حجز السيارات في بلدية سيدي عبد العزيز
2ماتزال سينما الطاهير التي دشنتها فرنسا تعاني التهميش فرغم تسميتها العربية دنيا زاد فإنها تحولت إلى خراب ثقافي علما أنه يوجد امامها منزل قديم مؤرخ بسنة 1910
3وضعت أكشاك حورية في مختلف أرجاء الطاهير كما أفرغت محلات الهاتف من مستعمليها بعدجما أصبحت حورية تنافس نجمة
4ماتزال عائلات الطاهير تشتري المياه من الشاحنات رغم وجود مياه البحار والاودية والمياه الجبلية فهل ضاقت أرض جيجل بمياهها
5قام وفد كشفي بزيارة ليلية لاحد جبال سيدي عبد العزيز وهم حملين العصي وكأنهم للحرب قادمون
6قام وفد كشفي بترديد أناشيد دينية طوال مسيرته الممتدةتوسطة بوكزية إلأى المسجد الجديد لسيدي عبد العزيز
7ماتزال الصحف تصل متأخرة وماتزال العائلات تنتظر صفاء البحر وماتزال العائلات تتحاشي الدخول الاجتماعي خشية الانتحار الجماعي
بقلم نورالدين بوكعباش

إقرأوا وأستمتعوا



ضريبة الأبواب العالية

عبد الرزاق بوكبة
> الاسم عالي، والمربط خالي< / واحدٌ من الأمثال الشعبية التي تعلّمتها صغيرا في القرية، وقد تذكّرته بعد أن قرأت ما كتبه صديقي الأستاذ سليمان بخليلي في العدد الماضي، مقدِّما تصريحا شرفيا بممتلكاته بعد الإيمايل الذي ورد إليه
من القارئ الوناس· م، الذي يقول فيه إنه أثرى من عمله في التلفزيون، بحيث أصبحت فيلاته وعقاراته وسياراته، لا تُعدّ ولا تُحصى في مختلف الولايات، ما استفزَّ سليمانَ وجعله ـ وهو البدوي المتخلِّق ـ يلجأ إلى القسم بالله العظيم إن يديه لم تقبضا مبلغا أكبر من عشرين ألف دينار جزائري دفعة واحدة!، [في هذه أنا أتفوق على صديقي، بحيث قبضت الأسابيع الفارطة 150 ألف دينار في إطار جائزة رئيس الجمهورية لأدب الشباب]· والغريب أن هذا القارئ الفاضل وضعني مع صديقي سليمان بخليلي في المقام نفسه من التهمة، رغم أن الفارق واضح بيننا من حيث السنّ والتجربة وحتى المال، حيث أعترفُ بأنه يتفوق عليّ في هذه الثلاثية بجدارة لا أحسده عليها لأنني أحبّه وأحترم إنسانيته وعملَه· والسؤال الذي كان من المفروض أن يطرحه الوناس· م على نفسه حتى لا يخسر موضوعيتَه: هل كثير على شابَّيْن جزائريين مثل بخليلي وبوكبة، ـ بعد الذي قدّماه والذي هما مؤهلان لأن يقدّماه للثقافة في هذا البلد إذا طالت الأعمار [مع إثبات الفارق دائما في تجربتيهما] ـ، أن يكونا ثريين كما ذهب إليه، خاصة إذا راعى معطىً جزائريا بامتياز مفاده أن الآلاف من الأثرياء الجدد كانوا قبل العشرية السوداء لا يملكون إلا ما يقبضونه من آبائهم وأمهاتهم من مصروف، ولعلّ عبد المؤمن خليفة وعبد الرحمن عاشور، أحسن نموذجين على ذلك، هذا إذا كانت التهمة صحيحة، أما إذا كانت باطلة كما هي فعلا، فإن وقعها مؤلم على النفس الأبية، تماما مثل رجل يخرج متخفيا في الليل حاملا صدقاته إلى البيوت الفقيرة، فيقالَ عنه إنه خرج ليباشر غزواتٍ جنسيةً في بيوت الناس · والواقع أنها ليست المرةَ الأولى التي أسمع أو أقرأ فيها مثل هذا الكلام منذ أصبحتُ >أنفا تليفزيونيا< دون وساطة من أحد طبعا، ذلك أن الكثير من أبناء قريتي والأصدقاء العاديين، يعتقدون أنني أصبحت ثريا فعلا، وأنني إنما لا أزور القرية أو أتنقل في المدينة بدون سيارة خاصةٍ تواضعا مني أو تهربا من العين، غير أنيَ لا ألومهم ـ بحكم أن اعتقادهم هذا مُتأتٍ من عدم إلمامهم بالمعطيات، مستندين إلى المظاهر من قبيل أنهم يشاهدونني في الأسبوع الواحد مرتين في التلفزة، ويسمعونني في الراديو ثلاث مرات ويقرؤونني في الجرائد أكثر من مرة ـ بالقدر الذي ألوم فيه الأصدقاء الذين يعرفون الحقيقة جيدا، حيث قال عني أحدهم قبل شهور في >الشروق اليومي< إنني أصبحت ـ بعد أن دخلتُ مرحلة الثراء ـ أتنكر لأصدقائي القدامى، وإنني بتّ أتكبّر على المطاعم والحافلات البسيطة!!، بل إن بعض الأصدقاء من الكتّاب والفنانين ـ خاصة من المدن الداخلية ـ يعتقدون أنني واحد من الذين أضافوا إلى أرصدتهم المالية مبالغَ ضخمةً في إطار عاصمة الثقافة العربية، بحكم طبيعة نشاطي ونفوذي وعلاقاتي، بما في ذلك نفوذي مع السيدة الوزيرة، وقد قالها لي أحدهم صراحة قبل شهرين، فقلت له: سمعت بأنك ستتزوج قريبا، وأنا مستعد لأن أدفع لك تكاليف المهر والعرس وشهر العسل في إسبانيا، غير أني في الواقع لم أُدْعَ حتى لحضور النشاطات التي تدخل في مجال اهتمامي المباشر!، فكيف بالاستفادة من المال وباقي الامتيازات؟!، بل إنني صرفت من جيبي ـ وأنا هنا أملك شهودا عدولا دون الاضطرار إلى القسَم ـ ملايين الدينارات على الأصدقاء من الضيوف العرب، فقط حتى لا يأخذوا انطباعا سيئا عن وطني، وقد تُركوا ـ في إطار ثقافة الإهمال أحيانا، أو في إطار الصراعات الشللية أحيانا أخرى ـ بلا دليل مثقف يسيحون معه في البلاد، وقد تمكنت بفضل تلك المرافقات، أن أجهض كثيرا من الحرائق الإعلامية التي كان بإمكانها أن تشوّه بلدي· لكن هل أنا نادم أو قلق أو حزين على هذا الوضع الذي أنا فيه: الاسم عالي والمربط خالي؟/ عاشت الأسماء··· عاشت الجزائر، والشكوى لغير اللّه مذل


قصة الولاية السادسة وإعدام العقيد محمد شعباني
الولاية المغيبة: المؤامرات ·· الدسائس والاتهامات
'' العقيد بن شريف خدم تحت راية الاحتلال وتحصل على الجنسية الفرنسية !''
أرسل إلينا السيد عبد الرحمان شعباني شقيق العقيد محمد شعباني مقالا مطولا وهو عبارة شبه دراسة جمع فيها ما بين الشهادة الذاتية والبحث التاريخي حول موضوعين مترابطين ومتلازمين هما الولاية السادسة ودورها في الثورة وترأس العقيد محمد شعباني لها وكيف سارت الأمور بعد الاستقلال وكيف تطورت إلى أن وصلت إلى تلك النهاية المفجعة·· من جهتنا حاولنا تخليص ما أرسل به لنا السيد عبد الرحمان من بعض منا نعتقد أحكام ذاتية جدا >لا تفيد لا الوطن ولا التاريخ ولا الحقيقة <· بقلم عبد الرحمان شعباني نظرا للتصريحات التي يدلي بها العقيد أحمد بن شريف هنا وهناك فيما يخص قضية العقيد المرحوم محمد شعباني والولاية السادسة التاريخية، يطيب لي -بصفتي شقيق المرحوم العقيد شعباني- أن أورد بعض الملاحظات، مع تقديم بعض التوضيحات، وتصحيح بعض المغالطات، وفي ذات الوقت عرض المسار الثوري لهذا الرجل، ومعرفة مدى أهليته لتفسير بعض الوقائع أو إدانة بعض الأشخاص · الولاية السادسة : '' ضرورة استراتيجية '' أول ما يمكن تسجيله هو استخفاف العقيد بن شريف بأهمية الولاية السادسة، وعدم تقدير لدورها الإستراتيجي، مما جعله تعتبروها قد حلّت، فضلا عن تطوّعه باتهام قادة هذه الولاية بالسيطرة على القيادة وبالانتهازية وغير ذلك من الاتهامات لرموز هذه الثورة، الذين تخرجوا من أكاديميات الجبال · في البداية يجدر التأكيد أن الولاية السادسة لم تُحل أبدا، ولكنها كانت عرضة للمؤامرات والدسائس وللاتهامات كما هو معلوم·· وبالطبع كان العدو الاستعماري أبرز المناوئين لهذه الولاية، فقد قضي على قيادتها يوم 29 مارس 1959 أثناء معركة (جبل ثامر) الذي يقع على مسافة تقدر بحوالي 30 كلم شرق بوسعادة (1) وهو المكان الذي أضحى شبه مقدس لأنه شهد مقتل اثنين من أشهر وأنبل أبناء الجزائر المقاتلة، كما شهد إلقاء القبض على الرائد إدريس عمر الذي ألقى عليه العدو القبض جريحا، وحوّل إلى ثكنة الجلفة وأعدم فيها دون محاكمة، وكما تعلم، العقيد ابن شريف، فإن الجيش الفرنسي لا يقبل المساجين من >الفلاقة<، وربما لعبت >الأقدار العقيد الحميدة< دورها في تجنيب العقيد هذا المصير أو ربما هذا الشرف كما سنبين للقارىء فيما بعد · وبالرغم من نجاح العدو في القضاء على مجلس الولاية السادسة في ,1959 لكن ذلك لم يمنع الثورة من أن تستمر في هذه الربوع، بل كان دافعا لإعادة تنظيم الصفوف من جديد وهو ما تحقق بفضل رؤساء المناطق الذين كانوا على قدر كبير من الوعي والمسؤولية، وعلى دراية تامة بأن للضرورة أحكام، ولذلك قرروا في اجتماع جوان 1959 سد الفراغ الناجم عن استشهاد أعضاء مجلس الولاية السادسة، فعينوا مجلس ولائي جديد ومؤقت، يتكون من شعباني محمد رئيسا لمجلس الولاية، وكل من روينة محمد، الشريف خير الدين، عمر صخري وسليمان سليماني نوابا له مكلفون بمهمة محددة · وهكذا، اختار رؤساء المناطق شعباني محمد، لا لشيء سوى لكونه رجل الظروف الصعبة· وإن المؤرخين المنصفين يقدرون حقيقة هؤلاء المجاهدين الذين كانوا وراء هذا الخيار، فهم فقط من يحسن تقدير مثل هذه الظروف، ويحرص على تجنيب الثورة الفراغ الذي قد تنجر عنه الفوضى، أما هؤلاء الذي كانوا بعيدون عن ساحة الوغى، فلا يمكنهم فهم أو تقدير ذلك · والأجدر بهم أي البعيدون عن ساحة المعركة أن لا يكيلوا التهم دون دليل، فشعباني لم ينتهز هذه الفرصة مثلما قال العقيد، لتقلد منصب قيادة الولاية، فهذا المنصب القيادي كان ثمرة مسار ثوري، ولم يكن أبدا نتيجة لعمل انتهازي، لأن الثورة عمل ديناميكي · وللعلم فإن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وافقت على اختيار قادة المناطق، وعينت أعضاء هذا المجلس بناء على اقتراح من وزير الدفاع المرحوم كريم بلقاسم (أحد الرموز الخالدة للجزائر المقاتلة) وذلك وفق المادة 22 من قوانين المؤسسات المؤقتة للدولة الجزائرية، التي تخول للحكومة المؤقتة تعيين الضباط السامين وأعضاء قيادة الأركان ورؤساء البعثات الخارجية، كما تعين المرشحين لمناصب المسؤولية · وهذا يتناقض أيضا مع تصريحات العقيد التي تذهب فيها إلى أن العقيد بومدين هو الذي عين العقيد شعباني، فالتعيين كان بموجب المادة الأنفة الذكر، وليس من قبل شخص أنهى مهامه المرحوم بن خدة بصفته رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كما أنهى مهام أعضاء قيادة الأركان ((EMG و على رأسها بومدين، والوثائق موجودة على مستوى الأرشيف الوطني · أما فيما يخص منطقة الجنوب الكبير، والتي كانت، أحد رهانات الاستقلال، فنظرا لأهميتها أرسلت قيادة الولاية الخامسة، التي كانت قد استقرت بالمغرب (وجدة)، وبالاتفاق مع قيادة الأركان والحكومة المؤقتة، مجموعة من الضباط لتنظيم المقاومة فيها، وفك الخناق عن الولاية السادسة، التي عانت من أهوال بلونيس واللفيف الأجـــنبي، خـــاصة من تلك المجـــموعة المسمــــــاة >سرب كــــــلاب الأب الأســـــــود
ْ Meute de Papa Noizèa ، التي حاربت >الشلوح< بالمغرب، وكانت هذه الفرقة تتكون من الضباط التالية أسماؤهم:(2 ) 1 - عبد العزيز بوتفليقة: قائدا سياسيا وعسكريا 2 - عبد الله بلهوشات: مساعدا عسكريا 3 - دراية أحمد: مساعدا مكلفا بالاتصالات 4 - عيساني: مساعدا مكلفا بالتمويل 5 - مساعدية: مساعدا ومحافظا سياسيا 6 - موفق بودية نور الدين: مساعدا مكلفا بمراكز التدريب ولمزيد من التفاصيل وما دام العقيد يملك الخط الهاتفي المباشر لعبدقة (Abdeka) كما ناداه مؤخرا، فهذا الأخير يمكن أن ينير المؤرخين عن هذه الصفحة من تاريخ الجزائر، لأنه كان أحد الفاعلين في هذه الحقبة، حين كان العقيد في السجن · '' رهـان الصحـراء '' ويجرنا الحديث عن الولاية السادسة لتوضيح أهمية قضية الصحراء في حد ذاتها، وتبيان خطورة إخماد المقاومة فيها، لأن ذلك كان من أهم أغراض الاستعمار ليتسنى له الاستحواذ عليها، والمتفحص للمرجع الخاص بفصل الصحراء سوف تكتشف بأن تصريح ديغول ليوم 16/12/1959 الذي اقترح فيه على جبهة التحرير الوطني إجراء استفتاء بعد وقف دائم لإطلاق النار من أجل تقرير المصير، يستثني فيه أقاليم الصحراء، التي ستحتفظ بها فرنسا إذا ما اختار الجزائريون الاستقلال · كما أن الحكومة الفرنسية عبّرت عن هذه النوايا، وكشفت عن أهدافها من وراء ذلك، في جريدة البرلمان الفرنسي التي جاء فيها: >إن الصحراء هي الضامن لإستقلالنا الطاقوي· فهذه الأرض غنية بالغاز الطبيعي والبترول وهي كفيلة بضمان الاستقلال الطاقوي للأمم الغربية لقارتنا، وإذا مـــا تخلّت فرنسا عن الصحراء لصالح جبهة التحرير، فهذا يساوي الحكم بالإعدام على فرنسا مثلما خلصت إليه هذه الجريدة <· وهذا ما يفسر، لماذا جرت العديد من المحاولات لعزل الولاية السادسة من أجل منحها صفة الشريك الممتاز، كما تؤكد وثيقة فصل هذا الإقليم الكبير عن باقي الجزائر، ولكن مجلس الولاية السادسة الذي كان يرأسه محمد شعباني تفطن لهذا المخطط الخبيث، وندد بكافة محاولات الحكومة الفرنسية، بما في ذلك تلك التي كانت تهدف إلى جعل بني ميزاب شبه تجمع صغير مستقل ذاتيا على رأسه الشيخ بيوض، أي أنها كانت أيضا تسعى لإيجاد طائفة ذات امتيازات ! وإمعانا في هذا المخطط الاستعماري قررت فرنسا إنشاء وزارة صحراوية تحت إمّرة >ماكس لو جين )Max le Jeune < ، بميزانية خاصة، وذات شخصية معنوية، وغير تابعة للحاكم العام · وهذا ما بينه الجنرال ديغول من قوله: >يجب القول بأن استغلال البترول يجب أن يكون خاضعا لصلاحيات فرنسا، وأن مصالح الغرب مرتبطة بقوة باستغلال البترول، ولذلك يجب أن نبعدها عن أي تنازل سياسي، حتى ولو تحملنا من أجل ذلك أكبر عدد من الصعوبات < فهذا التصريح يكشف عن أهمية هذا الرهان، وعليه، فإن المنطق يقتضي من القيادة السياسية لجبهة التحرير تدعيم المقاومة في الجنوب، وهذا ما تم فيما بين 1959 و.1961 ولذلك طرح كل من جبهة التحرير وجيش التحرير مشروع الولاية السابعة بهدف إفشال المخطط الفرنسي الرامي إلى إنشاء دولة صحراوية تشمل كافة البلدان الواقعة تحت الاحتلال الفرنسي مثل المالي · ومن هنا، يعتبر حل الولاية السادسة، كما أشار العقيد، يصبّ في مصلحة الاستعمار، وهو ما لا يمكن أن توافق عليه الثورة، ولو من باب المقتضيات التكتيكية للمرحلة · '' المســار المشبوه '' إذا كان لا بد من ذكر المسار >الثوري<، فلا بد أن نذكّر القارىء أولا بانتماء العقيد للعائلة التي تعرف بعائلة جواد، وهي التي أمدت فرنسا، على الدوام، برجال ارتدوا بدلاتها العسكرية، ويعتبر والد العقيد مثالا صارخا لهؤلاء الذين قدّموا خدمات جليلة لفرنسا · النقطة الثانية التي يجب التأكيد عليها، ليعلم القارىء مدى أهلية العقيد لإصدار الأحكام على رجالات الثورة الجزائرية، هو محدودية مساره >الجهادي< في الزمان (12 شهرا) وفي المكان (تنس، مليانة بالولاية الرابعة) وهو مسار كما يخوله لمعرفة ما جرى فعلا بالولاية السادسة، حتى يؤكد خبر حلّها · نحن نعلم أنّ العقيد قد خدم تحت راية الاحتلال بصفته عسكري متطوع في الجيش الفرنسي منذ سنة 1948 وأنه تحصل على الجنسية الفرنسية، وحارب إلى جانبها ضد الفيتنام فيما بين 1949 ـ ,1952 وعاد بعد ذلك إلى الجزائر برتبة رقيب (سرجان )· وبعد فترة تكوين بمدرسة الضباط بسان مكسنت >Saint Maixent< بفرنسا رقي إلى رتبة ملازم، وفي عام 1957 عين قائدا لمركز أولاد مريم بسور الغزلان، ثم التحقتم بالثورة، والله وحده يعلم هل كان الغيض هو الدافع لإقدامه على ذلك أم كان إستراتيجية ما؟!· (3 ) غداة فراره من الجيش الفرنسي أسند له جيش التحرير منطقة تنس ـ مليانة بالولاية الرابعة مثلما يروي لنا التاريخ، وبعد إثنى عشرة شهرا التحق بجيش الحدود (1958) ليعود إلى ذات الولاية خلال صائفة 1960 لإنجاز مهمة بعينها (اعتبرها شخصيا غير مشرفة) غير أن توقيفه في 23 أكتوبر1960 برفقة المجاهد فلاح قد وضع حدا لمساره كـ: >متآمر< في أوساط جيش التحرير الوطني · ومن الصعب على المتتبع أن يفهم لماذا اغتيل الشهيد والبطل فلاح، رميا بالرصاص من مسافة قريبة، وقبل ذلك بسنة (1959) حظي الرائد الشهيد عمر ادريس بنفس الشرف الذي ناله البطل المحظوظ فلاح، أما العقيد فقد محاكمة من محاكمة أبقته على >قيد الحياة< داخل السجن إلى غاية الاستقلال؟ ! ولم يصبح خافيا على أحد أن المسافة الزمنية بين المحاكمة بالمدية والسجن في فرنسا لم تكن من دون مهام، فقد تم تحويله مباشرة إلى فرنسا بقرار من وزير العدل >إدموند ميشليه Edmond Michelet< بطلب من الإليزيه · والسؤال الذي يتبادر للذهن هو هل يمكن أن يكون انتماء العقيد لعائلة مقربة من فرنسا منذ عقود من الزمن مبررا كافيا لمثل هذا >الإجراء رحيم<؟· أم أن الأمر يخفي أشياء أخرى؟· فبعد يوم من إلقاء القبض عليه دق >24 أكتوبر< ناقوس الخطر من خلال توجيهكم للبرقية التالية إلى رئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس تقولون فيها: >إن جيش التحرير أصبح معزولا، ومحروما من التموين والعتاد، وأن الشعب يطالب بإلحاح بالسلم<؟ ! كما أنتقد العقيد زيارته (بن خدة) الأخيرة إلى بيكين وموسكو بقوله: نحن نقف بكل قوة ضد الغزو الشيوعي··· قف·· وأطلب منكم للمرة الأخيرة وباسم جيش التحرير الوطني والشعب أن تستأ نفوا فورا المفاوضات مع الحكومة الفرنسية من أجل إيجاد حل سريع للمأساة الجزائرية··· قف·· وبوصفها ولاية نموذجية، فإن الولاية الرابعة ستتكفل بتأسيس هيئة عليا داخل التراب الوطني تتولى المفاوضات مع الجنرال ديغول حول مستقبل الجزائر···قف·· وأكرر للمرة الثانية أن ضميري هو الذي دفعني لتبني هذه اللهجة، وأخشى أنكم تجهلون تماما ما يجري داخل الجزائر؛ فعليكم إذن باتخاذ القرار قبل فوات الأوان، وفي حالة العكس فأنني لن أتحمل أية مسؤولية عما قد ينجر عن ذلك <· فهذا الاقتراح الصادر عن أحد المقربين من بومدين يذكرنا بمحاولة سي صالح (العقيد زعموم) التي سبقت هذا التصريح بأربعة شهور، ورفضتها حينها قيادة جبهة التحرير · و لن نجد مثل الرائد بورقعة الثوري الأصيل بالولاية الرابعة ومساعد قائد الولاية منْ يفسر لنا مثل هذه التصريحات، وذلك من خلال تقديمه تعريفا دقيقا عن شخص العقيد، فهو يرسم في كتابه >شاهد على اغتيال ثورة< في الصفحة 126 صورة مثيرة لشخصيته كمبعوث لقيادة الأركان العامة إلى الولاية الرابعة في شهر جوان 1962 رفقة قايد أحمد فيقول: >القدر الذي كان فيه قايد أحمد صريحا وشجاعا ويعرف ماذا يريد، بالقدر نفسه كان ابن الشريف ماكرا وكذابا ومخادعا ومتاجرا، فضلا عن صفة الحماقة الممزوجة بانعدام الشجاعة لديه >········< فقدا كان الفار الوحيد من الجيش الفرنسي (AF) الذي تقلد منصب عضو المجلس الوطني للثورة الجزائرية ·(NRA) ولإلقاء الضوء على شخصية العقيد مرة أخرى يمكن الرجوع إلى كتاب الجنرال >موريس فافر Faivre مكيْفح< المعنون >الأرشيف غير المنشور للسياسة الجزائرية 1962/1958 <>

5 - أنظر إلى المسار كما تظهره الخريطة المرفقة

إقرأوا وأستمتعوا




ضريبة الأبواب العالية

عبد الرزاق بوكبة
> الاسم عالي، والمربط خالي< / واحدٌ من الأمثال الشعبية التي تعلّمتها صغيرا في القرية، وقد تذكّرته بعد أن قرأت ما كتبه صديقي الأستاذ سليمان بخليلي في العدد الماضي، مقدِّما تصريحا شرفيا بممتلكاته بعد الإيمايل الذي ورد إليه
من القارئ الوناس· م، الذي يقول فيه إنه أثرى من عمله في التلفزيون، بحيث أصبحت فيلاته وعقاراته وسياراته، لا تُعدّ ولا تُحصى في مختلف الولايات، ما استفزَّ سليمانَ وجعله ـ وهو البدوي المتخلِّق ـ يلجأ إلى القسم بالله العظيم إن يديه لم تقبضا مبلغا أكبر من عشرين ألف دينار جزائري دفعة واحدة!، [في هذه أنا أتفوق على صديقي، بحيث قبضت الأسابيع الفارطة 150 ألف دينار في إطار جائزة رئيس الجمهورية لأدب الشباب]· والغريب أن هذا القارئ الفاضل وضعني مع صديقي سليمان بخليلي في المقام نفسه من التهمة، رغم أن الفارق واضح بيننا من حيث السنّ والتجربة وحتى المال، حيث أعترفُ بأنه يتفوق عليّ في هذه الثلاثية بجدارة لا أحسده عليها لأنني أحبّه وأحترم إنسانيته وعملَه· والسؤال الذي كان من المفروض أن يطرحه الوناس· م على نفسه حتى لا يخسر موضوعيتَه: هل كثير على شابَّيْن جزائريين مثل بخليلي وبوكبة، ـ بعد الذي قدّماه والذي هما مؤهلان لأن يقدّماه للثقافة في هذا البلد إذا طالت الأعمار [مع إثبات الفارق دائما في تجربتيهما] ـ، أن يكونا ثريين كما ذهب إليه، خاصة إذا راعى معطىً جزائريا بامتياز مفاده أن الآلاف من الأثرياء الجدد كانوا قبل العشرية السوداء لا يملكون إلا ما يقبضونه من آبائهم وأمهاتهم من مصروف، ولعلّ عبد المؤمن خليفة وعبد الرحمن عاشور، أحسن نموذجين على ذلك، هذا إذا كانت التهمة صحيحة، أما إذا كانت باطلة كما هي فعلا، فإن وقعها مؤلم على النفس الأبية، تماما مثل رجل يخرج متخفيا في الليل حاملا صدقاته إلى البيوت الفقيرة، فيقالَ عنه إنه خرج ليباشر غزواتٍ جنسيةً في بيوت الناس · والواقع أنها ليست المرةَ الأولى التي أسمع أو أقرأ فيها مثل هذا الكلام منذ أصبحتُ >أنفا تليفزيونيا< دون وساطة من أحد طبعا، ذلك أن الكثير من أبناء قريتي والأصدقاء العاديين، يعتقدون أنني أصبحت ثريا فعلا، وأنني إنما لا أزور القرية أو أتنقل في المدينة بدون سيارة خاصةٍ تواضعا مني أو تهربا من العين، غير أنيَ لا ألومهم ـ بحكم أن اعتقادهم هذا مُتأتٍ من عدم إلمامهم بالمعطيات، مستندين إلى المظاهر من قبيل أنهم يشاهدونني في الأسبوع الواحد مرتين في التلفزة، ويسمعونني في الراديو ثلاث مرات ويقرؤونني في الجرائد أكثر من مرة ـ بالقدر الذي ألوم فيه الأصدقاء الذين يعرفون الحقيقة جيدا، حيث قال عني أحدهم قبل شهور في >الشروق اليومي< إنني أصبحت ـ بعد أن دخلتُ مرحلة الثراء ـ أتنكر لأصدقائي القدامى، وإنني بتّ أتكبّر على المطاعم والحافلات البسيطة!!، بل إن بعض الأصدقاء من الكتّاب والفنانين ـ خاصة من المدن الداخلية ـ يعتقدون أنني واحد من الذين أضافوا إلى أرصدتهم المالية مبالغَ ضخمةً في إطار عاصمة الثقافة العربية، بحكم طبيعة نشاطي ونفوذي وعلاقاتي، بما في ذلك نفوذي مع السيدة الوزيرة، وقد قالها لي أحدهم صراحة قبل شهرين، فقلت له: سمعت بأنك ستتزوج قريبا، وأنا مستعد لأن أدفع لك تكاليف المهر والعرس وشهر العسل في إسبانيا، غير أني في الواقع لم أُدْعَ حتى لحضور النشاطات التي تدخل في مجال اهتمامي المباشر!، فكيف بالاستفادة من المال وباقي الامتيازات؟!، بل إنني صرفت من جيبي ـ وأنا هنا أملك شهودا عدولا دون الاضطرار إلى القسَم ـ ملايين الدينارات على الأصدقاء من الضيوف العرب، فقط حتى لا يأخذوا انطباعا سيئا عن وطني، وقد تُركوا ـ في إطار ثقافة الإهمال أحيانا، أو في إطار الصراعات الشللية أحيانا أخرى ـ بلا دليل مثقف يسيحون معه في البلاد، وقد تمكنت بفضل تلك المرافقات، أن أجهض كثيرا من الحرائق الإعلامية التي كان بإمكانها أن تشوّه بلدي· لكن هل أنا نادم أو قلق أو حزين على هذا الوضع الذي أنا فيه: الاسم عالي والمربط خالي؟/ عاشت الأسماء··· عاشت الجزائر، والشكوى لغير اللّه مذل



قصة الولاية السادسة وإعدام العقيد محمد شعباني
الولاية المغيبة: المؤامرات ·· الدسائس والاتهامات
'' العقيد بن شريف خدم تحت راية الاحتلال وتحصل على الجنسية الفرنسية !''
أرسل إلينا السيد عبد الرحمان شعباني شقيق العقيد محمد شعباني مقالا مطولا وهو عبارة شبه دراسة جمع فيها ما بين الشهادة الذاتية والبحث التاريخي حول موضوعين مترابطين ومتلازمين هما الولاية السادسة ودورها في الثورة وترأس العقيد محمد شعباني لها وكيف سارت الأمور بعد الاستقلال وكيف تطورت إلى أن وصلت إلى تلك النهاية المفجعة·· من جهتنا حاولنا تخليص ما أرسل به لنا السيد عبد الرحمان من بعض منا نعتقد أحكام ذاتية جدا >لا تفيد لا الوطن ولا التاريخ ولا الحقيقة <· بقلم عبد الرحمان شعباني نظرا للتصريحات التي يدلي بها العقيد أحمد بن شريف هنا وهناك فيما يخص قضية العقيد المرحوم محمد شعباني والولاية السادسة التاريخية، يطيب لي -بصفتي شقيق المرحوم العقيد شعباني- أن أورد بعض الملاحظات، مع تقديم بعض التوضيحات، وتصحيح بعض المغالطات، وفي ذات الوقت عرض المسار الثوري لهذا الرجل، ومعرفة مدى أهليته لتفسير بعض الوقائع أو إدانة بعض الأشخاص · الولاية السادسة : '' ضرورة استراتيجية '' أول ما يمكن تسجيله هو استخفاف العقيد بن شريف بأهمية الولاية السادسة، وعدم تقدير لدورها الإستراتيجي، مما جعله تعتبروها قد حلّت، فضلا عن تطوّعه باتهام قادة هذه الولاية بالسيطرة على القيادة وبالانتهازية وغير ذلك من الاتهامات لرموز هذه الثورة، الذين تخرجوا من أكاديميات الجبال · في البداية يجدر التأكيد أن الولاية السادسة لم تُحل أبدا، ولكنها كانت عرضة للمؤامرات والدسائس وللاتهامات كما هو معلوم·· وبالطبع كان العدو الاستعماري أبرز المناوئين لهذه الولاية، فقد قضي على قيادتها يوم 29 مارس 1959 أثناء معركة (جبل ثامر) الذي يقع على مسافة تقدر بحوالي 30 كلم شرق بوسعادة (1) وهو المكان الذي أضحى شبه مقدس لأنه شهد مقتل اثنين من أشهر وأنبل أبناء الجزائر المقاتلة، كما شهد إلقاء القبض على الرائد إدريس عمر الذي ألقى عليه العدو القبض جريحا، وحوّل إلى ثكنة الجلفة وأعدم فيها دون محاكمة، وكما تعلم، العقيد ابن شريف، فإن الجيش الفرنسي لا يقبل المساجين من >الفلاقة<، وربما لعبت >الأقدار العقيد الحميدة< دورها في تجنيب العقيد هذا المصير أو ربما هذا الشرف كما سنبين للقارىء فيما بعد · وبالرغم من نجاح العدو في القضاء على مجلس الولاية السادسة في ,1959 لكن ذلك لم يمنع الثورة من أن تستمر في هذه الربوع، بل كان دافعا لإعادة تنظيم الصفوف من جديد وهو ما تحقق بفضل رؤساء المناطق الذين كانوا على قدر كبير من الوعي والمسؤولية، وعلى دراية تامة بأن للضرورة أحكام، ولذلك قرروا في اجتماع جوان 1959 سد الفراغ الناجم عن استشهاد أعضاء مجلس الولاية السادسة، فعينوا مجلس ولائي جديد ومؤقت، يتكون من شعباني محمد رئيسا لمجلس الولاية، وكل من روينة محمد، الشريف خير الدين، عمر صخري وسليمان سليماني نوابا له مكلفون بمهمة محددة · وهكذا، اختار رؤساء المناطق شعباني محمد، لا لشيء سوى لكونه رجل الظروف الصعبة· وإن المؤرخين المنصفين يقدرون حقيقة هؤلاء المجاهدين الذين كانوا وراء هذا الخيار، فهم فقط من يحسن تقدير مثل هذه الظروف، ويحرص على تجنيب الثورة الفراغ الذي قد تنجر عنه الفوضى، أما هؤلاء الذي كانوا بعيدون عن ساحة الوغى، فلا يمكنهم فهم أو تقدير ذلك · والأجدر بهم أي البعيدون عن ساحة المعركة أن لا يكيلوا التهم دون دليل، فشعباني لم ينتهز هذه الفرصة مثلما قال العقيد، لتقلد منصب قيادة الولاية، فهذا المنصب القيادي كان ثمرة مسار ثوري، ولم يكن أبدا نتيجة لعمل انتهازي، لأن الثورة عمل ديناميكي · وللعلم فإن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وافقت على اختيار قادة المناطق، وعينت أعضاء هذا المجلس بناء على اقتراح من وزير الدفاع المرحوم كريم بلقاسم (أحد الرموز الخالدة للجزائر المقاتلة) وذلك وفق المادة 22 من قوانين المؤسسات المؤقتة للدولة الجزائرية، التي تخول للحكومة المؤقتة تعيين الضباط السامين وأعضاء قيادة الأركان ورؤساء البعثات الخارجية، كما تعين المرشحين لمناصب المسؤولية · وهذا يتناقض أيضا مع تصريحات العقيد التي تذهب فيها إلى أن العقيد بومدين هو الذي عين العقيد شعباني، فالتعيين كان بموجب المادة الأنفة الذكر، وليس من قبل شخص أنهى مهامه المرحوم بن خدة بصفته رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كما أنهى مهام أعضاء قيادة الأركان ((EMG و على رأسها بومدين، والوثائق موجودة على مستوى الأرشيف الوطني · أما فيما يخص منطقة الجنوب الكبير، والتي كانت، أحد رهانات الاستقلال، فنظرا لأهميتها أرسلت قيادة الولاية الخامسة، التي كانت قد استقرت بالمغرب (وجدة)، وبالاتفاق مع قيادة الأركان والحكومة المؤقتة، مجموعة من الضباط لتنظيم المقاومة فيها، وفك الخناق عن الولاية السادسة، التي عانت من أهوال بلونيس واللفيف الأجـــنبي، خـــاصة من تلك المجـــموعة المسمــــــاة >سرب كــــــلاب الأب الأســـــــود
ْ Meute de Papa Noizèa ، التي حاربت >الشلوح< بالمغرب، وكانت هذه الفرقة تتكون من الضباط التالية أسماؤهم:(2 ) 1 - عبد العزيز بوتفليقة: قائدا سياسيا وعسكريا 2 - عبد الله بلهوشات: مساعدا عسكريا 3 - دراية أحمد: مساعدا مكلفا بالاتصالات 4 - عيساني: مساعدا مكلفا بالتمويل 5 - مساعدية: مساعدا ومحافظا سياسيا 6 - موفق بودية نور الدين: مساعدا مكلفا بمراكز التدريب ولمزيد من التفاصيل وما دام العقيد يملك الخط الهاتفي المباشر لعبدقة (Abdeka) كما ناداه مؤخرا، فهذا الأخير يمكن أن ينير المؤرخين عن هذه الصفحة من تاريخ الجزائر، لأنه كان أحد الفاعلين في هذه الحقبة، حين كان العقيد في السجن · '' رهـان الصحـراء '' ويجرنا الحديث عن الولاية السادسة لتوضيح أهمية قضية الصحراء في حد ذاتها، وتبيان خطورة إخماد المقاومة فيها، لأن ذلك كان من أهم أغراض الاستعمار ليتسنى له الاستحواذ عليها، والمتفحص للمرجع الخاص بفصل الصحراء سوف تكتشف بأن تصريح ديغول ليوم 16/12/1959 الذي اقترح فيه على جبهة التحرير الوطني إجراء استفتاء بعد وقف دائم لإطلاق النار من أجل تقرير المصير، يستثني فيه أقاليم الصحراء، التي ستحتفظ بها فرنسا إذا ما اختار الجزائريون الاستقلال · كما أن الحكومة الفرنسية عبّرت عن هذه النوايا، وكشفت عن أهدافها من وراء ذلك، في جريدة البرلمان الفرنسي التي جاء فيها: >إن الصحراء هي الضامن لإستقلالنا الطاقوي· فهذه الأرض غنية بالغاز الطبيعي والبترول وهي كفيلة بضمان الاستقلال الطاقوي للأمم الغربية لقارتنا، وإذا مـــا تخلّت فرنسا عن الصحراء لصالح جبهة التحرير، فهذا يساوي الحكم بالإعدام على فرنسا مثلما خلصت إليه هذه الجريدة <· وهذا ما يفسر، لماذا جرت العديد من المحاولات لعزل الولاية السادسة من أجل منحها صفة الشريك الممتاز، كما تؤكد وثيقة فصل هذا الإقليم الكبير عن باقي الجزائر، ولكن مجلس الولاية السادسة الذي كان يرأسه محمد شعباني تفطن لهذا المخطط الخبيث، وندد بكافة محاولات الحكومة الفرنسية، بما في ذلك تلك التي كانت تهدف إلى جعل بني ميزاب شبه تجمع صغير مستقل ذاتيا على رأسه الشيخ بيوض، أي أنها كانت أيضا تسعى لإيجاد طائفة ذات امتيازات ! وإمعانا في هذا المخطط الاستعماري قررت فرنسا إنشاء وزارة صحراوية تحت إمّرة >ماكس لو جين )Max le Jeune < ، بميزانية خاصة، وذات شخصية معنوية، وغير تابعة للحاكم العام · وهذا ما بينه الجنرال ديغول من قوله: >يجب القول بأن استغلال البترول يجب أن يكون خاضعا لصلاحيات فرنسا، وأن مصالح الغرب مرتبطة بقوة باستغلال البترول، ولذلك يجب أن نبعدها عن أي تنازل سياسي، حتى ولو تحملنا من أجل ذلك أكبر عدد من الصعوبات < فهذا التصريح يكشف عن أهمية هذا الرهان، وعليه، فإن المنطق يقتضي من القيادة السياسية لجبهة التحرير تدعيم المقاومة في الجنوب، وهذا ما تم فيما بين 1959 و.1961 ولذلك طرح كل من جبهة التحرير وجيش التحرير مشروع الولاية السابعة بهدف إفشال المخطط الفرنسي الرامي إلى إنشاء دولة صحراوية تشمل كافة البلدان الواقعة تحت الاحتلال الفرنسي مثل المالي · ومن هنا، يعتبر حل الولاية السادسة، كما أشار العقيد، يصبّ في مصلحة الاستعمار، وهو ما لا يمكن أن توافق عليه الثورة، ولو من باب المقتضيات التكتيكية للمرحلة · '' المســار المشبوه '' إذا كان لا بد من ذكر المسار >الثوري<، فلا بد أن نذكّر القارىء أولا بانتماء العقيد للعائلة التي تعرف بعائلة جواد، وهي التي أمدت فرنسا، على الدوام، برجال ارتدوا بدلاتها العسكرية، ويعتبر والد العقيد مثالا صارخا لهؤلاء الذين قدّموا خدمات جليلة لفرنسا · النقطة الثانية التي يجب التأكيد عليها، ليعلم القارىء مدى أهلية العقيد لإصدار الأحكام على رجالات الثورة الجزائرية، هو محدودية مساره >الجهادي< في الزمان (12 شهرا) وفي المكان (تنس، مليانة بالولاية الرابعة) وهو مسار كما يخوله لمعرفة ما جرى فعلا بالولاية السادسة، حتى يؤكد خبر حلّها · نحن نعلم أنّ العقيد قد خدم تحت راية الاحتلال بصفته عسكري متطوع في الجيش الفرنسي منذ سنة 1948 وأنه تحصل على الجنسية الفرنسية، وحارب إلى جانبها ضد الفيتنام فيما بين 1949 ـ ,1952 وعاد بعد ذلك إلى الجزائر برتبة رقيب (سرجان )· وبعد فترة تكوين بمدرسة الضباط بسان مكسنت >Saint Maixent< بفرنسا رقي إلى رتبة ملازم، وفي عام 1957 عين قائدا لمركز أولاد مريم بسور الغزلان، ثم التحقتم بالثورة، والله وحده يعلم هل كان الغيض هو الدافع لإقدامه على ذلك أم كان إستراتيجية ما؟!· (3 ) غداة فراره من الجيش الفرنسي أسند له جيش التحرير منطقة تنس ـ مليانة بالولاية الرابعة مثلما يروي لنا التاريخ، وبعد إثنى عشرة شهرا التحق بجيش الحدود (1958) ليعود إلى ذات الولاية خلال صائفة 1960 لإنجاز مهمة بعينها (اعتبرها شخصيا غير مشرفة) غير أن توقيفه في 23 أكتوبر1960 برفقة المجاهد فلاح قد وضع حدا لمساره كـ: >متآمر< في أوساط جيش التحرير الوطني · ومن الصعب على المتتبع أن يفهم لماذا اغتيل الشهيد والبطل فلاح، رميا بالرصاص من مسافة قريبة، وقبل ذلك بسنة (1959) حظي الرائد الشهيد عمر ادريس بنفس الشرف الذي ناله البطل المحظوظ فلاح، أما العقيد فقد محاكمة من محاكمة أبقته على >قيد الحياة< داخل السجن إلى غاية الاستقلال؟ ! ولم يصبح خافيا على أحد أن المسافة الزمنية بين المحاكمة بالمدية والسجن في فرنسا لم تكن من دون مهام، فقد تم تحويله مباشرة إلى فرنسا بقرار من وزير العدل >إدموند ميشليه Edmond Michelet< بطلب من الإليزيه · والسؤال الذي يتبادر للذهن هو هل يمكن أن يكون انتماء العقيد لعائلة مقربة من فرنسا منذ عقود من الزمن مبررا كافيا لمثل هذا >الإجراء رحيم<؟· أم أن الأمر يخفي أشياء أخرى؟· فبعد يوم من إلقاء القبض عليه دق >24 أكتوبر< ناقوس الخطر من خلال توجيهكم للبرقية التالية إلى رئيس الحكومة المؤقتة فرحات عباس تقولون فيها: >إن جيش التحرير أصبح معزولا، ومحروما من التموين والعتاد، وأن الشعب يطالب بإلحاح بالسلم<؟ ! كما أنتقد العقيد زيارته (بن خدة) الأخيرة إلى بيكين وموسكو بقوله: نحن نقف بكل قوة ضد الغزو الشيوعي··· قف·· وأطلب منكم للمرة الأخيرة وباسم جيش التحرير الوطني والشعب أن تستأ نفوا فورا المفاوضات مع الحكومة الفرنسية من أجل إيجاد حل سريع للمأساة الجزائرية··· قف·· وبوصفها ولاية نموذجية، فإن الولاية الرابعة ستتكفل بتأسيس هيئة عليا داخل التراب الوطني تتولى المفاوضات مع الجنرال ديغول حول مستقبل الجزائر···قف·· وأكرر للمرة الثانية أن ضميري هو الذي دفعني لتبني هذه اللهجة، وأخشى أنكم تجهلون تماما ما يجري داخل الجزائر؛ فعليكم إذن باتخاذ القرار قبل فوات الأوان، وفي حالة العكس فأنني لن أتحمل أية مسؤولية عما قد ينجر عن ذلك <· فهذا الاقتراح الصادر عن أحد المقربين من بومدين يذكرنا بمحاولة سي صالح (العقيد زعموم) التي سبقت هذا التصريح بأربعة شهور، ورفضتها حينها قيادة جبهة التحرير · و لن نجد مثل الرائد بورقعة الثوري الأصيل بالولاية الرابعة ومساعد قائد الولاية منْ يفسر لنا مثل هذه التصريحات، وذلك من خلال تقديمه تعريفا دقيقا عن شخص العقيد، فهو يرسم في كتابه >شاهد على اغتيال ثورة< في الصفحة 126 صورة مثيرة لشخصيته كمبعوث لقيادة الأركان العامة إلى الولاية الرابعة في شهر جوان 1962 رفقة قايد أحمد فيقول: >القدر الذي كان فيه قايد أحمد صريحا وشجاعا ويعرف ماذا يريد، بالقدر نفسه كان ابن الشريف ماكرا وكذابا ومخادعا ومتاجرا، فضلا عن صفة الحماقة الممزوجة بانعدام الشجاعة لديه >········< فقدا كان الفار الوحيد من الجيش الفرنسي (AF) الذي تقلد منصب عضو المجلس الوطني للثورة الجزائرية ·(NRA) ولإلقاء الضوء على شخصية العقيد مرة أخرى يمكن الرجوع إلى كتاب الجنرال >موريس فافر Faivre مكيْفح< المعنون >الأرشيف غير المنشور للسياسة الجزائرية 1962/1958 <>

5 - أنظر إلى المسار كما تظهره الخريطة المرفقة


عرفت هؤلاء

مذكرات بلعيد عبد السلام: نهاية مهام حكومتي وعواقبها (24)تاريخ المقال 13/08/2007أود الآن أن أخوض في الجدل الذي خص مسألة نجاح أو إخفاق السياسة الاقتصادية لحكومتي التي لم تعمر إلا 13 شهرا وبضعة أيام، فأبدأ بما ورد في ذات الخلاصة التي ألحقتها بمشروع برنامج عمل حكومتي، وجاء كالآتي :" تحدد الحكومة، هكذا، الأهداف التي ترسمها لنشاطها، كما تعلن بوضوح الوسائل والسبل التي تنوي اعتمادها من أجل القيام بمهامها. الأضرار التي لحقت بالبلاد في المجالين الاقتصادي والاجتماعي عميقة ولا يمكن تقويمها بعصا سحرية ولا في وقت قصير. وإذا كان من الممكن الأمل في نتائج ملموسة في أجل قريب نسبيا في ما يخص معالجة الأزمة، فإن الخروج النهائي من هذه الأزمة والتسوية الفعلية للمشاكل التي كانت السبب فيها لا يمكن تصوره إلا على المديين المتوسط والبعيد. وبعبارة أخرى، نحن في حاجة إلى وقت من أجل هذا الخروج النهائي ؛ مما يجعل الوقت عاملا حاسما في كل مسعى يكون هدفه الوحيد خلاص الجزائر". وعليه، لقد حذرت ، منذ البداية، أن حكومتي لا يمكن أن تظهر وتقدَّر قيمة نتائج نشاطاتها إلا على المديين المتوسط والبعيد. إلا هذا الحكومة – التي طلبت مهلة بضع سنوات من أجل التمكن من تطبيق برنامج عملها – ما لبثت أن أُنهيت مهامها بعد 13 شهرا و10 أيام فقط. إن الذين نصبوا حكومتي ووافقوا على برنامجها وأقروا بضرورة المدة المطلوبة منها ثم ما لبثوا أن أنهوا مهامها سنة ونيف بعد تعيينها، لم يروا، إلى حد الآن، أي داع لإبلاغ الجزائريين بالأسباب التي أدت بهم إلى تغيير رأيهم. يظل هؤلاء، مثل الجنرال تواتي، مكتفين بتكرار ادعائهم أن حكومتي أنهيت مهاما لأنها "أخفقت في سياستها الاقتصادية"، لكن من دون توضيح هذا الإخفاق لأنهم لو أرادوا، فعلا، أن يبقوا منطقيين مع أنفسهم لما أمكنهم الحكم على هذه السياسة بالإخفاق إلا بالرجوع إلى البرنامج الذي وافقوا عليه وعلى أساس معطيات ملموسة يمكن أن يفهمها الجميع. إن قرار إنهاء مهام حكومتي كان بمثابة فسخ العقد من طرف واحد. لقد كان هذا العقد معنويا ومكتوبا معا. عقد معنوي، لأن العرض المتعلق بترؤسي الحكومة لم يتم اقتراحه إلا بعد الاستماع إلى أرائي حول طبيعة الأزمة التي كانت بلادنا تعيشها آنذاك وحول إيجاد الحلول للمشاكل التي كانت السبب في هذه الأزمة، إضافة إلى مسألة الوقت اللازم لذلك. عقد مكتوب، لأنه تجسد من خلال برنامج العمل الذي قدمته للمجلس الأعلى للدولة للموافقة عليه والذي تبلورت فيه الأفكار التي كنت قد عبرت عنها شفويا أمام من دعاني إلى المنصب وحصل على موافقة هؤلاء رسميا. صحيح، العقد ليس نصا مقدسا. إنه قابل للتعديل أو الإلغاء في أي وقت. لكن العقد الذي نتحدث عنه تعلق بمصير الجزائريين في جميع مناحي الحياة ؛ لذلك لا يمكن إخفاء الأسباب التي أدت إلى إلغائه عن الشعب، على الأقل كي نصدق ما يظل هؤلاء يدعونه من أننا نعيش في جمهورية وديمقراطية يُفترض فيها تجسيد معايير الإعلام للجميع والشفافية. أظن أن هذا النص سيفيد الجزائريين بوقائع ومعلومات، لا يعرفونها فقط، وإنما كان هناك سعي لإخفائها وتغليط الناس بشأنها. أحد المسؤولين عن هذا الإخفاء وهذا التغليط هو الجنرال تواتي بالذات كما سنرى في ما بعد. بقي أن نعرف الظروف التي وقع فيها اتخاذ قرار تنحيتي إضافة إلى محاولة فهم ما قام به المدبرون الحقيقيون بعد هذه التنحية. أولا، علاقاتي بالمجلس الأعلى للدولة منذ اجتماع 18 جويلية 1993 والاجتماع الضيق المنعقد يومين من بعد. كما هو معلوم، استمرت المحادثات مع واحد من المساعدين المباشرين للجنرال خالد نزار، وقد خصت، أساسا، التعديل الحكومي وتم الاتفاق حول عدد من الأسماء بينما وقع الاختلاف حول أسماء أخرى. كما تناولت المحادثات أيضا، وبصفة ثانوية، مسائل اقتصادية كان يظن مخاطبي أثناءها أن صندوق النقد الدولي سيمنح الجزائر مبالغ مالية ضخمة تمكنها من التغلب على البطالة وبالتالي من تقليص عدد الشباب ممن قد يغرهم الالتحاق بصفوف التمرد والتخريب. أذكر أن هذه المحادثات وقعت بعد الاجتماع مع المجلس الأعلى لدولة في 18 جويلية، أي أثناء العطلة القصيرة التي تلت هذا الاجتماع والتي كان من المقرر أن تستمر إلى غاية نهاية النصف الأول من شهر أوت. هذا المساعد، وكان واحدا من الجنرالات القادة على مستوى وزارة الدفاع، كلفه الجنرال خالد نزار، قبل الذهاب في عطلة، مواصلة الحديث معي حول تلك المسائل التي تم تناولها معه والبحث عما إذا كان هناك حل وسط بشأنها. ثانيا، مسالة تنظيم ملتقى حول الخيارات الاقتصادية ورهاناتها. في أواخر جويلية أو أوائل أوت، أعلنت، من خلال بلاغ، خبر تنظيم ملتقى، في شهر سبتمبر الموالي، حول الخيارات الاقتصادية ورهاناتها موضحا أن هذا الملتقى كان مفتوحا لكل من كانوا مهتمين بالمسائل الاقتصادية وأن جلساته ستكون مفتوحة لجميع الصحف ومنقولة مباشرة عبر شاشة التليفزيون. بعض من المعارضين لسياستي ظنوا في هذا الإعلان مناورة الغاية منها تحميل غيري مسؤولية اللجوء إلى صندوق النقد الدولي في حالة إقراره من أجل إعادة جدولة ديوننا الخارجية. وسواء كانوا قاصدين دعاية كاذبة أو سوء التقدير لإخفاء ما كانوا يفكرون فيه فعلا، أراد خصومي حمل الناس على الاعتقاد أنني وصلت إلى الاقتناع ألا حل آخر غير اللجوء إلى صندوق النقد الدولي للخروج من المأزق الذي وضعت نفسي فيه وأنني لم أرِد، من خلال تنظيم الملتقى المذكور، سوى القيام بمحاولة يائسة الهدف منها تحميل غيري مسؤولية إعادة الجدولة وما كان منتظرا منها من عواقب وخيمة على مواطنينا. هؤلاء الذين أجهزوا على حكومتي، كانوا ينسبون إلى نوايا دعاة إعادة الجدولة، هؤلاء الدعاة الذين كانوا يبحثون عن عذر لتغطية الغدر الذي كانوا مقدمين عليه ضد الشعب الجزائري. لذلك، وفي بلاغ ثان أذيع في جميع وسائل الإعلام، وضحت أن مشروع الملتقى كان باتفاق مع المجلس الأعلى للدولة. وفعلا، لقد تبنيت نفس الفكرة التي أدلى لي بها الجنرال خالد نزار من قبل في شكل سؤال : "لماذا لم يتم تنظيـم ملتقى حول المسائـل الاقتصاديـة؟" أثناء مأدبة الغداء المذكورة التي جمعتنا بمقر إقامة الرئيس على كافي. وكما قلت من قبل، رددت على الجنرال خالد نزار هكذا : "متفق ! لكن شرط أن تنقل أشغال المؤتمر على المباشر في شاشة التليفزيون.". فما كان له إلا أن أجابني ببساطة : "لم لا ؟". بناء على ذلك، أعلنت تنظيم الملتقى في شهر سبتمبر مع نقل أشغاله مباشرة على شاشة التليفزيون إلى جانب الصحافة المتواجدة بالقاعة. لم يتأخر خصومي بشأن السياسة الاقتصادية في الرد على التحدي، لكن هذه المرة من جانب المجلس الأعلى للدولة على لسان رضا مالك الذي كان يشترط أمرين : - ألا يكون النقل عبر التليفزيون والصحف مباشرة وإنما من خلال عروض تتم صياغتها بعد كل جلسة ؛ - ألا تكون المناقشات تحت رئاستي وإنما تحت رئاسة شخصية أخرى بحجة ضرورة سير هذه المناقشة في جو من الحياد. أما أنا فقد رفضت هاذين الشرطين للأسباب الآتي ذكرها : أ‌. في ما يتعلق بالنقل المباشر للمناقشات على شاشة التليفزيون، الإذاعة والصحافة المكتوبة المعتمدة بالملتقى، حرصت كل الحرص على فضح وامتحان صدق من ظلوا طيلة سنة كاملة يهاجمونني بحدة بسبب السياسة الاقتصادية لحكومتي ولم ينقطعوا عن الطعن في شخصي ونشاطاتي. كما أردت، على وجه الخصوص، مطاردة أنصار إعادة الجدولة إلى آخر معقل لهم، مركزا في تدخلاتي على النقاط الآتية : - جرد لاحتياجات الجزائر من الواردات، سواء بالنسبة إلى الاستهلاك العادي للسكان أو بالنسبة إلى دعم النشاطات الإنتاجية ومتطلبات التنمية ؛ - تطور مديونيتنا الخارجية والوضعية الفعلية للجزائر في مجال المخزون من العملة الصعبة للتسديدات الخارجية، مع إعلام الجميع، في وضح النهار وبلغة يفهمها كافة المواطنين. هكذا، كان بوسع كل واحد أن يعرف الطريقة المستعملة، منذ صيف 1993، في ضمان تغطية حاجيات اقتصادينا الأساسية. بفضل توضيح هذه الجوانب الثلاثة (وسائل التسديد الخارجية، المديونية الخارجية، تغطية مواردنا الأساسية)، كان بإمكان الجميع أن يدرك كيف أن وضعنا كان، حقيقة، صعبا لكن لم يكن أبدا مستحيلا ؛ - الآثار الفعلية للحلول المنتظر الحصول عليها جراء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. أولا، في ما يخص الأرقام الفعلية الممثلة للمساعدة الإضافية السنوية من أجل رفع قدراتنا في مجال استيراد المواد الأولية، المواد نصف المصنعة وقطع الغيار الضرورية للانطلاقة الاقتصادية. ثانيا، كشف فحوى الشروط المفروضة من طرف صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على حلول بفضل تدخله. لقد كان بإمكان الجزائريين، هكذا، معرفة ما كانوا بصدده بسبب الآثار المترتبة على ذلك العلاج القاسي الذي كان صندوق النقد الدولي يفرضه. تلك الأرقام التي ما فتئ مناصرو اللجوء إلى هذه المؤسسة المالية الدولية يتبجحون بها ويقولون إن أموالا ضخمة تعد بمليارات الدولارات ستتدفق علينا وتملأ خزائننا حالة قبولنا لإبرام عقد مع صندوق النقد الدولي كانت، أي هذه الأرقام، ستُفضح وستظهر على حقيقتها لتقضي على جميع الأوهام، في حين ستؤدي الشروط المفروضة إلى عواقب قاسية على حياة كافة الجزائريين ماعدا أقلية منهم من المنتفعين الذين كان مثل هذا الوضع في صالحهم بحيث كان سيقذف بهم إلى قمم الثراء بفضل الفوائد الضخمة الحاصلة عن طريق عمليات الاستيراد-التصدير. - حمل كل من كانوا يتحركون في الظل ويروجون لأرقام مغلوطة، أو يحمِّلون أرقاما صحيحة تأويلات تبعث على اليأس والهلع، على الخروج إلى العلن وتعريض أنفسهم للتفنيد والتكذيب على مرأى ومسمع الملأ. وباختصار، أردت أن أفضح هؤلاء أمام الناس جميعا. لقد كنت مصمما فعلا على مواصلة حملة التطهير والتوضيح التي شرعت فيها منذ تدخلي أمام إطارات ولاية الجزائر العاصمة يوم 24 جوان 1993، حملة أكدتها في ما بعد بنشر وثيقة مكتوبة وموزعة تحت عنوان "مذكرة لعرض التوجهات الرئيسية لبرنامج الحكومة الاقتصادي". هكذا، كنت عاقدا العزم على فضح من كانوا يصطادون في المياه العكرة وكانوا يدبرون المكائد في الخفاء. لكن في ما يخصني أيضا، كنت أعرض نفسي لصعوبات أو لتكذيبات بشأن المواقف، المعلومات والمعطيات التي كنت أستند إليها كأساس لسياستي الاقتصادية وكتبرير للخيارات والأهداف المتضمنة في هذه السياسة. تلك هي قاعدة اللعبة، وقد قبلتها بصدر رحب لأنني لم أكن أخفي شيئا ما أو أخشاه.

عرفت هؤلاء
تعليق: حول الجزائر عاصمة للثقافة العربية

منذ سنوات، ونحن نعلم أن سنة ,2007 ستكون فيها الجزائر عاصمة للثقافة العربية، فهل أعددنا لهذه المناسبة الإعداد اللازم، فيما يتعلق بعرض ثقافتنا المكتوبة والشفوية، القديم منها والحديث؟
في تقديري، باستثناء بعض الفلكلور الشعبي والحرف اليدوية الشعبية، وبعض المؤلفات الأدبية للشباب خاصة، لم نشاهد أشياء هامة لتراثنا القديم، مثلما رأيناه في معرض الكتاب التونسي، الذي قدم في هذه المناسبة، بقصر الثقافة مفدي زكريا ·
ومثلما قدمه الآخرون من إخواننا العرب، الذين عمدوا إلى إبراز ما انتجه أدباؤهم وعلماؤهم، فهل فعلنا نحن الجزائريون مثل ذلك؟
أنا شخصيا، لم أر ذلك؟ وما السبب في ذلك التقصير، بل ما ضرني لو قلت: ما السبب في هذا الإهمال؟ في تقديري السبب ناتج عن عدم التنسيق بين وزارة الثقافة والجامعة، واتحاد الكتاب الجزائريين، وكل المؤسسات العلمية والفنية، مثل اتحاد المؤرخين، واتحاد الفنانين من موسيقيين، ورسامين، وغير ذلك، من حوار هذه الأطراف مجتمعة ·
كان يمكن أن يعد برنامج ثري، تنجزه لجان مختصة في العلوم والفنون وتقدمه في شكل معارض واستعراضات على الجمهور المحتفل بهذه السنة··· سنة الجزائر عاصمة للثقافة العربية ·
كان من الممكن أن تبرمج زيارات للنخب المثقفة إلى المكتبات الشعبية العامرة بالمخطوطات النفيسة، الآتي ذكرها في هذه السطور :
1) مكتبة المرحوم الشيخ عبد المجيد بن جيه، بمدينة المغير ولاية الوادي ·
2) مكتبة المرحوم الشيخ نعيم النعيمي بمدينة قسنطينة، وهي موجودة عند أبنائه هناك ·
3) مكتبة المرحوم الشيخ المهدي بو عبدلي، وهي عند ورثته بمدينة بطيوة (ولاية وهران )
4) مكتبة أحد الأطباء بمدينة وهران (وهو واحد من أكبر جامعي المخطوطات، والكتب القديمة )
5) مكتبة الطاهر العبيدي (رحمه الله) وهي من أكبر المكتبات الخاصة بالجزائر، ولا أدري أين توجد حاليا، أبتفرت أم بالواد، لأنه سكن بالمدينتين، ففي أي واحدة منهما ترك هذا الكنز النفيس؟
6) مكتبة المرحوم العلامة الشيخ الطاهر التليلي بمدينة أقمار وهي مكتبة حافلة بنادر المخطوطات ونفيسها ·
7) مكتبة المرحوم الشيخ الحفناوي هالي، وهي مكتبة غنية بمخطوطاتها، وحتى بأرشيفها ومطبوعاتها النادرة، وهي موجودة حاليا عند أبنائه بدارهم ببوزريعة، بعاصمة الجزائر
8) مكتبة الشيخ بن العالم، بأدرار، وهي من بين أكثر المكتبات النفيسة، وهي التي لا تعد بمنطقة أدرار، المزدهرة بكنوزها من المخطوطات، ونظام الري بالفقارات الذي يعتبر من إبداعات الجنوب الجزائري إلى جانب نظام الخضارة، ونظام الساعات المائية ·
وكان من الممكن إلى جانب ما سيق، إعادة نشر الكتب النادرة، وبعض المخطوطات الهامة التي لم تنشر بعد، مثل مصابيح الأرواح للإمام عبد الكريم المغيلى، وهو كتاب ترجم إلى الإنجليزية، وطبع في الولايات المتحدة في هذه السنين الأخيرة، من طرف اليهود الصهاينة، وذلك لأن الشيخ الإمام كان حارب اليهود في أدرار عندما طغوا في توسعهم هناك أثناء احتلال السعديين المغاربة لمنطقة أدرار أيام الحكم التركي العثماني للجزائر ·
يمكن كذلك الحديث عن علماء جزائريين قدامى تركوا لنا مؤلفات وإبداعات علمية، تجعلهم في الصفوف الأولى من جملة عباقرة العالم من بين هؤلاء، نجد أبي يعقوب الورجلاني (نسبة إلى ورجلان التي تعرف حاليا بورفلة )·
الذي كان أستاذا بمدينة قرطبة أيام ازدهار الحضارة الأندلسية، التي أشعلت النور في ليل أوروبا التاريخي، ومن بين أشهر منجزات أبي يعقوب العلمية، هو أنه من حدد علميا مكان خط الاستواء، وله رحلة إلى المشرق نظمها شعرا(عندي في مكتبتي نسخة منها، ذات طبعة حجرية ) o

وما زلت في انتظار الغيوم الرواحل !

مذكرات بلعيد عبد السلام: نهاية مهام حكومتي وعواقبها (24)تاريخ المقال 13/08/2007أود الآن أن أخوض في الجدل الذي خص مسألة نجاح أو إخفاق السياسة الاقتصادية لحكومتي التي لم تعمر إلا 13 شهرا وبضعة أيام، فأبدأ بما ورد في ذات الخلاصة التي ألحقتها بمشروع برنامج عمل حكومتي، وجاء كالآتي :" تحدد الحكومة، هكذا، الأهداف التي ترسمها لنشاطها، كما تعلن بوضوح الوسائل والسبل التي تنوي اعتمادها من أجل القيام بمهامها. الأضرار التي لحقت بالبلاد في المجالين الاقتصادي والاجتماعي عميقة ولا يمكن تقويمها بعصا سحرية ولا في وقت قصير. وإذا كان من الممكن الأمل في نتائج ملموسة في أجل قريب نسبيا في ما يخص معالجة الأزمة، فإن الخروج النهائي من هذه الأزمة والتسوية الفعلية للمشاكل التي كانت السبب فيها لا يمكن تصوره إلا على المديين المتوسط والبعيد. وبعبارة أخرى، نحن في حاجة إلى وقت من أجل هذا الخروج النهائي ؛ مما يجعل الوقت عاملا حاسما في كل مسعى يكون هدفه الوحيد خلاص الجزائر". وعليه، لقد حذرت ، منذ البداية، أن حكومتي لا يمكن أن تظهر وتقدَّر قيمة نتائج نشاطاتها إلا على المديين المتوسط والبعيد. إلا هذا الحكومة – التي طلبت مهلة بضع سنوات من أجل التمكن من تطبيق برنامج عملها – ما لبثت أن أُنهيت مهامها بعد 13 شهرا و10 أيام فقط. إن الذين نصبوا حكومتي ووافقوا على برنامجها وأقروا بضرورة المدة المطلوبة منها ثم ما لبثوا أن أنهوا مهامها سنة ونيف بعد تعيينها، لم يروا، إلى حد الآن، أي داع لإبلاغ الجزائريين بالأسباب التي أدت بهم إلى تغيير رأيهم. يظل هؤلاء، مثل الجنرال تواتي، مكتفين بتكرار ادعائهم أن حكومتي أنهيت مهاما لأنها "أخفقت في سياستها الاقتصادية"، لكن من دون توضيح هذا الإخفاق لأنهم لو أرادوا، فعلا، أن يبقوا منطقيين مع أنفسهم لما أمكنهم الحكم على هذه السياسة بالإخفاق إلا بالرجوع إلى البرنامج الذي وافقوا عليه وعلى أساس معطيات ملموسة يمكن أن يفهمها الجميع. إن قرار إنهاء مهام حكومتي كان بمثابة فسخ العقد من طرف واحد. لقد كان هذا العقد معنويا ومكتوبا معا. عقد معنوي، لأن العرض المتعلق بترؤسي الحكومة لم يتم اقتراحه إلا بعد الاستماع إلى أرائي حول طبيعة الأزمة التي كانت بلادنا تعيشها آنذاك وحول إيجاد الحلول للمشاكل التي كانت السبب في هذه الأزمة، إضافة إلى مسألة الوقت اللازم لذلك. عقد مكتوب، لأنه تجسد من خلال برنامج العمل الذي قدمته للمجلس الأعلى للدولة للموافقة عليه والذي تبلورت فيه الأفكار التي كنت قد عبرت عنها شفويا أمام من دعاني إلى المنصب وحصل على موافقة هؤلاء رسميا. صحيح، العقد ليس نصا مقدسا. إنه قابل للتعديل أو الإلغاء في أي وقت. لكن العقد الذي نتحدث عنه تعلق بمصير الجزائريين في جميع مناحي الحياة ؛ لذلك لا يمكن إخفاء الأسباب التي أدت إلى إلغائه عن الشعب، على الأقل كي نصدق ما يظل هؤلاء يدعونه من أننا نعيش في جمهورية وديمقراطية يُفترض فيها تجسيد معايير الإعلام للجميع والشفافية. أظن أن هذا النص سيفيد الجزائريين بوقائع ومعلومات، لا يعرفونها فقط، وإنما كان هناك سعي لإخفائها وتغليط الناس بشأنها. أحد المسؤولين عن هذا الإخفاء وهذا التغليط هو الجنرال تواتي بالذات كما سنرى في ما بعد. بقي أن نعرف الظروف التي وقع فيها اتخاذ قرار تنحيتي إضافة إلى محاولة فهم ما قام به المدبرون الحقيقيون بعد هذه التنحية. أولا، علاقاتي بالمجلس الأعلى للدولة منذ اجتماع 18 جويلية 1993 والاجتماع الضيق المنعقد يومين من بعد. كما هو معلوم، استمرت المحادثات مع واحد من المساعدين المباشرين للجنرال خالد نزار، وقد خصت، أساسا، التعديل الحكومي وتم الاتفاق حول عدد من الأسماء بينما وقع الاختلاف حول أسماء أخرى. كما تناولت المحادثات أيضا، وبصفة ثانوية، مسائل اقتصادية كان يظن مخاطبي أثناءها أن صندوق النقد الدولي سيمنح الجزائر مبالغ مالية ضخمة تمكنها من التغلب على البطالة وبالتالي من تقليص عدد الشباب ممن قد يغرهم الالتحاق بصفوف التمرد والتخريب. أذكر أن هذه المحادثات وقعت بعد الاجتماع مع المجلس الأعلى لدولة في 18 جويلية، أي أثناء العطلة القصيرة التي تلت هذا الاجتماع والتي كان من المقرر أن تستمر إلى غاية نهاية النصف الأول من شهر أوت. هذا المساعد، وكان واحدا من الجنرالات القادة على مستوى وزارة الدفاع، كلفه الجنرال خالد نزار، قبل الذهاب في عطلة، مواصلة الحديث معي حول تلك المسائل التي تم تناولها معه والبحث عما إذا كان هناك حل وسط بشأنها. ثانيا، مسالة تنظيم ملتقى حول الخيارات الاقتصادية ورهاناتها. في أواخر جويلية أو أوائل أوت، أعلنت، من خلال بلاغ، خبر تنظيم ملتقى، في شهر سبتمبر الموالي، حول الخيارات الاقتصادية ورهاناتها موضحا أن هذا الملتقى كان مفتوحا لكل من كانوا مهتمين بالمسائل الاقتصادية وأن جلساته ستكون مفتوحة لجميع الصحف ومنقولة مباشرة عبر شاشة التليفزيون. بعض من المعارضين لسياستي ظنوا في هذا الإعلان مناورة الغاية منها تحميل غيري مسؤولية اللجوء إلى صندوق النقد الدولي في حالة إقراره من أجل إعادة جدولة ديوننا الخارجية. وسواء كانوا قاصدين دعاية كاذبة أو سوء التقدير لإخفاء ما كانوا يفكرون فيه فعلا، أراد خصومي حمل الناس على الاعتقاد أنني وصلت إلى الاقتناع ألا حل آخر غير اللجوء إلى صندوق النقد الدولي للخروج من المأزق الذي وضعت نفسي فيه وأنني لم أرِد، من خلال تنظيم الملتقى المذكور، سوى القيام بمحاولة يائسة الهدف منها تحميل غيري مسؤولية إعادة الجدولة وما كان منتظرا منها من عواقب وخيمة على مواطنينا. هؤلاء الذين أجهزوا على حكومتي، كانوا ينسبون إلى نوايا دعاة إعادة الجدولة، هؤلاء الدعاة الذين كانوا يبحثون عن عذر لتغطية الغدر الذي كانوا مقدمين عليه ضد الشعب الجزائري. لذلك، وفي بلاغ ثان أذيع في جميع وسائل الإعلام، وضحت أن مشروع الملتقى كان باتفاق مع المجلس الأعلى للدولة. وفعلا، لقد تبنيت نفس الفكرة التي أدلى لي بها الجنرال خالد نزار من قبل في شكل سؤال : "لماذا لم يتم تنظيـم ملتقى حول المسائـل الاقتصاديـة؟" أثناء مأدبة الغداء المذكورة التي جمعتنا بمقر إقامة الرئيس على كافي. وكما قلت من قبل، رددت على الجنرال خالد نزار هكذا : "متفق ! لكن شرط أن تنقل أشغال المؤتمر على المباشر في شاشة التليفزيون.". فما كان له إلا أن أجابني ببساطة : "لم لا ؟". بناء على ذلك، أعلنت تنظيم الملتقى في شهر سبتمبر مع نقل أشغاله مباشرة على شاشة التليفزيون إلى جانب الصحافة المتواجدة بالقاعة. لم يتأخر خصومي بشأن السياسة الاقتصادية في الرد على التحدي، لكن هذه المرة من جانب المجلس الأعلى للدولة على لسان رضا مالك الذي كان يشترط أمرين : - ألا يكون النقل عبر التليفزيون والصحف مباشرة وإنما من خلال عروض تتم صياغتها بعد كل جلسة ؛ - ألا تكون المناقشات تحت رئاستي وإنما تحت رئاسة شخصية أخرى بحجة ضرورة سير هذه المناقشة في جو من الحياد. أما أنا فقد رفضت هاذين الشرطين للأسباب الآتي ذكرها : أ‌. في ما يتعلق بالنقل المباشر للمناقشات على شاشة التليفزيون، الإذاعة والصحافة المكتوبة المعتمدة بالملتقى، حرصت كل الحرص على فضح وامتحان صدق من ظلوا طيلة سنة كاملة يهاجمونني بحدة بسبب السياسة الاقتصادية لحكومتي ولم ينقطعوا عن الطعن في شخصي ونشاطاتي. كما أردت، على وجه الخصوص، مطاردة أنصار إعادة الجدولة إلى آخر معقل لهم، مركزا في تدخلاتي على النقاط الآتية : - جرد لاحتياجات الجزائر من الواردات، سواء بالنسبة إلى الاستهلاك العادي للسكان أو بالنسبة إلى دعم النشاطات الإنتاجية ومتطلبات التنمية ؛ - تطور مديونيتنا الخارجية والوضعية الفعلية للجزائر في مجال المخزون من العملة الصعبة للتسديدات الخارجية، مع إعلام الجميع، في وضح النهار وبلغة يفهمها كافة المواطنين. هكذا، كان بوسع كل واحد أن يعرف الطريقة المستعملة، منذ صيف 1993، في ضمان تغطية حاجيات اقتصادينا الأساسية. بفضل توضيح هذه الجوانب الثلاثة (وسائل التسديد الخارجية، المديونية الخارجية، تغطية مواردنا الأساسية)، كان بإمكان الجميع أن يدرك كيف أن وضعنا كان، حقيقة، صعبا لكن لم يكن أبدا مستحيلا ؛ - الآثار الفعلية للحلول المنتظر الحصول عليها جراء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. أولا، في ما يخص الأرقام الفعلية الممثلة للمساعدة الإضافية السنوية من أجل رفع قدراتنا في مجال استيراد المواد الأولية، المواد نصف المصنعة وقطع الغيار الضرورية للانطلاقة الاقتصادية. ثانيا، كشف فحوى الشروط المفروضة من طرف صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على حلول بفضل تدخله. لقد كان بإمكان الجزائريين، هكذا، معرفة ما كانوا بصدده بسبب الآثار المترتبة على ذلك العلاج القاسي الذي كان صندوق النقد الدولي يفرضه. تلك الأرقام التي ما فتئ مناصرو اللجوء إلى هذه المؤسسة المالية الدولية يتبجحون بها ويقولون إن أموالا ضخمة تعد بمليارات الدولارات ستتدفق علينا وتملأ خزائننا حالة قبولنا لإبرام عقد مع صندوق النقد الدولي كانت، أي هذه الأرقام، ستُفضح وستظهر على حقيقتها لتقضي على جميع الأوهام، في حين ستؤدي الشروط المفروضة إلى عواقب قاسية على حياة كافة الجزائريين ماعدا أقلية منهم من المنتفعين الذين كان مثل هذا الوضع في صالحهم بحيث كان سيقذف بهم إلى قمم الثراء بفضل الفوائد الضخمة الحاصلة عن طريق عمليات الاستيراد-التصدير. - حمل كل من كانوا يتحركون في الظل ويروجون لأرقام مغلوطة، أو يحمِّلون أرقاما صحيحة تأويلات تبعث على اليأس والهلع، على الخروج إلى العلن وتعريض أنفسهم للتفنيد والتكذيب على مرأى ومسمع الملأ. وباختصار، أردت أن أفضح هؤلاء أمام الناس جميعا. لقد كنت مصمما فعلا على مواصلة حملة التطهير والتوضيح التي شرعت فيها منذ تدخلي أمام إطارات ولاية الجزائر العاصمة يوم 24 جوان 1993، حملة أكدتها في ما بعد بنشر وثيقة مكتوبة وموزعة تحت عنوان "مذكرة لعرض التوجهات الرئيسية لبرنامج الحكومة الاقتصادي". هكذا، كنت عاقدا العزم على فضح من كانوا يصطادون في المياه العكرة وكانوا يدبرون المكائد في الخفاء. لكن في ما يخصني أيضا، كنت أعرض نفسي لصعوبات أو لتكذيبات بشأن المواقف، المعلومات والمعطيات التي كنت أستند إليها كأساس لسياستي الاقتصادية وكتبرير للخيارات والأهداف المتضمنة في هذه السياسة. تلك هي قاعدة اللعبة، وقد قبلتها بصدر رحب لأنني لم أكن أخفي شيئا ما أو أخشاه.

أضف تعليقك

جلال سالم: الرجل الذي اتهمه العقل المدبر لفضيحة 3200 مليار بتسليمه التقارير المزورة·· يكشف لـ "المحقق "
" عاشور سرق أموالي ولما رفعت ضده شكوى أدخلوني السجن "
هكذا كان عاشور يحتال على ضحـاياه
> لن أنسى الأيام التي قضيتها في سجن القليعة <
> كل تفاصيل القضايا الملفـّـقة أرسلتها للسيد بلعيز <
> قطعت علاقاتي بـِ''عاشور'' سنة 2001 فكيف أسلمه تقريرًا
مزوّرا سنة 2005؟ <
> عاشوريستعمل لغة المال بتواطـئ من قضاة <
عدّة ألغاز لا تزال غامضة في قضية العقل المدبر لفضحية الـ 3200 مليار·· كل يوم ينقشع الضباب عن نقاط الظل·· الرجل الذي كان شريكاً لعاشور عبد الرحمان في بداياته الأولى، والذي اتهمه بتسليمه التقرير الأمني المزور، الذي حرّر لتبرئة عاشور والحيلولة دون محاكمته واتهمه بتدبير محاولة لتصفيته، جاء من مدينة سان اتيتيان الفرنسية لكشف كل ما يعرف عن قضية عاشور·· تابعوا :
ياسين بن لمنور :
قال جلال سالم صاحب 47 سنة >إنه تعرّف على عاشور منذ سنوات كونهما من مدينة واحدة >القليعة<، وبما أن الرجلين نسجا علاقة صداقة وأخوة فقد اقترح عاشور على سالم أن يؤسسا شركة استثمارية في مجال الورق برأس مال مشترك وكان ذلك في سنة ,1999 إذ تم تأسيس شركة >صابرين لطباعة الورق< الكائن مقرها بالقليعة، وفي سنة 2001 -يضيف سالم-: >اكتشفت تلاعبات عاشور عبد الرحمن عند أول مطالبة بنتائج الشركة، إذ أخبرني وقتها بأن المؤسسة مفلسة وأن رقم أعمالها لا يتجاوز 42 مليون سنتيم· وعن طريق الصدفة اكتشفت أن هذه المؤسسة لم تكن مفلسة بتاتاً، بل حققت نتائج مالية مريحة وكانت ناجحة بكل ما تحمله الكلمة من مقاييس، الأمر الذي دفع بي إلى التحرّي أكثر في الموضوع من خلال الاتصال بمصالح الضرائب والبنوك للحصول على التقارير البنكية والمالية والمحاسبتية، وبعد مراجعة حسابات الشركة لدى البنوك تبيّن أن رقم أعمال المؤسسة يتجاوز 26 مليار سنتيم، أما مصلحة الضرائب المختصة إقليميا فقد أخبرتني بأن عاشور عبد الرحمان سدّد مستحقات الضرائب المقدر بـ 1.383 مليار سنتيم وهو مبلغ يتجاوز مائة مرة المبلغ الذي صرّح به· وقبل هذا كنت قد طالبت مسير الشركة (عاشور عبد الرحمن) الذي كان شريكي بتقديمه لي حسابات الشركة إلا أنه امتنع عن ذلك، وقابل طلبي بالرفض وهذا ما يدل على وجود نية مبيتة لديه لمباشرة أعمال خارجة عن القانون، مما دفع بي للجوء إلى محكمة القليعة أين استصدرت ضده أمر على ذيل عارضة ممضي من قبل رئيس محكمة القليعة يأمره فيها بإطلاعي على حسابات الشركة، وبعد تبليغه هذا الأمر، قابله عاشور بالرفض· وقد حرر المحضر القضائي محضرا بذلك، وهو الفعل الذي يشكل جنحة التمرّد على الأحكام القضائية والمعاقب عليه في قانون العقوبات، إلا أن شيئا لم يصب هذا المتمرد، الذي نجح في الهروب من المتابعة والعقاب باستعماله لغة المال <·
بداية فبركة القضايا وتلفيق التهم ··
ويواصل سالم سرده للقصة >إن مطالبتي لعاشور عبد الرحمان بأموالي وبتقاسم ربح الفائدة لشركتنا >صابرين للورق< دفعت به إلى اللجوء إلى فبركة عدّة قضايا ضدي، إذ وصل به الأمر إلى اختلاق قضايا تثير السخرية أحيانا· تصوروا أنه اتهمني بجنحة التهديد بالقتل، والغريب في الأمر أنه قدم شكوى قبل حدوث الوقائع الملفقة، إذ توجه عاشور إلى قاضي التحقيق لمحكمة القليعة بشكوى مصحوبة بإدعاء مدني بتاريخ 20 ديسمبر,2001 ليؤكد شكواه فيما بعد، ويثبت أنه تعرض لتهديد بتاريخ 05 جانفي ,2002 الأمر الذي يعد مهزلة قانونية، إذ لا يمكن أن يقدم شكوى على وقائع لم تحدث بعد<· وأضاف سالم، >ونظرا لغيابي عن جلسة المحاكمة أصدرت محكمة القليعة حكما غيابيا يدينني سنتين سجنا نافذة مع الأمر بالقبض، هذا برغم التماس النيابة بعام حبس دون الأمر بالقبض، فحتى طلب النائب العام كان أرحم من حكم القاضي، وغيابي عن جلسة المحاكمة كان بسبب مرض الوالدة التي أشرفت على علاجها، وبعد تبليغي بالحكم لم أبق مكتوف الأيدي، وقد قدمت معارضة في حكم غيابي وأفرغت الأمر بالقبض الصادر ضدي ودخلت إلى المؤسسة العقــابية للقليـــعة، بمحض إرادتـــي وهذا مثلما ينص عليه القانون بـ 24 ساعة قبل الجلسة، وقد تمت المحاكمة، ومن مجرياتها أنه ثبت للجميع أن الشكوى سابقة للوقائع المزعومة، وأن دليل الاهتمام الوحيد الذي قدمه الشاكي عاشور هو شهادة الشاهد الذي يعمل لدى عاشور بصفة سائق والذي تربطه به علاقة الرئيس بالمرؤوس، إلا أنه رغم هذا وقع في فخ شهادة الزور وقدم ثلاث شهادات أمام السيد قاضي التحقيق لدى محكمة القليعة، كلها بعد تأديته اليمين القانونية، وبطبيعة الحال كل شهادة كانت تختلف عن الأخرى· إذ صرح في الأولى أن وقائع القضية قد اقترفت أمام مكتب عاشور، وأن هذا السائق كان متواجد وقتها بداخل السيارة، ولما سمع الضجيج خرج منها· ليصرح بعدها أنه سمعني أهدد عاشور، ثم قدم بعدها شهادتين مختلفين في نفس اليوم، إذ حدد في الأولى مكان الوقائع بطريق فوكة والتوقيت بعد الظهر، وفي الثانية وهو بالمنطقة الصناعية بواد مزفران· هذا الشاهد اللغز الملقب رزاق عثمان تتعدى صلاحياته صلاحيات السائق العادي، إذ أننا نجد أن اسمه يتداول في أغلبية القضايا التي تورّط فيها عاشور، كما نجده أحيانا يتلقى وكالات تسيير من قبل عائلة عاشور وزوجته تارة واخوة زوجته تارة أخرى· ومن القضايا التي برز اسمه فيها قضية 3200 مليار·· المهم أنه لثناء سير مجريات المحاكمة لم يتم العثور ضمن ملف القضية التي توبعت فيها بتهديد عاشور على وثيقة إفراغي بالأمر بالقبض مما أدى بقاضي الجلسة إلى تأجيل المحاكمة إلى أسبوع آخر وهذا ما يعني قضاء الفترة الفاصلة في السجن وبالضبط في المؤسسة العقابية للقليعة تبعا للشكوى الكيدية التي قدمها عاشور ضدي (يتأثر ويسكت لمدة طويلة قبل أن يسترجع أنفاسه)، وعند المحاكمة بعد التأجيل ورغم ثبوت التصريحات المتناقضة للشاهد ورغم ثبوت أن الشكوى سابقة للوقائع المزعومة أدانني قضاة محكمة القليعة بـ 6 أشهر حسبا غير نافذ وقد قمت باستئناف الحكم، إلا أن الغريب في الأمر أن قضاة المجلس حذوا نفس اتجاه قضاة محكمة القليعة، وقد قدمت طعنا بالنقض أمام المحكمة العليا في القرار الصادر عن المجلس، كما عرضت قضيتي على معالي السيد وزير العدل ليتخذ ما يراه مناسبا فيها ولم يصلن إلى حد الساعة أي رد عن ما قدمت به·· وأشير لكم بأن وقائع هذه القضية كلها دارت في الفترة الممتدة ما بين (ديسمبر 2001 ـ ديسمبر 2004) وهي لا تزال مطروحة إلى يومنا هذا <·
> الصداقة المزعومة ··<
تقريبا هذه كانت البداية بين عاشور وشريكه الأول سالم، لكن سرعان ما أصبح الأمر قضية >إنتقام<، إذ توالت التهم >الملفقة<·· وهنا يقول سالم >ورغم كل الذي ذكرت ومنه يستنتج أي مجنون قبل عاقل أن علاقتي بعاشور علاقة ظالم بمظلوم ولا يمكن أن تتحسن· فكيف لرجل يُدخلك السجن على آخر أيام عمرك تنسج معه علاقة صداقة·· تصوروا أن عاشور صرّح أمام الجهات القضائية أنه في نفس الفترة التي حدثت فيها هذه الوقائع كانت تربطني به علاقة صداقة، ألا يُشكل هذا قضية غريبة؟·· بعد الشكوى الأولى التي رفعها عاشور والتي اتهمني فيها بالتهديد رفع شكوى ثانية في 20 أوت 2002 ضدي وضد كل من (ب·ط) اتهمنا فيها بالتحطيم العمدي لأملاك الغير والتهديد بالسلاح الناري، وقد تبين حينها لقاضي التحقيق أنه بتاريخ الوقائع لم أتوجه أصلا إلى المكان المتواجد به عاشور الذي يجعل من تهديدي له أمرا مستحيلا، مما أدى بقاضي التحقيق إلى إصدار أمر بانتقاء وجه الدعوى بتاريخ 4 جانفي ,2003 وكان الهدف من هاتين القضيتين الملفقة ضدي من عاشور هو إبعادي ومنعي من المطالبة بحقوقي كشريك في مؤسسة (صابرين للورق) وكذلك منعي من المطالبة بأموالي التي سلمتها له بعد أن أوهمني بأنها تستعمل في مشروع يعود علينا بالربح، الأمر الذي جعلني أقع ضحية نصب واحتيال مثلي مثل غيري ومنهم كل من (ل·ع) و(ف·إ)، لكن كان حظ هذين الآخرين أوفر من حظي، كونهما تمكنا بعد متابعته قضائيا من استرجاع مبالغهما التي فضل عاشور تسديدها ليتفادى العقوبات الجزائية، وقد كان له ذلك رغم ثبوت اقترافه لجرائم النصب والاحتيال في حقهما، ورغم ثبوت أن عاشور استولى على أموال شركة صابرين بقيامه شخصيا بتسديد مستحقات الضــرائب بقيمة 383,1 مليار سنتيم، وثبوت تصريحه لي بأن أرباح الشركة لا تتجاوز 42 مليون سنتيــم مما يثبت سوء نيته ونيته الصريحــــة في الاستيـــلاء على الأمـــوال المشــتركة بيننــــا، إلا أنه استفاد من الـــــبراءة <· هكذا كان عاشور يحتال على شركائه ··
ويواصل سالم: >أما في ما يخص القضية الثانية والمتعلقة بالنصب والاحتيال التي تمكن فيها عاشور من النصب والاحتيال علي، فقد بدأت لما أوهمني بوجود مشاريع مربحة الأمر الذي جعلني أسلمه مبالغا مالية معتبرة ،إلا أن قضاة محكمة القليعة قرروا الاستجابة لطلب عاشور الذي مفاده أنه لا يمكن متابعته بجنحة لم يتضمنها طلب تسليمه للسلطات المغربية تطبيقا للمادة 43 من الإتفاقية القضائية التي تربط الجزائر والمغرب والتي تنص على عدم جواز محاكمة الشخص المسلم حضوريا على تهم غير واردة في طلب التسليم، إلا إذا رضيت بذلك الدولة التي سلمته أي المملكة المغربية أو أتيحت له فرصة الخروج ولم يخرج، لذا فالمحكمة أمام إصرار المتهم وتمسكه ببنود الإتفاقية ولاعتبار أن الاتفاقية تسمو على القوانين الداخلية، فإن المحكمة رأت بأن الدفع الشكلي لعاشور مؤسس قانوناً وأمرت بعدم جواز المحاكمة، رغم أن ممثل النيابة العامة تمسك بالمحاكمة، لكن وحسب ما بلغني به الدفاع، فإنه من المعلوم أن قاضي الجنح لا يمكنه الفصل إلا بناء على الوثائق المقدمة أمامه، ووثيقة التسليم التي بني عليها الحكم لم يتضمنها أبدا ملف القضية، وهذا ما جعلني أطرح أكثر من علامة إستفهام، لذا سجلت استئنافا في هذه القضية، لكن قضاة مجلس البليدة ألغوا الحكم غير القطعي الصادر عن محكمة القليعة وفصلوا من جديد ببراءة عاشور ···<·
وعن الطريقة التي نجح بها عاشور في الاحتيال على سالم وهي الطريقة التي اتبعها مع الكثير من الجهات وبها عرف كيف يكسب 3200 مليار يقول سالم >لما قبلت مشاركة عاشور في إنشاء شركة صابرين للطباعة طلب مني أن أسدد له مبلغ مليار سنتيم لتموين الشركة وسلمته المبلغ المذكور بواسطة مستندين للخزينة، ثم طلب مني مرة ثانية مبلغ مليار ونصف مليار سنتيم لتموين صاحب الشركة وسلمته المبلغ بواسطة ثلاثة مستندات للخزينة بمبلغ مليارين ونصف مليار سنتيم، إلا أنه إتضح بعد حل الشركة أن هذه المستندات لم تدخل أبدا في حساب الشركة، كما أنه بعد فترة طلب مني مبلغ 500 مليون سنتيم ليقوم بعملية إستيراد الورق ومبالغ أخرى تتعلق بالجمركة ومواجهة مصاريف أخرى، لكن تبين بعد تسليمه كل ما أراد أنه استعملها لتمويل عملية إستيراد وهمية·· وقد عرضت أحكام محكمة القليعة على وزير العدل ليتخذ ما يراه مناسبا فيها <·
وبعد تيقن سالم (أحد ضحايا عاشور) من أن عاشور خدعه وسرق أمواله، وبعد اللجوء للعدالة لإسترجاعها وتقديم إدعاء مدني أمام عميد قضاة التحقيق لمحكمة القليعة لمتابعة عاشور بتهمة التبديد والإختلاس، وسوء التسيير والتزوير في المحررات التجارية وخيانة الأمانة والتصريح الكاذب والتفليس وهي الأفعال المعاقب عليها بالمواد 373 ,376 ,383 ,422 ,119 من قانون العقوبات والمادة 369 من القانون التجاري، وتصرف قاضي التحقيق في الملف بعد توجيه إتهام النيابة وبعد أن أنجزت الخبرة أثبت أن هناك إستيلاء على أموال ضخمة· وتمت محاكمة عاشور بمحكمة القليعة التي أصدرت حكماً في التاسع سبتمبر الماضي يدينه غيابياً بثلاث سنوات سجن مع الأمر بالقبض ومنحي مستحقاتي رفقة زوجتي كونها شريكة أيضا، لكن لم أستفد من أي تعويض فقمت بالإستئناف، واكتفى مجلس البليدة بتأييد الحكم المستأنف رغم ثبوت إدانة عاشور·· هذا الأخير صرّح بأني لم أطلب منه عقد جمعية عامة ولم أطلب منه إعطائي حسابات الشركة رغم أني طلبت كل هذه الأشياء مرات ومرات ورفض حتى الإستجابة للأمر الصادر عن رئيس محكمة القليعة بتاريخ 27 أفريل 2002 الذي يلزمه بإعطاء للمحضر القضائي بمعية مندوب حسابات الشركة وكذا إطلاعي على مختلف الدفاتر التجارية والكشوفات البنكية· وحرّر المحضر القضائي محضر إعتراض على التنفيذ بعد ثلاث أيام<، ثم يضيف سالم متعجبا: >عاشور صرّح بأن المخالصة بيننا تمت وقدم عقد تصريح منجز من قبل أمام الموثق وهو يخص مبالغ أخرى كانت بيننا ليثبت أنه أتم المخالصة، لكن المتعارف عليه أن المخالصة تتم في إطار الشركة بعقد جمعية عامة وتوزيع الأرباح ولا يمكن لها أن تتم بشكل آخر، كما أنه يمكن التراجع عن عقد التصريح في أي لحظة، ولو فرضنا أن هذه المخالصة تمت كما يزعم فهذا لا يعني مخالصة جميع الشركاء فقد نسي أن زوجتي شريكة أيضا·· ففصول مثل هذه تجعلك تضرب أخماساً في أسداس·· هناك من يريد تبرئة عاشور <·
سأتابع القضاة الذين أساؤوا لي وللعدالة الجزائرية ··
وعن القضاة الذين عاقبتهم وزارة العدل وكانوا من بين القضاة الذين أشرفوا على الجلسات، يقول سالم··>لقد راسلت السيد المدير العام للشؤون القضائية والقانونية لدى وزارة العدل لأخبره بكل تفاصيل ما حدث بتاريخ 20 جوان الماضي حتى أضعهم في الصورة، ومن جملة ما جاء في توضيحاتي عن عريضتي المقدمة في31 جويلية 2004 أني سردت للسيد مدير الشؤون القانونية قصة التهديدات، كما أبلغته أني قدمت شكوى ضد قضاة القليعة إلى وزارة العدل وهم كل من قاضي التحقيق الذي حقق في الملف وكذا قاضي الجلسة الذي فصل فيه ووكيل الجمهورية، وأضفت لشكواي تشكيلة قضاة المجلس الذين أيدوا حكم محكمة القليعة، وأخبرته بأني مصّر على متابعتهم لأتابع بعدها المستفيد المباشر من هذه الأحكام والقرارات<· ثم يضيف سالم >لقد علمت أنه تمت معاقبة نفس القضاة، لكن تبعا لتورطهم في قضايا تمس متقاضين آخرين· وما يمكن قوله في وقائع هذه القضية بأن قضاة محكمة القليعة وكذا قضاة مجلس البليدة ضربوا عرض الحائط بعدالة هذا البلد وتهاونوا تهاونا كبيرا في تصديهم للقضية التي عرضت أمامهم مما سبب لي ولعدالة بلدي ضررًا أكيداً <
> تسليمي التقرير الأمني المزور أغرب من كذبة أفريل <
وعن تسليمه لعاشور التقرير الأمني المزور الذي يثبت براءة عاشور وتم تحريره لعرقلة ترتيبات تسليم السلطات المغربية لعاشور، يقول سالم >لقد تفجأت وأنا أطالع الصحف أن عاشور صرح بأنني أنا من سلمته التقرير المزوّر الصادر عن مديرية الأمن لولاية تيبازة، والذي اتهم فيها ضباط سامين في سلك الأمن وأودع بعضهم الحبس، وهذا لعلاقتي الطيبة معه! فإذا اعتبرنا أن كل القضايا المطروحة أمام العدالة بيني وبينه هي بمثابة علاقة صداقة فماذا ستكون علاقة العداوة بيننا (يضحك)· >ثم يضيف< أيضا، ورد عن صحيفتكم أنني أنا من سلمته التقرير المزور الصادرة عن BNA بحانة بمحطة القطار الباريسية، فهل يعقل أن يحتاج من تمكن من استخرج 3200 مليار من البنك إلى شخص مثلي يعتمد عليه، تصور أني لا أحوز حتى على حساب بسيط لديه··إن هذه التصريحات لا تدفع إلا للسخرية، وعاشور يحاول الإساءة لي مجدداًمن خلال إتهامي في قضايا أنا بعيد عنها كل البعد، وهذا بعد أن نفذت كل الوسائل الاحتيالية التي استعملها في الإساءة إلي·· تمنيت لو ذكر مكان آخر سوى حانة، كما لم أتعجب كثيرا لتفليقه لي تهمة أخرى، لأن المثل يقول لا اثنين دون ثالثة وقد تكون هناك رابعة وخامسة، فالرجل وبعد أن انكشفت كل خيوطه يبحث الآن عن وسائل لتخفيف الأحكام عليه<·· ختم سالم قصته بمرارة·· ومع سرده له كشفت مصادر قضائية عن معاقبة بعض القضاة بسبب هذه القضية·· فضيحة عاشور كشفت الكثير من الغموض الذي يحكم مؤسسات الوطن·· في انتظار المزيد ما دام أن >الشكارة< تحصي 3200 مليار·· مبلغ كبير وكبير وكبير··
الحدث

Adresse : : Almohakik 02, Rue Haffaf Nafâa

أسرار
الفساد عنوان الدورة الخريفية وحملة المحليات
علمت >المحقق< من مصادر نيابية أن أيام الأمين العام للمجلس أبوبكر عسول على رأس أمانة المجلس، أضحت معدودة بعد أن فشلت الكثير من الجهات التي استنجد بها في سد الثغرات التي اكتشفها مجلس المحاسبة، كما أن تقليص مهام هذا الأخير زادت في تعقيد مهمة تصفية التقرير، خاصة وان الكثير ممن كانوا يفتخرون بأنهم الساعد الأيمن للأمين العام لجأوا لتخفيف اتصالاتهم بالرجل خوفاً من الشبهات ·
وفي اتصال مع بعض النواب وبعض الفاعلين في الكتل البرلمانية بما فيها كتلة >الأفالان<، أشارت كلها إلى أن الأمر أصبح لا يستدعي الصمت من باب أن >الساكت عن الحق شيطان أخرس< ولا يريدون أن يتقمصوا ثوب الشيطان، في حين قال نائب حر أن افتتاح الدورة الخريفية سيكون ساخنا، ولأول مرة سوف يناقش النواب الفساد داخل المجلس بدل مناقشة أجورهم حتى يستعيد هؤلاء النواب السمعة المفقودة، في حين اختار البعض أن تكون محاربة الفساد عنوان حملتهم في المحليات والبداية من المجلس ·
لكن الغريب في كل هذا هو الصمت المطبق من قبل قيادة المجلس، فزياري لم يقم بأي خطوة تُحسب له رغم أن وسائل الإعلام تنقل يوميا حيثيات الفساد الحاصل ولا رئيس ديوانه السيد سيفي تحرك وكل ما في الأمر ان الرجلين يحضران لفتح المطعم وكأن الشعب يبحث عن طعام النواب بدل معاقبة المفسدين ··
غرمول يحضر لاطلاق موقعه الالكتروني
يعكف رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين عبد العزيز غرمول على التحضير لاطلاق موقع له على شبكة الانترنيت يتضمن أعماله الأدبية ونشاطاته من موقعه كرئيس للاتحاد، كما سيضمنه بمقالات عن القضايا الثقافية والفكرية التي تشغل الساحة الجزائرية والعربية· وفي سياق متصل فقد عرف مشروع الموقع الالكتروني لنقابة ناشري الكتب تأخرا كبيرا جراء العراقيل التي واجهها مثل عدم وجود جرد يميز دور النشر الفاعلة عن تلك التجارية في الجزائر ·
سعداني يتوعد برد عنيف لتبرئة نفسه
يتواجد رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق عمار سعداني في فرنسا لتلقي العلاج، وحسب ما أسر به الرجل لمصدر مقرب منه فإنه يحضر لرد عنيف على كل ما نُشر حوله من امتلاكه لعقارات و استفادته من أموال الامتياز الفلاحي وكذا ما يتعرض له حاليا في >الأفالان< خاصة بعد تنحية الكثير من رؤساء المحافظات الذين نصبهم هو، والأكثر من كل هذا يريد سعداني تبرئة نفسه من تهمة سوء التسيير في المجلس من حيث الترقيات والفساد المالي الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام الوطنية والدولية وحتى المؤسسات الإعلامية العمومية وكشف العديد من نقاط الظل··لذا على ما يبدو ستسقط رؤوس ثقيلة إن تكلم سعداني فعلاً مثلما توعد ·
أولمرت يستنجـد ببوش لتأخـير نشر الجـزء الثاني من تقرير >فينوغراد <
أكدت مصادر على دراية واسعة بملف الشرق الأوسط ئأن كل التحركات السياسية وجولات المسؤولين الأمريكيين واللقاءات التي تتم في الساحات المختلفة، والتصريحات المتلاحقة من جانب أولمرت ومستشاريه ليس لها إلا هدف واحد يتمثل في حماية رئيس الوزراء الإسرائيلي من السقوط، وقطع الطريق على القضاء والشرطة ولجان التحقيق المختلفة التي تستعد لفتح ملفات عديدة تتهم أولمرت بالاستغلال والتجاوزات والرشوة، إضافة إلى نتائج الجزء الثاني من تقرير لجنة >فينوغراد< حول الحرب الأخيرة على لبنان· وحسب نفس المصادر فإن إيهود أولمرت يسعى بكل الوسائل وبدعم أمريكي لإطالة فترة ولايته رئيسا للحكومة في إسرائيل، ومنع اللجان المختلفة من نشر اتهاماتها وتقاريرها، خاصة لجنة >فينوغراد<، حيث الاستعراض السياسي الذي سيعقد في العاصمة الأمريكية بدعوة من الرئيس بوش من شأنه أن يدفع لجنة >فينوغراد< إلى تأجيل نشر الجزء الثاني من تقريرها، ويجبر الشرطة على الانتظار مدة أطول قبل فتح ملفات الفساد الخاصة برئيس الوزراء الإسرائيلي، تحت حجة أن مرحلة مصيرية بدأت بين إسرائيل والعرب، وبالتالي، من الأفضل إغلاق الملفات والتقارير مؤقتا، انتظارا لظهور نتائج الاستعراض السياسي الذي يحمل اسم اللقاء الدولي للسلام الذي دعا إلى عقده الرئيس الأمريكي ·
رموز النظـــام العراقي يبحثون في عمان مستقبل بغداد
أسرت مصادر دبلوماسية لـ >المحقق< أن رموزا من النظام العراقي السابق سيجتمعون في الأيام القادمة بالعاصمة الأردنية عمان، للحديث عن >مستقبل العراق< والبحث عن الحلول اللازمة للخروج به من دوامة العنف الطائفي التي يشهدها في ظل الاحتلال الأمريكي، وتأتي هذه المبادرة التي تحظى >برعاية أردنية<، إثر تفاقم أزمة حكومة المالكي بعد مقاطعة نحو نصف أعضائها وتعليق وزراء القائمة العراقية مشاركتهم في اجتماعات الحكومة بسبب رفض نوري المالكي مطالب تقدموا بها منذ أكثر من أربعة أشهر· وجاءت المقاطعة لتفاقم من حدة أزمة الحكومة التي وصل إجمالي عدد المنسحبين منها والمقاطعين لها إلى 17 وزيرا من أصل.37
الجزائريون الحاملون للجنسية البوسنية لا يشملهم قرار الترحيل من غوانتنامو
كشفت مصادر قضائية أمريكية أن البنتاغون سيرحل الجزائريين السبعة المعتقلين بغوانتنامو في الأيام القليلة القادمة، حيث فصلت المحكمة العسكرية الأمريكية في ملفات هؤلاء الجزائريين المرتقب ترحيلهم، وأشارت ذات المصادر إلى أن أحمد بن باشا، الجزائري المقيم سابقا في بريطانيا سيكون أول المرحلين، كما أن المعتقلين الجزائريين الستة الآخرين والحاملين أيضا للجنسية البوسنية، لا يتواجدون ضمن قائمة المرحلين، حيث لم تفصل بعد المحكمة العسكرية في ملفاتهم ولا تزال تعتبرهم الولايات المتحدة >المقاتلون الأعداء <·
ولادة مخلوق بعين واحدة بالجلفة
شهد حي ديار الشمس مجمع مائة دار بالجلفةئيوم الثلاثاء الفارط ولادة خروف غريب الشكل، رغم أن الولادة كانت عادية إلا أن الخروف كان بعين واحدة فقط تتوسط الرأس ما بين العينين المفترضتين، بينما بقية أعضائه عادية وسليمة، سكان الحي استغربوا كثيرا لهذا المخلوق الذي لم يعش طويلا حيث لفظ أنفاسه بعد ساعات من ولادته ولله في خلقه شؤون · القاعدة تعد لشن هجمات في عدد من الدول العربية
كشفت مصادر مطلعة أن تنظيم القاعدة الذي يرأسه أسامة بن لادن، تمكن من تجنيد العديد من الخلايا الجديدة في عدد من البلدان العربية من بينها المملكة العربية السعودية، وأن المجموعات المحلية التي تتبع هذا التنظيم في تلك الدول تستعد لشن هجمات مسلحة >نوعية<، وأن المعلومات الواردة من السعودية، تشير إلى أن عمليات التجنيد في تنظيم القاعدة لم تتوقف، وتضم خلايا التنظيم عناصر طلابية وأبناء عائلات ميسورة، وان كل خلية تعمل لوحدها دون الاتصال مع الخلايا الأخرى، لكنها تتبع قيادة جزء منها، يقيم خارج المملكة، وهي التي توجه الخلايا المسلحة التي تمتلك مخازن أسلحة حديثة، مما أثار قلق المستوى الأمني في الرياض خوفا من أن يكون التنظيم قد نجح في التغلغل داخل أجهزة الجيش والأمن، مما استدعى اتخاذ حالة تأهب غير معلنة ·
وأكدت ذات المصادر أن اليمن والمغرب قد تكونان، إلى جانب السعودية، من بين الساحات المستهدفة من مخطط تنفيذ عمليات مسلحة على أيدي مجموعات محلية تتبع تنظيم القاعدة ·

حـميد عبـد القـادر لـِ "أوراق "
أنا كاتب بربري ولا أتصور نفسي غير ذلك
يتحدث الروائي حميد عبد القادر في هذا الحوار عن تجربته في الكتابة الأدبية والتاريخية، معتبرا أن الكتابة الأدبية تهتم بالذاكرة في حين تعتمد الكتابة التاريخية على الوثيقة، ويعرج على روايته مرايا الخوف الصادرة مؤخرا التي حملت شيئا من حميد عبد القادر وشيئا من غبار الأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر ··
حاوره: عبد الرزاق بوكبة
نشأتَ في وسط عائلي مفرنس، وكان محيطك الثقافي في البداية كذلك، لكنك اخترت العربية عندما انخرطت في الكتابة، ولا زلت ·
كتاباتي الأولى كانت بالفرنسية إلى غاية الثانوية، هناك تحولات تحصل في حياتنا بسبب أمور بسيطة جدا، فقد اكتشف أستاذي الفلسطينى ضعفي الشديد في اللغة العربية، فأعطاني رواية الفضيلة للمنفلوطي وطلب مني تقديم تلخيص لها بعد العطلة، صدّقني لما قرأت هذه الرواية اكتشفت أن سحر العربية، مرتبط بسحر المكان الذي وقعت فيه··· جزر السيشل
بل جزيرة موريس ··
نعم جزيرة موريس··· لكن لا بد من الإشارة إلى بقاء تأثيرات الفرنسية خاصة أني كنت مكثرا من قراءة الرواية البوليسية بها، لقد كنت أتسابق في ذلك مع كثير من الأصدقاء أما في الجامعة، قسم العلوم السياسية، فقد كنا ندرس أكثر بالعربية والإنجليزية، واكتشفت بعد دخولي إلى عالم الصحافة سنة 1990 أن الفضاء الإعلامي المفرنس لا يهتم كثيرا بالثقافة، فانسحبت وذهبت إلى جريدة معربة، وفتحت نقاشات في الحداثة، رغم أن الوسط المعرب في غالبيته كان إسلاميا يومها ·
كيف استقبل وسطك المفرنس هذا التحول؟
العائلة كانت تقدّس أمرين: الثورة واللغة الفرنسية، وكان والدي حنينيا، لذلك فقد كان حساسا جدا لأمور التاريخ ·
هل هذا ما جعلك تنخرط بالموازاة مع الكتابة الأدبية في الاهتمام بالبحث في تاريخ الثورة؟
دعني أوضح نقطة مهمة: أنا لما أكتب الرواية أهتم بالذاكرة، وحين أبحث في التاريخ، أعتمد على الوثيقة، فالتاريخ علم، بينما العمل الروائي مجرد تذكرات، إعادة استثمار للمرويات البطولية، فقد سمعت الكثير منها وأنا صغير فكتبت عن الثورة من زاوية الذاكرة ·
ما رأيك فيما ذهب إليه أحد الكتاب الشباب من أنه لم يعش الثورة وبالتالي فهو ليس ملزما أو مؤهلا للكتابة عنها؟
أنا من مواليد ,1967 وبالتالي لم أعايش الثورة كأحداث، لكنني عشتها كأحاديث، ففي السبعينيات، أينما ولّيت وجهك تجد الناس يتحدثون عن الثورة، ويروون بطولاتها، فمثلا أذكر أنني تعرفت وأنا في الخامسة عشر من عمري على ما وقع في أكفادو في إطار ما أصبح يسمى بلا بلويت، اغتيال المثقفين من طرف العقيد عميروش في الولاية الثالثة ما بين عامي 56 و57 عبر ما كان يحكيه حلاق كنت أحلق عنده، وبالتالي ظلت مثل هذه الحوادث راسخة في ذهني··· ثم لا أنسى حكايات جدتي المتعلقة بعائلتي التي نزحت من أعالي الصومام إلى أزفّون فإلى العاصمة، إذن هذا الارتباط بذاكرة العائلة هو الذي جعلني أهتم بالتاريخ ·
هل تعتقد ككاتب من الجيل الجديد أن تاريخ الثورة استثمر إبداعيا كما يجب؟
لست أدري إن كنت توافقني على حقيقة صارخة، وهي أن غالبية الجيل الجديد منفصلة عن الذاكرة، وهذا نتاج المدرسة الجزائرية التي أوجدت جيوشا من الناس لا يعرفون تاريخهم ولا يلتفتون إلى رموزهم وإلى اللحظات المؤسسة للدولة الجزائرية ·
رغم أن الشرعية التاريخية ظلت ولا زالت هي الخلفية المحركة للدولة الوطنية؟ ··
الشرعية التاريخية كما طُبقت أو فُهِمت عندنا روّجت لنظرة رسمية للتاريخ، والمشكل أن الجيل الجديد يرفض إلى حدِّ التهكم هذه النظرة دون أن يجتهد في اكتساب نظرة مغايرة، فأصبح جيلا لقيطا على مستوى الذاكرة، يقرأ إدوارد سعيد ولا يعرف شيئا عن مصطفى الأشرف، يقدس بيروت والقاهرة ودمشق ويمقت المدن الجزائرية التي شكلت وعيه رغم اختلالاتها، وهذا النكران للذات أدّى إلى تشتت ذاكراتي ·
ماذا تعني بالنظرة المغايرة للتاريخ التي على الجيل الجديد أن يكتسبها؟
أعتقد صراحة لا انبطاح فيها أن خطاب الرئيس بوتفليقة الذي ألقاه في قسنطينة شهورا فقط بعد انتخابه في عهدته الأولى، حرّرني كثيرا من عقدة التاريخ وجعلني أذهب بعيدا في تقديم قراءة مغايرة للتاريخ تقوم على النقد لا على التقديس فأنا ممن يؤمنون بالثورة، لكن من حقي أن أنتقد نقائصها وسلبيات بعض رجالاتها ·
لكن التاريخ الوطني ليس هو الثورة فقط، فواسيني الأعرج مثلا، كتب عن الأمير عبد القادر، اللحظة المؤسسة الأولى في تاريخنا المعاصر ··
أنا روائي، و سبق لي أن قلت لك إنني أكتب التاريخ من منطلق الذاكرة القريبة مني، لا أكتب إلا ما سمعته من مرويات من أناس قريبين مني، وبالتالي أنا أمجّد ذكرى بشر لا يلتفت إليهم التاريخ العام: أمي، أبي، جدتي، جدي، جيراني ··
هل أستطيع أن أفهم أن هوسك بمنطلق الذاكرة هذا هو الذي جعلك تشتغل على لحظة العنف التي عاشتها الجزائر؟
حينما تكتب عن لحظة العنف، فأنت تحاول أن تتجاوزها، تتخلص منها، لأنك ترفضها أصلا كهاجس يكمن فيك، وأنا من الذين يعتقدون أن الكتابة تداوي الجراح وتخلّص النفس البشرية من الخوف ومختلف المكبوتات ·
لكن ألا تلاحظ أن الذاكرة هنا تختلف عنها فيما يتعلّق بالثورة من حيث الزمن على الأقل؟
طبعا··· فأنا أكتب عن العنف الذي حصل أمام عيني من منطلق الاستبعاد، وأكتب عن الثورة التي لم أعشها من منطلق الاستحضار ·
إلى أيِّ حدٍّ يتوفر الحياد فيما تستبعد وفيما تستحضر؟
لا مجال للحديث عن الحياد في الكتابة ·
لماذا؟
لأني، وأنا أكتب، أكون ذاتيا جدّا، أنظر إلى المجتمع من خلال ما عشته أنا شخصيا، كما يقول غوستاف فلوبير: مدام بوفاري هي أنا، أو كما قال نجيب محفوظ: إن كمال عبد الجواد هو نجيب محفوظ، أليس من حق زينو بطل روايتي >مرايا الخوف< أن تكون فيه أشياء من حميد عبد القادر؟
لم أفهم··· مرّةً تقول إن الرواية هي كتابة الذاكرة، ذات الأبعاد العامة، ومرّةً تقول إنه من حقك أن تكون ذاتيا في الكتابة !
لا تناقض في رؤيتي، فالذاكرة هي ذاتية المجتمع، ولحظاته الحميمية وإخفاقاته، بؤسه وشقاؤه كما هي لحظات مجده، الذاكرة هي كل هذا، وأنا جزء من هذه الذاكرة ·
كنت سببا في تفجير النقاش الذي دار حول الكتابة الروائية الشبابية التسعينية، والتي تناولت لحظة العنف، حيث دافعت عنها باستماتة، فيما وصفها آخرون ومنهم الطاهر وطار بالأدب الاستعجالي ·
خلافي مع وطار خلاف إيديولوجي، وأنا لا أنكر كونه روائيا كبيرا يحسن الصنعة الروائية ·
كيف؟
هو جعل من الإسلاميين أبطالا، وأنا أرفض ذلك، لكنه لم يكن كذلك قبل >الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي<، بمعنى أنه كان من نفس عائلتك الإيديولوجية ··
لقد تغيّر كثيرا، بحيث أصبح يرى أن تمجيد البطل الإسلامي من بين مهام الكتابة المنسجمة مع معطيات المجتمع ·
هذه رؤية على كل حال ··
أنا أرى غير ذلك تماما، لكني ألتقي معه في فكرة ضرورة المصالحة بين مختلف أطياف المجتمع الجزائري، وروايتي مرايا الخوف، تنتهي بهذه المصالحة لكن ليس على حساب طرف دون الآخر ·
لكنك فعلت العكس في روايتك الأولى >الانزلاق< التي صدرت في .19 98
لقد كتبتها في غمرة الأحداث، وأردتها أن تؤدي مهمة نضالية كان على المثقف أن يؤديَها يومها، في حين أن مرايا الخوف كُتِبت خارج ذلك السياق
ألا ترى بهذا أنك كنت استعجاليا فعلا وأن وطار كان محقا حين سمّاك كبير الاستعجاليين؟
أعتقد أن وطار يملك نظرة عميقة وصائبة وجمالية للرواية، وله الحق في أن يسمي ما كتبناه أدبا استعجاليا، فهو الروائي الأول ومن حقّه أن يقول ما يريد ·
ترفض الشرعية التاريخية في السياسة، وتقبلها في الأدب؟
هو يقول ما يريد، وأنا أكتب ما أريد، ويبقى القارئ الفاصل بيننا، ودعني أشير هنا إلى أن روايات وطار راجت لأن النقد سايرها، فواسيني مثلا كتب عنه كتابا كاملا، بينما بقي جيلنا محروما من النقد ·
ولماذا لم يوجِد جيلكم نقادَه، مثلما أوجدوا هم نقادهم؟
هذا راجع إلى الأزمات الثقافية المختلفة التي تعيشها الجزائر، فالجيل الجديد مصاب كما قلت لك سابقا بمرض فقدان الذاكرة، وغير مرتبط بالعلامات المحلية، إنه مصاب بغرور المعرفة، إنه يقرأ هابرماس، ودريدا وبارت، لكنه لا يوظف هذه القراءات لتحليل النص الأدبي الجزائري الجديد
كأنك من بين من تقصد بشير مفتي؟
لا··· أنا أتحدث عن النقاد والباحثين ·
مثلا؟
هم جيدون على كل حال، ولهم قراءات ثرية، مثل وحيد بن بوعزيز، وعبد القادر بودومة، لكنني أسألهم عن وظيفية ما يكتبون
في المقابل ألا ترى أن بعض الروائيين من الجيل الجديد بقدر ما يكتبون بعمق، بقدر ما هم زاهدون في تقديم أنفسهم؟
لأنهم متعالون عن واقعهم، الشيء الذي أوقعهم في حالة انفصام عن الحقل الثقافي بصفة عامة، وبالتالي في حالة من العزلة التي قد تذهب بمشاريعهم الإبداعية، وأذكر هنا على سبيل المثال ياسمينة صالح، التي تكتب رواية جيدة لكنها غائبة عن المشهد ·
تتحدث عن الجيل الجديد وكأنك لست منه ·
أعتبر نفسي مخضرما، أميل إلى الجيل السابق من حيث الارتباط بالواقعية كما كتبها وطار وبن هدوقة وبقطاش، وأميل إلى الجيل الجديد من حيث تناول بعض الجوانب الذاتية··· أنا أقف في الوسط
يبدوا أنك أصبحت مسالما ولم تعد تريد إطلاق النار على أحد كما هو معروف عنك
كما تعلم فقد ترأست القسم الثقافي لجريدة الخبر من ماي 92 إلى غاية جوان ,2006 وخلال هذه المرحلة اتهمت بكثير من التهم، منها كوني فرانكوفونيا مدسوسا في الوسط المعرب، ومنها كوني إقصائيا، ومنها كوني من أتباع حزب فرنسا وأن والدي كان من الحركى، وكل هذه التهم قابلتها بصبر وأناة، وحين تتاح لي الفرصة سأرد عليها
ألا ترى هذا الحوار فرصة للرد؟
والدي >يتنهد بعمق ويضغط على نقاله< كاد يصفى من طرف منظمة الجيش الفرنسي السرية الإرهابية، أما الإقصاء فأنا كنت أنفذ تعليمات رئيس التحرير ·
هناك تهمة أخرى هي كونك كاتبا >بربريست <
نعم أنا كاتب بربري، وليس بربريست، أي أنني لست من أتباع الأكاديمية البربرية في باريس، ولا أساوي شيئا بدون البعد البربري للجزائر ·
آخر كتاب أدبي جزائري، قرأته ولم يعجبك؟
رفض أن يجيب في البداية مبديا امتعاضا من السؤال، وفجأة التفت إليَّ قائلا: كثير من الكتابات بالفرنسية رديئة
مثلا؟
عبد الرحمن زقاد في مجموعته القصصية: الريح في المتحف

وما زلت في انتظار الغيوم الرواحل !

مرزاق بقطاش
كان من المفترض يوم31 جويلية، أن أقطف غيمة مترهلة، وأتجول بها عبر حدائق الدنيا كلها، لا طمعا مني في أن تمطر، ولكن في أن تحمل السماحة إلى هذا البلد الشهيد أبدا ·
في مثل هذا اليوم، عبرت الرصاصة تضاعيف دماغي من القفا الأيسر وخرجت إلى دنيا الله من أعلى الصدغ الأيمن· أو ليس ذلك بالمسار الهندسي العجيب؟
ما يحز في نفسي بعد أربعة عشر عاما من الزمان، هو أن أصحاب تلك الفعلة كانوا، فيما قيل لي، وعلى حد البيان الذي نشروه في الصحافة الوطنية، طلابا جامعيين، تلاعب بعقولهم أولئك الذين يزعمون وصلا بسيدنا محمد (ص)، ونسوا، أو هم تغافلوا عما جاء في القرآن الكريم (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )·
قال لي صاحبي على سبيل الممازحة والتفكه: أنت لم تشعر بما حدث لك· أعشار من الثانية وانقضى كل شيء !
أجبته: معك حق، يا هذا، ولكن لا تنس أنني احتملت الحكم بالإعدام خمسة عشر شهرا وتسعة أيام! ولك بعد ذلك أن تسبر أغوار نفسي لتعلم ما اصطخبت به خلال تلك المدة كلها ·
وجاءني أولئك الذين يطبلون ويزمرون للمصالحة الوطنية، وسألوني: أتراك سامحت أولئك الذين اعتدوا عليك؟ أجبتهم أنني عندما أفقت في المستشفى، تصايحت أمام دهشة الأطباء والممرضين والممرضات والزوار: سامحهم الله جميعا، وتلوت الآية الكريمة :(لئن بسطت إلي يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك، إني أخاف الله رب العالمين )·
ونسي أولئك الذين يسيرون في كل زفة أنني لا أنتمي إلى من يرتكب الحماقات كلها في حياته ثم يتقرب إلى الله في أخريات أيامه، أي بعد أن يضع ساقا في القبر، على حد تعبير زميلنا الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم، وزير التعليم الأصلي والشؤون الدينية ·
أبصرت بهم عام ,1962 وهم يجعلون الأرض قاعا صفصفا بعد دخولهم من الحدود الغربية· تقاتلوا فيما بينهم، وقتلوا إخوانهم في أزقة الجزائر العاصمة وفي غيرها من الولايات الأخرى، ثم جاء وقت وقالوا: نحن مع المصالحة الوطنية· هذه المصالحة كان من المفترض أن تنطلق عام ,1962 أي في وقت كانت دماء الجزائريين تراق عبثا ·
والذي يحز في نفسي أيضا بعد هذا السنوات كلها هو ما أقرأه في صحافتنا الوطنية عن أولئك الذين لا يتورعون عن طلب الجنسية الفرنسية· بعضهم في السلطة، ويا للأسف، وزارة المجاهدين واضعة رأسها في التراب مثل النعامة، وكذلك منظمة قدماء المجاهدين، لكأن الجنسية الفرنسية التي يتباهون بها تفتح لهم أبواب الدنيا والجنة معا !
أما الذين يملأون حقائبهم بأموال الشعب دون أن تطالهم يد العدالة، فإنهم يدفعونني إلى التساؤل التالي: هل استطعنا أن ننشىء دولة حقا وصدقا؟
أخشى ما أخشاه في هذه الذكرى المؤلمة التي أحتفي بها وحدي في قرارة نفسي هو أن تزداد الجزائر انزلاقا في مهاوي المذلة والهوان ·
رحم الله جميع الجزائريين الذين سقطوا خلال هذه المهزلة التي يقال لها العشرية السوداء، ولا أستثني منهم أحدا