الأربعاء، فبراير 14

رسالة يائسة

رسالة يائسة
مع أن مسلسل العنف قد تباعدت حلقاته، مخلفة المكان إلى مسلسل الخليفة وفضائح أخرى، تؤدي كلها إلى إحباط النفوس ،إلا أن سلسلة الانفجارات التي هزت أمس عدة بلديات بولاية بومرداس واستهدفت في مجملها مراكز الشرطة، من شأنه أن يبعث من جديد الخوف• فهذه التفجيرات هي أولى توقيعات قاعدة الجهاد في بلاد المغرب، التسمية الجديدة التي اتخذتها الجماعة السلفية للدعوة والقتال بعد انضمامها لتنظيم القاعدة منذ أسابيع، بعد أن قوضت المصالحة من جهة، ومحاصرة قوات الأمن لعناصرها من جهة أخرى، قوة تأثيرها، بعد استهدافها لحافلة كانت تقل أجانب بطريق بوشاوي في العاشر من ديسمبر الفارط• فعودة السيارات المفخخة واستهدفها مراكز الشرطة، يعني أن الجماعات المسلحة تبحث لها عن توجيه رسالة لقوات الأمن، على أنها قادرة على ضربها في معاقلها، وربما أيضا البحث لها عن تموين بالسلاح والذخيرة إن هي تمكنت من مباغتة عناصر الشرطة، وهي الطريقة التي كانت تتبعها بداية الأزمة، عندما كانت تستولي على السلاح والعتاد من خلال هجومها على مراكز الأمن، وكذا باستهدافها لعناصر الشرطة وتجريدهم من سلاحهم• فانتماء الجماعة المذكورة إلى تنظيم القاعدة لن يغير في أمرها من شيء، ما دامت الحدود منيعة، فلم يعد السلاح يمر بسهولة عبرها مثلما كان ذلك سنوات الأزمة، فكل البلدان المجاورة انخرطت في ديناميكية الحرب على الإرهاب التي تقودها أمريكا• ثم إن استهداف كل من المغرب وتونس بعمليات إرهابية مؤخرا من طرف عناصر هذا التنظيم، أدى إلى محاصرة التنظيم ومنع تزويده بالسلاح• وعمليات بومرداس أمس ما هي إلا رسالة يائسة، حاولت الجماعات الإرهابية أيا كانت تسميتها وأيا كان هدفها (حتى ولو كان محاولة التأثير على سير محاكمة الخليفة)، إلى وزير الداخلية يزيد زهوني الذي قال في ندوته الصحفية الأخيرة إن انضمام التنظيم المذكور إلى القاعدة لن يزيده قوة، ولن يغير في عزيمة قوات الأمن الوطنية على مكافحته في شيء• وحتى وإن سقط قتلى وجرحى في هذه التفجيرات، فان العمليات الإرهابية هذه لن تؤثر في الوضع الأمني، ولن تحد من إصرار الجزائريين على الخروج من نفق الأزمات المتكررة، وقد عاشوا ما هو أسوأ في العشرية المرة؟

الــكاتب : السيدة حدة حزام

ليست هناك تعليقات: