الأربعاء، فبراير 21

قرى ومداشر خالية على عروشها•• أموال الدولة لم تصلح ما أفسده الإرهاب


خواطر خلال زيارة الجزائر
حين تم اختياري كعضو في الوفد الكويتي للاشتراك في الأسبوع الثقافي الكويتي في الجزائر ترددت أولا، ثم عزمت على زيارة هذا الجزء من العالم العربي الذي كان رمزا بالنسبة لنا للكفاح في سبيل الحرية والاستقلال، وحسنا فعلت، فقد كانت زيارتي القصيرة لهذا البلد مفاجأة بل أم المفاجآت، فقد أمضيت أكثر من ثلاثين عاما وأنا أتجول في هذا العالم أخالط شعوبها وأحاول التعرف على طرائق معيشتهم وتفكيرهم، ومع ذلك فقد علمتني هذه الزيارة أن الجزائر قـد ظلمت كثيرا، ظلمت لأن كل ما تشكل لدينا من أفكار عنها جاءنا من خلال المنظار السياسي وحده، ولكن النظر للجزائر خارج المنظار السياسي يجعلك ترى بلدا وشعبا يدخل قلبك ويستولي على مشاعرك ويجعلك تخجل من نفسك ومن جهلك ومن ظلمك لهذا البلد العزيز • والحق أنني لم أتوقع ما شهدت وما خبرت، فهذا بلد كافح أهله وما زالوا ـ ليس فقط ضد الاحتلال ولكن في سبيل الحفاظ على كرامته وحبه لإخوانه ورفع رأسه فوق أمواج الفقر والتخلف التي تحاول إغراقه وتدميره• إن زيارة واحدة "للجاحظية " ولقاء رئيسها الأديب الطاهر وطار ورفاقه لأكبر دليل على هذا الكفاح وهذا الصبر وهذه الروح الطيبة الفاضلة التي ما زالت كامنة في هذا الشعب الكريم • ثم ما هذا الوعي المتميز في هذا الشعب للبيئة وسلامتها ونظافتها وللحفاظ عليها ثم ما هذه الجدية التي ارتسمت على وجوه الطلبة والطالبات في المكتبة الوطنية وفي غيرها من الكليات الجامعية• لقد أشعرني هؤلاء الطلبة والطالبات بالخجل فأنا مدرس سابق في جامعة الكويت وأعرف الفرق بين طلبتنا وغيرهم من الطلاب• إن هذه الجدية إذا أضيف إليها شعور بالمودة تجاه الضيوف من العرب حين اللقاء بهم تجعل من هذا الشعب من أكثر شعوب العرب مودة وصدقا وحبا لإخوته من أبناء الأمة العربية، أضف إلى هذا العمق التاريخي لهذا البلد ـ من السكان الأصليين إلى الفينيقيين إلى الرومان إلى الأندلسيين إلى العثمانيين إلى الفرنسيين ـ يا لها من جنة للرجل الذي يحاول دراسة وفهم التاريخ، تاريخ حوض البحر المتوسط• إن الكلام يطول والكلمات قاصرة عن التعبير عما في القلوب ـ لقد عوملنا أعضاء الوفد الكويتي معاملة طيبة وكريمة فاقت توقعاتنا كلنا، فمن فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة إلى وزيرة الثقافة خليدة تومي، هذه الإنسانة الواعية والمتواضعة إلى سائر المسؤولين الذين غمرونا برعايتهم وعطفهم وتركوا في نفوسنا انطباعا طيبا لا تمحه الأيام • فشكرا لشعب الجزائر ولرئيسها ومسؤوليها مع الدعوة لهم جميعا بالنجاح والتوفيق


من لحيتو بخرلو
قال المحامي حمودة يوسف متأسفا في حق الديوان الوطني للمؤلف والحقوق المجاورة أمس أمام المحكمة الجنائية في قضية الخليفة، أن عبد المومن كان يدفع فوائد بعض الشركات التي أودعت أموالها من أموال شركات أخرى، حيث لم يجد الأستاذ المحامي أحسن تعبير عن الوضعية المذكورة إلا استعمال عبارة "من لحيتو بخرلو

الكثير من القرى والدواوير لا تزال مهجورة
رغم المساعدات الممنوحة بالشلف
لا تزال الكثير من قرى ومداشر ولاية الشلف، مهجورة رغم سعي السلطات المحلية لإعادة إسكان هؤلاء النازحين من خلال تقديم مساعدات مادية لبناء مساكن ريفية وإنشاء بعض المنشآت القاعدية الضرورية للعيش الكريم إلا أن أغلبية النازحين نحو المدن والمراكز الحضرية يفضلون البقاء بمحل إقامتهم الجديدة على العودة إلى الدوار قدرت مصادر رسمية محلية، عدد النازحين من قراهم ومداشرهم نحو المدن والمراكز الحضرية منذ بداية تدهور الأوضاع الأمنية بأزيد من 15 ألف عائلة بولاية الشلف، تأتي على رأسها بلديات تعاني من ثالوث الإرهاب، الفقر والأمراض وتشمل، بني بوعتاب، الكريمية، الحجاج، حرشون، بريرة، سيدي عكاشة ومصدق وتاجنة، ويرفض أغلبية هؤلاء النازحين العودة إلى قراهم ومداشرهم رغم إستتباب الوضع الأمني وأصبحت معظم مناطق الولاية تنعم بالأمن، ويشترطون لتنفيذ ذلك توفير ما يضمن لهم ممارسة نفس الأشغال التي كانوا يمارسونها من قبل والمتمثلة في الفلاحة وتربية الأنعام• استفادت الولاية في إطار البرنامج الخماسي 2005/2006 من 12 ألف إعانة ريفية موجهة خصيصا لتثبيت هؤلاء النازحين في مناطقهم الأصلية، بما يقابل600 مليار سنتيم بمعدل 500 ألف دينار جزائري للوحدة، علاوة على 3700 وحدة ممنوحة سابقا خلال سنتي 2002/2004 منها 700 وحدة هبة من الاتحاد الأوروبي• وحسب مصدر من مديرية السكن والتجهيزات العمومية المكلفة بمتابعة سير الأشغال بهذا النمط من البناءات، فإن نسبة تقدم الإنجاز بالسكنات الريفية عبر تراب الولاية تقارب 73% أي ما يصل إلى 7277 وحدة منجزة كليا• وهي نسبة متقدمة جدا بالنظر إلى طول الإجراءات الإدارية التي تصاحب عملية الاستفادة من هذه الإعانة إضافة إلى صعوبة المسالك المؤدية الى معظم المناطق النائية والمعزولة، علاوة على اشتراط لجنة الدائرة على المستفيد ضرورة الانطلاق في اشغال البناء قبل الاستفادة من الإعانة وهو الأمر الذي لم يستطع البعض الوفاء به لكونهم فقراء كما هو الحال ببعض قرى بلدية بني حواء الذي تم إلغاء مقررات استفادتهم من الإعانة لعدم انطلاقهم في الأشغال في ظرف ستة اشهر كما هو محدد قانونا• علاوة على برنامج السكن الريفي الممنوح للولاية، تقرر كذلك إدراج الولاية ضمن الولايات المعنية بالهبة المقدمة من طرف الاتحاد الأوروبي والمتضمنة في برنامج "دعم وإعادة تأهيل المناطق المتضررة من الأعمال الإرهابية" المعروف اختصارا بـ"برازات"، عن طريق الاتفاقية المبرمة مابين وزارة الداخلية والجماعات المحلية والاتحاد الأوروبي في 27/12/2004 يشمل ست ولايات من بينها الشلف، بقيمة مالية إجمالية تصل الى 05 مليون اورو، ويقتضي هذا البرنامج إنشاء بعض المنشآت القاعدية الأساسية بهذه المناطق المتضررة من العشرية السوداء، بغرض تثبيت السكان في مناطقهم الأصلية وممارسة مختلف أشغالهم السابقة وتحسين الإطار المعيشي لهم• وحسب إطار من محافظة الغابات بالولاية والمشرفة على تسيير البرنامج ،فإن حصة ولاية الشلف، تقدر بـ86.700.000.00 (أكثر من ثمانية ملايير سنتيم)، مقسمة على ثلاث شرائح، تشمل الشريحة الأولى، والتي تقارب على النهاية أربع بلديات تعد الأفقر على المستوى المحلي والوطني ويتعلق الأمر ببلديات بني بوعتاب، الحجاج، مصدق وتاجنة، ويشمل هذا البرنامج -حسب محدثنا - بناء منشآت قاعدية وتجهيزات، حيث نجد في مجال المنشآت أشغال بناء وتهيئة 04 قاعات علاج، و10 مجمعات مدرسية، أما فيما يتعلق بفك العزلة، فيتضمن البرنامج مد جسور (وحدتين)، وتقوية الطرق البلدية (04كلم) وتهيئة أخرى (14 كلم) إضافة إلى طرق ثانوية 7000م• وفي جانب إعادة مصادر المياه، فيتضمن البرنامج إعادة تهيئة 07 آبار وبناء 05 وحدات لأحواض مائية وفي مجال الفلاحة فيركز البرنامج على حرث 300 هكتار، وغرس 40 هكتارا أشجار مثمرة، إضافة الى تربية النحل (600 وحدة) والدواجن (15 الف وحدة)• وحسب نفس المصدر، فإن هذا البرنامج في شريحته الأولى يقارب 80 بالمئة من نسبة الإنجاز• وحسب مصادرنا، فإن الكثير من القرى والمداشر في بعض البلديات قد أفرغت تماما من سكانها وبقيت خاوية على عروشها، فلا تلمح أي فرد بها أو أي حي بهذه المناطق التي أضحت قفار موحشة، بعدما كانت تعج بالناس والحركة، فعلى سبيل المثال لا الحصر فإن بقعة العزة ببلدية الصبحة لم يعد إليها إلا أربع عائلات، من مجموع 50 عائلة، وكذا الأمر لبقعة العيساوة بنفس البلدية المكونة من 70 عائلة، والتي أصبحت اليوم خاوية على عروشها، إضافة إلى منطقة خليفة الشلف، التي أصبح التجول فيها نهارا يثير الرعب والخوف، فإن بلدية الكريمية هجر منها ما يزيد عن 2500 ساكن، نحو المراكز الحضرية وكذا الأمر بالنسبة لقرى ودواوير العثمانية، وأولاد علال ببوقادير التي لم يتبق من عدد سكانها الـ1500 إلا 07 عائلات فقط، مضطرة للبقاء ولم تجد أي وجهة حيث قدرت نسبة النزوح ما يزيد عن 44 % من مجموع السكان وبلغ أدنى مستوياته ببلدية الصبحة حيث لم تتعد نسبة06% نتيجة لتسليح معظم سكان هذه القرى دفاعا عن أرواحهم وممتلكاتهم• سعت السلطات الولائية لإغراء النازحين بالامتيازات الممنوحة لهم في إطار برنامج تأهيل المناطق الريفية المهجورة، بتوفير مساكن لائقة والتزامها بإعادة بناء بعض المنشآت القاعدية الأساسية والضرورية للعيش الكريم، إلا أن ذلك لم يغر إلا عددا قليلا منهم وفي مناطق معروفة، أما بالنسبة للمقيمين الجدد بعاصمة الولاية، فلجأت السلطات الولائية إلى تطبيق توصيات رئيس الجمهورية القاضية بتطهير المدن من الأحياء القصديرية وهو ما تم في ظرف شهر واحد بترحيل عدد كبير منهم• وبلغ النزوح إلى حي الشرايط خارج عاصمة الولاية وتحويل الموقع إلى محطة للنقل الحضري بعاصمة الولاية • وفي حديث لبعض سكان المناطق المهجورة ببوقادير، يطالب هؤلاء بضرورة توفير مساعدات في إطار الدعم الفلاحي، كون اغلبهم يعتمدون في معيشتهم على الفلاحة وتربية الأغنام• كما طالبوا في وقت سابق بإستعادة أسلحتهم وهو مطلب يرونه ضروريا للعودة إلى مناطقهم الأصلية، دفاعا عن أرواحهم وممتلكاتهم من الإجرام واللصوصية التي حلت محل الإرهاب

صراعات داخلية ترهن المشروع ببلدية بايزيد بالجلفة
الإرهاب حولهم إلى فقراء وأجراء
تعتبر ولاية الجلفة من الولايات التي عانت من الأزمة الأمنية ولا زالت آثارها قائمة لحد الآن وتشهد عليها العديد من المناطق المهجورة التي كانت قبل الـ94 آهلة بالسكان ممن اختاروا العيش في الريف وهذا لطبيعة نشاطهم المتمثل في تربية الأغنام والرعي عرفت بلديات الجلفة الأزمة الأمنية وعاشت ويلاتها وأرغمت سكانها على ترك كل شيء والهرب إلى المدينة والبلديات الكبرى احتماء بقوات الأمن المشتركة وفرق الدرك، محافظات الشرطة والثكنات العسكرية بالإضافة إلى الحرس البلدي ورجال "الباتريوت" ومن بين الأرياف التي عرفت الإرهاب وعاشت أحداثه بلدية مسعد، الشارف، عمورة، حاسي العش، دار الشيوخ، عين معبد، حد الصحاري، حاسي بحبح وسيدي بايزيد وهذا ما دفع بالكثير من الموالين والفلاحين لبيع ماشيتهم وإهمال أراضيهم والسكن داخل المدن مما جعل الأزمة تولد من جديد بسبب محدودية الخدمات وعجز السلطات في توفير الكثير من مستلزمات الحياة• من جهة أخرى بقيت الكثير من العائلات هناك ممن رفضت الدخول إلى المدينة لان أفرادها أصروا على ذلك بامتلاكهم للأسلحة والدفاع عن أنفسهم وعن أموالهم وأعراضهم وقد سجلت بلدية الجلفة وحدها خلال الأزمة أكثر من 70 ألف نازح بنسبة تفوق 25 بالمئة من عدد السكان الحالي• هذه الظاهرة التي تحولت إلى أسباب حقيقية لحياة الفقر والأمية والتسرب المدرسي وتوسع الجريمة وفشلت السلطات الولائية ومختلف الهيئات في تدارك هذه الظواهر والحد منها• وقد اخترنا في هذا الملف بلدية سيدي بايزيد كنموذج كونها تبقى أكثر البلديات التي تضررت من وحشية الإرهاب ولا زالت تعيش أزمة من نوع آخر جاءت نتيجة لسنوات من الخوف والرعب والدم وهتك الأعراض من طرف المجموعات الإرهابية• تقع بلدية سيدي بايزيد في جيب من جيوب ولاية الجلفة الشرقية يسكنها عرشا أولاد بن علية، الصحاري، طابعها رعوي فلاحي وأغلب سكانها يقطنون في تجمعات ريفية، القندوزة، الجعيمة، شويشة، عين الروس، أولاد فاطنة، سد أم الدروع، المليليحة وأهم ما يميزها الجبال المحيطة بها كجبال مناعة، وجبل قيعقع وهذا ما جعل جحورها مطلب الجماعات الإرهابية للاحتماء فيها وقد انقطعت الحياة بهذه المناطق بانتهاء نشاط الطريق الرابط بينها وبين الطريق رقم واحد وبينها وبين بلدية دار الشيوخ مقر الدائرة وهذا بعد أن شهدت هذه الطريق الكثير من المجازر والحواجز المزيفة• ومن أجل إعادة إعمار هذه البلدية وتحريك نشاط سكانها فقد وجهت لها مختلف المديريات برامج كالدعم الفلاحي الذي تشهد على فشله السلطات الولائية من والي الولاية إلى المدراء الذين توالوا على القطاع ومن خلال تصريحاتهم الرسمية• شرعت السلطات الولائية في تنفيذ استراتجية الدولة بإعادة اعمار المناطق التي تضررت من الإرهاب عن طريق رصد مبالغ وتحديد مشاريع خدماتية كالمدارس وقاعات العلاج والسكنات وكذا منح الدعم الفلاحي من خلال برنامج التنمية الريفية الذي أنشئ بموجب المرسوم التنفيذي رقم 22/ المؤرخ في 13/ 07/2004 كسياسة وحل لاستقطاب وإقناع السكان الذين دخلوا المدن بالعودة إلى الريف• وبلدية سيدي بايزيد هي الأخرى استفادت من مشاريع ومن مبالغ جاءت لتنه معاناة السكان فقد استفادت من ما يقارب 100 مقررة للدعم الفلاحي بمعدل 200 مليون سنتيم للمقررة وقد حددت لجنة الفلاحة نسبة النجاح بنسبة 25 بالمئة ويرجع السبب في رأيهم إلى الأزمة التي تعيشها مديرية الفلاحة وكذا غياب الإرشاد الفلاحي والتوعية للسكان كون اغلبهم يسكن في مناطق معزولة ونائية وبعيدين عن الهيئات هذا بالإضافة إلى الأزمة التي عاشها المجلس البلدي منذ تنصيبه فقد أدى الصراع الداخلي وتحويل بعض أعضائه على العدالة إلى تأجيل كل المشاريع والمبادرات التي من شأنها أن تنهض بهذه المناطق• وفي رد رئيس الدائرة عن فشل البرنامج الفلاحي أكد انه لا يمكن لأي مشروع أن يقف ويتحقق بعيدا عن التنسيق والعمل المشترك وأن عدم استقرار المجلس من بين أقوى الأسباب، من جهة أخرى حاولنا الاتصال بمدير الفلاحة إلا أنه كان مرتبطا بزيارات ميدانية مع والي الولاية


تخصيص 19.2 مليار سنتيم لإنجاز 22 مشروعا جواريا للتنمية الريفية"
"الأربعاء" منطقة نموذجية لإعادة النازحين بجبجل
استفادت ولاية جيجل في إطار برنامج الدعم الفلاحي لتنمية المناطق الريفية التي شهدت هجرة للسكان خلال سنوات الجمر من غلاف مالي يقدر بـ 19.2 مليار سنتيم منهم 906 مليار سنتيم كدعم من طرف الصندوق الوطني لدعم التنمية الريفية أكد بوعلام زماش رئيس المصلحة المعنية بمديرية الفلاحة بأن الغلاف المالي المذكور والذي استهلك منه 18.4 مليار سنتيم مكن من إنجاز 22 مشروعا جواريا للتنمية الريفية سيما بالبلديات النائية والجبلية ويتعلق الأمر بكل من أولاد يحي، أولاد رابح، بني ياجيس والعوانة• ويضيف المتحدث بأن قرى ومداشر وسكان هاته البلديات استفادوا من الدعم فيما يخص النشاطات التقليدية، تربية النحل، الأشجار المثمرة، وحدات الإنتاج المصغرة، وإسطبلات تربية المواشي• وأشار ذات المصدر بان 199 عائلة استفادت من المشاريع السالفة الذكر، فيما تم ترميم قاعات العلاج والمطاعم المدرسية ومختلف الهياكل الإدارية الأخرى، وكذا فتح الطرقات والمسالك الجبلية من أجل تحسين ظروف معيشة السكان وتوفير الظروف الملائمة لعودة العائلات التي هجرت منازلها في فترة الأزمة الأمنية• وتطرق السيد زماش إلى البرنامج الجديد لتفعيل عملية التنمية الريفية والمتمثل في برنامج التجديد الريفي حيث تقوم الولاية بإعداد مقترحاتها وتقديمها للوزارة من أجل الدراسة والمصادقة عليه وبالتالي الانطلاق في التجسيد• ويركز هذا البرنامج على تحديث التجمعات السكانية والقرى، وكمرحلة أولى لهذا البرنامج الذي يمتد إلى غاية 2013 فإنه سيتم اختيار منطقة نموذجية على مستوى الدوائر الـ 11 للولاية، حيث ستستفيد هذه المنطقة من انجاز كل المرافق الضرورية للحياة سيما الشبكات الأساسية للتطهير ومياه الشروب، الإنارة العمومية والطرقات وغيرها وهذا دفعة واحدة، فيما سيتم اختيار 03 مناطق من كل بلدية في إطار التنمية الاقتصادية والتي تصب في نفس التوجه وتهدف إلى تنمية الريف وتحديثه وإعادة إعمار ما خربه الإرهاب• تفيد الأرقام التي بحوزتنا تفيد ان آلة الإرهاب تسببت في خسائر بمئات المليارات، واضطرار 125 ألف شخص على النزوح من المناطق غير الآمنة إلى المدن الكبرى للولاية، وتسجيل وفاة أزيد من ألفي ضحية إرهاب عبر بلديات الولاية الـ 28 وأن السلطات المحلية حاولت في السابق إعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية إلا أنها فشلت، في حين تمكنت السنة الماضية من النجاح في العملية بفضل المنطقة النموذجية ببلدية وجانة• وفي إتصالنا برئيس بلدية وجانة السيد/ بومحروق حفيظ أكد بان منطقة "الأربعاء" التي تقع جنوب مركز البلدية بحوالي 12 كلم كانت إلى وقت ليس ببعيد تمثل تجمعا سكانيا هاما ومنطقة تجارية بفضل حيازتها على سوق أسبوعي يقصده المواطنون من مختلف البلديات وحتى سكان الولايات المجاورة، وكان يقطن بها أزيد من 3 آلاف نسمة أغلبهم ترد كلوان، المرس، أسامر، امالو، امزر، صدامة، دار فارس، دار الحاج، جبيلة، المايدة •• وغيرها قبل أن يضطر الجميع إلى الهجرة الجماعية مع بداية التسعينات وانطلاق الأعمال التدميرية للجماعات الإرهابية التي دمرت وخربت العديد من المنازل ومعظم المرافق الإدارية بالمنطقة الابتدائية وقاعة العلاج والملحق الإداري والوكالة البريدية، وقد هجر سكان المنطقة إلى بلديات الطاهير، جيجل، قاوس والأمير عبد القادر• وأضاف محدثنا ان المنطقة تم اختيارها نموذجية لتطبيق برنامج، إعادة إسكان المناطق المهجورة من قبل السلطات المحلية• وقد استفادت من غلاف مالي يقدر بـ 06 مليار سنتيم وجهت لعملية الترميمات وانجاز الطرقات، وقد خصص من المبلغ المذكور 04 مليار سنتيم لانجاز وعصرنة الطريق الرابط بين جنان عياد والأربعاء على مسافة 06 كلم، فيما انتهت عملية انجاز الإنارة العمومية والتطهير ومياه الشروب وكذا ترميم الوكالة البريدية والملحق البلدي وقاعة العلاج وترميم 06 سكنات وظيفية، وانجاز مدرسة قرآنية، والأشغال متواصلة بابتدائية "بن شعبان" فيما قامت شركة سونلغاز بمجهودات جبارة تمثلت في إعادة الكهرباء إلى كل سكنات المنطقة• وأفاد ذات المسؤول بأن هناك برامج مقترحة لإتمام هذه العملية التي انطلقت في اواخر2005، ويتعلق الأمر بفتح مسالك المشاتي، بناء مفرزة للحرس البلدي تجسيد مشروع بناء 40 مسكن ريفي جماعي، مؤكدا بان هناك 10 عائلات عادت بصفة نهائية إلى مساكنها مع نهاية السنة الماضية وأزيد من 700 عائلة عادت بصفة جزئية وعدد أكبر للذين عادوا من أجل فلاحة أراضيهم والاهتمام بأملاكهم• وفي حديثنا مع بعض العائلات التي هجرت مساكنها وأقامت بمدينة جيجل رغم الظروف القاسية والمعيشة الصعبة فقد أوضح عمي زغيدور الذي وجدناه يبيع بعض الأواني الفخارية بمحطة الحافلات الشرقية بان أبناءه رفضوا العودة بالرغم من الظروف الصعبة والفقر المدقع مشيرا بان أبناءه تعودوا على ريتم المدينة وتكيفوا مع مناخها وبالتالي لايمكنهم التأقلم مع مقومات الطبيعة بالجبال سيما الأطفال الذين ولدوا بمدينة جيجل والذين يبلغون اليوم من العمر 15 أو 17 سنة والذين لم يزوروا ولو مرة واحدة ارض أبيهم

معركة البناء بدأت والحياة تعود لكن
الهروب من الموت و طلب العيش
عرفت العديد من بلديات سطيف هجرة كبيرة لسكانها نحو المناطق المجاورة وعاصمة الولاية نتيجة العشرية السوداء وما خلفته من دم ودمار الهروب من الموت وطلب العيش، قنزات، حربيل، ايت تيزي، بابور، الحامة، سرج الغول، صالح باي، بوطالب، الرصفة، عين السبت••• كل هذه البلديات الواقعة شمال وجنوب سطيف تضررت وبشكل كبير جراء الآلة الهمجية للإرهاب التي خلفت الآلاف من الضحايا وهجرة شبه كلية أن لم نقل كاملة على غرار قرى مقاربة بمداشرها قسنطينة، مريانة ومواسة، قرية أولاد رزوق بقات، القرت، بومخلوف، اتوبو ببلدية حربيل شمال الولاية وقرى الدار البيضاء، بوزليف، بني الماي، أم عمر وقنيفة ببلدية بوطالب جنوب الولاية، حيث هجر السكان قراهم ومنازلهم وفروا بجلودهم طلبا للعيش ولو في الأقبية والمرائب، المهم هو الإحساس بالأمان بعد استتباب الأمن، معركة البناء وإعادة الحياة تعود ولكن وبعد انقضاء الحلم المزعج الذي استمر طويلا وكانت اثاره وخيمة على الجميع دون استثناء، بدأت مؤخرا العديد من العائلات المتضررة التطلع للعودة إلى قراها ومزارعها وحقولها التي تلاشت وتدهورت حالتها هي الأخرى من جراء الإهمال وأثار العوامل الطبيعية• وحسب السيدة قسوم إطار بمديرية الفلاحة لولاية سطيف، فان العديد من العمليات تمت برمجتها في هذه المناطق لإعادة الحياة لأرض ميتة، ومحاولة لاستدراك ما ضاع وتوفير بعض المتطلبات التي من شأنها تسهيل رجوع السكان إلى أراضيهم ومساكنهم• واضافت ذات المتحدثة ان أهم المشاريع التي تساهم في استقرار السكان الذين عادوا إلى قراهم، فتح المسالك الريفية، إصلاح الطرقات، مساعدة المواطنين على بناء وترميم مساكنهم، ترميم المدارس، بناء قاعات العلاج وتوفير مياه الشرب وقنوات الصرف الصحي تهيئة وفتح أزيد من 83 كلم من المسالك في هذا المجال تضيف ذات المتحدثة، تم تسجيل العديد من العمليات لفائدة هذه المناطق على غرار المشاريع الجوارية التي تمت برمجتها ومنها ما هو منجز ومنها ماهو في طريق الانجاز على غرار فتح وشق المسالك على مسافة 07 كلم بقرية لعزيب ببلدية حربيل، و11 كلم ببلدية ايت تيزي، وما يصل إلى 15 كلم ببلدية الحامة سواء فتح مسالك جديدة أو تهيئتها، وكذا تهيئة مسلك على طول 08 كلم ببلدية بابور أو ما يعرف بمشروع مجرقي، إضافة إلى فتح وتهيئة مسالك على طول 42 كلم بكل من بلديات سرج الغول 03 كلم، صالح باي 14 كلم، بوطالب 10 كلم، عين السبت 08 كلم، الرصفة 10 كلم• ويضاف إلى هذه العمليات مجموعة أخرى من المشاريع الجماعية كتصحيح المجاري المائية بأزيد من 10 آلاف متر مكعب والتي كانت تهدد السكان خلال الفيضانات أو التساقطات الكبيرة، خاصة في فصل الشتاء، إضافة إلى غرس الأشجار المثمرة ببلدية بوطالب على مساحة 13 هكتارا، و35 هكتارا أخرى ببلدية عين السبت أو ما يعرف بمشروعي واد الحليب وعين جوهرة، إضافة إلى ما يصل إلى 50 هكتارا غراسة رعوية بصالح باي أزيد من 10 آلاف مساعدة بناء ريفي على مستوى الولاية استفادت سطيف ببلدياتها الستين من أزيد من 10 آلاف إعانة تدخل ضمن البناء الريفي، وكان للبلديات المتضررة من ويلات الإرهاب نصيب معتبر من هذه الحصة إلا انها تبقى غير كافية لخلق استقرار حقيقي في معظم القرى المهجورة• وحصلت قرى بلديات حربيل عما يزيد عن 200 إعانة 97 منها انتهت بها الأشغال، 180 حصة لبلدية ايت تيزي وانتهت الأشغال ب 112 وحدة، 200 حصة لبلدية سرج الغول وانتهت الأشغال ب 30 وحدة، 200 وحدة لبلدية بابور 37 انتهت بها الأشغال، 260 وحدة لبلدية الحامة انتهت الأشغال لـ 96 وحدة، 120 وحدة لبلدية صالح باي وانتهت الأشغال لـ 34 وحدة، 240 وحدة لبلدية بوطالب وانتهت الأشغال لـ 41 وحدة، 260 وحدة لبلدية الرصفة وانتهت الأشغال 64 وحدة، و200 وحدة لبلدية قنزات انتهت الأشغال لـ 79 وحدة، في حين أن البقية هي في مرحلة الانجاز وغالبيتها في المرحلة النهائية

قرى ومداشر خالية على عروشها•• أموال الدولة لم تصلح ما أفسده الإرهاب
رغم الإغراءات والامتيازات التي منحتها الدولة
سعت السلطات إلى إغراء النازحين بالامتيازات الممنوحة لهم في إطار برنامج تأهيل المناطق الريفية المهجورة، وذلك عن طريق رصد مبالغ لمنح الدعم الفلاحي كسياسة وحل لاستقطاب وإقناع السكان الذين دخلوا المدن بالعودة الى اراضيهم وتشير الإحصائيات التي قامت بها الوزارة المنتدبة للتنمية الريفية أن العديد من العائلات عادت من جديد إلى أراضيها، حيث يقارب عدد الأشخاص الذين رجعوا إلى أراضيهم بأزيد من مليوني شخص

ليست هناك تعليقات: