الاثنين، سبتمبر 17

جريدة ''الخبر'' تحرّض على فتنة جهوية






جريدة ''الخبر'' تحرّض على فتنة جهوية
تساءل ''كرونيكور'' يومية ''الخبر'' سعد بوعقبة، في '' نقطة نظام '' لعدد أمس،إن كانت هناك علاقة بين توزيع عمليات الإرهاب عبر الوطن ومستوى الاحتقان السياسي والغضب الشعبي من السياسة المتبعة في توزيع المسؤوليات والـثروات، في إشارة له إلى العملية الإرهابية التي استهدفت الرئيس بوتفليقة خلال زيارته إلى ولاية باتنة·
حسان ·و/ ب القاضي
وقال صاحب العمود ''وجود عدم التوازن الجهوي على مستوى توزيع المسؤوليات في هرم السلطة يمكن أن نفهمه ونتفهمه، لكن وجود عدم التوازن الجهوي في توزيع عمليات الإرهاب على المستوى الوطني يثير التساؤل أيضا؟. فهل هناك علاقة بين توزيع عمليات الإرهاب والاحتقان السياسي والغضب الشعبي من السياسة المتبعة في توزيع المسؤوليات والثروات؟'' ووضع بوعبقة ما حدث في باتنة في هذا السياق، حيث كتب '' لا يمكن أن نفهم ما حدث في باتنة وبهذه الطريقة، إلا في سياق الحرص على المحافظة على عدم التوازن الجهوي في الإرهاب. ففي الوقت الذي نرى فيه منطقة الغرب تتمتع بالهدوء النسبي ...فلا نرى فيها أحداثا إرهابية، في هذا الوقت تعرف مناطق الشرق ومنطقة القبائل، تحديدا، عمليات إرهابية مثيرة للتساؤل؟'' تساؤل يقول عنه سعد بوعقبة ''هو الذي جعل إرهابي وهران يكلف نفسه عناء السفر بمتفجراته قرابة الألف كيلومتر؟''·
كما تساءل أيضا صاحب العمود عن عدم ارتكاب العملية الإرهابية ''في مدينة من مدن الغرب خلال زيارة الرئيس لولايات الغرب؟ وفضل هذا المواطن فعل ذلك في باتنة؟''.
ويتساءل، سعد بوعقبة، إن كان وراء العملية الإرهابية ''رسالة محددة يريد هذا المواطن الإرهابي إرسالها للباتنيين، وماهي هذه الرسالة؟''·
قبل أن يستغرب صاحب العمود عن كيفية '' انتقال هذا المواطن من الغرب إلى بلاد الأوراس. و إذا كان المقصود هو الرئيس وفي باتنة تحديدا، فلماذا لم يفعله الباتنيون بالإرهاب المحلي؟ وعمدوا إلى استراد إرهابي من وهران؟''·
وقال سعد بوعقبة في ختام عموده أنه ''من الصدفة أن كبار المسؤولين في الدولة ينتمون إلى جهة واحدة؟ ومن الصدفة أيضا أن كبار السراق هم أيضا من جهة واحدة؟ وأكبر العمليات الإرهابية من جهة واحدة كذلك؟ في حين يتوزع كبار الأحزاب على الوطن بعدالة؟ أليس في ذلك مفارقة تثير التساؤلات؟!''.
··وسعد بوعقبة يطلق النار على الغرب
هل اكتمل السيناريو الذي يجري التحضير له منذ أشهر؟ بعد الحليب، الخبز ثم البطاطا وبعده الإشاعات القاتلة·· ماذا بعد؟ مادام الوقت ملائم لطرح كل الأسئلة حتى تلك الأكثـر خطورة والأكثـر إثارة لنعرة الجهوية والعشائرية، هذا السمّ القاتل الفتاك، هل المواطن المغلوب على أمره بحاجة لأن يدفع دفعا إلى تجرع هذه الكأس بعد المآسي والسكاكين التي مزقت أحشاءه··
هل من الحكمة أن نزج بالغلابى في هذا النقاش الفارغ العقيم الهدام ليعود الجزائري إلى المربع الأول وطرح سؤال: ''من أي جهة أنت؟''· على المنوال الذي حاولت من خلاله الجريدة المعربة الأولى في البلد طرحه في عمود حاول كاتبه أن يلبس قفازات البراءة لوضع أسئلة ساذجة في الظاهر، مفخخة في الباطن..
ما معنى أن تثار مسألة ''التوازن الجهوي للإرهاب'' في هذا الظرف بالذات وإلحاقه بشكل لا يمت بصلة بحقيقة الميدان بعامل الجهوية، فالقول إن الجهة الغربية للبلاد تنعم باستقرار نسبي مقارنة بالمناطق الأخرى للبلاد خاصة وسطها وشرقها، فربما يكون حكما عاريا من المعرفة الدقيقة التفاصيل الواقعية ولا داعي إلى تقليب الجراح، لأن الوضع لا يحتمل بالعودة إلى حقبة حالكة السواد لم تستثن دموية الظلاميين فيها أي شبر من هذا البلد، غير أنه علينا أن نضيف بعض الماء إلى الرحى، كما يقال، ليس من باب الخوض في جدل عقيم لا طائل من ورائه ولكن من يدري ربما يكون بادرة نقاش حقيقي في المجتمع حول تلك المواضيع المؤجلة.
القول إن الجهة الغربية ''تتمتع بهدوء نسبي'' أمنيا مقارنة بالجهات الأخرى يذكرنا بتلك الفكرة التي ثبتت مباشرة بعد الثورة التحريرية والقائلة إن سكان الغرب لم يلتحقوا بالثورة تماما، يراد اليوم أن تنشر فكرة أن الغرب آمن بينما يعاني وسط وشرق البلاد من وحشية التفجير والاغتيال والتنكيل بالأبرياء وإلا ماذا يعني مثل ذلك التساؤل القائل إن مواطن يتنقل من ولاية وهران لاغتيال الرئيس في ولاية باتنة· ولا يتوقف هذا الاستفهام عند هذا الحد بل يمتد إلى الريبة في اختيار الانتحاري الرحيل إلى باتنة لاغتيال الرئيس عوض أن يفعل ذلك خلال زيارة الرئيس لولايات الغرب، هل نفهم من ذلك أن الغرب أصبح مصدرا للإرهاب لبث اللااستقرار في الجهات الأخرى من الوطن أم أن اليد التي أرادت تنفيذ العملية من الغرب والمستهدف كذلك من الجهة الغربية، غير أن المكان في باتنة بشرق البلاد، أي رسالة يراد تبليغها من خلال هذه التساؤلات المبهمة الغامضة والحاملة لخلفية خطيرة.
من يتذكر مجزرة ''الرمكة'' بولاية غليزان، عملية إبادة جماعية اجتثت في ليلتين متتاليتين أكثر من ألف روح بريئة آمنة، من لا يزال بذهنه صورة حادثة التفجير الإرهابي الذي راح ضحيته 11 كشافا بولاية مستغانم، بينما كانوا يحضرون وقفة ترحم على أرواح الشهداء.. حتما من المستحيل أن تنسى الذاكرة الجماعية الحادثة المروعة المرعبة عندما قضى 11 معلما ومعلمة ببلعباس صباح الـ 27 من شهر سبتمبر.. والحديث قد يطول عن هذه الأعمال الإجرامية الدامية التي تعدى صيتها حدود البلاد، أليست هذه أعمال إرهابية استعراضية أم أنها مجرد عمليات بسيطة لا ترقى للذكر أم أن ضحاياها من سكان الغرب وبالتالي لا يصلح ذكرهم..
ولعل تبني هذا الفكر الهدام والسعي إلى الترويج له عبر منبر إعلامي من مقام الجريدة الأولى في البلد يجعل له أثرا واسع النطاق خاصة لدى القراء الذين قد تخلق لديهم هذه الأفكار لُبسا وتداخلا في أسلوب استيعاب ما يراد عرضه من أفكار


يكتبها:احميـــدة عيـــاشي
موقــــف
لماذا سقطت ''الخبر'' وبوعقبة معها إلى حضيض النعرة الجهوية؟!
ما طرحته الخبر من خلال كاتب عمود نقطة نظام الصحفي سعد بوعقبة، هو مسألة مثيرة للقلق والحزن على حد سواء·· وإلى جانب كل هذا فالمسألة أيضا مثيرة للغضب·· صاحب المقال وهو المحسوب على تيار العائلة الوطنية يختار طريقا جهنميا وهو التحريض على النعرة الجهوية·· إنه يتهم منطقة من هذا الوطن العزيز وهي منطقة الغرب الجزائري، أنها وراء توزيع عمليات الإرهاب على شتى مناطق الوطن، وأن هذا الإرهابي الانتحاري القادم من وهران، الذي أراد قتل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أصيل منطقة الغرب، كان يراد له القيام بجريمته على أرض عاصمة الأوراس·· الغاية؟! الإساءة إلى شاوية باتنة·· وليس هذا وحسب، فإن كاتب الخبر يتعجب كيف تتمتع منطقة الغرب بالهدوء النسبي·· في حين تعيش منطقتي الوسط والشرق أهوال الإرهاب·· ماهي الرسالة التي يريد تمريرها؟! الغرب وراء الإرهاب··· ومن هو الغرب؟! هم هؤلاء·· كبار المسؤولين في الدولة·· الذين ينتمون إلى جهة واحدة··؟ يقصد الغرب الجزائري·· والغاية من كل هذا؟ يقول كاتب الخبر الاستيلاء على ''الثروة الآتية من الريع النفطي·· الواقع يقول شيء آخر، إن المنطقة التي يشتبه فيها بوعقبة عاشت ويلات الإرهاب مثلما عاشته الجزائر كلها·· من مجزرة الرمكة بغيلزان، إلى المجازر التي أتت على الآلاف من المواطنين في سعيدة، تيارت، معسكر، تلمسان، وانتهاء بمذبحة المعلمات ليس بعيدا عن مدينة بلعباس·· يا إلهي، لماذا وصلنا إلى مثل هذا الانحطاط؟!
لماذا سقطت جريدة وطنية كبرى، وكاتباً لا نكن له إلا الاحترام والتقدير إلى مثل هذا الحضيض·· وهو التحريض على النعرة والفتنة الجهوية·· هل هو النضوب أم بؤس الفكر أم المصالح الضيقة التي تعمي القلوب والأبصار··




ليست هناك تعليقات: