الأحد، سبتمبر 30

سيدي الرئيس ···حضرات المستشارين ····


سيدي الرئيس ···حضرات المستشارين ····
سرقت منا أشياء كثيرة ·· ولن نرضى أن يسرق الكسكسي أيض

سيدي الرئيس ···حضرات المستشارين ····
سرقت منا أشياء كثيرة ·· ولن نرضى أن يسرق الكسكسي أيضا ···
في السنة الماضية صمت نصف شهر رمضان في قسنطينة، كنت قد تفتت من الشوق للصيام في قسنطينة بعد 12 سنة من تجربة الصيام في منطقة مسيحية محضة لا يوجد فيها أي مظهر من مظاهر رمضان، بل على العكس هناك من ينزعج من صيامي مع أني أنا من يجوع، وأنا من يعطش، وأطبخ في طنجرتي، وأفطر في بيتي، والآذان أسمعه من قناة التلفزيون، حيث لا مآذن في المنطقة ...
لا علينا ....
في قسنطينة في السنة الماضية استمتعت بالتحوج لرمضان ...
دخلت المحلات عشية رمضان، وذبت في ذلك النسيج القسنطيني في الأسواق.. كنت سعيدة رغم أن>الألمان< و>الإيطاليين< سرقوا فكرة طنجرتنا الفريدة في العالم >طنجرة الكسكسي<، كان البائع >سلفيا< بلحية طويلة وقميص أبيض وسروال >نصف الساق <... سرق>الأفغان< شكل البائع ... قال لي بلهجة قسنطينية جميلة >تحبي مايد إن جيرمني أو مايد إن إيطالي؟ < سألته مازحة >ماكانش مايد إن ألجيريا؟ < فأجاب:>كلش كاين أختي، كل واحد ومقدورو، بصح ما كان ما كان مايد إن ألجيريا< وراح يعرض علي البضاعة على اختلافها . في الحقيقة حين رأيت الطناجر الجميلة في الواجهة ظننت أن صناعتنا تطورت ولكن هذه الطناجر جاءت من إيطاليا وأخرى من ألمانيا ... كان الفرق شاسعا بين الطناجر الجزائرية والمستوردة، ولم تنفع وطنيتي في شيء ، اشتريت >طنجرة ألمانية< وعدت إلى البيت ··· هذه السنة وكما كل سنة في لبنان، أمارس >عوايدي القسنطينية <··· تحوجت لرمضان ووقفت طويلا أمام رف الكسكسي في السوبر ماركت، ثم اخترت >كسكسي إيطالي< وحين عدت إلى البيت كانت المفاجأة، طبق الكسكسي يعد على قناة أجنبية من طرف سيدة إيطالية، أشارت السيدة الشقراء الشابة أن الكسكسي طبق لذيذ >جاءهم< من شمال افريقيا، واستقر في صيقلية وسردينيا، ثم انتشر في أهم المطاعم الإيطالية . حضرت السيدة عصير الطماطم مع توابل عدة ورمت بالكسكسي في الطنجرة مع الخليط وقالت بالحرف الواحد >يجب أن نترك الكسكسي حتى يمتص العصير لحوالي ساعة.. ثم قطعت أنواعا كثيرة من الخضر مع القريدس(الكروفيت) ،وطبخت كل هذه الأشياء معا في مقلاة، ثم سكبتها على طبق الكسكسي، وراحت تتذوقها وتردد >يا مي... كم هو لذيذ <.. القصة ليست هنا فقط ...ففي كل مرة أحضر فيها الكسكسي أدعو الأصدقاء لتناوله معي على أساس أن كل واحد منهم ذاقه في باريس وأنه طبق من أشهى الأطباق في العالم .. أقدم طبختي التي تعلمتها أبا عن جد من عائلتي، وإذا بي أفاجأ بالتعليقات : - لماذا لم تضعي فيه >المرفاز<؟ أجيب أن الكسكسي لا يوضع فيه المرفاز ولكن اللبنانيين يصرون أنه يطبخ بالمرفاز في باريس ثم كل واحدة تدعي أنها تعرف تحضيره مرة على طريقة >الشيف رمزي< ومرة على طريقة >الشيف أنطوان < ولأني جزائرية و>دمي حامي< فقد أصبح كل من يطلب مني أن أدعوه إلى طبق كسكسي أضع له شروطي : - ستأكلون الكسكسي على طريقة جدتي ومن يريد أن يعلق فليذهب إلى باريس ويأكله كما يريد . نعم انتفضت ضد أصدقائي وبعض الأقارب والجيران .. و اليوم أرفع قضيتي للسيد الرئيس .... فقد تمادى الجميع على ما يبدو في السطو على أبسط وأعتق شيء في تراثنا .... صح رمضانكم ... وليعش الكسكسي على الطريقة الجزائرية فضيلة الفاروق

عيش القمامة
وثقــافة المزبلـــة
نور الدين خلاصي
في عهد الإرهاب الانتحاري والفضائح الاقتصادية بدرجة تسعة على سلم خليفة وإخوانه، وفي زمن الفقر الجزائري الذي يكاد أن يكون كفرا، وفي وقت الانغلاق السياسي المستمر والانسداد الديمقراطي المحتوم، يصبح الكلام عن النظافة العمومية خطيئة أدبية أو خزعبلة صحفية· فعلا، قد يكون الأمر كذلك، ولكن، نظرا للارتباط العضوي بين النظافة العمومية والصحة العمومية وصورة الشعب، وسمعة الدولة، يصبح السكوت عن تفشي عيش القمامة وثقافة المزبلة في جميع أنحاء الجزائر وفي كل مدنها، ذنبا عظيما يحمل المواطنون وزره وتحمل الدولة ثقل مسؤوليته العظمى !
الغيث الغيث! الجزائر في خطر·· تراكم الأوساخ والقاذورات والنفايات الطبيعية والاصطناعية في تنام مطرد· انتشار المزابل وتعاظم القمامات في تفاقم مستمر، المدن الجزائرية، الصغيرة والمتوسطة والكبيرة منها، يتعايش سكانها > مسلّمين، مكتفين< مع جيوش جنجيسخانية من الجرذ والفئران والقطط الجائعة والصراصير الزاحفة· ناهيكم عن جحافل الناموس المغيرة على الأحياء والبيوت والرؤوس والتي تجد المنّ والسلوى في تنامي المزابل التي يغذيها إهمال المواطن وإهمال واستقالة السلطات العمومية·· إذا زلزلت الأرض زلزالها، وأخرجت مدن الجزائر أطنانا من مزابلها وأثقالا من أوبئتها ··· لماذا وصلنا إلى هذا الحد الخيالي وأصبحنا نخاطر ولا نبالي بصحتنا وعافية أبنائنا وكأن الوسخ قدر محتوم والعفن العمومي >ميزة< جزائرية، أي، تقريبا، اسم على مسمى؟ وقد بلغ الوسخ العمومي من الجزائريين عتيا إلى درجة أضحى انتشار أمراض الفقراء كالكوليرا والطاعون، والزّحار، والخُنّاق شيئا عاديا وملازما لحياة الجزائريين كالإرهاب المزمن، والأدهى من ذلك أن صفحات الجرائد تحمل بصورة اعتيادية أخبارا عن >أمراض عجيبة< لا يعرف كنهها الأطباء والعلماء، وكأنها من سحر ساحر ولا تعالجها إلا رقية شرعية أو رقية سوداء أو تشفع فيها بركة >سيدنا الشيخ< المبجل من زواية كذا من الغرب أو زواية كذا في الصحراء والتي تحميها وتشجّعها الرّعاية السامية لوجه الدولة · الجزائريون سواسية كأسنان المشط أمام الوسخ، فلا تجد هناك أو هنا مدينة أو قرية أو دشرة معفية من تراكم القاذورات والنفايات والمرميات المنزلية، نراها أكواما أكواما على أرصفة الشوارع وعلى حافات الطرق، ناهيكم عن الروائح النتنة وعطور الجيفة التي تتذوّع مسكا في أسواق الخضر والفواكه وأمام قصابات اللحوم، حيث تلازم المصارين والعظام و>الدوّارة< العفنة بركا ومستنقعات من الماء الراكد الذي يشكل جنات عدن يسعد فيها الناموس الذي قد يكون غدا، لا قدر الله، من فصيلة الشّيكونغونيا المعدية والقاتلة · وهل معنى ذلك أنه صار من تحصيل حاصل التسليم بأن الجزائري جُبل على إنتاج وتحمّل الوسخ واعتباره طبيعيا كالماء والهواء والخبز؟ طبعا لا ومن دون أي شك أو تردد، فالجـزائري المسلم الذي يحثه دينه الحنيف على الطهارة لا يمكن أن يكون مولوعا بحب الوسخ إلى الدرجة التي تعرفها اليوم جميع أصقاع وأمصار الجزائر· من المحال أن يكون أمره ذلك لأن المواطن الجزائري، وإن يتحمل جزءا من المسؤولية في انتشار ثقافة المزبلة، مغلوب على أمره في مدن وقرى شحت فيها وسائل التقاط ورفع الزبالة· لذلك، ليس من القول المجحف التأكيد بالدرجة الأولى على مسؤولية السلطات العمومية التي أوكلت مهمة النظافة العمومية والطهارة الجماعية إلى جماعات محلية وإلى شركات عمومية ذات طابع تجاري غامض، لا حول، ولا مال، ولا طاقات بشرية وافية لها · يا ناس، يا كرام، المسألة تتعدى اليوم حدود رفع النفايات بالقدرة والكيفية التي تعرفها مدن الجزائر الغارقة في بحار الوحل والدّرن· المشكل تحول إلى درجة من التعقيد تجعل منه اليوم قضية بيئية وطنية تهم عدة وزارات ولا تخص فقط وزارة البيئة الميمونة والمعروفة قبل كل شيء ببراعة وتفوق أصحابها في علم الماركيتينغ وفن الإعلان الإشهاري وفقه العمليات التّنميقية التي تروج للغثاء الأحوى· فماذا إذن لو فكر وجه الدّولة في إنشاء وزارة للطهارة العمومية والرفاهية الصحية يكون المكلّف أو المكلفة بها برتبة وزير دولة وبحقيبة سيادة · ومن يمكنه إذن أن يقول إن النظافة العمومية ليست اليوم مسألة خطيرة كالأمن القومي خاصة أنه لا يمكنك أبدا أن تتحول إلى بلد سياحي وأنت لا تتحكم في مهنة رفع قاذوراتك؟ عرفت هؤلاء لصالح من خوصصة الاقتصاد الوطني كلنا يعلم، علم اليقين، أنه عندما طبقت البلاد المنهج الاشتراكي في تسيير البلاد وذلك عقب الاستقلال مباشرة، كان من أبرز أهداف الثورة الاشتراكية في الجزائر، القضاء على التسول، وعلى السياحة الجنسية، وعلى القضاء على ماسحي الأحذية بتجميعهم في أماكن خاصة، وإعادة تعليمهم وتمكينهم من تعلم صنعة من الصنائع، وبالفعل كللت هذه المهام وغيرها من المهام الاشتراكية بالنجاح الكامل، وبدأت البلاد تبني اقتصادا من أهدافه القضاء على البطالة أولا وقد تم ذلك بالفعل، ثم التعليم لكل أطفال الجزائر، وتقديم الخدمات الصحية مجانا لكل الجزائريين · وقد تحقق هذا كذلك كليا، واستمرت البلاد في تشييد المنشآت الاقتصادية الكبرى، مثل دواوين السياحة، والشركات الوطنية المختلفة لكل القطاعات الصناعية والاقتصادية · وبدأت كل المؤسسات الوطنية، تلعب دورها المنوط بها بكفاءة مقبولة، وأحيانا جيدة بالرغم من إسناد أغلب المسؤوليات في تلك المؤسسات لأناس برجوازيين، لا يؤمنون ببناء الاشتراكية، يتطلعون إلى يوم من الأيام يصبح فيه تدمير الاشتراكية شيئا ممكنا، وجاء ذلك اليوم بموت الرئيس الراحل هواري بومدين، ذلك الرجل الذي كان يتمثل فيه كل كبرياء الشعب الجزائري وشموخه، الذي لم يحني ولو مرة واحدة رأسه أمام العلم الفرنسي الذي أذل شعبنا طوال العشرات من السنين (130 سنة) وخرج أعداء الاشتراكية من جحورهم، وكشفوا عن حقيقتهم المعادية له، وأنهم كانوا يتظاهرون بالإيمان بالاشتراكية خوفا من الرئيس بومدين، الذين كانوا يتملقونه ويكذبون عليه، ويتظاهرون أمامه بأنهم اشتراكيون حتى النخاع · ومنذ موته سنة 1978 شرع كل من كان مساعدا محاسبا، ومن كان مديرا لمؤسسة ما أصبح يملك لنفسه مشروعا خاصا، وفي ذمة التاريخ بذلك الذين كانوا يتظاهرون فيه بالاشتراكية، ومنذ ذلك اليوم أصبحنا نسمع كلمات ومصطلحات جديدة مثل الخوصصة والشراكة والمنظمة الدولية للتجارة الحرة ·· وبدأت شخصيات دولية مشبوهة، تأتي من منظمات لها صلة بإمبراطورية الرأسمالية العالمية، (الولايات المتحدة)، تصول وتجول في بلادنا، شرقا وغربا، بل أصبحت جزءا من النظام القائم في البلاد، وتعمل بهستيريا على تصفية قطاعنا الوطني العام، وسجلت كل ذلك في أجندتها، ولم تفلت من هذا الهجوم حتى المؤسسات الناجحة مثل سوناطراك وغيرها، لأن القضية قضية مبدأ لا رجعة فيه، وما ترتب عن تدمير اقتصادنا الاشتراكي العديد من الأمراض الاجتماعية التي لم يكن لها وجود في هذا البلاد مثل : الرشوة، والتسول، والدعارة، والسرقة والانتحار والإرهاب والحرافة وهي أمراض جاءت مع الخوصصة والشراكة ومع فتح اقتصادنا للاختراق من طرف الأمبريالية العالمية، وبأساليبها المشبوهة أصبحـت تراقب كل صغيرة وكبيرة في مسيرتنا التنموية · والسؤال بعد هذا، ما العمل؟ كيف نقضي على هذه الأمراض الاجتماعية الوافدة إلينا مع الخوصصة، وما العمل أيضا كي يعود 40 ألف باحث جزائري، غادروا البلاد لأنهم لم يتمكنوا فيها من تأدية رسالتهم، لا مخصصات مالية كافية للبحث، ولا حياة اجتماعية مستقرة، ولا أمن مكفول، ولا حياة ديمقراطية كاملة بمعنى الكلمة، وهذا مصدر كل البلاء الذي تعرضنا له أعلاه، وإن عبء معالجة هذه الأمراض التي يرزح تحت وطأتها حاليا الشعب الجزائري تتطلب تنظيما محكما للاقتصاد الوطني، ومعاقبة المسؤولين عليه من السارقين والمرتشين، ومن كل الذين لا اخــلاق لهم، في هذه البلاد

اللهم إني صائم !

بفلم : سليمان بخليلى
لم أمارس الإفتاء .. ولم يكن من طموحي يوما أن أنصب نفسي >مفتيا< في جريدة أو إذاعة محلية أو أي منبر آخر من منابر الإفتاء التي نبتت كالفطر في الجزائر، وتعددت كتعدد الأحزاب المجهرية، وتشابهت في أشكالها وتخريجاتها وتأويلاتها كتشابه لحى أصحابها .. بحيث صار لكل جريدة طريقة في الإفتاء، ولكل طريقة شيخ يستقبل فتاوى القراء ويجيب عنها >مجانا< وبالطريقة التي يشاء، لكي يقال عنه فـقـط:>عظيم القدر مقصود اللغو< من مفسدات الصيام، حتى لا أقول من مبطلاته .. وأن الصوم لا يعني فقط الإمساك عن الطعام والشراب والدخان والشمة والجماع بلغة المفتين غير المعتمدين، وإنما يعني بالأساس: إمـساك اللسان .. وقد قالت مريم العذراء، كما ورد في الإعجاز الإلهي الخالد:>إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا< .. وبالتالي فإن إمساك اليد أيضا عن الكتابة هو صوم عن النقد، باعتباره غيبة ـ بلغة المفتين الجدد ـ أيضا ! لكنني أرجو أن لا تعتقدوا أن ما كنت أكتبه هو مجرد لغو فارغ يدخل الشك في صحة الصوم .. إنما ثقتي بأن الاعوجاج الذي استشرى على جميع الأصعدة والمستويات، يجرني إلى الكتابة بأسلوب قد لا يليق بالصوم وآدابه، ويخرج عن عنوان هذا العمود من >خير الكلام< إلى >شره< .. ولذلك فأنا أعتذر عن الكتابة طوال هذا الشهر الكريم درءا لكل شبهة .. ولك أن تأخذ أمثلة كثيرة عن شبهات اللغو المفسد للصيام في الكتابة : * الحديث مثلا عن انتشار الفتوى في الـجزائر بشكل فوضوي، أو بلغة الجزائريين "Clandistin" سيؤدي حتما إلى رفع ضغط الدم لدى البعض، وبالتالي أكون متسببا في إفساد صومي باللغو، وإفساد صيام الآخرين بالإفطار القسري ! * والحديث عن أسعار اللحم والبطاطا والطماطم والقرعة والكابوية في رمضان سيؤدي حتما إلى ذكر الأسباب والمسببات والأسماء >الثقيلة والخفيفة< مما يمكن أن يدرج في سياق اللغو والغيبة والنميمة أيضا ! * والحديث عن قفة رمضان سينتهي حتما إلى اللغو ومشتقاته سالفة الذكر ! * والحديث عن أنواع الدخول المتعددة ( لكي لا أقول الولوج أو الإيلاج ) التي تنفرد بها الجزائر دون سائر بلدان المعمورة والمخربة التي ابتكرتها مؤخرا إحدى الجرائد الفاقع لونها: بدءا من الدخول الاجتماعي، مرورا بالدخول الثقافي، وانتهاء بالدخول الأدبي، سيؤدي حتما إلى إثارة الأعصاب التي تنتهي عادة بإبطال الصوم .. ولن تـتفاجأوا طـبـعا من >الفاقع لونها< تسمية فترة ما بعد عطلة صيف العام المقبل باسم: الولوج الاجتماعي ! * والحديث عن الشلل العام والشامل الذي يطبع الإدارة الجزائرية في هذا الشهر الفضيل، إن لم يؤد إلى إفساد الصوم باللغو فسيفسده برفع السكر ! ولأنني أخشى أن يخالط هذه >الأحاديث< نوع من اللغو المفسد للصيام، مما يمكن أن يكون ذنبه مضاعفا في رمضان عن بقية أيام السنة .. ولأنني أؤمن بحديث :> فليقل خيرا أو ليصمت<، فإن أدنى درجات >خير الكلام< في هذا الشهر، اللجوء إلى الوصية النبوية الشريفة في الحديث المتعلق باللغو في رمضان: >اللهم إني صائم <.. فالتمس لأخيك أيها القارئ الكريم عذرا عن الاستمرار في الكتابة خلال الشهر الفضيل أما إدارة جريدة >المحقق< فستجد لي ألف عذر، لأنها ستكون المتسبب الأول في إفساد صومي وصومكم وصوم من سأرفع لهم الضغط والسكر إن استمررت في الكتابة خلال رمضان .. وقديما قيل: رحم الله امرؤا عرف قدر نفسه ! وكل رمضــان .. وأنتــم بخير ،،، أ عولمـة الرّمـاد عبد الرزاق بوكبة يبدو أنّ كلَّ ما هو عمل جزائري، بات مقترنا بالنقص والتشوّه والاختلال، والبعد عن المقاييس العالمية، مهما كانت طبيعته، ومهما تكن الجهة التي تقف وراء تنفيذه، إذ يكفي كونها جزائرية، حتى يتّسم عملُها بالصفات الأربع المذكورة أعلاه، بما في ذلك العمل الإرهابي، فقد شذ فرعُ تنظيم القاعدة في الجزائر، عن الفروع الأخرى في العالم، وخرج علينا بأساليبَ في العنف بعيدة البعدَ كلَّه، عن المقاييس التي يُعرف بها هذا التنظيم العالمي، ومن ذلك توظيف أطفال في العمليات الإرهابية لم يكتمل وعيُهم بما جرى ويجري وسيجري في الحياة والتاريخ، كما حدث مؤخرا مع الطفل نبيل، منفذّ عملية دلّس · وأمام براعة أطفال اليوم في استعمال الوسائط التكنولوجية الحديثة، حتى أولئك الذين لم يبلغوا سنّ الدراسة بعد، فإن الخوف بات قائما من توظيف فئات منهم في التفجير عن بعد، أو وضع متفجرات في الأماكن العمومية، بما في ذلك أماكن العبادة، وهكذا حوّل المنطق الجزائري في اشلإرهاب، رموزَ البراءة والأمان، إلى مصدر للشكّ والخوف، طبعا مع مراعاة أمر مهمّ جدّا هو: أن الأهداف ليست داخليةً بالضرورة · من أطرف ما تناقلته وكالات الأنباء في العالم مؤخرا، أن المترشحين لنيل شهادة البكالوريا في الصّين، باتوا مُلزمين بتقديم ثمان نكت باللغة الإنجليزية، بعد الامتحانات المكتوبة، حتى يؤكدوا تمكّنهم من هذه اللغة، وللعلم فإن النكتة لدى هذا الشعب الكبير، لا تقوم على مفارقات السلوك، كما هو الشأن في نكتنا، وإنما على مفارقات التفكير، لذلك أتصوّر أن المترشّحين الصينيين للبكالوريا في دورتها القادمة، إن هم وصلهم خبر توظيف طفل لا يتعدّى عمرُه خمسةَ عشر عاما، في عملية عنف راح ضحيتها العشرات من بني آدم، فسيجعلونه على رأس قوائم النكت التي يتقدمون بها · تؤكّد الأوساط القريبة من نبيل، أنه التحق بالجبل، ناويا في الأصل أن يلتحق بالمقاومة العراقية، وهي النية ذاتها التي كانت وراء التحاق غالبية الرعيل الأخير من الشباب، بالجماعة السلفية، حسَب شهادات المعنيين، وأخرى لمقربين منهم، فما أشبه اليوم بالبارحة، حيث انخرطت فئة من شبابنا في الجهاد الأفغاني في الثمانينيات، لتجد نفسها تقتل اخوانها بعد العودة، وتنوي فئة أخرى اليوم أن تنخرط في الجهاد العراقي، لتجد نفسها تقتل اخوانها قبل أن تذهب أصلا، والجدير بالانتباه: ألا أحد بات يتحدث اليوم عن الجهاد في أفغانستان، رغم بقاء دواعيه قائمة، حسَب المنطق الجهادي نفسه، مثلما سوف لن يتحدّث أحد في الغد، عن الجهاد في العراق، رغم أن دواعيه ستبقى، بعد أن تُنقل بؤرة الصراع، إلى دولة إسلامية أخرى، قد تكون سوريا، أو السودان أو لسنا ندري، ما يجب أن ندريَه: أن الجزائر ضحية في كل الحالات، لأنها ببساطة بسيطة كيان استراتيجي على أكثرَ من صعيد، وأمام هذه الحقيقة المرّة، علينا أن نكون بدورنا استراتجيين مع أنفسنا بالمصالحة، ومع الآخرين بالبراغماتية · كان نبيل تلميذا مجتهدا في دراسته، لكنهم لم يتركوه يقدّم هدية نجاحه في شهادة التعليم الأساسي لوالديه ولجدته من أمّه التي كانت تراه عينيها، وحسَب أسرته فإن آخر بحث دراسي قام به، كان في التلوّث البيئي، وقد جاءت العملية المشؤومة التي نفّذها في دلّس، أياما فقط بعد الحرائق المهولة التي أتت على معظم غابات الصنوبر والتين والزيتون في الشمال، بحيث غطّى رماد غابة الشريعة مثلا، على سماء الجزائر العاصمة، حتى أنه ـ وهذا أمر محتمل جدا ـ أضاف لونا آخرَ، لبذلات بعض السفراء المعتمدين لدينا · / Oh may good الرّمادي في العراق، والرّماد في الجزائر الإرهاب··بالصدفة ! ياسين بن لمنور ما الذي يمكن أن نقرأه في حكاية الطفل نبيل بلقاسمي الذي >انتحروه< في ثكنة دلس حاملا معه أرواح 30 عسكريا بريئا مثله تماما؟ ! تقول قصاصات الصحف أن الأمر >نبيل بلقاسمي من مواليد 1992 مقيم بحي الكاليتوس ببوروبة ، يعرف عنه أنه مراهق ملتزم كان يدرس في السنة التاسعة أساسي بإكمالية لا تبعد إلا بأمتار عن مقر سكناه، كان ملتزما ومواظبا على الصلاة في المسجد< و(كان ينشط حلقات بمسجد الوفاء بالعهد بلابروفال بالقبة الذي كان يتردد عليه أيضا معظم الانتحاريين)، أما عن قصة تجنيده فإن السيناريو الذي كشفته الصحف يؤشّر بوضوح إلى أن أصدقاء الطفل كانوا يشاهدون أشرطة فيديو حول العمليات الانتحارية في العراق بهدف التأثير على معنوياتهم ومن ثم الإيحاء لهم بإمكانية تسفيرهم للعراق . ويبدو من خلال ما قرأنا أن الفتى قد صلّى الفجر الأخير بمسجد حيّه يوم 4 أفريل الماضي ومن ثم اتّجه للجبل، لكن الصورة الجديدة التي صدمته قد جعلته يكلّم والديه ويشكو لهما سوء ما يلاقي حيث قال لوالدته >أريد أن أخلص أريد أن أخرج من هنا أنا وسط غابة ومقابلنا وادِ<، أكثر من هذا فإن (أبو مصعب بكى مرارا وهو يكلم والدته من هاتف >مجند< جديد استقدم إلى صفوف الجماعة بعثت له أمه تعبئة على الخط إياه، فشكى لها من وحشة المكان وكيف يريد أن يخرج من هناك ). بقية تفاصيل القصة معروفة للغاية، فقد >انتحروه< بحسب ما تعتقد والدته وفجّر المراهق الذي لم يبلغ الحلم بعد ثكنة ملأى بالأبرياء مثله و ذهب (إلى الدار الأخرى) مرغما وغير قابل لما يفعله . ما الذي يستوقفنا في هاته القصة؟ الواقع أنها برمّتها تلخّص ـ بأمانة ـ معضلة الإرهاب لدينا والأخطاء التي تقع فيها كل الجهات في التعاطي معها، ولنبدأ بالعمل الاستباقي الذي كان يفترض أن يتم ويكشف مخطّط تحويل الأطفال إلى إرهابيّين عبر وعدهم بالتسفير من الجزائر للعراق· لقد كان الفتى يجتمع مع أقرانه في مسجد معروف جدّا بحكم أنه أنجب مفجّر قصر الحكومة، وقد وضعت الجهات التي يعنيها الأمر اليد على أحد عناصر الحلقة الضيقة للانتحاريّين لكن لم يسفر ذلك عن أي نتيجة؟ وهنا تنتصب لدينا أولى علامات الاستفهام، فالعمل الاستباقي لدحض الإرهاب مازال يحتاج للكثير من الجهد وإذا لم يكثّف فإننا مقبلون على كوراث أكبر . النقطة الأخرى في الموضوع هي حقيقة أن >الإرهابي المراهق< قد اتصل بعائلته ـ وبصديقته ـ مرارا بل إن العائلة قد زوّدت رصيده بـ1000 دينار واشتكى لهم من سوء المعاملة، ووصف لهم بشكل تقريبي موقع >المعسكر الإرهابي< لكن أيًّا من أفراد العائلة لم يتحرّك باتجاه قوّات الأمن التي كانت قادرة على التدخل الدقيق (عبر تقنية الجي.بي.أس) وتخليص الفتى ناهيك عن الإيقاع بـ>خلية انتحاريّي الجبل< مرّة واحدة، والسؤال هو: ما الذي يدفع العائلة لهذا التصرّف؟ أهي عدم الثقة بقوات الأمن؟ أم نقص التوعية وعدم فهم أبعاد ما يحدث؟ أم ماذا؟ لو كانت الإرادة السياسية تأخذ الموضوع بالحزم الكافي لكان لها أن توقف الطفل ـ في أكثر من مناسبة ـ قبل تفجير نفسه مع الأبرياء، ولكان لها أن تكسب ثقة الأولياء، وتشن حملة إعلامية ودينية وسياسية حاسمة تنهي موضوع التسفير للعراق، ولكان لها أن تلتقط المكالمات التي تحدّث فيها الإرهابي الطفل من موقع >المعسكر< خصوصا أن العديدين قد عرفوا بخبر التحاقه بالجبل . كان للإرادة السياسية ان تتعامل بهكذا حزم وتنهي القضية برمتها بدل ان >نتبهدل< ويتفرّج علينا >اللي يسوى واللي ما يسواش< ، لكن المشكل لدينا في هذا البلد أن المسؤولين السياسيّين قد راحوا يتنكّبون الحقيقة وبدل الدعوة إلى معالجة جادة وحاسمة للموضوع الإرهابي فقد اعتبروا الأمر برمّته استفتاءً على شعبية الرئيس وأخرجوا الناس في مظاهرات (عفوية(!!! تندّد بالأطفال (أقصد الإرهابيّين)! ما يذكّر بالمثل الأوروبي المعروف ...إذا كان هؤلاء أصدقاؤك فلست بحاجة للاعداء ! وبعـض الصــور مرزاق بقطاش إذا كانت بعض اللوحات التشكيلية التي أنجزت خلال القرون الأخيرة تلخص جوانب عديدة من الحياة في أوروبا بدءاً من عصر النهضة، فإن هناك صورا فوتوغرافية التقطت هنا وهناك خلال النصف الأول من القرن العشرين تتراءى أمامنا كلما أعملنا الفكر في سيرورة العالم حوالينا · بعض اللوحات كانت منطلقا لأبحاث تاريخية معينة أدت إلى بروز هذه المنهجية أو تلك على غرار ما فعله الفيلسوف الفرنسي (ميشال فوكو) الذي انطلق من لوحة للفنان الإسباني (فيلاسكيز) لكي يعيد قراءة تاريخ الفكر الأوربي قراءة إبداعية بدءا من عصر النهضة· وبعض التعريفات التي وضعها الناقد البنيوي (رولان بارت) صارت بدورها نقطة انطلاق في مجال الإبداع الأدبي، وذلك ما فعله بالذات في كتابه الشهير عن التصوير الفوتوغرافي · لكن الصور الفوتوغرافية تظل الأعمق تأثيرا فينا بحكم سهولة انتقالها عبر الكتب والأشرطة السينمائية والتلفزيونية والمجلات · ما زال العالم كله على سبيل المثال يتناقل بعضا من هذه الصور، ومن بينها صورة العسكري الروسي وهو يغرز العلم الأحمر في أعلى نقطة من بناية الرايخ الثالث بعد سقوط النازية في أفريل من عام ,1945 وصورة ذلك المناضل في صفوف الجمهوريين الإسبان وهو يتهاوى في جبهة من جبهات القتال، وكذلك صورة ذلك المقاتل الفيتنامي وهو ينتظر اللحظة الفاصلة بينه وبين الحياة بعد أن صوب أحد الضباط الخونة مسدسه إلى صدغه الأيمن · قد تكون هذه الصور أبلغ تأثيرا من صورة (نيل آرمسترونغ) وهو يخطو خطواته الأولى على سطح القمر، وقد يعود ذلك إلى أنها تنطوي على جانب كبير من الرعب والفرحة في نفس الوقت · غير أن ما يحزّ في نفوسنا هو أن حضارة الصورة لم تبلغنا بعد على الرغم من أننا نستهلك منتجاتها دون رقابة أو قيد· كلما نظرنا إلى تاريخنا اضطررنا كي نتعامل معه بالكلمات ليس غير· حضارتنا هي حضارة الكلام في المقام الأول· قلّما نجد مؤرخا من بيننا يهتم بقراءة الإبداعات التشكيلية التي أنجزها أسلافنا على ندرتها· ومعنى ذلك أن كتاباتنا التاريخية تظل عبارة عن سرد، بل إن العديد منها ينطوي على نفس نضالي بعيد عن البرودة التي يتطلبها التحليل· تاريخ الأندلس على سبيل المثال ما زال محصورا في الكلمات دون غيرها من أشكال التأريخ الأخرى· ليس هناك من يبادر ويقرأ هذه الكتابة المنقوشة أو تلك الصفحة المتجزأة من هذا المخطوط أو ذاك مع أنها تنطوي على أبعاد ومعلومات لا تفتح مغاليقها إلا إذا نحن ألقينا عليها نظرات جديدة توظف علوم العصر الذي نعيشه · حقا، ما كان التصوير الفوتوغرافي موجودا أيام الحضارة الإسلامية الزاهرة، لكن هناك عناصر أخرى غير عناصر الكلمات يمكن الكشف عنها بالإستناد إلى العلم نفسه· ونحن إن فعلنا ذلك، أمكننا أن نستغني عن العديد من الكتب التي تكرر نفسها بنفسها في التربيــة الإسلاميــة والخيــانة الكرويــة العربى محمودى تحدث معالي وزير التربية الوطنية أن التربية الإسلامية ستكون مادة إجبارية في امتحانات البكالوريا لكل الشعب تطبيقا لبرنامج الإصلاحات الذي تم تعميمه بكل ما جاد به بن زاغو في الوسط التربوي..معالي الوزير يفكر في الإسلام ويسعى للحفاظ عليه بجعل المادة أساسية في >الباك< الشهادة المصيرية كما تلقب عند معظم الجزائريين، لكن بالمقابل لن تكون هناك بعد هذا الموسم شعبة العلوم الإسلامية..لقد قبروها وأعلنوا أن الحكم غير قابل للنقض لكنه عرضة للتجميل والتعديل على مقاس ما يراد لهذا الشعب وليس كما يريد هو أو كما يقرر العقل والمنطق في معظم الأحوال..الإسلام باق إلى أبد الآبدين سواء رضي بن بوزيد أو أبى ولن يتأثر بقراراته مهما كانت، لكن أن يتم اللعب على عقول الملايين بإصلاحات تهدف في المقام الأول إلى تضييق الحصار على العلوم الإسلامية بجعلها مادة ثانوية في البكالوريا >رغم أنها أساسية بحكم القانون والإصلاحات<، حيث لا يعقل أن يستعد تلميذ العلوم الطبيعية أو العلوم الدقيقة للتربية الإسلامية ويترك المواد ذات المعامل الكبير..عندما تلجأ وزارة التربية الوطنية إلى الإعلان عن إصلاحاتها الجديدة بمثل هذه القرارات تكون قد وضعت التربية الإسلامية في سلة المهملات، وكان الأولى بها أن تترك الشعبة قائمة حتى نحضر طبقة من القابلين للتفقه في الدين الصحيح المبني على مخاطبة العقل وتجهيز عقولنا لاستقبال تعاليم الدين الداعية إلى السلم والمصالحة..وغير بعيد عن نكبة التربية الوطنية تتحدث التقارير الإعلامية والأصداء الواردة من محيط المنتخب الوطني لكرة القدم أن مؤامرة دبرت بليل بين مجموعة من اللاعبين نتج عنها إقصاء مذل كان منتظرا لكنه ليس بتلك الطريقة..ومثلما جرت العادة، يكثر الحديث وتتعدد التصريحات وتوجه الاتهامات الصريحة لهذا اللاعب أو ذاك وقد يصل الأمر إلى المدربين والمسؤولين دون تحرك رسمي من الوصاية أو السلطة السياسية التي تصر على الصمت رغم تعدد الكوارث..أليس هناك تشابه وتطابق بين وضع التربية الإسلامية ومنتخب كرة اليد فالأولى جربوها لسنوات كشبعة مستقلة ثم قالوا إنها غير مجدية ولا بد لها أن تصبح مادة أساسية في الشعب الأخرى، والمنتخب تتقاذفه أيدي وأرجل المدربين المغمورين كحال يتيم الوصي عليه غير أمين لا يهتم إلا بنفسه وما عادها ـ حتى ولو كان منتخبا وطنيا ـ في الأسواق يباع..أعود للتذكير بأن كرة القدم في بعض الدول ديانة وعندنا تكاد تصل إلى تلك المكانة ولا بد من حل جذري يقصي المتلاعبين بعواطفنا ورغباتنا وقد ينطبق نفس الأمر على التربية الإسلامية التي تشكل مادة علمية غير قابلة للنقاش والتجريب مثلما هو حاصل الآن فهي المنبع العام للتربية القويمة والمنهج العام الذي يمنع تكرار مآسي الخليفة وباقي البنوك والفضائح المالية التي سيطرت على المشهد العام في الجزائر طيلة السنوات الأخيرة أسرار المركزية النقابية تخفي غضبها من الرئيس كشف مصدر نقابي مسؤول أن الكثير من الإطارات النقابية المسؤولة في المركزية النقابية عبرت عن رفضها للطريقة التي عالج بها رئيس الجمهورية في مجلس الوزراء الأخير شبكة الأجور الجديدة، وأبدت عن رفضها المطلق لهذه الطريقة في اجتماعها مع الأمين العام سيدي سعيد، ولم يجد هذا الأخير من طريقة لاحتواء الوضع سوى مراسلة الرئيس قبل أن يصل لمسامعه أي خبر عن التململ الحاصل في البيت النقابي، ومن المنتظر أن يجتمع سيدي سعيد في الساعات القليلة القادمة مع مكتبه لبلورة موقف نهائي لن يكون ضد الشبكة والهدف منه إقناع الرافضين بتهدئة الأوضاع خاصة وأن القضية جاءت متزامنة مع الدخول الاجتماعي وشهر رمضان الذي رافقه ارتفاع فاحش في أسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع . وزراء بلخادم يُحضرون أنفسهم لامتحان بوتفليقة يعكف الكثير من وزراء حكومة بلخادم على تحضير أنفسهم للامتحان الشفهي الذي سيجتازونه أمام رئيس الجمهورية، وهو التقليد التي دأب الرئيس بوتفليقة على العمل به منذ ثلاث سنوات، وأشارت مصادر مطلعة على الملف أن الوزارات التي لها علاقة مباشرة بمخططات التنمية سيكون مسؤولوها من بين الأوائل الذين سينزلون ضيوفاً على بوتفليقة خلال الشهر الفضيل، ورغم أن مصادرنا لم تحدد بعد تاريخ اجتياز الامتحان الوزاري، إلا أنها أشارت إلى أن مستشاري الرئيس يعكفون منذ مدة على تحضير كل صغيرة وكبيرة بخصوص القطاعات الوزارية للرئيس ليطلع عليها بشكل كبير لمحاسبة وزارئه، خاصة وأن الكثير منهم مورست عليه >البهدلة المباشرة< في انتظار النتائج النهائية . أنصار بن فليس يعودون من جديد أودعت جماعة من مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني بولاية باتنة شكوى على مستوى وزارة الداخلية تعترض فيها على تعيين أمين المحافظة وتشكيله لمكتبها، متهمين إياه بالموالاة للأمين العام السابق للحزب العتيد علي بن فليس، وكشفت الجماعة أن أمين المحافظة الجديد داس صورة الرئيس بوتفليقة ومزقها عندما كان مديرا لحملة على بن فليس أثناء ترشحه في رئاسيات 2004 بالولاية وزارة غلام الله تتأسس كطرف مدني في قضية >الشيخ أمين < قالت مصادر موثوقة لـ>المحقق< أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تأسست كطرف مدني في قضية إمام >مسجد الوفاء بالعهد< الكائن بحي >لابروفال< بالقبة، المعتقل منذ شهر بتهمة الإشادة بالأعمال الإرهابية، وكشف مصدر من الوزارة أن هذه الأخيرة لم تتلق أي شكاوي من طرف المصلين بالمسجد ضد الإمام >أمين كركوش< كما لم تستبعد ذات المصادر إعادة الإمام إلى منصبه في حال تبرئته من طرف العدالة . جماعة >سانت إيجيديو< ترحب بمبادرة مهري وآيت احمد وحمروش أشارت مصادر متطابقة أن المبادرة التي أطلقها السادة حسين آيت أحمد وعبد الحميد مهري ومولود حمروش جُدولت في أجندة العديد من الأحزاب السياسية وتصدرت بعض الاجتماعات السرية، وهناك من أبدا نيته في الالتحاق بها خاصة وان الظرف الذي جاءت فيه حساس جدا إذ يسبق الانتخابات الرئاسية بسنة ونصف، وقالت مصادرنا أن المشاركين في عقد روما >سانت إيجيديو< رحبوا بالفكرة وينتظرون الوقت المناسب لإعلان التحاقهم كجاب الله وحنون، بينما أنور هدام أعلن انضمامه لجمع المتبنين ·· دستور تركيا الجديد يسعى لتقليص دور المؤسسة العسكرية فرغت لجنة حزبية تركية من إعداد مسودة دستور جديد لتركيا، بينما اقترحت إحالة البت في مسألة حظر الحجاب إلى رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وحسب ما أشارت إليه مصادر في حزب العدالة صاحب الأغلبية البرلمانية في تركيا، فإن اللجنة المكلفة بإعداد مسودة الدستور الجديد للجمهورية قد أنهت مهمتها، بمشاركة لجنة علمية مشكّلة من عدد من الأكاديميين المتخصصين، حيث وضعت الصيغة النهائية للدستور . ومن التغييرات اللافتة للانتباه في المسودة الجديدة، النصّ على أنّ تطبيق السيادة في تركيا يكون >من قبل الأجهزة التشريعية والتنفيذية والقضائية<، بما يقلص صلاحيات جهات أهمها المؤسسة العسكرية واسعة النفوذ، كما يقلص مشروع الدستور الجديد هامش الحصانة البرلمانية للنواب بحيث تُتاح مقاضاة كل نائب يرتكب الفساد والرشوة والجرائم المخلة بالشرف، على أن تجري محاكمته وهو طليق وليس رهن الاحتجاز.مها ا زبـــائن الخليـــفة يراسلـــون بوتفليــقة مجــدداً كشف مصدر مطلع أن زبائن بنك الخليفة حضّروا رسالة مطولة لرئيس الجمهورية، بعد أن فقدوا الأمل في أي تعويض عن أموالهم التي التهمها البنك، وقال نفس المصدر أن هؤلاء الزبائن يُحضّرون أيضا لشن إضراب عن الطعام لأجل غير مسمى إلى أن يستعيدوا أموالهم، إذ يُنسق حاليا هؤلاء الزبائن فيما بينهم لاختيار المكان الذي يلجأون إليه في حالة إضرابهم عن الطعام . المفتشية العامة للمالية تُحقق في أموال الخدمات الاجتماعية لنقابات التربية يعيش القائمون على لجنة الخدمات الاجتماعية والتابعين للفيديرالية الوطنية لعمال التربية التابعة للإتحاد العام للعمال الجزائريين على الأعصاب، بعد تداول معلومات عن إيفاد لجنة للمفتشية العامة للمالية للتحقيق في أموال هذه اللجنة، منذ وبعد سجن أمينها العام >ب.ف< في قضية الخليفة بنك . وأوضحت مصادر متابعة للقضية أن الوضعية المالية للجنة جد حرجة لوجود ثغرات مالية يصعب تصحيحها تعود لسنوات مضت، خاصة و أن الكثير من الصفقات الخاصة بالعمرة والقروض السيارات شابها الغموض . وحسب المعلومات المتوفرة فإن نقابات مستقلة وبعد أن بلغ مسامعها خبر إيفاد لجنة المفتشية العامة للعمل، تخوض خلال هذه الأيام حملة لنشر كل صغيرة وكبيرة عن عمل اللجنة لتسهيل عمل المفتشية وتوقيف المتورطين . سبب انعزالية سعدي قالت مصادر مقربة من حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أن زعيم >الأرسيدي< يعكف حاليا على ترتيب بيت الحزب وتفعيل خلاياه الحزبية في منطقة القبائل وخارجها حيث يملك قواعد نضالية مثلما هو الحال في الأغواط مثلا، ويعود سبب هذا الاعتكاف إلى تخوف تقليدي من دخول>الأفافاس< المحليات القادمة وخسارة >الأرسيدي< في عقر داره، وأفضل من هذا التفسير هناك> مسألة التوازنات< بعبارة مصادرنا، التي يحسب لها زعيم >الارسيدي< في التحولات السياسية القادمة · سعد الحريري ورط اللبنانيين في قضية باكستانية باعتقال نواز شريف وتسليمه للمخابرات السعودية بطلب من سعد الحريري.. يقول لبنانيون معارضون أن الحريري ورط لبنان في قضية لا ناقة لهم ولا جمل فيها، وان جهات باكستانية موالية لرئيس الوزراء السابق قد تحمل اللبنانيين مسؤولية سلامة قائدهم.. وكان سعد قد ترك بيروت في فترة تعتبر من أهم وأحرج الفترات - فترة الاتفاق على رئيس- ليطير إلى الباكستان للتدخل في قضية صدر فيها حكم من أعلى هيئة قضائية في الباكستان وكان الحكم لصالح رئيس الوزراء السابق >شريف< الذي تم اعتقاله مجددا وتسليمه للمخابرات السعودية التي وضعته قيد الإقامة الجبرية . و أكد وزير و مسؤول حكومي في وقت سابق انه لن يسمح لشريف بالبقاء في البلاد وكان شريف تعهد بان عودته إلى بلاده >ستكون بمثابة الضربة الأخيرة لدكتاتورية مشرف المتهاوية
و
الكاتب الخيّر شــَوّار لـ " أوراق "
على الكُتاب ألا يبيعوا أنفسَهم للشّيطان ··
قليلون هم الكتّاب الذين يزهدون في الحوارات الصحفية، زهدَ تعفّف لا زهدَ تكبّر، والروائي القاصّ الخير شوار واحد من هؤلاء، كم عرضتُ عليه منذ أربع سنوات حوارا في الإذاعة أو التلفزيون أو في الجرائد!، غير أنه كان في كل مرة يعتذر بالحسنى، لكنه هذه المرة لم يفعل الشيءَ نفسَه، مما أثار اندهاشي، وعندما سألته عن ذلك، قال لي في طفولية حزينة: أحسّ بأنني سأموت قريبا ·
عبد الرزاق بوكبة
نادرة هي الحوارات التي أُجريت معك، وكثيرة هي الحوارات التي أجريتها مع الآخرين، كونك صحفيا أيضا، فهل هو الخوف من السؤال؟ أم الزهد في الظهور؟ ·
شوف.. هناك بعض الأمور أعيشها، وبعض السلوكات أسلكها، لا أستطيع تبريرها منطقيا، وأحيانا أجلس مع نفسي وإليها، وأطرح عليها السؤال نفسه، فأجدها مثلا تحبّ الجلوس في الأماكن البعيدة والمظلمة، إلا إذا أُرغِمت على ذلك، ما يؤهلني لأن أشاهد كل شيء، دون أن يراني أحد، ثم إنني أحب الألوان الداكنة التي لا تثير الانتباه، معتقدا أن هذا منسجم مع تهربي من هكذا حوارات .
لكن ألا ترى أن الكاتب إذا أقدم على نشر ما يكتب، لم يعد ملكَ نفسه، بحيث يصبح من حقّ القراء أن يعرفوا آراءَه ومواقفَه التي قد لا يستطيع نصُّه الإبداعي الإفصاحَ عنها؟ ·
دعني أكون صريحا معك ·
أكثر من الصراحة ··
جزء من تهربي هذا، يتعلق بطبيعة الحوارات الأدبية نفسها، ذلك أن حواراتنا في معظمها لا تنير تجربة الكاتب، بقدر ما تزيدها عتمة !.
هل هذا بفعل نقائصَ في المُحاوَر، أم فيمن يُحاوِر؟ ·
المشكلة لا في هذا ولا في ذاك، بل في نمط الثقافة السائدة في المنابر الإعلامية الجزائرية التي تجبر الداخل إليها على الانسجام مع مفرداتها الجاهزة، ليتحول إلى مُعَتّم جديد وتصبح الحوارات الأدبية موازية للنصوص، ثم إنني أريد من القارئ أن يتلقى نصوصي بمعزل عن أي إكراه، وهذا احترام له على كل حال .
ما هي شروط الحوار الأدبي في رأيك إذن؟ ·
الحوار الثقافي عموما يحتاج قدرا كبيرا من الصراحة والشفافية، كما يحتاج معرفة عميقة بالتجربة المحاوَرَة، واستفزازها من الداخل، أما ما نقرأه اليوم من حوارات، فلا يعدو أن يكون كومة من المجاملات، وإن حدث العكس، فهو مجرد تصفية حسابات .
بما في ذلك >اليوم الأدبي< الذي تشرف عليه منذ أربع سنوات؟ · لا أدّعي العصمة من أمراض المشهد الأدبي الجزائري، غير أني أحاول أن تكون لي خصوصيتي، وفي النهاية سوف أحصل على أجر الاجتهاد . قلت إنك لست معصوما من أمراض المشهد الأدبي الجزائري، هل يمكن أن ترصد لنا بعضها؟ · هي كثيرة بحيث يستحيل رصدها . هذا تهرّب، ثم أليس التهرب من قول الحقيقة، واحدا من هذه الأمراض؟ · نعم··· ومنها أيضا الجوائز الأدبية المصطنعة، وتلميع الأسماء المطفأة، وإطفاء الأسماء المضيئة فعلا، والاستيلاء على المنابر الجادة وإجهاضها من الداخل، غياب الدعم عن المشاريع الحقيقية التي تبقى، وتحويل الدعم المخصص لذلك إلى الحسابات الشخصية···إلخ · من المسؤول عن هذا الخراب؟ السلطة أم المثقف؟ · هي دوامة فيها شراكة بين الطرفين، السلطة تريد أن تروّض المثقف، وتطوعه لأجندتها السياسية الآنية، قافزة على حقيقة صارخة هي: أن بناء أية دولة لا يتم إلا عبر مشروع ثقافي واضح المعالم، والمحسوبون على الثقافة، باعوا أنفسهم بثمن بخس، فضاع القط والشريط . أين أنت من ذلك؟ · وسط الدوامة . فاعلا أم مفعولا به؟ · وجدتني وسطها، وأنا أحاول أن أحصل على البوصلة، في ظل ظروفي التي تعرفها جيدا . لكن الكثير من القراء لا يعرفونها؟ قد لا يعرف القارئ ظروفنا الحقيقية، لكنه يعرف الدوامة جيدا . قلت لي: إنك جئت إلى الكتابة الأدبية من باب الخطأ · أمر يطول شرحه . لا تتهرّب يا شوار ·· نشرت أول نص وعمري ست وعشرون سنة، وإلى غاية بداية العشرينات من عمري، لم يخطر ببالي أن أصبح كاتبا، لأنني كنت أفتقد إلى أبسط تقنيات الكتابة . فما الذي حدث حتى انخرطت فيها من رأسك حتى قدميك؟ · كان لي مشروع علمي كبير، وهو أن أصبح مهندسا معماريا مرموقا، ثم فجأة دخلت في أزمة نفسية، كادت أن توصلني إلى الجنون، فاكتشفت في نفسي طاقة قلت إنني إن لم أفجرها فنيا فستقضي علي، خاصة أنني كنت أفكر كثيرا في الانتحار، فكان الأدب أحسن وسيلة لما يسميه النفسانيون بالتطهير . هل كانت المسألة تتعلق بوضع مادي، أم بوضع روحي، بمعنى هل كان إيمانك مهزوزا؟ · شوف... نشأت في عائلة كانت حالها ميسورة، والمادة إلى اليوم لا تعنيني كثيرا، أزمتي كانت روحية أولا وأخيرا . كيف؟ كنت ملآنَا بأسئلة كبرى حول الماهية والوجود، والكون والفساد، والجوهر والفرد، وإكسير الحياة، وحجر الفلاسفة، وكنت أعيش واقعا لا يقمع هذه الأسئلة فقط، وإنما يقمع صاحبها أيضا . والدِّين؟ ألم تفكر فيه كبديل لهذا العدم؟ · طبعا فكرت، لكنني ازددت شعورا بالغربة . أنت هنا تحكي عن بداياتك إلى غاية النصف الأول من التسعينيات، والآن هل استتبَّ الأمر؟ · أصبحت لا مباليا، ثم لم يعد لي وقت للتفكير في مثل هذه الأمور، بات كل وقتي للعمل الصحفي، الذي استنزف كثيرا من طاقاتي ومن أسئلتي أيضا . هل تعدّى هذا الاستنزاف إلى موهبتك الأدبية؟ · إن اضطررت إلى الراحة التي لم أعرفها منذ سنين، فأنا متأكد من أنني سأكتب الكثير من النصوص، ولدي الآن ثلاث مخطوطات لروايات لا تتوفر على الزمن النفسي والمادي لكتابتها . هل هي في نفس سياق روايتك الأولى >حروف الضباب<؟ · واحدة منها نعم، أما الروايتان الأخريان، فمختلفتان، إحداهما تتناول عبث الحياة في العاصمة . بمعنى هي ترصد تجربتك في هذه المدينة التي دخلتها قبل خمس سنوات · ليس حرفيا، وإنما ترصد هواجس تلك التجربة . الخير·· هل يمكن أن تذكر لنا بعض محطات معاناتك في العاصمة، كنموذج للكاتب الجزائري الذي يأتي من الداخل؟ · الشكوى لغير الله مذلة . على ذكر روايتك حروف الضباب، قيل إن الطاهر وطار، عاتبك على عدم إطلاعك له عليها، قبل أن تنشرها، ولو أخذتَ برأيه في بعض المفاصل منها، لكانت >آية من الآيات<، كما قال · نعم... حدث ذلك، ولحد الآن لم أفهم سر غضب وطار من الأمر!!، حيث قال لي مرة إنها لا تمتّ للرواية بصلة، ومرة قال لي إن كاتب مقدمتها كان من المفروض ألا يكون أقلَّ من بوجدرة . وهو بهذا يعترض على أن مقدّمها كان الروائي بشير مفتي؟ · لم يقل لي ذلك صراحة، ومرة نصحني بأن أتوقف عن الكتابة عشر سنوات على الأقل، متهما إياي بالتسرع !. وهل ترى نفسك متسرعا فعلا؟ · تريد الصراحة؟ أكثر منها ·· لا أعتبر نفسي متسرعا، بقدر ما أعتبر نفسي لم أقل شيئا لحد الآن . معروف عنك أنك دودةُ كتب، شراءً وقراءةً، هل هذا ما جعلك تقول إنك لم تقل شيئا لحد الآن؟ · فقدت منهجية القراءة منذ انخراطي في الريتم العاصمي، حيث أصبحت قراءاتي مضطربة وعبثية، تماما مثل ريتم حياتي العاصمية . كيف؟ · أنا أتنقل من حومة إلى حومة، وفي كل حومة أسكنها مؤقتا، أضيع الكثير من العناوين التي أشتريها على حساب قوتي اليومي . آخر كتاب ضيّعته؟ موسم الهجرة إلى الشمال، للطيب صالح، و>كنت أميرا< لربيع جابر، حيث كنت لاجئا عند الصحفي بوطالب شبوب في الحي الجامعي بالقبة القديمة . بمن أنت معجب من التجارب الأدبية الجزائرية؟ · براغماتية المحرر الأدبي، تمنعني من الخوض مع فضولك . تبدو دبلوماسيا! كأنك تطمح إلى منصب ما ·! أخشى التاريخ كثيرا، وأريد أن ينصفني في النهاية . تتهرّب من إنصاف الآخرين، وتريد من التاريخ أن ينصفك؟ ·! أنصفت الجميع من خلال عملي في الصحافة الثقافية، التي أمارسها بتجرد تام، بعيدا عن أية ذاتية، وقد قهرت الكاتب الذي يسكنني، فإن كان هناك كاتب لم أنصفه، فهو الخير شوار . والذي بات يُكثر من القول لي هذه الأيام: إنه أصبح يشعر بكونه سيموت قريبا ·! لا أدري.. هي هواجس كانت تراودني سابقا، غابت ثم عادت إلي هذه الأيام، وهي على كل حال، هواجس تُعاش ولا توصف، فقد أموت قريبا . ما هي إذن وصيتك لمن تعرف من الكتاب؟ · أن يعيشوا ذواتهم، وألا يفعلوا كما فعل >فاوست<، حيث باع نفسه للشيطان

عيـاش سنـوسي لـِ" للمحقق " :
كتبت ''اذكروا عصاد بخـير'' فسُجِـنت
عياش سنوسي، بعد سنوات عديدة قضاها في الصحافة المكتوبة، يفتح صفحة جديدة مع الميكروفون في الإذاعة الدولية، يتحدث عن طرائف ومغامرات من وحي تجربته الخاصة في عالم مهنة المتاعب ويقول إنه ما زال يعشق فيه الروبورتاج، الذي طالما حرّك فيه بواعث الكتابة عن الجزائر العميقة ·
حاوره : مرزاق صيادى
بعد سنوات طويلة في الصحافة المكتوبة تغامر الآن مع الميكروفون وتقول لبعض الزملاء >توحشت نكتب روبورتاج<·· ضجرت هكذا سريعا من العمل الاذاعي وتحن الى الصحافة المكتوبة؟ لم أضجر، فالتجربة الإذاعية جميلة وممتعة ومفيدة رغم قصر عمرها، أما الكتابة الصحفية فهي وسطي الطبيعي، ولا يمكنني هكذا في لحظة أن أنسى مهنة عشقتها وسجنت بسببها ولا زلت أعشقها ولم أنقطع عنها · هادىء ولم تتعصب حتى وبعض الصحفيين في القناة الاذاعية الدولية يرتكبون أخطاء من وحي تجربتهم القصيرة مثل >المتمردون الصحراويون<··؟ أثبتت الأيام صدق من قال إن المعرّبين هم سبب بلاوى بعضهم، فمنذ إطلاق الإذاعة انبرى لها بعض الأقلام المحسوبين على المعربين متوهمين بأنهم >سيأتون بالسبع من أذنيه< (··) وما فعلوا سوى أنهم أهانوا أنفسهم ليس إلا، وما قيل عن الإذاعة الدولية مجرد ترهات من نسج خيال بعضهم لغاية في أنفسهم أو للانتقام من مسؤوليها ليس إلا · بصراحة لم تقلقنا تلك الكتابات لأني أعرف أصحابها وتفكيرهم ومحدودية مستواهم ومن يتولى تصحيح وتصويب مقالاتهم، ثم إن الأخطاء >الكارثية< التي تحشو بها الصحف لا يعلمها إلا الله ومع ذلك لا أحد يتكلم عنها·· فهل ترى طبيعيا أن يكتب صحفي >السكنات التي يسكنها الساكنون< (··) وهل طبيعي أن تكون الجرذان >فئران ذات الحجم الكبير <·(···) صحيح أنك جليدي الأعصاب دوما ··· يفترض في صاحب المهنة سيما بالإذاعة، أو هكذا يبدو، أن يكون جليدي الأعصاب هادئا وإلا فإنه لن يفلح في التعامل مع محيطه وزملائه، فالنرفزة كثيرا من ثبطت العمل وأقلت الجهد ولو كان مهما · عياش سنوسي برز بشكل لافت للنظر في يومية >الخبر< عن طريق الروبورتاجات الاجتماعية·· وتنقلاته بين أقسام هذه الجريدة؟ بل إن بروزي بدأ مع >الشروق العربي< في أوج انتشارها مطلع التسعينيات، وأنا أعتز بها لأنها كانت انطلاقتي الرئيسة بمهنة المتاعب مثل اعتزازي بتجربتي في صدى الملاعب والملاعب لاحقا·· لكني لست راضيا عن تجربتي بالخبر رغم طول التجربة بها لأني كنت أشعر أنني كنت مقيدا مثلما قيد غيري · صحيح أنهم كانوا يشيدون بكتاباتي لكنهم لم يمنحوني الفرصة الضرورية لذلك·· فالروبورتاج لا يعني الكتابة عن قنوات صرف المياه ببراقي أو ظهور دودة عجيبة بالخروبة أو إهتراء الطرقات ببن طلحة أو انقطاع الكهرباء بالحراش·· الروبورتاج أعمق وأبعد من ذلك، وللأسف ذلك ما تفتقده >الخبر< اليوم · وددت لو تذكر لنا حوادث طريفة من وحي تجربتك في الخبر؟ بل مضحكات·· مرة منحتني إحدى شركات السيارات سيارة نظير الخدمة التي قدمتها·· هكذا سيارة دفعة واحدة(···) · الحكاية أن الجريدة نشرت مقالا مليئا بالمعلومات الخاطئة عن الشركة ولما حاولت الأخيرة نشر رد طلبت ذلك مني بحكم تعاون سابق معها، وبعد ثلاث محاولات فاشلة اتصل أحد مسؤوليها بمدير الصحيفة يطلب منه نشر التوضيح، بيد أن هذا الأخير ثار بمجرد أن علم أنني أكدت لهم قانونية الأمر، وبقية الحكاية معروفة وقد ذهبت سخرية بالجريدة لدرجة أنه كلما حاول الزملاء الترويح عن أنفسهم إلا وسألوني عن السيارة الهدية·· المفارقة أن هذه الشركة صارت بعد أيام المتعامل الوحيد مع الجريدة في مجال الطمبولا، >ده ربنا لو حاجات< على حد تعبير الفنان عادل إمام · المعاملة بالمكيالين لم تكن تسر أحدا، فبينما يحرم البعض من التعاون مع الصحف الأجنبية أو حتى الوطنية ولو كانت من نفس المؤسسة يشجع الآخرون على ذلك·· مرة طلب مني رئيس التحرير الكف عن التعاون مع إحدى الصحف الأجنبية فرفضت وطلبت منه توقيع عقد احتكار للتوقف عن التعاون فبَهُت · في >الشروق العربي< كانت البداية بمقالات بدت مثيرة في زمن كانت فيه الصحف قليلة الانتشار بسبب أزمة التوزيع، ومع ذلك أثبت أنك مقاوم بطريقة ما، حتى وأنت تنام في أماكن العمل وعند الأصحاب وحتى في مقهى بسبب الأزمة الأمنية؟ بل إنني إلى وقت قريب كنت متشردا بلا مأوى أنام أحيانا بالمقاهي و>الفصول الأربعة<·· أما النوم بمكان العمل فكان مكتوبا سيما في تجربتي السابقة بصدى الملاعب·· ولا عيب · حدثني عن قصة >سحقك من طرف القضاة< بسبب مقالة لك عنهم أمضيتها في الشروق العربي<·· ودخلت السجن بسببها؟ لا·· ليست لدي أي مشكلة مع القضاة، بل إنني أحترمهم وأحترم سلك العدالة كله من المحامي إلى القاضي فالمحضر القضائي··(··) أما الحكاية فقد كانت مقالة كتبتها في جانفي 1994 وسجنت بسببها أسبوعا كاملا· قلت أذكروا عصاد بخير فذكرني الزملاء بالشروق العربي خيرا · في الواقع كان قاضي التحقيق بحسين داي إنسانيا فأفرج عني مؤقتا، لكنه بعد نحو شهر أقرّ بانتفاء وجه الدعوى، كانت تجربة مفيدة رغم صغر سني وقتها وعلمتني أشياء كثيرة وكانت مكافأتي من الجريدة 5 آلاف دينار·· تصور · تضامن الزملاء معك في المحنة أم نسوك لأنك >صحفي معرب<؟ نعم تضامنت معي الجريدة وكلفت المحامي المعروف ميلود إبراهيمي وكان مدير الجريدة علي فضيل مجبرا بالحضور إلى قسم الشرطة للتوقيع·· أما أدعياء حرية التعبير والصحافة ومن نصبوا أنفسهم أوصياء على المهنة، فلم ينبس أحدهم ببنت شفة·· ربما لأنني أكتب من اليمين إلى اليسار وربما لأنني لست من أيديولوجيتهم · تميل كثيرا للروبورتاج دون المقال الخبري؟ أنا شخصيا أجد متعتي في الروبورتاج مثلما يجد اللاعب مكانه في منصبه الذي أهل، فمنصبي في الصحيفة هو الروبورتاج، أو هكذا يبدو لي·· وأعتقد أن الروبورتاج كفيل بكشف موهبة وكفاءة الصحفي، أما الخبر فكل الناس بإمكانهم كتابته، خذ >ياماها< (مناصر بلوزداد) مثلا وعلمه أسبوعا أو شهرا فسيأتيك بالخبر وربما كتبه ·(···) للأسف هناك من الصحفيين لا يجيد كتابته·· تصور · داعبتك مغامرة التدريس وسرعان ما تحول مشروع >الاستاذ سنوسي< إلى الصحفي عياش، العيب فيك أم حبك السرمدي لمهنة المتاعب؟ لا، لم أدرس في حياتي ولم أكن أحلم بالتدريس·· صحيح أنه خطر على بالي حين كنت طالبا بالجامعة، لكنني سرعان ما عدلت عن الفكرة، وكان والدي رحمه الله يطلب مني أن أنضم لسلك التعليم ربما >ليتهنى الفرطاس من حك الرأس<·· لكني عشقت منذ البداية مهنة المتاعب · في وقت من الأوقات تحولت إلى صحفي متنقل على الدوام، حتى أن من يسال عنك يقولون له إنه >في مهمة<·· ما مدى استفادتك من تلك التنقلات إعلاميا·· وماديا أيضا؟ نعم، كنت في مهمات لكن·· إلى الجزائر العميقة، فبينما كان المحظوظون والمقربون من الباب العالي (···) لا ينزلون من طائرة إلا لركوب أخرى نحو كبريات العواصم الأوربية، كنت أنا في غرداية وأدرار وتيميمون والوادي والأغواط وبشار والمسيلة وتبسة ووهران ومناطق الجزائر العميقة الجميلة، تصور أنه في ظرف سبع سنوات لم أسافر للخارج سوى مرتين وفي بداية مشواري مع الخبر· عند الثانية قال لي أحد مسؤولي الصحيفة: >الآن عليك أن تمسح فمك< وفعلا مسحت فمي· وهناك من جاء بعدي ونالوا العشرات من المهمات بالخارج، ومع ذلك ظلوا >يكسروا علي فـالوز< بالقول إنني أجيد كتابة الروبورتاج · اشتغلت مدة محترمة في القسمين المحلي والمجتمع في الخبر وانتقلت بين الأميار والحديث عن العوانس دون إشكال وكان قسم المجتمع يعتمد عليك في تمويله بالمواضيع الرئيسية، كيف تفسر هذا؟ لأنني أرى أنه كلما امتلك الصحفي ناصية الكتابة وطوع اللغة وامتلك ثقافة في موضوعات معينة أمكنه الكتابة في ما يريد··، كتبت في الرياضة والسياسة والروبورتاج والفن والثقافة وحتى عن طبق اليوم في رمضان وبرنامج التلفزيون (؟) لكنني أجد نفسي في الروبورتاج، ولا أفهم من يتولى رئاسة التحرير مثلا بجريدة وهو لا يفقه شيئا في الرياضة مثلا أو في الثقافة · كانت لك مع الكاريكاتوري أيوب الكثير من المشاكسات، ما هي أطرفها على الإطلاق؟ علاقتي مع أيوب تمتد إلى بداية التسعينيات عندما تعاونت معه في صحيفته الوجه الآخر·· لكن العلاقة تمتنت أكثر في الخبر، وكنت من القلائل الذين يستشيرهم في رسوماته أو يطلب منهم فكرة وكنت أمده بالفكرة حينا وبعناوينها حينا آخر، وكان يقول لي: >أنت سيبويه الخبر<· لكنه كان يمازحني ويقول عني: >أنت خليفتي في الزلط<، ومرة قال لي: >لقد توسطت لك لدى جماعة الفوق (يقصد مسؤولي الدولة) وترجيتهم أن يتركوك في وضعيتك الحالية وبالكاد أقنعتهم<·· كان خفيف الظل معي، كثير النكتة، لكنه خدعني وذهب إلى الكويت ولا من شاف ولا من درى · مدراء صحف يكتبون وآخرون لا يكتبون··الوضع الذي كان عند انطلاقة الصحافة التعددية لم يتغير، برأيك لماذا؟ وماذا فعل الذين يحسنون الكتابة والتحرير غير الشقاوة وتكسار الرأس؟ أما الفاشلون في الكتابة والتحرير فهم الأنجح بقطاع الصحافة، والنماذج حية·· ولو كنت مسؤولا على قطاع الاتصال لجعلت من شرط الكفاءة والمستوى التعليمي العالي الشرط الرئيس في تسيير الصحف · أنت الآن منسق تحرير القسم العربي في الاذاعة الدولية، ازدادت المسؤولية وأصبحت >مربوطا< بحكم المنصب الجديد·· متى ستستعيد حرية عياش الإنسان من ديكتاتورية المنصب؟ الاذاعة الدولية رغم تجربتها القصيرة ورغم التكالب عليها إلا أنها حققت أشياء جميلة جديرة بالتنويه، لا أبالغ إذا قلت أن في الإذاعة من الأصوات ما يجعلها مستقبلا نجوما إن حظيت بالرعاية، ويكفي أن الدولية بدأت تثير الغيرة لدى البعض بدليل أن زملائنا بالتلفزيون شرعوا في التفكير بتحويل القناة الأرضية إلى قناة إخبارية · وعطفا على سؤالك أعتقد أنني لم أبلغ المنصب الذي ذكرته وأرى أن الزميل لؤي عليوش أولى به · صراحة، أيهما أفضل عطفا على تجربتك الخاصة: الإذاعة أم الصحافة المكتوبة؟ تجربتي الإذاعية قصيرة مثلما ذكرت، لكنني أرى أن الصحافة المكتوبة أفضل عطفا على تجربتي لحد الآن · قيل لنا بأنك تسكن بمنزل جميل جدا وأنك تأنف من ركوب سيارة ليست ذات دفع رباعي ··· نعم قصري المنيف كان غرفة أو نصف غرفة بالإقامة الجامعية ببن عكنون، أما سيارة الدفع التي كنت أملكها فهما قدميّ وكنت، ولله الفضل والمنة، أروح يوميا مشيا على الأقدام إلى مكان عملي من بن عكنون حتى حيدرة وخلال العودة مساء أيضا·· ومع ذلك كان بعضهم يحسدوني على نعمة المشي بينما هم مسجونون، كما يقولون، داخل سياراتهم الفارهة · هل عرضت عليك مناصب تحريرية ورفضتها؟ نعم طلبوا مني الإشراف على القسمين المحلي والمجتمع أثناء غياب رئيسيهما لكنني رفضت لأنها >ما عندهاش معنى·· وطلبوا مني الإشراف على مكتب الخبر بسطيف فرفضت، وسابقا عرضت علي إحدى الصحف الخليجية الإلتحاق بها، لم أرفض لكن ظروفا خاصة حالت دون ذلك ··
ما الذي يستهويك أكثر:التلفزيون الجزائري، الجزيرة، صحف جزائرية، روتانا، البهجة أم قناة إقرأ؟
بل تستهويني الجزيرة الرياضية وقناة العقارية وأجد راحتي مع قناة >المجد< للقرآن الكريم مع المقرئ محمد الصديق المنشاوي رحمه الله · يقال أيضا إنك ترغب في الحصول على حصة تلفزيونية في التلفزيون الجزائري، بينما لا يريد مدير الاذاعة الدولية الاستغناء عن خدماتك؟ يقال·· وأنا أقول إن راحتي أجدها بالإذاعة الدولية · لمن تطالع أكثر من الكتاب العرب وصحفييهم؟ لكل كاتب يثير متعتي سواء بالجد أو السخرية·· فهمي هويدي في التعليقات مثلا ومحمود السعدني في الكتابة الساخرة وكذا أنيس منصور· يعجبني أيضا أسامة الشيخ من مجلة >سوبر< وكذا عز الدين ميهوبي لأنه عندما يكتب يبدع مثلما يبدع فيصل غامص عندما يعلق·· وأعتقد أن الإذاعة خسرت صوتا مميزا الشباك< تصدر دليلا خاصا بكرة القدم أصدرت أسبوعية الشباك دليلا من 28 صفحة خاصا بكل رزنامات مختلف البطولات الأوروبية والعالمية والإفريقية والعربية والوطنية تحت عنوان >دليل كرة القدم لسنة 2008-2007<، كما يحتوي هذا الكتيب الصغير على تشكيلة كل عناصر نوادي القسمين الأول والثاني بالأرقام التي اعتمدتها الرابطة الوطنية مما يساعد صحفيي الأقسام الرياضية في إعداد مختلف تقاريرهم وكذا القراء لمعرفة تواريخ المباريات الهامة ولقاءات نواديهم المفضّلة..الدليل موجود في الأسواق وبسعر 50 دينارا . ويضاف هذا الدليل للملحق الأسبــوعي >الدولي ـ فوت< الذي يهتم بكــل صغيرة وكبيرة عن اللاعبين الأوروبييــن وأخبار أنديتهم، وهو الملحق الذي لاقى رواجاً كبيرا كونه الوحيد على المستوى الوطني سليم صالحي في قناة >الحوار < التحق الصحفي الجزائري سليم صالحي بقناة >الحوار< الفتية في العاصمة البريطانية لندن، وهي قناة عامة تهتم بالمواضيع الحوارية . وكان سليم صالحي يشغل منصب مدير نشر يومية >العالم السياسي< في المنتصف الثاني من التسعينيات، وهو مقيم حالياً في عاصمة الضباب البريطانية منذ سنوات بعدما حصل على وثائق الإقامة القانونية الإذاعات المحلية تغازل صحفيي القناة الأولى تعرف الإذاعات المحلية في الآونة الأخيرة استقطابا لصحفيي ومحرري ومقدمي نشرات أخبار القناة الأولى، وفي هذا الإطار وصلت دعوات لبعض صحفيي القناة الأولى للالتحاق بمناصب مسؤولية في الإذاعات المحلية زيادة على إمكانية الاستفادة من سكنات وظيفية، كما تقرر رفع عدد ساعات بث الإذاعة الدولية إلى 18 ساعة يوميا لمختلف الأقسام التحريرية قطر تُطلق جائزة عربية بـ200 ألف ريال لأدب الطفل في ظل ما تعانيه الساحة الثقافية في الوطن العربي من ندرة في الإنتاج الفكري الذي يعني بالطفولة، ارتأت دولة قطر إطلاق جائزة الدولة لأدب الطفل مساهمة منها في الارتقاء بثقافة الطفل وبناء جيل يعي هويته العربية والإسلامية وموروثه الثقافي وقيمه المجتمعية، ومن أهداف الجائزة، تشجيع الكتاب وغيرهم من المبدعين العرب على إنتاج أعمال رفيعة المستوى في مجال أدب و فنون الطفل، تعميق القيم الإنسانية وتنمية الخبرة الحياتية لدى الأطفال، وإثراء المكتبة العربية في مجال ثقافة الطفولة · أما مجالاتها فقد تعددت ما بين القصة والرواية والشعر والتمثيل والمسرح وأغاني الأطفال والدراسات الأدبية وموسيقى أغاني الأطفال ورسوم كتب الأطفال وألعاب الأطفال المبتكرة بما فيها الوسائط الالكترونية، ومن شروطها، أن يكون المرشح من الكتاب أو الأدباء من القطريين والعرب المعنيين بأدب وفنون الطفل · ويبدأ قبول الترشيحات والأعمال المشاركة لهذا العام 2008 يوم 16 سبتمبر، وسيكون آخر موعد لتلقي الترشيحات يوم 1 6 ديسمبر القادم · ومن شروط الإنتاج المقدم لنيل الجائزة، أن يكون باللغة العربية وأن يتميز بالأصالة، ولم يسبق أن نال أي جائزة محلية أو عربية أو عالمية، وأن يكون مبتكرا ويضيف الجديد لأدب الطفل أو فنون الطفل، وأن يتلاءم مع القيم العربية والإسلامية في المجتمعات العربية، ولم يسبق تقديمه كرسالة أو بحث لنيل درجة علمية، ولم يسبق نشره · وسيمنح الفائز في كل مجال من المجالات المعلن عنها جائزة مالية قدرها 200 ألف ريال قطري مع ميدالية ذهبية مع براءتها وشهادة تقدير عنــوان الجائــزة جائزة الدولة لأدب الطفل المجلس الأعلى لشؤون الأسرة - دولة قطر ص . ب: 22257 هاتف:ـ 4628444 00974 فاكس:ـ 4678118 00974 البريد الإلكتروني : childlit-qa@scfa.gov.qa المج ا

ليست هناك تعليقات: