الاثنين، سبتمبر 17

الصحفي بيومية " العرب " القطرية ابو طالب شبوب

الصحفي بيومية " العرب " القطرية ابو طالب شبوب
المنصب الذي اقترحته علي " الشرق الأوسط " يعني الكثير ماديا لكني فضلت " العرب "
سأكـتب يوميـاتي في حـربي لبنـان والعـراق
من مقر إقامته بدولة قطر الشقيقة، أجاب الصحفي الشاب أبوطالب شبوب الذي غادر >المحقق< نحو جريدة >العرب< القطرية، على جميع أسئلتنا وبروحه الخفيفة المعتادة لم يخف سراً، تحدث عن تغطيته لحربي العراق ولبنان، وكيف أخفى ذلك على أعزّ مخلوق لديه، عن تجربته في الشروق، وكيف استقال من الطبعتين·· كان دبلوماسياً في الكلام وجاداً في السرد ··
حاوره: ياسين بن لمنور
متخصّص في التحليل الاقتصادي ومع ذلك اتّجهت للصحافة، لماذا؟
أحببت الصحافة بسبب خالي، الصحفي عبد الباري سوداني، وقد كان حلمي أن أكون صحفيا··الوالدة طلبت مني دراسة الاقتصاد فاستجبت، ولكني اتّجهت في الأخير للصحافة ·
من أين كانت البداية؟
مع الزميلة وسيلة بن بشي في >الأحداث< (و ليس مع أحد المدّعين)..كان الأمر على غير ترتيب وفي المكتبة الوطنية حيث كنت احضر اللقاءات الثقافية وهناك التقيت بها واتفقنا على العمل معها في الأحداث في القسم الثقافي حيث تعلّمت في القسمين الثقافي والدولي وكتبت أول عمود ثقافي عنوانه >حذاء شيراك الذي نسيه في الحامة!<، كما أعددت بعض المقالات حول >الجوسسة< لـ>حوادث الخبر< وكتبت قليلا في >الخبر الأسبوعي<، ثم وظّفتني الزميلة عفاف فنّوح في >الشروق اليومي< بالقسم الثقافي والدكتورة سوسن الأبطح في >الشرق الأوسط<، والأستاذ عبد الإله صالحي في >مونتي كارلو<، ووزيرة الثقافة في >الإذاعة الوطنية<··وأخيرًا وظّفتني أنت شخصيًا في >المحقق <·
عرفت في >الشروق اليومي< كواحد من >صانعي الفتنة< في المشهد الثقافي الجزائري، لم؟
··· هذا سؤال مدسوس ـ كما يقول عزيزنا الدكتور أمين الزاوي ! ـ يا سيدي لقد جئت من الصحراء >قطا مغمض العينين< وكنت أتابع نجوم أنشطة >اتحاد الكتاب< و>المكتبة الوطنية< بذهول من يلتقي بالأنبياء··· هكذا كنت أرى هؤلاء المبدعين، ولكن بمزيد من الوقت اكتشفت حقائق مرّة ·
مثلا؟
أن عصبة >مبدعي الأضواء< قِشرة ثقافية لا تمثّل البلد، وبعضهم لا يصلح حتى لتمثيل نفسه !
مع ذلك كنت صديقهم؟
لقد سيّرت القضية وفق الموقع الذي كنت أشغله ·
كيف ذلك؟
حينما تكون في منبر ثقافي يؤثّر بشكل كبير على الحياة الثقافية ويطلب منه قرّاؤه أن يكون سبّاقا للمعلومة، فأنت تحاول الحفاظ على رصيد مصداقيتك، وبذات الحين عدم خسارتك لمصادر معلوماتك، لقد قسمنا العمل في القسم بحيث كان القسم غير قاطع لصلاته الثقافية مع أي طرف، وبذات الحين منتقدا (حين يجب الانتقاد) لكل الأطراف الثقافية ·
هل هذا الذي يفسّر التناقض الذي كان يحويه القسم، طرف مع فلان وطرف ضدّه في ذات الصفحة؟
هذا التناقض هو لعبتنا الكبرى، لقد عملنا على إيجاده ورعايته وهكذا لم نخسر السباق للمعلومة ولم نخسر مصداقيتنا، والواقع أن هذا التناقض كان حصيلة نقاش كبير ومستديم يجب أن أذكر بأن عرّابه كان الصديق جاب الخير سعيد والزملاء الأعزاء في القسم زهية منصر وميلود بن عمار وسمير بوجاجة ·
وهل أثمر هذا التناقض شيئا غير الفتن؟
أثمر الكثير بحمد الله، أوقفت مهزلة ستار أكاديمي، وشكّلت لجنة تحقيق للبحث في فضيحة الآثار بالتاسيلي، وانتبهت وزارة الثقافة للعديد من الأخطاء التي وقع فيها مدراؤها المركزيون وجرى تصحيحها، ناهيك عن تسليط الضوء على أكثر من مشكلة ثقافية ومنح الصفحة الثقافية طعما آخر··لقد كانت صفحتنا مقروءة أكثر من بعض صفحات القسم الوطني ·
على سيرة وزارة الثقافة، كيف انقلبت من أكبر مساندي خليدة تومي إلى أشدّ أعدائها؟
لم أنقلب ولن أنقلب يوما، لقد قلت أنني أسيّر الموضوع انطلاقا من المنبر الذي اشتغل به، حينما كنا في >الشروق< كنا قادرين على تحريك الكثير من تفاصيل المشهد الثقافي بقوّة، وعليه فإن علاقة طيبة مع الوزارة هي أكثر من ضرورة، لكن بعد أن أصبحت كاتبا حرّا فليس خلفي ما أفكّر به وليس لدي تحفّظ، مع هذا فإننا حتى في >شهر العسل< مع الوزارة كنا أعلى صوت في نقدها كما فعلنا حينما رحلت الوزيرة بطاقم لا يمثّل الجزائر إلى معرض جنيف للكتاب··أتحدّى أيّا كان أن يكتب نصف ما كتبناه حينها ·
ما حقيقة علاقتك بخليدة تومي؟
حينما وصلت لـ>الشروق< لاحظت أن هناك سعيا محموما لمهاجمة >المخلوقة< من طرف جزء من كتاب الصحيفة، بالنسبة لي لم أتورّط في الموضوع، وقد حرصت أن أكون موضوعيا، ويوم طلبت الوزيرة زيادة ميزانية الثقافة في الجزائر وقفت معها وخسرت منصبي بسبب حوار معها ·
كيف؟
أجريت حوارا معها قالت فيه ما معناه >أنا متسولة الحكومة التي لا تنفق على الثقافة ما يكفي< وسلمته للجريدة، ثم سافرت إلى الصحراء الغربية، ففوجئت بعدم نشر الحوار دون سبب مقنع، وعليه فقد استقلت لمجرد علمي بالمعلومة، ونشرت الحوار في يومية >الصباح <·
وبعدها؟
عملت مصحّحا للكتب في إحدى دور النشر ثم صحفيا في >الصباح< ثم عدت لـ>الشــروق< بعد أن تغيّرت الإدارة ·
لا أعني هذا، بل أعني كيف تحوّلت علاقتك بالوزيرة؟
لم تتحوّل، لقد وظفتني في الإذاعة الوطنية (للحق فقد تعاملت مع منصبي الجديد بلا مبالاة غير معقولة) ثم عدت لـ>الشروق< فحافظت على علاقة طيّبة بها حتى استقالتي، وفي >المحقق< و>الجزائر نيوز< كتبت ضد المهزلة التي حدث في عاصمة الثقافة العربية. خليدة انسانة عنيدة وتعمل بقوة ولكن مأساتها في أقرب مقربيها فباستثناء ثلاثة أشخاص في الطاقم الأعلى للوزارة يبدو لي أن البقية في غير أماكنهم .
تسببت شخصيا في الكثير من مشاكل الوسط الثقافي الجزائري، هل يشرّفك هذا الرصيد؟
الكثير من المشاكل، لا أعتقد، أعتقد أن واجب الصحفي الجيّد أن يطرح الأسئلة المسكوت عنها ـ كما يقول عبد الرزاق بوكبة ـ وقد تحقق الأمر في >الشروق< والواقع أننا لم نخسر أبدا، بل أقول أننا كنا >مدللي الحياة الثقافية< وهذا دليل أن الصراحة لا تغضب إلا من في >كرشه التبن <·
ربما تقصد عز الدين ميهوبي لأنه من بين القلائل الذين يكنون لك عداءً ملحوظاً ؟
هذا سؤال جيّد، رأيي في ميهوبي أنه شاعر جيّد وكاتب صحفي ناجح، وانتهى! لكن عموما فإن استقراء التاريخ يثبت أن لا علاقة للشعر بالسياسة والمناصب وأن الشعراء يسيرون ـ سياسيا ـ على طريقة بشّار بن برد في قصيدته >أبا جعفر ما طول عيش بدائمالشخصية العامة< أبعد ما تكون عن حياتنا الثقافية التي يسيّرها بيت بشار بن برد >وقد كان لا يخشى انفلات مكيدة/ عليه ولا جَرْيَ النحوس الأشائمهذا فرار، بينك وبينه مشكلة شخصية؟
لا ألومه إن كان ينظر للأمر هكذا، لكن الرجل يعرف جيّدًا أن >الشروق< أكبر من هكذا مستوى، وهو يعلم جيّدًا لم نقول هذا الكلام، وأضيف شيئا، فإن أخذ الأمور بشكل شخصي هو سبب 80 بالمائة من كوارث اتحاد الكتاب· لقد كنت في حرب لبنان واحتاجت الإذاعة الوطنية شخصا في بيروت، هل كان معقولا أن أرفض الوقوف مع إذاعة بلدي لمجرّد خصومة مع مديرها الميهوبي؟
هل أنت عضو في اتحاد الكتاب حتى تتحدّث كوصي عليه؟
لست وصيّا حتى على زوجتي التي لم تأتِ بعد، ولكن المعنى النبيل للصحافة ليس أن تنقل خبرا وانتهى وإلا فأنت آلة تصوير، الصحافة معناها أن تكون صدى الصراحة وحتى لو غضب المعنيون فإنك تتذكّر الآية 14 من سورة النمل ف وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ف، لقد جئت من الصحراء لأعيش حلم الكتابة بهذا الفهم ويوم أعرف أنني سأخون حلمي فسأعود إلى الصحراء لأرعى الغنم و أسقي النخيل ·
و ماذا عن الدكتور الزاوي؟
يمكنك أن تحتفظ بذات الإجابات السابقة مع تغيير الاسم !
لماذا انهار القسم الثقافي بعدكم؟
أولا لم ينهار، بل حدث له نوع من التراجع، ولا لوم على الصحفيين أبدا، بل على المسؤولين، بالله عليك كيف يمكنك أن تنتظر اهتماما بالثقافة في صحيفة يعتقد رئيس تحريرها أن مصالي الحاج كان اندماجيا؟! هل يعيش رجل كهذا في البلد؟ هل قرأ كتابا في حياته؟ أين كان طوال السنة الثامنة من التعليم الأساسي؟··لقد كان القسم رائعا أيام الأستاذين نصر الدين قاسم و كذا الاستاذ حسان زهار الذي كان يُسَابِقنا في الحصول على الكتب···· و >دارت الأيام< بعدها كما تقول كوكب الشرق·بلد؟ هل قرأ كتابا
أنت متأكد أن رئيس تحريرك كان يعتبر مصالي الحاج من الاندماجيين، ما تقوله كلام خطير؟ !!!!
يا أخي ورد هذا الزعم في افتتاحية الصحيفة وكان يوما أسود علينا جميعا، ما عليك سوى مساءلته أو استضافته في ركنك، من يدري قد يكشف لك عن حقائق أخرى خفت عن الجزائريين من كثرة مطالعته للكتب وتفتحه على كل الثقافات فهو إنسان مثقف (>أوي-أوي< على طريقة عادل إمام طبعاً )
أوكي·· تجرأت على الذهاب إلى العراق، كم قدمت لك الشروق ماديا لتغطية الحرب، وأنت الأول بين الصحفيين الجزائريين الذي فتح باب >المقامرة< إلى العراق في عز الحرب؟
المقابل المادي كان 2200 دولار على دفعتين ·
هل المبلغ كافي، مقارنة بما حصل عليه أمثالك من الصحافيين العرب والأجانب الذين التقيتهم هناك؟
كانت تفاهة تسير على قدمين، ولكن المهم أن الانسان تعلّم، ولست مستعدا لانتقاد من قدم لي فرصة حياتي ·
وهل كنت مؤمنا لدى شركات التأمين على حياتك؟
لا، رفضت الشركات فعل ذلك، وقد كتبت >الشروق< هذا في حينه ·
لكن ألا ترى أن ذلك يعد تصرفا غير قانونيا ومقامرة أن يرسلوك إلى الحرب دونما تأمين؟ وكيف قبلت الذهاب رغم ذلك؟
لقد طلبت إرسالي وقلت لعلي فضيل أني أرجو منه توفير ثمن التذاكر ولا أطالب بشيء غير ذلك، هكذا اتفقنا وقد تمسكت باتفاقنا، لقد حاول الرجل تأميني ففشل، هل الذنب ذنبه أم ذنب بلد لا يعرف التأمين على الحياة؟
مادام الأمر كذلك، فلما تعود اليوم وتصف ما قدم لك ماديا على أنه تفاهة تسير على قدمين، مادمت لم تطلب غير ثمن التذكرة؟ وهل وقعت في ضائقة مالية أثناء وجودك بالعراق، وما الذي أنقذك؟ وأين موقع السفارة الجزائرية من كل هذا؟
أسئلتك بسرعة الرشاش، لقد قارنت بين ما قدّم لي وما قدمته صحف دولية لصحفييها، ولم أشتم من أرسلني، ثانيا، وقعت في ضائقة في عمان، حيث استنفذت نقودي وأنا انتظر تأشيرة السفر إلى بغداد، حيث رفضت سفارة العراق منحها لي بالجزائر فحصلت عليها من عمان، وعليه لم يبق لي ثمن التذكرة بالطائرة، فذهبت برا ولصعوبة الرحلة طلبت من علي فضيل أن يرسل لي ثمن تذكرة الطائرة من بغداد إلى عمان وإلا سأفتح مكتبا دائما للشروق هنالك، وقد فعل مشكورا، أما السفارة فقد آوتني وتوسط سفيرنا في بغداد لكي أحصل على التذكرة، ولن أفوّت فرصة تحية الأستاذ بونطورة مصطفى حفظه الله للبلد ولعمي >صالح< أيضا ·
بلغنا أن والدتك كانت تنهال بالمكالمات الهاتفية على أنيس رحماني، وقد قالت له >لقد استفدتم كثيرا من تنقل ابني إلى بغداد، ومهما منحتموه ماديا فلن توفوه ولو قسطا بسيطا من حجم الشهرة والإشهار الذي وفره لكم بسبب كتاباته من مستنقع الموت< ما صحة ذلك؟
هذا الكلام حدث في لبنان، حيث لم تكن الوالدة تعرف بأني هنالك، ولما اكتشفت غضبت كثيرا ·
يقال أيضا إن أنيس طلب منك لحظة عودتك من العراق أن تذهب رأسا إلى مسقط رأسك بتقرت لزيارة والدتك، هل هذا صحيح؟
مرة أخرى، هذا حدث في حرب لبنان، أنت متأخر بحرب كاملة !
لكن هل صحيح أنه طلب منك ذلك لأنه تأثر بمكالمات والدتك الذي لم >ترحمه< عندما ذهبت إلى بيروت؟
في حرب لبنان انزعجت الوالدة كثيرا، وربما لم يُوّبخ رحماني في حياته كما وبخته الوالدة·· حفظها الله !
لكن رحماني ليس مذنبا على علمي، أنت من قرر الذهاب دون علمها؟
من قال أنه مذنب؟ والأكثر من هذا أنت كنت غائباً عن الساحة في تلك الفترة ألم تكن في فترة نقاهة بعد شفائك، كل ما في الأمر أن الوالدة غضبت لأنه ظل يخبرها أني أكتب من دمشق ـ بطلب مني ـ حتى ارتكبت غلطة عمري وكلمتها من هاتف ثابت فعرفت أنني في لبنان ·
وهل تلقيت تكريما خاصا من الجريدة بعد عودتك من العراق، ماديا ومعنويا؟
تلقيت تكريما كبيرا جدّا، فقد تعلمت ونضجت على المستوى الشخصي، غير هذا لم أجن شيئا، ولست آسفا على ذلك، فلم تكن التكريمات لِتَهُمَّنِي، لقد كرمتني الشروق قبل ذلك بكثير عبر آلاف الناس الذين أحببتهم وبادلوني المشاعر، عبر كل قارئ قرأها وكل انسان تعلّق بها، قيمة الحياة بما فيها من العاطفة الجميلة لا بما فيها من المادة ·
لنعد إلى الحديث عن تغطيتك للحرب على العراق، هل لك أن تروي لنا تفاصيل أول مواجهة لك مع الحاجز الأمريكي في العراق؟
ليس في الأمر أية بطولة، حمدت الله حينما التقيت بهم فقد كان بعض اللصوص يريدون توقيف سيارتنا على طريق عمان ـ بغداد البري، فأنقذنا الأمريكان ·
ذهبت إلى العراق بعد حادثة مقتل الدبلوماسيين الجزائريين، وحاولت أن تحقق وتعطي للقراء الجزائريين حقائق جديدة، هل تعرضت لاستجواب من طرف الأمن الجزائري بعد عودتك، وهل طلبوا منك معلومات بحوزتك؟ وهل من أسرار لم تذكرها في تقريرك، يمكنك اليوم أن تفصح عنها؟
لماذا الاستجواب؟ هل قمت بجريمة؟
متى شعرت بالخوف أول مرة أثناء تواجدك في العراق؟ وهل شعرت لحظة أنك ستودع الحياة هناك؟
خلال الطريق البري بين عمان وبغداد في نواحي الفلوجة ولدى وقوفي أمام باب السفارة، حيث وضع شرطي عراقي سلاحه في قفاي! لكن لم أشعر للحظة أني قد أموت·· ربما تضحك ولكني أؤمن أن الإنسان يحس بموته قبل حدوثه ·
هل جنسيتك الجزائرية كانت لصالحك أم لعبت ضدك، سواء أمام العراقيين أو حتى لدى مرورك بحواجز المحتل؟
أوّلا، هناك قرار بمنع الرعايا العرب من دخول العراق ولا فرق بين الجنسيات· ثانيا: الأمريكان منظمون ولا يخشى الإنسان منهم أي شيء إذا كانت لديه وثائق سليمة، أما العراقيون فأنت لن تعرف من يقف على الحاجز فقد يكون شرطيا أو مقاوما أو من الميلشيات أو ··· و >أنت وزهرك تفاجأ الكثير من أصدقائك الإعلاميين من مغادرتك للشروق اليومي مباشرة بعد تغطيتك للحربين في العراق ولبنان، وداعي الدهشة أنك غادرتها من >الباب الضيق< إن صح التعبير، فهل كانت استقالة أم إقالة؟
لم أغادر من الباب الضيق، لقد اكشتفت أن الإدارة الجديدة لا تحب الأصوات المعارضة وتود أن يكون الناس مخبرين لديها، وذات يوم سألني رئيس القسم >لقد تأخرت عن الجريدة<، فأجبته >لم أكن أعلم أننا في ثكنة<، ثم قطعت الاجتماع معه وخرجت لأكتب استقالتي ثم قدمتها له وانتهى الموضوع ·
سمعنا الكثير عن يوميات الحرب التي كنت ستكتبها هل تراجعت، أم ماذا؟
الإنسان مخير بين أن يكتب لمجرد الكتابة أو يكتب كي يضيف شيئا، عندما يصل الانسان لهاته القناعة سوف يعرف متى يكتب ومتى يقرأ ·
هل يعني ذلك أنك تراجعت عن فكرة الكتابة؟
بل وضعتها في الفرن كي تنضج ·
لماذا تبدي في كلامك العداء لأنيس رحماني وتقول أن الشروق في طبعتها الحالية وبطاقمها الصحفي ليست أفضل مما كانت عليه أيام قطاف وبشير حمادي؟
عبد الله قطاف وبشير حمادي غمراني بفضلهما، لقد كنت موظفا مرسما عندهما وأنا في السنة الثانية من التعليم الجامعي، هما قدما لي شخصيا و لـ>الشروق< خطها وهيبتها وحريتها، أما علي فضيل فلست أنسى فضله فلقد كان معي شهما وإخوته أصدقائي، أما أنيس فقد قدّم لـ >الشروق< السبق الصحفي والطموح للريادة، وهو ماكنة عمل لا تكل، هذه حقوق الناس التي لا تنكر، غير هذا فإنالتعليم الج
بمنزله إلى حين العودة إلى البلد؟
نحن أشقاء ونعيش كذلك مع بعضنا على الحلو والمر، نعمل ونتعلم ونداوم على الصلاة ونحمد الله على كل حال ·
ما الفروق الأولية التي وجدتها في مجال العمل الإعلامي في الصحيفة من حيث التنظيم والامكانيات؟
من حيث الإمكانيات فإن كلمة >مقارنة< تبدو فظيعة ومستهجنة، لكن ما يهم ليس هذا، بل المهم هو الاحترام البالغ الذي يعطى للصحفي والإدارة الحكيمة التي تسيّر >العرب< بقيادة الأستاذ عبد العزيز آل محمود ·
يقال إن راتبك مغر؟
الأكثر إغراءً منه هو >راحة البال< و متعة العمل وطاعة الله ورضى الوالدين ·
هل قررت أن تضع حدا لعزوبيتك بعد أن أصبح لك دخلا محترما؟
لم تكن العزوبية يوما قضية مال، بل قضية مكتوب، وفي الجزائر ـ بحمد الله ـ أكثر من 20 مليون فتاة مؤهلة لإقامة أسرة، وسوف تختار الوالدة واحدة منهن في الوقت الذي يقدره الله ·
يعني زواج تقليدي؟
أنت تسأل أسئلة لو كنت أعرف إجابتها لتزوجت من عشر سنين !
إذا لم يكن الأمر قضية مال فلماذا لم تفكر لحدّ الآن في زوجة؟
من قال أني لم أفكّر؟ هل يهمك أمري كثيرا، تفضّل وزوّجني.
تحب والدتك كثيرا؟
اسمع! ليس لي ولأشقائي في هذا العالم سوى الوالدة، الحمد لله فبركتها تفتح الأبواب المغلقة وتيسّر الصعب وتقرّب من التوفيق بإذن الله··لقد كنت صبيا شقيا، لكن بعد الكبر أحس الانسان معنى المسؤولية واستشعر قيمة الوالدين ·
أنت على حد علمي مسؤول عن إخوتك وقد تعبت كثيرا في حياتك؟
أسرتنا بحمد الله يسعى أبناؤها لإثبات أنفسهم بجهودهم، وغير متوكلين إلا على العزيز القدير، وما تسميه صعوبة أسميه نعمة من الله، علمتنا جميعا كيف ندفع ثمن نجاحنا ·
أنت مشتّت بين الصحافة الثقافية والسياسية؟
ليس تشتتا، بل تكامل أ

ليست هناك تعليقات: