الاثنين، سبتمبر 3

رجو فتح قناتكم أمام الاخبار العاجلة والسرية لاأخبار رسمية بقلمنورالدين


سعيـــد مقــدم لـ"المحقق "
منعت من دخول المغرب بسبب حوار·· وبعض القراء هددوني بالقتل

سعيد مقدم وجه إعلامي وثقافي، دخل التلفزيون بعد سنوات من الاشتغال في الصحافة المكتوبة في الجزائر ومصر، يضع اللمسات الأخيرة لرواية جديدة حاليا، كانت له هذه >الاعترافات< التي انفجرت على لسانه دفعة واحدة، ومن السؤال الأول ··
حاوره: مرزاق صيادي/ تصوير: ح· دريس
مسارك الإعلامي بدأ مع >الشروق العربي< كيف كانت الشهقة الأولى في عالم مهنة المتاعب؟
الشروق العربي، كانت بيتي الإعلامي الثاني، بداية من نهاية ,1993 وقبلها خضت تجربة أخرى لمدة سنة في أسبوعية >الوجه الآخر< التي أسسها وكان يديرها الكاريكاتوري الفنان أيوب، أذكر أننا كنا وقتها >كمشة ذراري<، نحاول أن نثبت وجودنا بأي طريقة، لأننا كنا في بداية المشوار، بمعنى كانت خبرتنا قليلة، وطموحنا كبيرا، ووسط هذه الظروف، بدأت الرحلة التي سرعان ما توقفت، عندما بدأ الجمع يفترق كلٌّ في طريقه، لأسباب لا حــصر لها، منها الضغط الذي كانت تتعرض له الجريدة باعتبارها صحيفة ساخرة، ومنها ما يعود إلى الإدارة التي كانت وقتها مختصرة في مجموعة أوراق يتأبطها المدير، وهو الصديق >أيوب< الذي تعلمت منه الكثير، وإن خسرت ماديا، كوني تقاضيت مبلغ خمسة آلاف دينار مقابل سنة من العمل، وسنة من >التمرميد< في > براكة<، ومع ذلك أعترف أن التجربة كانت ناجحة وحلوة ·
وبعد هذه التجربة، انتقلت إلى الشروق العربي إلى جانب مجموعة من الزملاء، حيث كان الإرهاب يحصد الأرواح وأنتم تنامون في مقر العمل؟
في البداية، كنت إلى جانب عدد من الزملاء ننام في مقر العمل، نتيجة الظروف الأمنية، ولكن صدقني، كان المكتب الذي هو عبارة عن أربعة أمتار على أربعة، والسرير الذي هو المكتب الخشبي، بالنسبة لنا أحسن بكثير من فندق بثلاث نجوم، لأن الجـــو العائلي الذي كان متوفرا لنا هناك، كنا لا نجده خارج الجريدة، حيث نشتغل بالنهار ونطبخ لأنفسنا بالليل. وبعد أزيد من سنة انتقلت إلى نزل>المنزه< بموريتي، حيث استفدت من غرفة يقاسمني فيها الزميل والأخ رشيد فضيـل في إطـار السكنات الأمنية التي وفرتها الدولة، وفي فترة لاحقة، غادر رشيد الغرفة وخلفه الزميل عياش يحياوي الذي جـــاء من وهران إلى العــاصمة وكلف برئاسة تحرير الشروق العربي..في هذه الأثناء وفرت لنا الجريدة سيارة نقل لكنها تعطلت بعد أيام..المهم في ظل هذه الظروف، كنت فعلا >كلوندو<، أتنقل من مكان إلى آخر، خاصة بعد أن أصبح أمر تنقلي إلى مقر إقامة أهلي مستحيلا بفعل الإرهاب الذي كنت ضحيته على أكثر من صعيد .
أصدرت كتابا عنوانه >طال ليلك يا جزائر<، كان عبارة عن مقالات جمعتها من كتاباتك السابقة، لكنه لم يحقق مبيعات مرجوة ··
الكتاب الذي تتحدث عنه، حقق المرتبة الأولى من حيث المبيعات في معرض الجزائر الدولي للكتاب لسنة,2001 وهذا ما علمته من طرف الناشر شخصيا، ولهذا الكتاب قصة غريبة، فهو كما ذكرت في سؤالك عبارة عن مجموعة مقالات، كنت كتبتها في أسبوعية الشروق العربي خلال سنوات 94 ,93 و,95 ثم قمت بتصفيفها وتجهيزها للطبع، وبعد ذلك نسيتها تماما، كوني خرجت من الجزائر، وبقي الأمر على حاله إلى غاية سنة ,2001 أين عدت من القاهرة والتحقت بيومية >الخبر< رئيسا للقسم الثقافي، وأذكر جيدا ذلك اليوم عندما جاءني الحاجب يقول إن الناشر فلان يريد أن يقابلك لأمر مستعجل، فخرجت إليه، وكنت أعتقد أن الأمر يتعلق بتقديم كتاب صدر عن داره في الصفحة الثقافية، غير أن هذا الناشر، فاجأني بأنه ينوي أن يطبع لي على جناح السرعة كتابا يتعلق بما كنت أكتبه في العمود اليومي>مجرد رأي<، وهنا أخبرته بوجود مادة كتاب جاهزة للطبع، وسلمته الأفلام، ثم اتصل بالصحفي القدير الأستاذ سعد بوعقبة الذي قدم للكتاب، وطبعه ودخل به المعرض بألف نسخة، بيعت كلها بعد اليوم الثالث، وقيل لي أن الناشر أضاف طبعة أخرى، لكني لم التقه إلى يومنا .
يبدو أنك الوحيد من فريق الشروق العربي أواسط التسعينيات الذي لم يصبح رئيسا للتحرير، لماذا؟
لقد مارست وظيفة رئيس تحرير لمدة ستة أشهر في أسبوعية >الجزائر الجديدة< التي توقفت عن الصدور منذ حوالي أربع سنوات، وكنت وقتها أقاسم الزميل والصديق صغير سلام هذا المنصب، بمعنى كنا رئيسي تحرير >كلوندو<، كان هو رئيس تحرير الفترة المسائية، باعتباره يشتغل في صحيفة أخرى في الفترة الصباحية، وكنت أنا رئيس تحرير الفترة المسائية باعتباري أشتغل رئيس قسم في يومية الخبر في الفترة الصباحية إلى حدود الثالثة مساء، إذ أكون قد أعددت الصفحات، ولكن بعيدا عن كل ذلك، صدقني إنني أجد نفسي في العمل الصحفي، بمعنى صحفي عادي أحسن من أن أكون رئيس تحرير .
تكتب في الأدب والسياسة والبيئة وتشرف على حصص ثقافية في التلفزيون··متعدد مواهب أم الأمر متعلق بالمناصب المقترحة في المجال الإعلامي؟
تجربتي الإعلامية في القاهرة، سنوات، ,97 وبداية ,98 في أسبوعية >الأسبوع< التي يرأسها الصحفي والكاتب مصطفى بكري >نائب بمجلس الشعب حاليا< استفدت منها الكثير، وعلمتني كيف أخوض في الكثير من حقول الكتابة، كوني كنت مكلفا بمتابعة الشأن الجزائري بجميع أطيافه.. ثقافي، سياسي.. أمني .. إلخ، ثم إنني أميل كثيرا إلى الرأي الذي يقول أصحابه بأن الصحفي الشاب، يجب أن يكتب في جميع المجالات، وفكرة التخصص تأتي في مرحلة لاحقة، وإذا أردت شيئا من التفصيل، أقول لك بصراحة إنني أميل إلى الكتابة في المجال الثقافي، أما السياسة فهي من تكتبنا، أحيانا تكتب مقالة ثقافية، أو روبورتاجا، وعندما تضع نقطة النهاية تجد في مقالك الكثير من السياسة..أما في التلفزيون الجزائري، أشرفت على حصة ثقافية >فصول< قبل أن يستدعيني مدير الأخبار ويكلفني برئاسة النشرة الثقافية التي تعنى بتغطية نشاطات تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، في انتظار تطوير الفكرة إن وجدت إرادة .
حدثنا أكثر عن السنتين اللتين قضيتهما في مصر؟
كان ذلك بداية من عام ,1997 وكانت النية في البداية بغرض مواصلة الدراسة، ولأنني لم أكن ممنوحا، تخليت عن الفكرة بعد سنة قضيتها في عين شمس، ثم انضممت إلى فريق صحيفة >الأسبوع< المصرية، وفي الوقت نفسه كنت مراسلا للخبر من القاهرة. المهم، خلال ثلاث سنوات قضيتها في القاهرة، كانت هناك انكسارات وانتصارات، تعلمت أشياء كثيرة من بلاد الفراعنة، ويكفي أنني كتبت روايتي الأولى أثناء وجودي هناك ..
قبل الخوض في مسارك الإعلامي الذي عرف انطلاقته في الخبر، قل لي كم جريدة اشتغلت فيها بدءا بأسبوعية عهد 54 البومدينية بداية التعددية الإعلامية؟
أرى أن معلوماتك عني دقيقة، ومع ذلك أجيبك بما يلي: قبل عهد ,54 التي كانت لسان حال الجبهة الوطنية البومدينية، راسلت صحيفة >النبأ<، وأذكر أن أول مقالة لي في هذه الصحيفة، سببت لي مشاكل جمة، حيث أنجزت تحقيقا، حول شاب قتل في ظروف غامضة، وبعد صدور التحقيق هاجمتني عشيرة الضحية، وكادت الأمور تصل إلى ما لا يحمد عقباه، بعد ذلك انتقلت إلى عهد 54 التي كانت تصدر في قسنطينة، وكنت أراسلها من الجزائر، وكان أول موضوع لي في هذه الصحيفة مثار سخط كبير، كوني أنجزت تحقيقا عن بائعات الهوى في الشواطئ، وعندما نشر الموضوع، اتصل قراء كثيرون برئيس تحرير الصحيفة >كان وقتها الزميل خالد عمر بن ققة<، وسألوه، انتم جريدة حزبية محترمة تحمل اسم بومدين ، فكيف تسمحون لهذا الصعلوك بنشر مثل هذا الهراء..لحسن الحظ، هذا الأمر علمت به بعد سنوات، أي بعد التحاق خالد بصحيفة الشروق، عندما أصبح رئيس تحريري..بعد هذه الصحيفة انتقلت إلى الوجه الآخر.. ومنها بقية المشوار الذي تعرفه .
هل الصحافة كانت سببا في ابتعادك عن الكتابة الأدبية والنثرية والمساهمات الثقافية؟
إلى حد ما كانت الصحافة سببا مباشرا في ابتعادي عن العمل الإبداعي، خاصة في السنوات التي قضيتها بالخبر، حيث كنت أشتغل من الساعة الثامنة صباحا إلى العاشرة ليلا أحيانا، وبعد ذلك أجدني عاجزا عن تشغيل مخي الذي أصبح آلة نتيجة ضغط العمل الذي تتطلبه يومية بحجم الخبر..الآن أحاول التحايل على نفسي، وأزعم أنني عدت إلى العمل الإبداعي، حيث أعكف على وضع اللمسات الأخيرة على رواية، ربما ستصدر قريبا، ولكن لن أبوح لك بتفاصيلها ..
أنت محافظ وتهوى كسر الطابوهات في كتاباتك، كيف ذلك؟
تأكد يا صديقي أن الأمر لا يدخل بتاتا في مجــال الإثـارة، بقـدر ما أسعى إلى المساهمة في بعض مما يخوض فيه الآخرون..من باب إدلاء الرأي، وعندما نختار مهنة الصحافة، علينا بالسباحة في بحرها بغض النظر عن درجة هيجانه، هناك من يفضل السباحة دون ملابس، وهناك من يسبح بتبان، وهناك من يسبح بقميص .
أصدقاؤك أمثال الصغير سلام وعمر بن ققة طاروا للخليج وأنت ما زلت تجوب نفس الطريق البويرة-الجزائر···؟
الدنيا حظوظ يا صديقي، خالد >طار< إلى الخارج منذ حوالي 12 سنة، واستقر في البداية بالقاهرة، وهنالك التحقت به بعد سنوات، لكن بعد سنوات اكتشفت أن اختياري لم يكن موفقا من الناحية المادية، وعدت أدراجي، أما خالد فكان أكثر مني صبرا، وبعد ثلاث سنوات من عودتي طار مرة أخرى إلى الإمارات العربية، أما الصغير سلام، فقد بقي في الجزائر إلى غاية سنة,2005 أين أتيحت له فرصة التنقل إلى الخليج... أنا جربت ووصلت إلى قناعة العودة إلى الجزائر، ليس لأن تجربتي كانت فاشلة كما يتصور البعض، ولكن لأنني وصلت إلى قناعة العودة .
دخلت يومية الخبر واشتغلت في مختلف أقسامها··قدرتك التحريرية كانت السبب أم إزعاجك لرئاسة التحرير أوصلك للترحال بين الأقسام؟
في الخبر اشتغلت في جميع الأقسام، أحيانا رئيسا، وأحيانا أخرى مرؤوسا، ماعدا القسم الرياضي، أما أسباب كل تلك التنقلات، فاعتقد أن الشخص الوحيد الذي يملك الإجابة عنها، هو عثمان سناجقي رئيس التحرير سابقا، ومع ذلك اعترف لك بأنني كنت مشاغبا >شوية< أكثر من اللزوم، عندما يتعلق الأمر بقناعات شخصية .
وكنت الصحفي الوحيد، بدون صفة أخرى كرئيس قسم مثلا، يكتب في عمود مجرد رأي تقريبا يوميا··ما سر ذلك؟
بالعكس، عندما بدأت كتابة العمود، كنت رئيسا للقسم الثقافي، وعندما استقلت من رئاسة القسم، واصلت في كتابة العمود، أما السر في ذلك فاعتقد أن ما كنت أكتبه لقي استحسان القراء من جميع الشرائح، بدليل الرسائل والمكالمات التي كانت تصلني يوميا من شتى ربوع الوطن حول ما أكتبه في العمود، وليس معنى هذا أن كل قراء الخبر كانوا معجبين بكتاباتي، بل كان منهم من يشتمني يوميا، ومنهم من يهددني بالقتل، ومازلت احتفظ برسالة قارئ، يخاطب فيها رئيس التحرير ويترجاه في منع >الزنديق< والكافر سعيد مقدم من الكتابة، لأنه >يروج لأفكار استئصالية <.
ألأنك أفضل في كتابة الرأي؟
ربما لصراحتي في إبداء رأيي، وربما لأشياء أخرى، ثم إنني لا أميل للرأي على حساب الأنواع الصحفية الأخرى، فلقد أنجزت تحقيقات وروبورتاجات كثيرة داخل الوطن وخارجه، وكان لها الأثر الطيب عند القراء، كما أجريت أكثر من مائة حوار في السياسة والثقافة... منها الحوار السياسي الذي أجريته ولأول مرة في الصحافة الجزائرية مع الناطق الرسمي باسم جماعة العدل والإحسان المعارضة في المغرب وسبب لي الكثير من المشاكل، منها منعي من دخول المغرب ..
في هذه الفترة توطدت علاقتك بالمليارديرة نصيرة شاوي، التي جعلتها الصحافة في وقت من الأوقات >نصيرة الثقافة< في البلاد وكانت وراء استقدام عادل إمام للجزائر؟
نصيرة شاوي تعرفت إليها بالصدفة، كوني كنت رئيسا للقسم الثقافي في أكبر جريدة من حيث الطبع في الجزائر، وكانت هي تشتغل في الحقل الثقافي، وبمرور الأيام توطدت علاقتنا في إطار التواصل الثقافي والتشاور، وأذكر أنني ساهمت بقدر كبير في فكرة استقدام عادل إمام إلى الجزائر، وسافرت معها إلى القاهرة ضمن وفد ثقافي وإعلامي يضم ثمانين شخصا، وكنت من ضمن المجموعة الضيقة التي استقبلها عادل إمام بمكتبه باعتباري ممثلا لأكبر جريدة في الجزائر، ويومها سلمناه الدعوة، وأجريت معه حوارا قصيرا كان انفرادا بالنسبة للجريدة، وعندما جاء إلى الجزائر، كنت وراء فكرة استقدامه للخبر وهي الجريدة الوحيدة التي زارها في الجزائر، طبعا كل ذلك بمساعدة نصيرة شاوي التي افتقدناها في الساحة الثقافية، لست أدري لماذا؟
هل عرضت شاوي عليك مشروعا إعلاميا أم لا؟
عرضت مشاريع وليس مشروعا واحدا، ولكن عروضها كانت مجرد عروض، فنصيرة ولكثرة انشغالاتها، تعرض عليك فكرة في الصباح، وفي المساء تفاجئك بأنها لم تتحدث بتاتا في الموضوع، المهم كان المشروع الكبير الذي اشتغلنا عليه هو الأسابيع الثقافية الجزائرية في الخارج والتي كانت مرآة لعكس صورة الجزائر في الخارج .
جاءت تجربة >الخليفة نيوز< وكنت في نواتها الأولى··أوقفت القناة وخرجت فضائح استفادات بعض الصحفيين من أموال خارج القانون، هل استفدت من شيء ومن >فتح لك الطريق< للعمل في هذه القناة؟
النقطة الإيجابية الوحيدة في موضوع الخليفة، أنها فتحت أمامي شهية العمل في السمعي البصري بعدما كنت سجين الصحافة المكتوبة، أما الأموال التي تتحدث عنها فأقسم لك أنني مازلت إلى اليوم لم أتقاض راتب الشهر الثاني من العمل، يعني >راح خسارة<، أما من فتح لي أبواب العمل في هذه القناة، فهو طلب كتابي تقدمت به إلى مديرة القناة وقتذاك، فأحالتني على رئيسة التحرير صورية بوعمامة وقتها التي طلبت مني تجربة صوتية، ثم عمل قصير، ومن يومها صرت >شغالا< في الخليفة .
علاقتــك بعــلي جــري، المدير العـــام لجريــدة الخــبر جيدة بدليــل أنك غـــادرت الخبر لقـناة >الخليــفة نيـــوز< ثم عدت إليها دون مشاكل··؟
الأمر لا ينظر إليه بهذه الطريقة، عندما التحقت بقناة >خليفة نيوز< في طبعتها الأولى، وأؤكد على الأولى حتى لا أتورط، عندها طلبت إحالتي على الاستيداع لمدة ستة أشهر، وبعد ثلاثة أشهر أغلقت القناة وعدت إلى الجريدة، أما علاقتي بعلي جري فكانت علاقة صحفي بمديره .
كنت أول صحفي يكتب عن فضائح الحماية المدنية استنادا لكتاب النقيب عمر سعادة >مأساة ضابط< في صيف2003؟
عمر سعادة، هو ابن مدينتي، وأعرفه معرفة شخصية، وهو من الرجال القلائل الذين تتوفر فيهم مواصفات المسؤول، وابن شهيد، ثار ضد الفساد، فتعرض له الكثيرون من أهل الريع، وعندما سدت الأبواب في وجهه، أصدر كتابا عن الفساد الحاصل في قطاعه، واتصل بي لتقديمه في الصحافة، ليكون له صدى، والحقيقة أنه بعد نشر الكتاب تضاعفت معاناته ووصل إلى حد الشروع في إضراب مفتوح عن الطعام لمدة طويلة، ولم يلتفت إليه أحد إلى أن فتحت أبواب السموات أمامه، ورحل إلى حيث يعيش معززا مكرما .
لو طلبت منك قائمة بأسماء الصحفيين الذين يثيرونك في مختلف الأنواع الصحفية، كيف يكون تصنيفك لهم؟
القائمة طويلة، وأخشى إن خضت في سرد الأسماء أن أنسى بعضهم.. يثيرني الأستاذ سعد بوعقبة بذكائه في توظيف المعلومة، وأظن لو كان هتلر ما يزال على قيد الحياة لاختاره وزيرا للإعلام..يثيرني علي رحالية في عمق كتاباته التي تمزج بين الطابع الساخر والجدية..المهم القائمة طويلة وعذرا لمن اعترف لهم بالمشيخة ونسيت ذكر أسمائهم .
لك علاقات في السياسة والثقافة··هل لنا من أسماء في هذه الميادين تعتز بصداقتها؟
في المجال الثقافي ربطتني علاقات بالكثير من الأسماء داخل الوطن وخارجه، منها علاقات انتهت، ومنها علاقات ما تزال مستمرة، وفي السياسة أيضا تعرفت خلال مشواري المهني على الكثير من الوجوه السياسية والوطنية، أذكر منهم الرئيس السابق علي كافي والرئيس الأسبق أحمد بن بلة الذي اكتشفت فيه وجها ثقافيا لم أكن أعرفه عنه .
يقال بأنك كنت بلا سيارة طوال حياتك، وفي المدة الأخيرة صرت مالكا لماركة >بوجو<، ويقال بأنك لم تحصل عليها إلا بقرض بنكي··صحيح؟
هي بيجو206 اشتريتها سنة ,2005 بعد أن لجأت إلى البنك الذي منحني قرضا بخمسين مليون سنتيم، ما أزال أدفعه بالتقسيط إلى اليوم، ولعلمك أول مرة امتلكت سيارة كنت أبلغ من العمر 39 سنة، وبعد 15 سنة عمل .
بدأت في التلفزيون في قسم الحصص الخاصة مع صورية بوعمامة، وكنت من المتطوعين للقيام بروبورتاجات في الصحراء القاحلة··لإثبات الذات أم شيء آخر؟
لا، أبدا، إنما لكوني أميل إلى المغامرة، وأمقت ما يسمى بالعمل >المربع<، يعني لا أحبذ أن يكون عملي محصورا في ثنائية حل وارتحل، لأن العمل الإعلامي هو ميدان بالدرجة الأولى، ووفق هذا التصور، دخلت التلفزيون وفي ظرف سنة واحدة أنجزت عملين من 52 دقيقة في الصحراء، وثالث في الشمال، وأعمال أخرى من 26 دقيقة..ويكفيني شرفا أنني أنجزت شريطا وثائقيا بعنوان >رجال تحت الشمس< يصور الحياة اليومية الصعبة لعمال الطريق الصحراوي، وعندما بث الموضوع، اتصل بي زميل صحفي من يومية جزائرية وأخبرني أن صحفيين من قناة فرنسية، استلهموا منه فكرة موضوع آخر في الجزائر، واتخذوه مرجعا لعملهم .
ثم تخصصت في الثقافة في نفس المؤسسة من خلال الإشراف على حصة >فصول< وأنت الآن رئيس تحرير للنشرة الثقافية··حدثنا عن لذة المسؤولية في السمعي البصري ؟
لا أدعي أنني متخصص في الشأن الثقافي، وإن كنت قد أشرفت على حصة ثقافية أسبوعية >فصول<، استطعت من خلالها إظهار قدرتي على الثقة التي وضعها المسؤولون في، وإن سببت لي بعد ذلك مشاكل جمة مع زملاء في المهنة، فهموا غير الذي كنت أرمي إليه، ومنهم >زميل< ظل يترجاني لدعوته كي يظهر في التلفزيون، وعندما أتيحت له الفرصة، ووجد نفسه عاجزا عن الرد على خصومه في البلاطو، صمت، وفي الغد راح يشتمني في جريدته، ويومها كان ردي بيني وبين نفسي >إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإذا أكرمت اللئيم تمردا<.. لقد أخطأت حينما تصورته خارج دائرة اللئام .
إبراهيم صديقي صديقك منذ أيام اتحاد الكتاب، حفيظ دراجي فيما نعلم صديقك، ماذا عن حمراوي حبيب شوقي·· وكلهم مسؤولونك في التلفزيون؟
صداقتي مع إبراهيم صديقي تمتد إلى خارج اتحاد الكتاب، فقد خضنا مشاوير ومعارك ثقافية لا تحصى، قبل أن التحق بالتلفزيون..الآن انتهت تلك المشاوير، ذلك أن إبراهيم لم يعد له وقت بسبب مسؤولياته، مديرا للأخبار، وأنا بحكم وظيفتي أصبحت التقي إبراهيم كمسؤولي المباشر، ومع ذلك يحدث أن نتحايل على الوقت، ونسرق منه لحظات نسافر من خلالها إلى الوراء. حفيظ دراجي ورغم التحاقي بالتلفزيون منذ قرابة خمس سنوات فإنني التقيته مرتين فقط. الأخيرة عندما استدعاني بصفتي رئيسا للنشرة الثقافية ليسألني عن خطإ مهني وقعت فيه مقدمة النشرة، وهو الموضوع الذي كتبتم عنه أنتم في >المحقق<، أما حمراوي حبيب شوقي فعلاقتي به هي علاقة رئيس ومرؤوس .
عندما اندلعت حرب الإخوة في اتحاد الكتاب حول الزعامة، أين كنت وإلى من انحزت؟
كنت أتابعها عن بعد، ولم انحز إلى أي طرف، ذلك أنني لست عضوا في هذه الهيئة، ثم إنني مقتنع أن هذه >الحرب< هي حرب مصالح خاصة وليس من أجل الإتحاد الذي لا وجود له، أو قل هو موجود، ولكنه لا يختلف في شيء عن اتحاد الفلاحين بعد الزمن الاشتراكي كما أسماه عمي الطاهر .
تتحاشى صحفيين معينين في الأحاديث العادية واللقاءات العادية، لماذا؟
بالعكس صداقاتي في المحيط المهني تشمل أسماء صحفيين في عناوين كثيرة، وإن كانت علاقتي بصحفيي >الخبر< تتميز بنوع من الخصوصية..لا تنسى أنني قضيت سبع سنوات في الخبر..دخلتها أمردا، وخرجت منها بلحية بيضاء ..
تجربة جديدة أنت مقبل عليها وهي مراسلة قناة بيئتي المصرية، لكن بعد موضوعين توقفت مؤقتا ما السبب؟
هو توقف اضطراري إلى غاية تسوية الأمور الإدارية والحصول على الاعتماد، بالنسبة للموضوعين اللذين تحدثت عنهما، كانا على سبيل التجربة فقط، ربما بعد أيام قليلة ننتهي من تسوية الوضعية الإدارية وننطلق بصفة رسمية .
ما علاقتك بأكاديمية المجتمع المدني؟
علاقتي بهذه المؤسسة تتلخص في كوني مستشارا إعلاميا للأكاديمية
رجو فتح قناتكم أمام الاخبار العاجلة والسرية لاأخبار رسمية بقلمنورالدين
سادتي صحافيي قناة ميديسات بعد التحية والسلام هانتم ضحايا إحتكار اليتيمة وضحايا القنةات العربية تتخدون من طنجة مقركمبعدما ضاقت بكم السبلفما وجدتم طريقكم إلى المغاربة سبيلا إن قناتكم الاداعية قوية بأصواتها لكن قناتكم التلفزيونية فقيرة في إمكانياتها حتي خيللي أنها تابعة لملك المغرب وليس لشعب المغاربة سادتي إنني أعلم دهاء بوزيدي وحنكة جوهرة لكنني أجها غباء القناة التلفزيونية التي أردت أن تفتح المغرب العربي فأغلقت أبوابها بأخبارها الاقتباسية من الجز يرة فأين الابداع الاخباري ياقناة المغاربة بقلم نورالدين بو كعباش سيدي عبد العزيز في 7سبتمبر2007

ليست هناك تعليقات: