الاثنين، سبتمبر 3

الجهوي لتنظيم "الائياس"المحل مصطفى كرطالي لـ"المحقق "

الجهوي لتنظيم "الائياس"المحل مصطفى كرطالي لـ"المحقق "
القاعدة تعيش انشقاقات خطيرة
السـلطـــة فتــحت بــاب الحـــوار ولــم تتــرك أي فـرضيـة لحمـل السـلاح
نحـن في >الأئيـاس< اخترنا السـلم والحـوار لأن الإرهاب يخـدم الأقويـاء
دروكـدال غـير صــادق مع نفسه ومحـــاولة اغتيالي لم تكن فعــلا منعـزلا
لا يزال الأمير السابق لما كان يعرف بكتيبة الرحمن لتنظيم الجيش الإسلامي للإنقاذ المحل بمستشفى سليم زميرلي بالحراش، بعد أن بترت رجله اليمنى من أعلى الركبة، جراء العملية الجراحية التي خضع لها بعد الاعتداء الإرهابي الذي طاله في الأسبوع الثاني من شهر أوت الماضي· كرطالي وفي الحوار الذي أدلى به لـ " المحقق " من سرير غرفته بالمستشفى، عاد ليروي تفاصيل الحادثة، كما أدلى بشهادته عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتحدث عن أشياء أخرى ··
حاورته بالمستشفى: وزنة حسام / تصوير: حــنان دريس
بوع الثاني من شهر أوت الماضي· كرطالي وفي الحوار الذي أدلى به لـ>المحقق< من سرير غرفته بالمستشفى، عاد ليروي تفاصيل الحادثة، كما أدلى بشهادته عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتحدث عن أشياء أخرى ··
كيف هي حالتك الصحية والمعنوية؟
الحمد لله على كل حال، يوم وقوع الحادث كنت أذكر الله تعالى، و الله ثبتني، ووجدت نفسي أتلو الشهادة، ولم أتأثر بما حدث لي..على العكس، كنت أُطمئن الناس الذين التفوا من حولي وأهدئهم وأنا جريح، فقد كنت ثابتاً، خاصة وأني كنت قد خرجت للتو من المسجد وأديت صلاة الصبح، وكان ذكر الله لا يزال بين شفتي على لساني، فلم أكن أخشى الموت، بل كنت مستعدا لها، وكنت هادئا وصبورا جدا، وخرجت من السيارة لوحدي بعد أن أحسست أن قدمي اليمنى لا تتحرك، فتركزت على اليسرى وخرجت من السيارة مباشرة بعد الانفجار..الحمد لله على كل حال .
هل توقعت أن يستهدفك عمل إرهابي في يوم من الأيام؟
بالطبع توقعت ذلك، وإن لم أتوقع الجهة التي قد تُقدم على ذلك، لكني لم أتفاجأ أبدا، لأنني تبنيت مشروعا يقلق الكثيرين من أعداء المصالحة والذين لا يريدون الاستقرار للجزائر .
وهل تلقيت تهديدات من جهات معينة بالتصفية بعد تبنيك لمسعى المصالحة وقبله الوئام؟
أبدا، ولكن توجد جهات لا يخدمها الاستقرار والسلم، بل تفضل الأجواء العكرة ·
طبعا تقصد تنظيم دروكدال الدموي أي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؟
أعداء الجزائر معروفون، ولا داعي أن ندخل في التفاصيل والرأي العام يعرفهم أكثر من أي أحد ·
البيان الصادر عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يبدو أنه حمل شيئاً من الاعتذار من قبل دروكدال الذي وصف العملية بالعمل الانفرادي·· هل هذا يعني أن هذا التنظيم يعيش انشقاقات خطيرة، أو أنه يخشى مواجهة الأئياس ـ المحل-؟
أولاً كلام أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال أشك فيه، لأن العملية التي استهدفتني لم تكن مجرد عمل بسيط، بل عمل منظم ومخطط له بإحكام شديد، واستبعد بل لا أصدق أنه بإمكان شخص لوحده كالذي زرع القنبلة أسفل سيارتي بإمكانه أن يُقدم على فعلته لوحده، وإذا كان الأمر كذلك فهذا يعنى أن هذا التنظيم يواجه انشقاقات وتشتتات تمنعه من تحديد أهدافه بدقة، بل لا يعرف ما يريد .
وما رأيك في استراتيجية القاعدة وما تنتهجه من أساليب لاسيما في تبنيها للعمليات الانتحارية التي قتلت مئات الأبرياء من أبناء الوطن، علما أنكم قد سبقتم القاعدة إلى العمل الإرهابي؟
أنا شخصيا والإخوة في الأئياس-المحل- لم نعد نرى أي مبرر لهذا العمل، فاليوم الجميع مع الحوار حتى وإن كان ناقصا فإنه يُبقي بابا مفتوحا أمام الجميع، والأئياس اختار طريق الحوار، لأن الإجرام يخدم مصالح الكبار الذين لا يخدمهم استقرار وأمن الجزائر، بل يفضلون الأجواء العكرة ومن يدفع الثمن في الحقيقة هم الضعفاء .
لكن ما هي قراءتك للوضع بعد الحادثة، هل تبيّن لك أعداء جدد لم تكن تعرفهم من قبل؟
الأعداء معروفون ولسنا بحاجة إلى تسميتهم، وكما سبق أن قلت، الرأي العام أعلم بهم منا، وهي جهات تخدم مصالحها أجواء اللاأمن و اللااستقرار، أما عن مسألة كشف هذه الجهات فهذا من مهام جهات التحقيق، والقضية لا تزال بين أيديهم وهم من سيتولون أمر كشف المجرمين للرأي العام .
وهل هددتك قاعدة بلاد المغرب الإسلامي من قبل؟
لا، أبدا، والغريب أن العملية استهدفتني داخل المدينة مع أنني كنت كثير التحرك خارج منطقة الأربعاء، لأنني امتلك حقولا خارج المدينة، وكان بإمكان هؤلاء أن يختطفوني بكل سهولة في مثل تلك المناطق، ولهذا استبعد جدا أن تكون العملية انفرادية مثلما قال بيان دروكدال، بل قد تم التخطيط لذلك بدقة .
وهل يمكن لك أن تروي لنا تفاصيل الحادث بالضبط، بمعنى منذ خروجك صبيحة الثلاثاء 14 أوت إلى غاية وصولك لغرفة العمليات؟
ذهبت كعادتي لأداء صلاة الصبح بمسجد أبو حمزة، ولم أكن متعودا على الذهاب إلى المسجد على متن السيارة إلا للضرورة، فتوقفت أمام باب المسجد، وركنت سيارتي، ثم أديت صلاة الصبح، ولم اعتد مغادرة المسجد مباشرة بعد الانتهاء من أداء الصلاة بل من عادتي أن أبقى لمدة ثلاثين أو خمسة وأربعين دقيقة لذكر الله، لكن في ذلك اليوم بالضبط كانت لدي جنازة، إذ توفي والد أحد الجيران فقررت الالتحاق به، ولذلك أخذت السيارة، ولما فرغت من أداء الصلاة ركبت السيارة وتنقلت بها، وعلى بعد بضعة أمتار حدث ما حدث، لكني بقيت في وعي رغم الانفجار وخرجت من السيارة بمفردي ولم أدخل في مرحلة الغيبوبة إلا في الفترة التي نقلت فيها من مكان الحادث إلى المستشفى ·
وكيف كان التضامن معك؟
الحقيقة لم أنتظر كل هذا التآزر، وكل ذلك من فضل الله، الجميع هبوا لزيارتي، والجميع أدى واجبه وأكثر، رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم زارني شخصيا رفقة اللجنة التنفيذية الولائية التي حملت لي رسالة من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وأشكرهم جميعاً على كل هذا، كما أشكر السلطات العسكرية والطاقم الطبي وكل المواطنين على هذا التضامن ·
بما أن رئيس الحكومة زارك بالمستشفى، كيف كانت ردة فعله من حادثة محاولة اغتيــــالك؟
السيد عبد العزيز بلخادم استنكر هذا الفعل ووصفه بالعمل الإرهابي الجبان، وأكد مساندته لنا وتعاطفه معنا، كما أكد على استمرار مسار المصالحة الوطنية وعلى أنها الطريق الوحيد للخروج من نفق العنف وضمان الأمن والاستقرار .
بعض المصادر الإعلامية كتبت على لسانك أنك كنت على موعد برئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم يوم الحادث الذي استهدفك··حول أي موضوع كنت تريد لقاء بلخادم؟
أبدا لم أكن على موعد مع السيد عبد العزيز بلخادم، ولا مع غيره واستغرب لما تكتبه بعض الصحف .
في بيان صحفي صادر عن قيادة >الأئياس<-المحل- دعوتم فيه القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي إلى العودة لجادة الصواب ووضع السلاح، هل ستدخلون في حملات تحسيسية لإدماج هؤلاء في إطار المصالحة الوطنية؟
ولمَ لا، فالسلم والمصالحة الوطنية هما الهدف المنشود، ونحن مع كل مسار يخدم هذا الشأن، ولن نتوانى في المساهمة بأي خطوة تُساهم في إرساء دعائم السلم والأمن والاستقرار، وكلما سنحت الفرصة سنكون في الموعد .
سبق لتنظيم >الأئياس< أن طلب من الدولة ضمه في قوى مكافحة الإرهاب، لو حدث وقبلت السلطات بهذا الطلب كيف ستقاومون قاعدة دروكدال؟
> الأئياس< ومنذ أن أُعلنت الهدنة إلى يومنا هذا، وهي تحاول المساهمة بأي شكل من الأشكال في إرساء السلم والطمأنينة، وثمَّنَّــا هذا المسار، ودعونا الإخوة الباقين في الجبال إلى وضع السلاح والعودة إلى جادة الصواب مادام الحوار مفتوحا، وكان ذلك بحكم تجربتنا··فالأخ مداني مزراق حينما أكد استعداده لرفع السلاح ضد المتبقين في الجبال إن اقتضى الأمر كان ذلك نوعا من النصح والإرشاد لهؤلاء، وكان مزراق مستعدا كل الاستعداد ليكون الوسيط بين هؤلاء والسلطة، وكنا نريد المساعدة بحكم تجربتنا وبحكم القناعة التي توصلنا إليها ·
وهل سبق لك أن تعرفت على عبد المالك دروكدال أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي؟
أبدا لا أعرفه، وليس لدي أي مشكل مع أي إنسان كان، والله أعلم بمن قام بهذا العمل ضدي، ربما ذلك الشاب كانت لديه نية معينة..نحن قد خضنا في هذه التجربة قبلهم وأدعو له بالهداية فقط .
لكن أنت ودروكدال من منطقة واحدة والتحقتما في نفس الفترة بالجبال، فكيف لا تعرفه؟
لا أعرفه ولم يسبق لي أن التقيت به إطلاقا، ولا يمكنني الحكم عليه، لأنه لا تتوفر لدينا كل المعطيات حول هذا الشخص، وإن كتب عليه الكثير وقيل عليه أكثر، لكن تجربتنا في الميدان تمنعنا من أن نحكم عليه، وبالتالي كل ما يمكننا قوله هو طلب الهداية وتقديم النصح، وبحكم تجربتنا فإننا قد حملنا السلاح في تلك الفترة لأنه لم يكن لنا خيار آخر، لكن لا نرى اليوم من مبرر لهذا العمل مادام باب الحوار مفتوحا .
وما هو شعور أمير كتيبة الرحمن وهو يتعرض لعمل إرهابي بعد أن كان يُمارسه؟
توقعت ذلك، وكنا مستعدين لمثل هذه الأمور، لأن طريقنا صعبة وحافلة بالمخاطر، وإذا كان هذا الحادث سببا في لمّ شمل الأمة وجمع شتاتها فالحمد لله على كل شيء ·
بعد خروجك من المستشفى، هل سيكون لك مشروع للمساهمة في إحلال السلم أم أن لك مشاريع أخرى؟
على كل حال مشروعنا نحن هو مبدأ لا يزال قائما لن نتنحى عنه ولبس هذا الحادث هو من يعيدنا إلى الوراء· والمهم أننا مقتنعين أن مشروعنا خيري ويفيد البلاد· ولا تهمنا أنفسنا وما يصيبنا إطلاقا· وسنبقى نساهم في مسار السلم والمصالحة الوطنية بالشيء الذي نستطيع ·
بعد العمل الذي استهدفك، وقبلها العمليات التي طالت أبرياء الشعب الجزائري، ومعه كشفت القاعدة عن وجهها الدموي الحقيقي، بما يُمكن وصف هذا التنظيم؟
هذا التنظيم وإن سمّى نفسه القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، فإنه ليس بتنظيم· وأستبعد كثيرا أن يكون هذا العمل انفراديا كما صرح أميرهم· وأعتقد أن من يسمي نفسه تنظيم لا يسمح بالخطأ والهفوات والعمل العشوائي، وإن كان عملا انفراديا كما يدعون فهذا دليل قاطع أن هذا التنظيم ليس صلبا ولا يعرف ما يريد· وعلى كل حال فربما الذين قاموا بهذا العمل لديهم نية أخرى وهم على خطأ ونطلب لهم الهداية· ونرجو أن يعودوا لصوابهم ويستفيدوا من السلم والاستقرار· أما إن كان هذا الفعل هدفه هز الاستقرار فنوكل عليهم الله· أما السلم فنحن أولى به لأننا أبناء الثورة· أنا شخصيا كان عمري آنذاك 15 سنة، أبي مجاهد ولي ثلاثة إخوة توفوا في الثورة· ولي ابن مفقود؛ ونقدر جيدا قيمة هذا البلد ·
ألا ترون بأن ما تقوم به >القاعدة< شبيه بما كانت تقوم به >الجيا<؟
نعم، هذه خطوات أولى، وإن واصلت القاعدة بهذا الشكل فإنها ستصبح مثل الجيا في درجة الهمجية والدموية ونرجو أن لا تصل إلى هذه الدرجة التى عدلنا عنها نحن بحكم التجربة ونطلب لهم الهداية ونرجو أن ينعم كل الجزائرين بالأمن والاستقرار ·
عناصر الأئياس لما صعدت للجبل كان ذلك من أجل هدف معيّن ولما زالت الأسباب نزلت كل عناصرها، لكن القاعدة لا هدف لها سوى تقتيل الشعب الجزائري ما رأيك؟
أود أن أقول أن القاعدة يبقى اسما، ففي الجزائر لا أعتقد أن الشباب الذين تبنتهم القاعدة لهم أفكار القاعدة، لأن الجزائر لديها خصوصياتها والعديد من الذين انضموا إلى هذا التنظيم من آفغانستان أو العراق لديهم خصوصياتهم وأهدافهم، لكن بالنسبة للجزائر الأمر مختلف· لا يمكن أن ندخل في هذه المتاهات وإن كان في وقت سابق كانت فيه خلافات مع السلطة، فإن هذه الأخيرة فتحت باب الحوار وقبلت بالتفاوض والنقاش وهي فرصة لم تترك مبررا للعمل الارهابي ·
بالنسبة للوضع الأمني حالياً في الجزائر، هل هو مستقر برأيكم أم لا مقارنة بما عاشته الجزائر في تسعينيات القرن الماضي؟على ضوء التطورات الأخيرة ·
مهما كانت هذه العمليات، الاستقرار موجود ولم يعد الناس يخشون الخروج بعد صلاة المغرب أو يخشون أوقات حضر التجوال، حتى حفلات الأعراس والمناسبات كانت العائلات الجزائرية تحتفل بها في النهار خوفا من أن يحل الليل· الوضع تغير وتحس الناس اليوم طلقاء يتحركون بحرية تامة ولا وجهة للمقارنة بين الوضعين· فحتى الناس الذين ينكرون ذلك قد استفادوا من الاستقرار، وتحسن الوضع رغم تنكرهم لهذه الحقيقة، وكل ذلك بفضل تضحيات سواء من طرفنا أو من طرف السلطة ·
بما أنكم عبر بيانكم دعوتم عناصر القاعدة للتوبة والعودة لجادة الصواب·· بصراحة هل كنتم على ضلال؟
لا نحن لم نكن على ضلال لما رفعنا السلاح، بل الحق كان معنا ولم يكن لدينا خيار سواء من الجانب الشرعي أو السياسي· جماعتنا أخذت إلى السجون والمعتقلات وكنا تحت ضغط كبير ومطاردات، لكن اليوم نترك الأمر للتاريخ ليحكم فيما بيننا، مع الاعتراف أنه يوجد أناس فتحوا الباب للحوار ولم يعد من مبرر للمواجهة والعنف ·
البعض أعطى لهذه العملية التي استهدفتك صيغة تصفية الحسابات حول صراع قديم محوره غنائم الجيا التي جمعها حسن الباعا، تعتقد أطراف كثيرة أن قادة الأئياس تقاساموها فيما بينهم ما ردّك على هذا الأمر؟
هؤلاء الناس ليست لدينا أي علاقة معهم والناس الذين يعرفوننا جيدا قبل الهدنة وبعدها يقولون لكم إن رجالنا لم يكونوا يجدون لقمة خبز لأكلها، بل كانوا في حالة يرثى لها· وليس بالإمكان أن يكون لدينا مال ونحن جياع، ونحن معروفون في هذا الأمر والناس الذين عرفونا هم من سي

ليست هناك تعليقات: