الثلاثاء، أغسطس 14

وما زلت في انتظار الغيوم الرواحل !

مذكرات بلعيد عبد السلام: نهاية مهام حكومتي وعواقبها (24)تاريخ المقال 13/08/2007أود الآن أن أخوض في الجدل الذي خص مسألة نجاح أو إخفاق السياسة الاقتصادية لحكومتي التي لم تعمر إلا 13 شهرا وبضعة أيام، فأبدأ بما ورد في ذات الخلاصة التي ألحقتها بمشروع برنامج عمل حكومتي، وجاء كالآتي :" تحدد الحكومة، هكذا، الأهداف التي ترسمها لنشاطها، كما تعلن بوضوح الوسائل والسبل التي تنوي اعتمادها من أجل القيام بمهامها. الأضرار التي لحقت بالبلاد في المجالين الاقتصادي والاجتماعي عميقة ولا يمكن تقويمها بعصا سحرية ولا في وقت قصير. وإذا كان من الممكن الأمل في نتائج ملموسة في أجل قريب نسبيا في ما يخص معالجة الأزمة، فإن الخروج النهائي من هذه الأزمة والتسوية الفعلية للمشاكل التي كانت السبب فيها لا يمكن تصوره إلا على المديين المتوسط والبعيد. وبعبارة أخرى، نحن في حاجة إلى وقت من أجل هذا الخروج النهائي ؛ مما يجعل الوقت عاملا حاسما في كل مسعى يكون هدفه الوحيد خلاص الجزائر". وعليه، لقد حذرت ، منذ البداية، أن حكومتي لا يمكن أن تظهر وتقدَّر قيمة نتائج نشاطاتها إلا على المديين المتوسط والبعيد. إلا هذا الحكومة – التي طلبت مهلة بضع سنوات من أجل التمكن من تطبيق برنامج عملها – ما لبثت أن أُنهيت مهامها بعد 13 شهرا و10 أيام فقط. إن الذين نصبوا حكومتي ووافقوا على برنامجها وأقروا بضرورة المدة المطلوبة منها ثم ما لبثوا أن أنهوا مهامها سنة ونيف بعد تعيينها، لم يروا، إلى حد الآن، أي داع لإبلاغ الجزائريين بالأسباب التي أدت بهم إلى تغيير رأيهم. يظل هؤلاء، مثل الجنرال تواتي، مكتفين بتكرار ادعائهم أن حكومتي أنهيت مهاما لأنها "أخفقت في سياستها الاقتصادية"، لكن من دون توضيح هذا الإخفاق لأنهم لو أرادوا، فعلا، أن يبقوا منطقيين مع أنفسهم لما أمكنهم الحكم على هذه السياسة بالإخفاق إلا بالرجوع إلى البرنامج الذي وافقوا عليه وعلى أساس معطيات ملموسة يمكن أن يفهمها الجميع. إن قرار إنهاء مهام حكومتي كان بمثابة فسخ العقد من طرف واحد. لقد كان هذا العقد معنويا ومكتوبا معا. عقد معنوي، لأن العرض المتعلق بترؤسي الحكومة لم يتم اقتراحه إلا بعد الاستماع إلى أرائي حول طبيعة الأزمة التي كانت بلادنا تعيشها آنذاك وحول إيجاد الحلول للمشاكل التي كانت السبب في هذه الأزمة، إضافة إلى مسألة الوقت اللازم لذلك. عقد مكتوب، لأنه تجسد من خلال برنامج العمل الذي قدمته للمجلس الأعلى للدولة للموافقة عليه والذي تبلورت فيه الأفكار التي كنت قد عبرت عنها شفويا أمام من دعاني إلى المنصب وحصل على موافقة هؤلاء رسميا. صحيح، العقد ليس نصا مقدسا. إنه قابل للتعديل أو الإلغاء في أي وقت. لكن العقد الذي نتحدث عنه تعلق بمصير الجزائريين في جميع مناحي الحياة ؛ لذلك لا يمكن إخفاء الأسباب التي أدت إلى إلغائه عن الشعب، على الأقل كي نصدق ما يظل هؤلاء يدعونه من أننا نعيش في جمهورية وديمقراطية يُفترض فيها تجسيد معايير الإعلام للجميع والشفافية. أظن أن هذا النص سيفيد الجزائريين بوقائع ومعلومات، لا يعرفونها فقط، وإنما كان هناك سعي لإخفائها وتغليط الناس بشأنها. أحد المسؤولين عن هذا الإخفاء وهذا التغليط هو الجنرال تواتي بالذات كما سنرى في ما بعد. بقي أن نعرف الظروف التي وقع فيها اتخاذ قرار تنحيتي إضافة إلى محاولة فهم ما قام به المدبرون الحقيقيون بعد هذه التنحية. أولا، علاقاتي بالمجلس الأعلى للدولة منذ اجتماع 18 جويلية 1993 والاجتماع الضيق المنعقد يومين من بعد. كما هو معلوم، استمرت المحادثات مع واحد من المساعدين المباشرين للجنرال خالد نزار، وقد خصت، أساسا، التعديل الحكومي وتم الاتفاق حول عدد من الأسماء بينما وقع الاختلاف حول أسماء أخرى. كما تناولت المحادثات أيضا، وبصفة ثانوية، مسائل اقتصادية كان يظن مخاطبي أثناءها أن صندوق النقد الدولي سيمنح الجزائر مبالغ مالية ضخمة تمكنها من التغلب على البطالة وبالتالي من تقليص عدد الشباب ممن قد يغرهم الالتحاق بصفوف التمرد والتخريب. أذكر أن هذه المحادثات وقعت بعد الاجتماع مع المجلس الأعلى لدولة في 18 جويلية، أي أثناء العطلة القصيرة التي تلت هذا الاجتماع والتي كان من المقرر أن تستمر إلى غاية نهاية النصف الأول من شهر أوت. هذا المساعد، وكان واحدا من الجنرالات القادة على مستوى وزارة الدفاع، كلفه الجنرال خالد نزار، قبل الذهاب في عطلة، مواصلة الحديث معي حول تلك المسائل التي تم تناولها معه والبحث عما إذا كان هناك حل وسط بشأنها. ثانيا، مسالة تنظيم ملتقى حول الخيارات الاقتصادية ورهاناتها. في أواخر جويلية أو أوائل أوت، أعلنت، من خلال بلاغ، خبر تنظيم ملتقى، في شهر سبتمبر الموالي، حول الخيارات الاقتصادية ورهاناتها موضحا أن هذا الملتقى كان مفتوحا لكل من كانوا مهتمين بالمسائل الاقتصادية وأن جلساته ستكون مفتوحة لجميع الصحف ومنقولة مباشرة عبر شاشة التليفزيون. بعض من المعارضين لسياستي ظنوا في هذا الإعلان مناورة الغاية منها تحميل غيري مسؤولية اللجوء إلى صندوق النقد الدولي في حالة إقراره من أجل إعادة جدولة ديوننا الخارجية. وسواء كانوا قاصدين دعاية كاذبة أو سوء التقدير لإخفاء ما كانوا يفكرون فيه فعلا، أراد خصومي حمل الناس على الاعتقاد أنني وصلت إلى الاقتناع ألا حل آخر غير اللجوء إلى صندوق النقد الدولي للخروج من المأزق الذي وضعت نفسي فيه وأنني لم أرِد، من خلال تنظيم الملتقى المذكور، سوى القيام بمحاولة يائسة الهدف منها تحميل غيري مسؤولية إعادة الجدولة وما كان منتظرا منها من عواقب وخيمة على مواطنينا. هؤلاء الذين أجهزوا على حكومتي، كانوا ينسبون إلى نوايا دعاة إعادة الجدولة، هؤلاء الدعاة الذين كانوا يبحثون عن عذر لتغطية الغدر الذي كانوا مقدمين عليه ضد الشعب الجزائري. لذلك، وفي بلاغ ثان أذيع في جميع وسائل الإعلام، وضحت أن مشروع الملتقى كان باتفاق مع المجلس الأعلى للدولة. وفعلا، لقد تبنيت نفس الفكرة التي أدلى لي بها الجنرال خالد نزار من قبل في شكل سؤال : "لماذا لم يتم تنظيـم ملتقى حول المسائـل الاقتصاديـة؟" أثناء مأدبة الغداء المذكورة التي جمعتنا بمقر إقامة الرئيس على كافي. وكما قلت من قبل، رددت على الجنرال خالد نزار هكذا : "متفق ! لكن شرط أن تنقل أشغال المؤتمر على المباشر في شاشة التليفزيون.". فما كان له إلا أن أجابني ببساطة : "لم لا ؟". بناء على ذلك، أعلنت تنظيم الملتقى في شهر سبتمبر مع نقل أشغاله مباشرة على شاشة التليفزيون إلى جانب الصحافة المتواجدة بالقاعة. لم يتأخر خصومي بشأن السياسة الاقتصادية في الرد على التحدي، لكن هذه المرة من جانب المجلس الأعلى للدولة على لسان رضا مالك الذي كان يشترط أمرين : - ألا يكون النقل عبر التليفزيون والصحف مباشرة وإنما من خلال عروض تتم صياغتها بعد كل جلسة ؛ - ألا تكون المناقشات تحت رئاستي وإنما تحت رئاسة شخصية أخرى بحجة ضرورة سير هذه المناقشة في جو من الحياد. أما أنا فقد رفضت هاذين الشرطين للأسباب الآتي ذكرها : أ‌. في ما يتعلق بالنقل المباشر للمناقشات على شاشة التليفزيون، الإذاعة والصحافة المكتوبة المعتمدة بالملتقى، حرصت كل الحرص على فضح وامتحان صدق من ظلوا طيلة سنة كاملة يهاجمونني بحدة بسبب السياسة الاقتصادية لحكومتي ولم ينقطعوا عن الطعن في شخصي ونشاطاتي. كما أردت، على وجه الخصوص، مطاردة أنصار إعادة الجدولة إلى آخر معقل لهم، مركزا في تدخلاتي على النقاط الآتية : - جرد لاحتياجات الجزائر من الواردات، سواء بالنسبة إلى الاستهلاك العادي للسكان أو بالنسبة إلى دعم النشاطات الإنتاجية ومتطلبات التنمية ؛ - تطور مديونيتنا الخارجية والوضعية الفعلية للجزائر في مجال المخزون من العملة الصعبة للتسديدات الخارجية، مع إعلام الجميع، في وضح النهار وبلغة يفهمها كافة المواطنين. هكذا، كان بوسع كل واحد أن يعرف الطريقة المستعملة، منذ صيف 1993، في ضمان تغطية حاجيات اقتصادينا الأساسية. بفضل توضيح هذه الجوانب الثلاثة (وسائل التسديد الخارجية، المديونية الخارجية، تغطية مواردنا الأساسية)، كان بإمكان الجميع أن يدرك كيف أن وضعنا كان، حقيقة، صعبا لكن لم يكن أبدا مستحيلا ؛ - الآثار الفعلية للحلول المنتظر الحصول عليها جراء الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. أولا، في ما يخص الأرقام الفعلية الممثلة للمساعدة الإضافية السنوية من أجل رفع قدراتنا في مجال استيراد المواد الأولية، المواد نصف المصنعة وقطع الغيار الضرورية للانطلاقة الاقتصادية. ثانيا، كشف فحوى الشروط المفروضة من طرف صندوق النقد الدولي من أجل الحصول على حلول بفضل تدخله. لقد كان بإمكان الجزائريين، هكذا، معرفة ما كانوا بصدده بسبب الآثار المترتبة على ذلك العلاج القاسي الذي كان صندوق النقد الدولي يفرضه. تلك الأرقام التي ما فتئ مناصرو اللجوء إلى هذه المؤسسة المالية الدولية يتبجحون بها ويقولون إن أموالا ضخمة تعد بمليارات الدولارات ستتدفق علينا وتملأ خزائننا حالة قبولنا لإبرام عقد مع صندوق النقد الدولي كانت، أي هذه الأرقام، ستُفضح وستظهر على حقيقتها لتقضي على جميع الأوهام، في حين ستؤدي الشروط المفروضة إلى عواقب قاسية على حياة كافة الجزائريين ماعدا أقلية منهم من المنتفعين الذين كان مثل هذا الوضع في صالحهم بحيث كان سيقذف بهم إلى قمم الثراء بفضل الفوائد الضخمة الحاصلة عن طريق عمليات الاستيراد-التصدير. - حمل كل من كانوا يتحركون في الظل ويروجون لأرقام مغلوطة، أو يحمِّلون أرقاما صحيحة تأويلات تبعث على اليأس والهلع، على الخروج إلى العلن وتعريض أنفسهم للتفنيد والتكذيب على مرأى ومسمع الملأ. وباختصار، أردت أن أفضح هؤلاء أمام الناس جميعا. لقد كنت مصمما فعلا على مواصلة حملة التطهير والتوضيح التي شرعت فيها منذ تدخلي أمام إطارات ولاية الجزائر العاصمة يوم 24 جوان 1993، حملة أكدتها في ما بعد بنشر وثيقة مكتوبة وموزعة تحت عنوان "مذكرة لعرض التوجهات الرئيسية لبرنامج الحكومة الاقتصادي". هكذا، كنت عاقدا العزم على فضح من كانوا يصطادون في المياه العكرة وكانوا يدبرون المكائد في الخفاء. لكن في ما يخصني أيضا، كنت أعرض نفسي لصعوبات أو لتكذيبات بشأن المواقف، المعلومات والمعطيات التي كنت أستند إليها كأساس لسياستي الاقتصادية وكتبرير للخيارات والأهداف المتضمنة في هذه السياسة. تلك هي قاعدة اللعبة، وقد قبلتها بصدر رحب لأنني لم أكن أخفي شيئا ما أو أخشاه.

أضف تعليقك

جلال سالم: الرجل الذي اتهمه العقل المدبر لفضيحة 3200 مليار بتسليمه التقارير المزورة·· يكشف لـ "المحقق "
" عاشور سرق أموالي ولما رفعت ضده شكوى أدخلوني السجن "
هكذا كان عاشور يحتال على ضحـاياه
> لن أنسى الأيام التي قضيتها في سجن القليعة <
> كل تفاصيل القضايا الملفـّـقة أرسلتها للسيد بلعيز <
> قطعت علاقاتي بـِ''عاشور'' سنة 2001 فكيف أسلمه تقريرًا
مزوّرا سنة 2005؟ <
> عاشوريستعمل لغة المال بتواطـئ من قضاة <
عدّة ألغاز لا تزال غامضة في قضية العقل المدبر لفضحية الـ 3200 مليار·· كل يوم ينقشع الضباب عن نقاط الظل·· الرجل الذي كان شريكاً لعاشور عبد الرحمان في بداياته الأولى، والذي اتهمه بتسليمه التقرير الأمني المزور، الذي حرّر لتبرئة عاشور والحيلولة دون محاكمته واتهمه بتدبير محاولة لتصفيته، جاء من مدينة سان اتيتيان الفرنسية لكشف كل ما يعرف عن قضية عاشور·· تابعوا :
ياسين بن لمنور :
قال جلال سالم صاحب 47 سنة >إنه تعرّف على عاشور منذ سنوات كونهما من مدينة واحدة >القليعة<، وبما أن الرجلين نسجا علاقة صداقة وأخوة فقد اقترح عاشور على سالم أن يؤسسا شركة استثمارية في مجال الورق برأس مال مشترك وكان ذلك في سنة ,1999 إذ تم تأسيس شركة >صابرين لطباعة الورق< الكائن مقرها بالقليعة، وفي سنة 2001 -يضيف سالم-: >اكتشفت تلاعبات عاشور عبد الرحمن عند أول مطالبة بنتائج الشركة، إذ أخبرني وقتها بأن المؤسسة مفلسة وأن رقم أعمالها لا يتجاوز 42 مليون سنتيم· وعن طريق الصدفة اكتشفت أن هذه المؤسسة لم تكن مفلسة بتاتاً، بل حققت نتائج مالية مريحة وكانت ناجحة بكل ما تحمله الكلمة من مقاييس، الأمر الذي دفع بي إلى التحرّي أكثر في الموضوع من خلال الاتصال بمصالح الضرائب والبنوك للحصول على التقارير البنكية والمالية والمحاسبتية، وبعد مراجعة حسابات الشركة لدى البنوك تبيّن أن رقم أعمال المؤسسة يتجاوز 26 مليار سنتيم، أما مصلحة الضرائب المختصة إقليميا فقد أخبرتني بأن عاشور عبد الرحمان سدّد مستحقات الضرائب المقدر بـ 1.383 مليار سنتيم وهو مبلغ يتجاوز مائة مرة المبلغ الذي صرّح به· وقبل هذا كنت قد طالبت مسير الشركة (عاشور عبد الرحمن) الذي كان شريكي بتقديمه لي حسابات الشركة إلا أنه امتنع عن ذلك، وقابل طلبي بالرفض وهذا ما يدل على وجود نية مبيتة لديه لمباشرة أعمال خارجة عن القانون، مما دفع بي للجوء إلى محكمة القليعة أين استصدرت ضده أمر على ذيل عارضة ممضي من قبل رئيس محكمة القليعة يأمره فيها بإطلاعي على حسابات الشركة، وبعد تبليغه هذا الأمر، قابله عاشور بالرفض· وقد حرر المحضر القضائي محضرا بذلك، وهو الفعل الذي يشكل جنحة التمرّد على الأحكام القضائية والمعاقب عليه في قانون العقوبات، إلا أن شيئا لم يصب هذا المتمرد، الذي نجح في الهروب من المتابعة والعقاب باستعماله لغة المال <·
بداية فبركة القضايا وتلفيق التهم ··
ويواصل سالم سرده للقصة >إن مطالبتي لعاشور عبد الرحمان بأموالي وبتقاسم ربح الفائدة لشركتنا >صابرين للورق< دفعت به إلى اللجوء إلى فبركة عدّة قضايا ضدي، إذ وصل به الأمر إلى اختلاق قضايا تثير السخرية أحيانا· تصوروا أنه اتهمني بجنحة التهديد بالقتل، والغريب في الأمر أنه قدم شكوى قبل حدوث الوقائع الملفقة، إذ توجه عاشور إلى قاضي التحقيق لمحكمة القليعة بشكوى مصحوبة بإدعاء مدني بتاريخ 20 ديسمبر,2001 ليؤكد شكواه فيما بعد، ويثبت أنه تعرض لتهديد بتاريخ 05 جانفي ,2002 الأمر الذي يعد مهزلة قانونية، إذ لا يمكن أن يقدم شكوى على وقائع لم تحدث بعد<· وأضاف سالم، >ونظرا لغيابي عن جلسة المحاكمة أصدرت محكمة القليعة حكما غيابيا يدينني سنتين سجنا نافذة مع الأمر بالقبض، هذا برغم التماس النيابة بعام حبس دون الأمر بالقبض، فحتى طلب النائب العام كان أرحم من حكم القاضي، وغيابي عن جلسة المحاكمة كان بسبب مرض الوالدة التي أشرفت على علاجها، وبعد تبليغي بالحكم لم أبق مكتوف الأيدي، وقد قدمت معارضة في حكم غيابي وأفرغت الأمر بالقبض الصادر ضدي ودخلت إلى المؤسسة العقــابية للقليـــعة، بمحض إرادتـــي وهذا مثلما ينص عليه القانون بـ 24 ساعة قبل الجلسة، وقد تمت المحاكمة، ومن مجرياتها أنه ثبت للجميع أن الشكوى سابقة للوقائع المزعومة، وأن دليل الاهتمام الوحيد الذي قدمه الشاكي عاشور هو شهادة الشاهد الذي يعمل لدى عاشور بصفة سائق والذي تربطه به علاقة الرئيس بالمرؤوس، إلا أنه رغم هذا وقع في فخ شهادة الزور وقدم ثلاث شهادات أمام السيد قاضي التحقيق لدى محكمة القليعة، كلها بعد تأديته اليمين القانونية، وبطبيعة الحال كل شهادة كانت تختلف عن الأخرى· إذ صرح في الأولى أن وقائع القضية قد اقترفت أمام مكتب عاشور، وأن هذا السائق كان متواجد وقتها بداخل السيارة، ولما سمع الضجيج خرج منها· ليصرح بعدها أنه سمعني أهدد عاشور، ثم قدم بعدها شهادتين مختلفين في نفس اليوم، إذ حدد في الأولى مكان الوقائع بطريق فوكة والتوقيت بعد الظهر، وفي الثانية وهو بالمنطقة الصناعية بواد مزفران· هذا الشاهد اللغز الملقب رزاق عثمان تتعدى صلاحياته صلاحيات السائق العادي، إذ أننا نجد أن اسمه يتداول في أغلبية القضايا التي تورّط فيها عاشور، كما نجده أحيانا يتلقى وكالات تسيير من قبل عائلة عاشور وزوجته تارة واخوة زوجته تارة أخرى· ومن القضايا التي برز اسمه فيها قضية 3200 مليار·· المهم أنه لثناء سير مجريات المحاكمة لم يتم العثور ضمن ملف القضية التي توبعت فيها بتهديد عاشور على وثيقة إفراغي بالأمر بالقبض مما أدى بقاضي الجلسة إلى تأجيل المحاكمة إلى أسبوع آخر وهذا ما يعني قضاء الفترة الفاصلة في السجن وبالضبط في المؤسسة العقابية للقليعة تبعا للشكوى الكيدية التي قدمها عاشور ضدي (يتأثر ويسكت لمدة طويلة قبل أن يسترجع أنفاسه)، وعند المحاكمة بعد التأجيل ورغم ثبوت التصريحات المتناقضة للشاهد ورغم ثبوت أن الشكوى سابقة للوقائع المزعومة أدانني قضاة محكمة القليعة بـ 6 أشهر حسبا غير نافذ وقد قمت باستئناف الحكم، إلا أن الغريب في الأمر أن قضاة المجلس حذوا نفس اتجاه قضاة محكمة القليعة، وقد قدمت طعنا بالنقض أمام المحكمة العليا في القرار الصادر عن المجلس، كما عرضت قضيتي على معالي السيد وزير العدل ليتخذ ما يراه مناسبا فيها ولم يصلن إلى حد الساعة أي رد عن ما قدمت به·· وأشير لكم بأن وقائع هذه القضية كلها دارت في الفترة الممتدة ما بين (ديسمبر 2001 ـ ديسمبر 2004) وهي لا تزال مطروحة إلى يومنا هذا <·
> الصداقة المزعومة ··<
تقريبا هذه كانت البداية بين عاشور وشريكه الأول سالم، لكن سرعان ما أصبح الأمر قضية >إنتقام<، إذ توالت التهم >الملفقة<·· وهنا يقول سالم >ورغم كل الذي ذكرت ومنه يستنتج أي مجنون قبل عاقل أن علاقتي بعاشور علاقة ظالم بمظلوم ولا يمكن أن تتحسن· فكيف لرجل يُدخلك السجن على آخر أيام عمرك تنسج معه علاقة صداقة·· تصوروا أن عاشور صرّح أمام الجهات القضائية أنه في نفس الفترة التي حدثت فيها هذه الوقائع كانت تربطني به علاقة صداقة، ألا يُشكل هذا قضية غريبة؟·· بعد الشكوى الأولى التي رفعها عاشور والتي اتهمني فيها بالتهديد رفع شكوى ثانية في 20 أوت 2002 ضدي وضد كل من (ب·ط) اتهمنا فيها بالتحطيم العمدي لأملاك الغير والتهديد بالسلاح الناري، وقد تبين حينها لقاضي التحقيق أنه بتاريخ الوقائع لم أتوجه أصلا إلى المكان المتواجد به عاشور الذي يجعل من تهديدي له أمرا مستحيلا، مما أدى بقاضي التحقيق إلى إصدار أمر بانتقاء وجه الدعوى بتاريخ 4 جانفي ,2003 وكان الهدف من هاتين القضيتين الملفقة ضدي من عاشور هو إبعادي ومنعي من المطالبة بحقوقي كشريك في مؤسسة (صابرين للورق) وكذلك منعي من المطالبة بأموالي التي سلمتها له بعد أن أوهمني بأنها تستعمل في مشروع يعود علينا بالربح، الأمر الذي جعلني أقع ضحية نصب واحتيال مثلي مثل غيري ومنهم كل من (ل·ع) و(ف·إ)، لكن كان حظ هذين الآخرين أوفر من حظي، كونهما تمكنا بعد متابعته قضائيا من استرجاع مبالغهما التي فضل عاشور تسديدها ليتفادى العقوبات الجزائية، وقد كان له ذلك رغم ثبوت اقترافه لجرائم النصب والاحتيال في حقهما، ورغم ثبوت أن عاشور استولى على أموال شركة صابرين بقيامه شخصيا بتسديد مستحقات الضــرائب بقيمة 383,1 مليار سنتيم، وثبوت تصريحه لي بأن أرباح الشركة لا تتجاوز 42 مليون سنتيــم مما يثبت سوء نيته ونيته الصريحــــة في الاستيـــلاء على الأمـــوال المشــتركة بيننــــا، إلا أنه استفاد من الـــــبراءة <· هكذا كان عاشور يحتال على شركائه ··
ويواصل سالم: >أما في ما يخص القضية الثانية والمتعلقة بالنصب والاحتيال التي تمكن فيها عاشور من النصب والاحتيال علي، فقد بدأت لما أوهمني بوجود مشاريع مربحة الأمر الذي جعلني أسلمه مبالغا مالية معتبرة ،إلا أن قضاة محكمة القليعة قرروا الاستجابة لطلب عاشور الذي مفاده أنه لا يمكن متابعته بجنحة لم يتضمنها طلب تسليمه للسلطات المغربية تطبيقا للمادة 43 من الإتفاقية القضائية التي تربط الجزائر والمغرب والتي تنص على عدم جواز محاكمة الشخص المسلم حضوريا على تهم غير واردة في طلب التسليم، إلا إذا رضيت بذلك الدولة التي سلمته أي المملكة المغربية أو أتيحت له فرصة الخروج ولم يخرج، لذا فالمحكمة أمام إصرار المتهم وتمسكه ببنود الإتفاقية ولاعتبار أن الاتفاقية تسمو على القوانين الداخلية، فإن المحكمة رأت بأن الدفع الشكلي لعاشور مؤسس قانوناً وأمرت بعدم جواز المحاكمة، رغم أن ممثل النيابة العامة تمسك بالمحاكمة، لكن وحسب ما بلغني به الدفاع، فإنه من المعلوم أن قاضي الجنح لا يمكنه الفصل إلا بناء على الوثائق المقدمة أمامه، ووثيقة التسليم التي بني عليها الحكم لم يتضمنها أبدا ملف القضية، وهذا ما جعلني أطرح أكثر من علامة إستفهام، لذا سجلت استئنافا في هذه القضية، لكن قضاة مجلس البليدة ألغوا الحكم غير القطعي الصادر عن محكمة القليعة وفصلوا من جديد ببراءة عاشور ···<·
وعن الطريقة التي نجح بها عاشور في الاحتيال على سالم وهي الطريقة التي اتبعها مع الكثير من الجهات وبها عرف كيف يكسب 3200 مليار يقول سالم >لما قبلت مشاركة عاشور في إنشاء شركة صابرين للطباعة طلب مني أن أسدد له مبلغ مليار سنتيم لتموين الشركة وسلمته المبلغ المذكور بواسطة مستندين للخزينة، ثم طلب مني مرة ثانية مبلغ مليار ونصف مليار سنتيم لتموين صاحب الشركة وسلمته المبلغ بواسطة ثلاثة مستندات للخزينة بمبلغ مليارين ونصف مليار سنتيم، إلا أنه إتضح بعد حل الشركة أن هذه المستندات لم تدخل أبدا في حساب الشركة، كما أنه بعد فترة طلب مني مبلغ 500 مليون سنتيم ليقوم بعملية إستيراد الورق ومبالغ أخرى تتعلق بالجمركة ومواجهة مصاريف أخرى، لكن تبين بعد تسليمه كل ما أراد أنه استعملها لتمويل عملية إستيراد وهمية·· وقد عرضت أحكام محكمة القليعة على وزير العدل ليتخذ ما يراه مناسبا فيها <·
وبعد تيقن سالم (أحد ضحايا عاشور) من أن عاشور خدعه وسرق أمواله، وبعد اللجوء للعدالة لإسترجاعها وتقديم إدعاء مدني أمام عميد قضاة التحقيق لمحكمة القليعة لمتابعة عاشور بتهمة التبديد والإختلاس، وسوء التسيير والتزوير في المحررات التجارية وخيانة الأمانة والتصريح الكاذب والتفليس وهي الأفعال المعاقب عليها بالمواد 373 ,376 ,383 ,422 ,119 من قانون العقوبات والمادة 369 من القانون التجاري، وتصرف قاضي التحقيق في الملف بعد توجيه إتهام النيابة وبعد أن أنجزت الخبرة أثبت أن هناك إستيلاء على أموال ضخمة· وتمت محاكمة عاشور بمحكمة القليعة التي أصدرت حكماً في التاسع سبتمبر الماضي يدينه غيابياً بثلاث سنوات سجن مع الأمر بالقبض ومنحي مستحقاتي رفقة زوجتي كونها شريكة أيضا، لكن لم أستفد من أي تعويض فقمت بالإستئناف، واكتفى مجلس البليدة بتأييد الحكم المستأنف رغم ثبوت إدانة عاشور·· هذا الأخير صرّح بأني لم أطلب منه عقد جمعية عامة ولم أطلب منه إعطائي حسابات الشركة رغم أني طلبت كل هذه الأشياء مرات ومرات ورفض حتى الإستجابة للأمر الصادر عن رئيس محكمة القليعة بتاريخ 27 أفريل 2002 الذي يلزمه بإعطاء للمحضر القضائي بمعية مندوب حسابات الشركة وكذا إطلاعي على مختلف الدفاتر التجارية والكشوفات البنكية· وحرّر المحضر القضائي محضر إعتراض على التنفيذ بعد ثلاث أيام<، ثم يضيف سالم متعجبا: >عاشور صرّح بأن المخالصة بيننا تمت وقدم عقد تصريح منجز من قبل أمام الموثق وهو يخص مبالغ أخرى كانت بيننا ليثبت أنه أتم المخالصة، لكن المتعارف عليه أن المخالصة تتم في إطار الشركة بعقد جمعية عامة وتوزيع الأرباح ولا يمكن لها أن تتم بشكل آخر، كما أنه يمكن التراجع عن عقد التصريح في أي لحظة، ولو فرضنا أن هذه المخالصة تمت كما يزعم فهذا لا يعني مخالصة جميع الشركاء فقد نسي أن زوجتي شريكة أيضا·· ففصول مثل هذه تجعلك تضرب أخماساً في أسداس·· هناك من يريد تبرئة عاشور <·
سأتابع القضاة الذين أساؤوا لي وللعدالة الجزائرية ··
وعن القضاة الذين عاقبتهم وزارة العدل وكانوا من بين القضاة الذين أشرفوا على الجلسات، يقول سالم··>لقد راسلت السيد المدير العام للشؤون القضائية والقانونية لدى وزارة العدل لأخبره بكل تفاصيل ما حدث بتاريخ 20 جوان الماضي حتى أضعهم في الصورة، ومن جملة ما جاء في توضيحاتي عن عريضتي المقدمة في31 جويلية 2004 أني سردت للسيد مدير الشؤون القانونية قصة التهديدات، كما أبلغته أني قدمت شكوى ضد قضاة القليعة إلى وزارة العدل وهم كل من قاضي التحقيق الذي حقق في الملف وكذا قاضي الجلسة الذي فصل فيه ووكيل الجمهورية، وأضفت لشكواي تشكيلة قضاة المجلس الذين أيدوا حكم محكمة القليعة، وأخبرته بأني مصّر على متابعتهم لأتابع بعدها المستفيد المباشر من هذه الأحكام والقرارات<· ثم يضيف سالم >لقد علمت أنه تمت معاقبة نفس القضاة، لكن تبعا لتورطهم في قضايا تمس متقاضين آخرين· وما يمكن قوله في وقائع هذه القضية بأن قضاة محكمة القليعة وكذا قضاة مجلس البليدة ضربوا عرض الحائط بعدالة هذا البلد وتهاونوا تهاونا كبيرا في تصديهم للقضية التي عرضت أمامهم مما سبب لي ولعدالة بلدي ضررًا أكيداً <
> تسليمي التقرير الأمني المزور أغرب من كذبة أفريل <
وعن تسليمه لعاشور التقرير الأمني المزور الذي يثبت براءة عاشور وتم تحريره لعرقلة ترتيبات تسليم السلطات المغربية لعاشور، يقول سالم >لقد تفجأت وأنا أطالع الصحف أن عاشور صرح بأنني أنا من سلمته التقرير المزوّر الصادر عن مديرية الأمن لولاية تيبازة، والذي اتهم فيها ضباط سامين في سلك الأمن وأودع بعضهم الحبس، وهذا لعلاقتي الطيبة معه! فإذا اعتبرنا أن كل القضايا المطروحة أمام العدالة بيني وبينه هي بمثابة علاقة صداقة فماذا ستكون علاقة العداوة بيننا (يضحك)· >ثم يضيف< أيضا، ورد عن صحيفتكم أنني أنا من سلمته التقرير المزور الصادرة عن BNA بحانة بمحطة القطار الباريسية، فهل يعقل أن يحتاج من تمكن من استخرج 3200 مليار من البنك إلى شخص مثلي يعتمد عليه، تصور أني لا أحوز حتى على حساب بسيط لديه··إن هذه التصريحات لا تدفع إلا للسخرية، وعاشور يحاول الإساءة لي مجدداًمن خلال إتهامي في قضايا أنا بعيد عنها كل البعد، وهذا بعد أن نفذت كل الوسائل الاحتيالية التي استعملها في الإساءة إلي·· تمنيت لو ذكر مكان آخر سوى حانة، كما لم أتعجب كثيرا لتفليقه لي تهمة أخرى، لأن المثل يقول لا اثنين دون ثالثة وقد تكون هناك رابعة وخامسة، فالرجل وبعد أن انكشفت كل خيوطه يبحث الآن عن وسائل لتخفيف الأحكام عليه<·· ختم سالم قصته بمرارة·· ومع سرده له كشفت مصادر قضائية عن معاقبة بعض القضاة بسبب هذه القضية·· فضيحة عاشور كشفت الكثير من الغموض الذي يحكم مؤسسات الوطن·· في انتظار المزيد ما دام أن >الشكارة< تحصي 3200 مليار·· مبلغ كبير وكبير وكبير··
الحدث

Adresse : : Almohakik 02, Rue Haffaf Nafâa

أسرار
الفساد عنوان الدورة الخريفية وحملة المحليات
علمت >المحقق< من مصادر نيابية أن أيام الأمين العام للمجلس أبوبكر عسول على رأس أمانة المجلس، أضحت معدودة بعد أن فشلت الكثير من الجهات التي استنجد بها في سد الثغرات التي اكتشفها مجلس المحاسبة، كما أن تقليص مهام هذا الأخير زادت في تعقيد مهمة تصفية التقرير، خاصة وان الكثير ممن كانوا يفتخرون بأنهم الساعد الأيمن للأمين العام لجأوا لتخفيف اتصالاتهم بالرجل خوفاً من الشبهات ·
وفي اتصال مع بعض النواب وبعض الفاعلين في الكتل البرلمانية بما فيها كتلة >الأفالان<، أشارت كلها إلى أن الأمر أصبح لا يستدعي الصمت من باب أن >الساكت عن الحق شيطان أخرس< ولا يريدون أن يتقمصوا ثوب الشيطان، في حين قال نائب حر أن افتتاح الدورة الخريفية سيكون ساخنا، ولأول مرة سوف يناقش النواب الفساد داخل المجلس بدل مناقشة أجورهم حتى يستعيد هؤلاء النواب السمعة المفقودة، في حين اختار البعض أن تكون محاربة الفساد عنوان حملتهم في المحليات والبداية من المجلس ·
لكن الغريب في كل هذا هو الصمت المطبق من قبل قيادة المجلس، فزياري لم يقم بأي خطوة تُحسب له رغم أن وسائل الإعلام تنقل يوميا حيثيات الفساد الحاصل ولا رئيس ديوانه السيد سيفي تحرك وكل ما في الأمر ان الرجلين يحضران لفتح المطعم وكأن الشعب يبحث عن طعام النواب بدل معاقبة المفسدين ··
غرمول يحضر لاطلاق موقعه الالكتروني
يعكف رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين عبد العزيز غرمول على التحضير لاطلاق موقع له على شبكة الانترنيت يتضمن أعماله الأدبية ونشاطاته من موقعه كرئيس للاتحاد، كما سيضمنه بمقالات عن القضايا الثقافية والفكرية التي تشغل الساحة الجزائرية والعربية· وفي سياق متصل فقد عرف مشروع الموقع الالكتروني لنقابة ناشري الكتب تأخرا كبيرا جراء العراقيل التي واجهها مثل عدم وجود جرد يميز دور النشر الفاعلة عن تلك التجارية في الجزائر ·
سعداني يتوعد برد عنيف لتبرئة نفسه
يتواجد رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق عمار سعداني في فرنسا لتلقي العلاج، وحسب ما أسر به الرجل لمصدر مقرب منه فإنه يحضر لرد عنيف على كل ما نُشر حوله من امتلاكه لعقارات و استفادته من أموال الامتياز الفلاحي وكذا ما يتعرض له حاليا في >الأفالان< خاصة بعد تنحية الكثير من رؤساء المحافظات الذين نصبهم هو، والأكثر من كل هذا يريد سعداني تبرئة نفسه من تهمة سوء التسيير في المجلس من حيث الترقيات والفساد المالي الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام الوطنية والدولية وحتى المؤسسات الإعلامية العمومية وكشف العديد من نقاط الظل··لذا على ما يبدو ستسقط رؤوس ثقيلة إن تكلم سعداني فعلاً مثلما توعد ·
أولمرت يستنجـد ببوش لتأخـير نشر الجـزء الثاني من تقرير >فينوغراد <
أكدت مصادر على دراية واسعة بملف الشرق الأوسط ئأن كل التحركات السياسية وجولات المسؤولين الأمريكيين واللقاءات التي تتم في الساحات المختلفة، والتصريحات المتلاحقة من جانب أولمرت ومستشاريه ليس لها إلا هدف واحد يتمثل في حماية رئيس الوزراء الإسرائيلي من السقوط، وقطع الطريق على القضاء والشرطة ولجان التحقيق المختلفة التي تستعد لفتح ملفات عديدة تتهم أولمرت بالاستغلال والتجاوزات والرشوة، إضافة إلى نتائج الجزء الثاني من تقرير لجنة >فينوغراد< حول الحرب الأخيرة على لبنان· وحسب نفس المصادر فإن إيهود أولمرت يسعى بكل الوسائل وبدعم أمريكي لإطالة فترة ولايته رئيسا للحكومة في إسرائيل، ومنع اللجان المختلفة من نشر اتهاماتها وتقاريرها، خاصة لجنة >فينوغراد<، حيث الاستعراض السياسي الذي سيعقد في العاصمة الأمريكية بدعوة من الرئيس بوش من شأنه أن يدفع لجنة >فينوغراد< إلى تأجيل نشر الجزء الثاني من تقريرها، ويجبر الشرطة على الانتظار مدة أطول قبل فتح ملفات الفساد الخاصة برئيس الوزراء الإسرائيلي، تحت حجة أن مرحلة مصيرية بدأت بين إسرائيل والعرب، وبالتالي، من الأفضل إغلاق الملفات والتقارير مؤقتا، انتظارا لظهور نتائج الاستعراض السياسي الذي يحمل اسم اللقاء الدولي للسلام الذي دعا إلى عقده الرئيس الأمريكي ·
رموز النظـــام العراقي يبحثون في عمان مستقبل بغداد
أسرت مصادر دبلوماسية لـ >المحقق< أن رموزا من النظام العراقي السابق سيجتمعون في الأيام القادمة بالعاصمة الأردنية عمان، للحديث عن >مستقبل العراق< والبحث عن الحلول اللازمة للخروج به من دوامة العنف الطائفي التي يشهدها في ظل الاحتلال الأمريكي، وتأتي هذه المبادرة التي تحظى >برعاية أردنية<، إثر تفاقم أزمة حكومة المالكي بعد مقاطعة نحو نصف أعضائها وتعليق وزراء القائمة العراقية مشاركتهم في اجتماعات الحكومة بسبب رفض نوري المالكي مطالب تقدموا بها منذ أكثر من أربعة أشهر· وجاءت المقاطعة لتفاقم من حدة أزمة الحكومة التي وصل إجمالي عدد المنسحبين منها والمقاطعين لها إلى 17 وزيرا من أصل.37
الجزائريون الحاملون للجنسية البوسنية لا يشملهم قرار الترحيل من غوانتنامو
كشفت مصادر قضائية أمريكية أن البنتاغون سيرحل الجزائريين السبعة المعتقلين بغوانتنامو في الأيام القليلة القادمة، حيث فصلت المحكمة العسكرية الأمريكية في ملفات هؤلاء الجزائريين المرتقب ترحيلهم، وأشارت ذات المصادر إلى أن أحمد بن باشا، الجزائري المقيم سابقا في بريطانيا سيكون أول المرحلين، كما أن المعتقلين الجزائريين الستة الآخرين والحاملين أيضا للجنسية البوسنية، لا يتواجدون ضمن قائمة المرحلين، حيث لم تفصل بعد المحكمة العسكرية في ملفاتهم ولا تزال تعتبرهم الولايات المتحدة >المقاتلون الأعداء <·
ولادة مخلوق بعين واحدة بالجلفة
شهد حي ديار الشمس مجمع مائة دار بالجلفةئيوم الثلاثاء الفارط ولادة خروف غريب الشكل، رغم أن الولادة كانت عادية إلا أن الخروف كان بعين واحدة فقط تتوسط الرأس ما بين العينين المفترضتين، بينما بقية أعضائه عادية وسليمة، سكان الحي استغربوا كثيرا لهذا المخلوق الذي لم يعش طويلا حيث لفظ أنفاسه بعد ساعات من ولادته ولله في خلقه شؤون · القاعدة تعد لشن هجمات في عدد من الدول العربية
كشفت مصادر مطلعة أن تنظيم القاعدة الذي يرأسه أسامة بن لادن، تمكن من تجنيد العديد من الخلايا الجديدة في عدد من البلدان العربية من بينها المملكة العربية السعودية، وأن المجموعات المحلية التي تتبع هذا التنظيم في تلك الدول تستعد لشن هجمات مسلحة >نوعية<، وأن المعلومات الواردة من السعودية، تشير إلى أن عمليات التجنيد في تنظيم القاعدة لم تتوقف، وتضم خلايا التنظيم عناصر طلابية وأبناء عائلات ميسورة، وان كل خلية تعمل لوحدها دون الاتصال مع الخلايا الأخرى، لكنها تتبع قيادة جزء منها، يقيم خارج المملكة، وهي التي توجه الخلايا المسلحة التي تمتلك مخازن أسلحة حديثة، مما أثار قلق المستوى الأمني في الرياض خوفا من أن يكون التنظيم قد نجح في التغلغل داخل أجهزة الجيش والأمن، مما استدعى اتخاذ حالة تأهب غير معلنة ·
وأكدت ذات المصادر أن اليمن والمغرب قد تكونان، إلى جانب السعودية، من بين الساحات المستهدفة من مخطط تنفيذ عمليات مسلحة على أيدي مجموعات محلية تتبع تنظيم القاعدة ·

حـميد عبـد القـادر لـِ "أوراق "
أنا كاتب بربري ولا أتصور نفسي غير ذلك
يتحدث الروائي حميد عبد القادر في هذا الحوار عن تجربته في الكتابة الأدبية والتاريخية، معتبرا أن الكتابة الأدبية تهتم بالذاكرة في حين تعتمد الكتابة التاريخية على الوثيقة، ويعرج على روايته مرايا الخوف الصادرة مؤخرا التي حملت شيئا من حميد عبد القادر وشيئا من غبار الأزمة الأمنية التي عصفت بالجزائر ··
حاوره: عبد الرزاق بوكبة
نشأتَ في وسط عائلي مفرنس، وكان محيطك الثقافي في البداية كذلك، لكنك اخترت العربية عندما انخرطت في الكتابة، ولا زلت ·
كتاباتي الأولى كانت بالفرنسية إلى غاية الثانوية، هناك تحولات تحصل في حياتنا بسبب أمور بسيطة جدا، فقد اكتشف أستاذي الفلسطينى ضعفي الشديد في اللغة العربية، فأعطاني رواية الفضيلة للمنفلوطي وطلب مني تقديم تلخيص لها بعد العطلة، صدّقني لما قرأت هذه الرواية اكتشفت أن سحر العربية، مرتبط بسحر المكان الذي وقعت فيه··· جزر السيشل
بل جزيرة موريس ··
نعم جزيرة موريس··· لكن لا بد من الإشارة إلى بقاء تأثيرات الفرنسية خاصة أني كنت مكثرا من قراءة الرواية البوليسية بها، لقد كنت أتسابق في ذلك مع كثير من الأصدقاء أما في الجامعة، قسم العلوم السياسية، فقد كنا ندرس أكثر بالعربية والإنجليزية، واكتشفت بعد دخولي إلى عالم الصحافة سنة 1990 أن الفضاء الإعلامي المفرنس لا يهتم كثيرا بالثقافة، فانسحبت وذهبت إلى جريدة معربة، وفتحت نقاشات في الحداثة، رغم أن الوسط المعرب في غالبيته كان إسلاميا يومها ·
كيف استقبل وسطك المفرنس هذا التحول؟
العائلة كانت تقدّس أمرين: الثورة واللغة الفرنسية، وكان والدي حنينيا، لذلك فقد كان حساسا جدا لأمور التاريخ ·
هل هذا ما جعلك تنخرط بالموازاة مع الكتابة الأدبية في الاهتمام بالبحث في تاريخ الثورة؟
دعني أوضح نقطة مهمة: أنا لما أكتب الرواية أهتم بالذاكرة، وحين أبحث في التاريخ، أعتمد على الوثيقة، فالتاريخ علم، بينما العمل الروائي مجرد تذكرات، إعادة استثمار للمرويات البطولية، فقد سمعت الكثير منها وأنا صغير فكتبت عن الثورة من زاوية الذاكرة ·
ما رأيك فيما ذهب إليه أحد الكتاب الشباب من أنه لم يعش الثورة وبالتالي فهو ليس ملزما أو مؤهلا للكتابة عنها؟
أنا من مواليد ,1967 وبالتالي لم أعايش الثورة كأحداث، لكنني عشتها كأحاديث، ففي السبعينيات، أينما ولّيت وجهك تجد الناس يتحدثون عن الثورة، ويروون بطولاتها، فمثلا أذكر أنني تعرفت وأنا في الخامسة عشر من عمري على ما وقع في أكفادو في إطار ما أصبح يسمى بلا بلويت، اغتيال المثقفين من طرف العقيد عميروش في الولاية الثالثة ما بين عامي 56 و57 عبر ما كان يحكيه حلاق كنت أحلق عنده، وبالتالي ظلت مثل هذه الحوادث راسخة في ذهني··· ثم لا أنسى حكايات جدتي المتعلقة بعائلتي التي نزحت من أعالي الصومام إلى أزفّون فإلى العاصمة، إذن هذا الارتباط بذاكرة العائلة هو الذي جعلني أهتم بالتاريخ ·
هل تعتقد ككاتب من الجيل الجديد أن تاريخ الثورة استثمر إبداعيا كما يجب؟
لست أدري إن كنت توافقني على حقيقة صارخة، وهي أن غالبية الجيل الجديد منفصلة عن الذاكرة، وهذا نتاج المدرسة الجزائرية التي أوجدت جيوشا من الناس لا يعرفون تاريخهم ولا يلتفتون إلى رموزهم وإلى اللحظات المؤسسة للدولة الجزائرية ·
رغم أن الشرعية التاريخية ظلت ولا زالت هي الخلفية المحركة للدولة الوطنية؟ ··
الشرعية التاريخية كما طُبقت أو فُهِمت عندنا روّجت لنظرة رسمية للتاريخ، والمشكل أن الجيل الجديد يرفض إلى حدِّ التهكم هذه النظرة دون أن يجتهد في اكتساب نظرة مغايرة، فأصبح جيلا لقيطا على مستوى الذاكرة، يقرأ إدوارد سعيد ولا يعرف شيئا عن مصطفى الأشرف، يقدس بيروت والقاهرة ودمشق ويمقت المدن الجزائرية التي شكلت وعيه رغم اختلالاتها، وهذا النكران للذات أدّى إلى تشتت ذاكراتي ·
ماذا تعني بالنظرة المغايرة للتاريخ التي على الجيل الجديد أن يكتسبها؟
أعتقد صراحة لا انبطاح فيها أن خطاب الرئيس بوتفليقة الذي ألقاه في قسنطينة شهورا فقط بعد انتخابه في عهدته الأولى، حرّرني كثيرا من عقدة التاريخ وجعلني أذهب بعيدا في تقديم قراءة مغايرة للتاريخ تقوم على النقد لا على التقديس فأنا ممن يؤمنون بالثورة، لكن من حقي أن أنتقد نقائصها وسلبيات بعض رجالاتها ·
لكن التاريخ الوطني ليس هو الثورة فقط، فواسيني الأعرج مثلا، كتب عن الأمير عبد القادر، اللحظة المؤسسة الأولى في تاريخنا المعاصر ··
أنا روائي، و سبق لي أن قلت لك إنني أكتب التاريخ من منطلق الذاكرة القريبة مني، لا أكتب إلا ما سمعته من مرويات من أناس قريبين مني، وبالتالي أنا أمجّد ذكرى بشر لا يلتفت إليهم التاريخ العام: أمي، أبي، جدتي، جدي، جيراني ··
هل أستطيع أن أفهم أن هوسك بمنطلق الذاكرة هذا هو الذي جعلك تشتغل على لحظة العنف التي عاشتها الجزائر؟
حينما تكتب عن لحظة العنف، فأنت تحاول أن تتجاوزها، تتخلص منها، لأنك ترفضها أصلا كهاجس يكمن فيك، وأنا من الذين يعتقدون أن الكتابة تداوي الجراح وتخلّص النفس البشرية من الخوف ومختلف المكبوتات ·
لكن ألا تلاحظ أن الذاكرة هنا تختلف عنها فيما يتعلّق بالثورة من حيث الزمن على الأقل؟
طبعا··· فأنا أكتب عن العنف الذي حصل أمام عيني من منطلق الاستبعاد، وأكتب عن الثورة التي لم أعشها من منطلق الاستحضار ·
إلى أيِّ حدٍّ يتوفر الحياد فيما تستبعد وفيما تستحضر؟
لا مجال للحديث عن الحياد في الكتابة ·
لماذا؟
لأني، وأنا أكتب، أكون ذاتيا جدّا، أنظر إلى المجتمع من خلال ما عشته أنا شخصيا، كما يقول غوستاف فلوبير: مدام بوفاري هي أنا، أو كما قال نجيب محفوظ: إن كمال عبد الجواد هو نجيب محفوظ، أليس من حق زينو بطل روايتي >مرايا الخوف< أن تكون فيه أشياء من حميد عبد القادر؟
لم أفهم··· مرّةً تقول إن الرواية هي كتابة الذاكرة، ذات الأبعاد العامة، ومرّةً تقول إنه من حقك أن تكون ذاتيا في الكتابة !
لا تناقض في رؤيتي، فالذاكرة هي ذاتية المجتمع، ولحظاته الحميمية وإخفاقاته، بؤسه وشقاؤه كما هي لحظات مجده، الذاكرة هي كل هذا، وأنا جزء من هذه الذاكرة ·
كنت سببا في تفجير النقاش الذي دار حول الكتابة الروائية الشبابية التسعينية، والتي تناولت لحظة العنف، حيث دافعت عنها باستماتة، فيما وصفها آخرون ومنهم الطاهر وطار بالأدب الاستعجالي ·
خلافي مع وطار خلاف إيديولوجي، وأنا لا أنكر كونه روائيا كبيرا يحسن الصنعة الروائية ·
كيف؟
هو جعل من الإسلاميين أبطالا، وأنا أرفض ذلك، لكنه لم يكن كذلك قبل >الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي<، بمعنى أنه كان من نفس عائلتك الإيديولوجية ··
لقد تغيّر كثيرا، بحيث أصبح يرى أن تمجيد البطل الإسلامي من بين مهام الكتابة المنسجمة مع معطيات المجتمع ·
هذه رؤية على كل حال ··
أنا أرى غير ذلك تماما، لكني ألتقي معه في فكرة ضرورة المصالحة بين مختلف أطياف المجتمع الجزائري، وروايتي مرايا الخوف، تنتهي بهذه المصالحة لكن ليس على حساب طرف دون الآخر ·
لكنك فعلت العكس في روايتك الأولى >الانزلاق< التي صدرت في .19 98
لقد كتبتها في غمرة الأحداث، وأردتها أن تؤدي مهمة نضالية كان على المثقف أن يؤديَها يومها، في حين أن مرايا الخوف كُتِبت خارج ذلك السياق
ألا ترى بهذا أنك كنت استعجاليا فعلا وأن وطار كان محقا حين سمّاك كبير الاستعجاليين؟
أعتقد أن وطار يملك نظرة عميقة وصائبة وجمالية للرواية، وله الحق في أن يسمي ما كتبناه أدبا استعجاليا، فهو الروائي الأول ومن حقّه أن يقول ما يريد ·
ترفض الشرعية التاريخية في السياسة، وتقبلها في الأدب؟
هو يقول ما يريد، وأنا أكتب ما أريد، ويبقى القارئ الفاصل بيننا، ودعني أشير هنا إلى أن روايات وطار راجت لأن النقد سايرها، فواسيني مثلا كتب عنه كتابا كاملا، بينما بقي جيلنا محروما من النقد ·
ولماذا لم يوجِد جيلكم نقادَه، مثلما أوجدوا هم نقادهم؟
هذا راجع إلى الأزمات الثقافية المختلفة التي تعيشها الجزائر، فالجيل الجديد مصاب كما قلت لك سابقا بمرض فقدان الذاكرة، وغير مرتبط بالعلامات المحلية، إنه مصاب بغرور المعرفة، إنه يقرأ هابرماس، ودريدا وبارت، لكنه لا يوظف هذه القراءات لتحليل النص الأدبي الجزائري الجديد
كأنك من بين من تقصد بشير مفتي؟
لا··· أنا أتحدث عن النقاد والباحثين ·
مثلا؟
هم جيدون على كل حال، ولهم قراءات ثرية، مثل وحيد بن بوعزيز، وعبد القادر بودومة، لكنني أسألهم عن وظيفية ما يكتبون
في المقابل ألا ترى أن بعض الروائيين من الجيل الجديد بقدر ما يكتبون بعمق، بقدر ما هم زاهدون في تقديم أنفسهم؟
لأنهم متعالون عن واقعهم، الشيء الذي أوقعهم في حالة انفصام عن الحقل الثقافي بصفة عامة، وبالتالي في حالة من العزلة التي قد تذهب بمشاريعهم الإبداعية، وأذكر هنا على سبيل المثال ياسمينة صالح، التي تكتب رواية جيدة لكنها غائبة عن المشهد ·
تتحدث عن الجيل الجديد وكأنك لست منه ·
أعتبر نفسي مخضرما، أميل إلى الجيل السابق من حيث الارتباط بالواقعية كما كتبها وطار وبن هدوقة وبقطاش، وأميل إلى الجيل الجديد من حيث تناول بعض الجوانب الذاتية··· أنا أقف في الوسط
يبدوا أنك أصبحت مسالما ولم تعد تريد إطلاق النار على أحد كما هو معروف عنك
كما تعلم فقد ترأست القسم الثقافي لجريدة الخبر من ماي 92 إلى غاية جوان ,2006 وخلال هذه المرحلة اتهمت بكثير من التهم، منها كوني فرانكوفونيا مدسوسا في الوسط المعرب، ومنها كوني إقصائيا، ومنها كوني من أتباع حزب فرنسا وأن والدي كان من الحركى، وكل هذه التهم قابلتها بصبر وأناة، وحين تتاح لي الفرصة سأرد عليها
ألا ترى هذا الحوار فرصة للرد؟
والدي >يتنهد بعمق ويضغط على نقاله< كاد يصفى من طرف منظمة الجيش الفرنسي السرية الإرهابية، أما الإقصاء فأنا كنت أنفذ تعليمات رئيس التحرير ·
هناك تهمة أخرى هي كونك كاتبا >بربريست <
نعم أنا كاتب بربري، وليس بربريست، أي أنني لست من أتباع الأكاديمية البربرية في باريس، ولا أساوي شيئا بدون البعد البربري للجزائر ·
آخر كتاب أدبي جزائري، قرأته ولم يعجبك؟
رفض أن يجيب في البداية مبديا امتعاضا من السؤال، وفجأة التفت إليَّ قائلا: كثير من الكتابات بالفرنسية رديئة
مثلا؟
عبد الرحمن زقاد في مجموعته القصصية: الريح في المتحف

وما زلت في انتظار الغيوم الرواحل !

مرزاق بقطاش
كان من المفترض يوم31 جويلية، أن أقطف غيمة مترهلة، وأتجول بها عبر حدائق الدنيا كلها، لا طمعا مني في أن تمطر، ولكن في أن تحمل السماحة إلى هذا البلد الشهيد أبدا ·
في مثل هذا اليوم، عبرت الرصاصة تضاعيف دماغي من القفا الأيسر وخرجت إلى دنيا الله من أعلى الصدغ الأيمن· أو ليس ذلك بالمسار الهندسي العجيب؟
ما يحز في نفسي بعد أربعة عشر عاما من الزمان، هو أن أصحاب تلك الفعلة كانوا، فيما قيل لي، وعلى حد البيان الذي نشروه في الصحافة الوطنية، طلابا جامعيين، تلاعب بعقولهم أولئك الذين يزعمون وصلا بسيدنا محمد (ص)، ونسوا، أو هم تغافلوا عما جاء في القرآن الكريم (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )·
قال لي صاحبي على سبيل الممازحة والتفكه: أنت لم تشعر بما حدث لك· أعشار من الثانية وانقضى كل شيء !
أجبته: معك حق، يا هذا، ولكن لا تنس أنني احتملت الحكم بالإعدام خمسة عشر شهرا وتسعة أيام! ولك بعد ذلك أن تسبر أغوار نفسي لتعلم ما اصطخبت به خلال تلك المدة كلها ·
وجاءني أولئك الذين يطبلون ويزمرون للمصالحة الوطنية، وسألوني: أتراك سامحت أولئك الذين اعتدوا عليك؟ أجبتهم أنني عندما أفقت في المستشفى، تصايحت أمام دهشة الأطباء والممرضين والممرضات والزوار: سامحهم الله جميعا، وتلوت الآية الكريمة :(لئن بسطت إلي يدك لتقتلني، ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك، إني أخاف الله رب العالمين )·
ونسي أولئك الذين يسيرون في كل زفة أنني لا أنتمي إلى من يرتكب الحماقات كلها في حياته ثم يتقرب إلى الله في أخريات أيامه، أي بعد أن يضع ساقا في القبر، على حد تعبير زميلنا الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم، وزير التعليم الأصلي والشؤون الدينية ·
أبصرت بهم عام ,1962 وهم يجعلون الأرض قاعا صفصفا بعد دخولهم من الحدود الغربية· تقاتلوا فيما بينهم، وقتلوا إخوانهم في أزقة الجزائر العاصمة وفي غيرها من الولايات الأخرى، ثم جاء وقت وقالوا: نحن مع المصالحة الوطنية· هذه المصالحة كان من المفترض أن تنطلق عام ,1962 أي في وقت كانت دماء الجزائريين تراق عبثا ·
والذي يحز في نفسي أيضا بعد هذا السنوات كلها هو ما أقرأه في صحافتنا الوطنية عن أولئك الذين لا يتورعون عن طلب الجنسية الفرنسية· بعضهم في السلطة، ويا للأسف، وزارة المجاهدين واضعة رأسها في التراب مثل النعامة، وكذلك منظمة قدماء المجاهدين، لكأن الجنسية الفرنسية التي يتباهون بها تفتح لهم أبواب الدنيا والجنة معا !
أما الذين يملأون حقائبهم بأموال الشعب دون أن تطالهم يد العدالة، فإنهم يدفعونني إلى التساؤل التالي: هل استطعنا أن ننشىء دولة حقا وصدقا؟
أخشى ما أخشاه في هذه الذكرى المؤلمة التي أحتفي بها وحدي في قرارة نفسي هو أن تزداد الجزائر انزلاقا في مهاوي المذلة والهوان ·
رحم الله جميع الجزائريين الذين سقطوا خلال هذه المهزلة التي يقال لها العشرية السوداء، ولا أستثني منهم أحدا

تسلمه بحــانة بفرنسا وطـــار به إلى المغـرب

تزوجت في سن 16 وسجـنت في قضية دعارة
الفضائح تصنع شهرة فلة عبابسة
محسوبة على عائلة كلها تعشق الموسيقى لكنها كانت أكثـرهم إثارة للأنظار والجدل سواء في حياتها الخاصة أو في مشوارها الفني سواء في الجزائر أو في الدول التي أقامت بها أو زارتها··إنها الفنانة الجزائرية فلة عبابسة التي لا تجد أي إشكال في البوح بما يظنه البعض انه محظوراً ··
وزنة·ح/ ياسين·ب/ الوكالات
من عائلة فنية عريقة ومحافظة متكونة من خمس بنات وولدين، ابنة عبد الحميد عبابسة رائد الأغنية البدوية في الجزائر وحفيدة أحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين وابنة أخت الفنانة القديرة ليلى الجزائرية· بدأت الغناء في سن السادسة ،الوالد المحافظ والمتشدد، منع البنات من الخروج وتجاوز عتبة البيت، كما منعهن من الالتحاق بمعهد الموسيقى وإن كان فنانا، وبالرغم من كل ذلك فإنه سمح لبناته بتعلم العزف على مختلف الآلات الموسيقية كالعود والكمان والبيانو في البيت الفني وكان كل ذلك على يد الأخ الأكبر نجيب عبابسة الذي كان بدوره استاذا بالمعهد الوطني للموسيقى ·
زواج مبكر وتمرد على الأصول
تزوجت فلة عبابسة زواجا عائليا بطريقة تقليدية مرتبة وسنها لا يتجاوز الستة عشر· كانت ثمرة هذا الزواج الفاشل طفلة وانتهى بعدها بالطلاق، التجربة أنهكت فلة التي حلقت نحو باريس مسقط رأسها لتلتحق بشقيقها نجيب، وكان عمرها آنذاك 81 سنة، أين تعرفت فلة هناك على كبار الملحنين، كبليغ حمدي، كما قدمتها المطربة اللبنانية صباح إلى الملحن سراج عمر خلال إحدى السهرات الفنية فأعجب بصوتها وقرر مساعدتها، كما شاركت في حفلات فنية غنت فيها فنانات كبيرات، كفايزة احمد وريم البوادي ·
عشقت الفن منذ الصغر وأنشدت >من أجلك يا مدينة الصلاة من أجلك يا مدينة الصلاة< للمطربة الكبيرة فيروز، وكان ذلك في مناسبة انتهاء السنة الدراسية وكان عمري ست سنوات، وساعدني الوسط الفني الذي ولدت وترعرعت فيه على تعلم العزف على آلات موسيقية عدة، وخصوصا العود والبيانو· لذا قبل أن أكون مطربة، بدأت كعازفة على البيانو في فرقة >الموصلية< إحدى الفرق الشهيرة المتخصصة في الغناء الأندلسي، وكنا نعزف بالأخص في الأفراح والمناسبات · في كل بلد·· فضيحة بوزن بلد لم تتوان الفنانة الجزائرية في إضافة اسمها إلى سجلات الفضائح في كل بلد وطأته قدماها، ففي فرنسا قصة مع رجل أعمال تركي وبعدها قضية اخلال بالآداب ومتاجرة بالمخدرات بمصر، ثم تهمة النصب والاحتيال في لبنان، وتعتزم فلة عبابسة شد الرحال هذه المرة نحو دبي للاستقرار بها نهائيا مؤكدة في آخر ندوة صحفية لها عقدتها بفندق الجزائر بالعاصمة الأسبوع الماضي أن كل بلد عربي يتوفر على الإمكانيات، فهي تعتبره بلدها الأم· فهل تتنكر فلة للجزائر كونها لا تملك امكانيات مصر ولبنان وفرنسا التى سجلت بها فضائحها · مخدرات ودعارة بمصر على خطى وردة الجزائرية انتقلت فلة عبابسة إلى مصر ودخلت عالم الفن من بابه الواسع، باحثة عن المجد والشهرة والثراء لكنها خرجت من الميدان من ابوابه الضيقة بفضيحة اخلاقية جرت الفنانة الى السجن والمحاكم· وتعود قضية فلة عبابسة الى بداية التسعينيات بعد أن التحقت بأم الدنيا في منتصف الثمانينيات، حيث تمكنت من إقامة علاقات واسعة مع مشاهير مصر ونجومها سواء في الوسط الفني او الرياضي، فتعرفت على احد مشاهير كرة القدم المصرية وهو لاعب بارز في ناديي الاهلي والزمالك وبدأت التساؤلات حول طبيعة علاقتهما خصوصا لما اصبحت حالة اللاعب تتدهور يوما بعد يوم ولوحظ عليه التراجع في الآداء الرياضي فوق الملعب· وتبين بعدها ان علاقته بفلة عبابسة هي التى كانت وراء اعتزاله لعالم كرة القدم· هذا الوضع جعل مصلحة >مباحث الاداب< بمصر تراقب الفنانة الجزائرية وتضعها تحت الاضواء الكاشفة فأخذت تسجل مكالماتها الهاتفية، وتراقب تنقلاتها اليومية ايضا الى ان تم القبض عليها عارية تماما بين احضان سائح كويتي، وكان ذلك احدى صفقات فلة عبابسة التى عقدتها داخل شقتها مقابل مبلغ ثلاثة آلاف دولار، فاتهمت بممارسة الدعارة مع الرجال بدون تمييز مقابل أجر مادي بالإضافة إلى حجز أنواع من الحبوب المنشطة والأجهزة التعويضية، لذلك تم تحويل فلة عبابسة على المحكمة ومعها خمس فتيات عاريات مع رجال اعمال بارزين مما دفع بإحدى الفتيات إلى الانتحار هربا من الفضيحة، لأن والدها عضو مجلس ادارة في ناد شهير، وقد قضت محكمة جنح آداب القاهرة بحبس فلة عبابسة والاربع فتيات في شبكة الدعارة التى أسستها لمدة ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ، بالإضافة إلى وضعهن تحت المراقبة لمدة ثلاث سنوات أخرى · أصالة نصري السفارة المصرية هي التي منحت فلة التأشيرة حفاظا منها على ماء الوجه تحدثت فلة في العديد من المناسبات انها لا ترغب في العودة الى القاهرة مجددا بعد ما حصل لها في أم الدنيا مصر، ومؤخرا بررت رجوعها الى القاهرة قريبا بعلاقة صداقة ربطتها بأصالة نصري، إذ أعلنت فلة عبابسة في مؤتمر صحفي عقدته بدبي مؤخرا أن برنامج >تاراتاتا< الذي يعرضه تلفزيون دبي والذي استضافها رفقة الشاب خالد واصالة نصري جعلها تربط علاقة صداقة متينة مع الفنانة اصالة التى دعتها الى زيارة مصر ولكن الفنانة اعتذرت لاصالة لكون اسمها وارد ضمن قائمة المحظورين من دخول مصر فطلبت اصالة نصري من فلة عبابسة نسخة لجواز سفرها ووعدتها بالتدخل لحل مشكلتها مع القاهرة· هذا ما روته فلة عبابسة على مسامع الاماراتيين وأعادته أيضا في الندوة الصحفية التى عقدتها منذ أسبوع بفندق الجزائر،علما ان هذه المسائل لا يتم تسويتها بمصر من دون تدخل السلطات المصرية · نصب واحتيال بلبنان سنة 2002 تعود قضية فلة بلبنان الى عام 2002 حيث قام المحامي اللبناني عبد الله الرافعي برفع دعوى قضائية ضدها بعد ان قام بتقدّيم شكوى جزائية بحق فلّة التي مثلت للمرة الاولى امام القضاء اللبناني بتاريخ 6 ماي2002، يقول فيها انها أوهمته انها ستقوم بالاعداد لحفل عيد ميلاد الفنانة >نورا رحال< وتحتاج الى مساعدته المادية المؤقتة كونه وكيل رحال وتربطه بها صداقة عائلية قديمة، وطلبت منه عشرة آلاف دولار امريكي على أن تعيد له المبلغ فور وصول حوالة تنتظرها من باريس، بالفعل دفع لها المبلغ، وخلال حضوره عيد ميلاد الفنانة >رحال< سألها عمن حضر للحفلة فأخبرته انها أعدتها وحدها بمساعدة زوجها واستغربت ان تكون لفلّة علاقة بالامر، فما كان من المحامي إلا أن راجع فلّة فرجته عدم فهمها خطأ ووعدته بإعادة المبلغ الذي اقرضه لها، ثم أرسلت إلى مكتبه امرأة تدعى >عانود معاليقي< سلمت سكرتيرته صكاً بقيمة 46311 يورو أي ما يوازي عشرة آلاف دولار سابقا وطلبت منها ان تعطيها إيصالاً وبراءة ذمة بذلك غير ان السكرتيرة رفضت · ولدى فحص المحامي للصك تبين له ان فلّة لم توقعه بل >معاليقي< التي قالت انها فعلت ذلك لأن فلة لا تملك مالاً، اضافة الى ان الصك لا يحوي مكان الاصدار، وهو وهمي، وذكر الرافعي في شكواه ان >فلة عبابسة تستعمل هذا النوع من الصكوك في لبنان لانجاح عمليات الاحتيال ولإيهام الآخرين انه قابل للصرف<، وقد عرض الرافعي الصك على أكثر من مصرف لسحب قيمته ففوجئ بالرفض المطلق بحجة انه لا يجوز تداول هذه الصك أصلاً لأنه لا قيمة له في الاساس، وعندها هدّد الرافعي باللجوء الى القضاء أحضرت له معاليقي 0013 دولار نقداً على ان تدفع له المبلغ المتبقي والبالغ 0096 دولار ولكنها لم تفعل، مما جعل الرافعي يطلب محاكمة فلة بجرم الاحتيال واختلاس اموال الغير واستعمال مستندات محرّفة ومزوّرة غير صالحة للتداول، كما مثلت المطربة فلّة عبابسة أمام القضاء اللبناني، بتهمة إعطاء صك من دون رصيد بقيمة 007 دولار أمريكي لمصفف شعرها الخاص جورج قهوجي· وقد اعترفت فلّة صراحة، أثناء استجوابها أمام القاضي فوزي خميس في بيروت، بتحريرها صك من دون رصيد للمدعي الذي أسقط لاحقاً دعواه عنها · وصرّحت فلّة بأنها طلبت من المدعي عدم إيداع الصك موضوع الدعوى في حسابها المصرفي، إلى حين عودتها من فرنسا، غير أن المدعي أودعه في الحساب وتبيّن حينها انه من دون رصيد ·· وكان وكيل فلّة المحامي عماد الجوني قد ترافع طالباً إعلان براءة موكلته بعدما حصلت على إسقاط شخصي من المدعي ·· ونقل بعض الصحفيين الجزائريين ممن تنقلوا لبيروت لتغطية العدوان الإسرائيلي على لبنان أن فلة عبابسة قامت بتصرفات غير لائقة لما طلبت سيارة خاصة بها حتى يتم نقلها لدمشق رغم أن الوضع في لبنان وقتها كان لا يتطلب مثل هاته البروتوكولات خاصة في غياب تام لوسائل النقل تسلمه بحــانة بفرنسا وطـــار به إلى المغـرب " المحقق" تنقل بالتفصيل رحلة التقرير المزور الذي حرّر لتبرئة عاشور الملايير التي تحصل عليها عاشور عبد الرحمان المتهم الرئيسي في فضيحة 0023 مليار، تم صرف الكثير منها في البذخ والمجون وشراء ذمم المسؤولين، لذا لم يتوان البعض في تحرير وثائق لتعطيل عملية تسليمه للسلطات الجزائرية·· فالأموال كثيرة وكثيرة وكثيرة ·· ياسين بن لمنور تمكنت >المحقق< من الحصول على الكثير من الوثائق التي كانت تمثل نقاط ظل في قضية عاشور عبد الرحمان من بينها التقرير الأمني المزور الذي أرسله بعض ضباط الأمن وعمداء الشرطة إلى السلطات المغربية لتبرئة ذمة عاشور، وظهر جليا التناقض في تصريحات المسؤولين لا سيما في الشق المتعلق بالتقرير المزور وفي طريقة معرفتهم لعاشور الذي كان يمثل لهم في وقت سابق مصدر فخر قبل أن يقع في أيدي العدالة ويحاول الجميع نفي معرفتهم له · وأشارت مصادر قضائية لـ >المحقق< أن التقرير الصادر عن أمن ولاية تيبازة والذي يبرئ ذمة عاشور، لم يحمل أي رقم ولا تاريخ وكان موجها إلى المدير العام للأمن الوطني وموقعا باسم رئيس أمن ولاية تيبازة >م· أ< ويحمل ختم أمن الولاية وجاء فيه أن معاملات عاشور مشروعة وما هي بالمشروعة · وتضيف مصادرنا أنه بناءً على إرسالية السيد الطيب بلعيز وزير العدل المؤرخة في 20 مارس6002 والموجه للسيد مدير عام الأمن الوطني، فقد تم فتح تحقيق حول التقرير وكيف سُرب إلى محامي عاشور بالمغرب، وقام رئيس أمن ولاية العاصمة بالتحقيق في القضية· وأشارت مصادرنا إلى أن الكثير من الحقائق التي تم التوصل إليها من شأنها توريط الكثير من المسؤولين من بينهم أولئك المتواجدين في سجن سركاجي للتحقيق، إذ تم التأكد من أن الوثيقة المزورة >تقرير الأمن< لم تسجل ولم ترسل إلى السيد المدير العام للامن الوطني، وأن هذه الوثيقة حرّرها كل من محافظ الشرطة >ب·ح< رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية تيبازة، وكذا محافظ الشرطة بنفس المصلحة >خ·ع< بناء على مكالمة هاتفية من العميد الأول للشرطة (ز·هـ) رئيس أمن تيبازة سابقا، والذي حوّل كرئيس لأمن ولاية وهران، كما تم الكشف على أن الوثيقة المزورة قام بتوقيعها محافظ الشرطة (ب·ح) مكان رئيس أمن ولاية تيبازة، فضلا عن أن الكثير من المعلومات المتوفرة الخاصة بجزء بسيط من قضية عاشور عبد الرحمان تشير إلى أن التسهيلات في إعداد التقرير قام بها محافظ الشرطة (خ·ع) تحت الإشراف والمتابعة المستمرة لرئيس أمن الولاية آنذاك المدعو (ز·هـ )·
وأضافت مصادرنا أن الوثيقة المزورة سلمت لعاشور من قبل ابن سفير الجزائر في فرنسا العميد (س·م) الذي يشغل منصب مدير مستشفى الأمن الوطني وهذا إستناداً لما أدلى به (د·ع) زميل العميد، إذ سبق وأن إلتقى العميد الأول للشرطة (ز·هـ) بعاشور بمكتب العميد سبيح رفقة (د·ع) وهو اللقاء الذي تم فيه تسليم الوثيقة المزورة حسب تصريحات (ع·م)، ثم أرسل التقرير المزور عبر الفاكس من أمن ولاية تيبازة إلى عيادة الشرطة وبالضبط لمكتب العميد سبيح، خاصة بعض المراجع أكدت أن سبيح إستفاد من تذاكر سفر مجانية سلمها له عاشور فضلات عن وجود إتصالات بالهاتف بين كل من (ز·هـ) وسبيح ·
عاشور تسلم التقرير المزور بحــانة في باريس
ومن خلال تصريحات عاشور إتضح أن المعني أي عاشور، تسلم الوثيقة المزورة من عند (ج·س) المغترب والمقيم بمدينة سان تيتيان الفرنسية، وكان كثير التنقل بين الجزائر وفرنسا، وأيضا هو شريك عاشور في إحدى مؤسساته الخاصة بالقليعة، وفضلا عن التقرير المزور سلم تقرير ثاني خاص وسري له علاقة بالمفتشية العامة للبنك الجزائري الوطني، والذي يشير إلى أن المعاملات البنكية عادية، وتم تسليم التقريرين بمدينة باريس الفرنسية، وبالضبط بحانة قرب قرب المحـطة الشرقية للقطار شهر ماي 5002، وتم كل ذلك دون مقابل -حسب إعترافات عاشور- الذي أرجع ذلك للصداقة التي تجمعه بالمعني لكن دون أن يطلب من (ج·س) كيف تحصل على التقارير، ولو أنه خمّن بأن الفضل في ذلك يعود لـ (ز·هـ) رئيس أمن تيبازة آنذاك لأنه على علاقة وطيدة بصديقة وشريكه (ج·س) وبدوره عاشور سلمها للمحامي المغربي زيان محمد لتعطيل عملية تسليمه للسلطات الجزائرية ·
ومباشرة بعد تسلمه التقريرين المزورين أخذهما عاشور إلى المغرب، وقتها تم إيقافه من قبل السلطات المغربية بعد أن صدر في حقه أمر بالقبض الدولي ·
وأشارت مصادنا إلى أنه قد تُوجه تهم ثقيلة لهؤلاء المسؤولين في الشرطة كتكوين جميعة أشرار لغرض الإعداد لإرتكاب جناية والتزوير في محررات عمومية ورسمية والرشوة وإستغلال النفوذ وعرقلة سير العدالة ·
وأمام التناقضات المتواصلة في تصريحات المعنيين بما فيهم العقل المدبر عاشور، خاصة وأن التقرير المزور تضمنه ملف عاشور المسلم للعدالة، ينتظر أن تنظر غرفة التحقيق في الملف للوقوف على الطرف الذي يريد تضليل العدالة، خاصة في ظل وجود معلومات تشير إلى أن الوسائل التابعة لشركات عاشور المحجوزة لا تزال تستعمل من طرف شركائه، إذ أشارت مصادر على علاقة بالملف أن سيارة عاشور الخاصة من نوع (337-ح) شوهد المدعو (س·ت) يقودها في أزقة العاصمة، كما أن الصكوك التي يملكها عاشور والتي لم يظهر لها أثر والمقدر بـ 031 صك كل صك تفوق قيمته المليار سنتيم -تقول مصادرنا- إنه باعها بنصف قيمتها كونه لا يمكنه تخليصها من باب أن رصيده موقف وأي صك يدفع باسمه يتم حجزه لذا يقوم من اشترى الصكوك بنصف القيمة بالقيام بعملية التخليص ·
كيف تعرف عاشور على ابن سفير الجزائر بفرنسا؟
ومن خلال تصريحات عاشور، فإنه تم التعرف على العميد سبيح خلال سنة 3002 عن طريق (د·ع) أين إلتقيا الجميع في مستشفى الشرطة والقصد من ذلك إعطائه بعض النصائح للإنقاص من وزنه ومن ذلك اليوم توطدت العلاقة بينهما بشكل ودي ·
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن عميد الشرطة (غ·م) رئيس أمن دائرة القليعة سابقا يتحمل جزء من مسؤولية الوثيقة المزورة وتسريبها كونها وافق على منح جواز سفر لعاشور مما مكنه من مغادرة التراب الوطني· وأضافت ذات المصادر إلى أن جميع الأقراص اللينة المتعلقة بقضية عاشور تم إتلافها على مستوى أمن تيبازة من قبل محافظ الشرطة (خ·ع)· وأضافت نفس المصادر إلى أن (ب·ح) استعمل القرصين اللينين في تسجيل مذكرة نهاية دراسة ابنته وبالتالي محا محتوياتهما حسب ما يقول المعني ·
وأوضحت مصادرنا أن عاشور استغل الثروة التي تحصل عليها ليغدق الجميع بهداياه سواء مسؤولين في الشرطة أو حتى من أهل الفن (انظر الصفحة 3)، ففضلا عن الحفلة التي نظمها رفقة الفنانة فلة عبابسة وحضوره لحفلتها بفندق الشيراتون أين كان متواجدا معها بغرفتها قبل دخولها الركح، كما أشارت ذات المصادر إلى أن عاشور اشترى لإحدى عشيقاته محلين تجاريين بسيدي يحيى بحيدرة وفيلا وسيارة من نوع توارق

الاثنين، أغسطس 13

ربراب.. أغنى رجل في الجزائر يروي للشروق قصته مع الثراء

x
مذكرات بلعيد عبد السلام: تواتي كان يلجأ الى ممارسة الأكاذيب لتشويه الوقائع (23)تاريخ المقال 12/08/2007ب. ولأنه عاجز عن تأييد مزاعمه بالحجج المستندة إلى وقائع قابلة للتأكد منها، نجد الجنرال تواتي يلجأ إلى ممارسة يبدو أنها صارت ميزة في تصرفاته. تتمثل هذه الممارسة في تشويه الوقائع تماما وترتيب الأمور بحسب ما يحتاج إليه من لجوء إلى أكاذيب يريد أن يحمل غيره على تصديقها. هكذا، وحسب ما جاء على لسانه في الحوار الذي خص به يومية El Watan، كنت أقوم بمهامي بصورة عادية إلى أن وصلتني أنباء عن وشوك تغييري برضا مالك على رأس الحكومة. وهكذا أيضا، حسب زعمه وبعدما دب اليأس إلي، جاءتني فكرة اللجوء إلى مساعي الجنرال تواتي من خلال عرضي له منصب وزير الداخلية كي يتسنى لي، بفضله، المحافظة على منصبي. هذه الترّهة لم تكن إلا لتثير السخرية لو لم ترد على لسان رجل اعتبره البعض "مخ" أقوى مؤسسة في الدولة، ألا وهو الجيش الوطني الشعبي، وادعى دوار الملهم في اتخاذ القرارات الخاصة بمصير جميع الجزائريين. ها نحن، اليوم، نعرف الظروف التي جعلتني أقترح على الجنرال تواتي منصب وزير الداxخلية. أما في ما يخص تبديلي برضا مالك فإن المسألة لم تكن واردة في جدول الأعمال على الأقل في تلك الفترة. يكفيني هنا أن أذكر بتلك الوعود البراقة التي وعدني بها من كانوا أكثر شأنا من الجنرال تواتي في ما يخص مصيري السياسي. فلو اقتصر انشغالي على إرضاء النفس بتلبية مثل هذا الطموح، لاكتفيت بأن أترك نفسي أُرفع برفق إلى تلك المكانة التي كان هؤلاء يلوحون لي بها في الأفق. فلو كنت، كما يقول الجنرال تواتي، قلقا فعلا على منصبي لاكتفيت في رد "خطر" تبديلي على التصرف بالطريقة الآتية : - منذ البداية، الاكتفاء في إعداد برنامج حكومتي بسياسة اقتصادية متجهة نحو خدمة المصالح التي كان الجنرال تواتي يدافع عنها أو اعتماد هذه السياسة ثم التراجع عنها والإسراع في الاستجابة لتطلعات من كان مصيري، كرئيس حكومة، بين أيديهم ؛ - عدم الإفصاح عن معارضتي منذ تنصيب حكومتي لتطبيق تلك العقود العجيبة المبرمة مع الحكومة الإيطالية والموروثة عن عهد الرئيس الشاذلي والتي بلغت قيمتها من 5 إلى 7 مليار دولار ويقول عنها البعض إنها كانت مرتبطة بمصالح مهمة عندنا ؛ - الوقوف، قبل الإقدام على أية مبادرة، على ما كان مرغوبا فيه وما لم يكن على مستوى من كان قادرا على إعادة النظر في منصبي على المستوى السياسي ؛ - غض الطرف عن بعض الأمور التي شُرع فيها أو كانت بصدد ذلك، أي الامتناع عن إطلاق بعض الإجراءات أو، على الأقل، منعها من مواصلة طريقها نزولا عند رغبة من قصدني ووعدني، لقاء فهم انشغالاته وتلبية طلبه، بالاستفادة من دعم قوي لي من طرف "موكليهم" ممن كان شأنهم أعلى بكثير من شأن الجنرال تواتي. وبعبارة أخرى، لو لم يقتصر الأمر، بالنسبة إلي، سوى على ضمان تأييد لمطامحي ونيل رضا "الأقوياء"، لكنت في غنى عن الجنرال تواتي لأنه كانت بحوزتي أوراق أخرى أكثر قيمة وفعالية ومصداقية. وكما صرحت بذلك علانية في تدخلي ببلدية الجزائر العاصمة يوم 23 جوان 1993، لم أكن أجهل تلك الطرق التي كان يسلكها من كان همهم الأول هو خدمة تطلعاتهم والبقاء في السلطة أو الرقي إلى قمة هرمها. أما في ما يخص الجنرال تواتي، حتى ولو أردت أن أنال ثقته والفوز بتأييده – مادام يعتبر نفسه "صانع الملوك" – كنت أعرف جيدا أن عرضي له منصب وزير الداخلية ما كان ليجدي نفعا. كان يكفيني أن ألبي رغبته بما يؤكد دوره كعراب لدى التجمع الوطني من أجل الثقافة والديمقراطية ويومية El Watan وغيرها من الصحف التي كانت تدور في فلكه. وحتى ولو لم أستطع الحصول على دعمه، كان بمقدوري على الأقل محاولة إبطال أثر تحفظاته بشأني وعداءه لي. ج. لا يمل الجنرال تواتي من تكرار زعمه بخصوص إخفاق سياستي الاقتصادية وقيام المجلس الأعلى للدولة بتنحيتي بسبب هذا الإخفاق. وعندما لا يجد الحجج القائمة على عناصر ملموسة، تراه، بسبب اعتياده اللجوء إلى استعمال عبارات من الطب العقلي، وكأنه يسقط، بدوره، ضحية ولعه بطريقة Coué. يظن أنه يكفيه التكرار الممل لعبارة "سياسته الاقتصادية قد أخفقت" كي يتحول هذا الإخفاق المزعوم إلى حقيقة راسخة في أذهان الناس من دون الشعور بالحاجة إلى تقديم الأدلة المثبتة لذلك. لذلك تجد طريقته لا تختلف كثيرا عن طريقة النجار الذي يظل يضرب على رؤوس المسامير إلى أن تنغرز في الألواح. لكن، هيهات أن تكون عقول الجزائريين مثل ألواح الخشب. ما قاله الجنرال تواتي في الحوار الذي خص به يومية El Watan لا يعدو كونه مجرد نسيج من الأكاذيب وتلاعبا بالألفاظ خاليا من أي معنى. لذلك، عوض أن يدعم كلامه بالحجج تجده يلجأ إلى تكرار مزاعم إلى ما لا نهاية. للتذكير، بعد صدور حواره، لفت انتباهه بعض الصحفيين، وكانوا محقين في ذلك، أنه لم يجب عن أية واحدة من الوقائع التي كنت قد ذكرتها في مقابلاتي مع عدد من الصحف قبله، مقابلات كان من المفروض أن يرد عليها في حواره. في آخر الأمر، وربما شعورا منه بضعف موقفه وخفة المزاعم التي رددها طيلة نص الحوار، اتجه إلى الطعن في شخصي بعبارات كادت أن تكون شتما سافرا عندما قال عني إني مريض أحتاج إلى المعالجة مثلما يحتاج المريض النفساني الذي يظل يردد نفس الادعاءات الفارغة تمنعه من رؤية واقع العالم كما هو من حوله. وبعدما أحس بالغيظ جراء فضحه سياسيا، لجأ إلى طرق هي أقرب إلى العار. أما من جانبي، فأنا أرفض أن أتبعه في الدرب الذي اختار أن يسلكه، متعمدا تفضيل الاحتقار عن واجب الاحترام. 16. "... عوض البكاء على مجده الضائع، كان الأحرى بالسيد عبد السلام أن يسهم في إثراء النقاش الوطني. فكرة المصلحة العليا للأمة ذاتها لم تنج من سوء معاملة بعض الأشخاص الذين أهانوها بردها إلى مستوى أشخاصهم الصغيرة. بالنسبة إلي، فكرة المصلحة العليا للأمة هذه لا يمكن بلورتها خارج الدستور وفي ظل احترام القوانين والتنظيمات. لا أعترف لأي شخص بالحق في تنصيب نفسه سيدا للوطنية، موزعا "فتاواه" في اتجاه هذه أو ذلك. نحن نعيش في ظل جمهورية وما الساسة إلا مجرد موكَّلين. لا يولد المرء قائدا. نحن مطالبون بألا نبتعد عن تلك المفاهيم الجمهورية التي ينبغي، بالعكس، تقويتها. الشعب الجزائري غير مدين بضريبة عرفان نحو القادة على أساس ما كانوا عليه في مرحلة ما من الماضي.". هذا الكلام الذي قاله الجنرال تواتي في خاتمة حواره الصحفي لم يكن جديدا إذ كثيرا ما نسمعه من أفواه أو نقرؤه لأقلام يعاني أصحابها عقدة عدم المشاركة في حركتنا الوطنية، أو الانحدار من تيارات سياسية أو أيديولوجية حاربت هذه الحركة الوطنية من أبناء جلدتنا. ذلك هو سبب انتشار عبارات جذابة من قبيل : "لا أحد له الحق في احتكار الوطنية" أو، تلك العبارة التي أتحفنا بها الجنرال تواتي حينما قال إنه لا يعترف لأحد بالحق في إصدار "فتاوى". مثل هذه العبارات لا تتطلب ردا آخر غير الابتسامة، وقد تستدعي قسطا من الشفقة. ومع ذلك، تجدني مضطرا إلى الرد على عبارة "وما الساسة إلا مجرد موكَّلين" بنوع من الاندهاش الممزوج بالسخرية. لا أملك إلا أن أسأله : ترى، ما هي "الفتوى" التي سمحت له بالمشاركة في حرمان منتخبي ديسمبر 1991 من فوزهم وتنصيب قادة آخرين لم يفوضهم أحد في محلهم ؟ اللهم إلا إذا كان يعتقد، وهذا ما أظن، نفسه ومن تبعه في "فتواه" مصدر المشروعية في الجمهورية التي يتحدث عنها، ومن ثمة المولى الذي يعود إليه منح التوكيل. بالنسبة إلى الوطنيين الجزائريين، الحديث عن الجمهورية وتحويل مبدئها إلى عقيدة مطلقة لا يعدو أن يكون دفعا لأبواب مفتوحة أصلا. فمنذ نشأة حركتنا الوطنية، لاسيما منذ المؤتمر الوطني الثاني لحزب الشعب-حركة انتصار الحريات الديمقراطية في أفريل 1953، ظلت فكرة "الجمهورية كشكل حكم" أحد المبادئ الأساسية بالنسبة إلى ما كان يسمى آنذاك بـ "الدولة الجزائرية المستقلة المقبلة". الوطنيون الجزائريون، لاسيما منذ استعادة الجزائر لاستقلالها، ليسوا في حاجة إلى التصرف كما لو كانوا صعاليك الثورة الفرنسية في 1789، مضطرين إلى التذكير، في كل مرة، بتمسكهم بالجمهورية من حيث هي مبدأ ثابت وواحدة من القيم الأصلية لثورتنا. أما بالنسبة إلى الفرنسيين، فعلى العكس، الجمهورية منذ نشأتها كمحصلة أساسية للثورة الفرنسية تتحدد بعلاقتها بالنظام السياسي والاجتماعي الذي جاءت لتقضي عليه وبالإحالة على القيم والمعايير الجديدة المتمثلة في الحرية، المساواة والأخوة التي رسختها في تنظيم المجتمع الفرنسي وفي شكل الحكم الذي أتت به في محل النظام الملكي والإقطاعي البائد الذي كان قائما على عدم المساواة بين الطبقات الاجتماعية. في ما يخص قيم ثورتنا والتي كانت تشكل الرهان الجوهري في حرب التحرير الوطني ضد النظام الاستعماري تمثلت أساسا في : الأمة، الاستقلال الوطني، الإسلام، الثقافة الوطنية العربية الإسلامية، إعادة المجد لتاريخنا الوطني العريق، العدالة الاجتماعية، النهوض بجماهيرنا الشعبية. كل هذه القيم تمثل أساس إعلان أول نوفمبر 1954 وتم تأكيدها منذئذ في كل مرة من خلال النصوص الأساسية لثورتنا. لكن، للأسف بالنسبة إلى "الديمقراطيين" و"الجمهوريين" المزعومين ممن يعدُّ الجنرال تواتي نفسه واحدا منهم، أصبحت هذه القيم عبارة عن تابوهات ينبغي تحطيمها ومفاهيم موروثة عن ماضي ولى وحان وقت نسيانه. غير أن الوطنيين الجزائريين الذين بقوا أوفياء لأنفسهم وللقيم الأساسية والثابتة لثورتنا لا يعتبرون أبدا من قبيل تنصيب الذات "أسيادا لحب الوطن" أن يواصلوا التمسك بهذه القيم والدفاع عنها في الوقت الذي يحاول البعض، شفاء للغليل لاشك، جعلها نسيا منسيا ودفنها إلى الأبد. جوهر الخلاف مع الجنرال تواتي ومن شاطره مشاعره هو على هذا المستوى لأننا في هذه الجزائر بدولتها المستقلة اليوم لم ننحدر من نفس الأصول. ختاما، ومن دون اللجوء إلى ترجمة حكمة بسيطة بالقبائلية، أرد على الجنرال تواتي بهذه الكلمات : "أدعو الله أن يلطف بك وينفعك بحكمته التي لا حدود لها !".

1 - al khatimaamine 2007-08-12ou est le socialisme dans tout ca da velaid.... c est bien que tu retrouves les vertues de la liberté de pensée et d expression ... ca te soigne beaucoup tu en es à l entamme puisse dieu inchallah te mene vers le ..discernement et el forkane daaawet ..el ....amine...

ربراب.. أغنى رجل في الجزائر يروي للشروق قصته مع الثراءتاريخ المقال 12/08/2007 الرجل غني بأفكاره قبل أن يكون غنيا بأمواله, ثروته تقدر بملايير الدولارات ولكنه يذكرك وأنت تتحدث إليه عن الثراء بمقولة أبيه "لا تأكل أكثر من طاقتك ولا تبذر ولو حبة قمح" سعادته ليست في الأسفار البعيدة ولا في الولائم الكيرى بل في توفير منصب عمل لشاب بطال يطرق بابه وسعادته أيضا في تحقيق الاكتفاء لبلده من مادة الزيت والسكر إنه أسعد ربراب أعنى رجل في الجزائر ورئيس مدير عام مجمع سيفيتال.رغم ضيق وقته استقبلنا بصدر رحب وقبل أن يحدثنا عن جوانب غير معروفة من حياته, طفولته ورفضه للاحتلال الفرنسي, والده الذي التحق بصفوف جيش التحرير الوطني رغم تقدم سنه, والدته التي سجنها جنود الاحتلال لمساعدتها للمجاهدين و شقيقه الذي سقط في ميدان الشرف...حدثنا ربراب عن سر تعيين أبنائه على رأس المناصب العليا في مجمعه وأكد عدم اكتراثه بالسياسة لأنه كما قال "موهبتي في خلق الثروة ومناصب العمل"وكشف سر نجاحه الذي يكمن في عنصرين اثنين: إعادة استثمار كل أرباحه وبحثه الدائم عن الجديد قبل هذا وذاك, حدثنا عن بدايته، أفراحه وكذلك أحزانه...قد يسأل البعض لماذا هذا الحوار؟ السبب بسيط هو أن الغنى في جزائر الانفتاح أصبح مقترنا بالسرقة وتحويل المال العام إلى درجة لم يعد يقتنع الشاب الجزائري أن العمل وفقط العمل هو الذي يبني الثروة ومن هذا المنطلق جاء هذا الربورتاج للتأكيد أن هناك من عمل في الجزائر بجد فأصبح ثريا بل أغنى رجل في الجزائر. هكذا بدا الحوار، أرجو يا سيدتي لا تترددي البتة في طرح أي سؤال, فأنا أجيب على كل الأسئلة لأنني ببساطة شديدة ليس لدى لدي ما أخفيه. فبدأنا من البداية من سنة 1968 عندما أسس السيد ربراب مكتب خبرة في المحاسبة "اذكر عندما عرض علي احد زبائن المكتب سنة 1971 أن ادخل معه شريكا في مؤسسة صغيرة تعمل في مجال تحويل الحديد. كانت هذه الشركة تتكون من خمسة شركاء وخمسة عمال مبتدئين ودفعت مبلغ 27000 دينار مقابل حصولي على 20 في المائة من الأسهم ولكني احتفظت بمكتب المحاسبة لأنه راتب الشركاء لم يكن يتجاوز 400 دينار شهريا" تلكم كانت بداية ربراب رجل الأعمال وفي وقت قياسي كبرت تلك الشركة حيث أصبحت توظف 65 عامل سنة 1971 وأكد لنا السيد ربراب أن سر النجاح يكمن في إعادة استثمار كل الأرباح , وفي سنة 1974 قرر شركاء ربراب الانسحاب من الشركة "كانوا يخشون التأميمات، ففضلوا عدم المغامرة". وهكذا أسس ربراب أول شركة له سنة 1975 هي بروفيلور التي بدأت نشاطها بأربعة موظفين فقط وبعد أربع سنوات فقط باتت توظف 200 عاملا. وأكدت هذه النتائج الجيدة صواب إستراتيجية ربراب الذي يقول إن إعادة الاستثمار والبحث عن التجديد هما في واقع الأمر الوصفة التي توصلك إلى بر النجاح في مجال الأعمال. واستغل ربراب نجاح بروفيلور لشراء عدة شركات أخرى كلها في مجال تحويل الحديد... ودخل ربراب نادي كبار رجال الأعمال سنة 1988 حين قرر إنشاء شركة ميتال سيدار التي بدأت الإنتاج سنة 1992 "ميتال سيدار مفخرة اعتز بها وللعلم فقد وظفت منذ السنة الأولى للإنتاج 1000 عامل و25 مناول كل واحد منهم يوظف 25 شخصا " ويضيف السيد ربراب أن ميتال سيدار حققت رقم أعمال سنة 1992 ب 6.4 مليار دينار أي ما يعادل آنذاك 300 مليون دولار وبلغ الربح الصافي 33 مليون دولار"للعلم فقط كانت ميتال سيدار الشركة الخاصة رقم واحد في الجزائر" وبنبرة حزينة جدا يحدثنا ربراب عن المجموعة الإرهابية التي حولت ميتال سيدار إلى حطام ورماد. "في جانفي 95 تسلل 50 إرهابيا داخل المؤسسة على الساعة العاشرة ليلا, وضعوا 14 قنبلة حولت المجمع إلى حطام" بعد هذه الحادثة قرر السيد ربراب غلق المصنع بعد أن "دفعت تعويضات ال 1000 عامل دون استثناء". الهجرة الى فرنسا وبعد حرق المصنع وضياع الملايير اضطر ربراب الهجرة الى فرنسا بعد ان تلقى تهديدات بالقتل من طرف الجماعات الإرهابية "صحيح أنني لم أكن فقيرا ولكن ثروتي جزائرية وأموالي دنانير ولم تكن بداياتي في فرنسا سهلة."يقول ربراب الذي تأثر ايما تأثير بحادثة حرق مصنع ميتال سيدار "مفخرة القطاع الخاص الجزائري" بدأ ربراب من الصفر في بلد الجن ولملائكة وكانت البداية متواضعة جدا فقد اقترح عليه صديق له ان يدخل معه شريكا في قصابة"حلال". "قلت ليس لدي أي مال ولكن إذا ما قبلت منحي قرضا فانا مستعد للدخول معك شريكا بثلاثين في المائة " وسنة فقط بعد دخول ربراب شريكا في هذه القصابة بفرنسا اصبح المالك الوحيد لها بعد أن أعاد استثمار كل أرباحه في شراء حصص شريكه. وبعدها استطاع ان يشتري قصابة حلال ثانية في مقاطعة "لا بروتان" غرب فرنسا. "الجميل في النظام المصرفي الغربي انك تستطيع أن تحصل على قروض ومساعدة لأن فكرة مشروعك جيدة. فقد استطعت شراء محلين دون أن ادفع فلسا واحدا "يقول ربراب الذي حلم ان يصبح النظام المصرفي الجزائري في مستوى الأنظمة الغربية "والى يومنا هذا لم اقبض أورو واحدا من القصابتين لأنني مازلت أعيد استثمار كل الأرباح فالقصابة المتواضعة التي كانت قيمتها بسيطة اصبحت اليوم تساوي الملايين بالعملة الصعبة" وهنا يتوقف ربراب عن الحديث ويسرح خياله بعيدا عن مقر شركة سيفيتال بالعاصمة اين استقبلنا وبعد لحظات من الصمت يحدثنا عن ابنيه مليك وعمر الذين ظلا في الجزائر بعد هجرة الأب "بدورهما تلقيا ابني مليك وعمر تهديدات بالقتل فأمرتهما بمغادرة البلد والالتحاق بي بفرنسا " يقول ربراب وجاءت سنة 1995 ومعها تحرير مجال التجارة الخارجية ودخل ربراب مجال استيراد السكر"اشتريت باخرة سكر كتجربة أولى ثم ثانية ثم ثالثة وكان كل شيء على ما يرام واستطعت أن أحقق إرباحا معتبرة وبسرعة أصبحت أهم مستورد للسكر" ولكن سرعان ما يكتشف ربراب الى ان لعبة استيراد السكر مغشوشة حيث تبين أن هناك من اشترى السكر بسعر أعلى من السعر الذي اشترينا به ليبيع بسعر اقل أي بكلمة مختصرة جدا تبين أن هناك من يبيع بالخسارة" "هناك شخص يدعى زاهد من حي لا مونتاني بالعاصمة خسر في ظرف قياسي 100 مليار ولكنه في ذات الوقت تمكن من تحويل مبالغ خيالية من العملة الصعبة الى الخارج كيف ذلك ؟ بكل بساطة كان لديه أصدقاء داخل البنوك متواطئين معه يمنحون له قروضا دون أي ضمان, مما يجعله يستعمل المال لاستيراد السكر بأي سعر والهدف هو في نهاية المطاف تحويل المال إلى حسابات في الخارج"وبعد أن تأكدنا أن اللعبة واضحة قررنا الانسحاب من هذا المجال وحاولنا العمل في مجال استيراد العلف وكان هذا القرار قد اتخذ بعد أن تخلى الديوان الوطني الجزائري للحبوب عن هذا الفرع" واصلنا العمل إلى غاية 1997 وما حدث بالنسبة للسكر تكرر بالنسبة للعلف, فقد استطاع بعض المحظوظين الحصول على قروض فاشتروا بأغلى وباعو ارخص منا وهذا معناه أمهم كسروا لسوق" عندها اقتنع ربراب أن مجال الاستيراد لا يليق به وان عليه العودة إلى مجال الصناعة وبدأ يفكر في مشروع في هذا المجال واقتنع بضرورة صناعة زيت المائدة بعد الندرة المزمنة والضغط الدائم على هذه المادة الحيوية آنذاك. نصحه صديق له بالاقتراب من المؤسسة العمومية لإنتاج هذه المادة والاقتراح عليهم الدخول معهم في شراكة أو شراء المؤسسة "طلبوا مني تكوين ملف والانتظار وقلت لا يمكن أن انتظر أكثر من شهرين لأني كنت أنوي إنشاء مؤسسة خاصة إذا لم احصل على موافقة الأونس سي جي وعندما قابلت المدير قال لي أنه منشغل بحل أزمة الندرة وعليه أن يجد حلا قبل حلول شهر رمضان وطلب مني العودة وعندما عدت اليه مرة ثالثة قال أن الأمر غير ممكن ونصحني بإنشاء شركتي الخاصة , عندها بدأت ابحث عن ميناء لأسس هذه الشركة بداخله, فطلبت من مدير ميناء الجزائر الذي رفض ثم توجهت الى مدير ميناء بجاية الذي رحب بالفكرة ولم يتردد في منحي الموافقة فبدأنا في بناء المصنع الذي دخل طور الانجاز سنة 1998 "عرفت الزيت التي شرعنا في انتاجها نجاحا كبيرا وضاعفنا الإنتاج لنصل الى 1800 طن يوميا بعد أن كان الإنتاج يقدر ب 600 طن يوميا" وفي هذه اللحظة بالذات يبتسم الرجل ويقول بافتخار كبير"تحولت الجزائر من بلد يستورد الزيت الى بلد يصدر الزيت هذا النجاح دفعنا إلى خلق وحدة إنتاج المارغرين وكذلك وحدة تكرير السكر" وستدخل وحدة انتاج تكرير السكر الثانية حسب ربراب قبل نهاية هذه السنة وستكون هذه الوحدة أكبر مصنع لتكرير السكر في العالم بطاقة انتاج تصل الى 1.8 مليون طن مضيفا أن 50 في المائة من انتاج هذا المصنع سيوجه للتصدير. سيفيتال غنية وربراب فقير وتعتبر شركة سيفيتال اليوم أول شركة خاصة في الجزائر وسابع شركة على مستوى الوطن بعد سوناطراك نفطال, نفطاك, الجزائر للاتصالات, سونلغاز وجيزي. وتنمو سيفيتال بنسبة 50 في المائة سنويا ودفعت الى خزينة الدولة من 1999 الى 2006 اكثر من 49 مليار دينار "فنحن ندفع (' في المائة لما نربح الى خزينة الدولة ونعيد استثمار 45 في المائة ونختفظ ب 1 في المائة فسيفيتال شركة غنية ولكن ربرارب ليس غنيا يقول صاحب الشركة التي قدر مكتب اجنبي رع بجاية لوحده بأكثر من 3 مليار دولار. وخلافا لكبار أغنياء العالم من أمثال الأمريكي بيل غيتس الأمريكي وبعض امراء الخليج لا يملك ربراب طائرة خاصة به"بإمكاني شراء طائرة ولكن ستكون هذه النفقة غير مربحة بحيث ستكون الطائرة في معظم الحالات لا عمل فلماذا التبذير؟ اقترح على مجموعة من رجال الأعمال الاشتراك لشراء طائرة وفي هذه الحالة تصبح العملية مربحة "يقول ربراب ليضيف" أنا لا اشتري شيء ليقول الناس انني اشتريت بل اشتري اذا كانت القضية مربحة كان والدي يمقت التبذير ويوبخ كل من يترك حبة قمح في صحنه وكان يقول لنا رحمه الله"كل فقط ما تستطيع أكله" ويضيف ربراب أن ذروة سعادته تكمن في خلق الثروة ومن اجل ذلك لا بد من العمل والعمل فقط. عدو الانسان شيئين اثنين كثرة الوقت وكثرة المال فإذا كان لديك متسع من الوقت قد تصاب بالضجر وان كان لديك المال الوفير فقد تنحرف وتذهب إلى الرذيلة هذه هي فلسفة السيد ربراب كما طرحها علينا ببساطة ويذكرك ان كنت نسيت انه ابن الشعب وان والده ابن فلاح هاجر الى فرنسا مكرها للعمل في مصنع هناك. نمور جنوب شرق آسيا .. نموذج ربراب وردا على سؤال حول النموذج الذي يؤثر على ربراب يقول أن نجاحات نمور جنوب شرق آسيا جديرة بالدراسة والاهتمام. فشركات مثل هيونداي وسامسونغ وآل جي على سبيل المثال انطلقت من الصفر وهي في الأصل شركات عائلية تحولت اليوم الى شركات عالمية ضخمة"هل تعلمون أن رقم اعمال شركة سامسونغ هو 135 مليار دولار بينما الناتج الوطني الصافي عندنا هو 105 مليار دولار فهذه الشركة في واقع الأمر أغنى من حيث رقم اعمالها فما ينتجه بلد بأكمله اسمه الجزائر بنفطه وفلاحته وصناعته ..وبلغ رقم اعمال هيونداي 120 مليار دولار ومالك هذه الشركة هو سيد قدم من كوريا الشمالية واستطاع أن يبني امبراطورية تجد لها فروعا في معظم بلدان العالم وقد بدأت هيونداي يقول ربراب بالصناعة الغذائية ثم اكتسب مصنعا لتكرير السكر... وحين تقول لربراب هل تريد أن تصبح بيل غايت الجزائر ( بيل غايت امريكي يملك شركة ميكروسوفت وهو اغنى رجل في العالم تقدر ثروته بأكثر من 50 مليار دولار) يأتي الرد بالنفي."احترم جدا ما حققه هذا الرجل خاصة تركيزه على العمل الخيري ولكنه لا يشكل نموذجا بالنسبة لي بقدر ما اشعر انني قريب من نموذج نمور جنوب شرق آسيا" ويضيف ربراب أن الثراء لا يعني له شيئا بقدر ما هو متحسر على امر وحيد وهو أنه لم يتمكن من المطالعة...بالقدر الكافي. عائلة فلاقة... وماليك هو اكثر من يشبهني... فبعد الحديث عن النجاحات في مجال الصناعة أردنا ان نعرف المزيد عن حياة أغنى رجل في الجزائر وطرحنا اسئلة عن عائلة ربراب اثناء حرب التحرير "عائلتي عائلة فلاقة والدي التحق بصفوف جيش التحرير وهو في السن السبعين, والتحق بعده شقيقي عمر بصفوف جيش التحرير وسقط في ميدان الشرف سنة 1960 اما والدتي فقد سجنت في تيزي وزو لأنها كانت تساعد المجاهدين بالمؤونة وبالمعلومات. أما انا فتشاجرت يوما مع جنود الاحتلال وأنا شاب صغير... اليوم أريد إنشاء جمعية خيرية سيطلق عليها اسم الشهيد عمر ربراب تعنى بشؤون العائلة الثورية وعن سؤال حول سبب تعيين أبنائه على رأس المناصب الهامة بالشركة يرد ربراب انه استثمر كثيرا فيهم وبالإضافة إلى ذلك يثق فيهم." معيار التعيين بالنسبة لي هو الكفاءة وأبنائي درسوا في اكبر الجامعات ولأنهم أبنائي فانا متأكد أنهم لن يتركوا الشركة للذهاب إلى العمل عند الغير..." ودائما فيما يخص أبناءه عمار, ماليك وياسمين يعترف أنه يحبهم ولكل واحد منهم ميزات قد لا تجدها عند الآخر ولكن إذا ما أصاب الأب لا قدر الله مكروها فحينها يقول ربراب سأرفع السماعة لأطلب المساعدة من ...ماليك. وهو يتحدث عن "المكروه" قال ربراب أنه لا يزال يحتفظ بالحادث الذي أودى بحياة ابنة أخته التي لم تكن تتعدى الأربع سنوات بمصنعه والتي كانت متواجدة بعين المكان رفقة والدها الذي توفي عندما كان يحاول إصلاح عطب بإحدى الآلات وهو الحادث الذي حول شقيقه إلى معوق حركيا اليوم" . من شقة بغرفتين الى قصر بدون مسبح ويكشف أيضا ربراب أنه تزوج قريبته وان"المودة والحب"هما سمات علاقته الزوجية"حين كنت لا املك شيئا كنا نسكن بيتا بغرفتين قلت لزوجتي عليك ان تختاري بين التمتع اليوم أو الانتظار الى حين تأتي ساعة النجاح وحينها يمكنك ان تتمتعي... فلم تتردد قط وفضلت الانتظار واليوم والحمد لله تعيش حياة هادئة ومستقرة وان كانت لا تحب أن اكثر الحديث الى الصحافة..." وربراب لمن لا يعرفه لا يملك مسبحا مثل كل اغنياء الجزائر" لأننا ببساطة يقول ربراب " لا نرى ضرورة لذلك قد يكون ذلك في المستقبل .. لأحفادي الست و لم يخف ربراب حسرته . ومن يريد معرفة سر هدوء ورزانة هذا الرجل فالوصفة بسيطة, ربراب ينهض كل صباح على الساعة السادسة يمارس رياضته ويشرب فنجان... شراب الأعشاب أو "التيزانة" لأن ربراب يكره المنبهات والمواعيد المبكرة جدا "احدد مواعيدي دائما بداية من الساعة العاشرة وهو السبب الذي يفسر المآدب الغذاء العملية المتكررة لأن 90 في المائة من مواعيدي العملية المهمة تتم عند الغذاء.. هذا هو اسعد ربراب لمن لا يعرفه. وأسر لنا ربراب انه يهوى المطالعة وان ما يحز في نفسه هو انه لم يكن لديه الوقت الكافي لممارسة هوايته. عزوز سعاد

1 - ربرابناصر السطايفي 2007-08-12لا تأكل أكثر من طاقتك!!!
2 - c'est un homme vraitsemain 2007-08-12rabrab c'est un vrait homme bon contuniation
صبيحة 2007-08-12لقد تاثرت بمشوارالسيد ربراب المهني لكن لما اللوم على الشاب الجزائري ذو الشهادة الجامعية لكن بدون الخبرة المهنية ولاحتى دينار يبدا به مشروعااو فرصة عمل يدخر منها الدينار الذي ينقصه
4 - chapou pour monsieur rabrabsoufiane 2007-08-12je passe mes salut par mon journal a monsieur rabrab et j'esper tts la succes pour vous et vive l'algerie
5 - ؟مبارك 2007-08-12ياليتكم تجدون لنا افقر جزائري و تحدثوننا عنه.
6 - REBRAB N'EST PAS CE QU'IL PRETEND ETRERAJIV 2007-08-12vous avez omis de poser des questions objectives qui concernent la vie quotidienne, au lieu de sombrer dans un article de lèche..
7 - commentairehamid 2007-08-12on dirait on vient d'une autre planete pour nos dire aujourdhui d'ou elle vient cette richesse vraiment c'est .....allah ykoun fi aounou
2007-08-12TANMIRT A DA ISSAD; C'EST QUOI L'ALGERIE SANS LES KABYLES
9 - عائلة مجاهدةDZconstantine 2007-08-12سيدي الفاضل عائلتك عائلة الشهداء عائلة مجاهدة و ليست فلاقة. سيدي الفاضل تحية تقدير و تشجيع لإبن عائلة مجاهدة أنجبت فحلا جزائريا يقوم الآن بالجهاد الأكبر و يواصل المسيرة, أستسمحك على تصحيح كلمة أمقت سماعها أو قرائتها ألى و هي فلاقة لأنها كلمة إستعمارية. DZconstantine.com
10 - نتمنى النجاح و التوفيق للسيد اسعد ربراب Designer من كندا 2007-08-12العمل ثم العمل إن قطاع الخاص هو الذي يخرج الجزائر من الأزمة بإن الله و مأعجبني هيا تلك العبارة " وستكون هذه الوحدة أكبر مصنع لتكرير السكر في العالم " و إنشاء الله تكون الجزائر مصدرة للسكر وهذا بزرع قصب السكر و يكون السكر البني متوفر و كذالك نبتت الكولزا Colza التي يستخرج منها زيت الكولزا الصحي المتواجد بكثرة في الدول المتقدمة و كذالك زيت الزيتون و هذا بغرس أشجار الزيتون و نلتحق بالدول المنتجة لهذه المادة بكثرة كإطاليا و إسبانيا و هكذا تنقس الأمراض في المجتمع الجزائري و نفس الشيأ للخبز فجله مصنوع بالطحين الأبيض عوضا أن يكون مصنوع الطحين الكامل. و أخيرا نتمنى النجاح و التوفيق للسيد اسعد ربراب و لكل الجزائرين المخلصين
11 - Bon couragekarim 2007-08-12Je ne sais pas si Mr Rebrab a des projets dans les regions montagneuse Kabyles pour la jeunesse qui souffre du chômage la-bas ! Je rappele que je ne suis pas d'origine Kabyle mais un Algerien qui aime l'Algerie et les Algeriens et merci pour cet espace libre qu'au passage je remercie le quotidien Echourouk
عادل 2007-08-12بطبيعتنا كجزاريين نميل الي الشك وذلك مبرر في اغلب الاحيان لاننا فقدنا الثقة في المسؤولين وحتى في ذوي رؤوس الاموال. لان الثروة تساوي الاختلاس فى جزائر اليوم. اما عن هاذا الموضوع فهو مهم لانه يسلط الضوء على شريحة من اغنياء الجزائر يجب ان تشجع وان تاخذ مكانها في الريادة لكي يحتذا بها بدل المختلسين والخارجين عن القانون الذين هم قدوة لشبابنا اليوم
13 - we are not that dumpjamal 2007-08-12بدأ ربراب من الصفر في بلد الجن ولملائكة وكانت البداية متواضعة جدا فقد اقترح عليه صديق له ان يدخل معه شريكا في قصابة"حلال". "قلت ليس لدي أي مال ولكن إذا ما قبلت منحي قرضا فانا مستعد للدخول معك شريكا بثلاثين في المائة " وسنة فقط بعد دخول ربراب شريكا في هذه القصابة بفرنسا اصبح المالك الوحيد لها بعد أن أعاد استثمار كل أرباحه في شراء حصص شريكه. وبعدها استطاع ان يشتري قصابة حلال ثانية في مقاطعة "لا بروتان" غرب فرنسا. how come as i see on 1995 he went to france .and start over from zero.he must have the ring of sulaiman .because he succeed to creat all that wealth in 3 years .for your knowldge credit loan of 5000 euro it take 1 to 2 years to pay it off.according to loan policies. " يقول ربراب وجاءت سنة 1995 ومعها تحرير مجال التجارة الخارجية ودخل ربراب مجال استيراد السكر"اشتريت باخرة سكر correct me if im wrong .as i sse on 1995 he went to france .and in same year he start his import business and in that year was having nothing finally algeria is miserieus country and every wealthy man he creat his fortune by sheat ,stealing and corruption any way we left algeria to them if they can cut to pieces and eat it . life is short . one day we all going stand face to face to allah .in that time the truth will come out .
14 - AlgerAlgérien 2007-08-13Recrutez moi, Monsieur Rebab, j'ai envoyé mon CV Via le net à l'adresse de votre entreprise, malheureusement et je n'ai rien reçu jusqu'à maintenant.... je vous félicte vous êtes une fierté pour l'Algérie, je vous remercie d'avoir réussis de cette maniène si clean...voilà mon email j'espère reçevoir une réponse : deneiro36@yahoo.fr أتمنى النشر
15 - 402 .ashbury ave, El Cerrito, ca USAZohra 2007-08-13I have never heard about this man who is the most important man in my country, I'd like to see this modest person, How I didn't heard about him, I was born in Algeria and I lived over there for a long time. Je ne sais pas quoi dire rien qu'il merite d'etre l'homme le plus riche dans le monde entier.
16 - from wherekaddour 2007-08-13ok i agree you on this article but where is the nagatives in his wealth, the firm of alkohol, why he colonalize the sugar in algeria crisis, and increase its price more than 800%...do you understand in algeria any one improved his wealth he has the hand in the authority with army, please -ec-chourouk news- protect your value before you loss it because you are in the heart ....
17 - جانب الظل في المقال ب.ع 2007-08-13أود طرح بعض الاسئلة على جريدتي المفضلة : 1- يقول السيد ربراب أنه لم يكن من المحظوظين في الاستفادة من دعم البنوك و نقول اسألوا السيد ربراب كيف قام بفتح حساب بنكي في قضية مستغانم باسم أحد البسطاء من دهماء الشعب دون أن يعلم ؟ 2- يقول ربراب أنه يحرص على دفع الضرائب على نشاطه و نقول اسألوا السيد ربراب كيف كان يتعامل باسم المسكين في مستغانم في خلق معاملات وهمية على أساس أن هذا الشخص من مستغانم قام بمشتريات من عند شركة اقرو قران ، ألا يعد هذا تبييضا للأموال أو تهربا ضريبيا ؟ 3- يقول السيد ربراب في تصريح له للصحافة في قضية مستغانم أن مجمعه يتعامل دائما عن طريق البنك و بالشيك ونقول اسألوا السيد ربراب عن القضية التي هي أمام عميد قضاة التحقيق بمحكمة حسين داي كيف كان يسدد المعاملات ؟ 4- يقول السيد ربراب في تصريح له للصحافة في قضية مستغانم أن مجمعه يتعامل دائما عن طريق البنك و بالشيك لكن نقول اسألوا السيد ربراب عن القضية التي هي أمام عميد قضاة التحقيق بمحكمة حسين داي أين هي الوثائق التي تثبت تعامله مع هذا الشخص البسيط ، سوف يجيبكم مصفي شركة اقرو قران السيد برنــــو أن المجمع يفتقر الى أي محاسبة منتظمة و لا يملك أية فاتورة أو سند طلب يثبت المعاملة التجارية ؟ أملي كبير في جريدتي الشروق في نشر هذا التعليق الذي لم يحتوي أي تجريح ، فإننا كالشمعة نحترق لنضيء الأخرين .
18 - الله يزيدعلي الجلفة 2007-08-13كل من يكد ويجتهد في اطار الحلال والاخلاص لربه ووطنه ،الله يزيدو ويعطيه العافية ويكثر من أمثاله ....آمين
أضف تعليقك :

ما لا يقال: ما لم يقله بلعيد عبد السلام في مذكراته

مذكرات بلعيد عبد السلام: تواتي كان يلجأ الى ممارسة الأكاذيب لتشويه الوقائع (23)تاريخ المقال 12/08/2007ب. ولأنه عاجز عن تأييد مزاعمه بالحجج المستندة إلى وقائع قابلة للتأكد منها، نجد الجنرال تواتي يلجأ إلى ممارسة يبدو أنها صارت ميزة في تصرفاته. تتمثل هذه الممارسة في تشويه الوقائع تماما وترتيب الأمور بحسب ما يحتاج إليه من لجوء إلى أكاذيب يريد أن يحمل غيره على تصديقها. هكذا، وحسب ما جاء على لسانه في الحوار الذي خص به يومية El Watan، كنت أقوم بمهامي بصورة عادية إلى أن وصلتني أنباء عن وشوك تغييري برضا مالك على رأس الحكومة. وهكذا أيضا، حسب زعمه وبعدما دب اليأس إلي، جاءتني فكرة اللجوء إلى مساعي الجنرال تواتي من خلال عرضي له منصب وزير الداخلية كي يتسنى لي، بفضله، المحافظة على منصبي. هذه الترّهة لم تكن إلا لتثير السخرية لو لم ترد على لسان رجل اعتبره البعض "مخ" أقوى مؤسسة في الدولة، ألا وهو الجيش الوطني الشعبي، وادعى دوار الملهم في اتخاذ القرارات الخاصة بمصير جميع الجزائريين. ها نحن، اليوم، نعرف الظروف التي جعلتني أقترح على الجنرال تواتي منصب وزير الداخلية. أما في ما يخص تبديلي برضا مالك فإن المسألة لم تكن واردة في جدول الأعمال على الأقل في تلك الفترة. يكفيني هنا أن أذكر بتلك الوعود البراقة التي وعدني بها من كانوا أكثر شأنا من الجنرال تواتي في ما يخص مصيري السياسي. فلو اقتصر انشغالي على إرضاء النفس بتلبية مثل هذا الطموح، لاكتفيت بأن أترك نفسي أُرفع برفق إلى تلك المكانة التي كان هؤلاء يلوحون لي بها في الأفق. فلو كنت، كما يقول الجنرال تواتي، قلقا فعلا على منصبي لاكتفيت في رد "خطر" تبديلي على التصرف بالطريقة الآتية : - منذ البداية، الاكتفاء في إعداد برنامج حكومتي بسياسة اقتصادية متجهة نحو خدمة المصالح التي كان الجنرال تواتي يدافع عنها أو اعتماد هذه السياسة ثم التراجع عنها والإسراع في الاستجابة لتطلعات من كان مصيري، كرئيس حكومة، بين أيديهم ؛ - عدم الإفصاح عن معارضتي منذ تنصيب حكومتي لتطبيق تلك العقود العجيبة المبرمة مع الحكومة الإيطالية والموروثة عن عهد الرئيس الشاذلي والتي بلغت قيمتها من 5 إلى 7 مليار دولار ويقول عنها البعض إنها كانت مرتبطة بمصالح مهمة عندنا ؛ - الوقوف، قبل الإقدام على أية مبادرة، على ما كان مرغوبا فيه وما لم يكن على مستوى من كان قادرا على إعادة النظر في منصبي على المستوى السياسي ؛ - غض الطرف عن بعض الأمور التي شُرع فيها أو كانت بصدد ذلك، أي الامتناع عن إطلاق بعض الإجراءات أو، على الأقل، منعها من مواصلة طريقها نزولا عند رغبة من قصدني ووعدني، لقاء فهم انشغالاته وتلبية طلبه، بالاستفادة من دعم قوي لي من طرف "موكليهم" ممن كان شأنهم أعلى بكثير من شأن الجنرال تواتي. وبعبارة أخرى، لو لم يقتصر الأمر، بالنسبة إلي، سوى على ضمان تأييد لمطامحي ونيل رضا "الأقوياء"، لكنت في غنى عن الجنرال تواتي لأنه كانت بحوزتي أوراق أخرى أكثر قيمة وفعالية ومصداقية. وكما صرحت بذلك علانية في تدخلي ببلدية الجزائر العاصمة يوم 23 جوان 1993، لم أكن أجهل تلك الطرق التي كان يسلكها من كان همهم الأول هو خدمة تطلعاتهم والبقاء في السلطة أو الرقي إلى قمة هرمها. أما في ما يخص الجنرال تواتي، حتى ولو أردت أن أنال ثقته والفوز بتأييده – مادام يعتبر نفسه "صانع الملوك" – كنت أعرف جيدا أن عرضي له منصب وزير الداخلية ما كان ليجدي نفعا. كان يكفيني أن ألبي رغبته بما يؤكد دوره كعراب لدى التجمع الوطني من أجل الثقافة والديمقراطية ويومية El Watan وغيرها من الصحف التي كانت تدور في فلكه. وحتى ولو لم أستطع الحصول على دعمه، كان بمقدوري على الأقل محاولة إبطال أثر تحفظاته بشأني وعداءه لي. ج. لا يمل الجنرال تواتي من تكرار زعمه بخصوص إخفاق سياستي الاقتصادية وقيام المجلس الأعلى للدولة بتنحيتي بسبب هذا الإخفاق. وعندما لا يجد الحجج القائمة على عناصر ملموسة، تراه، بسبب اعتياده اللجوء إلى استعمال عبارات من الطب العقلي، وكأنه يسقط، بدوره، ضحية ولعه بطريقة Coué. يظن أنه يكفيه التكرار الممل لعبارة "سياسته الاقتصادية قد أخفقت" كي يتحول هذا الإخفاق المزعوم إلى حقيقة راسخة في أذهان الناس من دون الشعور بالحاجة إلى تقديم الأدلة المثبتة لذلك. لذلك تجد طريقته لا تختلف كثيرا عن طريقة النجار الذي يظل يضرب على رؤوس المسامير إلى أن تنغرز في الألواح. لكن، هيهات أن تكون عقول الجزائريين مثل ألواح الخشب. ما قاله الجنرال تواتي في الحوار الذي خص به يومية El Watan لا يعدو كونه مجرد نسيج من الأكاذيب وتلاعبا بالألفاظ خاليا من أي معنى. لذلك، عوض أن يدعم كلامه بالحجج تجده يلجأ إلى تكرار مزاعم إلى ما لا نهاية. للتذكير، بعد صدور حواره، لفت انتباهه بعض الصحفيين، وكانوا محقين في ذلك، أنه لم يجب عن أية واحدة من الوقائع التي كنت قد ذكرتها في مقابلاتي مع عدد من الصحف قبله، مقابلات كان من المفروض أن يرد عليها في حواره. في آخر الأمر، وربما شعورا منه بضعف موقفه وخفة المزاعم التي رددها طيلة نص الحوار، اتجه إلى الطعن في شخصي بعبارات كادت أن تكون شتما سافرا عندما قال عني إني مريض أحتاج إلى المعالجة مثلما يحتاج المريض النفساني الذي يظل يردد نفس الادعاءات الفارغة تمنعه من رؤية واقع العالم كما هو من حوله. وبعدما أحس بالغيظ جراء فضحه سياسيا، لجأ إلى طرق هي أقرب إلى العار. أما من جانبي، فأنا أرفض أن أتبعه في الدرب الذي اختار أن يسلكه، متعمدا تفضيل الاحتقار عن واجب الاحترام. 16. "... عوض البكاء على مجده الضائع، كان الأحرى بالسيد عبد السلام أن يسهم في إثراء النقاش الوطني. فكرة المصلحة العليا للأمة ذاتها لم تنج من سوء معاملة بعض الأشخاص الذين أهانوها بردها إلى مستوى أشخاصهم الصغيرة. بالنسبة إلي، فكرة المصلحة العليا للأمة هذه لا يمكن بلورتها خارج الدستور وفي ظل احترام القوانين والتنظيمات. لا أعترف لأي شخص بالحق في تنصيب نفسه سيدا للوطنية، موزعا "فتاواه" في اتجاه هذه أو ذلك. نحن نعيش في ظل جمهورية وما الساسة إلا مجرد موكَّلين. لا يولد المرء قائدا. نحن مطالبون بألا نبتعد عن تلك المفاهيم الجمهورية التي ينبغي، بالعكس، تقويتها. الشعب الجزائري غير مدين بضريبة عرفان نحو القادة على أساس ما كانوا عليه في مرحلة ما من الماضي.". هذا الكلام الذي قاله الجنرال تواتي في خاتمة حواره الصحفي لم يكن جديدا إذ كثيرا ما نسمعه من أفواه أو نقرؤه لأقلام يعاني أصحابها عقدة عدم المشاركة في حركتنا الوطنية، أو الانحدار من تيارات سياسية أو أيديولوجية حاربت هذه الحركة الوطنية من أبناء جلدتنا. ذلك هو سبب انتشار عبارات جذابة من قبيل : "لا أحد له الحق في احتكار الوطنية" أو، تلك العبارة التي أتحفنا بها الجنرال تواتي حينما قال إنه لا يعترف لأحد بالحق في إصدار "فتاوى". مثل هذه العبارات لا تتطلب ردا آخر غير الابتسامة، وقد تستدعي قسطا من الشفقة. ومع ذلك، تجدني مضطرا إلى الرد على عبارة "وما الساسة إلا مجرد موكَّلين" بنوع من الاندهاش الممزوج بالسخرية. لا أملك إلا أن أسأله : ترى، ما هي "الفتوى" التي سمحت له بالمشاركة في حرمان منتخبي ديسمبر 1991 من فوزهم وتنصيب قادة آخرين لم يفوضهم أحد في محلهم ؟ اللهم إلا إذا كان يعتقد، وهذا ما أظن، نفسه ومن تبعه في "فتواه" مصدر المشروعية في الجمهورية التي يتحدث عنها، ومن ثمة المولى الذي يعود إليه منح التوكيل. بالنسبة إلى الوطنيين الجزائريين، الحديث عن الجمهورية وتحويل مبدئها إلى عقيدة مطلقة لا يعدو أن يكون دفعا لأبواب مفتوحة أصلا. فمنذ نشأة حركتنا الوطنية، لاسيما منذ المؤتمر الوطني الثاني لحزب الشعب-حركة انتصار الحريات الديمقراطية في أفريل 1953، ظلت فكرة "الجمهورية كشكل حكم" أحد المبادئ الأساسية بالنسبة إلى ما كان يسمى آنذاك بـ "الدولة الجزائرية المستقلة المقبلة". الوطنيون الجزائريون، لاسيما منذ استعادة الجزائر لاستقلالها، ليسوا في حاجة إلى التصرف كما لو كانوا صعاليك الثورة الفرنسية في 1789، مضطرين إلى التذكير، في كل مرة، بتمسكهم بالجمهورية من حيث هي مبدأ ثابت وواحدة من القيم الأصلية لثورتنا. أما بالنسبة إلى الفرنسيين، فعلى العكس، الجمهورية منذ نشأتها كمحصلة أساسية للثورة الفرنسية تتحدد بعلاقتها بالنظام السياسي والاجتماعي الذي جاءت لتقضي عليه وبالإحالة على القيم والمعايير الجديدة المتمثلة في الحرية، المساواة والأخوة التي رسختها في تنظيم المجتمع الفرنسي وفي شكل الحكم الذي أتت به في محل النظام الملكي والإقطاعي البائد الذي كان قائما على عدم المساواة بين الطبقات الاجتماعية. في ما يخص قيم ثورتنا والتي كانت تشكل الرهان الجوهري في حرب التحرير الوطني ضد النظام الاستعماري تمثلت أساسا في : الأمة، الاستقلال الوطني، الإسلام، الثقافة الوطنية العربية الإسلامية، إعادة المجد لتاريخنا الوطني العريق، العدالة الاجتماعية، النهوض بجماهيرنا الشعبية. كل هذه القيم تمثل أساس إعلان أول نوفمبر 1954 وتم تأكيدها منذئذ في كل مرة من خلال النصوص الأساسية لثورتنا. لكن، للأسف بالنسبة إلى "الديمقراطيين" و"الجمهوريين" المزعومين ممن يعدُّ الجنرال تواتي نفسه واحدا منهم، أصبحت هذه القيم عبارة عن تابوهات ينبغي تحطيمها ومفاهيم موروثة عن ماضي ولى وحان وقت نسيانه. غير أن الوطنيين الجزائريين الذين بقوا أوفياء لأنفسهم وللقيم الأساسية والثابتة لثورتنا لا يعتبرون أبدا من قبيل تنصيب الذات "أسيادا لحب الوطن" أن يواصلوا التمسك بهذه القيم والدفاع عنها في الوقت الذي يحاول البعض، شفاء للغليل لاشك، جعلها نسيا منسيا ودفنها إلى الأبد. جوهر الخلاف مع الجنرال تواتي ومن شاطره مشاعره هو على هذا المستوى لأننا في هذه الجزائر بدولتها المستقلة اليوم لم ننحدر من نفس الأصول. ختاما، ومن دون اللجوء إلى ترجمة حكمة بسيطة بالقبائلية، أرد على الجنرال تواتي بهذه الكلمات : "أدعو الله أن يلطف بك وينفعك بحكمته التي لا حدود لها !".

1 - al khatimaamine 2007-08-12ou est le socialisme dans tout ca da velaid.... c est bien que tu retrouves les vertues de la liberté de pensée et d expression ... ca te soigne beaucoup tu en es à l entamme puisse dieu inchallah te mene vers le ..discernement et el forkane daaawet ..el ....amine...

ما لا يقال: ما لم يقله بلعيد عبد السلام في مذكراتهتاريخ المقال 12/08/2007عبد العالي رزاقي وفرت المذكرات التي كتبت خلال الـ 40 سنة الأخيرة مادة خصبة لدراسة تاريخ الجزائر السياسي والعسكري والديني والثقافي، بالرغم من قلتها، وفقدان الكثير منها لسمة »المذكرات الشخصية« فبفضل مذكرات الشيخ خير الدين، أحمد توفيق المدني، أحمد طالب الإبراهيمي، محمد الصالح‮ ‬صديق‮ ‬وغيرهم‮ ‬اكتشفنا‮ ‬دور‮ ‬جمعية‮ ‬العلماء‮ ‬المسلمين‮ ‬في‮ ‬الحفاظ‮ ‬على‭ ‬الشخصية‮ ‬الوطنية‮.‬وبفضل‮ ‬مذكرات‮ ‬مصالي‮ ‬الحاج،‮ ‬فرحات‮ ‬عباس،‮ ‬أحمد‮ ‬بن‮ ‬بلة،‮ ‬علي‮ ‬كافي،‮ ‬حسين‮ ‬آيت‮ ‬أحمد‮ ‬وغيرهم‮ ‬لمسنا‮ ‬مختلف‮ ‬التصورات‮ ‬للعمل‮ ‬السياسي‮ ‬والحزبي‮ ‬في‮ ‬مسيرة‮ ‬الحركة‮ ‬الوطنية‮ ‬والثورة‮ ‬الجزائرية‮.‬ وبفضل‮ ‬الأخضر‮ ‬بورقعة،‮ ‬أحمد‮ ‬علي‭ ‬مهساس،‮ ‬علي‭ ‬هارون،‮ ‬عيسى‭ ‬كشيدة،‮ ‬عبد‮ ‬الرزاق‮ ‬بوحارة،‮ ‬مصطفى‮ ‬مراردة،‮ ‬محمد‮ ‬بن‮ ‬يحيى،‮ ‬سعدي‮ ‬ياسف،‮ ‬ويوسفي‮ ‬وغيرهم‮ ‬أدركنا‮ ‬بعض‮ ‬الحقائق‮ ‬المرتبطة‮ ‬بعلاقة‮ ‬الثورة‮ ‬بأبطالها‮.‬ وبفضل‮ ‬محمد‮ ‬الميلي،‮ ‬الطاهر‮ ‬وطار،‮ ‬محمد‮ ‬مهري،‮ ‬أحسن‮ ‬بن‮ ‬بلقاسم‮ ‬كافي،‮ ‬محيي‮ ‬الدين‮ ‬عميمور،‮ ‬عبد‮ ‬الحفيظ‮ ‬أمقران‮ ‬وغيرهم‮ ‬وضعنا‮ ‬أصابعنا‮ ‬على‭ ‬بعض‮ ‬مآسي‮ ‬الثقافة‮ ‬في‮ ‬الجزائر،‮ ‬والتعامل‮ ‬مع‮ ‬المثقفين‮.‬ وبفضل محمد حربي، خالد نزار، بلعيد عبد السلام وغيرهم تبينت لنا حقائق جديدة، وبفضل سعد دحلب، بن يوسف بن خدة، رضا مالك وغيرهم عرفنا حقائق أخرى عن سير المفاوضات بين الثورة وفرنسا وخلفيات »اتفاقيات إيفيان« وربما سنكشف حقائق جديدة عن الثورة ونظام الحكم في الجزائر، في حال نشر مذكرات العقيد عبد الله بن طوبال التي منعت في عهد الشاذلي بن جديد، ومذكرات العقيد الطاهر الزبيري التي وصلت إلى الاكتمال، ومذكرات الشيخ عبد القادر بوخمخم الموجودة في المطبعة، ومذكرات الرئيس الشاذلي بن جديد التي تطبخ حاليا على نار هادئة. ويعلق المرحوم محمد بوضياف في رسالة له من القنيطرة إلى المناضل عيسى كشيدة بتاريخ 14 أكتوبر 1990 قائلا: »إن كل واحد، بعد الاستقلال، صار يرى نفسه صاحب الحقيقة التاريخية، بينما في الحقيقة لم يمثل بعضهم أي دور، هذه هي الحقيقة«‮.‬ مجموعة‮ ‬خالد‮ ‬ومجموعة‮ ‬آيت‮ ‬أحمد كانت الذكرى الـ 40 لعيد استرجاع الاستقلال مناسبة مهمة للغرفة السابعة عشرة لمحكمة الجنح بباريس لتسجيل شهادات أمام القضاء الفرنسي حول الثورة الجزائرية والصراع حول الحكم وما حدث في العشرية الدموية (1992 - 2002) ومثل أمام العدالة الفرنسية مجموعة خالد نزار (رضا مالك، سيد أحمد غزالي، علي هارون، ليلى عسلاوي، السيدة بن حبيلس، رشيد بوجدرة، محمد رزاق بارة، أحمد جبار، عمار لونيس، مولود بن محمد وغيرهم) مقابل مجموعة آيت أحمد (محمد حربي، سمراوي، عمر بندرة، حبيب سعيدية وغيرهم). وما‮ ‬استطاعت‮ ‬فرنسا‮ ‬الحصول‮ ‬عليه‮ ‬من‮ ‬شفاه‮ ‬رجال‮ ‬الثورة‮ ‬وعملاء‮ ‬فرنسا،‮ ‬خلال‮ ‬هذه‮ ‬المحاكمة،‮ ‬أكثر‮ ‬مما‮ ‬حصلت‮ ‬عليه‮ ‬خلال‮ ‬الثورة‮ ‬أو‮ ‬الاستقلال‮ ‬أو‮ ‬عبر‮ ‬الطابور‮ ‬الخامس‮.‬ خالد حاقد على آيت أحمد لأنه رفض تزكية الانقلاب على الحكومة المؤقتة عام 1962 أثناء وجوده في سجن »لاصانتي« مع أحمد بن بلة، محمد بوضياف وخيضر، لأنه رفض أن يكون رئيسا بعد توقيف المسار الانتخابي في 11 جانفي 1992، ولأنه تحالف مع جبهة التحرير في 16 جوان 1965 للخروج‮ ‬من‮ ‬الحزب‮ ‬الوحيد،‮ ‬وكذلك‮ ‬بعد‮ ‬تشريعيات‮ ‬26‮ ‬ديسمبر‮ ‬1992‮ ‬مع‮ ‬الجبهتين‮: ‬التحرير‮ ‬والإنقاذ‮.‬ يقول الجنرال خالد نزار عن آيت أحمد بالحرف الواحد: »إن معارضته تشكل حالة جديرة بأن يجري تدريسها، فهو يعاني من حالة مرضية نفسية معقدة« ويذهب إلى اتهامه بأنه »أول من أسال نهر الدماء« أما مناضلو »الإنقاذ« التي تحالف معها فيسميهم بـ »مجانين الله«. ويعترف للفرنسيين‮ ‬قائلا‮: »‬نحن‮ ‬الجيش‮ ‬الوطني‮ ‬الشعبي،‮ ‬ومجموع‮ ‬ذلك‮ ‬الجزء‮ ‬من‮ ‬السكان،‮ ‬قد‮ ‬أقدمنا‮ ‬على‮ ‬وقف‮ ‬المسار‮ ‬الانتخابي‮« ‬ويزعم‮ ‬أن‮ »‬استقالة‮ ‬الشاذلي‮ ‬بن‮ ‬جديد‮ ‬قد‮ ‬كتبها‮ ‬الجنرال‮ ‬محمد‮ ‬تواتي‮ ‬وعلي‮ ‬هارون‮«.‬ وبالمقابل يعتقد آيت أحمد أن »الرئيس في الجزائر هو رئيس النخبة المهمة لكي يضمن التوازن في تقدم الكوادر في الجيش والإدارة« والجنرال خالد نزار حين يقدم نفسه للمحكمة الفرنسية يتجاهل فترة وجوده في الجيش الفرنسي قبل عام 1958 ويقول الجنرال خالد نزار بأنه كان أميا، ويضيف »نعم لقد كان هناك عندنا جنرالات أميون« ويؤكد بأن »رئيس دولة سابقا صار فيما بعد شريكا في اتفاق روما أنحى علي باللائمة قائلا: أنت لن ترحل وتترك الحكم لهذه البهيمة النجسة.. ولا أعتقد أن الرئيس السابق أحمد بن بلة كان يكره الإسلاميين‮ ‬وهو‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يدعمهم‮ ‬من‮ ‬عمر‮ ‬عبد‮ ‬الرحمن‮ ‬إلى‭ ‬عباسي‮ ‬مدني‮«.‬ أما اعترافات »أبو فراشة« سيد أحمد غزالي، فتكشف عن تناقضات عجيبة فهو يقول عن رئيسه الشاذلي بن جديد" كان يخيل لي، في آخر 1988، لكثرة ما كنت أتردد عليه، أنني أمام رئيس مستقيل معنويا، هذا تقدير شخصي". أيعقل‮ ‬أن‮ ‬الشاذلي‮ ‬الذي‮ ‬أعاد‮ ‬الجنرالات‮ ‬إلى‭ ‬الثكنات‮ ‬وكان‮ ‬وراء‮ ‬قمة‮ ‬زرالدة‮ ‬لقادة‮ ‬المغربي‮ ‬ودعم‮ ‬قيام‮ ‬الدولة‮ ‬الفلسطينية‮ ‬في‮ ‬الجزائر‮ ‬كان‮ ‬مستقيلا‮ ‬معنويا؟‮!‬ لماذا‮ ‬لم‮ ‬يتحدث‮ ‬غزالي‮ ‬عن‮ ‬بقائه‮ ‬في‮ ‬باريس‮ ‬سفيرا‮ ‬للجزائر‮ ‬مدة‮ ‬ستة‮ ‬أشهر‮ ‬دون‮ ‬اعتماد،‮ ‬وهو‮ ‬رئيس‮ ‬حكومة‮ ‬سابق؟‮ ‬ مشكلة مجموعة خالد نزار أنها كانت تحقد على كل من يريد »بناء الدولة الوطنية« وكل من يكتب ويفكر، فحين كتب محمد حربي، وهو من كبار المؤرخين الجزائريين، يلخص أفكاره إزاء »الطابور الخامس« معتبرا »المسار التاريخي الجزائري مسارا أدى إلى نشوء دولة الجيش، جيش لديه دولة في خدمته، وليس جيشا في خدمة الدولة« قال عنه أمثال الجنرال خالد بأنه »عاش على الدوام على أطراف الثورة« بهدف نزع صفة المؤرخ والمفكر منه أو كان المطلوب من المفكر أو المؤرخ أن يكون من رموز الثورة أو داخلها. ما‮ ‬لم‮ ‬يقله‮ ‬عبد‮ ‬السلام‮ ‬بلعيد‮ ‬للرأي‮ ‬العام وحين قرأت مذكرات بلعيد عبد السلام تساءلت: هل يحق لمناضل سابق في حزب الشعب أن يشارك في توقيف مسار انتخابي بدعم مجموعة خالد نزار؟ وبالرغم من أنه من اللجنة المركزية لحزب الشعب سابقا وساعده عبان رمضان وعبد الحميد مهري على الهروب من براثن عبد الحفيظ بوصوف بعد رفض التدريس مع خليفة لعروسي، فإنه لا يُعَرّج على هذه الفترة، وهو يذكرني بمجموع الطلبة الذين التحقوا بالثورة يوم 19 ماي 1956، ولم يلتحق بالجيل إلا ثلاثة منهم وهم علاوة بن بعطوش، الأمين خان، والطيب فرحات، وكنت أتمنى لو أن واحدا منهم تحدث بصراحة عن ذلك. وأتساءل‮ ‬هل‮ ‬ما‮ ‬ورد‮ ‬في‮ ‬مذكرات‮ ‬بلعيد‮ ‬عبد‮ ‬السلام‮ ‬يستند‮ ‬إلى‭ ‬الحقائق‮ ‬أم‮ ‬مجرد‮ »‬ذر‮ ‬الرماد‮ ‬في‮ ‬العيون‮« ‬أو‮ ‬لجلب‮ ‬الانتباه‮ ‬إليه‮ ‬أو‮ ‬لغرض‮ ‬آخر؟ لست أدافع عن الجنرالين خالد نزار أو تواتي أو غيرهما ولكنني تقصيت الحقائق بحكم أنني خلال تلك الفترة كنت صحفيا في إحدى الصحف الدولية الكبرى، وتابعت الأحداث عن قرب وتمكنت من الاطلاع على بعض الوثائق. أول‮ ‬وزير‮ ‬يرفض‮ ‬رئاسة‮ ‬الحكومة حين قدم سيد أحمد غزالي استقالة حكومته بعد تسلم الرئيس كافي رئاسة المجلس الأعلى للدولة، كان أول شخصية يدعوها لرئاسة الحكومة هو وزير النفط السابق الصادق بوسنة الذي كان أستاذا يومئذ بإحدى الجامعات الفرنسية، ويقول مقربون من الرئاسة بأن عشاء أقامه الرئيس علي كافي‮ ‬لأبو‮ ‬سنة،‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬وافق‮ ‬الجنرال‮ ‬خالد‮ ‬نزار‮ ‬على‭ ‬اقتراحه‮ ‬رئيس‮ ‬حكومة‮ ‬باعتبار‮ ‬أنه‮ ‬يملك‮ ‬صفات‮ ‬المواطن‮ ‬الصالح،‮ ‬فاعتذر‮ ‬الصادق‮ ‬لكافي‮ ‬بحجة‮ ‬أن‮ ‬له‮ ‬عقدا‮ ‬مع‮ ‬الجامعة‮ ‬الفرنسية‮ ‬وعليه‮ ‬احترامه‮.‬ لكن الحقيقة التي ربما كانت وراء رفض المنصب هو أنه غادر الحكومة بـ »استياء« وصفته لي بعض الدوائر السياسية بـ »الإهانة« لشخصية الأستاذ، وأعتقد أن »الورطة« التي وقع فيها من أوقفوا المسار الانتخابي في 11 جانفي 1992 هي أنهم لم يضعوا »البدائل« أو »سيناريو« من يحكم‮ ‬في‮ ‬حال‮ ‬حدوث‮ ‬مكروه‮ ‬أو‮ ‬هزة‮ ‬سياسية‮.‬ عندئذ بدأت مجموعة خالد نزار وهي تتحسس المواقع كـ »عصا الأعمى« التفكير في البديل وكان من اقتراح الجنرال خالد وهو بلعيد عبد السلام لأنه »مناضل ملتزم« وأحد الوجوه البارزة في العهد البومديني ولم يعترض أحد من أعضاء المجلس للدولة على ترشيح خالد نزار له لرئاسة الحكومة‮.‬ ومازلت‮ ‬أذكر‮ ‬كيف‮ ‬تم‮ ‬تسريب‮ ‬خبر‮ ‬اللقاء‮ ‬الأول‮ ‬بين‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬كافي‮ ‬ووزير‮ ‬دفاعه‮ ‬خالد‮ ‬نزار‮ ‬وبين‮ ‬بلعيد‮ ‬عبد‮ ‬السلام‮.‬ والمفارقة العجيبة أن المجلس الأعلى للدولة كانت اجتماعاته في عهد بوضياف لا تسجل في المحاضر بينما صار الاجتماع في عهد كافي يسجل في المحاضر وربما يأتي يوم وينشر محضر الاجتمع الثلاثي، واستغرب لماذا لم ينشره بلعيد في مذكراته؟!. ولم يطلب بعليد عبد السلام مهلة للتفكير‮ ‬وإنما‮ ‬‭ ‬أعلن‮ ‬موافقته‮ ‬على‭ ‬تقلد‮ ‬رئاسة‮ ‬الحكومة‮ ‬دون‮ ‬تقديم‮ ‬أي‮ ‬شرط‮.‬ وزير‮ ‬لم‮ ‬يستوزر قصة تشكيل حكومة بلعيد عبد السلام لا تحتاج إلى توضيح، فالجهات التي تعين الوزراء معروفة وقد سربت للصحافة آنذاك معلومات تفيد أن الرئيس كافي قد استدعى سفيره في واشنطن نور الدين زرهوني، وأنه اقترح عليه وزارة الداخلية، ولكن زرهوني رفض لأنه كان يتابع »علاجا صحيا«‮ ‬حسب‮ ‬المقربين‮ ‬منه‮ ‬آنذاك‮. ‬والمفارقة‮ ‬الأخرى‭ ‬هي‮ ‬أن‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬كافي‮ ‬قام‮ ‬باستدعاء‮ ‬الجنرال‮ ‬اليامين‮ ‬زروال‮ ‬وكلفه‮ ‬بوزارة‮ ‬الداخلية،‮ ‬واستقبله‮ ‬الجنرال‮ ‬خالد‮ ‬نزار‮ ‬وأكد‮ ‬له‮ ‬ذلك‮.‬ وهذه المعلومة سربتها جهات نافذة آنذاك للصحافة الدولية، لكن قبل عودة الجنرال زروال من باتنة إلى العاصمة مع عائلته فوجئ الرئيس كافي وبلعيد عبد السلام بـ (محمد حردي) وزيرا للداخلية، فلماذا لم يحدثنا بلعيد عن الجهة التي عينت الوزراء. اقتصاد‮ ‬حرب‮ ‬أم‮ ‬وزير‮ ‬اقتصاد؟ الاعتقاد‮ ‬السائد‮ ‬عندي‮ ‬أن‮ ‬بلعيد‮ ‬عبد‮ ‬السلام‮ ‬لم‮ ‬يوفق‮ ‬في‭ ‬إعداد‮ ‬برنامج‮ ‬حكومة‭.‬‮ ‬وإنما‮ ‬كانت‮ ‬له‮ ‬أفكار‮ »‬متجاوزة‮« ‬يكفي‮ ‬أنه‮ ‬رتب‮ ‬جلسة‮ ‬مع‮ ‬رئيسه‮ ‬كل‮ ‬سبت‮ ‬ليشكو‮ ‬له‮ ‬ما‮ ‬يعانيه‮ ‬من‮ ‬مشاكل‭.‬ كانت أول مشكلة هي أن بلعيد »هرب« من المشكلة الحقيقية للجزائر وهي سياسة، إلى الاقتصاد فطرح ما يسمى بـ »اقتصاد الحرب« حتى يضيق الخناق على المواطنين... وأول معركة فشل في إدارتها كانت مع المقاول يسعد ربراب الذي يكون قد تحصل على قرض بمبلغ 114 مليون دولار، وأن بلعيد يريد استرجاعه في إطار »التقشف« وابتعاد بلعيد عن المشكلة الحقيقية وهي »الوضع السياسي المتوتر« واعتبار نفسه خبيرا اقتصاديا، بحيث رفض تعيين وزيرا للاقتصاد، بل رفض حتى الحديث مع المستشار الاقتصادي للمجلس الأعلى للدولة عبد المجيد بوزيدي، جعلته لا يوفق في تسيير‮ ‬الحكومة‭.‬ وبداية‮ ‬الصدام‮ ‬مع‮ ‬المجلس‮ ‬الأعلى‮ ‬للدولة‮ ‬جاءت‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬بدأ‮ ‬يتناقض‮ ‬في‮ ‬تصريحاته‮ ‬وتصريحات‮ ‬وزارته‮ ‬مع‮ ‬تصريحات‮ ‬أعضاء‮ ‬المجلس‮ ‬الأعلى‮ ‬للدولة‭.‬ وحتى‮ ‬الوفود‮ ‬التي‮ ‬بعث‮ ‬بها‮ ‬إلى‮ ‬أوروبا‮ ‬وأمريكا‮ ‬لم‮ ‬يقدم‮ ‬تقاريرها‮ ‬للمجلس‮ ‬الأعلى‮ ‬للدولة‭.‬ وكانت لمجلس الدولة مشاريع منها مشروع (الجزائر عام 2005) الذي أدى إلى اغتيال الأستاذ جيلالي اليابس، والأستاذ بوخبزة، بسبب ما يحمله من أفكار لإخراج البلاد من الأزمة. وقد اطلقت شخصيا على ملخص له يومئذ، ولكن بلعيد تجاهلها. عينه‮ ‬خالد‮ ‬وأقاله‮ ‬كافي تجاوزات بلعيد عبد السلام لمجلس الدولة وصلت ذروتها حين صرح بأن »الجيش هو الذي عينه وليس الرئيس كافي« والمفاجأة هي أن كافي كان في زيارة رسمية إلى مصر، وقد أثار هذا التصريح »غضب الرئيس كافي« فيقال إنه طلب من الجنرال خالد نزار أن يكون وحده في استقباله أثناء عودته‮ ‬من‮ ‬مصر‮ ‬لأنه‮ ‬لا‮ ‬يريد‮ ‬أن‮ ‬يلتقي‮ ‬بلعيد‮ ‬عبد‮ ‬السلام‭.‬ ومجرد أن دخل إلى الجزائر بدأت إجراءات الإقالة حيث أبلغني أحد أعضاء المجلس الأعلى للدولة آنذاك بأن الرئيس كافي طلب من الجنرال خالد نزار الاستغناء عن خدمات بلعيد، ولم يعقد معه اجتماعات السبت أو اجتماع مجلس الوزراء لغاية استدعاته لتبليغه بـ (الإقالة). الحكم‮ ‬من‮ ‬داخل‮ ‬المجلس أعادت الاقالة بلعيد عبد السلام إلى »حجمه الطبيعي« فالموعود بالرئاسة صار مجرد »رئيس حكومة سابق« وتفاديا لازدواجية الخطاب السياسي بين الحكومة وأعضاء المجلس الأعلى للدولة تم تعيين أحد أعضائه رئيس حكومة وهو رضا مالك. المؤكد أن الذين تداولت أسماؤهم بين أعضاء المجلس لرئاسته هم الدكتور أحمد طالب الابراهيمي ورضا مالك أما البقية فكانت تجري بين خالد نزار والآخرين ولا يُبلّغ بها إلا المقربين منه، ومنها اقتراح حسين آيت أحمد رئيسا للدولة. وقد رفض ذلك علنا، ويبدو لي أن الضغوط على‮ ‬الجنرال‮ ‬خالد‮ ‬نزالر‮ ‬جعلته‮ ‬يكفر‮ ‬عن‮ ‬دنبه‮ ‬بتعيين‮ ‬الجنرال‮ ‬اليامين‮ ‬زروال‮ ‬وزيرا‮ ‬للدفاع‮ ‬حتى‮ ‬يسترجع‮ ‬ثقة‮ ‬رئيسه‮ ‬فيه‭.‬ ويبدو‮ ‬لي‮ ‬أن‮ ‬الجنرال‮ ‬خالد‮ ‬نزار‮ ‬الذي‮ ‬التقى‮ ‬السفير‮ ‬الفرنسي‮ ‬في‮ ‬السفارة‮ ‬الفرنسية‮ ‬ ‬قد‮ ‬استفاد‮ ‬من‮ »‬تعصب‮ ‬الفرنسيين‮« ‬لمصالحهم،‮ ‬ ويبدو‮ ‬أن‮ ‬علي‮ ‬كافي‮ ‬وجد‮ ‬له‮ ‬نصيرا‮ ‬في‮ ‬وزارة‮ ‬الدفاع‮ ‬ممثلا‮ ‬في‮ ‬اليامين‮ ‬زروال‮ ‬لكن‮ ‬تجري‮ ‬الرياح‮ ‬بما‮ ‬لا‮ ‬تشتهي‮ ‬السفن‭.‬ أول‮ ‬اجتماع‮ ‬للمصالحة‮ "‬تقتله" ‬لجنة‮ ‬الحوار‮!‬ كان‮ ‬للمجلس‮ ‬الأعلى‮ ‬للدولة‮ »‬مشروعه‮ ‬الوطني‮« ‬ففي‮ ‬صائفة‮ ‬1993‮ ‬بعد‮ ‬إقالة‮ ‬بلعيد‮ ‬عبد‮ ‬السلام،‮ ‬اجتمع‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬كافي‮ ‬بقادة‮ ‬من‮ ‬الجيش‮ ‬وهم‮:‬ "خالد نزار، اليامين زروال، محمد العماري، توفيق مدين، عباس غزيل، الطيب الدراجي، عبد الحميد تاغيت ومحمد تواتي وآخرون" لدراسة مشروع »مصالحة وطنية« في شكل اتصال أولي مع قياديين من الإنفاذ وهما عباسي مدني وعلى بن حاج وتشير التقارير المسربة حول الاجتماع آنذاك، بأن قيادة‮ ‬الجيش‮ ‬طرحت‮ ‬إسم أحد‮ الجنرالات ‬للقيام‮ ‬بهذا‮ ‬الاتصال‮ ‬بينما‮ ‬اقترح‮ ‬الرئيس‮ ‬كافي‮ ‬بأن‮ ‬يكون‮ ‬اليامين‮ ‬زروال‮ ‬هو‮ ‬المكلف‮ ‬بالمهمة‭.‬ اتفاق الجنرالات على اقتراح الرئيس كافي بأن يكون وزير دفاعه هو المكلف بالمهمة جعلته يلتقي عبد الحميد مهري بطلب منه ويقترح مشروعه على المجلس الأعلى للدولة ويأخذ الموافقة ويجتمع للمرة الثانية بعبد الحميد مهري بحضور الجنرال خالد نزار. وكان اللقاء في نظر المراقبين آنذاك تتويجا لمشروع منظمة المجاهدين في المصالحة بين أبنائها، لكن المفاجأة هي ظهور لجنة الحوار الوطني، وفيها ثلاثة جنرالات وهم محمد تواتي، عبد الحميد تاغيت والطيب الدراجي، بحجة أن حسين آيت أحمد كان يطلب ضمانات من الجيش في أن حوار‮ ‬يجري‮ ‬أفشل‮ ‬الحوار،‮ ‬والحق‮ ‬يقال‮: ‬إن‮ ‬هذه‮ ‬اللجنة‮ ‬دفنت‮ ‬الحوار‮ ‬مثلما‮ ‬دفنت‮ ‬تصريحات‮ ‬بلعيد‮ ‬عبد‮ ‬السلام‮ ‬تطلعاته‮ ‬لقصر‮ ‬المرادية‮.‬ ولا أعرف الأسباب التي دفعت بلعيد عبد السلام إلى »التستر« على مشاريع المجلس الأعلى للدولة، ولا أعرف كيف اختصر الأزمة السياسية في الاقتصاد، لكن ما أعرفه أنه وقع في المحظور الذي وقع فيه المرحوم محمد بوضياف الذي أنشأ جبهة التحرير خلال الثورة وعندما صار رئيسا تقدم‮ ‬بـ‮ ‬ملف‮ ‬إحالتها‮ ‬على‭ ‬الأرشيف‮.‬ والفرق هو أن بلعيد عبد السلام المداوم على اجتماعات حيدرة لقسمة جبهة التحرير حين قدم »مشروع حجز 92 مليارا« التي كانت في ميزانية حزب جبهة التحرير وجد من يرفض مشروعه داخل المجلس، فلماذا أخفى مثل هذه الحقائق على قرائه أم أنها مثل بقية المعلومات التي تستر عنها في‮ ‬مذكراته؟

1 - هل يحق لمناضل سابق في حزب الشعب أن يشارك في توقيف مسار انتخابي بدعم مجموعة خالد نزار؟faycal 2007-08-12هل يحق لمناضل سابق في حزب الشعب أن يشارك في توقيف مسار انتخابي بدعم مجموعة خالد نزار؟
2 - جريدة الشروق لاتنشر إلا مايوافق هواهاعمر 2007-08-13رغم أن الموضوع الذي كتبته بع ( نرشح مسؤولا فرنسيا في العهدة القادمة ) والذي كان يتعامل مع معطيات واقعية ولم يتم فيه سب أوتجريح ومع ذلك لم ينشر لماذا التعليق

أحبار

1شوهد ت أراضي زراعية بالمنطقة الصناعية للطاهير محاصرة بالسياج ومكتوب أمامها أرض ورثة ويدكر أن أراضي المنطفة الصناعية لم تكن مجمبة مند سنوات فهل الريع التجاري جعل الاراضي الرملية تكتشف مواطنييها القاطنين في المدن الكبري والمتصارعين على من يورث من أم ان المشاريع الكبري جعلت عائلات الطاهير تجري وراء الملايير 2إضطرت عائلة قسنطينية للكراء في الطاهير والتنقل يوميا عبر النقل الجماعي إلى شاطي سيدي عبد العزيز يوميا وقد رفضت النزول في شاطئ القنار وبازول رغم قربهما من الطاهير علما أن سكان سيدي عبد العزيز إرغموا على الكراء للسواخ في جبل الجناح و لعرابة وبني صالح3إستغل مواطننين من تندوف رمال البخر لتتخول إلى حيم لبيع الشاي ليلا ودلك بشواطي سيدي عبد العزيز وصحرة البلح علما أن الشائ الصجراوي لا يهضمه سكان الوزادي الدين فضلوا كوب شاي نجاد على إبريق بسكرة 4غادر أطفال الكشافة الاسلامية صباخا في خدود صلاة الصبح مدينة سيدي عبدالعزيوز وسط صراعات صبيانية بين المنظمين وعائلات المنظمين دات التيار الاسلامي 5شوهدت نساء كشفيات تجوبن شوارع الطاهير مما يحيل إليك أنهن عائلات وليس كشفيات 6أصدر رئيس بلدية سيدي عبد العزيز مرسوم بتنوير الحي الشعبي الدي يقيم فيه برلماني حماس التابع لرأس قائمة قسنطينة ونتيجة للخقرة قرر طبطوب إضاءة الزبيرة إنتقاما للعنضرية السياسية 7تبدا واجهة سيدي عبد العزيز في الاكتظاظ ليلا فمنهم من يتوجه للبجر ومنهم من بفضل الجلسات الشعبية ومنهم من بفضل النوم لبداية موسم السياحة بالمشاكل صباخا بقلم نورالدين بوكعباش

أحبار وأصداء

1شوهد ت أراضي زراعية بالمنطقة الصناعية للطاهير محاصرة بالسياج ومكتوب أمامها أرض ورثة ويدكر أن أراضي المنطفة الصناعية لم تكن مجمبة مند سنوات فهل الريع التجاري جعل الاراضي الرملية تكتشف مواطنييها القاطنين في المدن الكبري والمتصارعين على من يورث من أم ان المشاريع الكبري جعلت عائلات الطاهير تجري وراء الملايير 2إضطرت عائلة قسنطينية للكراء في الطاهير والتنقل يوميا عبر النقل الجماعي إلى شاطي سيدي عبد العزيز يوميا وقد رفضت النزول في شاطئ القنار وبازول رغم قربهما من الطاهير علما أن سكان سيدي عبد العزيز إرغموا على الكراء للسواخ في جبل الجناح و لعرابة وبني صالح3إستغل مواطننين من تندوف رمال البخر لتتخول إلى حيم لبيع الشاي ليلا ودلك بشواطي سيدي عبد العزيز وصحرة البلح علما أن الشائ الصجراوي لا يهضمه سكان الوزادي الدين فضلوا كوب شاي نجاد على إبريق بسكرة 4غادر أطفال الكشافة الاسلامية صباخا في خدود صلاة الصبح مدينة سيدي عبدالعزيوز وسط صراعات صبيانية بين المنظمين وعائلات المنظمين دات التيار الاسلامي 5شوهدت نساء كشفيات تجوبن شوارع الطاهير مما يحيل إليك أنهن عائلات وليس كشفيات 6أصدر رئيس بلدية سيدي عبد العزيز مرسوم بتنوير الحي الشعبي الدي يقيم فيه برلماني حماس التابع لرأس قائمة قسنطينة ونتيجة للخقرة قرر طبطوب إضاءة الزبيرة إنتقاما للعنضرية السياسية 7تبدا واجهة سيدي عبد العزيز في الاكتظاظ ليلا فمنهم من يتوجه للبجر ومنهم من بفضل الجلسات الشعبية ومنهم من بفضل النوم لبداية موسم السياحة بالمشاكل صباخا بقلم نورالدين بوكعباش

رئيس تحرير ''إيلاف'' للجزائر نيوز:

في انتظار أن تتمكن الحكومة من تفكيك أسعار المواد الأساسية
أيهـــا الجزائريــــون: ''اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم''
سمير حميطوش
''الاستيراد ليس حلا، ولكن الحل في رفع القيود الجمركية''، بهذا التناقض يعكس وزير التجارة، الهاشمي جعبوب، حالة التخبّط الذي تعيشه الحكومة الجزائرية حيال الالتهاب المتزايد لأسعار المواد الغذائية الأساسية التي أصبحت عنوانا للهمّ اليومي للجزائريين الذين أذهلهم ارتباك حكومتهم العاجزة عن إيجاد حل أمام ارتفاع أسعار البطاطا التي غطى النقاش حولها على ارتفاع أسعار بقية المواد الغذائية الأساسية مثل السميد، الزيت، السكر··· ولعل هذا الذهول هو الذي دفع الكثير من الجزائريين إلى اتخاذ قرار بمقاطعة البطاطا بنفس الراديكالية التي قاطعوا بها الانتخابات التشريعية الماضية، والتي حارت الحكومة في سبب زهد الناس في المشاركة فيها رغم كثافة الأحزاب والمرشحين الذين قرروا خوضها والتحوّل إلى نواب عن الشعب· وإذا ما نجح الجزائريون من اجتثاث البطاطا من موائدهم وأطباقهم، فسيقدمون بذلك خدمة عملية للحكومة التي مازالت منذ عام تبحث عن أسباب غلائها، بل سيساهمون في التخفيف من فاتورة الواردات بما يسمح بادخار أموال أخرى تضاف إلى احتياطي الصرف، الذي لم يستفد المواطنون منه أي شيء ملموسا على الأقل، وستتفرغ في تلك الحالة الحكومة الجزائرية إلى البحث عن مشكلة أخرى تتعلق بالحليب الذي قال وزير التجارة إن حله يحتاج إلى 100 ألف بقرة تضاف إلى 900 ألف بقرة موجودة، ولكن الوزير لم يحدد كيف يدفع عجز في الأبقار قدره 10 بالمائة في إحداث عجز في الحليب يتجاوز الـ 40 بالمائة، وفي المقابل ستجد الحكومة مبررا مقبولا عندما تصل إلى موضوع ارتفاع أسعار السميد ومشتقاته، حيث لن تتردد في إرجاع ذلك إلى الحرائق والجفاف، وطبعا سيحوّل إيمانها بالله دون أن تحتج على القدر·
وفي المقابل، تمكن وزير الطاقة والمناجم من إيجاد مبرر مسبق للارتفاع المنتظر لأسعار المازوت، حيث تمكن من إصلاح زلة لسان اعترف خلالها بأن مصالحه لا تنتج هذه المادة، ثم عاد ليقول إن سبب الارتفاع المرتقب هو من أجل حماية البيئة من أضرار المازوت· ولكن الوزير الذي وفّق في القول بأن كل العالم يسير بهذا المقياس، لم يشر إلى أن الدول الخليجية المنتجة للنفط سعر البنزين بها رمزيا جدا، وتعتبر الحكومات القائمة في تلك البلدان أن توفير الراحة للمواطنين هو أدنى واجباتهم نحو شعوبهم·
في انتظار أن تتمكن الحكومة من حل هذه المشاكل، ينبغي على وزارة الشؤون الدينية أن تصدر تعليمة إلى أئمتها تفرض عليهم أن يلقنوا الناس أحاديث الزهد وترك الدنيا من قبيل ''اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم'' و''من ترك شيء لله عوضه الله خير منه''·
استطلاع بالسوق الشعبي ''مارشي12'' بالعاصمة
البطاطا لمن استطاع···
''البطاطا بزاف غالية والسعر لم ينخفض منذ عدة أشهر ولم يعد في استطاعتنا اقتناءها''·· هذه العبارة التي ترددت على ألسنة زبائن سوق ''مارشي 12''، الواقع بحي بلكور الشعبي بالعاصمة، الذي من المفترض يعدّ قِبلة لأصحاب الدخل الضعيف و''الزوالية''، إلا أنه خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى هناك لاحظنا العكس على الإطلاق حين وقفنا على حيرة ومعاناة المواطنين الذين لم يعد في استطاعتهم اقتناء الخضر وشهر رمضان على الأبواب·
استطلاع: نشيدة قوادري
الأسعار ملتهبة وشهر رمضان على الأبواب
ولدى تقربنا من بعض المواطنين الذين تعوّدوا على التسوق من ''مارشي ''12 نظرا لانخفاض الأسعار فيه عادة، لمختلف السلع وعلى رأسها الخضروات، الأسماك وملابس ''الصولد'' وبعض المواد الغذائية الأساسية، أكدوا لنا بأن أسعار الخضروات قد التهبت خاصة سعر البطاطا الذي استقر في 65 دج ولم يعد بإمكان ''الزوالي'' اليوم توفير لقمة العيش لأبنائه في الوقت الذي تنبأت فيه العديد من النسوة اللواتي التقيناهم عن تدني مستوى معيشة المواطن البسيط الذي سيواجه المشاكل لوحده في ظل الصمت الذي التزمته الهيئات المعنية· فكلهن أبدين قلقهن عما سيواجهنه من معاناة خلال شهر رمضان، حيث يتوقعن التهاب أسعار كل المواد الغذائية· وأكدت السيدة (فضيلة· ح) لـ ''الجزائر نيوز'': ''البطاطا أصبحت بالنسبة إلينا كالفاكهة التي نقتنيها فقط في المناسبات، لكن وأمام إلحاح أبنائي الذين يفضّلون فقط تناول ''البطاطا المقلية'' فإنني أضطر لشراء 2 كلغ، لكن الأمر الذي يؤرقني كثيرا هو شهر رمضان الذي هو على الأبواب، أين المخرج يا ترى؟'' هو السؤال الذي طرحته العديد من النسوة· وللتجار أيضا ما يقولون·
الباعة: البطاطا المستوردة من كندا فاسدة
الباعة أيضا تحدثنا إليهم خاصة أمام الارتفاع الكبير في سعر الخضروات، فأكد لنا أحد التجار بأن ''البطاطا'' ناقصة في السوق وأصبحنا نقتنيها بـ 55 دج للكيلوغرام الواحد من سوق الجملة ببوفرة بولاية البليدة، بالإضافة إلى سوق الجملة المتواجد بولاية البويرة· وبخصوص البطاطا التي اقتنتها الدولة من كندا فهي فاسدة ولا تصلح على الإطلاق، وبالرغم من ذلك فقد تم بيعها بأسعار مرتفعة· وفي رده على سؤال بخصوص توافد المواطنين على شراء الخضروات من عدمه فأجاب: ''تريد الصراحة، لقد فقدنا زبائننا منذ عدة أشهر أي منذ أن أصبح سعر البطاطا بـ 65 د ج، وعليه فإنك تجد بأن المواطن البسيط أصبح لا يقتني سوى كيلوغرام واحد من البطاطا لا أكثـر وحتى أصحاب المطاعم الذين كانوا يقتنون في وقت سابق من قنطار إلى قنطارين من البطاطا أصبحوا اليوم لا يشترون إلا عشرين كلغ في اليوم· وأملنا أن تجد الدولة الحل الأنسب والنهائي لهذه المشكلة العويصة، خاصة وأن المتضرر الوحيد هو المواطن البسيط''، قبل أن يتساءل التاجر (محمد· ك) عن سبب تضارب أسعار البطاطا ومن يقف وراء ذلك·
الـــبطــاطــــا والبنــــــان في منزلة واحدة
وما أثار انتباهنا خلال الجولة التي قادتنا، أمس، إلى السوق الشعبي ''مارشي ''12 أن البطاطا أصبحت تنافس ''البنان'' الموز· هذه الفاكهة التي كانت في وقت سابق تسيل لعاب المواطنين، لكن أصبح ''الزوالي'' اليوم مخيرا بين أن يشتري ''البطاطا'' أو ''الموز''· وما لاحظناه أيضا انتشار باعة ''العنب''، ففي كل زاوية تقابلك طاولة لبيع العنب بأنواع مختلفة، لكن السعر يتراوح ما بين 60 و100 دج للكيلوغرام الواحد، غير أن المواطنين قاطعوا هذه ''الفاكهة'' المحببة لدى الجميع إلى غاية أن تعود أسعار ''البطاطا'' إلى الاستقرار· غير أن التصريحات الأخيرة للمسؤولين المعنيين لا تبعث على الاطمئنان خاصة في ظل تراشق التهم بين وزير التجارة الهاشمي جعبوب، ووزير الفلاحة والتنمية الريفية سعيد بركات، فكل واحد منهما يحمّل الآخر المسؤوليات والمتضرر الوحيد هو ''الزوالي''·
ثلاثة بعشر آلاف··· وملابس ''الصولد قبلة الزوالي''
وأمام الغلاء الفاحش في المواد الغذائية الأساسية، فإنك تجد أن معظم النسوة اللواتي يقصدن ''مارشي ''12 يتوجهن إلى الطاولات التي تعرض ملابس الشيفون أو ''الصولد''، فمن بعيد تسمع هتافات التجار وهم يصيحون بأعلى أصواتهم ''ثلاثة بعشرآلاف''· وقبل التقرب من المكان كنا نظن أن السلعة المعروضة هي نوع من الخضروات أو الفواكه وصاحبها يريد التخلص منها بأية طريقة، لكن ولما اقتربنا من الطاولة اكتشفنا أن التاجر يعرض ملابس أطفال رثة وبالية تنبعث منها رائحة غريبة، لكن وبالرغم من ذلك فإنك تجد النسوة يبحثن بجدية كبيرة عن ملابس قد تليق بأطفالهن، وقد تتمزق مع أول غسيل·
السوق المغطى، محمد بوقرفة، المحاذي لمارشي 12 فضاء آخر وقِبلة الأغنياء
غير بعيد عن السوق الشعبي ''مارشي ,''12 وبالضبط بالسوق المغطى محمد بوقرفة، حيث يعرض التجار أجود أنواع الخضروات والفواكه لتلتقي بفئة أخرى من المواطنين الذين لا يهمّهم ''السعر'' على الإطلاق، فتجدهم يبحثون عن أجود ''الأسماك'' و''الخضر'' وفواكه الموسم كالعنب مثلا· ولدى تقربنا من إحدى السيدات، سألناها عن سبب إقبالها على هذا السوق، فأكدت لنا في استغراب: ''مادام الدراهم كاينين فليس هناك أي مشكل··· وأكره أن أتجول في الأماكن المكتظة، فهنا أحسن بكثير من ''مارشي ''12 ولا أظن أن أسعار السلع تختلف كثيرا···''·
مـــــارشي ''لعقيبـــة'' خير من ''مارشي 12''
وما يبدو أيضا أن السوق الشعبي المعروف بمارشي 12 قد فقد زبائنه لأن أسعار مختلف السلع الغذائية تعرف غلاء فاحشا وأصبح المواطن البسيط في حيرة من أمره ويتساءل كيف سيقضي شهر رمضان، خاصة إذا بقيت الأسعار على حالها· ولدى تقرب ''الجزائر نيوز'' من بعض المواطنين الذين أكدوا بأن أسعار الخضر بالسوق الشعبي ''لعقيبة'' - والذي يوجد غير بعيد عن مارشي 12 - منخفضة مقارنة بالأسواق الأخرى· وعليه أصبح المواطن في رحلة بحث مستمرة عن ''السوق'' الذي يعرض سلعا بأثمان منخفضة تلبي حاجياتهم خاصة حاجيات الأطفال التي لا تنتهي·
ما لم تقله الحكومة بشأن ارتفاع أسعار القمح
ب·القاضي
ألقت العوامل المناخية بظلال ثقيلة على تقلبات أسعار القمح في الأسواق العالمية، حيث بلغت أعلى معدلاته منذ ما يربو على الـ 11 سنة بسبب تأثير الجفاف على محاصيل الحبوب بأستراليا، ثاني مورّد للحبوب في السوق العالمية· وما عزز ارتفاع الأسعار تزايد الطلب العالمي على القمح خاصة، حيث يذكر في هذا السياق تهافت دول شمال إفريقيا على اقتناء كميات معتبرة من القمح بنوعيه، ما أدى إلى تسارع وتيرة واردات القمح إلى شمال إفريقيا· ففي الجزائر أعلن محمد قاسم، المدير العام للديوان المهني الجزائري للحبوب، شهر جوان الماضي أنه يتوقع أن يصل محصول الحبوب إلى 4.8 ملايين طن مقارنة بأربعة ملايين طن في .2006 وقال إن الجزائر بحاجة إلى استيراد 2.5 مليون طن من القمح اللين و2.6 مليون طن من القمح الصلب هذا العام، بينما لجأت الجارة المغرب إلى السوق الدولية جراء الجفاف الذي ينتظر أن يغذي مزيدا من المشتريات، بينما استغلت مصر تراجع سعر صرف الدولار للقيام بعملية شراء كبيرة· على غرار تونس حيث أعلنت الحكومة عن مناقصة لشراء 125 ألف طن من القمح، مما يؤثر بشكل مباشر في مؤشر الأسعار· وصعدت أسواق العقود الآجلة الأوروبية للقمح إلى مستويات مرتفعة لعقود التداول مؤخرا، وواصل القمح الأمريكي في بورصة مجلس شيكاغو للتجارة مكاسبه عقب ارتفاعه نحو أربعة بالمائة بداية شهر جويلية·
هاجس الندرة الذي حرّك دول شمال إفريقيا لم يجعل الجزائر بمنأى عن التهافت لشراء كميات أكبر من الحبوب، إذ يذكر في هذا الصدد تصنيف الجزائر في المرتبة الخامسة من حيث استيراد الحبوب· ولم يكن هذا الوضع دون تأجيج مخاوف رفع مادة الخبز رغم تطمينات الحكومة بالحفاظ على التسعيرة المدعمة لبيع القنطار الواحد من القمح اللين إلى المطاحن، لكن ما لم تقله الحكومة وبغض النظر عن مادة الخبز المدعمة ستشهد مواد استهلاكية لا تقل أهمية التهابا في الأسعار كونها لا تخضع لتسعيرة رسمية بل لقوانين العرض الطلب للمادة الأولية ألا وهي القمح· فعلى سبيل المثال ستشهد سلع مصنعة من مشتقات القمح بنوعيه ارتفاعا محسوسا كالمعكرونة، الشربة، وكذا دقيق القمح الصلب ''السميد''، وربما سيتضح للمستهلك ذلك بشكل جلي مع حلول شهر رمضان الذي يشهد تهافت الجزائريين على الحلويات خاصة الحلوى الشامية أو كما تسمى محليا ''قلب اللوز''·
محمـــــد عتــــــــــاني
خبـيـــــــــــر في ميـــــــــــدان الحبـــــــــــوب ومشتقـــــــــــاتها
تشهد السوق العالمية التهابا غير مسبوق في أسعار القمح، مما خلق ارتباكا في الأسواق المحلية الدولية ودفع بالحكومة إلى إعلان الإبقاء على تسعيرة مادة دقيق القمح اللين، ما هو تعليقكم؟
القمح وكغيره من المواد يخضع لسوق البورصة، وهذه الأخيرة بدورها تتحكم فيها تقلبات مختلفة خاصة العوامل الطبيعية التي تؤثر بشكل مباشر في مستويات الإنتاج· الارتفاع الكبير في أسعار القمح في الأسواق الدولية له تداعيات على المستوى المحلي كون الجزائر من أكبر المستهلكين لهذه المادة، فضلا عن اعتمادها على القمح المستورد لتلبية الحاجات الداخلية·
هل الدعم الحكومي لمادة الفرينة كاف في نظركم لضمان استقرار سعر هذه المادة في البلاد؟
إعلان الديوان الوطني للحبوب الإبقاء على نفس سعر القنطار الواحد من القمح اللين الموجه للمطاحن يتعلق في المقام الأول بالاحتفاظ بسعر الخبز على ماهو عليه بحكم تمتع هذه المادة بدعم الدولة، ولكن هناك فارق بين السعر الحقيقي للقمح الذي يقتنيه الديوان تضاف إليه مصاريف الشحن ومصاريف أخرى وبالتالي قيمة سعر التنازل المقدرة بـ 1285 دج للقنطار الواحد ليست السعر الحقيقي· ونشير في هذا الصدد أن هذا السعر لم يشهد أي تغيير منذ سنة 1996 تاريخ وضع رزنامة هوامش الربح الموزعة بين مختلف المتدخلين في الميدان سيما ديوان الحبوب المورد للسوق، المطاحن و المخابز·
لكن دعم مادة الفرينة سيُبقي سعر بيع الخبز في مستواه الحالي، هذا مفهوم بيد أن مشتقات الحبوب تستعمل في صناعة مواد أخرى واسعة الاستهلاك؟
هذا أكيد فالمعكرونة ومختلف العجائن تصنع من القمح الصلب الذي لا يحظى بدعم الدولة، وبالتالي لاحظنا أن سعر السميد قد ارتفع إلى حدود 40 دج للكيلوغرام الواحد في محلات التجزئة، وقد يؤدي إلى ارتفاع مواد أخرى تصنّع من مشتقات الحبوب غير خاضعة للتسعيرة الرسمية ولا تتمتع بدعم الدولة·
هل دعم الدولة كافٍ في نظركم؟
لا أعتقد، لأنه إن عاجلا أم آجلا ستتخلى الحكومة عن دعم هذه المادة الأساسية تحت تأثير عدة عوامل داخلية وخارجية خاصة إذا واصلت أسعار القمح منحاها التصاعدي في الأسواق العالمية· هذا من جهة، ومن جهة أخرى، على الدولة العمل على إيجاد بدائل أخرى سيما دعم زراعة الحبوب وتنميتها بشكل جدي منذ سنوات نتحدث عن مساحة ثلاثة ملايين هكتار كمساحة صالحة للزراعة· ولكن في الحقيقة نحن لا نعلم شيئا عن ما يجري في الواقع، ثم هناك فكرة كانت في فترة السبعينيات والتي كانت عبارة عن مشروع إنجاز مخازن ضخمة لتخزين الحبوب أو ما يسمى بالمخزون الاستراتيجي، لأنه الضمان الوحيد لقوت الشعب· ولكن للأسف لم يمض وقت طويل عن انطلاق المشروع حتى تم إهماله والتراجع عنه في النهاية·
في اعتقادكم هل مطلب رفع تسعيرة الخبز مطلب مشروع أو بالأحرى هل هو مطلب مبرَّر؟
لا يكفي أن ندعم سعر المادة الأولية وهي الفرينة لأن صناعة الخبز تتطلب مصاريف أخرى تتعلق بمكونات الخبز من زيت، خميرة طاقة، يد عاملة، ضرائب وأعباء أخرى، وبالتالي فتسعيرة الخبز الحالية لا تخدم الخبازين، وهذا النشاط لم يعد مربحا، وبالتالي فعلى الحكومة مراجعة رزنامة هوامش الربح التي تجاوزها الزمن في اعتقادي· وبشكل عام مطلوب من الدولة التدخل لتنظيم القطاع لأنه يعيش حالة من الفوضى مردها رفع احتكار الدولة في مجال المطاحن وحتى استيراد الحبوب، وهذا يمثل خطرا كبيرا، وقد سبق لي أن تناولت هذا الموضوع كون المستوردين الخواص يأتون بنوعية رديئة من القمح أحيانا وأحيانا أخرى يطعمون الجزائريين قمحا علفيا موجها في الحقيقة للمواشي، وهذا أمر يستدعي تدخل الدولة·
سأله: ب· القاضي
محاولة فهم
الخبير الاقتصادي مسعود كسري:
ارتفاع الأسعار أزمات مفتعلة تواجه بسياسة تلفيقية
تشهد أسعار المواد الأساسية ارتفاعا مخيفا في الآونة الأخيرة، كما يسجل نقص كبير في بعض المواد الهامة مثل البطاطا والحليب، كيف تفسرون ما يحدث؟
هناك مجموعة من العوامل ساهمت في خلق هذه الوضعية الحرجة، ومنها عدم الصرامة في تطبيق الرقابة على تنفيذ القوانين، وغياب الرقابة هو الذي يتسبب ويسمح بحدوث حركة أسعار غير مقبولة· لكن يبقى أهم عامل في كل ما يحدث، وجود أقطاب يشكلها أصحاب المصالح، وتؤثر في الساحة لدرجة توجيه السياسة الاقتصادية كما تشاء·
لكن أسعار المواد الأساسية ارتفعت على مستوى الأسواق الدولية وليس على المستوى الوطني فقط؟
السوق الجزائرية لا تخضع لحركة الأسعار الدولية بقدر ما تخضع لمجموعة من المتحكمين داخليا، وما يحدث حاليا هو بسبب هذه الجماعات وليس نتيجة لتقلبات الأسعار على المستوى الدولي· فالبطاطا مثلا، تم تخزينها لخلق الاضطرار إلى الاستيراد، فهي تخلق الأزمات مثل هذه لإحداث التغيير والتغيير لا يأتي إلا بالتحرير الكامل لحركة السلع، وإلى محاولة لوضع سياسة إنتاجية مستقرة وواضحة تقابل بخلق مثل هذه الأزمات والمشاكل، ويستمر نفوذها في غياب فاعلية الدولة التي يفترض أن تتجسد في إجراءات معينة مثل حماية المنتوج الفلاحي الوطني من الكوارث ومن الاحتكار· وأيضا الفلاح الجزائري يتحمّل تكلفة عالية دون وجود سياسة واضحة لضمان منتوجه، كما في دول الاتحاد الأوروبي مثلا·
اتخذت الحكومة مؤخرا قرارا بتحويل الدعم الموجه لمادة الحليب نحو زيادة الفارق في الرواتب، هل ترون أن هذا الإجراء فعال، وهل يمكن اتباعه كنموذج لمواجهة ارتفاع أسعار السلع الأخرى كبديل عن آلية الدعم؟
مبدئيا، أي سياسة تضعها الدولة تتطلب متابعة ومراقبة صارمة على تطبيقها، وإلا فلن يكون لها أي مفعول، ويجب أولا معرفة من هي الفئات التي سوف تستفيد من هذا الإجراء، لكن على كل حال لا يمكن اعتبار هذه الآلية حلا، إنما هي سياسة تلفيقية، فحواها أنه يتم إرضاء المستهلك· بينما في الواقع الأوضاع تسود وتتدهور، لأنه يتم الزيادة في الأسعار ثم الزيادة في الأجور، ثم في الأسعار وهكذا···
ما الذي يجب القيام به حاليا لمواجهة هذه الأوضاع المتأزمة؟
نحن الآن نعيش حالة طوارئ لأننا على أبواب شهر رمضان وعلى الدخول الاجتماعي، ولا مفر من الاستيراد الذي تضطرنا إليه هذه الأزمات المفتعلة، لذلك على السلطات المعنية أن تتحرّك عاجلا بتوفير الكميات اللازمة من المواد الأساسية التي تشكل عجزا، لكن يجب أيضا وضع آليات عاجلة لتدعيم مداخيل العائلات مثل المنح الخاصة، دون التخلي عن الدعم المباشر للمواد الأساسية·
أما على مدى أبعد، فالجزائر مقبلة في الأشهر القادمة على تغييرات اقتصادية جذرية ويجب التفكير جديا في تنظيم السوق والعلاقة بين المنتج والمستهلك في ظل الانفتاح الاقتصادي الذي سوف نعرفه·
ف·مروان
رئيس تحرير ''إيلاف'' للجزائر نيوز:
السعودية ليست كيانا واحدا متصلا رغم أنها تحت إطار واحد
لن أكون عربيا خالصا إلا إذا زرت الجزائر
يعتقد سلطان القحطاني، رئيس تحرير جريدة ''إيلاف'' الإلكترونية ذائعة الصيت، أن ''سياسة حجب المواقع الإلكترونية التي تتبعها بعض الحكومات قد ولّت، لأن الثورة التكنولوجية لن تجعل من السهل عدم تجاوز الحجب حاليا''، معتبرا أن صحيفته أضحت أكثـر مقروئية بالمملكة السعودية بعد قرار الحجب، خاصة وأن الإحصائيات الأخيرة لبعض المراكز المتخصصة قد بينت أنها تحتل مكان الصدارة من حيث عدد القراء، كما عرج القحطاني في حوار خص به ''الجزائر نيوز'' على تجربته الخاصة في مجال الإعلام الإلكتروني والواقع الفكري والسياسي بموطنه السعودية·
أجرى الحوار: محمود أبو بكر
النشأة ليست تكوينا فيزيائيا فحسب، بل هي جسرا ثقافيا ومجتمعيا بكل مميزاته وخصوصياته لمرحلة معينة من العمر، وقد تمتد جذور ذلك التأثير مدى العمر، كيف تبدو نشأة ''سلطان'' وطفولته، وماذا تبقى من تلك النشأة الأولى؟
ضباب يحوم على تلك البدايات الأولى التي لا أتذكر منها سوى طفلة قضمت خدها حينما كنا في روضة الأطفال، ولم أعرف أين هي الآن بعد نحو عشرين عاما من تلك اللحظة ذات ظهيرة رائقة· حين أنظر إليها الآن أجد أن طفولتي كانت تبدو عبثية مثل مراهقتي وشبابي وشيخوختي المنتظرة التي أظن أنها لن تأتي إلا بعد 150 عام· أما ما تبقى من هذه النشأة الأولى هو أنني وصلت إلى قناعة تزداد رسوخا مع الوقت ''لن أسمح لأحد بإذلالي - سواء أكان ذلك نظاما حاكما أو مؤسسة أو فردا- لأنني لن أعيش سوى حياة واحدة''، وطالما أنني لن أعيش إلا هذه الحياة الواحدة فإنني لن أسمح لأحد بأن يسيطر على ذلك الإنسان العظيم الذي في داخلي·
حدثنا عن كيفية دخولك لعالم الإعلام؟
كنت أغازل هذا الفيروس عن بعد حتى فاجأني وحوّل حياتي 180 درجة إلى مسار آخر أستطيع من خلاله اقتحام كل الأبواب دون أن يسألني أحد، لماذا؟ بدأت أول ما بدأت في صحيفة الرياض السعودية من خلال نشر قصائدي في ملحقها الثقافي ما جعلني مشهورا في وقت قياسي، وبعد عدة أشهر وجدت نفسي حاصلا على جائزة من الصحيفة عن فئة الشعر بمركز متقدم جدا (الثالث) قياسا وعمري حينها الذي لم يكن يتجاوز 17 عاما· وأتذكر أنني حين صعدت لاستلام جائزتي سألني أمير منطقة الرياض، سلمان بن عبد العزيز، حين لاحظ صغري سني هل فعلا أنا ''القحطاني الفائز'' وتبعها بابتسامة مداعبة·
لم تمض أشهر بعدها حتى حصلت على جائزة أخرى على مستوى المملكة في فئة القصة القصيرة من قبل مسابقة نظمتها وزارة التربية والتعليم في المملكة، وهكذا شعرت بأنني أخطو خطوات قريبة جدا من العمل الصحافي، لكنها لم تكن صحفية في مضمونها· بعدها وجدت نفسي أبدأ في كتابة المقالات وانتقلت بعدها إلى عمل مؤقت في مجلة فنية، وبدأت أمضي وأصعد سلما إثر آخر حتى وصلت إلى تلة مرتفعة، كما يقول الآخرون، برفقة معلم علمني الكثير وشد على ساعدي هو الأستاذ عثمان العمير· لقد كان عثمان ولا يزال بالنسبة لي الأب والنهر والأستاذ الذي يفيض بينابيعه المتواصلة عليّ· وبإشرافه المباشر على خطواتي الصغيرة حوّلني إلى شخص أزعم أنه يملك أدوات جيدة في الكتابة والعمل الصحافي، فله الفضل من قبل ومن بعد·
صحيفة ''إيلاف الإلكترونية'' تعد أحد أهم المنافذ الإخبارية العربية المتخصصة على شبكة الأنترنت، كيف تحقق هذا الحلم، وماذا تعني مفردة ''إيلاف''؟
''إيلاف'' جاءت ثمرة فكرة كانت تدور في الزوايا الداخلية من مخيلة ناشرها الأستاذ عثمان العمير بعد أن حاول أن يجعل من استقالته من كرسي رئاسة تحرير صحيفة الشرق الأوسط طلاقا بائنا من عالم الصحافة، محاولا تغيير حياته إلى ضفة أخرى· لكن بعد عامين من ذلك، وجد أن الفأر الصحافي يعبث في معطفه آناء الليل والنهار محرضا إياه على العودة إلى مرابعه إما مختارا أو مجبرا· كان بإمكانه أن يكون سفيرا في إحدى الدول الاسكندينافية الهادئة، أو رجل أعمال يجوب القارات بحثا عن المشاريع، أو حتى متقاعدا يريد أن يقضي بقية سنواته في الراحة والاستجمام· لكنه آثر أن ينفض عن جلده كل هذه الثلوج ويطلق كرة نار لم تنطفئ بعد· وللمعلومية، فإن اسم ''إيلاف'' مأخوذ من إحدى الآيات من القرآن الكريم التي تعني التآلف والمحبة·
نعلم تفاصيل العمل في الصحف الورقية، لكن الصحف الإلكترونية وظروف عملها تعد ''ظاهرة حديثة'' نسبيا على القارئ ، هل حدثتنا عن ظروف تحرير ''إيلاف'' ومختلف مراحل العمل فيها (اجتماعات التحرير·الخ)؟
إننا نعمل وكأننا في صحيفة ورقية، لكن مع مجهود أكثـر يدفع بعضنا إلى العمل أكثـر من 10 ساعات متواصلة دون الإحساس بهذا الوقت الطويل الذي يمضي· إن العمل الإلكتروني يدخلك في ثورات القرن الجديد ويجعلك تحس بمسؤولية نتيجة لمئات الآلاف من القراء الذين يتصفحون جريدتك يوميا· نبدأ خطتنا التحريرية اليومية في التاسعة غرينتش عبر اجتماع تحرير شامل يتم في إحدى الصالات الإلكترونية الافتراضية، ونتناقش كتابة عن موادنا اليومية وأفكارنا المستقبلية وعن الملاحظات التي تأتي من قرائنا وبعدها نكمل انطلاقتنا لأننا على مدار الـ 24 ساعة لا نتوقف مطلقا·
أنت مدير تحرير ''إيلاف'' على مستوى السعودية، و''إيلاف'' محجوبة في المملكة السعودية عن القراء، أولا هلا حدثتنا عن أسباب الحجب، ثم كيف تتعاطى مع عملك كرئيس تحرير في غياب النسخة؟
هذه هي المرة الثانية التي تحجب فيها الصحيفة بعد الحجب الأول الذي تم رفعه بعد أن قمنا بغلق المنتدى التفاعلي المرافق للصحيفة، والذي كان يعطي مجالا حرا أكثـر للأصوات الليبرالية التي لا تجد منابر لها، دون أن نغفل فتح الباب أمام التيارات الأخرى· أما هذا الحجب الثاني الذي هو الأطول من نوعه، فحتى الآن لا نعرف الأسباب الرسمية لهذا الأمر· ومهما تكن الأسباب، فإن ''الأشخاص'' الذين يقفون وراء قرار الحجب هم يسيئون للملك عبد الله بشكل شخصي لأنه ملك إصلاحي أحدث تغييرات لافتة في هذه البلاد، وهذا المنع يضر بصورته أمام الرأي العام العالمي·
إنني أعرف أن الملك عبد الله إصلاحي عظيم، فلا أعتقد أنه سوف يسمح بغلق صحيفة إلكترونية استطاعت أن تنجز الكثير منذ بدء فترة حكمه التي امتازت بكونها حملت نسبة حرية عالية للصحافة في المملكة·
أما عن التعاطي مع العمل في ظل الحجب، فإنني أقول إنه لم يتغير بل أنه ازدادت وتيرته، ومنذ الحجب قمنا برفع نسبة العاملين في المكتب الإقليمي في المملكة بما نسبته 45 في المائة وهي تزداد مع الوقت· إنني مؤمن بأن سياسة الحجب قد ولّت لأن الثورة التكنولوجية لن تجعل من السهل عدم تجاوز الحجب حاليا· تأثيرنا داخل السعودية لم يتناقص بل على العكس يزداد يوما إثر آخر·
كنت من أوائل من استخدم مصطلح ''إسلاميي السعودية''، وهو مصطلح كان جديدا للقارئ العربي الذي -كان- يعتبر المملكة ككل جزء من تيار واحد، حدثنا عن المملكة وتياراتها الاجتماعية ومناطقيتها وإسلامييها؟
لا أعتقد أنني أول من استخدم ذلك، بل أظن أن كثيرا من زملائي سبقوني إليه· للأسف، فإن السعودية ليست كيانا واحدا متصلا رغم أنها تحت إطار دولة واحدة، لكنه خليط عرقي وفكري مهول يجعل من الصعب تطبيق وصفة شاملة للإصلاح تقوم بها الدولة، وهذا ما يجعل خطوات الإصلاح التي تجري خطوات حذرة وبطيئة بشكل واضح·
يجب علينا أن نقرأ الجغرافيا التنموية أولا في البلاد كي نعرف إلى أي حد هناك تقسيمات مفزعة ومفجعة في آن· باعتراف المسؤولين أنفسهم، فإن هناك مناطق بأكملها لم تنل نصيبها الكافي من التنمية· تخيل بعد أكثـر من نصف قرن من بروز المملكة ككيان سياسي متحد توجد مدن سقطت من خارطة التنمية لمصلحة مناطق أخرى· فكيف ستتعامل الحكومة مع هؤلاء الذين بدأوا تواً في الحصول على حقوقهم الأساسية· وكيف ستقارنهم بآخرين عبوا من التنمية عباً حتى الثمالة، وآخرين ما زالوا في الطريق الأول·
النقطة الأخرى فيما يتعلق بالجغرافيا البشرية والعرقية الخاصة بسكان المملكة، فهم مكونون من قبائل وأسر حضرية ومقيمون عاشوا سنوات حتى استطاعوا الحصول على الجنسية، وذلك يجعل طريقة تعاملهم متفاوتة، فأفراد القبائل منغلقون على أنفسهم لا يسمحون لأحد بالزواج منهم أو يتزاوجون من خارج قبائلهم، بينما الأسر الحضرية تنظر نظرة ازدراء لهؤلاء البدو الذين يشكلون أغلبية مطلقة في البلاد، في حين ينظر المقيمون الآخرون والذي جاء أغلبهم بسبب رحلات الحجاج إلى غرب البلاد إلى الآخرين بحذر وشك· لا توجد علاقات رضى مطلق في الإطار العام بين الشمال والغرب أو الشرق والشمال أو الجنوب والوسط وهكذا دواليك·
إذن نحن نتحدث عن صورة يحميها إطار ظاهري صلب لكنها من الداخل مقسمة بشكل كبير، وهذا ما جعله ينعكس إلى المناحي الفكرية وتقسيماتها· ونتيجة لذلك مع مرور السنوات تشكلت لدينا العديد من التيارات التي تخوض صراعاتها الهامشية البسيطة على صفحات الصحف ومن خلال البرامج التلفزيونية دون التركيز على الجوانب الحقيقية التي ينبغي دعمها للإصلاح· لابد من وجود إصلاح حقيقي يدعمه هؤلاء المثقفون بدلا عن الغرق في هذه التقسيمات الفارغة· لقد قال الملك عبد الله كلاما حقيقيا وواقعيا حين طالب الجميع بعدم تقسيم المجتمع إلى فئات بل كلهم مواطنون لهم نفس الحقوق والواجبات· أجزم أنها دعوة صادقة ومقدمة لمعركة تاريخية مع الماضي·
أخيرا قرأنا لك مؤخرا روبورتاج عن عمان، فمتى سنقرأ لك عن الجزائر؟
قريبا جدا، لا أظنني سأكون عربيا خالصا دون أن أزور الجزائر التي تتجاوز الفعل الماضي إلى الفاعل المضارع وفعل التنمية والحداثة والمستقبل·