مذكرات بلعيد عبد السلام: تواتي كان يلجأ الى ممارسة الأكاذيب لتشويه الوقائع (23)تاريخ المقال 12/08/2007ب. ولأنه عاجز عن تأييد مزاعمه بالحجج المستندة إلى وقائع قابلة للتأكد منها، نجد الجنرال تواتي يلجأ إلى ممارسة يبدو أنها صارت ميزة في تصرفاته. تتمثل هذه الممارسة في تشويه الوقائع تماما وترتيب الأمور بحسب ما يحتاج إليه من لجوء إلى أكاذيب يريد أن يحمل غيره على تصديقها. هكذا، وحسب ما جاء على لسانه في الحوار الذي خص به يومية El Watan، كنت أقوم بمهامي بصورة عادية إلى أن وصلتني أنباء عن وشوك تغييري برضا مالك على رأس الحكومة. وهكذا أيضا، حسب زعمه وبعدما دب اليأس إلي، جاءتني فكرة اللجوء إلى مساعي الجنرال تواتي من خلال عرضي له منصب وزير الداخلية كي يتسنى لي، بفضله، المحافظة على منصبي. هذه الترّهة لم تكن إلا لتثير السخرية لو لم ترد على لسان رجل اعتبره البعض "مخ" أقوى مؤسسة في الدولة، ألا وهو الجيش الوطني الشعبي، وادعى دوار الملهم في اتخاذ القرارات الخاصة بمصير جميع الجزائريين. ها نحن، اليوم، نعرف الظروف التي جعلتني أقترح على الجنرال تواتي منصب وزير الداخلية. أما في ما يخص تبديلي برضا مالك فإن المسألة لم تكن واردة في جدول الأعمال على الأقل في تلك الفترة. يكفيني هنا أن أذكر بتلك الوعود البراقة التي وعدني بها من كانوا أكثر شأنا من الجنرال تواتي في ما يخص مصيري السياسي. فلو اقتصر انشغالي على إرضاء النفس بتلبية مثل هذا الطموح، لاكتفيت بأن أترك نفسي أُرفع برفق إلى تلك المكانة التي كان هؤلاء يلوحون لي بها في الأفق. فلو كنت، كما يقول الجنرال تواتي، قلقا فعلا على منصبي لاكتفيت في رد "خطر" تبديلي على التصرف بالطريقة الآتية : - منذ البداية، الاكتفاء في إعداد برنامج حكومتي بسياسة اقتصادية متجهة نحو خدمة المصالح التي كان الجنرال تواتي يدافع عنها أو اعتماد هذه السياسة ثم التراجع عنها والإسراع في الاستجابة لتطلعات من كان مصيري، كرئيس حكومة، بين أيديهم ؛ - عدم الإفصاح عن معارضتي منذ تنصيب حكومتي لتطبيق تلك العقود العجيبة المبرمة مع الحكومة الإيطالية والموروثة عن عهد الرئيس الشاذلي والتي بلغت قيمتها من 5 إلى 7 مليار دولار ويقول عنها البعض إنها كانت مرتبطة بمصالح مهمة عندنا ؛ - الوقوف، قبل الإقدام على أية مبادرة، على ما كان مرغوبا فيه وما لم يكن على مستوى من كان قادرا على إعادة النظر في منصبي على المستوى السياسي ؛ - غض الطرف عن بعض الأمور التي شُرع فيها أو كانت بصدد ذلك، أي الامتناع عن إطلاق بعض الإجراءات أو، على الأقل، منعها من مواصلة طريقها نزولا عند رغبة من قصدني ووعدني، لقاء فهم انشغالاته وتلبية طلبه، بالاستفادة من دعم قوي لي من طرف "موكليهم" ممن كان شأنهم أعلى بكثير من شأن الجنرال تواتي. وبعبارة أخرى، لو لم يقتصر الأمر، بالنسبة إلي، سوى على ضمان تأييد لمطامحي ونيل رضا "الأقوياء"، لكنت في غنى عن الجنرال تواتي لأنه كانت بحوزتي أوراق أخرى أكثر قيمة وفعالية ومصداقية. وكما صرحت بذلك علانية في تدخلي ببلدية الجزائر العاصمة يوم 23 جوان 1993، لم أكن أجهل تلك الطرق التي كان يسلكها من كان همهم الأول هو خدمة تطلعاتهم والبقاء في السلطة أو الرقي إلى قمة هرمها. أما في ما يخص الجنرال تواتي، حتى ولو أردت أن أنال ثقته والفوز بتأييده – مادام يعتبر نفسه "صانع الملوك" – كنت أعرف جيدا أن عرضي له منصب وزير الداخلية ما كان ليجدي نفعا. كان يكفيني أن ألبي رغبته بما يؤكد دوره كعراب لدى التجمع الوطني من أجل الثقافة والديمقراطية ويومية El Watan وغيرها من الصحف التي كانت تدور في فلكه. وحتى ولو لم أستطع الحصول على دعمه، كان بمقدوري على الأقل محاولة إبطال أثر تحفظاته بشأني وعداءه لي. ج. لا يمل الجنرال تواتي من تكرار زعمه بخصوص إخفاق سياستي الاقتصادية وقيام المجلس الأعلى للدولة بتنحيتي بسبب هذا الإخفاق. وعندما لا يجد الحجج القائمة على عناصر ملموسة، تراه، بسبب اعتياده اللجوء إلى استعمال عبارات من الطب العقلي، وكأنه يسقط، بدوره، ضحية ولعه بطريقة Coué. يظن أنه يكفيه التكرار الممل لعبارة "سياسته الاقتصادية قد أخفقت" كي يتحول هذا الإخفاق المزعوم إلى حقيقة راسخة في أذهان الناس من دون الشعور بالحاجة إلى تقديم الأدلة المثبتة لذلك. لذلك تجد طريقته لا تختلف كثيرا عن طريقة النجار الذي يظل يضرب على رؤوس المسامير إلى أن تنغرز في الألواح. لكن، هيهات أن تكون عقول الجزائريين مثل ألواح الخشب. ما قاله الجنرال تواتي في الحوار الذي خص به يومية El Watan لا يعدو كونه مجرد نسيج من الأكاذيب وتلاعبا بالألفاظ خاليا من أي معنى. لذلك، عوض أن يدعم كلامه بالحجج تجده يلجأ إلى تكرار مزاعم إلى ما لا نهاية. للتذكير، بعد صدور حواره، لفت انتباهه بعض الصحفيين، وكانوا محقين في ذلك، أنه لم يجب عن أية واحدة من الوقائع التي كنت قد ذكرتها في مقابلاتي مع عدد من الصحف قبله، مقابلات كان من المفروض أن يرد عليها في حواره. في آخر الأمر، وربما شعورا منه بضعف موقفه وخفة المزاعم التي رددها طيلة نص الحوار، اتجه إلى الطعن في شخصي بعبارات كادت أن تكون شتما سافرا عندما قال عني إني مريض أحتاج إلى المعالجة مثلما يحتاج المريض النفساني الذي يظل يردد نفس الادعاءات الفارغة تمنعه من رؤية واقع العالم كما هو من حوله. وبعدما أحس بالغيظ جراء فضحه سياسيا، لجأ إلى طرق هي أقرب إلى العار. أما من جانبي، فأنا أرفض أن أتبعه في الدرب الذي اختار أن يسلكه، متعمدا تفضيل الاحتقار عن واجب الاحترام. 16. "... عوض البكاء على مجده الضائع، كان الأحرى بالسيد عبد السلام أن يسهم في إثراء النقاش الوطني. فكرة المصلحة العليا للأمة ذاتها لم تنج من سوء معاملة بعض الأشخاص الذين أهانوها بردها إلى مستوى أشخاصهم الصغيرة. بالنسبة إلي، فكرة المصلحة العليا للأمة هذه لا يمكن بلورتها خارج الدستور وفي ظل احترام القوانين والتنظيمات. لا أعترف لأي شخص بالحق في تنصيب نفسه سيدا للوطنية، موزعا "فتاواه" في اتجاه هذه أو ذلك. نحن نعيش في ظل جمهورية وما الساسة إلا مجرد موكَّلين. لا يولد المرء قائدا. نحن مطالبون بألا نبتعد عن تلك المفاهيم الجمهورية التي ينبغي، بالعكس، تقويتها. الشعب الجزائري غير مدين بضريبة عرفان نحو القادة على أساس ما كانوا عليه في مرحلة ما من الماضي.". هذا الكلام الذي قاله الجنرال تواتي في خاتمة حواره الصحفي لم يكن جديدا إذ كثيرا ما نسمعه من أفواه أو نقرؤه لأقلام يعاني أصحابها عقدة عدم المشاركة في حركتنا الوطنية، أو الانحدار من تيارات سياسية أو أيديولوجية حاربت هذه الحركة الوطنية من أبناء جلدتنا. ذلك هو سبب انتشار عبارات جذابة من قبيل : "لا أحد له الحق في احتكار الوطنية" أو، تلك العبارة التي أتحفنا بها الجنرال تواتي حينما قال إنه لا يعترف لأحد بالحق في إصدار "فتاوى". مثل هذه العبارات لا تتطلب ردا آخر غير الابتسامة، وقد تستدعي قسطا من الشفقة. ومع ذلك، تجدني مضطرا إلى الرد على عبارة "وما الساسة إلا مجرد موكَّلين" بنوع من الاندهاش الممزوج بالسخرية. لا أملك إلا أن أسأله : ترى، ما هي "الفتوى" التي سمحت له بالمشاركة في حرمان منتخبي ديسمبر 1991 من فوزهم وتنصيب قادة آخرين لم يفوضهم أحد في محلهم ؟ اللهم إلا إذا كان يعتقد، وهذا ما أظن، نفسه ومن تبعه في "فتواه" مصدر المشروعية في الجمهورية التي يتحدث عنها، ومن ثمة المولى الذي يعود إليه منح التوكيل. بالنسبة إلى الوطنيين الجزائريين، الحديث عن الجمهورية وتحويل مبدئها إلى عقيدة مطلقة لا يعدو أن يكون دفعا لأبواب مفتوحة أصلا. فمنذ نشأة حركتنا الوطنية، لاسيما منذ المؤتمر الوطني الثاني لحزب الشعب-حركة انتصار الحريات الديمقراطية في أفريل 1953، ظلت فكرة "الجمهورية كشكل حكم" أحد المبادئ الأساسية بالنسبة إلى ما كان يسمى آنذاك بـ "الدولة الجزائرية المستقلة المقبلة". الوطنيون الجزائريون، لاسيما منذ استعادة الجزائر لاستقلالها، ليسوا في حاجة إلى التصرف كما لو كانوا صعاليك الثورة الفرنسية في 1789، مضطرين إلى التذكير، في كل مرة، بتمسكهم بالجمهورية من حيث هي مبدأ ثابت وواحدة من القيم الأصلية لثورتنا. أما بالنسبة إلى الفرنسيين، فعلى العكس، الجمهورية منذ نشأتها كمحصلة أساسية للثورة الفرنسية تتحدد بعلاقتها بالنظام السياسي والاجتماعي الذي جاءت لتقضي عليه وبالإحالة على القيم والمعايير الجديدة المتمثلة في الحرية، المساواة والأخوة التي رسختها في تنظيم المجتمع الفرنسي وفي شكل الحكم الذي أتت به في محل النظام الملكي والإقطاعي البائد الذي كان قائما على عدم المساواة بين الطبقات الاجتماعية. في ما يخص قيم ثورتنا والتي كانت تشكل الرهان الجوهري في حرب التحرير الوطني ضد النظام الاستعماري تمثلت أساسا في : الأمة، الاستقلال الوطني، الإسلام، الثقافة الوطنية العربية الإسلامية، إعادة المجد لتاريخنا الوطني العريق، العدالة الاجتماعية، النهوض بجماهيرنا الشعبية. كل هذه القيم تمثل أساس إعلان أول نوفمبر 1954 وتم تأكيدها منذئذ في كل مرة من خلال النصوص الأساسية لثورتنا. لكن، للأسف بالنسبة إلى "الديمقراطيين" و"الجمهوريين" المزعومين ممن يعدُّ الجنرال تواتي نفسه واحدا منهم، أصبحت هذه القيم عبارة عن تابوهات ينبغي تحطيمها ومفاهيم موروثة عن ماضي ولى وحان وقت نسيانه. غير أن الوطنيين الجزائريين الذين بقوا أوفياء لأنفسهم وللقيم الأساسية والثابتة لثورتنا لا يعتبرون أبدا من قبيل تنصيب الذات "أسيادا لحب الوطن" أن يواصلوا التمسك بهذه القيم والدفاع عنها في الوقت الذي يحاول البعض، شفاء للغليل لاشك، جعلها نسيا منسيا ودفنها إلى الأبد. جوهر الخلاف مع الجنرال تواتي ومن شاطره مشاعره هو على هذا المستوى لأننا في هذه الجزائر بدولتها المستقلة اليوم لم ننحدر من نفس الأصول. ختاما، ومن دون اللجوء إلى ترجمة حكمة بسيطة بالقبائلية، أرد على الجنرال تواتي بهذه الكلمات : "أدعو الله أن يلطف بك وينفعك بحكمته التي لا حدود لها !".
1 - al khatimaamine 2007-08-12ou est le socialisme dans tout ca da velaid.... c est bien que tu retrouves les vertues de la liberté de pensée et d expression ... ca te soigne beaucoup tu en es à l entamme puisse dieu inchallah te mene vers le ..discernement et el forkane daaawet ..el ....amine...
ما لا يقال: ما لم يقله بلعيد عبد السلام في مذكراتهتاريخ المقال 12/08/2007عبد العالي رزاقي وفرت المذكرات التي كتبت خلال الـ 40 سنة الأخيرة مادة خصبة لدراسة تاريخ الجزائر السياسي والعسكري والديني والثقافي، بالرغم من قلتها، وفقدان الكثير منها لسمة »المذكرات الشخصية« فبفضل مذكرات الشيخ خير الدين، أحمد توفيق المدني، أحمد طالب الإبراهيمي، محمد الصالح صديق وغيرهم اكتشفنا دور جمعية العلماء المسلمين في الحفاظ على الشخصية الوطنية.وبفضل مذكرات مصالي الحاج، فرحات عباس، أحمد بن بلة، علي كافي، حسين آيت أحمد وغيرهم لمسنا مختلف التصورات للعمل السياسي والحزبي في مسيرة الحركة الوطنية والثورة الجزائرية. وبفضل الأخضر بورقعة، أحمد علي مهساس، علي هارون، عيسى كشيدة، عبد الرزاق بوحارة، مصطفى مراردة، محمد بن يحيى، سعدي ياسف، ويوسفي وغيرهم أدركنا بعض الحقائق المرتبطة بعلاقة الثورة بأبطالها. وبفضل محمد الميلي، الطاهر وطار، محمد مهري، أحسن بن بلقاسم كافي، محيي الدين عميمور، عبد الحفيظ أمقران وغيرهم وضعنا أصابعنا على بعض مآسي الثقافة في الجزائر، والتعامل مع المثقفين. وبفضل محمد حربي، خالد نزار، بلعيد عبد السلام وغيرهم تبينت لنا حقائق جديدة، وبفضل سعد دحلب، بن يوسف بن خدة، رضا مالك وغيرهم عرفنا حقائق أخرى عن سير المفاوضات بين الثورة وفرنسا وخلفيات »اتفاقيات إيفيان« وربما سنكشف حقائق جديدة عن الثورة ونظام الحكم في الجزائر، في حال نشر مذكرات العقيد عبد الله بن طوبال التي منعت في عهد الشاذلي بن جديد، ومذكرات العقيد الطاهر الزبيري التي وصلت إلى الاكتمال، ومذكرات الشيخ عبد القادر بوخمخم الموجودة في المطبعة، ومذكرات الرئيس الشاذلي بن جديد التي تطبخ حاليا على نار هادئة. ويعلق المرحوم محمد بوضياف في رسالة له من القنيطرة إلى المناضل عيسى كشيدة بتاريخ 14 أكتوبر 1990 قائلا: »إن كل واحد، بعد الاستقلال، صار يرى نفسه صاحب الحقيقة التاريخية، بينما في الحقيقة لم يمثل بعضهم أي دور، هذه هي الحقيقة«. مجموعة خالد ومجموعة آيت أحمد كانت الذكرى الـ 40 لعيد استرجاع الاستقلال مناسبة مهمة للغرفة السابعة عشرة لمحكمة الجنح بباريس لتسجيل شهادات أمام القضاء الفرنسي حول الثورة الجزائرية والصراع حول الحكم وما حدث في العشرية الدموية (1992 - 2002) ومثل أمام العدالة الفرنسية مجموعة خالد نزار (رضا مالك، سيد أحمد غزالي، علي هارون، ليلى عسلاوي، السيدة بن حبيلس، رشيد بوجدرة، محمد رزاق بارة، أحمد جبار، عمار لونيس، مولود بن محمد وغيرهم) مقابل مجموعة آيت أحمد (محمد حربي، سمراوي، عمر بندرة، حبيب سعيدية وغيرهم). وما استطاعت فرنسا الحصول عليه من شفاه رجال الثورة وعملاء فرنسا، خلال هذه المحاكمة، أكثر مما حصلت عليه خلال الثورة أو الاستقلال أو عبر الطابور الخامس. خالد حاقد على آيت أحمد لأنه رفض تزكية الانقلاب على الحكومة المؤقتة عام 1962 أثناء وجوده في سجن »لاصانتي« مع أحمد بن بلة، محمد بوضياف وخيضر، لأنه رفض أن يكون رئيسا بعد توقيف المسار الانتخابي في 11 جانفي 1992، ولأنه تحالف مع جبهة التحرير في 16 جوان 1965 للخروج من الحزب الوحيد، وكذلك بعد تشريعيات 26 ديسمبر 1992 مع الجبهتين: التحرير والإنقاذ. يقول الجنرال خالد نزار عن آيت أحمد بالحرف الواحد: »إن معارضته تشكل حالة جديرة بأن يجري تدريسها، فهو يعاني من حالة مرضية نفسية معقدة« ويذهب إلى اتهامه بأنه »أول من أسال نهر الدماء« أما مناضلو »الإنقاذ« التي تحالف معها فيسميهم بـ »مجانين الله«. ويعترف للفرنسيين قائلا: »نحن الجيش الوطني الشعبي، ومجموع ذلك الجزء من السكان، قد أقدمنا على وقف المسار الانتخابي« ويزعم أن »استقالة الشاذلي بن جديد قد كتبها الجنرال محمد تواتي وعلي هارون«. وبالمقابل يعتقد آيت أحمد أن »الرئيس في الجزائر هو رئيس النخبة المهمة لكي يضمن التوازن في تقدم الكوادر في الجيش والإدارة« والجنرال خالد نزار حين يقدم نفسه للمحكمة الفرنسية يتجاهل فترة وجوده في الجيش الفرنسي قبل عام 1958 ويقول الجنرال خالد نزار بأنه كان أميا، ويضيف »نعم لقد كان هناك عندنا جنرالات أميون« ويؤكد بأن »رئيس دولة سابقا صار فيما بعد شريكا في اتفاق روما أنحى علي باللائمة قائلا: أنت لن ترحل وتترك الحكم لهذه البهيمة النجسة.. ولا أعتقد أن الرئيس السابق أحمد بن بلة كان يكره الإسلاميين وهو الذي كان يدعمهم من عمر عبد الرحمن إلى عباسي مدني«. أما اعترافات »أبو فراشة« سيد أحمد غزالي، فتكشف عن تناقضات عجيبة فهو يقول عن رئيسه الشاذلي بن جديد" كان يخيل لي، في آخر 1988، لكثرة ما كنت أتردد عليه، أنني أمام رئيس مستقيل معنويا، هذا تقدير شخصي". أيعقل أن الشاذلي الذي أعاد الجنرالات إلى الثكنات وكان وراء قمة زرالدة لقادة المغربي ودعم قيام الدولة الفلسطينية في الجزائر كان مستقيلا معنويا؟! لماذا لم يتحدث غزالي عن بقائه في باريس سفيرا للجزائر مدة ستة أشهر دون اعتماد، وهو رئيس حكومة سابق؟ مشكلة مجموعة خالد نزار أنها كانت تحقد على كل من يريد »بناء الدولة الوطنية« وكل من يكتب ويفكر، فحين كتب محمد حربي، وهو من كبار المؤرخين الجزائريين، يلخص أفكاره إزاء »الطابور الخامس« معتبرا »المسار التاريخي الجزائري مسارا أدى إلى نشوء دولة الجيش، جيش لديه دولة في خدمته، وليس جيشا في خدمة الدولة« قال عنه أمثال الجنرال خالد بأنه »عاش على الدوام على أطراف الثورة« بهدف نزع صفة المؤرخ والمفكر منه أو كان المطلوب من المفكر أو المؤرخ أن يكون من رموز الثورة أو داخلها. ما لم يقله عبد السلام بلعيد للرأي العام وحين قرأت مذكرات بلعيد عبد السلام تساءلت: هل يحق لمناضل سابق في حزب الشعب أن يشارك في توقيف مسار انتخابي بدعم مجموعة خالد نزار؟ وبالرغم من أنه من اللجنة المركزية لحزب الشعب سابقا وساعده عبان رمضان وعبد الحميد مهري على الهروب من براثن عبد الحفيظ بوصوف بعد رفض التدريس مع خليفة لعروسي، فإنه لا يُعَرّج على هذه الفترة، وهو يذكرني بمجموع الطلبة الذين التحقوا بالثورة يوم 19 ماي 1956، ولم يلتحق بالجيل إلا ثلاثة منهم وهم علاوة بن بعطوش، الأمين خان، والطيب فرحات، وكنت أتمنى لو أن واحدا منهم تحدث بصراحة عن ذلك. وأتساءل هل ما ورد في مذكرات بلعيد عبد السلام يستند إلى الحقائق أم مجرد »ذر الرماد في العيون« أو لجلب الانتباه إليه أو لغرض آخر؟ لست أدافع عن الجنرالين خالد نزار أو تواتي أو غيرهما ولكنني تقصيت الحقائق بحكم أنني خلال تلك الفترة كنت صحفيا في إحدى الصحف الدولية الكبرى، وتابعت الأحداث عن قرب وتمكنت من الاطلاع على بعض الوثائق. أول وزير يرفض رئاسة الحكومة حين قدم سيد أحمد غزالي استقالة حكومته بعد تسلم الرئيس كافي رئاسة المجلس الأعلى للدولة، كان أول شخصية يدعوها لرئاسة الحكومة هو وزير النفط السابق الصادق بوسنة الذي كان أستاذا يومئذ بإحدى الجامعات الفرنسية، ويقول مقربون من الرئاسة بأن عشاء أقامه الرئيس علي كافي لأبو سنة، بعد أن وافق الجنرال خالد نزار على اقتراحه رئيس حكومة باعتبار أنه يملك صفات المواطن الصالح، فاعتذر الصادق لكافي بحجة أن له عقدا مع الجامعة الفرنسية وعليه احترامه. لكن الحقيقة التي ربما كانت وراء رفض المنصب هو أنه غادر الحكومة بـ »استياء« وصفته لي بعض الدوائر السياسية بـ »الإهانة« لشخصية الأستاذ، وأعتقد أن »الورطة« التي وقع فيها من أوقفوا المسار الانتخابي في 11 جانفي 1992 هي أنهم لم يضعوا »البدائل« أو »سيناريو« من يحكم في حال حدوث مكروه أو هزة سياسية. عندئذ بدأت مجموعة خالد نزار وهي تتحسس المواقع كـ »عصا الأعمى« التفكير في البديل وكان من اقتراح الجنرال خالد وهو بلعيد عبد السلام لأنه »مناضل ملتزم« وأحد الوجوه البارزة في العهد البومديني ولم يعترض أحد من أعضاء المجلس للدولة على ترشيح خالد نزار له لرئاسة الحكومة. ومازلت أذكر كيف تم تسريب خبر اللقاء الأول بين الرئيس علي كافي ووزير دفاعه خالد نزار وبين بلعيد عبد السلام. والمفارقة العجيبة أن المجلس الأعلى للدولة كانت اجتماعاته في عهد بوضياف لا تسجل في المحاضر بينما صار الاجتماع في عهد كافي يسجل في المحاضر وربما يأتي يوم وينشر محضر الاجتمع الثلاثي، واستغرب لماذا لم ينشره بلعيد في مذكراته؟!. ولم يطلب بعليد عبد السلام مهلة للتفكير وإنما أعلن موافقته على تقلد رئاسة الحكومة دون تقديم أي شرط. وزير لم يستوزر قصة تشكيل حكومة بلعيد عبد السلام لا تحتاج إلى توضيح، فالجهات التي تعين الوزراء معروفة وقد سربت للصحافة آنذاك معلومات تفيد أن الرئيس كافي قد استدعى سفيره في واشنطن نور الدين زرهوني، وأنه اقترح عليه وزارة الداخلية، ولكن زرهوني رفض لأنه كان يتابع »علاجا صحيا« حسب المقربين منه آنذاك. والمفارقة الأخرى هي أن الرئيس علي كافي قام باستدعاء الجنرال اليامين زروال وكلفه بوزارة الداخلية، واستقبله الجنرال خالد نزار وأكد له ذلك. وهذه المعلومة سربتها جهات نافذة آنذاك للصحافة الدولية، لكن قبل عودة الجنرال زروال من باتنة إلى العاصمة مع عائلته فوجئ الرئيس كافي وبلعيد عبد السلام بـ (محمد حردي) وزيرا للداخلية، فلماذا لم يحدثنا بلعيد عن الجهة التي عينت الوزراء. اقتصاد حرب أم وزير اقتصاد؟ الاعتقاد السائد عندي أن بلعيد عبد السلام لم يوفق في إعداد برنامج حكومة. وإنما كانت له أفكار »متجاوزة« يكفي أنه رتب جلسة مع رئيسه كل سبت ليشكو له ما يعانيه من مشاكل. كانت أول مشكلة هي أن بلعيد »هرب« من المشكلة الحقيقية للجزائر وهي سياسة، إلى الاقتصاد فطرح ما يسمى بـ »اقتصاد الحرب« حتى يضيق الخناق على المواطنين... وأول معركة فشل في إدارتها كانت مع المقاول يسعد ربراب الذي يكون قد تحصل على قرض بمبلغ 114 مليون دولار، وأن بلعيد يريد استرجاعه في إطار »التقشف« وابتعاد بلعيد عن المشكلة الحقيقية وهي »الوضع السياسي المتوتر« واعتبار نفسه خبيرا اقتصاديا، بحيث رفض تعيين وزيرا للاقتصاد، بل رفض حتى الحديث مع المستشار الاقتصادي للمجلس الأعلى للدولة عبد المجيد بوزيدي، جعلته لا يوفق في تسيير الحكومة. وبداية الصدام مع المجلس الأعلى للدولة جاءت بعد أن بدأ يتناقض في تصريحاته وتصريحات وزارته مع تصريحات أعضاء المجلس الأعلى للدولة. وحتى الوفود التي بعث بها إلى أوروبا وأمريكا لم يقدم تقاريرها للمجلس الأعلى للدولة. وكانت لمجلس الدولة مشاريع منها مشروع (الجزائر عام 2005) الذي أدى إلى اغتيال الأستاذ جيلالي اليابس، والأستاذ بوخبزة، بسبب ما يحمله من أفكار لإخراج البلاد من الأزمة. وقد اطلقت شخصيا على ملخص له يومئذ، ولكن بلعيد تجاهلها. عينه خالد وأقاله كافي تجاوزات بلعيد عبد السلام لمجلس الدولة وصلت ذروتها حين صرح بأن »الجيش هو الذي عينه وليس الرئيس كافي« والمفاجأة هي أن كافي كان في زيارة رسمية إلى مصر، وقد أثار هذا التصريح »غضب الرئيس كافي« فيقال إنه طلب من الجنرال خالد نزار أن يكون وحده في استقباله أثناء عودته من مصر لأنه لا يريد أن يلتقي بلعيد عبد السلام. ومجرد أن دخل إلى الجزائر بدأت إجراءات الإقالة حيث أبلغني أحد أعضاء المجلس الأعلى للدولة آنذاك بأن الرئيس كافي طلب من الجنرال خالد نزار الاستغناء عن خدمات بلعيد، ولم يعقد معه اجتماعات السبت أو اجتماع مجلس الوزراء لغاية استدعاته لتبليغه بـ (الإقالة). الحكم من داخل المجلس أعادت الاقالة بلعيد عبد السلام إلى »حجمه الطبيعي« فالموعود بالرئاسة صار مجرد »رئيس حكومة سابق« وتفاديا لازدواجية الخطاب السياسي بين الحكومة وأعضاء المجلس الأعلى للدولة تم تعيين أحد أعضائه رئيس حكومة وهو رضا مالك. المؤكد أن الذين تداولت أسماؤهم بين أعضاء المجلس لرئاسته هم الدكتور أحمد طالب الابراهيمي ورضا مالك أما البقية فكانت تجري بين خالد نزار والآخرين ولا يُبلّغ بها إلا المقربين منه، ومنها اقتراح حسين آيت أحمد رئيسا للدولة. وقد رفض ذلك علنا، ويبدو لي أن الضغوط على الجنرال خالد نزالر جعلته يكفر عن دنبه بتعيين الجنرال اليامين زروال وزيرا للدفاع حتى يسترجع ثقة رئيسه فيه. ويبدو لي أن الجنرال خالد نزار الذي التقى السفير الفرنسي في السفارة الفرنسية قد استفاد من »تعصب الفرنسيين« لمصالحهم، ويبدو أن علي كافي وجد له نصيرا في وزارة الدفاع ممثلا في اليامين زروال لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. أول اجتماع للمصالحة "تقتله" لجنة الحوار! كان للمجلس الأعلى للدولة »مشروعه الوطني« ففي صائفة 1993 بعد إقالة بلعيد عبد السلام، اجتمع الرئيس علي كافي بقادة من الجيش وهم: "خالد نزار، اليامين زروال، محمد العماري، توفيق مدين، عباس غزيل، الطيب الدراجي، عبد الحميد تاغيت ومحمد تواتي وآخرون" لدراسة مشروع »مصالحة وطنية« في شكل اتصال أولي مع قياديين من الإنفاذ وهما عباسي مدني وعلى بن حاج وتشير التقارير المسربة حول الاجتماع آنذاك، بأن قيادة الجيش طرحت إسم أحد الجنرالات للقيام بهذا الاتصال بينما اقترح الرئيس كافي بأن يكون اليامين زروال هو المكلف بالمهمة. اتفاق الجنرالات على اقتراح الرئيس كافي بأن يكون وزير دفاعه هو المكلف بالمهمة جعلته يلتقي عبد الحميد مهري بطلب منه ويقترح مشروعه على المجلس الأعلى للدولة ويأخذ الموافقة ويجتمع للمرة الثانية بعبد الحميد مهري بحضور الجنرال خالد نزار. وكان اللقاء في نظر المراقبين آنذاك تتويجا لمشروع منظمة المجاهدين في المصالحة بين أبنائها، لكن المفاجأة هي ظهور لجنة الحوار الوطني، وفيها ثلاثة جنرالات وهم محمد تواتي، عبد الحميد تاغيت والطيب الدراجي، بحجة أن حسين آيت أحمد كان يطلب ضمانات من الجيش في أن حوار يجري أفشل الحوار، والحق يقال: إن هذه اللجنة دفنت الحوار مثلما دفنت تصريحات بلعيد عبد السلام تطلعاته لقصر المرادية. ولا أعرف الأسباب التي دفعت بلعيد عبد السلام إلى »التستر« على مشاريع المجلس الأعلى للدولة، ولا أعرف كيف اختصر الأزمة السياسية في الاقتصاد، لكن ما أعرفه أنه وقع في المحظور الذي وقع فيه المرحوم محمد بوضياف الذي أنشأ جبهة التحرير خلال الثورة وعندما صار رئيسا تقدم بـ ملف إحالتها على الأرشيف. والفرق هو أن بلعيد عبد السلام المداوم على اجتماعات حيدرة لقسمة جبهة التحرير حين قدم »مشروع حجز 92 مليارا« التي كانت في ميزانية حزب جبهة التحرير وجد من يرفض مشروعه داخل المجلس، فلماذا أخفى مثل هذه الحقائق على قرائه أم أنها مثل بقية المعلومات التي تستر عنها في مذكراته؟
1 - هل يحق لمناضل سابق في حزب الشعب أن يشارك في توقيف مسار انتخابي بدعم مجموعة خالد نزار؟faycal 2007-08-12هل يحق لمناضل سابق في حزب الشعب أن يشارك في توقيف مسار انتخابي بدعم مجموعة خالد نزار؟
2 - جريدة الشروق لاتنشر إلا مايوافق هواهاعمر 2007-08-13رغم أن الموضوع الذي كتبته بع ( نرشح مسؤولا فرنسيا في العهدة القادمة ) والذي كان يتعامل مع معطيات واقعية ولم يتم فيه سب أوتجريح ومع ذلك لم ينشر لماذا التعليق
موقع شخصي للمثقف الجز ائري المهمش نورالدين بو كعباش يتضمن مقالات و حوارات وصور رسائلية كما يشمل موضوعات من الصحافة الجز ائرية والعالمية Site personnel de l'intellectuel algérien marginalisé Noureddine Bou Kaabache Comprend des articles, des dialogues et des images Il comprend également des sujets de la presse algérienne et internationale
الاثنين، أغسطس 13
أحبار
1شوهد ت أراضي زراعية بالمنطقة الصناعية للطاهير محاصرة بالسياج ومكتوب أمامها أرض ورثة ويدكر أن أراضي المنطفة الصناعية لم تكن مجمبة مند سنوات فهل الريع التجاري جعل الاراضي الرملية تكتشف مواطنييها القاطنين في المدن الكبري والمتصارعين على من يورث من أم ان المشاريع الكبري جعلت عائلات الطاهير تجري وراء الملايير 2إضطرت عائلة قسنطينية للكراء في الطاهير والتنقل يوميا عبر النقل الجماعي إلى شاطي سيدي عبد العزيز يوميا وقد رفضت النزول في شاطئ القنار وبازول رغم قربهما من الطاهير علما أن سكان سيدي عبد العزيز إرغموا على الكراء للسواخ في جبل الجناح و لعرابة وبني صالح3إستغل مواطننين من تندوف رمال البخر لتتخول إلى حيم لبيع الشاي ليلا ودلك بشواطي سيدي عبد العزيز وصحرة البلح علما أن الشائ الصجراوي لا يهضمه سكان الوزادي الدين فضلوا كوب شاي نجاد على إبريق بسكرة 4غادر أطفال الكشافة الاسلامية صباخا في خدود صلاة الصبح مدينة سيدي عبدالعزيوز وسط صراعات صبيانية بين المنظمين وعائلات المنظمين دات التيار الاسلامي 5شوهدت نساء كشفيات تجوبن شوارع الطاهير مما يحيل إليك أنهن عائلات وليس كشفيات 6أصدر رئيس بلدية سيدي عبد العزيز مرسوم بتنوير الحي الشعبي الدي يقيم فيه برلماني حماس التابع لرأس قائمة قسنطينة ونتيجة للخقرة قرر طبطوب إضاءة الزبيرة إنتقاما للعنضرية السياسية 7تبدا واجهة سيدي عبد العزيز في الاكتظاظ ليلا فمنهم من يتوجه للبجر ومنهم من بفضل الجلسات الشعبية ومنهم من بفضل النوم لبداية موسم السياحة بالمشاكل صباخا بقلم نورالدين بوكعباش
أحبار وأصداء
1شوهد ت أراضي زراعية بالمنطقة الصناعية للطاهير محاصرة بالسياج ومكتوب أمامها أرض ورثة ويدكر أن أراضي المنطفة الصناعية لم تكن مجمبة مند سنوات فهل الريع التجاري جعل الاراضي الرملية تكتشف مواطنييها القاطنين في المدن الكبري والمتصارعين على من يورث من أم ان المشاريع الكبري جعلت عائلات الطاهير تجري وراء الملايير 2إضطرت عائلة قسنطينية للكراء في الطاهير والتنقل يوميا عبر النقل الجماعي إلى شاطي سيدي عبد العزيز يوميا وقد رفضت النزول في شاطئ القنار وبازول رغم قربهما من الطاهير علما أن سكان سيدي عبد العزيز إرغموا على الكراء للسواخ في جبل الجناح و لعرابة وبني صالح3إستغل مواطننين من تندوف رمال البخر لتتخول إلى حيم لبيع الشاي ليلا ودلك بشواطي سيدي عبد العزيز وصحرة البلح علما أن الشائ الصجراوي لا يهضمه سكان الوزادي الدين فضلوا كوب شاي نجاد على إبريق بسكرة 4غادر أطفال الكشافة الاسلامية صباخا في خدود صلاة الصبح مدينة سيدي عبدالعزيوز وسط صراعات صبيانية بين المنظمين وعائلات المنظمين دات التيار الاسلامي 5شوهدت نساء كشفيات تجوبن شوارع الطاهير مما يحيل إليك أنهن عائلات وليس كشفيات 6أصدر رئيس بلدية سيدي عبد العزيز مرسوم بتنوير الحي الشعبي الدي يقيم فيه برلماني حماس التابع لرأس قائمة قسنطينة ونتيجة للخقرة قرر طبطوب إضاءة الزبيرة إنتقاما للعنضرية السياسية 7تبدا واجهة سيدي عبد العزيز في الاكتظاظ ليلا فمنهم من يتوجه للبجر ومنهم من بفضل الجلسات الشعبية ومنهم من بفضل النوم لبداية موسم السياحة بالمشاكل صباخا بقلم نورالدين بوكعباش
رئيس تحرير ''إيلاف'' للجزائر نيوز:
في انتظار أن تتمكن الحكومة من تفكيك أسعار المواد الأساسية
أيهـــا الجزائريــــون: ''اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم''
سمير حميطوش
''الاستيراد ليس حلا، ولكن الحل في رفع القيود الجمركية''، بهذا التناقض يعكس وزير التجارة، الهاشمي جعبوب، حالة التخبّط الذي تعيشه الحكومة الجزائرية حيال الالتهاب المتزايد لأسعار المواد الغذائية الأساسية التي أصبحت عنوانا للهمّ اليومي للجزائريين الذين أذهلهم ارتباك حكومتهم العاجزة عن إيجاد حل أمام ارتفاع أسعار البطاطا التي غطى النقاش حولها على ارتفاع أسعار بقية المواد الغذائية الأساسية مثل السميد، الزيت، السكر··· ولعل هذا الذهول هو الذي دفع الكثير من الجزائريين إلى اتخاذ قرار بمقاطعة البطاطا بنفس الراديكالية التي قاطعوا بها الانتخابات التشريعية الماضية، والتي حارت الحكومة في سبب زهد الناس في المشاركة فيها رغم كثافة الأحزاب والمرشحين الذين قرروا خوضها والتحوّل إلى نواب عن الشعب· وإذا ما نجح الجزائريون من اجتثاث البطاطا من موائدهم وأطباقهم، فسيقدمون بذلك خدمة عملية للحكومة التي مازالت منذ عام تبحث عن أسباب غلائها، بل سيساهمون في التخفيف من فاتورة الواردات بما يسمح بادخار أموال أخرى تضاف إلى احتياطي الصرف، الذي لم يستفد المواطنون منه أي شيء ملموسا على الأقل، وستتفرغ في تلك الحالة الحكومة الجزائرية إلى البحث عن مشكلة أخرى تتعلق بالحليب الذي قال وزير التجارة إن حله يحتاج إلى 100 ألف بقرة تضاف إلى 900 ألف بقرة موجودة، ولكن الوزير لم يحدد كيف يدفع عجز في الأبقار قدره 10 بالمائة في إحداث عجز في الحليب يتجاوز الـ 40 بالمائة، وفي المقابل ستجد الحكومة مبررا مقبولا عندما تصل إلى موضوع ارتفاع أسعار السميد ومشتقاته، حيث لن تتردد في إرجاع ذلك إلى الحرائق والجفاف، وطبعا سيحوّل إيمانها بالله دون أن تحتج على القدر·
وفي المقابل، تمكن وزير الطاقة والمناجم من إيجاد مبرر مسبق للارتفاع المنتظر لأسعار المازوت، حيث تمكن من إصلاح زلة لسان اعترف خلالها بأن مصالحه لا تنتج هذه المادة، ثم عاد ليقول إن سبب الارتفاع المرتقب هو من أجل حماية البيئة من أضرار المازوت· ولكن الوزير الذي وفّق في القول بأن كل العالم يسير بهذا المقياس، لم يشر إلى أن الدول الخليجية المنتجة للنفط سعر البنزين بها رمزيا جدا، وتعتبر الحكومات القائمة في تلك البلدان أن توفير الراحة للمواطنين هو أدنى واجباتهم نحو شعوبهم·
في انتظار أن تتمكن الحكومة من حل هذه المشاكل، ينبغي على وزارة الشؤون الدينية أن تصدر تعليمة إلى أئمتها تفرض عليهم أن يلقنوا الناس أحاديث الزهد وترك الدنيا من قبيل ''اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم'' و''من ترك شيء لله عوضه الله خير منه''·
استطلاع بالسوق الشعبي ''مارشي12'' بالعاصمة
البطاطا لمن استطاع···
''البطاطا بزاف غالية والسعر لم ينخفض منذ عدة أشهر ولم يعد في استطاعتنا اقتناءها''·· هذه العبارة التي ترددت على ألسنة زبائن سوق ''مارشي 12''، الواقع بحي بلكور الشعبي بالعاصمة، الذي من المفترض يعدّ قِبلة لأصحاب الدخل الضعيف و''الزوالية''، إلا أنه خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى هناك لاحظنا العكس على الإطلاق حين وقفنا على حيرة ومعاناة المواطنين الذين لم يعد في استطاعتهم اقتناء الخضر وشهر رمضان على الأبواب·
استطلاع: نشيدة قوادري
الأسعار ملتهبة وشهر رمضان على الأبواب
ولدى تقربنا من بعض المواطنين الذين تعوّدوا على التسوق من ''مارشي ''12 نظرا لانخفاض الأسعار فيه عادة، لمختلف السلع وعلى رأسها الخضروات، الأسماك وملابس ''الصولد'' وبعض المواد الغذائية الأساسية، أكدوا لنا بأن أسعار الخضروات قد التهبت خاصة سعر البطاطا الذي استقر في 65 دج ولم يعد بإمكان ''الزوالي'' اليوم توفير لقمة العيش لأبنائه في الوقت الذي تنبأت فيه العديد من النسوة اللواتي التقيناهم عن تدني مستوى معيشة المواطن البسيط الذي سيواجه المشاكل لوحده في ظل الصمت الذي التزمته الهيئات المعنية· فكلهن أبدين قلقهن عما سيواجهنه من معاناة خلال شهر رمضان، حيث يتوقعن التهاب أسعار كل المواد الغذائية· وأكدت السيدة (فضيلة· ح) لـ ''الجزائر نيوز'': ''البطاطا أصبحت بالنسبة إلينا كالفاكهة التي نقتنيها فقط في المناسبات، لكن وأمام إلحاح أبنائي الذين يفضّلون فقط تناول ''البطاطا المقلية'' فإنني أضطر لشراء 2 كلغ، لكن الأمر الذي يؤرقني كثيرا هو شهر رمضان الذي هو على الأبواب، أين المخرج يا ترى؟'' هو السؤال الذي طرحته العديد من النسوة· وللتجار أيضا ما يقولون·
الباعة: البطاطا المستوردة من كندا فاسدة
الباعة أيضا تحدثنا إليهم خاصة أمام الارتفاع الكبير في سعر الخضروات، فأكد لنا أحد التجار بأن ''البطاطا'' ناقصة في السوق وأصبحنا نقتنيها بـ 55 دج للكيلوغرام الواحد من سوق الجملة ببوفرة بولاية البليدة، بالإضافة إلى سوق الجملة المتواجد بولاية البويرة· وبخصوص البطاطا التي اقتنتها الدولة من كندا فهي فاسدة ولا تصلح على الإطلاق، وبالرغم من ذلك فقد تم بيعها بأسعار مرتفعة· وفي رده على سؤال بخصوص توافد المواطنين على شراء الخضروات من عدمه فأجاب: ''تريد الصراحة، لقد فقدنا زبائننا منذ عدة أشهر أي منذ أن أصبح سعر البطاطا بـ 65 د ج، وعليه فإنك تجد بأن المواطن البسيط أصبح لا يقتني سوى كيلوغرام واحد من البطاطا لا أكثـر وحتى أصحاب المطاعم الذين كانوا يقتنون في وقت سابق من قنطار إلى قنطارين من البطاطا أصبحوا اليوم لا يشترون إلا عشرين كلغ في اليوم· وأملنا أن تجد الدولة الحل الأنسب والنهائي لهذه المشكلة العويصة، خاصة وأن المتضرر الوحيد هو المواطن البسيط''، قبل أن يتساءل التاجر (محمد· ك) عن سبب تضارب أسعار البطاطا ومن يقف وراء ذلك·
الـــبطــاطــــا والبنــــــان في منزلة واحدة
وما أثار انتباهنا خلال الجولة التي قادتنا، أمس، إلى السوق الشعبي ''مارشي ''12 أن البطاطا أصبحت تنافس ''البنان'' الموز· هذه الفاكهة التي كانت في وقت سابق تسيل لعاب المواطنين، لكن أصبح ''الزوالي'' اليوم مخيرا بين أن يشتري ''البطاطا'' أو ''الموز''· وما لاحظناه أيضا انتشار باعة ''العنب''، ففي كل زاوية تقابلك طاولة لبيع العنب بأنواع مختلفة، لكن السعر يتراوح ما بين 60 و100 دج للكيلوغرام الواحد، غير أن المواطنين قاطعوا هذه ''الفاكهة'' المحببة لدى الجميع إلى غاية أن تعود أسعار ''البطاطا'' إلى الاستقرار· غير أن التصريحات الأخيرة للمسؤولين المعنيين لا تبعث على الاطمئنان خاصة في ظل تراشق التهم بين وزير التجارة الهاشمي جعبوب، ووزير الفلاحة والتنمية الريفية سعيد بركات، فكل واحد منهما يحمّل الآخر المسؤوليات والمتضرر الوحيد هو ''الزوالي''·
ثلاثة بعشر آلاف··· وملابس ''الصولد قبلة الزوالي''
وأمام الغلاء الفاحش في المواد الغذائية الأساسية، فإنك تجد أن معظم النسوة اللواتي يقصدن ''مارشي ''12 يتوجهن إلى الطاولات التي تعرض ملابس الشيفون أو ''الصولد''، فمن بعيد تسمع هتافات التجار وهم يصيحون بأعلى أصواتهم ''ثلاثة بعشرآلاف''· وقبل التقرب من المكان كنا نظن أن السلعة المعروضة هي نوع من الخضروات أو الفواكه وصاحبها يريد التخلص منها بأية طريقة، لكن ولما اقتربنا من الطاولة اكتشفنا أن التاجر يعرض ملابس أطفال رثة وبالية تنبعث منها رائحة غريبة، لكن وبالرغم من ذلك فإنك تجد النسوة يبحثن بجدية كبيرة عن ملابس قد تليق بأطفالهن، وقد تتمزق مع أول غسيل·
السوق المغطى، محمد بوقرفة، المحاذي لمارشي 12 فضاء آخر وقِبلة الأغنياء
غير بعيد عن السوق الشعبي ''مارشي ,''12 وبالضبط بالسوق المغطى محمد بوقرفة، حيث يعرض التجار أجود أنواع الخضروات والفواكه لتلتقي بفئة أخرى من المواطنين الذين لا يهمّهم ''السعر'' على الإطلاق، فتجدهم يبحثون عن أجود ''الأسماك'' و''الخضر'' وفواكه الموسم كالعنب مثلا· ولدى تقربنا من إحدى السيدات، سألناها عن سبب إقبالها على هذا السوق، فأكدت لنا في استغراب: ''مادام الدراهم كاينين فليس هناك أي مشكل··· وأكره أن أتجول في الأماكن المكتظة، فهنا أحسن بكثير من ''مارشي ''12 ولا أظن أن أسعار السلع تختلف كثيرا···''·
مـــــارشي ''لعقيبـــة'' خير من ''مارشي 12''
وما يبدو أيضا أن السوق الشعبي المعروف بمارشي 12 قد فقد زبائنه لأن أسعار مختلف السلع الغذائية تعرف غلاء فاحشا وأصبح المواطن البسيط في حيرة من أمره ويتساءل كيف سيقضي شهر رمضان، خاصة إذا بقيت الأسعار على حالها· ولدى تقرب ''الجزائر نيوز'' من بعض المواطنين الذين أكدوا بأن أسعار الخضر بالسوق الشعبي ''لعقيبة'' - والذي يوجد غير بعيد عن مارشي 12 - منخفضة مقارنة بالأسواق الأخرى· وعليه أصبح المواطن في رحلة بحث مستمرة عن ''السوق'' الذي يعرض سلعا بأثمان منخفضة تلبي حاجياتهم خاصة حاجيات الأطفال التي لا تنتهي·
ما لم تقله الحكومة بشأن ارتفاع أسعار القمح
ب·القاضي
ألقت العوامل المناخية بظلال ثقيلة على تقلبات أسعار القمح في الأسواق العالمية، حيث بلغت أعلى معدلاته منذ ما يربو على الـ 11 سنة بسبب تأثير الجفاف على محاصيل الحبوب بأستراليا، ثاني مورّد للحبوب في السوق العالمية· وما عزز ارتفاع الأسعار تزايد الطلب العالمي على القمح خاصة، حيث يذكر في هذا السياق تهافت دول شمال إفريقيا على اقتناء كميات معتبرة من القمح بنوعيه، ما أدى إلى تسارع وتيرة واردات القمح إلى شمال إفريقيا· ففي الجزائر أعلن محمد قاسم، المدير العام للديوان المهني الجزائري للحبوب، شهر جوان الماضي أنه يتوقع أن يصل محصول الحبوب إلى 4.8 ملايين طن مقارنة بأربعة ملايين طن في .2006 وقال إن الجزائر بحاجة إلى استيراد 2.5 مليون طن من القمح اللين و2.6 مليون طن من القمح الصلب هذا العام، بينما لجأت الجارة المغرب إلى السوق الدولية جراء الجفاف الذي ينتظر أن يغذي مزيدا من المشتريات، بينما استغلت مصر تراجع سعر صرف الدولار للقيام بعملية شراء كبيرة· على غرار تونس حيث أعلنت الحكومة عن مناقصة لشراء 125 ألف طن من القمح، مما يؤثر بشكل مباشر في مؤشر الأسعار· وصعدت أسواق العقود الآجلة الأوروبية للقمح إلى مستويات مرتفعة لعقود التداول مؤخرا، وواصل القمح الأمريكي في بورصة مجلس شيكاغو للتجارة مكاسبه عقب ارتفاعه نحو أربعة بالمائة بداية شهر جويلية·
هاجس الندرة الذي حرّك دول شمال إفريقيا لم يجعل الجزائر بمنأى عن التهافت لشراء كميات أكبر من الحبوب، إذ يذكر في هذا الصدد تصنيف الجزائر في المرتبة الخامسة من حيث استيراد الحبوب· ولم يكن هذا الوضع دون تأجيج مخاوف رفع مادة الخبز رغم تطمينات الحكومة بالحفاظ على التسعيرة المدعمة لبيع القنطار الواحد من القمح اللين إلى المطاحن، لكن ما لم تقله الحكومة وبغض النظر عن مادة الخبز المدعمة ستشهد مواد استهلاكية لا تقل أهمية التهابا في الأسعار كونها لا تخضع لتسعيرة رسمية بل لقوانين العرض الطلب للمادة الأولية ألا وهي القمح· فعلى سبيل المثال ستشهد سلع مصنعة من مشتقات القمح بنوعيه ارتفاعا محسوسا كالمعكرونة، الشربة، وكذا دقيق القمح الصلب ''السميد''، وربما سيتضح للمستهلك ذلك بشكل جلي مع حلول شهر رمضان الذي يشهد تهافت الجزائريين على الحلويات خاصة الحلوى الشامية أو كما تسمى محليا ''قلب اللوز''·
محمـــــد عتــــــــــاني
خبـيـــــــــــر في ميـــــــــــدان الحبـــــــــــوب ومشتقـــــــــــاتها
تشهد السوق العالمية التهابا غير مسبوق في أسعار القمح، مما خلق ارتباكا في الأسواق المحلية الدولية ودفع بالحكومة إلى إعلان الإبقاء على تسعيرة مادة دقيق القمح اللين، ما هو تعليقكم؟
القمح وكغيره من المواد يخضع لسوق البورصة، وهذه الأخيرة بدورها تتحكم فيها تقلبات مختلفة خاصة العوامل الطبيعية التي تؤثر بشكل مباشر في مستويات الإنتاج· الارتفاع الكبير في أسعار القمح في الأسواق الدولية له تداعيات على المستوى المحلي كون الجزائر من أكبر المستهلكين لهذه المادة، فضلا عن اعتمادها على القمح المستورد لتلبية الحاجات الداخلية·
هل الدعم الحكومي لمادة الفرينة كاف في نظركم لضمان استقرار سعر هذه المادة في البلاد؟
إعلان الديوان الوطني للحبوب الإبقاء على نفس سعر القنطار الواحد من القمح اللين الموجه للمطاحن يتعلق في المقام الأول بالاحتفاظ بسعر الخبز على ماهو عليه بحكم تمتع هذه المادة بدعم الدولة، ولكن هناك فارق بين السعر الحقيقي للقمح الذي يقتنيه الديوان تضاف إليه مصاريف الشحن ومصاريف أخرى وبالتالي قيمة سعر التنازل المقدرة بـ 1285 دج للقنطار الواحد ليست السعر الحقيقي· ونشير في هذا الصدد أن هذا السعر لم يشهد أي تغيير منذ سنة 1996 تاريخ وضع رزنامة هوامش الربح الموزعة بين مختلف المتدخلين في الميدان سيما ديوان الحبوب المورد للسوق، المطاحن و المخابز·
لكن دعم مادة الفرينة سيُبقي سعر بيع الخبز في مستواه الحالي، هذا مفهوم بيد أن مشتقات الحبوب تستعمل في صناعة مواد أخرى واسعة الاستهلاك؟
هذا أكيد فالمعكرونة ومختلف العجائن تصنع من القمح الصلب الذي لا يحظى بدعم الدولة، وبالتالي لاحظنا أن سعر السميد قد ارتفع إلى حدود 40 دج للكيلوغرام الواحد في محلات التجزئة، وقد يؤدي إلى ارتفاع مواد أخرى تصنّع من مشتقات الحبوب غير خاضعة للتسعيرة الرسمية ولا تتمتع بدعم الدولة·
هل دعم الدولة كافٍ في نظركم؟
لا أعتقد، لأنه إن عاجلا أم آجلا ستتخلى الحكومة عن دعم هذه المادة الأساسية تحت تأثير عدة عوامل داخلية وخارجية خاصة إذا واصلت أسعار القمح منحاها التصاعدي في الأسواق العالمية· هذا من جهة، ومن جهة أخرى، على الدولة العمل على إيجاد بدائل أخرى سيما دعم زراعة الحبوب وتنميتها بشكل جدي منذ سنوات نتحدث عن مساحة ثلاثة ملايين هكتار كمساحة صالحة للزراعة· ولكن في الحقيقة نحن لا نعلم شيئا عن ما يجري في الواقع، ثم هناك فكرة كانت في فترة السبعينيات والتي كانت عبارة عن مشروع إنجاز مخازن ضخمة لتخزين الحبوب أو ما يسمى بالمخزون الاستراتيجي، لأنه الضمان الوحيد لقوت الشعب· ولكن للأسف لم يمض وقت طويل عن انطلاق المشروع حتى تم إهماله والتراجع عنه في النهاية·
في اعتقادكم هل مطلب رفع تسعيرة الخبز مطلب مشروع أو بالأحرى هل هو مطلب مبرَّر؟
لا يكفي أن ندعم سعر المادة الأولية وهي الفرينة لأن صناعة الخبز تتطلب مصاريف أخرى تتعلق بمكونات الخبز من زيت، خميرة طاقة، يد عاملة، ضرائب وأعباء أخرى، وبالتالي فتسعيرة الخبز الحالية لا تخدم الخبازين، وهذا النشاط لم يعد مربحا، وبالتالي فعلى الحكومة مراجعة رزنامة هوامش الربح التي تجاوزها الزمن في اعتقادي· وبشكل عام مطلوب من الدولة التدخل لتنظيم القطاع لأنه يعيش حالة من الفوضى مردها رفع احتكار الدولة في مجال المطاحن وحتى استيراد الحبوب، وهذا يمثل خطرا كبيرا، وقد سبق لي أن تناولت هذا الموضوع كون المستوردين الخواص يأتون بنوعية رديئة من القمح أحيانا وأحيانا أخرى يطعمون الجزائريين قمحا علفيا موجها في الحقيقة للمواشي، وهذا أمر يستدعي تدخل الدولة·
سأله: ب· القاضي
محاولة فهم
الخبير الاقتصادي مسعود كسري:
ارتفاع الأسعار أزمات مفتعلة تواجه بسياسة تلفيقية
تشهد أسعار المواد الأساسية ارتفاعا مخيفا في الآونة الأخيرة، كما يسجل نقص كبير في بعض المواد الهامة مثل البطاطا والحليب، كيف تفسرون ما يحدث؟
هناك مجموعة من العوامل ساهمت في خلق هذه الوضعية الحرجة، ومنها عدم الصرامة في تطبيق الرقابة على تنفيذ القوانين، وغياب الرقابة هو الذي يتسبب ويسمح بحدوث حركة أسعار غير مقبولة· لكن يبقى أهم عامل في كل ما يحدث، وجود أقطاب يشكلها أصحاب المصالح، وتؤثر في الساحة لدرجة توجيه السياسة الاقتصادية كما تشاء·
لكن أسعار المواد الأساسية ارتفعت على مستوى الأسواق الدولية وليس على المستوى الوطني فقط؟
السوق الجزائرية لا تخضع لحركة الأسعار الدولية بقدر ما تخضع لمجموعة من المتحكمين داخليا، وما يحدث حاليا هو بسبب هذه الجماعات وليس نتيجة لتقلبات الأسعار على المستوى الدولي· فالبطاطا مثلا، تم تخزينها لخلق الاضطرار إلى الاستيراد، فهي تخلق الأزمات مثل هذه لإحداث التغيير والتغيير لا يأتي إلا بالتحرير الكامل لحركة السلع، وإلى محاولة لوضع سياسة إنتاجية مستقرة وواضحة تقابل بخلق مثل هذه الأزمات والمشاكل، ويستمر نفوذها في غياب فاعلية الدولة التي يفترض أن تتجسد في إجراءات معينة مثل حماية المنتوج الفلاحي الوطني من الكوارث ومن الاحتكار· وأيضا الفلاح الجزائري يتحمّل تكلفة عالية دون وجود سياسة واضحة لضمان منتوجه، كما في دول الاتحاد الأوروبي مثلا·
اتخذت الحكومة مؤخرا قرارا بتحويل الدعم الموجه لمادة الحليب نحو زيادة الفارق في الرواتب، هل ترون أن هذا الإجراء فعال، وهل يمكن اتباعه كنموذج لمواجهة ارتفاع أسعار السلع الأخرى كبديل عن آلية الدعم؟
مبدئيا، أي سياسة تضعها الدولة تتطلب متابعة ومراقبة صارمة على تطبيقها، وإلا فلن يكون لها أي مفعول، ويجب أولا معرفة من هي الفئات التي سوف تستفيد من هذا الإجراء، لكن على كل حال لا يمكن اعتبار هذه الآلية حلا، إنما هي سياسة تلفيقية، فحواها أنه يتم إرضاء المستهلك· بينما في الواقع الأوضاع تسود وتتدهور، لأنه يتم الزيادة في الأسعار ثم الزيادة في الأجور، ثم في الأسعار وهكذا···
ما الذي يجب القيام به حاليا لمواجهة هذه الأوضاع المتأزمة؟
نحن الآن نعيش حالة طوارئ لأننا على أبواب شهر رمضان وعلى الدخول الاجتماعي، ولا مفر من الاستيراد الذي تضطرنا إليه هذه الأزمات المفتعلة، لذلك على السلطات المعنية أن تتحرّك عاجلا بتوفير الكميات اللازمة من المواد الأساسية التي تشكل عجزا، لكن يجب أيضا وضع آليات عاجلة لتدعيم مداخيل العائلات مثل المنح الخاصة، دون التخلي عن الدعم المباشر للمواد الأساسية·
أما على مدى أبعد، فالجزائر مقبلة في الأشهر القادمة على تغييرات اقتصادية جذرية ويجب التفكير جديا في تنظيم السوق والعلاقة بين المنتج والمستهلك في ظل الانفتاح الاقتصادي الذي سوف نعرفه·
ف·مروان
رئيس تحرير ''إيلاف'' للجزائر نيوز:
السعودية ليست كيانا واحدا متصلا رغم أنها تحت إطار واحد
لن أكون عربيا خالصا إلا إذا زرت الجزائر
يعتقد سلطان القحطاني، رئيس تحرير جريدة ''إيلاف'' الإلكترونية ذائعة الصيت، أن ''سياسة حجب المواقع الإلكترونية التي تتبعها بعض الحكومات قد ولّت، لأن الثورة التكنولوجية لن تجعل من السهل عدم تجاوز الحجب حاليا''، معتبرا أن صحيفته أضحت أكثـر مقروئية بالمملكة السعودية بعد قرار الحجب، خاصة وأن الإحصائيات الأخيرة لبعض المراكز المتخصصة قد بينت أنها تحتل مكان الصدارة من حيث عدد القراء، كما عرج القحطاني في حوار خص به ''الجزائر نيوز'' على تجربته الخاصة في مجال الإعلام الإلكتروني والواقع الفكري والسياسي بموطنه السعودية·
أجرى الحوار: محمود أبو بكر
النشأة ليست تكوينا فيزيائيا فحسب، بل هي جسرا ثقافيا ومجتمعيا بكل مميزاته وخصوصياته لمرحلة معينة من العمر، وقد تمتد جذور ذلك التأثير مدى العمر، كيف تبدو نشأة ''سلطان'' وطفولته، وماذا تبقى من تلك النشأة الأولى؟
ضباب يحوم على تلك البدايات الأولى التي لا أتذكر منها سوى طفلة قضمت خدها حينما كنا في روضة الأطفال، ولم أعرف أين هي الآن بعد نحو عشرين عاما من تلك اللحظة ذات ظهيرة رائقة· حين أنظر إليها الآن أجد أن طفولتي كانت تبدو عبثية مثل مراهقتي وشبابي وشيخوختي المنتظرة التي أظن أنها لن تأتي إلا بعد 150 عام· أما ما تبقى من هذه النشأة الأولى هو أنني وصلت إلى قناعة تزداد رسوخا مع الوقت ''لن أسمح لأحد بإذلالي - سواء أكان ذلك نظاما حاكما أو مؤسسة أو فردا- لأنني لن أعيش سوى حياة واحدة''، وطالما أنني لن أعيش إلا هذه الحياة الواحدة فإنني لن أسمح لأحد بأن يسيطر على ذلك الإنسان العظيم الذي في داخلي·
حدثنا عن كيفية دخولك لعالم الإعلام؟
كنت أغازل هذا الفيروس عن بعد حتى فاجأني وحوّل حياتي 180 درجة إلى مسار آخر أستطيع من خلاله اقتحام كل الأبواب دون أن يسألني أحد، لماذا؟ بدأت أول ما بدأت في صحيفة الرياض السعودية من خلال نشر قصائدي في ملحقها الثقافي ما جعلني مشهورا في وقت قياسي، وبعد عدة أشهر وجدت نفسي حاصلا على جائزة من الصحيفة عن فئة الشعر بمركز متقدم جدا (الثالث) قياسا وعمري حينها الذي لم يكن يتجاوز 17 عاما· وأتذكر أنني حين صعدت لاستلام جائزتي سألني أمير منطقة الرياض، سلمان بن عبد العزيز، حين لاحظ صغري سني هل فعلا أنا ''القحطاني الفائز'' وتبعها بابتسامة مداعبة·
لم تمض أشهر بعدها حتى حصلت على جائزة أخرى على مستوى المملكة في فئة القصة القصيرة من قبل مسابقة نظمتها وزارة التربية والتعليم في المملكة، وهكذا شعرت بأنني أخطو خطوات قريبة جدا من العمل الصحافي، لكنها لم تكن صحفية في مضمونها· بعدها وجدت نفسي أبدأ في كتابة المقالات وانتقلت بعدها إلى عمل مؤقت في مجلة فنية، وبدأت أمضي وأصعد سلما إثر آخر حتى وصلت إلى تلة مرتفعة، كما يقول الآخرون، برفقة معلم علمني الكثير وشد على ساعدي هو الأستاذ عثمان العمير· لقد كان عثمان ولا يزال بالنسبة لي الأب والنهر والأستاذ الذي يفيض بينابيعه المتواصلة عليّ· وبإشرافه المباشر على خطواتي الصغيرة حوّلني إلى شخص أزعم أنه يملك أدوات جيدة في الكتابة والعمل الصحافي، فله الفضل من قبل ومن بعد·
صحيفة ''إيلاف الإلكترونية'' تعد أحد أهم المنافذ الإخبارية العربية المتخصصة على شبكة الأنترنت، كيف تحقق هذا الحلم، وماذا تعني مفردة ''إيلاف''؟
''إيلاف'' جاءت ثمرة فكرة كانت تدور في الزوايا الداخلية من مخيلة ناشرها الأستاذ عثمان العمير بعد أن حاول أن يجعل من استقالته من كرسي رئاسة تحرير صحيفة الشرق الأوسط طلاقا بائنا من عالم الصحافة، محاولا تغيير حياته إلى ضفة أخرى· لكن بعد عامين من ذلك، وجد أن الفأر الصحافي يعبث في معطفه آناء الليل والنهار محرضا إياه على العودة إلى مرابعه إما مختارا أو مجبرا· كان بإمكانه أن يكون سفيرا في إحدى الدول الاسكندينافية الهادئة، أو رجل أعمال يجوب القارات بحثا عن المشاريع، أو حتى متقاعدا يريد أن يقضي بقية سنواته في الراحة والاستجمام· لكنه آثر أن ينفض عن جلده كل هذه الثلوج ويطلق كرة نار لم تنطفئ بعد· وللمعلومية، فإن اسم ''إيلاف'' مأخوذ من إحدى الآيات من القرآن الكريم التي تعني التآلف والمحبة·
نعلم تفاصيل العمل في الصحف الورقية، لكن الصحف الإلكترونية وظروف عملها تعد ''ظاهرة حديثة'' نسبيا على القارئ ، هل حدثتنا عن ظروف تحرير ''إيلاف'' ومختلف مراحل العمل فيها (اجتماعات التحرير·الخ)؟
إننا نعمل وكأننا في صحيفة ورقية، لكن مع مجهود أكثـر يدفع بعضنا إلى العمل أكثـر من 10 ساعات متواصلة دون الإحساس بهذا الوقت الطويل الذي يمضي· إن العمل الإلكتروني يدخلك في ثورات القرن الجديد ويجعلك تحس بمسؤولية نتيجة لمئات الآلاف من القراء الذين يتصفحون جريدتك يوميا· نبدأ خطتنا التحريرية اليومية في التاسعة غرينتش عبر اجتماع تحرير شامل يتم في إحدى الصالات الإلكترونية الافتراضية، ونتناقش كتابة عن موادنا اليومية وأفكارنا المستقبلية وعن الملاحظات التي تأتي من قرائنا وبعدها نكمل انطلاقتنا لأننا على مدار الـ 24 ساعة لا نتوقف مطلقا·
أنت مدير تحرير ''إيلاف'' على مستوى السعودية، و''إيلاف'' محجوبة في المملكة السعودية عن القراء، أولا هلا حدثتنا عن أسباب الحجب، ثم كيف تتعاطى مع عملك كرئيس تحرير في غياب النسخة؟
هذه هي المرة الثانية التي تحجب فيها الصحيفة بعد الحجب الأول الذي تم رفعه بعد أن قمنا بغلق المنتدى التفاعلي المرافق للصحيفة، والذي كان يعطي مجالا حرا أكثـر للأصوات الليبرالية التي لا تجد منابر لها، دون أن نغفل فتح الباب أمام التيارات الأخرى· أما هذا الحجب الثاني الذي هو الأطول من نوعه، فحتى الآن لا نعرف الأسباب الرسمية لهذا الأمر· ومهما تكن الأسباب، فإن ''الأشخاص'' الذين يقفون وراء قرار الحجب هم يسيئون للملك عبد الله بشكل شخصي لأنه ملك إصلاحي أحدث تغييرات لافتة في هذه البلاد، وهذا المنع يضر بصورته أمام الرأي العام العالمي·
إنني أعرف أن الملك عبد الله إصلاحي عظيم، فلا أعتقد أنه سوف يسمح بغلق صحيفة إلكترونية استطاعت أن تنجز الكثير منذ بدء فترة حكمه التي امتازت بكونها حملت نسبة حرية عالية للصحافة في المملكة·
أما عن التعاطي مع العمل في ظل الحجب، فإنني أقول إنه لم يتغير بل أنه ازدادت وتيرته، ومنذ الحجب قمنا برفع نسبة العاملين في المكتب الإقليمي في المملكة بما نسبته 45 في المائة وهي تزداد مع الوقت· إنني مؤمن بأن سياسة الحجب قد ولّت لأن الثورة التكنولوجية لن تجعل من السهل عدم تجاوز الحجب حاليا· تأثيرنا داخل السعودية لم يتناقص بل على العكس يزداد يوما إثر آخر·
كنت من أوائل من استخدم مصطلح ''إسلاميي السعودية''، وهو مصطلح كان جديدا للقارئ العربي الذي -كان- يعتبر المملكة ككل جزء من تيار واحد، حدثنا عن المملكة وتياراتها الاجتماعية ومناطقيتها وإسلامييها؟
لا أعتقد أنني أول من استخدم ذلك، بل أظن أن كثيرا من زملائي سبقوني إليه· للأسف، فإن السعودية ليست كيانا واحدا متصلا رغم أنها تحت إطار دولة واحدة، لكنه خليط عرقي وفكري مهول يجعل من الصعب تطبيق وصفة شاملة للإصلاح تقوم بها الدولة، وهذا ما يجعل خطوات الإصلاح التي تجري خطوات حذرة وبطيئة بشكل واضح·
يجب علينا أن نقرأ الجغرافيا التنموية أولا في البلاد كي نعرف إلى أي حد هناك تقسيمات مفزعة ومفجعة في آن· باعتراف المسؤولين أنفسهم، فإن هناك مناطق بأكملها لم تنل نصيبها الكافي من التنمية· تخيل بعد أكثـر من نصف قرن من بروز المملكة ككيان سياسي متحد توجد مدن سقطت من خارطة التنمية لمصلحة مناطق أخرى· فكيف ستتعامل الحكومة مع هؤلاء الذين بدأوا تواً في الحصول على حقوقهم الأساسية· وكيف ستقارنهم بآخرين عبوا من التنمية عباً حتى الثمالة، وآخرين ما زالوا في الطريق الأول·
النقطة الأخرى فيما يتعلق بالجغرافيا البشرية والعرقية الخاصة بسكان المملكة، فهم مكونون من قبائل وأسر حضرية ومقيمون عاشوا سنوات حتى استطاعوا الحصول على الجنسية، وذلك يجعل طريقة تعاملهم متفاوتة، فأفراد القبائل منغلقون على أنفسهم لا يسمحون لأحد بالزواج منهم أو يتزاوجون من خارج قبائلهم، بينما الأسر الحضرية تنظر نظرة ازدراء لهؤلاء البدو الذين يشكلون أغلبية مطلقة في البلاد، في حين ينظر المقيمون الآخرون والذي جاء أغلبهم بسبب رحلات الحجاج إلى غرب البلاد إلى الآخرين بحذر وشك· لا توجد علاقات رضى مطلق في الإطار العام بين الشمال والغرب أو الشرق والشمال أو الجنوب والوسط وهكذا دواليك·
إذن نحن نتحدث عن صورة يحميها إطار ظاهري صلب لكنها من الداخل مقسمة بشكل كبير، وهذا ما جعله ينعكس إلى المناحي الفكرية وتقسيماتها· ونتيجة لذلك مع مرور السنوات تشكلت لدينا العديد من التيارات التي تخوض صراعاتها الهامشية البسيطة على صفحات الصحف ومن خلال البرامج التلفزيونية دون التركيز على الجوانب الحقيقية التي ينبغي دعمها للإصلاح· لابد من وجود إصلاح حقيقي يدعمه هؤلاء المثقفون بدلا عن الغرق في هذه التقسيمات الفارغة· لقد قال الملك عبد الله كلاما حقيقيا وواقعيا حين طالب الجميع بعدم تقسيم المجتمع إلى فئات بل كلهم مواطنون لهم نفس الحقوق والواجبات· أجزم أنها دعوة صادقة ومقدمة لمعركة تاريخية مع الماضي·
أخيرا قرأنا لك مؤخرا روبورتاج عن عمان، فمتى سنقرأ لك عن الجزائر؟
قريبا جدا، لا أظنني سأكون عربيا خالصا دون أن أزور الجزائر التي تتجاوز الفعل الماضي إلى الفاعل المضارع وفعل التنمية والحداثة والمستقبل·
أيهـــا الجزائريــــون: ''اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم''
سمير حميطوش
''الاستيراد ليس حلا، ولكن الحل في رفع القيود الجمركية''، بهذا التناقض يعكس وزير التجارة، الهاشمي جعبوب، حالة التخبّط الذي تعيشه الحكومة الجزائرية حيال الالتهاب المتزايد لأسعار المواد الغذائية الأساسية التي أصبحت عنوانا للهمّ اليومي للجزائريين الذين أذهلهم ارتباك حكومتهم العاجزة عن إيجاد حل أمام ارتفاع أسعار البطاطا التي غطى النقاش حولها على ارتفاع أسعار بقية المواد الغذائية الأساسية مثل السميد، الزيت، السكر··· ولعل هذا الذهول هو الذي دفع الكثير من الجزائريين إلى اتخاذ قرار بمقاطعة البطاطا بنفس الراديكالية التي قاطعوا بها الانتخابات التشريعية الماضية، والتي حارت الحكومة في سبب زهد الناس في المشاركة فيها رغم كثافة الأحزاب والمرشحين الذين قرروا خوضها والتحوّل إلى نواب عن الشعب· وإذا ما نجح الجزائريون من اجتثاث البطاطا من موائدهم وأطباقهم، فسيقدمون بذلك خدمة عملية للحكومة التي مازالت منذ عام تبحث عن أسباب غلائها، بل سيساهمون في التخفيف من فاتورة الواردات بما يسمح بادخار أموال أخرى تضاف إلى احتياطي الصرف، الذي لم يستفد المواطنون منه أي شيء ملموسا على الأقل، وستتفرغ في تلك الحالة الحكومة الجزائرية إلى البحث عن مشكلة أخرى تتعلق بالحليب الذي قال وزير التجارة إن حله يحتاج إلى 100 ألف بقرة تضاف إلى 900 ألف بقرة موجودة، ولكن الوزير لم يحدد كيف يدفع عجز في الأبقار قدره 10 بالمائة في إحداث عجز في الحليب يتجاوز الـ 40 بالمائة، وفي المقابل ستجد الحكومة مبررا مقبولا عندما تصل إلى موضوع ارتفاع أسعار السميد ومشتقاته، حيث لن تتردد في إرجاع ذلك إلى الحرائق والجفاف، وطبعا سيحوّل إيمانها بالله دون أن تحتج على القدر·
وفي المقابل، تمكن وزير الطاقة والمناجم من إيجاد مبرر مسبق للارتفاع المنتظر لأسعار المازوت، حيث تمكن من إصلاح زلة لسان اعترف خلالها بأن مصالحه لا تنتج هذه المادة، ثم عاد ليقول إن سبب الارتفاع المرتقب هو من أجل حماية البيئة من أضرار المازوت· ولكن الوزير الذي وفّق في القول بأن كل العالم يسير بهذا المقياس، لم يشر إلى أن الدول الخليجية المنتجة للنفط سعر البنزين بها رمزيا جدا، وتعتبر الحكومات القائمة في تلك البلدان أن توفير الراحة للمواطنين هو أدنى واجباتهم نحو شعوبهم·
في انتظار أن تتمكن الحكومة من حل هذه المشاكل، ينبغي على وزارة الشؤون الدينية أن تصدر تعليمة إلى أئمتها تفرض عليهم أن يلقنوا الناس أحاديث الزهد وترك الدنيا من قبيل ''اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم'' و''من ترك شيء لله عوضه الله خير منه''·
استطلاع بالسوق الشعبي ''مارشي12'' بالعاصمة
البطاطا لمن استطاع···
''البطاطا بزاف غالية والسعر لم ينخفض منذ عدة أشهر ولم يعد في استطاعتنا اقتناءها''·· هذه العبارة التي ترددت على ألسنة زبائن سوق ''مارشي 12''، الواقع بحي بلكور الشعبي بالعاصمة، الذي من المفترض يعدّ قِبلة لأصحاب الدخل الضعيف و''الزوالية''، إلا أنه خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى هناك لاحظنا العكس على الإطلاق حين وقفنا على حيرة ومعاناة المواطنين الذين لم يعد في استطاعتهم اقتناء الخضر وشهر رمضان على الأبواب·
استطلاع: نشيدة قوادري
الأسعار ملتهبة وشهر رمضان على الأبواب
ولدى تقربنا من بعض المواطنين الذين تعوّدوا على التسوق من ''مارشي ''12 نظرا لانخفاض الأسعار فيه عادة، لمختلف السلع وعلى رأسها الخضروات، الأسماك وملابس ''الصولد'' وبعض المواد الغذائية الأساسية، أكدوا لنا بأن أسعار الخضروات قد التهبت خاصة سعر البطاطا الذي استقر في 65 دج ولم يعد بإمكان ''الزوالي'' اليوم توفير لقمة العيش لأبنائه في الوقت الذي تنبأت فيه العديد من النسوة اللواتي التقيناهم عن تدني مستوى معيشة المواطن البسيط الذي سيواجه المشاكل لوحده في ظل الصمت الذي التزمته الهيئات المعنية· فكلهن أبدين قلقهن عما سيواجهنه من معاناة خلال شهر رمضان، حيث يتوقعن التهاب أسعار كل المواد الغذائية· وأكدت السيدة (فضيلة· ح) لـ ''الجزائر نيوز'': ''البطاطا أصبحت بالنسبة إلينا كالفاكهة التي نقتنيها فقط في المناسبات، لكن وأمام إلحاح أبنائي الذين يفضّلون فقط تناول ''البطاطا المقلية'' فإنني أضطر لشراء 2 كلغ، لكن الأمر الذي يؤرقني كثيرا هو شهر رمضان الذي هو على الأبواب، أين المخرج يا ترى؟'' هو السؤال الذي طرحته العديد من النسوة· وللتجار أيضا ما يقولون·
الباعة: البطاطا المستوردة من كندا فاسدة
الباعة أيضا تحدثنا إليهم خاصة أمام الارتفاع الكبير في سعر الخضروات، فأكد لنا أحد التجار بأن ''البطاطا'' ناقصة في السوق وأصبحنا نقتنيها بـ 55 دج للكيلوغرام الواحد من سوق الجملة ببوفرة بولاية البليدة، بالإضافة إلى سوق الجملة المتواجد بولاية البويرة· وبخصوص البطاطا التي اقتنتها الدولة من كندا فهي فاسدة ولا تصلح على الإطلاق، وبالرغم من ذلك فقد تم بيعها بأسعار مرتفعة· وفي رده على سؤال بخصوص توافد المواطنين على شراء الخضروات من عدمه فأجاب: ''تريد الصراحة، لقد فقدنا زبائننا منذ عدة أشهر أي منذ أن أصبح سعر البطاطا بـ 65 د ج، وعليه فإنك تجد بأن المواطن البسيط أصبح لا يقتني سوى كيلوغرام واحد من البطاطا لا أكثـر وحتى أصحاب المطاعم الذين كانوا يقتنون في وقت سابق من قنطار إلى قنطارين من البطاطا أصبحوا اليوم لا يشترون إلا عشرين كلغ في اليوم· وأملنا أن تجد الدولة الحل الأنسب والنهائي لهذه المشكلة العويصة، خاصة وأن المتضرر الوحيد هو المواطن البسيط''، قبل أن يتساءل التاجر (محمد· ك) عن سبب تضارب أسعار البطاطا ومن يقف وراء ذلك·
الـــبطــاطــــا والبنــــــان في منزلة واحدة
وما أثار انتباهنا خلال الجولة التي قادتنا، أمس، إلى السوق الشعبي ''مارشي ''12 أن البطاطا أصبحت تنافس ''البنان'' الموز· هذه الفاكهة التي كانت في وقت سابق تسيل لعاب المواطنين، لكن أصبح ''الزوالي'' اليوم مخيرا بين أن يشتري ''البطاطا'' أو ''الموز''· وما لاحظناه أيضا انتشار باعة ''العنب''، ففي كل زاوية تقابلك طاولة لبيع العنب بأنواع مختلفة، لكن السعر يتراوح ما بين 60 و100 دج للكيلوغرام الواحد، غير أن المواطنين قاطعوا هذه ''الفاكهة'' المحببة لدى الجميع إلى غاية أن تعود أسعار ''البطاطا'' إلى الاستقرار· غير أن التصريحات الأخيرة للمسؤولين المعنيين لا تبعث على الاطمئنان خاصة في ظل تراشق التهم بين وزير التجارة الهاشمي جعبوب، ووزير الفلاحة والتنمية الريفية سعيد بركات، فكل واحد منهما يحمّل الآخر المسؤوليات والمتضرر الوحيد هو ''الزوالي''·
ثلاثة بعشر آلاف··· وملابس ''الصولد قبلة الزوالي''
وأمام الغلاء الفاحش في المواد الغذائية الأساسية، فإنك تجد أن معظم النسوة اللواتي يقصدن ''مارشي ''12 يتوجهن إلى الطاولات التي تعرض ملابس الشيفون أو ''الصولد''، فمن بعيد تسمع هتافات التجار وهم يصيحون بأعلى أصواتهم ''ثلاثة بعشرآلاف''· وقبل التقرب من المكان كنا نظن أن السلعة المعروضة هي نوع من الخضروات أو الفواكه وصاحبها يريد التخلص منها بأية طريقة، لكن ولما اقتربنا من الطاولة اكتشفنا أن التاجر يعرض ملابس أطفال رثة وبالية تنبعث منها رائحة غريبة، لكن وبالرغم من ذلك فإنك تجد النسوة يبحثن بجدية كبيرة عن ملابس قد تليق بأطفالهن، وقد تتمزق مع أول غسيل·
السوق المغطى، محمد بوقرفة، المحاذي لمارشي 12 فضاء آخر وقِبلة الأغنياء
غير بعيد عن السوق الشعبي ''مارشي ,''12 وبالضبط بالسوق المغطى محمد بوقرفة، حيث يعرض التجار أجود أنواع الخضروات والفواكه لتلتقي بفئة أخرى من المواطنين الذين لا يهمّهم ''السعر'' على الإطلاق، فتجدهم يبحثون عن أجود ''الأسماك'' و''الخضر'' وفواكه الموسم كالعنب مثلا· ولدى تقربنا من إحدى السيدات، سألناها عن سبب إقبالها على هذا السوق، فأكدت لنا في استغراب: ''مادام الدراهم كاينين فليس هناك أي مشكل··· وأكره أن أتجول في الأماكن المكتظة، فهنا أحسن بكثير من ''مارشي ''12 ولا أظن أن أسعار السلع تختلف كثيرا···''·
مـــــارشي ''لعقيبـــة'' خير من ''مارشي 12''
وما يبدو أيضا أن السوق الشعبي المعروف بمارشي 12 قد فقد زبائنه لأن أسعار مختلف السلع الغذائية تعرف غلاء فاحشا وأصبح المواطن البسيط في حيرة من أمره ويتساءل كيف سيقضي شهر رمضان، خاصة إذا بقيت الأسعار على حالها· ولدى تقرب ''الجزائر نيوز'' من بعض المواطنين الذين أكدوا بأن أسعار الخضر بالسوق الشعبي ''لعقيبة'' - والذي يوجد غير بعيد عن مارشي 12 - منخفضة مقارنة بالأسواق الأخرى· وعليه أصبح المواطن في رحلة بحث مستمرة عن ''السوق'' الذي يعرض سلعا بأثمان منخفضة تلبي حاجياتهم خاصة حاجيات الأطفال التي لا تنتهي·
ما لم تقله الحكومة بشأن ارتفاع أسعار القمح
ب·القاضي
ألقت العوامل المناخية بظلال ثقيلة على تقلبات أسعار القمح في الأسواق العالمية، حيث بلغت أعلى معدلاته منذ ما يربو على الـ 11 سنة بسبب تأثير الجفاف على محاصيل الحبوب بأستراليا، ثاني مورّد للحبوب في السوق العالمية· وما عزز ارتفاع الأسعار تزايد الطلب العالمي على القمح خاصة، حيث يذكر في هذا السياق تهافت دول شمال إفريقيا على اقتناء كميات معتبرة من القمح بنوعيه، ما أدى إلى تسارع وتيرة واردات القمح إلى شمال إفريقيا· ففي الجزائر أعلن محمد قاسم، المدير العام للديوان المهني الجزائري للحبوب، شهر جوان الماضي أنه يتوقع أن يصل محصول الحبوب إلى 4.8 ملايين طن مقارنة بأربعة ملايين طن في .2006 وقال إن الجزائر بحاجة إلى استيراد 2.5 مليون طن من القمح اللين و2.6 مليون طن من القمح الصلب هذا العام، بينما لجأت الجارة المغرب إلى السوق الدولية جراء الجفاف الذي ينتظر أن يغذي مزيدا من المشتريات، بينما استغلت مصر تراجع سعر صرف الدولار للقيام بعملية شراء كبيرة· على غرار تونس حيث أعلنت الحكومة عن مناقصة لشراء 125 ألف طن من القمح، مما يؤثر بشكل مباشر في مؤشر الأسعار· وصعدت أسواق العقود الآجلة الأوروبية للقمح إلى مستويات مرتفعة لعقود التداول مؤخرا، وواصل القمح الأمريكي في بورصة مجلس شيكاغو للتجارة مكاسبه عقب ارتفاعه نحو أربعة بالمائة بداية شهر جويلية·
هاجس الندرة الذي حرّك دول شمال إفريقيا لم يجعل الجزائر بمنأى عن التهافت لشراء كميات أكبر من الحبوب، إذ يذكر في هذا الصدد تصنيف الجزائر في المرتبة الخامسة من حيث استيراد الحبوب· ولم يكن هذا الوضع دون تأجيج مخاوف رفع مادة الخبز رغم تطمينات الحكومة بالحفاظ على التسعيرة المدعمة لبيع القنطار الواحد من القمح اللين إلى المطاحن، لكن ما لم تقله الحكومة وبغض النظر عن مادة الخبز المدعمة ستشهد مواد استهلاكية لا تقل أهمية التهابا في الأسعار كونها لا تخضع لتسعيرة رسمية بل لقوانين العرض الطلب للمادة الأولية ألا وهي القمح· فعلى سبيل المثال ستشهد سلع مصنعة من مشتقات القمح بنوعيه ارتفاعا محسوسا كالمعكرونة، الشربة، وكذا دقيق القمح الصلب ''السميد''، وربما سيتضح للمستهلك ذلك بشكل جلي مع حلول شهر رمضان الذي يشهد تهافت الجزائريين على الحلويات خاصة الحلوى الشامية أو كما تسمى محليا ''قلب اللوز''·
محمـــــد عتــــــــــاني
خبـيـــــــــــر في ميـــــــــــدان الحبـــــــــــوب ومشتقـــــــــــاتها
تشهد السوق العالمية التهابا غير مسبوق في أسعار القمح، مما خلق ارتباكا في الأسواق المحلية الدولية ودفع بالحكومة إلى إعلان الإبقاء على تسعيرة مادة دقيق القمح اللين، ما هو تعليقكم؟
القمح وكغيره من المواد يخضع لسوق البورصة، وهذه الأخيرة بدورها تتحكم فيها تقلبات مختلفة خاصة العوامل الطبيعية التي تؤثر بشكل مباشر في مستويات الإنتاج· الارتفاع الكبير في أسعار القمح في الأسواق الدولية له تداعيات على المستوى المحلي كون الجزائر من أكبر المستهلكين لهذه المادة، فضلا عن اعتمادها على القمح المستورد لتلبية الحاجات الداخلية·
هل الدعم الحكومي لمادة الفرينة كاف في نظركم لضمان استقرار سعر هذه المادة في البلاد؟
إعلان الديوان الوطني للحبوب الإبقاء على نفس سعر القنطار الواحد من القمح اللين الموجه للمطاحن يتعلق في المقام الأول بالاحتفاظ بسعر الخبز على ماهو عليه بحكم تمتع هذه المادة بدعم الدولة، ولكن هناك فارق بين السعر الحقيقي للقمح الذي يقتنيه الديوان تضاف إليه مصاريف الشحن ومصاريف أخرى وبالتالي قيمة سعر التنازل المقدرة بـ 1285 دج للقنطار الواحد ليست السعر الحقيقي· ونشير في هذا الصدد أن هذا السعر لم يشهد أي تغيير منذ سنة 1996 تاريخ وضع رزنامة هوامش الربح الموزعة بين مختلف المتدخلين في الميدان سيما ديوان الحبوب المورد للسوق، المطاحن و المخابز·
لكن دعم مادة الفرينة سيُبقي سعر بيع الخبز في مستواه الحالي، هذا مفهوم بيد أن مشتقات الحبوب تستعمل في صناعة مواد أخرى واسعة الاستهلاك؟
هذا أكيد فالمعكرونة ومختلف العجائن تصنع من القمح الصلب الذي لا يحظى بدعم الدولة، وبالتالي لاحظنا أن سعر السميد قد ارتفع إلى حدود 40 دج للكيلوغرام الواحد في محلات التجزئة، وقد يؤدي إلى ارتفاع مواد أخرى تصنّع من مشتقات الحبوب غير خاضعة للتسعيرة الرسمية ولا تتمتع بدعم الدولة·
هل دعم الدولة كافٍ في نظركم؟
لا أعتقد، لأنه إن عاجلا أم آجلا ستتخلى الحكومة عن دعم هذه المادة الأساسية تحت تأثير عدة عوامل داخلية وخارجية خاصة إذا واصلت أسعار القمح منحاها التصاعدي في الأسواق العالمية· هذا من جهة، ومن جهة أخرى، على الدولة العمل على إيجاد بدائل أخرى سيما دعم زراعة الحبوب وتنميتها بشكل جدي منذ سنوات نتحدث عن مساحة ثلاثة ملايين هكتار كمساحة صالحة للزراعة· ولكن في الحقيقة نحن لا نعلم شيئا عن ما يجري في الواقع، ثم هناك فكرة كانت في فترة السبعينيات والتي كانت عبارة عن مشروع إنجاز مخازن ضخمة لتخزين الحبوب أو ما يسمى بالمخزون الاستراتيجي، لأنه الضمان الوحيد لقوت الشعب· ولكن للأسف لم يمض وقت طويل عن انطلاق المشروع حتى تم إهماله والتراجع عنه في النهاية·
في اعتقادكم هل مطلب رفع تسعيرة الخبز مطلب مشروع أو بالأحرى هل هو مطلب مبرَّر؟
لا يكفي أن ندعم سعر المادة الأولية وهي الفرينة لأن صناعة الخبز تتطلب مصاريف أخرى تتعلق بمكونات الخبز من زيت، خميرة طاقة، يد عاملة، ضرائب وأعباء أخرى، وبالتالي فتسعيرة الخبز الحالية لا تخدم الخبازين، وهذا النشاط لم يعد مربحا، وبالتالي فعلى الحكومة مراجعة رزنامة هوامش الربح التي تجاوزها الزمن في اعتقادي· وبشكل عام مطلوب من الدولة التدخل لتنظيم القطاع لأنه يعيش حالة من الفوضى مردها رفع احتكار الدولة في مجال المطاحن وحتى استيراد الحبوب، وهذا يمثل خطرا كبيرا، وقد سبق لي أن تناولت هذا الموضوع كون المستوردين الخواص يأتون بنوعية رديئة من القمح أحيانا وأحيانا أخرى يطعمون الجزائريين قمحا علفيا موجها في الحقيقة للمواشي، وهذا أمر يستدعي تدخل الدولة·
سأله: ب· القاضي
محاولة فهم
الخبير الاقتصادي مسعود كسري:
ارتفاع الأسعار أزمات مفتعلة تواجه بسياسة تلفيقية
تشهد أسعار المواد الأساسية ارتفاعا مخيفا في الآونة الأخيرة، كما يسجل نقص كبير في بعض المواد الهامة مثل البطاطا والحليب، كيف تفسرون ما يحدث؟
هناك مجموعة من العوامل ساهمت في خلق هذه الوضعية الحرجة، ومنها عدم الصرامة في تطبيق الرقابة على تنفيذ القوانين، وغياب الرقابة هو الذي يتسبب ويسمح بحدوث حركة أسعار غير مقبولة· لكن يبقى أهم عامل في كل ما يحدث، وجود أقطاب يشكلها أصحاب المصالح، وتؤثر في الساحة لدرجة توجيه السياسة الاقتصادية كما تشاء·
لكن أسعار المواد الأساسية ارتفعت على مستوى الأسواق الدولية وليس على المستوى الوطني فقط؟
السوق الجزائرية لا تخضع لحركة الأسعار الدولية بقدر ما تخضع لمجموعة من المتحكمين داخليا، وما يحدث حاليا هو بسبب هذه الجماعات وليس نتيجة لتقلبات الأسعار على المستوى الدولي· فالبطاطا مثلا، تم تخزينها لخلق الاضطرار إلى الاستيراد، فهي تخلق الأزمات مثل هذه لإحداث التغيير والتغيير لا يأتي إلا بالتحرير الكامل لحركة السلع، وإلى محاولة لوضع سياسة إنتاجية مستقرة وواضحة تقابل بخلق مثل هذه الأزمات والمشاكل، ويستمر نفوذها في غياب فاعلية الدولة التي يفترض أن تتجسد في إجراءات معينة مثل حماية المنتوج الفلاحي الوطني من الكوارث ومن الاحتكار· وأيضا الفلاح الجزائري يتحمّل تكلفة عالية دون وجود سياسة واضحة لضمان منتوجه، كما في دول الاتحاد الأوروبي مثلا·
اتخذت الحكومة مؤخرا قرارا بتحويل الدعم الموجه لمادة الحليب نحو زيادة الفارق في الرواتب، هل ترون أن هذا الإجراء فعال، وهل يمكن اتباعه كنموذج لمواجهة ارتفاع أسعار السلع الأخرى كبديل عن آلية الدعم؟
مبدئيا، أي سياسة تضعها الدولة تتطلب متابعة ومراقبة صارمة على تطبيقها، وإلا فلن يكون لها أي مفعول، ويجب أولا معرفة من هي الفئات التي سوف تستفيد من هذا الإجراء، لكن على كل حال لا يمكن اعتبار هذه الآلية حلا، إنما هي سياسة تلفيقية، فحواها أنه يتم إرضاء المستهلك· بينما في الواقع الأوضاع تسود وتتدهور، لأنه يتم الزيادة في الأسعار ثم الزيادة في الأجور، ثم في الأسعار وهكذا···
ما الذي يجب القيام به حاليا لمواجهة هذه الأوضاع المتأزمة؟
نحن الآن نعيش حالة طوارئ لأننا على أبواب شهر رمضان وعلى الدخول الاجتماعي، ولا مفر من الاستيراد الذي تضطرنا إليه هذه الأزمات المفتعلة، لذلك على السلطات المعنية أن تتحرّك عاجلا بتوفير الكميات اللازمة من المواد الأساسية التي تشكل عجزا، لكن يجب أيضا وضع آليات عاجلة لتدعيم مداخيل العائلات مثل المنح الخاصة، دون التخلي عن الدعم المباشر للمواد الأساسية·
أما على مدى أبعد، فالجزائر مقبلة في الأشهر القادمة على تغييرات اقتصادية جذرية ويجب التفكير جديا في تنظيم السوق والعلاقة بين المنتج والمستهلك في ظل الانفتاح الاقتصادي الذي سوف نعرفه·
ف·مروان
رئيس تحرير ''إيلاف'' للجزائر نيوز:
السعودية ليست كيانا واحدا متصلا رغم أنها تحت إطار واحد
لن أكون عربيا خالصا إلا إذا زرت الجزائر
يعتقد سلطان القحطاني، رئيس تحرير جريدة ''إيلاف'' الإلكترونية ذائعة الصيت، أن ''سياسة حجب المواقع الإلكترونية التي تتبعها بعض الحكومات قد ولّت، لأن الثورة التكنولوجية لن تجعل من السهل عدم تجاوز الحجب حاليا''، معتبرا أن صحيفته أضحت أكثـر مقروئية بالمملكة السعودية بعد قرار الحجب، خاصة وأن الإحصائيات الأخيرة لبعض المراكز المتخصصة قد بينت أنها تحتل مكان الصدارة من حيث عدد القراء، كما عرج القحطاني في حوار خص به ''الجزائر نيوز'' على تجربته الخاصة في مجال الإعلام الإلكتروني والواقع الفكري والسياسي بموطنه السعودية·
أجرى الحوار: محمود أبو بكر
النشأة ليست تكوينا فيزيائيا فحسب، بل هي جسرا ثقافيا ومجتمعيا بكل مميزاته وخصوصياته لمرحلة معينة من العمر، وقد تمتد جذور ذلك التأثير مدى العمر، كيف تبدو نشأة ''سلطان'' وطفولته، وماذا تبقى من تلك النشأة الأولى؟
ضباب يحوم على تلك البدايات الأولى التي لا أتذكر منها سوى طفلة قضمت خدها حينما كنا في روضة الأطفال، ولم أعرف أين هي الآن بعد نحو عشرين عاما من تلك اللحظة ذات ظهيرة رائقة· حين أنظر إليها الآن أجد أن طفولتي كانت تبدو عبثية مثل مراهقتي وشبابي وشيخوختي المنتظرة التي أظن أنها لن تأتي إلا بعد 150 عام· أما ما تبقى من هذه النشأة الأولى هو أنني وصلت إلى قناعة تزداد رسوخا مع الوقت ''لن أسمح لأحد بإذلالي - سواء أكان ذلك نظاما حاكما أو مؤسسة أو فردا- لأنني لن أعيش سوى حياة واحدة''، وطالما أنني لن أعيش إلا هذه الحياة الواحدة فإنني لن أسمح لأحد بأن يسيطر على ذلك الإنسان العظيم الذي في داخلي·
حدثنا عن كيفية دخولك لعالم الإعلام؟
كنت أغازل هذا الفيروس عن بعد حتى فاجأني وحوّل حياتي 180 درجة إلى مسار آخر أستطيع من خلاله اقتحام كل الأبواب دون أن يسألني أحد، لماذا؟ بدأت أول ما بدأت في صحيفة الرياض السعودية من خلال نشر قصائدي في ملحقها الثقافي ما جعلني مشهورا في وقت قياسي، وبعد عدة أشهر وجدت نفسي حاصلا على جائزة من الصحيفة عن فئة الشعر بمركز متقدم جدا (الثالث) قياسا وعمري حينها الذي لم يكن يتجاوز 17 عاما· وأتذكر أنني حين صعدت لاستلام جائزتي سألني أمير منطقة الرياض، سلمان بن عبد العزيز، حين لاحظ صغري سني هل فعلا أنا ''القحطاني الفائز'' وتبعها بابتسامة مداعبة·
لم تمض أشهر بعدها حتى حصلت على جائزة أخرى على مستوى المملكة في فئة القصة القصيرة من قبل مسابقة نظمتها وزارة التربية والتعليم في المملكة، وهكذا شعرت بأنني أخطو خطوات قريبة جدا من العمل الصحافي، لكنها لم تكن صحفية في مضمونها· بعدها وجدت نفسي أبدأ في كتابة المقالات وانتقلت بعدها إلى عمل مؤقت في مجلة فنية، وبدأت أمضي وأصعد سلما إثر آخر حتى وصلت إلى تلة مرتفعة، كما يقول الآخرون، برفقة معلم علمني الكثير وشد على ساعدي هو الأستاذ عثمان العمير· لقد كان عثمان ولا يزال بالنسبة لي الأب والنهر والأستاذ الذي يفيض بينابيعه المتواصلة عليّ· وبإشرافه المباشر على خطواتي الصغيرة حوّلني إلى شخص أزعم أنه يملك أدوات جيدة في الكتابة والعمل الصحافي، فله الفضل من قبل ومن بعد·
صحيفة ''إيلاف الإلكترونية'' تعد أحد أهم المنافذ الإخبارية العربية المتخصصة على شبكة الأنترنت، كيف تحقق هذا الحلم، وماذا تعني مفردة ''إيلاف''؟
''إيلاف'' جاءت ثمرة فكرة كانت تدور في الزوايا الداخلية من مخيلة ناشرها الأستاذ عثمان العمير بعد أن حاول أن يجعل من استقالته من كرسي رئاسة تحرير صحيفة الشرق الأوسط طلاقا بائنا من عالم الصحافة، محاولا تغيير حياته إلى ضفة أخرى· لكن بعد عامين من ذلك، وجد أن الفأر الصحافي يعبث في معطفه آناء الليل والنهار محرضا إياه على العودة إلى مرابعه إما مختارا أو مجبرا· كان بإمكانه أن يكون سفيرا في إحدى الدول الاسكندينافية الهادئة، أو رجل أعمال يجوب القارات بحثا عن المشاريع، أو حتى متقاعدا يريد أن يقضي بقية سنواته في الراحة والاستجمام· لكنه آثر أن ينفض عن جلده كل هذه الثلوج ويطلق كرة نار لم تنطفئ بعد· وللمعلومية، فإن اسم ''إيلاف'' مأخوذ من إحدى الآيات من القرآن الكريم التي تعني التآلف والمحبة·
نعلم تفاصيل العمل في الصحف الورقية، لكن الصحف الإلكترونية وظروف عملها تعد ''ظاهرة حديثة'' نسبيا على القارئ ، هل حدثتنا عن ظروف تحرير ''إيلاف'' ومختلف مراحل العمل فيها (اجتماعات التحرير·الخ)؟
إننا نعمل وكأننا في صحيفة ورقية، لكن مع مجهود أكثـر يدفع بعضنا إلى العمل أكثـر من 10 ساعات متواصلة دون الإحساس بهذا الوقت الطويل الذي يمضي· إن العمل الإلكتروني يدخلك في ثورات القرن الجديد ويجعلك تحس بمسؤولية نتيجة لمئات الآلاف من القراء الذين يتصفحون جريدتك يوميا· نبدأ خطتنا التحريرية اليومية في التاسعة غرينتش عبر اجتماع تحرير شامل يتم في إحدى الصالات الإلكترونية الافتراضية، ونتناقش كتابة عن موادنا اليومية وأفكارنا المستقبلية وعن الملاحظات التي تأتي من قرائنا وبعدها نكمل انطلاقتنا لأننا على مدار الـ 24 ساعة لا نتوقف مطلقا·
أنت مدير تحرير ''إيلاف'' على مستوى السعودية، و''إيلاف'' محجوبة في المملكة السعودية عن القراء، أولا هلا حدثتنا عن أسباب الحجب، ثم كيف تتعاطى مع عملك كرئيس تحرير في غياب النسخة؟
هذه هي المرة الثانية التي تحجب فيها الصحيفة بعد الحجب الأول الذي تم رفعه بعد أن قمنا بغلق المنتدى التفاعلي المرافق للصحيفة، والذي كان يعطي مجالا حرا أكثـر للأصوات الليبرالية التي لا تجد منابر لها، دون أن نغفل فتح الباب أمام التيارات الأخرى· أما هذا الحجب الثاني الذي هو الأطول من نوعه، فحتى الآن لا نعرف الأسباب الرسمية لهذا الأمر· ومهما تكن الأسباب، فإن ''الأشخاص'' الذين يقفون وراء قرار الحجب هم يسيئون للملك عبد الله بشكل شخصي لأنه ملك إصلاحي أحدث تغييرات لافتة في هذه البلاد، وهذا المنع يضر بصورته أمام الرأي العام العالمي·
إنني أعرف أن الملك عبد الله إصلاحي عظيم، فلا أعتقد أنه سوف يسمح بغلق صحيفة إلكترونية استطاعت أن تنجز الكثير منذ بدء فترة حكمه التي امتازت بكونها حملت نسبة حرية عالية للصحافة في المملكة·
أما عن التعاطي مع العمل في ظل الحجب، فإنني أقول إنه لم يتغير بل أنه ازدادت وتيرته، ومنذ الحجب قمنا برفع نسبة العاملين في المكتب الإقليمي في المملكة بما نسبته 45 في المائة وهي تزداد مع الوقت· إنني مؤمن بأن سياسة الحجب قد ولّت لأن الثورة التكنولوجية لن تجعل من السهل عدم تجاوز الحجب حاليا· تأثيرنا داخل السعودية لم يتناقص بل على العكس يزداد يوما إثر آخر·
كنت من أوائل من استخدم مصطلح ''إسلاميي السعودية''، وهو مصطلح كان جديدا للقارئ العربي الذي -كان- يعتبر المملكة ككل جزء من تيار واحد، حدثنا عن المملكة وتياراتها الاجتماعية ومناطقيتها وإسلامييها؟
لا أعتقد أنني أول من استخدم ذلك، بل أظن أن كثيرا من زملائي سبقوني إليه· للأسف، فإن السعودية ليست كيانا واحدا متصلا رغم أنها تحت إطار دولة واحدة، لكنه خليط عرقي وفكري مهول يجعل من الصعب تطبيق وصفة شاملة للإصلاح تقوم بها الدولة، وهذا ما يجعل خطوات الإصلاح التي تجري خطوات حذرة وبطيئة بشكل واضح·
يجب علينا أن نقرأ الجغرافيا التنموية أولا في البلاد كي نعرف إلى أي حد هناك تقسيمات مفزعة ومفجعة في آن· باعتراف المسؤولين أنفسهم، فإن هناك مناطق بأكملها لم تنل نصيبها الكافي من التنمية· تخيل بعد أكثـر من نصف قرن من بروز المملكة ككيان سياسي متحد توجد مدن سقطت من خارطة التنمية لمصلحة مناطق أخرى· فكيف ستتعامل الحكومة مع هؤلاء الذين بدأوا تواً في الحصول على حقوقهم الأساسية· وكيف ستقارنهم بآخرين عبوا من التنمية عباً حتى الثمالة، وآخرين ما زالوا في الطريق الأول·
النقطة الأخرى فيما يتعلق بالجغرافيا البشرية والعرقية الخاصة بسكان المملكة، فهم مكونون من قبائل وأسر حضرية ومقيمون عاشوا سنوات حتى استطاعوا الحصول على الجنسية، وذلك يجعل طريقة تعاملهم متفاوتة، فأفراد القبائل منغلقون على أنفسهم لا يسمحون لأحد بالزواج منهم أو يتزاوجون من خارج قبائلهم، بينما الأسر الحضرية تنظر نظرة ازدراء لهؤلاء البدو الذين يشكلون أغلبية مطلقة في البلاد، في حين ينظر المقيمون الآخرون والذي جاء أغلبهم بسبب رحلات الحجاج إلى غرب البلاد إلى الآخرين بحذر وشك· لا توجد علاقات رضى مطلق في الإطار العام بين الشمال والغرب أو الشرق والشمال أو الجنوب والوسط وهكذا دواليك·
إذن نحن نتحدث عن صورة يحميها إطار ظاهري صلب لكنها من الداخل مقسمة بشكل كبير، وهذا ما جعله ينعكس إلى المناحي الفكرية وتقسيماتها· ونتيجة لذلك مع مرور السنوات تشكلت لدينا العديد من التيارات التي تخوض صراعاتها الهامشية البسيطة على صفحات الصحف ومن خلال البرامج التلفزيونية دون التركيز على الجوانب الحقيقية التي ينبغي دعمها للإصلاح· لابد من وجود إصلاح حقيقي يدعمه هؤلاء المثقفون بدلا عن الغرق في هذه التقسيمات الفارغة· لقد قال الملك عبد الله كلاما حقيقيا وواقعيا حين طالب الجميع بعدم تقسيم المجتمع إلى فئات بل كلهم مواطنون لهم نفس الحقوق والواجبات· أجزم أنها دعوة صادقة ومقدمة لمعركة تاريخية مع الماضي·
أخيرا قرأنا لك مؤخرا روبورتاج عن عمان، فمتى سنقرأ لك عن الجزائر؟
قريبا جدا، لا أظنني سأكون عربيا خالصا دون أن أزور الجزائر التي تتجاوز الفعل الماضي إلى الفاعل المضارع وفعل التنمية والحداثة والمستقبل·
الأحد، أغسطس 12
في رده على تصريحات مامي الأخيرة، الكينغ خالد لـ'' الجزائر نيوز''
في رده على تصريحات مامي الأخيرة، الكينغ خالد لـ'' الجزائر نيوز''
مامي ورّط بوتفليقة، العربي بلخير وبن فليس بسوء سمعته
--مامي قام بتعطيل مشروع فني خيري كان موجها لضحايا فيضانات باب الوادي
--مامي استفاد من امتيازات مومن خليفة
--بن فليس منح لمامي عشرات الهكتارات
--أقول بصوت عالي·· أنا لا أحب مامي
حوار: سلوى حفظ الله
بدا ملك أغنية الراي، خالد حاج ابراهيم، مستاء ومضجراً من تصريحات مامي الأخيرة التي كانت مثيرة، واستهدف فيها ''الكينغ''، لكن هذا الأخير تعفف عن الرد على ''الأمير''، موضحا أنه يتحدث دون تفكير ولا وعي ويخلط الأوراق· لكن وبإصرار من ''الجزائر نيوز'' على إظهار ما يخفيه، أفشى خالد ''كل ما بداخله وما يخفيه، فكشف حقائق لها علاقة بالمال والسياسة والنفوذ، وعلاقات شخصية وأخرى أجابنا عنها ملك الراي في هذا الحوار·
كيف تمضي العطلة مع العائلة الصغيرة، أكيد أن الأجواء رائعة صيفا في المغرب؟
أمضيت أربعة أيام مع بناتي في طنجة، وقبلها قمت بتنشيط حفل لصالح الأطفال المسعفين بالدار البيضاء· في الحقيقة، هذه الزيارة للمملكة ليست عطلة كاملة، حيث انتقلت الجمعة إلى مدينة ''سعيدية'' لإحياء حفل هناك في إطار مهرجان سعيدية السنوي، وقد حضره صحراوي والزهوانية ومحمد لمين، ولا أخفي عليك كم كنت محتاجا لهذه الأيام ولو كانت قصيرة، لأقضي وقتا مع عائلتي، تعرفين أن الفنان كثير الجولات والتنقل وليس بإماكنه البقاء مطولا مع عائلته إلا نادرا·
ألن نراك مجددا في الجزائر هذه الصائفة؟
بالطبع سآتي، لا يمكنني أن أفوت فرصة إلا وأكون في بلدي، لدي حفل سأحييه بفندق الشيراطون في الثالث والعشرين من هذا الشهر، وهو مناسبة لي للالتقاء مع جمهوري الكبير·
أكيد أن أصدقاءك ومعارفك حدثوك بما خرج به الشاب ''مامي'' من تصريحات عنك، جاء فيها الكثير من المثير والمشين، ما هو تعليقك أولا، لنعرج بعدها إلى تفاصيل ما جاء على لسان أمير الراي؟
مامي وضع نفسه في مأزق آخر، لقد جعل الجزائريين جمعيهم يمقتونه بسبب تجريحاته لي، علنا وبصوت مرتفع، لكني أبدا لم أسد له النصيحة أو أسأت إليه، كان من الأحسن له أن يحل مشاكله العالقة مع القضاء ليأتي بعدها ويتحدث عني، كلام مامي كان جد مليء بالغل والضغينة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الغيرة والكره، ورغبة في تكسيري، وهو ما لا يمكنه تحقيقه، الجميع في الجزائر يعرف من هو خالد ومن هو مامي·
مامي ذكر بأنه ليس بحاجة إلى نصائحك، وأنك آخر شخص يمكنه أن يسدي النصيحة، فما هو تعليقك؟
أنا لم أقدّم له نصيحة، سألني بعض الصحافيين، فكان من واجبي أن أجيب كفنان جزائري، ثم إنني قلت على مامي أن ''يحمر وجه الجزائر'' بمعنى أن يتحمّل نتائج أفعاله ويواجه العدالة، وألا يختفي ويتهرب من مسؤولياته، لم أشتمه ولم أقذفه مثلما فعل هو في تصريحاته الأخيرة، أنا أغني الراي، و''ماندمش'' الرأي، لكن مامي يغني الراي، ولا يدبّر ولا رأي له ''على راسو''، لم يواجه نفسه وهرب، فلماذا يسيء إليّ بدل مواجهة العدالة الفرنسية التي تلاحقه، وفي ذلك إساءة لسمعة الفنان الجزائري·
في حديثه عنك قال ''ابن سعيدة'' إن خالد تخلى عن أصله ووطنيته ولبس ''المنفوشة'' ورافقه ''الكانيش'' في تجواله، وهو ما اعتبره إساءة للجزائر الجريحة في التسعينيات، ما ردك على ذلك؟
تعرفين الجميع نصحني بعدم الرد عليه، لأنه في ضيق ويتحدث بدون تفكير، لكنك أجبرتني على التصريح، فليلتفت ''مامي'' إلى حالته المثيرة للشفقة· أما عن ''المنفوشة'' فهي فخر لي لأنها كانت تحمل علامة ''يد فاطمة''، فقد وضعت الحلقة في أذني ونزعتها منذ 10 سنوات، وكان ذلك متعمدا للأوربيين والعالم بأسره ليعلم الكل بأنني مسلم وفخور بانتمائي العربي، وبأنني لست إرهابيا، وعلامة ''يد فاطمة'' دليل على ذلك، وليعلم ''مامي'' بأن الرجل الجزائري في الماضي كان يضع حلقا مصنوعا من النحاس لإبعاد مرض الروماتيزم، وهي ظاهرة مرتبطة بخلفية اجتماعية وليس بدعة مني، ثم إن معايرتي بـ ''الكانيش''، فأنا أحب الحيوانات وفي فترة عزوبتي ربيت كلابا وعصافير،وأنواع أخرى، وما عساني أن أقول لإنسان لا يحب هذه المخلوقات، غير أنه معقد وله هاجس واحد يريد تكسيره·
مامي ذكر ذلك بخلفية أنك رفضت دعوة الجزائر وهي في أمسّ الحاجة إليك، وهان عليك إخوانك وأنت في عز نجوميتك؟
أن يتحدث عن مظهري الخارجي كدليل على عدم وطنيتي، فهو أمر مضحك ومثير للاشمئزاز معاً، نسي مامي أن للجزائريين ذاكرة قوية، ويتذكر كل واحد ما كنت أصرح به للقنوات الفضائية التي تستضيفني، كنت أقول دائما إنه على المتسببين في قتل الأبرياء أن يتوقفوا، لم أخجل يوما من جزائريتي ولا من ديني، أكدت أن ما يحدث لا علاقة له بالإسلام ولا بحب الوطن، وبأنه عيب وحرام أن نتقاتل فيما بيننا، هو نفسه كان يقول لي لا تتحدث بجرأة سوف يستهدفنا الإسلاميون، كان خائفا على نفسه عندما كنت أنا لا أهاب التصريح عما أفكر فيه وأقوله علنا، الأرشيف موجود، وليستعلم من خانته الذاكرة· دافعت عن الجزائر بكل جرأة، كما دافعت عن المرأة الجزائرية، وقلت بأنها أشد من الرجل، وشبيهة به، وأعني بذلك أنها قوية ولها إرادة صلبة، حتى أن أحد المتطرفين في ''بارباس'' اعترض طريقي وأراد الاعتداء عليّ لولا أن الله سترني، لم أحضر إلى بلدي آنذاك لأنني كنت خائفا على نفسي، ولا أخجل من ذلك، قتلوا السياسيين الكبار، واعترضوا الحواجز، وقتلوا المثقفين والفنانين، فضّلت الغناء عن الحب والسلام والحياة والمرأة والوطن، لا يهمني ما يقوله، الجزائر في قلبي ووجداني، وحب الحياة هو ما يجعلني أنجح ثم إنني لا أملك ثكنة ولا أسلحة لكي أدافع عن نفسي في ظل الدم الذي كان يجري كالوديان·
صراحة خالد، لماذا وصلت علاقة الأمير بالملك إلى هذا الانسداد؟
الحقيقة، إنه لم يكن بيني وبينه خلاف، لكن الجميع يعرف أنه يغار من نجاحي ونجوميتي التي فاقته بفضل صبري وجهدي وتواضعي الصادق، الذي لا يمتلكه هو، لكن الشيء الذي جعلني أمقته وأتذمر منه، هو أنه تخلى عن الجزائر وهي تمد يدها·
ماذا تقصد بتخليه عن الجزائر، كلامك ليس بالهين أبداً، هل لديك دليل على صحة ما تقوله؟
تتذكرين فيضانات باب الوادي بالعاصمة في 2001 التي خلفت ضحايا بالمئات، وهدمت عدة بنايات، لازالت صور الضحايا التي راحت جراء الكارثة الطبيعية عالقة بذاكرة كل واحد منا، حينها اتصل بي ''ميشال ليفي'' لأقدم أغنية في شكل سينفل لتسويقه، وتعود فوائده لصالح ضحايا الأزمة، وتعبيرا مني عن شكري وامتناني خاصة وأنني كنت على خلاف مع شركة الإنتاج الفني التي أنا متعاقد معها لحد الساعة والحمد للّه، اقترحت على ''ليفي'' أن يشاركني في ''السيدي'' فنانون من شركته ''Virgine'' ومن الأنسب أن يكونوا جزائريين، ووافق ليفي فاخترت أن يكون ''مامي'' و''آسيا'' من يشاركاني في هذا العمل الخيري الذي لا علاقة له بالربح والخسارة للفنان، وما هو إلا وسيلة لمساعدة أناس كانوا في ظروف صعبة، ويمكنك أن تسألي ''آسيا'' عن ما حدث بعدها، لقد وصل الأمر بـ ''مامي'' من شدة حقده وغيرته أن رفض المشاركة في العمل الفني، ليس هذا فقط، بل قام بتعطيله، هل برأيك أن ما قام به له علاقة بالوطنية والإنسانية، ثم إسأليه إن هو قدّم شيئا في حياته بالمجان، أو كان له دور في عمل خيري، ومنذ ذلك اليوم -حقاً- وأنا لا أشعر بنحوه إلا بالشفقة، هل هو إنسان طبيعي، هل تصل به درجة كره شخص أن يرفض المساعدة وإعانة الناس وهو قادر على ذلك، أن يرفض مشروعا ويوقفه فقط لأنه يخاف على وضعيته، أقول له لا تخف فالجميع يعرفني ويعرفك بقدر ما يعرفون الصافي من المغشوش طال أو قصر الوقت· ما اشمأزني في كلامه أنه يقدم لي درسا في الوطنية، وهو ''يغلي الشربة'' كما نقول بالعامية
وضح، هل هناك أمر غير ما ذكرته؟
الجنسية والوطنية شيء مغروس في الذات، ولا علاقة للإثنين باعتبارات اجتماعية وثقافية، ما أقصده بـ ''تغلي الشربة'' أن مامي دخل في شراكة مع ''حجاجو كمال'' وهو ابن أحد أثرياء الجزائر من أجل اقتناء تجهيزات الحفلات من آلات ''الضوء'' و''الصوت''، ولقد تحصلا على قرض بنكي، لأن الدولة آنذاك كانت تقدم قروضا للشباب الذي لهم مشاريع ويريدون تحقيقها بالجزائر، وفي سنة 2005 وبمناسبة الذكرى المئوية الحادية عشر لتأسيس مدينة وهران الباهية، طلب مامي من منظمي حفل الباهية 500 مليون سنتيم مقابل التجهيزات التي يمتلكها لكرائها لهم، عندما سمعت الخبر رفضت المشاركة في حفل أساسه الربح الغير مبني على أصول وقواعد سليمة، ومن ذلك الوقت طلبت من المسؤولين عن تنظيم الحفلات والمهرجان ألا يدعوني للحفلات التي يحضرها مامي، كيف لمامي أن يقدم لي معنى الوطنية وحب الآخرين، وهو إنسان مادي، يطلب مبلغا خياليا في عيد ''وهران'' التي فتحت له ذراعيها وأبنائها، اسألوه من أين أتى بالمال الذي يفتخر بجمعه لأحفاده الذين حاول قتل أبائهم·
ماذا تقصد ، أكيد أن الأمر أبعد من هذا، مامي فنان، وصاحب خبرة ومعروف أن ثراءه من الحفلات والألبومات؟
الكل في الوسط الفني يعرف أن مامي كان صديق علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، هذا الأخير منحه الكثير من الأراضي الشاسعة المقدرة بعشرات الهكتارات، كما قدم له العديد من الامتيازات والمزايا، لكنه في الأخير وعندما انهزم أمام عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، تخلى عن صداقته وتنكر لما قدمه له بن فليس وراح يركض وراء بوتفليقة في حملته الانتخابية، لكن الرئيس، وأرشيف التلفزيون الوطني شاهد ويمكنكم العودة إليه لمن نسي خطابات الرئيس التي ما إن يعرّج على الفن في الجزائر إلا وذكر ''اسم خالد'' دون ذكر ''مامي'' برغم مرافقته له وليس بن فليس·
وحده الذي استفاد من وضعيته السياسية والمالية، عبد المومن رفيق خليفة، انقلب عليه أيضا بعدما وفّر له المزايا وقدم له قروضا وفيلا بالعاصمة، وموله بالطائرات في تجواله وجولاته، كل ما قدمه خليفة من أموال الشعب لمامي، تناساه ''البرنس'' القابع خلف أسوار بنايته التي شيدها من استغلاله للنفوذ والوساطات، هل سأل يوما عن عبد المومن عندما واجه العدالة والقانون، هل شكره يوما، وهو يواجه مصيرا مجهولا، هكذا صنع بنفسه وأساء للسياسة والسياسيين في الجزائر· ويسألني اليوم عن رصيدي، وماذا فعلت بأموالي التي جنيتها بعرقي وجهدي، ما أزعجني هو أنه يريد تشويه صورتي أمام أهل وهران، يقول اسألوا الوهرانيين، يحاول تشكيك عشاق فني وأحبابي في ما أصنعه بأموالي، تصرفات غير مسؤولة، وأقوال يشوبها البغض والحقد·
بالفعل، هذا ما أكده مامي، ما الذي يمكن أن تذكره لنا في هذا الشأن؟
تعرفين أن الإنسان الذي يقدم مساعدة للمحتاجين لا يجب أبدا أن يمني بها على الناس، لكن هذا الشخص (مامي) يضطرني أن أقول ما أخفيته طويلا، لطالما كنت في خدمة من يقصدني· العديد من الحفلات التي أحييتها راحت عوائدها لفائدة المساكين والمرضى والأطفال المسعفين، أول حفل لي بعد العشرية السوداء، وبالضبط في 2000 أحييت حفلا كبيرا بقاعة الشهيد حرشة حسان، بالعاصمة، وعادت تذاكر الحفل لصالح مرضى السكري بالشرافة، حيث أهديت لهم تلفزيونات وأفران تدفئة، وغيرها من المستلزمات التي كانوا في حاجة إليها· لا أنتظر مقابل ذلك لا شكرا ولا فضلا، وأنا سعيد جدا بالحفلات المجانية التي أحييتها، لأن فيها الكثير من الإنسانية، الجمهور يأتي ليستمتع ويرقص ويغني، وأنا معهم أغني لهم والمحتاجون للإعانة يفرحون، أحسن من هذا لا يوجد ولا يمكن أن تعوّضه أموال الدنيا ولا مال قارون· هذا من جهة، ومن جهة أخرى الجميع يعرف أن خالد محب للحياة ويعرف قيمتها، ولذلك تجدني أتمتّع بكل فلس أتقاضاه رفقة عائلتي الصغيرة والكبيرة· لست أنا من يبني القصور ويختفي فيها من القانون، أنا راضٍ بما حققته والسعادة عندي ليست الفيلاّت الفخمة التي تحتضن الاستغلال ووساطة السياسيين، وحب الناس، أنا متواضع ولا أتعالى على أحد·
مامي أكد أنك أسأت إليه خلال مأدبة عشاء مع الرئيس وعلي بن فليس، عندما قلت له مبروك الجنسية الفرنسية، كيف حصل ذلك؟
هذا ليس صحيحا، فعلا دُعِينا إلى فطور في شهر رمضان بالرئاسة من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكان علي بن فليس حاضراً بالطبع، مامي كان بعيدا عنا قليلا، وقلت لبن فليس: أنا لا أحب مامي واشتكيت لما فعله في قضية باب الوادي كما ذكرت له·· وقال لي بن فليس بالحرف الواحد ''ما تدّابزوش أنتوما خاوا'' قالها لي وأنا لم أكن أدرك أنهم أصدقاء، ولم أذكر أبدا الجنسية وما شأني أنا بالجنسية·
صحيح أنك طلبت الجنسية المزدوجة، ورفضت السلطات الفرنسية ذلك؟
هذا بُهتان، ولا صحّة فيما يقال، أنا مولود سنة 1960 ومن حقي حسب اتفاقية إيفيان الحصول على الجنسية الفرنسية، قدمت طلبا للحصول على الجنسية وعندما أرسلت إليّ السلطات الفرنسية الموافقة، مزقتها زوجتي وقالت لي عند عودتي للمنزل، ماذا ستفعل بها، أنت جزائري وفخور بجنسيتك، فرنسا سوف تأخذ منك ضرائب أكبر مما هي عليك الآن، لو كنت أبغي حقا الجنسية لحصلت عليها منذ عشرات السنين·
ما قصة الضرائب والفضائح التي قال أمير الراي بسببها غادرت التراب الفرنسي؟
أنا لم أغادر فرنسا بسبب عدم دفعي للضرائب أو بسبب فضائح مالية وجنسية، السلطات هناك تدخلك السجن من أجل 1000 أورو، فكيف تدع فنانا عليه ضرائب، والوزراء والسياسيين وراء أسوار السجون بسببها، فرنسا لا تتساهل في هذه الأمور، أنا أدخل فرنسا وقت ما أشاء، ومتحرر من جميع القضايا المالية العالقة، وأسافر وأعيش في لوكسمبورغ، أدفع 30% من الضرائب، أما في فرنسا أدفع 75%، فكان عليّ أن أختار بلدا أدفع فيه أقل، وفرنسا وأي بلد أوروبي آخر أمكث فيه وأقيم فيه بكل احترام دون خوف من أي كان أو أي شيء، وفي أي مكان أدفع فيه أقل أسافر إليه· أما الفضيحة الأخلاقية، فهو مدبرها أكيد، فهي امرأة بالغة وكانت تعمل ملحق إعلامي لصالح مامي، ولم أغصبها على شيء ولم أعتد عليها، ولم أحاول قتل جنين في أحشائها، كما فعل آخرون، ولعلمك أنا لم أستسلم لها والدعوى القضائية جارية أمام العدالة، ولن أستوقف الاستئناف إلى أن تظهر براءتي· وفي هذا الجانب، تعرفين من الجبان أنا أم هو، أنا لم أختف في قصري، بل واجهت الناس، حتى أن الجرائد والمجلات الفرنسية التي اتهمتني دفعت لي حقوقي، عندما رفعت قضية ضدها، ولدي وثائق تثبت ذلك، كما سبق وأن حدثتك في حوار سابق، كما أنني لست بحاجة إلى حماية السياسيين للدفاع عن نفسي·
ما ذا تقصد؟
مامي ورّط العربي بلخير وبوتفليقة وبن فليس والسياسيين الجزائريين، عيب أن تقول الصحافة الفرنسية إن الأمير الذي اعتدى على امرأة له علاقة صداقة وثيقة مع الرئيس، حتى أنه الوحيد الذي زاره بالمستشفى، عيب أن يتحدث عن علاقاته مع سياسيين سامين في الدولة· العربي بلخير إنسان محترم، وسفيرنا بالمملكة المغربية، يأتي مامي، وهو في مأزق أخلاقي وإنساني وهارب من العدالة يسيء إليه، فليحمي نفسه بمواجهته أخطائه وليس بالحديث عن الحماية التي أنتجها استغلاله للأسماء· ليس لي فضائح مالية ولا أخلاقية في شبابي، تعاركت مع الرجال من جنسي، قدت سيارتي في حالة سكر وأتحمّل أخطائي، ومن منا لم يخطأ، لكنني أبدا لم أغتصب أحدا ولم أستغل أحدا ولم أستفد من أحد، ولم أحاول قتل نفس حرّم الله قتلها، ليدع مامي السياسيين وشأنهم، من المؤسف أن يصل به الأمر إلى هذا الحد من اللاحياء، لقد ورط الجميع، لكن أنا متأكد أن بلخير لن يرد عليه، لأنه إنسان مسالم، ولا يحب المشاكل والوشوشة، عليه فقط أن يشكر عبد المومن خليفة وعلي بن فليس لما قدماه له من أموال ومساعدات مادية·
مامي قال إن المرأة التي نصبت له الكمين وميشال ليفي مناجيره يهوديان وعليه أن يقاوم من أجل أن يأخذ ثأره وحقه منهما؟
هذا هراء، مامي تخلت عنه زوجته الأولى، وأخذت ابنتها معها وتركته واستقرت بهولندا، لا يمكن أن يؤذيها ولا حتى ابنته، إنها بلاد العدالة والأمن وحماية المرأة· ألم يكن يعرف عندما عاشر المرأة بأنها يهودية، وظل لسنوات يعمل مع ميشال ليفي اليهودي، إنه يفتري على الناس ويجلبهم إليه عن طريق شتم وسب اليهود، إنه مخطئ ويورط نفسه أكثـر، لم يكن بيننا وبين اليهود يوما أي عائق أو كره، نحن الجزائريين لا نحب الصهاينة واغتصاب إسرائيل لفلسطين لطالما عاش اليهود في الجزائر بكل احترام·
ماذا يمكن أن تقوله في الأخير؟
لم أكن أنوي الحديث أبدا عنه، لكنه أجبرني على ذلك، وليعلم مامي أنني بجوابي هذا لا أشهّر له ولا أشتمه بل أكتفي بقول ما اضطرني هو لقوله، فليواجه قضاياه ونحن معه، يمكنني أن أحيي حفلا لصالحه ولمساندته في محنته إذا اعترف بأخطائه وواجه خطاياه·
مامي ورّط بوتفليقة، العربي بلخير وبن فليس بسوء سمعته
--مامي قام بتعطيل مشروع فني خيري كان موجها لضحايا فيضانات باب الوادي
--مامي استفاد من امتيازات مومن خليفة
--بن فليس منح لمامي عشرات الهكتارات
--أقول بصوت عالي·· أنا لا أحب مامي
حوار: سلوى حفظ الله
بدا ملك أغنية الراي، خالد حاج ابراهيم، مستاء ومضجراً من تصريحات مامي الأخيرة التي كانت مثيرة، واستهدف فيها ''الكينغ''، لكن هذا الأخير تعفف عن الرد على ''الأمير''، موضحا أنه يتحدث دون تفكير ولا وعي ويخلط الأوراق· لكن وبإصرار من ''الجزائر نيوز'' على إظهار ما يخفيه، أفشى خالد ''كل ما بداخله وما يخفيه، فكشف حقائق لها علاقة بالمال والسياسة والنفوذ، وعلاقات شخصية وأخرى أجابنا عنها ملك الراي في هذا الحوار·
كيف تمضي العطلة مع العائلة الصغيرة، أكيد أن الأجواء رائعة صيفا في المغرب؟
أمضيت أربعة أيام مع بناتي في طنجة، وقبلها قمت بتنشيط حفل لصالح الأطفال المسعفين بالدار البيضاء· في الحقيقة، هذه الزيارة للمملكة ليست عطلة كاملة، حيث انتقلت الجمعة إلى مدينة ''سعيدية'' لإحياء حفل هناك في إطار مهرجان سعيدية السنوي، وقد حضره صحراوي والزهوانية ومحمد لمين، ولا أخفي عليك كم كنت محتاجا لهذه الأيام ولو كانت قصيرة، لأقضي وقتا مع عائلتي، تعرفين أن الفنان كثير الجولات والتنقل وليس بإماكنه البقاء مطولا مع عائلته إلا نادرا·
ألن نراك مجددا في الجزائر هذه الصائفة؟
بالطبع سآتي، لا يمكنني أن أفوت فرصة إلا وأكون في بلدي، لدي حفل سأحييه بفندق الشيراطون في الثالث والعشرين من هذا الشهر، وهو مناسبة لي للالتقاء مع جمهوري الكبير·
أكيد أن أصدقاءك ومعارفك حدثوك بما خرج به الشاب ''مامي'' من تصريحات عنك، جاء فيها الكثير من المثير والمشين، ما هو تعليقك أولا، لنعرج بعدها إلى تفاصيل ما جاء على لسان أمير الراي؟
مامي وضع نفسه في مأزق آخر، لقد جعل الجزائريين جمعيهم يمقتونه بسبب تجريحاته لي، علنا وبصوت مرتفع، لكني أبدا لم أسد له النصيحة أو أسأت إليه، كان من الأحسن له أن يحل مشاكله العالقة مع القضاء ليأتي بعدها ويتحدث عني، كلام مامي كان جد مليء بالغل والضغينة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الغيرة والكره، ورغبة في تكسيري، وهو ما لا يمكنه تحقيقه، الجميع في الجزائر يعرف من هو خالد ومن هو مامي·
مامي ذكر بأنه ليس بحاجة إلى نصائحك، وأنك آخر شخص يمكنه أن يسدي النصيحة، فما هو تعليقك؟
أنا لم أقدّم له نصيحة، سألني بعض الصحافيين، فكان من واجبي أن أجيب كفنان جزائري، ثم إنني قلت على مامي أن ''يحمر وجه الجزائر'' بمعنى أن يتحمّل نتائج أفعاله ويواجه العدالة، وألا يختفي ويتهرب من مسؤولياته، لم أشتمه ولم أقذفه مثلما فعل هو في تصريحاته الأخيرة، أنا أغني الراي، و''ماندمش'' الرأي، لكن مامي يغني الراي، ولا يدبّر ولا رأي له ''على راسو''، لم يواجه نفسه وهرب، فلماذا يسيء إليّ بدل مواجهة العدالة الفرنسية التي تلاحقه، وفي ذلك إساءة لسمعة الفنان الجزائري·
في حديثه عنك قال ''ابن سعيدة'' إن خالد تخلى عن أصله ووطنيته ولبس ''المنفوشة'' ورافقه ''الكانيش'' في تجواله، وهو ما اعتبره إساءة للجزائر الجريحة في التسعينيات، ما ردك على ذلك؟
تعرفين الجميع نصحني بعدم الرد عليه، لأنه في ضيق ويتحدث بدون تفكير، لكنك أجبرتني على التصريح، فليلتفت ''مامي'' إلى حالته المثيرة للشفقة· أما عن ''المنفوشة'' فهي فخر لي لأنها كانت تحمل علامة ''يد فاطمة''، فقد وضعت الحلقة في أذني ونزعتها منذ 10 سنوات، وكان ذلك متعمدا للأوربيين والعالم بأسره ليعلم الكل بأنني مسلم وفخور بانتمائي العربي، وبأنني لست إرهابيا، وعلامة ''يد فاطمة'' دليل على ذلك، وليعلم ''مامي'' بأن الرجل الجزائري في الماضي كان يضع حلقا مصنوعا من النحاس لإبعاد مرض الروماتيزم، وهي ظاهرة مرتبطة بخلفية اجتماعية وليس بدعة مني، ثم إن معايرتي بـ ''الكانيش''، فأنا أحب الحيوانات وفي فترة عزوبتي ربيت كلابا وعصافير،وأنواع أخرى، وما عساني أن أقول لإنسان لا يحب هذه المخلوقات، غير أنه معقد وله هاجس واحد يريد تكسيره·
مامي ذكر ذلك بخلفية أنك رفضت دعوة الجزائر وهي في أمسّ الحاجة إليك، وهان عليك إخوانك وأنت في عز نجوميتك؟
أن يتحدث عن مظهري الخارجي كدليل على عدم وطنيتي، فهو أمر مضحك ومثير للاشمئزاز معاً، نسي مامي أن للجزائريين ذاكرة قوية، ويتذكر كل واحد ما كنت أصرح به للقنوات الفضائية التي تستضيفني، كنت أقول دائما إنه على المتسببين في قتل الأبرياء أن يتوقفوا، لم أخجل يوما من جزائريتي ولا من ديني، أكدت أن ما يحدث لا علاقة له بالإسلام ولا بحب الوطن، وبأنه عيب وحرام أن نتقاتل فيما بيننا، هو نفسه كان يقول لي لا تتحدث بجرأة سوف يستهدفنا الإسلاميون، كان خائفا على نفسه عندما كنت أنا لا أهاب التصريح عما أفكر فيه وأقوله علنا، الأرشيف موجود، وليستعلم من خانته الذاكرة· دافعت عن الجزائر بكل جرأة، كما دافعت عن المرأة الجزائرية، وقلت بأنها أشد من الرجل، وشبيهة به، وأعني بذلك أنها قوية ولها إرادة صلبة، حتى أن أحد المتطرفين في ''بارباس'' اعترض طريقي وأراد الاعتداء عليّ لولا أن الله سترني، لم أحضر إلى بلدي آنذاك لأنني كنت خائفا على نفسي، ولا أخجل من ذلك، قتلوا السياسيين الكبار، واعترضوا الحواجز، وقتلوا المثقفين والفنانين، فضّلت الغناء عن الحب والسلام والحياة والمرأة والوطن، لا يهمني ما يقوله، الجزائر في قلبي ووجداني، وحب الحياة هو ما يجعلني أنجح ثم إنني لا أملك ثكنة ولا أسلحة لكي أدافع عن نفسي في ظل الدم الذي كان يجري كالوديان·
صراحة خالد، لماذا وصلت علاقة الأمير بالملك إلى هذا الانسداد؟
الحقيقة، إنه لم يكن بيني وبينه خلاف، لكن الجميع يعرف أنه يغار من نجاحي ونجوميتي التي فاقته بفضل صبري وجهدي وتواضعي الصادق، الذي لا يمتلكه هو، لكن الشيء الذي جعلني أمقته وأتذمر منه، هو أنه تخلى عن الجزائر وهي تمد يدها·
ماذا تقصد بتخليه عن الجزائر، كلامك ليس بالهين أبداً، هل لديك دليل على صحة ما تقوله؟
تتذكرين فيضانات باب الوادي بالعاصمة في 2001 التي خلفت ضحايا بالمئات، وهدمت عدة بنايات، لازالت صور الضحايا التي راحت جراء الكارثة الطبيعية عالقة بذاكرة كل واحد منا، حينها اتصل بي ''ميشال ليفي'' لأقدم أغنية في شكل سينفل لتسويقه، وتعود فوائده لصالح ضحايا الأزمة، وتعبيرا مني عن شكري وامتناني خاصة وأنني كنت على خلاف مع شركة الإنتاج الفني التي أنا متعاقد معها لحد الساعة والحمد للّه، اقترحت على ''ليفي'' أن يشاركني في ''السيدي'' فنانون من شركته ''Virgine'' ومن الأنسب أن يكونوا جزائريين، ووافق ليفي فاخترت أن يكون ''مامي'' و''آسيا'' من يشاركاني في هذا العمل الخيري الذي لا علاقة له بالربح والخسارة للفنان، وما هو إلا وسيلة لمساعدة أناس كانوا في ظروف صعبة، ويمكنك أن تسألي ''آسيا'' عن ما حدث بعدها، لقد وصل الأمر بـ ''مامي'' من شدة حقده وغيرته أن رفض المشاركة في العمل الفني، ليس هذا فقط، بل قام بتعطيله، هل برأيك أن ما قام به له علاقة بالوطنية والإنسانية، ثم إسأليه إن هو قدّم شيئا في حياته بالمجان، أو كان له دور في عمل خيري، ومنذ ذلك اليوم -حقاً- وأنا لا أشعر بنحوه إلا بالشفقة، هل هو إنسان طبيعي، هل تصل به درجة كره شخص أن يرفض المساعدة وإعانة الناس وهو قادر على ذلك، أن يرفض مشروعا ويوقفه فقط لأنه يخاف على وضعيته، أقول له لا تخف فالجميع يعرفني ويعرفك بقدر ما يعرفون الصافي من المغشوش طال أو قصر الوقت· ما اشمأزني في كلامه أنه يقدم لي درسا في الوطنية، وهو ''يغلي الشربة'' كما نقول بالعامية
وضح، هل هناك أمر غير ما ذكرته؟
الجنسية والوطنية شيء مغروس في الذات، ولا علاقة للإثنين باعتبارات اجتماعية وثقافية، ما أقصده بـ ''تغلي الشربة'' أن مامي دخل في شراكة مع ''حجاجو كمال'' وهو ابن أحد أثرياء الجزائر من أجل اقتناء تجهيزات الحفلات من آلات ''الضوء'' و''الصوت''، ولقد تحصلا على قرض بنكي، لأن الدولة آنذاك كانت تقدم قروضا للشباب الذي لهم مشاريع ويريدون تحقيقها بالجزائر، وفي سنة 2005 وبمناسبة الذكرى المئوية الحادية عشر لتأسيس مدينة وهران الباهية، طلب مامي من منظمي حفل الباهية 500 مليون سنتيم مقابل التجهيزات التي يمتلكها لكرائها لهم، عندما سمعت الخبر رفضت المشاركة في حفل أساسه الربح الغير مبني على أصول وقواعد سليمة، ومن ذلك الوقت طلبت من المسؤولين عن تنظيم الحفلات والمهرجان ألا يدعوني للحفلات التي يحضرها مامي، كيف لمامي أن يقدم لي معنى الوطنية وحب الآخرين، وهو إنسان مادي، يطلب مبلغا خياليا في عيد ''وهران'' التي فتحت له ذراعيها وأبنائها، اسألوه من أين أتى بالمال الذي يفتخر بجمعه لأحفاده الذين حاول قتل أبائهم·
ماذا تقصد ، أكيد أن الأمر أبعد من هذا، مامي فنان، وصاحب خبرة ومعروف أن ثراءه من الحفلات والألبومات؟
الكل في الوسط الفني يعرف أن مامي كان صديق علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، هذا الأخير منحه الكثير من الأراضي الشاسعة المقدرة بعشرات الهكتارات، كما قدم له العديد من الامتيازات والمزايا، لكنه في الأخير وعندما انهزم أمام عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، تخلى عن صداقته وتنكر لما قدمه له بن فليس وراح يركض وراء بوتفليقة في حملته الانتخابية، لكن الرئيس، وأرشيف التلفزيون الوطني شاهد ويمكنكم العودة إليه لمن نسي خطابات الرئيس التي ما إن يعرّج على الفن في الجزائر إلا وذكر ''اسم خالد'' دون ذكر ''مامي'' برغم مرافقته له وليس بن فليس·
وحده الذي استفاد من وضعيته السياسية والمالية، عبد المومن رفيق خليفة، انقلب عليه أيضا بعدما وفّر له المزايا وقدم له قروضا وفيلا بالعاصمة، وموله بالطائرات في تجواله وجولاته، كل ما قدمه خليفة من أموال الشعب لمامي، تناساه ''البرنس'' القابع خلف أسوار بنايته التي شيدها من استغلاله للنفوذ والوساطات، هل سأل يوما عن عبد المومن عندما واجه العدالة والقانون، هل شكره يوما، وهو يواجه مصيرا مجهولا، هكذا صنع بنفسه وأساء للسياسة والسياسيين في الجزائر· ويسألني اليوم عن رصيدي، وماذا فعلت بأموالي التي جنيتها بعرقي وجهدي، ما أزعجني هو أنه يريد تشويه صورتي أمام أهل وهران، يقول اسألوا الوهرانيين، يحاول تشكيك عشاق فني وأحبابي في ما أصنعه بأموالي، تصرفات غير مسؤولة، وأقوال يشوبها البغض والحقد·
بالفعل، هذا ما أكده مامي، ما الذي يمكن أن تذكره لنا في هذا الشأن؟
تعرفين أن الإنسان الذي يقدم مساعدة للمحتاجين لا يجب أبدا أن يمني بها على الناس، لكن هذا الشخص (مامي) يضطرني أن أقول ما أخفيته طويلا، لطالما كنت في خدمة من يقصدني· العديد من الحفلات التي أحييتها راحت عوائدها لفائدة المساكين والمرضى والأطفال المسعفين، أول حفل لي بعد العشرية السوداء، وبالضبط في 2000 أحييت حفلا كبيرا بقاعة الشهيد حرشة حسان، بالعاصمة، وعادت تذاكر الحفل لصالح مرضى السكري بالشرافة، حيث أهديت لهم تلفزيونات وأفران تدفئة، وغيرها من المستلزمات التي كانوا في حاجة إليها· لا أنتظر مقابل ذلك لا شكرا ولا فضلا، وأنا سعيد جدا بالحفلات المجانية التي أحييتها، لأن فيها الكثير من الإنسانية، الجمهور يأتي ليستمتع ويرقص ويغني، وأنا معهم أغني لهم والمحتاجون للإعانة يفرحون، أحسن من هذا لا يوجد ولا يمكن أن تعوّضه أموال الدنيا ولا مال قارون· هذا من جهة، ومن جهة أخرى الجميع يعرف أن خالد محب للحياة ويعرف قيمتها، ولذلك تجدني أتمتّع بكل فلس أتقاضاه رفقة عائلتي الصغيرة والكبيرة· لست أنا من يبني القصور ويختفي فيها من القانون، أنا راضٍ بما حققته والسعادة عندي ليست الفيلاّت الفخمة التي تحتضن الاستغلال ووساطة السياسيين، وحب الناس، أنا متواضع ولا أتعالى على أحد·
مامي أكد أنك أسأت إليه خلال مأدبة عشاء مع الرئيس وعلي بن فليس، عندما قلت له مبروك الجنسية الفرنسية، كيف حصل ذلك؟
هذا ليس صحيحا، فعلا دُعِينا إلى فطور في شهر رمضان بالرئاسة من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكان علي بن فليس حاضراً بالطبع، مامي كان بعيدا عنا قليلا، وقلت لبن فليس: أنا لا أحب مامي واشتكيت لما فعله في قضية باب الوادي كما ذكرت له·· وقال لي بن فليس بالحرف الواحد ''ما تدّابزوش أنتوما خاوا'' قالها لي وأنا لم أكن أدرك أنهم أصدقاء، ولم أذكر أبدا الجنسية وما شأني أنا بالجنسية·
صحيح أنك طلبت الجنسية المزدوجة، ورفضت السلطات الفرنسية ذلك؟
هذا بُهتان، ولا صحّة فيما يقال، أنا مولود سنة 1960 ومن حقي حسب اتفاقية إيفيان الحصول على الجنسية الفرنسية، قدمت طلبا للحصول على الجنسية وعندما أرسلت إليّ السلطات الفرنسية الموافقة، مزقتها زوجتي وقالت لي عند عودتي للمنزل، ماذا ستفعل بها، أنت جزائري وفخور بجنسيتك، فرنسا سوف تأخذ منك ضرائب أكبر مما هي عليك الآن، لو كنت أبغي حقا الجنسية لحصلت عليها منذ عشرات السنين·
ما قصة الضرائب والفضائح التي قال أمير الراي بسببها غادرت التراب الفرنسي؟
أنا لم أغادر فرنسا بسبب عدم دفعي للضرائب أو بسبب فضائح مالية وجنسية، السلطات هناك تدخلك السجن من أجل 1000 أورو، فكيف تدع فنانا عليه ضرائب، والوزراء والسياسيين وراء أسوار السجون بسببها، فرنسا لا تتساهل في هذه الأمور، أنا أدخل فرنسا وقت ما أشاء، ومتحرر من جميع القضايا المالية العالقة، وأسافر وأعيش في لوكسمبورغ، أدفع 30% من الضرائب، أما في فرنسا أدفع 75%، فكان عليّ أن أختار بلدا أدفع فيه أقل، وفرنسا وأي بلد أوروبي آخر أمكث فيه وأقيم فيه بكل احترام دون خوف من أي كان أو أي شيء، وفي أي مكان أدفع فيه أقل أسافر إليه· أما الفضيحة الأخلاقية، فهو مدبرها أكيد، فهي امرأة بالغة وكانت تعمل ملحق إعلامي لصالح مامي، ولم أغصبها على شيء ولم أعتد عليها، ولم أحاول قتل جنين في أحشائها، كما فعل آخرون، ولعلمك أنا لم أستسلم لها والدعوى القضائية جارية أمام العدالة، ولن أستوقف الاستئناف إلى أن تظهر براءتي· وفي هذا الجانب، تعرفين من الجبان أنا أم هو، أنا لم أختف في قصري، بل واجهت الناس، حتى أن الجرائد والمجلات الفرنسية التي اتهمتني دفعت لي حقوقي، عندما رفعت قضية ضدها، ولدي وثائق تثبت ذلك، كما سبق وأن حدثتك في حوار سابق، كما أنني لست بحاجة إلى حماية السياسيين للدفاع عن نفسي·
ما ذا تقصد؟
مامي ورّط العربي بلخير وبوتفليقة وبن فليس والسياسيين الجزائريين، عيب أن تقول الصحافة الفرنسية إن الأمير الذي اعتدى على امرأة له علاقة صداقة وثيقة مع الرئيس، حتى أنه الوحيد الذي زاره بالمستشفى، عيب أن يتحدث عن علاقاته مع سياسيين سامين في الدولة· العربي بلخير إنسان محترم، وسفيرنا بالمملكة المغربية، يأتي مامي، وهو في مأزق أخلاقي وإنساني وهارب من العدالة يسيء إليه، فليحمي نفسه بمواجهته أخطائه وليس بالحديث عن الحماية التي أنتجها استغلاله للأسماء· ليس لي فضائح مالية ولا أخلاقية في شبابي، تعاركت مع الرجال من جنسي، قدت سيارتي في حالة سكر وأتحمّل أخطائي، ومن منا لم يخطأ، لكنني أبدا لم أغتصب أحدا ولم أستغل أحدا ولم أستفد من أحد، ولم أحاول قتل نفس حرّم الله قتلها، ليدع مامي السياسيين وشأنهم، من المؤسف أن يصل به الأمر إلى هذا الحد من اللاحياء، لقد ورط الجميع، لكن أنا متأكد أن بلخير لن يرد عليه، لأنه إنسان مسالم، ولا يحب المشاكل والوشوشة، عليه فقط أن يشكر عبد المومن خليفة وعلي بن فليس لما قدماه له من أموال ومساعدات مادية·
مامي قال إن المرأة التي نصبت له الكمين وميشال ليفي مناجيره يهوديان وعليه أن يقاوم من أجل أن يأخذ ثأره وحقه منهما؟
هذا هراء، مامي تخلت عنه زوجته الأولى، وأخذت ابنتها معها وتركته واستقرت بهولندا، لا يمكن أن يؤذيها ولا حتى ابنته، إنها بلاد العدالة والأمن وحماية المرأة· ألم يكن يعرف عندما عاشر المرأة بأنها يهودية، وظل لسنوات يعمل مع ميشال ليفي اليهودي، إنه يفتري على الناس ويجلبهم إليه عن طريق شتم وسب اليهود، إنه مخطئ ويورط نفسه أكثـر، لم يكن بيننا وبين اليهود يوما أي عائق أو كره، نحن الجزائريين لا نحب الصهاينة واغتصاب إسرائيل لفلسطين لطالما عاش اليهود في الجزائر بكل احترام·
ماذا يمكن أن تقوله في الأخير؟
لم أكن أنوي الحديث أبدا عنه، لكنه أجبرني على ذلك، وليعلم مامي أنني بجوابي هذا لا أشهّر له ولا أشتمه بل أكتفي بقول ما اضطرني هو لقوله، فليواجه قضاياه ونحن معه، يمكنني أن أحيي حفلا لصالحه ولمساندته في محنته إذا اعترف بأخطائه وواجه خطاياه·
زايدي سقية ''ياباني'' الصحافة الجزائرية






زايدي سقية ''ياباني'' الصحافة الجزائرية
مشــوار:
1960الميلاد بـ ''سرج الغول''، ولاية سطيف
1983تخرج من جامعة الجزائر
1988ماجستير في العلوم السياسية من جامعة بريسطول البريطانية، ويلتحق بالصحافة
2007الوفاة بالجزائر العاصمة
بعضهم كان يشبّهه باليابانيين، لأنه كان يشبههم في الشكل قليلا، ويشبههم في حب العمل والاستغراق فيه كثيرا، ورغم همومه الأكاديمية الكبيرة، إلا أنه ظل وفيا للكتابة الصحفية إلى غاية وفاته المفاجئة، وقت مباراة المولودية والاتحاد في نهائي كأس الجمهورية التي كان ينوي الكتابة عنها بطريقته الخاصة، لكن الموت لم يمهله وغادر عالمنا مساء ذلك اليوم، وقبل أن تنتهي المباراة·
الخير شوار
عند وفاة زايدي سقية كان عمره 47 سنة، لكن شكله وطريقة عمله وكتاباته كانت توحي بأنه شاب في بداية العقد الثالث من عمره، ورغم رحيله في هذا السن المبكرة نسبيا إلا أن رصيده من الكتابات الصحفية غزير ومتنوع إلى درجة أنه يشكل ظاهرة قائمة بذاتها وتحتاج إلى دراسة· ويمكن القول بأن تجربة زايدي الصحفية التي بدأت مع عودته إلى البلاد من بريطانيا بشهادة ماجستير في العلوم السياسية حول موضوع الصراع الدولي في منطقة القرن الإفريقي، قبيل أحداث أكتوبر 1988م، هي خلاصة تجربة الجزائر في الصحافة المستقلة، فقد أسس وساهم في تأسيس أكثـر من يومية وأسبوعية، وكتب في مختلف الأقسام من المحلي إلى الاجتماعي إلى السياسي وحتى الرياضي، ورأس تحرير يوميتين هما ''الخبر'' و''الفجر''· كانت له في ''الخبر'' تجربة مريرة عندما كان يرأس تحريرها، ألغي المسار الانتخابي سنة ,1992 وتنشر الجريدة بيانا لرئيس الهيئة التنفيذية، الجبهة الإسلامية للإنقاذ حينها، الراحل عبد القادر حشاني، ليعتقل رفقة زميليه عبد الحكيم بلبطي الذي كان نائبا لرئيس التحرير، ومحمد سلامي ومدير نشر الجريدة، ولم يسترح من تلك القضية إلا بعد أن برأته المحكمة· وبعد تجربة قصيرة في أسبوعية ''الجيل'' مع توفيق رباحي وآخرين، رأى أن يغادر الصحافة ملتحقا بجامعة باتنة كأستاذ، لكن الوضع الأمني المتدهور حينها جعله ينقع عن التدريس ويعود مرة أخرى إلى الصحافة مع مغامرة أخرى تمثلت في أسبوعية ''الحدث'' رفقة زملاء صحفيين منهم زميله السابق في ''الخبر'' محمد سلامي واحميدة عياشي وآخرين، وكان للأسبوعية جرأة إلى درجة توقفها الاضطراري، وحينها انتقل إلى أسبوعية أخرى جريئة في طرحها وهي ''الحرية'' التي اشتهر فيها بإمضائه المميز (س· يزيد)· وعندما عاد إلى الجامعة لم ينقطع عن الصحافة التي عاد إليها مجددا بعد إيقاف تجربة ''الحرية'' سنة ,1996 ليساهم بقوة في تأسيس يومية ''اليوم''، ومحررا ومسؤولا لقسم المراسلين والمجتمع ونائبا لرئيس التحرير، وقد عرف حينها بإمضاءين مختلفين، وكأنه يجمع صحفيين مختلفين تماما في كيان واحد، أحدمها (س· يزيد) بمقالاته السياسية القوية، والآخر (س· عزيز) بروبورتاجاته ومواضيعه الاجتماعية العميقة، التي تعتبر مدرسة في الصحافة الاجتماعية الحية· لكن التجربة لم تستمر طويلا بفعل عوامل تعرفها التجربة الصحافية الجزائرية المستقلة، ليؤسس مع زملاء آخرين يومية ''الفجر'' التي رأس تحريرها، إلا إنه لم يستمر فيها طويلا، لكنه استمر في الصحافة من خلال عمله في جريدة ''أخبار الأسبوع'' بمقالاته السياسية العميقة التي تناولت المشهد السياسي الجزائري في تحولاته، ثم قرر فجأة مغادرة الصحافة على ألا يعود إليها إطلاقا، مكتفيا بعمله الأكاديمي في جامعة الجزائر كباحث وأستاذ، لكنه تراجع عن قراره مرة أخرى وعاد بقوة إلى الصحافة من خلال مساهماته المتميزة في ''الجزائر نيوز'' بمقالاته الأسبوعية في ملحق ''زوايا'' في البداية، ثم عموده الأسبوعي ''تنبيه الغافل'' في الصفحة الأخيرة من الجريدة، وكان لا يبخل بتحليلاته ومساهماته المتنوعة في كل المواضيع التي تحتاجه الجريدة فيها·
محمود بلحيمر، رئيس التحرير الحالي ليومية ''الخبر'' ورفيق الراحل في أكثـر من عنوان وأكثر من مؤسسة، يؤكد بأنه عرف زايدي في يومية ''الخبر'' عندما التحق فيها مع البداية في نوفمبر ,1990 فكان محمود متربصا وكان زايدي رئيسا للقسم الدولي قبل أن تسند له مهمة رئيس التحرير· يختصر محمود كلامه في زايدي قائلا: ''كان حيويا، متكونا في شتى ميادين المعرفة وكان متواضعا للغاية، كان يقدم ويعمل كثيرا في صمت دون أن يلفت إليه الانتباه وظل على تلك السيرة إلى غاية رحيله المفاجئ''·
أما محمد بوازدية، رئيس تحرير ''الخبر الأسبوعي'' الذي تعرّف عليه مع بداية مغامرة الصحافة الخاصة ثم في أسبوعية ''الجيل''، فيؤكد بأنه اتصل به قبل وفاته يريد هاتف المدير السابق لأسبوعيتي ''الحرية'' و''لاناسيون'' عمر عطية الذي كان في المستشفى، لكن بوازدية يتأسف لأنه لم يره، وقد ذهب بمفرده هناك وقد كان المستشفى قريبا من بيته· وبخصوص زايدي يقول بوازدية: ''كان له طابع خاص في كل شيء، في الحديث والقراءة والكتابة وحتى الجلوس، وكان يعشق شارع طنجة بمطاعمه الشعبية إلى درجة كبيرة''· أما ياسين معلومي، مدير أسبوعية ''الشباك'' الذي تعرّف على زايدي في جريدة ''اليوم''، فيؤكد بأنه كان مناصرا وفيا لمولودية قسنطينة رغم نشأته العاصمية وأصوله السطايفية· من آخر إنجازاته روبورتاج ''مولودية شعب الجزائر'' الذي نشره باسم مستعار في أسبوعية ''الشباك'' وكان ينوي تنظيم دورة تكوينية لصحافيي أسبوعيته هذا الصيف، لكن الموت كان سباقا·
رحل زايدي بطريقة تشبهه تماما، وهو المتواضع الذي يعمل في صمت وينجز أشياءه الجميلة في صمت، رحل بالمقابل في صمت في يوم كانت فيه شوارع العاصمة لا تنام و''الداربي'' العاصمي كان يسيطر على كل الأذهان·
المـــوت فــي منطقة الظل
لا أعرف لماذا يموت الرجال في هذا الوطن في الظل، ربما هي عظمة الكبرياء أو لعلها تكون سخرية الأقدار تجنبهم مشي المتملقين في جنائزهم· كثيرون حملوا المشعل ولبوا نداء الواجب، زايدي سقية واحد من هؤلاء الذين قرروا أن لا يحوّجوا الجزائر إلى ذوي اختصاصهم، ورغم علقم الوطن تركوا عسل الهجرة وتجرّعوا العلقم مرة تلو الأخرى لكي لا يتركوا الطالب الجزائري معلقا بأسئلته· ربما يعتقد أحدكم أنه لا يعرف الأستاذ زايدي، لكن هذا غير صحيح، أولا لأن زايدي ''زوالي'' مثلكم، لم يسكن في إقامات الدولة التي بنيت بدمائكم، ولم يركب ''لنش'' ليتمتع بغروب الشمس على ضفة فندق الشيراطون المحظور على المواطن لصالح متعة ''الأغنياء''·· زايدي رجل كافح مثل كل أبناء الشعب الشرفاء، لم يدرس في الخارج بنقود علاج الفقراء بل بجهده وكده وعرق والديه العجوزين·· زايدي أفنى عمره وعيونه وروحه تحت ضوء المعرفة، المعرفة التي لم تتحوّل عنده يوما إلى تجارة لا في الجامعة بـ ''البوليكوبات'' التي يشتريها أصحاب منحة ''الزوج دورو'' ولا خارجها··· زايدي الأستاذ الجامعي الذي لم يحصل على شقة إلا بعد الأربعين لم يبع ولم يشتر في المبادئ يوما، ظل وفيا لرأيه الذي عبّر عنه في التسعينيات في الديمقراطية وفي دولة المؤسسات، هذه الدولة التي نسيت أن زايدي واحد من الشرفاء· إن زايدي واحد من الذي درّسوا أبناء الفقراء سنين وسنين·· إن زايدي مواطن أدى الواجب تجاه الوطن بحب ورضا رغم كل الذي عاناه، أنتم الذين لا تعرفون زايدي هل قرأتم ذات صباح جريدة جزائرية؟ إذا أنتم تعرفون زايدي حتما لأن روحه تسكن الإعلام الجزائري ولأنه رجل من رجالته الحقيقيين·· إن زايدي روح تسكن كل ما هو جميل···زايدي أيها الفقراء واحد منكم أدى الواجب ثم مات في الظل مثل كل الشرفاء··
زهور شنوف
في رده على تصريحات مامي الأخيرة، الكينغ خالد لـ'' الجزائر نيوز''
في رده على تصريحات مامي الأخيرة، الكينغ خالد لـ'' الجزائر نيوز''
مامي ورّط بوتفليقة، العربي بلخير وبن فليس بسوء سمعته
--مامي قام بتعطيل مشروع فني خيري كان موجها لضحايا فيضانات باب الوادي
--مامي استفاد من امتيازات مومن خليفة
--بن فليس منح لمامي عشرات الهكتارات
--أقول بصوت عالي·· أنا لا أحب مامي
حوار: سلوى حفظ الله
بدا ملك أغنية الراي، خالد حاج ابراهيم، مستاء ومضجراً من تصريحات مامي الأخيرة التي كانت مثيرة، واستهدف فيها ''الكينغ''، لكن هذا الأخير تعفف عن الرد على ''الأمير''، موضحا أنه يتحدث دون تفكير ولا وعي ويخلط الأوراق· لكن وبإصرار من ''الجزائر نيوز'' على إظهار ما يخفيه، أفشى خالد ''كل ما بداخله وما يخفيه، فكشف حقائق لها علاقة بالمال والسياسة والنفوذ، وعلاقات شخصية وأخرى أجابنا عنها ملك الراي في هذا الحوار·
كيف تمضي العطلة مع العائلة الصغيرة، أكيد أن الأجواء رائعة صيفا في المغرب؟
أمضيت أربعة أيام مع بناتي في طنجة، وقبلها قمت بتنشيط حفل لصالح الأطفال المسعفين بالدار البيضاء· في الحقيقة، هذه الزيارة للمملكة ليست عطلة كاملة، حيث انتقلت الجمعة إلى مدينة ''سعيدية'' لإحياء حفل هناك في إطار مهرجان سعيدية السنوي، وقد حضره صحراوي والزهوانية ومحمد لمين، ولا أخفي عليك كم كنت محتاجا لهذه الأيام ولو كانت قصيرة، لأقضي وقتا مع عائلتي، تعرفين أن الفنان كثير الجولات والتنقل وليس بإماكنه البقاء مطولا مع عائلته إلا نادرا·
ألن نراك مجددا في الجزائر هذه الصائفة؟
بالطبع سآتي، لا يمكنني أن أفوت فرصة إلا وأكون في بلدي، لدي حفل سأحييه بفندق الشيراطون في الثالث والعشرين من هذا الشهر، وهو مناسبة لي للالتقاء مع جمهوري الكبير·
أكيد أن أصدقاءك ومعارفك حدثوك بما خرج به الشاب ''مامي'' من تصريحات عنك، جاء فيها الكثير من المثير والمشين، ما هو تعليقك أولا، لنعرج بعدها إلى تفاصيل ما جاء على لسان أمير الراي؟
مامي وضع نفسه في مأزق آخر، لقد جعل الجزائريين جمعيهم يمقتونه بسبب تجريحاته لي، علنا وبصوت مرتفع، لكني أبدا لم أسد له النصيحة أو أسأت إليه، كان من الأحسن له أن يحل مشاكله العالقة مع القضاء ليأتي بعدها ويتحدث عني، كلام مامي كان جد مليء بالغل والضغينة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الغيرة والكره، ورغبة في تكسيري، وهو ما لا يمكنه تحقيقه، الجميع في الجزائر يعرف من هو خالد ومن هو مامي·
مامي ذكر بأنه ليس بحاجة إلى نصائحك، وأنك آخر شخص يمكنه أن يسدي النصيحة، فما هو تعليقك؟
أنا لم أقدّم له نصيحة، سألني بعض الصحافيين، فكان من واجبي أن أجيب كفنان جزائري، ثم إنني قلت على مامي أن ''يحمر وجه الجزائر'' بمعنى أن يتحمّل نتائج أفعاله ويواجه العدالة، وألا يختفي ويتهرب من مسؤولياته، لم أشتمه ولم أقذفه مثلما فعل هو في تصريحاته الأخيرة، أنا أغني الراي، و''ماندمش'' الرأي، لكن مامي يغني الراي، ولا يدبّر ولا رأي له ''على راسو''، لم يواجه نفسه وهرب، فلماذا يسيء إليّ بدل مواجهة العدالة الفرنسية التي تلاحقه، وفي ذلك إساءة لسمعة الفنان الجزائري·
في حديثه عنك قال ''ابن سعيدة'' إن خالد تخلى عن أصله ووطنيته ولبس ''المنفوشة'' ورافقه ''الكانيش'' في تجواله، وهو ما اعتبره إساءة للجزائر الجريحة في التسعينيات، ما ردك على ذلك؟
تعرفين الجميع نصحني بعدم الرد عليه، لأنه في ضيق ويتحدث بدون تفكير، لكنك أجبرتني على التصريح، فليلتفت ''مامي'' إلى حالته المثيرة للشفقة· أما عن ''المنفوشة'' فهي فخر لي لأنها كانت تحمل علامة ''يد فاطمة''، فقد وضعت الحلقة في أذني ونزعتها منذ 10 سنوات، وكان ذلك متعمدا للأوربيين والعالم بأسره ليعلم الكل بأنني مسلم وفخور بانتمائي العربي، وبأنني لست إرهابيا، وعلامة ''يد فاطمة'' دليل على ذلك، وليعلم ''مامي'' بأن الرجل الجزائري في الماضي كان يضع حلقا مصنوعا من النحاس لإبعاد مرض الروماتيزم، وهي ظاهرة مرتبطة بخلفية اجتماعية وليس بدعة مني، ثم إن معايرتي بـ ''الكانيش''، فأنا أحب الحيوانات وفي فترة عزوبتي ربيت كلابا وعصافير،وأنواع أخرى، وما عساني أن أقول لإنسان لا يحب هذه المخلوقات، غير أنه معقد وله هاجس واحد يريد تكسيره·
مامي ذكر ذلك بخلفية أنك رفضت دعوة الجزائر وهي في أمسّ الحاجة إليك، وهان عليك إخوانك وأنت في عز نجوميتك؟
أن يتحدث عن مظهري الخارجي كدليل على عدم وطنيتي، فهو أمر مضحك ومثير للاشمئزاز معاً، نسي مامي أن للجزائريين ذاكرة قوية، ويتذكر كل واحد ما كنت أصرح به للقنوات الفضائية التي تستضيفني، كنت أقول دائما إنه على المتسببين في قتل الأبرياء أن يتوقفوا، لم أخجل يوما من جزائريتي ولا من ديني، أكدت أن ما يحدث لا علاقة له بالإسلام ولا بحب الوطن، وبأنه عيب وحرام أن نتقاتل فيما بيننا، هو نفسه كان يقول لي لا تتحدث بجرأة سوف يستهدفنا الإسلاميون، كان خائفا على نفسه عندما كنت أنا لا أهاب التصريح عما أفكر فيه وأقوله علنا، الأرشيف موجود، وليستعلم من خانته الذاكرة· دافعت عن الجزائر بكل جرأة، كما دافعت عن المرأة الجزائرية، وقلت بأنها أشد من الرجل، وشبيهة به، وأعني بذلك أنها قوية ولها إرادة صلبة، حتى أن أحد المتطرفين في ''بارباس'' اعترض طريقي وأراد الاعتداء عليّ لولا أن الله سترني، لم أحضر إلى بلدي آنذاك لأنني كنت خائفا على نفسي، ولا أخجل من ذلك، قتلوا السياسيين الكبار، واعترضوا الحواجز، وقتلوا المثقفين والفنانين، فضّلت الغناء عن الحب والسلام والحياة والمرأة والوطن، لا يهمني ما يقوله، الجزائر في قلبي ووجداني، وحب الحياة هو ما يجعلني أنجح ثم إنني لا أملك ثكنة ولا أسلحة لكي أدافع عن نفسي في ظل الدم الذي كان يجري كالوديان·
صراحة خالد، لماذا وصلت علاقة الأمير بالملك إلى هذا الانسداد؟
الحقيقة، إنه لم يكن بيني وبينه خلاف، لكن الجميع يعرف أنه يغار من نجاحي ونجوميتي التي فاقته بفضل صبري وجهدي وتواضعي الصادق، الذي لا يمتلكه هو، لكن الشيء الذي جعلني أمقته وأتذمر منه، هو أنه تخلى عن الجزائر وهي تمد يدها·
ماذا تقصد بتخليه عن الجزائر، كلامك ليس بالهين أبداً، هل لديك دليل على صحة ما تقوله؟
تتذكرين فيضانات باب الوادي بالعاصمة في 2001 التي خلفت ضحايا بالمئات، وهدمت عدة بنايات، لازالت صور الضحايا التي راحت جراء الكارثة الطبيعية عالقة بذاكرة كل واحد منا، حينها اتصل بي ''ميشال ليفي'' لأقدم أغنية في شكل سينفل لتسويقه، وتعود فوائده لصالح ضحايا الأزمة، وتعبيرا مني عن شكري وامتناني خاصة وأنني كنت على خلاف مع شركة الإنتاج الفني التي أنا متعاقد معها لحد الساعة والحمد للّه، اقترحت على ''ليفي'' أن يشاركني في ''السيدي'' فنانون من شركته ''Virgine'' ومن الأنسب أن يكونوا جزائريين، ووافق ليفي فاخترت أن يكون ''مامي'' و''آسيا'' من يشاركاني في هذا العمل الخيري الذي لا علاقة له بالربح والخسارة للفنان، وما هو إلا وسيلة لمساعدة أناس كانوا في ظروف صعبة، ويمكنك أن تسألي ''آسيا'' عن ما حدث بعدها، لقد وصل الأمر بـ ''مامي'' من شدة حقده وغيرته أن رفض المشاركة في العمل الفني، ليس هذا فقط، بل قام بتعطيله، هل برأيك أن ما قام به له علاقة بالوطنية والإنسانية، ثم إسأليه إن هو قدّم شيئا في حياته بالمجان، أو كان له دور في عمل خيري، ومنذ ذلك اليوم -حقاً- وأنا لا أشعر بنحوه إلا بالشفقة، هل هو إنسان طبيعي، هل تصل به درجة كره شخص أن يرفض المساعدة وإعانة الناس وهو قادر على ذلك، أن يرفض مشروعا ويوقفه فقط لأنه يخاف على وضعيته، أقول له لا تخف فالجميع يعرفني ويعرفك بقدر ما يعرفون الصافي من المغشوش طال أو قصر الوقت· ما اشمأزني في كلامه أنه يقدم لي درسا في الوطنية، وهو ''يغلي الشربة'' كما نقول بالعامية
وضح، هل هناك أمر غير ما ذكرته؟
الجنسية والوطنية شيء مغروس في الذات، ولا علاقة للإثنين باعتبارات اجتماعية وثقافية، ما أقصده بـ ''تغلي الشربة'' أن مامي دخل في شراكة مع ''حجاجو كمال'' وهو ابن أحد أثرياء الجزائر من أجل اقتناء تجهيزات الحفلات من آلات ''الضوء'' و''الصوت''، ولقد تحصلا على قرض بنكي، لأن الدولة آنذاك كانت تقدم قروضا للشباب الذي لهم مشاريع ويريدون تحقيقها بالجزائر، وفي سنة 2005 وبمناسبة الذكرى المئوية الحادية عشر لتأسيس مدينة وهران الباهية، طلب مامي من منظمي حفل الباهية 500 مليون سنتيم مقابل التجهيزات التي يمتلكها لكرائها لهم، عندما سمعت الخبر رفضت المشاركة في حفل أساسه الربح الغير مبني على أصول وقواعد سليمة، ومن ذلك الوقت طلبت من المسؤولين عن تنظيم الحفلات والمهرجان ألا يدعوني للحفلات التي يحضرها مامي، كيف لمامي أن يقدم لي معنى الوطنية وحب الآخرين، وهو إنسان مادي، يطلب مبلغا خياليا في عيد ''وهران'' التي فتحت له ذراعيها وأبنائها، اسألوه من أين أتى بالمال الذي يفتخر بجمعه لأحفاده الذين حاول قتل أبائهم·
ماذا تقصد ، أكيد أن الأمر أبعد من هذا، مامي فنان، وصاحب خبرة ومعروف أن ثراءه من الحفلات والألبومات؟
الكل في الوسط الفني يعرف أن مامي كان صديق علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، هذا الأخير منحه الكثير من الأراضي الشاسعة المقدرة بعشرات الهكتارات، كما قدم له العديد من الامتيازات والمزايا، لكنه في الأخير وعندما انهزم أمام عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، تخلى عن صداقته وتنكر لما قدمه له بن فليس وراح يركض وراء بوتفليقة في حملته الانتخابية، لكن الرئيس، وأرشيف التلفزيون الوطني شاهد ويمكنكم العودة إليه لمن نسي خطابات الرئيس التي ما إن يعرّج على الفن في الجزائر إلا وذكر ''اسم خالد'' دون ذكر ''مامي'' برغم مرافقته له وليس بن فليس·
وحده الذي استفاد من وضعيته السياسية والمالية، عبد المومن رفيق خليفة، انقلب عليه أيضا بعدما وفّر له المزايا وقدم له قروضا وفيلا بالعاصمة، وموله بالطائرات في تجواله وجولاته، كل ما قدمه خليفة من أموال الشعب لمامي، تناساه ''البرنس'' القابع خلف أسوار بنايته التي شيدها من استغلاله للنفوذ والوساطات، هل سأل يوما عن عبد المومن عندما واجه العدالة والقانون، هل شكره يوما، وهو يواجه مصيرا مجهولا، هكذا صنع بنفسه وأساء للسياسة والسياسيين في الجزائر· ويسألني اليوم عن رصيدي، وماذا فعلت بأموالي التي جنيتها بعرقي وجهدي، ما أزعجني هو أنه يريد تشويه صورتي أمام أهل وهران، يقول اسألوا الوهرانيين، يحاول تشكيك عشاق فني وأحبابي في ما أصنعه بأموالي، تصرفات غير مسؤولة، وأقوال يشوبها البغض والحقد·
بالفعل، هذا ما أكده مامي، ما الذي يمكن أن تذكره لنا في هذا الشأن؟
تعرفين أن الإنسان الذي يقدم مساعدة للمحتاجين لا يجب أبدا أن يمني بها على الناس، لكن هذا الشخص (مامي) يضطرني أن أقول ما أخفيته طويلا، لطالما كنت في خدمة من يقصدني· العديد من الحفلات التي أحييتها راحت عوائدها لفائدة المساكين والمرضى والأطفال المسعفين، أول حفل لي بعد العشرية السوداء، وبالضبط في 2000 أحييت حفلا كبيرا بقاعة الشهيد حرشة حسان، بالعاصمة، وعادت تذاكر الحفل لصالح مرضى السكري بالشرافة، حيث أهديت لهم تلفزيونات وأفران تدفئة، وغيرها من المستلزمات التي كانوا في حاجة إليها· لا أنتظر مقابل ذلك لا شكرا ولا فضلا، وأنا سعيد جدا بالحفلات المجانية التي أحييتها، لأن فيها الكثير من الإنسانية، الجمهور يأتي ليستمتع ويرقص ويغني، وأنا معهم أغني لهم والمحتاجون للإعانة يفرحون، أحسن من هذا لا يوجد ولا يمكن أن تعوّضه أموال الدنيا ولا مال قارون· هذا من جهة، ومن جهة أخرى الجميع يعرف أن خالد محب للحياة ويعرف قيمتها، ولذلك تجدني أتمتّع بكل فلس أتقاضاه رفقة عائلتي الصغيرة والكبيرة· لست أنا من يبني القصور ويختفي فيها من القانون، أنا راضٍ بما حققته والسعادة عندي ليست الفيلاّت الفخمة التي تحتضن الاستغلال ووساطة السياسيين، وحب الناس، أنا متواضع ولا أتعالى على أحد·
مامي أكد أنك أسأت إليه خلال مأدبة عشاء مع الرئيس وعلي بن فليس، عندما قلت له مبروك الجنسية الفرنسية، كيف حصل ذلك؟
هذا ليس صحيحا، فعلا دُعِينا إلى فطور في شهر رمضان بالرئاسة من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكان علي بن فليس حاضراً بالطبع، مامي كان بعيدا عنا قليلا، وقلت لبن فليس: أنا لا أحب مامي واشتكيت لما فعله في قضية باب الوادي كما ذكرت له·· وقال لي بن فليس بالحرف الواحد ''ما تدّابزوش أنتوما خاوا'' قالها لي وأنا لم أكن أدرك أنهم أصدقاء، ولم أذكر أبدا الجنسية وما شأني أنا بالجنسية·
صحيح أنك طلبت الجنسية المزدوجة، ورفضت السلطات الفرنسية ذلك؟
هذا بُهتان، ولا صحّة فيما يقال، أنا مولود سنة 1960 ومن حقي حسب اتفاقية إيفيان الحصول على الجنسية الفرنسية، قدمت طلبا للحصول على الجنسية وعندما أرسلت إليّ السلطات الفرنسية الموافقة، مزقتها زوجتي وقالت لي عند عودتي للمنزل، ماذا ستفعل بها، أنت جزائري وفخور بجنسيتك، فرنسا سوف تأخذ منك ضرائب أكبر مما هي عليك الآن، لو كنت أبغي حقا الجنسية لحصلت عليها منذ عشرات السنين·
ما قصة الضرائب والفضائح التي قال أمير الراي بسببها غادرت التراب الفرنسي؟
أنا لم أغادر فرنسا بسبب عدم دفعي للضرائب أو بسبب فضائح مالية وجنسية، السلطات هناك تدخلك السجن من أجل 1000 أورو، فكيف تدع فنانا عليه ضرائب، والوزراء والسياسيين وراء أسوار السجون بسببها، فرنسا لا تتساهل في هذه الأمور، أنا أدخل فرنسا وقت ما أشاء، ومتحرر من جميع القضايا المالية العالقة، وأسافر وأعيش في لوكسمبورغ، أدفع 30% من الضرائب، أما في فرنسا أدفع 75%، فكان عليّ أن أختار بلدا أدفع فيه أقل، وفرنسا وأي بلد أوروبي آخر أمكث فيه وأقيم فيه بكل احترام دون خوف من أي كان أو أي شيء، وفي أي مكان أدفع فيه أقل أسافر إليه· أما الفضيحة الأخلاقية، فهو مدبرها أكيد، فهي امرأة بالغة وكانت تعمل ملحق إعلامي لصالح مامي، ولم أغصبها على شيء ولم أعتد عليها، ولم أحاول قتل جنين في أحشائها، كما فعل آخرون، ولعلمك أنا لم أستسلم لها والدعوى القضائية جارية أمام العدالة، ولن أستوقف الاستئناف إلى أن تظهر براءتي· وفي هذا الجانب، تعرفين من الجبان أنا أم هو، أنا لم أختف في قصري، بل واجهت الناس، حتى أن الجرائد والمجلات الفرنسية التي اتهمتني دفعت لي حقوقي، عندما رفعت قضية ضدها، ولدي وثائق تثبت ذلك، كما سبق وأن حدثتك في حوار سابق، كما أنني لست بحاجة إلى حماية السياسيين للدفاع عن نفسي·
ما ذا تقصد؟
مامي ورّط العربي بلخير وبوتفليقة وبن فليس والسياسيين الجزائريين، عيب أن تقول الصحافة الفرنسية إن الأمير الذي اعتدى على امرأة له علاقة صداقة وثيقة مع الرئيس، حتى أنه الوحيد الذي زاره بالمستشفى، عيب أن يتحدث عن علاقاته مع سياسيين سامين في الدولة· العربي بلخير إنسان محترم، وسفيرنا بالمملكة المغربية، يأتي مامي، وهو في مأزق أخلاقي وإنساني وهارب من العدالة يسيء إليه، فليحمي نفسه بمواجهته أخطائه وليس بالحديث عن الحماية التي أنتجها استغلاله للأسماء· ليس لي فضائح مالية ولا أخلاقية في شبابي، تعاركت مع الرجال من جنسي، قدت سيارتي في حالة سكر وأتحمّل أخطائي، ومن منا لم يخطأ، لكنني أبدا لم أغتصب أحدا ولم أستغل أحدا ولم أستفد من أحد، ولم أحاول قتل نفس حرّم الله قتلها، ليدع مامي السياسيين وشأنهم، من المؤسف أن يصل به الأمر إلى هذا الحد من اللاحياء، لقد ورط الجميع، لكن أنا متأكد أن بلخير لن يرد عليه، لأنه إنسان مسالم، ولا يحب المشاكل والوشوشة، عليه فقط أن يشكر عبد المومن خليفة وعلي بن فليس لما قدماه له من أموال ومساعدات مادية·
مامي قال إن المرأة التي نصبت له الكمين وميشال ليفي مناجيره يهوديان وعليه أن يقاوم من أجل أن يأخذ ثأره وحقه منهما؟
هذا هراء، مامي تخلت عنه زوجته الأولى، وأخذت ابنتها معها وتركته واستقرت بهولندا، لا يمكن أن يؤذيها ولا حتى ابنته، إنها بلاد العدالة والأمن وحماية المرأة· ألم يكن يعرف عندما عاشر المرأة بأنها يهودية، وظل لسنوات يعمل مع ميشال ليفي اليهودي، إنه يفتري على الناس ويجلبهم إليه عن طريق شتم وسب اليهود، إنه مخطئ ويورط نفسه أكثـر، لم يكن بيننا وبين اليهود يوما أي عائق أو كره، نحن الجزائريين لا نحب الصهاينة واغتصاب إسرائيل لفلسطين لطالما عاش اليهود في الجزائر بكل احترام·
ماذا يمكن أن تقوله في الأخير؟
لم أكن أنوي الحديث أبدا عنه، لكنه أجبرني على ذلك، وليعلم مامي أنني بجوابي هذا لا أشهّر له ولا أشتمه بل أكتفي بقول ما اضطرني هو لقوله، فليواجه قضاياه ونحن معه، يمكنني أن أحيي حفلا لصالحه ولمساندته في محنته إذا اعترف بأخطائه وواجه خطاياه·
مامي ورّط بوتفليقة، العربي بلخير وبن فليس بسوء سمعته
--مامي قام بتعطيل مشروع فني خيري كان موجها لضحايا فيضانات باب الوادي
--مامي استفاد من امتيازات مومن خليفة
--بن فليس منح لمامي عشرات الهكتارات
--أقول بصوت عالي·· أنا لا أحب مامي
حوار: سلوى حفظ الله
بدا ملك أغنية الراي، خالد حاج ابراهيم، مستاء ومضجراً من تصريحات مامي الأخيرة التي كانت مثيرة، واستهدف فيها ''الكينغ''، لكن هذا الأخير تعفف عن الرد على ''الأمير''، موضحا أنه يتحدث دون تفكير ولا وعي ويخلط الأوراق· لكن وبإصرار من ''الجزائر نيوز'' على إظهار ما يخفيه، أفشى خالد ''كل ما بداخله وما يخفيه، فكشف حقائق لها علاقة بالمال والسياسة والنفوذ، وعلاقات شخصية وأخرى أجابنا عنها ملك الراي في هذا الحوار·
كيف تمضي العطلة مع العائلة الصغيرة، أكيد أن الأجواء رائعة صيفا في المغرب؟
أمضيت أربعة أيام مع بناتي في طنجة، وقبلها قمت بتنشيط حفل لصالح الأطفال المسعفين بالدار البيضاء· في الحقيقة، هذه الزيارة للمملكة ليست عطلة كاملة، حيث انتقلت الجمعة إلى مدينة ''سعيدية'' لإحياء حفل هناك في إطار مهرجان سعيدية السنوي، وقد حضره صحراوي والزهوانية ومحمد لمين، ولا أخفي عليك كم كنت محتاجا لهذه الأيام ولو كانت قصيرة، لأقضي وقتا مع عائلتي، تعرفين أن الفنان كثير الجولات والتنقل وليس بإماكنه البقاء مطولا مع عائلته إلا نادرا·
ألن نراك مجددا في الجزائر هذه الصائفة؟
بالطبع سآتي، لا يمكنني أن أفوت فرصة إلا وأكون في بلدي، لدي حفل سأحييه بفندق الشيراطون في الثالث والعشرين من هذا الشهر، وهو مناسبة لي للالتقاء مع جمهوري الكبير·
أكيد أن أصدقاءك ومعارفك حدثوك بما خرج به الشاب ''مامي'' من تصريحات عنك، جاء فيها الكثير من المثير والمشين، ما هو تعليقك أولا، لنعرج بعدها إلى تفاصيل ما جاء على لسان أمير الراي؟
مامي وضع نفسه في مأزق آخر، لقد جعل الجزائريين جمعيهم يمقتونه بسبب تجريحاته لي، علنا وبصوت مرتفع، لكني أبدا لم أسد له النصيحة أو أسأت إليه، كان من الأحسن له أن يحل مشاكله العالقة مع القضاء ليأتي بعدها ويتحدث عني، كلام مامي كان جد مليء بالغل والضغينة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الغيرة والكره، ورغبة في تكسيري، وهو ما لا يمكنه تحقيقه، الجميع في الجزائر يعرف من هو خالد ومن هو مامي·
مامي ذكر بأنه ليس بحاجة إلى نصائحك، وأنك آخر شخص يمكنه أن يسدي النصيحة، فما هو تعليقك؟
أنا لم أقدّم له نصيحة، سألني بعض الصحافيين، فكان من واجبي أن أجيب كفنان جزائري، ثم إنني قلت على مامي أن ''يحمر وجه الجزائر'' بمعنى أن يتحمّل نتائج أفعاله ويواجه العدالة، وألا يختفي ويتهرب من مسؤولياته، لم أشتمه ولم أقذفه مثلما فعل هو في تصريحاته الأخيرة، أنا أغني الراي، و''ماندمش'' الرأي، لكن مامي يغني الراي، ولا يدبّر ولا رأي له ''على راسو''، لم يواجه نفسه وهرب، فلماذا يسيء إليّ بدل مواجهة العدالة الفرنسية التي تلاحقه، وفي ذلك إساءة لسمعة الفنان الجزائري·
في حديثه عنك قال ''ابن سعيدة'' إن خالد تخلى عن أصله ووطنيته ولبس ''المنفوشة'' ورافقه ''الكانيش'' في تجواله، وهو ما اعتبره إساءة للجزائر الجريحة في التسعينيات، ما ردك على ذلك؟
تعرفين الجميع نصحني بعدم الرد عليه، لأنه في ضيق ويتحدث بدون تفكير، لكنك أجبرتني على التصريح، فليلتفت ''مامي'' إلى حالته المثيرة للشفقة· أما عن ''المنفوشة'' فهي فخر لي لأنها كانت تحمل علامة ''يد فاطمة''، فقد وضعت الحلقة في أذني ونزعتها منذ 10 سنوات، وكان ذلك متعمدا للأوربيين والعالم بأسره ليعلم الكل بأنني مسلم وفخور بانتمائي العربي، وبأنني لست إرهابيا، وعلامة ''يد فاطمة'' دليل على ذلك، وليعلم ''مامي'' بأن الرجل الجزائري في الماضي كان يضع حلقا مصنوعا من النحاس لإبعاد مرض الروماتيزم، وهي ظاهرة مرتبطة بخلفية اجتماعية وليس بدعة مني، ثم إن معايرتي بـ ''الكانيش''، فأنا أحب الحيوانات وفي فترة عزوبتي ربيت كلابا وعصافير،وأنواع أخرى، وما عساني أن أقول لإنسان لا يحب هذه المخلوقات، غير أنه معقد وله هاجس واحد يريد تكسيره·
مامي ذكر ذلك بخلفية أنك رفضت دعوة الجزائر وهي في أمسّ الحاجة إليك، وهان عليك إخوانك وأنت في عز نجوميتك؟
أن يتحدث عن مظهري الخارجي كدليل على عدم وطنيتي، فهو أمر مضحك ومثير للاشمئزاز معاً، نسي مامي أن للجزائريين ذاكرة قوية، ويتذكر كل واحد ما كنت أصرح به للقنوات الفضائية التي تستضيفني، كنت أقول دائما إنه على المتسببين في قتل الأبرياء أن يتوقفوا، لم أخجل يوما من جزائريتي ولا من ديني، أكدت أن ما يحدث لا علاقة له بالإسلام ولا بحب الوطن، وبأنه عيب وحرام أن نتقاتل فيما بيننا، هو نفسه كان يقول لي لا تتحدث بجرأة سوف يستهدفنا الإسلاميون، كان خائفا على نفسه عندما كنت أنا لا أهاب التصريح عما أفكر فيه وأقوله علنا، الأرشيف موجود، وليستعلم من خانته الذاكرة· دافعت عن الجزائر بكل جرأة، كما دافعت عن المرأة الجزائرية، وقلت بأنها أشد من الرجل، وشبيهة به، وأعني بذلك أنها قوية ولها إرادة صلبة، حتى أن أحد المتطرفين في ''بارباس'' اعترض طريقي وأراد الاعتداء عليّ لولا أن الله سترني، لم أحضر إلى بلدي آنذاك لأنني كنت خائفا على نفسي، ولا أخجل من ذلك، قتلوا السياسيين الكبار، واعترضوا الحواجز، وقتلوا المثقفين والفنانين، فضّلت الغناء عن الحب والسلام والحياة والمرأة والوطن، لا يهمني ما يقوله، الجزائر في قلبي ووجداني، وحب الحياة هو ما يجعلني أنجح ثم إنني لا أملك ثكنة ولا أسلحة لكي أدافع عن نفسي في ظل الدم الذي كان يجري كالوديان·
صراحة خالد، لماذا وصلت علاقة الأمير بالملك إلى هذا الانسداد؟
الحقيقة، إنه لم يكن بيني وبينه خلاف، لكن الجميع يعرف أنه يغار من نجاحي ونجوميتي التي فاقته بفضل صبري وجهدي وتواضعي الصادق، الذي لا يمتلكه هو، لكن الشيء الذي جعلني أمقته وأتذمر منه، هو أنه تخلى عن الجزائر وهي تمد يدها·
ماذا تقصد بتخليه عن الجزائر، كلامك ليس بالهين أبداً، هل لديك دليل على صحة ما تقوله؟
تتذكرين فيضانات باب الوادي بالعاصمة في 2001 التي خلفت ضحايا بالمئات، وهدمت عدة بنايات، لازالت صور الضحايا التي راحت جراء الكارثة الطبيعية عالقة بذاكرة كل واحد منا، حينها اتصل بي ''ميشال ليفي'' لأقدم أغنية في شكل سينفل لتسويقه، وتعود فوائده لصالح ضحايا الأزمة، وتعبيرا مني عن شكري وامتناني خاصة وأنني كنت على خلاف مع شركة الإنتاج الفني التي أنا متعاقد معها لحد الساعة والحمد للّه، اقترحت على ''ليفي'' أن يشاركني في ''السيدي'' فنانون من شركته ''Virgine'' ومن الأنسب أن يكونوا جزائريين، ووافق ليفي فاخترت أن يكون ''مامي'' و''آسيا'' من يشاركاني في هذا العمل الخيري الذي لا علاقة له بالربح والخسارة للفنان، وما هو إلا وسيلة لمساعدة أناس كانوا في ظروف صعبة، ويمكنك أن تسألي ''آسيا'' عن ما حدث بعدها، لقد وصل الأمر بـ ''مامي'' من شدة حقده وغيرته أن رفض المشاركة في العمل الفني، ليس هذا فقط، بل قام بتعطيله، هل برأيك أن ما قام به له علاقة بالوطنية والإنسانية، ثم إسأليه إن هو قدّم شيئا في حياته بالمجان، أو كان له دور في عمل خيري، ومنذ ذلك اليوم -حقاً- وأنا لا أشعر بنحوه إلا بالشفقة، هل هو إنسان طبيعي، هل تصل به درجة كره شخص أن يرفض المساعدة وإعانة الناس وهو قادر على ذلك، أن يرفض مشروعا ويوقفه فقط لأنه يخاف على وضعيته، أقول له لا تخف فالجميع يعرفني ويعرفك بقدر ما يعرفون الصافي من المغشوش طال أو قصر الوقت· ما اشمأزني في كلامه أنه يقدم لي درسا في الوطنية، وهو ''يغلي الشربة'' كما نقول بالعامية
وضح، هل هناك أمر غير ما ذكرته؟
الجنسية والوطنية شيء مغروس في الذات، ولا علاقة للإثنين باعتبارات اجتماعية وثقافية، ما أقصده بـ ''تغلي الشربة'' أن مامي دخل في شراكة مع ''حجاجو كمال'' وهو ابن أحد أثرياء الجزائر من أجل اقتناء تجهيزات الحفلات من آلات ''الضوء'' و''الصوت''، ولقد تحصلا على قرض بنكي، لأن الدولة آنذاك كانت تقدم قروضا للشباب الذي لهم مشاريع ويريدون تحقيقها بالجزائر، وفي سنة 2005 وبمناسبة الذكرى المئوية الحادية عشر لتأسيس مدينة وهران الباهية، طلب مامي من منظمي حفل الباهية 500 مليون سنتيم مقابل التجهيزات التي يمتلكها لكرائها لهم، عندما سمعت الخبر رفضت المشاركة في حفل أساسه الربح الغير مبني على أصول وقواعد سليمة، ومن ذلك الوقت طلبت من المسؤولين عن تنظيم الحفلات والمهرجان ألا يدعوني للحفلات التي يحضرها مامي، كيف لمامي أن يقدم لي معنى الوطنية وحب الآخرين، وهو إنسان مادي، يطلب مبلغا خياليا في عيد ''وهران'' التي فتحت له ذراعيها وأبنائها، اسألوه من أين أتى بالمال الذي يفتخر بجمعه لأحفاده الذين حاول قتل أبائهم·
ماذا تقصد ، أكيد أن الأمر أبعد من هذا، مامي فنان، وصاحب خبرة ومعروف أن ثراءه من الحفلات والألبومات؟
الكل في الوسط الفني يعرف أن مامي كان صديق علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، هذا الأخير منحه الكثير من الأراضي الشاسعة المقدرة بعشرات الهكتارات، كما قدم له العديد من الامتيازات والمزايا، لكنه في الأخير وعندما انهزم أمام عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، تخلى عن صداقته وتنكر لما قدمه له بن فليس وراح يركض وراء بوتفليقة في حملته الانتخابية، لكن الرئيس، وأرشيف التلفزيون الوطني شاهد ويمكنكم العودة إليه لمن نسي خطابات الرئيس التي ما إن يعرّج على الفن في الجزائر إلا وذكر ''اسم خالد'' دون ذكر ''مامي'' برغم مرافقته له وليس بن فليس·
وحده الذي استفاد من وضعيته السياسية والمالية، عبد المومن رفيق خليفة، انقلب عليه أيضا بعدما وفّر له المزايا وقدم له قروضا وفيلا بالعاصمة، وموله بالطائرات في تجواله وجولاته، كل ما قدمه خليفة من أموال الشعب لمامي، تناساه ''البرنس'' القابع خلف أسوار بنايته التي شيدها من استغلاله للنفوذ والوساطات، هل سأل يوما عن عبد المومن عندما واجه العدالة والقانون، هل شكره يوما، وهو يواجه مصيرا مجهولا، هكذا صنع بنفسه وأساء للسياسة والسياسيين في الجزائر· ويسألني اليوم عن رصيدي، وماذا فعلت بأموالي التي جنيتها بعرقي وجهدي، ما أزعجني هو أنه يريد تشويه صورتي أمام أهل وهران، يقول اسألوا الوهرانيين، يحاول تشكيك عشاق فني وأحبابي في ما أصنعه بأموالي، تصرفات غير مسؤولة، وأقوال يشوبها البغض والحقد·
بالفعل، هذا ما أكده مامي، ما الذي يمكن أن تذكره لنا في هذا الشأن؟
تعرفين أن الإنسان الذي يقدم مساعدة للمحتاجين لا يجب أبدا أن يمني بها على الناس، لكن هذا الشخص (مامي) يضطرني أن أقول ما أخفيته طويلا، لطالما كنت في خدمة من يقصدني· العديد من الحفلات التي أحييتها راحت عوائدها لفائدة المساكين والمرضى والأطفال المسعفين، أول حفل لي بعد العشرية السوداء، وبالضبط في 2000 أحييت حفلا كبيرا بقاعة الشهيد حرشة حسان، بالعاصمة، وعادت تذاكر الحفل لصالح مرضى السكري بالشرافة، حيث أهديت لهم تلفزيونات وأفران تدفئة، وغيرها من المستلزمات التي كانوا في حاجة إليها· لا أنتظر مقابل ذلك لا شكرا ولا فضلا، وأنا سعيد جدا بالحفلات المجانية التي أحييتها، لأن فيها الكثير من الإنسانية، الجمهور يأتي ليستمتع ويرقص ويغني، وأنا معهم أغني لهم والمحتاجون للإعانة يفرحون، أحسن من هذا لا يوجد ولا يمكن أن تعوّضه أموال الدنيا ولا مال قارون· هذا من جهة، ومن جهة أخرى الجميع يعرف أن خالد محب للحياة ويعرف قيمتها، ولذلك تجدني أتمتّع بكل فلس أتقاضاه رفقة عائلتي الصغيرة والكبيرة· لست أنا من يبني القصور ويختفي فيها من القانون، أنا راضٍ بما حققته والسعادة عندي ليست الفيلاّت الفخمة التي تحتضن الاستغلال ووساطة السياسيين، وحب الناس، أنا متواضع ولا أتعالى على أحد·
مامي أكد أنك أسأت إليه خلال مأدبة عشاء مع الرئيس وعلي بن فليس، عندما قلت له مبروك الجنسية الفرنسية، كيف حصل ذلك؟
هذا ليس صحيحا، فعلا دُعِينا إلى فطور في شهر رمضان بالرئاسة من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكان علي بن فليس حاضراً بالطبع، مامي كان بعيدا عنا قليلا، وقلت لبن فليس: أنا لا أحب مامي واشتكيت لما فعله في قضية باب الوادي كما ذكرت له·· وقال لي بن فليس بالحرف الواحد ''ما تدّابزوش أنتوما خاوا'' قالها لي وأنا لم أكن أدرك أنهم أصدقاء، ولم أذكر أبدا الجنسية وما شأني أنا بالجنسية·
صحيح أنك طلبت الجنسية المزدوجة، ورفضت السلطات الفرنسية ذلك؟
هذا بُهتان، ولا صحّة فيما يقال، أنا مولود سنة 1960 ومن حقي حسب اتفاقية إيفيان الحصول على الجنسية الفرنسية، قدمت طلبا للحصول على الجنسية وعندما أرسلت إليّ السلطات الفرنسية الموافقة، مزقتها زوجتي وقالت لي عند عودتي للمنزل، ماذا ستفعل بها، أنت جزائري وفخور بجنسيتك، فرنسا سوف تأخذ منك ضرائب أكبر مما هي عليك الآن، لو كنت أبغي حقا الجنسية لحصلت عليها منذ عشرات السنين·
ما قصة الضرائب والفضائح التي قال أمير الراي بسببها غادرت التراب الفرنسي؟
أنا لم أغادر فرنسا بسبب عدم دفعي للضرائب أو بسبب فضائح مالية وجنسية، السلطات هناك تدخلك السجن من أجل 1000 أورو، فكيف تدع فنانا عليه ضرائب، والوزراء والسياسيين وراء أسوار السجون بسببها، فرنسا لا تتساهل في هذه الأمور، أنا أدخل فرنسا وقت ما أشاء، ومتحرر من جميع القضايا المالية العالقة، وأسافر وأعيش في لوكسمبورغ، أدفع 30% من الضرائب، أما في فرنسا أدفع 75%، فكان عليّ أن أختار بلدا أدفع فيه أقل، وفرنسا وأي بلد أوروبي آخر أمكث فيه وأقيم فيه بكل احترام دون خوف من أي كان أو أي شيء، وفي أي مكان أدفع فيه أقل أسافر إليه· أما الفضيحة الأخلاقية، فهو مدبرها أكيد، فهي امرأة بالغة وكانت تعمل ملحق إعلامي لصالح مامي، ولم أغصبها على شيء ولم أعتد عليها، ولم أحاول قتل جنين في أحشائها، كما فعل آخرون، ولعلمك أنا لم أستسلم لها والدعوى القضائية جارية أمام العدالة، ولن أستوقف الاستئناف إلى أن تظهر براءتي· وفي هذا الجانب، تعرفين من الجبان أنا أم هو، أنا لم أختف في قصري، بل واجهت الناس، حتى أن الجرائد والمجلات الفرنسية التي اتهمتني دفعت لي حقوقي، عندما رفعت قضية ضدها، ولدي وثائق تثبت ذلك، كما سبق وأن حدثتك في حوار سابق، كما أنني لست بحاجة إلى حماية السياسيين للدفاع عن نفسي·
ما ذا تقصد؟
مامي ورّط العربي بلخير وبوتفليقة وبن فليس والسياسيين الجزائريين، عيب أن تقول الصحافة الفرنسية إن الأمير الذي اعتدى على امرأة له علاقة صداقة وثيقة مع الرئيس، حتى أنه الوحيد الذي زاره بالمستشفى، عيب أن يتحدث عن علاقاته مع سياسيين سامين في الدولة· العربي بلخير إنسان محترم، وسفيرنا بالمملكة المغربية، يأتي مامي، وهو في مأزق أخلاقي وإنساني وهارب من العدالة يسيء إليه، فليحمي نفسه بمواجهته أخطائه وليس بالحديث عن الحماية التي أنتجها استغلاله للأسماء· ليس لي فضائح مالية ولا أخلاقية في شبابي، تعاركت مع الرجال من جنسي، قدت سيارتي في حالة سكر وأتحمّل أخطائي، ومن منا لم يخطأ، لكنني أبدا لم أغتصب أحدا ولم أستغل أحدا ولم أستفد من أحد، ولم أحاول قتل نفس حرّم الله قتلها، ليدع مامي السياسيين وشأنهم، من المؤسف أن يصل به الأمر إلى هذا الحد من اللاحياء، لقد ورط الجميع، لكن أنا متأكد أن بلخير لن يرد عليه، لأنه إنسان مسالم، ولا يحب المشاكل والوشوشة، عليه فقط أن يشكر عبد المومن خليفة وعلي بن فليس لما قدماه له من أموال ومساعدات مادية·
مامي قال إن المرأة التي نصبت له الكمين وميشال ليفي مناجيره يهوديان وعليه أن يقاوم من أجل أن يأخذ ثأره وحقه منهما؟
هذا هراء، مامي تخلت عنه زوجته الأولى، وأخذت ابنتها معها وتركته واستقرت بهولندا، لا يمكن أن يؤذيها ولا حتى ابنته، إنها بلاد العدالة والأمن وحماية المرأة· ألم يكن يعرف عندما عاشر المرأة بأنها يهودية، وظل لسنوات يعمل مع ميشال ليفي اليهودي، إنه يفتري على الناس ويجلبهم إليه عن طريق شتم وسب اليهود، إنه مخطئ ويورط نفسه أكثـر، لم يكن بيننا وبين اليهود يوما أي عائق أو كره، نحن الجزائريين لا نحب الصهاينة واغتصاب إسرائيل لفلسطين لطالما عاش اليهود في الجزائر بكل احترام·
ماذا يمكن أن تقوله في الأخير؟
لم أكن أنوي الحديث أبدا عنه، لكنه أجبرني على ذلك، وليعلم مامي أنني بجوابي هذا لا أشهّر له ولا أشتمه بل أكتفي بقول ما اضطرني هو لقوله، فليواجه قضاياه ونحن معه، يمكنني أن أحيي حفلا لصالحه ولمساندته في محنته إذا اعترف بأخطائه وواجه خطاياه·
في رده على تصريحات مامي الأخيرة، الكينغ خالد لـ'' الجزائر نيوز''
في رده على تصريحات مامي الأخيرة، الكينغ خالد لـ'' الجزائر نيوز''
مامي ورّط بوتفليقة، العربي بلخير وبن فليس بسوء سمعته
--مامي قام بتعطيل مشروع فني خيري كان موجها لضحايا فيضانات باب الوادي
--مامي استفاد من امتيازات مومن خليفة
--بن فليس منح لمامي عشرات الهكتارات
--أقول بصوت عالي·· أنا لا أحب مامي
حوار: سلوى حفظ الله
بدا ملك أغنية الراي، خالد حاج ابراهيم، مستاء ومضجراً من تصريحات مامي الأخيرة التي كانت مثيرة، واستهدف فيها ''الكينغ''، لكن هذا الأخير تعفف عن الرد على ''الأمير''، موضحا أنه يتحدث دون تفكير ولا وعي ويخلط الأوراق· لكن وبإصرار من ''الجزائر نيوز'' على إظهار ما يخفيه، أفشى خالد ''كل ما بداخله وما يخفيه، فكشف حقائق لها علاقة بالمال والسياسة والنفوذ، وعلاقات شخصية وأخرى أجابنا عنها ملك الراي في هذا الحوار·
كيف تمضي العطلة مع العائلة الصغيرة، أكيد أن الأجواء رائعة صيفا في المغرب؟
أمضيت أربعة أيام مع بناتي في طنجة، وقبلها قمت بتنشيط حفل لصالح الأطفال المسعفين بالدار البيضاء· في الحقيقة، هذه الزيارة للمملكة ليست عطلة كاملة، حيث انتقلت الجمعة إلى مدينة ''سعيدية'' لإحياء حفل هناك في إطار مهرجان سعيدية السنوي، وقد حضره صحراوي والزهوانية ومحمد لمين، ولا أخفي عليك كم كنت محتاجا لهذه الأيام ولو كانت قصيرة، لأقضي وقتا مع عائلتي، تعرفين أن الفنان كثير الجولات والتنقل وليس بإماكنه البقاء مطولا مع عائلته إلا نادرا·
ألن نراك مجددا في الجزائر هذه الصائفة؟
بالطبع سآتي، لا يمكنني أن أفوت فرصة إلا وأكون في بلدي، لدي حفل سأحييه بفندق الشيراطون في الثالث والعشرين من هذا الشهر، وهو مناسبة لي للالتقاء مع جمهوري الكبير·
أكيد أن أصدقاءك ومعارفك حدثوك بما خرج به الشاب ''مامي'' من تصريحات عنك، جاء فيها الكثير من المثير والمشين، ما هو تعليقك أولا، لنعرج بعدها إلى تفاصيل ما جاء على لسان أمير الراي؟
مامي وضع نفسه في مأزق آخر، لقد جعل الجزائريين جمعيهم يمقتونه بسبب تجريحاته لي، علنا وبصوت مرتفع، لكني أبدا لم أسد له النصيحة أو أسأت إليه، كان من الأحسن له أن يحل مشاكله العالقة مع القضاء ليأتي بعدها ويتحدث عني، كلام مامي كان جد مليء بالغل والضغينة، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الغيرة والكره، ورغبة في تكسيري، وهو ما لا يمكنه تحقيقه، الجميع في الجزائر يعرف من هو خالد ومن هو مامي·
مامي ذكر بأنه ليس بحاجة إلى نصائحك، وأنك آخر شخص يمكنه أن يسدي النصيحة، فما هو تعليقك؟
أنا لم أقدّم له نصيحة، سألني بعض الصحافيين، فكان من واجبي أن أجيب كفنان جزائري، ثم إنني قلت على مامي أن ''يحمر وجه الجزائر'' بمعنى أن يتحمّل نتائج أفعاله ويواجه العدالة، وألا يختفي ويتهرب من مسؤولياته، لم أشتمه ولم أقذفه مثلما فعل هو في تصريحاته الأخيرة، أنا أغني الراي، و''ماندمش'' الرأي، لكن مامي يغني الراي، ولا يدبّر ولا رأي له ''على راسو''، لم يواجه نفسه وهرب، فلماذا يسيء إليّ بدل مواجهة العدالة الفرنسية التي تلاحقه، وفي ذلك إساءة لسمعة الفنان الجزائري·
في حديثه عنك قال ''ابن سعيدة'' إن خالد تخلى عن أصله ووطنيته ولبس ''المنفوشة'' ورافقه ''الكانيش'' في تجواله، وهو ما اعتبره إساءة للجزائر الجريحة في التسعينيات، ما ردك على ذلك؟
تعرفين الجميع نصحني بعدم الرد عليه، لأنه في ضيق ويتحدث بدون تفكير، لكنك أجبرتني على التصريح، فليلتفت ''مامي'' إلى حالته المثيرة للشفقة· أما عن ''المنفوشة'' فهي فخر لي لأنها كانت تحمل علامة ''يد فاطمة''، فقد وضعت الحلقة في أذني ونزعتها منذ 10 سنوات، وكان ذلك متعمدا للأوربيين والعالم بأسره ليعلم الكل بأنني مسلم وفخور بانتمائي العربي، وبأنني لست إرهابيا، وعلامة ''يد فاطمة'' دليل على ذلك، وليعلم ''مامي'' بأن الرجل الجزائري في الماضي كان يضع حلقا مصنوعا من النحاس لإبعاد مرض الروماتيزم، وهي ظاهرة مرتبطة بخلفية اجتماعية وليس بدعة مني، ثم إن معايرتي بـ ''الكانيش''، فأنا أحب الحيوانات وفي فترة عزوبتي ربيت كلابا وعصافير،وأنواع أخرى، وما عساني أن أقول لإنسان لا يحب هذه المخلوقات، غير أنه معقد وله هاجس واحد يريد تكسيره·
مامي ذكر ذلك بخلفية أنك رفضت دعوة الجزائر وهي في أمسّ الحاجة إليك، وهان عليك إخوانك وأنت في عز نجوميتك؟
أن يتحدث عن مظهري الخارجي كدليل على عدم وطنيتي، فهو أمر مضحك ومثير للاشمئزاز معاً، نسي مامي أن للجزائريين ذاكرة قوية، ويتذكر كل واحد ما كنت أصرح به للقنوات الفضائية التي تستضيفني، كنت أقول دائما إنه على المتسببين في قتل الأبرياء أن يتوقفوا، لم أخجل يوما من جزائريتي ولا من ديني، أكدت أن ما يحدث لا علاقة له بالإسلام ولا بحب الوطن، وبأنه عيب وحرام أن نتقاتل فيما بيننا، هو نفسه كان يقول لي لا تتحدث بجرأة سوف يستهدفنا الإسلاميون، كان خائفا على نفسه عندما كنت أنا لا أهاب التصريح عما أفكر فيه وأقوله علنا، الأرشيف موجود، وليستعلم من خانته الذاكرة· دافعت عن الجزائر بكل جرأة، كما دافعت عن المرأة الجزائرية، وقلت بأنها أشد من الرجل، وشبيهة به، وأعني بذلك أنها قوية ولها إرادة صلبة، حتى أن أحد المتطرفين في ''بارباس'' اعترض طريقي وأراد الاعتداء عليّ لولا أن الله سترني، لم أحضر إلى بلدي آنذاك لأنني كنت خائفا على نفسي، ولا أخجل من ذلك، قتلوا السياسيين الكبار، واعترضوا الحواجز، وقتلوا المثقفين والفنانين، فضّلت الغناء عن الحب والسلام والحياة والمرأة والوطن، لا يهمني ما يقوله، الجزائر في قلبي ووجداني، وحب الحياة هو ما يجعلني أنجح ثم إنني لا أملك ثكنة ولا أسلحة لكي أدافع عن نفسي في ظل الدم الذي كان يجري كالوديان·
صراحة خالد، لماذا وصلت علاقة الأمير بالملك إلى هذا الانسداد؟
الحقيقة، إنه لم يكن بيني وبينه خلاف، لكن الجميع يعرف أنه يغار من نجاحي ونجوميتي التي فاقته بفضل صبري وجهدي وتواضعي الصادق، الذي لا يمتلكه هو، لكن الشيء الذي جعلني أمقته وأتذمر منه، هو أنه تخلى عن الجزائر وهي تمد يدها·
ماذا تقصد بتخليه عن الجزائر، كلامك ليس بالهين أبداً، هل لديك دليل على صحة ما تقوله؟
تتذكرين فيضانات باب الوادي بالعاصمة في 2001 التي خلفت ضحايا بالمئات، وهدمت عدة بنايات، لازالت صور الضحايا التي راحت جراء الكارثة الطبيعية عالقة بذاكرة كل واحد منا، حينها اتصل بي ''ميشال ليفي'' لأقدم أغنية في شكل سينفل لتسويقه، وتعود فوائده لصالح ضحايا الأزمة، وتعبيرا مني عن شكري وامتناني خاصة وأنني كنت على خلاف مع شركة الإنتاج الفني التي أنا متعاقد معها لحد الساعة والحمد للّه، اقترحت على ''ليفي'' أن يشاركني في ''السيدي'' فنانون من شركته ''Virgine'' ومن الأنسب أن يكونوا جزائريين، ووافق ليفي فاخترت أن يكون ''مامي'' و''آسيا'' من يشاركاني في هذا العمل الخيري الذي لا علاقة له بالربح والخسارة للفنان، وما هو إلا وسيلة لمساعدة أناس كانوا في ظروف صعبة، ويمكنك أن تسألي ''آسيا'' عن ما حدث بعدها، لقد وصل الأمر بـ ''مامي'' من شدة حقده وغيرته أن رفض المشاركة في العمل الفني، ليس هذا فقط، بل قام بتعطيله، هل برأيك أن ما قام به له علاقة بالوطنية والإنسانية، ثم إسأليه إن هو قدّم شيئا في حياته بالمجان، أو كان له دور في عمل خيري، ومنذ ذلك اليوم -حقاً- وأنا لا أشعر بنحوه إلا بالشفقة، هل هو إنسان طبيعي، هل تصل به درجة كره شخص أن يرفض المساعدة وإعانة الناس وهو قادر على ذلك، أن يرفض مشروعا ويوقفه فقط لأنه يخاف على وضعيته، أقول له لا تخف فالجميع يعرفني ويعرفك بقدر ما يعرفون الصافي من المغشوش طال أو قصر الوقت· ما اشمأزني في كلامه أنه يقدم لي درسا في الوطنية، وهو ''يغلي الشربة'' كما نقول بالعامية
وضح، هل هناك أمر غير ما ذكرته؟
الجنسية والوطنية شيء مغروس في الذات، ولا علاقة للإثنين باعتبارات اجتماعية وثقافية، ما أقصده بـ ''تغلي الشربة'' أن مامي دخل في شراكة مع ''حجاجو كمال'' وهو ابن أحد أثرياء الجزائر من أجل اقتناء تجهيزات الحفلات من آلات ''الضوء'' و''الصوت''، ولقد تحصلا على قرض بنكي، لأن الدولة آنذاك كانت تقدم قروضا للشباب الذي لهم مشاريع ويريدون تحقيقها بالجزائر، وفي سنة 2005 وبمناسبة الذكرى المئوية الحادية عشر لتأسيس مدينة وهران الباهية، طلب مامي من منظمي حفل الباهية 500 مليون سنتيم مقابل التجهيزات التي يمتلكها لكرائها لهم، عندما سمعت الخبر رفضت المشاركة في حفل أساسه الربح الغير مبني على أصول وقواعد سليمة، ومن ذلك الوقت طلبت من المسؤولين عن تنظيم الحفلات والمهرجان ألا يدعوني للحفلات التي يحضرها مامي، كيف لمامي أن يقدم لي معنى الوطنية وحب الآخرين، وهو إنسان مادي، يطلب مبلغا خياليا في عيد ''وهران'' التي فتحت له ذراعيها وأبنائها، اسألوه من أين أتى بالمال الذي يفتخر بجمعه لأحفاده الذين حاول قتل أبائهم·
ماذا تقصد ، أكيد أن الأمر أبعد من هذا، مامي فنان، وصاحب خبرة ومعروف أن ثراءه من الحفلات والألبومات؟
الكل في الوسط الفني يعرف أن مامي كان صديق علي بن فليس رئيس الحكومة الأسبق، والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، هذا الأخير منحه الكثير من الأراضي الشاسعة المقدرة بعشرات الهكتارات، كما قدم له العديد من الامتيازات والمزايا، لكنه في الأخير وعندما انهزم أمام عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، تخلى عن صداقته وتنكر لما قدمه له بن فليس وراح يركض وراء بوتفليقة في حملته الانتخابية، لكن الرئيس، وأرشيف التلفزيون الوطني شاهد ويمكنكم العودة إليه لمن نسي خطابات الرئيس التي ما إن يعرّج على الفن في الجزائر إلا وذكر ''اسم خالد'' دون ذكر ''مامي'' برغم مرافقته له وليس بن فليس·
وحده الذي استفاد من وضعيته السياسية والمالية، عبد المومن رفيق خليفة، انقلب عليه أيضا بعدما وفّر له المزايا وقدم له قروضا وفيلا بالعاصمة، وموله بالطائرات في تجواله وجولاته، كل ما قدمه خليفة من أموال الشعب لمامي، تناساه ''البرنس'' القابع خلف أسوار بنايته التي شيدها من استغلاله للنفوذ والوساطات، هل سأل يوما عن عبد المومن عندما واجه العدالة والقانون، هل شكره يوما، وهو يواجه مصيرا مجهولا، هكذا صنع بنفسه وأساء للسياسة والسياسيين في الجزائر· ويسألني اليوم عن رصيدي، وماذا فعلت بأموالي التي جنيتها بعرقي وجهدي، ما أزعجني هو أنه يريد تشويه صورتي أمام أهل وهران، يقول اسألوا الوهرانيين، يحاول تشكيك عشاق فني وأحبابي في ما أصنعه بأموالي، تصرفات غير مسؤولة، وأقوال يشوبها البغض والحقد·
بالفعل، هذا ما أكده مامي، ما الذي يمكن أن تذكره لنا في هذا الشأن؟
تعرفين أن الإنسان الذي يقدم مساعدة للمحتاجين لا يجب أبدا أن يمني بها على الناس، لكن هذا الشخص (مامي) يضطرني أن أقول ما أخفيته طويلا، لطالما كنت في خدمة من يقصدني· العديد من الحفلات التي أحييتها راحت عوائدها لفائدة المساكين والمرضى والأطفال المسعفين، أول حفل لي بعد العشرية السوداء، وبالضبط في 2000 أحييت حفلا كبيرا بقاعة الشهيد حرشة حسان، بالعاصمة، وعادت تذاكر الحفل لصالح مرضى السكري بالشرافة، حيث أهديت لهم تلفزيونات وأفران تدفئة، وغيرها من المستلزمات التي كانوا في حاجة إليها· لا أنتظر مقابل ذلك لا شكرا ولا فضلا، وأنا سعيد جدا بالحفلات المجانية التي أحييتها، لأن فيها الكثير من الإنسانية، الجمهور يأتي ليستمتع ويرقص ويغني، وأنا معهم أغني لهم والمحتاجون للإعانة يفرحون، أحسن من هذا لا يوجد ولا يمكن أن تعوّضه أموال الدنيا ولا مال قارون· هذا من جهة، ومن جهة أخرى الجميع يعرف أن خالد محب للحياة ويعرف قيمتها، ولذلك تجدني أتمتّع بكل فلس أتقاضاه رفقة عائلتي الصغيرة والكبيرة· لست أنا من يبني القصور ويختفي فيها من القانون، أنا راضٍ بما حققته والسعادة عندي ليست الفيلاّت الفخمة التي تحتضن الاستغلال ووساطة السياسيين، وحب الناس، أنا متواضع ولا أتعالى على أحد·
مامي أكد أنك أسأت إليه خلال مأدبة عشاء مع الرئيس وعلي بن فليس، عندما قلت له مبروك الجنسية الفرنسية، كيف حصل ذلك؟
هذا ليس صحيحا، فعلا دُعِينا إلى فطور في شهر رمضان بالرئاسة من طرف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وكان علي بن فليس حاضراً بالطبع، مامي كان بعيدا عنا قليلا، وقلت لبن فليس: أنا لا أحب مامي واشتكيت لما فعله في قضية باب الوادي كما ذكرت له·· وقال لي بن فليس بالحرف الواحد ''ما تدّابزوش أنتوما خاوا'' قالها لي وأنا لم أكن أدرك أنهم أصدقاء، ولم أذكر أبدا الجنسية وما شأني أنا بالجنسية·
صحيح أنك طلبت الجنسية المزدوجة، ورفضت السلطات الفرنسية ذلك؟
هذا بُهتان، ولا صحّة فيما يقال، أنا مولود سنة 1960 ومن حقي حسب اتفاقية إيفيان الحصول على الجنسية الفرنسية، قدمت طلبا للحصول على الجنسية وعندما أرسلت إليّ السلطات الفرنسية الموافقة، مزقتها زوجتي وقالت لي عند عودتي للمنزل، ماذا ستفعل بها، أنت جزائري وفخور بجنسيتك، فرنسا سوف تأخذ منك ضرائب أكبر مما هي عليك الآن، لو كنت أبغي حقا الجنسية لحصلت عليها منذ عشرات السنين·
ما قصة الضرائب والفضائح التي قال أمير الراي بسببها غادرت التراب الفرنسي؟
أنا لم أغادر فرنسا بسبب عدم دفعي للضرائب أو بسبب فضائح مالية وجنسية، السلطات هناك تدخلك السجن من أجل 1000 أورو، فكيف تدع فنانا عليه ضرائب، والوزراء والسياسيين وراء أسوار السجون بسببها، فرنسا لا تتساهل في هذه الأمور، أنا أدخل فرنسا وقت ما أشاء، ومتحرر من جميع القضايا المالية العالقة، وأسافر وأعيش في لوكسمبورغ، أدفع 30% من الضرائب، أما في فرنسا أدفع 75%، فكان عليّ أن أختار بلدا أدفع فيه أقل، وفرنسا وأي بلد أوروبي آخر أمكث فيه وأقيم فيه بكل احترام دون خوف من أي كان أو أي شيء، وفي أي مكان أدفع فيه أقل أسافر إليه· أما الفضيحة الأخلاقية، فهو مدبرها أكيد، فهي امرأة بالغة وكانت تعمل ملحق إعلامي لصالح مامي، ولم أغصبها على شيء ولم أعتد عليها، ولم أحاول قتل جنين في أحشائها، كما فعل آخرون، ولعلمك أنا لم أستسلم لها والدعوى القضائية جارية أمام العدالة، ولن أستوقف الاستئناف إلى أن تظهر براءتي· وفي هذا الجانب، تعرفين من الجبان أنا أم هو، أنا لم أختف في قصري، بل واجهت الناس، حتى أن الجرائد والمجلات الفرنسية التي اتهمتني دفعت لي حقوقي، عندما رفعت قضية ضدها، ولدي وثائق تثبت ذلك، كما سبق وأن حدثتك في حوار سابق، كما أنني لست بحاجة إلى حماية السياسيين للدفاع عن نفسي·
ما ذا تقصد؟
مامي ورّط العربي بلخير وبوتفليقة وبن فليس والسياسيين الجزائريين، عيب أن تقول الصحافة الفرنسية إن الأمير الذي اعتدى على امرأة له علاقة صداقة وثيقة مع الرئيس، حتى أنه الوحيد الذي زاره بالمستشفى، عيب أن يتحدث عن علاقاته مع سياسيين سامين في الدولة· العربي بلخير إنسان محترم، وسفيرنا بالمملكة المغربية، يأتي مامي، وهو في مأزق أخلاقي وإنساني وهارب من العدالة يسيء إليه، فليحمي نفسه بمواجهته أخطائه وليس بالحديث عن الحماية التي أنتجها استغلاله للأسماء· ليس لي فضائح مالية ولا أخلاقية في شبابي، تعاركت مع الرجال من جنسي، قدت سيارتي في حالة سكر وأتحمّل أخطائي، ومن منا لم يخطأ، لكنني أبدا لم أغتصب أحدا ولم أستغل أحدا ولم أستفد من أحد، ولم أحاول قتل نفس حرّم الله قتلها، ليدع مامي السياسيين وشأنهم، من المؤسف أن يصل به الأمر إلى هذا الحد من اللاحياء، لقد ورط الجميع، لكن أنا متأكد أن بلخير لن يرد عليه، لأنه إنسان مسالم، ولا يحب المشاكل والوشوشة، عليه فقط أن يشكر عبد المومن خليفة وعلي بن فليس لما قدماه له من أموال ومساعدات مادية·
مامي قال إن المرأة التي نصبت له الكمين وميشال ليفي مناجيره يهوديان وعليه أن يقاوم من أجل أن يأخذ ثأره وحقه منهما؟
هذا هراء، مامي تخلت عنه زوجته الأولى، وأخذت ابنتها معها وتركته واستقرت بهولندا، لا يمكن أن يؤذيها ولا حتى ابنته، إنها بلاد العدالة والأمن وحماية المرأة· ألم يكن يعرف عندما عاشر المرأة بأنها يهودية، وظل لسنوات يعمل مع ميشال ليفي اليهودي، إنه يفتري على الناس ويجلبهم إليه عن طريق شتم وسب اليهود، إنه مخطئ ويورط نفسه أكثـر، لم يكن بيننا وبين اليهود يوما أي عائق أو كره، نحن الجزائريين لا نحب الصهاينة واغتصاب إسرائيل لفلسطين لطالما عاش اليهود في الجزائر بكل احترام·
ماذا يمكن أن تقوله في الأخير؟
لم أكن أنوي الحديث أبدا عنه، لكنه أجبرني على ذلك، وليعلم مامي أنني بجوابي هذا لا أشهّر له ولا أشتمه بل أكتفي بقول ما اضطرني هو لقوله، فليواجه قضاياه ونحن معه، يمكنني أن أحيي حفلا لصالحه ولمساندته في محنته إذا اعترف بأخطائه وواجه خطاياه·
السبت، أغسطس 11
هجرس.... غجر الجزائر المجهولون
هجرس.... غجر الجزائر المجهولون
Les Beni Hadjress...les tsiganes d'Algérie.
الجزائر - فتيحة بوروينة
جمال الدين بوزيان، شاب جزائري متخرج من الجامعة بشهادة ليسانس في علم اجتماع الاتصال، انخراطه في مجال العمل الخيري جعله قريباً من غيره إلى واقع الناس ومآسيهم وتفاصيل حياتهم اليومية، جمال الدين من الذين كتبوا في الجزائر عن أطفال الغجر في أحد المواقع التابعة لهيئة اليونيسيف.
يحكي جمال الدين، ابن قسنطينة، عاصمة الشرق الجزائري، بكثير من الآسى والحسرة، عن أطفال الغجر عندما يتوفون بالمستشفيات خلال عمله التطوعي مع جمعية الأطفال المرضى بالمستشفى، وكيف أنهم يجدون صعوبة كبيرة في إخراجهم من المستشفى ونقلهم إلى مناطقهم البعيدة حيث يسكنون ليتم دفنهم، لأنهم وبكل بساطة لا يملكون وثائق، مثل شهادات الميلاد وبطاقات التعريف والهوية والدفاتر العائلية الصحية، حيث لا شيء من هذا القبيل لديهم.
ويروي جمال الدين كيف واجه يوما مشكلة عقب موت طفل مريض بالسرطان ينتمي لمجموعات الرحل، حضر عمّ الطفل عند السماع بوفاته، لكنه لم يستطع عمل شيء لأنه يجهل كل شيء، ولأنه لا يملك هو الآخر أي وثائق، تماما مثل الطفل المتوفى. ولأن عملية إخراج الطفل المتوفى من المستشفى تتطلب المرور على مصالح إدارة البلدية ومكاتب الأمن، فإن جمال الدين رفقة مصالح إدارة المستشفى لم تستطع فعلا وبصعوبة استخراج الوثائق وإخراج الطفل المتوفى لنقله إلى منطقته للدفن.
شهادة جمال الدين تميط اللثام في الحقيقة عن فئة من الناس لا يعرفها الجزائريون كثيرا، اللهم عدد قليل جدا من أهل الاختصاص من المؤرخين وطلبة معاهد البحوث التاريخية والانثروبولوجية والإثنية والمتخصصون في علم الأنساب من أمثال الدكتور مصطفى هيشور الذي يتولى حاليا وزارة للبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، صاحب الدراسات الكثيرة والهامة في تاريخ الأنساب والمجتمعات العربية وغيرها، وعدا هؤلاء فلا يعرف الجزائريون أصل وفصل هذه الشريحة من الناس لكنهم بالمقابل ينعتونها بأوصاف وتسميات توارثوها عن الأمهات والجدات، أوصاف بعضها قبيح والبعض الآخر حقير، لا يفقهون معناها في غالب الأحيان، بل تتغير التسميات التي تطلق على هذه الفئة تبعا للجهة التي تنتشر فيها في الجهات الأربع من الجزائر بما في ذلك عمق الصحراء الجزائرية.
البعض من الجزائريين يطلقون عليهم إسم "بني عداس" و"بني هجرس" والبعض الآخر ينعتونهم ب "الجيطانو" أو "الجواطنة" . قد تختلف التسميات من منطقة إلى أخرى، لكن هؤلاء القوم يشترك جميعهم في أسلوب عيش واحد وموحد، هو الترحال المستمر، ويشتركون أيضا في ميزة واحدة وهي أنهم إذا حلوا بأرض لا يزالون فيها حتى يتركوها قاحلة ناحلة، فهؤلاء لا تستهويهم سوى الحقول حديثة الحصاد والمناطق السهبية والرعوية حيث الماء والكلأ.، وهم رغم وفرة المال عندهم لتربيتهم الماشية من غنم وضأن ومعز وجمال، تجدهم يفضلون الخيام والعربات المتنقلة التي تجرها البغال يستخدمها هؤلاء عادة كمراقد مؤقتة تستجيب لتفاصيل حياة التسكع تحت نجوم السماء بعيدا عن جدران الإسمنت المسلح .
و لعل الضبابية والجهل اللذين ظلا يلفان عالم فئة غجر الجزائر أو "بني عداس"، هي التي تقف وراء جملة الأساطير والخرافات التي حِيكَت وما تزال حول هذه الفئة من الناس، ولا غرو إن وجدنا البعض يتحدث عن أن هؤلاء قدموا من القارة المفقودة أطلانطيس، أو أنهم عصبة من المتشردين واللصوص والشحّاذين والسحرة جاؤوا من الهند، أو أنهم جاءوا من افغانستان في الالف الاول الميلادي. وينسج كبار السن حول طبائع وعادات وطقوس "بني عداس" أو "بني هجرس" والهجرس في اللغة العربية معناها (الذئب) عشرات القصص المثيرة والمخيفة . وتكاد تتفق مجموع تلك الحكايا حول خاصية واحدة وهي أن "بني عداس" إذا غزوا مدينة ما، جعلوا عاليها سافلها، وأعزة أهلها أذلة، واستوطنوا أكواخ القصدير وامتهنوا الفاحشة. وتسترسل حكايا الجدات قائلة أن هؤلاء القوم لا يتناهون عن منكر فعلوه ابدأ، وأنهم لا يأخذوا من المدنية غير فضلتها من تعاطي التبغ والخمر، فهي أحب الشراب إليهم يشربونها ليلا نهارا، ولا ينافسهم فيها احد، وغلمانهم لا يدخلون مدرسة ولا يتعلمون حرفا، وإنما مدرستهم هي الرعي والسعي في أسواق الماشية، فضلا عن تعاطيهم السحر، فتمرسهم على السحر بلغ أشده.
و لقد ظل وما يزال تعبير "بني عداس" محملا إلى يومنا هذا بشتى المدلولات اللا أخلاقيّة التي تنوب مناب الشتيمة للشخص المراد إهانته، شتيمة عادة ما تُطلق لوصف أصحاب الأخلاق المنحطّة والفئات الرذيلة في المجتمع، ولا غرو أن تسمع أمّا تنعت واحدا من أولادها رفض الانصياع لأوامرها أو توجيهاتها، أو أظهر سلوكا مشينا، بأن تقول له "روح يا بني عداس" أو "روح يا لعدايسي". ومثلها تفعل أمهات أخريات مع بناتها عندما تزّل إحداهن أو تخطئ، فتروح قائلة لها "أيتها العدايسية" ، والاستعمالات جميعها تحيل إلى قلة التربية والحياء.
و لقد لعبت سنوات التسعينيات، دورا كبيرا في ردع ممارسات "العدايسيات" المعروفات ب "الوشم" الذي يبرز بمختلف أشكاله وإيحاءاته الجنسية فوق وجوههن وأعلى جباههن وفي سيقانهن وزنودهن، حيث تجنبت تلك الفئة تهديدات الجماعات الإسلامية واضطرت إلى النأي بنفسها وذويها في المناطق النائية التي تعرف شعابها بامتياز بعيدا عن الحظائر الكبرى والمدن المفتوحة
جريدة الرياض
publié par SidiAbdelaziz dans: Archives
Ajouter un commentaire Commentaire(0) Recommander
Dimanche 25 Février 2007
عودة النازحين إلى قراهم
جيجل/ بلديات تعمل على عودة النازحين إلى قراهمزيامة منصورية لم تنظر في الأمر بعد
أحصت بلدية سيدي عبد العزيز بولاية جيجل 320 عائلة عبرت عن رغبتها في العودة إلى قرية ’’ لعزيب’’ التي كانت قد شهدت هجرة جماعية للسكان في منتصف التسعينات، وحسب مصادر من البلدية فإن بعض العائلات قد التحقت فعلا بالقرية، فيما تبقى عشرات العائلات تمارس الأعمال الفلاحية بالمنطقة قبل الاستقرار في الأسابيع القادمة، من جهتها بلدية العوانة 20 كم غرب عاصمة الولاية أحصت أكثـر من 300 عائلة تود العودة إلى أراضيها التي غادرتها قبل ما يفوق 10 سنوات أغلبها من منطقة العوانة القديمة المحاذية لغابات قروش التي كانت تعد أحد معاقل الجماعة السلفية للدعوى والقتال.وفيما تعهد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية سيدي عبد العزيز بالعمل على إصلاح الطرقات قصد ترغيب السكان في العودة وتوفير المياه وفتح العيادة الصحية، فإنه في بلديات أخرى ما زال الأمر لم ينظر فيه بعد، خاصة ببلدية زيامة منصورية على الحدود مع ولاية بجاية التي تبقى 22 قرية بها خالية تماما من السكان على غرار أولاد علي ’’ الساحل’’ و’’آيت عاشور’’ و’’ بني خزر’’ و’’ الحامة’’ وغيرها فيما تبقى ’’ الشريعة’’ هي القرية الوحيدة التي لم تشهد النزوح الجماعي للسكان، حيث ما زال يقطنها قرابة 1000 ساكن رغم ما يعانيه هؤلاء سواء تعلق الأمر بالنقل أو المياه.
جريدة أخر ساعة
publié par SidiAbdelaziz dans: Archives
Ajouter un commentaire Commentaire(0) Recommander
Samedi 24 Février 2007
Pénurie de lait en sachet dans la wilaya de Jijel
Après l’augmentation du prix de la matière première pénurie de lait en sachet à jijelProduit de première nécessité, le lait en sachet vient de disparaître des caisses exposés devant les locaux d’alimentation générale des villages de la wilaya de Jijel à la surprise générale des citoyens.Après la fermeture de l’unité de transformation du lait du chef-lieu de wilaya, il ne reste qu’un seul industriel en activité à Tassoust et qui est en train de liquider le stock de la matière première, selon une source proche des fabricants. Cette pénurie est due à l’augmentation du prix de la matière première qui a influé négativement sur la filière.
Liberté: M.Bouchama
Jijel
La production de lait a atteint dans cette wilaya 44 millions de litres au cours de l'année dernière. Cette production est fournie par le gros élevage constitué de bovins, d'ovins et de caprins.
InfoSoir: edition du 1/3/2007
publié par SidiAbdelaziz dans: Archives
Ajouter un commentaire Commentaire(0) Recommander
1 2 3 4 5 6 7 8
Articles récents
رسالة تقطع 35 كلم في 8 أشهر
سيدي عبد...
La corniche jijelienne un site d’attraction des émigrés cet été
ارتفاع حصيلة الغرقى إلى سبعة
Douar Bou-Youcef!
Beni Belaïd, un coin de paradis pour les touristes
الجمعة...
Sidi Abdelaziz en quelques mots
Les plages de Sidi Abdelaziz
Hammam Béni Haroun موقع حمام بني هارون
Liste complète
Jijel sur le web
Actualités de la région - liste des derniers articles parus sur les sites Google Actualités, Jijel Info, El Watan, Liberté, Akher Saa, El Fadjr..etc.(site miroir!)
Jijel en Vidéos: une selection de vidéos Dailymotion.
Jijel info - l'actualité de Jijel et de sa région avec un espace de discussions.
Wilaya de Jijel - le site officiel de la wilaya de Jijel.
Université de Jijel , Radio Jijel FM , Algérie Météo.
Jijel online - jijel ville au côte du saphir bleu, le site d'Abderahman.
Photos de Jijel par haroun zabaiou et par lamiss6713.
De belles photos de la corniche jijelienne et d'autres endroits d'Algérie chez Abdelkhalek Labbize.
Site de Djamila- site personnel de Djamila, aux sujets multiples, on parle un peu plus de l'Algérie!. L'Algérie, en photos, est aussi le thème du blog de nadia-dz
Taheriades – le site de la ville de Taher et des taheriens.
El Milia Info et El Milia Center - Deux Blogs consacrés à la ville d'el Milia. (Album photos)
Rmila City - une petite localité de la région d'el Ancer.
جمعية الجيل الجديد أولاد زكري - الشقفة
موقع الشباب- جيجل
Horaires des prières (أوقات الصلاة)pour la ville de Jijel et ses environs.
Recherche
Testez votre campus numérique Dzcampus.com - Formations online - visioconférence - travail
Les Beni Hadjress...les tsiganes d'Algérie.
الجزائر - فتيحة بوروينة
جمال الدين بوزيان، شاب جزائري متخرج من الجامعة بشهادة ليسانس في علم اجتماع الاتصال، انخراطه في مجال العمل الخيري جعله قريباً من غيره إلى واقع الناس ومآسيهم وتفاصيل حياتهم اليومية، جمال الدين من الذين كتبوا في الجزائر عن أطفال الغجر في أحد المواقع التابعة لهيئة اليونيسيف.
يحكي جمال الدين، ابن قسنطينة، عاصمة الشرق الجزائري، بكثير من الآسى والحسرة، عن أطفال الغجر عندما يتوفون بالمستشفيات خلال عمله التطوعي مع جمعية الأطفال المرضى بالمستشفى، وكيف أنهم يجدون صعوبة كبيرة في إخراجهم من المستشفى ونقلهم إلى مناطقهم البعيدة حيث يسكنون ليتم دفنهم، لأنهم وبكل بساطة لا يملكون وثائق، مثل شهادات الميلاد وبطاقات التعريف والهوية والدفاتر العائلية الصحية، حيث لا شيء من هذا القبيل لديهم.
ويروي جمال الدين كيف واجه يوما مشكلة عقب موت طفل مريض بالسرطان ينتمي لمجموعات الرحل، حضر عمّ الطفل عند السماع بوفاته، لكنه لم يستطع عمل شيء لأنه يجهل كل شيء، ولأنه لا يملك هو الآخر أي وثائق، تماما مثل الطفل المتوفى. ولأن عملية إخراج الطفل المتوفى من المستشفى تتطلب المرور على مصالح إدارة البلدية ومكاتب الأمن، فإن جمال الدين رفقة مصالح إدارة المستشفى لم تستطع فعلا وبصعوبة استخراج الوثائق وإخراج الطفل المتوفى لنقله إلى منطقته للدفن.
شهادة جمال الدين تميط اللثام في الحقيقة عن فئة من الناس لا يعرفها الجزائريون كثيرا، اللهم عدد قليل جدا من أهل الاختصاص من المؤرخين وطلبة معاهد البحوث التاريخية والانثروبولوجية والإثنية والمتخصصون في علم الأنساب من أمثال الدكتور مصطفى هيشور الذي يتولى حاليا وزارة للبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، صاحب الدراسات الكثيرة والهامة في تاريخ الأنساب والمجتمعات العربية وغيرها، وعدا هؤلاء فلا يعرف الجزائريون أصل وفصل هذه الشريحة من الناس لكنهم بالمقابل ينعتونها بأوصاف وتسميات توارثوها عن الأمهات والجدات، أوصاف بعضها قبيح والبعض الآخر حقير، لا يفقهون معناها في غالب الأحيان، بل تتغير التسميات التي تطلق على هذه الفئة تبعا للجهة التي تنتشر فيها في الجهات الأربع من الجزائر بما في ذلك عمق الصحراء الجزائرية.
البعض من الجزائريين يطلقون عليهم إسم "بني عداس" و"بني هجرس" والبعض الآخر ينعتونهم ب "الجيطانو" أو "الجواطنة" . قد تختلف التسميات من منطقة إلى أخرى، لكن هؤلاء القوم يشترك جميعهم في أسلوب عيش واحد وموحد، هو الترحال المستمر، ويشتركون أيضا في ميزة واحدة وهي أنهم إذا حلوا بأرض لا يزالون فيها حتى يتركوها قاحلة ناحلة، فهؤلاء لا تستهويهم سوى الحقول حديثة الحصاد والمناطق السهبية والرعوية حيث الماء والكلأ.، وهم رغم وفرة المال عندهم لتربيتهم الماشية من غنم وضأن ومعز وجمال، تجدهم يفضلون الخيام والعربات المتنقلة التي تجرها البغال يستخدمها هؤلاء عادة كمراقد مؤقتة تستجيب لتفاصيل حياة التسكع تحت نجوم السماء بعيدا عن جدران الإسمنت المسلح .
و لعل الضبابية والجهل اللذين ظلا يلفان عالم فئة غجر الجزائر أو "بني عداس"، هي التي تقف وراء جملة الأساطير والخرافات التي حِيكَت وما تزال حول هذه الفئة من الناس، ولا غرو إن وجدنا البعض يتحدث عن أن هؤلاء قدموا من القارة المفقودة أطلانطيس، أو أنهم عصبة من المتشردين واللصوص والشحّاذين والسحرة جاؤوا من الهند، أو أنهم جاءوا من افغانستان في الالف الاول الميلادي. وينسج كبار السن حول طبائع وعادات وطقوس "بني عداس" أو "بني هجرس" والهجرس في اللغة العربية معناها (الذئب) عشرات القصص المثيرة والمخيفة . وتكاد تتفق مجموع تلك الحكايا حول خاصية واحدة وهي أن "بني عداس" إذا غزوا مدينة ما، جعلوا عاليها سافلها، وأعزة أهلها أذلة، واستوطنوا أكواخ القصدير وامتهنوا الفاحشة. وتسترسل حكايا الجدات قائلة أن هؤلاء القوم لا يتناهون عن منكر فعلوه ابدأ، وأنهم لا يأخذوا من المدنية غير فضلتها من تعاطي التبغ والخمر، فهي أحب الشراب إليهم يشربونها ليلا نهارا، ولا ينافسهم فيها احد، وغلمانهم لا يدخلون مدرسة ولا يتعلمون حرفا، وإنما مدرستهم هي الرعي والسعي في أسواق الماشية، فضلا عن تعاطيهم السحر، فتمرسهم على السحر بلغ أشده.
و لقد ظل وما يزال تعبير "بني عداس" محملا إلى يومنا هذا بشتى المدلولات اللا أخلاقيّة التي تنوب مناب الشتيمة للشخص المراد إهانته، شتيمة عادة ما تُطلق لوصف أصحاب الأخلاق المنحطّة والفئات الرذيلة في المجتمع، ولا غرو أن تسمع أمّا تنعت واحدا من أولادها رفض الانصياع لأوامرها أو توجيهاتها، أو أظهر سلوكا مشينا، بأن تقول له "روح يا بني عداس" أو "روح يا لعدايسي". ومثلها تفعل أمهات أخريات مع بناتها عندما تزّل إحداهن أو تخطئ، فتروح قائلة لها "أيتها العدايسية" ، والاستعمالات جميعها تحيل إلى قلة التربية والحياء.
و لقد لعبت سنوات التسعينيات، دورا كبيرا في ردع ممارسات "العدايسيات" المعروفات ب "الوشم" الذي يبرز بمختلف أشكاله وإيحاءاته الجنسية فوق وجوههن وأعلى جباههن وفي سيقانهن وزنودهن، حيث تجنبت تلك الفئة تهديدات الجماعات الإسلامية واضطرت إلى النأي بنفسها وذويها في المناطق النائية التي تعرف شعابها بامتياز بعيدا عن الحظائر الكبرى والمدن المفتوحة
جريدة الرياض
publié par SidiAbdelaziz dans: Archives
Ajouter un commentaire Commentaire(0) Recommander
Dimanche 25 Février 2007
عودة النازحين إلى قراهم
جيجل/ بلديات تعمل على عودة النازحين إلى قراهمزيامة منصورية لم تنظر في الأمر بعد
أحصت بلدية سيدي عبد العزيز بولاية جيجل 320 عائلة عبرت عن رغبتها في العودة إلى قرية ’’ لعزيب’’ التي كانت قد شهدت هجرة جماعية للسكان في منتصف التسعينات، وحسب مصادر من البلدية فإن بعض العائلات قد التحقت فعلا بالقرية، فيما تبقى عشرات العائلات تمارس الأعمال الفلاحية بالمنطقة قبل الاستقرار في الأسابيع القادمة، من جهتها بلدية العوانة 20 كم غرب عاصمة الولاية أحصت أكثـر من 300 عائلة تود العودة إلى أراضيها التي غادرتها قبل ما يفوق 10 سنوات أغلبها من منطقة العوانة القديمة المحاذية لغابات قروش التي كانت تعد أحد معاقل الجماعة السلفية للدعوى والقتال.وفيما تعهد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية سيدي عبد العزيز بالعمل على إصلاح الطرقات قصد ترغيب السكان في العودة وتوفير المياه وفتح العيادة الصحية، فإنه في بلديات أخرى ما زال الأمر لم ينظر فيه بعد، خاصة ببلدية زيامة منصورية على الحدود مع ولاية بجاية التي تبقى 22 قرية بها خالية تماما من السكان على غرار أولاد علي ’’ الساحل’’ و’’آيت عاشور’’ و’’ بني خزر’’ و’’ الحامة’’ وغيرها فيما تبقى ’’ الشريعة’’ هي القرية الوحيدة التي لم تشهد النزوح الجماعي للسكان، حيث ما زال يقطنها قرابة 1000 ساكن رغم ما يعانيه هؤلاء سواء تعلق الأمر بالنقل أو المياه.
جريدة أخر ساعة
publié par SidiAbdelaziz dans: Archives
Ajouter un commentaire Commentaire(0) Recommander
Samedi 24 Février 2007
Pénurie de lait en sachet dans la wilaya de Jijel
Après l’augmentation du prix de la matière première pénurie de lait en sachet à jijelProduit de première nécessité, le lait en sachet vient de disparaître des caisses exposés devant les locaux d’alimentation générale des villages de la wilaya de Jijel à la surprise générale des citoyens.Après la fermeture de l’unité de transformation du lait du chef-lieu de wilaya, il ne reste qu’un seul industriel en activité à Tassoust et qui est en train de liquider le stock de la matière première, selon une source proche des fabricants. Cette pénurie est due à l’augmentation du prix de la matière première qui a influé négativement sur la filière.
Liberté: M.Bouchama
Jijel
La production de lait a atteint dans cette wilaya 44 millions de litres au cours de l'année dernière. Cette production est fournie par le gros élevage constitué de bovins, d'ovins et de caprins.
InfoSoir: edition du 1/3/2007
publié par SidiAbdelaziz dans: Archives
Ajouter un commentaire Commentaire(0) Recommander
1 2 3 4 5 6 7 8
Articles récents
رسالة تقطع 35 كلم في 8 أشهر
سيدي عبد...
La corniche jijelienne un site d’attraction des émigrés cet été
ارتفاع حصيلة الغرقى إلى سبعة
Douar Bou-Youcef!
Beni Belaïd, un coin de paradis pour les touristes
الجمعة...
Sidi Abdelaziz en quelques mots
Les plages de Sidi Abdelaziz
Hammam Béni Haroun موقع حمام بني هارون
Liste complète
Jijel sur le web
Actualités de la région - liste des derniers articles parus sur les sites Google Actualités, Jijel Info, El Watan, Liberté, Akher Saa, El Fadjr..etc.(site miroir!)
Jijel en Vidéos: une selection de vidéos Dailymotion.
Jijel info - l'actualité de Jijel et de sa région avec un espace de discussions.
Wilaya de Jijel - le site officiel de la wilaya de Jijel.
Université de Jijel , Radio Jijel FM , Algérie Météo.
Jijel online - jijel ville au côte du saphir bleu, le site d'Abderahman.
Photos de Jijel par haroun zabaiou et par lamiss6713.
De belles photos de la corniche jijelienne et d'autres endroits d'Algérie chez Abdelkhalek Labbize.
Site de Djamila- site personnel de Djamila, aux sujets multiples, on parle un peu plus de l'Algérie!. L'Algérie, en photos, est aussi le thème du blog de nadia-dz
Taheriades – le site de la ville de Taher et des taheriens.
El Milia Info et El Milia Center - Deux Blogs consacrés à la ville d'el Milia. (Album photos)
Rmila City - une petite localité de la région d'el Ancer.
جمعية الجيل الجديد أولاد زكري - الشقفة
موقع الشباب- جيجل
Horaires des prières (أوقات الصلاة)pour la ville de Jijel et ses environs.
Recherche
Testez votre campus numérique Dzcampus.com - Formations online - visioconférence - travail
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)