الجمعة، أبريل 7

''خلافاتي مع نظام بن بلة البوليسي كانت إيديولوجية''


يرى الدكتور أحمد طالب أن الخلافات والصراعات الدموية التي نشبت بين جبهة التحرير الوطني وأنصار مصالي الحاج بعد اندلاع ثورة نوفمبر 1954 أفقدت الجزائر إطارات المستقبل، وكتب فيما يتعلق بمصالي: ''آه، لو كان مصالي يدرك أن أول نوفمبر فتح المجال أمام صفحة جديدة في تاريخ الجزائر، وأن كل صفحة تتطلب رجالا جددا، ولو بارك حرب التحرير منذ البداية، بدل أن يعتقد أنه الزعيم الوحيد، كان بإمكانه أن يصبح رئيس الجزائر الجديدة بدون منازع''·كما كتب أحمد طالب عن الخلافات التي نشبت بين أنصار أحمد بن بلة (عباس لغرور بالأخص) الرافضين لقرارات مؤتمر الصومام من جهة، وجماعة المناصرين للمؤتمر من جهة أخرى· كما تحدث عن أسفه الشديد بعد أن لاحظ أن قادة الثورة كانوا ضحية صراعات وخلافات عميقة وعقيمة· وقال أن حسين آيت أحمد أخبره أنه أبدى رغبته مباشرة عقب الإعلان عن الاستقلال في اعتزال السياسة، لترك المجال للجيل الجديد الذي عليه أن يتصرف بمفرده بدون الاتكال على القادة التاريخيين، الذين نخرتهم الصراعات· كما تطرق أحمد طالب في الفصل السادس من مذكراته للفترة ما بين سبتمبر 1961 وديسمبر 1962، وهي الفترة ما بين مغادرته السجن واستقلال الجزائر· وتوقف مطولا عند أزمة صيف 1962 والصراع بين الحكومة المؤقتة وهيئة أركان الجيش بقيادة العقيد هواري بومدين وما انجر عنه من صراع دموي بين الولايات·وكتب الدكتور أحمد طالب أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر طلب من الشيخ البشير الإبراهيمي الالتحاق بجماعة بن بلة ومكتب تلمسان، إلا أن الشيخ رفض طلب عبد الناصر بلباقة· وأشار الدكتور طالب إلى أن بن يوسف بن خدة عرض عليه في خضم أزمة صيف 1962 منصب سفير في المغرب لكنه رفض·وأورد أن الأمور تعفنت بين قادة الثورة المتصارعين على السلطة بعد إعلان جماعة تلمسان بزعامة أحمد بن بلة أنهم يمثلون الشرعية الثورية، الأمر الذي أفشل مهمة جماعته (أحمد طالب) لتوحيد الصفوف·وأشار إلى أنه خرج رفقة كل من رضا مالك، مصطفى الأشرف ومسعود آيت شعلال بقرار ''ترك السلطة القائمة تمارس تجربتها بدون محاربتها ولا مساندتها''· وهو الأمر الذي دفعه إلى رفض الانضمام لاتحاد الكتاب الجزائريين بعد أن ساهم في صياغة قانونه الأساسي، وكتب أنه كان من أنصار بقاء المثقف في الطليعة، ورفض فكرة جهاز موال للسلطة السياسية التي طرحها بعض المثقفين آنذاك·تجذر الخلافات مع الرئيس بن بلةونقرأ في المذكرات بداية من الصفحة 180 عن تجذر الخلاف بين بن بلة وأحمد طالب عندما كتب هذا الأخير مقالا أرسله لمحمد حربي، مدير نشر جريدة ''الثورة الإفريقية'' مساهمة منه في نقاش كان دائرا بين مصطفى الأشرف ومراد بوربون· وكتب أحمد طالب أن حربي وعده بنشر المقال، لكن ذلك لم يحدث، فتساءل أحمد طالب حينها ''هل يوجد هنا كذلك فيتو بن بلة؟''·كما كتب أن والده الشيخ البشير الإبراهيمي أملى عليه في عشية يوم 15 أفريل 1964 بمناسبة ذكرى رحيل الشيخ عبد الحميد ابن باديس، نصا استنكر فيه الوضعية التي آلت إليها الجزائر، وجاء فيه أن الجزائر ''انزلقت نحو الحرب الأهلية''· وبعد أن نشر نداء الشيخ الإبراهيمي في الصحف، ثار الرئيس بن بلة، حسب ما ورد في المذكرات· وكتب الإبراهيمي أن بن بلة انتقد بشدة الذين لم يسايروا الثورة منذ البداية (في إشارة إلى جمعية العلماء)· وكتب أحمد طالب أنه حرر مقالا ردا على تهم بن بلة، أورد فيه أنه في الوقت الذي كان فيه والده الشيخ البشير الإبراهيمي في المنفى الإجباري، كان بن بلة جنديا في الجيش الفرنسي· وجاء في المذكرات أن الشيخ الإبراهيمي أقنع ابنه بعدم نشر ما كتبه·ويذكر أحمد طالب أن بن بلة زار بيت الشيخ الإبراهيمي عند نهاية شهر أفريل 1964، وقبّل يده، وتحدث معه مطولا عن العربية والإسلام، إلا أن الشيخ أخبره قائلا: طالما اخترت السير في طريق الإسلام والعربية فأنا معك، أما إذا ابتعدت عنهما، فسأصبح ضدك''· فقال بن بلة ''لكن يوجد بيننا من لا يعترفون بأخطائهم في حقي رغم أننا كنا في السجن معا''· في إشارة منه إلى أحمد طالب الذي كتب أن بلة أضاف قائلا أنه اقترح عليه منصب سفير في البرازيل بوساطة بشير بومعزة· فقال أحمد طالب ''المنصب الذي تتحدث عنه لم يقترح علي لا بوساطة من بومعزة ولا غيره· وحتى لو عرض علي كنت سأرفضه، فأنا أنفع في المستشفى وليس في السفارة''·وذكر أحمد طالب أن بن بلة أخبره ذات مرة أن خروتشوف يكون قد قال له أن الثوار في روسيا لو كانوا يعرفون الإسلام سنة 1917، لكانوا من أنصاره· كما قال له بن بلة ''لماذا ترفض العمل معي؟''· وأضاف بن بلة حسب ما جاء في المذكرات ''يبدو أنك تلتقي ببوضياف وآيت أحمد؟''· وأخبره أحمد طالب أنهما كانا معه في السجن، ومن الطبيعي أن يلتقي بهما·وفي النهاية اقترح عليه بن بلة منصبا في لجنة التوجيه الوطني، لكنه رفض· وكتب ما يلي: ''خلافاته (بن بلة) مع وزير الدفاع العقيد بومدين كانت في غاية الكتمان، فتساءلت إن كان يرغب في استعمالي ضد بومدين؟''· وكتب أحمد طالب أنه رفض طلب بن بلة، وافترق الرجلان بمودة· وهنا تحدث أحمد طالب عن خلافاته الإيديولوجية مع نظام بومدين الذي لا يتقاسم معه توجهاته السياسية والإيديولوجية·وقد وصف أحمد طالب في الصفحة 187 من مذكراته نظام بن بلة ''بالنظام البوليسي'' ، وتوقف عند توقيف أخيه محمد في شهر جويلية 1964 رغم عدم انشغاله بالسياسة، فتساءل أحمد طالب: ''هل كانوا يريدون ضرب والدي؟''، وفي الصفحة 191 من المذكرات يتحدث أحمد طالب عن ظروف توقيفه من قبل شرطة الرئيس بن بلة يوم 12 جويلية 1964، وسجنه في ظروف فظيعة وغير إنسانية·شاهد يحكي ولا يحكمويُنبّه الدكتور أحمد طالب القارئ منذ البداية واستنادا إلى الفيلسوف الفرنسي مونتاني أنه ''لا يكتب وفق روح تعليمية، بل إنه يحكي''· أي أنه يروي ما عايشه ويتطرق لما كان شاهدا عليه، بدون أن يقدم أحكاما قيمية· لكنه يقول أنه يستند إلى مقولة الإمام علي ابن أبي طالب في ما معناه ''ليس كل ما يعرفه المرء، قابل لأن يقال''· واعترف الدكتور أحمد طالب في المقدمة أن تاريخ الجزائر الحديث لم يكتب بعدُ، مما ترك المجال مفتوحا أمام المؤرخين الفرنسيين ليكتبوا ما يريدون، الأمر الذي أوصلنا، حسبه، إلى ظهور قانون 23 فيفري الممجد للاستعمار، ويفهم من المقدمة أنه يستند إلى فكرة صديقه محمد شريف ساحلي ''حول تخليص التاريخ من الاستعمار''· وعند نهاية المقدمة يخبرنا الدكتور طالب أنه قرر التوقف عند سنة 1965 في انتظار أن يصد الجزء الثالث من هذه المذكرات لاحقا لتشمل الفترة مابين: 1965ـ 1988 ثم مرحلة 1988ـ 2004·ولم يستبعد المؤلف التوقف عند فترة التسعينيات للحديث عن الأزمة السياسية التي غرقت فيها الجزائر· والملاحظ أن طالب اعترف بفشل الجيل الذي ينتمي إليه في تلقين الأجيال الجديدة مبادئ ثورة نوفمبر·بعد المقدمة يتحدث أحمد طالب عن طفولته في مدينة تلمسان بين 1932 و.1945 ثم مرحلة الشباب في الجزائر العاصمة بين 1945 و1949 كطالب في ثانوية بيجو· وكتب الدكتور أحمد طالب عن هذه المرحلة عن التأثير الذي مارسته جريدة البصائر التي أسسها والتي بلغ صيتها إلى غاية المغرب، وقال أنها ساهمت في تكوين الوعي الوطني بالمملكة، ويتأسف كثيرا عما ورد في مذكرات الملك الحسن الثاني ''التحدي'' والذي لم يتطرق لهذا الدور الإشعاعي· وتحدث الدكتور أحمد طالب في الجزء الثالث من مذكراته عن مرحلة الدراسة الجامعية بين 1949 و1954، وتوقف عند إسهاماته الفكرية بجريدة ''المسلم الشاب'' لسان حال شباب جمعية العلماء المسلمين بين 1952 و.1954 أما الجزء الرابع فقد خصصه لدراسته في باريس بين 1954 و1957 المرحلة التي انخرط فيها بجبهة التحرير الوطني ودوره لتوعية النخبة المثقفة الفرنسية بضرورة استقلال الجزائر بصفته رئيسا للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، وكيف عاش في السرية منذ مارس 1956، إلى غاية تاريخ توقيفه من قبل الشرطة الفرنسية يوم 27 فيفري .1957 ويتوقف الجزء الأول من مذكرات أحمد طالب عند خروجه من السجن يوم 8 جانفي 1965، ووفاة والده الشيخ البشير الإبراهيمي·

PHOTOS


''خلافاتي مع نظام بن بلة البوليسي كانت إيديولوجية''



خبر'' تنشر قراءة في مذكرات الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي''خلافاتي مع نظام بن بلة البوليسي كانت إيديولوجية''الصراعات الدموية بين الأفالان وأنصار مصالي بعد اندلاع ثورة نوفمبر 1954 أفقدت الجزائر إطارات المستقبل / قال لي آيت أحمد عقب الإعلان عن الاستقلال
المصدر: حميد عبد القادر 2006-04-06

الثلاثاء، أبريل 4

قافلة الحمير بقلم نور الدين بوكعباش


حينما يتحول الشباب الجز ائري إلى لعبة إنتخابية في أيادي السياسين الجهلاءفتلك بشائر الإستحمار التا ريخي وإليكم تفا صيل الر حلة الإ نتخا بية لسكان سيدي عبد العزيز حسب ما شهدناهالأحد بلدية سيدي عبد العزيز توزع بيان على مستوي مقاهي البلدية وشوارعها تدعو الموا طنيين إلى تسجيل أنفسهم احضور مهرجان سطيف مع ضمان النقل و الأكل موا طني البلدية في نقاش حول مشروع المصالحة حيث تحولت مقهي قصر بغداد إلى صراعات بين أنصار المصار حة الحقيقة وأتباع المكا دبة المزيفة مما أرغم صاحب المقهي إلى غلق المقهي في إنتظار نتا ئج الإ ستفتاءالمعلومة مسبقا الثلاثاءدائرة الشقفة تبعث مراسلة عا جلة تطلب من رئيس بلدية سيدي عبد العزيز تحضير القا ئمة قبل يوم الأربعاءليلا رئيس البلدية يتوجه إلى أعضاءالمجتمع المدني طبطوب لكنهم يرفضون فيما يلزم الدرك بتوقيف حا فلات النقل العمومي وفرض غرامات مقابل حضور التجمع السياسي ليلة الأربعاء 25حا فلة تتجمع أمام البلدية وتزين بالشعارات كما حملت سكانت الجبال النا ئية حيث ناموا في الحا فلات ووسط فر حة الشباب بزيارة سوق دبي ليلة سا خنة في البلدية السياحية الخميس الثالثة صباحا إكتمال قافلة الحمير وإ نطلاقها من سيدي عبد قصد اللقاء جما عيا أمام مدخل الميلية لللتوجه زرافات وجهالا إلى تجمع المصا رعة الو طنية حسب أحد المعا رضيين ووسط القا فلة رئيس البلدية بو غازي يرافق الوفد إلى مخار ج حدود جيجل قسنطينة ليعود كحارس للبلدية بعد إرسال كا فة عمالها بصفة موا طنيين عفويين الثامنة صباحا بلدية سيدي عبد العزيز أزمة نقل خطير ة السكان غا ضبون ورئيس البلدية نا ئم في مكتبه أما المقاهي فتحولت إلى التنكيت برحلة العمرة الإ نتخا بية إلى سطيف الساعة العا شرة حا فلات للباحرة من قسنطينة تصل ووسطها شباب سا ئحين بينما البلدية غار قة في مشكلة النقل العمومي الساعة الوا حدة أغاني صحراوية ثنبعث من خيمة في شا طئ سيدي عبد العزيز بينما يعرض التلفزيون الصور الأولي لوصول بو تقفليقة موا طنيالبلدية يتسمرون أمام التلفزيون لمشاهدة شباب البلدية أمام مسرحية المسالحة الو طنية وفيلم العنف الشامل مستقبلا
وللحديث بقية عند عودة قافلة الحمير مستقبلا بقلم نور الدين بوكعباش سيدي عبد العزيز في 25أوت 2005

حرب الشروق




هاهي صحيفة الشروق الجز ائرية تبدع إتهامات ضد قناة الجز يرة
وتعتبرها مصدر للإشاعة الكادبة ومن العجائب أن صحيفة الخبر شككت في مرض الرئيس لكن حقد صحيفة المخنثن إ علاميا على قناة الجز يرة برره جهل صحا فيي الشروق بتقنيات الخبر الصحفي فمند أيام نشرت عبر صفحاتها عودة بو تفليقة صبيحة الماضي لكن أكاديبها كشفها قرأها خا صة

بعدما تحصلت على أموالها من خزينة النفاق السياسي وما تدعيمها لسكان بسكرة وتشجيعها لطرد الشباب الجز ائري من
الأراضي الجز ائرية ويدكر أن صحيفة الشروق تولها أطراف سياسية مجهولة وتقف جما عة بسكرة وراء تمويلها مقابل السكوت عن الفضائح السياسية لحزب جبهة التحرير الو طني وختاما فإن الشروق سكتت دهرا ونطفت كفر
بقلم نورالدين بو كعباش
ا

صورة وتعليق إلى صحيفة عرب تا يمز



هده صورة لمدير صحيفة الخبر الدي ضحي ببعض الصحافين الجز ائريين أيام الجز ائر السوداء ليتحول بين عشية وضحاها إلي مكرم للصحافيين العرب والأ وروبيين ودلك بأوامر سياسية لا بإ ستحقاق صحفي ويدكر أن صحيفة الخبر مشكوك في طريقة تسييرها ويدهب صحا فيين أنها من نتاج الجنرالات الجز ائر فكيف يعقل أن يكرم الجنرال صح افية إ يطالية من طرف مدير برتبة جا هل وشكرا
مواطن جز ائري
إبن الجز ائر

حوار



المستعجلون والمتطرفون والمتشددون أضروا الصحوة الإسلامية، وألحقوا بالحركات الإسلامية والدعوة عموما أشدّ الأذى والتنفير، بل والعداء المعلن وغير المعلن ...".
هكذا، أجاب الدكتور وليد مساعد الطبطبائي عن أسئلة النصر في لقاء سريع على هامش مؤتمر حقوق الإنسان المنعقد بالكويت يومي 13 و 14 مارس الجاري والمخصّص "للمرأة وتحدي الواقع". الطبطبائي، وهو أحد الزعماء السلفيين للتيار الإسلامي في الكويت كما هو نائب في مجلس الأمة وعضو في لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان ، اختار الوضوح والجرأة والإنتقاد اللادغ للذات في أجوبته على أسئلة النصر.الخطاب ديني شيء... … و الواقع شيء آخرزعيم السلفيين في الكويت، أكد بأن الخطاب الديني السياسي شيء، والممارسة أو الواقع شيء آخر.قبل دخولنا الى المجالس البلدية والى مجلس الأمة، يكاد يتوقف شعارنا الوحيد: تطبيق الشريعة وإقامة الدولة الإسلامية. لكن تجربتنا في هذه المجالس البلدية وفي مجلس الأمة على الخصوص منذ 1981، أجبرتنا على التخلّي على عدة شعارات. لأن المطالب والإنشغالات الإجتماعية ترتكز على اهتمامات وأولويات أخرى، تتعلق بالحياة اليومية للمواطن الكويتي في مختلف مجالاتها.لقد اصطدمنا نحن الإسلاميين بواقع التسيير ومواجهة المطالب الإجتماعية وعوامل التنمية المختلفة. من ذلك ما يحدث اليوم في بورصة الكويت، جراء انهيار الأسهم والخسائر. فهل يمكننا أن نرفع شعار تطبيق الشريعة لإجابة المتسائلين عن خسائرهم والذين يريدون منا (مجلس الأمة) التدخل؟! وهل بإمكانهم الإقتناع إذا وعدناهم بإقامة الدولة الإسلامية ؟! . تماما كالشرائح التي تطالب بوضع حدّ للفساد والبيروقراطية وتسريع الإستثمار وتحذير الإصلاحات السياسية والإقتصادية فهل "نسكّنهم" بالوعود وبالشعارات الإسلامية ؟! . واصل الدكتور الطبطبائي بجرأة كبيرة يقول: صحيح أن الناخب الكويتي، على غرار الناخبين في العالم العربي والإسلامي عموما ، يميل أكثر الى الشعاراتية والخطب الحماسية، التي يتفاعل معها، لأنها تحرك فيه نخوة ومطامح ذاتية.المستــعجلون خطــــر علـــى العــمل الدعويهي مشروعة ومأمولة، لكن الإستعجال كارثة، يهدّد العمل الدعوي وحتى الخطاب الاسلامي نفسه، اذا اعتلى المنابر المتشددون والمتطرفون.النصر: تقولون هذا، مع أنكم محسوبون على هؤلاء، وعلى التيار السلفي المتشدد ؟!، فهل هذا تراجع وتنصّل، بل وخروج عن "الجماعة"؟.*** د. الطبطبائي: السلفية الكويتية، ككل الحركات الناضجة والواعية برهانات الداخل، وبتحديات الخارج وتأثيراته، استفادت كثيرا من تجربته السياسية والدعوية. وصهرت خطابها داخل أروقة التسيير البلدي، وفي مواقع القرار الشعبي (مجلس الأمة). فهذه المواقع تعطي لصاحبها (المنتخب) فرصة الإطلاع على الواقع بالأرقام وفرصة معرفة المعطيات بدقة، دون أن يكون ذلك ردّة أو تراجعا عن القناعات الثابتة من أجل مشروع إسلامي متكامل ومنسجم مع تطلعات الواقع المعيشي للكويتيّين جميعا على اختلاف توجهاتهم واختلافاتهم في الرأي. لذلك فإن السلفية الكويتية جنحت الى التعايش والتعامل مع الواقع بانفتاح، وترفض اقصاء الآخر، بل تفضل الإقناع والتحاجج والتناطح بالبرامج الأفيد والأصلح التي يزكيها الشعب الكويتي.النصر: تكييف خطاباتكم مع الواقع، واختيارالمهادنة، ألا تعتقدون بأن ذلك "سيقزّمكم" في الإستحقاقات الانتخابية؟.*** د. الطبطبائي: نعم، أدّى ذلك الى فتور الحركة الدعوية، فالناس، كما قلت يفضلون الشعارتية والخطب الحماسية ولو اكتست باب "التهريج" أحيانا، لكن تراجع التأثير والوقع والصدى، لم يقلص عدد الداخلين في الحركات الإسلامية. فهم يدخلون ويتكاثرون باستمرار.النصر: ألا ترون غموضا في هذا ؟! . فمن ناحية تؤكدون فتور العمل الدعوي والصحوي للأسباب التي تفضّلتم بذكرها، لكن تعتقدون في المقابل أن أتباعكم يتزايدون؟! .*** د. الطبطبائي: إن الفتور لايعني تراجعنا عن أهدافنا وقناعاتنا الاسلامية من أجل التمكين لشرع الله و "أسلمة" أعمالنا وبرامجنا، فهذه قناعة كل الكويتيّين في اعتقادي وهذا مبرر التكاثر والإلتفاف حولنا. لكن ثمة مبررات أخرى فلقد أثبت أتباعنا الذين دخلوا أبواب المجالس والمؤسسات من باب التسيير وتولّي المسؤوليات المختلفة، جدارتهم وكفاءتهم ووطنيتهم العالية وإخلاصهم لشعبهم بكل تواضع. وان الإسلاميين بإمكانهم التكيّف مع الواقع والتحولات المفروضة في الداخل والخارج، شريطة ان تكون لصالح دولة الكويت والكويتيين. لذلك نحن نعتقد بأن الإسلاميين في الجزائر أخطأوا عندما تبنّوا المواجهة، واختاروا حمل السلاح وركبوا التطرّف. ان حمل السلاح اخّر المشروع الإسلامي الى ما لا حدود. ثم كان التطرف والتزمت سببا رئيسيا في تراجع العمل الدعوي والصحوة الإسلامية. المستعجلون في الجزائر وفي مصر وفي سوريا وفي السعودية … هم المتسبّبون في توفير الظروف والمبررات، ولو كانت واهية لأعداء الاسلام، لربط الإسلام - وهو بريء- بظاهرة الإرهاب. بالتأكيد، هم سيدركون يوما بأنهم أخطأوا في حق شعوبهم وفي حق الأمّة الإسلامية.نحن السلفيون في الكويت ضد التطرف، ونتبنّى مجادلة الآخرين بالحسنى. وكنا نقول ذلك الى إخواننا الجزائريين الذين التقيناهم في مؤتمرات دولية وفي الحجّ من حماس والإصلاح... ان العنف لايخدم المشروع الإسلامي ووجدنا والحمد لله عندهم نفس الإدراك والمواقف.تقليص الدوائر صفعة للفاشلينالنصر: يقولون بأنكم تدافعون عن تقليص عدد الدوائر الانتخابية، من أجل محاصرة المرأة التي بدأت تزحف على المجالس البلدية ودواليب الحكم؟ لذلك فأنتم تريدون تقليص عدد الدوائر الإنتخابية من 25 دائرة الى 5 دوائر او 10 على الأقل؟.*** د. الطبطبائي: نعم، ليس سرّا، أننا نرافع من أجل تقليص عدد الدوائر الإنتخابية. فهذا التقليص سيحدّ من نفوذ الحكومة في الإنتخابات ويضع حدّا لفضائح شراء الهمم والأصوات.لأن المرشحين "الفاشلين" سيكونون ذوي قابلية للشراء والمساومة. كما ان هذا التقليص سيسمح فعلا بتقديم برامج فعلية وقوية للتكفل بالمطالب والإنشغالات والأولويات الرئيسية للمواطن الكويتي. وبطبيعة الحال، فإن تقليص عدد الدوائر سيضاعف عدد المصوتين في كل دائرة. ومن ثمة فإن حظوظ المرأة ستتراجع.ليس سرّا أيضا، إننا نعارض دخول المرأة الى مجلس الأمة. لكن لا نرى مانعا من دخولها الى المجالس البلدية.لسنا مستعجلين، وسنصل الى السلطة.النصر: ألا ترون تناقضا بين الموقفين ؟! *** د. الطبطبائي: لا .. أبدا. مجلس الأمة يتطلب نضجا خاصا. وفي البلدية فرصة للتكوين والإختبار.. (قاطعته) فهل تعتقدون بأن الكويتية غير ناضجة سياسيا لدخول مجلس الأمة ؟ … فأجاب: فلنجرّبها في "البلدي" التكميلي (انتخابات بلدية جزئية) في بداية أفريل القادم اوّلا.النصر: سؤال أخير فضيلة الدكتور، ماذا حقّقتم لمشروعكم الإسلامي منذ 1981 (تاريخ دخول الإسلاميين مجلس النواب، وهم اليوم يمثلون أكبر كتلة بـ 25% )؟.***د. الطبطبائي: دخلنا مجلس الأمة بثلاثة مطالب أساسية:1- حرية الإعلام والتعبير2- التعدّدية الحزبية3- حرية التجمعلقد حققنا،والحمد لله، المطلب الرئيسي الأول من خلال اصدار قانون المطبوعات (قانون النشر والإعلام) هذا الأسبوع، الذي سيحرر النشر والصحافة والرأي بصفة قانونية نهائية وواسعة. ومن ثمة نحن ننتظر صدور حوالي 50 جريدة (في مختلف التصانيف والتخصصات). وسنبدأ من اليوم في حربنا السلمية لانتزاع قانون الأحزاب (في الوقت الحالي التيارات السياسية تنشط تحت غطاء جمعوي أي جمعيات)... ثم (ابتسم) وقال: ألا ترى كيف لانستعجل الأمور، المهم الوصول. وسنصل بإذن الله.
ع/و












الفـــــرانكوفـــونيــــــة في مــــــأزق

عن المركز والهوامش الفـــــرانكوفـــونيــــــة في مــــــأزق
ما يزال مصطلح "الفراكوفونية" في الجزائر يثير حساسية أيديولوجية تمتد إلى مضاجع مستعمر الأمس، بالرغم من مرور ما يقارب نصف القرن من استعادة الجزائر سيادتها. الأسباب متعددة. ويزيد من ترسيخ بقائها خطاب تتداوله الأوساط الثقافية والسياسية في الجزائر مناسباتيا. والنتيجة مزيد من الضبابية حول المسألة وأجيال من المزايدات تكبر وتتوالد ومعها تزيغ بوصلة التابع بزيغ المتبوع في سيل محض أحكام... إلى أن جاء معرض باريس الدولي الـ26 للكتاب محتفيا بالفراكوفونية، وفي خضم ذلك بدا نوع من التململ الشبيه بالتساؤل في أوساط الفراكوفونيين أنفسهم... هنا بعض من معالمه الأولى متأخرة.
إعداد: م.ع.كريم
يوضح المعجمي الفرنسي ألان راي أن مفهوم الفرانكوفونية لا يعود إلى 1880 تاريخ نحت الجغرافي الفرنسي أونيزيم ريكلوس (1837-1816) للفظ "الفراكوفونية" في كتابه "فرنسا والجزائر والمستعمرات"، ولكن إلى تاريخ أبعد يحدده بفضاء اللهجات الغولية الرومانية الذي كان يشمل فرنسا وجزءا من سويسرا وبلجيكا حاليا.. "إنه لهجة سياسية وشعرية أو أدبية تنتشر خارج فضائها الأصلي؛ في انجليترا مع حملة غيوم عليها، وفي المشرق مع الحروب الصليبية." غير أن التاريخ المتأخر لهذا المفهوم يشير إلى أن "الفرانكوفونية"، وبداية من القرن الـ16، ليس مفهوما محايدا، بل تكوّنت في إطار استعماري محض كونها صارت تنطبق على مدلول اللغة الفرنسية المنتصرة في الجزائر في اتجاه توطيد هيمنة لغة عالمية في مقابل لغات استعمارية أخرى كالإسبانية والبرتغالية والإنجليزية. وقد تطور المفهوم فيما بعد متفاعلا مع ظروف فرنسا السياسية وعلاقاتها المتشابكة والملتبسة في آن مع مستعمراتها القديمة، حتى صارت الفرانكوفونية تدل حينا على "شكل سلعة رائجة تنسحب على بلدان وسلط ومبدعين لأغراض متناقضة". كما يحددها ألان راي بكونها "مجموع المتكلمين الذين يستعملون الفرنسية بانتظام سواء أكانت هذه اللغة هي اللغة الأم أم الوطنية أو لغة التعليم أم هي ثمرة اختيار فرضه التاريخ أم هي عبارة عن انتماء شخصي". هذا من ناحية المفهوم. أما من الناحية التنظيمية فتجدر الإشارة إلى أن الفرانكوفونية هي المؤسسة العابرة للحدود الجغرافية والإثنية الوحيدة التي تقوم على أساس لغوي. وتستهدف تجميع أطراف إمبراطورية تتشكل من لغة وثقافة وقيم جمهورية. وهي المبادرة التي تأسست عليها منظمة بلدان الفضاء الفراكوفوني بمبادرة من بعض سياسيي ومثقفي بعض المستعمرات الفرنسية السابقة مثل ليوبولد سيدار سنغور والحبيب بورقيبة وهماني ديوري ونورودوم سيهانوك من أجل التفكير ووضع إطار للتحالف لما بعد الاستعمار، تحالف في مجال التعاون المتوازن مع الميتروبول السابق. وهو ما يعد تحقيقا لحلم ريكلوس من حيث أن المفهوم هذه المرة يشمل الفضاء اللغوي والجيوسياسي والثقافي والتاريخي، ويضم أكثر من 50 دولة عبر قارات العالم الخمس ويحظى بميزانية تقدر بأكثر من 83 مليون أورو.الجزائر فراكوفونية رغم أنفهاتفيد بيانات إحصائية منشورة في مجلة "ماغازين ليتيرار" الفرنسية الصادرة شهر مارس المنقضي بأن نسبة المتكلمين الجزائريين باللغة الفرنسية بانتظام تتراوح بين 25 و75 % من مجموع السكان. وهي نسبة تجعل الجزائر تترتب مباشرة بعد دولة المتروبول السابق حيث يتحدث الفرنسية أكثر من75 % من السكان. ورغم هذا لا تنتمي الجزائر رسميا إلى منظمة الفرانكوفونية. مهما يكن من أمر فإنه لا يمكن بحال تصور أن تكون النسب السابقة عارية من الصحة. غير أن سمة التعميم فيها تجعلها بكل تأكيد خاطئة. كون أن أغلب المتحدثين بالفرنسية عندنا ينتمون على أقل تقدير للفئة العمرية ما فوق الخمسين سنة. وهو ما يوحي بالرجوع إلى معطيات ديموغرافية بعود إلى 1962، وإلا فإن الفئة العمرية المقصودة لا تمثل الآن إلا أقل من 20 % من السكان. فما الذي ينبغي أن يحدث حتى تقفز الـ20 % إلى حدود الـ75 %؟.الذي ينبغي أن يحدث بكل بساطة، ودون الغرق في تفاصيل البيانات الموجهة توجيها، هو تفصيل خطاب ( أو خطبة)، سياسي متحمس يرشح بالحنين لليالي الخوالي التي حاول قانون 23 فيفري إذكاءها ببصيص من الشرعية الورقية.كمالم تغفل "المجلة الأدبية" في احتفائها بالفراكوفونية اسداء بعض من طقوس الاعتراف لمن خدمها من الجزائريين، حيث تضمن سجلها مثلا اسم الرواية كاتب ياسين "نجمة" في المسرح الفرنسي، اقتباس محمد قاسمي وإخراج زياني شريف عياد (2003)، واسم الروائي محمد ديب الذي نال الجائزة الكبرى للفراكوفونية في 1994، وأخيرا انتخاب آسيا جبار في الأكاديمية الفرنسية... وستأتي أسماء جزائرية أخرى لتملأ بعض خانات السجل الفخري للفراكوفونية لاحقا، ولكن بنظرة تفرق بين ما هو سياسي وما هو غير ذلك، كما تفرق بين ما يمكن استخدامه سياسيا وما يمتنع عن ذلك. بمعنى: بعيدا عن الأيديولوجية "الأيديولوجوية". ويبدو أن الجدل الذي شهدته صفحات ملحق الكتب لجريدة "لو موند" الفرنسية بين الكاتبين اللبنانيين أمين معلوف وألكسندر نجار يؤشر للسير في هذا الاتجاه. حيث يرى أمين معلوف المتوج بجائزة الغونكور في 1993 أن "العالَم يحتاج إلى فرنسا فقط حين تُدافع عن قضايا عادلة". غير أنه، وهو القادم من لبنان يستطيع أن يشهد بأن "العالَم لا يحتاج إلى أي فرنسا. العالَم ليس له ما يفعله بفرنسا باردة (من الجفاء) وفاقدة للبوصلة، تريد أن تحمي نفسها من أطياف عمال بولونيين سارقي شغل الفرنسيين، وتريد أن تنأى بنفسها، بأي ثمن، عن هؤلاء الشعراء الأجانب القادمين من الأقاصي لسرقة لغتها". وليس هذا وحسب، حينما يلتفت إلى ما يخصه في الموضوع، وهو ما يصطلح عليه بـ:"الكاتب الفراكوفوني"؛ حيث يرى صاحب رواية "صخرة تانيوس" أن "هذا المفهوم لا يقوم على أي معيار محدد. ويقود إلى نوع من "الغيتو" ويخلق تمييزا غير مقبول بين الأدب الفرنسي والأدب المكتوب من قبل الأجانب بالغة الفرنسية". ومن جهته يرد النجار على مواطنه مدافعا عن المفهوم قائلا:" إن هذا الوضع يمنح الكاتب الفرانكوفوني نوعا من العالمية، إذ يضعه منذ البداية في تجمع يضم حاليا حوالي 50 بلدا فراكوفونيا. كما يمكنه من التوجه إلى نوعين من الجمهور: الجمهور المباشر الذي يقاسمه فضاءه المرجعي وجمهور آخر بعيد يعيد إليه ثقافته الفكرية".وإذا كان هذا مذهب أديبين فراكوفونيين من لبنان، يسجل الكاتب ألان مابانكو بوضوح أن "الأدب الفرنكوفوني لا ينتمي إلى الآداب الفرنسية". إذ لا ينظر إلى الأدب الفرنكوفوني من باريس، "إلا باعتباره أدباً للهوامش، أو الأدب الذي يدور بسرعة حول الأدب الفرنسي، أي حول أبيه الشرعي. وهذا الترتيب يضرّ، في العمق، بالأدب الفرنسي، في الوقت الذي لا تعاني فيه الفضاءات الأنجلوفونية أو الإسبانوفونية والناطقة بالبرتغالية، القادمة من الخارج، من أيّ إخضاع لنظام تسلسلي". ويصل الكاتب إلى موقف لا يغيب عن بال أي ملاحظ أجنبي حين يتعلق الأمر بكاتب قادم إلى اللغة الفرنسية من بلد آخر غير بلدان المستعمرات السابقة، أي من روسيا أو من تشيكيا أو من رومانيا وغيرها، ويعبر عن المرارة فيكتب، متسائلا:"هل إن هذا التقييم التسلسلي هو الذي يجعل كُتَّاباً مُحبّين للفرنسية والفرنسيين ـ أقصد بهؤلاء الكُتّاب الذين قدموا من دول غير فرنكوفونية ـ أكثر اندماجاً في الآداب الفرنسية؟ وهكذا نجد أن مُؤلَّفَات ماكين (روسي) وسيوران وسمبروم وكونديرا وبيكيت توضع في رفوف الأدب الفرنسي، بينما توضع مُؤلَّفَات كوروما ومونغو بيتي وسوني لابو تانسي في رفوف الأدب الأجنبي، على الرغم من أنها كُتِبَتْ باللغة الفرنسية". ويرى الكاتب أيضا أنّ دور النشر الفرنسية هي الأخرى، ضالعة في هذا التمييز وهذه التراتبية. "إن دور النشر الفرنسية تنشئ مجموعات وسلاسل أدبية خاصة للكُتّاب الأفارقة. يتعلق المرء بمسألة قابلية الرؤية بالنسبة لهؤلاء الكُتّاب، إلا أن هذا النزوع إلى الغيتو قد ينتهي إلى وصول مداه في يوم أو آخر. هذا النزوع الغيتوي ينتقص ويحطّ من قيمة تعبير فترة بأكملها، ويمنح ثقافة قطيع تتأسس شرعيتُهَا الوحيدة على هوية لون البشرة أو المكان الجغرافي للكُتَّاب. هؤلاء الكتّاب المعزولون والمحبوسون في سجون ضيقة محكومٌ عليهم حمل وِزْر ايديولوجيا لا تتطابق مع استقلالية الخلق والإبداع. إنهم سينبحون ولكن نباحَهم لن يتجاوزَ بالمَرَّة حدود أزقة مسدودة". لن يتجاوز حدود أزقة مسدودة، رغم إغراء خطاب قطاع كبير في الثقافة الفراكوفونية قائل:" لا تعين الفراكوفونية آدابا وافدة من الخارج وحسب، بل وأيضا طرقا أخرى لرؤية العالم"... ولكن لتكن هذه الطرق الأخرى ذات هوية متميزة تسامق طرق رؤية العالم التي تفصح عنها اللغة الأم: الفرنسية.

























الكاتب مصباح محجوب يتحدث للنصر



الكاتب مصباح محجوب يتحدث للنصرعن كتابه الأخير و أشياء أخرى هــــكـــذا استخــــدمـــت إســـرائيـــل النـــســـاء
مصباح محجوب رجل هادئ و جدي و يبدو أنه لا يضيع وقته سدى ، دقيق جدا و يشغله عمله أكثر من أي شيئ آخر . قال أنه فلسطيني و لكنه يفضل أن يقول بالمختصر المفيد أنه عربي دون تلك التفاصيل المملة عن الجنسيات .تحدث كثيرا عن أشياء. كتابه الممتع " عاهرات مقدسات" يتحدث عن النساء في أجهزة مخابرات إسرائيل كيف يستخدمن لأهداف من أجل إسرائيل و كيف مصيرهن و كيف حياتهن .الكتاب نفذ من السوق بسرعة و طبعت طبعة ثانية منه و لكن الأستاذ محجوب له كم هائل من المخطوطات قريبا ستصدر له كتب جديدة تدور حول الموضوع نفسه تقريبا و حول موضوع المرأة ووضعها في الإسلام و المجتمكع الإسلامي .
حاورته في بيروت: فضيلة الفاروق
أهم من ذلك يجب أن نعرف أنه حاصل على ليسانس في الفلسفة و علم النفس و تابع الدراسات العليا في فلسفة السياسة ، ثم تخرج من مدرسة المشاة و حصل على وسام الواجب العسكري من الدرجة الأولى ، كما حصل على دبلوم العلوم السياسية من معهد العلوم السياسية في دمشق. و من مؤلفاته : الصراع على الهوية وحتمية الحرب الأهلية في إسرائيل (1999)بيت العنكبوت(2002)أستير أو شياطين الظلال ، صرخة و إنذار إسرائيل (دار برزان)*تصدمنا في كتابك الصادر حديثا " عاهرات مقدسات" منذ البداية بأن العنوان مستعار من كتابات الكاتبة الصحافية يائيل دايان إبنة الجنرال موشيه دايان ، هل يحتاج العنوان إلى كل هذا الذكاء لتسويقه؟**حين أمسكت بالقلم و بدأت أخط حقائق عن التجمع الإستيطاني اليهودي الصهيوني الإسرائيلي ، لا فرق - في فلسطين المحتلة- كان هدفي يتمحور حول فضح ادعاءات هذا التجمع الإستيطاني ( الملون) الذي استحال على قادته صهره و عجنه مجتمعا إنسانيا كباقي المجتمعات . و بالتلي كشف ما أمكن من أكاذيب ديموقراطيته الزائفة و مصادرته لحقوق المرأة اليهودية التي دأب على إستغلالها أبشع و أقذر إستغلال في خدمة الدين و الكيان السياسي منذ إعلان قيام إسرائيل 1948.أما لماذا هذا العنوان ؟ فلأني ببساطة وجدت فيه تطبيقا للمقولة أو المثل القائل ( من فمك أدينك) و يكفي أن نعرف أن هذا العنوان مأخوذ من إحدى كتابات يائيل دايان ( الكاتبة و الأديبة و الناشطة في ميدان المرأة، و الأهم هو أنها باعت نفسها و قلمها للإستخبارات الإسرائيلية.... بعد هذا التوضيح هل لا زال الإتهام واردا ؟* هذا الإهتمام بعوالم الصهيونية و إسرائيل يبدو مبالغا فيه من طرف مجتمعنا لكن بشكل سطحي ، كيف نظرتك الخاصة للموضوع و أنت المتوغل بعمق في التوراة و التاريخ الإسرائيلي ؟** أولا سبق و انتقدت أغلب وسائل الإعلام العربية ( المرئية تلفزيون) و المكتوبة ( صحافة و كتب ) و اتهمتها و لا أزال بالتقصير المقصود تجاه فلسطين و الصراع العربي الصهيوني ، فالمهازل على شاشات التلفزة حدث و لا حرج. و تخريب شباب الأمة العربية و الإسلامية ( إلا القلة القليلة) يجري على قدم و ساق. لدرجة أني قلت في إحدى إ صداراتي : إن أعداء أمتنا لن يحتاجوا إلى الأسلحة الفتاكة و الذكية و غيرها للسيطرة على أرضنا و ثرواتنا في السنوات القليلة القادمة في القرن العشرين و قد صدروا لنا ثقافة اللواط و السحاق و التخنيث، و بالتالي فإنهم لن يجدوا لمواجهتهم سوى شبابا مائعا ضائعا لا يعرف شيئا عن أمته و أصوله و لا يعرف قيمة هويته العربية التي نزل القرآن بحروفها العربية. ثانيا سجلت عتبي و انتقادي للكثيرين من كتابنا و باحثينا و صحفيينا الذين و إن كتبوا عن قضيتنا المحورية ( فلسطينية ) فإنهم لم يرقوا في كتاباتهم إلىا لمستوى الإحترافي كما يحدث عند عدونا الصهيوني الذي يملك من مؤسسات البحث و التدقيق الذي لا يترك شاردة و لا واردة إلا و يدرسها بعمق للنفاذ منها في الوقت المناسب . و لأن صراعنا مع العدو الصهيوني صراع وجود و ليس صراع حدود فعلينا أن نعمل بجدية و بصدق و عمق علنا نتمكن من كشف نقاط ضعف هذا المجتمع الإستيطاني الصهيوني و ما أكثرها. و بالتالي نستطيع التعامل مع هذا العدو بالسلاح المناسب و الوقت المناسب و المكان المناسب بدل العشوائية و الفنتزيات التي لا نحصد منها سوى الفشل تلو الفشل . و اختم إجابتي على هذا السؤال بالقول " إذا بقي زعماؤنا الذين أبتلينا بأغلبيتهم لا يطلبون منا سوى التطبيل و التزمير لإنتظاراتهم الزائفة فقل على الأمة السلام لأن الخطر الحقيقي قادم من عدو لا يرحم. و يكفي أن ينظروا للذي يجري في فلسطين و العراق و أفغانستان و السودان و الحبل على الجرار....*كيف بدأت علاقتك بهذا الموضوع ؟**إن اهتمامي بالقضية الفلسطينية و ما يجري على أرضها المحتلة على يد المستوطنين الصهاينة من مجازر بحق الشعب العربي الفلسطيني و الشجر و الحجر، و من قبلها تفاعلي و تعاطفي مع الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي حتى أن ذاكرتي لا تزال تحتفظ بالكثير من صور جميلة بوحيرد و فلمها الذي لا ينسى . كل هذا بدأ منذ تفتح عقلي و كنت وقتها طالبا في المرحلة الثانوية و ازداد اهتمامي و تفاعلي بعد تخرجي من الجامعة و متابعة دراستي العليا في فلسفة السياسة و شاءت الظروف أن يكون عملي بعد التخرج في مجال التوجيه النفسي و السياسي و هذا ما منحني الفرصة للحصول على شهادة الكلية السياسية العسكرية. ثم معهد العلوم الساسية، ثم حصولي على اختصاصي في الحرب النفسية . و استطيع أن أقول أن هذه الإختصاصات دفعتني للمزيد من القراءة و البحث و التدقيق في حقيقة تركيبة هذه " الإسرائيل" على الأقل حتى أستطيع أن أشبع جوع السائلين عن اليهود و عن فلسطين و كيف السبيل لخوض الصراع معهم ... و ما هي طبائعهم ، و ما هي التركيبة الشخصية للجندي الصهيوني و ماذا 'ن إرادة القتال عندهم و في هذا المجال أصدرت عددا متواضعا من الكتب منها : الصراع على الهوية في المجتمع الإسرايهودي بيت العنكبوت أستير و شياطين الضلال ( مابعد العراق)و صرخة و إنذار إسرائيل و عاهرات مقدسات و حاليا قيد الإنجاز ( مركب إسحاق) و أتحدث فيه عن الداخل الصهيوني صراعاته مشاكله و انقساماته و إمكانية و عوامل انهياره .* المرأة دائما هي الخاطئة و المخطئة في التوراة إلى أي مدى يبدو الإختلاف كبيرا بينهما و بين النص القرآني و الإنجيل؟**حين وضعت كتاب " عاهرات مقدسات" الذي استهلك من القوت و الجهد الكثير لم يكن هدفي تشويه المرأة اليهودية أو الإساءة الغبية لها لأنها من الأساس و بحسب التوراة الخطيئة بحد ذاتها و الرب يحتقرها و بالتالي حاخامات اليهود. مما أثر على وضعها العام في البيت و المصنع و حتى الأسرة... و من يقرأ كتاب عاهرات مقدسات يكتشف عبر التاريخ أن مسيرة هذه المرأة كانت دائما سيئة و لا أخلاقية. و الغريب أني اكتشفت أنه رغم احتقار الرب و الحاخامات لها فإنهم استطاعوا أن يقنعوها أن كل ما تقدمه من خدمات تعتمد على اللأخلاقياتا إنما هي تقدمها للرب هذا من ناحية و أما من الناحية الثانية فإن هذه المرأة تقول و بكل بساطة إن شهوتي الجنسية التي لا تعرف الشبع و هذا الشبق المجنون للجنس إنما المسؤول عنه هو الرب و لست أنا فإذا أردتم توجيه اللوم فلوموا الله المسؤول. أما الأغرب من هذا و ذاك فهو قبولها القيام بهذا الدور اللاأخلاقي الإجرامي الشرير و استمرارها في تأديته. و أعتقد أن هذا يرجع إلى نوع التعبئة الدينية و الثقافية التي يصبوها في رأسها. و التي لم تترك أو فيها أي مسحة إنسانية ... هكذا هي الشخصية اليهودية و هذه هي تركيبتها . و إذا ما حاولنا نزع أو تخليص الشخصية اليهودية من أي من هذه الصفات البشعة فإن هذه الشخصية تنهار.أما موضوع السلوك الإنحرافي ( و اللاأخلاقي) فصحيح أنه موجود في كل المجتمعات . و لكنه موجود لأسباب أخرى (عقلية ربما أو نفسية أو غيره ) أما عند المرأة اليهودية فإن الدين يدخل كعامل أساسي في توجيه المرأة نحو الإنحلال و الإجرام أما أن يحرض الإسلام لا سمح الله على أي عمل لا أخلاقي فهذا أمر مستحيل و كذا المسيحية المستنيرة بالسيد المسيح (الذي قال من منكم بلا خطيئة فليرجمني بحجر)*نلمس في كتابك أن المرأة اليهودية مسكينة و مظلومة و في الوقت نفسه أداة بشرية شريرة أين البعد الإنساني في وجهة نظرك هذه ؟** موضوع عذرية المرأة في مجتمعنا العربي لا يزال من العقد التي لم تجد لها حلا حتى الآن. و قد ناقشت هذا الموضوع بتوسع في كتابي الذي هو الآن قيد الطبع و سيصدر عن دار برزان بعنوان " نساء في خدمة اللذة". صحيح أنها بالأمس( أي المرأة التي تفرط بشرفها و بكارتها) كانت تتعرض للقتل أو النبذ أو الإضطهاد و لكنها اليوم و ربما بحكم تدهور الأوضاع الإقتصادية و تفكك الناحية الأسرية (الإجتماعية ) أصبحت عقوبتها أقل أما ما يتعلق بالرجل اليهودي و هتكه لبكارة أقرب الناس إليه(كابنته مثلا أو قريبته أو جارته أو موظفته) فربما عدم وجود مجتمع حقيقي يعرف أفراده بعضهم بعضا قد لعب دورا أساسيا في استسهال هذا السلوك، هذا من ناحية، و من الناحية الثانية القانونية و كما أوضحت في كتابي فإن القانون يصدر أقل العقوبات بحق مرتكبي هذه الجرائم لأن المرأة من الأساس و كما أشرنا محتقرة و حقيرة و تمثل الخطيئة. و بالعودة إلى الممارسات الجنسية الخارجة عن القانون و المحطمة للقيم و الأخلاق فهي لاتزال بدرجة أو بأخرى لا تمارس بالشكل العلني الفاضح. صحيح أننا نطبل و نزمر للقيم و الأخلاق و العادات و التقاليد في العلن و لكن أغلبنا يدوسها في السر.فنحن أيضا نعاني ليس فقط من ازدواج في الشخصية بل أكثر من ذلك . و أخيرا أعتقد أن عدم وجود قيم و ضوابط أخلاقية و دينية إضافة إلى تعدد البلدان التي قدم منها اليهود و هي بالعشرات جعلت الرجل اليهودي أكثر صراحة ( أو ربما وقاحة)- إن جاز القول- في التعبير عن رغباته و شهواته بعكس مجتمعاتنا العربية التي إلى حد ما تخاف و لا تستحي .* عاهرات مقدسات يبين ان المراة السلاح الاكثر تطورا في اسرائيل ان لم اخطئ و, و انه "لا يزال يضرب في عقر دارنا " كيف تقيم؟** كي أكون منطقيا أقول إن مصر قبل عهد السادات و بعده كانت أهم دولة عربية و الأكثر قدرة على منازلة الإستخبارات الإسرائيلية. من رأفت الهجان إلى الحفار إلى مهمة في تل أبيب ، هي قصص حقيقية و إن كان تنفيذها السينيمائي دون المستوى العالمي لذلك يجدها البعض غير مقنعة. أما نجاح عمليات التجسس العربية المصرية التي لا يزيد عددها عن عدد أصابع اليد الواحدة و ربما أكثر بقليل فهذا لا يعني أننا بتنا بنفس المستوى النجاحي و هنا لا بد من الإشارة إلى جمال المرأة اليهودية( كأنثى من ناحية ) و إلى همجية و تخلف الرجل العربي الذي يبيع الدنيا بما فيها في سبيل إثبات فحوليته الغبية ( سواء على مستوى الرؤساء و المسؤولين أو على مستوى الضباط و غيره. و لا ننس هنا أن وقوع البعض في فخ العمل مع الإستخبارات الإسرائيلية ربما يكون بسبب الحصول على المال و غيره.أخيرا حين أتحدث عن المرأة و التجسس فلا مجال للتعرض للنقاء و الأخلاق خاصة و أننا في عالم انقلبت فيه المقاييس فبع أن كان الحق قوة أصبح العكس هو السائد: القوة هي الحق!و قبل أن أختم الإجابة على هذا السؤال أود أن أذكر بعملية إغتيال أبو يوسف النجار و رفاقه في بيروت على يد وحدة كومندوس شارك فيها وزير الدفاع السابق يهودا باراك( و ما يلفتني هنا هو أن باراك لعب دور إمرأة في هذه العملية ) و أخيرا و ليس آخرا من منا لم يسمع عن عملية خطف(فعنونو) العامل السابق في ميدان المفاعل النووي الإسرائيلي من بريطانيا على يد جاسوسة حسناء . و خير ما أختم به هو الإشادة و تسجيل الإعجاب و التقدير للمقاومة الإسلامية (حزب الله) و لأساليب عملها الذكية و المتقدمة تدريبا و تقنية على فنون العمليات القتالية و الإستخباراتية و أتمنى أن تكون مثلا أعلى يقتدى به على مستوى الأمة العربية و الإسلامية .*قراءتك للأدب الإسرائيلي كيف قدمت لك المشهد الأدبي الإسرائيلي ؟** لأني فضلت أن أكون متوسط الحال مكافحا في هذه الحياة على أن أكون واحدا من الحمير المقنطرة التي تعبد المال على حساب المعرفة و الثقافة . أقول من المهم أن يقرأ من يرغب أن يكون مثقفا للأدباء و الكتاب الآخرينحول العالم , لان مثل هذا الفعل يزيد من ثقافته و زيادة الثقافة تزيد من قوة البناء الشخصي و بالتالي الثقة بالنفس .أما عن قراءة ما يكتبه العدو فهذا أمر ضروري جدا لاننا كلما فهمنا أدب عدونا عرفنا المزيد عن طرق تفكيره و عن طموحاته و تطلعاته , و يحضرني هنا المثل الصيني القائل :(اعرف عدوك جيدا , واعرف نفسك جيدا , وادخل المعركة مئة مرة , تنتصر مئة مرة ).أما قراءة ما تكتبه أقلام عدونا الصهيوني فانها توضح لنل الكثير عن الخلفيات الثقافية المختلفة للمستوطنين الصهاينة في فلسطين المحتلة لأنهم قدموا من عشرات الدول بين أوربية شرقية- وأوربية غربية و عربية ومن افريقيا , و ربما غدا سيحضرون متهودين من غابات الامازون .أما المشهد الاسرائيلي الذي بدا لي من خلال قراءاتي فيدل دلالة واضحة الى ان اسباب الصراع اليهودي اليهودي ما فيه فيه كما العادة , فالتاريخ تاريخ اليهود يخبرنا ان العامل الاول لتهجير تجمعهم يكمن فيهم , من أيام ممالك الشمال و الجنوب الى محاولات الاستيطانفي جزيرة كوراساو - (على شواطئ فنزويلا ) حوالي 1630 و التي انهارت بعد بضع عشرات من السنين ثم المحاولة الثانية في جزيرة - سورينام حوالي 1780_1800 و اللتي انهارت أيضا بعد حوالي مئة سنة و اليوم تقوم محاولتهم الثالثة في فلسطين المحتلة .(و لم تستقر بعد ومن المفترض بنا أن لا نتركها تستقر و تهدأ و تشعر بالأمان و السلام).* هل أنت مع التطبيع الثقافي ؟ مع الترجمة للغة العبرية ؟ هل تقبل أن تترجم للعبرية ؟**عندما أتحدث عن ضرورة متابعة الكتابات الصادرة في إسرائيل فأنا لا أعني التبادل الثقافي معها . و بالتالي أنا ضد التطبيع و الذين ينادون به إلى أبعد مدى و لكني كما قلت مع قراءة ما يكتبون للإفادة من طروحاتهم الأدبية ( سياسة أدب شعر) لأن طبيعة أدبهم تعكس مخاوفهم و حالتهم النفسية و العصبية و قدراتهم على الإستمرار في حمل البندقية و السهر على الأمن الفاشل ليلا و نهارا . أما موضوع الترجمة فيمكن التعامل معه بحذر بحيث يستكشف - إن صح القول- الكتاب و الباحثين المتخصصين ما يعتقدون أنه يمكن الإفادة منه و عندها يمكن ترجمته لتقرأه العامة( عامة المثقفين و الراغبين في المعرفة )و لو أن كثير من الكتاب الغربيين ترجموا الأدب و الكتابات العبرية بهدف نشر أفكارهم و تسويقها و في هذا كبير على ما أرى لسبب بسيط و هو أن بعضا من كتاباتهم يكتبون لصالح الإستخبارات و الدعاية الإسرائيلية . فمثلا قبل بضع سنوات طالعتنا الصحف بخبر يقول ( إن إسرائيل توصلت إلى صنع القنبلة الجينية التي إذا ألقيت وسط تجمع سكاني فإنها تفتك بالأجساد القائمة على جينات مختلفة عن جينات اليهود إضافة إلى بعض الأرقام و المعادلات و غيرها . و عندما قرأت المقال إكتشفت أن هدف المقال لم يكن الحديث عن القنبلة الجينية و إنما كان تمريرا هائلا من الأكاذيب التاريخية التي تربط إبراهيم الخليل بموسى بيهود اليوم ، فقمت بالرد على هذه المقالة و كشفت الأكاذيب و التزوير التاريخي الذي أرادوا تمريره من خلال مقالتهم و دراستهم و اكتشافهم ...أخيرا للأسف أتقنت بعض اللغات الأجنبية و لكن ليس بينها العبرية و إن كنت أحاول تعلمها من خلال الكتب في ما تيسر لي من وقت الفراغ بهدف معرفة المزيد عن هذا المستوطن اليهودي الصهيوني الإسرائيلي الذي احتل الأرض العربية الفلسطينية. و أود أن أقول أنني أحاول أن أستفيد من دراساتي و اختصاصاتي المختلفة المدنية و العسكرية في بحثي و تنقيبي و كتابتي عن العدو الصهيوني . فأنا مجاز في الفلسفة و فلسفة السياسة و خريج الكلية العسكرية و حاصل على شهادة الكلية السياسية العسكرية (رئيس قسم على مستوى لواء) و مدتها إثنا عشرة شهرا دراسيا و قد درست فيها 42 كتابا ( مادة مختلفة) ثم اتبعت دورة في الحرب النفسية و حصلت على شهادة مدرسة المظلات و عشت أحداث لبنان العسكرية حتى حصار بيروت عام 1982و في كل الحالات أريد أن أضيف فقط أن اليهود رغم شراستهم و دمويتهم ضد الشعب الفلسطيني تبقى النصوص التوراتية التي يؤمنون بها خير دليل على جبنهم و عجزهم فقد جاء في سفر الخروج10:14-14" فلما اقترب فرعون رفع بنو إسرائيل عينهم و إذا المصريون راحلون وراءهم ففزعوا جدا و صرخ بنو إسرائيل إلى الرب و قالوا لموسى ( هل لأنه ليست قبور في مصر أخذتنا لنموت في البرية) ماذا صنعت بنا حتى أخرجتنا من مصر؟ أليس هذا هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين ( كف عنا فنخدم المصريين لأنه خير لنا أن نخدم المصريين من أن نموت في البرية) فقال موسى :( لا تخافوا الرب يقاتل عنكم و أنتم تصمتون) و قال لهم أيضا نبيهم موسى موبخا إياهم على جبنهم ( جئنا إلى قادش برنيع فقلت لكم دعنا نرسال رجالا قدامنا ليتجسسوا لنا الأرض و يمضي قائلا ( الرب بسبب بغضته لنا قد أخرجنا من أرض مصر ليدفعنا إلى أيدي الأموريين لكي يهلكنا) كذلك ورد في سفر التثنية و في سفر القضاة 2، 3 ناهيك عما جاء حول جبنهم في كل من صاموئيل الأول 1:17-24 و صموئيل الأول 12:17-58. هذه الأمثلة نسوقها و لمن يريد معرفة المزيد فليقرأ في التوراة بتمهل و له أن يرجع إلى إصداراتي التي تحدثت فيها بمزيد من التفصيل .

























الروائي والقاص بشير مفتي للنصر

الروائي والقاص بشير مفتي للنصروطارمتخلف عن العصرو يعتبر نفسه أهم عبقرية أنجبتها الجزائر
بشير مفتى كاتب جاد ومبدع يشتغل على رواياته وقصصه بكثير من الحبّ والشعر والفلسفة والجمالية له من المجاميع القصصية " أمطار الليل " و"الظل والغياب " و" شتاء لكل الأزمنة " أما من المتون الروائية فله " المراسيم والجنائز " التي استثمر فيها بعض ملامح الرعب الذي ساد النفسية الجزائرية أيام المحنة والدم ،وله " أرخبيل الذباب " ا وأيضا " شاهد العتمة " الرواية الغارقة في السوداوية والشاعرية أما آخر إصدار روائي له فهو " أشجار القيامة ". في هذا الحوار يتحدث الروائي بشير بكثير من الجرأة والجمالية عن مفهومه الشخصي للرواية وعن من هو الروائي ووظيفة الرواية وغياب القاريء الذكي والأدب الإستعجالي وعن شخصياته الإنهزامية التي تصنع ألق وألمعية رواياته كما تحدث عن وطار وقال بأنّ "أعمال هذا الأخير لن تقرأ لأنّها أقرب إلى الوثائق السياسية" .
الروايات الجميلة عادة ما تكون حسب قراءاتي روايـــات سلبـــيةوأبطالها متشائمــونالنصر: لنبدأ من مفهومك الشخصي والخصوصي للرواية ، فماذا تقول ؟بشير مفتي : أقول بأنّ الرواية هي الجنس القائم على ممكنات متعددة تتيح للكاتب أن يدخل في لعبة مفتوحة تتأسس على الغوص في متاهات التخييل وإعادة قول الواقع فالرواية كما أنظر لها من زاويتي الخاصة هي كتابة مفتوحة أي تتداخل فيها فنون وأنواع لا حصر لها من التعابير وهي بهذا فقط تعطيني الحرية وتدفعني إلى المواجهة ، صحيح أنني أميل إلى توجه معين في الكتابة وعائلة معينة من الروائيين كما هو عادة كلّ الكتاب تقريبا فهناك من يهتم بالشكل والشكلانية وبالموضوعية كما في رواية الوصف التي قدمت لنا روائيين من طراز " آلان روب غرييه" و " ناتالي ساروت " و" بيتور " ومن جاراهم عندنا وهناك من يحيك روايته ببراعة شعرية ولغة فذة ويحكي حكاية جميلة وجمالها طبعا لا ينبع من إيجابية القصة أو أبطال الحكاية فالروايات الجميلة عادة ما تكون حسب قراءاتي روايات سلبية وأبطالها متشائمون وهي تحكي عن التراجيديا أكثر مما تحكي عن الكوميدي المضحك فهي أقرب للجد منها للهزل حتى لو استعملته مثلما يفعل " كافكا" أو " كونديرا " وهناك من يستهويه التاريخ والملاحم والبطولات فيكتب ضمن عائلة الرواة التاريخيين من أمثال " دوماس " أو الحرب والسلم لتولوستوي وهناك من يقدم عوالم نفسية و شذرات روحية أو قطعا صوفية متيمنا بهذا أو ذاك، وأنا من جهتي أميل لعائلة معينة ولا ألوم أحدا في أن يميل لعائلات أخرى يبقى المستوى الفني والجمالي الذي نكتب به هو المعيار المحدد لأهمية النصوص. لهذا لا أنزعج عندما يتناول البعض القضايا السياسية أو حتى فكرة الإلتزام الأدبي بالقضايا العامة لا تزعجني إن وفق الكاتب في قولها جماليا والدفاع عنها أدبيا فهي ستكون أكثر تأثيرا وأبلغ وقعا على وجدان الناس وعقولهم. من الدفاع عن الشعارات والأوهام التي تخدر وتنفر وتكذب أكثر مما تقول الحقيقة وأتصور ماركيز على حق عندما أخبرنا بأنّه إذا أردنا أن ندافع على قضية كبيرة فيجب أن نكتب رواية جميلة. هذا هو المبتغى الأساسي أما غير ذلك فيذهب جفاء.النصر : ومن هو الروائي ؟بشير مفتي : يصعب طبعا تحديد جواب لمثل هذا السؤال، بالرغم من كوني لا أعتقد في وجود شيء خاص يميزه عن غيره من كتاب الأجناس الأخرى. إنني أتصوره كائنا يقتات إلى حد بعيد من حياة الآخرين فهو إلى حد ما أو إلى حد بعيد يعيش من خلال الملاحظة والتجربة والتدقيق في التفاصيل التي لا تشغل الناس العاديين وهي مهمة صعبة وخطيرة ودون شك لها آثار نفسية كبيرة على الروائي. طبعا نحن لا نعقد مثل هذه المسائل، ظنا منا أنَّ الكتابة سهلة وميسرة. أنا تصوري مختلف فكلّ رواية أو وراء كلّ رواية هناك علاقات تنشأ وتتفكك وهناك أحلام تولد وتموت وشخصيات تبرز وتنطفئ. وعمل الروائي إن كان يمكن تسمية ما يكتبه بهذا الشكل يقوم بالدرجة الأولى على التدقيق في حيوات الآخرين وبالطبع تكون حياته أيضا محل معاينة وتدقيق وربما هو يستغل ذاته قبل كلّ شيء أي كلّ ما عاشه وما حلم أن يعيشه وبالتالي الروائي يعيش على الأبعاد الزمنية الثلاث متداخلة في زمن واحد هو الحاضر، بوعي مؤلم وحساسية مفرطة وجمالية شعرية تُذهب عن الحياة الرتابة والملل الذي يميزها عادة.الحلم هو وظيفة الأدب والفنون بشكل عامالنصر: وماهي وظيفة الرواية برأيك ؟ بالمناسبة هناك من يقول بأنّ وظيفة القصيدة هي أن تحلم ،فما وظيفة الرواية يا ترى ؟ .بشير مفتي :أظن بأنّ الحلم هو وظيفة الأدب والفنون بشكل عام فلا أتصور الأمر حكرا على الشعر فحسب وأنا أظن بأنَّ الحلم هو من أهم مصادر الكتابة الإبداعية بشكل عام لأنّه المجال الأكثر غنا وتعددا وكثافة بحيث يسمح للكاتب أن يدخل إلى مناطق متعددة ورحبة وبالنسبة لي حتى الخيال مرتبط بقوة مع الحلم .طبعا مسألة الوظيفة لا أدري إن كانت مهمة أم لا ؟، ولكن بما أنكِ طرحتِ السؤال فسأحاول الرد من موقعي الخاص والّذي يعنيني من رواياتي ليس أن تؤدي وظيفة وتلبي غرضا من الأغراض. قد يكون لها دور ما، ووظيفة ما بحسب من يتلقى هذا العمل وقد يراه من زاويته الخاصة. لا أخفي عليك بأنّني أشعر بهذا اللبس، فمن جهة لا أعتقد في أي دور للأدب وتهمني الكتابة بشكل حر وخاص. ثم هناك في رواياتي قضايا سياسية واجتماعية وهذا ما يقلق بالفعل، فهي ثانوية بالنسبة لي، لكن سياق التلقي المرتبط بالخارجي والمواضيع يجعلها أكثر أهمية من أي مستوى آخر. ربما يكون بالنسبة لي أهم وأعظم .النصر: يقول الروائي رشيد بوجدرة :" صعوبة الرواية الحديثة ترجع إلى إحتياجها إلى قاريء ذكي " أنت كروائي ألا تعتقد بوجود هذا القاريء الذكي ،وهل هناك قاريء نخبوي فقط ؟. بشير مفتي : أحيانا ما يثير الإحباط في الروائي المجتهد أو على الأقل الذي يحاول أن يخرج على النمط والمستهلك والمجتر هو غياب القارئ الذكي أو القارئ الذي يستطيع أن يستوعب بشكل متميز ما يقرأه و ما يقدمه له الروائي من خرجات فنية أو حتى فكرية تمس الموضوع. أي عزلة النص المجدد وأستعمل كلمة " مجدد" بحذر فهي مثل مقولة " الحداثة" تحتاج من وجهة نظري إلى تأمل وتبصر نقدي ذلك أنّه تحت هذا الشعار الذي يرفع بحق ومن غيره قدمت لنا الكثير من النصوص في ثوب مغلق أي أنّها لعبت دورا سيئا في تحقيق ما تصبوا إليه النصوص الحديثة نفسها التي لم تأتِ لفصم العلاقة مع القارئ وبتر أي حوار ممكن ولكن لخلق حوار جديد . لعبة الغلق والغموض والتلاعب اللغوي المبني على وعي مشوه بالدائرة التواصلية خلق نفورا كبيرا من الروايات شبه الحداثية بل تلك التي تدعي الحداثة وما بعدها وتعجبت من رواية جزائرية تصدر مؤخرا ويكتب على ظهر الغلاف "هذه الرواية نص حديث جدا" ولا أدري من أقر له بهذا هل هو الناشر أم الروائي نفسه. وهل عندما نستعمل حديثة جدا سنثير إنتباه القارئ إلى التنحي عن الطريق لأنّه نص مكتوب لمن هم حداثيون جدا أم القصد والغرض جلب هذا القارئ ثم ما أن تقرأ الرواية حتى تصاب بصداع لا قبل لك به. أعتقد بأنَّ القارئ اليوم بحاجة إلى نصوص حديثة بالفعل ليخرج من تفاهة السطحي والمبتذل لكن أي حداثة نريدها الآن؟ هل تلك التي تجرب بلا وعي وأقصى أهدافها أن يقول عنها النقد المفبرك أنّها حداثية؟ أم تلك التي تخاطب القارئ المفترض وتستدرجه لغوايتها وتفتح نوافذ متعددة للحلم والتأمل والخيال. إنَّ الرهان يكمن في كيفية إستدراج القارئ إلى النص ليس بالتوابل المستهلكة كالجنس والسياسة والدين والتي أصبحت تستعمل اليوم ليس كتجارب تروم إلى كسر المحرم ولكن إلى الإثارة وكسب الشهرة بغير حق. أظن بأنَّ الرواية الجزائرية باللغة العربية خاصة كما في السبعينات قد هجرت القارئ الجزائري ونحن نسعى كجيل جديد وكلّ بطريقته الخاصة إلى إعادة هذا القارئ إلى روايتنا الجزائرية بعد غياب طويل.النصر: تقول فضيلة الفاروق :" اللغة شغل الشعراء ،لغة الرواية تأتي إليك ،وليست كلغة الشعر التي يذهب إليها الشاعر ويبحث عليها " هل حقا اللغة هي إشتغال الشاعر وليس الروائي ،مارأيك أنت خاصة وأنّ القاريء لرواياتك وقصصك يكتشف بأنك تشتغل على اللغة بحرفية شعرية خالصة ؟ . بشير مفتي : مسألة اشتغال الروائي على لغته هي في صميم العمل الأدبي فالأدب هو قبل كلّ شيء عمل على اللغة ولكن بما أنّ الرواية تقوم على السرد والتفاصيل فهي تفتقد إلى ذلك البناء اللغوي المحض الّذي قد يكون من خصيصة الشعر بالدرجة الأولى لكن هذا لم يمنع بعض الروائيين من تقديم نماذج على قدرة خارقة في هذا الإستثمرار ولعل نموذجا من مثل " سليم بركات " خير من يدلل على هذا. لا أخفي عليكِ بأنّني أقرأ بصعوبة روايات هذا الأخير فمرة قعدت أكثر من شهر وأنا أفكك لغة "الأختام والسديم" التي هي عمل مدهش ومروع. إنّها نصوص لا يمكن أن تكون مكتوبة للجمهور العريض من الناس بل حتى المثقفون يشتكون من عسر هضمها وربما أيضا يدخل"إدوار الخراط" في هذا الصنف الّذي يختار هذا التوجه البروستي وحتى ما فعله جويس في "أوليس اللعينة" إنّها تجارب مخاطرة بالدرجة الأولى. عليَّ أن أعترف بأنني لا أتعامل مع اللغة بهذا الشكل الكثيف وقد يحدث ذلك فيما بعد لأنََّ الأمر على ما أتصوره يتطلب نضجا وخبرة تحتاج إلى وقت وتفرغ حتى نتمكن من تحقيق ذلك. أما حضور اللغة الشعرية ومسألة الشعر فهي تدخل بالدرجة الأولى ضمن تصوري للرواية على أنّها نص مفتوح متعدد أو كما يمكن تسميتها بأرض التكاثر و لهذا فأنا أعدد المستويات والطبقات والحفر بداخل مناطقي الغامضة والمعتمة علَّ ضوءا ما ينير الدرب ويفتح الأفق لا غير.الأدب جحيم من نوع آخر، ولكنّه كذلك نعيم من نوع خاصالنصر: قلت لي ذات مرة في سياق الحديث:" أمارس الكتابة كي أثمن تجربتي الكتابية ولا أستعجل الطبع "،الآن ماذا يمكن أن تحكي لنا عن هذه التجربة تحديدا ؟.بشير مفتي : لا أخفي عليك بأنني مندهش شخصيا من مساري الأدبي ومن هذه التجربة التي تأخذ عندي اليوم مكانة خاصة. لقد أصبحت أقدس الأدب بالفعل وأحس بأن علاقتي به تعمقت أكثر وفي سياق جزائري يسخر من كلّ شيء، ويحقر كلّ عمل رمزي لا يذر أرباحا مادية، أو منافع مجسمة، في سياق ثقافي يمثله أدباء مرتزقة ومثقفون مرتشون تعودوا على بيع ذمتهم لمن هب ودب وأدباء يكفرون أمامك يوميا بالأدب. تصوري أنني أعتقد في هذا الأدب نفسه، و أجدني مرتبطا به. ولا يمسني تلويث المحيط الّذي يطالبك بالحصول على مناصب ومال وسكن وجاه وغير ذلك. هذه الأشياء تركتها لهم، وأستطيع أن أتنازل عليها لو كان بيدي ذلك، فقط لقد بدأت أشعر بقيمة الأدب الّذي ينقذك ِ من الكثير من السفاسف والحمق والبلاهة. وهذا لا يعني أنني شخص مثالي ويريد أن يعيش في برج عاجي، بل بالعكس الأدب يرميك في قيعان الواقع، ومتاهات الشك ويعقد رؤيتك، ويفتح شاشات داخلية لم تكن متبصرا بها على الإطلاق. الأدب جحيم من نوع آخر، ولكنّه كذلك نعيم من نوع خاص، وعندما أقول أنني أصبحت أعتقد في الأدب، فهذا يعني أنني أصبحت أشك في قدراتي كلها. أشك في نصوصي. أشك في ما أكتبه. أشك في ما يمكن أن يقدمه الأدب لشخص مثلي يريد أن يهب نفسه كما فعل فاوست للشيطان. لقد بدأت الكتابة مثل غيري لحضور الملتقيات، ولقراءة توقيع الإسم في آخر الصفحة من جريدة يومية، ثم شيئا فشيئا كانت القراءة تؤثر وتنفذ بسمومها إلى الداخل البعيد، فتحدث نقلة قوية وتذهب بك إلى ما لم تعتقده أبدا من قبل، ولم يخطر على بالك بتاتا. سأخبركِ بحادثة طريفة للغاية. عندما كنت في فرنسا بإحدى الإقامات الأدبية وصلتني روايتي المترجمة إلى الفرنسية من دار النشر " لوب" . لم أفرح قط بصدور كتاب كما فرحت ساعتها. شعرت بأنني أصبحت كاتبا حقيقيا. إنّه لأمر مدهش لم أشعر به طوال نشر رواياتي بالعربية في الجزائر. لا أدري لماذا؟ ولكن هذا ما حدث لي، ولعلني اليوم أشعر بثقل هذا الكاتب الحقيقي الّذي صرت أفترضه في. ما أريد الوصول إليه هو شبه نصيحة لكلّ الكتاب المبتدئين. لا تبيعوا ذمتكم من أجل أوهام صغيرة. ثقوا في الأدب وستصلون إلى شعور داخلي بسيط للغاية يمكنكم بعدها من القول أنَّ الأدب كبير لهذا السبب بالضبط. النصر : فرحك بصدور روايتك المترجمة ،ربما مرده إلى إحساس داخلي بأنّها ستصل إلى القاريء العالمي الإفتراضي أو المفترض أصلا؟.بشير مفتي : لا لا أبدا لم يكن فرحا بهذا الشكل، ولكن لأنّها توجت تجربة من الكتابة الروائية ولأنَّ شروط النشر تحققت في نصي حتى تمكن الآخر من الإهتمام به، ونشره. لقد قالت لي الناشرة الفرنسية أن عملي مختلف عن الروايات العربية وربطت نصي بكافكا وهذا يعني أنَّ كتاباتي لا تنخرط في نفس التيار السائد في الرواية العربية وأقصد الروايات العربية الجديدة لأنَّ هناك رواية عربية جديدة تحدثت عن الكوابيس والفزع وهي جميلة ومتميزة لكن الأمر بالنسبة لي مختلف لأنَّ السياق الجزائري لم يجعلني أتخيل كوابيسي ولكن أعيشها. أقول هذا الكلام طبعا دون تواضع كاذب، أو إفتخار مزيف.
يتبع الأسبوع القادم
حاورته / نوّارة لحرش

























الجمعة، مارس 31

photo





حياتي

السيد : مراد جغري
نادي اللقاء الثقافي
نهج قدور بومدوس- قسنطينة –
الجزائر


Mobil : 0021371.22.93.58




إلى السيد : عمرو دوارة
مدير المهرجان الخامس للمسرح العربي

– القاهرة – مصر
الموضوع : السيرة الذاتية




* من مواليد 03 ماي 1967 بقسنطينة – الجزائر .
* خريج المعهد الوطني للتكوين العالي لإطارات الشباب .
- فرع فنون درامية -
* الوظيفة : مشرف على جانب التنشيط بمركز إعلام وتنشيط الشباب قسنطينة
* مدير إداري لجريدة اللقاء التي تصدر عن مديرية الشباب والرياضة
* مربي مختص للشباب
* رئيس جمعية نادي اللقاء الثقافي .
* منشط تلفزيوني متعاقد
* منشط إذاعي متعاقد
* تجربة في مجال التمثيل والإخراج المسرحي والتلفزيوني






السيرة الفنية
في مجال المسرح :

أهم الأعمال المسرحية :

* المشاركة في مسرحية البعد السابع تأليف وإخراج عمار سيمود
المتحصلة على عدة جوائز أهمها :
- أحسن عرض متكامل في المهرجان الدولي تونس
- القناع الذهبي في المهرجان الدولي الجزائر
- أحسن إبداع مسرحي
- أحسن بحث مسرحي
* مسرحية قرص الشمس تأليف الكاتب فرحان بلبل وإخراج مراد جغري عن مسرحية القرى تصعد للقمر
* مسرحية عملية نوح تأليف الكاتب المصري علي سالم وإخراج المخرج العراقي فارس الماشطة
* مسرحية الصرخة الصامتة تأليف عمار سيمود إخراج مراد جغري
* بطولة مطلقة لمسرحية ليلى مع مجنون تأليف عبد القادر علولة عن مذكرات عزيز نسين إخراج كريم بودشيش
* أوبيريت المحاكمة نص مراد جغري إخراج كريم بودشيش




في مجال التلفزيون :

أهم البرامج التلفزيونية :

* إعداد وتقديم برنامج تلفزيوني موعد مع الذاكرة إخراج
المخرج حسين ناصف
*إعداد وتقديم برنامج تلفزيوني بعنوان ذكرى وعبرة إخراج
المخرج محمد ماندي
* تقديم برنامج تلفزيوني بعنوان وقال الشهيد إخراج
المخرج محمد عياط
*تنشيط برنامج ألعاب على الشاطيء إخراج
المخرج علي عيساوي
* تقديم حصة تلفزيونية بعنوان ليالي الجزائر بولاية جيجل
* ضيف العديد من البرامج التلفزيونية الخاصة بعالم الشباب والثقافة

أهم الأعمال الفنية التلفزيونية :

* المشاركة في فيلم حورية سنة 1991
* بطولة مطلقة لمسلسل تلفزيوني بعنوان إبن المقاول تأليف الكاتبة نادية درابلية وإخراج المخرج التلفزيوني محمد صغير حريز سنة 2005





في مجال الإذاعة :

أهم الأعمال الإذاعية :

* إعداد وتقديم برنامج إذاعي بعنوان موعد مع الشباب
* إعداد وتقديم برنامج إذاعي بعنوان ملفات ثقافية
* مناقشات مفتوحة حول عالم الشباب والثقافة



E- MAIL:MOROBOCH147@ yahoo.FR

حياتي




حياتي




حياتي




حياتي





الجمعة، مارس 24

harbi filali


alger2006


Bien qu’elles ne soient qu’une dizaine pour près de 10 000 habitants

Bien qu’elles ne soient qu’une dizaine pour près de 10 000 habitants
Les librairies de Bouira boudées
Jeudi 23 mars 2006
Par
Nacer Haniche
Dans la ville de Bouira, on dénombre moins de dix librairies pour une population de près de cent mille habitants. Malgré leur nombre réduit, ces antres du livre n’arrivent pas à drainer la foule. Elles ne retiennent pas l’attention du passant. Aussi sont-elles dans l’incapacité de socialiser le livre, et encore moins de susciter une tradition de lecture au sein du public.Mais il faut cependant signaler que ces librairies ne font rien pour être de véritables librairies. Elles sont tout juste des commerces. La vocation commerciale a pris le dessus sur le rôle culturel et la diffusion du savoir dans la société que doivent jouer ces quelques librairies. En effet, certains établissements, dont l’enseigne mentionne l’activité de la vente de livre dans les différentes disciplines, se sont orientés ces dernières années vers la vente des articles scolaires, de papeterie ou d’équipements de bureau. D’autres, rares, ont maintenu leur activité originelle, mais en y introduisant le livre de grande consommation. Des places sont aménagées pour la vente de livres scolaires et parascolaires, en plus de l’étal pour la vente des journaux. Selon un libraire que nous avons rencontré, ces deux activités attirent quelque, fois des clients en quête de romans de littérature ou de manuels scientifiques ou de culture générale. D’après un employé de la librairie de la place des martyrs à Bouira, depuis l’ouverture de l’annexe universitaire, un engouement est enregistré, notamment auprès des étudiants. Ainsi les manuels des sciences juridiques, les dictionnaires, les atlas et les livres de religion sont en tête des ventes, à côté des romans de littérature française et des livres de cuisine. En revanche, ceux qui traitent de l’histoire, de l’économie, de politique ou de la médecine n’arrivent pas à être écoulés, en raison de leur prix excessif pour les lecteurs et aussi à cause du manque d’intérêt affiché par les clients pour ces domaines. Par ailleurs, l’avènement de l’Internet et des CD-ROM a détourné de nombreux lecteurs qui boudent maintenant les librairies. D’autant plus que ces dernières ne sont souvent pas bien approvisionnées en livres intéressants. Pour le même employé, la période faste de leur activité se limite aux premiers mois de la rentrée scolaire, les rayonnages des manuels scolaires sont quelque peu pris d’assaut par les élèves et les parents à la recherche des nouvelles éditions en livres scolaires de cours, d’exercices ou annales pour les bacheliers. Pour ce qui concerne la production culturelle, notre interlocuteur a ajouté que la majorité des titres qui lui sont livrés par les distributeurs ou par des écrivains publiant à compte d’auteur sont liés à la littérature ou à la poésie. Ceux qui se vendent le mieux sont les livres relatifs à la langue et à la culture amazighes.Pour faire face à cette situation, certains libraires pensent que les organismes publics devraient multiplier les foires, Salons et expositions-ventes de livres, avec la participation des établissements implantés dans la wilaya de Bouira. Cela permettra, selon eux, une meilleure diffusion du livre. Mais c’est aux parents et à l’école que revient la charge d’inculquer le besoin et l’envie de lire, donc d’acheter le livre.
N. H.