الأربعاء، أغسطس 8

أخبار وصور











أخبار وأصداء بقلم نورالدين بوكعباش
1يقضي مصطافي سيدي عبد العزيز يومهم في البحر كاملا ودلك خوفا من الاسعار المرتفعة و النظرات الحاسدة وقد خصصت حفلات ليلية ووضعت مواقف مزيفة للسيارات من الثامنة ليلا إلى الثامنة صباحا بخمسين دينار واما ندرة المياه فلقد جعلت السواح يتجولون في العيون الملوثة لارتشاف المياه وطبعا دون نسيان الاعراس التي جعلت السواح هائمين بين طعام أشعب ومنزل شهرزادعلما أن السواح يقضون يومهم في البحر ثم إرتشاف الحليب فالعودة للشاطئ ثم الخروج لتناول المبردات ليلا وطبعا الاسعار مرتفعة والسياحة غائبة لدي سكان سيدي عبد العزيز 2شوهد سائح تونسي يتجول صباحا في سيدي عبد مما أثار حيرة السكان والمصطافين 3يعيش السواح على السباحة الحلال خاصة المحجبات واما الرجال فيقضون يومهم أمام الاشاطئ بالتبرج الجسدي ودلك مع حراسة أعوان الدرك والحماية الدين إكتشفوا أن السواح لايهمهم البحر بقدر ما يهمهم الجنمس اللطيف ورب صدفة كاميرا الهاتف النقال خير من كلام شاعري 4أبدع الكشاف الجز ائري في مخيماتهم في سيدي عبد العزيز ففي البحر وفي الفيلات الفخمة والمدارس ومن جميع الولايات مما جعل المواطنين يتسائلون هل اموال الانعاش الاقتصادي خصصت للانعاش الصيفي 5خصص رئيس البلدية عشاء شعبيا لفقراء سيدي عبد العزيز وطعاما فاخرا لاعيان مصالحه الشخصية ومنهم بوسنان البرلماني وأتباع مافيا سيدي عبد العزيز ويدكر أن عرس إبنه عرف دعما من خزينة البلدية وبمساهمة أعيانعرش بني صالح ضدعرش الجناح علما أن العروسة من عرش الجناح والعريس من عرش بني صالح واما الصفقة فضحيتها العروسة ومستفيدها شخصية ثالثة برلمانية وبطلها مشروع سياحي ضخم 6نظمت مديرية التجارة ببلدية سيدي عبد العزيز يومين لحماية المستهلك ودلمك في مداخل البلدية القديمة عالما أن مقر البلدية القديم منح لمواطنة صحراوية جعلته مقر الاقامة الصيفية ومكاتن لعرض منتوجاتها التقليدية بقلم نورالدين بوكعباش

أخبار وصور











أخبار وأصداء بقلم نورالدين بوكعباش
1يقضي مصطافي سيدي عبد العزيز يومهم في البحر كاملا ودلك خوفا من الاسعار المرتفعة و النظرات الحاسدة وقد خصصت حفلات ليلية ووضعت مواقف مزيفة للسيارات من الثامنة ليلا إلى الثامنة صباحا بخمسين دينار واما ندرة المياه فلقد جعلت السواح يتجولون في العيون الملوثة لارتشاف المياه وطبعا دون نسيان الاعراس التي جعلت السواح هائمين بين طعام أشعب ومنزل شهرزادعلما أن السواح يقضون يومهم في البحر ثم إرتشاف الحليب فالعودة للشاطئ ثم الخروج لتناول المبردات ليلا وطبعا الاسعار مرتفعة والسياحة غائبة لدي سكان سيدي عبد العزيز 2شوهد سائح تونسي يتجول صباحا في سيدي عبد مما أثار حيرة السكان والمصطافين 3يعيش السواح على السباحة الحلال خاصة المحجبات واما الرجال فيقضون يومهم أمام الاشاطئ بالتبرج الجسدي ودلك مع حراسة أعوان الدرك والحماية الدين إكتشفوا أن السواح لايهمهم البحر بقدر ما يهمهم الجنمس اللطيف ورب صدفة كاميرا الهاتف النقال خير من كلام شاعري 4أبدع الكشاف الجز ائري في مخيماتهم في سيدي عبد العزيز ففي البحر وفي الفيلات الفخمة والمدارس ومن جميع الولايات مما جعل المواطنين يتسائلون هل اموال الانعاش الاقتصادي خصصت للانعاش الصيفي 5خصص رئيس البلدية عشاء شعبيا لفقراء سيدي عبد العزيز وطعاما فاخرا لاعيان مصالحه الشخصية ومنهم بوسنان البرلماني وأتباع مافيا سيدي عبد العزيز ويدكر أن عرس إبنه عرف دعما من خزينة البلدية وبمساهمة أعيانعرش بني صالح ضدعرش الجناح علما أن العروسة من عرش الجناح والعريس من عرش بني صالح واما الصفقة فضحيتها العروسة ومستفيدها شخصية ثالثة برلمانية وبطلها مشروع سياحي ضخم 6نظمت مديرية التجارة ببلدية سيدي عبد العزيز يومين لحماية المستهلك ودلمك في مداخل البلدية القديمة عالما أن مقر البلدية القديم منح لمواطنة صحراوية جعلته مقر الاقامة الصيفية ومكاتن لعرض منتوجاتها التقليدية بقلم نورالدين بوكعباش

الرائد لخضر بورقعة لـ ''الجزائر نيوز'':












الرائد لخضر بورقعة لـ ''الجزائر نيوز'':
على بلعيد فتح ملــف اغتيــــال بوضـيــــاف
-- ردّ نزار على عبد السلام رسالة من ضباط الجيش الفرنسي
دعا الرائد لخضر بورقعة الشخصيات السياسية والتاريخية إلى فتح نقاش حول اغتيال الراحل بوضياف، وقال إن ذلك أولى من التلميح لفتح ملف وفاة بومدين· واعتبر بورقعة، المشهور بمعارضته لبومدين وبلعيد، أن رد الجنرالين خالد نزار ومحمد تواتي هو رسالة من ضباط الجيش الفرنسي مفادها ''مازلنا هنا''·
سمير حميطوش
اعتبر القائد التاريخي للولاية الرابعة، لخضر بورقعة، رد الجنرالين خالد نزار ومحمد تواتي على بلعيد عبد السلام هو رسالة سياسية قوية من ضباط الجيش الفرنسي الذين أرادوا أن يقولوا من خلالها بأنهم ما يزالون هنا وأقوياء بل مازالوا منتصرين، وقال بورقعة إن هذه الرسالة السياسية يمكن أن تكون موجهة إلى الرئيس بوتفليقة نفسه· ودعا ذات المتحدث الشخصيات التاريخية والسياسية في الجزائر إلى الانخراط في النقاش الدائر بل العمل على توسيعه إلى قضايا أشمل وأوسع، وأضاف الرائد بورقعة في تصريح لـ ''الجزائر نيوز''، أمس، أن هذا النقاش قد تأخر وكان من المفترض أن يبدأ قبل هذا الوقت من أجل تمكين الرأي العام الوطني من الاطلاع على حقيقة الأحداث التاريخية المختلفة· وخلال حديثه لـ ''الجزائر نيوز''، حرص القائد التاريخي للولاية الرابعة على التأكيد على مواقفه السابقة من نظام بومدين الذي كان بلعيد عبد السلام واحدا من أركانه، ولكنه أكد في المقابل أن رسالة كل من خالد نزار ومحمد تواتي تدخل في إطار الصراع المتواصل بين ضباط جيش التحرير من جهة، وضباط الجيش الفرنسي، من جهة أخرى· وأضاف بورقعة أن هذا الصراع بدخوله المباشر والعلني إلى الساحة السياسية، فإنه يكون قد وصل إلى مرحلته النهائية، وقال إن ضباط الجيش الفرنسي واللوبي المساند لهم مازال منتصرا·
وبخصوص وقائع النقاش الدائر، قال بورقعة إن بلعيد عبد السلام حاول أن يكتب ويبرر فشله في تسيير الحكومة، ورد ذلك إلى دور حلفائه السابقين الذين تحوّلوا إلى خصوم له اليوم· ولكن هؤلاء الخصوم في ردهم على بلعيد كانوا أغبياء حين دخلوا إلى ساحة الحركة الوطنية التي كانوا بعيدين عنها في حين كان بلعيد مناضلا· ويضيف بورقعة: ''رغم أني مازلت على رأيي في ما يخص نظام بومدين الذي كان عبد السلام أحد أركانه، فإنه من الواجب عليّ وعلى غيري أن لا نتردد في إثبات والتأكيد على أن بلعيد من أبناء الحركة الوطنية، وأن ضباط الجيش الفرنسي واللوبي المساند لهم هم سبب المأساة''· وأضاف بورقعة ''يحاولون أن يصوّروا أنفسهم أنهم تمكنوا من تصحيح أخطاء بومدين، ولكنهم في الحقيقة جاءوا ببوضياف الذي قُتل على المباشر وفتحوا البلاد للبنوك الفرنسية التي أصبحت دكاكين وليست بنوكا نجد في كل منعرج واحدا من حوانيتها''·
وبخصوص الصراع بين بلعيد وتواتي، قال بورقعة إنه بالرغم من الطابع الشخصي التي يحملها، باعتبار أن الرجلين كانا متفقين لما كانا في السلطة، ولكن الحديث عن الثورة يؤكد الخلفية التاريخية لضباط الجيش الفرنسي، الذين يعتقدون أنهم الشهود الوحيدين على ما حدث وهم ''لا يرون إلا العين التي ترى أعينهم''، وقال إنهم مخطئين في ذلك·
وبخصوص إشارة بلعيد إلى أنه يريد إعادة بحث النقاش حول اغتيال الرئيس الراحل هواري بومدين، قال بورقعة إنه لا يتفق مع بلعيد في هذا الطرح، وهو يرى أن الأهم من ذلك هو فتح النقاش حول اغتيال الرئيس الراحل بوضياف، أولا لأن اغتيال الرئيس بوضياف هي الحادثة الأقرب بالنسبة للذاكرة الوطنية باعتبار أن الجزائريين كلهم شاهدوا على المباشر عملية الاغتيال ولسنا بحاجة لأن نثبتها· وفي حال فتح نقاش حقيقي حول الموضوع، فإن كثيرا من الحقائق ستكشف عن نفسها، وأضاف بورقعة أنه يعتقد بأن بلعيد الذي تولى رئاسة الحكومة بعد اغتيال بوضياف هو المؤهل لفتح الملف·

الغجرية والعيد··· حكاية حقيقية

الغجرية والعيد··· حكاية حقيقية
يوم نزلت عائلتها من أعالي جبال جرجرة، كانت هي لا تزال في طي الغيب والكتمان··· ويوم رأت النور كانت آخر العنقود·· والدتها كانت الزوجة الثانية لأبيها·· منذ أن فتحت عينيها وهي صامتة، لكن العناد والتحدي محفورين على جبينها كالمكتوب الخرافي·· جسدها كان لعنة عليها·· انتزعها وهي لا تزال في بداية عنفوان شبابها من صمتها وخجلها وحبها الشره للعزلة·· بدأت تكتب وهي لم تتجاوز سن السابعة عشرة·· قررت أن لا تنشر شيئا مما كتبته·· تكتب بغزارة وتحب الحياة بجنون لكن على طريقتها·· كانت تشعر برغبة في الفناء في من يكبرها كثيرا·· أهي عقدة الأب؟! هي لا تدري··· كل من يراها يجازف بالسقوط·· جمال متوحش·· نظرات قاتلة وصفاء ذهني يشارف على بحيرة الجنون·· في المدرسة مشاكسة·· في الثانوية مشاكسة·· في الجامعة جعلت من مشاكستها سلاح لإغراء رهيب·· وحدث أن جنّ بها زميل لها، من عائلة ثرية·· وكاد أن ينتحر، بل وكاد أن أن يجن·· ترجاها، بكى وخر ساجدا أمام رجليها·· تاه كالكلب الضائع في الشوارع من أجلها·· قدم لها الدنيا على طبق من ذهب بين يديها، لكنها ظلت ترفضه ومصرة على رفضه·· كانت تقول·· أنا لا أحب الضعفاء·· لا أحب الرجال الذين يتذللون·· لا أحب الرجال الذين يفقدهم الحب والرغبة شرفهم وكرامتهم··· أما هي فأحبت رجلا متزوجا تجاوز الخمسين·· وكان هذا الرجل لا يصدق ما يحدث له·· ما يحدث لها·· لأنه لم يغازلها·· ولم يتبلاها، ولم يطمع ولو بنظرة منها·· لكنها أحبته·· كان موظفا سام في المؤسسة التي تعمل بها·· وذات مرة طلبت الحديث إليه·· جلست أمامه، وراحت تستخدم كل غجريتها للإطاحة به، لكن الرجل ظل ينظر إليها وهو يكاد يموت من الخجل·· تصبب وجهه عرقا، ثم لبس عباءة الرجل الناصح·· لكنها لم تعبأ بالعباءة التي ارتداها وصممت على الإطاحة به·· قالت له بجرأة لم يكن ينتظرها·· من فضلك أرديك
ودون أن يدري أمد لها يده، فوضعت أصبعها على أصبعه، وراحت تشد بقوة وعنف حتى أطلق الرجل صرخة عميقة من أعماقه·· وهنا تركته وهو لا يكاد يصدق·· ثم اتجهت نحو الباب·· تركت خلفها ضحكة ظل صداها يتردد في أعماقه·· وأراد الرجل أن يهرب·· لكن إلى أين المفر؟!
ويوم قرر الموظف السامي أن يحبها، كلمته في التيلفون، وقالت له، خلاص·· قررت الزواج·· ثم أقفلت السماعة·· ثم تزوجت من ذلك الفتى الذي كان على استعداد لمقاتلة الجميع من أجل غجريته كارمن الجزائرية·· واستمر الزواج أكثـر من خمس سنوات·· وأصبح لها طفلان·· وكان زوجها عبدا لها·· يموت أمامها ويحيا كل لحظة·· وفجأة تمرد العبد·· ومنعها من العمل·· وأصبح يعيش كمعظم الأثرياء·· السهر والنساء·· أو هكذا هي ظنت·· تحوّل العبد إلى مارد·· وراح هذا المارد ينتقم لماضيه، لعبوديته·· وراحت هي تتداعى·· تتساقط·· تتهاوى·· تكلمه في التيلفون فلا يرد·· تسأله فلا يجيب·· تسأله أين كنت؟! فلا يرد·· وعندما تغضب وتشتم·· يصفعها·· وراح شيء مدمر كالغيرة، كالشك يأكلها من الداخل·· انبعث في أعماقها جحيم لم تعرفه من قبل·· راحت تنظر إلى نفسها في المرآة·· لم تعد تلك الغجرية·· لم تعد ذلك الشيء الجميل المرعب الذي يقتل··· كانت امرأة تتعذب··أنثى تحترق·· إنسانا يموت·· هكذا انتصر في نهاية المطاف العبد على الغجرية··

أخبار وأصداء بقلم نورالدين بوكعباش
sdgg
1يقضي مصطافي سيدي عبد العزيز يومهم في البحر كاملا ودلك خوفا من الاسعار المرتفعة و النظرات الحاسدة وقد خصصت حفلات ليلية ووضعت مواقف مزيفة للسيارات من الثامنة ليلا إلى الثامنة صباحا بخمسين دينار واما ندرة المياه فلقد جعلت السواح يتجولون في العيون الملوثة لارتشاف المياه وطبعا دون نسيان الاعراس التي جعلت السواح هائمين بين طعام أشعب ومنزل شهرزادعلما أن السواح يقضون يومهم في البحر ثم إرتشاف الحليب فالعودة للشاطئ ثم الخروج لتناول المبردات ليلا وطبعا الاسعار مرتفعة والسياحة غائبة لدي سكان سيدي عبد العزيز 2شوهد سائح تونسي يتجول صباحا في سيدي عبد مما أثار حيرة السكان والمصطافين 3يعيش السواح على السباحة الحلال خاصة المحجبات واما الرجال فيقضون يومهم أمام الاشاطئ بالتبرج الجسدي ودلك مع حراسة أعوان الدرك والحماية الدين إكتشفوا أن السواح لايهمهم البحر بقدر ما يهمهم الجنمس اللطيف ورب صدفة كاميرا الهاتف النقال خير من كلام شاعري 4أبدع الكشاف الجز ائري في مخيماتهم في سيدي عبد العزيز ففي البحر وفي الفيلات الفخمة والمدارس ومن جميع الولايات مما جعل المواطنين يتسائلون هل اموال الانعاش الاقتصادي خصصت للانعاش الصيفي 5خصص رئيس البلدية عشاء شعبيا لفقراء سيدي عبد العزيز وطعاما فاخرا لاعيان مصالحه الشخصية ومنهم بوسنان البرلماني وأتباع مافيا سيدي عبد العزيز ويدكر أن عرس إبنه عرف دعما من خزينة البلدية وبمساهمة أعيانعرش بني صالح ضدعرش الجناح علما أن العروسة من عرش الجناح والعريس من عرش بني صالح واما الصفقة فضحيتها العروسة ومستفيدها شخصية ثالثة برلمانية وبطلها مشروع سياحي ضخم 6نظمت مديرية التجارة ببلدية سيدي عبد العزيز يومين لحماية المستهلك ودلمك في مداخل البلدية القديمة عالما أن مقر البلدية القديم منح لمواطنة صحراوية جعلته مقر الاقامة الصيفية ومكاتن لعرض منتوجاتها التقليدية بقلم نورالدين بوكعباش

ردّ نزار على عبد السلام رسالة من ضباط الجيش الفرنسي

الرائد لخضر بورقعة لـ ''الجزائر نيوز'':
على بلعيد فتح ملــف اغتيــــال بوضـيــــاف
-- ردّ نزار على عبد السلام رسالة من ضباط الجيش الفرنسي
دعا الرائد لخضر بورقعة الشخصيات السياسية والتاريخية إلى فتح نقاش حول اغتيال الراحل بوضياف، وقال إن ذلك أولى من التلميح لفتح ملف وفاة بومدين· واعتبر بورقعة، المشهور بمعارضته لبومدين وبلعيد، أن رد الجنرالين خالد نزار ومحمد تواتي هو رسالة من ضباط الجيش الفرنسي مفادها ''مازلنا هنا''·
سمير حميطوش
اعتبر القائد التاريخي للولاية الرابعة، لخضر بورقعة، رد الجنرالين خالد نزار ومحمد تواتي على بلعيد عبد السلام هو رسالة سياسية قوية من ضباط الجيش الفرنسي الذين أرادوا أن يقولوا من خلالها بأنهم ما يزالون هنا وأقوياء بل مازالوا منتصرين، وقال بورقعة إن هذه الرسالة السياسية يمكن أن تكون موجهة إلى الرئيس بوتفليقة نفسه· ودعا ذات المتحدث الشخصيات التاريخية والسياسية في الجزائر إلى الانخراط في النقاش الدائر بل العمل على توسيعه إلى قضايا أشمل وأوسع، وأضاف الرائد بورقعة في تصريح لـ ''الجزائر نيوز''، أمس، أن هذا النقاش قد تأخر وكان من المفترض أن يبدأ قبل هذا الوقت من أجل تمكين الرأي العام الوطني من الاطلاع على حقيقة الأحداث التاريخية المختلفة· وخلال حديثه لـ ''الجزائر نيوز''، حرص القائد التاريخي للولاية الرابعة على التأكيد على مواقفه السابقة من نظام بومدين الذي كان بلعيد عبد السلام واحدا من أركانه، ولكنه أكد في المقابل أن رسالة كل من خالد نزار ومحمد تواتي تدخل في إطار الصراع المتواصل بين ضباط جيش التحرير من جهة، وضباط الجيش الفرنسي، من جهة أخرى· وأضاف بورقعة أن هذا الصراع بدخوله المباشر والعلني إلى الساحة السياسية، فإنه يكون قد وصل إلى مرحلته النهائية، وقال إن ضباط الجيش الفرنسي واللوبي المساند لهم مازال منتصرا·
وبخصوص وقائع النقاش الدائر، قال بورقعة إن بلعيد عبد السلام حاول أن يكتب ويبرر فشله في تسيير الحكومة، ورد ذلك إلى دور حلفائه السابقين الذين تحوّلوا إلى خصوم له اليوم· ولكن هؤلاء الخصوم في ردهم على بلعيد كانوا أغبياء حين دخلوا إلى ساحة الحركة الوطنية التي كانوا بعيدين عنها في حين كان بلعيد مناضلا· ويضيف بورقعة: ''رغم أني مازلت على رأيي في ما يخص نظام بومدين الذي كان عبد السلام أحد أركانه، فإنه من الواجب عليّ وعلى غيري أن لا نتردد في إثبات والتأكيد على أن بلعيد من أبناء الحركة الوطنية، وأن ضباط الجيش الفرنسي واللوبي المساند لهم هم سبب المأساة''· وأضاف بورقعة ''يحاولون أن يصوّروا أنفسهم أنهم تمكنوا من تصحيح أخطاء بومدين، ولكنهم في الحقيقة جاءوا ببوضياف الذي قُتل على المباشر وفتحوا البلاد للبنوك الفرنسية التي أصبحت دكاكين وليست بنوكا نجد في كل منعرج واحدا من حوانيتها''·
وبخصوص الصراع بين بلعيد وتواتي، قال بورقعة إنه بالرغم من الطابع الشخصي التي يحملها، باعتبار أن الرجلين كانا متفقين لما كانا في السلطة، ولكن الحديث عن الثورة يؤكد الخلفية التاريخية لضباط الجيش الفرنسي، الذين يعتقدون أنهم الشهود الوحيدين على ما حدث وهم ''لا يرون إلا العين التي ترى أعينهم''، وقال إنهم مخطئين في ذلك·
وبخصوص إشارة بلعيد إلى أنه يريد إعادة بحث النقاش حول اغتيال الرئيس الراحل هواري بومدين، قال بورقعة إنه لا يتفق مع بلعيد في هذا الطرح، وهو يرى أن الأهم من ذلك هو فتح النقاش حول اغتيال الرئيس الراحل بوضياف، أولا لأن اغتيال الرئيس بوضياف هي الحادثة الأقرب بالنسبة للذاكرة الوطنية باعتبار أن الجزائريين كلهم شاهدوا على المباشر عملية الاغتيال ولسنا بحاجة لأن نثبتها· وفي حال فتح نقاش حقيقي حول الموضوع، فإن كثيرا من الحقائق ستكشف عن نفسها، وأضاف بورقعة أنه يعتقد بأن بلعيد الذي تولى رئاسة الحكومة بعد اغتيال بوضياف هو المؤهل لفتح الملف·

الثلاثاء، أغسطس 7

مذكرات بلعيد عبد السلام: فضلت زرهوني وزيرا للداخلية على بتشين (18)

مذكرات بلعيد عبد السلام: فضلت زرهوني وزيرا للداخلية على بتشين (18)تاريخ المقال 06/08/2007في نهاية مأدبة الغداء، وبعد تناولنا لجميع المسائل المطروحة، انصرفنا لقضاء عطلة لمدة أسبوعين، متفقين على اللقاء مرة أخرى في نهاية هذه العطلة. من جانبي، خرجت من هذا اللقاء ولدي شعور واضح جدا أن القرار قد اتخذ – حيث تتخذ القرارات الحاسمة – بشأن اللجوء إلى صندوق النقد الدولي من أجل إعادة جدولة ديوننا الخارجية وأنه كان هناك سعي لإقناعي بهذا الحل لأكون، أنا، صاحب المبادرة في إبرام العقد مع هذه المؤسسة.متخليا بذلك عن تلك السياسة التي رسمتها على أساس قناعاتي ومبادئي، تاركا نفسي أنخدع بوعد لم يكن إلا وهميا بترقية إلى أعلى منصب في سدة الحكم. وبما أنني لم أكن مستعدا أبدا لتغيير سياستي، لم أشك أبدا في طبيعة ما سيقع في اللقاء الذي اتفقنا علية بعد العطلة. هكذا، إذاً، غادرت مقر إقامة رئيس الدولة حريصا على عدم الاستسلام أبدا لإرادة من كانوا، على غرار الجنرال تواتي، يشكون في قدرتي على "التكيف مع السياق السياسي والاقتصادي الجديد" من أجل أن يقول عني هؤلاء، يوما ما، إنني كنت رجل انفتاح، قادرا على التطور وله من الذكاء ما جعله يدرك التحولات المستجدة في العالم. لا أرجو من غيري مدحي على حساب قناعاتي ومبادئي ليقال عني يوما إني تنكرت لهذه القناعات وهذه المبادئ من أجل إرضاء نفسي بوهم وغرور مصدرهما وعد لم يكن أكيدا على أية حال. ما الذي كان يضمن لي أنني بعد قبول حبل صندوق النقد الدولي حول عنقي لن يلقى بي، بعد ذلك، إلى انتقام الجماهير وسخط الأغلبية الساحقة من مواطنينا وأصير محل احتقار من طرف من كان يحترمني بسبب وفائي لمبادئي وقناعاتي ورفضي الاستسلام لأطماع سياسية. لننظر إلى ما حدث لرضا مالك بعدما أبرمت حكومته الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ! لكن بالنسبة إلى الجنرال تواتي وأتباعه، كل هذه الاعتبارات هي دلالة على التحجر الفكري لا يسمح لصاحبه باستخلاص العبر من تطور الأمور ويمنعه من إدراك تلك التحولات الناجمة عن التقدم والحداثة. بعد اللقاء المذكور بفترة قليلة، زارني جنرال آخر، وكان من المساعدين المباشرين للجنرال خالد نزار، ليقول لي : "سي خالد كلفني، قبل ذهابه، بزيارتكم لأحاول إصلاح ذات البين بينكما" فأجبته : "لكن ليس هناك أي نزاع بيننا. تريدون تغيير السياسة الاقتصادية فغيروا رئيس الحكومة !". حينئذ رد علي قائلا : "كلا ! ما جئتكم لهذا. الأمر لا يتعلق إلا بتعيين وزير للاقتصاد. فإذا كان السيد بوزيدي لا يعجبكم، يمكن أن تعينوا محمد حردي في المنصب مادام هذا الأخير مغادرا لوزارة الداخلية وتريدون الإبقاء عليه في الحكومة". أجبته : "كلا ! لا يتعلق الأمر بمسألة شخص ما. مطالبتي بتعيين وزير للاقتصاد، منصب أشغله حاليا بالإضافة إلى رئاسة الحكومة، لا يمكن أن تكون له دلالة أخرى غير تغيير السياسة الاقتصادية". حينئذ، بدأ بيننا حديث عما يمكن أن يحصل من آثار إيجابية للجزائر بفضل إبرام اتفاق اقتصادي مع صندوق النقد الدولي. وقد بدأ مخاطبي يتلو الحجة بعد الأخرى، وكانت حججا سمعتها من قبل، أي حصول الجزائر، بفضل هذا الاتفاق، على أموال كثيرة من المؤسسة المذكورة كفيلة بأن تمكن الجزائر من انطلاقة اقتصادية وخلق عدد كبير من مناصب الشغل تحد من البطالة وتحول دون التحاق شبيبتنا بصفوف الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجبال وبفلول الإرهاب بالمدن. ما قاله لي أكد إحساسي أن القرار قد اتخذ نهائيا في ما يخص اللجوء إلى إعادة الجدولة ولم يبق إلا حملي على الموافقة على هذا المعطى المستجد في تطور أوضاع البلاد. كان كل شيء يظهر على مستوى دوائر "اتخاذ القرار" كما لو أن الجنرال تواتي وأتباعه كانوا يسعون لاستغلال ذلك الجدل المتعلق بكيفية معالجة مديونيتنا الخارجية لدفعي نحو باب الخروج فيتمكنوا من إبرام الاتفاق مع صندوق النقد الدولي بينما كان آخرون يحاولون ضرب عصفورين بحجر : إبرام هذا الاتفاق مع الاحتفاظ بي على رأس الحكومة. في الحقيقة، كان الكثير عندنا مبهورين بالـ 14 مليار دولار التي تحدث عنها المدير العام لصندوق النقد الدولي، السيد كامديسوس، بمناسبة زيارته إلى الجزائر في أواخر شهر ديسمبر 1992. التوضيحات المقدمة شفويا وكتابيا حول الإسهام الحقيقي لهذا المبلغ في الانطلاقة الاقتصادية لاقتصادنا لم تكن مفهومة لدى البعض من مسؤولينا ممن كانوا لا يأخذون بعين الاعتبار إلا ما كانوا يسمعونه من آراء ومعلومات من أفواه المعنيين، لاسيما تلك التي كانت تصدر عن إطارات مزعومين من المستوى العالي، ذوي شهادات جامعية كثيرة واشتهروا بكونهم خبراء دوليين بارزين لم يترددوا في إقناع من كانوا مستعدين للإصغاء إليهم والثقة في آرائهم في إسناد "خبراتهم التقنية" بمعطيات مغلوطة أو مشوهة كانوا ينشرونها بغرض التأثير في المسؤولين وانتزاع ما كانوا ينتظرون منهم من قرار واستسلام لهم. وخلافا للجنرال تواتي، كان الجنرال الذي زارني "منتوجا خالصا" لجبهة التحرير الوطني. لقد التحق هذا الضابط السامي بصفوف جيش التحرير الوطني في سن مبكرة وظل أثناء مسيرته كلها متشبعا بقيم ثورتنا. لذلك، لم يكن في حديثنا حذر خفي ونفور متبادل مثلما وقع لي مع الجنرال تواتي في لقاءاتنا بسبب التعارض الموجود بيننا على المستوى الأيديولوجي. في الأيام الأولى من عمر حكومتي، كانت علاقاتي بالجنرال تواتي لائقة، بل لم تخل من الثقة أحيانا إلى أن لمست تعارضا في المرجعية التي كان كل منا يستند إليها في المجال السياسي. لقد جرت بيني وبين مساعد الجنرال خالد نزار لقاءات أخرى أتاني فيها من أجل فض ما أسماه الموفد بـ "النزاع" الذي ثار بيني وبين رئيسه أثناء مأدبة الغداء المذكورة. وقد تبادلنا الآراء حول أسماء وزراء جدد لتعيينهم بمناسبة ذلك التعديل الذي كنت أنوي إجراءه عند الدخول الاجتماعي. كما اتفقنا على أسماء واختلفنا حول أخرى وتعرضنا للجنرال بتشين الذي اقترح علي تعيينه وزيرا للداخلية بينما كنت أفضل نور الدين زرهوني، المعروف بيزيد، والذي كنت أعرفه منذ أيام مدرسة إطارات الولاية الخامسة بمدينة وجدة. وقد بقيت الأمور عند هذا الحد حتى ذلك اليوم الذي أخبرت فيه بانتهاء مهامي كرئيس حكومة. وكي أجيب عن تلك الأحكام القطعية الصادرة عن الجنرال تواتي حولي أجد نفسي – على العكس منه وبسبب الشهرة التي حصلت له بفضل منصبه في وزارة الدفاع ودوره، أحيانا، كناطق رسمي باسم الجيش الوطني الشعبي لاسيما عندما يوقع على مقالات صادرة بمجلة الجيش – مضطرا، في الرد، إلى إفاضة لعلها مملة لكنني أعتبرها أحسن طريقة لكشف الحقيقة وملابساتها. أما هو، بالعكس، فنجده يكتفي بإطلاق أحكام جزافية ليست إلا افتراءات غالبا ما يعتبرها قارؤها حقائق ثابتة من دون تكليف النفس عناء التأكد من صحتها لا لشيء إلا لأن صاحبها شغل وظائف سامية بمؤسسة اشتهرت بجديتها. 11. "... فكرة الفترة الانتقالية ذاتها جاءت نتيجة المدة التي اقترحها السيد عبد السلام (3 أو 5 سنوات) بهدف التمكن من تطبيق برنامجه. إلا أنني اكتشفت، مع مرور الوقت، أنه لم يكن ليرض بتصور آخر غير تصوره. في الحين الذي كانت نهاية عهدة مجلس الأعلى للدولة، وبمقتضى تصريح 14 جانفي 1992، محددة بشهر ديسمبر 1993، أي بموعد انتهاء عهدة الرئيس السابق، كان السيد عبد السلام يعتبر أن هذه العهدة ينبغي تمديدها. لكن حتى هذا المشكل كان من الممكن إيجاد حل له من خلال تعديل دستوري يتضمن أحكام انتقالية من شأنها إسناد النشاط الحكومي، بل وحتى تمديد عهدة المجلس الأعلى للدولة بفترة معينة. غير أن السيد عبد السلام لم ير الأمور هكذا وإنما كان يدعو إلى فرض حالة الظروف الاستثنائية لا حالة الطوارئ فقط". فعلا، وكما ورد في نص الخلاصة التي تضمنتها وثيقة مشروع برنامج حكومتي في سبتمبر 1992، كنت أدعو إلى اعتماد فترة انتقالية تفصلنا عن الوضع المتميز بإلغاء المسار الانتخابي في جانفي 1992 مادامت البلاد متجهة نحو العودة إلى الانتخابات من أجل إقامة المؤسسات المنصوص عليها في الدستور. أذكر أن هذا الاقتراح كنت قد أشرت إليه في أوائل جانفي 1992 عندما بدأ الحديث عن رحيل الرئيس الشادلي الذي لم تعلَن "استقالته"، غير التلقائية، آنذاك بعد. يبدو الجنرال تواتي، مرة أخرى، معترفا لي ببعض الفضل، أي بكوني مصدر فكرة المرحلة الانتقالية. لكنه، في الوقت ذاته وكعادته، يبدو أنه لا يتردد في السماح لنفسه بتشويه الحقيقية. يكفي القارئَ الرجوعُ إلى نص خلاصة مشروع برنامجي الحكومي ليكتشف ذلك الفرق الموجود بين اقتراحي وبين الفكرة التي يريد الجنرال تواتي تقديمها في حواره الصحفي مع يومية El Watan الصادرة بتاريخ 27 سبتمبر 2001. الاقتراح الذي قدمته بشأن إعلان حالة الظروف الاستثنائية تمثل أساسا في تعليق الدستور انطلاقا من تطبيق حكم وارد في هذا الدستور نفسه، مع التعهد بالعودة إلى المسار الانتخابي بعد فترة خمس سنوات وبعد تطبيق برنامج لتطهير الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد. ومعنى ذلك ضرورة التقدم إلى الشعب بروزنامة دقيقة وبآفاق واضحة في اتجاه تحسين معيشة الجماهير الشعبية، أساسا، بما سيسمح بتغيير المعادلة في البلاد قبل العودة إلى الناخبين ثانية. أما في حالة العكس، فأشرت في اقتراحي ألا بديل آخر غير مواجهة من تمردوا على الدولة والدخول معهم في تنافس طويل تكون نتيجته، في النهاية، في فائدة مصالح الأمن لكن بخسائر باهظة لشعبنا. ألم يكن ذلك ما وقع في نهاية المطاف عندما ننظر في الفترة الممتدة من جانفي-جويلية 1992 والسنة 1996-1997 التي تميزت بالانتهاء من العمليات الانتخابية المكرسة لتطبيع الحياة السياسة بالجزائر بعد كل ما وقع منذ ديسمبر 1991 ؟ من، ماعدا الجنرال تواتي ومن رأى فيه صاحب دراية مزعومة بالمسائل القانونية، يستطيع أن يقول، اليوم، بصدق إن الدستور لم يتم تعليقه وإن حالة الظروف الاستثنائية لم تطبق ميدانيا في تلك الفترة ومن دون الإقرار بوجودهما من الناحية الصورية ؟ وإلا، فماذا يعني إعلان حالة الطوارئ غير تعليق الدستور ومنح رئيس الدولة جميع السلطات من أجل حماية الجمهورية وخلاص الأمة ؟ أكثر من ذلك، حالة الطوارئ التي تبناها الجنرال تواتي أو دعا إليها أفضت إلى حالة الظروف الاستثنائية، ومن دون رئيس جمهورية ؛ وهو ما يشكل، من الناحية القانونية، أمرا أسوء من حالة الظروف الاستثنائية ذاتها. يُنسب، ربما خطأ، إلى تواتي نظرية مفادها أن حالة الظروف الاستثنائية كان معناها استيلاء الجيش الوطني الشعبي على السلطة مباشرة. من يستطيع أن يثبت، من دون أن يعرض نفسه للسخرية، أن الجيش لم يمارس السلطة العليا، وبصورة انفرادية، في الجزائر أثناء تلك الفترة ؟ ومن منا يستطيع أن يدعي أن تنصيب المجلس الأعلى للأمن للمجلس الأعلى للدولة، سنة 1992، ولرئيس الدولة سنة 1994 كان، من الناحية القانونية، شيئا آخر غير مهزلة أريد بها تمويه واقع الأمور، أي تعطيل العمل بالدستور والدخول في نظام حالة ظروف استثنائية ازداد سوءا بسبب غياب رئيس جمهورية منتخب مسبقا له الحق في اللجوء إلى تطبيق حكم دستوري يقضي بإعلان حالة الظروف الاستثنائية لمواجهة وضع استثنائي يحمل خطرا داهما ؟ في الواقع، مواصلة العمل بالدستور من الناحية الشكلية على الرغم من تجاهله في الميدان إلى حد إبطال العمل به تقريبا كان عبارة عن مراوغات سياسية وقانونية استطاع بفضلها الجنرال تواتي ومن وثق فيه التهرب من مسؤولياتهم بل، وبعبارة أكثر صراحة، إقامة نظام قائم على اللامسؤولية. هذا هو السبب الذي يسمح لمدبري عملية جانفي 1992 بمواصلة القول إن الرئيس الشادلي استقال بعد حله للمجلس الوطني الشعبي وأن هذا الرئيس ترك لهم البلاد أمام فراغ دستوري كان عليهم أن يسدوه من خلال تأسيس المجلس الأعلى للدولة من طرف المجلس الأعلى للأمن بعدما رفض المجلس الدستوري الدخول في تلك اللعبة التي لم تخف على أحد. الاعتراف بإجبار الرئيس الشادلي على الاستقالة إنما هو إقرار أن الرئيس لم يستقل ولم يتسبب في فراغ دستوري وإنما تم خيار اللجوء إلى هذا الحل بالقوة، أي إلى انقلاب في نهاية الأمر. فلو اعترف مدبرو عملية جانفي 1992 بالأمور كما وقعت فعلا لاضطروا إلى الإقرار بمسؤولية الانقلاب الذي قاموا به ومن ثمة إلى الاضطلاع صراحة بمسؤولية تسيير شؤون البلاد. لم يكن الحل الذي لجأوا إليه سوى تهربا من المسؤولية مثلما يتهرب المنافق. هكذا، استطاعوا أن يحمِّلوا الوزر كله للمجلس الأعلى للدولة الذي أرادوه لهذه الغاية بالذات وباركوه بتنصيب شخصية تاريخية في ثورتنا على رأسه. الفراغ الدستوري الذي اختلقه هؤلاء تقرر في كنف السرية والتجاهل لتلك الأحكام الدستورية التي تنص على حالات حل المجلس الشعبي الوطني.

صور وعبر



أخبار وأصداء



1شوهد الممثل المسرحي حسن بوبريوة رفقة زوجته وأولاده متوغلا هضذبة باب الدار /الزبيرة/

قادما من بجاية ويدكر أن بوبريوة أستاد الانكليزية ضحي بالمسرح مقابل التعليم ومما يعلرف عنه إنتمائه لليسار الجز ائري ودفاعه عن حرية الاموات وللدكر فإنهلم يزور قرية عائلته الجناح مند سنوات رغم أن معظم منازلجبللعرابة بناها أباه سنوات السبعينات كما أن عائلته مشهورة بالبنائين في منطقةسيدي عبد العزيز وعند قبيلةالجناح

وللعلم فإن المسرحي يوزع يومه بين مقاهي سيدي عبد العزيز وشاطئصخر البلح ودوار الجناح كما يتجنب الحديث الطويل والغوص في المشاكل السياسية رغم إغراقهفيها بمدينة قسنطينة وفي إنتظار مسرحيةالجناح يبقي بوبريوة المسرحي السياسي بإمتياز في موطنه الاصلي الجناح

2شوهد الاستاد يزيد بوعنان عابرا بسيارته المسرعة نواحي بلدية سيدي عبد العزيز والضحكةفي محياه

علماأنه يتقن النفاق الصحفي فلقد أكد في سيرته الداتية المرسلة للصحافةالعربية أنه يحضر الماجستير لكن الحقيقة غير دلك فهو خبير الكدب الاعلامي خاصةوأنه قدم تهنئة بإسم خطبته في صحيفة الاطلس رسالةدون علمصاحبه كما إعتبر نفسه مدافعا عن الفيس في الصحف الليبية والمواقع الالكترونية ورغم توزعه بين النقابي الفاشل والصحافي العاطفي فإنه قرر زواجه من عزابة تبعا لتمركز
عائلة بوعقبة وكونهامقرللمافيا الاعلامية الجزائرية وفي إنتظار وصوله إلى برج الطهريبقي يزيدبوعنان صورةالمعرب الفاشل
بقلم نورالدين بوكعباش

نزار لايعرف الثورة وبلعيد عبد السلام كان ضدّها



القيادي والتاريخي أحمد محساس لـ''الجزائر نيوز'':
نزار لايعرف الثورة وبلعيد عبد السلام كان ضدّها
-- خذوا تاريخ الثورة من أحمد بن بلة
-- أحداث التسعينات كانت بموجب صفقة وتواطؤ مع ا لخارج
-- الثورة فشلت في إنتاج تفكير سياسي استراتيجي سليم
يرى أحمد محساس الوجه التاريخي المعروف أن الكلام الدائر حاليا بين الجنرالين السابقين محمد تواتي وخالد نزار لايعدو أن يكون تصفية للحسابات، وقال أن مايعرفه عن الطرفين هو أن بلعيد عبد السلام كان ضد الثورة في وجه فرنسا، في حين اعتبر أنه ''ليس من حق خالد نزار الحديث عنها لأنه ببساطة لايعرف تاريخها''·
حاوره: عبد اللطيف بلقايم
هل اطلع السيد محساس على منشورات بلعيد عبد السلام ومذكراته على شبكة الأنترنيت، وإذا كان كذلك، ماتعليقك؟
نعم قرأتها، وبالنسبة إليّ ماقاله ليس حدثا لأنه لايهمني ماذا حدث لبعليد عبد السلام من أحداث عندما كان على رأس الحكومة، كما أنني أعرف الأحداث جيدا طوال مشواري السياسي، وحاليا أظن أن من يهتم بهذا الكلام في نظري غرضه محاولة خلق تنوع في الأحداث والأخبار ليس إلا، مقارنة بالوضع الذي توجد فيه الجزائر التي تحتاج لأشياء أكبر تحقق مصلحة أرفع .
لكن إذا كان هذا هو القصد، فإن مذكرات بلعيد عبد السلام فتحت النقاش لما فيها من ''حقائق تاريخية'' بعيدا عن صحتها أو ضعفها. وجود مذكرات بلعيد عبد السلام على الأنترنيت ليست مبرراً لفتح النقاش، ففي الأنترنيت يوجد ما لا يعد ولايحصى من المعلومات التاريخية الأكثر أهمية مما قاله بلعيد عبد السلام، ثم أنني قلت سالفاً الكثير عن مثل هذه الحقائق، لكنها لم تثر الاهتمام ولم ترد عنها أية تعاليق. أظن أن النقاش كان مجانباً للصواب ويدخل ذلك في محاولة جر الرأي العام إلى مرحلة من السبات·
يظن المتتبعون للنقاش أن بعض ما أثير من حقائق خطير كقول بلعيد عبد السلام'' أن موت الرئيس هواري بومدين يجب أن يعاد حوله الحديث''، و''أنه مشكوك في حقيقته''، ألا يحرك فيك هذا الكلام شيئاً وأنت الذي تحرص على حق الأجيال في معرفة تاريخهم؟
أنا لاأعلق على الثورة المزيفة بل على الثورة الحقيقية، مثلما هو جارٍ، هناك مؤرخون مزيفون، إذ من يحدد الثوري الآن في الجزائر؟، من باستطاعته بعث الرسالة الثورية في الرأي العام؟ من باستطاعته الحكم عن هذا أو ذاك بأنه كان في الثورة؟ أريد القول من تتوفر فيه شروط التصنيف ومن هو قادر على ذلك؟
هذا يدخل في مجال آخر لاأريد الدخول فيه، لأنني لا أهتم بذلك في الوقت الراهن·
لكنك قلت لي في الهاتف أنك تريد قول حقائق مثيرة وتدلي بشهادتك التاريخية لإثراء النقاش، نريد وضع ماقاله بلعيد عبد السلام وخالد نزار وتواتي على ميزان شهاداتك للأمانة التاريخية؟
أنا لدي عدة تحفظات على الذين يتحدثون في هذا المجال، سواءً من أبناء الحركة الوطنية أو من التيار الثوري، ولهذا أقول بأن التاريخ الذي يوضع حالياً مزوّر، وهذه حقيقة مؤسفة· لأننا نشهّر بأحداث وشخصيات لاعلاقة لها بالثورة، بل كانوا ضدها، وهم يستغلون هذه الفرص للتغليط، وأنا أطعن في هذا وأحمل النظام مسؤولية ذلك، كما أن الثورة مؤسسة على الخطأ من الناحية التاريخية·
ألا تعتقد مثل كثيرين أن هذا صراع معلومات تاريخية أو أنك تعتقد أنه صراع بين من عرفوا بقدماء ضباط الجيش الفرنسي وأبناء الحركة الوطنية؟
أولا أبناء الحركة الوطنية والحركة الثورية اليوم قلة ويعدّون على رؤوس الأصابع، وليس لهؤلاء أن يتحدثوا عن الثورة ومعظمهم كانوا ضد الثورة
بلعيد عبد السلام وخالد نزار؟
بلعيد عبد السلام معروف أنه كان ضمن التيارالذي عارض ورفض ثورة ,54 أما نزار فلا حديث عنه .
ومارأيك في الكلام الذي قاله نزار، مؤكداً فيه بأن لا اللجنة المركزية ولا الـ "MTLD" ولا المصاليين شاركوا في تفجير الثورة· هل هذا صحيح؟
خالد نزار لا شأن له في الثورة، قام بالخدمة الوطنية وخرج منها ضابطاً صغير الحجم، عكس ماقمت به أنا لأنني رفضت التجنيد بالرغم من الفرصة التي أتيحت لي كي أكون قيادياً، في 1949 كنت أدنت بـ 6 أشهر حبسا للعصيان·
إن المكسب الذي حققه المصاليون وحزب الشعب وبعد اندثارهما من المشهد السياسي هو الذي جعل الجزائر تجد نفسها أمام متاهات الأعداد الكبرى من المجاهدين والمسؤولين القدماء والحاليين الذين يقولون بأن لهم علاقة بالثورة·
تجرني إلى سؤالك عن الأسماء الحقيقية التي في نظرك ساهمت فعلياً في التحضير وتفجير الثورة؟
من بينهم بن بلة، بوضياف، بن بولعيد، بن مهيدي وديدوش مراد، كنت شاهداً على ذلك، وقمنا بالدعوة لأول اجتماع عام للمناضلين عبر الوطن، وفي انتظار رد فعل منهم كانوا يسموننا بالمحايدين، وأنا من دعوتهم للإجتماع كما كلفت به.
من كان ضد الثورة من المسؤولين الحاليين··أريد أسماءهم؟
التيار الوحيد الذي كان مع التفجير هو حزب الشعب، وماهو غير معروف كيف ظهر تيار من قلب حزب الشعب وهو تيار يقوده شباب آنذاك رفضوا انصهار حزبهم وتحطيمه وأرادوا الاستمرار في تطبيق قرارات مؤتمر 1947 الذي وضع كل الإمكانيات لتفجير الثورة وخلق المنظمة السرية، بعد إفلاس قيادة حزب الشعب وتضييع زمام الأمور، وصلنا إلى أمر واقع هو أن الثورة لم تعد بحاجة إلى زعيم يقودها، وقررنا عدم خلق حزب آخر، وكانت شروط المشاركة في الثورة بقرار انفرادي وهناك من تخلوا عن أحزابهم حتى سنة 56 وهناك من انخرطوا في الثورة عاما بعد تفجيرها·
إذن هذا ليس صراع معلومات تاريخية؟
هذه تصفية حسابات، وأنا أعرض الحقائق التي كتبتها على المحللين التاريخيين، والصراع الآن هو بين من تراجعوا عن الثورة وبين من انخرطوا فيها بلا رجعة، هناك من تخلوا عن مبادئ الثورة وتيارها لأسباب مقنعة.
الأسماء؟
الأمر أكبر من حصره في أسماء مهما كانت، فهناك تيارات سياسية قررت الهروب والتخلي عن الاتجاه الثوري·
إذا كان محساس يهاب من ذكر الأسماء والحقائق من له الجرأة على ذلك؟ من أين يأخذ الشباب تاريخ الثورة وعن من إذن· مادمت ترفض ذكر الأسماء؟
صدّقني إن ذكر الأسماء لايعني بالنسبة للتاريخ شيئاً بقدر ماتعني التيارات الأخرى التي كان لها مواقف أثرت على مجرى الأحداث، ولو كانت تلك المواقف من صنع الأشخاص، لكنها أخذت بشكل جماعي.
أما القول بأنه يجب أن نخرج ملف موت بومدين وما إلى ذلك من أمور، فأرى أنه إذا أردنا الحديث عن بومدين فلنتحدث عنه من الناحية السياسية، والحديث عنه كذلك يجب أن يكون من منطلق ما نحققه من منفعة عامة، وما يقدمه لنا البحث من تفكير وعمل لحل مشاكل بلادنا، فهذا الملف لا يقدم لنا شيئا، فبومدين.. كان بإمكان القدر أن يوافيه الموت قبل الثورة، ثم أين العظماء الذين قدموا أرواحهم ليس لبلدانهم فقط بل للبشرية جمعاء، أين عبد الحفيظ بوصوف الذي مات وهو أكبر وأعلى مكانة من هواري بومدين، هذه هوامش فقط، فالفائدة العامة ليست على هذا الصعيد، مشكلتنا المعرفة السياسية والطبقات الاجتماعية· وحيرتنا الكبرى هي تحكم الشركات الأجنبية في ثرواتنا·· هذا هو النقاش الحقيقي، وهنا يكمن الرهان الحقيقي أيضا. مهمتي أن أكون في الذرع الواقي للدولة تاريخياً، مهمتي توضيح الحقائق من منطلق المقارنة ويجب المكافحة ضد هذه الوضعيات التي تتطلب جرعات من تأنيب الضمير، كان باستطاعتنا تجنب سيناريو التسعينيات·
كيف؟
الكيف موجود لكن لايسع الوقت للحديث عن ذلك، وأقول أن الوضع كان عبارة عن صفقة وتواطؤ بين جزائريين وأطراف خارجية، وللأسف فإن الثورة فشلت في إنتاج تفكير سياسي واستراتيجي سليم، لأنها نجحت فقط في تحقيق قفزة اجتماعية سطحية ومظهرية·

نزار لايعرف الثورة وبلعيد عبد السلام كان ضدّها



القيادي والتاريخي أحمد محساس لـ''الجزائر نيوز'':
نزار لايعرف الثورة وبلعيد عبد السلام كان ضدّها
-- خذوا تاريخ الثورة من أحمد بن بلة
-- أحداث التسعينات كانت بموجب صفقة وتواطؤ مع ا لخارج
-- الثورة فشلت في إنتاج تفكير سياسي استراتيجي سليم
يرى أحمد محساس الوجه التاريخي المعروف أن الكلام الدائر حاليا بين الجنرالين السابقين محمد تواتي وخالد نزار لايعدو أن يكون تصفية للحسابات، وقال أن مايعرفه عن الطرفين هو أن بلعيد عبد السلام كان ضد الثورة في وجه فرنسا، في حين اعتبر أنه ''ليس من حق خالد نزار الحديث عنها لأنه ببساطة لايعرف تاريخها''·
حاوره: عبد اللطيف بلقايم
هل اطلع السيد محساس على منشورات بلعيد عبد السلام ومذكراته على شبكة الأنترنيت، وإذا كان كذلك، ماتعليقك؟
نعم قرأتها، وبالنسبة إليّ ماقاله ليس حدثا لأنه لايهمني ماذا حدث لبعليد عبد السلام من أحداث عندما كان على رأس الحكومة، كما أنني أعرف الأحداث جيدا طوال مشواري السياسي، وحاليا أظن أن من يهتم بهذا الكلام في نظري غرضه محاولة خلق تنوع في الأحداث والأخبار ليس إلا، مقارنة بالوضع الذي توجد فيه الجزائر التي تحتاج لأشياء أكبر تحقق مصلحة أرفع .
لكن إذا كان هذا هو القصد، فإن مذكرات بلعيد عبد السلام فتحت النقاش لما فيها من ''حقائق تاريخية'' بعيدا عن صحتها أو ضعفها. وجود مذكرات بلعيد عبد السلام على الأنترنيت ليست مبرراً لفتح النقاش، ففي الأنترنيت يوجد ما لا يعد ولايحصى من المعلومات التاريخية الأكثر أهمية مما قاله بلعيد عبد السلام، ثم أنني قلت سالفاً الكثير عن مثل هذه الحقائق، لكنها لم تثر الاهتمام ولم ترد عنها أية تعاليق. أظن أن النقاش كان مجانباً للصواب ويدخل ذلك في محاولة جر الرأي العام إلى مرحلة من السبات·
يظن المتتبعون للنقاش أن بعض ما أثير من حقائق خطير كقول بلعيد عبد السلام'' أن موت الرئيس هواري بومدين يجب أن يعاد حوله الحديث''، و''أنه مشكوك في حقيقته''، ألا يحرك فيك هذا الكلام شيئاً وأنت الذي تحرص على حق الأجيال في معرفة تاريخهم؟
أنا لاأعلق على الثورة المزيفة بل على الثورة الحقيقية، مثلما هو جارٍ، هناك مؤرخون مزيفون، إذ من يحدد الثوري الآن في الجزائر؟، من باستطاعته بعث الرسالة الثورية في الرأي العام؟ من باستطاعته الحكم عن هذا أو ذاك بأنه كان في الثورة؟ أريد القول من تتوفر فيه شروط التصنيف ومن هو قادر على ذلك؟
هذا يدخل في مجال آخر لاأريد الدخول فيه، لأنني لا أهتم بذلك في الوقت الراهن·
لكنك قلت لي في الهاتف أنك تريد قول حقائق مثيرة وتدلي بشهادتك التاريخية لإثراء النقاش، نريد وضع ماقاله بلعيد عبد السلام وخالد نزار وتواتي على ميزان شهاداتك للأمانة التاريخية؟
أنا لدي عدة تحفظات على الذين يتحدثون في هذا المجال، سواءً من أبناء الحركة الوطنية أو من التيار الثوري، ولهذا أقول بأن التاريخ الذي يوضع حالياً مزوّر، وهذه حقيقة مؤسفة· لأننا نشهّر بأحداث وشخصيات لاعلاقة لها بالثورة، بل كانوا ضدها، وهم يستغلون هذه الفرص للتغليط، وأنا أطعن في هذا وأحمل النظام مسؤولية ذلك، كما أن الثورة مؤسسة على الخطأ من الناحية التاريخية·
ألا تعتقد مثل كثيرين أن هذا صراع معلومات تاريخية أو أنك تعتقد أنه صراع بين من عرفوا بقدماء ضباط الجيش الفرنسي وأبناء الحركة الوطنية؟
أولا أبناء الحركة الوطنية والحركة الثورية اليوم قلة ويعدّون على رؤوس الأصابع، وليس لهؤلاء أن يتحدثوا عن الثورة ومعظمهم كانوا ضد الثورة
بلعيد عبد السلام وخالد نزار؟
بلعيد عبد السلام معروف أنه كان ضمن التيارالذي عارض ورفض ثورة ,54 أما نزار فلا حديث عنه .
ومارأيك في الكلام الذي قاله نزار، مؤكداً فيه بأن لا اللجنة المركزية ولا الـ "MTLD" ولا المصاليين شاركوا في تفجير الثورة· هل هذا صحيح؟
خالد نزار لا شأن له في الثورة، قام بالخدمة الوطنية وخرج منها ضابطاً صغير الحجم، عكس ماقمت به أنا لأنني رفضت التجنيد بالرغم من الفرصة التي أتيحت لي كي أكون قيادياً، في 1949 كنت أدنت بـ 6 أشهر حبسا للعصيان·
إن المكسب الذي حققه المصاليون وحزب الشعب وبعد اندثارهما من المشهد السياسي هو الذي جعل الجزائر تجد نفسها أمام متاهات الأعداد الكبرى من المجاهدين والمسؤولين القدماء والحاليين الذين يقولون بأن لهم علاقة بالثورة·
تجرني إلى سؤالك عن الأسماء الحقيقية التي في نظرك ساهمت فعلياً في التحضير وتفجير الثورة؟
من بينهم بن بلة، بوضياف، بن بولعيد، بن مهيدي وديدوش مراد، كنت شاهداً على ذلك، وقمنا بالدعوة لأول اجتماع عام للمناضلين عبر الوطن، وفي انتظار رد فعل منهم كانوا يسموننا بالمحايدين، وأنا من دعوتهم للإجتماع كما كلفت به.
من كان ضد الثورة من المسؤولين الحاليين··أريد أسماءهم؟
التيار الوحيد الذي كان مع التفجير هو حزب الشعب، وماهو غير معروف كيف ظهر تيار من قلب حزب الشعب وهو تيار يقوده شباب آنذاك رفضوا انصهار حزبهم وتحطيمه وأرادوا الاستمرار في تطبيق قرارات مؤتمر 1947 الذي وضع كل الإمكانيات لتفجير الثورة وخلق المنظمة السرية، بعد إفلاس قيادة حزب الشعب وتضييع زمام الأمور، وصلنا إلى أمر واقع هو أن الثورة لم تعد بحاجة إلى زعيم يقودها، وقررنا عدم خلق حزب آخر، وكانت شروط المشاركة في الثورة بقرار انفرادي وهناك من تخلوا عن أحزابهم حتى سنة 56 وهناك من انخرطوا في الثورة عاما بعد تفجيرها·
إذن هذا ليس صراع معلومات تاريخية؟
هذه تصفية حسابات، وأنا أعرض الحقائق التي كتبتها على المحللين التاريخيين، والصراع الآن هو بين من تراجعوا عن الثورة وبين من انخرطوا فيها بلا رجعة، هناك من تخلوا عن مبادئ الثورة وتيارها لأسباب مقنعة.
الأسماء؟
الأمر أكبر من حصره في أسماء مهما كانت، فهناك تيارات سياسية قررت الهروب والتخلي عن الاتجاه الثوري·
إذا كان محساس يهاب من ذكر الأسماء والحقائق من له الجرأة على ذلك؟ من أين يأخذ الشباب تاريخ الثورة وعن من إذن· مادمت ترفض ذكر الأسماء؟
صدّقني إن ذكر الأسماء لايعني بالنسبة للتاريخ شيئاً بقدر ماتعني التيارات الأخرى التي كان لها مواقف أثرت على مجرى الأحداث، ولو كانت تلك المواقف من صنع الأشخاص، لكنها أخذت بشكل جماعي.
أما القول بأنه يجب أن نخرج ملف موت بومدين وما إلى ذلك من أمور، فأرى أنه إذا أردنا الحديث عن بومدين فلنتحدث عنه من الناحية السياسية، والحديث عنه كذلك يجب أن يكون من منطلق ما نحققه من منفعة عامة، وما يقدمه لنا البحث من تفكير وعمل لحل مشاكل بلادنا، فهذا الملف لا يقدم لنا شيئا، فبومدين.. كان بإمكان القدر أن يوافيه الموت قبل الثورة، ثم أين العظماء الذين قدموا أرواحهم ليس لبلدانهم فقط بل للبشرية جمعاء، أين عبد الحفيظ بوصوف الذي مات وهو أكبر وأعلى مكانة من هواري بومدين، هذه هوامش فقط، فالفائدة العامة ليست على هذا الصعيد، مشكلتنا المعرفة السياسية والطبقات الاجتماعية· وحيرتنا الكبرى هي تحكم الشركات الأجنبية في ثرواتنا·· هذا هو النقاش الحقيقي، وهنا يكمن الرهان الحقيقي أيضا. مهمتي أن أكون في الذرع الواقي للدولة تاريخياً، مهمتي توضيح الحقائق من منطلق المقارنة ويجب المكافحة ضد هذه الوضعيات التي تتطلب جرعات من تأنيب الضمير، كان باستطاعتنا تجنب سيناريو التسعينيات·
كيف؟
الكيف موجود لكن لايسع الوقت للحديث عن ذلك، وأقول أن الوضع كان عبارة عن صفقة وتواطؤ بين جزائريين وأطراف خارجية، وللأسف فإن الثورة فشلت في إنتاج تفكير سياسي واستراتيجي سليم، لأنها نجحت فقط في تحقيق قفزة اجتماعية سطحية ومظهرية·

الاثنين، أغسطس 6

أخبار وأصداء

1تقدم رئيس بلدية سيدي عبد العزيز السيارة الامامية المقلة للعروسة رفقة زعيم عائلة قدور ووسط تخوفه من محاولات الاغتيال أصر على خروج العروس بسرعة من دار والديهالامما أرغم والديها على إلقاء وادعه الاخير وسط حيرة الاهاي أزواج أم صفقة تجارية وقد حضر نائب لوزير السكن وأنصار المير من أعيانه الاشراف الدين رفضهم شعب سيدي عبد العزيز فرفض تناول الغداء في منزل العريس
2قطع الوفد الميري العرس من بلدية سيدي عبد العزيز إلى جمار ثم العودة علما أن المير رفض سير سيارات التغطية المهرجانية أمامه وفور وصول القافلة غادر الجميع العرس وكأن العرس جنازة العروسة
3وضعت تخزيزات لدرك سيدي عبد العزيز أمام مبني العريس
حتي إعتقد المصطافين أن الخطر الارهابي قادم وبمجرد تناول العشاء غادر فريق الدرك الوطني
لتعلن فرقة العريس دورتها الشرفية في قلاع إنجازات المير
4رقص المير مع أصدقاء العريس رقصة المسجون وسط ضحكات الاطفال ودهشة الكبار
5منخ المير مليون سنتيم لابنه وكدلك زوجته وإخواته فهل هي من خزينة البلدية أم من أموال تشغيل الشباب
6بسسب سوء تفاهم كاد مواطن أن يخدث كارثة أمام درك سيدي عبد العزيز حيث توجه مسرعا إلى مقرا مؤكدا أنه معروف لدي شخصيات وماكاد يدخل المقر ختى وجد نفسه يترجي إطلاق صراخه مادام لايمتلك الوثائق ولولا أهل العروسة لدخل السجن بإمتياز
7بينما كان المير يوزع أرباخ المشاريع على إبنه كان اليسوح يتصايحون امام العين البلدية للخصول على الماء الفاسد للشرب
بقلم نورالدين بوكعباشè

Radio "CIRTA FM" devient incontournable dans les foyers/ Sondage et Audimat Conformels:

Radio "CIRTA FM" devient incontournable dans les foyers/ Sondage et Audimat Conformels: "La Numéralisation au Service de la Proximité." Que ce soit sur l'ancienne fréquence (93.9 Mhz) ou la nouvelle (103.8 Mhz), et en passe d'être tout prochainement captée à pas moins de 215 Km à la ronde, "Cirta-FM" (ou la Station Radiophonique Régionale de la Métroplole Constantinoise, si l'on préfère) se trouve désormais (et cela quoi que l'on dise et/ou prétende à cet égard pour reprendre telle quelle l'affirmation appuyée de plusieurs auditeurs inconditionnels de cette radio locale, surtout la gent féminine d'entre eux pour des raisons que nous aborderons un peu plus loin), une "partie prenante incontournable" (sic) dans le paysage Hertzien local et régional. Ces émissions diffusées pratiquement de manière "Non-Stop", assurées comme tout un chacun sait depuis la date du 28 Octobre dernier (qui constitue pour rappel le jour du 34ème anniversaire de la nationalisation de la radio-télédiffusion dans le pays et qui donna lieu à la naissance de l'ex-RTA, l'ancêtre média lourd AV de l'actuelle ENTV) à partir du studio central situé au coeur de l'antique faubourg de Bab-El-Kantara, constituent à l'heure actuelle selon l'avis de moult auditeurs des deux sexes, l'on cite, "un accompagnement presque au quotidien" (dixit) de leurs diverses activités au foyer, en taxi, au bureau ou dans un quelconque local commercial. Nous avons tenté pour notre part, alors que la saison estivale en général se prête à merveille à ce genre de travail non exhaustif de consultation des contours globaux inhérents à l'Audimat. et cela, en raison de la propension que prend l'écoute radiophonique pendant les longues vacances d'été, de procéder à un mini-sondage d'opinion. Pour notamment cibler les préoccupations, les doléances et autres questionnements de la large opinion publique des auditeurs ainsi que le degré de popularité dont peut jouir éventuellement cette radio constantinoise en Modulation de Fréquence. Pour ce faire, et en nous basant exclusivement sur les paramètres propres à l'échelle dite de "Bresson-Violet "(du nom de ses deux sociologues initiateurs hexagonaux), nous avons questionné un panel représentatif réduit composé d'une cinquantaine d'auditeurs et d'auditrices dont les âges varient de 18 à 45 ans, et le niveau d'études intégrant tous les cursus de l'instruction publique (du cycle primaire à l'université.) En notant au passage que certains d'entre eux demeurent des femmes au foyer dépourvues du moindre niveau d'études. Résultat des courses comme l'on dit, nous présentons à nos fidèles lecteurs telles quelles les statistiques et autres taux de pourcentages péremptoires que nous avons pu ainsi glaner ça et là, accompagnés à chaque fois des analyses et autres succints commentaires y afférant. Ainsi, 99,69% des sondés disent avoir entendu au moins une fois lors de ces dernières années parler de l'existence de cette chaîne radiophonique. Ensuite, ils sont pas moins de 67,86% qui affirment triturer le bouton de connexion sur la fréquence de "Cirta-FM" de leur poste radio "machinalement" à une heure fixe du matin(surtout), de l'après-midi, de la soirée et (le plus souvent là aussi) durant la nuit ("généralement avant zéro heure" prennent-ils le soin de prèciser). En outre, 54,76% de ces mêmes questionnés disent écouter un programme "bien ciblé" (sic) au moins "une fois chaque semaine" (dixit). Ce sont également 82,48% qui insistent sur le fait que "seuls les programmes musicaux de détente et d'accompagnement" émis journellement sur les ondes hertziennes de cette chaîne radiophonique du Vieux Rocher les intéressent au plus haut point. Cependant, à peine 47,81% se disent totalement et de manière récurrente s'entend "impliqués" par les débats organisés autour des notions et autres concepts de la citoyenneté et de la vie intrinsèque de leurs quartiers et autres cités respectifs. Même si Cirta-FM, il faut l'admettre, privilégie les émissions en "Direct-Live" pour justement solliciter les suggestions et autres opinions des citoyens auditeurs de manière fortuite. En revanche, ils sont plus de 71% à se déclarer "très intéressés" par les émissions qui couvrent les faits actuels et factuels dits de proximité. Tels à titre de simple illustration la dernière ambiance de la période antécédente et post- examens de fin d'année (surtout celle relative au Baccalauréat de la session de juin dernier), et toutes les appréhensions qui avaient été de circonstance au sein des candidats et leurs parents. Ou encore, lorsque la station régionale s'intéresse à l'analyse, à la réflexion et au débat autour du problème si sensible des tares sociales dans toute leur diversité (toxicomanie, drogue, alcoolisme,chômage endémique, crise de logement et celle des valeurs, atteinte à l'environnement,etc.) Puis, l'on note dans les 85,92% des sondés à " abonder dans le même sens" (dixit) que les programmateurs de la chaîne qui passent presque de manière quotidienne du Malouf empreint de la typologie purement constantinoise sur ses ondes. Et ce, en raison notamment de l'argument relatif à " l'immatérialité physique et morale" que constitue depuis des lustres ce genre musical d'essence arabo-andalou dans la région de Constantine. Même si là aussi, les concepteurs des programmes tentent de contenter les mélomanes patentés de tous les genres musicaux propres à toutes les sphères géographiques de la planètes et autres diverses exclusivités folkloriques, artistiques et culturelles de celle-ci. "Nous essayons de ne laisser personne insatisfait sur ce plan" est-il dit toujours commenté par l'animateur ou l'animatrice de la tranche horaire en question. Ces mêmes sondés des deux sexes , de tous les âges et de tous les niveaux de l'apprentissage amateurs de la station radio régionale de l'antique Cirta (un taux de 64,59% pour information) préfèreraient que, nous citons, "Cirta-FM parle toutes les langues. L'arabe classique bien évidemment, puisqu'il y va de la pérennité de notre langue nationale. Mais aussi celui dialectal, le français et, pourquoi pas...l'anglais courant. " Celui de tous les jours. Par l'intermédiaire de quelques émissions bien ciblées, populaires et vulgarisatrices par exemple. Croyez-nous, le public de ce genre de Talk-Shows existe dans nos murs, et plus que l'on imagine même"nous a-t-il été rapporté à ce propos. Citons aussi ,avant de terminer,le cas de ces 19,65% de questionnés (exclusivement composés d'étudiants et d'étudiantes soit dit en passant, et dont certains sont en fin de cycle universitaire ) qui "voudraient tant que notre radio nous donne l'opportunité, par le biais d'un concours externe de recrutement notamment, pour y intégrer les diverses équipes d'encadrement technique ,de conception et d'animation" pour les paraphraser in extenso. Même si, sur ce chapitre spécifique beaucoup dépend de la tutelle centrale. Un appel du pied est ainsi lancé à cette même direction. Ou encore celui de ces 21,58% des sondés qui "voudraient tant que davantage d'émissions soient entièrement consacrées aux activités de masse sportives et de la jeunesse." Là aussi,la programmation annoncée en principe pour la prochaine saison footbalistique de la couverture de tous les matchs des deux équipes phares de la ville(CSC/MOC notamment) joue en cette faveur. Pour terminer, reconnaissons (au simple titre de l'honnêteté intellectuelle s'entend) que cette station régionale radiophonique de la ville des ponts, chapeautée par un vieux routier de ce domaine médiatique local, en l'occurence M.Lakhdar Derradji constitue une source d'écoute incontestable, un passe-temps informatif, culturel, musical, parfois éminemment ludique et fort instructif, pour "toutes celles dont le foyer familial ou conjugal reste exclusivement le seul décor permanent", tel qu'il nous a été mis en exergue par d'innombrables femmes. Et dont certaines nous ont ajouté, l'on cite, "Si Cirta-FM n'existait pas...Il aurait fallu l'inventer?" Quoi de plus encourageant et gratifiant à la fois pour toutes les équipes qui s'échinent à longueur du jour et de la nuit pour tenter de contenter toutes les catégories d'auditeurs et d'auditrices? Pour rappel, il faut savoir que l'amplitude de couverture (par le biais du couple des techniques analogique-numérique) des 215 Km autour du siège central dont compte s'enorgueuillir cette radio locale n'empiète en aucune manière les émissions qui émanent justement des antennes régionales des autres stations, telles celles de Sétif, Annaba ou Batna pour ne citer que celles-ci. Bon vent à toute l'équipe! NASSER FOURA

السبت، أغسطس 4

الجنازة الانتحارية بقلم نورالدين بوكعباش

الساعة الثانية /يتدوال في سيدي عبد العزيز جنازة وصول الشاب الجز ائري إلى ميناء بجاية
الساعة الثالثة
عبد الحميد بوحالة العامل في الشروق اليومي يتجادب الحديث مع أفراد عائلته رافضا الدخول إلى المقهي بحجة كونه شخصية وطنية مهمة فيما يتحد الجميع مقهي سبيلا للأنتظار
الساعة الرابعة وصول سيارة إسعاف بسرعة جنونة تضع الميت وتعود مسرعة بينما يتم نقل النعش الاوربي إلى العمارة وما تبعها من حيرة أهله
ووسط غياب سيارة إسعاف تتدوال أوساط أن نعش الميت مطلوب لغلاء سعر الخشب بالجزائر من طرف أخدهم
الساعة الرابعة والنصف خروج النعش والتوجه لمسجد سيدي عبد العزيز لأداء صلاة العصر والجنازة بينما يختصر الشباب الطريق ويصعودون إلى المقبرة وسط الحررة الشديدة
الساعة الخامسة
نصل المقبرة ونصطدم بأسماء ضحايا الازمة مختار بولعلوع الدي دهب ضحية بالبويرة ونكتشف مقبرة بقبلتين
تصل الجثة توضع أمام القبر تنزع
من الصندوق بعد فك طلاسمه حيث نكتشف أن الاوروبين يخترمون موتاهم
تنطلق رائحة كريهة
يتكفل عبد الوهاب وعبد الاحميد بالقبر وتوضع الجثة ويعود الاهل متسائلين متي كان الفرنسين يدفنون في المقابر الجز ائرية
العاشرة ليلا يقوم عبد الحميد بوحالة بزيارة لوسط سيدي عبد العزيز يستقبل بالتهاني والعازي
بقلم نورالدين بوكعباش


إلعب وإربح مع
خالد نزار وبلعيد عبد السلام

بلعيد عبد السلام يرد نـــــــــزّار يـرّف و يقــــــــول الكدب وصحيفة الخبر ملكه الشخصي وعلى جري حماره الصحفي

بلعيد عبد السلام يرد بقوة، ويتحدّى وزير الدفــاع السابــق خالــد نــزّار
نـــــــــزّار يخــــــرّف·· ولا يقــــــــول الحقيــــــــقة
-- نزّار هو الذي أساء لصورة الجزائر عندما طلب الذهاب إلى محاكمة في فرنسا·
-- عندما رفضت اقتراح نزّار تعيين بوزيدي وزيرا للاقتصاد قال لي ''ديروا فيزيبل''
-- تركت في الخزينة 2 مليار دولار، 1.3 مليار عملة صعبة و700 مليون دولار مرهونة بالذهب·
اتهم رئيس الحكومة الأسبق، ''بلعيد عبد السلام'' و بلهجة غير معتادة لدى الرجل، الجنرال المتقاعد و وزير الدفاع الأسبق، ''خالد نزّار'' بالهذيان و بمزوّر الحقيقة و وصفه بالشخص الذي ينسج الرواية من الخيال·
حسان وعلي
و صرّح عبد السلام ل ''الجزائر نيوز''، في أول رد فعل له على رسالة ''خالد نزّار''، '' أنّ الرجل ليس مالكا لعقله أو أنّه يروي خرافات''· و فنّد عبد السلام الكلام الذي تضمّنته خرجة الجنرال نزّار بشأن اللقاءات التي جرت بين الرجلين، في جويلية .1993 و قال ''أنّه يكذب عندما يقول بأنّنا التقينا على مدى يومين متتاليين في بيت علي كافي· فالحقيقة هي أنّنا اجتمعنا بتاريخ 18 جويلية 1993 في قصر الرئاسة دون أن نتوصّل إلى اتفاق و انتهى الاجتماع بخلاف، و ضربنا موعدا ليوم 20 جويلية، أي يومين بعد ذلك· و كان اللقاء في بيت رئيس المجلس الأعلى للدولة، علي كافي ببالم بيتش·''
و يواصل عبد السلام لسرد تلك الأحداث ليقول، '' بعدما افترقنا دون أن نتوصل إلى اتفاق في الاجتماع الثاني، افترقنا و بعد ذلك سافر نزّار إلى الخارج في عطلة، وأرسل إليّ شخصا- رفض ذكر اسمه- و قال لي بعثني خالد نزّار إليك للتفكير في كيفية تسوية الوضع، و نتوصل إلى اتفاق''· في حين يقول خالد نزّار في رسالته ''اجتمعنا على مدى يومين متتاليين عند بيت علي كافي لمناقشة الوضع لكن في اليوم الموالي توصّلنا إلى نتيجة هي أنّه لا يمكن أن ننتظر أي شيء منه (عبد السلام) و اقترحت على كافي تنحيته''
''بلعيد عبد السلام'' ، الذي رد بخطاب صريح على نزّار، كذب أيضا الجنرال بخصوص اللقاء الذي جمعهم بدارالعافية، أين عرض عليه منصب رئيس الحكومة، قال ''أنّه يكذب عندما يقول بأنّ اللقاء كان فقط بيني و بينه· اللقاء حضره رئيس المجلس الأعلى للدولة، علي كافي· أنا استغرب ما جاء في رسالته و إن استطاعت الجدران و الكراسي الكلام لسألناها· فكيف يقول هذا الكلام· أتذكر جيدا، جاءني إلى البيت عبد العزيز خلاّف و ركبت معه في السيارة، و عندما دخلت وجدت نزّار و علي كافي في حين غادر خلاف المنزل· كنا في ثلاثة· إنّ نزار ينسج رواية من الخيال''
و من جهة أخرى، دافع رئيس الحكومة الأسبق عن حصيلة الحكومة التي قادها من جوان 1992 إلى غاية جويلية ,1993 حيث أكّد بالوثائق أنّه ترك في الخزينة العمومية ملياري دولار، 3,1 مليار عملة صعبة و 700 مليون دولار مرهونة بالذهب· و دعا عبد السلام للاستفسار عند محافظ بنك الجزائر آنذاك، عبد الوهاب كيرامان للتأكد من ذلك·
و تحدث عبد السلام عن عراقيل كانت تعيق نشاط حكومته على الصعيد الاقتصادي، كاشفا بأنّ العديد في مراكز القرار كانوا يعملون عن حل دون استقطاب الجزائر للأموال بالعملة الصعبة· و قال'' أمضينا عقدا مع شركة أمريكية، على أساس أنّها تدخل في شراكة في المنطقة المسماة ب ''وردة البغل'' في الجنوب مقابل أن تسلّمنا مبلغ قدره 800 مليون دولار· أمضيت على كل الوثائق للحصول على المبلغ، لكن المال لم يدخل و عرقلوا سير العملية و كانوا يقولون ''اسناو حتى اروح مبعد نجيبوهم''، و فعلا مباشرة بعد رحيلي تسلّموا المبلغ· قبلت أن أقود الحكومة بنية حسنة، لكن اتضح أن الأهداف تختلف ····صراحة بعدما بدأت في مهامي جاءوني بعض الأصدقاء و قالوا لي كيف تقبل أن تعمل مع هؤلاء، الوقت أعطاهم الحق''
كما كشف بلعيد عبد السلام عن القضية التي تتعلّق بتعيين وزير الاقتصاد في حكومته، و أوضح '' قال لي نزار عيّن عبد المجيد بوزيدي وزيرا للاقتصاد، له نفس التوجّهات معك و يدافع بقوة عن سياستك الاقتصادية، لكن رفضت و قلت له الوحيد الذي يدافع عن برنامجي بشكل أحسن هو أنا· ثم قال لي اديرو فيزيبل (مصهر) لصق فيه كل شيء و خلّيه يحصل''·
و ردّ ''بلعيد عبد السلام'' لم يتوقف عند هذا الحد، قائلا في سياق آخر، أنّ الثورة التحريرية هي الامتداد الطبيعي للحركة الوطنية، و يقول ''الثورة خرجت من الحركة الوطنية، متسائلا، واش يدي نزّار يتحدث عن أمور لا يعرفها· أو يريد أن يعطي دورا لنفسه· الجزائريون يعرفون تاريخ الحركة الوطنية و الثورة التحريرية جيدا·''
و وجّه رئيس الحكومة الأسبق ''تهديدات'' خالد نزّار بقوة، بخصوص حثّه على عدم نشر تصريحاته في الصحافة الدولية، التي تسيء إلى صورة الجزائر في الخارج· و قال أب الصناعة المصنّعة، ''من الأول الذي تحدث عن الجزائر في الخارج، و من تكلّم في محكمة أجنبية و فرنسية بالضبط عن السياسة الداخلية للبلاد، و عن الحكومة الجزائرية· هو الذي أساء إلى صورة الجزائر و هم من طلب الذهاب إلى محاكمة في فرنسا· و من اتصل بالسفارات الأجنبية بالجزائر ليخبروهم ''رانا نحينا عبد السلام، درنا هذا و ريحين نديروا هذا الشيء و، و، و······ لا أحد مؤهل ليعطيني دروس في الوطنية·''
و في نفس السياق، أثار بلعيد عبد السلام ، في سياق ردّه على نزار قضية أخرى أكثر خطورة، حين قال ''الغلطة الكبيرة التي ارتكبها بومدين هي عندما ترك الجيش في يد هذا السيد و في يد المخ تواتي· و أظن أنّه تفطن لذلك لكن فات الآوان·'' و ختم عبد السلام حديثه عن وفاة الرئيس هواري بومدين، ''لازم نتفاهم على موت بومدين؟''·
و يكون بلعيد عبد السلام بردّه على رسالة خالد نزّار، بعد ردّه على رسالة الجنرال المتقاعد ''محمد تواتي''، قد قطع شوطا في نقاش الصيف السياسي الذي سيكون حتما جدّ ساخن· و بدون شك سيكشف عن عدّة حقائق، حول تسيير شؤون البلاد، و حتى عن تاريخ الحرب التحريرية المقفل عليها، خاصة و أنّ الرجل مصمّم على عدم التزام الصمت عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي تهم الجزائريين كما قال·
رد خالــد نـــزار على إنتقــدات بلعيد عبد الســـلام كـــما جــاء
هذا هو نص الإجابة التي رد بها اللواء المتقاعد ووزير الدفاع السابق خالد نزار على منتقد الجنرال تواتي والمجلس الأعلى للدولة عبد السلام بلعيد، رئيس الحكومة الأسبق·
ترجمة: عبد اللطيف بلقايم /ف· مروان
في النشر الأخير لمذكرات يرى فيها بأنها ''حقائق 13 شهرا على رأس الحكومة''، يرجع عبد السلام في العديد من المرات إلى ذكر المجلس الأعلى للدولة، وإليّ وخاصة للجنرال تواتي·
بعيدا عني، فكرة دخولي في هذا النقاش العقيم، جاءت من أجل حمل بعض التوضيحات وتسطير بعض ما هو مناقض للحقيقة·
في تلك الفترة، كان الجنرال تواتي مستشار وزارة الدفاع الوطني المكلف بالشؤون السياسية والأمنية، ومنصبه هذا سمح له بأن يكون عضوا ضمن مجموعة أو خلية للتفكير والاقتراح المكلفة بالإعداد لتعيين رئيس حكومة، وتطورات مخطط الأمن، وكان مقر عمله بقصر الحكومة عندما يتعلق الأمر بهذه المسائل·
في كتاب عبد السلام يوجه كافة مخالبه للجنرال تواتي، فكرت مليا قبل أن أكتب هذا التوضيح، مع العلم أنه بإمكانه الرد عليه، لكنه لم يعد بوسعي التحمّل لاسيما وأن انتهاء مهام رئيس الحكومة الأسبق كنت المعني الأول والمباشر بها وأعلم كل تفاصيلها وهي لا تحتاج إلى كل هذا التصعيد·
من جهة أخرى، أحس نفسي معنيا بالانتقادات الخطيرة الموجهة ضد المجلس الأعلى للدولة الذي كنت عضوا فيه·
إن هاته الهيئة التي قررت أخيرا جدولة الديون الخارجية بعد أخذ رأي كل واحد من أعضائها في الموضوع كما جرت العادة·
كنت كتبت سنة 1991 أننا ''قدمنا لتونا إلى السياسة''، سفينة ''الجزائر'' كانت متجهة نحو الهاوية، كان من واجبنا نحن جميعا الذين كانا في مقاليد الحكم، رئيس حكومة، وزراء، إطارات الدولة، والمقاومون من كل التيارات لكي نصل بها إلى بر الأمان·
الأزمة جعلت المدني والعسكري يتداخلان في الصلاحيات
هذه المصلحة العليا للأمة جعلت من مشاويرنا المهنية المدنية والعسكرية تلتقي مع بعضها للوصول إلى حل للأزمة حتى ولو كان منهج العمل ناقصا طيلة الفترة· وفي نفس الوقت كان منصبي كوزير دفاع يحمّلني مسؤولية كبيرة، الأحداث الكثيرة والمستمرة، كانت ستجعل من الجيش الوطني الشعبي، حكم الوضعية، وأرغمني ضميري على أساس ما كان يخوله لي عملي وكقائد لهذا الجيش، والسلطة التي تنجر عن المنصب الذي أخطط له ولا تمنيته، أن أتحمل حتى لا تصل الجزائر إلى ما وصلت إليه بعض الدول التي تشتت شعبها·
الاقتصاد كان منكسرا محفوفا ببقايا نظام الستينيات والسبعينيات، وعبث فيه فسادا من قبل أناس غير أكفاء، وما زاد الوضع تعفنا، تراجع الدولار وسعر البرميل من البترول في الأسواق العالمية·
تسديد الديون الخارجية كان يمتص حوالي 70 بالمائة من مداخيل الدولة، وجعل الجزائر تقلص من وارداتها بشكل مخيف، وهو ما أرغم عجلة الاقتصاد الإبطاء في الدوران فارتفعت البطالة، وبلغ اللااستقرار ذروته خاصة عند الشباب·
خلال الـ 13 شهرا لرئاسة الحكومة، نادرا ما كنت ألتقي عبد السلام بسبب تقديري أن لكل واحد منا عملا جبارا يقوم به وأن الوقت لا يسمح بذلك، فمن جهتي كان عملي في المجلس الأعلى للدولة يملأ يومياتي وكذا كوزير دفاع عن أمن الدولة، الذي يأخذ وقتا معتبرا من ليلي·
وجها لوجه التقينا 3 مرات فقط، الأولى كانت حقيقة في دار العافية بحيدرة لكن دون الرئيس علي كافي، كما قال عبد السلام، وكنت مكلفا من طرف نفس الهيئة لأقترح عليه منصب رئيس حكومة، وكان يرغب وقتها في أن يبقى أعضاء مجلس الدولة يسيرون الوضع لما تبقى من عهدة الشاذلي بن جديد، كما اقترح حالة استثناء لمدة 5 سنوات·
وفي الوقت الذي كنت أتحدث معه، أطلعته بأن العالم تغيّر، وفهمت منه أنه قبِل العرض عندما قال: ''في أي حال من الأحوال عليّ أن أتكيف'' وبعدها أبلغت المجلس الأعلى للدولة بقبوله القرار، وخلال حديثي معه لم يحدث وأن تكلمت باسم الجيش وقمت بذلك باسم المجلس الذي كلفني بالمهمة·
المقابلة الثانية على انفراد كانت على شكل زيارة قام بها لمكتبي في وزارة الدفاع الوطني·
أما الثالثة فكانت عندما تدخلت لصالح مدير إحدى الجرائد المعتقل لسبب قابل للنقاش· أما المقابلات الأخرى لم تخرج عن إطار المجلس الأعلى للدولة الذي غالبا ما كان يدرس مشاكل اقتصادية ومالية، وكنا جميعا قلقون إزاء الوضع الذي كانت تمر به البلاد، كنا نقترض المال لتسديد الديون كل ثلاثة أشهر· أما القروض ذات الدفع المتوسط كانت بالسيولة لأنه كان علينا مواجهة الاحتياجات اليومية للشعب من مواد ذات الأولويات الضرورية·
احتياطاتنا من الصرف كانت تتراوح ما بين 600 مليون و900 مليون دولار· وحسب عبد المجيد بوزيدي، مستشارنا الاقتصادي، فإن هذه القيمة كانت تأتي من إيداعات الزبائن في البنوك·
والمليار الزائد الذي تحدث عنه رئيس الحكومة كان في الواقع قيمة الديون غير المسددة لدواعي تقنية يعرفها الأخصائيون الماليون· ووجدنا بهذه الوضعية أنفسنا أمام حالة من العجز في دفع الرواتب الشهرية، وقرر المجلس الأعلى للدولة مقابلة رئيس الحكومة على هذه الخلفية من أجل الخروج بحلول ناجعة ومواجهة المخاوف اليومية، وكان ذلك في مأدبة غذاء بمقر سكن علي كافي·
بلعيد عبد السلام عجز عن تقديم مقترح لحل الأزمة
قبل الاجتماع، لم ندرج أي مقترح بخصوص رحيله، بل أن المسائل التي كنا سنطرحها عليه هي نفسها التي كنا نطرحها على أنفسنا يوميا وكانت بسيطة، ''متى وكيف نتصرف لإخراج البلاد من الأزمة؟''، ''وكم يحتاج هذا الحل من ما مال؟'' وهي الأسئلة التي كانت تمثل حالة التشنج الاجتماعي، وكان يجيب عبد السلام بلعيد في كل مرة على هذه الأسئلة بأنه ''ليس مختصا في الاقتصاد، طلبت منكم حالة استثناء عمرها 5 سنوات لأستطيع تطبيق برنامجي، ولدي بعض المعارف الإيطالية والفرنسية أو أخرى للمساعدة لكن لست أدري متى ستفي بالغرض''·
اليوم الأول من الاجتماع انتهى على هاته الحال دون أي وصفة، وفي نهاية الكلمة التي أخذتها على عاتقي طلبت منه أن يعين وزيرا للاقتصاد مادام ظل يردد بأنه ليس خبيرا اقتصاديا ثم طلبت منه تنظيم ندوة وطنية تضم أحسن خبرائنا الاقتصاديين وخيرتهم ثم ضربنا لأنفسنا موعدا ثانيا في اليوم الموالي وفي نفس المكان·
اليوم الثاني لم يكن فيه جديد يذكر فحسب، بل رأينا فيه عبد السلام بلعيد مصمما على رفضه تعيين وزيرا للاقتصاد اعتقادا منه أن يعطي هذا التعيين انطباعا بأن ذلك له خلفية سياسية، لكن أصر على أن يترأس الندوة الاقتصادية، قررنا رفع جلسة الاجتماع وإحالة الوضع على المجلس الأعلى للدولة، وبيني وبين علي كافي أدركت بوضوح أنه لم يكن شيئا مأمولا في تسيير عبد السلام بلعيد للحكومة، وتقدمت باقتراح توقيفه، التي صادق عليها المجلس بالإجماع، ولم يكن ذلك لا على خلفية حسابات سياسية ولا شخصية ولا بسبب الحيرة ولا بسبب الصلاحيات التي تفرقنا عن الحكومة·
وجدنا أنفسنا في نقطة الصفر، ورئيس المجلس الأعلى وجد الكلمات لإبلاغ عبد السلام بلعيد قرار الهيئة، وحدث ذلك في ظروف يسودها احترام تام ومتبادل وفي كرامة كاملة·
سيّرنا البلاد بمنطق ''إقتصاد الحرب''
أما بخصوص إعادة جدولة الديون الخارجية، أتذكر الجلسة المخصصة من طرف رئيس المجلس الأعلى للدولة لمحافظ بنك الجزائر والتي كان لي شرف حضورها بدعوة من الرئيس علي كافي والتي طلب فيها إعادة الجدولة، وأبلغنا المحافظ أن الندوة الوطنية الاقتصادية كفيلة بالإجابة عن هذه المسألة، الندوة قررت جدولة الديون الخارجية عقب توصياتها·
كتبت يوما بأن العسكريين كانوا ولا يزالون يسيرون بمنطق ''اقتصاد الحرب''، وكنا نأمل أن يساعدنا هذا المنطق في الأزمة التي ضربت البلاد، وقمنا على أساسها باستدعاء ذلك الرجل التي لم تخرج مهمته ولم تنجز شيئا خارج عن النية الحسنة في العمل، لكن ما دون ذلك، لم يفعل شيء·
رئاسة رضا مالك للحكومة الجديدة بدأت في مشاورات مع صندوق النقد الدولي والبنك العالمي لتجنب انهيار البلاد، هكذا تتلخص الوضعية العامة للدولة في نهاية .1993
وبفضل هذا الإجراء وخاصة بفضل انتعاش سعر البترول، أصبحت بلادنا في منأى، ونتمنى أن تكون كذلك أطول ما أمكن·
المجلس الأعلى للدولة قسم على أنه سيأخذ زمام الأمور في الدولة فقط فيما تبقى من عهدة الرئيس بن جديد المستقيل، ولم تكن النية في تمديد عهدة هذه الهيئة إطلاقا ولا لمنح بطاقة بيضاء لأي كان لاسيما وأننا لم نكن منتخبين، العديد من المحبطين من الحقبة الحالية أرادوا أن يكون العكس· كان هذا ليكون عمل غير مقبول أمام الله والعباد ونحن الذين قسمنا على كتاب الله الطاهر أننا لن نبقى سوى لما تبقى من عهد الرئيس المستقيل·
بلعيد عبد السلام بانتقاداته المختلفة حول عمل المجلس الأعلى للدولة، والتي لا ندري لماذا كان فيها الجنرال تواتي هو المسؤول، عبد السلام يضفي تارة رضاه على المجلس والتوبيخ تارة أخرى، حسب ''تقريره الاتهامي'' للمجلس الأعلى، فإن هذا الأخير انتقل من فشل إلى آخر، بينما أنا نفسي -وبدرجة أقل علي كافي- وجدنا العفو، وليس من عادتي الهروب من مسؤولياتي·
كنت عضوا في المجلس الأعلى، حيث استدعيت -بكل صراحة- إلى لعب دور مهم بعد المرحوم محمد بوضياف، وكما قلت حتى مع التهديدات الخطيرة للاستقرارالتي كانت تترصدنا ومع ضرورة أولوية مكافحة الإرهاب، كان ممثل الجيش يتمتع بإصغاء أكيد، إذ كانت القرارات تتخذ بشكل جماعي وبعد مناقشات حرة، لماذا إذن هذه الأحكام الانتقائية؟
كتب رئيس الحكومة الأسبق (أشير إلى الصفحة114): ''كنت أعي أن الخيارات التي اتخذتها في برنامج حكومتي لم تقبل إلا على أطراف الشفاه من طرف العديد من أولئك الذين كان يجب موافقتهم عليها''· ويضيف: ''هذا البرنامج كان يترجم مبادئ ثورة الفاتح من نوفمبر 54 ومبدأ كل الحركة الوطنية التي ألهمت وحضرت وفجرت هذه الثورة''، وبما أن هذه الخيارات توجد في الخط المستقيم لميزات الحركة الوطنية لحزب الشعب الجزائري وحركة انتصار الحريات الديمقراطية، وخيارات حزب جبهة التحرير الوطني، وميثاق طربلس ودستور الجزائر ,1976 وأولئك الذين كانوا لا يوافقون عليها هم اللائكيون - الاندماجيون، يعني المعادون للوطنية، حتى لا نقول خونة مبادى الثورة· وبما أننا بعد تجر
بة تعيسة لثلاثة عشر شهرا لم نوافق على خياراته، نرى جيدا في أي نوع يصنف عبد السلام أعضاء المجلس الاعلى·
هذا الخلط المتسرع الذي يعتبر قذفاً على الإطلاق بالنسبة لك هل كان ''نزّار'' بحاجة لـ 13 شهر كي يكتشف عجز بلعيد؟
دخل اللواء المتقاعد، ''خالد نزار'' إلى حلبة النقاش الذي أثارته مذكرات ''بلعيد عبد السلام''، وبدى من خلال التوجه العام لرسالة ''خالد نزّار'' أنّ هذا الدخول جاء للدفاع عن ''مستشاره السابق'' الجنرال المتقاعد ''محمد تواتي'' الذي وجّه ''بلعيد عبد السلام'' ضده كل مخالبه، ومن البداية وجّه نزار طعنة إلى بلعيد ومجيئه إلى رئاسة الحكومة، حيث رفض أن يكون قد جاء باسم الجيش، وإنّما المجلس الأعلى للدولة هو الذي عيّن الرجل على رأس الحكومة الجزائرية، ثم فضّل خالد نزّار أن يطلق الحبل على الغارب لكل المحلّلين حين قال أنّ ''محمد تواتي'' كان من كلّف بترشيح من يصلح لرئاسة الحكومة، وهو ما يقبل التأويل بأنّ تواتي هو الذي جاء ببلعيد إلى قصر الدكتور سعدان·
ورغم أنّ ''بلعيد عبد السلام'' كان ''حنونا'' مع خالد نزّار إلاّ أنّ الجنرال تعامل معه بمنتهى الشراسة، وقال أنّه وحده الذي التقى ببلعيد وكلّفه برئاسة الحكومة، والأهم من ذلك إظهار نزار بأنّ رئيس الحكومة الأسبق هو الذي قبل بشروط نزّار وليس العكس، وقال نزّار أنّه قال لبلعيد بأنّ العالم قد تغيّر فأجابه بلعيد: سأحاول أن أتأقلم· وأضاف نزّار بأنّه وهو يتكلم مع بلعيد كان يفعل ذلك باسم المجلس الأعلى للدولة وليس باسم الجيش· وخلال ردّه لم يحاول الجنرال أن ينفي عن نفسه أنّه هو الذي كان يصنع قرارات المجلس الأعلى للدولة، في حين حاول في ردّه أن يظهر ''بلعيد عبد السلام'' على أنّه رجل تافه لا يعرف شيئ، لا في الإقتصاد ولا في السياسة، وقال أنّ ترحيله من على رأس الحكومة لم يكن بسبب مؤامرة أو شيئ آخر، إنّما بسبب عجز بلعيد على إيجاد حلول اقتصادية للمشكلة التي تواجهها البلاد، ورفضه في المقابل تعيين وزير للاقتصاد، نزّار طرح تساؤلا على بلعيد وقال: لماذا لم يكتشف ما تحدث عنه إلاّ بعد ثلاثة عشر شهرا، ولكن لم يذكر إذا كان قد عرف قبل إقالة بلعيد أنّ الرجل عاجز أم أنّه كان ينبغي تجريبه لمدة 13 شهرا لاكتشاف الأمر·
الوطنيين الذين لا يتبعون مثل هذه الاتهامات، لا يقنع أحدا· من المؤكد أن له الحق في اعتبار نفسه الوطني الأصيل ، القح والشديد، لكن ليس له الحق في إطلاق أحكام مسبقة وأكثر من ذلك في احتقار مناضلي القضية الوطنية، الذين يجرأون على القول بغير رأيه، حتى أنه يقول إن الهجمات السياسية ضد حكومته، لم تقد إلا من طرف المجموعة المشكلة من الشيوعيين التائبين منذ انقلاب الوضع الذي حدث في موسكو، ومن البربر- الانفصاليون) ص .164
لا الـ "MTLD" ولا اللجنة المركزية ولا المصاليون فجّروا الثورة
لن أسمح لنفسي بتقييم ماضي أي مناضل شارك في الكفاح العسكري أو السياسي من أجل استقلال البلد· لكن لنسأل التاريخ الحديث، دون أن أعايش أنا نفسي الأحداث التحضيرية للثورة، يظهر لي أنه من الغرور أن يدعي عبد السلام أن حركة انتصار الحريات الديمقراطية - وهو أحد قادتها - ألهمت، حضرت أو فجرت هذه الثورة كما يؤكد، بينما معروف جيدا أنه لا حركة المصاليين ولا حركة انتصار الحريات الديمقراطية، ولا ''اللجنة المركزية''، حضرت وقتها أو فجرت الثورة· من جهة أخرى، قبل احتقار المجلس الأعلى للدولة، لا يجب نسيان أن رئيسه الأول كان موجه هذه الثورة والثاني أحد الأوائل الذين التحقوا بالجبال· من جانب آخر، الادعاء أن النفور القاتم لرئاسة المجلس الأعلى (ص120) سرّع من سقوطه، ليس له أي معنى، فإذا كان هناك نفور، لماذا إظهاره بشكل قاتم بما أن المجلس الأعلى الذي كانت له كل الصلاحيات لتنصيبه، كانت له نفس الصلاحيات لإنهاء مهامه بشكل صريح دون اللجوء إلى أي ملعوب كان·
على مستوى آخر، فإن اعتبار اللجوء إلى صندوق النقد الدولي يؤدي إلى الإقرار بغياب السيادة الوطنية (ص163) يوحي أن رئيس حكومتنا السابق كان المدافع الوحيد عن الكرامة الوطنية، بما أن الذين اختاروا مثلنا في النهاية إعادة جدولة الديون، جروا البلاد مباشرة إلى طريق اللاكرامة·
وكما هو معلوم، فإنه عند ذهابه كان مخزون العملة الصعبة المتوفر لدينا لا يكفي لاستيراد المواد الغذائية لأكثر من شهرين، نتساءل إذن إن لم يكن تصلب موقفه كان سيؤدي إلى اصطدامات الجوع التي هزت العديد من البلدان· وفيما يتعلق بقانون الاستثمارات لسنة 1993 التي يركز عليها المجلس الأعلى، فإن اختلافنا فيها لم يكن يدور حول ضرورة متابعة الرشوة وتبييض الأموال، لكن حول الوسيلة الأكثـر فعالية لدعوة الأجانب إلى الاستثمار، والجاليات الجزائرية إلى إرجاع رؤوس الأموال إلى البلاد التي هربت منها·
هذه الأموال مهما تكن منابعها، فإنه كان من صالحنا رؤيتها تستثمر في اقتصادنا الوطني، وإلا فإن الأجانب يترددون في الاستجابة لنداءاتنا أو الاستثمار في البلد المستضيف مثل سويسرا، لوكسمبورغ أو الباهاماس· إذا كنا طلاب استثمار، هل يجب -لاعتبارات أخلاقية- فقدان منابع رؤوس أموال يمكن أن تستثمر عندنا ؟ لم تكن هناك أسباب أخرى تبرر رفض الرقابة على جذور الأموال المستقدمة التي أضيفت من طرف عبد السلام لمشروع القانون الذي وافق عليه المجلس الأعلى· كل تركيز إضافي على مصلحة المستوردين الكبار المعروفين على الساحة التجارية الجزائرية بالعمليات المربحة جدا التي قاموا بها (ص173) ليست عمليا وليس له أي مدلول اقتصادي· على كل حال أموال هؤلاء المستوردين الموضوعة في الخارج، كانت تضيع من أيدينا، هل كنا سنهددهم من جديد لدرجة أن تضيع تلك الأموال من الجزائر نهائيا؟
في نقده اللاذع لم يستطع الرقيب أن يكوّن موقفا حكيما عن المجلس الأعلى بسبب نقده الاحتقاري· يؤكد (ص 208): ''هكذا في قلب الهيئة التي كانت تمارس بشكل جماعي القضاء الأعلى للدولة وكانت تجمع بيديها كل السلطات التشريعية والتنفيذية المبينة في الدستور، كان يقترح بالقيام بتقييم لسنة من العمل الحكومي وبتحديد مستقبل البلاد في فترة محورية من تاريخها مثلما يحدث بين الأصدقاء، نقرر فجأة عقب جولة أو حصة لعب ما، للذهاب لشرب كأس حول طاولة مقهى أو الغداء مع التقرير حول قضايا البلد''·
عبد السلام بلعيد هاوي للسياسة وليس سياسياً
هذا هو إذن فريق الهواة غير الأكفاء ، التافهين، الذين على كل كرّسوا أنفسهم لتجنيب البلاد الغرق في غياهب حكم ديني من العصور المنقضية، والمحافظة على مؤسسات البلاد· لكن مع استنتاج العجز وعدم الكفاءة، وتفاهة الرجال الذين عينوه رئيسا للحكومة، لماذا لم يقدم استقالته باكرا؟
كيف أننا عندما نلتحف بكرامة ''الثوري الأصيل''، و''الوطني غير المتسامح'' نقبل مهمة مسندة من قبل هكذا أشخاص عاجزين؟ لكن تحديدا كيف أمكن الانتظار بشجاعة 13 شهرا لفضحهم للرأي العام الذي ندعي تنويره؟
بينما فيما يخص تعليق العملية الانتخابية، الرقيب يتهم الذين قرروها بالتتبع المرح لخطى أفراد الفيس وإسلاميين آخرين· بالنسة له الاستقالة المفتعلة للرئيس الشاذلي قدمت ذريعة - ليس مقنعة جدا - لتغطية الضربة القوية التي عملت على إحداث التغيير على مؤسسات البلاد في جانفي 1992 (ص271)· إذن لم تكن السلطة المنبثقة من أحداث جانفي 1992 ليست سوى نتاج انقلاب وأذن غير شرعية، لماذا إذن القبول بأن يصبح أداة في يد متلاعبين، والادعاء بكونه صاف من كل شائبة· القبول بخدمة مدبري انقلاب يعني أن يصبح متواطئا، لكن نهدّئ الجدل· لنلخص، المجلس الأعلى الذي كنت جزءا منه، أكرر هذا، عمل في ظل الشفافية المطلقة بنشره أسبوعيا بيانا يلخص نشاطاته· لم يكن هناك أي طموح لمواصلة مهامه بعد مهلة العامين المحددة بإعلان 14 جنفي ,1994 التي أعلن على احترامها باليمين المقطوع على القران المقدس، ولتفادي كل غموض حول التزاماتهم، أعضاء المجلس الأعلى أعلنوا أنهم لن يدخلوا أي عهدة في نهاية مهمتهم· وعد تمت المحافظة عليه·
ماذا أقول في النهاية؟ أرجو من الله أن يهدي ويسكن القلوب المريضة، وأن يلهم عبد السلام الحكمة التي تحفظ عفته، وأرفض أن أطلق -عبر وسائل الإعلام الدولية- أحكاما تضر بصورة البلد، ففي هذا الميدان أكثر من غيره نذكّر أن السكوت من ذهب·
الجنرال المتقاعد خالد نزار

الجنرال خالد نزار ''أنا صاحب فكرة إلغاء الشعب الجزائري

لقاء مع ''الجزائر نيوز'' بلعيد عبد السلام يرد:
الجنرال تواتي رديء ولم يلتحق بالثورة إلا في عام 61
شدد رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام أمس في لقاء خص به الجزائر نيوز على ان الجنرال المتقاعد محمد تواتي رديء ولا يستحق أن يطلق عليه اسم المخ، كما جدد التأكيد على ان الجنرال لم يلتحق بالثورة الا عام 61 حسب شهادات ذكرت له
التقاه: حسان واعلي
وصف بلعيد عبد السلام، الجنرال المتقاعد، محمد تواتي ''بالرديء وبأنّه ليس بالمخ'' لما يلقّب به، وقال رئيس الحكومة الأسبق، في أول رد فعله على رسالة الجنرال تواتي، بأنّ الحكومة التي قادها (1992 ـ 1993)، أدّت ما عليها ولم تكن نتائجها رديئة كما وصفها الجنرال، متسائلا بتركه مبلغ ملياري دولار في الخزينة العمومية، وقال بعليد عبد السلام، في لقاء خص به ''الجزائر نيوز'' بأنّ حكومته راحت ضحية ضغوطات من جهات سياسية ومالية، سعت إلى الإطاحة بها·
وقال: '' عندما عرضت عليّ رئاسة الحكومة، في سنة ,1992 لم يعرض علي خطة عمل ولا خريطة الطريق من طرف الجيش، بل أنا الذي قدّمت برنامجا على الصعيدين الإقتصادي والسياسي ووافق عليه الجيش الذي قبل بكل شروطي''·
لكن بعد مباشرة مهامه، اصطدم بعليد عبد السلام بمصالح الجماعات الضاغطة، وصرّح لـ ''الجزائر نيوز'' : ''كان المستوردون يضغطون على الجيش لفتح السوق، وفي إطار القيام بمهامها، مصالح الجبائية عثرت على أن المقاول ''اسعد ربرارب'' مدان للخزينة العمومية بـ 140 مليار، هي قيمة الضرائب على الأرباح التي حقّقها''
ومن أجل الهروب من دفع المبلغ '' لجأ المقاول اسعد ربراب إلى الخلط بين وظائفه، باعتبار أنّه كان مقاول وتاجر في نفس الوقت، وفعلا من ناحية أنّه مقاول فهو معفى من الضرائب لمدة عشرة سنوات، لكن هو أيضا تاجر ومتسورد، وعندما حقّقت مصالح الجباية في نشاطه التجاري وجدت بأنّ الأمور ليست مطابقة للقانون، وأنّه حاول الخلط بين المقاولة والتجارة'' ويواصل بعليد عبد السلام حديثه: '' منحت لرابراب مهلة شهر لدفع مستحقاته للخزينة العمومية، لكن قبل انقضاء المهلة عزلت الحكومة التي أترأسها''، وقال بلعيد أن حديثه عن هذا الأمر هو لإظهار العلاقة الموجودة بين رجل الأعمال رابراب والجنرال تواتي، '' الذي أبدى معارضة للسياسة التي انتهجناها·
وتحدّث رئيس الحكومة الأسبق، عن الظروف التي عيّن فيها رئيسا للحكومة، خلافا لحكومة سيد احمد غزالي، وقال في اللقاء الذي جمعه أمس مع ''الجزائر نيوز''، ''في أحد الأيام جاءني إلى البيت عبد العزيز خلاف وقال لي بأنّ الجنرال خالد نزار حب يلتقي بيك، و قد تم ذلك والتقيت بخالد نزار بفيلا في حيدرة، وتحدثنا عن وضعية البلاد واغتيال الرئيس محمد بوضياف، وأنا من جهتي عرضت أفكاري وتصوري للوضع الراهن، وأنا بصدد الخروج من اللقاء، استوقفني الجنرال نزار وقال لي ''حنا استدعيناك لنعرض عليك رئاسة الحكومة'' فقلت ''مرحبا أنا مستعد لكن على أساس أفكاري التي قدمتها لكم''، ويواصل بلعيد عبد السلام لتبرير موقفه هذا ''هذا هو النظام، ساعات يقال لك أدخل وساعات يقول لك أخرج''
موضحا، بأنّه ليس من الناس اللذين لهم لا جماعة ولا طائفة ولا حزب وراءه، الأمر الذي دفع به ليقول لنزار ''أنا جئتكم وحدي وأتكل عليكم في مهامي، أنا عندي اسمي فقط ولن أقبل أن أجرد منه··· دخلت الفيلا شخصا وخرجت منها رئيسا للحكومة··''
وكشف عبد السلام، بأنّ نزار، ومباشرة بعد قبوله العرض، قال له بأنّ ''بعض الضباط يكونوا فرحانين هذه الليلة'' وبخصوص عرض فكرة تعيين الجنرال تواتي وزيرا للداخلية في الحكومة، أوضح عبد السلام، ''الشرط الوحيد الذي وضعته السطة هو أن وزير الداخلية يجب أن نتفق عليه ونتشاور حوله، لأنّ هذا المنصب يجب أن يكون محل إجماع بين الحكومة والجيش، تناقشنا حول الموضوع وعن الشخص الذي بإمكانه أن يشغل هذا المنصب'' ويقول بعليد عبد السلام:'' أنا اقترحت نور الدين يزيد زرهوني لأنّني أعرفه جيدا،
و خلال النقاش طرح اسم الجنرال تواتي، لكن خالد نزار قالي لي'' 80% لا تعتمد عليه'' وطرح اسم تواتي لهذا المنصب، حسب، رئيس الحكومة الأسبق ليس أن الجنرال أبدى رغبة في مغادرة الجيش وأن نزار أكّد لي بأنّه أي محمد تواتي بدأ يطرح علينا مشاكل ويتحدث عن الدستور ومشاكل أخرى'' ويكذّب بذلك بعليد عبد السلام ماقاله تواتي في رسالته، أول أمس، بأن عبد السلام عرض عليه منصب وزير الدخلية·
ولم يسلم القائد السابق لأركان الجيش، الفريق محمد العماري من انتقادات عبد السلام عندما صرّح ''في تلك الفترة عيّن الجنرال العماري في منطقة الوسط على مستوى وزارة الدفاع، وحاول أن يفرض منطقه في التسيير ويخلط الأمور في مصالح الأمن المختلفة، وأضاف هكذا هم ''صحاب العسكر كل شيء بالقوة، حتى اختلطت الأمور على الشرطة والدرك الوطني، خاصة وأن الجنرال العماري كان في خلاف مع الجنرال بن عباس غزيل، وتعرفون المنافسة الموجودة في الشرطة والدرك والجيش··''
وفي سياق ردّه على الجنرال تواتي، يضيف بلعيد عبد السلام ''تواتي كان يظن بأنّني من جماعتهم النخبويين والتقدميين لأنّني أتكلم بالفرنسية، فهو مخطئ، وبعدما اتضح له بأنّني لست من جماعته، يفشل حكومتي وأنا ديكتاتوري···
وأن كان الدفاع عن مصالح الشعب والدولة إيه أنا ديكتاتوري أنا عملت بالشيء الذي قدرت عليه، وكانت الفترة صعبة والأمور غامضة''
وفي سياق مرده للظروف التي غادر فيها الحكومة، قال بلعيد عبد السلام، ''قال لي رئيس مجلس الأعلى للدولة علي كافي حكومتك فشلت، ويجب أن نفكر في سيناريو كيف تغادرها دون أن يتّضح بأنّك استقلت أو أقلت·· قلته له كيف لا إقالة ولا استقالة··· ما تتقلقش ونهنيكم راني رايح وبالنسبة لي لايوجد مشكل''
وتحدث عبد السلام عن الضغوطات التي كان يتلقاها من الجنرال تواتي ومحيطه في رجال المال والسياسة، في إشارة إلى رابراب وسعيد سعدي، وقال بأنّه عندما غادر الأرسيدي ا لمجالس المحلية، وكنّا نفكر في كيفية ملئ الفراغ، قال لي تواتي عاود رجّع منتخبي الأرسيدي ونتهناو من المشكل، وبالطبع أنا رفضت، خاصة وأنّ استقالة منتخبي الأرسيدي من المجالس المحلية جاء في نفس الظرف الزمني الذي بدأت تمارس عليّ ضغوطات من بعض رجال الأعمال، وهذا ما يدل على وجود علاقة بين الجنرال وربراب وسعدي''
وخصّ رئيس الحكومة الشق الثاني في حديثه عن ماضيه الثوري، الذي حاول البعض أن يشوّهه، حسب ما قاله ''أنا كنت من بين قياديي الحركة الوطنية ولست بحاجة إلى الحديث عن هذا في كل مرة، اعتقلت لمدة عشرة سنوات وعمري لم يتعدّ 17 سنة، كان ذلك أمام المحكمة العسكرية، لا أشك في ماضيي الثوري لأتحدث عنه في كل مكان وأقول أنا ثوري أو ما شابه ذلك'' ويرد على الجنرال تواتي، في هذا الشأن· ''عندما يقول بأنّني كنت في لوزان السويسرية، كنت فعلا في لوزان وكان ذلك بأمر من جبهة التحرير، أنا بدأت النظال في الأربعينيات'' ويقول عن الماضي الثوري للجنرال تواتي '' حسب شهادات المجاهدين، عائلته انخرطت في الثورة في البداية، لكن هو لم يلتحق بها إلاّ في عام 1961 ولم أسمع عنه خلال الثورة''
واغتنم عبد السلام الفرصة ليرد أيضا عن الكومندان عز الدين ولخضر لعروسي، شقيق خليفة لعروسي '' عصيت أوامر خليفة لعروسي، وحكم عليّ بالإعدام، لكن بعدها عينتني الجبهة مسؤولا في المغرب، والذين حكموا عليّ بالإعدام، كانوا يروجون بأنهم قضوا عليّ، وفي إحدى المرات دخل عليّ مجموعة من المسؤولين في الثورة بالمغرب واندهشوا عند رؤيتهم لي وقالوا ''أنت حي ولم تعدم!'' أروي هذا لأقول لكم كيف كانت تسيير الأمور في الثورة وحتى الآن·
وفي الأخير قال بلعيد عبد السلام بأنّه يبقى مناضلا، وأنّه مستعد للدفاع عن أفكاره ومواقفه السياسية والإقتصادية، قائلا ''انتفض الشعب ضد الإستعمار، لكي يعيش في كرامة لا لكي تنعم فئة من الشعب في الخيرات والبقية في مأساة وإقصاء·
نظــــرة
ابن حزب الشعب والجـنــــــــرال
احميدة عياشي
الكتاب الذي نشره رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام على الأنترنيت لم يكن مروره مر الكرام·· فحقائقه كانت كالعاصفة في قلب الصيف·· وكانت أخطر هذه الحقائق ما تعلّق بقدومه ورحيله عن رأس الحكومة الذي دام من جويلية 1992 إلى أوت 1993·
كانت الفترة عصيبة وخطيرة ومليئة بالشك والصراعات داخل وخارج السلطة والنظام·· الكتاب كان في الأساس هجوما مضادا على الجنرال المتقاعد محمد تواتي المشهور في الأوساط الإعلامية بالمخ·· لقد حمّله بلعيد عبد السلام مسؤولية الحرب التي شنّت ضده يوم كان على رأس الحكومة من أوساط وصفها رجل الصناعة في وقت بومدين ''بالاندماجية الجديدة'' التي أرادت أن تحكم البلاد بالتحالف مع ''الأثرياء الجدد'' الذين أرادوا أن يحوّلوا الجزائر إلى ملكية خاصة لهم·· بلعيد عبد السلام استأنف معركته بدون قفازات·· وهذا ما اضطر الجنرال المتقاعد محمد تواتي ليرد في نص مطول على بلعيد عبد السلام على أعمدة الزميلة لوسوار·· مرافعا عن ماضيه في حرب التحرير، وماضي عائلته، واستقامته ودفاعه عن جزائر عصرية··
هل أراد بلعيد تصفية حسابه مع الجنرال؟ هل ما يحدث هو حرب شخصية أو ''كلانية''·· لا أعتقد، بل صراع نظرات· أفكار· مشروع مجتمع، لكن من داخل النظام·· كلاهما إبن نظام واحد، وكلاهما يبحثان عن شرعية ''حقائقهما'' في الشرعية التاريخية والثورية· وهنا تكمن أزمة الثقافة السياسية لأبناء النظام·· كلاهما لم يتمكن من تجاوز الإرث الثقافي للنظام، لكن يعدّ هذا في حد ذاته إيجابيا لأنّه يمنحنا كجيل جديد التعلم من محنة الإنسداد التي ابتلي بها هذا الوطن الذي يعد أكبر ممّن كانوا سادته ذات يوم··

الجنرال خالد نزار يدافع عن تواتي ضد رئيس الحكومة السابق''أنا صاحب فكرة تنحية عبد السلام وتصريحاته مضرة بصورة الجزائر''
يعود نزار بالتعليق والنقد في مقال كتبه وطلب من ''الخبر'' نشره، إلى مضمون الكتاب المثير لعبد السلام الذي يتناول فيه ''عراقيل'' حالت دون أداء مهمته على أكمل وجه، يقول إن الفريق الذي سير المجلس الأعلى للدولة يقف وراءها·مساهمة السيد نزار تأخذ شكل ما يشبه الدفاع عن زميله السابق في المؤسسة العسكرية، اللواء المتقاعد محمد تواتي الذي أبدى امتعاضا من الانتقادات التي وجهها له عبد السلام في الكتاب، واتهمه بـ''الرداءة'' كتبرير لقرار تنحيته من رئاسة الحكومة· وقال نزار، الغائب عن ساحة النقاش السياسي منذ سنوات، إنه هو من طرح فكرة رحيل عبد السلام وأن المجلس الأعلى للدولة، بقيادة علي كافي آنذاك، ''وافق عليها بالإجماع''· ونفى أن يكون طلاق الفريق الجماعي الذي خلف الشاذلي بن جديد لقيادة البلاد، مع بلعيد عبد السلام، ''تم بناء على حسابات سياسية أو دسائس أو مناورات''·وتحدث نزار عن خلافات في التوجه وتسيير دفة الحكم في شقه الاقتصادي، بينه وبين رئيس الحكومة· وقال في الموضوع: ''لم ألتق ثنائيا بالسيد عبد السلام إلا ثلاث مرات، إحداها جرت في دار العافية بدون حضور رئيس المجلس الأعلى للدولة، حيث كنت مكلفا من المجلس بأن أقترح عليه منصب رئيس الحكومة''· وأوضح صاحب الوثيقة أن عبد السلام ''أعرب عن أمله في أن يستمر أعضاء المجلس في مناصبهم إلى ما بعد ما تبقى من عهدة الشاذلي بن جديد، واقترح إقرار حالة استثنائية تدوم خمس سنوات''· وتابع: ''حول هذا الموضوع، وجهت له ملاحظة مفادها أن العالم تغير، وفهمت أنه وافق على اقتراح تعيينه رئيسا للحكومة عندما التزم مستعملا هذه العبارات: في كل الأحوال سأتكيف مع الوضع·· بعدها اتخذ المجلس قرار توليته منصب رئيس الحكومة''·عبد السلام يتهمنا بالخيانةوانتقد نزار بشدة الوصف الذي ساقه عبد السلام في كتابة لأعضاء المجلس الأعلى للدولة، الذين يزعم أن رفضهم لبرنامجه كان شديدا وأن اعتراضه هو على إعادة جدولة الديون عجل برحيله· وقال نزار: ''السيد بلعيد يعتقد أن خياراته تندرج في نفس خط الحركة الوطنية وحزب الشعب وحركة انتصار الحريات الديمقراطية والأفالان، وبالتالي فإن الذين لا يوافقونها يصبحون غير وطنيين حتى لا نقول خونة لمبادئ الثورة''· واعتبر أن عبد السلام يضع أعضاء المجلس الأعلى للدولة ضمن هذا الوصف·ويعتقد رئيس الحكومة السابق، كما جاء في مؤلفه، أن برنامجه ''يترجم نجاحات ثورة أول نوفمبر والحركة الوطنية والشعبية التي حضرت وفجرت الثورة''· وردا على هذا المقطع من الكتاب يقول نزار: ''خلافا لما يدعيه عبد السلام الذي كان أحد قادة حركة انتصار الحريات الديمقراطية، فإن المتعارف عليه أنه لا الجناح الميصالي في الحركة ولا جناح اللجنة المركزية آنذاك كانا وراء التحضير والتفجير للثورة، وبدل التجريح في المجلس الأعلى للدولة لا ينبغي أن ننسى بأن أول رئيس له (محمد بوضياف) أحد مفجري الثورة والذي خلفه (كافي) أحد أوائل الذين التحقوا بها''·وبخصوص رفض عبد السلام الصارم إعادة جدولة الديون الخارجية، قال وزير الدفاع السابق وأحد أبرز الذين اتخذوا قرار وقف المسار الانتخابي مطلع التسعينات: ''إن الادعاء بأن اللجوء إلى صندوق النقد الدولي يمس بسمعة الدولة، يترك الانطباع بأن رئيس الحكومة السابق كان المدافع الوحيد عن الاعتزاز بالوطنية، بما أن أشخاصا مثلنا الذين اختاروا إعادة جدولة الديون يقودون البلاد عن سبق إصرار إلى طريق اللاكرامة''·ودافع خالد نزار عن محمد تواتي، متسائلا عن مسؤوليته في العراقيل التي تحدث عنها عبد السلام، وقال إن عضويته في المجلس الأعلى المستهدف من انتقادات رئيس الحكومة السابق، هي من دفعته إلى الرد عليه، مشيرا إلى أن كلمته كممثل للمؤسسة العسكرية كانت مسموعة في الهيئة الجماعية الحاكمة التي تأسست غداة إلغاء نتائج انتخابات 1991 التشريعية· ودعا نزار ''الله بأن يلهم السيد عبد السلام الحكمة''، وطالبه بأن يتوقف عن ''إطلاق تصريحات مضرة بصورة الجزائر في وسائل الإعلام الدولية''·


ليس دفاعا عن المافياوجريدة الخبر