السبت، أغسطس 4

الجنرال خالد نزار ''أنا صاحب فكرة إلغاء الشعب الجزائري

لقاء مع ''الجزائر نيوز'' بلعيد عبد السلام يرد:
الجنرال تواتي رديء ولم يلتحق بالثورة إلا في عام 61
شدد رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام أمس في لقاء خص به الجزائر نيوز على ان الجنرال المتقاعد محمد تواتي رديء ولا يستحق أن يطلق عليه اسم المخ، كما جدد التأكيد على ان الجنرال لم يلتحق بالثورة الا عام 61 حسب شهادات ذكرت له
التقاه: حسان واعلي
وصف بلعيد عبد السلام، الجنرال المتقاعد، محمد تواتي ''بالرديء وبأنّه ليس بالمخ'' لما يلقّب به، وقال رئيس الحكومة الأسبق، في أول رد فعله على رسالة الجنرال تواتي، بأنّ الحكومة التي قادها (1992 ـ 1993)، أدّت ما عليها ولم تكن نتائجها رديئة كما وصفها الجنرال، متسائلا بتركه مبلغ ملياري دولار في الخزينة العمومية، وقال بعليد عبد السلام، في لقاء خص به ''الجزائر نيوز'' بأنّ حكومته راحت ضحية ضغوطات من جهات سياسية ومالية، سعت إلى الإطاحة بها·
وقال: '' عندما عرضت عليّ رئاسة الحكومة، في سنة ,1992 لم يعرض علي خطة عمل ولا خريطة الطريق من طرف الجيش، بل أنا الذي قدّمت برنامجا على الصعيدين الإقتصادي والسياسي ووافق عليه الجيش الذي قبل بكل شروطي''·
لكن بعد مباشرة مهامه، اصطدم بعليد عبد السلام بمصالح الجماعات الضاغطة، وصرّح لـ ''الجزائر نيوز'' : ''كان المستوردون يضغطون على الجيش لفتح السوق، وفي إطار القيام بمهامها، مصالح الجبائية عثرت على أن المقاول ''اسعد ربرارب'' مدان للخزينة العمومية بـ 140 مليار، هي قيمة الضرائب على الأرباح التي حقّقها''
ومن أجل الهروب من دفع المبلغ '' لجأ المقاول اسعد ربراب إلى الخلط بين وظائفه، باعتبار أنّه كان مقاول وتاجر في نفس الوقت، وفعلا من ناحية أنّه مقاول فهو معفى من الضرائب لمدة عشرة سنوات، لكن هو أيضا تاجر ومتسورد، وعندما حقّقت مصالح الجباية في نشاطه التجاري وجدت بأنّ الأمور ليست مطابقة للقانون، وأنّه حاول الخلط بين المقاولة والتجارة'' ويواصل بعليد عبد السلام حديثه: '' منحت لرابراب مهلة شهر لدفع مستحقاته للخزينة العمومية، لكن قبل انقضاء المهلة عزلت الحكومة التي أترأسها''، وقال بلعيد أن حديثه عن هذا الأمر هو لإظهار العلاقة الموجودة بين رجل الأعمال رابراب والجنرال تواتي، '' الذي أبدى معارضة للسياسة التي انتهجناها·
وتحدّث رئيس الحكومة الأسبق، عن الظروف التي عيّن فيها رئيسا للحكومة، خلافا لحكومة سيد احمد غزالي، وقال في اللقاء الذي جمعه أمس مع ''الجزائر نيوز''، ''في أحد الأيام جاءني إلى البيت عبد العزيز خلاف وقال لي بأنّ الجنرال خالد نزار حب يلتقي بيك، و قد تم ذلك والتقيت بخالد نزار بفيلا في حيدرة، وتحدثنا عن وضعية البلاد واغتيال الرئيس محمد بوضياف، وأنا من جهتي عرضت أفكاري وتصوري للوضع الراهن، وأنا بصدد الخروج من اللقاء، استوقفني الجنرال نزار وقال لي ''حنا استدعيناك لنعرض عليك رئاسة الحكومة'' فقلت ''مرحبا أنا مستعد لكن على أساس أفكاري التي قدمتها لكم''، ويواصل بلعيد عبد السلام لتبرير موقفه هذا ''هذا هو النظام، ساعات يقال لك أدخل وساعات يقول لك أخرج''
موضحا، بأنّه ليس من الناس اللذين لهم لا جماعة ولا طائفة ولا حزب وراءه، الأمر الذي دفع به ليقول لنزار ''أنا جئتكم وحدي وأتكل عليكم في مهامي، أنا عندي اسمي فقط ولن أقبل أن أجرد منه··· دخلت الفيلا شخصا وخرجت منها رئيسا للحكومة··''
وكشف عبد السلام، بأنّ نزار، ومباشرة بعد قبوله العرض، قال له بأنّ ''بعض الضباط يكونوا فرحانين هذه الليلة'' وبخصوص عرض فكرة تعيين الجنرال تواتي وزيرا للداخلية في الحكومة، أوضح عبد السلام، ''الشرط الوحيد الذي وضعته السطة هو أن وزير الداخلية يجب أن نتفق عليه ونتشاور حوله، لأنّ هذا المنصب يجب أن يكون محل إجماع بين الحكومة والجيش، تناقشنا حول الموضوع وعن الشخص الذي بإمكانه أن يشغل هذا المنصب'' ويقول بعليد عبد السلام:'' أنا اقترحت نور الدين يزيد زرهوني لأنّني أعرفه جيدا،
و خلال النقاش طرح اسم الجنرال تواتي، لكن خالد نزار قالي لي'' 80% لا تعتمد عليه'' وطرح اسم تواتي لهذا المنصب، حسب، رئيس الحكومة الأسبق ليس أن الجنرال أبدى رغبة في مغادرة الجيش وأن نزار أكّد لي بأنّه أي محمد تواتي بدأ يطرح علينا مشاكل ويتحدث عن الدستور ومشاكل أخرى'' ويكذّب بذلك بعليد عبد السلام ماقاله تواتي في رسالته، أول أمس، بأن عبد السلام عرض عليه منصب وزير الدخلية·
ولم يسلم القائد السابق لأركان الجيش، الفريق محمد العماري من انتقادات عبد السلام عندما صرّح ''في تلك الفترة عيّن الجنرال العماري في منطقة الوسط على مستوى وزارة الدفاع، وحاول أن يفرض منطقه في التسيير ويخلط الأمور في مصالح الأمن المختلفة، وأضاف هكذا هم ''صحاب العسكر كل شيء بالقوة، حتى اختلطت الأمور على الشرطة والدرك الوطني، خاصة وأن الجنرال العماري كان في خلاف مع الجنرال بن عباس غزيل، وتعرفون المنافسة الموجودة في الشرطة والدرك والجيش··''
وفي سياق ردّه على الجنرال تواتي، يضيف بلعيد عبد السلام ''تواتي كان يظن بأنّني من جماعتهم النخبويين والتقدميين لأنّني أتكلم بالفرنسية، فهو مخطئ، وبعدما اتضح له بأنّني لست من جماعته، يفشل حكومتي وأنا ديكتاتوري···
وأن كان الدفاع عن مصالح الشعب والدولة إيه أنا ديكتاتوري أنا عملت بالشيء الذي قدرت عليه، وكانت الفترة صعبة والأمور غامضة''
وفي سياق مرده للظروف التي غادر فيها الحكومة، قال بلعيد عبد السلام، ''قال لي رئيس مجلس الأعلى للدولة علي كافي حكومتك فشلت، ويجب أن نفكر في سيناريو كيف تغادرها دون أن يتّضح بأنّك استقلت أو أقلت·· قلته له كيف لا إقالة ولا استقالة··· ما تتقلقش ونهنيكم راني رايح وبالنسبة لي لايوجد مشكل''
وتحدث عبد السلام عن الضغوطات التي كان يتلقاها من الجنرال تواتي ومحيطه في رجال المال والسياسة، في إشارة إلى رابراب وسعيد سعدي، وقال بأنّه عندما غادر الأرسيدي ا لمجالس المحلية، وكنّا نفكر في كيفية ملئ الفراغ، قال لي تواتي عاود رجّع منتخبي الأرسيدي ونتهناو من المشكل، وبالطبع أنا رفضت، خاصة وأنّ استقالة منتخبي الأرسيدي من المجالس المحلية جاء في نفس الظرف الزمني الذي بدأت تمارس عليّ ضغوطات من بعض رجال الأعمال، وهذا ما يدل على وجود علاقة بين الجنرال وربراب وسعدي''
وخصّ رئيس الحكومة الشق الثاني في حديثه عن ماضيه الثوري، الذي حاول البعض أن يشوّهه، حسب ما قاله ''أنا كنت من بين قياديي الحركة الوطنية ولست بحاجة إلى الحديث عن هذا في كل مرة، اعتقلت لمدة عشرة سنوات وعمري لم يتعدّ 17 سنة، كان ذلك أمام المحكمة العسكرية، لا أشك في ماضيي الثوري لأتحدث عنه في كل مكان وأقول أنا ثوري أو ما شابه ذلك'' ويرد على الجنرال تواتي، في هذا الشأن· ''عندما يقول بأنّني كنت في لوزان السويسرية، كنت فعلا في لوزان وكان ذلك بأمر من جبهة التحرير، أنا بدأت النظال في الأربعينيات'' ويقول عن الماضي الثوري للجنرال تواتي '' حسب شهادات المجاهدين، عائلته انخرطت في الثورة في البداية، لكن هو لم يلتحق بها إلاّ في عام 1961 ولم أسمع عنه خلال الثورة''
واغتنم عبد السلام الفرصة ليرد أيضا عن الكومندان عز الدين ولخضر لعروسي، شقيق خليفة لعروسي '' عصيت أوامر خليفة لعروسي، وحكم عليّ بالإعدام، لكن بعدها عينتني الجبهة مسؤولا في المغرب، والذين حكموا عليّ بالإعدام، كانوا يروجون بأنهم قضوا عليّ، وفي إحدى المرات دخل عليّ مجموعة من المسؤولين في الثورة بالمغرب واندهشوا عند رؤيتهم لي وقالوا ''أنت حي ولم تعدم!'' أروي هذا لأقول لكم كيف كانت تسيير الأمور في الثورة وحتى الآن·
وفي الأخير قال بلعيد عبد السلام بأنّه يبقى مناضلا، وأنّه مستعد للدفاع عن أفكاره ومواقفه السياسية والإقتصادية، قائلا ''انتفض الشعب ضد الإستعمار، لكي يعيش في كرامة لا لكي تنعم فئة من الشعب في الخيرات والبقية في مأساة وإقصاء·
نظــــرة
ابن حزب الشعب والجـنــــــــرال
احميدة عياشي
الكتاب الذي نشره رئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام على الأنترنيت لم يكن مروره مر الكرام·· فحقائقه كانت كالعاصفة في قلب الصيف·· وكانت أخطر هذه الحقائق ما تعلّق بقدومه ورحيله عن رأس الحكومة الذي دام من جويلية 1992 إلى أوت 1993·
كانت الفترة عصيبة وخطيرة ومليئة بالشك والصراعات داخل وخارج السلطة والنظام·· الكتاب كان في الأساس هجوما مضادا على الجنرال المتقاعد محمد تواتي المشهور في الأوساط الإعلامية بالمخ·· لقد حمّله بلعيد عبد السلام مسؤولية الحرب التي شنّت ضده يوم كان على رأس الحكومة من أوساط وصفها رجل الصناعة في وقت بومدين ''بالاندماجية الجديدة'' التي أرادت أن تحكم البلاد بالتحالف مع ''الأثرياء الجدد'' الذين أرادوا أن يحوّلوا الجزائر إلى ملكية خاصة لهم·· بلعيد عبد السلام استأنف معركته بدون قفازات·· وهذا ما اضطر الجنرال المتقاعد محمد تواتي ليرد في نص مطول على بلعيد عبد السلام على أعمدة الزميلة لوسوار·· مرافعا عن ماضيه في حرب التحرير، وماضي عائلته، واستقامته ودفاعه عن جزائر عصرية··
هل أراد بلعيد تصفية حسابه مع الجنرال؟ هل ما يحدث هو حرب شخصية أو ''كلانية''·· لا أعتقد، بل صراع نظرات· أفكار· مشروع مجتمع، لكن من داخل النظام·· كلاهما إبن نظام واحد، وكلاهما يبحثان عن شرعية ''حقائقهما'' في الشرعية التاريخية والثورية· وهنا تكمن أزمة الثقافة السياسية لأبناء النظام·· كلاهما لم يتمكن من تجاوز الإرث الثقافي للنظام، لكن يعدّ هذا في حد ذاته إيجابيا لأنّه يمنحنا كجيل جديد التعلم من محنة الإنسداد التي ابتلي بها هذا الوطن الذي يعد أكبر ممّن كانوا سادته ذات يوم··

الجنرال خالد نزار يدافع عن تواتي ضد رئيس الحكومة السابق''أنا صاحب فكرة تنحية عبد السلام وتصريحاته مضرة بصورة الجزائر''
يعود نزار بالتعليق والنقد في مقال كتبه وطلب من ''الخبر'' نشره، إلى مضمون الكتاب المثير لعبد السلام الذي يتناول فيه ''عراقيل'' حالت دون أداء مهمته على أكمل وجه، يقول إن الفريق الذي سير المجلس الأعلى للدولة يقف وراءها·مساهمة السيد نزار تأخذ شكل ما يشبه الدفاع عن زميله السابق في المؤسسة العسكرية، اللواء المتقاعد محمد تواتي الذي أبدى امتعاضا من الانتقادات التي وجهها له عبد السلام في الكتاب، واتهمه بـ''الرداءة'' كتبرير لقرار تنحيته من رئاسة الحكومة· وقال نزار، الغائب عن ساحة النقاش السياسي منذ سنوات، إنه هو من طرح فكرة رحيل عبد السلام وأن المجلس الأعلى للدولة، بقيادة علي كافي آنذاك، ''وافق عليها بالإجماع''· ونفى أن يكون طلاق الفريق الجماعي الذي خلف الشاذلي بن جديد لقيادة البلاد، مع بلعيد عبد السلام، ''تم بناء على حسابات سياسية أو دسائس أو مناورات''·وتحدث نزار عن خلافات في التوجه وتسيير دفة الحكم في شقه الاقتصادي، بينه وبين رئيس الحكومة· وقال في الموضوع: ''لم ألتق ثنائيا بالسيد عبد السلام إلا ثلاث مرات، إحداها جرت في دار العافية بدون حضور رئيس المجلس الأعلى للدولة، حيث كنت مكلفا من المجلس بأن أقترح عليه منصب رئيس الحكومة''· وأوضح صاحب الوثيقة أن عبد السلام ''أعرب عن أمله في أن يستمر أعضاء المجلس في مناصبهم إلى ما بعد ما تبقى من عهدة الشاذلي بن جديد، واقترح إقرار حالة استثنائية تدوم خمس سنوات''· وتابع: ''حول هذا الموضوع، وجهت له ملاحظة مفادها أن العالم تغير، وفهمت أنه وافق على اقتراح تعيينه رئيسا للحكومة عندما التزم مستعملا هذه العبارات: في كل الأحوال سأتكيف مع الوضع·· بعدها اتخذ المجلس قرار توليته منصب رئيس الحكومة''·عبد السلام يتهمنا بالخيانةوانتقد نزار بشدة الوصف الذي ساقه عبد السلام في كتابة لأعضاء المجلس الأعلى للدولة، الذين يزعم أن رفضهم لبرنامجه كان شديدا وأن اعتراضه هو على إعادة جدولة الديون عجل برحيله· وقال نزار: ''السيد بلعيد يعتقد أن خياراته تندرج في نفس خط الحركة الوطنية وحزب الشعب وحركة انتصار الحريات الديمقراطية والأفالان، وبالتالي فإن الذين لا يوافقونها يصبحون غير وطنيين حتى لا نقول خونة لمبادئ الثورة''· واعتبر أن عبد السلام يضع أعضاء المجلس الأعلى للدولة ضمن هذا الوصف·ويعتقد رئيس الحكومة السابق، كما جاء في مؤلفه، أن برنامجه ''يترجم نجاحات ثورة أول نوفمبر والحركة الوطنية والشعبية التي حضرت وفجرت الثورة''· وردا على هذا المقطع من الكتاب يقول نزار: ''خلافا لما يدعيه عبد السلام الذي كان أحد قادة حركة انتصار الحريات الديمقراطية، فإن المتعارف عليه أنه لا الجناح الميصالي في الحركة ولا جناح اللجنة المركزية آنذاك كانا وراء التحضير والتفجير للثورة، وبدل التجريح في المجلس الأعلى للدولة لا ينبغي أن ننسى بأن أول رئيس له (محمد بوضياف) أحد مفجري الثورة والذي خلفه (كافي) أحد أوائل الذين التحقوا بها''·وبخصوص رفض عبد السلام الصارم إعادة جدولة الديون الخارجية، قال وزير الدفاع السابق وأحد أبرز الذين اتخذوا قرار وقف المسار الانتخابي مطلع التسعينات: ''إن الادعاء بأن اللجوء إلى صندوق النقد الدولي يمس بسمعة الدولة، يترك الانطباع بأن رئيس الحكومة السابق كان المدافع الوحيد عن الاعتزاز بالوطنية، بما أن أشخاصا مثلنا الذين اختاروا إعادة جدولة الديون يقودون البلاد عن سبق إصرار إلى طريق اللاكرامة''·ودافع خالد نزار عن محمد تواتي، متسائلا عن مسؤوليته في العراقيل التي تحدث عنها عبد السلام، وقال إن عضويته في المجلس الأعلى المستهدف من انتقادات رئيس الحكومة السابق، هي من دفعته إلى الرد عليه، مشيرا إلى أن كلمته كممثل للمؤسسة العسكرية كانت مسموعة في الهيئة الجماعية الحاكمة التي تأسست غداة إلغاء نتائج انتخابات 1991 التشريعية· ودعا نزار ''الله بأن يلهم السيد عبد السلام الحكمة''، وطالبه بأن يتوقف عن ''إطلاق تصريحات مضرة بصورة الجزائر في وسائل الإعلام الدولية''·


ليست هناك تعليقات: