الخميس، أكتوبر 12

الشاذلي يقاضي حـربي وستـورا ومـزيان و'' جـاز


علي هـارون يرافـع لصالـح بن جـديـد
الشاذلي يقاضي حـربي وستـورا ومـزيان و'' جـاز ''
هابت حناشي
قرر الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد رفع دعوى قضائية ضد عدد من دور النشر وأربعة مؤرخين على الأقل بتهمة الإساءة الى شخصه وتشويه حقائق تاريخية متعلقة به ·
طلب بن جديد بطريقة رسمية من المحامي الجزائري علي هارون الدفاع عنه والمطالبة بتصحيح المعلومة المتعلقة بانضمامه للجيش الفرنسي، والتي نشرها بعض المؤرخين طيلة 25 سنة، ويتم تداولها منذ ذلك الوقت وكأنها >معلومة صحيحة <.
وكان أربعة مؤرخين على الأقل هم >جييلبير مونيي< و>بن جامان ستورا< و>محمد حربي< و>عاشور شرفي< قد نشروا في كتب صدرت لهم عن دار القصبة للنشر الجزائرية ومؤسسة >لاديكوفارت< الفرنسية، أن الشاذلي بن جديد كان ضابطا أو ضابط صف بالجيش الفرنسي، وهي معلومة غير صحيحة، حيث لم ينتمِ الشاذلي بن جديد للجيش الفرنسي ولم يؤدّ الخدمة العسكرية في صفوفه، مثلما صرح بذلك >للمحقق< في عدده الأول الصادر في 19 مارس الماضي ·..
وكان الشاذلي بن جديد قد استقبل علي هارون قبل أسبوعين في بيته بالعاصمة لمدة ساعة تقريبا، وطلب منه التكفل بهذه القضية وأن يقاضي باسمه المدعى عليهم، وقد وافق علي هارون أن يتأسس للدفاع عنه فورا .
وقال علي هارون، وهو محامي وشخصية تاريخية معروفة >للمحقق<، إن الرئيس الشاذلي بن جديد طلب منه رسميا، خلال لقاء جمعهما قبل أيام، التكفل بهذا الملف وأنه أعطى موافقته الصريحة للرئيس· غير أنه في انتظار بعض التوضيحات منه لمباشرة الاجراءات القضائية وغير القضائية، للوصول الى النتيجة المرجوة وهي تصحيح المعلومة الخاطئة. وأضاف هارون أن هناك طريقتان للوصول الى هذه النتيجة >إمّا بالتراضي أو باللجوء للعدالة، ويبدو أن الخيار الأول هو الأكثر ملاءمة لتصحيح الخطأ <.
وقال الرئيس الجزائري السابق إنه يطالب بتصحيح الخطأ الذي ارتكب في حقه ولا يطالب بأي شيء آخر من المؤرخين أو الناشرين، وأن يتم اقتصار الدفاع على مطلب واحد ووحيد هو >تصحيح المعلومات الخاطئة لا أكثر ولا أقل <.
ومن المنتظر أن يطالب هارون، باسم الشاذلي بن جديد من دار القصبة، التي يرأسها اسماعيل مزيان، و>لا ديكوفارت< التي يرأسها فرانسوا جاز، تصحيح المعلومة في الطبعات الجديدة من الكتب التي أصدرتها وتضمنت المعلومة الخاطئة، أو تصحيح الخطأ عبر بيان يوقعه الناشران وينشر بالصحف الجزائرية والفرنسية الأكثر انتشارا .
وقال مدير دار القصبة اسماعيل مزيان >للمحقق< أنه مستعد لتصحيح الخطأ المرتكب في حق الرئيس الشاذلي بن جديد، من خلال الطبعات القادمة أو من خلال بيان ينشر بالصحف، وأنه على استعداد لإصدار طبعات جديدة من الكتب المعنية بالقضية لتصحيح الخطأ دون اللجوء الى القضاء، مضيفا قوله: >من حق الرئيس الشاذلي المطلق أن يطالب بتصحيح الخطأ، والذي يعتقد أنه ألحق به وبأفراد عائلته أضرارا معنوية، أدبية وسياسية<، و>من واجبنا نحن أن نقوم بذلك <.·.
وكانت دار القصبة، إحدى أهم دور النشر في الجزائر، قد أصدرت كتابين تناولا الخبر المتعلق بانضمام الرئيس بن جديد للجيش الفرنسي، الأول للكاتب عاشور شرفي بعنوان >الطبقة السياسية الجزائرية من 1900 الى يومنا هذا< والترجمة العربية للجزء الأول من مذكرات محمد حربي >حياة تحد وصمود< الصادر عن >لا ديكوفارت< في .2001
ولم نتمكن من الاتصال بفرانسوا جاز لمعرفة موقفه من القضية .
وقال المؤرخ محمد حربي إنه مستعد لتصحيح المعلومة المتعلقة بالشاذلي بن جديد، سواء بحذفها من الطبعات القادمة من كتبه أو عن طريق الصحافة >لا يوجد أي مشكل· أنا مستعد لتصحيح الخطأ مثلما فعلت مع الحاج حمو·.. لقد اتضح أنني أخطأت مع حاج حمو فقمت بتصحيح الخطأ على الفور·.. إنني مؤرخ ومهمتي البحث عن الحقيقة <.
وكان حربي قد نشر في أحد كتبه أن مدير ديوان المرحوم محمد يزيد، قد انتحر· ولما اتضح أنه حيّ يرزق قام بتصحيح الخطأ على الفور، في الطبعات اللاحقة من كتبه وفي الصحافة ·
من جهته، قال المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، إنه مستعد هو الآخر لتصحيح المعلومة المتعلقة بالرئيس· وقال >للمحقق< في اتصال هاتفي >إنه سيحذف الكلمات المتعلقة بانضمام الرئيس الشاذلي بن جديد للجيش الفرنسي من كتبه، وليس هناك مشكل في نشر هذا التصحيح عبر وسائل الاعلام<· وأضاف ستورا، وهو أحد أهم المؤرخين الفرنسيين تمكّنا من أحداث الثورة الجزائرية، أنه >مستعد لتقديم الاعتذار للرئيس بن جديد·.. ليس لي مشكل في أن أقوم بهذا· إذا كنت قد أخطأت في حق الرئيس الأسبق، فمن حقّه عليّ تصحيح هذا الخطأ <.

ليست هناك تعليقات: