الخميس، أكتوبر 12

تأثــرت حـين وصفني الأسـاتذة بـ''الجـرثومة


زهيــــة بن عــــــروس :
تأثــرت حـين وصفني الأسـاتذة بـ''الجـرثومة ''
زهية بن عروس بوجوهها المتعددة، مقدمة النشرة المتألقة، الوزيرة التي أشرفت فيما بعد على القطاع الذي اشتغلت فيه وزملاؤها (الاتصال)، والمناضلة النشطة في التجمع الوطني الديقراطي··· تكشف في هذا الحوار عن كثير من الصدف، ليس فقط في انتقالها من الصحافة الى السياسة، بل وحتى في دخولها التلفزيون، وتسرّ عن الكثير من الأمور غير المعروفة في مشوارها ···
حاورها: حمزة بحري
كيف كانت بدايتك في التلفزيون؟
رسميا في جانفي .1980 لكن البداية الحقيقية كانت في نهاية ديسمبر 1979 بتقديم نشرة أخبار الثامنة رفقة الزميل محمد ملايكة· كانت البداية غريبة نوعا ما لأنها لم تكن مبرمجة ·
مادا تقصدين؟
أي انها لم تكن مبرمجة في تلك الفترة .
لأن زهية كانت متحصلة على شهادة البكالوريا فقط؟
في سنة 1980 ، كنت متحصلة على شهادة البكالوريا؛ وفي تلك الفترة كان اجراء اختبار كتابي وشفهي بسيط كافيا للوصول الى نشرة الثامنة ·
ومن أشرف على اختبارك؟
ابراهيم بلبحري .
امنيتك؟
في الحقيقة كانت صدفة، لأني كنت أفكر عندما تحصلت على البكالوريا عام 1979 بمواصلة الدراسة في تخصص الإعلام أو علوم سياسية· لكن بعد دخولي الجامعة تفاجأنا بإضراب في التعليم العالي دام أكثر من شهر· فكان ذلك الفراغ فرصة لخوض تجربة في التلفزيون .
وكيف كانت التجربة؟
إيجابية ·
كيف جرى اختبار التوظيف؟
أذكر أن بلبحري طلب منّي التحرير والتقديم .
وما هو الموضوع الذي اقترحه عليك؟
إن لم تخنّي الذاكرة موضوع حول الأمم المتحدة والحرب الباردة، فأعطاني الخبر وطلب مني معالجته ·
وهل تمكنتِ من تحريره بالشكل المطلوب؟
تكويني الأدبي ساعدني على تحريره، وقدمته أمام الكاميرا بكل سهولة .
متى عرفت النتيجة؟
بعد انتهائي من الاختبار وقفت أمام المدير العام لمؤسسة التلفزيون، مدني حواس آنذاك، الى جانب بلبحري وعلي غراس· قبل مغادرتي التلفزيون أعطوني موعدا··· لم يأخذوا بعين الاعتبار الاختبار الكتابي وإنما ركزوا على طريقة تقديمي ·
وماذا حدث؟
بعدها حاولوا معرفة بعض المعلومات عني وعدت الى جامعة خروبة أنتظر الجواب النهائي بعد أسبوع· لكن قبل نهايته اتصلوا بأهلي وأخبروهم انه يتوجب عليّ التوجه الى التلفزيون مساء ذات اليوم ·
عندها علمت بقبولك؟
عندما دخلت مقر التلفزيون وجدت نفسي أمام مدني حواس، بلبحري وملايكة، يطلبون مني الاستعداد لتقديم نشرة الثامنة لذات اليوم· وتفاجأت بذلك، فمن الجامعة صباحا أجد نفسي مساء دون سابق إنذار في نشرة الثامنة، زيادة على ذلك كنت أرتدي جينز من نوع السالوبات ·
وماذا فعلت؟
أنزلت لباس الجين الى مستوى الحوض وبقيت بـالقميص القطني· وقامت بتجميلي يمينة بلوزداد ·
وكيف عشت أول مباشر؟
المرة الأولى كنت مع ملايكة مدير الأخبار ومقدم النشرة، جلست الى يمينه؛ وعندما انتهي رئيس التحرير من تقديم موضوعه أعطاني الإشارة لتقديم موضوعي الذي حررته بنفسي· والى غاية اليوم لا أعرف كيف قمت بتقديم النشرة، فالأحداث جاءت متسارعة، وصلت الى التلفزيون في السادسة مساء، في حين التحضير للنشرة يبدأ على الساعة الثانية زوالا .
وكيف كان رد فعل الأهل والأقارب؟
وجدت سكان الحي بقرب قصر الحكومة يحتفلون ووالدي يبكي، لأنه قضى كامل حياته في مجال السينما وتقاعد منها وكان يظن أني سأتدرب شهرا أو شهرين، لكنه تفاجأ برؤيتي في النشرة الرئيسية الى جانب عملاق مثل ملايكة. ومنذ ذلك الحين بدأت الأمور توكل لي شيئا فشيئا إلى أن أصبحت المقدمة الرئيسية ·
من هم الصحافيون المعروفون اليوم الذين كنت وراء ظهورهم أمام الكاميرا؟
أذكر منهم لخضر بريش وحمراوي حبيب شوقي ·
كم كان راتبك خلال التربص وبعد الترسيم؟
تحصلت على شهادة الليسانس عام 1983 ، قبل هذا التاريخ كنت أتقاضي 1400 دينار وهي منحة التربص· بقيت أتقاضى هذه المنحة لمدة أربع سنوات· بالمقابل حرمت من المنحة الجامعية· وبعد حصولي على الليسانس أصبح راتبي 13 ألف دينار ثم وصل الى 15 ألف دينار ·
رغم شعبيتك وشهرتك لم تتولّي منصب مسؤولية في التلفزيون؟
لم أتولّ أي منصب، في حين تحصل على ذلك آخرون جاءوا بعدي· كنت مقدمة النشرة ومحررة مختصة، لكن لم أشغل منصب رئيس تحرير أو نائب رئيس تحرير وهذا ما بقي يحزّ في نفسي، خاصة ان مسؤولي التلفزيون لم يقفوا الى جانبي طيلة الفترات الصعبة التي مررت بها خلال سنوات عملي .
ارتبط اسمك آنذاك بخرجات الرئيس شاذلي بن جديد، كيف جرى ذلك؟
عام 1985 تعلقت بالخرجات الرئاسية، كنت مقدمة أخبار في البلاطو المركزي وكل ما تعلق الأمر بخروج الرئيس في زيارة يستدعونني لتغطية الحدث· أول زيارة كانت إلى موسكو، حينها اتصل بي مدير الأخبار آنذاك السيد بوكردوس ليخبرني بموضوع الزيارة .
وماذا استفادت زهية من هذه الخرجات؟ ·
تلك الخرجات ساعدتني في تكويني، لأن تحصيلي الجامعي لم يكن في الإعلام بل
في علم النفس الصناعي· ونجاحي في تغطية أول زيارة رئاسية كان صدفة، لأنني لم أكن أتقن بعد تقنيات البث المباشر وكان علينا احترام الوقت للتعليق وإرسال صور ذات جودة عالية وكذلك الإسراع في المونتاج .
هل كان اختيارك لتغطية الخرجات الرئاسية برغبة الرئيس بن جديد؟
أظن ذلك، لأنه دائما في مثل هذه الخرجات وحتى الآن عندما يتعلق الأمر بزيارة رئاسية يكلف بتغطية الحدث الأكثر كفاءة. تكليفي لم يكن فقط خلال حكم الرئيس الشاذلي، كذلك مع الرئيس زروال· أذكر أنه خرج مرتين وفي كل مرة يتم اختياري للتغطية .
إذن اختيارك كان على أساس الكفاءة؟
نعم الأمر يتعلق بالكفاءة، وكذلك الحظ. وأنا محظوظة، لأن هذه الخرجات كانت فرصة للاحتكاك المباشر مع كبار الصحافيين والتعرف على كثير من الأشياء، فقد غطيت تقريبا كل الدول التي زارها الرئيس الشاذلي ·
باستثناء التكوين الميداني، هل استفدت من تربصات في الخارج؟
شاركت في دورة لتكوين المكونين لمدة شهرين في كندا، كنت برفقة المنشط سليم سعدون وكذلك السيد بخوش، المكلف بالإعلام حاليا بمجلس الأمة، وبعض مهندسي الديكور الذين لازالوا يشتغلون في التلفزيون .
وكيف كان التكوين؟
تحصلنا على شهادة كفاءة، لكن الكنديين أخبرونا أنهم لم يجدوا ما

يعلموننا إياه، واعترفوا بكفاءة الصحافيين الجزائريين حتى أنهم طلبوا منا البقاء وعرضوا علينا مشروع تأسيس قناة للجالية العربية هناك .
خلال إضراب الأساتذة، بداية الثمانينيات، أثار تعليقك التلفزيوني موجة غضب كبيرة في أوساط الأساتذة، هل تعمّدت فعل ذلك؟
ما أثر فيّ هو ردّ الأساتذة على صفحات الجرائد على تعليقي التلفزيوني، لا أزال أتذكر العنوان >من علّمك يا جرثومة<· ما قمت به هو عمل صحافية تعمل لدى التلفزيون· ربما أكون قد أخطأت بسبب صغر السن أو عدم التجربة، لكن رد فعل الأساتذة لم يكن ضد المؤسسة وإنما ضد بن عروس، بالمقابل المسئولين في المؤسسة لم يقوموا بأي شيء ·
من تقصدين؟
غراس، قوامي وبلبحري .
وماذا كان بوسعهم فعله؟
التلفزيون لم يستعمل حقه في الرد على مقال الأساتذة· فأنا لم يكن بإمكاني الرد باسمي الخاص، لذلك فالتلفزيون كان مقصّرا بالمقارنة مع المعاناة التي تسبب فيها لي هذا الموضوع ·
هل مازالت هذه المعاناة مستمرة الى غاية اليوم؟
آخر مرة في 2006 كان لي نشاط في عنابة فجاءني أستاذ وقال لي هل تتذكرين إضراب الأساتذة واليوم الذي شتمتنا فيه ·
خلال أحداث أكتوبر 1988 قرأت تقريرا في النشرة لازال يحسب عليك؟
في مثل هذه الأحداث المعلق التلفزيوني يقرأ بلاغات، سواء في أحداث أكتوبر أو عند استقالة الرئيس الشاذلي أو خلال الأحداث الأخرى، ويقرأها كما جاءت، مذكرا بالجهة التي أصدرتها، لكن المسئولية في الأخير تقع عليه ·
وكيف تقرأ البيانات في هذه الحالات؟
المقدم يمسك الرسالة في يده ويقرأ النص كما ورد مثلما يفعل المقدمون اليوم· لكن في ذلك الوقت تساءل المشاهدون عن معنى كلمتي شغب وشرذمة، فكل الذين كانوا يموتون جزائريون ·
إذن لا تتحملين مسئولية هذه المصطلحات؟
أنا أتحمل مسئوليتي، لأنني اخترت أن أكون في ذلك المكان، خاصة خلال فترة الإرهاب· فالبنسة لهم زهية بن عروس يجب أن تقتل، لأنها سارت مع النظام· ولو لم أتحمل مسئوليتي لكنت استقلت وذهبت للعمل خارج الجزائر ·
لكن تحسّين بنوع من الذنب؟
لا· المسئولية مسئولية الدولة. كنت عندما أقرأ أختم بالقول إن هذا تعليق التلفزيون· لكن الناس ربما لا يأخذونها بعين الاعتبار ويلقون بكامل المسئولية على عاتقي، لذلك يجب على كل واحد تحمل مسئوليته .
كيف تقيّمين العمل الصحفي في عهد الحزب الواحد؟
كنا نعيش أحادية بالمفهوم الكبير للأحادية· والتلفزيون هو لسان حال الدولة، وكل مؤسسات الدولة تمثل من خلاله، لذلك لا أقول إنه كانت فيه رقابة وإنما لزوم اتباع التوجه العام للدولة .
هل كنت تختارين المصطلحات من تلقاء نفسك أم كانت تفرض عليك؟
تدخل المسئولين يكون في ترتيب المواضيع، فالنشرة تخضع لبروتوكول، مثلا الموضوع الرئاسي يأتي قبل الوزاري· حتى لو أن المسئول يفرض فكرة معيّنة بإمكان الصحافي أن يتفادى ذلك في تحريره للموضوع ·
ما هي الطريقة التي كنت تفضلين العمل بها؟
كنت أحب الإثارة في طرح المواضيع؛ بمعنى التشويق لأجذب المشاهد دون تحريف المضمون· حتى في وقت الإرهاب كان عليّ إيجاد وسيلة في تقديم الموضوع، رغم أنه كان جديدا بالنسبة لنا والأخبار كانت مرّة ·
كيف كنت تتلقين الأخبار الارهابية، خاصة التي راح ضحيتها الزملاء؟
كنّا يوميا نموت ببطء، كلما نسمع عن مجزرة أو عن زميل كنت معه بالأمس نموت ·
كيف كنت تقدمين ذلك الخبر؟
كنت أقدمه من دون ماكياج، أذكر قنبلة عميروش، قبل الانفجار بدقائق كنت أهاتف أختي وكانت بالقرب من المكان، ولحظات بعد الانفجار طلب مني التحضير للمرور في المباشر بعد عشر دقائق فعلقت على الموضوع دون أن أشاهد الصور، فلم أكن أحتاج إليها لوصف ما وقع، فرائحة الموت كانت تنبعث في الهواء وكذلك الرعب الذي كان في داخلي فكنت أتصور أنني فقدت أختي رغم أنها كانت بعيدة نوعا ما عن مكان الانفجار .
في تلك الفترة، هاجر العديد من المقدمين اللامعين في التلفزيون منهم مدني عامر وكمال علواني الى الخارج· كيف تنظر زهية بن عروس الى هذه الهجرة؟
خلال المرحلة التي عشناها لم يكن الإنسان يبحث عن القوت وإنما عن الحياة، من أجل ذلك هجروا، وبعد ذلك أخذوا عائلاتهم وقرروا الاستقرار هناك، هذا خيارهم ·
ما هي العروض التي تلقيتها للعمل في الخارج؟
خلال الثمانينيات تلقيت رفقة مجموعة من الصحافيين الجزائريين عرضا من طرف الكنديين لإنشاء محطة للجالية العربية· والعرض الثاني كان عام 1996 للعمل في قناة الجزيرة التي كانت بصدد التحضير؟
ما هي هذه العروض؟
مغرية جدا ·
لماذا رفضتها؟
لا أعرف كيف أوضح ذلك· في ذلك الوقت كان الكثير من الأصدقاء يطلبون مني قبول العرض ومن الأصدقاء من عرض عليّ المال لكي أسافر· صدقني أني كنت أستغرب لذلك، بالرغم من أن راتبي لم يتجاوز 30 ألف دينار آنذاك· بالنسبة لي لم أسافر لأنني كنت أنظر الى التلفزيون أنه ثقة وضعت في، لذلك كنت أفكر إذا خرجت كيف سينظر إليّ فيما بعد كل هؤلاء الذين كانوا يتابعون النشرة من أجلي وكذلك كل أولئك الذين فرحوا يوم شاهدوني أول مرة على شاشة التلفزيون· هذا ما كنت اعتبره الثقة الموضوعة في، وهي الصورة التي لم أرد التخلي عنها· تصوّر أني غادرت التلفزيون بعد 15 سنة وبأي طريقة؟ كي أنجو بجلدي، هذه الفكرة لم أقبلها لأني ـ شئت أم أبيت ـ التلفزيون هو الذي صنع اسم زهية بن عروس، كان عليّ أن أعيد جزءاً من ذلك الفضل· بالنسبة إليّ، ومع كل احترامي للذين غادروا الى الخارج، كنت أنظر للفكرة على أنها خيانة ·
هل البحث عن الجاه خيانة؟
صدقني، أني في تلك الفترة كنت أتمنى لو أني سقطت مع ضحايا الإرهاب، على الأقل كل من يتذكر اسمي يقول رحمها الله وهذه كلمة كبيرة· العمل الصحفي خلال العشرية الماضية كان جهادا، وكان شرفا لي، لإخوتي الأربعة وابنتي مجاهدة من الجيل الجديد ·
كيف كان انتقالك من الإعلام الى السياسة؟
هذا الانتقال كذلك كان صدفة· فعام 1997 كان بداية الخروج من نفق الأزمة، الأوضاع بدأت تتحسن بعض الشيء، في ذلك الأثناء اتصلت بي مجموعة من بينهم صحافيون وآخرون لم أكن أعرفهم سوى عبر شاشة التلفزيون، اتصلوا بي لإنشاء حزب سياسي جديد· من الذين ألحّوا عليّ الالتحاق بالحزب السيد فرحان، كان عسكريا متقاعدا ·
ما الذي عرضوه عليك بالضبط؟
طلبوا مني أن أكون من الأعضاء المؤسسين لحزب جديد يسعى للخروج من الأزمة· فقلت في نفسي لمَ لا، خاصة وأني وجدت مجموعة كبيرة من الصحافيين، فأسسنا الحزب ودخلنا التشريعيات وكنت المترشحة الرابعة بعد رئيس الحكومة أحمد أويحي ·
أجمل شيء وجدته خلال الحملة الانتخابية واكتشافي للجزائر العميقة· فكنا نقطع المسافات في عز الأزمة وهذا ما جعلني أتغلب على خوفي، ففي كل منعرج كنت أقول إن نهايتي هنا وكنت أتمنى أن أموت مستورة وبالرصاص وليس بالسكين· لكن الحمد لله، جرت الأمور على أحسن ما يرام وبعدها أخذت الأوضاع تتحسن بعد قانون الرحمة وبعد الوئام المدني والمصالحة الوطنية ·
خلال الحملات الانتخابية كيف كان الاحتكاك مع المواطنين الذين ألفوك في التلفزيون وليس في السياسة؟
في الحقيقة أنا غادرت التلفزيون لكني لم أترك الجزائر· منذ أيام نشطنا تجمعا في عنابة فجاءني إنسان كبير وسألني، أين ذهبت لم نعد نراك في التلفزيون· فلما قلت له أني غادرت وأني في مجلس الأمة· قال لا، يجب أن تعودي كي نشاهدك مرة على مرة ·
فهذه هي الثقة التي تكلمت عنها من قبل، فلو أني غادرت الجزائر لكنت قد قطعت هذا الخيط الذي يجمعني بالآخرين· أكثر من ذلك، تقديم النشرة للملايين جعلني أكسب مصداقية وهذه أمانة، لأنني فهمت معنى الكلمة، فالإنسان الذي له مصداقية عند الناس، كل كلام يقوله لهم يصدقونه ·
ألا تخشين في السياسة خسارة المصداقية التي اكتسبتها في الإعلام؟
لم أمارس السياسة من قبل لكن وجدت نفسي في أتونها، لذلك يجب أن أتكيف، برأيي، إما ان تكون لك مصداقية أو لا تكون، والحفاظ عليها يكون بالمطابقة بين القول السلوك والأخلاق· والأهم أني عندما أقوم بشيء ما أقوم به وضميري مرتاح· الانتقاد يوجد، لكن في النهاية يبني ولا يحطم· بالنسبة لي أنا مارست السياسة ولم استغلها في تشييد فيلات أو قصور أو في فتح حسابات بنكية، يكفيني اليوم من يذكر اسمي يقول خدمت وبقيت صافية ·
كذلك بالنسبة لدوري في مجلس الأمة، كنواب لنا مهام في الخارج يجب أن نحافظ على مصداقية الجزائر في الخارج، فنحن سفراء بالكلمة والصورة وحتى الهندام، يجب أن يكون الانسان محترما، لأن كل شيء محسوب علينا، لأننا معروفون، وضعت فينا ثقة الشعب وثقة رئيس الجمهورية الذي انتخبه الشعب ·
الحديث اليوم هو عن الدبلوماسية البرلمانية الى جانب الدبلوماسية الرسمية، وتقدر أن تكون أكثر وقعا وأكثر تأثيرا ·
من اقترحك لتكوني وزيرة؟
كنت مترشحة مع رئيس الحكومة وانتخبت نائبا عن دائرة الجزائر الوسطى، فبعد مشاورات اختاروا نوابا من الغرفة الأولى· ومن بينهم كنت أنا الى جانب قيدوم ودرواز وحسن موساوي، بعد أسبوع من انتخابي في البرلمان اتصل بي أحمد أويحي وقال لي إنهم اختاروني كي أكون عضوا في الحكومة، لم أكن أعلم كيف حدث ذلك· بالنسبة لي جاءت فرصة فقلت لمَ لا خوض تجربة السياسة، المهم أنا في الجزائر ·
هل قبلت لأن الوزارة استهوتك؟
ليس فقط، بل بدافع الواجب أيضا· فلما يناديك أحدهم هل تقول له لا ·
أين ستكون زهية بن عروس بعد انتهاء عهدتها في البرمان؟
سأكون مع الذي يكون له روح الوطنية وروح الجمهورية ذلك هو حزبي· أنا دخلت التجمع الوطني الديمقراطي الذي أسسه أناس كانوا في جبهة التحرير الوطني وليس الحزب وأرادوا تغيير النمط السائد في الجزائر وكانوا مخلصين في ذلك ·
في هذا الوقت أنا محسوبة على التجمع، لكن في قرارة نفسي أنا محسوبة على كل الجزائريين، كل جزائري يحتاجني أقف معه· حيث توجد مصلحة الوطن أكون وحيث توجد مصلحة الفئات لا أكون· هذه هي المصداقية ·

ليست هناك تعليقات: