الثلاثاء، يناير 22

جائزة احلام وصرخة مستغانمي


تسليم جائزة مالك حداد للرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية
فاز بها مناصفة كمال قرور وعبير شهرزاد
سلمت جائزة مالك حداد للرواية في طبعتها الرابعة، مساء أول أمس الأحد، بالمكتبة الوطنية للفائزين بها مناصفة كمال قرور من سطيف، وعبير شهرزاد من قسنطينة، بحضور الروائية أحلام مستغانمي والناقدة اللبنانية يمنى العيد لأول مرة بالجزائر وكانت لجنة تحكيم جائزة مالك حداد للرواية المكتوبة باللغة العربية وعلى رأسها الناقدة يمنى العيد قد قررت منح الجائزة مناصفة لكل من عبير شهرزاد عن روايتها "مفترق العصور" والصحفي كمال قرور عن رواية "التراس"• وقالت يمنى العيد في الكلمة التي ألقتها خلال حفل تسليم الجوائز إن المناسبة هي بمثابة الاحتفال بالإبداع الروائي الجزائري طالما أنها تحمل اسم أحد أهم الأقلام الجزائرية، وأضافت "لقد ربحنا قلمين آخرين"، وأشادت بالدور الذي تلعبه الروائية أحلام مستغانمي راعية هذه المبادرة في تخليد اسم مالك حداد وفي بعث الحركة الروائية الراقية خاصة في الوسط الشبابي الذي يحتاج إلى الدعم والتوجيه حتى يتمكن من شق طريقه إلى عالم الكتابة • ومن جهته، أثنى أمين الزاوي المدير العام للمكتبة الوطنية على المبادرة قائلا "إن المبادرة هي بمثابة التحدي خاصة وأن المشرفين عليها من الوسط الأدبي"، وأضاف الزاوي في هذا السياق "أمنيتي أن تصبح جائزة دولة، كنت متخوفا من أن تشرف على هذه الجائزة أطراف سياسية والحمد لله أن القائمة عليها أديبة بحجم أحلام مستغانمي

حمراوي وتوصار ينقذان جائزة مالك حداد بمضاعفة قيمتها المادية
بعد أن هددت مستغانمي بنقل الجائزة لبلد عربي آخر
استغلت الكاتبة الجزائرية المقيمة في بيروت أحلام مستغانمي فرصة حفل تقديم جائزة مالك حداد التي تشرف عليها في دورتها الرابعة، لتفتح النار على السلطات وكل الهيئات المتورطة في الوضع الذي آل إليه الواقع الثقافي في بلادنا قالت أحلام مستغانمي إنني أفكر بجدية في نقل هذه الجائزة ابتداء من الطبعة القادمة إلى بلد عربي آخر ستجد فيه حتما ما يليق باسمها واسم المشرفين عليها من ترحاب ودعم، وربما تحولت إلى جائزة على مستوى عربي وأتمنى ألا يحتج أحدهم بذريعة وطنية على تهجير اسم واحد من رموز الأدب الجزائري، فقد أوصى محمد ديب بدفنه خارج الجزائر ولم يسأله أحد لماذا؟"، وهاجمت مستغانمي في ذات السياق سياسة التهميش والإقصاء التي يلقاها رجال الفكر في الجزائر قائلة "إني أشك في النوايا الحسنة لهذا الوطن تجاه مواطنيه"، وأضافت "تخصص البلدان العربية الأخرى مبالغ ضخمة لتقوية ساحة الفكر والكتاب على الرغم من افتقارها للإمكانيات عكسنا تماما فنحن نتمتع بالمال إلا أن ذلك لم يذهب عنا لعنة التخلف"، وتساءلت مستغانمي قائلة "هل الرداءة قدر الجزائري؟، ما أسهل في الجزائر اليوم أن تنهب من أن تهب؟ وأشارت إلى الوضعية المزرية التي غادر في ظلها معظم الكتاب الجزائريين الحياة، حتى ولو كان عملاق الأدب الجزائري محمد ديب على رأسهم، والشاعر الجزائري الذي عرض كليته للبيع ليلفت النظر إلى مأساته فيهب رئيس الوزراء العراقي لنجدته، بينما يعاني الناقد أحمد شريبط من مرض مزمن دون أن تشفع له كتبه وجوائزه في شيء" • وأضافت مستغانمي في كلمتها "إن ما يحدث هو استهداف للأجيال القادمة وأخاف أن تنقرض فيه الأخلاق التي تقوم عليها الأوطان بقلب المقاييس التي تجعل النزاهة والوطنية خيار أحمق بعد أن تغدو الجزائر جزائران واحدة للقلوب وأخرى للجيوب"، وصعدت مستغانمي لهجتها قائلة "ولى زمن الحياء فأصبح الذين سطوا على مالنا يعيشون محترمين بيننا برغم أن فضائحهم تغطي صفحات الجرائد، في الوقت الذي أصبح شباباننا يحلمون بتخطي عتبة هذا الوطن ويجازفون بأرواحهم في عرض مياه البحار"• وفي خضم هذه المعركة الكلامية التي قادتها مستغانمي ضد المتسببن في هذه الوضعية، سارع مدير المؤسسة العمومية للتلفزيون حمراوي حبيب شوقي إلى احتواء غضبها بدعم الجائزة بـ20 ألف دينار جزائري أخرى مع العلم أنه يساهم منذ انطلاق هذه المبادرة سنة 2001، مؤكد تمسكه بهذه الجائزة "، ومن جهته أعلن حكيم توصار مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف عن مبادرة الديوان بإضافة 20 ألف دينار جزائري أخرى للجائزة•
كمال قرور صاحب رواية "التراس"

مستعد لإعادة قيمة الجائزة إذا لم يتم دعمها
أعرب الصحفي والروائي كمال قرور عن استعداده لإعادة المبلغ المادي الذي تحصل عليه في إطار جائزة مالك حداد للرواية في طبعتها الرابعة، عن روايته "التراس•• ملحمة الفارس الذي اختفى"، مناصفة مع الروائية عبير شهرزاد عن روايتها "مفترق العصور"، إذا لم يتم دعم الجائزة ماديا بالشكل الذي يستحقه اسم مال حداد والمشرفون على الجائزة والأدب الجزائري بشكل عام ودعا قرور في الكلمة التي ألقاها أثناء حفل التكريم الذي نظم بالمكتبة الوطنية وزارة الثقافة ومتعاملي الهاتف النقال إلى رفع قيمة الجائزة لتحفيز الجيل الجديد على الكتابة والإبداع، وأكد أنه قرر إعادة المبلغ إذا لم تستجب هذه الجهات لدعوته، للمساهمة في رفع قيمتها في الطبعة اللاحقة، وقد أثار موقف كمال قرور إعجاب الحاضرين في الحفل بمن فيهم أحلام مستغانمي التي صفقت له بشدة وعانقته بحرارة• كمال قرور تحدث للفجر على هامش الحفل عن تجربته الأولى مع الرواية وعن الجائزة التي اعتبرها حافزا حقيقيا للإبداع والكتابة من جهة، و"فرصة لإيصال أعمالنا لعدد كبير من القراء خاصة القارئ المشرقي من جهة أخرى"، وقال إنه لم يتوقع فوز روايته، سيما وأنه تقدم بها للمسابقة قبيل أيام قليلة من موعد انتهاء آجال المشاركة، يذكر أن كمال قرور صحفي وقاص بدأ الكتابة منذ الثمانينيات وفضل التوقف عن الصحافة لما يقول إنها خيارات شخصية
عبير شهرزاد "صاحبة مفترق العصور"

توقعت الفوز بجائزة مالك حداد للرواية
عبير شهرزاد هو الاسم المستعار لكاتبة شابة من قسنطينة فضلت الابتعاد عن الأضواء، بعد أن وقعت باسم "جزيرة النجدي" روايتها الفائزة بجائزة مالك حداد للرواية في طبعتها الرابعة "مفترق العصور"• عن هذا الموضوع قالت للفجر إن هناك ظروفا تمنعها من الكتابة باسمها الحقيقي، وأضافت "تأكد أن الأسماء المستعارة باتت ضرورية في بعض الأحيان للمحافظة على الحرية"، لكن عبير شهرزاد التي قالت إنها لا تحب الأضواء ولا تسعى إليها لأنها عابرة سبيل، لم تتردد في الإدلاء بتصريح للتلفزيون الجزائري، وبعد ذلك قالت للفجر "لا أعرف ماذا بعد هذه المواجهة مع التلفزيون••"• وعن جائزة مالك حداد، قالت الروائية "بصراحة، لقد توقعت الجائزة، لأنني بذلت جهدا خمس سنوات قبل الحصول عليها، فحين لا أحصل عليها ستكون صدمة كبيرة لي، لكن والحمد لله، تحقق الحلم• حلم عبير شهرزاد في الظفر بجائزة مالك حداد تحقق، ولا شك أن أحلام القراء برواية جزائرية متميزة قد تحققت أيضا، رواية "مفترق العصور"، صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون في طبعة أنيقة، مع رواية "التراس•• ملحمة الفارس الذي اختفى" للروائي كمال قرور، الروايتان عرضتا للبيع بالمكتبة الوطنية على هامش حفل التكريم

ليست هناك تعليقات: