الأربعاء، مايو 21

سيدتي الكريمة

عمود كهربائي

حجم الخط: Decrease font Enlarge font

" سيدتي الكريمة صدقيني لقد قرأت لك اليوم في عمود المخصص لك فوالله لقد أفقدتني الشهية في كل شيء•••أرجوك سيدتي دعيني أخبركي أن الأقرب لك هو تطلاع الكسرة خير من كتابة الجخاليط وترهات الأحاديث وأرجوكي دعي هذا العمود الكهربائي المخصص لك فارغا أهون مما تطلعين به علينا كل يوم من ••أشياء لا معنى ولا ذوق ولا فائدة تستساغ منها واعذريني إن كان حديثي هكذا فهي الحقيقة في نظري والسلام ختام•" وصلتني هذه الرسالة أمس عبر بريدي الإلكتروني، وقد نقلتها هنا حرفيا وبأخطائها من باب الأمانة، فهذا "القارئ" الذي وجد أنني لا أصلح لشيء سوى الخبيز، من حقه أن يوصل رأيه لقراء آخرين يشاطرونه ربما الرأي، وكنت أتمنى أن تكون الرسالة موقعة ليلقى صاحبها ما يستحقه من احترام لشجاعته• عفوا سيدي إن كان "عمودي الكهربائي" قد "صعقك" حتى أفقدك الشهية، لكني ربما أصلح لأشياء أخرى غير الكسرة ، لماذا لا أصنع الحلويات مثلا فأنا أجيدها أو أفتح مطعما راقيا، فأنا طباخة ماهرة، أو ربما أستاذة أو حتى شرطية مرور، أشير بقفازتيّ البيضاوين للمارة لأخفف من عنائهم ••• لماذا لا أصلح سوى" لتطلاع" الكسرة على حد تعبيرك، فلو كان الذي كتب العمود رجل لما طلبت منه أن يعود إلى المطبخ لتحضير الكسرة ، فهذا كلام رجل متخلف لا يرى مكانا للمرأة في المجتمع غير خلف الفرن، مع أن تحضير الكسرة أكثر فائدة وتستحق صاحبتها الاحترام أكثر من أشباه الرجال الذين يقضون وقتهم في المقاهي أو يتسكعون في الشوارع أو حتى في مقاهي الأنترنيت ليردوا على عمود حتى ولو كان كهربائيا مثلما تقول، مع ملاحظة أن عبارة "عمود كهربائي" تليق جدا بالخربشات التي أكتبها في هذا المقام، خاصة عندما يسقط على رؤوس البعض•


ليست هناك تعليقات: