الخميس، أكتوبر 15

الاخبار العاجلة لاكتشاف الجزائريين ابداعات الدرويش الجيجلي مدني مزراق عبر موقعه الالكتروني الشخصي والزائر لموقع مدني مزراق يكتشف تحالف رجال الاعمال مع رجال الانقاد مع رجال الطرباندوا تحضيرا للاستيلاء على السلطة الجزائرية تحت غطاء رجال الاعمال انتقاما للانتخابات البرلمانية الملغاة سنة 1992 يدكر ان رجال اعمال على حداد اغلبههم من الاسلاميين وضحايا السلطة السياسية سنة 1991فهل ادركت حكومة سلال ان الباترونا الجزائرية تحلم بالانتقام السياسي من السلطة الجزائرية وشر البلية مايبكي

اخر خبر
الاخبار  العاجلة   لاكتشاف الجزائريين  عن فكرة منح  السلطة  الجزائرية  
لتيار   رجال الاعمال  الاسلاميين بزعامة  على حداد   كاعتدار من السلطة الجزائرية  عناخطاء  الغاء المسار الانتخابي يدكر ان   رجال الباترونا   اغلبهم من مناضلي  الجبهة الاسلامية للانقاد وضحايا  المفقودين  يدكر ان  امريكا تدعم رجال الاعمال االباترونا الاسلاميين  قصد الانتقاام من الدولة  الجزائرية ومن شاهد  دهشة سلال في اجتماع بسكرة و
الاخبار   العاجلة   لاكتشاف الجزائريين   ابداعات   الدرويش   الجيجلي   مدني مزراق  عبر موقعه  الالكتروني الشخصي   والزائر  لموقع  مدني مزراق يكتشف   تحالف   رجال الاعمال مع رجال   الانقاد مع  رجال الطرباندوا تحضيرا للاستيلاء على  السلطة الجزائرية تحت غطاء   رجال الاعمال  انتقاما   للانتخابات  البرلمانية الملغاة  سنة 1992  يدكر ان   رجال  اعمال  على حداد اغلبههم من  الاسلاميين وضحايا السلطة  السياسية سنة  1991فهل ادركت حكومة سلال ان  الباترونا الجزائرية تحلم بالانتقام  السياسي من السلطة  الجزائرية وشر البلية مايبكي
اخر خبر
الاخبار  العاجلة لاستيلاء  رجال الباترونا على حكومة سلال   بالتراضي ورئيس الحكومة سلال  يطالب  رؤساء الباترونا  بشراء مقرات  وزراء حكومة سلال وضمان اجور عمالها  بسبب عجز  الدولة الجزائرية عن ضمانالتغطية  الاجتماعية والاقتصادية  لعمال الوزرات  الجزائرية وشر البلية مايبكي
اخر خبر
الاخبار  العاجلة  لاكتشاف حصة على وقع الحدث للصحافية ازدهار فصيح ان اتفاق بسكرة  بيت جماعات الثلاثية   هدفه ابراز عضلات حكومة  سلال لمدير منظمة العمل الدولية  ان الجزائر دولة منافقة  اقتصاديا بامتياز  يدكر ان اجتماع بسكرة قرر بعد سيطرة جماعة  بسكرة على مقاليد السلطة بزعامة سعيداني ابن بسكرة  وللعلم فان  رجال اعمال  بسكرة  اكتشفوا ان  رجال اعمال العاصمة اكثر حضورا  ويدكر ان جماعة الغرب الجزائري  قرروا طرد ابناء الجزائر العاصمة الى ولايات البليدة  وبومرداس  قصد الاستيلاء على السلطة الجزائرية ولاتستبعد اوساط سياسية  اغتيال الجنرال على حداد على طريقة الحريري  بعد  ضمان  الهيمنة السياسية لابناء الغرب الجزائري على الجزائر العاصمة والاسباب مجهولة


http://www.madanimezerreg.blogspot.com/p/blog-page.html

مواقف وعواطف

نُشرت هذه المقالات الثلاث في 2003 كلٌّ في مناسبتها.
إذا كانت طباع اللؤم والنذالة والحقارة هي من تدفع أصحاب النفوس المريضة، والعقول الصغيرة، والحسابات الضيقة إلى التنكر والكذب والبهتان، فإنّ الدين والمروءة يفرضان على المؤمنين تحري الصدق، وشهادة الحق، مع الصديق والعدو.
بسم الله الرحمن الرحيم
ما أشبه اليوم بالبارحة
وجدتنا مجبرين على الاستمرار في نشر بعض الوثائق التي تعبر عن مواقف للجيش الإسلامي للإنقاذ من سنوات خلت، وصلت فيها الأزمة الجزائرية إلى ذروتها.
ولأنّ الوثائق المذكورة , تحتوي على تصورات اعتقدناها ، ولازلنا بها مؤمنين ومقتنعين ، رأينا أنّه من حق الجزائريين جميعا على اختلاف مشاربهم ومواقعهم أن يطّلعوا عليها. فلربّما فرح الصّديق بذلك ، وأنصفنا الخصم، وأقيمت الحجّة على العدوّ.
ولأنّنا كتبنا ما كتبناه صادقين ، لا نبتغي من ورائه إلاّ وجه ربّنا ، وإنقاذ وطننا ، والخير والفلاح لشعبنا. فقد شهدت لما كتبنا الأيّام ، وبقي غضّا طريّا ،كأنه لم يعرف الحياة إلا السّاعة.
..فماذا دهى الاستئصاليين حتّى يصرّوا على تمزيق الوطن وإفناء الشعب ؟
وما الذي أصابهم حتّى يُضمروا كل هذا الكره والعداء لدينهم وبلدهم وبني جلدتهم ؟
ما بالهم يهرعون إلى إشاعة البلابل، وإثارة الفوضى والقلاقل كلّما لاح بصيص من الأمل، وبرقت لنجاة ما تبقّى من هذا الشعب والوطن ومضات ؟
ما بالهم يسارعون بدقّ طبول الحرب كلما أيقنوا أنّ بَرَرَةً بالجزائر قد عزموا على وضع حدّ للمؤامرات، والمضيّ في المصالحة كحلّ نهائي لمختلف الأزمات ؟
أما آن لهم أن يتراجعوا عن غيّهم، ويتوقّفوا عن تآمرهم وإجرامهم.
أما آن لهم أن يفكّروا في مصير أبنائهم وذويهم فيتصالحوا مع شعبهم قبل أن يدور التاريخ دورته ويطالب المستضعفون بالعدالة والقصاص.
أما آن لهم أن يتقوا الله وينصفوا المظلومين من أنفسهم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال.
إنّنا نناديهم بالصّوت العالي والفم الملآن، أن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، وأن لا نرضى بغير الإسلام دينا، وبغير العربية لغة، وبغير الجزائر وطنا وأهلا، وأن نجتمع على حماية الوطن بالحق، وخدمة الشعب بالعدل، وإشاعة الأمن والفضيلة بين النّاس.
وصدق الله العظيم ...
 ﴿ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون﴾
مدني مزراق

كلمة عند خروج الشيخين من السجن
بسم الله الرحمن الرحيم
أخيرا تجلّت الحقيقة .. وتمّت كلمة ربّك صدقا وعدلا .. وعرفنا حكم القضاء والقدر ، في قضية إطلاق سراح الشيوخ التي شغلت النّاس طويلا.. أعداءً وأصدقاءً ومهتمين..
واليوم .. يفرح الخيرون في مختلف المواقع بالفرج الذي منّ الله به ، والأمل الذي فتح بابه سبحانه ، والعرس الذي سيخفف عن الشعب الجزائري آلاما وأحزانا..
هي إذن .. انثى عشرة عاما كاملة .. مرّت على ذوي الضمائر الحيّة من أبناء الشعب الجريح، بدمائها، ومصائبها، وفجائعها، كأنها الدهر بكلاكله.. صدَقوا الله فيها، وأحسنوا الظن ، فحق لهم أن ينتظروا وعده ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾
.. ومرت على أهل الشر والمعاصي والغفلة , الذّين ركنوا إلى الدّنيا وغواياتها ..كيوم وليلة .. أمسوا في ذات يوم من سنة 91م , وقد نفضوا أيديهم مطمئنين , من تيار مصلح , نغص بنور الدّعوة عليهم حياتهم المظلمة ..
وأصبحوا في يوم من سنة 2003 , وقد بزغ الفجر من جديد , إيذانا بطلوع شمس الحق ، فهم يعضون أصابعهم من الغيض، وأنفُسهُم حسرات .. وصدق الله العظيم ﴿بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا﴾
غير أنّه , وبعد كلّ الذي وقع , نحسب أنّ هؤلاء وأولئك ,قد قرأوا الدّرس وفهموه، واعتبروا من الأحداث واستفادوا .. وكأننا بهم قد عقدوا العزم على فتح صفحة جديدة، يتجاوزون فيها الماضي وما خلّفه من مآس وآلام ولا يتناسوه، ويستقبلون الآتي وما يحمله من فرص وآمال ، شعارهم قوله عزّ و جل ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ وأن يساهموا جميعا في بناء جزائرالحق والعدل.. جزائر المحبة والإخاء .. جزائر العلم والإزدهار ..
.. فاللهم ألهِمِ الجميع الهداية والسداد والرّشاد، وارزقهم البصير والتعقل والأناة، وجنّبهم العجلة والإرتجال، والشطط وسوء التدبير .. واجمع اللهم أبناء الجزائر على كلمة سواء، وأمر رشد، تعزّ فيه أهل الخير , وتذل فيه أهل الشر.. وترسي سفينة الجزائر على شاطئ الأمن والأمان والإيمان ..
قاوس في 02 / 07 / 2003 م
مدني مزراق

بعد خروج الشيخين
بسم الله الرحمن الرحيم
صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة
صبرا أهل الحق , فإن طريقكم طويل.. وهدفكم كبير .. وقائدكم محمد سيد المرسلين.. و الله وليكم و مولاكم .. فنعم المولى و نعم النصير .
صبرا .. أهل الإيمان والطاعة والذكر.. فإن الله قد كتب في الزّبور من بعد الذكر ﴿ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾
.. صبرا أهل النية الحسنة ، والإخلاص الصّافي , والسعي المشروع ، والغاية النبيلة .. ولا ينالنّ من عزيمتكم وإرادتكم ، وتمسككم بدينكم وثقتكم في ربكم , قوم , قد ملأوا البلاد ظلما وحيفا , ومنكرا وكذبا وزورا. ركبوا رؤوسهم , فأطلقوا أحكاما جائرة ، فضّلوا فيها , من تسلّط على رقاب الشعب ظلما , وتنكّر لأحكام الدّين جهرا ، وداس الثوابت والقيم نكاية ، وقامر بخيرات الوطن ومصيره عمالة... على من سعى في سبيل الله وهو مسلم محسن، لدفع الضرر عن المستضعفين، إحقاقا لحق وإبطالا لباطل. وسبحان الله العظيم القائل ﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾
أقول هذا ..بعد الذي سمعته , ممن يسمّونها اليتيمة , وهي تبث قائمة الممنوعات , التي لغّم بها النظام حياة الشيوخ الدعوية والسياسية , بعد خروجهم من غيابات السجن.. فتقول المذيعة عن الشيخين , المسمى فلان والمدعو علّان، وكأنهم يتحدثون عن نكرات لدى الرأي العام الوطني والدولي.
.. وسرحت بخيالي بعيدا ، وتصوّرت , لو أنّ الحدث هو إعلان عن وفاة الشيخين –أطال الله في عمرهما وحسّن أعمالها ونفع بهما..لخرجت علينا المذيعة وهي كلها تأثر و حماس، تنعى إلى الشعب الجزائري خاصة والأمة السلامية عامة نبأ الوفاة قائلة:
.. تلقّت السلطة الجزائرية , ومن ورائها الشعب الجزائري المسلم ببالغ الحزن والأسى، الفاجعة الأليمة التي ألمت بالجزائر خاصة و بالمسلمين عامة ، وهي نبأ نهاية أجل الشيخين الفاضلين والعالمين الجليلين ، الدكتور المجاهد عباسي مدني، وابن الشهيد الأستاذ علي بلحاج رحمها الله تعالى.
... أما الأول ، فقد ولد في مدينة بسكرة ببلدية سيدي عقبة مثوى الصحابي الجليل والفاتح العظيم عقبة بن نافع رضي الله عنه.
  • قرأ القرآن وتعلم العربية والفقه.
  • شارك مبكرا في الحركة الوطنية.
  • من القلائل الذين سبقوا إلى تفجير الثورة المباركة.
  • كان مسؤولا مع إخوانه عن وضع القنابل في مقر الإذاعة , العمل الذي تسبب له في دخول سجن الاحتلال إلى غاية الاستقلال .
  • ناضل في صفوف جبهة التحرير الوطني إلى غاية 72م .
  • كان عضوا بارزا في جمعية القيم التي شكلت الامتداد الطبيعي لجمعية العلماء المسلمين.
  • كانت له الإرادة والعزيمة الكافيين لإتمام الدراسة في إنجلترا حتى تحصل على شهادة الدكتوراه.
  • عمل استاذا محاضرا في الجامعة الجزائرية فكان له الفضل في تكوين وتوجيه الكثيرين .
  • اشتغل بالعمل الدعوي طويلا , فألقى دروسا و محاضرات في مساجد الجزائر ومنابر العلم في النوادي و الجامعات، كان ينتصر فيها للطرح الإسلامي الوطني، على حساب الفكر اللائكي التغريبي الإلحادي.
  • أسّس مع إخوانه الدعاة إلى الله، الشيخ احمد سحنون، الشيخ محفوظ نحناح، الشيخ محمد السعيد، الشيخ عبد الله جاب الله، الشيخ علي بلحاج وآخرين .. رابطة الدعوة الإسلامية.
  • أسّس مع مجموعة من إخوانه الدعاة .. الجبهة الإسلامية للإنقاذ. وعاشوا مع الشعب الجزائري أحداثا كبيرة , من تجمعات ومسيرات سياسية , إلى أعمال خيرية و إنجازات نضالية وملتقيات دعوية كان أهمها:
  1. الفوز الساحق في الانتخابات البلدية والولائية سنة 90م
  2. الأسواق الإسلامية كتجربة نوعية
  3. الإضراب المشهود في شهر ماي 91م
  4. الفوز الساحق في الانتخابات البرلمانية سنة 91م
  5. المجهود الكبير الذي بدلوه في حل الأزمة العراقية الكويتية بتنقلاتهم المكوكية بين الرياض وطهران وبغداد حيث التقوا قادة العواصم المذكورة بغية حقن دماء المسلمين.
  6. الإعانات الضخمة التي جمعت لصالح إخواننا في العراق والإصرار على نقلها بأي طريقة.
... أما الثاني فهو نسيج وحده، وغريب عصره .. ابن شهيد ، تربى يتيما في العاصمة ، حيث حفظ القرآن وتعلم على أيدي الشيخ العرباوي والشيخ عبد اللطيف سلطاني وغيرهما .. كما تلقى التعليم الإبتدائي فالمتوسط فالثانوي ، ثم عمل استاذا في مادة الأدب العربي.
عُرف بزهده وورعه وتضحياته الكبيرة في سبيل الدعوة إلى الله..
تنقل كثيرا بين مساجد العاصمة وألقى دروسا كثيرة في الفقه والسيرة والتفسير ، كان صادقا وجريئا , مما جعل الذّين يأمّون المساجد يتأثّرون بمواعظه ويعملون بإرشاداته..
وبالمختصر المفيد ..كان من العوامل القوية و المهمة في تغير وجهة المجتمع العاصمي خاصة والجزائري بدرجة عامة ، من الإتجاه التغريبي نحو الصحوة الإسلامية المباركة.
شاركَ الشيخ عباسي مدني في كل الإنجازات منذ اجتماعهما في قيادة مسيرة 5 أكتوبر التاريخية التي كانت سببا في تغيير الدستور , والترخيص لأول مرة , بإنشاء جمعيات ذات طابع سياسي، مع فتح المجال للتعددية الإعلامية..
نعم .. هذا قليل من كثير في حياة الشيخين ..
فحقٌ على التيار الإسلامي , أن يعترف لهم بالفضل لما قدّموه في الساحة الدعوية من مجهودات ، وكذلك جرأتهم في النزول بالمشروع الإسلامي إلى الشارع الجزائري , وشجاعتهم في خوض أول تجربة سياسية إسلامية في الجزائر بنجاح.. أجهضها أعداء الله المقامرون , والخونة المتآمرون , و النصابون السياسيون , فجعلوها عقابا ووبالا على الجزائريين ..فحسبنا الله ونعم الوكيل .
وحق على التيار الوطني , أن يحييهما احتراما وإكبارا لتمسكهم بالجزائر شعبا ووطنا، وانتمائهم إلى الأسرة الثورية، ورفضهم لتدويل القضية الجزائرية ، وإذعانهم للأحكام الجائرة المجحفة في حقّهما ، رحمة بالشعب الجزائري ، وإنقاذا للجزائر.
وحقٌ على الديمقراطيين , أن يهتفوا بأسمائهم على تضحيتهما في سبيل الحرية، إذ كانا الرقم القوي الفاعل في التمكين للديمقراطية في بلادنا، وفرض التعددية الحزبية، وفتح الباب الإعلامي على مصراعيه , لكل من يمدحهم ويشكرهم حقا أو يذمهم ويشتمهم باطلا، خاصة في هذه الأيام..
... وكم تمنيت , بعدما استفقت من غفوتي ..ومن حقي أن أتمنى .. وما تحقيق مناي على الله بعزيز.. أن يتعوذ أصحاب القرار من الشيطان الرجيم . ويعترفوا لهم بحقوقهم الوطنية، ويستفيدوا من استعدادهم القوي للمساهمة في وقف النزيف الدموي , وتحقيق الأمن والإستقرار، ويتعاونوا جميعا، سلطة ومعارضة على النهوض بالجزائر نحو العافية والرقي، بعدما غرقت في بحر الصراعات القاتلة، والكوارث العقابية والأمراض الفتاكة والإنحطاط المبرمج.
اللهم احفظ الجزائر.. ودين الجزائر ..وشعب الجزائر.. آمين.
يوم 05 / 07 / 2003م
مدني مزراق

الخبر .. نضال مستمر

هذا المقال هو عبارة عن اعتراض وشهادة.
اعتراض على ماكتبه الوزير الأول، ورئيس النقابة، بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس جريدة الخبر.وشهادة قدمتُها تقييما للمسار المهني للجريدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
بعيدا عن الحقد والضغينة والمجاملة و النفاق , وضعت الأفكار ورتبتها ثم سودت الكلمات .
فقلت : جريدة الخبر .. نضال مستمر، يذكرني بالأفراح و الأقراح وبالعبر .
أما الأفراح .. فأيام الإنفتاح والتعددية والإنتخابات النزيهة والإعلام الحر.
وأما الأقراح .. فالإنقلاب على إرادة الشعب، والقهر والمطاردة ثم الحرب التي أضرموها وأجبرونا على ولوجها.
وبحكم الحق والإنتماء والدين، تموقعت في صف الأغلبية الفائزة، و بحجة الحفاظ على الدولة والدفاع عن الجمهورية والخوف على الديموقراطية من الظلاميين ..كان طبيعيا أن تكون الخبر في صف الإنقلابيين.. وفي زحمة الأحداث والفوضى العارمة والوضع المتأزم المحتقن، اهتبل الحاقدون من عملاء الطابور الخامس فرصة غياب الدولة فجيشوا مجموعات مشبوهة ,انتهجت سياسة الأرض المحروقة إقتداء بالمنظمة الاستعمارية الإرهابية OAS ,فكان المقتول والمفقود والمطرود والمنفي والمسجون، وكان النهب والسلب والحرق وانتهاك الأعراض.شجعهم وأعانهم على فعلتهم ونفذ بعضا من مخططاتهم مجموعات من الجهلة والمنحرفين وشذاذ الآفاق ,انتسبوا إلى الحركة الاسلامية ظلما وزورا وبهتانا , وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فحاربنا بالسلاح مكرهين , من حرص واجتهد في قتلنا .. و رغم أننا حاولنا جهدنا حماية الشعب الأعزل الآمن, الذي وجد نفسه فريسة سهلة لكل متربص حاقد يسعى لتصفية الحساب .فقد حزنّا لكل ضحية ولأهلها وتألمنا, وكذلك أهلنا إلى اليوم يتألمون، فإلى الله المشتكى وهو المستعان وعليه التكلان .
.. ومع الأيام وتوالي الأعوام ..ظهرت المكيدة وعظم الخطر, فاستيقظ الناس واستخلصوا العبر..حينها أدركتُ وأدرك الأحرار و كذلك أدركتِ الخبر .. بأن السلم وحده من يكشف المخربين والأعداء في داخل البلاد وخارجها. وهو وحده من يهزمهم بعقول وأقلام وأسلحة الخيرين من أبناءالجزائر البررة في أي موقع كانوا وعلى أي ثغر رابطوا .. فكانت المصالحة وتجلى الأمان وعاد الأمل .
.. وعلى طريق المصالحة سرنا، وعليه سارت الخبر. فكان التقارب والتحاور والنقاش، ومع الوقت والوقت جزء من العلاج، تأكد لدينا أن اختلاف الرؤى وتعدد الطروحات بين الجزائريين الأقحاح لا يفسد للود قضية ، بل هو تنوع وتدافع من أجل أن تكون الجزائر أقوى وأحسن، بشرط ألا تستعمل الاسلاليب والوسائل الغير مشروعة .. وعلى هذا الأساس تحملنا كثيرا من الأذى، وصبرنا على مختلف التجاوزات .. وعلى ذات الأساس فتحت الخبر صفحاتها للموالاة مثلما فعلت للمعارضة ، وبالقدر الذي أبرزت فيه قرارات الحكومة ، أصرت وعاندت في إظهار مواقف ومطالب المحتجين ..
صراحة .. أحب عناوين أخرى لدفاعها عن الثوابت والقيم .. وأفضل الخبر لاحترافيتها ومهنيتها العالية ونضالها المتواصل في سبيل الوصول إلى دولة الحق والقانون والتعددية السياسية والنقابية وحرية التعبير.
هذا ما شهدناه وعايشناه ، وعلى ضوء ذلك حكمنا .. والسرائر يتولاها الله (وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين).
واليوم .. لو سألنا ورتلان ؟ عن قوله: أيها السلم تجلى. لصاح من قبره عمر : أيها السلم .. أنصف وأعدل، واجمع ولا تفرق، فإن الفرقة بين أبناء الأمة عذاب ووهن . والصلح .. رحمة وقوة ,به تكون البلاد آمنة وبه يسود الشعب ويحترم .
و لكتب لأصحاب الجريدة وقرائها :
إ ذا أ ردتم التفوق والنجاح المستمر ..ففرقوا بين الشتم والنقد, والتحليل والرأي, وبين الإشاعة وبين الخبر .
كونوا بحق أبناء أم إ سمها الجزائر..تنتصر بأبنائها جميعا وبهم جميعا تفتخر .
..بقول الإله، وهدي النبي، ورأي الغيور أختم الكتاب وأرفع القلم.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)
(لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى)(كلكم لآدم وآدم من تراب)
بـلدي الجـزائـر إنـنا بـشبـابـنا نـبنـي الوطـن
و بــديـننـا وكـتابـنا نـقضـي عـلى كـل الفـتن
وسـتطـلعـين فـتيـة رغـم المـصائـب والمحن
لبـيك .. لو هب الرجال لأسرجوا ظهر السما
..في ذكراك العشرين , لك مني التحية و السلام ..و مبروك لك التفوق والنجاح , و أسأل الله لي ولك ولكل الجزائريين الأمن والأمان والصلاح والفلاح .
مدني مزراق

رسالة إلى المجاهدين

هذه رسالة كتبناها لآبائنا المجاهدين سنة 1995م، نصحناهم فيها ودعوناهم إلى القيام بخطوات جريئة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الجبهة الاسلامية للإنقاذ / الجيش الاسلامي للإنقاذ / 7 أوت 1995
إلى آبائنا وإخواننا المجاهدين، أبطال ثورة التحرير، وصانعي مجد الجزائر..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
إن الجزائر التي أكرمكم الله بتحريرها من يد المستعمر، بعدما سقيت بدماء مواكب الشهداء، وضرب شعبها أروع الأمثلة في التضحية التي عرفها التاريخ، ليحيا على أرضها وتحت سمائها حرّا أبيّا سيّدا، قد أضحت رخيصةً تباع في المزاد، يساومها أعداء الأمس بأبخس الأثمان.
نعم .. إنها لَحقيقة مرة، وإنه لواقع أليم، حقيقة تفرض على أبناء الجزائر البررة رصّ صفوفهم ولمّ شملهم، وتوحيد جهودهم، والالتقاء على كلمة سواء. وواقع أليم مرير يذكر أبناء الجزائر البررة بالأخطاء التي اقترفوها اتجاه شعبهم وفي حق وطنهم، فيجعلهم يشعرون بالذنب، ويسمعون تأنيب الضمير ليهبّوا بعد ذلك هبة رجل واحد، لإصلاح ما فسد، وتعويض ما فات، وإنقاذ ما تبقى.
ونظرا لأننا نعتبر أنفسنا جزءًا من جبهة الغيورين على هذا الوطن، الصادقين في الدفاع عن هذا الشعب ودينه وقيمه، نرى لزامًا علينا تذكير من نراهم أحق الناس بالوصاية على الشعب والوطن، واسداء النصح لهم، وتنبيههم وتشجيعهم على افتكاك زمام المبادرة لنصرة الدين ورفع الظلم على الشعب وإنقاذ الوطن.
لذا نذكركم بالعهد الذي قطعتموه مع اخوانكم الذين قضوا نحبهم، ومازلتم تنتظرون، والذي يتمثل في بيان أول نوفمبر الذي ينص صراحة على إقامة دولة جزائرية مستقلة ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلامية.
نذكركم بالعهد الذي قطعتموه مع شعبكم، والذي مفاده أن الجزائر هي للجزائريين جميعا، وأن خيراتها سوف توزع بالعدل والسوية على ابناء الوطن الحبيب.
نذكركم بالمداشر التي أحرقت، وبالأرواح التي أُزهقت، وبالأعراض التي انتُهكت، والأموال التي أُتلفت من قبل فرنسا وعملائها.
نذكركم بأيام الثورة ووقائع الجهاد المبارك، التي حتمت على كل مخلص صادق أن يطلق الدنيا قانعا بالفقر، يؤثر الجهل لأبنائه على الجلوس على مقاعد المدرسة الفرنسية.
نذكركم بأيام الثورة ووقائع الجهاد المبارك، التي كانت فرصة ثمينة إهتبلها كل عميل خائن من أجل أن يجمع الدنيا، ويتبوأ في كنف الدولة الاستعمارية منصبا، مُمكِّنًا أبناءه من التعلم والحصول على الشهادات .. ومن المفارقات العجيبة الغريبة المؤلمة، أن الخائن العميل وجد نفسه مسؤولا مرموقا في وزارة من الوزارات أو إدارةمن الإدارات، أما المجاهد الذي خدم الثورة مخلصا، وجد نفسه بوّابا حقيرا، يأمره الخائن فيطيع، ويطلبه فيأتي، ويزجره فينتهي!
نذكركم بأرملة الشهيد التي ضاقت بها الجزائر، ولم تجد إلا مكتب العميل الذي حاربه زوجها لتمسحه وتنظفه من بقايا سجائره، وبصاقه العفن، ولم تجد لأبناء بعلها الشهيد إلا الجوع والعري والجهل إلا فيما نذر.
نذكركم…نذكركم…بماذا نذكركم؟ وأنتم أعرف الناس بالمصائب الماحقة، والبلاوي الحالقة التي حلت بالجزائر وشعبها. ولكن رغم ذلك لنا في الأخير أن نذكركم بيوم تلتقون فيه عند ربكم برفقاء السلاح، شهداء الأمس، ويسألونكم عن الجزائر، عن إسلامها، عن شعبها، ويسألونكم عن أبنائهم، وزوجاتهم، فماذا أعددتم لهم من جواب؟
أيها المجاهدون ..
نرى من حقكم علينا أن ننصح لكم، النصيحة الحيية المخلصة، التي لا غش فيها ولا مواربة، ولا تدليس. امتثالا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة. قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.»  فنقول –وبالله التوفيق– إن فرنسا الاستعمارية بعدما يئست من قتل روح الجهاد فيكم، وتأكدت من عزمكم على قهرها، وانتشال الجزائر من بين براثنها، لجأت إلى حيلة خادعة وخطة ماكرة، وبرنامج خفي، تتجلى أهم خطواته في ما يلي:
  1. تكوين نخبة عسكرية وإدارية عميلة، وتمكينها بطرق خاصة من الإلتحاق بصفوف المجاهدين في آخر أيام الثورة لتتولى بعد الإستقلال المناصب الحساسة في الجيش والإدارة.
  2. تأهيل الشيوعيين وأعداء الثورة وتكوينهم سياسيا وايديولوجيا ليكونوا ذوي قدرة على التأثير في مجرى الحياة السياسية والإجتماعية للجزائر المستقلة، سواء كانوا في مركز سلطة يسمح لهم بالتأثير في قرار الدولة، أو في مقام معارضة يسمح لهم بالمناورة المشاغبة والتعتيم والتأثير في توجهات الراي العام.
  3. مكنت عملاءها من ’الحركة والقياد‘ من الأراضي الشعبية المغتصبة، وبعض المؤسسات الاقتصادية الصغيرة، ودعمتهم برأس المال الكافي، الذي مكنهم من تبوء مكانة محترمة مؤثرة في الأوساط الشعبية.
  4. المراهنة على انقراض جيل الثورة، الذي يسمح له رصيده الثوري وشرعيته الجهادية التاريخية من الفصل في كثير من القضايا المصيرية للبلاد. ويتضح هذا جليا في مقولة زعيمهم المشهور ديغول ”سنترك لهم الجزائر، لتعود إلينا بعد ثلاثين سنة بجيل لا علاقة له بالثورة.“
وإن القارئ الذكي للواقع الجزائري اليوم، ليجد أن هذه الخطة قد استكملت حلقاتها الأخيرة، ويشرف مطبقوها على الانتهاء من مشهدها الأخير، ولا ضير أن نعطيكم صورة مختصرة عن هذا الواقع الذي شكله هذا البرنامج الاستعماري الخفي.
إن ’حزب فرنسا‘ الذي يمثله تيار استئصالي، الذي يعمل على إفناء الشعب وتخريب الوطن، بإدخال البلاد في حرب اهلية مدمرة، يعرف هو ماذا يجني من ورائها، إن هذا التيار يتكون مما يلي:
  1. دفعة لاكست التي صبرت وتمكنت داخل المؤسسة العسكرية، استطاعت تبوأ مناصب فيها بتواطؤ بعض الطامعين الغافلين، من الوصول إلى أعلى المراتب العسكرية والتربع على المناصب التي سمحت لهم بالتأثير في قرارات مصيرية تهم البلاد والشعب.
  2. لفيف من الإداريين الاستعماريين، استغلوا حاجة الثورة إلى مسيّرين، فعششوا وباضوا وفرّخوا في كل الأجهزة الإدارية الحساسة للدولة.
  3. أحزاب سياسية لائكية شيوعية معروفة بعدائها للشعب والدين والوطن، وجمعيات معروفة بعمالتها، وشخصيات لا يخفى عليكم ارتباطاتها الخارجية وانتماءاتها الإيديولوجية المشبوهة، إن هؤلاء جميعا يشكلون الواجهة السياسية لهذا التيار.
  4. شرذمة من الإعلاميين الفرونكوشيوعيين، ساعدها أعداء الجزائر في الداخل والخارج على تكوين لوبي إعلامي خطير، استطاع أن يلقي بظلاله السوداء على الساحة الإعلامية من إذاعة وتلفزيون وصحف ونوادي ثقافية، صارت كلها في خدمة المخطط الإستعماري البغيض، وهي تمثل لسان حال هذا التيار.
إن هذا التيار الاستئصالي بمختلف أجنحته وجماعات ضغطه، رغم غرابته وغربته وسط الشعب إلا أنه استطاع أن يحقق لفرنسا الكثير مما خططت له:
  1. تشويه رموز الثورة والجهاد، بحيث تقاسموا الأدوار المشبوهة، فمنهم من تولّى نبش قبور الشهداء وإحراق عظامهم، وكأنه يريد أن يقول لابن بولعيد وإخوانه: ها قد عدنا يا ابن بولعيد .. كما قال الصليبي الحاقد عندما وقف على قبر صلاح الدين.
    ومنهم من عمل على توريط المجاهدين بأن منحوا لهم بعض الامتيازات التي تتعارض وتتنافى مع شرف الجهاد وكرامة المجاهد، كفتح الخمارات، وإغراءهم بممتلكات الدولة والشعب.
    ومنهم من عمل على توسيخ جبهة التحرير الوطني بأن جعلها وكرا وسيخا يأوي إليه كل الانتهازيين والطمّاعين، والمشتبه في ماضيهم الثوري، وليتهم اكتفوا بذلك، بل انهم صرّحوا لما سنحت لهم الفرصة، على شاشة التلفزيون على مرأى ومسمع من الأسرة الثورية والشعب الجزائري جميعا ’FLN برّا‘
    ومنهم من عمل على توريط الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، في قتل الشعب وسفك دمائه ومحاربة قيمه وانتمائه.
  2. رهن خيرات البلاد ومقدراتها الإقتصادية، ووضعها في مزاد علنيّ يساومها الأجنبي بتحالف خفي مع العميل الخبيث..
  3. افقار الشعب وتجويعه بالاستجابة المطلقة والطوعية لشروط البنوك اليهودية، حتى يتسنى لهم إذلال كبريائه، وإهانته، وقتل الروح الجهادية فيه.
  4. ووصلوا في الأخير إلى القضية التي لم يتجرأ أحد من قبل على طرحها، ولم يتصور أحد من قبل أنها سوف تطرح، الا وهي بيع الأراضي وخوصصتها، هذه الأراضي التي سُقيت بدماء الملايين من الشهداء، والتي أجبرتُم فرنسا على الهروب منها من أضيق باب لتعود إليها اليوم من أوسع الأبواب، وبعقود ملكية فيها خاتم الدولة الجزائرية المستقلة.
أيها المجاهدون ..
إن المؤامرة التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين، والأوطان الإسلامية، مؤامرة عالمية يديرها بإحكام يهود ماكرون بتواطؤ صليبيين حاقدين، وتنفيذ عملاء ممسوخين ..
إن هذه الخطة المدمرة، تركز بنودها الأساسية على إضعاف القدرات الإقتصادية والعسكرية لأوطان إسلامية معينة، وإذلال وإهانة ومسخ شعوب إسلامية محددة معروفة بكبريائها وشرفها وروحها الجهادية، وعلى رأس هذه الأوطان والشعوب ، الجزائر وشعبها.
نعم .. وكما تعلمون، فإن الجزائر، قد تحرر بفضل جهادها وثورتها الكثير من الأطان، وسوف يضيع –بضياعها، لا سمح الله– الكثير من البلدان .. وإنّ بلدا هذا هو شأنه وهذه هي مكانته لهو في حاجة ماسة إلى رجال أقوياء .. يكونون في مستوى طموحات الشعب الجزائري المسلم، الذي يصبو إلى أن يتبوأ مرة أخرى مكانته الريادية بين الشعوب.
أيها المجاهدون ..
لم لا تكونون هؤلاء الرجال مرة اخرى؟ ..
إنه بإمكانكم القيام بمهمة ضم الجهود الخيرة إلى بعضها بعضا، والعمل على إلتقاء قوى الغيورين الصادقين في جبهة أصيلة واحدة. وإننا لم نأت بجديد إذا قلنا : إنكم وحدكم المؤهلون كي تكونوا أبطال هذه المهمة الصعبة ورجال ساعة الحسم المصيري، ويومها، حق لكم أن تشعروا بالارتياح، لأنكم قد أكملتم مشواركم الجهادي ورسالتكم النوفمبرية الخالدة، وأديتم ما عليكم تجاه الأجيال الصاعدة، ولكم بعدها أن تستعدوا، راضين مرضيين، للقاء إخوانكم عند ربكم.
لذا ، فإننا نشجعكم على توجيه نداء لكافة أطراف الأزمة يتضمن الخطوات الأولى للحل العادل الشرعي، الذي يعيد للدين مكانته، وللوطن استقراره، وللشعب حقه وأمنه، نداء ينصف مظلوما، ويردع ظالما، ويفوت الفرصة على المتربصين من أعداء الدين والوطن والشعب، في الداخل والخارج.
وإننا نعدكم، أيها الآباء، أنه في حالة ظهوركم بالموقف المنتظر، ستجدوننا ذرعًا قويا، وسندا متينا، وأبناء بررة، يوقعون بالدم من أجل تحقيق طموحات آباءهم الربانية الصادقة.
وإننا لعلى يقين تام، أنه إذا صدقت النوايا، وتجردت الإرادات، أن موقفكم سيحقق أهدافه ويبلغ مداه، ويغيض اعداء الأمس واليوم، ويفرج شعبنا على أرضه، ويطمئن شهداءنا في قبورهم، ويرضي ربّنا في عليائه، وعندها يدرك الجميع أن قدماء المجاهدين لا زالوا أحياءً صامدين، لم يتجاوزهم الزمن.
ختاما نقول لكم، إننا على أتم الإستعداد إلى الاستماع إليكم والأخذ منكم، وتقديم العون لكم متى طلبتم منا ذلك .. وفقكم الله، وسدد خطاكم.
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾
ودمتم في رعاية الله وحفظه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأمير الوطني للجيش الإسلامي للإنقاذ
الشيخ مدني مزراق


القبائل أخوالي

حتى لا يخطأ الناس في نظرتهم وحكمهم على منطقة نعتز بها ونفتخر كتبت هذه الأسطر في 31 أوت 2005
بسم الله الرحمن الرحيم
كان الوالد، رحمه الله، كلما ذكر القبائل، قال : أخوالي …
وكلما وصفهم قال :’رجّالة.‘وكان رحمه الله لا يقبل تطاولا عليهم ولا ذكر سوء. وهو الذي خبرهم جيّدا وتعلّم لسانهم، واختلط بهم في المشاتي والدشور. وقد عمل بنواحي توجة في ولاية بجاية ردحا من الزمن غير قليل، يشغّل إلى جنبه أكثر من مائة عامل ..لذا نشأنا على حبهم والإعتزاز بهم ..
وتقدّمت بنا الأيام فتعلّمنا وقرأنا عن تاريخ المنطقة، ما جعلنا  نزدادا بها فخراً، ولأهلها إكبارًا وإعزازًا ..
وكنا بعدها كأبي، رحمه الله، كلّما ذُكِرَ القبائل قلنا: أخوالي.
عرفنا عنهم الدّين والنخوة الإباء ..عرفنا عنهم العلم والأدب والأخلاق ..عرفنا عنهم الصمود والتضحية والجهاد ..
أحببنا فيهم عظماء أبطال، ومصلحين ثوّار: الشيخ الحّاد، لالة فاطمة نسومر، الشيخ الفضيل الورتلاني، العقيد عميروش، مولود قاسم، الشيخ عبد الرّحمن شيبان، الشيخ الطاهر آيت علجات، الدكتور بن نعمان … وغيرهم كثير كثير...
أحببنا فيهم جهادهم في سبيل الله, دفاعا عن بيضة الإسلام. وتمكينا للعربية لغة القرآن، وحماية للوطن من التقسيم والإحتلال، وصونا للشعب من الإذلال والتغريب والتكفير..
أكبرنا في المرابطين ومن والاهم وهم غالبية سكان المنطقة، عشقهم للقرآن وعلومه، حفظا وتلقينا، وتدريسهم للفقه والعربية بمختلف زواياهم المنتشرة عبر الرّبوع ..
عرفناهم متمسكين بالأصالة والفضيلة، محاربين للفساد والرّذيلة .. متشبعين بالتراث العريق، محافظين على اللّسان والتقاليد في إطار مبادئ دينهم الحنيف .. تشهد على ذلك قلعة بني حمّاد، ومنارات المساجد الشامخة، وزوايا العلم المنيرة، واللّباس الأصيل، البرنوس الناصع البياض، الذي تنسجه الحرائر الشريفات ..
لا زالت جلودنا تقشعر كلما شاهدنا ’الأفيون والعصا‘ وعشنا مع رجال تالة ونسائها وأطفالها، وعايشنا ذاك الصمود الشامخ وتلك التضحية المنقطعة النظير، وهاتيكم المآسي التي صبّها الإستعمار البغيض على المنطقة وزيتونها ذي الدّلالات ..
بالمختصر المفيد، هؤلاء ومن اقتفى أثرهم، هم القبائل الذين نعرفهم ونعتزّ بهم، ونتشرف بأن نكون منهم ونفتخر بكونهم منّا ونردّد عاليا :
أولئك أخوالي فجئني بمثلهم ...
أما الاصوات النشاز التي ارتفعت، زورًا وبهتانًا، محاولة تمثيل المنطقة وهي عليها دخيلة، وتعمل على محاربة الإسلام وتروّج للنّصرانية، وتسعى لاجتثاث العربية بالتمكين للفرنسية ثقافة وتعلّما ومعاملة، وتحارب الفضيلة والأخلاق بتشجيع الميوعة والرذيلة , ساعية لضرب الوطن في وحدته بالدعوة جهرا إلى التقسيم والإنفصال، مستغلة حماس الشباب البريء، وتذمره من الأوضاع الإجتماعية المزرية، مستثمرة الأوضاع الدولية والأيادي الخارجية في التمكين لمشروعها اللائكي التغريبي الدخيل، والمرفوض فطرة من الشعب الجزائري الاصيل ..
أما هذه الأصوات وشيعتها فليست منا ولا نحن منها، ولا هي من الوطن والوطنية في شيء.
ونحن إذ نعلن موقفنا بكل قوة , فإننا نربأ بأخوالنا القبائل أن يقعوا ضحية هذه المغالطات، وندعوهم إلى كلمة سواء، أن نعبد الله بالإسلام الذي ارتضاه لنا دينًا، ولا نقبل إلا الجزائر وطنا واحدًا موحدًا، إسلامي الروح، عربي اللسان، أمازيغي الأصول، إنساني التطلُّعات، وفاء وإخلاصًا منا، وتمسّكا بمواقف وتضحيات الآباء والأجداد التي عبر عنها ابن باديس الأمازيغي القحّ بمقولته الخالدة:
”إن أبناء يعرُب وأبناء مازيغ، قد جمع بينهم الإسلام منذ بضع عشرة قرنا، ثم دأبت تلك القرون تمزج ما بينهم في الشدة الرخاء، وتؤلف بينهم في العسر واليسر، وتوحدهم في السراء والضراء، حتى كونت منهم منذ أحقاب بعيدة عنصرا مسلما جزائريا، أمه الجزائر وأبوه الإسلام …“
مدني مزراق
قاوس/جيجل في 26 رجب 1426 ه
31 أوت 2005م


حقائق ومواقف و تصوّر 2

نُشر هذا المقال في في 07 من ذي الحجة 1423هـ الموافق لـ 08 فبراير 2003 م في كثير من الصحف الوطنية. وهو تكملة لمقال سابق نُشر قبله.
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق وأن كتبنا عن بعض الخطوات التي قطعناها في أمر الهدنة والوئام والمصالحة، ولعلّ ذلك قد أحدث ارتياحا لدى البعض، واضطرابا لدى آخرين، ولكنه أبدا ونحن متيقنون أن ما كتب قد رفع كثيرًا من اللبس والغموض، ودحض كثيرًا من الإدعاءات والأكاذيب، فعلم الجميع أننا ما تقدمنا شبرًا إلّا بعد الإستخارة والمشورة، وأننا لم نتجاوز أحدا كان يجب علينا أن نأخذ برأيه، أو نذعن لأمره، .. وحتى يرتاح الكثير، ويضطرب الكثير أيضا، ها نحن نعود، وفي وثيقة أخرى، وليس أخيرة .. رسالة إلى الشيخ الفاضل، والعالم الكبير، والكاتب الشاعر أحمد سحنون، أطال الله في عمره، ونفع به ..
ولئن كنا من الشح بمكان في تبيين الأمور، وسرد الوقائع، فإننا على يقين بأن القليل الذي نُشر كافٍ شافٍ في هذه المرحلة، إيمانا منّا بأن الضوابط والأخلاق التي تحكم العمل الجاد، لا تسمح بالخوض في مثل هذذه القضايا الحساسة إلّا بالقدر الذي يصلح ولا يفسد.
… أما الفريق الثاني فإننا نؤمن جازمين أنه سبب كل البلاوي والمحن التي لحقت الجزائر، حكومة وشعبا، ليس على مدار العشرية الأخيرة فحسب، بل منذ اندلاع ثورة التحرير المباركة إلى يوم الناس هذا .. ويصدّق ويدعّم ما نقول شهادات الرجال التاريخيين للثورة التي تتوالى وتنشر وتُذاع.
إن مؤامرات حزب فرنسا هدفها إبعاد الجزائر عن محيطها الطبيعي العربي الإسلامي، ورميها في المستنقع العلماني اللائكي التغريبي الصهيوني.
وإن نسينا فلن ننسى ما قاله سعيد سعدي ذات يوم للشيخ عباسي مدني، حفظه الله وأطلق سراحه، في حصة تلفزيونية كان يديرها الصحفي القدير ’مدني عامر‘ .. قال له وأمام الملأ وعلى المباشر ”لن نسمح لكم بالوصول يا عباسي.“
وكم كنا أغبياء حين ظننا أن التحدّي ما هو إلا شطحة لمراهق سياسي مأجور، وغاب عنا أن المتبجح بتلك الكلمات ما هو إلّا ناطق رسمي لأخطبوط خطير قاتل متحصّن داخل كهوف المؤسسات الاستراتيجية للدولة الجزائرية، علم سرّها، وسيطر على مراكز القرار فيها.
ولم أفهم شخصيا ما تفوّه به على الوجه الصحيح، إلا بعدما أوقفوا المسار الانتخابي وهجموا علينا ذات صباح من شهر فيفيري عام 1992 بالمقرّ الوطني للجبهة الاسلامية للانقاذ، ثم ساقونا إلى مخفر للشرطة يسمونه ’كافينياك‘.
وأنا قابع مع بعض الإخوان في شبه زنزانة سمِعتُ أحدًا ممن يمثلون امتدادًا للأخطبوط المذكور يقول لصاحبه: هل لديك رصاص زائد! فقال الآخر :ولم؟ قال أريد أعيّد. فقال له صاحبه: كفى لقد عيّدت البارحة!
عرفت عند ذلك من كان يطلق النار على جموع المتظاهرين بالذخيرة الحية. فتزهق الأرواح، ويسيل الدم الجزائري الفّوار .. و الدّم الجزائري من الحرارة بمكان .. إذا سال، جرف وأحرق بعد ذلك كلّ شيء.
وقد كان المكلفون بمكافحة الشغب من أجهزة الشرطة والدرك مدعّمين ببعض وحدات الجيش، يحاولون تفريق الجموع، ومنع المسيرات باستعمال القنابل المسيلة للدموع والرّصاص المطاطي، فيُحدث ذلك صخبا وفوضى ممّا يسهل للقتلة المحترفين المهمّة، فيقتنصون من العزّل من أذنت ساعته.
والصّحيح عندنا أنّ هؤلاء القتلة أفراد ينتمون إلى زمر صغيرة مبعثرة داخل الوحدات المذكورة، تكوّن مجتمعة –الزمر– كتائب الموت التي سمع عنها الناس الكثير … وبهذا الأسلوب الشيطاني يحققون ثلاثة أهداف رئيسية:
  1. يقتلون دون أن ينتبه إليهم أحد، وبذلك يفلتون من المتابعة.
  2. يقضون على العناصر النشطة التي تؤطر المسيرات والمظاهرات.
  3. يوقعون العداوة والبغضاء بين قوات الأمن من جهة وأفراد الشعب من جهة ثانية، إذ كلما سقطت نفس، إلا وازداد الكره والحقد، وحب الانتقام.
ونحن لا نستبعد أبدًا أن يكون وراء سقوط البعض من أفراد قوات الأمن في تلك الأيام رصاص الزمر الملعونة. ولعلّ السيارات التي كانت تطلق النار على الشعب أيام الإضراب المشهود لخير دليل، وما ذلك عن أذهان سكان العاصمة ببعيد..
وتوالت الأحداث وتسارعت، ودخلت البلاد في حرب حقيقية، الرّابح فيها خاسر، والمنتصر فيها منهزم، والغالب فيها مغلوب. لأن الذي خطط لها، ودفع إليها إنما قصد الانتقام من الجزائر تاريخا، ولغة، ووطنا، وشعبا.
واليوم وبعدما تفطن أبناء بررة، في مختلف المواقع، للمؤامرة التي حيكت وكادت أن تأتي على الأخضر واليابس، وبذلوا ما في وسعهم لوقف النزيف، وتعطيل آلة الدمار، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حتّى أصبح النّاس آمنين في بيوتهم، مطمئنين على أموالهم وممتلكاتهم في أغلب مناطق الوطن .. وبدأت البلاد تستعيد عافيتها شيئا فشيئا..
بعد كل هذا، يخرج علينا دعاة الإستئصال في مؤتمرهم الدولي ’لمكافحة الإرهاب،‘ فيلقوا محاضرات مطوّلة، يفتخرون فيها بالانتصار المزعوم، ويستعرضون فيها التجربة المشينة. ونسي الجبناء أو تناسوا أنّهم قبل ثلاث سنوات ضاقت عليهم الأرض، واختنقت أنفاسهم وهم ينتظرون على أحرّ من الجمر ما ستسفر عنه المفاوضات بين الشجعان البواسل، الذين عجزت المعارك الطاحنة أن تحسم الأمر بينهم. نسوا كل ذلك، وقد يئسوا، يوما، من مغادرة المحميات التي كان يحرسها أبناء هذا الشعب المسكين من الجيش والدرك والشرطة.
نعم، أبناء الشعب المسلم المستضعف، من إخواننا، وأقاربنا، وأصحابنا، كثير منهم كانوا يؤدّون الصلاة، وكثير منهم شريفة بيوتهم، يُقتَلون ونُقتَل، برصاصنا ورصاصهم، وأشباه الرجال ينتظرون داخل المحميات وقد نغّص الخوف عليهم حياتهم.
وقد انتبهنا لهذا باكرا .. فرفعنا صوتنا عاليا في شهر أفريل 1995، ندعوا الغيورين إلى التحرك قبل فوات الأوان حيث قلنا:
”إننا نرفع صوتنا مجلجِلًا، ونداءنا مدويا، داعيا الغيورين على الدّين والشعب والوطن، في أيّ موقعٍ وُجدوا، وعلى أيّ ثغرٍ كانوا، أن يهبّوا ويتحرّكوا من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ويقطعوا الطريق على الاستئصاليين، الذين يدفعون المستضعفين من أبناء الشعب إلى الموت في سبيل تحقيق مآرب فرنسا وأتباعها في هذا الوطن، هؤلاء المستضعفون الذين يدفعون الثمن نيابة عن الإستئصاليين بسقوطهم قتلى في الميدان بالمئات. ولكنّنا نكره الترويج لأخبار القتل الذي اضطررنا إليه، وأُكرِهنا عليه، استقباحا منا للتلذذ بعذابات الشعب، وجراحات المستضعفين الذين لم نجد من بينهم في معركة من المعارك، أو كمين من الكمائن أبناء الناعقين الناعبين بضرورة استئصال الإرهاب من الجذور …“
فإذا كان الأمد قد طال على الإستئصاليين رغم قصر المدّة فأصيبوا بمرض فقدان الذّاكرة، فإنّنا نُسمعهم، ثانية، على لسان الشاعر:
لئــن كــنتُ مــحتـاجـا إلى السِّلم إنّـنيإلى الحـرب في بعض الأحايين أحوجُ
ولي فـــرسٌ للحِـــلمِ بــالحِــلمِ مُــلجَــمولي فــرسٌ للجــهل بــالجـهل مـسرجُ
فـــمن شــاء تــقويــمي فــإنّــي مــقَوَّمٌومــن شــاء تــعويــجي فــإنـي مـعوجُ
.. ثم بماذا يتباهى الإستئصاليون؟!
أ بالحرب التي أضرموها، وأجبرونا على ولوجها!.. فالشرّ بالشر، والبادئ اظلم.
أم بالسِّلم الذي فرضناه عليهم، فدخلوا فيه رغم أنوفهم!.. فالخير بالخير والبادئ أكرم.
أم يفتخرون بالأموال العمومية التي نهبوها وبدّدوها! ففضائح البنوك شاهدة.
أم بالفقر المدقع الذي أوصلوا الشعب إليه! فنتائج سوء التسيير والإهمال يعرفها الجميع.
أم أعجبتهم حالة الشباب الذي قضى على أمله اليأس. فمال إلى الحانات يعمرها، وإلى أماكن الفساد يرتادها. ولكن، كيف لا يحلو للاستئصاليين ذلك، وهم من عمل خلال عشرية الدم على فتح الحانات والملاهي في كل منعرج وفي كل سبيل ليصدّوا عن سبيل الله.
أم سرّهم انتشار الفسق والفجور والرذيلة، وعنوسة حوالي 10 ملايين من بناتنا، حسب الاحصائيات الأخيرة.
أم راقتهم طوابير البطالين، والعمال المسرّحين ظلما وعدوانا.
أم بالمساجد التي هدموها، ومنعوا السّاجدين ألا يعمروها. ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا﴾ اللهم لا أحد أظلم ممن اقترف كل هذه الموبقات.
.. ولعلنا قد أطلنا .. والحديث ينسي بعضه بعضًا.
وبقي لنا أن ننبّه ’النورانيين من أبناء المجتمع المفيد،‘ لعلهم يستفيقوا، ونذكر الظلاميين وعامّة الشعب المقهور، فإن الذكرى تنفع المؤمنين، ونحن على بعد يومين من عيد الأضحى المبارك، أن الاضحية التي سيتمتعون بلحمها هي إحياء لسنّة الخليل إبراهيم عليه السلام، الذي وصّى بنيه ونحن جميعا منهم.
﴿وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
واختار لنا الله سبحانه أن نتبع ملته ﴿ وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾
فمن آمن واتبع فقد اهتدى، ومن نكص وتولى فسيكفينا الله شرّه بما شاء وكيف شاء. ﴿فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
اللهم اجعلنا هادين مهديين، غير ضالّين ولا مضلّين، سلما لأوليائك، حربا على أعدائك، نحب بحبّك من أحبّك، ونعادي بعداوتك من عاداك. وغفر الله لنا ولكم، وعفا عنا وعنكم، وكل عام ونحن وأياكم نؤمن بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
وعيدكم مبارك سعيد.
مدني مزراق


حقائق ومواقف و تصوّر 1

نُشر هذا المقال في بداية 2003 في كثير من الصحف الوطنية.
بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاث سنوات مرّت على نهاية العمل بقانون الوئام المدني، الذي أحدث جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية على الخصوص. القانون الذي رفضناه حينها بقوّة لأن مواده في مجملها وُضعت للمجرمين الدمويين الخارجين عن الحق. ونحن لسنا كذلك أبدًا. بل مسلمون غيورون، ظُلِمنا واعتُدي علينا، ودُفعنا إلى الجبال دفعا فكانت الحرب.. خضناها كرهًا وقلوبنا تذوب حُرقة على الجزائر وأبنائها .. وحسبُنا أنها كانت من جانبنا رجولية شريفة، شهد بذلك العدو قبل الصديق.
رفضنا ذلك، يقينا منّا أن الدماء الزكية التي سالت، والنساء اللائي رُمّلن، والأطفال الذين يتّموا .. كل ذلك لم يكن إلّا دفاعًا عن هذا الدين، وغيرة على الوطن.
و أمام الرفض القاطع من جانبنا، عمل أهل الحل والربط في السلطة على إقحام المادة 38 مكرّر، التي أحدثت صخبا إعلاميًا وسياسيًا كبيرًا. و رغم ذلك لم نقبل. حتّى قرّر الرئيس إصدار المرسوم القاضي بالعفو، فقبلنا ذلك على مضض تنازلًا منا في سبيل الله، من أجل الإسلام كي لا يُقبر، والجزائر حتى لا تضيع، والشعب أن لا يُهلك. وذلك بعدما تأكدنا أن الأمور تزداد تعقيدًا، والوضع تعفّنا .. والكلّ ماضٍ نحو المجهول. ولأن طلاسم المحنة تستدعي فكّها خطوات عديدة متتالية، تبدأ بقبول العفو وتنتهي بالمصالحة الوطنية الشاملة، التي آمنّا بها، ودعونا إليها، وعملنا المستحيل من أجل تحقيقها، وسنؤيد ونوازر كل من حمل صادقا لواءها.
ثلاث سنوات انقسم الناس فيها بين مؤيّد ومدعّم، وبين مهاجم ومحارب للقانون المذكور، الذي أحدث كلّ هذه الهزة وهذا اللغط ..
ثلاث سنوات حتّمت علينا أن نبيّن ونوضّح، وأن نضع النّقاط على حروفها، وأخرى على رؤوس المزايدين المشككين..
أما بعض ساسة الجبهة الإسلامية للإنقاذ، فقد ذهبوا في فهمهم –المريب– للعمل المنجز على أنه تجاوز صارخ للسياسيين، وسحب للبساط من تحت أرجل الشيوخ. نعم .. الشيوخ الذين علم الله أننا عملنا المستحيل من أجل تبرئتهم، وإطلاق سراحهم وتشريفهم. وقد ضخّم طرح هؤلاء الساسة بعض الأفلام المغرضة–نسأل الله الهداية للجميع.
وأمّا دعاة الاستئصال، سدنة حزب فرنسا، فلم نسمع منهم إلا التنديد والوعيد بالعفو الخاص الذي أصدره رئيس الجمهورية في حق أفراد الجيش الإسلامي للإنقاذ.. والذي يعتبرونه خطأ قاتلا، وانحرافا كبيرا في مسار السلطة. بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فأعلنوا وأكدوا أن قانون الوئام المدني قد انتهى يوم 13 جانفي 2000 ولا مجال لأي حلّ آخر من هذا القبيل .. فالقتل القتل، والهدم الهدم؟ بشعارهم الذي رفعوه.
وأما الفريق الثالث، فيمثله رئيس الجمهورية ومن آمن بسياسته وسار في ركبه. وِجهة هذا الفريق ما ينادي به رئيس الجمهورية بأعلى صوته، أن الوئام المدني ما هو إلا خطوة في طريق المصالحة الوطنية الشاملة ، التي لا يمكن لأمور الجزائر أن تستقر أو تستقيم بدونها ..
وإذن فهي ثلاث فرق رئيسية يمكن لنا أن نتكلم عنها بشيء من الوضوح والتدليل ..
فالفريق الأول وإن استثنينا منه فئة قليلة ممن دفعتهم الغيرة على المشروع فأخطأوا، وبحسن نية، في إصدار الأحكام الجزافية. فإن الباقي لا يعدو أن يكون مكابرا، أو معاندا، أو مزايدا، أو مضلّلا، أو كاذبا.
وإلا كيف نستطيع أن نفهم بعضا من التصريحات المنشورة باسم مسؤولين كبار في الجبهة الإسلامية. يوهمون فيها الأتباع خصوصًا، والرأي العام عموما أنهم عرضوا علينا الهدنة سنة 1994. فرفضناها، ثم قبلناها سنة 1997 من غير عودة إلى الشيوخ.
وللتاريخ نقول ..
بعدما غير المطبّلون وِجهَتَهُم، والمتزلفون ألبستهم، والمندسّون أقنعتهم، والمغلّطون قناعاتهم، والذين يظنون أنفسهم أذكياء خططهم، إثر بيان الوحدة المشؤوم في ماي 1994 .. والتي اصبحت الجبهة بعده أثرًا بعد عين، وشيوخها مجرد أعضاء شرفيين في مجلس شورى جماعة – بعد أن يتوبوا من بدعة الإنتخابات الكفرية على حدّ زعمهم.
بعد كل هذه المحنة والفتنة التي لا يصمد في وجهها إلّا من ثبّته الله وقلبه مطمئن بالإيمان.. بعد كلّ هذا خرج قادة الجيش الإسلامي للإنقاذ غير مبالين بالأخطار المحدقة بهم من كل جانب .. فصدعوا بالموقف التاريخي الذي جدّد للجبهة حياتها بعد أن وُئدت، وأرجع للشيوخ مكانتهم القيادية بعد أن سُلبت منهم، وللتيار الإسلامي والحركة الجهادية شرفها وطهارتها بعد أن أُلقي بها في مستنقع الهجرة والتكفير والتضليل وفتاوى قتل الولدان والنسوان.
كما أنّنا نذكّر ونقرّر أن كل المحاولات التي قامت بها قيادة الجيش الإسلامي للإنقاذ، إن مع قيادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ أو مع السلطة، كانت كلّها تصبّ في وعاء المصالحة، وذلك بتشجيع الطرفين على الحوار والتفاوض، وإزالة العقبات من الطريق.
أما الإدعاء المصرّح به والمنشور في قضية مشروع هدنة 1994، فلمن يهمّه الأمر نكشف عن هذه الحقائق الساطعة كالشمس في كبد السماء.
اتّصل بنا أخوان من قيادة الجبهة الإسلامية، طرحا علينا مشروعا من عدة نقاط ومن ضمنها موضوع الهدنة. وطلبا منا إبداء رأينا في ذلك فأعطيناهما الموافقة على المشروع وشجعناهم على ذلك أيّما تشجيع، إلّا أننا لمسنا منهما حينئذ تخوفهما من مهمّة القيادي الثالث الذي كلّف بطرح المشروع على قيادة الجيا.
ومع الأسف، كان تخوفهما في محلّه، إذ عرفنا منهما فيما بعد أن المبعوث التفى الشيخ محمد السعيد، رحمه الله، فوجده شبه معزول لا حول له ولا قوّة، ثم التقى بأمير الجماعة آنذاك، أبو عبد الله رحمه الله، فأصابه الذّهول بعدما سمع الاسئلة التي أمطره بها أمير الجماعة حول الموقف من الجهاد، والحكم على النظام … الخ. فأحجم المسكين حتى عن طرح المشروع تبليغا للأمانة. وعاد بتقرير شفوي من قيادة الجماعة نقله إلى الشيخ علي بلحاج، حفظه الله وعجّل بإطلاق سراح، ثم بعد ذلك إلى الأخوين، مفاده أن الجماعة تسيطر على 46 ولاية، وتملك من الأسلحة الشيء الكثير، وهم يقولون أنهم قاب قوسين أو أدنى من إسقاط النظام… وذهب المشروع في مهبّ الريح.
وحتّى لا يُفهم منّا أن الشخص المقصود قد اقتنع بطروحات الجماعة أو أيّدها نقول أنه ،الشخص، والحرب لا يلتقيان إلا بإذن الله كما يقول الأزهريون. وللتاريخ فإن الإخوة في منطقة الوسط عرضوا عليه في تلك الآونة الإلتحاق بالجبل وتولّي القيادة، إلا أنه تردّد ثم أبى ..وقد تبيّن لنا فيما بعد أنه وأمثاله لا يؤمنون بما يسمّى عنفًا. بل لا يقبلون إلّا بالعمل السياسي السّلمي. وأقف عند هذا القدر.
هذا شيء مما يخص الفريق الأول. وستتوالى مقالات أخرى ترفع اللّبس عن كثير من القضايا نتحرّى فيها بإذن الله الصّدق في القصد بالدّليل، والبيّنة، وشهادة الحقّ. ﴿وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ﴾
وستقرأون عن الفريق الثاني والثالث على التوالي فيما يُستقبل من الأيام إن شاء الله تعالى.
وتزامنًا مع هذه الشهادة نضع بين يدي القارئ وثيقتين إحداهما: رسالة إلى الرئيس زروال، والأخرى إلى الشيخ عباسي ، أطلق الله سراحه، وكلتاهما أرسلتا في شهر فبراير 1997، الأولى مع مبعوث السلطة، والثانية مع الأخوين المذكورين فيها. وللعلم فإن رسالة الشيخ عباسي لم تصله في أوانها وذلك إثر قرار السلطة المفاجئ بتلبية أحد شروطنا لأي هدنة محتملة، والمتمثل بإخلاء سبيل الشيخ عباسي مدني.
مدني مزراق
ملاحظة:
كتبنا هاتين الرسالتين في وقت كان أغلب المتبجّحين اليوم يرون في مثل هذه الآراء والمواقف مغامرة لا تُؤمنُ عواقبها، ومجازفة تعرض صاحبها ليحكم عليه بكل بساطة بالرّدة والكفر أو الخيانة، ولكن الله يمهل ولا يهمل. ورحم الله الإمام مالك رضي الله عنه: ”ما كان لله دام واتصل، وماكن لغير الله انقطع وانفصل.“

رسالة إلى الشيخين

أُرسلت هذه الرسالة إلى الشيخين عباسي مدني وعلي بلحاج سنة في 13صفر 1416 هـ / 21 جويلية 1995م.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
إلى الشيخين: عباسي مدني رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ ونائبه علي بلحاج:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شيوخنا الكرام:
نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، الذي تتم بنعمته الصالحات، وتتحقق بفضله الانتصارات وتحبط بعونه المكائد والمؤامرات، ﴿ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين﴾. سبقت كلمته أنّ الأرض يرثها عباده الصالحون.
شيوخنا الكرام:
من جديد يصل الله بيننا الأسباب، فيمنَحنا فرصة ثمينة للاتصال بكم، واطلاعكم على ما خفي عنكم، بعد هذا الانقطاع الذي طالت مدته، ولست أدري من أين أبدأ الحديث معكم، والأيام حبلى بأحداثٍ تستوجب الوقوف و الشرح، وتستلزم الاستفاضة في الطرح، ولكني سأبدأ من آخر الأحداث المتمثل في كشف ما جرى بينكم وبين السلطة مؤخرا، هذه الأخيرة التي عرضت بَحْرِيات المحادثات بينكم بصورة ذكية، سمحت لها بأن تظهر أمام الرأي العام بمظهر الحريص المتنازل في سبيل عودة الاستقرار والأمن والشرعية، جاعلة منكم العقبة الكؤود وحجر العثرة التي تعرقل كل المحاولات الرامية إلى تحقيق السلم الذي يصبو إليه الشعب.
وكما تعلمون، فإن السلطة تملك الوسائل الكافية لتحقيق أغراضها، كما أنها قادرة على تكميم فم الخصم، فلا يصل إلى المواطن إلا القراءة التي تريدها، والطرح الذي تؤمن به، وهذا الذي وقع فعلا.
والذي يؤسفنا ويؤلمنا، هو أننا نبهناكم في الرسالة السابقة إلى ضرورة توحيد كلمتكم، وعاتبناكم في ذلك العتاب الحيي اللطيف، ولكن رغم ذلك، ها أنتم تظهرون مرة أخرى بمظهر الحزب المتشتت الذي لا رئيس له ولا جنود، وبالرأي المختلف المتخالف الذي يكرس إشاعة ’ازدواجية القطبية‘ وتعددها في صفوفكم، هذا الاختلاف الذي يقذف الوهن، ويورث الفشل، ويُطمِع فيكم الأعداء، وقد قال الله تعالى ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين﴾
شيوخنا الكرام ..
إن التشاور واجب شرعي على المسؤول، وحق شرعي للذين معه، كما أن الاختلاف في الرأي طبيعة إنسانية لم يرفضها ديننا الحنيف، ما لم تكن مخلة بالمبادئ والمصالح الشرعية الكبرى، إنما الذي ينهى عنه الدين، ويحرّمه الشرع هو تعدّد القيادات، والتفرق شيعا وأحزابا داخل الجماعة الواحدة، وهذا الذي يوحي به موقفكم الأخير ويُفهم منه.
شيوخنا الكرام ..
لعلكم تتذكرون إصرارنا في الرسالة السابقة في مطالبتكم بإصدار مرتكز شرعيّ يحدّد المبادئ الجهادية ودوافعها ’المقاومة الشعبية‘ ويبيّن الوسائل الشرعية التي يقوم بها أمر الجهاد ويوضح الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها من وراء هذا الجهاد.
هذا المرتكز الشرعي الذي يُعطي الحجة والدعم للمجاهدين الصادقين الطاهرين ويقطع الطريق أمام المنحرفين المعتدين، ويغلق الأبواب في وجه المندسين والانتهازيين والمتسللين إلى صفوف المجاهدين، وبذلك تصفو الساحة الجهادية ويسهل الوصول إلى الهدف المنشود.
إن هذا المرتكز الشرعي حق للمجاهدين وللشعب عليكم، وهو من واجبكم الذي، لو أديتموه في وقته، لكان اليوم حجة في أيديكم على السلطة، التي تطلب منكم إصدار بيان تنددون فيه بالتجاوزات التي يرتكبها الاستئصاليون داخل السلطة، وعملاؤهم داخل الصف الجهادي.
شيوخنا الكرام ..
يجب أن تعلموا أن إخواننا المُفرَجَ عنهم، لم يقدّموا شيئا ذا بال للساحة الجهادية، اللهم إلا بعض الاتصالات مع الأحزاب، وما وقع في ندوة ’روما‘.
وكان طلبنا منهم واضحا عندما التقينا بهم أول مرة، ألا وهو العمل على ترتيب البيت الجهادي وتنظيمه، ولكن للأسف الشديد، ثبت بعد ذلك  تهرّبهم وتملّصهم من هذه المهمة التي كان في وسعهم تأدية جزء وخطوات جبارة منها، ولكن ”تجري الرياح بما لا تشتهي السفن“!
ورغم أننا قطعنا أشواطا كبيرة في تنظيم جزء كبير من الصف الجهادي تنظيما محكما، يخضع إلى ضوابط شرعية واضحة، وينقاد إلى إمارة معروفة معلومة، كل ذلك في غيابهم الطوعي، ذلك الغياب الذي جعلنا نلحّ في طلب اللقاء بهم، فما كان لنا ذلك إلا مع واحد منهم فقط، الذي وعدنا، بعد نقاش مستفيض وأخذ ورد عريض، بإصدار بيان يعلنون فيه مباركة وتأييد الخطوة التي قام بها ’الجيش الاسلامي للانقاذ‘، إلّا أننا من حينها لم نقرأ في الجرائد إلّا ما يُفهَم من تصريحاتهم عكس ما طلبناه منهم.
شيوخنا الكرام..
إن التجاوزات التي تسمعون عنها حقيقة مرّة، وواقع معيش، بل إن الأمور قد تطورت لتصبح بعض الجماعات التي ترفع راية الجهاد زورًا، تفوق في انحرافها وضلالتها واعتداءاتها وجرأتها على شرع الله، تفوق تلك الفرق الضّالة التي نقرأ عنها في كتب التاريخ، كالخوارج وما شابههم.
والمؤلم أن إخوانكم المُفرَج عنهم يعلمون ذلك يقينا، ولم يحرّكوا ساكنا، ولم يقرّوا معروفا أو ينكروا منكرًا، ربّما لأنهم يخافون على أنفسهم من السلطة، ومن كل من يملك السلاح، فصمتهم الرهيب الذي لا يشبهه سوى صمت أهل القبور، قد جعلنا نواجه الكلّ بمفردنا، من تيار وطني صادق يريد منا ألّا نظهر إلا بمظهر المقاتلين الشرفاء، وشعب يطلب منا الدفاع عنه، وتيار استئصالي يكيد للإيقاع بين مختلف فئات الشعب وفئات المجاهدين ، وبين تيارات المؤسسة العسكرية، وجماعات جهادية، منها من تذبح الإسلام مع سبق الإصرار، ومنها من تهدّم الجهاد غفلة وجهلا، وزاد على هذا كله أن فئة كبيرة من الجماعة المنحرفة الباغية الضالة ’الجماعة الإسلامية المسلحة‘ GIA قد باشرت القتال ضدّنا، بعدما بدأت تمهد له منذ أكثر من سنة ونصف بترويج فتاوى باطلة ودعايات كاذبة، كالعمل تحت الراية الحزبية، والاعتراف بقيادة شيوخ ضالين لم يتوبوا من كبيرة الانتخابات والقبول بها.
نعم .. لقد اتبعوا أسلوبا غادرا، لا يقبل به إلا خائن قد تجرّد من كل الأخلاق والقيم والعهود، حيث اتخذوا ’التقية‘ أسلوبا للتعامل مع إخواننا، فجاءوا إليهم طالبين التفاهم معهم، والحديث إليهم، حتى إذا استأمنهم الإخوة على أنفسهم غدروا بهم وقتلوهم.
لقد وقع هذا في أكثر من أربعة مناطق، وبما أننا كنا قد صبرنا وصبّرنا الإخوة على اعتداءات تعرّضوا لها مرارا، فقد كان هذا الغدر الاخير المنظم والمخطط له، بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، والعمل الذي كشف الخونة وعمالتهم للتيار الاستئصالي، فلم يكن من بد إلا مقاومة المعتدين، وتأديب المارقين، وكان ذلك بفضل الله بعد أيام قليلة من القتال، ونحن الآن نسيطر على الوضعية، ونعمل جاهدين على تنجية المغفلين منهم، وإصلاح شأن التائبين، وقطع دابر المندسين المغرضين.
ولِعِلْمِكُم فقد أرسلنا رسالة مستعجلة للشيوخ المُفرَج عنهم، بغرض التنقل إلينا، لنبحث القضية سويًا، والخروج بقرار نحاول أن نوصله إليكم، ولكن ”لا حياة لمن تنادي“! وتجنبا للإطالة في هذه القضية، التي تضيق بها المجلدات، فإننا نضع بين ايديكم شريطا سمعيا سجله أحد قدماء مقاتلي الجيا بعد عودته إلينا معترفا نادما، وما في هذا الشريط قليل القليل من كثير الكثير.
شيوخنا الكرام ..
إن التيار الاستئصالي الذي يتكون من ضباط سامين في الجيش، وجحافل من الموظفين تحتل المراكز الحساسة في الإدارات المركزية، ولوبي إعلامي خطير ألقى بظلاله على كل الساحة الإعلامية تقريبا، وأحزاب سياسية معروفة بعدائها لأيّة تسوية تفرح الشعب الجزائري، وجمعيات نسوية ومهنية ونقابية، وعلى رأسهم زعيم المركزية النقابية، هؤلاء جميعا الذين يشكّلون بحق ’حزب فرنسا‘.
إن العناصر التي تكون النواة الصلبة لهذا التيار، هي المسؤولة عن التقتيل الجماعي للشعب الذي تنفذه بعض الفرق من قوات الأمن والمليشيات وهي التي تقف وراءه، ووراء التجاوزات التي يرتكبها المجرمون والحمقى والمغفلون من أفراد الجماعات الجهادية المنحرفة، وذلك عن طريق عناصرها المتسللة إلى صفوف هذه الجماعات التي يسهل اختراقها لانعدام التنظيم، وقلّة وعي أفرادها، وشغفهم بامتلاك السلاح وإكبارهم لمن يستطيع أن يضع بين أيديهم قطعة سلاح واحدة! فما بالكم بمن يحمل إليهم عددا لا بأس به؟ وإن عناصر الاستئصاليين لتفعل هذا والأدلة كثيرة، وسوف نكشف لكم عنها حين تحين الفرصة.
إن هذا التيار هو الذي يعمل، جاهدا، بكل ما لديه من قوة وتأثير على جميع المستويات لنسف أي مشروع محتمل، يفترض فيه تسهيل التقارب بين أبناء الجزائر البررة في مختلف مواقعهم، في داخل النظام، أو في الأحزاب السياسية أو المقاتلين في سبيل الله.
بناء على كل ما سبق، فإن المرحلة تتطلب ذكاء خارقا، ووعيا رساليا ثاقبا، وحنكة سياسية عالية، وقبل هذا وبعده، إيمانا بالله قويا، ويقينا لا يشوبه شك، وعملا لله خالصا، وتجردا من كل حظوظ النفس الأمّارة بالسوء.
لهذا، فإن الاتفاق على إثبات ما جاء في بيان نوفمبر الذي ينص على ”إقامة دولة جزائرية مستقلة ذات سيادة في إطار المبادئ الاسلامية“ . هذا الهدف العظيم، الذي عمل على تحقيقه مجاهدون صادقون، وشهداء ابرار خالدون، والذي طالته يد الخيانة في مؤتمر ’طرابلس‘ فطمسته وحرّفته، إن الاتفاق على هذا المبدأ العظيم مع مبدأ ’حرية التعبير والممارسات في إطار القيم الوطنية الاسلامية‘ مع المبدأ المنصوص عليه في الدستور الذي يسمح للرئيس المنتخًب أن يعدّل الدستور بإكمال ما نقص منه، وإصلاح ما فسد فيه، وإدخال ما غاب عنه عن طريق استفتاء شعبي حرّ. إن هذه المبادئ مجتمعة تحقق جزءا هاما من أهدافنا المسطرة التي تسمح للصادقين من أبناء هذا الوطن أن يحقق الأهداف الأخرى لاحقا بكل سهولة. وإن إشهاد علماء مخلصين، وقدماء مجاهدين صادقين، وشخصيات وطنية معروفة نزيهة، وأحزاب سياسية ذات تمثيل شعبي، على هذا الاتفاق، ومن ثمّ يشهد عليه الشعب كله، والله على الجميع شهيد، إن عملا كهذا ليعتبر قاصما لظهر الاستئصاليين.
شيوخنا الكرام..
إننا سنعمل في هذه الأيام على دفع الشيخ ’أحمد سحنون‘ للتدخل من أجل المساهمة في تقريب وجهات النظر بينكم وبين الرئاسة، ولكم أن تقترحوا شخصيات أخرى ترونها مؤهلة لمرافقته في هذه المهمة، كما أننا سنعمل بإذن الله مع الغيورين الصادقين على تذليل الصعاب التي تواجه مساعيكم.
تنبيه: إن التيار الاستئصالي يعمل على الايقاع بين أبناء الشعب الواحد، وجعله شيعٌا وفئات متناحرة، ثم تقزيمكم بعد ذلك، يجعلكم قادة لفئة واحدة من فئات هذا الشعب، الأمر الذي سوف يمنعكم مستقبلا من أداء رسالتكم الربانية كدعاة، والقيام بمهمتكم الحضارية كمنقذي أمّة، والاضطلاع بدوركم الريادي في قيادة الشعب وهذا الوطن إلى برّ الأمان.
لذلك، فإننا نربأ بكم أن تغفلوا فتقعوا فريسة هذه المكائد الخسيسة والمؤامرات الدنيئة، وحتى تفوتوا الفرصة على المتآمرين، اجعلوا خطابكم موجّها للشعب بكل فئاته، ومواقفكم خالصة لله وصالح الأمة.
شيوخنا الكرام..
إننا عندما نضع بين أيديكم هذه الحقائق، ونقدّم إليكم هذه المطالب، وننبهكم إلى بعض الدسائس، إنما نفعل هذا لتكونوا على بيّنة من أمركم، ودراية بما يدور حولكم، حتى يسهل عليكم بلورة الموقف الربّاني المنتظر، الذي هو أمل الشعب فيكم وحقه عليكم، وأمرُ الله لكم. ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للنّاس ولا تكتمونه﴾
وبقولكم الكلمة الفصل المنتظرة، ستقيمون الحجّة على كل الناعقين المتربصين من داخل السلطة وخارجها، وتعززون موقف المجاهدين والغيورين الصادقين في مختلف مواقعهم، وعند ذلك سيصبح الأمر سهلا يسيرا، فإمّا أن تستقيم الأمور ويكرّم الدين ويرفع الظلم عن الشعب، وينقذ الوطن وتعود الحقوق إلى أهلها، وعندها حقّ لنا أن نقول ﴿وكفى الله المؤمنين القتال﴾، وإما أن يتمادوا في ظلمهم وغيّهم ويستمرّوا في تعنتهم وينقادوا لأهوائهم، وعندها حقّ لنا أن ندمر عليهم الدنيا بتأييد من ربّنا وتزكية من شعبنا، ونصرة من كل مخلص.
في الأخير، شيوخنا الكرام، نقول لكم اطمئنوا، فإننا بحمد الله على العهد، وننتظر الوعد ثابتين صابرين، لا يضرنا من خذلنا أو عادانا، وإن أوضاعنا في تحسن مستمر، وإن صفوفنا تتراص أكثر، وإننا على علاقة وطيدة بشعبنا رغم المهازل التي يقترفها عناصر الجيا والتي أصبح الشعب لا يطيق سماع اسمها.
نسأل الله أن يجمعنا بكم قريبا في يوم من أيامه الخالدات، ودمتم في رعاية الله وحفظه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الصابر على الحق مع إخوانه
أبو الهيثم
مدني مز

بين يدي رسالة إلى المجاهدين

هذا مقال بيّنا فيه موقفنا من الأحداث الأليمة التي هزت منطقة القبائل العزيزة، نشرناه في أواخر سنة 2002 مُرفقا برسالتنا إلى مجاهدي ثورة التحرير. وقد تم نشرهما كاملين من قبل جريدة الشروق اليومي ، والسفير الأسبوعي رحمها الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
يشاء الله تعالى ويدفعنا القدر للتكلم مرة أخرى ، بعد صمت أردنا من ورائه ،أن نفسح المجال واسعًا للخيرين الصّادقين .. أهل الغيرة والمروءة والوطنية، لاستكمال مخططهم في حل الأزمة، والوصول بالبلاد والعباد إلى برّ الأمان.
نعم .. كيف لا نتكلم والأحداث التي عصفت بالبلاد مؤخرا كشفت عن الأيادي الخفية الخبيثة، التي كانت دائما السبب في الفتن والمحن. ولولا لطف الله لجعلت من هذه البلاد أثرًا بعد عين، فحقّ فيهم قول الله عز وجلّ:﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ﴾
سبحانك ربي ما أعظمك .. تمهل الظالم حتّى إذا أخذته لم تفلته ..
لقد كاد المغالطون من أهل المكر والدهاء والدّسائس، أن يستغفلوا الرأي العام الوطني والدولي، بتمرير أطروحاتهم الخبيثة في الإسلام السياسي والأصولية المتطرفة والإرهاب الهمجي، وسيشهد التاريخ يوما، أنهم أرادوا منكرًا وزورًا.
لقد كاد المغالطون .. ولكن أتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، فكشف عن حقيقة دعوتهم، وخبث أهدافهم، ودناءة وسائلهم، حيث دفعوا بالشباب البريء في منطقة كانت في زمن مضى - ولا تزال-  قلعة من قلاع الإسلام حصينة ..
أنجبت رجالًا عظماء، عظمة جبال جرجرة مثل :الشيخ الحدّاد، لاله فاطمة نسومر، الشيخ الفضيل الورتيلاني، العقيد عميروش، الحسين آيت أحمد، عبد الرحمن شيبان، الشيخ الطاهر آيت علجات، وغيرهم كثير ..
دفعوا بالشباب البريء مستغلين حماسه وتذمره من الأوضاع الإجتماعية المزرية، فرُفِعَت في زحمة حماسه شعارات منكرة خطيرة، تؤكد الخيانة العظمى عند أصحابها، حيث دُنّس العلمُ الوطني وحُرّق، وأُهينَ المصحف الكريم ومُزّق، واستبيح حرمُ المسجد وارتكبت فيه المنكرات، وضُربت الوحدة الوطنية في صميمها بالدعوة إلى الإنفصال وتقسيم البلاد .. ورُدّدَت بالفم الملآن مقولة الكفر:”لا إله إلا الله، … رسول الله“ !!!؟.. أستغفر الله العظيم .
جرائمٌ .. تُغضب الله، ويهتز لها العرش، ويبرأ منها دين السماء، ويعاقب عليها القانون بأقصى العقوبات. والأدهى والأمرّ أن شخصيات معروفة، وقيادات أحزاب معلومة، وصحفا معتمدة تبارك المؤامرة، وتشجع استمرارها وكأنها هي التي تقف وراءها!
فهل نسمعُ يومًا أن وطنيين شجعانا في الدولة الجزائرية، غضِبُوا لله وللأمة، واستعملوا قوّة القانون وأحالوا هؤلاء على المحاكمة لينال كل واحد جزاءه؟ ويومها يحق لنا ان نقول : تحيا الجزائر التي يعلو فيها العدل ولا يُعلى عليه.
ولم لا؟ وقد سبقهم في ذلك الاستئصاليون الذين لفّقوا التّهم للاسلاميين الوطنيين زورًا وبهتانا، وأسرعوا في تنفيذ العقوبات الإرتجالية التي صدرت عن محاكمات صورية فقتلوا من قتلوا، وسجنوا من سجنوا، وشرّدوا من شرّدوا، ولم ينج من شرهم المستطير إلّا من اختفى أو فرّ إلى خارج الوطن أو صعد إلى الجبال.
فإلى الذين يحلوا لهم رَجمُنا بمصطلح ’الإرهاب‘ الذي هم اصحابه وأهله، ويتلذذون بإظهار الشماتة في الشرفاء من أبناء الجزائر البررة، إليهم جميعا التصور الصحيح، والفكر النيّر، والمشاعر الصّادقة، والغيرة الحقّة في رسالة معبّرة، كتبها عام 1995 من تسمونهم بـ ’الإرهابيين‘ ، وهم في أوجّ قوّتهم، إلى مجاهدي ثورة التحرير المباركة، يُشَرّحُون لهم الأزمة، ويقترحون عليهم الحلول.
وللقارئ الكريم الصّادق أن يحكُم بعد قراءتها بما يشاء.
تنبيه هام: إننا نقصد بالخونة عملاء فرنسا كل من يخدم المشروع الإستعماري التغريبي، سواء أنجبته أحزاب الحركة الوطنية أو تخرّج من جيش التحرير الوطني، أو فرّ من الجيش الفرنسي واندسّ في صفوف المجاهدين. ونقصد بالغيورين الصادقين كل من خدم الوطن والشعب صادقًا بالدفاع عن قيمه وثوابته، والعمل على تجسيد مبدأ نوفمبر الخالد الذي ينص صراحة على قيام ”دولة جزائرية ديمقراطية واجتماعية ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلامية“ سواء أنجبته أحزاب الحركة الوطنية أو تخرج من جيش التحرير الوطني أو فرّ من الجيش الفرنسي والتحق بالثورة صادقا.
وصدق الله العظيم إذ يقول ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾
نورالدين (مدني) مزراق


نص الكامل للبيان الختامي للقاء الثلاثية الثامن عشر (14 أكتوبر 2015)


توج لقاء الثلاثية (الحكومة, الاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنظمات أرباب العمل), الذي عقد ببسكرة يوم 14 أكتوبر 2015, ببيان ختامي, هذا نصه الكامل:
"لقد انعقد يوم الأربعاء 14 أكتوبر 2015, ببسكرة, تحت السلطة السامية لفخامة السيد رئيس الجمهورية, الاجتماع الثامن عشر للثلاثية الذي خصص لتقييم مدى تنفيذ العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي للنمو.
وقد ضم هذا اللقاء, الذي ترأسه السيد الوزير الأول, عددا من أعضاء الحكومة, والقيادة الوطنية للاتحاد العام للعمال الجزائريين, ومنظمات وجمعيات أرباب العمل, ومسيري كبريات المؤسسات العمومية, إلى جانب عدد من الخبراء الاقتصاديين والجامعيين.
وفي كلمته الافتتاحية, ذكر الوزير الأول, عبد المالك سلال بتعليمات السيد رئيس الجمهورية وتوجيهاته التي أسداها خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء, والتي أكد فيها على الضرورة الحتمية لتوفير كل شروط نجاح هذه الثلاثية.
وقد أشار إلى أن اختيار مدينة بسكرة لاحتضان هذا اللقاء يعد إشارة قوية لإرادة السلطات العمومية لضمان تنمية اجتماعية واقتصادية منسجمة ومتوازنة بين مختلف مناطق البلاد, وجعل الجنوب والهضاب العليا مهدا لبعث القطاعين الصناعي والزراعي.
كما أكد السيد الوزير الأول على الأهمية التي يكتسيها تعزيز التوافق الحاصل بين مختلف الشركاء حول الأهداف الاستراتيجية للنمو وتشييد اقتصاد صاعد كعنصر مركزي للبرنامج الرئاسي.
وفي هذا السياق, ذكر الوزير الأول بمختلف مراحل الحوار الذي أجرته الحكومة مع القوى الحية للأمة تمهيدا لاجتماع الثلاثية, حوار تم فيه استعراض المؤشرات الاقتصادية والمالية بكل صراحة وشفافية, وكذا الاستراتيجية المسطرة لمواجهة انكماش مواردنا. كما أشار إلى تمسك رئيس الدولة الراسخ بالعدالة الاجتماعية والطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية.
أما الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين, فقد ذكر من جهته, بالمكسب الديمقراطي الذي يشكله الحوار الاجتماعي, قبل أن يشير إلى أن ترقية هذا العقد إلى عقد وطني اقتصادي واجتماعي للنمو, يجب أن ترتكز على تطوير الأداة الوطنية للانتاج, وتثمين الحكامة الاقتصادية, وكذا ترقية التقدم الاجتماعي والبعد البشري من خلال تحسين ظروف العمل.
كما دعا إلى العمل على ما يجعل الظرف الاقتصادي الراهن عاملا محفزا على استغلال قدراتنا الوطنية بشكل أمثل, وتفعيل الاقتصاد, قبل أن يلح على أن جو الثقة السائد لدى الثلاثية من شأنه أن يشكل رهانا أساسيا لنجاح الإنعاش الاقتصادي الذي يجب أن تؤثر نتائجه المحققة ايجابيا على المجال الاجتماعي.
ولدى تدخلهم, ألح ممثلو منظمات أرباب العمل, بدورهم, على ديناميكية التفاهم من خلال هذا العمل الجماعي المتمثل في العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي للنمو كأداة لتحقيق الأهداف الاقتصادية ودعامة للسلم والاستقرار.
وقد أبرزوا الأهمية التي يمثلها هذا الإطار التوافقي من أجل تنسيق الأعمال التي يتعين القيام بها لدعم عالم المؤسسة كدعامة أولى للتنمية وإنشاء الثروة.
إثر ذلك, وبعد أن تدارست الثلاثية تقرير اللجنة الوطنية لمتابعة التزامات العقد, أعرب المشاركون عن ارتياحهم لأشواط التقدم الملموسة المسجلة في تجسيد  مختلف جوانب عقد النمو, والمتمثلة خصوصا في:
- مراجعة المادة 87 مكرر من القانون المتعلق بعلاقات العمل,
- تحديد القطاعات ذات الأولوية المستفيدة من الدعم العمومي,
- الدعم المتعدد الأبعاد للنشاط المنتج, ولا سيما من خلال تخفيف الضغط الجبائي,
- إضفاء المرونة على طرق تسيير العقار الاقتصادي ورفع مستوى العرض الوطني في هذا المجال,
- ترقية الإنتاج الوطني من خلال إعادة العمل بالقرض الاستهلاكي بالنسبة للمنتجات الجزائرية وتعزيز ضبط الأسواق ومراقبتها,
- والتجسيد الملموس لعدد كبير من اجراءات التسهيل المرتبطة بممارسة الأعمال (Doing Business).
وعقب المناقشات, اتفق على أن تستمر اللجنة الوطنية في أشغالها, على  أن تنصب مهمتها على ضمان تنفيذ التزامات العقد الوطني التي لم يتم إنجازها بعد.
وفي هذا الإطار, دعت الثلاثية إلى مواصلة الجهود الرامية إلى تحسين محيط المؤسسات, وتعزيز الثقة لدى المستثمرين وتطوير القدرة على تحسين تعديل الاستراتيجيات القطاعية المحفزة للنمو. كما تم التأكيد على أهمية إدماج النشاطات الموازية في مسار الإنعاش الاقتصادي.
ثم دعت عالم المؤسسة إلى القيام بدور فعال في تحسين تنافسية العلامة الوطنية, من خلال ترقية الكفاءات والمساهمة في تنفيذ سياسة الدولة في مجال التشغيل. وقد طلب منه أيضا العمل على زرع ثقافة الوعي الجبائي والمسؤولية الاجتماعية.
كما دعت العمال إلى الحفاظ على استقرار الجبهة الاجتماعية بترجيح الحوار والتشاور والوساطة, بغرض استدامة مكاسب النموذج الاجتماعي الجزائري في ظرف  اقتصادي صعب, وتوفير شروط نجاح إنعاش الاقتصاد الوطني.
وفي الأخير, واذ أعرب المشاركون, من جديد, عن ارتياحهم لنتائج الدورة الثامنة عشر للثلاثية التي من شأنها أن تعطي دفعا حقيقيا للتنمية الاجتماعية الاقتصادية للبلاد, فقد دعوا إلى إثراء العقد الوطني الاقتصادي والاجتماعي للنمو على ضوء التطورات المسجلة منذ إبرامه, كما عبروا عن ارتياحهم للتوافق التام للرؤى بخصوص المسعى الذي وضع حيز التنفيذ بغرض رفع التحديات التي تواجهها بلادنا, وتحقيق الأهداف الطموحة التي حددها".

أوسمة:



يان ختامي

هذا هو البيان الختامي لحلقات حصة ’الحلقة المفقودة‘ المذاعة على قناة الشروق، ينشر هنا يوم يوم 12 جويلية 2013م

                                                 بسم الله الرحمن الرحيم

في أرض الأباء والأجداد .. وفي وطن الشهداء والرجال الأفداد .. في الجزائر .. ولدنا ، ونشأنا ، وترعرعنا ..
من صدور أمهاتنا ، رضعنا حليب الإيمان والمروءة وحب الأوطان .
ومثلما كان أباؤنا ، كنا .. ومثلما فعلوا ، فعلنا .. ومن شابه أباه فما ظلم .
رفضوا الذل والهوان ، وحاربوا الظلم والطغيان ، وحرموا التعاون على الإثم والعدوان .. مع القريب قبل البعيد .. وسالموا ، وصالحوا ، وتعاونوا على البر والتقوي .. مع العدو ومع الصديق .. مبدؤهم وشعارهم :
من كان يبغي ودنافعلى الكرامة والرحب
أو كان يبغي ذلنافله المهانة والحرب
هذا نظام حياتنابالنور خط وباللهب
نعم .. بالمبادئ ذاتها ، سلكنا طريق الدعوة إلى الله ، وساهمنا بقوة في أخلقة المجتمع .. وعلى أساسها ، ناضلنا سياسيا في حزب معتمد وفق دستور البلاد ، ونصرنا الله بشعبنا المسلم.. وعلى ضوئها وبقيودها ، قاتلنا دفاعا عن أنفسنا وأعراضنا ، كما نصت عليه الأديان السماوية ، وأقرته القوانين الدولية ، وتعارف عليه بنو الإنسان ..
 .. فعلنا ذلك مضطرين لا مخيرين ، لما انقلب علينا الإستئصاليون ، وأجبرونا على حمل السلاح . . والشر بالشر والبادئ أظلم . . ثم فرضت الحرب منطقها ، والحرب هي الحرب ، يبعثها القوي تجبرا وتكبرا ، وينأى بكلكلها الضعفاء التعساء ، وهي كما قال حكيم العرب :

وما الحرب إلاما علمتم وذقتوماهو عنها بالحديث المرجمِ
متى تبعثوها تبعثوها ذميمةًو تضر إذا ضريتموها فتضرم
فتعرككم عرك الرحا بثفالهاوتلقح كشافا ثمّ تنتج فتتئم
فتنُتج لكم غلمان أشأم َكُلّهمكَأحمرِ عاد ثمّ ترضع فتفطم
... وفعلا فقد أخطأت حسابات الإنقلابين ، ولم تنتهي الإضطرابات خلال ثلاثة أشهر كما ظن كبيرهم ، بل تسارعت الأحداث وتعقدت ، وتطورت الأوضاع وتعفنت ، وغرقت الجزائر قي مستنقع حرب ، الرابح فيها خاسر والمنتصر فيها منهزم والغالب فيها مغلوب .. وكان يجب علينا القيام بأمر ما لإنقاذ مايمكن إنقاذه ، فقررنا أن نتعاون مع الخيريين في أي موقع كانوا ، وكان التوفيق والتأييد من الله عز وجل ،  ففرضنا الحوار والسلم ، ودخل الناس في المصالحة أفواجا .. والخير بالخير والبادئ أكرم .
وكان الوئام ، فكان السلام .. وكان الأمن ، فعم الأمان ... ثم دارت الأيام دورتها .. فنقضوا العهد ، وأخلفوا الوعد ، وعادوا على أعقابهم ينكصون .. وأباحوا لأنفسهم ولمن سار في ركبهم كل شيء .. وحرمونا ومنعوا من كان في صفنا أو تعاطف معنا من كل شيء .. إلا الماء والهواء ، كما قال رئيسنا ذات يوم وزل به اللسان ، غفر الله له وشفاه وأعاده سالما إلى أهله ومأواه ..وتوقف قطار المصالحة في أول الطريق وذهب مشروع العفو الشامل أدراج الرياح ، واعتمد قاموس الخزي والعار من جديد ، وعادت مصطلحات الفتنة والتمييز العنصري ، وفاحت جرائدنا وخطابات ساستنا ومسؤولينا بروائح الكذب والنفاق الكريهة ، فزكمت الأنوف ، ولوثت الأجواء ،  ودقت طبول الفوضى والخراب ، وكادوا أن يورطونا في الحرب من جديد .. لكن الله سلم .. ﴿ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ﴾ .
.. ورغم هذا .. فقد صبرنا وصبرنا واصطبرنا .. ولم نتوقف عن التذكير بالعهد المأخود ، والاتفاق المبرم الذي تم بين الرجال والرجال ، ولم نبخل بالنصح وطرح الحلول والبذائل ، في كل مرة كان يجب علينا فعل ذلك ، ولم نسكت عن الجهر بالحق والدفاع عن الشعب ، في كل تصريحاتنا وبياناتنا المتعاقبة ...

ونحن كذلك.. إلى أن جاءت إلينا الشروق ، وعرضت تصوير هذه الحلقات المسلسلة الطويلة .. إعتذرنا في أول الأمر فأصروا .. وعاندنا بعد ذللك فألحوا .. وتهربنا فسدوا علينا كل المنافذ والأبواب ...
... وبغض النظر عن الخلفيات والدوافع والحسابات ، فقد شعرت بأن إدارة الشروق قد نصّبت لي منبرا إعلاميا كبيرا ، يصل مدى صيته إلى مختلف مدن الجزائر وأريافها وقراها ، ويتعداها إلى البلدان العربية والاسلامية ، بل يبلغ جهات العالم الأربع عبر شبكة العنكبوت . هذه الأخيرة التي تمثل مساحة حرة ، لا رقيب فيها ولا حسيب ، إلا نداء الضمير الحي ، والخوف ممن يعلم السر وأخفى ، ويطلع على خائنة الأعين وما تخفي الصدور... مساحة ، سهّلت على بني الانسان ، ليتعارفوا بينهم ، ويتعلم بعضهم من بعض . فيأخذوا الصحيح الصالح ، ويتركوا الخبيث الطالح ، ويتحقق فيهم قول الحي القيوم ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾
مساحة ، أتيحت لنا بفضل معجزة الله الناطقة في الأرض ، هذا العقل البشري المبدع ، الذي روّض المادة ، وكشف بعض أسرارها ، وبالبحث والتدقيق في علوم التكنلوجيا ، قرّب البعيد وطوّع الحديد ، وجعل الصلب الثقيل ، مركبا في السماء يطير ، وسفينة عظيمة ، كقرية في عباب البحر تسير ، ونافس الجن في سرعة نقل الخبر ، وتقليب البصر، وألاعيب الصور ، وعدد ما شئت من الاكتشافات والاختراعات ، التي ينسينا اللاحق منها في السابق .. فسبحان من خلق الانسان ، وعلمه البيان ، وألهمه العلوم ، ولقّنه الأسماء كلها ﴿قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾

وأمام هذا العرض المفيد ، الذي تفضّل الله به علينا ، تبيّن لي جليا ، أن الشروق قد ألزمتني الحجة ، ولم تترك أمامي بابا أخرج منه ، أو منفذا أتسلل عبره ، أو مهربا أنسحب من خلاله ، إلا قبول العرض وتلبية الدعوة .. فكان لهم مني ما طلبوه ، ووافقت على تصوير الحلقات , وتسليط الضوء على سنوات مهمة من حياتي :
- مرحلة الطفولة والتحصيل الدراسي -  مرحلة الدعوة والنشاط في صفوف الحركة الإسلامية  - مرحلة العمل السياسي والنضال في صفوص الجبهة السلامية للإنقاذ -  مرحلة الصراع المسلح  -  مرحلة المفاوضات وتوقيف القتال ...

فكان هذا الحوار على السجية ، دون مسوح أو لبوس ، عفويا  صريحا ، لاتكلف فيه ولاغموض ، مع شيئ من نرجسية الجزائريين...
.. حوار هادئ معقول تارة ، وغاضب مشحون أخرى ، وساخن مجنون في بعض الأحيان .. نطق فيه اللسان وأبان .. وأفصح العقل فيه بالدليل والبرهان ، وعبرت الأيدي بحركاتها ، وتكلمت العيون بنظراتها ، وسمعت الآذآن ، وفهمت الأذهان ...
حوار .. تعددت خلاله الصور والمشاهد ، وتباينت فيه الطروحات والمذاهب ، وتنوعت فيه الأساليب والمناهج ، وتبرجت الحقيقة وكشفت عن خباياها ، وفرض الصدق نفسه حاكما وسيدا ، وكان مرا في حلاوته ، حلوا في مرارته ، لينا في حدته ، رحيما في قساوته ، نكأ الجراح ونظفها لتشفى ، وحرك الأوجاع والآلام ليواسي أصحابها ويطمئنهم ، وحدد الأخطاء والمسؤوليات لينصف المظلوم من الظالم ، ويفرق بين المسلم والمجرم ، والصالح والطالح ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.
.. وتبين فيه لكل من له مسكة من عقل ، أوأثارة من علم ، حقيقة المتعالمين الذين لا يفرقون بين العالم والمتعلم ، والجاهل والأمي ، والمثقف وصاحب الشهادة ، وبين علوم الدنيا وعلوم اللآخرة ، فحق فيهم قول الله عز وجل ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًامِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾ .. ذلك أن عقولهم ومداركهم ، وقفت بهم عند الأشكال والمظاهرالخداعة ، و لم تجرؤ على الغوص في أعماق الوقائع و الأحداث ، وكشف الحقائق الساطعة اللماعة ..
لذلك جانبوا الصواب ، وأفتوا بالخطإ ، وأباحوا للإنقلابيين قتل المؤمنين الصالحين أين ما كانوا ، في مساكنهم آمنين ، أو داخل بيوت الله ساجدين ، أو في أعمالهم قائمين .. أباحوا لهم ذلك بحجة المساس بالأمن ، وتهمة الإرهاب الذي هم أصحابه وأهله .. في الوقت الذي أنكروا وحرموا على أبناء الشعب المقهور ، الذين فروا بجلودهم خوفا على حياتهم وأعراضهم ، أن يدافعوا عن أنفسهم , بحجة أن قتل المسلم حرام ، وأن حرمته عند الله أعظم من حرمة الكعبة .. فسبحان الله العظيم القائل﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾
.. كما ظهر جليا لكل منصف يبحث عن الحقيقة ، زيغ و ضلال وتلون تجار الحروب الدمويين ، أصحاب الفكر العدمي ، الذين أباحوا قتل النساء والولدان ، وبرهنوا بأقوالهم وأفعالهم على مرئى ومسمع كل شعوب العالم ، عبر الشاشات الفضائية ، التى حجزت لدعاة وعرابي هذا التيارمقاعد بأسمائهم .. هؤلاء الأدعياء الذين خونوا وظللوا الجيش الإسلامي للإنقاد ، لما اختار الحوار والصلح ، وقرر توقيف القتال وحقن دماء المسلمين ، وصنع السلم وأفشى السلام .. هاهم اليوم يجرموننا ظلما وعدوانا ، ويرفعون شعار اللاعنف والدفاع عن حقوق الإنسان زورا وبهتانا ... ﴿ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا ﴾

... والآن وقد توقفت الحلقات ، واختفت معها الأسئلة المستفزة ، وسكت عن موسى الغضب ، وهدأ العقل واطمأنت النفس ، ونزلت السكينة .. جاء دور القلب ، ليخاطب الضمائر الحية المؤمنة ، والعقول المسؤولة النيرة ، بنبرة رقيقة في قوتها ، مؤثرة في إيقاعها ، ودودة في غضبتها .. تواسي النفوس الحزينة وتسليها ، وتبلسم الأكباد المجروحة وتداويها ، وتهدئ من روع الخائفين وتثبتهم ، وتقلل من جنون الغاضبين وتعقلهم ، وتنير درب الضائعين وتنقدهم ...

... نقول والقول في إصلاح ذات البين ، محمود ومقبول ، " لأن فساد ذات البين هي الحالقة ، لا تحلق الشعر ولكن تحلق الدين . فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ".
... فيا أبناء جزائرنا العزيزة .. ويا أحفاد أبطالنا الأشاوس ، وعلمائنا الأحرار ، وشهدائنا الأبرار .. يانسل طارق بن زياد وعقبة بن نافع ، ويا أتباع الأمير عبد القادر وعبد الحميد بن باديس ، ويا ثمرة المقراني وبن بولعيد ، ويا بركة أبي مدين ومحمد بلكبير .. آباء وأجداد بأسماء لأمازيغ أصلاء أحرار ، وفاتحين مجاهدين ثوار .. جميعهم رضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ..
عبدوا الله وحده ولم يشركوا به شيئا ، فعصمهم من نزغات الشيطان وثبتهم في وجه الظلم والطغيان..
ورضوا بالإسلام دينا ، وتركوا ما سواه من الأديان ، فألزمهم الله كلمة التقوى ، وهداهم سبل السلام ..
واتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، ولم يقبلوا بغيره قدوة وأسوة على مر العصور وتتابع الأزمان ..
وبمرور الشهور والأعوام ، وتواصل الأجيال ثمرات الأرحام ، وتراكمات التجارب ونتاج الأفهام ، تكون هذا المجتمع الفريد العنيد ، ومازال ينصهر ويتماسك ويتوحد ، حتى صار كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا .. فقال فيه الأمازغي الأصيل القح ..
.. " إن أبناء يعرب وأبناء مازيغ ، قد جمع الإسلام بينهم ، منذ بضع عشرة قرنا ، ثم دأبت تلك القرون تمزج بينهم في الشدة والرخاء ، وتؤلف بينهم في العسر واليسر ، وتوحدهم في السراء والضراء ، حتى كونت منهم ، ومنذ أحقاب بعيدة عنصرا مسلما جزائريا ، أمه الجزائر وأبوه الإسلام ".

شعب الجزائر مسلموإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصلهأو قال مات فقد كذب
.. فكانت هذه الجزائر الأمازيغية بالعرق والأصول .. هي ذاتها الجزائر المسلمة بالروح والدين .. هي ذاتها الجزائر العربية بالثقافة واللسان .
.. نعم أبناء شعبنا الكريم : هذه الجزائر.. هي آباؤنا وآباؤكم ، وأجدادنا وأجدادكم .. وجهودنا وجهودكم ، وأمجادنا وأمجادكم .. ودماؤنا ودماؤكم ، وجراحنا وجراحكم .. وحسناتنا وحسناتكم ، وسيئاتنا وسيئاتكم .. هي نحن وأنتم ، هي أبناؤنا وأبناؤكم ، والذين من بعدهم ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..
.. إن شعبنا هذا الذي نحن منه وبه وله .. هو الذي وقف في وجه الرومان والوندال وغلبهم .. وعاند قساوة الطبيعة وعاش بقدرة الله رغما عنها .. واستقبل الدعاة المسلمين وفتح معهم الأندلس وقهر الأسبان ، وتحالف مع إخوانه العثمانيين وسيطر على البحر المتوسط .. واستضعفته فرنسا بعدما دارت الأيام دورتها ، فاستعمرته ردحا من الزمن غير قليل .. حتى إذا توهمت وظنت ، أنها قطعته من جذوره .. وسلخته من أصوله .. ومسخت هويته .. زأر في وجهها زأرة الأسد الجريح .. وثار ثورة الغاضب للحق بالجهاد الصحيح .. فقدم النفس والنفيس ، وباع الغالى والرخيص ، واسترجع الأرض والحرية ، وصان العرض والكرامة ، وحقق الإستقلال والسيادة.
.. إن الشعب الذي حقق الأمجاد المذكورة ، هو نفسه هذا الشعب الصبور ، الذي فاق صبره صبر أيوب عليه السلام .. فقد تحمل الأذى من أبنائه وأعدائه ، ودفع الثمن غاليا بماله وجراحه ودمائه ، وتنازل عن حقه في سبيل الله وإنقاذ شرفه وبلاده....
إن وطنية هذا الشعب وإيمانه وكرمه .. يفرضون عل كل شريف في السلطة كان أو في المعارضة ، داخل النظام الحاكم ومن آزره ، أو في صفوف الجبهة الإسلامية ومن ناصرها ، مع القوات النظامية ومن أيدها ، أو إلى جانب المعارضة المسلحة ومن والاها .. عليهم جميعا أن يعترفوا بأخطائهم مهما كانت ، كبيرة أو صغيرة .. كثيرة أو قليلة .. المبررة وغير المبررة .. المتعمدة وغير المتعمدة .. حتى يعرف الناس ، الفرق بين الخطأ والجريمة ، وبين الإرهاب وحق الدفاع عن النفس .. ثم يقدموا في خشوع واحترام تعازيهم واعتذاراتهم .. ثم يصطفوا أمامه واقفين في استعداد لا يتحركون .. وبعدها إن شاء سامحمهم ، ويكون قد وصل رحمه وتفضل وأحسن .. وإن شاء حاسبهم ، ويكون قد احتكم إلى الحق وعدل وأنصف ..
.. إن هذا الشعب العزيز .. يستحق منا جميعا ، كل التقدير والإكبار ، والطاعة والمحبة .. ولن نعبر له عن هذه الحقيقة .. إلا إذا قررنا حقا وصدقا .. أن نجعله عزيزا سيدا ، يمارس حقه بكل حرية ، في بناء منظومة الحكم الراشد التي أساسها ، دستور البلاد والهيئات المنتخبة ..
دستور ، يأتي كزبدة لميثاق شرف وطني ، تشارك في وضعه كل مكونات المجموعة الوطنية .. و هيئات ، تنتخب بكل سيادة ، انتخابا حرا ، نزيها شفافا.
.. ولن يتحقق هذا ، إلا إذا اجتمعنا على قلب رجل واحد ، ثم نذهب جميعا ودون تردد ، إلى مصالحة حقيقية .. تصلح ولا تفسد .. تجمع ولا تفرق .. تبني ولاتهدم ..
مصالحة تعرف لكل جزائري قدره .. وتضع لكل ظالم حده .. وترجع لكل مظلوم حقه ..
مصالحة لا تستثني أحدا .. مصالحة جامعة شاملة .. مصالحة تقودنا إلى دولة الحق والقانون ، حيث يكون الجميع سواسية أمام العدالة .. الرئيس والمرؤوس .. القوي والضعيف .. الغني والفقير .. المتعلم والأمي .. الفطن والمغفل .

أيها الشعب الجزائري المسلم .. إننا اليوم إذ نذكر الشرفاء الأطهار.. ونخاطب الجزائريين الأحرار .. فإنما ندعوهم ونحثهم ، على العمل صفا واحدا ، لتحقيق الأهداف المشتركة الكبرى .. خدمة لهذا الوطن العزيز ، ووفاء لدماء شهدائنا الأبرار ، وتقوية للوحدة الوطنية ، وصدا لأي تلاعب رخيص بآلام الشعب وجراحه ، وإننا لنربأ بالقوى الوطنية الحية ، أن تقع ضحية المؤامرات الدنيئة ، والفخاخ المنصوبة هنا وهناك ، من قبل أخطبوط صهيوني قتال ، يحاول السيطرة على بلادنا وشل حركة الخير والإصلاح والتقدم فيها ، ساعيا إلى تقويض عرى السلم والمصالحة ، بادلا جهده مصرا على إبقاء الجزائر غارقة في براثن الفقر والفساد ، والحقرة والتهميش ، ودولة الفوضى واللاقانون ...

نعم .. أيها الخيرون الأحرار .. في أي موقع كنتم .. هلموا لنتعاون على تحقيق ما مات من أجله الشهداء ، وضحى في سبيله المجاهدون الشرفاء .. "دولة جزائرية مستقلة ديمقراطية واجتماعية ذات سيادة في إطار المبادئ الإسلامية" .. ولا يضركم بعدها كل أفاك أثيم .. ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾
في الأخير .. بقي لنا ، ونحن في بداية شهر رمضان الكريم ، أن ندعو الله عز وجل لنا ولكم ولجميع أبناء الأمة الإسلامية ، بالهداية والرشاد ، والرحمة والمغفرة ، والخير والبركة ، والمحبة والإخاء ، والتضامن والتآزر ، والنجاح والفلاح ... اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا وأجمع شملنا ووحد صففونا واهدنا سبل السلام ... آمين .
عاشت جزائرنا حرة مسلمة أبية .. وعاش شعبنا عزيزا سيدا مكرما .
                                                                                                 
                                                                                           مدني مزراق
تنبيه :
_ الأخطاء المطبعية والخلط بين الأسئلة والأجوبة وتداخلها ، التي ظهرت في الحوار المكتوب ،لاتلزم إلا الجريدة ، وأنا مسؤول عن كل كلمة قلتها في الحوار المتلفز ...
_ من أراد أن يطلع على أفكارنا ويعرف مواقفنا ويتأكد من صحة مشروع المصالحة الذي طرحناه وأكدناه منذ سنوات الدم والدمار إلى يوم الناس هذا .. فليعد إلى موقعنا : مدني مزراق أو madanimezerreg.blogspot.com

حقائق ومواقف في بلاغات

.كتب هذا البلاغ في الجمعة 15 جويلية 2011م الموافق لـ 13 شعبان 1432هـ . وأرسل إلى الصحافة، ونشر في هذا الموقع بتاريخ 17 جويلية 2011م.
البلاغ الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾
.. رغم أني أعرف جيدا أنّ الذي يصنع الأحداث ويتحكم في مجرياتها، يستطيع وبكل سهولة تحديد الأهداف المسطرة والإنتصار على الخصوم والمنافسين، ذلك لأن الذي يصنع الحدث يسمى متبوعا، والذي يجري وراء الحدث يسمى تابعا. والتابع يتبع المتبوع من حيث يدري أو لا يدري..
رغم أني أعرف هذا، فقد وجدتني هذه المرة مجبرا على الإستجابة للإستفزاز الخطير الصارخ ، الذي قام به النظام الذي لاعهد له ولا ميثاق ، وروجت له الأبواق الناعقة من التيار الفرونكوفيلي العميل التي عودتنا بخرجاتها المشبوهة ومقالاتها المسمومة ، التي تعود بها دوما إلى النفخ في رماد الفتن، كلما لاح بصيص من الأمل ، أو سنحت فرصة لخروج الجزائر من أزمتها والأمة من محنتها.
وجدتني مدفوعا لكتابة هذا البلاغ.. لأننا انتظرنا ردة الفعل عند السلطة الحاكمة، التي عوّدتنا على تحريك القضايا النائمة، عن طريق النائب العام، كلما تكلّم إسلامي مطالبا بحقه أو تحرك معارض مندّدا بتجاوزات رجال النظام وأعوانهم.. وانتظرنا أن يتكلم رجال القانون والمدافعون عن حقوق الإنسان ، الذين عرفناهم يملؤون الدنيا صياحا وعويلا ،كلما تعلّق الأمر بانتهاك أو مسّ بكرامة الأفراد والجماعات.. وانتظرنا أن يصرّح الساسة ، ويكتب الإعلاميون وتنشر الصّحف، الذين صفّقوا للإنقلابيين ضد إرادة الشعب السيّد، وجعلوا من قتل الإسلاميين الفائزين وانتهاك أعراضهم، واجبا وطنيا يحمي الطابع الجمهوري للجزائر-وكأنها ولاية فرنسية. وبالمقابل ، أطلقوا كل النعوت والأوصاف المشينة، من إرهاب وإجرام وغيرها على أبناء الشعب المقهور و الذين فرّوا بجلودهم من زبانية النظام حفاظا على حياتهم، ودفاعا عن حقّهم، وإيمانا بربّهم...
..الساسة ذاتهم.. والإعلاميون أنفسهم.. والصحف بعينها.. قالوا وكتبوا ونشروا عن القذافي ومبارك وبن علي والأسد وصالح: ’’أنهم طغاة قتلة، وحكام فاسدون.. بينما نعتوا ووصفوا المقاتلين بليبيا والمحتجّين في البلدان الأخرى بالثّوار والمنتفضين الأحرار...!!!
سبحان الله العظيم .. ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ﴾ .. عجبا لأمر هؤلاء، كيف يجعلون من يحترم الدّستور، وينتصر في الإنتخابات بسلاح الديمقراطية، وإرادة الشعب السيد، ارهابيا ومجرما إذا انتفض وأصرّ على المطالبة بحقّه، في الوقت الذي يمجّدون ويهتفون ويسمّون من انتفض لأبسط الأسباب وربما تحرك بإيعاز أو بمهماز ثائرا ومناضلا من أجل الحرية والديمقراطية – أقول هذا مع احترامي ومحبّتي لكل من ثار في وجه الطغيان مهما كان دينه أو أصله أو لونه.
.. تشابه البقر على قوم موسى .. واختلط الحابل بالنابل .. وضاع الحق في دهاليز الباطل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
نعم .. وجدتني مجبرا للعودة قليلا إلى الوراء، ونكأ الجراح مجددا .. ليس بغرض تعذيب المريض والشماتة في أهله كما يفعل غيرنا من أعداء الله والوطن .. ولكن بهدف تنظيف الجرح في كل مرة ، حتى يتماثل المريض للشفاء ويتعافى نهائيا.. لأن ترك الجراح على حالها ينتهي بها إلى التعفن. والتعفن المستمر ، ينتج الأمراض الفتاكة التي لا تبقي ولا تذر.
 وجدتني مجبرا على فعل هذا ، وأنا أقرأ حوارا نشرته جريدتا الوطن ومساء الجزائر الناطقتين بالفرنسية بتاريخ 09 جويلية 2011م الموافق لـ 7 شعبان 1432 ه.
حوار .. لمجرم جبان ، وقاتل حاقد ، مع سبق الإصرار والترصد، ومفتر كذاب، ومريض لا يشفيه إلا قول الله عزوجل ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابا عظيما﴾
نعم .. بعد عشر سنوات قضاها في السجن ، لم يحاسب فيها نفسه، ولم يراقب فيها ربه، فأظلم بالحقد والضغينة قلبه.
خرج علينا ليحكي لنا في نذالة وحقارة .. وشماتة صارخة ..كيف قتل الرّجل الشريف الطاهر الداعية ابن المسجد، المهندس البيطري، المنتخب في البرلمان ومن الدور الأول، الشيخ الشهيد علي مراد تقبّله الله في الصالحين.
اسمعوا إلى المجرم وهو يبتجح قائلا:
’’تقدمت نحوه وهددته بسلاحي، وكشفت عن وجهي ليعرفني، ثم قلت له: ’’أنت قاتل وتستفز الشعب، وتتجرأ على التبختر أمامنا واحتقارنا.‘‘ أمرته أن يشرح الأمر، أصابه الرعب، فلم ينبس بكلمة. فصرخت : ’’تحيا الجزائر.‘‘ وأطلقت الرصاص باسم الشعب الجزائري ودم الشهداء .. ثلاث رصاصات حارقة في الصدر .. سقط .. أفرغت خزان الرصاص في جسده .. لا أحد كان يعلم من أكون .. سحبته إلى فتحة المجاري .. ألقيت بجسده داخلها، حتى لا يجري دم الإرهابي على أرضنا...؟؟؟؟؟!!!!!‘‘
هذا ما فعله البطل المغوار ..برجل مؤمن أعزل ..أمام الملأ وفي وضح النهار  .. فعل هذا وهو يتحدى الدولة الجزائرية وقراراتها .. ويتحدى الشعب السيد الذي صوت على الوئام المدني بالأغلبية الساحقة ..
وبعد ما أخذت العدالة مجراها الطبيعي وحكم عليه بالإعدام. هاهو يستفيد من عفو رئيس الجمهورية، الذي صرح مرارا وتكرارا في الحملة الإنتخابية وفي الخطابات الرسمية، وهو يقدم الضمانات لأمثال الشيخ علي مراد:
’’إذا قبلتم الصلح والتصالح، وتوقيف القتال نهائيا .. لن أسمح أن يصل إليكم أحد إلا إذا مرّ على جثّتي.‘‘
لكن، و مع الأسف .. قُتل الحاج علي أمام الشهود العيان ..بتلك الطريقة الشنيعة الجبانة  .. ولم يتكلم الرئيس  .. ولم يعلق على الحدث حتى.. ولم يقدم التعازي .. ولا ارسل من يمثله .. رغم أن مدينة سوق أهراس أُغلقت عن آخرها يوم جنازة الفقيد. وحضر الناس من كل حدب وصوب، وكتبت الصحافة وعلّقت .. ولم يبق إلا أمر واحد أراده أعداء الله والأمة.. ولم يحصل .. رجوعنا إلى الجبال والقتال مجددا، وكذلك الإنتقام ..
..يحصل هذا في الوقت الذي يحرم المساجين من أنصار الجبهة الإسلامية ، وبأمر من الرئيس ، حق الإستفادة من العفو الرئاسي ، لأن أحدهم رفع شعارا ، أو شارك في مسيرة ، أو آوى وأطعم فردا من المنتمين إلى الحركات المسلحة .
هذه هي دولة المصالحة الوطنية ، وشعار لاغالب ولامغلوب ...لاإله إلا الله محمد رسول الله .
وإن تعجب فعجب قول الجاني: ’’لما قتلته –يقصد الشيخ علي- خرجت نساء الحي إلى الشرفات وهن يطلقن الزغاريد ويصرخن ’’تحيا الجبهة الإسلامية للإنقاذ.‘‘فأطلقت عيارات نارية في الهواء وأنا أصرخ ’’تحيا جبهة التحرير الوطني.‘‘       
.. و الحق ما شهدت به الأعداء . صدق الله العظيم ﴿وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا﴾
.. بعد سنوات الحرب والمحنة .. والكذب والزور والبهتان وتشويه الحقائق .. تفاجأ المسكين أن الأحياء الشعبية برجالها ونسائها لا زالوا يحلمون ويحِنّون إلى أيام الجبهة الإسلامية للإنقاذ...
.. ثم يخرج علينا أشباه السياسيين من وراء شاشة اليتيمة ليقولوا وبكل ’صحّان الوجه‘ إن الشعب قد أقصى تيار الجبهة الإسلامية من العمل السياسي ..
و إذ نحتفظ بحقنا في الرجوع لهذه القضية وتحريكها في أي وقت ...
فإنني أتوقف هاهنا، مكتفيا بهذا القدر في صفحات هذا البلاغ.. لأن الحديث عن هذه القضية ذو شجون، والإسترسال فيه يبعدني عن ميدان المعركة الحقيقة.. معركة التغيير والإصلاح.. التي نسعى من وراء خوضها، كشف مؤامرات ودسائس اللوبي الكولونيالي العميل.. ومن ثم، إزاحته من المواقع الحساسة التي اختبأ متخندقا فيها، داخل دهاليز النظام المظلمة.. ليتسنى لنا، المضي قدما مع كل شريف نحو دولة الحق والقانون، في الجزائر الحرة المستقلة السيدة.
نعم.. إنه ’حزب فرنسا‘ عدو الجزائر القديم الجديد المتجدد.. فهو وحده، وليس غيره من يقف وراء كل البلاوي والكوارث التي لحقت وتلحق بالشعب الجزائري المسلم.. هذا الشعب المقهور، الذي يتابع هذه الأيام ورغم أنفه، عمليات الإنزال الفرنسية –على أرض الشهداء- لمسؤولين استعماريين من أصول يهودية.. ومما يزيد في عذابه ويدفعه للموت حسرة وكمدا، رؤيته لهؤلاء المستعمرين وهم يتبخترون ويتسردكون أمام كبار المسؤولين الجزائريين الذين يستمعون إلى نصائح الأعداء وكأنها أوامر من أسياد..
آه...آه...ثم آه... ليت الشهيد يعود يوما ... فأخبره بما فعل العميل.
مدني مزراق


http://www.madanimezerreg.blogspot.com/2011/04/blog-post.html


رسالة إلى الرئيس

هذه الرسالة بعثناها إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة عن طريق جهة رسمية يوم 11 فيفري، 2011. وبعثنا بها إلى الصحافة الوطنية في بداية مارس 2011.
بسم الله الرحمن الرحيم
بين يدي الرسالة
هذه الرسالة .. هي نتاج استشارات تمت مع بعض الشخصيات السياسية والعسكرية ، و رجال ثورة التحرير المباركة، وهي ثمرة نقاش كبير جاد مشحون بالغضب، مما آلت إليه الأوضاع في البلاد، ممزوج بيأس يكاد يكون محبطا من تلاعب ومماطلة الذين يشرفون على تسيير شؤون الدولة.
نقاش دار بيننا في مجلس جمعنا في الأيام الأولى من شهر ماي 2010، نحن قادة الجيش الاسلامي للإنقاذ، وقد كاد ينتهي بنا اللقاء ، إلى قرار خطير لولا بقية من العقل فينا، ورياح خير وهداية هبت علينا، فأغلقت باب اليأس المشرع في وجوهنا، ونور سطع من نافذة الإيمان التي حجبتها غيوم الغضب والحنق الكثيفة، فأنار السبيل أمامنا وأعاد الأمل مجددا إلى النفوس ، فاخترنا أن نتحلى بالصبر الجميل، ونرسل خطابا إلى الرئيس، نوضح له فيه حقيقة الأوضاع ، ونذكره بالعهد والميثاق ، ونحذره من مغبة ما هو قادم ، إن لم ينتفض ويتحرك بسرعة في اتجاه الإصلاح الشامل.
و أتذكر يومها ردة الفعل عند أخ عزيز ، لما سمع الأفكار والخطوات المطروحة والتي لا نختلف عليها، وهي ما جاء في الرسالة أدناه ، بتفاصيل في تحديد الهيئات والأشخاص مع المراحل الزمنية لذلك.
قال لي: وهل تظن أنهم لا يعرفون هذا ولم ينتبهوا إليه؟!
فقلت: كلا.. بل يعرفونه وزيادة، ونحن نفعل مانفعل، لأن الله أمرنا بالنصيحة والتذكير. فلربما استيقظ النائم وانتبه الغافل وتشجع الجبان وأقدم المتردد ، وكما تعلم ، فللّه في خلقه شؤون.. وفوق هذا ، نكون قد أقمنا الحجة ، وأبرأنا الذمة ، ورفعنا الحرج ، وأغلقنا باب الندم مسبقا.
ولأن الكل يومها ، كان غارقا في سكرة الانتصارات الوهمية ، التي حققها الجلد المنفوخ. فقد آثرت أن أقدم مساهمة سياسية أدبية في بداية جوان 2010، تحت عنوان ‘‘تساؤلات وقناعات ونداء’’ أفردت بها جريدة الخبر الأسبوعي ‘رحمها الله’ نشرتها كاملة غير منقوصة. وهي على فعلها مشكورة محمودة. المساهمة التي كانت عبارة عن صرخة قوية تساءلت فيها، عن هؤلاء الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وأولئك الذين ينصبون في مهامهم ولا يحكمون. وهي وإن كانت قد تركت صدى عند الإعلاميين والمثقفين ورجال السياسة و أبناء الشعب المهتم، فإنها على ما يبدو .. مرت مرور الكرام على الغائبين في قصورهم العاجية ، وبروجهم العالية، وباتت كصرخة في واد أو نفخ في رماد.
ولأن الوضع أصبح خطيرا، والخرق كبيرا والخطب جللا، رأينا أن نترك مظالمنا ومشاكلنا التي تخصنا جانبا، ونساهم مساهمة صادقة مسؤولة، موضوعية محترمة، تعبر عن انشغالات الشعب كله ، وتطرح الأفكار والبدائل التي تعين كل مخلص في إنقاذ البلاد والعباد.. فكانت هذه الرسالة.
وإذا كان الدواء الواحد، يصفه الطبيب بأسماء شتى وعناوين مختلفة ، لعلاج نفس المرض ومداواة نفس الداء. فإن مبادرتنا ، وإن تميزت بأسلوبها ورجالها ، فهي لا تختلف بتاتا في جوهرها وأهدافها ، عما قدمه الخيرون من المصلحين والسياسيين بأساليب وأشكال أخرى.
وإذا كان الطبيب ، يحق له أن يتخذ القرار النهائي والذهاب إلى العملية الجراحية. فإن واجبه الأكبر هو بذل المجهود واستنفاذ كل المحاولات في علاج المريض بالأدوية والعقاقير، إلى أن ييأس نهائيا، ويفقد الأمل في الدواء.
كذلك فإن واجب المصلحين والخيرين ، الأول والأهم، هو العمل دون كلل ولا ملل، في محاربة الفساد بالطرق المشروعة، والبحث عن الحلول والبدائل، التي تصلح شأن الأمة، وتحقق العدل بين أبناء المجتمع، وتنشر فيهم الفضيلة والأخلاق الحميدة. فإذا تعذر الإصلاح وتعسر، وكان حاميها حراميها، حق لهم عندها اللجوء لتعبئة الشعب برمته، والاحتجاج بالطرق السلمية، لتغيير المنكر وإزاحة المفسدين، وإعادة الوطن لأبناءه، والحق لأصحابه.
نعم .. المفسدون المجرمون ، ممن لا تربطهم بهذا الشعب أخوة دين ولا صلة رحم، اختبؤوا في دهاليز النظام ومفاصل الدولة ، كخفافيش الليل لا يتحركون إلا في الظلام، ينهبون خيراتها، ويعطلون عجلة التقدم فيها، ويعرقلون السير السليم لشؤون الناس ولو بتعقيد اجراءات بسيطة يحاول المواطن جهده لإتمامها، كي يعيش في إطار الشرعية واحترام القانون، ويدفعون به إلى العمل بطريقة المهربين في إطار شبه دولة موازية ، دستورها الفساد، وقوانينها ، الرشوة والاحتكار والسرقة والتجارة في الممنوعات والعمل خارج ضوابط وقيم الدولة.
فإن شعروا بأي خطر يتهددهم، أسرعوا إلى الشباب المظلوم المتذمر صاحب المبدأ ، فحرضوه بالمعلومات المغلوطة لينتفض في سبيل الله والحق. وإلى الشباب المحتاج المستاء اليائس ، فأغروه بالمال والملذات ، وحركوا فيهم بحديثهم الخبيث المعسول ، نيران الغضب والجنون ، وفتحوا أمامه طريق الحرق والتخريب .. وربما إن استطاعوا حمل السلاح مجددا. حتى يجهضوا كل سعي حميد يقترحه المصلحون، ويبطلوا كل عمل رشيد يباشره الخيرون.. فتعم الفوضى، ويختلط الحابل بالنابل، فلا يعرف بعدها المسلم من المجرم ولا الصالح من الطالح.
لهذا .. فنحن إلى جانب الخيرين في هذا الوطن العزيز، في أي موقع كانوا ، في السلطة أو في المعارضة، نحرص جميعا على أن يتم التغيير المنشود والذي لا بد بإذن الله أن يتم ، في جو الإخاء والمسؤولية والتعاون على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان.
أبناء شعبنا العزيز ..
بعد العمر الذي عشناه ، والمسار الذي قطعناه ، والتجارب التي خضناها .. لا يحق لنا أبدا أن نتخلى عنكم ، ونترككم لعبة طيعة ، أو لقمة سائغة ، لمستهتر لا يعرف للشعب قدرا ، ولا للبلاد حرمة ، أو مجرم لا يفرق بين قتل الذباب وقتل العباد.
أبناء شعبنا الكريم ..
إن السلم والإستقرار ، يهيئان الأجواء السليمة .. للتعليم وللعمل.
والخصام بيننا والفوضى , ينتجان .. الجهل والفقر.
والجهل ينهزم أمام العلم لا محالة .. والفقر يختفي أمام العمل في عجالة.
وبالعلم والعيش الكريم إذا اجتمعا لشعب ، يقهر الطغيان ويزول الاستبداد مهما كان شكلهما.
اللهم ارزقنا علما نافعا وعملا صالحا ، في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة .. و أعنا على التغيير بالطريقة التي ترضيك ونقدر عليها، وسهل أمورنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
إلهنا .. يا من رفعت السماء .. وبسطت الأرض .. وخلقت الخلق .. وبعثت في الكون الحياة.
نعرف أنك خلقت الجنة ، وجعلتها دارا ومأوى لعبادك الصالحين ، وخلقت النار .. وجعلتها عقابا وسجنا لعبادك المفسدين .. وأنت العادل الذي يحكم بالقسطاس المستقيم.
وإننا مثلما نؤمن بأنك غني عن الخلق أجمعين .. لا تنفعك طاعتهم ولا تضرك معصيتهم .. إنما هي أعمالهم تحصيها لهم لتزنها بميزان الحق يوم القيامة .. فمن رجحت حسناته نجا .. ومن رجحت سيئاته هلك.
نؤمن بنفس القدر أيضا .. بأن طاعة الطائع ترضيك وتفرحك .. ومعصية العاصي تغضبك وتسخطك.
والطاعة .. في اتباع الهدي الذي جاء به من عندك الرسل والأنبياء .. وقد حفظنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: ‘‘ كلكم يدخل الجنة إلا من أبى’’، قالوا: ‘‘ومن يأبى يا رسول الله’’ قال:‘‘من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى’’
وهل طاعة الرسل إلا اتباع الحق المبين؟ وهل الحق إلا فعل الخير والابتعاد عن الشر؟ والإحسان إلى الناس وترك الأذى، والمعاملة بالخلق الحسن.
وهل الحق بعد ذلك إلا أمر بمعروف ونهي عن منكر ونصرة مظلوم وردع ظالم؟
يا سميع يا عليم .. يارب العرش العظيم .. اهدنا جميعا إلى الخير وأعنا على فعله .. وابعدنا عن الشر وقدرنا على تركه .. واجمعنا بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين في جنة الخلد والرضوان والفردوس الأعلى وملك لا يبلى ..
ونجنا جميعا من أكل الزقوم، وشرب الحميم في نار جهنم وسقر والدرك الأسفل يا عزيز يا غفار .. آمين.
﴿وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾
مدني مزراق
نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الرئيس .. سلام وتحية وبعد:
بأسف شديد، وألم كبير، وحسرة أكبر، تابعنا الأحداث المؤسفة والإضطرابات المكلفة، التي عاشتها بلادنا في المدة الأخيرة .. وكأي جزائري مجروح يدافع غضبه، سألنا أنفسنا بصراحة وصدق .. من هم هؤلاء الشباب، الذين خرجوا ليلا يحرقون بيوتهم ويخربون؟! .. ودون تفكير عميق، أو بحث دقيق. صعقتنا الحقيقة بالجواب الرصين والخبر اليقين.
فقالت: إن هؤلاء الشباب هم أبناء شعب أبيٍّ، يرفض الظلم، ولا يحتمل الذل، ويمقت الحقارين. إذا بلغ السيل الزُّبَى.. تحرك وانتفض، عابدا كان أو سكّيرا، مستقيما أو منحرفا .. فلديه من الإيمان في أعماقه والدماء الفوارة التي تجري في عروقه ما يجعله يستفيق من غفوته ويثور.. ولو صبر وسكت لحين.
إن هذا الشباب هو بعض من ذلك الشباب، الذي قرر يوما أن يموت، وتحيا الجزائر حرة مسلمة أبية، فنعتتهم فرنسا الاستعمارية بالفلاقة والارهابيين وقطاع الطرق.
إنهم بعض من الذين ثاروا ذات يوم من اكتوبر 88، ضد التضييق والخنق والمحسوبية والجهوية وممارسات الحزب الواحد، فوصفوا بالمنحرفين تارة والمتطرفين تارة أخرى.
إنهم بعض من أبناء الشعب المقهور الذي عاقبوه شر عقاب، لما اختار بقناعة وبغيرها أن يقف نكاية في النظام المتعفن المستبد إلى جانب دعاة المشروع الاسلامي في الانتخابات الحرة والنزيهة سنة 91. فملأوا بأبناءه السجون والمحتشدات والجبال. ووقع ما لم يكن في الحسبان وكادت الجزائر أن تصبح في خبر كان.
إنهم بعض من الذين تنازلوا عن دمائهم وجراحهم وآلامهم ووقفوا جميعا إلى جانب الصلح والتصالح طمعا في أمن تطمئن به النفوس، وعدل تسترجع به الحقوق، وحكم راشد ينصف المظلوم، ويردع الظالم، ويحمي الوطن. لكن ومع الأسف فما إن عاد الأمن والأمان، والسلم والإستقرار حتى صاح على لسانك النظام: ما أريكم إلا ما أرى ولا حق لكم في السياسة ولا في الكلام.
السيد الرئيس..
في الحقيقة.. رسالتنا إليك طويلة لا تحتملها هذه السطور..
وحديثنا معك، كثير ومتشعب .. لا تسعه هذه الصفحات.. وهو من الحق بمكان، ما يجعل سامعه وقارئه، يغضب، وينتفض، ويثور..
ولأننا تعلمنا من الدين والحياة أن الغضب شعلة من نار تمثل الشرارة التي تندلع بها الثورات صائبة كانت أو خاطئة. فقد آلينا على أنفسنا وألزمناها، قبل أن نتخذ أي قرار صدامي، أن نروي في الأمر ونستشير ونستخير ولا نستعجل. ذلك لأن المنبث لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.

قـل للشباب .. الصبر أجمل بالشباب المهتدي
أنــتم طــليــعة أمــة .ــ. ســباقــة نــحو الغــد
فــلتــهتـفوا يـا صـفوة الشـعب الأبـي الأمـجد
لبــيك .ــ. إن شــبابــنا لليــأس لن يــستـسلمـا
لهذه الأسباب ولغيرها وسعيا منا في اجتناب ما لا تحمد عقباه، رأينا أن نتوجه إليك بهذا الخطاب، طمعا في كرم الله وتوفيقه ليباركه ويجعل له القبول، فيقع من آذانكم الموقع الحسن فتصغي إليه، ومن عقولكم الموقع السليم فتهتم به، ومن قلوبكم الموقع الطيب فتطمئن نفسك، ويقوى عزمك، وتباشر الإصلاحات العميقة التي ينتظرها شعبك.
السيد الرئيس ..
أنت جزائري.. والجزائر القح، معروف بمروءته وصراحته، وكذلك بفنطزيته وجنونه.
وأنت مجاهد.. وقد فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة، لأنهم أكثر الناس تنكرا للذات، وأقدرهم على التضحية بالغالي والنفيس، ولو كان الغالي عرش الملك ولو كان النفيس كرسي الحكم..
وأنت مسلم .. والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، وبالتعبير السياسي، من خطاباته المبطنة المغرضة، وقوانينه المرتجلة الجائرة.
السيد الرئيس..
لن نكلمك كثيرا عن النظام المستبد الذي تمثله.. فأنت لا محالة أعرف به من غيرك وأدرى.
ولن نعرفك بالوطن الذي تقود سفينته، لأنك شاهد عيان على الثمن الباهض الذي دفع من أجل تحريره واسترجاعه.
ولن نحكي قصص الشعب الذي ترأسه، فالأحرار أينما كانوا يقرون بسبقه وأستاذيته في الانتفاضات الاحتجاجية والثورات التحررية.
لكننا نضع بين يديك أسئلة موضوعية في مضامينها، محيرة في حقائقها!
هل يعقل .. أن مجتمعا موحدا خال من الطائفية يدين الله بالإسلام، ويجمع أفراده تاريخ مشترك عامر بالبطولات والمآثر، ويتعلم بلغة سماوية مقدسة بقداسة الكتاب الذي نزل بها، يعيش الانحطاط، ويرزخ في التخلف كأي مجتمع مبتور لا عنوان له ولا أصول؟
هل يقبل .. أن بلدا يتربع على هذه المساحة الشاسعة شساعة القارات، ويكتنز في بطنه الثروات النفطية والمعدنية الهائلة، ويحمل على ظهره الأراضي الخصبة السخية المنتجة، ويملك القدرات البشرية الكفأة المبدعة .. يعيش الفقر والإحتياج، ويثور كما تقولون من أجل السكر والزيت؟
هل يصح ويستقيم عند الأسوياء، أن مجاهدين ثوارا، قدموا في سبيل الله الجهد والمال والدم ليعيش شعبهم سيدا حرا، يسكتون ويغضون الطرف عن مواقف الذل والهوان وسياسات العمالة والتبعية لأعداء الأمس واليوم، الممجدين للإستعمار، المفتخرين بترويض شعب همجي كان يشكل خطرا على المدينة الغربية.
قطعا .. لا يصح هذا ولا يستقيم، ولا يعقل ولا يقبل.
لمـثل هـذا يذوب القلب من كمدان كـان في القلب إسلام وإيمان
السيد الرئيس ..
لن نسمح لأنفسنا أن نظهر وكأننا نلقن درسا في الحكم والسياسة، فأنتم في هذا معلمون وأساتذة .. ولن ندعي في العلم فلسفة، فقد علمنا شيئا وغابت عنا أشياء.
بل نقدم الرأي والنصيحة، والنصح عندنا دين ندين الله به: ( الدين النصيحة، قالوا لمن يا رسول الله، قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) .. وتذكير منا لك لأن الذكرى تنفع المؤمنين. وتحذير وانذار لنا جميعا من غضب عارم ينبئ بأحداث كبيرة تحوم حول البلاد و العباد وتستعد الأيام القادمة لتكتب فصولها وتفاصيلها.
وعليه ودون إطالة .. نقول:
إن عودة سريعة للمشروع الذي آمن به الشعب واحتضنه، وضحى من أجله المجاهدون وقاتلوا، ووقعه الرجال بدمائهم واستشهدوا، وتركوه إرثا وقاسما مشتركا تجتمع حول مبادئه الأجيال ويحدد ما هي الدولة التي يحلم بها الأحرار، دولة جزائرية مستقلة ديمقراطية واجتماعية وذات سيادة ضمن إطار المبادئ الاسلامية.
دولة جزائرية .. وليست فرنسية، لا شرقية ولا غربية.
مستقلة .. وليست محتلة ولا مستعمرة أو تحت الوصاية.
ديمقراطية .. لا طغيان فيها ولا استبداد، تقر التعددية السياسية، وتنعم بالحريات الفردية والجماعية، وتحترم قواعد المواطنة.
اجتماعية .. ضعيف الدخل فيها مستور بالعيش الكريم، والقوي غني في غير بطر ولا رئاء، وبينهما طبقة وسطى غالبة هي العمود الفقري للمجتمع.
ذات سيادة .. لا تقبل أبدا بالوصاية والتبعية، حرة في اتخاذ القرارات وتحديد المواقف.
كل ذلك في إطار المبادئ الاسلامية الخالدة التي جاء بها القرآن، وبيّنها الرسول عليه الصلاة والسلام، وفصل فيها العلماء الفهماء على مر العصور واختلاف الأزمان.
إن العودة السريعة إلى هذه المبادئ النوفمبرية هي الحصن الحصين والسد المنيع الذي نحتمي به من كل الرياح العاتية التي عصفت وتعصف بدول شتى في مختلف أنحاء العالم.
السيد الرئيس ..
إن الوثبة المنتظرة، والنقلة المأمولة، لا يمكن أن تتم إلا بخطوتين أساسيتين، إصلاح دستوري عميق، وإصلاح سياسي أعمق.
أما الأول، فقد تكلمت عنه كثيرا لكنك لم تذهب إليه، واكتفيت بتعديلات لا تسمن ولا تغني من جوع.
والثاني، ومع كل أسف وصدت أبوابه وأغلقت اللعبة كلها، وقتلت روح المبادرة في الكيانات السياسية، فأضحت جثثا هامدة لا حراك فيها ولا حياة، كيانات لا تعرف الشعب إلا أيام الإنتخاب. السياسة عندهم تجارة رابحة لا عناء فيها ولا تضحية، والمجد مضمون بغير نضال ولا مخاطر، ويرحم الله شيخنا الفاضل أحمد سحنون:
ليــس التــشدق بـالفـضول سـياسـةكــلا ولا ذكـر المـجازر والحـروب
أو أن تـثيـر لذى المـجالس ضـجة!حـول التـقدم والتـأخـر في الشعوب
إن الســـياســـة أن تـــفكـــر دائــمافــيمــا تـعالجـه بـلادك مـن كـروب
وتــرى فـتعـمل مـا تـرى لعـلاجـهاولو اقـتحمت لها المكاره والخطوب
أمــا التــشدق بــالســياسـة وحـدهـامـن غـير تضحية فذاك من العيوب
وإذن .. فقد آن الأوان لفتح نقاش جرئ وصادق يشارك فيه المؤهلون من كبار رجال الدولة و العلماء وفقهاء القانون والشخصيات الوطنية والفعاليات المؤثرة في المجتمع، ينتهي بتعديلات وتصويبات تؤمن الجزائر دستوريا ولعشرات السنين.
عندها، وعلى ضوء الدستور الجديد تسن القوانين التي تحكم وتنظم نشاطات الأحزاب والعملية الانتخابية. والتي يجب أن تكون من الوضوح والدقة ما يسمح لنا أن نعرف الحد الفاصل بين ما هو قضائي وما هو سياسي، إذ أنه من العار وجود سجناء الرأي في دولة تدعي الحرية والديمقراطية.
.. إذا تم لنا هذا، نمضي مباشرة ودون تردد إلى الإصلاح السياسي. وهل الإصلاح السياسي إلا فتح المجال أمام كل الجزائريين دون إقصاء أو تمييز ليمارسوا حقوقهم المدنية كاملة غير منقوصة ؟ وهل الإصلاح السياسي إلا تنظيم انتخابات شفافة حرة ونزيهة ؟ نتعرف من خلالها على النخب الحقيقة، التي يختارها الشعب السيد عن طواعية ورضى لتمثله وتتكلم باسمه داخل مؤسسات الدولة أين تشرع القوانين وتدرس المشاريع ويتم الحل والعقد..
حين إذ سيدي الرئيس .. يكون قطار الجزائر الذي ينقلها إلى مصاف الدول المتقدمة قد وضع فعلا على السكة الصحيحة. لأن الحلول التي احتار النظام المهترئ التائه في الوصول إليها بهدف القضاء على المشاكل والعراقيل التي دمرت وعفنت المنظومات التربوية والإدارية والإقتصادية والقضائية...
هذه الحلول ستصبح من تحصيل الحاصل. ذلك أن التنافس الشريف الجاد بين النخب التي يفرزها المجتمع، هو الطريق الأقصر والسبيل الأسلم للوصول إلى الرأي السديد، والأسلوب القويم، والعمل الصواب، في تصحيح وتحسين كل مناحي الحياة.
السيد الرئيس..
إن بلدا كالجزائر.. يستحق أن يكون أحسن بكثير مما هو عليه، بل يجب أن يكون الأفضل.
وإن الشعب الذي لا يبالي بالمخاطر والمحن، ولا يعد قتلاه في سبيل الله دفاعا عن العرض والوطن، ويصبر إلى أن يمل الصبر منه في مقاومة المآسي والفتن .. إن شعبا هذه صفاته، لجدير بالاحترام والتكريم والسيادة.
.. وإذا كانت الحقيقة كما وصفنا.
دعونا نخاطبكم بأسلوب الآباء والأجداد .. أن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم (ونخزيو الشيطان، ونلعنوا بليس ونخافوا ربي) ونتوكل على الله قيادة وشعبا ونمضي معا اخوة متحدين متحابين، لنحدث التغيير الحقيقي الذي انتظرناه طويلا .. التغيير ، الذي يحقق حتما الاستقلال الكامل والشامل، ببناء الدولة النوفمبرية السيدة التي حلم بها الشهداء.
فإن أبيتم .. لا سمح الله .. ولا قدر.
إلا التعنت والعناد .. وركوب الرأس. فسيكون اختلاف كثير .. وسنفترق افتراقا غير محمود. وسيقع ما يقع .. ونسأل الله العفو والعافية.
ولن نسامحك أبدا ..
وسنحملك بعدها مسؤولية كل مال ينهب .. وكل مؤسسة تحرق .. وكل نفس تزهق.
لن نسامحكم .. لأننا دفعنا الكثير والكثير من أجل وقف الانتحار الجماعي والعودة بالجزائر من بعيد، إلى بر الأمان وشاطئ الإيمان.
سيدي الرئيس ..
نحن لا نكرهك .. ولا نعاديك.
إنما هي الأخوة في الدين والرابطة في الدم .. والشفقة والمودة .. والعمل بتعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم:
(أنصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا: ننصره مظلوما، فكيف ننصره ظالما. قال: أن تمنعوه من الظلم)
.. وقد فعلنا، ونسأل الله القبول.
﴿فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد﴾
أخوكم..
مدني مزراق






هذا الموقع

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا
في وقت صارت الإشاعة والبهتان يصنعان الرأي العام ويوجهانه ..
حقّ لنا و لكل شريف أن نقرأ وبصوت عال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾
وفي زمن التحاليل والتخمينات .. وسوء الظن والرجم بالغيب ..
بات من الإصلاح المفيد .. أن نكتب على وجه لافتة كبيرة تُقرَأ من بعيد ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾
وفي وقت كثر فيه الهراء والشطط في الكلام ، والبذيء من القول ..
أصبح لزاما علينا أن نتذكر قول الله ونُذكّر به ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾
وفي آخر الزمان هذا . الذي قلّت فيه الأمانة .. وكثرت فيه الخيانة، وانكمش الصدق حائرا وانزوى .. وانتشر الكذب مختالا وانبرى ..
وجب التوقف والتأمل، والرجوع والإمتثال لما جاء في الذكر الحكيم، والهدي النبوي الشريف ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾
«إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا» -حديث-
نعم .. أيها الناس الشرفاء .. فمن الإيمان والتقوى أن نعدل في الحكم، ونصدق في القول، ونحسن في العمل .. ومن المروءة والشجاعة ألا نكتم الشهادة ولو على أنفسنا أو الأقربين، ونقول للمحسن أحسنت ولو كان خصما يخالفنا، وللمسيء أسأت ولو كان صديقا يوازرنا .. ومن اللياقة والأدب احترام الآخرين ومعاملتهم بالحسنى .. ومن الاخلاق الحميدة بين البشر اختلاق الأعذار للناس .. ومن السلوك الإنساني القويم أن يظن المرء بغيره خيرا .. ومن الكياسة والفطانة أن لا ترمي الناس بالحجر وبيتك من زجاج .. ومن الحماقة بمكان أن نناقش سفاسف الأمور وصغائرها ونترك طوارئها وعظائمها .. كذلك علّمتنا الحياة وحدّثنا روحها المستتر..
وللأسف الشّديد فقد اختلّت المقاييس عند الكثير واهتزّت، ومالت الموازين وصدأ حديدها، وكثرت النّكات السّود على القلوب وكبرت وتأسس رانها .. وأصبحوا في ظلمات لا يبصرون ..
فمن للحق أن ينصره .. ومن للباطل أن يدمغه .. ومن قائلا للمُجيد أجدت، وللمخطئ أخطأت..
يا فاطر السموات والأرض .. نوّر قلوبنا بالإيمان، واهدنا لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنك .. واهدنا إلى الصّراط المستقيم ..
أيها الناس: إنّ الأعراض في القوانين مصُونة .. وإن الدّعاوي لا بد لها من بيّنات .. وإنّ السّفاهة لا رادع لها اليوم ولا محارب .. وكم في المقابر من قتيل لسانه .. وكم حطّ الهجاء من ماجدٍ في عيون الضعفاء والمتلوّنين .. والعاقبة عند الله للمتقين .. ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ والله المستعان و عليه التكلان .
فيا أيها الباحثون عن الحق .. السالكون دروبَ الصواب .. الساعون للتبين والتثبت .. المترقبون بزوغ فجر الحقيقة، بخيطه المنير الأبيض .. وأفول ليل الدجل والزور, بخيطه المظلم الأسود.
يشرفنا ويقوي عزمنا ، أن تتحلوا بالكرم والصبر الجميل ، وتتقبلوا منا هذا المجهود المتواضع الذي نحاول من خلاله ولوج معركة التصورات والأفكار، بأسلحة العلم السماوية , القلم ليكتب ﴿وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ .. والكلمة لتقرأ ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ ..لنضع بين أيديكم الآراء التي نعتقد أنها صائبة، والشهادات البينة الصادقة، والحقائق التي لا نسمح للشك أن يرقى إليها أو يقلل من قيمتها.
وحتى تتأكدوا من صحة مبادئنا، وثبات مواقفنا، واستمرار نضالنا، رأينا أن ندعمكم وننشط ذاكرتكم بمقالات كتبناها، وبيانات سبق ونشرناها في محطات مختلفة، حضرناها وشهدناها على مر سنين المحنة الماضية، وأعوام الانفراج التالية، نعيد نشرها موازاةً مع ما نكتبه عن الراهن السياسي والتربوي والاجتماعي , وتطورات الأحداث وتتابعها، ليدعم كلاهما الآخر، ويوازره ويعززه ويقويه.
أيها القرّاء الأفاضل : سنكتب لكم بعون الله وتوفيقه، بالمقاييس والأخلاق التي تشترطها الكتابة، هذه الصناعة النبيلة التي ترتفع في بعض الأحيان إلى مستوى القداسة ، نقدم من خلالها بضاعتنا ، بالأسلوب الواضح السهل الجميل، والأفكار الصريحة المرتبة، والمنهج القويم المفيد، والكلمات المعبّرة المؤثرة.. نوازر دعاة الحق والإصلاح ونشد على أيديهم.. ونواجه الأدعياء المبطلين بالحق , الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. نقارع الحجة بالحجة .. ونقابل الدليل بالدليل.. ونقتل الشك باليقين. ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾
أيها القلم.. طاوعني في الخير ولا تتأبَّ علي، واعصني في الشّر وامنع مدادك أن يسيل، فأنت اليوم في يدي أقوى من البندقية، هي ترمي الناس بالرصاص، فتنغّص عيشهم أو تخطف منهم حياتهم.. وأنت تنثر على الصحف الكلمات، لتنير السبيل أمامهم، وتثبت على الحق أقدامهم، وتجدد في المستقبل آمالهم، وتقوي عزمهم على مواصلة الحياة.. ويرحم الله شاعرنا الفذ أحمد شوقي:
الدَهـــرُ يَــقظــانُ وَالأَحــداثُ لَم تَــنَمِفَـــما رُقـــادُكُـــمُ يـــا أَشــرَفَ الأُمَــمِ
لَعَـلَّكُـم مِـن مِراسِ الحَربِ في نَصَبٍوَهَــذِهِ ضَــجعَــةُ الآســادِ فــي الأَجَـمِ
هَــبّوا بِــكُم وَبِــنا لِلمَــجدِ فــي زَمَــنٍمَـن لَم يَـكُن فـيهِ ذِئـباً كـانَ فـي الغَـنَمِ
هَـــذا الزَمـــانُ تُـــناديــكُم حَــوادِثُــهُيــا دَولَةَ السَــيفِ كــونــي دَولَةَ القَـلَمِ
فَـالسَـيفُ يَـهدِمُ فَـجراً مـا بَـنى سَـحَراًوَكُـــلُّ بُـــنيــانِ عِــلمٍ غَــيرُ مُــنهَــدِمِ
قَـد ماتَ في السِلمِ مَن لا رَأيَ يَعصِمُهُوَسَــوَّتِ الحَــربُ بَــينَ البَـهمِ وَالبُـهَمِ
وَأَصــبَحَ العِــلمُ رُكــنَ الآخِــذيـنَ بِـهِمَــن لا يُــقِم رُكــنَهُ العِــرفـانُ لَم يَـقُمِ
اللهم لا سهل إلّا ما جعلته سهلا , وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا، سهل أمورنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
مدني مزراق



http://madanimezerreg.blogspot.com/p/blog-page.html

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

نورالدين درويش
نورالدين بن بلقاسم درويش (الجزائر).
ولد عام 1962 في قسنطينة - الجزائر.
حاصل على ليسانس الحقوق والعلوم الإدارية - جامعة قسنطينة.
بدأ كتابة الشعر عام 1985, ومنذ ذلك الحين وهو ينشر شعره في الصحف والمجلات الجزائرية.
دواوينه الشعرية: السفر الشاق 1992 - مسافات 2000.
تناول شعره العديد من النقاد والدارسين في الصحف والمجلات, وفي رسائلهم للماجستير والدكتوراه منهم: عمر أبو قرورة, ويوسف وغليسي, وحسين خمري.
عنوانه: حي عجابي العربي - عمارة 48 - رقم 148 - عين السمارة - قسنطينة - الجزائر.
توفي عام 2000 (المحرر)


مـــن الـجــــــــانــــي?
ماذا أسميكَ ماذا, أيها الجاني _________________________

يا راكضاً في دمي, يا شخصيَ الثاني _________________________

يا من تصوِّر لي دنيا - بأكملها - _________________________

في عين إمرأة في جسمهاالفاني _________________________

يا من تدغدغني ليلا,تهيِّجني _________________________

يا من تفكر في تغيير إنساني _________________________

ماذا أسميك, أنت الآن تسكنني _________________________

إني أحسك في أعماق وجداني _________________________

إني أراك, أرى وجها أرى شبحا _________________________

أراك أمعن في المرآة ألقاني _________________________

أذاك وجهك أم وجهي يحاصرني _________________________

قل لي بربك مَنْ مِنّا رأى الثاني? _________________________

أراك تبكي, دموعي الآن تجرحني _________________________

ما سر حزنك? بل ما سر أحزاني? _________________________

أظل أسأل من غنى لها أأنا? _________________________

أم كان صوتك ممزوجا بألحاني? _________________________

ما عدت أعرف من منا يمثلني _________________________

ما عدت أعرفني. هل نحن إثنان? _________________________

يلفني الشك, لا أدري يخيَّل لي _________________________

كأنني هارب عن نصفي الثاني _________________________

يأيها النصف, يا نبضا يحركني _________________________

من أنت? يا أنت إني صرت أخشاني _______
http://www.albabtainprize.org/Encyclopedia/poet/1862.htm

غير معرف يقول...

http://www.albabtainprize.org/Encyclopedia/poet/1862.htm
http://www.albabtainprize.org/Encyclopedia/poet/1862.htmwikimapia.org/12517046/ar/منزل-الشاعر-الجزائري-نورالدين-درويش
وضيح حول ملحمة قسنطينة الكيرى
بقلم : المؤلفون
إطلع على مواضيعي الأخرى
[ شوهد : 684 مرة ]
من اليمين إلى اليسار:طيار- لعوير-حمادي- درويش-لوحيشي
جرت مناقشة النص الشعري والتفاصيل التاريخية جماعيا: مع الرئاسة الشرفية والتوجيه التاريخي لكل المراحل والمراجعة النصية للدكتور عبد الله حمادي....وبمساهمة الدكتور عبد الله بو خلخال والأستاذ محمد العلمي وملاحظات المخرج علي عيساوي. r

دفعا لكل لبس، وتصحيحا لكل الأخطاء المتداولة إعلاميا بهذا الشأن، نعلن نحن الموقعين أدناه، أن نص (سيناريو) ملحمة قسنطينة الكبرى، التي ستُعرَض يوم 16 أفريل، عند افتتاح سنة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، هو من تأليف الأساتذة الشعراء الجزائريين الآتية أسماؤهم:

- الأستاذ نورالدين درويش. (المرحلة النوميدية)

-الدكتور ناصر لوحيشي (شاعرا) والدكتور عبد الله حمادي (محرِّرا للأحداث التاريخية) . (المرحلة الإسلامية)

- الدكتور نذير طيار. (المرحلة العثمانية)

- الدكتورة ليلى لعوير. (مرحلة الاستعمار الفرنسي واستعادة السيادة الجزائرية)

وقد جرت مناقشة النص الشعري والتفاصيل التاريخية جماعيا: مع الرئاسة الشرفية والتوجيه التاريخي لكل المراحل والمراجعة النصية للدكتور عبد الله حمادي....وبمساهمة الدكتور عبد الله بو خلخال والأستاذ محمد العلمي وملاحظات المخرج علي عيساوي.

الموقعون
نورالدين درويش
ناصر لوحيشي
نذير طيار
ليلى لعوير

غير معرف يقول...

http://www1.albassair.org/modules.php?name=News&file=article&sid=4344
دكتور نذير طيار للبصائر:/ الهَمُّ الفكري كان دائما جوهر اهتماماتي...
بتاريخ 4-9-1436 هـ الموضوع: حوارات
حواراتبعد غياب طويل للدكتور نذير طيار عن الصحافة، يسر قراء البصائر استضافته بينهم عبر هذا الحوار الذي سينقلهم عبره إلى سنوات التسعينيات بحلوها ومرها التي كان فيها طيار محلقا

غير معرف يقول...

Les zouaves : de l'Algérie au Vatican (1 de 3)
Le mercredi 1 octobre 2014
PARTAGERFacebookTwitterPlus
0
ImprimerAugmenter la taille du texte
La bataille de Mentana de 1867 à laquelle ont pris part les zouaves pontificaux
La bataille de Mentana de 1867 à laquelle ont pris part les zouaves pontificaux Photo : Peinture de Lionel Royer, 1907
Si l'expression faire le zouave est bien connue, peu de gens savent d'où elle vient. Aujourd'hui, demain et après-demain, André Martineau retrace l'histoire des zouaves, ce corps militaire important apparu au 19e siècle.

Des combattants berbères
Le premier régiment de zouaves a été créé le 1er octobre 1830, au début de la conquête française de l'Algérie. Ceux qui le composaient étaient des combattants berbères, de la tribu des Zouaoua, d'où vient le mot zouave.

Les zouaves se distinguaient par leur bravoure, leur ardeur et... leur brutalité. Même si les Berbères ont peu à peu été remplacés par des soldats français, les régiments de zouaves sont demeurés en place et ont conservé leur pantalon bouffant, le serouel.

Les zouaves à la défense du pape
Avant les guerres d'unification italiennes, les États pontificaux coupaient la péninsule en deux et représentaient le tiers de l'Italie d'aujourd'hui. De conquête en conquête, le royaume du Piémont en est arrivé à faire l'unité de presque tous les États italiens à l'exception d'une mince bande de terre à l'intérieur de Rome.

Puisque les recrues italiennes se faisaient rares, le pape a invité les catholiques du monde entier à se porter volontaires pour défendre les États pontificaux. C'est ainsi que Christophe Louis Léon Juchault de Lamoricière, premier capitaine des zouaves français et héros de la conquête de l'Algérie, a créé les zouaves pontificaux en 1861.

Les Canadiens français à la rescousse
En 1867, lors de la bataille de Mentana, les Chemises rouges de Garibaldi sont défaites par les zouaves du pape Pie IX. La victoire éclatante des zouaves pontificaux a fait grand bruit de ce côté de l'Atlantique, car deux Canadiens y avaient participé. Inspiré par leur exemple, des centaines de Canadiens français sont ensuite partis défendre le Vatican contre ceux qui cherchaient à unifier l'Italie.

L'histoire des zouaves canadiens en trois parties
- Première partie : les zouaves, de l'Algérie au Vatican
- Deuxième partie : des Canadiens chez les zouaves
- Troisième partie : l'étonnante persistance des zouaves canadiens
http://ici.radio-canada.ca/emissions/a_rebours/2014-2015/chronique.asp?idChronique=350758

غير معرف يقول...

Des Canadiens chez les zouaves (2 de 3)
Le jeudi 2 octobre 2014
PARTAGERFacebookTwitterPlus
0
ImprimerAugmenter la taille du texte
Le zouave pontifical Hénault et une illustration d'un zouave en uniforme
Le zouave pontifical Hénault et une illustration d'un zouave en uniforme Photo : Ellisson and Co. 1868, BAnQ
De 1868 à 1870, 500 zouaves quittaient le Québec ou l'Ontario pour défendre les États pontificaux. André Martineau poursuit l'histoire du mouvement de ces volontaires catholiques partis en Italie dans un esprit de croisade. Il révèle la façon dont ceux-ci suscitaient la moquerie.

S'opposer aux zouaves
En Italie, d'autres Canadiens étaient plutôt pour l'unité italienne et souhaitaient faire table rase des États pontificaux. Ainsi, Arthur Buies, après ses études à Paris, s'est enrôlé en 1860 dans les troupes de Garibaldi et Mazzini. Plus tard, dans ses écrits, il a ridiculisé le recrutement de zouaves canadiens.

Une occasion de propagande
Pour les ultramontains, la défense du pape par les zouaves était une occasion de propagande, une façon d'affirmer davantage la place de l'Église dans une société où les idées libérales circulaient de plus en plus. Mais, au final, peu de zouaves canadiens se sont véritablement battus. Seuls quelques-uns, tombés malades, sont morts en Italie et le reste des volontaires sont revenus sains et saufs.

L'histoire des zouaves canadiens en trois parties
- Première partie : les zouaves, de l'Algérie au Vatican
- Deuxième partie : des Canadiens chez les zouaves
- Troisième partie : l'étonnante persistance des zouaves canadiens

غير معرف يقول...

Arts et culture
L'étonnante persistance des zouaves canadiens (3 de 3)
Le vendredi 3 octobre 2014
PARTAGERFacebookTwitterPlus
0
ImprimerAugmenter la taille du texte
L'Association des zouaves de Québec au début du 20e siècle
L'Association des zouaves de Québec au début du 20e siècle Photo : L'album universel, 17 mai 1902, BAnQ
Ignace Bourget, évêque de Montréal de 1840 à 1876, a organisé une grande campagne en 1868 pour amener de jeunes Canadiens à se battre en Italie au nom du pape. Ils seront 500 zouaves envoyés outre-mer. André Martineau complète sa série sur les zouaves, dont les traditions se sont perpétuées, pour le meilleur et pour le pire.

Quand Napoléon III a retiré ses troupes d'Italie, les États pontificaux ont été envahis par les nationalistes italiens, et il n'y avait plus vraiment de territoire à défendre pour les Canadiens. Aucun d'entre eux n'est donc mort au combat. Si les zouaves canadiens étaient partis en Italie pour se battre, ils ont finalement plutôt servi à chasser les bandits.

Parader avec ses culottes bouffantes et son sabre
À leur retour cependant, en 1870, quelques régiments ont été accueillis en héros à Montréal. Et à partir de là, des corps de zouaves ont perduré dans les paroisses. En 1899, une association des zouaves du Québec a été créée. Dans toute la première moitié du 20e siècle, ils paradaient fièrement à la Saint-Jean-Baptiste et durant les grands rassemblements religieux.

Mais peu à peu, les culottes bouffantes et le sabre sont passés de mode, semble-t-il. Le dernier grand rassemblement de zouaves canadiens a eu lieu il y a 30 ans, en 1984, lors de la visite du pape Jean-Paul II.

L'histoire des zouaves canadiens en trois parties
- Première partie : les zouaves, de l'Algérie au Vatican
- Deuxième partie : des Canadiens chez les zouaves