مهمتي مع السنافر انتهت واستقالتي نهائية ولا رجعة فيها
تسارعت الأحداث في بيت السنافر، خاصة بعد
الإقصاء المذل من منافسة كأس الجزائر بالثلاثية على يد المولودية العاصمية،
بعدما كان عشرات الآلاف من الأنصار يراهنون على مواصلة هذه المغامرة
الشيقة لتحقيق إنجاز تاريخي، وتسجيل اسم النادي الرياضي القسنطيني بأحرف من
ذهب في سجل السيدة المدللة.
السنافر الذين كان أملهم كبير في بلوغ المربع الذهبي لأول مرة في التاريخ،
وبعد أن صبوا جام غضبهم على المدرب روجي لومير الذي كان تصريحه وراء كبر
حلم عشاق «الخضورة»، حيث قال بأن الكأس ستكون من أولوياته، وأنه يأمل في
إهدائها لسكان قسنطينة، ثم على اللاعبين الذين وصفوهم بـ «باردين القلوب»،
كان الدور عشية أول أمس على الإداري النشط محمد بوالحبيب المدعو «سوسو»،
والذي كان محل سخط الأنصار الذين تنقلوا إلى مقر الفريق بسان جان، ودخلوا
معه في مناوشات كلامية، بلغت حد التهديد بالسلاح الأبيض، ما اضطر «سوسو»
إلى رفع دعوى قضائية، قبل الإعلان عن استقالته من مجلس إدارة الفريق. عن
هذه الاستقالة أسبابها وأشياء أخرى، سجلنا هذا الحوار لمحمد بوالحبيب الذي
كان بوكالة الخطوط الجوية الجزائرية، بغرض حجز تذكرة سفر إلى فرنسا.
في البداية هل تؤكد قرار استقالتك الذي أعلنت عنه سهرة أول أمس؟ نعم لقد قررت رمي المنشفة والاستقالة من مجلس إدارة النادي الرياضي القسنطيني، علما وأن قراري هذا نهائي ولا رجعة فيه. مهمة
بوالحبيب مع فريق الـ «سي. آس. سي» انتهت أول أمس، وأحمد الله أنني أديت
مهمتي على أكمل وجه، وحققت الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، وحافظنا
على مكانتنا فيها للموسم الثاني على التوالي. نجري معك هذا الحوار وأنت داخل وكالة الخطوط الجوية الجزائرية، فهل هو تأكيد للاستقالة بمغادرة أرض الوطن؟
نعم أنا هنا من أجل حجز تذكرة سفر، حيث سأتنقل إلى العاصمة الفرنسية
باريس، لكن وجب التأكيد بأن هذه السفرية لا علاقة لها بقرار استقالتي،
فالسفر إلى باريس سيكون من أجل العلاج وإجراء عملية جراحية كما يعلم
الجميع. وأرفض أن يفسر هذا بالهروب من المسؤولية، فمحمد بوالحبيب لم يتعود
على الهروب. لكنك عودتنا على الاستقالة وكنت في كل مرة تتراجع عن قرارك؟
قرار استقالتي هذه المرة نهائي ولا رجعة فيه. لقد أصبح تسيير فريق السنافر
بمثابة المغامرة غير محمودة العواقب، إذ لا يمكنني أن أواصل مهامي في مثل
هذه الظروف، فأول أمس جاءني حوالي 50 مناصرا، منهم من كان يحمل سكينا ومنهم
من كان تحت تأثير الحبوب المهلوسة ... جاؤوا لمحاسبتي على إقصاء الفريق من
منافسة الكأس. أشباه الأنصار من أمثال هؤلاء وبتصرفهم هذا، أكدوا رفضهم
لمشروعي الممتد على المدى المتوسط والطويل (5 سنوات)، وأنهم يبحثون عن
الألقاب في الحين، وعليه فأنا مستقيل حتى أفسح المجال للذين بإمكانهم قيادة
الفريق للتتويجات ويحققون لهم أحلامه. بكل صراحة لا يمكنني العمل مع
محيط لا يتوفر فيه الأمن، فهناك من أشباه الأنصار من كان تحت تأثير
المؤثرات العقلية كـ «الريفوتريل»، وجاء ليهددني داخل المكتب، وهو ما
اضطرني لتقديم شكوى لدى المصالح الأمنية، كما رفعت دعوى قضائية ضد أصحاب
صفحة (نريد جمع مليون مهبول) المتواجدة على موقع التواصل الاجتماعي
«فايسبوك»، بتهمة العنف والتحريض على العنف. شخصيا لما افتح هذه الصفحة
وأطلع على ما يكتب عليها أشعر بالرعب.
وماذا عن مستقبل بوالحبيب في عالم كرة القدم؟
والله المجال لا يسمح للحديث عن مستقبلي في عالم كرة القدم، أنا حاليا
منشغل بتحضير سفريتي إلى فرنسا، وبالتالي تركيزي منصب على حالتي الصحية
والعملية الجراحية التي سأجريها بباريس، وبعدها سيكون حديث آخر فكل شيء
بالمكتوب. ما هو مؤكد أنني ورغم كل الظروف سأبقى وفيا ومحبا للنادي
الرياضي القسنطيني، وأتمنى له أن يجد المسيرين الذين بإمكانهم أن يحققوا له
أحلامه وأحلام أنصاره الحقيقيون وليس أشباه الأنصار المدمنين على
المهلوسات.
حاوره: حميد بن مرابط * تصوير: الشريف قليب
ش.قسنطينة: محاولات اعتداء على بوالحبيب والمعني يرفع دعوى قضائية ضد 50 شخصا
بقلم: admin
يوم 02 أبريل - 0:02
يبدو
أن فريق شباب قسنطينة يعيش هذه الأيام مرحلة صعبة جدا ويمكن القول أنه في
مفترق الطرق، حيث يعاني من حالة اللااستقرار مباشرة بعد خروج الفريق من
الكأس، وحالة الخضورة انقلبت على المدينة ككل، حيث تعيش شوارع المدينة حالة
غليان شديدة ولم يتقبل أنصار الخضورة الهزيمة ، كما أنهم جد قلقين على
مستقبل النادي وقد حاول بعضهم الاعتداء على المدير الرياضي بوالحبيب في وسط
المدينة.
حرر الاستقالة وسلمها لمجلس الإدارة
حسب ما علمنا فإن سوسو بالنظر إلى ما حدث
له مع أحد السنافر الذي شتمه ، و تم القبض عليه مباشرة ولكن سوسو رفض رفع
دعوى قضائية ضده لكنه قرر أن يحرر استقالة ووقعها وسيسلمها لمجلس الإدارة
لدراستها ، حيث لم يتحمل الإهانات التي طالته من قبل السنافر الغاضبين.
…بقاؤه من عدمه سيعرف بعد رد المجلس
من المرتقب أن يتم دراسة استقالة سوسو على
مستوى مجلس الإدارة فإذا تم الموافقة عليها سيرحل مباشرة عن الفريق، ولن
يواصل العمل في لقاء البرج وستعين الطاسيلي مديرا رياضيا جديدا، أما إذا
رفضت استقالته فسيواصل العمل عاديا، خاصة وأنه في قناة المؤشر تحدث عن
الموسم القادم بكل تلقائية.
علاقة بوالحبيب بالسنافر تدهورت قبل لقاء المولودية
الأكيد أن علاقة سوسو بالأنصار تدهورت
كثيرا منذ أكثر من أسبوعين، أي مباشرة بعد شروع الإدارة في بيع التذاكر،
حيث رفض السنافر الثمن الذي بيعت به، زد على ذلك أنها تدهورت كثيرا بعد
الخروج بثلاثية من الكأس بمستوى لم يشرف السنافر، لذلك تعرض سوسو لمضايقات
كثيرة من قبل العشرات من الأنصار، خاصة أمام مقر الفريق بحي بن مليك وسط
المدينة.
المدير الرياضي رفع دعوة قضائية ضد 50 شخصا
بعدما تعرض لمضايقات كثيرة بل محاولات
اعتداء عمد سوسو إلى رفع دعوى قضائية ضد 50 شخصا هددوه، إذ فضل أن يحمي
نفسه قانونيا لذلك تنقل إلى مقر الشرطة واشتكى من محاولات اعتداء، من قبل
كثير من الأشخاص، وقد أكدت مصادرنا أن بوالحبيب قد أقسم على المصحف الشريف
بعدم العودة من جديد إلى الفريق ، حيث سيسلم المشعل للطاسيلي ويغادر دون
رجعة ، ورغم أن السنافر تعودوا على تصريحات سوسو بالرحيل وفي كل مرة يعود،
إلا أن الجميع ينتظر ما سيقوم به هذه المرة إن كان سيرحل أم لا.
أكد للأنصار أن اللاعبين سبب الثلاثية
ما يجب تأكيده أن سوسو في حديثه إلى
الأنصار الغاضبة أكد لهم أن سبب الثلاثية يتحملها اللاعبون لوحدهم، حيث
قال لهم أنه وفر لهم كل سبل النجاح ولكنهم خذلوه وبالتالي ألقى سوسو
الهزيمة على رفقاء بزاز.
اللاعبون يتحججون بالأموال و”البرانية” قد لا يعودون
من جهة ثانية يبرئ اللاعبون أنفسهم من
التهم الموجهة إليهم ومن أهم ما يتحجج به اللاعبون عدم تحصلهم على أجورهم
لأكثر من 4 أشهر وبالتالي يؤكدون أنهم غير محفزين للعب المواجهة، ولو تستمر
الحالة كما هي عليه سيكون اللاعبون القاطنون خارج قسنطينة خارج الخدمة في
الجولات القادمة، وقد لا يعودون تفاديا لغضب السنافر.
أموالكم مضمونة بعقد وكنتم خارج الإطار
الأكيد أن حجج اللاعبين منطقية ولكنها غير
مقبولة، بحكم أنهم كانوا سيلعبون مواجهة كبيرة جدا وينتظرها السنافر
بشغف، وبالتالي لم يكن أمامهم حل آخر غير اللعب بالقلب وعدم التفكير في
أموالهم، خاصة وأن أموالهم محمية بعقود وسيحصلون على كل فلس يدينون به لو
يسلمون عقدهم للرابطة.
تبادل التهم ليس في مصلحة الفريق وسيناريو كل موسم يتكرر
الأكيد أن تبادل التهم حاليا ليس في مصلحة
الفريق، كون هذا الأخير من سيخسر ولن يكون قادرا على مواصلة سلسلة النتائج
الإيجابية في البطولة وبالتالي سيناريو كل موسم يتكرر، حيث تحدث مشاكل
كثيرة في مرحلة العودة ويرحل أكثر من نصف التعداد ويتم استقدام تشكيلة
جديدة تلعب البقاء.
قسنطينة مهددة بانفلات أمني والتعقل حتمية
ما يحدث في قسنطينة حاليا يهدد بحالة من
الانفلات الأمني، إذا استمرت الأوضاع على حالها فالسنافر يتنفسون الخضورة،
ولن يتقبلوا تدهور أوضاع الفريق، ولكن التعقل يبقى أمرا حتميا في
المستقبل ولغة الحوار يجب أن تحضر.
نتائج الخضورة كانت سببا في أمن الولاية
بالعودة إلى الوراء قليلا نجد أن قسنطينة
تعيش دينامكية نتائج رائعة أّلقت بظلالها مباشرة على المدينة، التي عرفت
نوعا من التضامن وروح الأخوة بين سكانها بسبب الخضورة ، ولكن الآن الأمور
لا تبشر بالخير والمدينة تعيش حالة لا استقرار على جميع المستويات.
جمهور الحضارة مطالب بالتعقل ولغة الحوار
كما قلنا سابقا لا يجب على السنافر التهور
فهم من حقهم طلب استفسارات من الجميع، ولكن الطريقة يجب أن تكون بلغة
الحوار، وهو ما تعود عليه جهور الحضارة الذي رغم الخسارة بثلاثية في
العاصمة إلا أنه لم يحدث أي مشكل.
ما يحدث ليس نكتة وقسنطينة وأجواء ما بعد داربي 2011 تكررت
الأكيد أن ما تعيشه قسنطينة ليس نكتة
أفريل بل أجواء ما بعد داربي 2011 عادت إلى الواجهة من جديد والمسيرون
يعيشون حالة ترقب شديدة، وقد يرحلون جماعيا من الفريق، بسبب ضغط السنافر
الذي يهدف إلى حماية الفريق لا أكثر ولا أقل.
الفريق على فوهة بركان والسنافر في حالة غليان
من جهة ثانية، يعيش الفريق على فوهة بركان
وهو في مرحلة انتقالية، فتواجد السنافر في حالة غليان لم يحدث لفريقهم
الذي تنقلوا من أجله في كل الولايات ولم يضيعوا أي لقاء وحتى مواجهة العلمة
التي كانت دون جمهور تنقلوا لها، وبالتالي يوجد شبه إجماع على أنه يجب
التهدئة في الفترة القادمة، وهذا لمصلحة الفريق الذي لم يضيع بعد المشاركة
القارية.
بلال صبان
http://www.elkhabarerriadhi.com/archives/13925
شباب قسنطينة بوالحبيب يقدّم استقالته الكتابية، يصرّ على الرحيل ويحدث طوارئ
كما انفردت بنشره "الهداف"في عدد أمس حول استقالة محمد بوالحبيب المدير
الرياضي من النادي الرياضي القسنطيني، بعدما تنقلت مجموعة من الأنصار عشية
أمس الأول إلى مقرّ النادي وشتمت بوالحبيب..
شباب قسنطينة
نشرت :
حمزة س.
الاثنين 01 أبريل 2013 23:59
كما أن هذه المجموعة حسب شهود عيان هدّدته بالسلاح الأبيض، ممّا جعل "سوسو"
يتنقل إلى مركز الشرطة ويقدّم شكوى لدى مصالح الأمن. وقد صنعت هذه
الاستقالة الحدث في مدينة الجسور المعلقة وأحدثت طوارئ، خاصة أن تصريحات
بوالحبيب يوم أمس كان لها تأثير على السنافر.
"الهداف"الوحيدة التي انفردت باستقالته
وكانت يومية "الهداف" الوحيدة التي نشرت خبر استقالة المدير الرياضي محمد
بوالحبيب من النادي الرياضي القسنطيني في عدد أمس، حيث تحرص دوما على نقل
الخبر أولا بأول للسنافر بكلّ مصداقية، وهو ما جعل عدد معتبر من السنافر
يتصل بنا صبيحة أمس، من أجل التأكد من الخبر والسبب الرئيسي للاستقالة،
خاصة أننا نشرنا بأننا سنعود لتفاصيل الإستقالة في عدد اليوم.
"السنافر" اطلعوا على الخبر وتناقلوه بسرعة
واطلع أنصار النادي الرياضي القسنطيني على خبر استقالة المدير الرياضي محمد
بوالحبيب صبيحة أمس في يومية "الهداف"، خاصة أنها الوحيدة التي نشرت
الخبر، وهو ما جعل السنافر يتناقلون الخبر بسرعة البرق، خاصة أنهم يدركون
جيدا قيمة "سوسو" الذي ارتبط اسمه مع النادي الرياضي القسنطيني بالإنجازات.
منهم من اعتقد أنها "سمكة أفريل"
من جهة أخرى، لم يهضم أنصار النادي الرياضي القسنطيني قرار استقالة محمد
بوالحبيب، على الرغم من انتشاره بسرعة البرق، وهو ما جعل البعض منهم يعتقد
أن الخبر يعتبر "سمكة أفريل"، خاصة أنه تزامن مع أول أيام شهر أفريل، مما
رفع معنويات السنافر الذين تمنوا أن يكون الخبر كذلك.
صدمة كبيرة في الشارع القسنطيني صبيحة أمس
ومن خلال تجولنا في شوارع وبعض معاقل أنصار النادي الرياضي القسنطيني صبيحة
أمس، لفت انتباهنا حركة غير عادية من قبل السنافر، الذين تناقلوا خبر
استقالة المدير الرياضي بسرعة البرق، وأكثر من ذلك فإن صدمة كبيرة خيّمت
على السنافر الذين لم يتقبّلوا قرار استقالة "سوسو".
بوالحبيب قدّم استقالته الكتابية صبيحة أمس
وما يؤكد مصداقية "الهداف" أن صحة الخبر الذي انفردت به في عدد أمس، هو أن
المدير الرياضي محمد بوالحبيب قدّم استقالته الكتابية صبيحة أمس إلى مدير
شركة النادي الرياضي القسنطيني ياسين فرصادو، و أعلمه بالخبر ليصبح رسميا،
ما أثار دهشة رئيس الشركة الذي تفهّم موقف "سوسو".
فرصادو رفضها جملة وتفصيلا رفقة السلطات المحلية
وحسب مصدر مقرب من رئيس الشركة ياسين فرصادو، فإن هذا الأخير لم يوافق على
قرار استقالة المدير الرياضي محمد بوالحبيب، حيث رفض التوقيع على الاستقالة
الكتابية التي تقدّم بها "سوسو". وليس مدير الشركة فقط من رفض استقالة
بوالحبيب، بل حتى السلطات المحلية مثلما أكد لنا مصدر مقرب من فرصادو.
"سوسو" في حالة نفسية سيّئة ويصرّ على الرحيل
على صعيد آخر، فإن المدير الرياضي محمد بوالحبيب يوجد في حالة نفسية سيئة
للغاية مثلما أكده لنا مصدر مقرب منه، حيث أنه تأثر كثيرا بخرجة تلك
المجموعة من الأنصار التي تنقلت إليه إلى مقرّ النادي وقامت بشتمه، وهو ما
جعله يصرّ على الرحيل ومغادرة النادي الرياضي القسنطيني، على الرغم أنه سبق
أن صرح أنه يملك مشروعا على المدى البعيد.
بوالحبيب لـ"الهداف": "كون يجي بابا ما نرجعش.. وسي.آس.سي خلّيتها خير ملّي لقيتها"
أكد المدير الرياضي محمد بوالحبيب أن استقالته لا رجعة فيها، حيث أشار في
اتصال هاتفي جمعه بـ "الهداف"، أنه يوجد في وضعية نفسية سيئة للغاية، وأن
القرار الذي اتخذه كان عن قناعة، كما أنه لمح إلى أنه سعيد لنقطة وحيدة
فقط، وهي أن وضعية الفريق أصبحت أحسن مما وجدها، وقال: "أنا مستقيل، و
استقالتي لا رجعة فيها.. و"كون يجي بابا من نرجعش".. الحمد لله أنني "خليت
"سي.أس.سي" في وضعية أحسن من تلك التي وجدتها عليها، حيث كان يتابعها حوالي
50 مناصرا فقط، واليوم أصبح يتنقل معها 35 ألفا، وأنا فخور بذلك وأبقي
أعتزّ بانتمائي إلى هذا النادي".
"مُدمنو المُهلوسات وراء استقالتي.. وراهي ليهم "سي.آس.سي" يحكموها"
وتابع "سوسو" تصريحاته لـ"الهداف"، مؤكدا أن المجموعة من الأنصار التي
تنقلت إلى مقر الفريق و حاولت الإعتداء عليه، هي من كانت وراء تقديمه
للاستقالة. وأشار إلى أن معظمهم كان متعاطي المهلوسات. وقال:"مدمنو
المهلوسات وراء استقالتي.. وراهي ليهم "سي.أس.سي" يحكموها ويدّوا الألقاب
فقط، وسأكون أسعد إنسان".
"استقالتي لا رجعة فيها، لست هنا للتحريض على العنف... وحظا موفقا للسنافر"
وقصف المدير الرياضي محمد بوالحبيب بالثقيل لمّا أكد أن استقالته لا رجعة
فيها، على الرغم أنه لم يكمل المشروع الرياضي الذي جاء خصيصا لأجله، كما
أنه من الأشخاص الذين يحاربون العنف. وقال:"استقالتي لا رجعة فيها ولست من
الأشخاص الذين يحرّضون على العنف، كما أنني أتمنى حظا موفقا للسنافر في
المستقبل. سبق أن صرحت أن السنافر هم الأحسن، لكن القلة التي كسرت الكراسي
في العاصمة والتي حاولت الاعتداء عليّ لا تمثلهم، وسأبقى وفيّا لفريق
القلب".
"تقدّمت باستقالتي الكتابية... وما نقدرش نخدم في مثل هذه الظروف"
وأكد "سوسو" أنه قدّم صبيحة أمس استقالته الكتابية إلى مدير الشركة ياسين
فرصادو، حيث أرجع أسباب الاستقالة إلى أنه لا يستطيع العمل في مثل هذه
الظروف، على الرغم أنه يرغب في مساعدة النادي والذهاب بعيدا به. وقال:
"تقدّمت باستقالتي الكتابية... وما نقدرش نخدم في مثل هذه الظروف، وهو ما
دفعني لتقديم استقالتي".
"رفعت شكوى ضدّ 50 مناصرا حاولوا الاعتداء عليّ.. ولن أسكت"
كما تطرّق محمد بوالحبيب إلى نقطة مهمة حينما قال بأنه رفع شكوى ضدّ 50
مناصرا حالوا الاعتداء عليه سهرة أمس الأول وسط المدينة، وقال بأنه لن يسكت
عن حقه مهما كان، وفي هذا الخصوص قال: "لن أسكت عن كلمة الحق مهما كان.
لقد حاول بعض المدمنين التعدي عليّ وقد كان عددهم قرابة 50 مناصرا، ولهذا
قمت برفع شكوى ضدّهم، ولقد تم توقيف البعض منهم في انتظار أن يقوموا بكشف
هوية زملائهم الآخرين".
"غياب الأمن ما يخلّينيش نخدم.. ولسنا بحاجة لأنصار يبحثون عن الألقاب في يومين"
وختم بوالحبيب حديثه بأنه لا ينوي البقاء في غياب الأمن، خصوصا أن مطالب
الأنصار أو البعض منهم غير مقبولة بالمرّة، حيث يبحثون عن التتويجات في ظرف
يومين، وهو الأمر الذي سبق أن أكد بأن إدارته لا يمكنها تحقيقيه في هذين
الموسمين. وهنا قال بوالحبيب: "غياب الأمن جعلني لا أقدر على مواصلة مهمّتي
على رأس الفريق، خصوصا أنني لا يمكن أن أتحمّل أن أكون في قلب المدفع -
كما يقولون - في كل مرة تكون هناك نكسة. لم يعد بمقدوري العمل في مثل هذه
الظروف، خصوصا أن هناك البعض يكذب على الأنصار ويوهمونهم بأن السنافر
قادرون على التتويج بالألقاب في ظرف يومين".
بوالحبيب ألقى على اللاعبين "خطبة الوداع" ووضعهم في الصورة
علمت "الهداف" من مصدر مقرّب من المدير الرياضي المستقيل محمد بوالحبيب، أن
هذا الأخير اجتمع باللاعبين عشية أمس عقب نهاية الحصة التدريبية بمطعم
"لبلاطان"، حيث أكد لهم استقالته وشرح لهم الأسباب، لوضعهم في الصورة خاصة
أنه سيغيب نهائيا عن الفريق، وهو الخبر الذي تفاجأ له رفقاء بولمدايس،
الذين أكدوا تمسّكهم بـ "سوسو" وطالبوه بالعدول عن قراره، خاصة أنهم سبق أن
اتفقوا معه حول كلب التفاصيل، لكن "سوسو" أكد لهم أن خبر استقالته لا رجعة
فيه، على الرغم من أنه كان يمنّي النفس بمواصلة العمل المنجز، لكن خرجة
مجموعة من الأنصار أثرت عليه وجعلته يقرّر الاستقالة. هذا، وأكد لنا المصدر
ذاته أن اللاعبين تأثروا بخطبة "سوسو" إلى درجة أنهم وصفوها بـ "خطبة
الوداع".
قسنطينة عاشت يوما أسود، غضب كبير بسبب التذاكر ولا أحد تجرّع الهزيمة
عاشت قسنطينة ليلة أول أمس أمسية سوداء بسبب اللقاء الأخير الذي انهزم فيه
الشباب أمام مولودية العاصمة بثلاثية نظيفة، ليخرج من كأس الجمهورية هذه
المرة من ربع النهائي، وحتى دون أن يكرّر إنجاز الموسم الماضي الذي تأهّل
فيه لنصف النهائي. وكانت الأجواء التي عاشتها أغلب معاقل الأنصار في
المدينة غير عادية، حيث عمّت حالة من الغضب الشديد أرجاء قسنطينة، وهو ما
كان منتظرا مباشرة بعد نهاية المباراة.
ثورة حقيقية في وسط المدينة
والمتجوّل في وسط المدينة وبالضبط في "باب الواد" معقل السنافر بإمكانه أن
ينتبه وبشكل مباشر إلى الحالة "الهيستيرية" التي كان عليها أنصار النادي
الرياضي القسنطيني، وخاصة أولئك الذين تنقلوا للعاصمة من أجل متابعة اللقاء
وعادوا خائبين في النهاية. كما كانت الأصوات تتعالى بشكل لافت بسبب
الهزيمة، أين كان كل واحد يحمّل شخصا معيّنا مسؤولية الهزيمة.
"السنافر" حمّلوا الجميع المسؤولية
ولم يستثن السنافر أحدا من الهزيمة التي حلت بالفريق، من لاعبين إلى الطاقم
الفني والإدارة، وحمّلوا الجميع مسؤولية الهزيمة، وهو الشيء الذي فجّر
الوضع في المدينة. كما أن السنافر اعتبروا أن المولودية ليست الفريق الذي
يهزم السنافر في ميدانها أو في أيّ ملعب آخر، كما أنهم أكدوا أن الفريق كان
في وضعية جيدة في البداية، قبل أن يتلقى هدفين أنهيا اللقاء مبكّرا.
تدخّل بعض العقلاء لم ينقص من حدّة الوضع
وأمام حالة الغضب الشديدة التي كان عليها الجميع، فإن بعض العقلاء تدخلوا
من أجل التخفيف من حدة الغضب الذي عاشه الأنصار، إلا أنه لا أحد استطاع أن
يوقف الغاضبين في البداية، قبل أن تهدأ الأمور بعدها ويفترق الأنصار الذين
كانوا مجتمعين مع مرور الوقت، في مشهد يؤكد قوّة الصدمة التي عاشها الفريق.
مجموعة من الأنصار تنقلت إلى مقرّ الفريق
وقد تنقلت مجموعة من المناصرين إلى مقر الفريق من أجل الالتقاء مع المدير
الرياضي محمد بوالحبيب، الذي استقبلهم وتلقى استفساراتهم التي أجاب عليها
بكل صراحة، كما أكد أنه يريد من اليوم إنهاء مهامه في النادي الذي عاش فيه
أكثر من موسمين وأعاده إلى سابق عهده، خاصة أن الظروف صارت غير مساعدة على
العمل، بما أن الأنصار اليوم صاروا ينسون كل ما قدّمه بسرعة.
الشارع الرياضي مُنقسم الآن
وصار الشارع الرياضي القسنطيني اليوم منقسما بشأن ما حصل في الفريق، حيث
توجد مجموعة تنادي باستقالة الإدارة، فيما تصرّ مجموعة أخرى ببقائها وترك
المحاسبة إلى غاية نهاية الموسم الجاري.
اللاعبون أكدوا أن خروج الجماهير في الشوط الأول نقطة تحوّل اللقاء
أكدت الكثير من لاعبي الشباب الذين تمّ الحديث معهم، بأن خروج الأنصار مع
نهاية المرحلة الأولى من مقابلة مولودية الجزائر كان بمثابة نقطة التحوّل
الكبيرة في اللقاء، والتي كانت نهايتها جدّ سيئة سواء من جهتهم هم كلاعبين
أو اتجاه أنصارهم، الذين كانوا ينتظرون الكثير منهم في هذه المنافسة
الاستثنائية.
اللاعبون صُدموا بنهاية الشوط الأول
وقد صدم رفقاء القائد عدلان ڨريش بنهاية الشوط
الأولى متخلفين في النتيجة بهدفين دون مقابل، وهو الشيء الذي لم يكن لا على
البال، خاصة أنهم كانوا متمسّكين في زمام الأمور حتى تلقيهم الهدف الأول
من قبل المهاجم بوڨش.
دخلوا عازمين على التسجيل مبكّرا
وقد كان رفقاء المهاجم حيماني عازمين على الدخول بقوة في المقابلة والتسجيل
مبكرا، لكن كلّ شيء سقط في الماء، وبالضبط بعد تلقيهم لهدفين متتاليين في
ظرف قصير بعد أقل من 5 دقائق فقط، لتتغيّر الأمور عند السنافر، الذين كانوا
ردهم سريعا.
لا أحد كان ينتظر استسلام "السنافر"
وبعد نهاية المرحلة الأولى مباشرة، فإن السنافر استسلموا مباشرة بعد الهدف
الثاني الذي سجّله غازي، والذي كان بمثابة قرار الطرد لهم من مدرجات ملعب 5
جويلية ولا شيء غير ذلك، خاصة أن العودة في النتيجة كان أمرا شبه مستحيل.
أحد اللاعبين أكد هبوط معنويات زملائه
وقد أكد أحد لاعبي الشباب على هبوط معنويات رفاقه بعد الهدف الثاني الذي
قضى على الروح القتالية التي دخلوا بها، ليتأكد بذلك أن الحالة المعنوية
للاعبين هي أكبر الأسباب التي جعلتهم لا يقدرون على المواصلة بنفس العزيمة.
شادي م.
"السنافر" اشتكوا من غلق محطّات الوقود في أوجههم
اشتكى العشرات من أنصار شباب قسنطينة من غلق محطات الوقود في أوجههم عندما
كانوا بالجزائر العاصمة، وهو الشيء الذي لم يجدوا له تفسيرا، حيث عانوا
الأمرّين من أجل ضمان الوقود لسياراتهم.
البعض أكد أن المطاعم أيضا لم تستقبلهم
وإضافة إلى محطات الوقود، فقد أكد البعض من السنافر الذين تمّ الحديث معهم،
بأن الكثير من المطاعم كذلك لم تستقبلهم دون معرفة السبب الرئيسي الذي جعل
أصحاب وملاك المطاعم يقومون بذلك، وهو الشيء الذي يؤكد بأنه لم يكن مرغوبا
فيهم بشكل تام كقرار وضغط نفسي ضدّهم.
"جماعة الخليفة" تنقلت إلى مقرّ الفريق
وقد كانت مجموعة من الأنصار والمعروفة بـ "جماعة الخليفة" المحبين للنادي
الرياضي القسنطيني، تنقلت أول أمس إلى مقرّ الفريق المتواجد بوسط المدينة،
أين تحدّثت مع المدير الرياضي محمد بوالحبيب وطلبت استفسارات عما حدث
للفريق في مواجهة مولودية الجزائر، وقد استمعت لتوضيحات بوالحبيب.
حديث عن اعتقال بعض المناصرين
وفي سياق الحديث عن الأنصار، أكدت بعض المصادر بأنه تمّ اعتقال بعض
المناصرين بالعاصمة لأسباب عادية، وبحجّة أن بعضهم لم يحترم النظام العام
أو غير ذلك، وهو ما يؤكد معاناة المناصرين الحقيقية.
في حصة عرفت حضور رجال الأمن...
"لومير" يطرد فرحات و"السنافر" يصبون غضبهم على بعض اللاعبين (+ صورة)
يبدو أن أنصار النادي الرياضي القسنطيني لم يهضموا مرارة الإقصاء والخروج
من ربع نهائي السيدة كأس الجمهورية على يد المولودية، خاصة وأنهم تنقلوا
بأكثر من 35 ألفا إلى ملعب 5 جويلية في سابقة في الكرة الجزائرية، وهو ما
جعل حوالي 100 "سنفور" يسجلون حضورهم في حصة الاستئناف التي جرت عشية أمس
بملعب الشهيد حملاوي، الحصة التي عرفت حضور رجال الأمن من أجل حماية
اللاعبين، كما أننا سجلنا عدم تدرب المهاجم الدولي ياسين بزاز ووسط الميدان
عنتر بوشريط.
الحصة تأخرت بنصف ساعة
تأخر انطلاق الحصة التدريبية بحوالي نصف ساعة بسبب الاجتماع الذي عقده
التقني الفرنسي "روجي لومير" بلاعبيه في غرف حفظ الملابس، حيث طالبهم
بنسيان نكسة الكأس والتفكير في ما هو قادم ومحاولة الظفر بإحدى المراتب
المؤهلة إلى منافسة قارية، وضرورة استعادة نغمة الانتصارات أمام البرج.
حوالي 100 "سنفور" أسمعوا بعض اللاعبين ما لا يرضيهم
كما كان متوقعا، سجل حوالي 100 "سنفور" حضورهم في حصة الاستئناف، حيث لم
يهضموا إلى غاية الآن مرارة الإقصاء من منافسة الكأس التي تستهويهم كثيرا،
وهو ما جعلهم يصبون جام غضبهم على بعض اللاعبين ويسمعونهم ما لا يرضيهم.
بزاز وبوشريط لم يتدربا، وڤريش وبولمدايس تدربا على انفراد
على صعيد آخر، لم يتدرب المهاجم الدولي ياسين بزاز الذي حضر بالزي المدني
ثم غادر أرضية الميدان، كما أن وسط الميدان عنتر بوشريط لم يتدرب مع
المجموعة، أما المدافع المحوري عدلان ڤريش وحمزة بولمدايس فقد تدربا على
انفراد بسبب الآلام التي يعانيان منها.
"لومير" رفض السماح لفرحات بالتدرب
أهم ما ميز حصة الاستئناف التي خصصها الطاقم الفني للعمل البدني، هو أن
المدرب الفرنسي "روجي لومير" رفض السماح لوسط الميدان فرحات أيوب بالتدرب
مع المجموعة وطالبه بإحضار ترخيص من طرف إدارة الفريق أولا، على خلفية خرجة
فرحات عقب نهاية مباراة الكأس أمام المولودية والتي طلب فيها تفسيرات من
"لومير"، ما جعل إبن "حي التوت" يغادر أرضية الميدان.
تحدّث مع الأنصار وطالبهم بالتعقّل
توجّه المدرب الفرنسي روجي لومير إلى الأنصار الغاضبين الذين سجلوا حضورهم في حصة الاستئناف وتحدّث معهم وطالبهم بالتعقّل والتفكير في المستقبل، كما أكد لهم أنه يتفهّم موقفهم جيدا لكن الفريق بأمسّ الحاجة إليهم من أجل ضمان مشاركة قارية الموسم المقبل.
الوالي بدوي استقبل فرصادو عشية أمس
علمت "الهداف" من مصدر مقرب من رئيس النادي الرياضي القسنطيني ياسين فرصادو أن هذا الأخير استقبله الرجل الأول في الولاية نور الدين بدوي من أجل معرفة التطورات التي حدثت في النادي، خاصة أنّ بدوي يتابع أخبار الفريق عن قرب وعمل على تشجيع رفقاء ڤريش قبل التنقّل إلى العاصمة لملاقاة المولودية المحلية، كما أن المصدر ذاته اكد لنا أن بدوي رفض استقالة أعضاء الشركة خاصة أنّ فرصادو أكّد لمقرّبيه أنه متضامن مع بوالحبيب وسيحذو حذوه.
"السنافر" يطالبون بالدخول مجانا في مباراة البرج
طالب الأنصار الذين تنقلوا عشية أمس إلى ملعب الشهيد حملاوي إدارة الفريق بالسماح لهم بالدخول إلى الملعب في مباراة البرج المقبلة بالمجان، خاصة أنهم دفعوا 200 دج مسبقا بسبب شرائهم لتذاكر مباراة المولودية بـ 500 دج.
تضامن منقطع النظير مع بوالحبيب
كان للتصريحات التي أدلى بها المدير الرياضي محمد بوالحبيب الأثر الإيجابي
على الأنصار، وهو ما جعل عددا معتبرا منهم يتنقلون إلى مقر النادي
ويطالبونه بالعدول عن قرار الاستقالة الذي نشرناه في عدد أمس، وأكد لنا
مصدر مقرب من بوالحبيب أن الأنصار الذين تنقلوا إلى مقر النادي كلهم من
القدامى، حيث أكدوا له أن من أرادوا الاعتداء عليه كلهم صغار السن ولا
يمثلونهم.
اعتذارات اللاعبين مطلوبة فوق الميدان...
"السنافر" مطالبون بموقف واحد، إمّا المقاطعة التاريخية أو الحضور بأعداد استثنائية
تسارعت الأحداث في بيت شباب قسنطينة بعد الهزيمة المذلة أمام مولودية الجزائر، حيث شهد الشارع القسنطيني حالة غليان كبيرة بعد أن تبخّر حلم معانقة كأس الجمهورية الجمهورية، ولهذا حاول بعض الأنصار إظهار غضبهم للمسؤولين في الفريق، وهو الأمر الذي جعلنا نشهد حالة من الفوضى جعلت المدير الرياضي للفريق محمد بوالحبيب يرمي المنشفة، خصوصا أنه يرفض جملة وتفصيلا أن يكون "كبش فداء"، لاسيما أنه يعلم أن مسؤولية الإقصاء جماعية.
ما يحدث في الشارع القسنطيني مرفوض!
ويمكن القول إن غضب الشارع القسنطيني له مبرراته على اعتبار أن النتيجة كانت مذلة بأتم معنى الكلمة، فلم يكن أكبر المتشائمين يظنّ بأنه سيتلقى هزيمة بثلاثة نظيفة، خصوصا أنه يعلم قبل تنقله إلى 5 جويلية أن مباريات الكأس لها خصوصياتها ولا تعترف بالمرّة بعاملي الأرض والجمهور، وهو الأمر الذي جعل حالة الحزن كبيرة بعد الثلاثية التاريخية، ما خلف ردود أفعال قوية بعد العودة إلى قسنطينة. حيث حاولت بعض الجماهير الاعتداء على المدير الرياضي، وإثارة البلبلة والفتنة بين السنافر، وهو الأمر المرفوض جملة وتفصيلا.
محاولة الاعتداء على بوالحبيب "تبهديلة"
ولقد أكدت لنا العديد من الجماهير المحبّة للنادي الرياضي القسنطيني، في حديث جمعنا بهم صبيحة أمس، بأنهم يرفضون جملة وتفصيلا تحميل المسؤولين مسؤولية الإخفاق في الكأس، حيث أكدوا أن تلقي ثلاثية كاملة أمام المولودية هو مسؤولية جماعية، تنطلق من اللاعبين وتمرّ إلى المسؤولين لتصل إلى الطاقم الفني. ولهذا أشاروا بأنه من غير المعقول التهجّم على المدير الرياضي محمد بوالحبيب بمكتبه ومحاولة الاعتداء عليه، معتبرين ما حدث سهرة أمس الأول لا يشرّف بالمرّة أنصار فريق بحجم شباب قسنطينة، على اعتبار أنها تعد "تبهديلة" حقيقية.
"خير الراجل ما لازمش يتنسى"
وما يتوجّب الإشارة إليه هو أن تهجّم الأنصار على بوالحبيب بمكتبه لا يشرّف أنصار فريق بحجم شباب قسنطينة، لا لشيء سوى لأن هذا الرجل قدّم الكثير لـ "الخضورة" ولا يمكن لجاحد أن ينكر ما فعله لـ "العميد" منذ قدومه، فقد تمكن من إعادته إلى مكانه الطبيعي في الوقت الذي عجز الكثيرون عن فعل شيء.
حذار من تضييع عمل موسمين في يومين!
وقد أشار أنصار "الخضورة" أنه كان على أولئك الذين حاولوا الاعتداء على بوالحبيب سهرة أمس الأول النظر لمخلفات هذا الأمر، حيث من المؤكد أنه سيؤثر بالسلب على لاعبي الفريق، وسيجعلهم جدّ خائفين من ردّ فعل الأنصار اتجاههم، خصوصا أنهم من شاركوا فوق الميدان وتكبّدوا تلك الخسارة المذلة، ولهذا لا يجب الانسياق وراء المشاعر مهما كانت، لأن ذلك قد يؤثر بشكل مباشر على أهداف الفريق، وقد يجعل السنافر يضيّعون عمل موسمين في يومين.
السنافر "علامة" لكنهم يفتقدون لثقافة الألقاب
وبالعودة إلى ما جرى بملعب 5 جويلية، نجد أن مسؤولية الإقصاء من الكأس يتحمّلها الجميع بمن فيهم أنصار الفريق، صحيح أنهم تنقلوا بقوّة وبصموا على أكبر تنقل في تاريخ الكرة الجزائرية، إلا أن هناك نقطة مهمة، وهي أنه ما كان عليهم ترك فريقهم بعد تسجيل الهدفين، لأن ذلك أثر بشكل كبير في معنويات اللاعبين، وكان من المفترض عليهم عدم ترك لاعبيهم في تلك اللحظة، خصوصا أن الفريق أمامه 45 دقيقة. ولهذا يمكن أن القول أن السنافر "علامة" ولا يمكن لأيّ كان أن يشكك في حبهم لألوان فريقهم، لكنهم يفتقدون لثقافة التتويجات التي لا تأتي من الفراغ، بل تكتسب بمرور المواسم والسنوات.
هذا هو ما حذّر منه بوالحبيب قبل شهرين!
وبالعودة إلى افتقاد أنصار النادي الرياضي القسنطيني لثقافة التتويجات، نقف عند الحوار الذي خصّنا به المدير الرياضي محمد بوالحبيب قبل شهرين، حيث كان أكد أن السنافر "علامة مسجلة" ليس في الجزائر فحسب، بل في القارة السمراء ككل، ولكنه أكد بالمقابل بأنهم لم يصلوا بعد إلى الدرجة التي تجعلهم يقودون فريقهم إلى التتويجات، على اعتبار أنه لا تزال هناك فئة عريضة لم تتخلص لحدّ الآن من شوائب القسم الثاني، وهو الأمر الذي يؤثر بالسلب على نتائج الفريق، وها هي النتيجة الآن الإقصاء من الكأس وردّ فعل غير مقبول من بعض الأنصار.
ليس بالعنف تحلّ المشاكل
وما يتوجب أن نشير إليه بعد ما حصل سهرة أمس الأول مع المدير الرياضي محمد بوالحبيب، هو أن السنافر مطالبون بعد الانسياق وراء كلام "الخلاطين"، الذين همهم الأوّل رؤية النادي الرياضي القسنطيني يعود إلى جحيم القسم الثاني، وعلى عشاق "الخضورة" الوصول إلى قناعة، وهي أنه ليس بالعنف نصل إلى المبتغى، ولم يكن العنف يوما حلاّ للمشاكل، ولهذا يتوجب الاقتداء بأنصار الوفاق الذين يملكون عدّة مواقف مع فريقهم، حيث لطالما عبّروا عن غضبهم من التشكيلة بطرق حضارية، وهو الأمر الذي أوصلهم إلى اعتلاء منصات التتويج.
"السنافر" مطالبون باتخاذ موقف واحد بمناسبة لقاء البرج
وأمام هذه الأوضاع يتوجب على أنصار النادي الرياضي القسنطيني التعبير عن غضبهم الشديد من التشكيلة باتخاذ موقف واحد، ولكن يجب أن يكون موقفا عقلانيا ولا يسيطر عليه العنف، وهذا من خلال الاتفاق على شيء واحد في لقاء البرج القادم، والذي سيكون جدّ مهم بالنسبة لتشكيلة المدرب روجي لومير، خصوصا أنه يأتي بعد إقصاء جد مرّ تكبده الفريق في العاصمة، وكان بنتيجة مذلة.
إمّا المقاطعة التاريخية وجعل اللاعبين مطالبين بتقديم اعتذارات رسمية
وسيكون السنافر مطالبين باتخاذ موقف واحد بمناسبة مباراة الجولة القادمة أمام أهلي البرج، وهذا من خلال الإجماع على خيار المقاطعة التاريخية، ويقتدون بذلك بأنصار الوفاق الذين فعلوها من قبل، حيث هجروا مدرجات ملعب الثامن ماي خلال مباراة إفريقيا أمام "أسنيم" الموريطاني، وهو الأمر الذي جعل لاعبيهم يقدمون على تقديم اعتذارات رسمية عبر أمواج إذاعة الهضاب في اليوم الموالي، حيث سيكون السنافر أمام هذا الخيار عشية هذا السبت.
...أو الحضور بأعداد خيالية وجعلهم "حشمانين"
ولن يكون خيار المقاطعة الوحيد بالنسبة لعشاق النادي الرياضي القسنطيني، حيث سيجدون أمامهم حلا آخر وهو الحضور بأعداد خيالية عشية هذا السبت، من أجل التأكيد للجميع أنهم كانوا ولا زالوا الأنصار الذين يُضرب بهم المثل في الحب والوفاء، وهو الأمر الذي من المؤكد سيجعل اللاعبين في "حشمة كبيرة". فلا يمكن أن يجدوا مثل هذه الخطوة في أيّ فريق يلعبون فيه، وهو الأمر الذي يجب أن يكون. كما يجب الوقوف وراء أصوات أولئك الذين ينادون بضرورة منح فرصة أخرى للاعبين، وهذا من خلال مواصلة الحضور بقوّة، لأن ذلك سيجعلهم يقاتلون على الهدف المتبقي وهو احتلال مرتبة مؤهّلة لمنافسة قارية
كلمات دلالية :
شباب قسنطينة
http://www.elheddaf.com/article/1388/titre/%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D9%82%D8%B3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D8%A9-%D8%A8%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D9%8A%D9%82%D8%AF%D9%91%D9%85-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9%D8%8C-%D9%8A%D8%B5%D8%B1%D9%91-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%8A%D9%84-%D9%88%D9%8A%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%B1%D8%A6
بوالحبيب: "لم أعد السنافر بالكأس"
خرج المدير الرياضي لشباب قسنطينة محمد بوالحبيب عن صمته، واتصل بنا
صبيحة أمس من أجل الحديث والتطرق إلى نكسة الإقصاء والخروج من الدور ربع
النهائي من منافسة السيدة كأس الجمهورية أمام المولودية العاصمية،
شباب قسنطينة
نشرت :
سمير. ك
الاثنين 01 أبريل 2013 23:59
حيث أكد أنه هو الآخر تأثر بالخسارة بثلاثية وقال: "لم أعد السنافر باللعب
من أجل الظفر بمنافسة السيدة كأس الجمهورية، والجميع يدرك ذلك جيدا حيث أنه
منذ بداية الموسم وأنا أؤكد أننا نلعب من أجل ضمان البقاء في الرابطة
الأولى، أنا أيضا غاضتني الخسارة بثلاثية أمام المولودية، خاصة وأن كل
الظروف كانت ملائمة والميدان كان هو الفاصل".
"أنا سنفور كالأنصار وثلاثية المولودية قاستني بزاف"
تابع المدير الرياضي محمد بوالحبيب تصريحاته إلى "الهداف" وأكد أنه قبل أن
يكون مسيرا في النادي الرياضي القسنطيني هو مناصر للفريق ويتأثر بالخسارة
مثله مثل الأنصار، وقال: "أنا سنفور كيفي كيف الأنصار وثلاثية المولودية
قاستني بزاف ولم أقبلها، خاصة وأن الخسارة كانت قاسية".
"أشعر بخيبة أمل الأنصار ولكني لم أعد أحدا بأن الكأس ستكون قسنطينية"
وأكد بوالحبيب أنه يشعر بخيبة أمل الأنصار الذين تنقلوا بقوة إلى الجزائر
العاصمة، لكنه لم يسبق له أن وعد بالعودة بالسيدة كأس الجمهورية إلى مدينة
الجسور المعلقة، وقال: "أشعر بخيبة أمل الأنصار ولكني لم يسبق وأن صرحت
بأننا سنفوز بالكأس وأنها ستكون قسنطينية، منافسة الكأس لا يمكن أن نضعها
هدف فهي تلعب مباراة بمباراة".
"إذا كنت السبب في هذا الخروج فمستعد للرحيل"
خرج بوالحبيب عن صمته وأكد استعداده للرحيل إذا كان الأنصار يرون بأنه
المسؤول الأول عن الإقصاء، خاصة إذا ما تأكدت رغبة أي كان في قيادة النادي،
حيث قال: "إذا كنت أنا السبب في هذا الخروج فأنا مستعد للرحيل، ومن
بمقدوره تعويضي فليأتي إلى مقر النادي ويؤكد فقط رغبته في رئاسة الفريق".
"كمية كبيرة من التذاكر لم نبعها"
وتطرق المدير الرياضي إلى نقطة مهمة أثارت حفيظة الكثير من الأنصار بعد
العودة من العاصمة، حيث طالبوا بـ200 دج التي كانت الإدارة قد أضافتها من
أجل تخصيص منحة استثنائية للاعبين، وأكد بوالحبيب بأن من يحاسبه عليه أن
يحاسب من باعه التذكرة بمبلغ 800 دج في السوق السوداء، وهو الأمر الذي تسبب
في بقاء العديد من التذاكر دون بيع، وهنا قال: "كمية كبيرة من التذاكر
التي كنا نرغب في بيعها ظلت بمكتب الفريق، حيث لم نتمكن من بيعها بسبب
السوق السوداء والباعة الذين تنقلوا إلى العاصمة واقتنوا التذاكر من أجل
إعادة بيعها للسنافر، ومن يحاسبنا على القيمة التي أضفناها فأقول له روح
وحاسب من باعك التذكرة بـ800 دج".
"بعض أشباه الأنصار تسببوا لنا في خسائر بـ400 مليون"
وأشار محمد بوالحبيب إلى نقطة أخرى مهمة على حد تعبيره، والمتعلقة بقضية
المراسلة التي تلقوها من إدارة مركب 5 جويلية، والمتعلقة بضرورة دفع 400
مليون كتعويض للكراسي التي قام "السنافر" بتحطيمها خلال مواجهة المولودية،
حيث أكد المدير الرياضي بأنه ليس بحاجة إلى أنصار مخربين ويعملون على تشويه
صورة الفريق سواء من قريب أو من بعيد، وفي هذا الخصوص، أضاف: "بعض أشباه
الأنصار وليس كلهم تسببوا لنا في خسائر فادحة أمام مولودية الجزائر،
فبالإضافة إلى نكسة الإقصاء فقد تلقينا مراسلة بضرورة تعويض 400 مليون نظير
الكراسي التي تم تحطيمها من قبل بعض أشباه الأنصار اللي قاعدين يزيدو على
الفريق ما شي يعاونو فيه".
"من يخرب ويكسر نقول له لسنا بحاجة إليك"
وتحدث الرجل الأول في بيت النادي عن التنقل الكبير لـ "السنافر"، حيث أشاد
كثيرا بهم وقال إنهم الأحسن في الجزائر وقد برهنوا على ذلك من خلال تدفقهم
الرهيب على العاصمة، ولهذا فضل أن يحييهم عبر جريدة "الهداف"، ولكنه
بالمقابل أكد بأنه ليس بحاجة للمشوشين والمخربين في إشارة منه إلى من قام
بتكسير كراسي الملعب وفي هذا الصدد قال: "أحيي من تنقل إلى العاصمة من أجل
تقديم الدعم والمساندة للتشكيلة، لقد كانوا حقا في الموعد وتنقلوا بأعداد
كبيرة، وبرهنوا بذلك على أنهم يعشقون فريقهم حقا، أما من قام بتكسير
الكراسي وافتعال الشغب فنحن نتبرأ منه وهو لا يمثل فريقا بحجم شباب قسنطينة
لا أكثر ولا أقل".
"إقصاء المولودية يغيض بزاف لكنه ليس نهاية العالم"
وتطرق المدير الرياضي إلى نقطة مهمة وهي أنه يجب ألا تتوقف الحياة عند
خسارة المولودية، خصوصا وأن الفريق تنتظره العديد من الرهانات القوية،
مشيرا إلى أن ثلاثية المولودية لا تزال "تحرق"، ولكن ليس لديه ما يفعل
ويتوجب عليه أن ينساها شأنه في ذلك شأن الأنصار من أجل التركيز على مباريات
البطولة وضمان مشاركة قارية، وهنا قال بوالحبيب: "إقصاء المولودية يغيض،
خصوصا وأنه كان بنتيجة عريضة، لقد أثر بشكل كبير في الجميع لكن يجب ألا نظل
نبكي على الأطلال لأن ذلك قد يجعلنا نفقد الرغبة في الفوز، وهو الأمر الذي
قد يكلفنا تضييع المشاركة القارية التي أصبحت حتمية لإنقاذ الموسم".
"السنافر ليسوا مغفلين، فريقهم في أمس الحاجة إليهم ولن يتركوه"
وختم بوالحبيب حديثه لـ "الهداف" بالتعريج على نقطة مهمة، وهي أن عشاق
ومحبي "الخضورة" أصبحوا يتمتعون بدرجة وعي كبيرة ولن يتأثروا بالكلام الذي
قيل من هنا وهناك، خصوصا وأن الفريق في أمس الحاجة إليهم في هذه الفترة،
وفي هذا الصدد قال بوالحبيب: "السنافر ليسوا مغفلين ولن ينساقوا وراء
الأحاديث التي لا تسمن ولا تغني من جوع، خصوصا وأنهم أصبحوا على درجة كبيرة
من الوعي، أنا متأكد بأنهم لن يتركوا فريقهم في هذه الفترة الحساسة، خصوصا
وأنه في أمس الحاجة إليهم".
"من لديه السنافر محال يقول لو يكن لدي أنصار مثل المولودية ما نخسرش"
نفى بوالحبيب كل الأقاويل التي جاءت على لسانه بأنه لو كان يملك جمهورا مثل
جمهور مولودية الجزائر فلن يخسر أبدا، وقد أكد في حديث جمعه بـ "الهداف"
بأنه لا يمكنه قول مثل هذا الكلام وهو يملك أحسن جمهور في الجزائر بشهادة
الجميع، وهنا قال بوالحبيب: "من لديه السنافر محال يقول بأنه لو كان يملك
جمهورا مثل جمهور المولودية فلن يخسر، من يقل مثل هذا الكلام يريد افتعال
المشاكل بيني وبين أنصارنا، وأنا أقول له إنه لا يمكنني قول هذا ومن لديه
كلام أو دليل فليقدمه".
--------------------------------------------------------
إدارة "السنافر" متذمرة من تصرفات بعض أشباه الأنصار...
إدارة ملعب 5 جويلية تطالب الشباب بـ400 مليون تعويضا للكراسي المحطمة
علمت "الهداف" من مصادر مطلعة أن إدارة مركب 5 جويلية قد راسلت إدارة
النادي الرياضي القسنطيني صبيحة أمس وطالبتها بتعويض ثمن الكراسي التي قام
أنصارها بتحطيمها خلال مواجهة الدور ربع النهائي من كأس الجمهورية أمام
مولودية الجزائر، حيث تلقت إدارة الرئيس بوالحبيب مراسلة من مدير الملعب
السيد مالك عبد الرحمان يطالب فيها بمبلغ قيمته 400 مليون، وهذا لتعويض عدد
الكراسي المحطمة في تلك المواجهة، وهو الأمر الذي جعل إدارة "الخضورة" في
حال استياء كبيرة، خصوصا وأن مثل هذه الأمور قد زادت من وطأ ذلك الإقصاء
المر.
إدارة "السنافر" متذمرة من الإقصاء والتعويض "زاد عليها"
هذا، وقد أبدت إدارة النادي الرياضي القسنطيني صبيحة أمس تذمرها الكبير من
الإقصاء الذي تعرض له الفريق سهرة الجمعة الفارط على يد مولودية الجزائر،
وقال المدير الرياضي للفريق محمد بوالحبيب في حديث جمعه بـ "الهداف" إنه
حزين لهذا الإقصاء لأنه مناصر شأنه في ذلك شأن باقي "السنافر"، ولهذا كان
وقع الثلاثية كبيرا عليه، ولعل الأمر الذي جعله يستاء أكثر هو سماعه
بالتعويضات التي تطالب بها إدارة مركب 5 جويلية نظير الكراسي المحطمة.
حملت مسؤولية الخسارة للاعبين
وقد أكد بوالحبيب بأنه يحمل مسؤولية الإقصاء بالدرجة الأولى للاعبين على
اعتبار أن الإدارة وفرت جميع الظروف المناسبة لهم قبيل التنقل إلى العاصمة،
من خلال الحجز لهم بأكبر الفنادق ويعني بالذكر فندق "شيراطون"، كما أنها
وفرت ملعبا للتدرب لهم في الوقت الذي عجز فيه مسؤولو المولودية عن السماح
للاعبيهم بالتدرب عليه في وقت المواجهة، وهو الأمر الذي يجعل الخسارة من
مسؤولية اللاعبين الذين اعتبرت الإدارة أنهم كانوا أشباحا على أرضية
الميدان ومنحوا الفرصة للاعبي المولودية من أجل فعل كل شيء.
تطالبهم بتحمل مسؤولياتهم وتصر على المشاركة القارية لإنقاذ الموسم
وقد أكد المتحدث بأنه سيحاول أن يجتمع باللاعبين ويتحدث معهم عن هذه النكسة
غير المنتظرة، خصوصا وأن أكبر المتشائمين لم يكن ينتظر ثلاثية كاملة، حيث
قال بوالحبيب إنه سيضع النقاط على الحروف مع الجميع وسيطالبهم بتحمل
مسؤولياتهم فيما تبقى من مشوار البطولة، وهذا من أجل إهداء الأنصار
المشاركة القارية التي ستكون خير تعويض لهم، خصوصا وأنهم فعلوا المستحيل
هذا الموسم من أجل وضع التشكيلة في الصورة ووقفوا مع الفريق في كل الخرجات.
إدارة 5 جويلية راسلت "السنافر" وطالبتهم بتعويض 400 مليون
وقد عمد مسيرو مركب 5 جويلية في أسرع وقت ممكن إلى تحديد قيمة الخسائر التي
تكبدها الملعب جراء عملية كسر الكراسي، ولهذا راسلوا إدارة "السنافر"
صبيحة أمس، حيث طالبوها بضرورة دفع مبلغ قيمته 400 مليون من أجل تعويض ما
قام أنصارهم بتحطيمه خلال مواجهة مولودية الجزائر الأخيرة، هذا وكان بعض
"السنافر" قد حطموا الكراسي، وهذا بعد أن استفزهم أحد ملتقطي الكرات أثناء
المواجهة بلقطة غير أخلاقية، وهو الأمر الذي تسبب في غرامة إضافية لإدارة
"السنافر" إلى جانب غرامة الإقصاء.
إدارة بوالحبيب مستاءة من أشباه الأنصار
وقد حاول مدير مركب 5 جويلية التأكيد خلال مراسلته على أن العديد من كراسي
الملعب قد هشمت عن آخرها، وقد قيمها فوجد أنه بحاجة إلى قرابة 400 مليون من
أجل تعويضها بأخرى جديدة، وهو الأمر الذي طالب به إدارة "السنافر" على
اعتبار أن مناصريها من كانوا وراء هذا الفعل، ما جعل بوالحبيب في قمة
الاستياء، حيث أكد بأنه ليس بحاجة إلى أشباه الأنصار في إشارة منه إلى من
يقوم بتحطيم الكراسي وافتعال المشاكل.
تشكر الأنصار الأوفياء على التنقل الكبير
ورغم أن إدارة ملعب 5 جويلية قد راسلت إدارة "السنافر" صبيحة أمس وطالبتها
بضرورة التكفل بالخسائر التي تسبب فيها عشاق ومحبو "الخضورة" والتي وصلت
إلى حدود 400 مليون، إلا أن إدارة بوالحبيب كانت متفهمة للموضوع، وأكدت
بأنها لا تحمل مسؤولية هذا الأمر إلى جميع الأنصار، خصوصا وأن عددهم كان
يفوق 30 ألفا، حيث حاولت أن تمرر رسالة إلى أنصار "الخضورة" الأوفياء بأنها
تقدر تنقلهم الكبير وتشكر جميع من ضحى في سبيل التواجد بـ5 جويلية من أجل
تقديم الدعم والمساندة للفريق.
تتفهم الغضب الذي ينتاب الأنصار الأوفياء
وقد أكد بوالحبيب بأنه يتفهم غضب الأنصار بعد الخروج من السيدة الكأس
بثلاثية كاملة، خصوصا وأنه كان يطمح شأنه في ذلك شأن "السنافر" في الذهاب
بعيدا في هذه المنافسة، لكنه بالمقابل أكد بأنه يرفض جملة وتفصيلا أن يحاول
البعض تشوية صورة الفريق بالقيام بأعمال غير مقبولة، في إشارة منه إلى
المجموعة التي قامت بتحطيم كراسي ملعب 5 جويلية، وهو الأمر الذي كلفهم
غرامة تقدر بـ400 مليون.
-----------------------------------------------
"لومير" في حال معنوية سيئة بعد الإقصاء ويتبرأ من التهم...
"السنافر" يتساءلون عن سبب انهيار التشكيلة بعد هدف بوڤش
يبدو أن عشاق ومحبي النادي الرياضي القسنطيني لم يهضموا لحد الساعة المردود
الهزيل لفريقهم في مباراة مولودية الجزائر، وهو الأمر الذي كلفهم تلقي
ثلاثية كاملة أخرجتهم من منافسة كأس الجمهورية بطريقة قاسية، ما جعلهم
يبحثون عن الأسباب، فبعد أن اتهموا اللاعبين بأنهم لم يقدموا ما كان ينتظر
منهم، وبعد أن انتقدوا خيارات "لومير"، هاهم اليوم يبحثون عن تفسيرات حول
ذلك الانهيار غير المفهوم بعد هدف المولودية الأول وكأن المباراة قد حسمت
لأشبال مناد.
لم يهضموا الخسارة بثلاثية وبذلك المردود الهزيل
أكد الأنصار أنه لو أن فريقا ينشط في الأقسام السفلى ولعب مباراة في إطار
الدور ربع النهائي من كأس الجمهورية ما كان ليخسر بتلك النتيجة العريضة
والمخزية، ولهذا شرعوا في البحث عن الأسباب الحقيقية حول ذلك المردود
الهزيل الذي ظهر به رفاق بوشريط في المواجهة.
يحملون "لومير" المسؤولية الأكبر ويطالبونه بتفسيرات
وقد حمل الأنصار المدرب "روجي لومير" المسؤولية الأكبر في تلك الخسارة، على
اعتبار أنه ارتكب العديد من الأخطاء والبداية بإشراك عناصر غير قادرة على
تقديم شيء في الميدان، مرورا بالتغييرات التي كانت عشوائية، وصولا إلى
الحلقة الأهم وهي عدم تحضير الفريق لمثل هذا الموعد المهم بالشكل المطلوب،
وهو الأمر الذي جعلهم يحاولون الحصول على تفسيرات منه بشأن ذلك الأداء
المحتشم.
ويتساءلون عن أسباب الانهيار غير الطبيعي بعد هدف بوڤش
ومن بين أهم النقاط التي ركز عليها عشاق ومحبو "الخضورة" في انتقاداتهم
للمدرب، نجد محاولة حصولهم على تفسيرات منطقية حول ذلك الانهيار الكبير
للاعبين بعد هدف المولودية الأول، حيث أكد الجميع بأنهم لم يفهموا لحد الآن
لماذا كان قلق التشكيلة كبيرا بعد هدف بوڤش وكأن الفريق قد خسر المواجهة
بعد ذلك الهدف، الأمر الذي كلف الفريق هدفا ثانيا في ظرف ثلاث نقاط فقط.
يعتبرون بأنه لم يحضر التشكيلة لمثل هذا السيناريو
وقد أكد "السنافر" بأنهم يعتبرون "لومير" المسؤول الأول عن ذلك الانهيار
الكبير للتشكيلة، خصوصا وأنه حسب اعتقادهم لم يقم بتحضير اللاعبين بالشكل
المطلوب لتلك المواجهة، بدليل أن الفريق قد خسر المواجهة بمجرد أن تلقى
هدفا عكس مجريات اللقاء وكأن التقني الفرنسي لم يتحدث مع لاعبيه خلال
الاجتماع التقني بأنهم قد يتلقون هدفا عكس اللعب، ولهذا سيكونون مطالبين
بالقيام بهذا وهذا...
"لومير" يتبرأ من الاتهامات ويؤكد بأنه حضر اللاعبين لجميع السيناريوهات
وحسب بعض المصادر المقربة من المدرب الفرنسي الذي يتواجد في حال معنوية
سيئة بعد هذا الإقصاء، بدليل أنه لم يكلم أحدا منذ عودته إلى قسنطينة، فإنه
يتبرأ من التهم المنسوبة إليه ويؤكد بأنه قام بتحضير الفريق لجميع
السيناريوهات المحتملة، على اعتبار أنه مدرب محنك يعرف عمله جيدا، ومن غير
المعقول أن يحضر لمباراة بهذا الحجم ولا يتوقع مثل هذه الأمور، ولكنه أشار
بالمقابل إلى أنه كان متفاجئا لرد فعل اللاعبين شأنه في ذلك شأن الأنصار.
ويؤكد بأنه لم يفهم ذلك الانهيار
وقد أضاف المدرب الأسبق لنسور قرطاج بأنه هو الآخر لم يفهم رد فعل اللاعبين
بعد هدف بوڤش الأول، وقد تساءل عن ذلك الانهيار الرهيب للفريق، وهو الأمر
الذي كلفه تلقي الهدف الثاني في فترة قصيرة، ولهذا سيحاول أن يجتمع
باللاعبين اليوم على هامش حصة الاستئناف من أجل الحصول على إجابة وافية لما
حدث بملعب 5 جويلية عشية الجمعة الفارط.
سيضع النقاط على الحروف مع اللاعبين
ومن المقرر أن يجتمع المدرب اليوم بلاعبيه، وهذا من أجل وضع النقاط على
الحروف معهم، ومعرفة الأسباب الحقيقية التي جعلتهم يظهرون بذلك الأداء
الضعيف أمام المولودية، كما أنه سيحاول أن يؤكد لبعض العناصر بأنه غاضب
منها، وسيسقطها من حسابات ما تبقى من عمر البطولة، خصوصا وأنها لم تكن عند
قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها.
-----------------------------------------------
التشكيلة تستأنف التدريبات اليوم
تستأنف تشكيلة النادي الرياضي القسنطيني تدريباتها عشية اليوم بملحق ملعب
الشهيد حملاوي، للشروع في التحضير لمباراة السبت القادم أمام أهلي البرج في
إطار البطولة الوطنية، والتي سيتفرغ لها أشبال "لومير" بعد خروجهم من
الكأس أمام المولودية، حيث سيعمل رفقاء بولمدايس على تدارك خسارة المولودية
ومحاولة ضمان إحدى المراتب المؤهلة إلى منافسة قارية.
حزن يخيم على معاقل "السنافر"
خيّمت أجواء من الحزن والخيبة في معاقل أنصار شباب قسنطينة منذ مساء الجمعة
الفارط، بعد الإقصاء المر الذي سجله الفريق أمام مولودية الجزائر في كأس
الجمهورية، وكان أمل أنصار "السي. أس. سي" معقودا كله على تأهل تاريخي إلى
المربع الذّهبي من السّيدة الكأس لنسيان إخفاق البطولة. ومن المنتظر أن
تعرف حصة الاستئناف التي برمجها المدرب "لومير" عشية اليوم في حدود
الرّابعة والنّصف تنقل عدد معتبر من الأنصار لإلقاء اللوم على بعض اللاعبين
الذين لم يشرفوا ألوان الفريق.
-----------------------------------------------
إجماع على دعم الفريق الآن...
"السنافر" يقررون التصدي بقوة لـ "التخلاط"
يبدو أن المباراة الأخيرة في كأس الجمهورية والتي خسرها الشباب ألقت بظلال ثقيلة الحمل على لاعبي وإدارة "السنافر"، من خلال كثرة الأحاديث التي دارت حول اللقاء ومستوى التشكيلة وحتى بعض الأمور الجانبية التي نستحي من ذكرها، وهو ما جعل الكثير من الأنصار يقررون الرد على كل المحاولات التي ترمي إلى تحطيم الفريق.
1000 فريق أقصي ولا أحد فعل هكذا
كأس الجمهورية هي المنافسة الأكثر شعبية في الجزائر بما أنها تحمل الكثير من المفاجآت وغالبا ما تلعب فيها الأندية الصغيرة أمام الأندية الكبيرة، وبما أن الجزائر بلد كرة فإن الفرق المشاركة يفوق 1000 من أول الأدوار الإقصائية وإلى غاية الأدوار الأخيرة، كما أن أغلب هذه الأندية خرجت من السباق مع العلم أن فائزا واحدا فقط من سيبقى في النهاية ولم نسمع عن أي احتجاجات كالتي حصلت في قسنطينة بعد نهاية لقاء الكأس.
اللاعبون أنفسهم كانوا أبطالا قبل لقاء المولودية
وقبل الحديث عن لقاء الكأس والإقصاء المر الذي تعرض له الجميع في الحقيقة، يجب العودة إلى المباريات التي سبقت المواجهة والتي كان فيها اللاعبون أبطالا إلى حد غير معقول بعد سلسلة 13 مباراة دون خسارة، بالإضافة إلى أن الأنصار كانوا على قناعة بأن فريق هذا الموسم قوي ويستطيع تلبية رغباتهم في الفوز بالبطولة أو الكأس.
الجميع انقلب 180 درجة بعد الخسارة
ومباشرة بعد الخسارة، انقلب الجميع 180 درجة، وإن كان أغلب "السنافر" قد أعلنوا ذلك في لحظة غضب إلا أن بعض الجهات المعروفة بـ "التخلاط" هاجمت اللاعبين والإدارة والطاقم الفني بشكل غير عادي محملة إياهم مسؤولية الإقصاء الذي كان نتيجة منطقية بما أن اللقاء فيه غالب ومغلوب، كما أن الكأس تلعبها عشرات الأندية ويفوز بها فريق واحد.
للخسارة قواعد يجب عدم الخروج عنها
مهما كانت الخسارة مرة، فإن لها قواعد يجب احترامها وعدم الخروج عنها، وخاصة في الفترات الصعبة التي يمر عليها ناد كبير كشباب قسنطينة، فالفريق عندما يخسر يجب أن لا يخرج التأثر بالإقصاء عن الإطار الرياضي، كما أنه يجب ألا يؤثر على مسيرة النادي التي هي في الطريق الصحيح، خاصة وأن المشروع الرياضي القسنطيني على السكة الصحيحة.
بعض أشباه الأنصار "توحشو" اللعب في الدواوير
رغم أن الإقصاء كان مرا للغاية، إلا أنه كانت له بعض الفوائد وهي أن فئة معينة من الدخلاء على الكرة صارت اليوم تعرف أفضل من الإداريين والفنيين الذين يعملون في الفريق، وهو ما لمسناه كثيرا في الساعات الماضية، خاصة وأن البعض "توحش" اللعب في المداشر التي كانت تفوز على الشباب في قسنطينة وكان "السنافر" أيامها يعانون من الاعتداءات خارج المدينة.
"ما خصهمش يقولو ردولنا دراهم التذاكر"
وبلغت الوقاحة بالبعض الآخر إلى غاية المطالبة بإعادة مبالغ التذاكر التي اشتريت في السابق، وهو ما لم يخطر على بال أحد خاصة وأن المبلغ المذكور كان من أجل الدخول إلى الملعب وليس من أجل الفوز بالمباراة، كما أن المستوى الذي وصلت إليه مجموعة من الأنصار يؤكد أن الفريق لازال بعيدا عن المستوى الذي يسمح له باللعب في منافسة دولية.
بقية المباريات مصيرية ويجب التركيز عليها
أما بالنظر لبقية المباريات التي سيلعبها "السنافر" في الأيام القادمة، فكلها مصرية ويجب ألا يغفل عنها اللاعبون ويضيعوا نقاطا إضافية فيها، وهو الأمر الذي لا نقاش فيه بداية من لقاء السبت القادم أمام أهلي البرج وهو اللقاء الذي سيحدد بنسبة كبيرة صاحب المركز الرابع كما أن الشباب لديه الكثير من اللقاءات السهلة في المستقبل.
"نكران الخير" ليس من شيم "السنافر"
الأمر الذي يجب أن يتفق عليه الجميع، هو أن "نكران الخير" ليس من شيم "السنافر"، خاصة وأن الفريق كان يلعب في القسم الثاني واستطاع المساهمون الثلاثة أن يعيدوه إلى مكانه الأصلي وأن يجلبوا لاعبين كبارا غيروا على الأقل الصورة التي كان المناصر الجزائري يراها عن الشباب الذي صار اليوم يحسب له ألف حساب.
-----------------------------------------------
تأكيد على عدم منح هدية للبرج
اللاعبون أبدوا خوفهم من رد فعل الأنصار وبقوا ببيوتهم
لم تمر الخسارة التي تلقاها شباب قسنطينة في الجزائر العاصمة مرور الكرام على الأنصار ولا حتى على اللاعبين، حيث عمت حال سخط شديدة تعتبر رد فعل عادي عقب الإقصاء الذي لم يكن ينتظره أشد المتشائمين، خاصة وأن الشباب كان مرشحا للتأهل إلى الدور القادم أمام المولودية.
القسنطينيون قضوا أول أمس في بيوتهم
والبداية بأبناء الفريق واللاعبين القسنطينيين الأربعة في النادي وهم بولمدايس، ڤريش، بزاز وفرحات الذين لازموا بيوتهم وفضلوا عدم الاختلاط مع الأنصار وتفادي الجميع، خاصة وأن آثار الخسارة كانت كبيرة جدا وبالرغم من أن فرحات وبزاز لم يشتركا وبولمدايس شارك في شوط واحد وڤريش كان واحدا من أفضل اللاعبين على أرضية الميدان، إلا أنهم فضلوا احترام مشاعر الأنصار.
"البرانية" نجوا من سخط "السنافر"
أما اللاعبون الذين يسكنون خارج المدينة، فيمكن القول إنهم نجوا من سخط "السنافر" بما أنهم بقوا بعيدا عن المدينة إلى غاية يوم التدريبات، وبهذا يكونون قد امتصوا مسبقا رد فعل الأنصار، هذا لا يمنع أن كل اللاعبين الذين التقيناهم أبدوا تأثرهم الشديد بعد اللقاء وأكدوا بأنهم يريدون فعل شيء للأنصار الذين كانوا بقوة في العاصمة.
لكن فتح صفحة جديدة ضروري
يبقى المهم اليوم هو فتح صفحة جديدة بالنسبة لـ "السنافر" الذين يريدون بأي ثمن الوصول إلى المشاركة القارية، بما أن أي أحداث خارجة عن النطاق الرياضي لن تكون في صالح شباب قسنطينة الذي يحتل المركز الخامس في الترتيب العام ويريد بأي ثمن أن يتقدم إلى الأمام بما أن الفرصة مواتية للظفر بأحد المراكز الأولى.
وعدم منح هدية أخرى للبرج
التركيز الشديد على التدريبات القادمة سيكون له الأثر الإيجابي يوم اللقاء، خاصة أن الشباب في حاجة إلى النقاط الثلاث التي تجعله قريبا من اتحاد العاصمة الذي سيكون منهمكا بالسفريات الإفريقية والعربية، وهو الأمر الذي يجب ألا ينساه "السنافر"، كما أن الفريق في غنى عن تقديم أي هدايا إضافية للفريق البرايجي بما أنه يريد البقاء في المقدمة كما يجب التأكيد على أن اللقاء لن يكون سهلا على الإطلاق بالنظر للوضعية الصعبة التي يعيشها الفريق البرايجي الذي سيأتي إلى قسنطينة من أجل التعادل على الأقل.
-----------------------------------------------
"دوري المحترفين" تشيد بـ "السنافر" وتؤكد أنهم يستحقون فريق ألقاب
أشادت حصة "دوري المحترفين" التي تبث سهرة كل سبت بالتنقل التاريخي لـ
"السنافر" الذين قارب عددهم 35 ألفا، وأكدت أنهم يستحقون فريقا قويا ويلعب
من أجل الألقاب وليس من أجل ضمان البقاء.
آيت عثمان اعتبر تنقلهم تاريخيا
اعتبر الزميل الصحفي كريم آيت عثمان أن التنقل التاريخي لأنصار الشباب فريد
من نوعه وأنه لا يوجد فريق في الجزائر يتنقل معه كل ذلك العدد، حيث اعتبر
الأجواء التي سادت مباراة المولودية والشباب فريدة وقد غابت عن ملعب 5
جويلية منذ عدة سنوات، لاسيما وأن "السنافر" صنعوا لوحات جميلة.
سعدودي أكد أن غياب بزاز أثر في مردود الشباب
من جهته الزميل الصحفي هشام سعدودي، واصل إشادته بـ "السنافر" وأكد أن
خسارة المولودية قاسية وأثرت كثيرا على معنويات، وأرجع أسباب الخسارة إلى
غياب المهاجم الدولي ياسين بزاز الذي غاب في آخر لحظة بسبب الإصابة، كما أن
"لومير" أخطأ بإشراك المدافع الأيسر طافر بدلا عن المدافع بلخضر.
إجماع على أن "السنافر" يستحقون فريق ألقاب
والخلاصة التي خرج بها من "دوري المحترفين" مثلما سبق وأكدناه، هو أن
"السنافر" جمهور من ذهب ويستحق فريقا يلعب من أجل الألقاب وليس من أجل ضمان
البقاء، ووجه الجميع رسالة مباشرة إلى إدارة الفريق على الرغم من أنهم
أكدوا أن بوالحبيب حينما حل ضيفا على التلفزيون الجزائري ذكر أن إدارة
الفريق تملك مشروعا على المدى البعيد.
كلمات دلالية :
شباب قسنطينة
http://www.elheddaf.com/article/1301/titre/%D8%A8%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8-%D9%84%D9%85-%D8%A3%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A7%D9%81%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A3%D8%B3
الاثنين, 01 أبريل 2013 19:53 |
مهد
الفن التشكيلي الغربي فيما أنتجه من تمظهرات فكرية وجمالية خلال القرن
الثامن عشر خاصة للشرط الكولونيالي وساعده على التحقّق، ليس فقط في
الجغرافيا الشرقية، ولكن في المخيال الشرقي كذلك كحقيقة جمالية يتعالى بها
ومن خلالها المستعمر على الذات الشرقية بوصفها موضوعا قابلا للتعري أمام
الفنان الغربي من أجل إعادة تشكيله وفق النظرة الاستعمارية التي دامت أكثر
من قرن من الزمن لم يكن فيها سحر الشرق يتجاوز جماليات الجسد، كما صورته
أدبيات كتاب (ألف ليلة وليلة) بوصفه الكتاب الوحيد المفتوح على النهم
الغربي ورغبته الملحة في قضم التفاحة الشرقية المكتنزة.
وعلى
الرغم من صورة القدسية والتحريم التي يحيل إليهما مفهوم التعرية أمام
الآخر في المجتمعات الشرقية، فإن الإرث التشكيلي الغربي يطرح في هذا المجال
-ومن وجهة نظره- عديد القضايا المتعلقة بالمقاربة الفكرية والفلسفية للجسد
الشرقي بوصفها مدخلا موضوعيا للولوج إلى عالم الشرق واستكشاف عوالمه
المتخفية، وذلك من خلال التأسيس لترسيخ الشرط الكولونيالي في الممارسة
الفكرية والجمالية الغربية المتشبعة بالإنجازات العلمية والمعرفية المستعدة
للتضحية بالإرث الروحي الغربي من أجل عقلانية “الكوجيطو” الديكارتي
الغائبة عن سحر الشرق بوصفه مدونة استعمارية ناشئة.
1 - التأسيس لشعرية الجسد الشرقي:
أسست
الرؤية الاستلابية، لما يسميه برند مانوئيل فايشر، بـ (الشرق في مرآة
الغرب) نسقا فكريا وجماليا ترددت من خلال تمظهراته الفكرية والجمالية
الأصداءُ الداخلية التي يُكنُّها المثقفون والفنانون الغربيون للشرق وهم
يحاولون اكتشاف عوالمه المُسيّجة بوصفها جنة محرمة عليهم وعلى غير الشرقي
بصورة عامة. وربما كان هذا “التحريم” سببا رئيسيا في تشكيل المخيال العام
الغربي لما تزخر به هذه الجنة في نظرهم من “محرمات” لم تكن في متناول
تصورهم العقلاني لـ “المحرّم”، وكان لا بد لهم ومن واجبهم، نزع هالة
التقديس عنه والدخول إليه وتعريته من وجهة نظر استعلائية، والوصول في
النهاية إلى نزع هالة التقديس عنه، وذلك من خلال ما تتيحه “العين المجردة”
من سعة نظر تطال الصورة المبحوث عنها في المكان الشرقي بزاوية دائرية تضمن
سلطة الاختراق لتحقيق “التعرية” وتتحول بموجبها العين من “عين مجردة” إلى
“عين مُجسِّدة” للصورة المثالية التي سيتم تثبيتها في المخيال الغربي
كحقيقة جوهرانية للشرق.
يعتبر
خورخي لويس بورخس، أن “الحدث الأبرز بالنسبة لتاريخ الأمم الغربية هو
اكتشافها للشرق”. ولطالما بقيت هذه الرؤية الاستكشافية عاكسة للتوجه العام
الذي حمله هؤلاء المثقفون أساسا إبهاريا لما وفروه من أدوات سخروها في خدمة
مخطط تعرُّفهم على الآخر والدخول إلى جنته المحرمة من أجل تعرية صورتها
المنطبعة في العين الغربية لا بوصفها جزءا من عالم تتكامل شموليته باكتمال
صورته ذات الأبعاد الأربعة التي تحددها الجغرافيا، ولكن بوصفها تفاحة
ديونيسية قابلة للقضم، ومن ثمة قابلة لإعادة التشكيل، نظرا لما تحمله من
اكتنازات إغرائية تطفح بها العين الغربية الخارجة لتوّها من سبات حضاري دام
قرابة العشرة قرون، كان لابد للتصور الغربي المستيقظ أن يحدد معالمها
ويميزها بما تتيحه بوصلة الذات من تعيين للآخر في صورته الجغرافية ذات
البعد المكاني وصورته الجسدية ذات البعد الإنساني من خلال “استقطاب التمييز
وتعميقه- إذ يصبح الشرقي أكثر شرقية والغربي أكثر غربية- وفرض حدود
التعامل الإنساني مع الثقافات والتراثات والمجتمعات المتخلفة”.
لقد
شكل بحث العين الغربية عن الأدوات الفكرية والمادية التي تحقق إعادة صياغة
الآخر وفق المنطق المتعطش للتوسع، آلية اتصالٍ و أساس انفصال، في الوقت
نفسه، ساعد على صياغة مدونة الأفكار العامة لخريطة الطريق التي سيتأسس
بموجبها “الاستشراق” بوصفه علما لمعرفة الآخر في
صورته المثلى وصورته المتخفية ودراسته بغرض احتوائه فكريا وحضاريا وماديا.
وقد ساعدت هذه الآلية ذات البعدين المتناقضين على البحث عن لوازم العمل
الضرورية الكفيلة بتحقيق السبل الفنية والجمالية التي تمكن من تثبيت هذه
الصورة المثلى في المتخيل الثقافي الغربي العام المتأهب للزحف عليها ماديا
وتأكيد جدارة الاستيلاء على أيقوناتها الفكرية والحضارية المتخفية في
“الجسد المستور” بوصفه قيمة حضارية تعكس التصور الشرقي للجنوح بالخيال إلى
أقصى درجات التجريد والسمو عن الماديات التي طالما كانت المحرك الحقيقي
للمقاربة الفكرية والفلسفية الغربية منذ أن تمكنت من التحرر من النظرة
القروسطية المغلقة والخروج إلى العوالم التنويرية التي زخر بها القرن
الثامن عشر.
لقد
كان الشرق بالنسبة للغربيين دائما مُبهرا وجذابا.. مضيئا وشفافا.. يُريهم،
هم القادمين من عمق ظلمتهم المعرفية، ما معنى أن يستر الإنسان رؤيته
للعالم وللكون لأنها أشد إضاءة في عالمه الداخلي وأشد انسجاما مع الامتداد
الطبيعي للنفس وهي تأخذ طمأنينتها من امتداد أشعة الشمس المزروعة في الأفق
كأنها النهار الدائم إلى الأبد. ليس ثمة ما يجعل الأنظمة والقوانين السارية
على تشكيل رؤية الفنان للعالم سريان الدم في العروق مفعمة بهذا النوع من
الاندراج ضمن شمولية الطرح التي توفرها الجغرافيا الشرقية غير ما تتيحه هذه
الجغرافيا (الجسدية خاصة) من اقتراح ٍ جمالي لالتقاء التجسيد بالتجريد
يحقق للكثير من الفنانين المولعين ببهارات الشرق شعرية مفعمة بالاقتراح،
يحاولون من خلالها اختراق منظومة الأقفال الشرقية المزروعة بسرية تامة في
جسد الشرق الثاوي على حرارة الأزمنة المتوقفة عن الدوران منذ السقوط
المتهاوي للفعل الحضاري الشرقي في نمطيّات ما اصطلح على تسميته بعصر
الانحطاط.
إنها
اللحظة الحاسمة -التي ستنطبع فيما بعد بطابع الكولونيالية- لالتقاء
التجريد بالتجسيد على الرغم مما ينهما من اختلاف في فهم جوهرانية الانتساب
للقطب النقيض في البوصلة الفكرية ذات الاتجاهين، والتي سيصبح بموجب
تقسيماتها الكولونيالية الانتمائية الشمال غربا والجنوب شرقا. لقد “برزت
محاولة التماثل بين حضارتي الشرق والغرب على أعتاب مرحلة جديدة من تطورهما
التاريخي (على تخوم القرن الثامن عشر التاسع عشر). وكانت قد شهدت تقاربا
وتبادلا ثقافيا ليس بطرف متناقض حضاريا وحسب، وإنما عملية تأثر وتأثير وفي
حالة من الازدواجية والتثقف واضحة المعالم”، كما تقول زينات بيطار. غير أن
هذا التماثل كثيرا ما اصطدم بواقع المعاملة الحقيقية للغربي مكتشفا للشرق
وهو يحاول أن ينفّذ العامل الأساسي في تحرك العقلانية الغربية نحو الشرق
الروحي بدافع احتوائه وترويض المساحات المستعصية على الخضوع وتفكيك الأنساق
التخييلية المودعة في الأقفال الدينية والاجتماعية التي تحيط بقداسة الجسد
الشرقي.
2 - الفعل التنفيذي للتعرية:
لقد
ترسخت صورة الفعل التنفيذي لـ (التعرية) بوصفها أداة لإرضاخ الآخر في
المخيال الغربي وبوصفها أيقونة تحيل إلى صورة السيد المسيح (عليه السلام)
مصلوبا، وصورة أمه مريم العذراء أيقونة دالة على جوهرانية (الانتساب). ولأن
الفعل التنفيذي يقتضي الممارسة الواقعية للفكر من أجل الوصول إلى الهدف،
فإن صورة الترسيخ المتعمد كانت آلية نافذة في إعادة تشكيل الشرق في المخيال
الغربي من خلال تعميد دائرة
(الاستشراق الفني) بمعناه التشكيلي الرسومي وبمعناه الفكري التعبيري بما
أحدثه الفنان الفرنسي (أوجين دو لاكروا) (1798/1863) وغيره من الفنانين
التشكيليين الاستشراقيين من صدمة إحيائية للرغبة الغربية المكبوتة في قضم
(التفاحة الشرقية)، لا بوصفها تفاحة ديونيسية تتخاصم حولها إلاهات الرغبة
والمعرفة والقوة، كما تورده الأسطورة اليونانية فحسب، ولكن بوصفها (تفاحة
نيوتينية) تحيل إلى جاذبية التعلق بالحقول المعرفية العذراء والمتوحشة
باعتبارها “نصبا أثريا” على حد تعبير ميشال فوكو. ذلك أن الغرب “قام بفرض
تلك التعديلات والتصحيحات على الواقع الخام للشرق بما يضمن تحويله من هيولى
رخوة عائمة إلى معارف محددة ومقبولة تسمح للغرب وثقافته باستيعاب هذا
الواقع وهضمه”، كما يقول صادق جلال العظم في (الاستشراق والاستشراق معكوسا.
ولعل الارتباط الوثيق بين ترسيخ الحضور الشرقي في التصور الفني الرومانسي
وتزامنه مع ترسيخ الحضور الاستعماري بوصفه فعلا كولونياليا يطمح إلى
الاستحواذ على الشرق في صورته الجغرافية والإنسانية يؤكد بصورة أو بأخرى
الأثر الفاعل للقطيعة الفكرية والجمالية التي أحدثها الفنان الفرنسي أوجين
دو لاكروا في التأسيس لـ “الاستشراق الرومانسي [الذي] من المفترض
أن نبدأ به منذ صالون عام 1824 نظرا لظهور أولى لوحات دو لاكروا المستوحاة
من الشرق والتي تضمنت الثورة على المدرسة الكلاسيكية وفتحت الباب واسعا
(لمعركة رومانسية) خاضها مجمل الرومانسين الفرنسين في الأدب والفن طيلة
العشرينيات” بحسب زينات بيطار.
وقد
كان مبدأ التعرية، لا بوصفه فعلا تفكيريا فحسب، ولكن بوصفه فعلا تنفيذيا
كذلك، هو المبدأ الوحيد القار بالنسبة للفكر الغربي في صياغة أبجديات
التعامل مع الإنسان الشرقي (ومخياله) باعتباره جسدا مستورا داخل المفاهيم
المادية التي يجسدها المكان المغلق (الحمّام) و(القصر المغلق) و(الحريم)،
من وجهة النظر الشرقية، من خلال الاعتماد على “الإشاعات والتخيلات التي
مصدرها السكان المحليون، وهؤلاء السكان، بشكل عام، كثيرا ما يبالغون في
وصفهم للظواهر أو المشاهد التي تعرض عليهم، أو يسمعون بها من الغير”. ولم
يكن هذا الفعل التنفيذي إلا “كشفا للمستور” الذي يبني عليه الشرق وجوده
وكينونته الأخلاقية والدينية. ولعل هذا ما أدى إلى الوصول إلى مبدأ هتك
العرض الشرقي (من الوجهة التشكيلية) الذي بنا عليه الإنسان الشرقي رفضه
المطلق للمخيال الغربي، ومن ثمة، بنا عليها فعله التنفيذي المؤسس على
الرؤية العنيفة في تصوراتها، وفي بناء علاقاتها مع الغرب. وذلك من خلال
اعتماد الفنانين الغربيين على رسم “مشاهد الحرملك، وبخاصة سلوكيات النساء
والعبيد من النساء، وجاريات الملك، وهن مستلقيات عاريات، أو بالثياب
الشرقية، من السكان العاديين الذين لم يتسن لهم دخول الحرملك والاطلاع على
أسراره”.
ولعله
انطلاقا من هذه الفكرة المؤسسة لفعل التعرية بوصفه اعتداء، يتأسس الجزء
العاشق من الذات الشرقية للجزء الآخر العاشق من الذات الغربية. وهو عشق لا
مكان فيه للوسطية التي تحيل إلى إمكانيات التواصل من خلال الانفتاح على
الآخر، وإنما تحيل إلى صورة العشق العنيف للنقيضين المتضادين الذي تتحقق
رغباته ومكبوتاته في أقصى مظاهر انفجارها في صورة الصدام الدائم الذي ينسف
كل محاولات إعادة تجسير أسس الحوار كلما عادت الفكرة الكولونيالية إلى
محاولة الاستيلاء على الحاضر وإعادة قص طموحات التجارب الشرقية الطامحة إلى
تحقيق الذات من خلال التأكيد على أحقية الحفاظ على الجسد الشرقي وأسبقية
الدفاع عن حرمته الترابية والتخييلية. ويصبح الحوار العنيف المتشنج هو
الاحتمال الوحيد القابل للتشخيص الذي تقترحه عادة الاستراتيجيات المتجددة
للمفكرين الغربيين وهم يؤسسون للقواعد المستقبلية التي تمكن من الالتقاء
بين قطبي البوصلة (الشرق والغرب) داخل ما يسميه صامويل هنتنجتون بـ (صدام
الحضارات).
إنها
نفسها البصيرة المعرفية التي ستتحول فيما بعد إلى آلة فكرية منهجية تسمى
اصطلاحا (بصرية)، والتي أدت بالكاتب الأرجنتيني ذي الثقافة النخبوية
الضاربة في عمق التاريخ الأوربي، خورخي لويس بورخس، إلى اعتبار عنوان كتاب
(ألف ليلة وليلة)، لا عنوانا مُوفَّقًا لحكاية شرقية مطولة كما يحبها الغرب
فحسب، وإنما عتبة إشراقية تمهّد لانفتاح الشرق النائم على النص بوصفه
(جسدا / جوهرا) مُشبِعا للرغبة الدفينة التي تؤدي إلى انفجار مضمرات
الحرمان المعرفي الذي عانى منه الإنسان الغربي في ظل تسلط الكنيسة المسيحية
لما يقارب عشرة قرون مظلمة.
يخلص
بورخس، وهو يعيد قراءة الذات الشرقية من خلال كتاب (ألف ليلة و ليلة)
ببصيرة تتجاوز الرؤية البصرية الملتصقة بالصورة، من حيث هي امتثال عارض
-لأن بورخس كان ضريرا-، إلى أن عنوان (ألف ليلة وليلة) يدل على لا نهائية
المغامرة المعرفية والإبداعية التي يعيشها الإنسان الشرقي وهو يتحاور في
خدر المعرفة مع من يعتقد الغرب أن الرجل الشرقي الذكوري المتسلط قد جعل
منها مجرد أنثى تحيل إلى تراكمية التناسل الليلي في اللاوعي الإبداعي
والتشكيلي للغرب، كما صوره الفنان دولاكروا وغيره ممن أسسوا لمدرسة
الاستشراق التشكيلي. ولعله أدرك بطريقة نهائية أن (الليلة) المضافة إلى
(الألف ليلة) هي مفتاح سيرورة المعرفة الشرقية التي يجب أن تقضمها المساحات
الشاغرة للتسلط الغربي في كشف ما يكتنز في داخله من رغبة جامحة وجوع وجودي
إلى الانتهاء عند الجسد بوصفه مادة زائلة ولكنها قابلة للتجسيد المابعدي
الجامد وصورته الأسطورية التي يحققها بيجماليون في عشقه الأسطوري لما نحتت
يداه.
ولعل
هذا ما يفتح عنوان (ألف ليلة وليلة) على فضاء خارج عن شمولية المعدود
الممكن الخاضع لحسابات القسمة المصلحية والطرح الاستعلائي والضرب الإلغائي،
وخارج كذلك عن إمكانية ما يمكن أن تعده تيليسكوبات الرصد الاستباقي
للظاهرة الشرقية من إلكترونات شاردة في ديمومة الفضاء الراسخ في المخيال
الغربي، ليدخل -أي العنوان- في لا نهائية السيرورة الوجودية للجوهر الذي لا
يحُول، والذي طالما أرّق فلاسفة الغرب ومتصوفيه باعتباره وقودا سرديا
محرِّكا لآلية التخييل الغربية المعطلة.
ولعله
من هنا، لم يكن كتاب (ألف ليلة وليلة) غير ذلك الكنز الثمين بالنسبة
للفنانين التشكيليين وهم يقرؤونه مترجما إلى الانجليزية أولا، ثم إلى
اللغات الأخرى، فيحيلهم إلى إعادة تأثيث المخيال الغربي بآليات الكبت
المعرفي المترسبة منذ قرون الانحطاط والقهر المسيحي بما يجود به المخيال
الشرقي من أيقونات معرفية ستساهم بصفة جذرية في صناعة الصورة الشرقية
للمرأة والحمّام والحريم من خلال إعادة إنتاج جدلية (شهريار / شهرزاد) في
الموروث التشكيلي الغربي من دون الحاجة في كثير من الأحيان إلى السفر إلى
الشرق. ولعل “هذا ما فعله الفنان، أوغست دومينيك أنغري، الذي لم يسافر أبدا
إلى الشرق، غير أنه استخدم مشاهد الحرملك، من خلال استحضاره إحساس الثقافة
والجمال الشرقيين، مشبعا برغبة انعزالية يطمح إليها العديد من الفنانين
الغربيين”.
3 - “نساء الجزائر في بيتهن”:
يؤكد
الفنان أوجين دو لاكروا في تأسيسه للبعد الرومانسي للاستشراق الفني
(التشكيلي) على أهمية التخييل في الجلسة الحميمية للمرأة العاصمية (نسبة
للجزائر العاصمة) المحاطة بالتفاصيل الحياتية ذات المغزى، والتي طالما
أوْحَت للفنانين الغربيين بانبجاس طاقاتهم الإبداعية، وذلك ومن خلال رسمه
للوحته المشهورة (نساء الجزائر في بيتهن) (Femmes d’Alger dans leur appartement) سنة 1834، أي أربع سنوات فقط بعد دخول الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر. وهي
مدة كافية بالنسبة لعين هذا الفنان الفاحصة من أجل ترسيخ أنموذج المرأة
الشرقية الجزائرية التي تظهر تحت حركات ريشته من زاوية ضوء لم يعهدها في
حياته من قبل، وأَسْرِ زاوية الضوء العاكسة لأبهى ما يمكن أن تكون عليه
المرأة الشرقية في مرآة النفس الغربية المتعطشة إلى تعرية الآخر بالنظر إلى
الواقع المعاش الذي يعرفه الفنان الغربي في هذه الفترة عن الشرط الأنثوي
للمرأة الغربية.
لقد
كانت لوحة أوجين دو لاكروا، تمهيدا استشراقيا غاية في الإبهار، لما ستصبح
عليه المجتمع الجزائري مباشرة بعد استقرار الفعل الكولونيالي في باحة الأرض
الجزائرية وتوطيد دعامة الرؤية الغربية في إعادة تشكيل المجتمعات ما قبل
الكولونيالية من خلال ترسيخ ما توارثه هذا المجتمع من تراكمات التجربة
العثمانية المنزوية إلى جغرافيتها الأورو- أسياوية بعد استنفاد حمولتها
الحضارية الحالمة بتمديد مساحة الامبراطوية العثمانية إلى أقصى المغرب
العربي.
لقد
كان أوجين دو لاكروا، باكتشافه للضوء المبهر المنبعث من الشمس الجزائرية،
إيذانا بميلاد ما ستكون عليه منظومة إعادة التشكيل الغربية للجسد الشرقي في
تعامله مع الإنسان الجزائري ومحو الأسس الثقافية التي طالما دافع عنها
بقوة ودفع من أجلها النفس والنفيس. ولم تكن هذه اللوحة من وجهة نظر هذا
الفنان غير تلك الصورة العالقة في المخيال الاستشراقي للمُعمِّر وهو يستقوي
على (الأهالي) بقوة الشرط الاستعماري ويحاول تدجين الأنساق الشرقية غير
الخاضعة لمنطق الاندراج داخل المقترح الغربي للحضارة. ولذلك كان الفعل
الكولونيالي نافذا في محاولة التدجين من خلال تفكيك هذه الأنساق وإعادة
ترتيب ما يصلح منها لرؤيته وفق آلية التطهير الثقافي والمعرفي وترسيخ صورة
الثواء القابعة في الذات الشرقية منذ العهد العثماني كمعطى جوهري في الذات
الشرقية بناء على ما سيقوله (لوتسكي) وهو يصف أحوال المغرب العربي في أعوام
1868/ 1870، أي بعد أقل من ثلاثين سنة من بداية العدّ التنازلي الذي حمله
الفعل التنفيذي للرحى الكولونيالية. ولعل هذا ما لم تستطع تجسيده الرؤية
الفنية الاستشراقية -بدافع التعالي أو بدافع التستر- وهي تحاول انتقاء
الصورة المثلى للجسد الشرقي، كما حلم به الغرب وهو يقرأ كتاب (ألف ليلة و
ليلة) ويبني مجموع التسييجات الوهمية للثنائية السحرية (شهرزاد / شهريار)
التي صنع من خلال اقتراحاتها السردية مجده الفني في العصر الرومانسي. غير
أنه كان يجب على التصور الغربي للجسد الشرقي أن ينتظر أكثر من قرن من الزمن
قبل أن يتفطن إلى مكابدات الجسد الشرقي تحت الريشة الاستشراقية للفنانين
الأوروبيين، وذلك من خلال إعادة رسم اللوحة نفسها من طرف الفنان بابلو
بيكاسو (1881-1973) الذي سيجد في لوحة أوجين دولاكروا (نساء الجزائر في
بيتهن) من ضمن كل أعماله الفرصة الحقيقية لتحقيق البعد التراجيدي الذي عاشه
الإنسان الغربي في حروبه العالمية المحلية وتجريبه لما يمكن أن يكون للجسد
من دلالة تعكس الطباع الغربية العنيفة المتخفية من خلال التعبير عن سقوط
الملايين من البشر جراء الرؤية الشمولية للفكر الغربي وهو يحاول أن يعيد
زراعة آلة الحرب في عقر داره ويحصد من خلال الاستقواء بها ما جنت يداه.
إنها نفسها اللوحة التي حاول الفنان بابلو بيكاسو أن يعيد تشكيلها ثانية من خلال لوحته المشهورة (نساء الجزائر) (Femmes d’Alger) سنة 1954 من زاوية سريالية تعتمد
أساسا على تعرية المتعري وكشف المكشوف من خلال اختراق الوعي المستور الذي
ألمحت لوحة دولاكروا إلى كمونه في عبقرية توصيفه الرسومي لطريقة ظهور
المرأة الشرقية للآخر، وذلك من خلال إضافة البعد السريالي الذي أسس من
خلاله الفنان بابلو بيكاسو رؤيته الخاصة للعالم المُحترق تحت وطأة الحروب
المدمرة التي أنتجتها الآلة الفكرية والحضارية الغربية وهي تحاول أن تجد
لها في النظر إلى الآخر واختراق جسده المستور المبرر العقلاني الوحيد
للبقاء في واجهة الفعل الحضاري حتى ولو كلفه ذلك قلب المفاهيم الفنية
والجمالية من خلال إعادة التدليل على ما أكد عليه من انهيار للمفاهيم
الفكرية والجمالية الغربية أثناء الحرب الأهلية الاسبانية في لوحته
المشهورة (الجيرنيكا).
لم
يكن من باب الصدفة إذن، أن تؤرخ لوحة أوجين دولاكروا لبداية استعمار وأن
تؤرخ لوحة بيكاسو المستوحاة منها لبداية ثورة. الأكيد أن الفنان بابلو
بيكاسو المنهوك بمعايشته للحرب الإسبانية المتزامنة، في جزء منها، مع حربين
عالميتين مدمرتين للكينونة الغربية، لم يكن ليرى غير ما تراه الرؤية
الباريسية المتولدة عن جلسات السرياليين الحميمية، وعن بياناتهم المتجاوزة
لآفاق ما كانت تنظر له الرؤية الهايدجيرية من صرامة فكرية من جهة، وما كانت
تدعو إليه السارترية من التزام وجودي بقضايا الإنسان المعاصر من جهة أخرى،
حتى ولو أدى ذلك إلى اتهامه بحمل حقائب المجاهدين / الفلاقة الجزائريين
أثناء الثورة التحريرية.
ربما
كان التاريخ في حد ذاته، مجرد صدفة رقمية، أضاف لها التنسيق حمولة فكرية
لازمة بأصحابها، غير أن رمزية التاريخين لا تخبر عن دلالتهما الحسية
المتفجرة من الجسد الشرقي بوصفه أداة للاستهلاك البصري من وجهة العين
الغربية المسترقة للنظر فحسب، ولكن بوصفها مُولِّدا متجددا للشحنة الشرقية
القابلة للانفجار في وجه التصور الغربي المأسور داخل الآليات الإيديولوجية
التي تضع الجسد الشرقي في دائرة التهويل المؤدي إلى ترسيخ الصورة من خلال
تشكيلها بأدوات العصر وإعادة تحيين أيقوناتها الفكرية والجمالية وفق ما
تقتضيه مقترحات المرحلة التاريخية من تمزق في البنية الفكرية والجغرافية
للجسد الشرقي. ولعله من هنا كذلك، كان استغلال الغرب لهذا التصور من خلال
ما شهدته -وما تنبيء عنه- بداية الألفية الثالثة من:
-
تفجير الجسد (الفلسطيني) في وجه المحتل الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية
المحتلة، عن طريق ما اختُلف حول تحديد منطلقاته الإيديولوجية المُراوحة بين
المنطق الانتحاري والمنطق الاستشهادي ودلالاتهما المتخفية في الأنساق
المعرفية للخطاب والخطاب المضاد.
-
حرق الجسد في وجه الدكتاتور المحلي المالك للدولة المناولة للاستعمار من
خلال تفجير الغضب الكامن في الذات الشرقية التي طالما اتصفت بالصبر على
الأذى وتحمل المكابدات عن طريق أنموذج محمد البوعزيزي، فيما أحدثه فعل
الحرق من غليان أدى إلى تحولات اجتماعية وسياسية في خارطة الشرق (العربي)
لم تتضح معالمها ومآلاتها بعد.
-
تفجير الجسد في عمق التصور المعاصر للدولة الشمولية التي تنطلق من القوة
لتسخير الإرادة بوصفها فعلا كولونياليا مسيطرا لا على حاضر الآخر (العدو)
فحسب، وإنما على مستقبله كآخر قابل للتمرد، وذلك فيما أحدثه الحادي عشر من
سبتمبر من تغييرات جيوسياسية وتحولات استراتيجية أيقظت عديد المسلمات
النائمة في عمق الإنسان الشرقي عن التصور الغربي للجسد الشرقي بوصفه كيانا
جغرافيا.
ذلك
أن “تصوير عدو مجهول في صورة شيطان وإلصاق صورة “الإرهابي” به كي يبقى
الناس على غضبهم وحماسهم.. كلها أمور تمنح الصور الإعلامية قدرا هائلا من
الجاذبية والإثارة، وبالتالي يسهل استغلال ذلك التأثير الإعلامي في زمن
الأزمات والإحساس بعدم الأمان، أي على النحو الذي شهدناه في أعقاب اعتداءات
11 سبتمبر “كما يقول إدوارد سعيد”. وهي حالات يحملها الجسد الشرقي جرحا
نازفا في وجه الرؤية الاستعمارية للاستشراق التي طالما شكلت المخيال البصري
للإنسان الغربي في سعيه الدائم نحو قضم التفاحة الديونيسية للتخفيف من
النهم المادي المسيطر على التصور الغربي للوجود المفضي في متنه الفلسفي إلى
العدم حسب التعبير السارتري. ولعله السبب نفسه الذي جعل (إتيان دينيه)
(1861-1929)، وهو ينتقل من حالة التعميم إلى حالة الاستثناء في المتن
التشكيلي الغربي، يحوّل اسمه إلى (نصر الدين) بدخوله الإسلام ويكتب سيرة
متكاملة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم من وجهة نظر العين المبهورة
بما وراء الصورة كذلك، ليخبر عن إمكانية تجاوز الرؤية الغربية المنغلقة في
طرحها الاستعلائي من خلال انتقاله من مرحلة الاستشراق إلى مرحلة الإشراق،
وتكذيب استحالة تحقيقه سدّا منيعا في وجه كل محاولة لتطبيق نظرية التعرية
في الاتجاه المعاكس.
لقد تم التأسيس للتعرية بطرق ومناهج مختلفة لمنظومة استغلال الطاقة واستعباد الجسد واستغفال العقل من خلال ترحيل (Délocalisation) كل
ما لم يعد ترحيله خطرا على الذات المركزية الغربية، وكل ما لم يعد لبقائه
جدوى في صلب الذات المركزية الغربية من مرتجعات فكرية ومادية، وذلك من خلال
تغليف هذه المرتجعات في الصورة المؤنسنة تلعب
فيها الدعاية الممنهجة دورا مركزيا في إقناع الآخر بتفتح الذات الحضارية
الغربية على الجرح الشرقي المتخلف. ويتم بذلك ومن خلاله، تشغيل آلية إبهار
الذات الشرقية بأهمية الدور الذي يلعبه الغرب في إخراج الإنسان الشرقي من
براثن التخلف والجهل والأصولية، حتى ليبدو لأبسط من يتعامل مع واقع المجتمع
الشرقي المُنتج للتخلف -وهو جزء منه- أن هذه الصورة هي عين ما يمكن للشرقي
أن يتبعه إتباعا ولا عيب، ويتأثر به تأثرا ولا عقدة. ذلك أن الخلاص في
نظره لا يمكن أن يكون في هذه الحالة إلا بيد من بيده مفاتيح التطوير
والتعمير والتنوير. وهي “تفاعيل” لا حيلة للشرقي في توليد مفاهيمها، ولا
دور له في التأسيس لمضامينها، نظرا لانشغاله الحضاري بالنظر إلى نقطة
انجازاته السابقة وابتعاده المنطقي عن دائرة الفعل الحضاري النافذ في آنية
تحققه المادي المتولد من المنظورات العقلانية للفلسفة الغربية.
ذلك
أن القنوط العام الذي يستولي على تفكير المثقف الشرقي (العربي الإسلامي
خاصة)، لا يبدو في تأكيده على أحقية البحث عن الجسور الوهمية في المدونة
الاستشراقية وإعادة ترميم ما خلفه الدافع الكولونيالي للاستشراق من أثر
بالغ في الجسد الشرقي المستور بوازع “التعرية” المتعمدة، فذلك أصبح أمرا
واضحا للعيان بعد النتيجة الحتمية التي أدت إليها منطلقات الفعل الاستشراقي
ذي النزعة الكولونيالية في خريطة الكيان الشرقي، وإنما في ضرورة تغليب
الرؤية العقلانية في التعامل مع خطاب الآخر، لا بوصفه غربا باحثا عن زوايا
النور المتخفية في سماء الشرق الزرقاء كما تظهر رد الفعل الشرقي المبهور
بإنجازات الاستشراق ولكن في تجاوز المفهوم المصلحي للشرق الذي يجيد الغرب
استعماله في كل مرحلة تحت غطاءات حوار الحضارات مرة والتثاقف مرة والعولمة
مرة أخرى، من دون أن يكون للشرق القدرة الواعية على تفكيك توجهات النزعة
الكولونيالية الغالبة والمهيمنة على المشاريع الغربية وهي تحدد المنطلقات
والمآلات التي يجب أن يكون عليها الشرق من وجهة نظر غربية. وهي الرؤية التي
من المفروض أن تدرك أن “مفهوم الشرق مفتعل ويخدم أغراضا سياسية أكثر منها
علمية”، وأن الشرق كما تريد تكريسه النظرة الاستشراقية من خلال إعادة تشكيل
الجسد الشرقي “ليس شرقا فقط، بل الأصح ليس شرقا على الإطلاق، وإنما هو
مجاز للتابع الذي يشكله القاهر. ولهذا نجد آليات الاستشراق مستخدمة في
تعالي البيض على السود وفي استغلال الرجال للنساء”، كما تقول فريال جبور
غزول.
ربما
كان الجسد هو الدليل المادي الوحيد على تمرير فكرة الاستيلاء على أيقوناته
الفلسفية من أجل تجهيز خرائطه غير المكتشفة بما سيتعرض له من “تدنيس”
بالمفهوم الشرقي لا يطال بنياته المادية باعتباره (الموديل) القابل للبقاء
طويلا أمام الفنان وهو يحاول إعادة تشكيل فضاءاته العذراء، ولكن يطال كذلك الذات الشرقية بوصفها جغرافيا قابلة في أية لحظة للتعرض لما تسميه الفلسفة الكولونيالية الغربية الجديدة بـ “الحق في التدخل” (Le Droit a l’ingérence) نظرا
لما يعتري الجسد الشرقي من سكون، وما لحق به من تجمد جراء الثواء الحضاري
المتوقف بعيدا عن عجلة التاريخ، كما تحركها النزعة الكولونيالية المعاصرة
وفق المقتضيات المصلحية والضرورة التاريخية والإستراتيجية. “و لما كانت
استراتيجية الغرب تقوم أساسا على فهم واستيعاب (المغزو) فإن ما سبق وقاله
أحدهم عن الاهتمام بالشرق كوسيلة... (و ليس بذاته) يصبح مفهوما على صعيدين،
الصعيد الاستشراقي -المعرفي والصعيد العسكري- الاستلائي”، كما يقول خيري
منصور.
لقد
كان الجسد الشرقي في صورته المثلى (موديلا) ساحرا شكل تحديا بارزا بالنسبة
للرؤية الاستشراقية الفنية التي سادت طيلة القرن التاسع عشر وبدايات القرن
العشرين. وقد تزامنت هذه الرؤية الاستشراقية مع بداية المد الكولونيالي
الذي استعمل في محاولة تصفيته للذات الشرقية الأساليب الترويضية نفسها،
تجاه الشعوب ذات (القابلية للاستعمار) من دون مراعاة خصوصية هذه الذات في
ما هو أكثر حميمية بالنسبة لها، وهو الجسد. وربما كان هذا التزامن مطية
لتبلور كثير من الأفكار الكولونيالية في ترسيخ الوجود الاستشراقي في
المساحة المكانية والزمنية لفضاءات الانسان الشرقي. غير أن الفعل
الكولونيالي، ومن خلال تحوله إلى سلطة تنفيذية قاهرة، لم يكن لينتج في
الواقع الشرقي غير ما أنتجته لوحة (نساء الجزائر في بيوتهن) لأوجين دو
لاكروا في الامتداد الباطني الذي تعبر عنه لوحة “نساء الجزائر” لبابلو
بيكاسو بعد ما يزيد عن القرن من الزمن. وهي المدة التي قضاها الفعل
الكولونيالي الفرنسي في ضيافة الشرق (الجوائر) المستعد للثورة.
بقلم: عبد القادر رابحي
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق