السبت، ديسمبر 16

اخر خبر الاخبار العاجلة لنشر الاديبة منيرة خلخال رسالة الاستقالة من مهرجان الشعر النسوي عبر الانترنيت ويدكر ان مهرجان الشعر النسوي انتقل من الكرنفال الشعري الاستعراضي الى حلبة محاكم قسنطينة والاسباب مجهولة لمهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي 20 avril · إعلان - بناء على طلب إعفاء من مهمّة " محافظة المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي" الذي تقدّمت به لمعالي وزير الثقافة السيد عزالدين ميهوبي في مراسلة رقم: 136 مؤرخة في: 18/ 04/ 2016 لظروف خاصة وأخرى موضوعية وقد بذلت ما بوسعي ولم أذّخر جهدا طيلة الثمان (08) دورات من عمر المهرجان في سبيل أثر فاعل وفعّال يوافق إيماني الخاص وأهداف وزارة الثقافة من تأسيس مثل هذه المهرجانات . تمّ في العاشرمن شهر أفريل 2017 توقيع محضر تسليم المهام بين السيدة: منيرة سعدة خلخال المحافظة السابقة والسيدة: دليو أميرة المحافظة الجديدة للمهرجان وهي زميلتي بمديرية الثقافة لولاية قسنطينة حيث تشغل منصب رئيسة مكتب الكتاب والمطالعة العمومية . فالرجاء من الشاعرات والأساتذة وكلّ من لديه استفسار أو تساؤل حول المشاركة في الطبعة القادمة (09) الإتصال بها مباشرة . حظ موفق للجميع والله وليّ التوفيق . https://www.facebook.com/poesiefeminine/photos/pb.328088597299103.-2207520000.1513414544./1419337254840893/?type=3&theater

اخر خبر
الاخبار  العاجلة   لنشر   الاديبة    منيرة  خلخال  رسالة  الاستقالة  من  مهرجان  الشعر النسوي   عبر الانترنيت  ويدكر ان  مهرجان الشعر النسوي انتقل من الكرنفال  الشعري  الاستعراضي  الى حلبة  محاكم  قسنطينة والاسباب  مجهولة


إعلان
- بناء على طلب إعفاء من مهمّة " محافظة المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي" الذي تقدّمت به
لمعالي وزير الثقافة السيد عزالدين ميهوبي في مراسلة رقم: 136 مؤرخة في: 18/ 04/ 2016
لظروف خاصة وأخرى موضوعية وقد بذلت ما بوسعي ولم أذّخر جهدا طيلة الثمان (08) دورات
من عمر المهرجان في سبيل أثر فاعل وفعّال يوافق إيماني الخاص وأهداف وزارة الثقافة من تأسيس 
مثل هذه المهرجانات .
تمّ في العاشرمن شهر أفريل 2017 توقيع محضر تسليم المهام بين السيدة: منيرة سعدة خلخال
المحافظة السابقة والسيدة: دليو أميرة المحافظة الجديدة للمهرجان وهي زميلتي بمديرية الثقافة لولاية قسنطينة حيث تشغل منصب رئيسة مكتب الكتاب والمطالعة العمومية .
فالرجاء من الشاعرات والأساتذة وكلّ من لديه استفسار أو تساؤل حول المشاركة في الطبعة القادمة (09)
الإتصال بها مباشرة .
حظ موفق للجميع والله وليّ التوفيق .
http://anhaar.com/arabic/mobile/permalink/3144.html


































































































































































نتائج المسابقة الوطنية في الشعر النسائي
للدورة الثامنة من المهرجان الثقافي الوطني
للشعر النسوي:
- في الشعر العمودي :
قصيدة " ويبقى برجك العاجي "
للشاعرة: الغالية عيدوني (سكيكدة).
- في شعر التفعيلة :
قصيدة " سيرتا معلقة في القلب"
للشاعرة : مريم معوج (سكيكدة ).
- في شعر النثر :
قصيدة " وقسنطينة تكتفي بالبهاء "
للشاعرة : هند حميدة جودر (بسكرة) .
- في الشعر الشعبي :
قصيدة " قسنطينة العذرا "
للشاعرة : سعيدة لكحل (سكيكدة ).
وقد تكونت لجنة التحكيم من :
- ا.د عبد الله العشي ( جامعة باتنة) .
- ا.د عبد الحميد بورايو ( جامعة الجزائر) .
- ا.د ناصر اسطنبول ( جامعة وهران).
- ا.د جلال خشاب ( جامعة سوق أهراس) .
مبروك للجميع 

شعر:هند جودر
القصيدة الفائزة بجائزة : قصيدة النثر
في الدورة الثامنة للمهرجان.
وقسنطينة تكتفي بالبهاء
قالت بعد أن هزمتها الرياح
كانت قسنطينة تأتي
وكنت ألوّن بالشّفاه وجه الجفاف
كانت تبرق في معصم الأرض
وتعرق في مسافات الألق
تتجمهر في كبرياء الحجر
وتعلن للنازحين تعاليم العبادة...
في الزّقاق الأخير
عند الشّارع الأول
في رمق النّوافد والطّين
تعلّق ساعد الريح
تظاهرت أغنيات المالوف
تأنّقت ملاءات الساتان
وازدهرت على الأبواب الزّغاريد...
يتفاجأ العابرون
يندهشون
تبهر البلاغة عصر الشعراء
وقسنطينة تكتفي بالبهاء...
في الزّقاق الأخير
عند الشّارع الأول
يتباطأ الحفيف ويمشي إليك
زهد الكهوف
وشحوب الرصيف
وأشلاء الفراغ
وذاكرة تحتدم بصوتك الأنيق
حين اعتلتك الكآبة
وعطّر المطر شجر الصباح
حين قدّت من جبينك النساء
جوزية للعابرين
وقطيفة مطرّزة بذهب الذهول
في الزّقاق الأخير
عند الشارع الأوّل
تركضين...تركضين
أيّ حب يجرفني إلى مداك؟
يتعلّق جسر سيدي راشد
يتعملق عصر بأكمله
تتأنق طواجين الوليمة
تتزخرف صواني السويقة
ويرصّع ماء الزهر قهوة العشيّة...
ترتفعين وأسقط
أزحف أستعجل الوقت
وذاكرة تقتفي أثر الجنون
أتجوّل في شموخ الجسور
وأرعب صمت الأسئلة
في كل زقاق
عند أوّل الشارع
ينهب اسمك أقدام الأزمنة
وأغصان الدّوالي
ورائحة الحبق وأسماء العابرين...
تتبعثرين وأجمعك...
في خلاخل الممرّات
في أساور الصّوف
في أباريق النحاس
تتمايل الجميلات
تتحايل أعراس المدن
ويشتبه على قسنطينة البكاء...
في الزقاق الأخير
عند أوّل الشارع
وكأي حكاية قديمة
يطلع سيدي مبروك
وباب الرّحبة
وسوق العصر
وباردو اليتيم
ووادي الرّمال يتشابك بالدعابة...
كنت في ضيافة الريح
مفجوعة بلون الضباب
مكسورة في انحناء المساء
فتطلّين تمسحين زحف الرتابة...
في كل مرّة
كما في كل حين
يضجّ فيك المدى
وينتحر عصر الغياب
فأشرق في غروبك الخجول
ألوّح بالعناق لقنطرة الحبال
وأرتشف قهوة العصر على عجل...
أمتزج في صمت الضواحي
أرتعش في قبلك الشاسع
أقلّم ذاكرة بطيئة
أوشك على السقوط
أنكمش أسقط...
في الزّقاق الأخير
عند الشارع الأوّل
يندثر الصوت
تنجرف جداول البوح
فأكسر رتما بلون الحكاية
أبحث عن رئتي
فأصلي عند قدميك
أبتهل للصوامع العتيقة
أنفلق لشدّة البرق
أنغلق لفرط الكرم
تتصيّدني خصلات الطقس
تتفرّد بي غمزات المباني
وأشهق في ارتداد الصّوت
وأنزلق لارتكاب الشكل...
في الممرّات
والأزقة
والحوانيت...
بين السماء والأرض
تحملك على الراحتين صخرة
يحضنك صدر الله
كآية في كتاب يحميك الله...

لكل استفساراتكم ضيفاتنا الكريمات وضيوفنا الاكارم
الرجاء الاتصال بأمانة المحافظة :
031669902
031669909
خالص التحيات.


نص/عاصمة قلبي المعلّق...
لأنّ قلبي مُسافِرٌ إليكِ
مذ ربّاني وطني حمامةً
يصدح هديلها
بلغة تحاكي تراب روحي فيك
و تروي عني حُسنك المُغنى جدا..
كلّ مرة ، كلّ طلوع
لا تضع قصيدة الحُبّ
أحمرَ شِفاه ،
لا ترتدي حذاء السندريلا
كي لا تخشى منتصف ليل المدينة...
سأحبّكِ
كم لا أشتهي أعراس الغربة ،
و لا أرجو جواز عبور إلى سمائك الزرقاء...
أزورك سيّدتي
كما يحلو للحبّ ،،
للشعـر ،
لنبض الخريف بقلبي
فليسمح لي المقام
أن أعنيكِ أكثر،
و أن أحُطُّ عصفورةً
على جناحي حُلم يدلّلكِ
له سينه و عينه و النور المتوارَث ؟
لأنّكِ شرق القلب و نبرته
يجلِدُك مهرجانُ الدّنيا
بحُرقةٍ عربيةٍ تواصلُ عامَها
الإفتراضي...
لا تكفيني سنةُ عُمرٍلأغني *مالوفي*
الذي يعتذر لإثنتي عشرة شهرا
من الفنّ المرسوم في لوحة
على صخرة باردةٍ جدّا..لا
لا
لا يردّني عن جسر التاريخ
جُند القصر والحصر/
لا أحدَ دعاني لأعشَقَ
وحده الله.
صورية إينال 18/10/2015


الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة الثقافــة
المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي
- الدورة الثامنة –
من 06 إلى 11 ديسمبر 2015 بولاية قسنطينة
إعـلان
المسابقة الوطنية للشعر النسائي
القانون الداخلي:
تنظم محافظة المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي في إطار الدورة الثامنة للمهرجان مسابقة وطنية تثمينا و تحفيزا للإبداع الشعري النسائي.
المادة الأولى: تفتح مسابقة حول : قسنطينة في الشعر النسائي
تحت شعار: قسنطينة :" القصيدة . . المعلقة "
و تكون المشاركة بقصيدتين في مجال:
- الشعر العمودي.
- شعر التفعيلة.
- قصيدة النثر.
- الشعر الشعبي.
المادة الثانية: تفتح المسابقة ابتداء من تاريخ صدور هذا الإعلان في الصحافة المكتوبة
وعبر شبكة الانترنيت ويحدد آخر أجل لاستلام الأعمال بتاريخ : 15 جويلية 2015.
المادة الثالثة: المسابقة مفتوحة لكل الشاعرات الجزائريات من مختلف الأعمار و الولايات، وتستثنى الفائزات في الدورات السابقة من المسابقة.
المادة الرابعة: تسلم الجائزة للفائزة الأولى في كل جنس شعري:
- الجائزة الأولى في الشعر العمودي تقدر قيمتها بـ:150.000.00 دج
- الجائزة الأولى في شعر التفعيلة تقدر قيمتها بـ: 150.000.00 دج
- الجائزة الأولى في قصيدة النثر تقدر قيمتها بـ: 150.000.00 دج
- الجائزة الأولى في الشعر الشعبي تقدر قيمتها بـ: 150.000.00 دج
المادة الخامسة: يجب أن لا تكون هذه الأعمال قد سبق نشرها أو شاركت في
مسابقات أخرى أو فازت في إحدى دورات المهرجان.
المادة السادسة: تكون المشاركة بقصيدتين.
المادة السابعة : تقدم الأعمال مرفقة باستمارة المشاركة.
المادة الثامنة : ترسل الأعمال المشارك بها إلى البريد الالكتروني :
Poesiefeminine.constantine@gmail.com
أو عن طريق الفاكس: 031.66.99.02
المادة التاسعة: تنشأ لجنة تحكيم تتكون من أساتذة ومبدعين وقراراتها غير قابلة للطعن.
المادة العاشرة: تطبع الأعمال الفائزة إلى جانب أعمـال المهرجـان الثقـافي الوطني للشعر النسائي في كتاب.
محافظة المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي، مديرية الثقافة،حي بوالصوف الكلم السابع طريق عين السمارة - قسنطينة.
Email : poesiefeminine.constantine@Gmail.com : الهاتف/ الفاكس: 00.213.31.66.99.02
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة الثقافــة
المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي
- الدورة الثامنة –
المسابقـــــة الوطنية للشعـــــر النسائي
استمارة المشاركـة
الولاية:.........................................................................................................................................................................................
الاسم واللقب:....................................................................................................................................................
تاريخ ومكان الازدياد:.................................................................................................................................
رقم بطاقة التعريف الوطنية :............................................. الصادرة بتاريخ:.................................
العنوان الشخصي:.........................................................................................................................................................
رقم الهاتف (محمول أو ثابت):..........................................................................................................
البريد الإلكتروني:.......................................................................................................................................................
المستوى العلمي:..................................................................................................................................................
النشاط الأدبي:.....................................................................................................................................................................
الجنس الشعري المشارك به:....................................................................................................
عنوان القصيدة الأولى المشارك بها:.............................................................................
عنوان القصيدة الثانية المشارك بها:..........................................................................................
أتعهد بعدم نشر النص أو المشاركة به في مسابقات أخرى
توقيع المشاركة

Commentaires
ﻧﺎﺩﻳﺔ العياطي
ﻧﺎﺩﻳﺔ العياطي
للأسف سيدتي لم نتعود حضوره بل نم توجه لنا دعوة على مدى دوراته الثمانية لجدّ الساعة على الرغم من مشاركتنا في مسابقاته ..وإرسالياتنا لكم بالمشاركة او حتى حضوره رغم بعد المسافة من جوهرة الغرب الجزائري تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011_2012..وعاصمة الشرق مدينة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس ...الحمد لله عسى الطبعة الناسعة توفي العدل وتسلط الضوء على المحرومات ..او المهمشات ...او اللواتي طوين في ذطيّ النسيان ....اللهم استجب ..اللهم اسمع نداءنا ...لمن يستجيب

L’image contient peut-être : 2 personnes, ciel, bus et plein air


L’image contient peut-être : 1 personne, assis et gros plan


L’image contient peut-être : 3 personnes, personnes assises et gros plan

في الصورة :
المذيعة القديرة نادية شوف (قسنطينة )
والشاعرتين المبدعتين :
صليحة لعراجي (سيدي بلعباس)
ونصيرة بن ساسي ( وهران)





Salima Melizi
صباح النور لكل القائمين على هذه المجموعة وأيضا على المهرجان النسوي للشعر . كنا نتمنى أن يكون لنا حظ للمشاركة في المهرجان هذه السنة لكن ..؟ بكن اعتقد أن التهميش يبقى حتى ولو فرضنا انفسنا بقوة في الساحة الابداعية في الجزائر .. والكل يغني لليلاهُ ..؟؟؟ شكرا لكم الأديبة والشاعرة والصحفية سليمة مليزي
Supprimer
MissKazem Karima
MissKazem Karima
تحياتي على التواصل الاتصال يكون عن طريق الايمايل او الهاتف






http://aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=50149



انطباعات عائدة من المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي
بقلم : جميلة طلباوي
إطلع على مواضيعي الأخرى 
[ شوهد : 779 مرة ]

كما زمرّدة معلقة بين السماء و الأرض بدت قسنطينة "القصيدة المعلقة"مزدانة بمقامات الشعر و النثر و الموسيقى و كل ما يمكن أن يبهرك من فنون كما يليق بعاصمة الثقافة العربية ضمن الطبعة الثامنة للمهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي من 06 إلى 11ديسمبر 2015م.
طبعة كان محورها المدينة في الشعر النسائي العربي المعاصر. مهرجان عرف كيف يؤثث جمالية المشهد الثقافي في مدينة العلم قسنطينة فإضافة إلى المحاضرات و الأمسيات الشعرية نظم على هامش المهرجان معرض للكتاب برزت فيه المرأة الناشرة إلى جانب أخيها الناشر في ثنائية جميلة لآدم و حواء في محراب الكتاب. إضافة إلى معرض للفنون التشكيلية برزت فيه المرأة المبدعة في هذا المجال باقتناص جمالية الضوء بدفقات ساحرة للون المخاتل في منعرجات الخطوط و الظلال و الأشكال التي تقول جوانية الأشياء. و التخت الأصيل العود كان حاضرا في هذه الطبعة من خلال أساتذة عازفين من بيت العود العربي بقسنطينة ..لمسات للجمال رافقت الشاعرات لتشي بذوق راق للسيدة منيرة سعدة خلخال محافظة المهرجان كيف لا و هي الشاعرة الرقيقة.
ضيفة الشرف كانت الأديبة الكبيرة و المجاهدة و الوزيرة السابقة السيدة زهور ونيسي، هذه المرأة الرمز التي كانت كما السنديانة الشامخة تنعم المبدعات بظلالها الوارفة، فكانت تستمع إلى نصوصهنّ باهتمتم و محبة، تشجعهنّ و تناقشهنّ، فلا يملكن أمام عظمتها و كرم أخلاقها و أمومتها إلا احتضانها و التقاط الصور معها، كما خصتها الأستاذة الدكتورة آمال لواتي بمداخلة تناولت من خلالها المنجز الأدبي لهذه الأديبة الكبيرة و المجاهدة و المرأة الرمز ابنة مدينة قسنطينة.
فقرة المحاضرات كانت ثرية بتنوع المواضيع و المناهج و بالحضور المتميّز للأساتذة الأجلاء أ.د .الدكتور عبد الحميد بورايو وأ.د. عبد الله العشي ود. سعيد بن زرقة أ.د آمنة بلعلى إضافة إلى أساتذة و أستاذات من مختلف جامعات الوطن الحبيب.
الشاعرات المشاركات أبدعن في نصوصهن، قلن باقتدار القصيدة العمودية و شعر التفعيلة و قصيدة النثر، كانت من بينهنّ الشاعرة القديرة الدكتورة ليلى لعوير التي شاركت في كتابة أشعار ملحمة قسنطينة، كما كان الفضل للمهرجان في معانقة الشاعرات المغتربات للوطن من خلال المشاركة في المهرجان فحضرت ناصرية العرجة من نيويورك و حضرت نصيرة طولبة من مارسيليا و تلاقت الشاعرت من شمال البلاد و جنوبها ، من شرقها و من غربها. كما تألقت الشاعرات الفائزات في المسابقة الوطنية و هنّ يقلن قسنطينة الجمال و التاريخ و الحضارة.
حضور الوزير الشاعر الأديب عز الدين ميهوبي كان له بصمة خاصة بإلقائه لكلمة ثمّن فيها جهود القائمات على هذا المهرجان ، الوزير الشاعر الذي فاجأ الحاضرين و هو يبدي إعجابه بالقصيدة العمودية الفائزة بالمرتبة الأولى مقترحا على السيد والي قسنطينة الذي التحق بالحفل نظرا لارتباطاته أن يستمع إليها داعيا صاحبتها الشاعرة الشابة الغالية عيدوني لاعتلاء المنصة و إعادة إلقائها في إشارة من مسؤول شاعر إلى أهمية وجود الشعر في حياتنا كجزء من حضارتنا و كسبيل للرقي و كقرين لأيّ تقدم نطمح إليه.
شكرا لك قسنطينة كم أنت شامخة ، قصيدة ستظلّ الأجيال ترتلها أبياتا من سحر و جمال.



https://www.facebook.com/poesiefeminine/photos/pb.328088597299103.-2207520000.1513

s
Commentaires
المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي
الأديبة القديرة أم سهام ، الشاعرة الجميلة بديعة عفان بوقطة، الفنانتين التشكيليتين القديرتين: سهيلة بلبحّار و ليلى فرحات ، الشاعرة منيرة سعدة خلخال والشاعرة الرائعة صليحة رقاد ..
Supprimer
Mayss Oune
Mayss Oune
اكتب باصابع مترددة تبحث عن فرصة لتنطلق في عالم الشعر ارجوا 

L’image contient peut-être : 4 personnes




نشط وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، اليوم الأحد 15 ماي 2016 ندوة صحفية بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر، وبعد كلمة ترحيبية بإطارات قطاع الثقافة، ممثلي الوسائل الإعلامية وكذا الفنانين والمبدعين الذين حضروا هذا الموعد الثقافي الهام المخصص لبرنامج ورزنامة مهرجانات سنة 2016 أكد السيد الوزير أن عملية إعادة ضبط المهرجانات تمت وفق عمل منهجي ودراسة متأنية وموضوعية لكل مهرجان، بمشاركة الفاعلين والمشرفين على هذه التظاهرات وباستشارة مديري الثقافة ومديري دور الثقافة.
مشيرا إلى أن المخلفات المالية لطبعات سنة 2015 ستستغل لتمويل دورات 2016. مع وضع دفتر شروط عام يتسم بالدقة، الصرامة والمرافقة الإيجابية لكل الفعاليات، ومن جهة أخرى تطرق معالي الوزير لتنظيم دورات تكوينية لمحافظي المهرجانات لتدريبهم على الإدارة المالية والتسيير الجيد لمختلف الأنشطة.
وأضاف السيد عز الدين ميهوبي إلى أن الرصيد المتبقي من الأموال المخصصة لسنة 2015 والذي تمت الاستفادة منه لسنة 2016 بلغ 39.28 % .
الإنفاق في سنة 2016 مقارنة بعام 2015 حقق فائدة بلغت نسبة 43.64%
أهم التغييرات التي عرفتها الرزنامة الجديدة تتمثل في:
- تقليـص عدد المهرجانــات حيث بـلـغـت: 28 دوليــا، 31 وطنيــا، 18 محليــــا.
- التحكم في الإنفاق والميزانية وذلك بتقليص أيام المهرجانات وعدد المشاركيـــن.
- توقيت المهرجانات، حيث ستكون هناك مهرجانات سنوية وأخرى سنتين.
- مـهـرجـانـــات سـتـتـحـول من دولــي إلــى وطـنــي.
- تغيير الاسم مع الحفاظ على نفس الموضوع والأبعاد.
- الاكتفاء بدعوة المهنيين فقـــــــــط.
- جمع بعض المهرجانات المتشابهة.
- تعليق بعض المهرجانات التي تعرف إجراءات إدارية إلى حين البث في أمرها.
- وضع برنامج خاص ل12 ولاية من تنظيم المهرجانات التي لا تتوفر على هياكل احتضان فعاليات كبرى، لتنشيط الفعل الثقافي فيها.
وأكد السيد الوزير على دور المهرجانات الدولية في ترويج الصورة الثقافية للجزائر على المستوى الدولي.
كما أشار لدستور 07 فبراير 2016 المعدل والذي أقر بدسترة الثقافة معتبرا إياها حقا من حقوق المواطن تكفله الدولة، كما يتطلب منا بدل مجهودات من أجل تقديم ثقافة نوعية للمواطن الجزائري.



ذكرى من تيديس ,,,قسنطينة القديمة أو عندما تفتح القبور صدورها ....
حين تفتح القبور صدورها
قبل اليوم لم أكن معنية بفتح قبر ، بل كان الأمر بالنسبة لي يدعو للإشمئزاز ، لكنّه تبيّن لي بأنّ فتح قبر لا يختلف عن فتح ذاكرة حين يتعلّق الأمر بالتاريخ، كان هذا عندما وقفت في متحف سيرتا أسمع شرح المرشد السياحي، كيف أنّهم عرفوا جزء كبيرا من تاريخ تيديس (قسنطينة القديمة ) بعد فتح قبور تعود الى الفترات النوميدية و البونية و الرومانية ، عرفوا أدق تفاصيل أولئك الذين عاشوا في تلك العصور الغابرة و مشوا على أرض قسنطينة، على تربتها مثلما نفعل نحن اليوم و تطاير الغبار تحت خطاهم ، نفس الغبار الذي تطاير تحت أقدامنا و نحن نمشي في شوارع و أزقة هذه المدينة الفاتنة و قد نستحضر قول الشاعر: خفّف الوطأ ما أظنّ أديم ال * أرض إلا من هذه الأجساد عرفوا الكثير عن تلك الحقب البعيدة عندما فتحوا قبور أولئك الذين نحتوا التاريخ بسواعدهم و أفكارهم ، و لم ينسوا في رحلتهم الأبدية أن يأخذوا أثاثهم الجنائزي الذي ينطق اليوم نيابة عنهم جميعا و يحكي أحلامهم ، آلامهم و تفاصيل الحزن و الفرح في حياتهم . لا يهمّ أن يكون القبر لماسينيسا أشهر ملوك الأمازيغ القدماء أو لغيره، المهمّ أنّك ستجد أشياء الماضي تحفظ لنا ذاكرتنا ، ستجد أيضا الوفاء يتوسّد قبرا ، ستتساءل كيف فكّروا في تزويد متاع الميّت بجرعات وفاء في رحلته الأبدية، أرادوها قنّينة صغيرة من فخار تملؤها الأرملة بدموعها ثمّ تضعها في قبر زوجها و كأنّها تقول له ، هذا بعض إكسير الحياة لا تنهيه الموت.صحيح أنّنا لم نجد قنّينة مماثلة لرجل ليعبّر بها عن وفائه للمرأة ، فالرجل عادة ما يكره أن تظهر دموعه فكيف له أن يحتفظ بها في قنّينة ، هو أراد شيئا آخر احتفظت لنا به القبور ، لقد أبدع رجل قسنطينة القديم في الفسيفساء التي تزيّن قبر المرأة و كأنّه بذلك أراد أن يهديها في رحلتها الأبدية الجمال الذي كانت تتوق له دائما فتبدع في الزينة لتبدو في نظره الأجمل ، وفاء لها أراد أن يكون قبرها الأجمل . القبر قاطرة إلى عالم آخر فيه من الدهشة و الغموض ما دعا رجل قسنطينة القديم للتزوّد بمتاع أراده أثاثا جنائزيا . آه لدموعك أيتها القسنطينية احتفظت بحاملتها القبور القديمة وهي ترسم ذاكرتنا بكلّ تعاريجها لتكتمل الصورة عن القسنطينية التي طالما عبرت شوارع و أزقة قسنطينة بالملاءة السوداء حزنا على الباي ، هذه المرأة الشامخة كالصخرة التي بنيت عليها قسنطينة فمنحتنا شعورا بأنّها ترفعنا لتجعلنا أقرب إلى السماء فكان لا بدّ أن نمطر شعرا و لم يكن شيء ليسعف هذه المرأة سوى قصيدة تنبع منها أو تعطّر المدينة ، كان لا بدّ أن يكون الشعر قدر قسنطينة التي نزعت عنها الملاءة السوداء ليظهر نقش الزمن الجميل في تفاصيل قندورة القطيفة و أنغام المالوف بمذاق طمّينة اللوز. آه قسنطينة ، أدركتُ الآن أنّك تعلّميننا كيف أنّ القبور فتحت صدورها لتعرّي ذاكرتنا المثخنة بالدموع و الجميلة بهذا الزخم من إبداع رجل قسنطينة القديم في الفسيفساء و الفخار . كنّا نتنقل في أروقة متحف سيرتا بين ما احتفظت لنا به القبور وبين تلك التماثيل التي أبدع فيها إزميل البونيين ، النوميدين و الرومان ، لم تكن مجرّد تماثيل بالنسبة لهم ، بل آلهة يبجلّونها و ينتظرون عطاءها و يسعون لرضوانها، ابتسم أحدهم و قال لنامازحا : هيه، هل اخترتم إلهكم؟ السؤال نزل بي الى قاع القبر و امتدّ بي الى تلك الحقب و أعدت السؤال : لو عشنا في هذه العصور أي الآلهة كنّا سنختار، و هزّتني ضمّة القبر لأحمد الله الذي ارتضى لي ديني. تمثال آخر هذه المرّة من البرونز للمرأة المجنّحة رمز النصر كان يستحضر الملاءة السوداء للقسنطينية و يستبدلها بأجنحة الملاك ، أجنحة للتحليق في عوالم الجمال و السلام و الإبداع ، يوحي لي بأنّ النصر كان هذه المرّة للقصيدة و لقسنطينة الشاعرة التي مرّت بجسورها نسائم الكلمات تعلّق القلوب بحبّ مدينة شامخة فوق صخرة صلبة تعلّمنا الصبر و تعلّمنا النّحت بالحرف و تحفظ ذاكرتنا ، ليس ذاكرة الجسد فحسب بل ذاكرة أمّة فلقد تعلّمت في قسنطينة بأنّ الذاكرة بها قبور لا بدّ من نبشها و فتحها كلّما تعلّق الأمر بالتاريخ ، كان لا بدّ لقسنطينة أن تعلّمنا أشياء كثيرة فهي مدينة المعلّم الذي كرّس حياته للعلم و التعليم و هو العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله. بهذا أوحى لي تمثال البرونز ، بأنّ قسنطينة تستحق ملاءات من فرح مذيّلة بأحلام كبيرة تتحقّق كلّما هفا القلب إلى الجسور أو قالت امرأة قصيدة. قسنطينة الشاعرة كوني دائما شامخة ، كوني بخير ليرتاح من في القبور ، ليرتاح عبد الحميد بن باديس و مالك حدّاد..لترتاح القبور في ذاكرتنا
بقلم : جميلة طلباوي.





ذكرى من المهرجان للشاعرة سميرة بوركبة

L’image contient peut-être : intérieur





lundi 16 janvier 2012
د / منى بشلم.
موضوع المدينة في شعر منيرة سعدة خلخال
حتل المكان في المتون الشعرية المعاصرة مكانة هامة، أيا كان نوعه،و المدينة واحدة من الموضوعات المكانية التي يرسم من خلالها الشاعر بيئته مرتكزا إلى معالم مرجعية أو حتى لأفكار مثالية، أقرب إلى الحلم منها إلى الفلسفة.أو يتخذها مطية لتمرير مواقف أومشاعر أو حتى إيديولوجيا معينة،لذا تتعد دلالاتها،حتى أنها لم تعد تقنعبالقراءة الانطباعية العجلى، بل إنها بكثافة دلالاتها تفرض على القارئمعاملة النص كقيمة «موضوعية،و من حيث هو صورة عفوية و بنية صغرى لبنيةكبرى هي العالم بكل تجلياته»[1] و قد اختزلها الناص في بضع كلمات أو أسطر لتحمل العالم بوجهيه المتداخلين زمانا و مكانا.
غير أن التجليات الشعرية للمدينة لاتقتصر على الشعر المعاصر، بل على العكس تماما فقد ظهرت المدينة في أقدمالمدونات الشعرية، لا يمكن القفز عليها و نحن نفتش في هذه الوحدة عندشاعرتنا منيرة سعدة خلخال،فبالمعرفة المتعلقة بالوحدة يتجلي تفرد هذهالتجربة في تعاملها و هذه الموضوعة؛ملامح الإبداع و نقاط التقاطعها وتجارب شعرية أخرى، من أجل ذلك نقتطف أهم المحطات التي قطعت المدينة على خطالشعر، ونبدؤها من البداية،تحديدا من أشعار الإغريق الذين تغنوا بها،فكانت مدينتهم الأثيرة ذات« وحدة حضارية متكاملة “تسوّرها أصول المنطقوالعقلانية” ،وتكثّفها وتسمو بها الإبداعات الشعرية. لقد كانت موضوعاأثيرا لدى شعرائهم، فـ “الشاعر الإغريقي لم يجد موضوعا أشدّ وقعا في النفسمن رؤية احتراق مدينة أو الوقوف على أطلالها»[2]فقد كانت ذاتً يتغنون بها و يبكون خرابها،و على رأسهم هوميروس الذي نقل ماتعرضت له بعض المدن من حرائق و خراب. غير أنهم لم يقتصروا على الافتتانبها ، بل وصفوها في جانبها السلبي حين تحولت إلى تكدسات للأحياء والتجمعات البشرية، و طغى عليها سوء خلق الجواري، و حتى لا يصطدم بمدينتهالقدسية اتجه صوب الحقول غير معترض على النظام الإلهي الممثل في صورةالمدينة ، ثم إن الحقول الصق بعاطفة الحب من المدينة.
غير بعيد عن هذه الصورة القدسية، نجدالمدينة في الفكر المسيحي في العصور الوسطى ترتبط بالقدسي فهي عند القديسأغسطيوس “دير الرب” اكتسبت جلالا و قدسية، بجمعها بين الكنائس الدينية، والجامعات العلمية، لتنزاح عن هذه الصورة الجليلة، في القرن التاسع عشر،رغم احتلالها مساحة كبرى من جسد الشعر في هذا العصر،لترتبط بالضياع والاغتراب، و العزلة و الجدب الروحي«المدينة البودليرية هي موطنالمتناقضات، والفوضى و القبح و البؤس و الضوضاء و البشاعة، إنها الموطنالذي فيه يلاقي اله الحب تحولا قاسيا …و يتجلى تحت شعار الدعارة »[3]ثم يوسع بودلير نظرته من خلال ما يسميه “ملذات الرعب” و اعتماد عبارات ذاتدلالة غير محددة مثل “المتاهة الموحلة”، “اختلاط المدن الحية” “المحيطالأسود للمدينة النجسة” و ربطها بعبارات مثل جحيم و جهنم، و ألفاظ من نفسالعائلة اللغوية. هذه النظرة التي أثرت في الشعراء المحدثين فتأرجحوا بينموافقته و الاختلاف معه.
أما ويتمان الشاعر الأمريكي «فقد وقفموقفا مغايرا من المدينة،بحيث منحها ثقته، و مجد ما فيها من عمال و أزقة،و زحمة خانقة،إنه كان نبرة معاصرة راضية»[4] تحاول النأي بالمدينة عما ألحقه بها بودلير، فهي لم تعد “متاهة البذخ و جهنم اللذات” بل يصورها صناعية تجمع الأنشطة الإنسانية.
أما نهاية القرن فساقت ديوانا يجمع بينالمدينتين و يتجاوزهما في الوقت نفسه، بما يقتضيه منطق التطور، إنه “نتفالعشب في المدن ذات الأذرع المميتة” لصاحبه “فيرهاردن” حيث يسقط عنالمدينة اسمها و صفاتها وتقاليدها ، لترتبط بفرع جديد لم نصادفه قبلا إنهالاعتداء على العالم و افتراسها إياه، تشع منها الغربة والوحدة و الغم،وتمتد عدائيتها إلى ما يجاورها من البراري و القرى فتقتل مظاهر البهجةبها.هي مرة أخرى مدينة صناعية لكن بحس أعمق هذه المرة فأدواتها ليستامتدادا طبيعيا للجسم، و ماديتها تقتل إنسانية الإنسان، و تفرغ عاطفة الحبمن كل مضامينها، و تحولها إلى تضاجع لا لكائنات حية بل لكتل لحم عديمةالشكل، غير مميزة الملامح.
يُقطع هذا القدح في شخص المدينة عندفيرهاردن ليفسح المجال لموقف حماسي مشع بالأمل ، فتغدو مطرحا لألوهيةمبهمة، و هي تتفرع لتلامس موضوعا آخر هو أعمالها العظيمة التي تحققالحاجات الأساسية لإنسان يعيش هذا العصر.هكذا تستمر المدينة موضوعا أساسياعنده، فتتأرجح بين التأليه و الانحدار إلى حضيض الحيوانية.
يمتد تأثير هؤلاء الشعراء الثلاث علىشعراء آخرين، فيفرز موقفين متناقضين،حيث تبنى البعض فكرة العصرنة، وانتصرللمدينة الصناعية ، بينما ثار عليها آخرون و أخذوا يفضحون شرورها، منأمثال جون وين، رومانن، و رامبو في أمريكا ، و التعبيريون بألمانيا الذينربطوها بالعظمة القاتلة ، و الخراب الشامل، أما بانجلترا فإن الهجاء المرو التهكم اللاذع يبلغ ذروته عند ت.س.اليوت « فالتيمة الأساسية التي تترددفي شعره،هي ضياع الإنسان في صحراء المدينة الهائلة،المشعة للإحساس بالزوالو الفناء، المضخمة للشعور بالوحدة و الغربة»[5] التي لا تعثر بها إلا على الضجيج المتعالي، و الغبار،و أناس ينفثون حسراتهم.
هذه الصورة المفجعة للمدينة لم تقف عندحدود التأثير على موضوعات القصيدة بل تعدتها إلى لغتها، التي أغرقت فيالاضطراب و الفوضى، و الميل الواضح إلى التعقيد. فكما هو العلم الطبيعيللمدينة، القصيدة أيضا فقدت الشعور بالارتياح النفسي و الجسدي.
أما من شعرنا العربي فنقتصر على الشعرالعباسي و الأندلسي لازدهار المدن في عهدهما،من الشعر العباسي يبرزالمتنبي منتصرا للبداوة مفضلا لها على الحضر الذي يرتبط بالتصنع والتكلف،غير أنه لم ينطو على نفسه بل وقع في صدام عنيف مع مجتمع المدينةكلفته شعورا عميقا بالغربة ؛هي غربة فكرية أكثر منها نفسية.
أما بالأندلس فقد بلغت المدنية ما لمتبلغه في غيرها من الحواضر،فقد افتتن بها أهلها فكانت جنة الخلد كما يقولابن خفاجة، فارتبطت بالخضرة و العذب من المياه، و نعيم العيش…و لما انقلبالحال و سارت إلى الحروب و غزاها الصليبيون ، تحولت إلى موضوع رثاء، فصارتالفردوس المفقود، و انقلب حبها اشتياقا لها ،حنينا جارفا.
بين الأسى و الإعجاب يطفوا موقف سلبي منالمدينة الأندلسية، التي غرق أهلها بملذاتها، و اللهو و المجون، حتى تسطحتالتجربة و خلت من المعاني العميقة، و تبعت الزينة الشكلية تماما كالمدينةالأندلوسية، هذه الحياة أشعرت عددا من الشعراء بالاغتراب و هم في حضنالوطن الأم فـ « يتكثف الحزن و تتعمق المأساة،ليبرز التشكي طورا،والانعزال و النفي الذاتي أطوارا أخرى»[6]،و قد عبرت الذات الشاعرة عن وعيها بالغربة التي تعيشها في هذه المدن، وحاولت رفع هذا الشعور بالاتجاه إلى النقد الاجتماعي الذي مس في جانب منههندسة المدينة، فالغزال مثلا يعترض على مظاهر الترف في بناء القبور التيتشبهت أشكالها بالقصور.
أما في الشعر المعاصر فإن المدينة موضوعبارز، فما من شاعر إلا و أدلى بدلوه فيه، متخذا موقفا منها، أي كان سلبياأو إيجابيا.هي عند الشعراء النازحين من الريف مرتبطة بالضياع و التوجس.كان الجدار أول ما عاينه منها السياب، والبياتي،و فاروق شوشة و حجازي،الذي سحقه و خنقه الجدار ليمثل رمزا للمعاناة التي تخلقها المدينة،التي لمتمنحهم الشعور بالارتياح فجاءت في أشعارهم «موسومة بسمات التضايق،فهيحزينة،شاحبة،مؤلمة، وهي صفات نابعة من داخل الشعراء»[7]لا مما تلمح أعينهم من مظاهر ، بل مما انطبع في النفس بعد لقاء المدينة، وسنجد في البدايات الأولى للتطرق لموضوعة المدينة الملامح التي كنا وجدناهاعند الشعراء الغربيين، من تبرم بالضجيج و رفض لوسائل النقل السريعة، وتفاقم للفقر، الكثافة السكانية..و غيرها.
ثم يأتي تعامل أكثر نضجا و الموضوع أسسأصالة الرؤيا و التشخيص، كاشفا للصراعات الاجتماعية و السياسية والحضارة،فهي عند سعدي يوسف عالم مزيف مرعب “مدنه تتسول النور”، ترتبطبموضوع القهر الاجتماعي عند عبد الصبور، وهي القاهرة الرافضة عند أحلاممستغانمي،وهي المدينة الغابة يأكل القوي فيها الضعيف،إنها القبح و الخوف والجريمة في قصيدة “في الليل و المدينة و السل” للبياتي. ثم هي التدليس والتزوير عند حمدي بحري، و ربيعة جلطي، و خليل حاوي.[8]
لم تغب الموضوعات السياسية عن ثيمةالمدينة بل إنها كانت سبيلا لطرح موضوعات القهر السلطوي السياسي، ورضوخالشعوب، و افتقاد الكرامة الإنسانية، و تردي الأوضاع ، و مرة أخرى التدليسو التزوير لكن هذه المرة في علاقة السلطة بالشعب، لا كما تجسد سابقا فيالعلاقات الاجتماعية، غير أنها لم تأت صريحة بل لبست القناع الأسطوري رمزامرة ، و التهكم مرة ثانية كما هو الحال و الشاعرة المغربية مليكة العاصميو هي تصور المفارقات التي تحكم الواقع المغربي.
هذه الموضوعات السياسية و الاجتماعيةارتبطت غالبا بالإحساس بالاغتراب، الذي هيمن على غالبية القصائد المتمحورةحول المدينة،و الذي يرى بعض النقاد أنه لا يعدو كونه تأثرا بشعراء الغرب،في نقمتهم على حضارتهم المادية، في حين تثبت القراءة المتأنية للشعرالعربي أن « الوعي المغترب لدى الشاعر العربي المعاصر نابع من محنة ذاتيةو واقع قهري، و وعي بالوجود تعيس »[9]و هو يواجه انشطاره بين عالمين العربي المتراجع المتقهقر باستمرار، و عالميتقدم برؤاه المستقبلية الواعدة،فلا هو متجذر في الأول بسبب رفضه لماضيه وحاضره الذي يظلم و يجوع و يقهر فئة لتنعم أخرى، و لا هو منسجم مع الثانيلأنه الآخر القاهر العدو المستعمر.
المدينة في شعر منيرة سعدة خلخال:
تفر الأبيات في هذا المتن الشعر مبتعدةعن نطاق الحواس حتى و هي تستجلي المدينة ، هذا الفضاء الذي يطوق حواسنا ويحاصرها، فإذا منيرة سعدة خلخال تطوقه بمشاعرها، و سبحاتها في عوالم الروح، تحاصره بكونها الداخلي لتعيد تشكيل المدينة،فتنقلب مرآة لنفسية الشاعرة، فتتقلب بين التفاؤلية ، و التشاؤم ، بين منح الأمان و التيه في الشعوربالغربة، متقلبة بتقلب مزاجات الشاعرة، المرتبطة في أحايين كثيرة بمزاجالوطن، الموضوعة اللصيقة غالبا بثيمة المدينة. فإن نحن عدنا إلى الظرفالتاريخي ألفينا هذا الوطن هو خالق تلك الحالات النفسية التي سيطرت علىعدد من قصائد منيرة سعدة خلخال.
قصائد تتوارى فيها التفاصيل الحسية تماماكما اختفى الجسد، و كأن الشاعرة تؤسس لكتابة نسوية من نمط مغاير، كتابةالروح في تحليقها ..لكن بالأجواء الداخلية للنفس. هي ذي شاعرتنا إذن و هوذا أيضا موضوعنا الذي حاولنا الإمساك بحدوده الطبوغرافية، و هندسته، فلمنعثر عليها بل وجدنا أنفسنا نعالج الفضاء الجغرافي معالجة الحالة النفسيةفما هذه الثورة على المحسوس منيرة،و أي مدينة مغيبة المعالم، مكشوفةحضاريا و عاطفيا.
و لعل السؤال الأهم هو ما سر هذا الهوس بالمدينة، فالمطلع على أعمال منيرة سعدة خلخال :
-لا ارتباك ليد الاحتمال 2002
- أسماء الحب المستعارة 2004
-الصحراء بالباب 2006.
يلحظ من القراءة الأولى تواتر لفظة المدينة،حتى أنها تبدو موضوعا رئيسيا،هي بمثابة مركز الثقل الموضوعاتي في أشعار شاعرتنا[10]، فقد تكررت ست و عشرين (26) مرة بهذه اللفظة، و حضرت في عدد من القصائدباسم المدينة فتكرر اسم “سيرتا”و هو الاسم القديم لمدينة قسنطينة ثلاث (3)مرات، أما اسمها الحالي فلم يرد سوى مرة واحدة في عبارة مقتبسة، مما يفتحباب التساؤل حول اختيارات الشاعرة نعود لها بعد حين ، وأما اسم “بونة” وهوالاسم التاريخي القديم لمدينة عنابة فذكر مرة.
تزداد أهمية تواتر الموضوع بإضافةالألفاظ التي تنتمي إلى نفس العائلة اللغوية،تحديدا تلك التي تجمعها بلفظالمدينة قرابة معنوية،من مثل: الجسر المكرر ست(6) مرات و هو أبرز معالممدينة قسنطينة، المدينة مسقط رأس الشاعرة. و لفظة شوارع التي تكررتخمس(5)مرات، و مثلها لفظة أرصفة، ثم لفظة مكان معرفة و نكرة ذات التواترالأعلى بثماني (8) مرات.و إن كانت لفظة عامة لا تقتصر فقط على المدينة، معذلك فإنها ترتبط بها كما ترتبط بغيرها.
هذه الكثافة في توظيف لفظة المدينة، وألفاظ من عائلتها اللغوية تجعلنا نصنفها في خانة الموضوعات الرئيسية فيشعر منيرة، تلك التي «تشكل هندسته المعمارية غير المرئية، و يمكن أنتزودنا بمفتاح تنظيمها، توجد فيه بصورة متطورة غالباً، وبتواتر واضحواستثنائي. التكرار هنا، وفي أماكن أخرى، مؤشر على الهاجس»([11]) الذي لا تكاد تبارحه الشاعرة إلا لتتوسع في مواضيع متفرعة عنه.
تكتسي الكلمة/الموضوع “المدينة” أهميةخاصة في المدونة، فهي تتجاوز كونها موضوع تجربة لتصبح موضوعا و أداةتعبيرية عند شاعرتنا، التي تسقط مشاعرها على مدينتها مرة ، و تستكشفأعماقها ممتطية مدينتها في مرة أخرى، فالمدينة عندها وسيلة كشف للأعماق،ثم هي الوعاء الحسي الذي تسكب فيه مأساة وطنها الجريح،وهي جسد لنفْسشاعرتنا التي تبتعد كثيرا عن الكتابة بشرط الجسد كغيرها «مغيبة معالمالأنوثة التي غالبا ما يجسدها الشعر النسوي» [12]و منكفئة على نفسها حتى و هي تكتب الوطن،و حتى و هي تكتب المدينة،الموضوعة التي لا تغيب في قصيدة إلا لتعود و تظهر في التالية، فقد وردت باثنين و عشرين قصيدة من مجموع سبع و خمسين قصيدة،هذا في المدونة كاملة،أما في “الصحراء بالباب” فقد ظهرت بثماني قصائد من أصل أحد عشرة.
و هو الديوان الذي يتبلور فيه الموضوعبوضوح، ليمثل نضج التجربة عند شاعرتنا، و انتقالها إلى التعامل الواعي معموضوعها،تحاصره بمشاعرها و تستجيله حضاريا و فنيا، مع ذلك تبدو المدينة في“أسماء الحب المستعارة” أكثر توسعا في طرق الموضوعات الفرعية، و أعمقإحساسا بها.
تمثل المدينة قالب التجربة عند شاعرتناالتي تسكب مشاعرها و حلم الحب في جسد المدينة، و إن كانت حددتها بالاسمسيرتا، فإنها استعارت لها معالم غريبة عن هندسة المدينة المرجع، لتصبحسيرتا داخل القصيدة فضاء تخييليا منفصلا تماما عن المكان الواقعي، تتوحدبه على طريقة شعراء المدرسة الرومانسية، فتخرج في صورة الوفاء :
كي تعرف أن لسيرتا موانئ و أشرعة
و حبات رمل و شمس محرقة
و أصيل متيم
و نوارس لا تهجر إذا جاء المساء شطآنها[13]
فأنــّا لسيرتا و هي التسمية التاريخيةالقديمة لمدينة قسنطينة الشطآن و الأشرعة ، إن لم تكن معالم أوجدتهاالقصيدة،لتجسد الحلم الحب بدوام الوفاء “نوارس لا تهاجر …” الوفاء الذييمنح المحبين، و خاصة الطرف الأنثى الإحساس بالأمان المجسد في الموانئ والأشرعة، ألم تكن الأشرعة ضمان الأمان و فقدانها في السفن القديمة كانالموت المحتم، أما الموانئ فإنها ختام المسير، و أي امرأة لا تتمنى أنيكون حبيبها خاتمة مسيرها،وتقلبها بين مشاق الحياة،لترسو عند الحب ، هكذاتخلق منيرة من معالم المدينة التخييلية جسدا لمشاعرها.
ثم هي تعود في عدد من القصائد لتجتاف صورة مدينتها[14]«و إذا كانت وظيفة الاجتياف امتصاصية على الدوام، مما يجعل الرمز الشعري يدخل بالضرورة في تعالق نصي مع رموز أخرى»[15]فإن قصيدة “الزنزانة 25″ (التي لا نحسبها غير قسنطينة) تتناص و عدد منالأعمال الأدبية بدء بأغنية المالوف، إلى رواية الزلزال، فتبعث الشخصيةالروائية “بولرواح” و هي الشخصية الرمز التي اختزلت إيديولوجيا فئة معينة،الشخصية التي قطعت شوراع قسنطينة و قدمت قراءة الروائي لها في تلك الفترة،هاهي تبعث في القصيدة، لتحيين أحزان هذه المدينة وتقدم قراءة الشاعرةللمدينة:
و المدينة مقلوبة
عزيز خطبها,أخاذ !
عائم في صقيع الصمت المسنون
خوذة الكرنفال على القلب مشدودة
لتنعم فراشة الروح العنيدة
بجور المكان
….
و من جديد
يعود “بولرواح” مجلجلا صوته
محمولا على رحيق الصدى المهزوم
يستدرج القوالين إلى ساحة الشهداء
عند الزنزانة 25
لمبايعة أبابيل الكلام
ياء الحكمة في وصف النعام
غراب قابيل يدفن هواه
يجتلي تراب السلام[16]
لينفتح موضوع المدينة لدى شاعرتنا متوسعاإلى أكثر من فرع، غير أن هذه الفروع تأتي متشابكة متداخلة.فموضوع الغربةالتي تكررت كثيرا عند الشعراء المعاصرين كما مر بنا ،لم تغب عن المدونةلكن باختلاف مرده خصوصية التجربة عند شاعرتنا، التي اتخذت المدينة بؤرةتنطلق منها عدة موضوعات فروع، أهمها الغربة، ، الخوف، ،الحب،الموت،ويضافإليها الهجر الذي يتكرر بشكل واسع، الهجر الذي يمارسه الحبيب و تمارسالمدينة على الأنثى.
هكذا إذن تأتينا الموضوعات الفرعيةمتشابكة متداخلة، يستدعي أحدها الآخر. فالمدينة نفسها تخلق الشعوربالغربة، اللفظ الذي تكرر عشر (10) مرات، بلفظه لتطالعنا الشاعرة بقاموسواسع التكرار لألفاظ تصب في هذا المعنى أهمها ” التيه، الضياع، التشتت،الغريب…و غيرها” ناهيك عن العبارات المجازية التي تكني ولا تصرح بالغربة،التي تبدو في قصيدة “عائد إلى جنوني” مزدوجة، فالعائد لم يتوطن بالمكانالذي كان به، والموصوف بـ “عوالم المجهول المستفحلة..” ولا هو كان حقق ذلكبمدينته:
أبشري مدينة السكون
عدت
لم ترمني حدود الغاب
لا، طوعا جئتك
آمل إعادة توطيني [17]
تقترن المدينة في هذه القصيدة بالرجوعبعد غياب، أما في عدد معتبر من القصائد فإن الرحيل هو الموضوع المهيمنالذي تكرر ست عشرة (16)مرة ،خاصة الرحيل المقترن بموضوعة الحب إذ يقترنالاثنان ليخلقا الإحساس بالغربة في مدينة غاب عنها الحبيب،و هنا أيضاتتعدد مفردات معجم هذا الموضوع منها “الوحدة، الذهاب، الرحيل،التشظي،الاختفاء، الغياب، البون،الزوال، تباعد…” ترد بتكرار كبير، كما تتنازعالنص مجموعة من الثنائيات الضدية تفتح الرحيل على احتمال الرجوع منها:رحلوا/عائد، منفاي/توطيني، لا تهجر/ الهجر، انزوت/تعود، غدوك/رواح،غبت/أقبل… غير أن الهيمنة المطلقة من حيث التكرار تبقى للمفردات الدالةعلى الرحيل،و حتى من حيث المبنى يمكننا ملاحظة الفرق فمثلا الثنائيةالأولى جاء الفعل بصيغة الجمع،أما اسم الفاعل فجاء مفردا،في الثنائيةالثانية المكان “المنفى” منسوب إلى المتكلم،في حين توطينه يقوم به غيرهلأجله،في الثنائية الرابعة غدوك منسوب إلى الحبيب بينما تسقط كاف المخاطبفي الرواح.
يتنوع المعجم المعتمد في موضوعة الحب ذاتالتواتر الكبير بلفظها حيث تتكرر إحدى و عشرين(21) مرة،غير أن الوحداتالمعجمية التي تصب في هذا الموضوع اقل من غيرها فلا نطالع إلا”متيم،العشق، القلب”، مع ذلك لا تكتسب أهمية خاصة كونها القاعدة التي يبنى عليهاموضوع “الهجر أو الرحيل” الذي لا تظهر أهميته إلا في ظل موضوع الحب،غير أنالشاعرة لا تفصل الموضوع، و لا تقدم تجربة الحب، بل تنتقل مباشرة إلىالغياب و رحيل الحبيب و الغربة التي يوقعها بالنفس.
ثم لا يقف الشعور بفقد الحبيب عند خلقإحساس بالغربة بل يتعداه إلى خلق حالة من الخوف،و هو الموضوع الذي لاأخاله يرد عند شاعر رجل، لأنه يختص بالمرأة التي يمنحها الحبيب الشعوربالأمان، وفي غيابه، ينقلب الأمان افتقادا للأمان أو “خوفا ورعبا” بتعبيرالشاعرة:
كأنك غبت
فجادت المدينة بالطعن،
بوابل من التجريح يكتنزه الصباح الواحد
سريره الجسر
و عند «سيدي راشد» يهوي
على القلب يصفعه
.
.
.
و يشقق ظل الأصيل
على تغريبه للسفر
عند بئر الكلام
شوكية سيرة الحب
و الخوف أروع ما تصدح به
صحراء في منتهى التعب[18]
لا تقف سيدة المجاز[19]عند التجربة المألوفة بل تفاجئنا بتجربة فريدة، تسلك فيها المدينة دروبالرحيل مخلفة للشاعرة أوزارها، لتطرق التيه ، الخوف،و الوحدة:
عن مدينة تحل بي
توقظ في جرحها الأول
تفرد لي سحنة البجع الرائد
في السفر الكاسر
و النواح
مدينة أعارتني اسمها المكبل بالتيه
و المواويل الحزينة
أجازت لي الوحدة
كل الوحدة..
و اشرأبت بالغياب
لم أكن غير طفلة يخيفها الضباب
غير موجة يرعبها الليل و السراب
إذ يدنو من سماواتها[20]
على عكس تجربة الحب التي تجيء مقتضبة،رحيل المدينة يسوق تفاصيل تكشف للقارئ هوية المدينة موضوع التجربة فيتعددالمعجم الواصف للمدينة و بتنوعه تكثر الإشارات المرجعية، لترسم وجهالمدينة،و انعكاسها على نفس الشاعرة.
تبقى المدينة واحدة سواء في الموضوعالأول (رحيل الحبيب) أو الثاني(رحيل المدينة) و إن كانت الشاعرة لا تذكراسمها فإنه لا يبدو عسيرا استنتاجه،بتجميع بعض الإشارات المرجعية، مثلالجسور ، سيدي راشد ،الريميس، كلها أماكن من قسنطينة، و إذا أضفنا إليهاكناية “الزنزانة 25 “و الاسم التاريخي “سيرتا” لم يبق شك في هوية مدينةالشاعرة، لكن السؤال الذي لا يمكن إغفاله هو لماذا لم يرد اسمالمدينة”قسنطينة” في هذه الأعمال الشعرية باستثناء مرة واحدة حيث جاء فيعبارة مقتبسة ؟
أ بالشاعرة غضب على مدينتها يصعّب عليهاحتى لفظ الاسم الحالي لها، و يجعلها تحتمي بالاسم القديم مستكينة إليه،يمنحها الإحساس بالأمان الذي فقدته بين شوارع قسنطينة،فلم توقف البحث عنسيرتا، بكل ما هي وسط قسنطينة،لذا تكتب المدينة الماضي بكل ثقلها الحضاري،و لا تلفظ حتى اسم المدينة الحالي، فها هي ترسم المدينة منشطرة بين ماكانت عليه و ما سارت إليه:
تعلقت ببال العمر أسئلة جسور سبعة
توارثت أجيال النسيان أسرار النجمة
أفل المجيء إليها
و شاع الدوار المقصور على غواية السباحة
نصب طموحات “الريميس”
و “سيدي مسيد” يرفع تواشيح البلسم
عن أماني اللواتي تكحلن بماء “النشرة” (الصحراء بالباب ص 12،11 )
في أصداء الزنزانة 25 تتعالى أنات الحسرةعلى المدينة التي ملكت من الخصوصية و السحر ما أهلها لامتلاك القلوب، فإذاهي اليوم “مقلوبة عزيز خطبها” تأتي الشاعرة على تصوير حالة من اختفاء كلما كان لقسنطينة خاصية مميزة،الطقوس،القدسي،براءة الأمنيات،و الدعوات،فيحين طفت على وجه المدينة نبوءات عمي الطاهر، و هو الروائي الجزائري الطاهروطار في روايته الزلزال التي تبعث الشاعرة بطلها بولرواح لتجعل منه واجهةمأساة تلملم فجائعها بعبارات مجازية، إلى أن ينقطع نفس الكناية فتصرخ:
من يذكر سيرتا؟
من علمها كل هذا الاختفاء؟
من أخرس الوهج في دقاتها؟
من سمح بتقطير الدفلى في عروقها؟
من انتحل زرقة صباحاتها و أدماها؟
ثم من أفناها؟
و أضرم في الكون كل هذا الحريق؟ (الصحراء بالباب ص)12
بتوضيح علاقة الشاعرة بالكلمة – الموضوع“المدينة” يتضح للقارئ سر تكرار ثيمة رحيل المدينة عند الشاعرة،وإحساس هذهالأخيرة بالغربة في مدينة هي ما عادت هي، فقسنطينة المغيبة على مستوى النصاسما الحاضرة مأساة هي سبب تنامي الشعور بالغربة، و الدافع لبحث الشاعرةالدائم عن مدينتها وسط مدينتها.
في غياب المدينة يطرق الخوف قلب الشاعرة،فتلتفت تفتش عن الأمان، فلا تجده إلا في الذكريات؛ ذكرى مدينة تبدل حالها،وذكرى الحب السالف الذي غاب أيضا و ما عاد من جدوى منه:
-و تنصرف المدينة عني
تحملني صمتها و الغياب
و أنصرف إليّ
تعودني الذكريات
قمم البهاء ..
فأحتمي بالدروب،
ظلك بوصلتي
و لا جدوى منك! (لا ارتباك ليد الاحتمال ص47)
في بحثها عن الأمان المفتقد تحيلناالشاعرة على موضوع فرعي آخر هو الخوف الكلمة التي تتكرر في المدونةسبع(07) مرات،الإحساس الذي يعاود شاعرتنا و هي تفقد مدينتها كما أحستهسابقا و هي تفقد الحبيب، والخلاص أو الاحتماء هو نفسه، إذا تطالعنا فيالمقطع السابق بأنها تحتمي بالدروب ،في فقدها الحبيب أيضا تلجأ إليها:
آن أن ترحل الآن
إلى عش الحلم المتآكل..
إلى حضن الأحرف الأمنية
و آن أن ترتديني الأرصفة و المحطات ( أسماء الحب المستعارة ص 46)
كاشفة عن مكانة خاصة جدا تربطها بالمكانفهو الجرح و هو العلاج، بل هو العلاج من كل جرح، يعوضها فقدها، و به تحتميمن الخوف إذ تفقد الإحساس بالأمان في غياب من يحتويها،و يشعرها بالانتماء،هكذا تخلق مدينة منيرة سعدة خلخال الغربة و الخوف بعد أن تعلمت سيرتاالاختفاء لتحل محلها الزنزانة 25.أما المعجم الذي تعتمده في هذا الموضوعفلا يتسع بقدر ما يتكرر فهي تعتمد الخوف و الرعب،الفزع الذعر لكن بتكراركبير.
الموضوع الفرعي التالي هو الموت بأعلىنسبة تواتر حيث تكرر بلفظه خمسا و عشرين مرة،بهذا اللفظ تحديدا، ناهيك عناقترانه بالمعجم الأكثر اتساعا في مدونتنا هذه و منه ” القبر، الميتة،التلاشي، سكاكين، النكبات، الشهداء، الجماجم، يوارونك، انتهيت، ينقض، يدق،يقتلع،جنازة،خوذة،مناورة،يدفن، ألغام، الغدر، الاندثار، الفناء، التوابيت،الاحتضار، الانتحار…و غيرها. موضوع القتل يرتبط بالوطن في صورتين مأساةالجزائر في الفترة المسماة عشرية سوداء،وبالقضية الفلسطينية.
و إن كانت الأولى تحتل مساحة نصية أكبريتساوى فيها الوطن و المدينة فيغيب ذلك الرفض للمدينة، ليصبح هذا الاتحاد«من دواعي القبول بها، بل إيمانا مطلقا »[21] بها ،فتصف الشاعرة الموت المزروع بالمدينة بأنه لا مشروع،بل إنه:
أهازيج رصاصات طائشة
و تارة مرتبة وفق رزنامة
مهرجان المسدسات المفاجئ؟! (أسماء الحب المستعارة ص 91)
هذا الموت هو بكلمة أدق قتل مرتب معدمسبقا، غير أن برنامجه، لشدة كثافته يشبه الفوضى فيلتبس على الشاعرة،مابين ترتيب و طيش، أو هو طيش مرتب، في مدينة تغيرت فيها “أسماء الأسماء” وتبدلت الأدوار،وحتى معنى الحب تبدل في اتساع معاني قاعدة الاختلاف رحمةالتي لا تتسع إلا على مستوى القول ، لأن الفعل لم يكن يشبه الرحمة في شيء،حتى البشرى التي تسوقها الشاعرة للوطن طرأ عليها تبدل الاسم ،و بتعبيرالشاعرة استعارت الاسم لا أكثر:
بشرى للوطن
يوارونك خلف الجماجم
كي تحرس أعين الشهداء
ينصبون لك الاختلاف
رحمة
يعيدون حبك
تسجيلا و ذكرى
و أنت الوطن
منهم، إليك، قرابينهم
لا يعبدون سواك
بشراك
وقد جمعهم هواك (أسماء الحب المستعارة،ص 57-58)
بسخرية فيها من المرارة أكثر بكثير ممافيها من التهكم تسرد منيرة للوطن بكل ” مدن الضياع” التي تشكله، تسرد لهالموت الذي يحل بأبنائه، تحت شعار حبه، حتى صار موتهم قرابين تقدم له.
غير أن حقيقة القرابين هذه تتكشف عارية ونحن نتجه صوب موضوع فرعي أخر و هو الظلم الذي يختفي خلف الشعاراتالبراقة،نجده خاصة مع ذكر القضية الفلسطينية حيث نعثر على تغير فيالمفردات من أهم مفردات المعجم “يستوطن،الضحايا،الزحف، المدججة ،الوطنالمسلوب ،الدمار، الغارات،الغضب، الغصة،السخط، التنكيل. و هو معجم لا يدلعلى التضحية من أجل الوطن قدر ما يدل على استباحة أهله وظلمهم و”الظلم” هوتحديدا موضوعنا الذي أُنزل بأهل الأرض،بأهل المدن المقدسة، لتتخذ الشاعرةمن أسماء الشهداء رموزا تحقق بمرجعيتها دلالات لا يحققها المعجم مهما اتسع:
يعز علينا المقام في الصمت
حكمة تتضاءل، تتهلهل و تتذلل
في زمن الدبابات الفصيحة و هي تهزج ببلاغة التسلل
إلى شرعية التنكيل بأشجار الزيتون
براءة “شهيد”و “ملاك”..
و “أحلام”محمد”،”فاطمة”،”آيات”و”ميسون” (الصحراء بالباب ص48)
فإذا كان الصمت حكمة و بلاغة فإنهبفلسطين تحديدا لا يمكن أن يمثل أيّا من كل هذا، لأنه سيجلب الذل و الهوانلأهل الأرض،مع ذلك فإنه واحد من مفردات الثنائيات الضدية التي تحكمالموضوع الفرعي من الدرجة الثالثة،و هو المقاومة لا تتكرر كثيرا بلفظهاحيث ظهرت مرتان فقط، معوضة ذلك بالانشطار بين عدد من الثنائيات أهمها:تجلد/الانهزام، مقاومة/تراجع، صمت/صراخ، فرح/قرح، بسمة/ عبرة، و يبقىالمعجم زاخرا بعدها بجملة من الوحدات المعجمية منها: التوطن،الأمل،الرجاء،الصفح،الثورة،و لم ندرج الوحدتين الأخيرتين ضمن ثنائيةلأنهما برأيي ليستا متضادتين،و يبقى أن الغلبة من حيث التكرار هي للصمتالذي ورد أربعا و ثلاثين(34) مرة،و هو الرقم الذي يعكس وعيا سياسيا كبيراعند شاعرتنا، و إحساسها العميق بهيمنة الصمت على الواقع العربي،و وقع هذهالهيمنة على هذه الأمة، و إن كانت لا تجاهر بوعيها السياسي بل تخرجه فيثوب مجازي جميل،آخذت برأي جورج لوكاتش الذي يرى أن «الجمال ينقد الإنسانمن الانحطاط الإنساني المميز للمجتمع»[22]فهروبا من هول الواقع العربي تعتمد الشاعرة الرمز و تكني و لا تصرح، محلقةفي فضاء خاص مازجة موضوعاتها و متشعبة في طرح قضاياها، يحررها تحليقها علىأشرعة المجاز من الترتيبات المنطقية الدقيقة فتقرأ إذ تقرأ شعرا.
يمكننا بعد هذا التتبع للموضوع الرئيسي والموضوعات الفرعية أن نضع مخططا يجمل القول و لا يَفصِل فيه،لأن النص يبقىمنفتحا على أكثر من قراءة. لنرصد التشجير الموضوعاتي لثيمة المدينة عندمنيرة سعدة خلخال:
الغربة: التيه، الضياع، التشتت، الغريب
الرحيل: الوحدة، الذهاب، الرحيل،التشظي، الاختفاء، الغياب، البون،الزوال،تباعد
الخوف: الرعب، الفزع، الذعر
المدينةالحب: متيم، العشق، النبض.
الظلم: يستوطن،الضحايا،الزحف، المدججة،الوطن المسلوب الموت الدمار، الغارات،الغضب، الغصة،السخط،التنكيل
المقاومة:التوطن، الأمل،الرجاء، الصفح ،الثورة،التجلد، الصمت
تتوسع المدينة في الأعمال الشعرية لمنيرةسعدة خلخال لتغطي موضوعات إنسانية و قومية متنوعة، ذات وزن في ساحة الفكرو الثقافة العربية،لتخرج عن الصورة التي اصطنعها لها بعض الشعراءالمعاصرين، و تلامس وجدان المتلقي، و رغم أن شاعرتنا تخفي ذاتها الأنثىخلف مدينتها، و إلا أن هي المدينة و ما توسعت إليه من موضوعات فرعية، تعريجانبا من أنوثة الشاعرة، التي يتخطفها الضياع أمام هول ما ترى فتفتش عنالأمان ، أكاد أقول تركض حبرا على الصفحات بحثا عن الإحساس بالأمان، و هيالمشاعر التي تلح المرأة في طلبها خاصة في حياتها العاطفية أيا كانإطارها،و التي تطالب بها منيرة في حياتها داخل مدينة بالكاد تتقبلها، بللا تتقبلها إلا ذكرى، و تفتش عن الأمان داخلها، حتى يصبح ذلك اهتمامها:
و همنا نبحث عن ألق
و أسوار تشبه الأضلع السميكة
تقينا الأسى و بشاعة الشمس (أسماء الحب المستعارة ص 64)
فإذا كان الجدار معذب الشعراء النازحينمن الريف إلى المدينة فإنه الحماية التي تفتش عنها الأنثى، تريدها أسواراسميكة،تحقق لها المنعة، فتطمئن، لكنها لا تعثر عليها:
- أخاف المطر
جدران بيتنا مبعثرة
و لا سقف لنا إلا الآه (أسماء الحب المستعارة ص29)
- فكيف أغمض عيني
عن سقوط كل السماوات
وسقفنا مهيأ لمزيد من التمزق
وجدران بيتنا مبعثرة (أسماء الحب المستعارة52)
فإذا كانت «كل الأمكنة المأهولة حقا تحمل جوهر فكرة البيت»[23]و هو منح الإنسان الهناءة و ألفة المكان،فإن المدينة لابد أن تمنح شاعرتناهذه الفكرة و تجعلها تحس بالحماية،غير أن المدونة الشعرية تبرز العكستماما، فيطفوا الإحساس بالخوف،و تغيب الحماية فيشرع «الخيال يبني “جدرانا”»[24] تقيه هذا الفقد الذي يبدو فضيعا لكثرة تكراره،حتى أنه تكرر بالعبارة ذاتها في المقطعين السابقين.
أما الصانع لهذه الأجواء النفسية التيصنعت بدورها النص الشعري، فإنها جلية في النص ذاته، حيث يستفحل الموتاللامشروع، الموت المباغت للقتلى، المرتب بدقة للقاتل.





414544./1419337254840893/?type=3&theater

lundi 16 janvier 2012
د / منى بشلم.
موضوع المدينة في شعر منيرة سعدة خلخال
حتل المكان في المتون الشعرية المعاصرة مكانة هامة، أيا كان نوعه،و المدينة واحدة من الموضوعات المكانية التي يرسم من خلالها الشاعر بيئته مرتكزا إلى معالم مرجعية أو حتى لأفكار مثالية، أقرب إلى الحلم منها إلى الفلسفة.أو يتخذها مطية لتمرير مواقف أومشاعر أو حتى إيديولوجيا معينة،لذا تتعد دلالاتها،حتى أنها لم تعد تقنعبالقراءة الانطباعية العجلى، بل إنها بكثافة دلالاتها تفرض على القارئمعاملة النص كقيمة «موضوعية،و من حيث هو صورة عفوية و بنية صغرى لبنيةكبرى هي العالم بكل تجلياته»[1] و قد اختزلها الناص في بضع كلمات أو أسطر لتحمل العالم بوجهيه المتداخلين زمانا و مكانا.
غير أن التجليات الشعرية للمدينة لاتقتصر على الشعر المعاصر، بل على العكس تماما فقد ظهرت المدينة في أقدمالمدونات الشعرية، لا يمكن القفز عليها و نحن نفتش في هذه الوحدة عندشاعرتنا منيرة سعدة خلخال،فبالمعرفة المتعلقة بالوحدة يتجلي تفرد هذهالتجربة في تعاملها و هذه الموضوعة؛ملامح الإبداع و نقاط التقاطعها وتجارب شعرية أخرى، من أجل ذلك نقتطف أهم المحطات التي قطعت المدينة على خطالشعر، ونبدؤها من البداية،تحديدا من أشعار الإغريق الذين تغنوا بها،فكانت مدينتهم الأثيرة ذات« وحدة حضارية متكاملة “تسوّرها أصول المنطقوالعقلانية” ،وتكثّفها وتسمو بها الإبداعات الشعرية. لقد كانت موضوعاأثيرا لدى شعرائهم، فـ “الشاعر الإغريقي لم يجد موضوعا أشدّ وقعا في النفسمن رؤية احتراق مدينة أو الوقوف على أطلالها»[2]فقد كانت ذاتً يتغنون بها و يبكون خرابها،و على رأسهم هوميروس الذي نقل ماتعرضت له بعض المدن من حرائق و خراب. غير أنهم لم يقتصروا على الافتتانبها ، بل وصفوها في جانبها السلبي حين تحولت إلى تكدسات للأحياء والتجمعات البشرية، و طغى عليها سوء خلق الجواري، و حتى لا يصطدم بمدينتهالقدسية اتجه صوب الحقول غير معترض على النظام الإلهي الممثل في صورةالمدينة ، ثم إن الحقول الصق بعاطفة الحب من المدينة.
غير بعيد عن هذه الصورة القدسية، نجدالمدينة في الفكر المسيحي في العصور الوسطى ترتبط بالقدسي فهي عند القديسأغسطيوس “دير الرب” اكتسبت جلالا و قدسية، بجمعها بين الكنائس الدينية، والجامعات العلمية، لتنزاح عن هذه الصورة الجليلة، في القرن التاسع عشر،رغم احتلالها مساحة كبرى من جسد الشعر في هذا العصر،لترتبط بالضياع والاغتراب، و العزلة و الجدب الروحي«المدينة البودليرية هي موطنالمتناقضات، والفوضى و القبح و البؤس و الضوضاء و البشاعة، إنها الموطنالذي فيه يلاقي اله الحب تحولا قاسيا …و يتجلى تحت شعار الدعارة »[3]ثم يوسع بودلير نظرته من خلال ما يسميه “ملذات الرعب” و اعتماد عبارات ذاتدلالة غير محددة مثل “المتاهة الموحلة”، “اختلاط المدن الحية” “المحيطالأسود للمدينة النجسة” و ربطها بعبارات مثل جحيم و جهنم، و ألفاظ من نفسالعائلة اللغوية. هذه النظرة التي أثرت في الشعراء المحدثين فتأرجحوا بينموافقته و الاختلاف معه.
أما ويتمان الشاعر الأمريكي «فقد وقفموقفا مغايرا من المدينة،بحيث منحها ثقته، و مجد ما فيها من عمال و أزقة،و زحمة خانقة،إنه كان نبرة معاصرة راضية»[4] تحاول النأي بالمدينة عما ألحقه بها بودلير، فهي لم تعد “متاهة البذخ و جهنم اللذات” بل يصورها صناعية تجمع الأنشطة الإنسانية.
أما نهاية القرن فساقت ديوانا يجمع بينالمدينتين و يتجاوزهما في الوقت نفسه، بما يقتضيه منطق التطور، إنه “نتفالعشب في المدن ذات الأذرع المميتة” لصاحبه “فيرهاردن” حيث يسقط عنالمدينة اسمها و صفاتها وتقاليدها ، لترتبط بفرع جديد لم نصادفه قبلا إنهالاعتداء على العالم و افتراسها إياه، تشع منها الغربة والوحدة و الغم،وتمتد عدائيتها إلى ما يجاورها من البراري و القرى فتقتل مظاهر البهجةبها.هي مرة أخرى مدينة صناعية لكن بحس أعمق هذه المرة فأدواتها ليستامتدادا طبيعيا للجسم، و ماديتها تقتل إنسانية الإنسان، و تفرغ عاطفة الحبمن كل مضامينها، و تحولها إلى تضاجع لا لكائنات حية بل لكتل لحم عديمةالشكل، غير مميزة الملامح.
يُقطع هذا القدح في شخص المدينة عندفيرهاردن ليفسح المجال لموقف حماسي مشع بالأمل ، فتغدو مطرحا لألوهيةمبهمة، و هي تتفرع لتلامس موضوعا آخر هو أعمالها العظيمة التي تحققالحاجات الأساسية لإنسان يعيش هذا العصر.هكذا تستمر المدينة موضوعا أساسياعنده، فتتأرجح بين التأليه و الانحدار إلى حضيض الحيوانية.
يمتد تأثير هؤلاء الشعراء الثلاث علىشعراء آخرين، فيفرز موقفين متناقضين،حيث تبنى البعض فكرة العصرنة، وانتصرللمدينة الصناعية ، بينما ثار عليها آخرون و أخذوا يفضحون شرورها، منأمثال جون وين، رومانن، و رامبو في أمريكا ، و التعبيريون بألمانيا الذينربطوها بالعظمة القاتلة ، و الخراب الشامل، أما بانجلترا فإن الهجاء المرو التهكم اللاذع يبلغ ذروته عند ت.س.اليوت « فالتيمة الأساسية التي تترددفي شعره،هي ضياع الإنسان في صحراء المدينة الهائلة،المشعة للإحساس بالزوالو الفناء، المضخمة للشعور بالوحدة و الغربة»[5] التي لا تعثر بها إلا على الضجيج المتعالي، و الغبار،و أناس ينفثون حسراتهم.
هذه الصورة المفجعة للمدينة لم تقف عندحدود التأثير على موضوعات القصيدة بل تعدتها إلى لغتها، التي أغرقت فيالاضطراب و الفوضى، و الميل الواضح إلى التعقيد. فكما هو العلم الطبيعيللمدينة، القصيدة أيضا فقدت الشعور بالارتياح النفسي و الجسدي.
أما من شعرنا العربي فنقتصر على الشعرالعباسي و الأندلسي لازدهار المدن في عهدهما،من الشعر العباسي يبرزالمتنبي منتصرا للبداوة مفضلا لها على الحضر الذي يرتبط بالتصنع والتكلف،غير أنه لم ينطو على نفسه بل وقع في صدام عنيف مع مجتمع المدينةكلفته شعورا عميقا بالغربة ؛هي غربة فكرية أكثر منها نفسية.
أما بالأندلس فقد بلغت المدنية ما لمتبلغه في غيرها من الحواضر،فقد افتتن بها أهلها فكانت جنة الخلد كما يقولابن خفاجة، فارتبطت بالخضرة و العذب من المياه، و نعيم العيش…و لما انقلبالحال و سارت إلى الحروب و غزاها الصليبيون ، تحولت إلى موضوع رثاء، فصارتالفردوس المفقود، و انقلب حبها اشتياقا لها ،حنينا جارفا.
بين الأسى و الإعجاب يطفوا موقف سلبي منالمدينة الأندلسية، التي غرق أهلها بملذاتها، و اللهو و المجون، حتى تسطحتالتجربة و خلت من المعاني العميقة، و تبعت الزينة الشكلية تماما كالمدينةالأندلوسية، هذه الحياة أشعرت عددا من الشعراء بالاغتراب و هم في حضنالوطن الأم فـ « يتكثف الحزن و تتعمق المأساة،ليبرز التشكي طورا،والانعزال و النفي الذاتي أطوارا أخرى»[6]،و قد عبرت الذات الشاعرة عن وعيها بالغربة التي تعيشها في هذه المدن، وحاولت رفع هذا الشعور بالاتجاه إلى النقد الاجتماعي الذي مس في جانب منههندسة المدينة، فالغزال مثلا يعترض على مظاهر الترف في بناء القبور التيتشبهت أشكالها بالقصور.
أما في الشعر المعاصر فإن المدينة موضوعبارز، فما من شاعر إلا و أدلى بدلوه فيه، متخذا موقفا منها، أي كان سلبياأو إيجابيا.هي عند الشعراء النازحين من الريف مرتبطة بالضياع و التوجس.كان الجدار أول ما عاينه منها السياب، والبياتي،و فاروق شوشة و حجازي،الذي سحقه و خنقه الجدار ليمثل رمزا للمعاناة التي تخلقها المدينة،التي لمتمنحهم الشعور بالارتياح فجاءت في أشعارهم «موسومة بسمات التضايق،فهيحزينة،شاحبة،مؤلمة، وهي صفات نابعة من داخل الشعراء»[7]لا مما تلمح أعينهم من مظاهر ، بل مما انطبع في النفس بعد لقاء المدينة، وسنجد في البدايات الأولى للتطرق لموضوعة المدينة الملامح التي كنا وجدناهاعند الشعراء الغربيين، من تبرم بالضجيج و رفض لوسائل النقل السريعة، وتفاقم للفقر، الكثافة السكانية..و غيرها.
ثم يأتي تعامل أكثر نضجا و الموضوع أسسأصالة الرؤيا و التشخيص، كاشفا للصراعات الاجتماعية و السياسية والحضارة،فهي عند سعدي يوسف عالم مزيف مرعب “مدنه تتسول النور”، ترتبطبموضوع القهر الاجتماعي عند عبد الصبور، وهي القاهرة الرافضة عند أحلاممستغانمي،وهي المدينة الغابة يأكل القوي فيها الضعيف،إنها القبح و الخوف والجريمة في قصيدة “في الليل و المدينة و السل” للبياتي. ثم هي التدليس والتزوير عند حمدي بحري، و ربيعة جلطي، و خليل حاوي.[8]
لم تغب الموضوعات السياسية عن ثيمةالمدينة بل إنها كانت سبيلا لطرح موضوعات القهر السلطوي السياسي، ورضوخالشعوب، و افتقاد الكرامة الإنسانية، و تردي الأوضاع ، و مرة أخرى التدليسو التزوير لكن هذه المرة في علاقة السلطة بالشعب، لا كما تجسد سابقا فيالعلاقات الاجتماعية، غير أنها لم تأت صريحة بل لبست القناع الأسطوري رمزامرة ، و التهكم مرة ثانية كما هو الحال و الشاعرة المغربية مليكة العاصميو هي تصور المفارقات التي تحكم الواقع المغربي.
هذه الموضوعات السياسية و الاجتماعيةارتبطت غالبا بالإحساس بالاغتراب، الذي هيمن على غالبية القصائد المتمحورةحول المدينة،و الذي يرى بعض النقاد أنه لا يعدو كونه تأثرا بشعراء الغرب،في نقمتهم على حضارتهم المادية، في حين تثبت القراءة المتأنية للشعرالعربي أن « الوعي المغترب لدى الشاعر العربي المعاصر نابع من محنة ذاتيةو واقع قهري، و وعي بالوجود تعيس »[9]و هو يواجه انشطاره بين عالمين العربي المتراجع المتقهقر باستمرار، و عالميتقدم برؤاه المستقبلية الواعدة،فلا هو متجذر في الأول بسبب رفضه لماضيه وحاضره الذي يظلم و يجوع و يقهر فئة لتنعم أخرى، و لا هو منسجم مع الثانيلأنه الآخر القاهر العدو المستعمر.
المدينة في شعر منيرة سعدة خلخال:
تفر الأبيات في هذا المتن الشعر مبتعدةعن نطاق الحواس حتى و هي تستجلي المدينة ، هذا الفضاء الذي يطوق حواسنا ويحاصرها، فإذا منيرة سعدة خلخال تطوقه بمشاعرها، و سبحاتها في عوالم الروح، تحاصره بكونها الداخلي لتعيد تشكيل المدينة،فتنقلب مرآة لنفسية الشاعرة، فتتقلب بين التفاؤلية ، و التشاؤم ، بين منح الأمان و التيه في الشعوربالغربة، متقلبة بتقلب مزاجات الشاعرة، المرتبطة في أحايين كثيرة بمزاجالوطن، الموضوعة اللصيقة غالبا بثيمة المدينة. فإن نحن عدنا إلى الظرفالتاريخي ألفينا هذا الوطن هو خالق تلك الحالات النفسية التي سيطرت علىعدد من قصائد منيرة سعدة خلخال.
قصائد تتوارى فيها التفاصيل الحسية تماماكما اختفى الجسد، و كأن الشاعرة تؤسس لكتابة نسوية من نمط مغاير، كتابةالروح في تحليقها ..لكن بالأجواء الداخلية للنفس. هي ذي شاعرتنا إذن و هوذا أيضا موضوعنا الذي حاولنا الإمساك بحدوده الطبوغرافية، و هندسته، فلمنعثر عليها بل وجدنا أنفسنا نعالج الفضاء الجغرافي معالجة الحالة النفسيةفما هذه الثورة على المحسوس منيرة،و أي مدينة مغيبة المعالم، مكشوفةحضاريا و عاطفيا.
و لعل السؤال الأهم هو ما سر هذا الهوس بالمدينة، فالمطلع على أعمال منيرة سعدة خلخال :
-لا ارتباك ليد الاحتمال 2002
- أسماء الحب المستعارة 2004
-الصحراء بالباب 2006.
يلحظ من القراءة الأولى تواتر لفظة المدينة،حتى أنها تبدو موضوعا رئيسيا،هي بمثابة مركز الثقل الموضوعاتي في أشعار شاعرتنا[10]، فقد تكررت ست و عشرين (26) مرة بهذه اللفظة، و حضرت في عدد من القصائدباسم المدينة فتكرر اسم “سيرتا”و هو الاسم القديم لمدينة قسنطينة ثلاث (3)مرات، أما اسمها الحالي فلم يرد سوى مرة واحدة في عبارة مقتبسة، مما يفتحباب التساؤل حول اختيارات الشاعرة نعود لها بعد حين ، وأما اسم “بونة” وهوالاسم التاريخي القديم لمدينة عنابة فذكر مرة.
تزداد أهمية تواتر الموضوع بإضافةالألفاظ التي تنتمي إلى نفس العائلة اللغوية،تحديدا تلك التي تجمعها بلفظالمدينة قرابة معنوية،من مثل: الجسر المكرر ست(6) مرات و هو أبرز معالممدينة قسنطينة، المدينة مسقط رأس الشاعرة. و لفظة شوارع التي تكررتخمس(5)مرات، و مثلها لفظة أرصفة، ثم لفظة مكان معرفة و نكرة ذات التواترالأعلى بثماني (8) مرات.و إن كانت لفظة عامة لا تقتصر فقط على المدينة، معذلك فإنها ترتبط بها كما ترتبط بغيرها.
هذه الكثافة في توظيف لفظة المدينة، وألفاظ من عائلتها اللغوية تجعلنا نصنفها في خانة الموضوعات الرئيسية فيشعر منيرة، تلك التي «تشكل هندسته المعمارية غير المرئية، و يمكن أنتزودنا بمفتاح تنظيمها، توجد فيه بصورة متطورة غالباً، وبتواتر واضحواستثنائي. التكرار هنا، وفي أماكن أخرى، مؤشر على الهاجس»([11]) الذي لا تكاد تبارحه الشاعرة إلا لتتوسع في مواضيع متفرعة عنه.
تكتسي الكلمة/الموضوع “المدينة” أهميةخاصة في المدونة، فهي تتجاوز كونها موضوع تجربة لتصبح موضوعا و أداةتعبيرية عند شاعرتنا، التي تسقط مشاعرها على مدينتها مرة ، و تستكشفأعماقها ممتطية مدينتها في مرة أخرى، فالمدينة عندها وسيلة كشف للأعماق،ثم هي الوعاء الحسي الذي تسكب فيه مأساة وطنها الجريح،وهي جسد لنفْسشاعرتنا التي تبتعد كثيرا عن الكتابة بشرط الجسد كغيرها «مغيبة معالمالأنوثة التي غالبا ما يجسدها الشعر النسوي» [12]و منكفئة على نفسها حتى و هي تكتب الوطن،و حتى و هي تكتب المدينة،الموضوعة التي لا تغيب في قصيدة إلا لتعود و تظهر في التالية، فقد وردت باثنين و عشرين قصيدة من مجموع سبع و خمسين قصيدة،هذا في المدونة كاملة،أما في “الصحراء بالباب” فقد ظهرت بثماني قصائد من أصل أحد عشرة.
و هو الديوان الذي يتبلور فيه الموضوعبوضوح، ليمثل نضج التجربة عند شاعرتنا، و انتقالها إلى التعامل الواعي معموضوعها،تحاصره بمشاعرها و تستجيله حضاريا و فنيا، مع ذلك تبدو المدينة في“أسماء الحب المستعارة” أكثر توسعا في طرق الموضوعات الفرعية، و أعمقإحساسا بها.
تمثل المدينة قالب التجربة عند شاعرتناالتي تسكب مشاعرها و حلم الحب في جسد المدينة، و إن كانت حددتها بالاسمسيرتا، فإنها استعارت لها معالم غريبة عن هندسة المدينة المرجع، لتصبحسيرتا داخل القصيدة فضاء تخييليا منفصلا تماما عن المكان الواقعي، تتوحدبه على طريقة شعراء المدرسة الرومانسية، فتخرج في صورة الوفاء :
كي تعرف أن لسيرتا موانئ و أشرعة
و حبات رمل و شمس محرقة
و أصيل متيم
و نوارس لا تهجر إذا جاء المساء شطآنها[13]
فأنــّا لسيرتا و هي التسمية التاريخيةالقديمة لمدينة قسنطينة الشطآن و الأشرعة ، إن لم تكن معالم أوجدتهاالقصيدة،لتجسد الحلم الحب بدوام الوفاء “نوارس لا تهاجر …” الوفاء الذييمنح المحبين، و خاصة الطرف الأنثى الإحساس بالأمان المجسد في الموانئ والأشرعة، ألم تكن الأشرعة ضمان الأمان و فقدانها في السفن القديمة كانالموت المحتم، أما الموانئ فإنها ختام المسير، و أي امرأة لا تتمنى أنيكون حبيبها خاتمة مسيرها،وتقلبها بين مشاق الحياة،لترسو عند الحب ، هكذاتخلق منيرة من معالم المدينة التخييلية جسدا لمشاعرها.
ثم هي تعود في عدد من القصائد لتجتاف صورة مدينتها[14]«و إذا كانت وظيفة الاجتياف امتصاصية على الدوام، مما يجعل الرمز الشعري يدخل بالضرورة في تعالق نصي مع رموز أخرى»[15]فإن قصيدة “الزنزانة 25″ (التي لا نحسبها غير قسنطينة) تتناص و عدد منالأعمال الأدبية بدء بأغنية المالوف، إلى رواية الزلزال، فتبعث الشخصيةالروائية “بولرواح” و هي الشخصية الرمز التي اختزلت إيديولوجيا فئة معينة،الشخصية التي قطعت شوراع قسنطينة و قدمت قراءة الروائي لها في تلك الفترة،هاهي تبعث في القصيدة، لتحيين أحزان هذه المدينة وتقدم قراءة الشاعرةللمدينة:
و المدينة مقلوبة
عزيز خطبها,أخاذ !
عائم في صقيع الصمت المسنون
خوذة الكرنفال على القلب مشدودة
لتنعم فراشة الروح العنيدة
بجور المكان
….
و من جديد
يعود “بولرواح” مجلجلا صوته
محمولا على رحيق الصدى المهزوم
يستدرج القوالين إلى ساحة الشهداء
عند الزنزانة 25
لمبايعة أبابيل الكلام
ياء الحكمة في وصف النعام
غراب قابيل يدفن هواه
يجتلي تراب السلام[16]
لينفتح موضوع المدينة لدى شاعرتنا متوسعاإلى أكثر من فرع، غير أن هذه الفروع تأتي متشابكة متداخلة.فموضوع الغربةالتي تكررت كثيرا عند الشعراء المعاصرين كما مر بنا ،لم تغب عن المدونةلكن باختلاف مرده خصوصية التجربة عند شاعرتنا، التي اتخذت المدينة بؤرةتنطلق منها عدة موضوعات فروع، أهمها الغربة، ، الخوف، ،الحب،الموت،ويضافإليها الهجر الذي يتكرر بشكل واسع، الهجر الذي يمارسه الحبيب و تمارسالمدينة على الأنثى.
هكذا إذن تأتينا الموضوعات الفرعيةمتشابكة متداخلة، يستدعي أحدها الآخر. فالمدينة نفسها تخلق الشعوربالغربة، اللفظ الذي تكرر عشر (10) مرات، بلفظه لتطالعنا الشاعرة بقاموسواسع التكرار لألفاظ تصب في هذا المعنى أهمها ” التيه، الضياع، التشتت،الغريب…و غيرها” ناهيك عن العبارات المجازية التي تكني ولا تصرح بالغربة،التي تبدو في قصيدة “عائد إلى جنوني” مزدوجة، فالعائد لم يتوطن بالمكانالذي كان به، والموصوف بـ “عوالم المجهول المستفحلة..” ولا هو كان حقق ذلكبمدينته:
أبشري مدينة السكون
عدت
لم ترمني حدود الغاب
لا، طوعا جئتك
آمل إعادة توطيني [17]
تقترن المدينة في هذه القصيدة بالرجوعبعد غياب، أما في عدد معتبر من القصائد فإن الرحيل هو الموضوع المهيمنالذي تكرر ست عشرة (16)مرة ،خاصة الرحيل المقترن بموضوعة الحب إذ يقترنالاثنان ليخلقا الإحساس بالغربة في مدينة غاب عنها الحبيب،و هنا أيضاتتعدد مفردات معجم هذا الموضوع منها “الوحدة، الذهاب، الرحيل،التشظي،الاختفاء، الغياب، البون،الزوال، تباعد…” ترد بتكرار كبير، كما تتنازعالنص مجموعة من الثنائيات الضدية تفتح الرحيل على احتمال الرجوع منها:رحلوا/عائد، منفاي/توطيني، لا تهجر/ الهجر، انزوت/تعود، غدوك/رواح،غبت/أقبل… غير أن الهيمنة المطلقة من حيث التكرار تبقى للمفردات الدالةعلى الرحيل،و حتى من حيث المبنى يمكننا ملاحظة الفرق فمثلا الثنائيةالأولى جاء الفعل بصيغة الجمع،أما اسم الفاعل فجاء مفردا،في الثنائيةالثانية المكان “المنفى” منسوب إلى المتكلم،في حين توطينه يقوم به غيرهلأجله،في الثنائية الرابعة غدوك منسوب إلى الحبيب بينما تسقط كاف المخاطبفي الرواح.
يتنوع المعجم المعتمد في موضوعة الحب ذاتالتواتر الكبير بلفظها حيث تتكرر إحدى و عشرين(21) مرة،غير أن الوحداتالمعجمية التي تصب في هذا الموضوع اقل من غيرها فلا نطالع إلا”متيم،العشق، القلب”، مع ذلك لا تكتسب أهمية خاصة كونها القاعدة التي يبنى عليهاموضوع “الهجر أو الرحيل” الذي لا تظهر أهميته إلا في ظل موضوع الحب،غير أنالشاعرة لا تفصل الموضوع، و لا تقدم تجربة الحب، بل تنتقل مباشرة إلىالغياب و رحيل الحبيب و الغربة التي يوقعها بالنفس.
ثم لا يقف الشعور بفقد الحبيب عند خلقإحساس بالغربة بل يتعداه إلى خلق حالة من الخوف،و هو الموضوع الذي لاأخاله يرد عند شاعر رجل، لأنه يختص بالمرأة التي يمنحها الحبيب الشعوربالأمان، وفي غيابه، ينقلب الأمان افتقادا للأمان أو “خوفا ورعبا” بتعبيرالشاعرة:
كأنك غبت
فجادت المدينة بالطعن،
بوابل من التجريح يكتنزه الصباح الواحد
سريره الجسر
و عند «سيدي راشد» يهوي
على القلب يصفعه
.
.
.
و يشقق ظل الأصيل
على تغريبه للسفر
عند بئر الكلام
شوكية سيرة الحب
و الخوف أروع ما تصدح به
صحراء في منتهى التعب[18]
لا تقف سيدة المجاز[19]عند التجربة المألوفة بل تفاجئنا بتجربة فريدة، تسلك فيها المدينة دروبالرحيل مخلفة للشاعرة أوزارها، لتطرق التيه ، الخوف،و الوحدة:
عن مدينة تحل بي
توقظ في جرحها الأول
تفرد لي سحنة البجع الرائد
في السفر الكاسر
و النواح
مدينة أعارتني اسمها المكبل بالتيه
و المواويل الحزينة
أجازت لي الوحدة
كل الوحدة..
و اشرأبت بالغياب
لم أكن غير طفلة يخيفها الضباب
غير موجة يرعبها الليل و السراب
إذ يدنو من سماواتها[20]
على عكس تجربة الحب التي تجيء مقتضبة،رحيل المدينة يسوق تفاصيل تكشف للقارئ هوية المدينة موضوع التجربة فيتعددالمعجم الواصف للمدينة و بتنوعه تكثر الإشارات المرجعية، لترسم وجهالمدينة،و انعكاسها على نفس الشاعرة.
تبقى المدينة واحدة سواء في الموضوعالأول (رحيل الحبيب) أو الثاني(رحيل المدينة) و إن كانت الشاعرة لا تذكراسمها فإنه لا يبدو عسيرا استنتاجه،بتجميع بعض الإشارات المرجعية، مثلالجسور ، سيدي راشد ،الريميس، كلها أماكن من قسنطينة، و إذا أضفنا إليهاكناية “الزنزانة 25 “و الاسم التاريخي “سيرتا” لم يبق شك في هوية مدينةالشاعرة، لكن السؤال الذي لا يمكن إغفاله هو لماذا لم يرد اسمالمدينة”قسنطينة” في هذه الأعمال الشعرية باستثناء مرة واحدة حيث جاء فيعبارة مقتبسة ؟
أ بالشاعرة غضب على مدينتها يصعّب عليهاحتى لفظ الاسم الحالي لها، و يجعلها تحتمي بالاسم القديم مستكينة إليه،يمنحها الإحساس بالأمان الذي فقدته بين شوارع قسنطينة،فلم توقف البحث عنسيرتا، بكل ما هي وسط قسنطينة،لذا تكتب المدينة الماضي بكل ثقلها الحضاري،و لا تلفظ حتى اسم المدينة الحالي، فها هي ترسم المدينة منشطرة بين ماكانت عليه و ما سارت إليه:
تعلقت ببال العمر أسئلة جسور سبعة
توارثت أجيال النسيان أسرار النجمة
أفل المجيء إليها
و شاع الدوار المقصور على غواية السباحة
نصب طموحات “الريميس”
و “سيدي مسيد” يرفع تواشيح البلسم
عن أماني اللواتي تكحلن بماء “النشرة” (الصحراء بالباب ص 12،11 )
في أصداء الزنزانة 25 تتعالى أنات الحسرةعلى المدينة التي ملكت من الخصوصية و السحر ما أهلها لامتلاك القلوب، فإذاهي اليوم “مقلوبة عزيز خطبها” تأتي الشاعرة على تصوير حالة من اختفاء كلما كان لقسنطينة خاصية مميزة،الطقوس،القدسي،براءة الأمنيات،و الدعوات،فيحين طفت على وجه المدينة نبوءات عمي الطاهر، و هو الروائي الجزائري الطاهروطار في روايته الزلزال التي تبعث الشاعرة بطلها بولرواح لتجعل منه واجهةمأساة تلملم فجائعها بعبارات مجازية، إلى أن ينقطع نفس الكناية فتصرخ:
من يذكر سيرتا؟
من علمها كل هذا الاختفاء؟
من أخرس الوهج في دقاتها؟
من سمح بتقطير الدفلى في عروقها؟
من انتحل زرقة صباحاتها و أدماها؟
ثم من أفناها؟
و أضرم في الكون كل هذا الحريق؟ (الصحراء بالباب ص)12
بتوضيح علاقة الشاعرة بالكلمة – الموضوع“المدينة” يتضح للقارئ سر تكرار ثيمة رحيل المدينة عند الشاعرة،وإحساس هذهالأخيرة بالغربة في مدينة هي ما عادت هي، فقسنطينة المغيبة على مستوى النصاسما الحاضرة مأساة هي سبب تنامي الشعور بالغربة، و الدافع لبحث الشاعرةالدائم عن مدينتها وسط مدينتها.
في غياب المدينة يطرق الخوف قلب الشاعرة،فتلتفت تفتش عن الأمان، فلا تجده إلا في الذكريات؛ ذكرى مدينة تبدل حالها،وذكرى الحب السالف الذي غاب أيضا و ما عاد من جدوى منه:
-و تنصرف المدينة عني
تحملني صمتها و الغياب
و أنصرف إليّ
تعودني الذكريات
قمم البهاء ..
فأحتمي بالدروب،
ظلك بوصلتي
و لا جدوى منك! (لا ارتباك ليد الاحتمال ص47)
في بحثها عن الأمان المفتقد تحيلناالشاعرة على موضوع فرعي آخر هو الخوف الكلمة التي تتكرر في المدونةسبع(07) مرات،الإحساس الذي يعاود شاعرتنا و هي تفقد مدينتها كما أحستهسابقا و هي تفقد الحبيب، والخلاص أو الاحتماء هو نفسه، إذا تطالعنا فيالمقطع السابق بأنها تحتمي بالدروب ،في فقدها الحبيب أيضا تلجأ إليها:
آن أن ترحل الآن
إلى عش الحلم المتآكل..
إلى حضن الأحرف الأمنية
و آن أن ترتديني الأرصفة و المحطات ( أسماء الحب المستعارة ص 46)
كاشفة عن مكانة خاصة جدا تربطها بالمكانفهو الجرح و هو العلاج، بل هو العلاج من كل جرح، يعوضها فقدها، و به تحتميمن الخوف إذ تفقد الإحساس بالأمان في غياب من يحتويها،و يشعرها بالانتماء،هكذا تخلق مدينة منيرة سعدة خلخال الغربة و الخوف بعد أن تعلمت سيرتاالاختفاء لتحل محلها الزنزانة 25.أما المعجم الذي تعتمده في هذا الموضوعفلا يتسع بقدر ما يتكرر فهي تعتمد الخوف و الرعب،الفزع الذعر لكن بتكراركبير.
الموضوع الفرعي التالي هو الموت بأعلىنسبة تواتر حيث تكرر بلفظه خمسا و عشرين مرة،بهذا اللفظ تحديدا، ناهيك عناقترانه بالمعجم الأكثر اتساعا في مدونتنا هذه و منه ” القبر، الميتة،التلاشي، سكاكين، النكبات، الشهداء، الجماجم، يوارونك، انتهيت، ينقض، يدق،يقتلع،جنازة،خوذة،مناورة،يدفن، ألغام، الغدر، الاندثار، الفناء، التوابيت،الاحتضار، الانتحار…و غيرها. موضوع القتل يرتبط بالوطن في صورتين مأساةالجزائر في الفترة المسماة عشرية سوداء،وبالقضية الفلسطينية.
و إن كانت الأولى تحتل مساحة نصية أكبريتساوى فيها الوطن و المدينة فيغيب ذلك الرفض للمدينة، ليصبح هذا الاتحاد«من دواعي القبول بها، بل إيمانا مطلقا »[21] بها ،فتصف الشاعرة الموت المزروع بالمدينة بأنه لا مشروع،بل إنه:
أهازيج رصاصات طائشة
و تارة مرتبة وفق رزنامة
مهرجان المسدسات المفاجئ؟! (أسماء الحب المستعارة ص 91)
هذا الموت هو بكلمة أدق قتل مرتب معدمسبقا، غير أن برنامجه، لشدة كثافته يشبه الفوضى فيلتبس على الشاعرة،مابين ترتيب و طيش، أو هو طيش مرتب، في مدينة تغيرت فيها “أسماء الأسماء” وتبدلت الأدوار،وحتى معنى الحب تبدل في اتساع معاني قاعدة الاختلاف رحمةالتي لا تتسع إلا على مستوى القول ، لأن الفعل لم يكن يشبه الرحمة في شيء،حتى البشرى التي تسوقها الشاعرة للوطن طرأ عليها تبدل الاسم ،و بتعبيرالشاعرة استعارت الاسم لا أكثر:
بشرى للوطن
يوارونك خلف الجماجم
كي تحرس أعين الشهداء
ينصبون لك الاختلاف
رحمة
يعيدون حبك
تسجيلا و ذكرى
و أنت الوطن
منهم، إليك، قرابينهم
لا يعبدون سواك
بشراك
وقد جمعهم هواك (أسماء الحب المستعارة،ص 57-58)
بسخرية فيها من المرارة أكثر بكثير ممافيها من التهكم تسرد منيرة للوطن بكل ” مدن الضياع” التي تشكله، تسرد لهالموت الذي يحل بأبنائه، تحت شعار حبه، حتى صار موتهم قرابين تقدم له.
غير أن حقيقة القرابين هذه تتكشف عارية ونحن نتجه صوب موضوع فرعي أخر و هو الظلم الذي يختفي خلف الشعاراتالبراقة،نجده خاصة مع ذكر القضية الفلسطينية حيث نعثر على تغير فيالمفردات من أهم مفردات المعجم “يستوطن،الضحايا،الزحف، المدججة ،الوطنالمسلوب ،الدمار، الغارات،الغضب، الغصة،السخط، التنكيل. و هو معجم لا يدلعلى التضحية من أجل الوطن قدر ما يدل على استباحة أهله وظلمهم و”الظلم” هوتحديدا موضوعنا الذي أُنزل بأهل الأرض،بأهل المدن المقدسة، لتتخذ الشاعرةمن أسماء الشهداء رموزا تحقق بمرجعيتها دلالات لا يحققها المعجم مهما اتسع:
يعز علينا المقام في الصمت
حكمة تتضاءل، تتهلهل و تتذلل
في زمن الدبابات الفصيحة و هي تهزج ببلاغة التسلل
إلى شرعية التنكيل بأشجار الزيتون
براءة “شهيد”و “ملاك”..
و “أحلام”محمد”،”فاطمة”،”آيات”و”ميسون” (الصحراء بالباب ص48)
فإذا كان الصمت حكمة و بلاغة فإنهبفلسطين تحديدا لا يمكن أن يمثل أيّا من كل هذا، لأنه سيجلب الذل و الهوانلأهل الأرض،مع ذلك فإنه واحد من مفردات الثنائيات الضدية التي تحكمالموضوع الفرعي من الدرجة الثالثة،و هو المقاومة لا تتكرر كثيرا بلفظهاحيث ظهرت مرتان فقط، معوضة ذلك بالانشطار بين عدد من الثنائيات أهمها:تجلد/الانهزام، مقاومة/تراجع، صمت/صراخ، فرح/قرح، بسمة/ عبرة، و يبقىالمعجم زاخرا بعدها بجملة من الوحدات المعجمية منها: التوطن،الأمل،الرجاء،الصفح،الثورة،و لم ندرج الوحدتين الأخيرتين ضمن ثنائيةلأنهما برأيي ليستا متضادتين،و يبقى أن الغلبة من حيث التكرار هي للصمتالذي ورد أربعا و ثلاثين(34) مرة،و هو الرقم الذي يعكس وعيا سياسيا كبيراعند شاعرتنا، و إحساسها العميق بهيمنة الصمت على الواقع العربي،و وقع هذهالهيمنة على هذه الأمة، و إن كانت لا تجاهر بوعيها السياسي بل تخرجه فيثوب مجازي جميل،آخذت برأي جورج لوكاتش الذي يرى أن «الجمال ينقد الإنسانمن الانحطاط الإنساني المميز للمجتمع»[22]فهروبا من هول الواقع العربي تعتمد الشاعرة الرمز و تكني و لا تصرح، محلقةفي فضاء خاص مازجة موضوعاتها و متشعبة في طرح قضاياها، يحررها تحليقها علىأشرعة المجاز من الترتيبات المنطقية الدقيقة فتقرأ إذ تقرأ شعرا.
يمكننا بعد هذا التتبع للموضوع الرئيسي والموضوعات الفرعية أن نضع مخططا يجمل القول و لا يَفصِل فيه،لأن النص يبقىمنفتحا على أكثر من قراءة. لنرصد التشجير الموضوعاتي لثيمة المدينة عندمنيرة سعدة خلخال:
الغربة: التيه، الضياع، التشتت، الغريب
الرحيل: الوحدة، الذهاب، الرحيل،التشظي، الاختفاء، الغياب، البون،الزوال،تباعد
الخوف: الرعب، الفزع، الذعر
المدينةالحب: متيم، العشق، النبض.
الظلم: يستوطن،الضحايا،الزحف، المدججة،الوطن المسلوب الموت الدمار، الغارات،الغضب، الغصة،السخط،التنكيل
المقاومة:التوطن، الأمل،الرجاء، الصفح ،الثورة،التجلد، الصمت
تتوسع المدينة في الأعمال الشعرية لمنيرةسعدة خلخال لتغطي موضوعات إنسانية و قومية متنوعة، ذات وزن في ساحة الفكرو الثقافة العربية،لتخرج عن الصورة التي اصطنعها لها بعض الشعراءالمعاصرين، و تلامس وجدان المتلقي، و رغم أن شاعرتنا تخفي ذاتها الأنثىخلف مدينتها، و إلا أن هي المدينة و ما توسعت إليه من موضوعات فرعية، تعريجانبا من أنوثة الشاعرة، التي يتخطفها الضياع أمام هول ما ترى فتفتش عنالأمان ، أكاد أقول تركض حبرا على الصفحات بحثا عن الإحساس بالأمان، و هيالمشاعر التي تلح المرأة في طلبها خاصة في حياتها العاطفية أيا كانإطارها،و التي تطالب بها منيرة في حياتها داخل مدينة بالكاد تتقبلها، بللا تتقبلها إلا ذكرى، و تفتش عن الأمان داخلها، حتى يصبح ذلك اهتمامها:
و همنا نبحث عن ألق
و أسوار تشبه الأضلع السميكة
تقينا الأسى و بشاعة الشمس (أسماء الحب المستعارة ص 64)
فإذا كان الجدار معذب الشعراء النازحينمن الريف إلى المدينة فإنه الحماية التي تفتش عنها الأنثى، تريدها أسواراسميكة،تحقق لها المنعة، فتطمئن، لكنها لا تعثر عليها:
- أخاف المطر
جدران بيتنا مبعثرة
و لا سقف لنا إلا الآه (أسماء الحب المستعارة ص29)
- فكيف أغمض عيني
عن سقوط كل السماوات
وسقفنا مهيأ لمزيد من التمزق
وجدران بيتنا مبعثرة (أسماء الحب المستعارة52)
فإذا كانت «كل الأمكنة المأهولة حقا تحمل جوهر فكرة البيت»[23]و هو منح الإنسان الهناءة و ألفة المكان،فإن المدينة لابد أن تمنح شاعرتناهذه الفكرة و تجعلها تحس بالحماية،غير أن المدونة الشعرية تبرز العكستماما، فيطفوا الإحساس بالخوف،و تغيب الحماية فيشرع «الخيال يبني “جدرانا”»[24] تقيه هذا الفقد الذي يبدو فضيعا لكثرة تكراره،حتى أنه تكرر بالعبارة ذاتها في المقطعين السابقين.
أما الصانع لهذه الأجواء النفسية التيصنعت بدورها النص الشعري، فإنها جلية في النص ذاته، حيث يستفحل الموتاللامشروع، الموت المباغت للقتلى، المرتب بدقة للقاتل.

Supprimer
Djamila Talbaoui
Djamila Talbaoui
مهرجان راق بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لَمْستك كشاعرة و كامرأة راقية تجلّت في جمْعك للشاعرات من الجهات الأربع للوطن و حتى من خارجه، جمعت النقاد و الأكاديميين، و المثقفين و المبدعين،صنعت جمالية التلاقي بين الفنون التي يجتاحها الشعر فترفل جمالا، حضرت اللوحة التشكيلية و المعزوفة الموسيقية و العرض المسرحي، جعلتنا نفتن بفسنطينة فتسكن وجداننا و تستوطن حروفنا. الاستمرارية و المزيد من النجاح للمهرجان و لك الشاعرة الراقية منيرة سعدة خلخال.


المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي:
حصاد الدورات الثمانية ..
أسّس المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي في أوت 2005 ، حيث عيّنت السيدة منيرة سعدة خلخال محافظة له في 16 مارس 2008 .
نظّمت منه هذه الدورات تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إشراف معالي وزيرة ووزير الثقافة والسيد والي ولاية قسنطينة.
الدورة الأولى : من: 27 أكتوبر إلى 01 نوفمبر 2008
تحت شعار" وحملن ... القلم "
حول موضوع الكتابة لدى المرأة الشاعرة " محاولة الإنصات... جادة التكريم"
نظّمت خلالها مسابقة وطنية في الشعر خاصة بالمبتدئات " وخض الكتابة ولا تهب"،
فازت بها كلّ من:
الجائزة الأولى –مناصفة-: كنزة مباركي - هوس بلون وجهي (عنابة)
رقية حسناوي -الطفلة التي عطرها ليس يذوي (بسكرة)
الجائزة الثانية –مناصفة- سميّة محنش - يا مسقط قلبي (باتنة)
أمال خليفي - في رحاب الحبيب المصطفى- ص(المسيلة)
الجائزة الثالثة –مناصفة- أسماء بحيرة - طوق الريحان (قسنطينة)
هناء قمادي - اغتيال نبّي (بسكرة)
جائزة تشجيعية –مناصفة- أسماء جبالي - فسيفساء كونية (قسنطينة)
رابعة العدوية بدري – حتى لا ننسى (بسكرة)
وفق الترتيب الذي أقرّته لجنة التحكيم المتكونة من:
د حسن خليفة رئيسا
د يوسف وغليسي عضوا
د سكينة قدور عضوا
د ليلى لعوير عضوا
أ عبد السلام يخلف عضوا
ومسابقة أحسن قصيدة قرئت في المهرجان فازت بها كل من :
الشاعرة نوارة لحرش عن قصيدتها : " انكسارات " .
الشاعرة سميحة شفرور عن قصيدتها : " ورقة إلى رجل لم يأت بعد .." .
الشاعرة خالدية جاب الله عن قصيدتها: " الوهم قاتلي المأجور" .
بمشاركة الشاعرات الجزائريات من مختلف ولايات الوطن.
الندوات النقدية شارك فيها الأساتذة :
أ د/ عبد المالك مرتاض ( جامعة وهران )
بمداخلة حول: " شاعرات الجزائر المعاصرات – تقديم للشعرية
النسوية".
أ/ احسن ثليلاني ( جامعة سكيكدة)
بمداخلة حول: " الأدب النسوي / سجال في المصطلح ".
أ / عبد الحميد شكيل ( عنابة)
بمداخلة حول : " ملامسات حول الكتابة النسوية في الجزائر".
د/ يوسف وغليسي (جامعة قسنطينة)
بمداخلة حول: " الأدب النسوي: غواية الـتأنيث وفتنة المصطلح".
أ / بلقاسم بن عبد الله (وهران)
بمداخلة حول: " أثر الجميلات في الشعر الجزائري".
وتمّ خلال هذه الدورة:
-تنظيم معرض وطني للفنون التشكيلية بمشاركة الفنانات التشكيليات:
حليمة لمين (الجزائر)، ياسمينة سعدون،
ليشاني ميمية،لطيفة بولفول، ميلاري سهيلة قسنطينة).
- عرض مسرحية " دعاء الحمام" من تأليف: الأديبة القديرة زهور ونيسي .
وإخراج : فوزية آيت الحاج
بالمسرح الجهوي لقسنطينة.
-الدورة الثانية: من: 29 جوان إلى 03 جويلية 2009
تحت شعار" توّجك الشعر.. لالّة جميلة"،
نظّمت خلالها مسابقة وطنية في الشعر النسائي حملت شعار : "واختبري تجلّدك ... عند انكسار الرّوح" وذلك في إطار القدس عاصمة للثقافة العربية حول شعر المقاومة،
وفازت بها كلّ من:
الجائزة الأولى-مناصفة- زينب قاضي - حيث يغسل شذو النخيل أصابعه (الجلفة)
عفاف فنوح - أغنية لحجر قديم (الجزائر)
الجائزة الثانية –مناصفة- سمية محنش – صراخ الصّمت (باتنة)
نوارة لحرش - أبجدية الحياة المهجّاة (سطيف)
الجائزة الثالثة-مناصفة الوازنة بخوش - أطفال الأبابيل ( باتنة )
كنزة مباركي - حرّك الليل عقاربه (عنابة)
وفق الترتيب الذي أقرته لجنة التحكيم المتكونة من:
أ د آمنة بلعلى (جامعة تيزي وزو) رئيسا
أ د عبد الله حمادي (جامعة قسنطينة) عضوا
د أمال لواتي (جامعة قسنطينة) عضوا
د لخضر عيكوس (جامعة قسنطينة) عضوا
أ فني عاشور (جامعة الجزائر) عضوا
بمشاركة الشاعرات الجزائريات من مختلف ولايات الوطن.
ومن خارج الوطن:
الشاعرة : نجاة العدواني (تونس)
الأديب : أحمد دوغان ( سوريا)
الشاعرة : فتحية الهاشمي( تونس )
الندوات النقدية شارك فيها الأساتذة :
د/ آمنة بلعلى ( جامعة مولود معمري تيزي وزو)
بمداخلة حول: " التصور الأنثوي للمقاومة في الشعر الجزائري" .
أ د / عبد الله حمادي ( جامعة قسنطينة)
بمداخلة حول: " جميلة بوحيرد في الشعر العربي" .
أ د/ زينب الأعوج ( جامعة الجزائر)
بمداخلة حول: " الأنا في الإبداع النسائي العربي".
أد/ يوسف وغليسي ( جامعة قسنطينة)
بمداخلة حول: " قراءة في تجارب شعرية نسوية جزائرية"
د/ أمال لواتي (جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة)
بمداخلة حول: " جميلة وانزياح المعنى الشعري، قراءة في قصائد جميلة بوحيرد"
د/ سكينة قدور( جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة)
بمداخلة حول: " فدوى طوقان من الذات إلى الوطن والقضية".
أ/ أحمد دوغان ( حلب- سوريا)
بمداخلة حول: " صورة المرأة الجزائرية في إبداع شاعرات المشرق العربي"
أ/ قلولي بن ساعد ( جامعة الجلفة)
بمداخلة حول: " الأدب النسائي العربي قراءة في المنهج والمصطلح".
أ / احسن تليلاني ( جامعة سكيكدة)
بمداخلة حول : " الثورة الجزائرية في المسرح الشعري العربي، مسرحية
(مأساة جميلة) لعبد الرحمان الشرقاوي – نموذجا- ".
وتمّ خلالها عرض مسرحية " فاطمة" من تأليف: محمد بن قطاف .
إخراج : صونية .
تمثيل: نسرين بلحاج.
وتمّ خلال هذه الدورة تنظيم:
- تنظيم حفلين فنيين في إطارفعاليات المهرجان الثقافي الوطني للمالوف
بالمسرح الجهوي لقسنطينة.
-الدورة الثالثة: من: 10 إلى 15 أكتوبر 2010
تحت شعار:" فالتكن الأرض ..ما تكتبينه"
نظمت خلالها مسابقة مغاربية في الشعر النسائي
تحت شعار: " كم منزل في الأرض يألفه القصيد"
فازت بها كلّ من:
الجائزة الأولى-مناصفة- حليمة الإسماعيلي - صفصافة الروح (المغرب)
حورية وجدي - ترانيم قلب عاشق ( الشلف)
الجائزة الثانية-مناصفة- حواء بنت ميلود - عفوا سيدتي (موريتانيا)
أمال مكناسي - مسافرة في وجع السنديان (قالمة)
الجائزة الثالثة –مناصفة- سميرة إيراتني - أمنية تنتظر ! (بجاية)
عنيشل خديجة - الجرح الذي لا يموت (ورقلة)
وفق الترتيب الذي أقرته لجنة التحكيم المتكونة من:
أ د عثمان بدري (جامعة الجزائر) رئيسا
أ د حفناوي بعلي (جامعة عنابة) عضوا
أ د آمنة بلعلى ( جامعة تيزي وزو) عضوا
بمشاركة الشاعرات الجزائريات من مختلف ولايات الوطن.
ومن خارج الوطن:
الشاعرة منات عزالدين الخير (سوريا)
الشاعرة روضة الحاج محمد (السودان)
الشاعرة عائشة إدريس المغربي (ليبيا )
الشاعرة حياة الرايس (تونس )
الشاعرة ليلى ناسيمي (المغرب )
الندوات النقدية شارك فيها الأساتذة :
أ د/ عثمان بدري بمداخلة حول: " التجارب الشعرية النسوية في الجزائر بين التمرد على
سلطة النموذج التقليدي وغواية التجريب".
د/ حفناوي بعلي ( جامعة عنابة )
بمداخلة حول: " المرأة الشاعرة الناقدة قراءة في تجربة نازك الملائكة".
أ/ عبد الحميد شكيل ( عنابة )
بمداخلة حول: " في الشعرية النسوية : قراءة في ديوان" امرأة المسافات
للشاعرة الجزائرية نادية نواصر".
أ/ احسن ثليلاني ( جامعة سكيكدة)
بمداخلة حول: " المدينة في الشعر النسوي الجزائري: تجربة الشاعرة
منيرة سعدة خلخال – نموذجا- ".
أد/ آمنة بلعلى ( جامعة تيزي وزو)
بمداخلة حول: " الفضاءات المتخيلة في الكتابة الشعرية النسوية الجزائرية".
د/ شهرزاد زاغز( جامعة بسكرة )
بمداخلة حول: " صور الحضور الإجتماعي لقسنطينة في السردية العربية
الجزائرية".
أ/ منى بشلم ( المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة )
بمداخلة حول:" موضوع المدينة في شعر منيرة سعدة خلخال".
وتمّ خلال هذه الدورة:
-تنظيم عرض مسرحية " خلف أسوار المدينة" للمسرح الجهوي لولاية سكيكدة.
-تنظيم حفل فني من إحياء الفنان تواتي توفيق بالمسرح الجهوي لقسنطينة.
-تنظيم حفل فني من إحياء الفرقة النسوية لولاية إليزي بالمسرح الجهوي لقسنطينة.
-تنظيم حفل فني من إحياء الفنان عبد الحكيم بوعزيز بالمسرح الجهوي لقسنطينة.
-الدورة الرابعة: من: 08 إلى 13 أكتوبر 2011 دورة " الأديبة زليخة السعودي"
حول: "الشعر النسوي والفنون ..جماليات التلاقي"
تحت شعار: " من تراب ألوانها .. تتشكّل حواس اللّغة"
نظمت خلالها مسابقة وطنية في الشعر النسوي فازت بها كلّ من:
الجائزة الأولى-مناصفة - هنيّة لالة رزيقة – ترنيمة آخر الليل (تمنراست)
فاكية صباحي - نزيف على مقصلة الصمت (بسكرة)
الجائزة الثانية-مناصفة- حليمة قطاي - حين تنزلق المعارج..إلى فيها ( باتنة)
حسناء بروش - مثلها والجحيم (سكيكدة)
الجائزة الثالثة-مناصفة- جميلة طلباوي - لقطوف الرغبة مدارات (بشار)
جميلة بلموفق - تراك (المسيلة)
وفق الترتيب الذي أقرته لجنة التحكيم المتكونة من:
أ د عثمان بدري ( جامعة الجزائر) رئيسا
أ د علي ملاحي (جامعة الجزائر) عضوا
أ د راوية يحياوي (جامعة تيزي وزو) عضوا
بمشاركة الشاعرات الجزائريات من مختلف ولايات الوطن.
جلسة الندوات : "الأعمال الأديبة لزوليخا السعودي " .
أ/ عبد المجيد السعودي (خنشلة)
بمداخلة حول: " نبذة عن حياة الأديبة زليخا السعودي".
أ / فتيحة شفيري ( جامعة الجزائر)
بمداخلة حول:" الحضور الإبداعي في التنوع الأدبي عند زليخا السعودي".
د / عبد الحميد ختالة (جامعة خنشلة)
بمداخلة حول:" بدايات السرد النسوي في الجزائر قراءة في أدب زليخا السعودي".
أ د/ أحمد شريبط ( جامعة عنابة)
بمداخلة حول:" التجربة النقدية عند زوليخا السعودي".
جلسة الندوات : "الشعر النسوي والغناء " .
أ / مولود فرتوني ( جامعة تمنراست )
بمداخلة حول:" أهمية الغناء في الشعر النسوي التارقي".
د/ عبد القادرنطور ( جامعة سكيكدة)
بمداخلة حول:" دور المرأة في الثورة التحريرية من خلال أغانيها الشعبية".
د/ راوية يحياوي ( جامعة تيزي وزو)
بمداخلة حول:" غواية السرد وحكائية المنجز الشعري النسوي".
أ / بن لباد الغالي ( جامعة تلمسان)
بمداخلة حول:" صورة المرأة في الشعر الفصيج والشعبي".
جلسة الندوات : "علاقة الشعر بالفن التشكيلي " .
د/ جلال خشاب ( جامعة سوق اهراس)
بمداخلة حول:" الشعر النسوي والفن التشكيلي".
أ / حفيظة ميمي ( فنانة تشكيلية - باتنة)
بمداخلة حول:" رحلة المرأة مع الفن التشكيلي في منطقة الأوراس".
د / علي ملاحي ( جامعة الجزائر)
بمداخلة حول:" أدوات التلقي الشعري عند الشاعرة الجزائرية".
أ د/ عثمان بدري ( جامعة الجزائر)
بمداخلة حول:" انفتاح الشعري النسوي العر بي المعاصر قراءة استكشافية".
جلسة الندوات : "جماليات الشعر والفنون " .
أ د/ آمنة بلعلى ( جامعة تيزي وزو)
بمداخلة حول:" تداخل الأجناس الأدبية ودورها في حوارية الشكل الشعري".
أ د/ أمال لواتي ( جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة)
بمداخلة حول:" جماليات تلاقي الشعر والفنون بين التنظير والإبداع".
د/ سمية حطري ( جامعة سيدي بلعباس)
بمداخلة حول:" التناص في الشعر النسوي الجزائري".
أ د/ عبد القادر رابحي ( جامعة سعيدة)
بمداخلة حول:" إشكالية التجنيس في الشعر النسوي الجزائري قصيدة النثر أنموذجا".
تمّ خلال هذه الدورة تنظيم:
- معرض وطني للفنون التشكيلية بمشاركة الفنانات التشكيليات:
سهيلة بلبحار ، قاسمي زهية، نادية حمران، جهيدة هوادف (الجزائر)
شيراك نادية (تيزي وزو) ، ليلى فرحات(وهران) ، بن دالي شفيقة حسين (قسنطينة)
- حفل فني مع الفنان أبو زاهر عبد الجميد (خنشلة)
- حفل فني مع الفنان محمد بوليفة ( الجزائر)
- حفل فني مع فرقة " الرفاق" ( الوادي).
-عرض مسرحية " سيد الرجالة " لجمعية البليري للفنون والآداب.
اقتباس وإخراج : خالد بلحاج.
- حفل فني مع الفنان عباس ريغي ( قسنطينة)
-الدورة الخامسة: من: 13 إلى 18 أكتوبر 2012
حول" المرأة والثورة: الحركية والإبداع"
تحت شعار " ما زال نبضنا للوطن.." .
نظمت خلالها مسابقة وطنية في الشعر النسائي وفازت بها كلّ من:
-في الشعر الفصيح:
الجائزة الأولى - لطيفة حساني ( بسكرة)
عن قصيدتها: " ضوء من خفايا الروح ".
الجائزة الثانية - فاطمة الزهراء فصيح ( الجلفة)
عن قصيدتها: " ربيع في دماء الشهداء".
الجائزة الثالثة - جميلة عظيمي زيدان (سطيف) .
عن قصيدتها: " أهواك جزائري".
-في جمع وإعداد المختارات في الشعر الشعبي:
الجائزة الأولى لهنادة فاطمة حداد (ميلة)
الجائزة الثانية زهرة صفصاف (غليزان)
وفق الترتيب الذي أقرته لجنة التحكيم المتكونة من:
أ د حبيب مونسي رئيسا (جامعة سيدي بلعباس).
أ د عبد القادر نطور عضوا (جامعة سكيكدة).
أ د عبد الحميد هيمة عضوا ( جامعة ورقلة).
بمشاركة الشاعرات الجزائريات من مختلف ولايات الوطن.
ومن خارج الوطن :
الشاعرة فاطمة بن محمود ( تونس)
الشاعرة فاطمة بوهراكة ( المغرب )
جلسة الندوات شارك فيها الأساتذة :
أ / محمد الأمين سعيدي ( المشرية )
بمداخلة حول: " الشعر والثورة: (قراءة في الخلفيات الفلسفية
لثورة الشعر)".
د/ صلاح الدين باوية ( جامعة جيجل)
بمداخلة حول: " المرأة الجزائرية وأدوارها البطولية في سبيل الحرية" .
أ د / حبيب مونسي ( جامعة سيدي بلعباس)
بمداخلة حول: " الواقع والنبوءة قراءة في ملامح التحول الثوري في الشعر
النسوي الجزائري الحديث".
أ د/ آمنة بلعلى ( جامعة تيزي وزو)
بمداخلة حول: " التمثل الشعري للمقاومة والحدث الثوري في الشعر النسوي".
أ/ فاطمة بن محمود ( تونس)
بمداخلة بعنوان : قراءة في كتاب " امرأة في زمن الثورة" .
د/ راوية يحياوي (جامعة تيزي وزو)
بمداخلة حول: " جميلة بوحيرد في الرؤيا الشعرية لنزار قباني
وبدر شاكر السياب".
د/ سليمة لوكام ( جامعة سوق اهراس)
بمداخلة حول: " جميلة في الشعر العراقي بين وقائعية المرجعي
والتشكيل الإعلامي".
د/ أمال لواتي ( جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة)
بمداخلة حول:" جميلة بوحيرد في الشعر العربي".
أ/ أم سهام (عمارية بلال) – وهران -
بمداخلة حول:" مذكرات أسير ".
د/ جلال خشاب ( جامعة سوق اهراس)
بمداخلة حول:" روح المقاومة في الشعر الشعبي النسوي".
تمّ خلال هذه الدورة تنظيم:
-عرض أوبيرات " سفر الذاكرة" لجمعية بانوراما للفنون الدرامية والسينمائية
(وادي سوف ) بالمسرح الجهوي لقسنطينة.
- حفل فني مع الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية بالمسرح الجهوي لقسنطينة.
-حفل فني من إحياء الفنان: محمد فؤاد ومان بالمسرح الجهوي لقسنطينة.
-الدورة السادسة: من: 10 إلى 15 أكتوبر 2013
حول :" الحداثة في الشعر النسائي"
تحت شعار: " أرهفت الحسّ .. كتبتك"
نظمت خلالها مسابقة وطنية في الشعر النسائي حول أحسن مخطوط شعري، فازت بها كلّ من:
الجائزة الأولى- مناصفة -
- ليزانكسيا شعر: سميرة بوركبة (عنابة)
للريح عرسها الورقي شعر: أسماء بن مشيرح (قسنطينة)
الجائزة الثانية –مناصفة-
أهازيج الروح شعر: صباح لخضاري (النعامة)
جدائل متمردة شعر: شامة درويش ( قالمة)
الجائزة الثالثة -مناصفة-
إمرأة من زمن الجليلة شعر: سليمة ماضوي (سطيف)
عطر الغمام شعر: دلال بلواضح (المسيلة)
وفق الترتيب الذي أقرّت به لجنة التحكيم الخاصة بهذه الدورة و التي تكوّنت من:
أ د رابح دوب (جامعة قسنطينة ) رئيسا
أ د عبد القادر عميش (جامعة الشلف) عضوا
أ د خيرة حمر العين (جامعة وهران ) عضوا
بمشاركة الشاعرات الجزائريات من مختلف ولايات الوطن.
ومن خارج الوطن:
- د/ الشاعرة مها خير بك ناصر من لبنان.
- الشاعرة نبيلة الخطيب من الأردن.
- الشاعرة فوزية العكرمي من تونس.
- الشاعرة إيمان عمارة من تونس.
-
الندوات النقدية بمشاركة الأساتذة :
د/ عبد الحميد هيمة ( جامعة ورقلة )
بمداخلة حول:" الشعر النسائي الجزائري المعاصر ".
أ د خيرة حمر العين ( جامعة وهران)
بمداخلة حول:" خطاب الحبّ في الشعر النسوي الجزائري".
أ / تسعديت قوراري ( جامعة تيزي وزو )
بمداخلة حول:" الحداثة الشعرية في النصوص الفائزة في مهرجان
الشعر النسوي".
أ / جميلة روباش ( جامعة المسيلة )
بمداخلة حول:" إشكالية الأدب النسوي، القصة والرواية".
أ د/ مها خير بك ( جامعة لبنان )
بمداخلة حول:" المرأة والحداثة الشعرية".
أ د/ آمنة بلعلى ( جامعة تيزي وزو )
بمداخلة حول:" أنماط التحديث في الشعر النسوي الجزائري".
أ د/ رابح دوب ( جامعة الأمير عبد القادرللعلوم الإسلامية – قسنطينة- )
بمداخلة حول:" جماليات تصوير الحيز في الشعر النسائي الجزائري".
أ د/ حبيب مونسي ( جامعة سيدي بلعباس )
بمداخلة حول:" قصيدة النثر في الشعر النسائي الجزائري".
أ د/ راوية يحياوي ( جامعة تيزي وزو)
بمداخلة حول:" ذاكرة النصوص وإبداعية اللغة الشعرية".
أ د/ سليني نور الدين ( جامعة المسيلة )
بمداخلة حول:" هوية الكتابة النسائية داخل الخطاب
العربي الحديث".
أ د/ سمية حطري (المركز الجامعي غليزان )
بمداخلة حول:" خصوصية الكتابة النسائية".
أ د /أمال لواتي ( جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية)
بمداخلة حول:" اللغة وخصوصية التأنيث في الكتابة النسائية".
أ / أسماء بلوم ( جامعة سكيكدة )
بمداخلة حول:" المرأة الشاعرة وأسئلة الشعرمنيرة سعدة خلخال- أنموذجا-".
أ د/ جلال خشاب ( المركز الجامعي بسوق اهراس)
بمداخلة حول:" السرد النسوي من المكتوب إلى المرئي، ذاكرة الجسد".
أ د/ عبد القادر عميش ( جامعة الشلف )
بمداخلة حول:" سرد صمت الأنثى واستنطاق هويتها في رواية بحر الصمت
لياسمينة صالح ".
أ / آمنة دحو ( المركز الجامعي غليزان)
بمداخلة حول:" مسار الرواية النسائية في الجزائر".
أ / إيمان نوري ( جامعة عنابة)
بمداخلة حول :" أزمة الرواية النسوية الجزائرية".
تمّ خلال هذه الدورة:
-تنظيم معرض وطني للفنون التشكيلية بمشاركة الفنانات التشكيليات:
كريمة صحراوي (الجزائر) أمال كوردغلي (الجزائر)
أمال بن غزالة (الجزائر) فضيلة مقري(ورقلة)
شفيقة بن دالي حسين( قسنطينة) فريدة بن محمود(قسنطينة)
فوزية منور (وهران) سارة صراوي(المسيلة)
-عرض مسرحية " الجميلات" للمسرح الجهوي لعنابة.
-حفل فني (عيساوة) من تقديم الفنان زين الدين بوشعالة بالمسرح الجهوي لقسنطينة.
الدورة السابعة: من 08 إلى 13 نوفمبر 2014
حول" حضور التراث في الشعر النسوي المعاصر "
تحت شعار:" لأنّها واضحة .. سلالة الإبداع ".
بمشاركة الشاعرات الجزائريات من مختلف ولايات الوطن.
- جلسة الندوات : " الشعر والتراث بين الرؤية والفن"
بمشاركة :
أ د/ عبد الله العشي ( جامعة باتنة)
بمداخلة حول:" العلاقة المرتبكة بين التراث والشعر المعاصر".
أ د/ ناصر اسطنبول ( جامعة وهران)
بمداخلة حول:" سيمياء المحكي في الخطاب الشعري الجزائري المعاصر
-الكتابة النسوية نموذجا-".
أ د / عزالدين جلاوجي ( جامعة برج بوعريريج)
بمداخلة حول:" التراث: مصادره وأشكال استلهامه في الشعر النسوي
المعاصر بالجزائر".
أ د/ راوية يحياوي ( جامعة تيزي وزو)
بمداخلة حول:" جماليات التناص في الشعر النسائي الجزائري المعاصر".
جلسة الندوات :" أشكال توظيف التراث في الشعر النسائي الجزائري المعاصر"
أ د/ عبد الحميد هيمة ( جامعة ورقلة)
بمداخلة حول الخطاب الصوفي في الشعر النسوي الجزائري المعاصر".
د/ الزبير دردوخ ( جامعة البويرة)
بمداخلة حول:" توظيف الرمز الديني والتاريخي في شعر المرأة الجزائرية".
أ د/ عقاق قادة ( جامعة سيدي بلعباس)
بمداخلة حول:" التناص التراثي في الشعر العربي المعاصر".
أ / علاوة كوسة ( جامعة سطيف)
بمداخلة حول:" التراث في الشعر النسوي المعاصر".
جلسة الندوات :" الحداثة والتراث في الشعر النسائي الجزائري المعاصر"
أ د/ خيرة حمر العين ( جامعة وهران)
بمداخلة حول:" استراتيجية بناء الصورة في ديوان مسقط قلبي للشاعرة سمية محنش"
أ د/ أمال لواتي ( جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة)
بمداخلة حول:" مرجعية الإنتماء والتجاوز في الشعر النسائي المعاصر".
أ د/ حمو الحاج ذهبية ( جامعة تيزي وزو)
بمداخلة حول:" تداول التراث وتداوليته في الخطاب الشعري النسوي".
أ / نعيمة بولكعيبات ( جامعة سكيكدة)
بمداخلة حول:" الوعي بالتراث عند الشاعرة الجزائرية".
جلسة الندوات :" المشترك الجمالي بين القصة والشعر".
أ د/ حبيب مونسي ( جامعة سيدي بلعباس)
بمداخلة حول:" الكون القصصي في أقاصيص آسيا رحايلية
" اعتقني من جنّتك" – أنموذجا ".
أ / عبد المجيد لغريب ( الجزائر)
بمداخلة حول:" حيزية: القصة والقصيدة دلالات تراثية ".
د / نوال بومعزة ( جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية )
بمداخلة حول:" النزوع الشعري في الإبداع القصصي النسائي
الجزائري قصص جميلة زنير –نموذجا-" .
أ / حليمة السعدية قطاي ( جامعة الجزائر )
بمداخلة حول:" الأنثى التراث: حوار المحو والذاكرة".
وتمّ خلال هذه الدورة تنظيم:
-معرض وطني للكتاب بمشاركة دار ميم ، دار فاصلة، الفضاء الحر للنشر والتوزيع
واتحاد الكتاب الجزائريين .
- تقديم أناشيد وطنية للفنان محمد فؤاد ومان .
- تقديم أناشيد وطنية للفنان عبد الجليل أخروف.
- زيارة إلى متحف المجاهد بقسنطينة.
الدورة الثامنة: من 06 إلى 10 ديسمبر 2015
حول: " المدينة في الشعر النسائي "
تحت شعار" قسنطينة .. القصيدة المعلّقة ".
نظمت خلالها مسابقة وطنية في الشعر النسائي، فازت بها كلّ من:
الجائزة الأولى في الشعر العمودي : الغالية عيدوني
عن قصيدتها: " ويبقى برجك العاجي" - سكيكدة
الجائزة الأولى في شعر التفعيلة : مريم معوج
عن قصيدتها:" سيرتا معلقة في القلب" - سكيكدة
الجائزة الأولى في قصيدة النثر: حميدة جودر
عن قصيدتها: "قسنطينة تكتفي بالبهاء" – بسكرة
الجائزة الأولى في الشعر الشعبي : سعيدة لكحل
عن قصيدتها:" قسنطينة العذرا " - سكيكدة
وفق الترتيب الذي أقرّته لجنة التحكيم المتكونة من:
أ د / عبد الله العشي ( جامعة باتنة ).
أ د/ عبد الحميد بورايو (جامعة الجزائر).
أ د/ ناصر اسطنبول (جامعة وهران) .
أد / جلال خشاب ( جامعة سوق اهراس).
بمشاركة الشاعرات الجزائريات من مختلف ولايات الوطن.

- جلسة الندوات : " المدينة في المتخيل الإبداعي النسائي"
بمشاركة :
أ د/ عبد الله العشي ( جامعة باتنة )
بمداخلة حول:" تأثيث المكان بلاغيا في الشعر النسوي الحزائري".
أ د/ حبيب مونسي ( جامعة سيدي بلعباس)
بمداخلة حول:" ندرومة في ديوان ترنيمات على بوابة ندرومة
للشاعرة أم سهام: المكان عبر حفريات الذاكرة الفنية".
أ د/ آمنة بلعلى ( جامعة تيزي وزو)
بمداخلة حول:" تمثيل المدينة في الشعر النسوي" .
أ د/ خيرة حمر العين ( جامعة وهران)
بمداخلة حول:" تجليات الخراب من خلال توظيف المدينة في الشعر
النسوي العربي المعاصر" .
- جلسة الندوات : " قسنطينة في البحث الأكاديمي النسائي".
إشراف أ د/ فاطمة الزهراء قشي"
جلسة الندوات : " المدينة والذات الشاعرة".
أ د/ عبد الحميد بورايو ( جامعة الجزائر)
بمداخلة حول:" الصوت الشعري المديني التعبير الجمعي والبوح الفردي".
أ د/ ناصر اسطنبول ( جامعة وهران)
بمداخلة حول:" سيكولوجيا الإبداع في الكتابة النسوية – خطاب الرواية- أنموذجا"
د/ راوية يحياوي ( جامعة تيزي وزو)
بمداخلة حول:" تماهي الذات مع المدينة في المنجز الشعري النسائي
الجزائري المعاصر" .
د/ جلال خشاب ( جامعة سوق اهراس)
بمداخلة حول:" حضور المدينة في الشعر النسائي".
د/ الخامسة علاوي (جامعة منتوري- قسنطينة 01 )
بمداخلة حول:" تجليات المدينة في ديوان: للريح قالت الشجرة لمنيرة سعدة خلخال".
جلسة الندوات : " المدينة بين الشعر والسرد في الإبداع النسائي الجزائري".
د/ السعيد بن زرقة (المدرسة العليا للأساتذة – الجزائر)
بمداخلة حول:" ثنائية الرمل والبحر في رواية " الخابية" لجميلة طلباوي".
د/ حمو الحاج ذهبية ( جامعة تيزي وزو)
بمداخلة حول:" المدينة: حدودها وأبعادها في الشعر النسوي الجزائري الحديث"
أ د/ أمال لواتي ( جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية)
بمداخلة حول:" قسنطينة وهاجس الكتابة عند زهور ونيسي" .
أ/ نعيمة بولكعيبات ( جامعة سكيكدة)
بمداخلة حول:" سيكولوجية المكان في شعر إلهام بورابة " .
د/ رزيقة طاوطاو ( جامعة أم البواقي)
بمداخلة حول:" مفارقة الفضاء في ثلاثية أحلام مستغانمي –مقاربة سيميائية" .
وتمّ خلال هذه الدورة تنظيم:
-معرض للفنون التشكيلية بمشاركة الفنانات التشكيليات:
صفية زوليد (الجزائر ) فريدة بن محمود (قسنطينة)
ياسمينة سعدون(قسنطينة) ليلى بغلي(قسنطينة)
شفيقة بن دالي حسين (قسنطينة) .
-معرض وطني للكتاب بمشاركة:
إتحاد الكتاب الجزائريين، دار الإبريز ، دار الألمعية، دار الفضاء الحرّ.
-عرض موسيقي من تقديم أساتذة من بيت العود العربي بقسنطينة.
إصدارات المحافظة:
1- كتاب "... وحملن القلم" – مقالات ونصوص شعرية 2008
2- -كتاب " خطاب التأنيث دراسة في الشعر النسوي ومعجم لأعلامه"
لـ د يوسف وغليسي 2008 .
3- كتاب "واختبري تجلّدك عند انكسار الروح" – مقالات ونصوص شعرية 2009 .
4- كتاب " فالتكن الأرض ما تكتبينه" – مقالات ونصوص شعرية 2010.
5- كتاب " الشعر النسوي والفنون ...جماليات التلاقي" – مقالات ونصوص شعرية 2011
6- كتاب" المرأة والثورة .. الحركية والإبداع " – مقالات ونصوص شعرية 2012 .
7- كتاب " ديوان المهرجان" – القصائد الفائزة في المسابقة الوطنية للشعر
– الدورة السادسة 2013 .
منيرة سعدة خلخال
محافظة المهرجان.








يسعدني أن أضع بين أيديكم ، شاعرات ، أساتذة إعلاميين ومهتمين و/ لكل غاية مفيدة بلغة الإدارة / حصيلة 
لمختلف فعاليات الدورات الثمانية من عمر المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي الذي تعودتم حضوره، المشاركة في فعالياته ومتابعته ، 
علما أنه تأجل تنظيم الدورة التاسعة لهذا العام وذلك
وفق البرنامج الجديد للمهرجانات بالوطن.
على أن نلتقي في مواعيد ثقافية قادمة وسانحة بحول الله،
بالتوفيق للجميع.

بالتوفيق للجميع.

Commentaires
ﻧﺎﺩﻳﺔ العياطي
ﻧﺎﺩﻳﺔ العياطي
للأسف سيدتي لم نتعود حضوره بل نم توجه لنا دعوة على مدى دوراته الثمانية لجدّ الساعة على الرغم من مشاركتنا في مسابقاته ..وإرسالياتنا لكم بالمشاركة او حتى حضوره رغم بعد المسافة من جوهرة الغرب الجزائري تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011_2012..وعاصمة الشرق مدينة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس ...الحمد لله عسى الطبعة الناسعة توفي العدل وتسلط الضوء على المحرومات ..او المهمشات ...او اللواتي طوين في ذطيّ النسيان 


بالتوفيق للجميع.

Aucun texte alternatif disponible.




https://www.facebook.com/poesiefeminine/


Fermer

شكر، عرفان وتقدير
صديقاتي الشاعرات ، أخوات الروح كما أحبّ أن أدعوكنّ دائما ..
- الجزائلريات من كلّ ربوع بلادنا الحبيبة : شمالها وجنوبها ، شرقها وغربها ..
- العربيات من: تونس، المغرب، الأردن، لبنان، سوريا والسودان ..
- الأساتذة الأجلاء والأفاضل من مختلف جامعات الوطن 
- الفنانات التشكيليات،الفنانون والمبدعون : مسرحيون وموسيقيون، الجمعيات الثقافية ..
- الأسرة الإعلامية بمختلف تخصصاتها : المكتوبة، المسموعة والسمعية -البصرية
كلّ المتعاملين الثقافيين وجميع من ساهم وأسهم من قريب أو من بعيد في سبيل أن يبلغ هذا الصّرح
- المهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي - عامه الثامن (08) ..
شكرا من القلب على ثقتكم، على تعاونكم وعلى إضافتكم المضيئة ..
شكرا من القلب على التواصل المبدع، المثمر والمبهج ..
نلتقي على المحبّة والإبداع في فرص ثقافية سانحة بإذن الله .
Nassima Benabdallah
حفظك الله منيرة حيثما كنت
Supprimer
Djamila Talbaoui
Djamila Talbaoui
و شكرا لك لأنّك أبدعت في صنع جسر آخر تتباهى به قسنطينة بلمستك كشاعرة و كمسيرة نبيلة و محنّكة ، حفظك الله و وفقك للنجاح دائما , لك المحبّة و التقدير .

Aucun texte alternatif disponible.





L’image contient peut-être : 3 personnes

http://www.almothaqaf.com/index.php/readings/890433.html
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article48009

http://www.aswat-elchamal.com/ar/?p=98&a=3657


أزمة جزائرية جديدة , ( خطاب التأنيث ) كتاب نقد فضائحي يتحدث عن سير الشاعرات الجزائريات ....




    يوسف غليسي


خاص / لـ أنهار - الجزائر
أثار الكتاب المعنون خطاب التأنيث والصادر على هامش مهرجان الشعر النسائي المقام الشهر الماضي في الجزائر، الكثير من ردود الافعال المتفاوتة التي نددت بما جاء فيه من تجاوزات خطيرة اقدم عليها كاتبه الناقد يوسف وغليسي.
ورغم ان هذا الاخير حاصل على شهادة دكتوراه في الادب العربي الا أن الكتاب الذي كان يفترض ان يكون نقديا تحول الى كتاب فضائحي من الدرجة الأولى هدفه ربما تصفية الحسابات وعرض حياة الشاعرات الجزائريات بتفاصيلها الحميمة وأسرارها المجهولة، ابتغاء تقديم صورة نفسية لكل منهما لا ترتبط بمضمون النص ولا بأساليب الشعرية ولا بنوعية كتاباتها.

و وصل الامر بالناقد – ان جاز تسميته كذلك-  في بعض الحالات الى الحديث عن الحياة الجنسية للشاعرة ومناقشة مسائل زواجها وطلاقها ونسبة جمالها الجسدي، وما الى ذلك  من خصوصية ، مما نددت به الشاعرات الجزائريات واعتبرنه تشهيرا صريحا لا يمكن التغاضي عنه.
ولعل اكثر الشاعرات تعرضا للاساءة كانت الشاعرة الجزائرية فضيلة زياية المعروفة باسم الخنساء والتي نعتها بـ "المراة القضيبية " وتطرق الى علاقاتها وسيرتها وحتى لمسألة لبسها للجلباب معللا ذلك بأنه اخفاء لما ترهل من جسدها ليس إلأ.
حيث يقول في بعض المقاطع :
" فهي لم تؤت حظا من الأنوثة وجمال الشكل وقد امتد بها العمر ولم تحظ برجل يحيي رميم أنوثتها مما يصعد أزمتها الأصلية أزمة منتصف العمر ذات الوقع الخطير في تقدير الدراسات السيكولوجية ... الخنساء في بعض معانيها اللغوية هي الظبية/ البقرة الوحشية مضرب الأمثال في الجمال وقد كانت الخنساء القديمة بارعة الجمال والأدب، فما للخنساء الجديدة ولهذا الجمال "
ويقول ايضا في الصفحة 177:
كذلك تؤمن الخنساء بهذا الاعتقاد الجاهلي وتتماهى في شيطانها الذي تفصح عنه في كثير من قصائدها باسم مؤرق، وتتباهى به، فما التفسير النفسي لمثل هذه الحالة النادرة في عصرنا؟ ثمة حالات ذهانية بسيكوزية متعلقة بالأمراض العقلية تدفع الخنساء إلى أن تجعل من نفسها موضوعا لحبها في شكل نرجسي ثانوي، حيث ترتد  الرغبات الجنسية في الأصل إلى الأنا، لأنها لم يتح لها أن توظف في إطار موضوع خارجي "زوجا مثلا أو علاقات عابرة"
" لو عرضت شخصية الخنساء -في شعرها وخارجه- على اي محلل نفساني لما تردد في تشخيص حالة من الفصام الشيزوفريني تتملكها "
" يتجلى التجاذب الوجداني في حياة الخنساء وشعرها بوضوح شديد في تلك القصائد الوجدانية الغزلية الرقيقة التي كتبتها تغزلا بشخص موجود بالفعل .... هو شاعر من جليها " نصر الدين ..." وفيها يخيل إلى الخنساء الظامئة المتعطشة للحب أنها وجدت من يروي ظمأ سنيها ويبلل أعماقها المتصحرة فتتخيل أن الحب متبادل وأن المشاعر متأججة بين الطرفين ثم يرد نصر الدين على قصائدها الملتهبة بأحر منها من حيث أنه كان ينوي أنها مجرد معارضات شعرية من أعذب الشعر فيتحول الوهم إلى يقين. وحين ينكر المعشوق الشاعر " نصر الدين باكرية" واقهية هذه العلاقة ويصر على إبقائها في حيز المتخيل الشعري تنتفض الخنساء وتثور ثائرتها في مشهد عدواني رهيب " يهمش وغليسي هذا المشهد بنجمة في الحاشية يرد فيها مايلي: حدثني من الشهود العيان الذين اثق بهم مطلق الثقة أنها قامت بصفعه أمام الملأ في مكتبة عمومية بالجزائر العاصمة."
من لوازم النرجسية حب الظهور أو إثارة الانتباه وشغل الأذهان ولفت الأنظار ، أو كل ما يلخصه "exhibitionnisme" الذي يترجمه العقاد بـ "حب العرض" وتتخذ هذه اللازمة أشكالا مختلفة لعل أقصاها وأقساها معا ذلك الاندفاع المرضي لإظهار الأعضاء الجنسية في مكان عام، لكن هذا الاستعراء غير ممكن في حالة الخنساء التي تحكمها ظروف أخرى لا تسمح لها بذلك [أستاذة جامعية، من عائلة محافظة، الأخلاق العامة، الحالة الجسدية المترهلة "
ويعلق مضيفا على كونها تلبس لباسا شرعيا – الجلباب- :
" وفي كل الأحوال فإن جلباب الخنساء الخارجي يخفي عريا داخليا كبيرا تعكسه في تعاطفها المبالغ فيه مع قصيدة نصر الدين باكرية " فلسفة الهذيان" كتبها عنها وصورها خلالها تصويرا عاريا في وضع جنسي فظيع: نهداها تحت ساقيها ، وركبتاها تحت وجنتيها ورجلاها مربوطتان إلى ضفائر شعرها وكعبها في شفيته."
"وعموما فإن الجهاز النفسي للخنساء مهترئ ومعقد ومعرض دوما للمزيد من النكسات والصدمات بالنظر إلى الظروف المأساوية التي لازمتها من طفولتها إلى كهولتها بما يجعلها مشتلة للأمراض والعقد السيكولوجية العويصة التي تغري الباحث النفساني بجعلها حقل تجارب علمية بشرية "
أما الشاعرة حبيبة محمدي فيصف شعرها وصفا جنسيا واضحا  لا يمكن ادراجه ضمن النقد الموضوعي بقوله :
"ومن أراد ان يقضي ليلة شعرية حميمة، بين أحضان نصوصها، فليتوقع، جسدا نثريا مكتنزا له وزنه المتفرد، و ثوبا معجميا شفافا يجسم المدلول ويشي بالموضوع الجسدي وحضنا لغويا دافئا وحركة ايقاعية هادئة وأنفاسا شعرية متقطعة و لأوضاعا خيالية منوعة"
ويتطرق في موضع غير بعيد من كتابه الى الشاعرة المعروفة ربيعة جلطي التي يقول واصفا صورتها الخارجية وصفا غزليلا لا يرقى الى أن يكون نقدا بناء لشاعرة لها باعها اذ يقول في كتابه عنها نصيا ما يلي :
" حتى صورتها الشخصية  بايحاءاتها الشاعرية المثيرة، ابتسامتها التي تتحدى سواد لباسها، الوشاح التقليدي المجيل الملقى على كتفيها في مشهد انثوي يميس غنجا، الشعر الغجري المسافر في دنيا الماضي الطفولي المجيد، الخلفية الحجرية التي تتبدى من وراءها حضارة موغلة في الزمن السحيق "
أما الشاعرة مسعودة لعريط المعروفة باسم غيوم، فيقول في صفحتها  ما يغني عن أن نشرحه، لأنه ببساطة تشهير واضح جدا جاء نصيا كالتالي :
" كانت مرايا الجسد - ويقصد هنا عنوان ديوانها- عنوانا أمينا لما كانت تفعله في بيت الشعر....فالعنوان الرئيس يعكس الهاجس الجسدي وكذلك صورة الكاتبة التي كانت غير هذه في فترة من حياتها، بشعرها الأسود القصير، ونحرها الأبيض العاري، ولباسها البني الخفيف، وذراعيها العاريتين لا تحبان دفء معطف قديم...وعلى طريقة المغنية التونسية
ترفض الشاعرة ممارسة الحب العادي الهادي وتأبى إلا أن ينعكس على الجسد بالفعل القوي الشديد ... وهذه العبارات خير شاهد : تعتصر جسدي، التهم جسدي، أشلاء اجسادنا المتطايرة " – وهي عبارات نقلها من ديوانها-
ويضيف في موضع غير بعيد ناعتا ايها بالمريضة النفسية المصابة بالعصاب النفسي تجاه الجسد فيقول نصيا : " هذا الإيحاء الجنسي يوشك أن يكون تصريحا لغويا... ألا يكفي هذا دليلا على إصابة الذات الشاعرة بعصاب نفسي جسدي يعكس الإخفاق في تسوية صراع حاد بين الرغبات الجسدية للهو الانثوية ودفاع الأنا عن القيم الثقافية والأخلاقية ... هل كان جسدها المستباح في نصوصها الشعرية قربانا للأنوثة المقموعة في مجتمع ريفي لا يفقه ثقافة الجسد "
وغير بعيد يضيف الناقد في وصفه لنصوص الشاعرة ما يغني عن شرحنا  حين يقول بالحرف الواحد :  " بعض تلك النصوص الشعرية المتبرجة نصوص داعرة" وهو وصف نقدي غير اعتيادي لم نعهد استعماله اكاديميا لوصف اي نوع من أساليب الكتابة.
وتتعدد الأمثلة وتتنوع وتتفاوت السير الحياتية من حيث العمق ومناقشة التجربة ، فهناك من حصلت على عشر صفحات من السرد، وهناك من اكتفى بكتابة بضعة أسطر مفككة عنها، مشيرا في عدد من المواضع الى كونه اتصل بهذه أو تلك، وردت عليه بطريقة  لطيفة أو عدوانية، وشارحا أنه استنجد بأصدقاء راسخين في الأنوثة على حد علمه ليحصل على هذه المعلومات من الشاعرات انفسهن اللواتي رفضن الحديث معه ورحبن بالحديث مع هؤلاء الراسخين في الأنوثة حسب تعبيره.
 ولكن ما كتب في هذا الكتاب الذي يقال انه نقدي، كان دائما بعيدا عن النص بحد ذاته ، يمر عليه مرورا غير ذي اكاديمية أو منهجية و مليئا بالتناقضات، اذ كان يحدث أن يشيد بشاعرة حد اعتبارها المتنبي، ثم ما يلبث أن ينعت في صفحة أخرى تجربتها بالبسيطة وقصائدها بالخواطر.
يذكر أن قليلات هن اللواتي أفلتن من هذا التشهير نذكر منهن  شاعرات برنامج أمير الشعراء الثلاثة : شفيقة وعيل وحنين عمر وخالدية جاب الله،  اضافة الى الشاعرة نسيمة بو صلاح، ونوارة لحرش و الروائية المعروفة أحلام مستغانمي التي كتبت في بدايتها الأدبية شعرا وكانت أول شاعرة تحدث عنها ضمن 87 شاعرة ، وقد جاءت سيرهن الذاتية خالية من هذه التجاوزات لحسن حظهن، وهو حظ لم يحالف الكثيرات ممن ينتظرن الحصول على نسخة الكتاب المختفي والمسحوب من الأسواق لكي يطلعن على سير حياتهن وهي معروضة في مزاد الفضائح.
هذا وقد علّق بعضهم على أن أمر كتابة الكتاب كان تحت اشراف محافظة المهرجان الشاعرة منيرة سعدة خلخال التي كان من المفترض ان تقرأ الكتاب قبل أن تأمر بطبعه، أو لعلها قرأته واستمتعت بما كان فيه من تشهير - على حد قولهم - !!.
تحقيق أنهار - الجزائر 



Aucun texte alternatif disponible.



من اليمين إلى اليسار:
حياة الرايس(تونس) ، زينب الأعوج، منيرة سعدة خلخال ، زهور ونيسي (الجزائر) و مناة عزالدين الخير (سوريا) ..

L’image contient peut-être : 5 personnes, personnes assises et intérieur

عيد اختتامه في قسنطينة.. موجة انتقادات لمهرجان الشعر النسوي في الجزائر ..// بقلم : عمر عناز ( وكالة أنباء الشعر)
بقلم : عمر عناز
إطلع على مواضيعي الأخرى 
[ شوهد : 1372 مرة ]
يبدو أن إيقاع الساحة الثقافية في الجزائر متصاعد باتجاه مالانهاية من التفاصيل فلا يكاد المشهد يهدأ حتى نسمع فرقعة حادثة ثقافية وجلبة عاصفة جديدة تلقي بظلها على منحى معين وتثير مواقف متباينة تستدعي مناقشة التفاصيل بعين تبحث عن الحقيقة التي قد تختفي وراء الكواليس رهبة أو رغبة، فما أن انتهت فعاليات مهرجان الشعر النسوي في مدينة قنسنطينة الجزائرية حتى بدأ الهمس يتعالى متخذا مستوى صوتيا يقترب من صرخة الاحتجاج المتعددة الأبعاد بتعدد الشاعرات اللواتي انتقدن جانبا من التحضيرات التي سبقت المهرجان وماتخلله واستهجنّ ماتضمنه كتاب الناقد الدكتور يوسف وغليسي الذي صدر على هامش المهرجان لما فيه من تعريض و إساءة لشخوصهن حسبما أفدن به في هذا المسح الاستكشافي الذي ابتدأناه مع الأستاذة الشاعرة شفيقة وعيل حيث قالت : " قاطعت المهرجان و حملت حقائبي نحو العاصمة مشفقة على الأستاذة المحافظة التي قلت لها أني لا أتمنى أن أكون في موقفها الحرج هذا "
سحر قسنطينة، تلك المدينة العاشقة في كبرياء...و علم الجزائر الذي توشحته أمس وأنا أقرأ في احتفالية أول نوفمبر بمقام الشهيد حين عانقت القلم الحر الأبيّ في حضن والدتنا السيدة الوزيرة الأديبة زهور ونيسي وفي حضور كبار الوطن والأدب....ماليات ما تزال ندية في ذاكرتي رغم مرارة التجربة في المهرجان الوطني للشعر النسوي بقسنطينة.
هذا المهرجان - الذي كانت السيدة منيرة سعدة خلخال محافظة له – كان يملأ الصحف تبشيرا بإرهاصات لمتَنفّس منتظر لاحتكاك الأقلام الإبداعية النسوية في الجزائر، كان منبرا يرجى منه أن يعلي تاء التأنيث إلى مصاف الاستحقاق الأدبي، و كان شعاره " و حملن القلم.." ينبئ بالكثير من الإبداع.

لكن...!!!!!

منذ وصولي إلى الإقامة بقسنطينة و أنا ألاحظ أن المهرجان ما هو إلا فسحة أخرى للوصاية على الأدب النسوي ( بتواطئ ذكوري أنثوي) بوضع سُلَّم أدبي للأقلام المبدعة في طبقات أدبية تُعامَلُ على ما يوافق مقتضياتها ، لكن معاييره لم تكن تمت للإبداع الأدبي بصلة ، وكل ما استطعت أن ألحظه أن المهرجان كان يبحث له عن أصداء إعلامية بمحاباة ما.
لو تكلمت عن الإقامة و ظروفها التي لا تليق بقسنطينة مدينة الكرم و العطاء لقيل عني متكبرة، لكني لطالما كنت أظن أنه يجب أن : "تمد لحافك على قد رجليك" و قدر قسنطينة أن تكرم ضيوفها لأن الغرفة التي وجدتني فيها- و كانت شريكتي فيها خالدية جاب الله – لم تكن تشبه إقامةً مقبولة ناهيك عن أن تليق بأميرتيْ الشعر (كما أسمتنا السيدة منيرة سعدة خلخال)، ولا أظن الأمر متعلقا بصديقتي (الأميرة) خالدية لأنها عوملتِ كأميرة للشاعرات فعلا حين افتتحت مهرجان القراءة، وتبوأت مرتبة الكمال في مقامها الأدبي بالمهرجان، و الإنساني - الذي أشهد لها به - لكنها لعنة " المصلوب" التي تلاحقني و لا تريد بعض المثقفات غفرانها لي، أصابتها مثلي في تلك الإقامة التي بعد احتجاج غُيِّرت على مضض..." و بعض الشر أهون من بعض"، وأذكر كيف كانت رفيقات الشقة الجديدة يُرحَّب بهن (لنفوذهن الإعلامي) في مقام الكرم ذاك، بينما أميرات الشعر كنّ هناك في خم ما في الطابق السفليّ، و إني لتأبى عليّ كرامتي أن أحدثكم بما كان يقال عن تكبري وتعجرفي بسبب موقفي هذا، ورحم الله جدي"هين الضيف يدوا ( يهرب)".
هذا التمييز لم يكن ليمر من غير ملاحظة ولم تغضِ الطرف عنه إلا من خدمها أو من استحيتْ، و كُثْر من المبدعات انصرفن منذ أول يوم مما سمعن و رأين، وقاطعت أخريات بعدهنّ، و إني إذ قاطعت المهرجان و حملت حقائبي نحو العاصمة كنت أشفق بجدية على الأستاذة المحافظة، و قد قلت لها أني لا أتمنى أن أكون في موقفها الحرج هذا، رغم أنه كان يمكن تفاديه بمجهود بسيط يعمد إلى المساواة والحيادية بين الشاعرات (أو"الشواعر" على وزن "عوانس " في الدلالات الرمزية التحليلة الجديدة في خطاب التأنيث)، لأنهن بالأصل استُدعين للوقوف على جديدهن الأدبي وإثراء معارفهن الجمالية على مستوى الكتابة وليس لـ "التحواس و الماكلة " كما قيل...
من وجهة نظري الشخصية رغم أني "..لم يسلّط عليّ الضوء إلا بعد أمير الشعراء.. و أدين لأمير الشعراء بهذا " فالمهرجان فشل إنسانيا قبل أن يفشل أدبيا
صدقا صرت أتساءل جديا : هل نظرية "هشاشة القلم النسوي " كما يحاول كثير من الأدعياء أن يؤكده هو محض تقرير للواقع المرير في راهن الشعر النسوي الذي لا أرى مهرجان قسنطينة يمثله؟
ثم لي أن أتساءل أيضا عن الهدف من تنظيم المهرجان، هل هو كشف مواهب الكتابة الشابة باحتكاكها مع الأقلام القامة - التي لم أدَّعِ أني منها حتى لا يؤتى كلامي من هنا- وخلق روح للتنافس الأدبي المشروع، أم هو الكشف عن النقايص البشرية خلف ستار الإبداع؟
لعل ثمرة المهرجان تحيلنا إلى الجواب الذي يبدو إشكالا في حد ذاته ، فقد كان من كرامات المهرجان أن تُوِّجَ بباكورة موسوعية في معالجة خطاب التأنيث في الكتابة الشعرية بالجزائر،ليطلع علينا الدكتور يوسف وغليسي بكتابه (خطاب التأنيث: دراسة في الشعر النسوي الجزائري و معجم لأعلامه)، و يستفز البحث الأكاديمي بتقسيم الشاعرات إلى "شواعر الجزائر" و"شاعرات أخريات" ورغم أني حاولت أن أجد له مخرجا منهجيا لكني لم أستطع لأنه فعلا تقسيم مخالف لكل منهج معتبر في البحوث الأكاديمية إلا إذا كان الصنف الثاني منهن ليس جزائريا!!! هنا يحدث الانزلاق لأن كتابه " الموسوعي" بالأساس يُعنى بالشاعرات الجزائريات و لا أظن أن هذا هو المراد، أو أن يكون تقسيمه تصنيفيا باعتبار الوجود في الساحة الأدبية فتكون عنونته لا علاقة لها بهذا المعنى رغم أنه كأنْ يريدُ ذلك، فمالذي حصل للدكتور وغليسي حتى نزع جبة المنهج الأكاديمي وهوى في دركات السرعة السحيقة بعيدا عن أسس البحث المنهجية؟؟؟، سيما حين يتعرض لبعض الشاعرات بالحديث عن تفاصيل حياتهن الشخصية والعاطفية بما يخل بصلب موضوعه وبحثه- بل و إنسانيته-، أو حين يكون تحليله للشخصية الأدبية للشاعرة مجرد تلخيص لقصيدة يتيمة بين يديه، و يتحجج بأن لم يكن بين يديه غيرها (مجهولة الهوية الأدبية) مع أنه- وهو ابن البحث الأكاديمي و التحقيق العلميّ- كان يستطيع - وهو ابن جيل التكنولولجيا - أن يحصل على أي قصيدة (لي على الأقل) – جيدة ورديئة، قديمة وحديثة- بضغطة زر واحدة على الإنترنت، ورغم أن أستاذي الفاضل أثنى عليّ في كتابه (بما أنا أهله) من تشريف للجزائر أدبيا و أخلاقيا بأمير الشعراء إلا أنه لم يكن ليسعدني شخصيا أكثر من أن يهدي إلي عيوبي الأدبية ويقدم قيمة مضافة لقلمي الغض الذي لا يريده أن يجعل منه قمرا شعريا، ولكن يريد منه أن يعامله بنفس مستوى الاحترافية المعتادة لباحث وأديب عرفناه يحترم قوانين البحث العلمية وقواعده، هذا ما أريده سيدي ولم أرد محض رأي شخصي لا يستند إلى دراسة لأبجديات الكتابة الشعرية في النصوص حين تُلخّص الذات الشاعرة في قصيدة واحدة... حاولت بصدق التواصل مع الأستاذ لتجلية ذلك، فاتصلت به لكنه لم يكن يرد على اتصالاتي فعمدت إلى كتابة رسالة نصية على التلفون يبدو أن صدمتي فيها صدمته .
ثم يفاجئني - و كنت أعرفه كبيرا خلوقا- حين يمنّ - من على منصة المخاطبة - على الشواعر اللواتي " لم يعرفهن قبل " بأن أدخلهن قبة التمجيد الأدبي بذكرهن في كتابه،، و ليت الأستاذ الفاضل أعفانا من هذا المجد إن كان على شاكلة " سقطات الخطاب الذكوري في معاملة خطاب التأنيث"، لأننا في نهاية الأمر حين نقرأ ذبذبات قلمه الفاضل في الطرح لا نشعر بما سماه " غيرة أخواتية " بل نشعر بأسف على وغليسي الإنسان ووغليسي الأكاديمي ووغليسي الأديب الذي طالما كنت أشعر بجدية حرفه الفذ علميا وأدبيا.
الإبداع في النقد أن يُقدم للناس قلم أنثوي جدي مهتم بوجع الكتابة النسوية بكل تفاصيلها الجيدة والرديئة، يدرس ملامحه بما يليق به مقام الطرح أدبيا وأخلاقيا، فإن لم يسعه الوقت وكان العمل سريعا (كما قلتَ) فإنا نفهم أن هذا العمل الجبار يحتاج عقودا من البحث عن قاعدة عمل أدبية موثقة ويحتاج إلى بذل جهد في فهم العمق الأدبي لكل شخصية من الشواعر، لكننا لا نعذره فقد حصرم قبل أن يزبب، هلا تريث حتى لا يسقط هذه السقطة، هلا كان الدكتور وغليسي كما نعرفه جميعنا؟
الغريب بعد هذا أن يتأسف أستاذنا أنْ جمع في الكتاب (من هب ودب) ويهدد أنه في الطبعة المقبلة سيحذف أسماء من الموسوعة وربما لمّح إلى بعضها، لا أملك هنا إلا أن أتحسر عليه كشاعرة لم يعرفها إلا أمس!!... فإن طبيعة الأشياء التعاقب تجديدا... ومنطق الحياة أن الجديد لا تُعاب عليه جِدته بقدر ما يعاب على القديم رفضه له وأنه لا جميل في ذمتي لأستاذنا أن ضمّنني في "موسوعته" ولا منقصة له عليّ إن حذفني منها، و أنه ليس وصيا على قلمي ليمنحني استحقاق لقب شاعرة مرة و يحذفه أخرى ومعيب عليه جدا أن يظن أنه يملك من زمام التاريخ هذا، ولم يكن مطالبا بالأساس أن يتولى مهمة _البابوية الشعرية _ لأن الجنة الأدبية ليست ملكه ولا الجحيم، وفي النهاية أنا شاعرة من شاعرات هذا الوطن الأبيّ ولا أنتمي إلى موسوعة الوغليسي بل أنتمي إلى موسوعة الجزائر... وأدين لأمير الشعراء أن عرف أستاذي الفاضل الدكتور وغليسي بي لأنه فعلا كان يحتاج إلى برنامج ضخم كأمير الشعراء ليعرفني أدبيا...لي سؤال أخير "هل كان أستاذنا الفاضل سيبحث بنفس المنهجية لو كان التحليل للخطاب الذكوريّ؟"
أم كان سيعمل حسابا لموازين القوى وكمال الأجسام؟؟
في كل الأحوال كل همي على بلدي العامر بأقلام نسوية جيدة ( جديدة وقديمة) تحتاج أن توثّق بما يليق بها كفاعل أدبي بدون اعتبار تائه المؤنثة، وعلى اسم كبير كالدكتور وغليسي وعلى قلم جاد كقلمه ،،، لأنه فعلا أكبر من هذه السقطات وواثقة من أنه سيتجاوزها، وبصدق لا أتحامل عليه لأني تعلمت منه كثيرا هي فقط غضبة للقلم الأنثوي المجروح.
أما الشاعرة والأكاديمية نسيمة بوصلاح فقد جاء صوتها مشحونا بالكثير من التفاصيل التي سكبتها قائلة " مهرجان الشعر النسوي كان مناسبة للصرف غير الصحي لميزانية الدولة،" مهرجان الشعر النسوي محاولة الإنصات المبتذل جادة التكريم المهين"
مهرجان الشعر النسوي اختتم يوم أمس، ولا يخفى على من عايشوه أنه كان مناسبة للصرف غير الصحي لميزانية الدولة، بعض المصادر التي لا نعلم مدى صدقيتها من الصحفيين أشارت إلى ميزانية 700 مليون سنتيم خصصت لهذا المهرجان والله والمحافظة السيدة سعدة خلخال أعلم.وطبعا حالة من الذعر
ستعتري القارئ إذا ما عرف أن قاعة الفعاليات كانت خاوية على عروشها، إذ لم يكن يؤثثها غير المدعوين، وهو أمر كان متوقعا جدا بالنظر إلى الظروف السرية التي حضر فيها للمهرجان، وبالنظر إلى الإبعاد المتقصد لمبدعات المدينة.شخصيا وبصفتي نائب رئيس جمعية المبدعات أصوات المدينة التي تترأسها منيرة سعدة خلخال التي هي نفسها محافظة المهرجان، أسجل اعتراضي على بعض تجاوزاتها لمكتب الجمعية وعرض إصداراتها للبيع على هامش فعاليات المهرجان دونما رجوع لأحد، أم أن منيرة سعدة خلخال محافظة المهرجان كاتبت منيرة سعدة خلخال رئيسة الجمعية، وهذه الأخيرة أذنت لتلك الأولى وبالتالي تمت صفقة البيع بالتراضي بين الطرفين ! ! ! ومن هذا المنبر الكريم الذي عودني على احتضان شجوني دائما، أعلن استقالتي من الخلية أحادية النواة منيرة سعدة خلخال أقصد"جمعية المبدعات أصوات المدينة"مع تبرئة لذمتي إذ أنني طوال فترة وجودي في المكتب لم يعرض علي أي تقرير مالي وهذا ردا على الكثير من المساءلات الصحفية التي جاءتني في هذا الشأن. عن المهرجان لم أفاجأ شخصيا بفشله ومغادرة بعض الشواعر من أول ليلة يقضينها وأضرب لهذا مثلا الشاعرة الألقة شفيقة وعيل، أو بقاء أخريات لا يمتلكن حزمها وتطرفها لكن مكتئبات منعزلات وعلى مضض أمثال الشاعرة والتشكيلية الكبيرة حليمة لمين، بقدر ما فوجئت بالكتاب الذي أصدر بمناسبة هذا المهرجان وفي إطار منشوراته، وهو كتاب خطاب التأنيث دراسة في الشعر النسوي الجزائري ومعجم لأعلامه. لصاحبه الدكتور يوسف وغليسي، والذي ألفه بتكليف من محافظة المهرجان التي قدمت له وأثنت عليه، ووصفته بأنه محاولة الإنصات جادة التكريم! ! !جادة التكريم هذه تبتدئ بشكوى الدكتور يوسف وغليسي في متن كتابه من تذمر الشاعرات اللائي يتصل بهن من مصطلح "شواعر"، ويعزو هذا التذمر باجتهاد خاص منه، إلى أنه يحيل على كلمة "عوانس" لذلك يتحسسن منها، هذه هي جادة التكريم التي قصدتها محافظة المهرجان السيدة "بالنظر لبطاقة الحالة المدنية" سعدة خلخال، هذا هو التكريم/ الإهانة والانصات/الابتذال الذي يقدم المرأة ويتعامل معها منذ البدء على أساس أنها سلعة معرضة لانتهاء الصلاحية.دون أن أتوقف كثيرا عند التجاوزات التي وقع فيها الكاتب وهو أستاذنا على كل حال، ونحن إذ نرفع له هذه الملحوظات نرفعها بكل حب واحترام، من هذه التجاوزات التي لا تدخل في شرعة النقد، تعرضه للحياة الشخصية لبعض الشواعر، وإفشاء أسرارهن الخاصة تحت مسمى الدراسة النفسية، وهو أدخل في باب التعريض والتشهير حتى وان استعان عليه بالزج ببعض مصطلحات التحليل النفسي في معترك الشتم المبطن أو اللمز بالتعرض لبشاعة فلانة وجمال علانة.إن ما اتهم به وغليسي الأنطولوجيا التي أنجزتها الدكتورة الشاعرة زينب الأعوج في فحوى قوله:"إنها أنطولوجيا متسرعة... لا تقوم على أساس واضح، ولا تعكس ما يدور في البيت الشعري الجزائري، أو بالأحرى هو منطق الأنثى حين تنتصر لأنوثتها انتصارا موهوما".مردود عليه إذ إن تقصير زينب الأعوج هو تقصير قادر، لأن إلغاءها لهذا الاسم أو ذاك راجع لكون العمل يعتمد على المنتخبات وربما لعدم اقتناعها الأكاديمي بمن لم تعرض له وإن كان محسوبا على المشهد والمرحلة. ولكن بماذا يمكن أن نصف تقصير الدكتور يوسف وغليسي الذي وفي القسم الثاني من معجمه الموسوم بشواعر أخريات لم يرتهن حتى إلى ترتيب أبجدي يسهل عملية البحث. وهو أضعف الإيمان، بماذا نسم تقصيره وهو يخلي سبيل النصوص ويتصيد من منقوله ومعقوله حول هذه الشاعرة أو تلك.للأمانة وللتاريخ تعامل الدكتور يوسف وغليسي مع نصوصي شخصيا بكل احترافية، وبنفس أمارة بالنقد، ومنحني شرفا استحقه على كل حال، وأبدى لي ملاحظات وهنات سعدت بها كطفلة، لأنها تغني تجربتي، وتضيئها، وأشكره شكرا لا حدود له على أن أهدى إلي كبوة الجواد ونبوة السيف وغلطة الشاطر وإن كانت بألف، وأشكره شكرا آخر على أن أسكنني من طبقات الشعر أرفعها. وإنه وإن سبق هذا الجميل بنعتي بالغرور على سبيل الاتهام، إلا أنني أطمئنه بأنه ليس اتهاما بقدر ما هو علامة خصوصية كان يجب وضعها على بطاقة هويتي إلى جانب طول القامة ولون العينين.ولكم تمنيت أن يتم جميله ويتعامل مع كل المدونات بالاحترافية ذاتها، ولكم تمنيت أن تسعد كل شاعرة براي ناقد حصيف، كراي الدكتور يوسف في نصوصها، وأن يهدي إليها عيوب وتشوهات النص لا الجسد وأن يحاسبها على زلات القلم لا القدر "مع حفظ الحقوق لأحلام مستغانمي"، لكن ضيق الوقت حينا وضيق الصدر أحيانا حالا دون أن يخرج كتاب يوسف وغليسي، بما يشبه يوسف وغليسي الذي نعتقد والله أعلم أنه لم يكن في كامل لياقته النقدية.وأخيرا لن أبرح هذا المقام حتى أشير إلى مرافعة وغليسي دفاعا عن الانتقادات التي وجهتها له في أحدى جلسات المهرجان، مستغلا وجودي خارج القاعة إذ لم يرد على انتقاداتي أول بأول، ليتهمني زورا وبهتانا أنه كان يتصل بي ويقرأ علي ما كتب عن الشواعر وأنني كنت أتلذذ! ! ! كنت مسافرة خارج البلد طيلة فترة مخاض هذا الكتاب الذي لا أعرف عنه شيئا، إلى غاية أن أصبح هذا الكتاب واقعا وبدأ يشتغل عليه، وعدت والتقيت بوغليسي في الدخول الجامعي ليطلب مني ديواني وسيرتي وبعض شعر الصديقات من أمثال حنين عمر وشفيقة لوعيل ، وهنا انتهت مهمتي، وسافرت مرة أخرى، لم يجمع بيننا اتصال هاتفي واحد، وعدت وقد أنهى كتابه، وأنا أنكر أن يكون قد اتصل بي أو أطلعني على جملة واحدة مما كتب، لغاية أن اجتمعنا في قاعة الأساتذة صبيحة بداية المهرجان، الذي أخبرته بامتناعي عن المشاركة في فعالياته، وطلب مني الحضور لأخذ نسخة من الكتاب وراح يتحدث عن أنه قارب شعر إحداهن مقاربة نفسية، لم يقرأ لي منها حرفا واحدا، وعلى هذا الكلام شهود عدول، كانوا يحضرون الجلسة.تمنيت ألا تأخذ أستاذنا الفاضل العزة بالإثم، وتمنيت أن لا يحاول أن يمسح سكين خطيئته في الآخرين، لكن مادامت هذه الأخرى هي أنا، فسأتجاوز الأمر لأنه يوما ما كان يدير ظهره إلى السبورة، وكنت أدير وجهي إليها.ويغفر له الحديث الشريف الذي صدر به كتابه " اللهم إني أعوذ بك من فتنة النساء وعذاب القبر"
أما الشاعرة والمترجمة صليحة نعيجة فقد تحدثت ولسان حالها يشير إلى الكثير من مواطن الاستغراب حيث قالت:
" صدر على هامش المهرجان كتاب تأنيث الخطاب دراسة فى الشعر النسوى الجزائرى و معجم لأعلامه للدكتور و الشاعر يوسف وغليسى و هو المعروف بقلمه السوط و الذى مسنى فى حق تجربتى الشعرية خصوصا و هو يقول بالحرف الواحد "و فى الحقيقة فان القيمة الإبداعية للشاعرة صليحة نعيجة لا تكاد تبدو مقارنة بموهبتها الألسنية بشاعرات من جيلها إذ أنها تكاد تكون وحدها رفقة الشاعر حسن دواس "
فهو الذي قرأ لي بهرولة واضحة لم يكترث بالجانب الإبداعي
فمر سريعا و ركز على الترجمة و انقص من القيمة الإبداعية للقصائد كما انه و لسوء حظه أم حظي لم يقرأ جل نصوصي رغم أنني عرضت عليه أعمالا حديثة جدا إلا انه اعترض فغابت القراءة العميقة و بالتالي تأويله لمعظم الرموز التي وظفتها كايزيس و أوزيريس و يوليوس قيصر كلها تأويلات خاطئة مما خذلني كناقد احترمت قلمه دائما وانتظرت بشغف ما كان سيكتبه عن تجربتي التي تربو عن 11 سنة.
الدكتور الناقد الذي لم يرني على المنصة يوما ولايتابع أعمالي البتة و هذا بلسانه ناهيك عن موقفه من القصيدة النثرية التي اعرفها من 1993 أيام كان مشرفا على جريدة الحياة الأسبوعية إضافة إلى جهله بنشاطي على الانترنت لا يقرأ لي بمعظم الجرائد اليومية و الملاحق الأسبوعية وصل حد اللوم لحضرتي عندما أبلغته الإساءة التي فهمتها وراح على المنصة يتكلم بنبرة استهزاء وتهكم أمام الملأ " كيف أن الدكتورة زينب الأعوج ذكرت صليحة نعيجة بمرايا الهامش أنطولوجيا الشعر الجزائري ولم تذكر أعلاما من الشعر الجزائري ....الإجابة عند الدكتورة وحدها.
إذا كان الدكتور لا يتابع الحركة الشعرية و النقدية و حتى الترجمة على الانترنت فهاته مشكلته لأننا في زمن العولمة ولست من المتزلفين للشعراء والدكاترة و الإعلاميين كي أنال كرم رضاهم ليكتبوا عني من جهة أخرى آلمنى جدا أن يسخر منى قائلا :" لا ندري إن كان الزواج يخمد نار الشاعرة أم يشعلها"؟ في تأويل للرمز فينوس و هو بهذا تجاوز الخطوط الحمراء لناقد احترمناه كثيرا وقد نالت معظم الشاعرات نصيبهن من هذا النوع من الإساءة و التجاوز لحياتهن الخاصة وخصوصا الشاعرة فضيلة زياية الخنساء التي نتضامن معها جميعا وهي برغم كل شيء شاعرة لها وزنها و شعرها جيد و مقروء إلا أن الدكتور استعمل قلمه الناقد لتصفية حسابات خاصة جدا، الكتاب كان الحدث الذي صدع رأس الناقد و المبدعات و الذي جعل الصحافة تهتم بالبحث عن نسخة للتأكد من صحة ما يدور بأروقة المهرجان ونسوا المهرجان نفسه .
فى النهاية أتأسف و أعرب عن استيائي الكبير من الناقد الدكتور يوسف وغليسى الذى بقدر ما رفعني كمثقفة السنية أي مترجمة إلا انه دحرجني بعيدا .....بعيدا جدا كشاعرة، و راح يشكك بواحدة من قصائدي التي خالها منقولة إلى العربية ونصوصا أخرى لا تعدو كونها اسطرا نثرية بسيطة .. كما انه راح يستغرب بلهجة أنا نفسي تعجبت لها كيف أن لها كل هذا الإنتاج 7 مخطوطات بين الشعر و القصة و الترجمة إلا أنها تظل أعمالا مخطوطة ؟؟؟؟؟
كتاب الأستاذ يوسف وغليسي مشروع وخطوة جبارة للتأريخ وللمرأة الجزائرية وثمة أسماء مع احترامي لاترقى لأن تكون من ضمن الشواعر.
واختتمت الشاعرة خالدية جاب الله رحلتنا في تقصي الموضوعة قائلة" سأركز رأيي في البدء حول كتاب الأستاذ : يوسف وغليسي "خطاب التأنيث"
مشروع وخطوة جبارة للتأريخ للمرأة الجزائرية الشاعرة بحيث ضمّ مايقارب 80 شاعرة وهذا في حدّ ذاته قفزة، بحيث لم يسبقه لذلك سوى عدد قليل من الكتاب، الدكتور وغليسي تمكن في ظرف وجيز من إنجاز الكتاب وهو 3 أشهر كما قال في مداخلته،
أيضا نقطة مهمة تتمحور حول الجانب النقدي الذي أولاه الدكتور لقصائد الشواعر فهو لم يكتف بالتسجيل لمراحل الكتابة بل عالج النصوص من وجهة نقدية بحتة
المأخذ على الكتاب يتمحور في أن الدكتور وغليسي حاول في مسعى نابع من حسن نيه أن يلم جميع الشواعر الجزائريات وربما هذا ما أساء للطبعة فثمة أسماء مع احترامي لا ترقى لأن تكون من ضمن الشواعر، المهرجان كان بسيطا والحضور محتشم لقلة التغطية الإعلامية، نتمنى أن يمضي للأحسن في السنوات لقادمة "
وهكذا من بين هذه الأصوات التي تحمل في مساحاتها تفاصيل مهرجان شاء له المنظمون - بلا شك- أن يكون علامة مضيئة في مسيرة الثقافة الجزائرية وشاءت له التداعيات أن يكون موضع تجاذب قرأنا شيئا من تفاصيله التي قد لاتكون نهائية.

نشر في الموقع بتاريخ : الخميس 15 ذو القعدة 1429هـ الموافق لـ : 2008-11-13
التعليقات
محمد رندي
  ـ الملتقيات الأدبية (عادة ) ما تكون هكذا .
ربما كان غير العادي ( يوسف وغليسي) وكتابه الذي جهزه في 03 أشهر ، وهي مدة غير كافية حتى لتحضير محاضرة محترمة
محمد رندي

مسعود حديبي
 لم نعد نفهم شيئا من ملتقياتنا الأدبية ، التي أصبحت تثير الكثير من الصراخ والضجيج ..... خاصة إذا تعلقت بالكتابة النسائية بمختلف أشكالها .....وكأن المرأة عندنا ـ استثناء ـ لايجوز لها أن
تعبر عن قنابلها الداخلية ، ومتفجراتها الإنسانية المعلبة بصفائح
عرفية وأخلاقية ودينية .
.............. في الوقت الذي نلاحظ فيه انتشار ظاهرة التحرش
النقدي بالكاتبات الجميلات ، اللواتي -يغرهن الثناء - فيتحول ملتقى
أدبي بين أحضانهن الدافئة - في جلساتهن السرية والعلنية ـ إلى
مجرد ثرثرة نسوان .
............... وقتل وقت على ظهر حصان .
............... مع احترامي لكل كاتبة حقيقية . حتى لا أقع في
موبقات التعميم. ...... من /متابع لم يحضر الملتقى

نسيمة بوصلاح
 الشكر الجزيل للأخ محمد الرندي، هكذا إذن تتم الأمور عندما يتعلق الأمر بالبريكولاج النقدي، يستعاض عن الأكاديمية بأحاديث كياسات الحمام، وعن مناهج النقد بلواعج الحقد. أركز على أن الوقت غير كاف لإنجاز محاضرة، أما مسالة محترمة هذه فيمكننا أن نكون محترمين في اي وقت، وبأي شكل من الاشكال، وهذا للاسف ما سقط عمدا او سهوا من هذا الكتاب رغم قصوره النقدي الواضح والبين والذي يبرره يوسف وغليسي بأنه يدخل تحت شرعة النقد النفساني، وهو الذي بشر منذ 1998 بموت هذا المنهج تحديدا، فكيف لهم أن يحيي عظام المناهج وهي رميم؟؟؟

أستاذنا الفاضل مسعود حديبي، أشاطرك بالفم الملآن فيما ذهبت إليه، والحمد لله أن هذا الناقد الحصيف، صدر حديثه عن تجربتي المتواضعة بتصريح لي في أحد الحوارات أرفض فيه أن اقع ضمن نضالات الأدب النسوي.

ما جئت به هو الحق عين الحق وإن كره المنافقون والمتملقون.

شكرا لكرم التعقيب



مسعود حديبي
 الأخت الكريمة المبدعة / نسيمة بوصلاح
أولا : شكرا على التفاتتك الطيبة إلى تعليقي على الملتقى ، الذي

مسعود حديبي
 الأخت الكريمة المبدعة / نسيمة بوصلاح
أولا : شكرا على التفاتتك الطيبة إلى تعليقي على الملتقى ، الذي
لا يعنيني كرجل بقدر ما يعنيني كمتابع للفعاليات الثقافية ، ولو عن بعد.
ثانيا : رغم اختلافي الأدبي والمذهبي مع الشاعرة /الخنساء ..إلا أنني أقف إلى جانبها وأقول لصديقي الناقد الواعد / يوسف وغليسي إنك ( دكتور ) ولا داعي لأن نذكرك بأخلاقيات النقد ومدارسه ومذاهبه ومناهجه ....ولكن نلفت انتباهك ـ فقط ـ إلى عدم التسرع ، وعدم الانطلاق من الخلفيات وتصفية الحسابات الشخصية في عمل ( أكاديمي في حجم أنطولوجيا )
........ وليس لأحد الحق في أن ينصب نفسه وصيا على أحد ..ومن
الذي منحك هذه الأبوة لتتدخل في الخصوصيات الشخصية ، ومتاهات الجسد ( جمالا وقبحا ) والظروف الاجتماعية ، وعلا قات الحب والكراهية وووووووو...... ألم تفكر في أنك قد تسئ بمثل هذا الذي تعتبره أنت ( إنجازا ) إلى الشاعرة الرائعة / منيرة سعدة خلخال التي وضعت فيك ثقتها ( بمقابل ) كمحافظة للمهرجان ؟
ألم تفكر في أنك قد تسقط بهذا العمل من أعلى عليين إلى أسفل سافلين ؟
......... وفي الأخير من أعطاك تأشيرة إضافة من تشاء وإسقاط من تشاء ، ورفع من تشاء وخفض من تشاء؟
أبهذه المعايير يتعامل الناقد ( الذي لم يزل في طور المشروع ) مع
الأنثى الشاعرة ؟
ألا يكفينا الدكتور /عبد المالك مرتاض الذي أعلن ردته ، وقد كان بالأمس القريب من رواد ركوب موجة ( البنيوية ) ثم انتهى إلى سجع الكهان ،في برنامج قناة خليجية تشتغل على ترميم أسوار القصيدة التقليدية ، وبعدها قد يأتي دور النبطية ؟
........صديقي العزيز / يوسف ...حذار من مثل هذه المزالق التي
لا ولن ينساها التاريخ الأدبي ، واعلم أنه لا ثمن لكرامة المبدع.

مسعود حديبي
 أولا : شكرا نسيمة بوصلاح
ثانيا : تضامني المطلق مع كل الشاعرات وليست ( الشواعر )
اللواتي تعرضن للإهانة باسم النقد المنهجي الأكاديمي المتسرع
الصادر عن أحكام مسبقة ، وتصفية حسابات كانت مؤجلة من طرف
دكتور شاب كنا نتوسم فيه ( مشروع ناقد كبير ) اسمه / يوسف وغليسي ....الذي عرفته ممتلئا بالشعر والمحبة والوداعة واللباقة والأناقة لكن ( أنطلوجيته ) أسقطته من أعلى عليين إلى أسفل سافلين ، خاصة تجاه الشاعرة / الخنساء التي أختلف معها مذهبيا وشعريا إلا أنني أتضامن معها إنسانيا وأدبيا ، وأقول لناقدنا وصديقنا المحترم / يوسف : إن التاريخ الأدبي لا ولن يغفر الذنوب لأحد .... وإن غدا ناظره لقريب . وفي إن ( إن ) عندما يكون الأمر متعلقا بجميلات وغانيات الش

أزمة الجنس في الرواية الجزائرية النسائية

،  بقلم الكبير الداديسي
أن الباحث في الرواية النسائية بالعالم العربي ليقف للوهلة الأولى على تأخر اقتحام المرأة للكتابة الروائية في معظم الدول العربي، إذ ظل الاعتقاد السائد هو كون المرأة العربية لم تلج عباب الكتابة الروائية إلا في النصف الثاني من القرن العشرين واعتبار رواية (أروى بنت الخطوب) للأديبة وداد سكاكيني المنشورة عام 1950 من بواكير الرواية النسائية العربية والتي ستكتب بعدها بسنتين روايتها الثانية «الحب المحرم» (1952) وإن كشفت الدراسات الحديثة عكس ذلك، لدرجة أن هناك من يعتبر المرأة أول من فجر نبع الرواية عربيا بنصوص مثل (حسن العواقب) لزينب فواز التي صدرت سنة 1898 وبعدها بست سنوات كانت رواية (قلب رجل) الصادرة سنة 1904 للكاتبة لبيبة هاشم قبل أن تصدر لها روايتان أخريتان هما "حسناء الجسد" سنة 1898 و"شيرين" سنة 1907. وهي أعمال سبقت رواية محمد حسن هيكل (زيب) التي لم تر النور إلا سنة 1914 والتي يحلو لكثيرين اعتبارها باكورة الرواية العربية..
وبإلقاء نظرة على الرواية العربية النسائية نلاحظ فعلا نزرَ الإنتاج وتأخر اقتحام المرأة ميدان كتابة الرواية: ففي المغرب تعد رواية ( الملكة خناثة قرينة المولى إسماعيل) لآمنة اللوه أول ظهور للرواية النسائية المكتوبة بالعربية في المغرب العربي سنة 1954 وانتظر المغاربة حوالي 14 سنة أخرى ليجود مخيال لنساء برواية ثانية هي (النار والاختيار) لخناتة بنونة سنة 1968 وتمر السبعينيات عجافا دون أي نص روائي نسائي ليكون ما جادت به أنامل النساء في المغرب إلا حدود ثمانينيات القرن العشرين نصين روائيين يتيمين، ويكون عدد ما كتبت النساء إلى حدود سنة 2010 هو 52 نصا روائيا منها 34 رواية في العشرية الأخيرة. وهو وضع يبدو أحسن من وضع عدد من الدول العربية الأخرى.. ففي الخليج العربي كانت المملكة العربية السعودية سباقة بأول رواية نسائية عرفتها المنطقة التي تعود لسنة 1958 وهي رواية (ودعت آمالي) لسميرة محمد خاشقجي وانتظر السعوديون إلى سنة 1972 ليروا ثاني نص روائي باسم امرأة (البراءة المفقودة) لهند باغفارا وإن كان الوضع اليوم مختلفا بالسعودية إذ وقفنا أثناء البحث على ما يقرب 120 رواية نسائية إلى حدود 2008 منها 41 رواية قي القرن العشرين وحوالي ضعف ذلك في عشر سنوات الأخيرة. بهذا العدد تتفوق السعودية على عدد من الدول العربية التي سبقتها لكتابة الروية. وتأخر ظهور الرواية النسائية بالكويت إلى صدور رواية (وجوه في الزحام) لفاطمة العلي سنة 1971 وظل العدد محدودا في خمس روايات إلى نهاية الثمانينيات هي: (عندما يفكر الرجال) لخولة القزويني، وروايتا (المرأة والقطة) و(وسيمة تخرج من البحر) ليلى العثمان / روايتا (مذكرات خادم) و ا(الإنسان الباهت) طيبة الإبراهيم))... وفي البحرين كانت أول رواية نسائية هي رواية (الحصار) لفوزية رشيد سنة 1983 فيما وكانت الرواية النسائية أكثر حداثة بدولة الإمارات العربية المتحدة إذ كانت رواية (شجن بنت القدر الحزين) لحصة الكعبي الصادرة سنة 1992 أول عمل نسائي ولا زال إلى اليوم عدد الروائيات معدود على رأس الأصابع في كل من الإمارات، عمان، البحرين و قطر التي كانت نشأة الرواية بها نسائية بامتياز إذ كانت سنة 1993 موعد ميلادها برواية (العبور إلى الحقيقة) ثم رواية (أحلام البحر القديمة) لشعاع خليفة وإن ذكر الكاتبة أنها كتبت الرواية الأولى سنة 1987. وفي سنة 1994 صدرت روايتها الثالثة (في انتظار الصافرة) كما تم إصدار أربع روايات لشقيقتها دلال خليفة هي: أسطورة الإنسان والبحيرة 1993/ وأشجار البراري البعيدة 1994 / من البحار القديم إليك 1995 / دنيانا مهرجان الأيام والليالي 2000 / ولم يتم تسجيل أول رواية ذكورية إلا مع مطلع الألفية الثالثة برواية (أحضان المنافي) لآحمد عبد المالك سنة 2005. وكذلك كان العراق وإن انفتحت نساؤه على الرواية في خمسينيات القرن العشرين برواية (من الجاني) لحربية محمد الصادرة سنة 1954 عن مطبعة الجامعة ببغداد، فلم يصدر بالعراق طيلة 20 سنة الأولى إلا حوالي خمس روايات نسائية هي (من الجاني) لحربية محمد سنة 1954، ورواية (نادية) لليلى عبد القادر سنة 1957، ثم رواية (جنة الحب) لمائدة الربيعي سنة 1968، ورواية (أشواك في الطريق) لسميرة الدراجي وأخيرا رواية (السابقون واللاحقون) لسميرة المانع سنة 1972.....
يبدو إذن أن ظاهرة تأخر كتابة النساء الروايةَ تكاد تكون عامة وموحدة في مختلف الأصقاع العربية ولو بنسب متفاوتة، لكن الجزائر كانت أكثر تأخرا من الناحية الزمنية بحكم تأخر استقلالها وإن لم تشكل حالة شاذة: فقد استقبلت أول رواية (غادة أم القرى) لرضا حوحو الصادرة سنة 1947، وتأجل ولوج المرأة عوالم الكتابة الروائية إلى أواخر سبعينيات القرن الماضي حسب معظم الدراسات التي قاربت نشأة الرواية بالجزائر، فقد أقر أحمد دوغان في كتابه (الصوت النسائي في الأدب النسائي الجزائري المعاصر) تأخر ظهور الأدب النسائي الجزائري مقارنة مع الدول العربية واعتبر وأن (الرواية ظلت غائبة حتى سنة 1979 لتطل علينا (يوميات من مدرسة حرة) - وشكل النص الوحيد بهذا البلد إلى التسعينيات- وكان هناك مشروع رواية في أدب الراحلة زليخة السعودي لكن رحيلها حال دون ذلك)، وظلت المحاولات شحيحة حتى الألفية الثالثة ليكون ما أصدرته النساء إلى حدود سنة 2010 بالكاد 47 عملا روائيا منها أزيد من 40 رواية في العقد الأول من هذه الألفية وفي ما يلي ما استطعنا استقصاءه من روايات نسائية جزائرية حسب السنوات إلى حدود سنة 2010:
صدر نص واحد في أواخر السبعينيات هو (من يوميات مدرسة حرة) لزهور ونيسي سنة 1979.
لانص روائي نسائي في الثمانينيات
6 نصوص في التسعينيات هي (لونجة والغول) لزهور ونيسي سنة 1993/ ذاكرة الجسد سنة 1993، وفوضى الحواس سنة 1996 لأحلام مستغانمي / رجل وثلاث نساء لفاطمة العقون سنة 1997 / وفي آخر سنة من القرن العشرين كانت رواية (مزاج مراهقة) لفضيلة الفاروق ورواية (عزيزة) لفاطمة العقون.
لكن ما أن هلَّ القرن الواحد والعشرون حتى تدفق الإنتاج النسائي الروائي هادرا في العالم العربي وهو تدفق لم تسلم منه الجزائر. فإذا كانت الجزائر لم تشهد إلى سبع روايات نسائية خلال في تاريخها الروائي إلى سنة 1999، فقد تضاعف هذا العدد عدة مرات في وقت وجيز فتم إصدار أربعين رواية نسائية في السنوات العشرة الأولى من القرن واحد والعشرين.. ونظرا لأهمية الإنتاج في هذه السنوات العشرة كما ونوعا سنركز في هذا المبحث على هذه الفترة، ونبدأ بجرد تلك النصوص لنضعها أمام القارئ حسب سنوات إصدارها لتكون أرضية وقاعدة بيانات لكل من يهمه دراسة الرواية النسائية في هذا البلد:
في سنة 2000 صدرت ثلاث روايات هي: أوشام بربرية لجميلة زنيبر، (بين فكي وطن) لزهرة ديك، (بيت من جماجم) لشهرزاد زاغز.
في سنة 2001 تم إصدار أربع روايات هي: (بحر الصمت) لياسمينة صالح، (الحريات والقيد) لسعيدة بيدة بوشلال، (تداعيات امرأة قلبها غيمة) لجميلة زنيبر، (الشمس في علبة) لسميرة هوارة.
خلال سنة 2002 صدرت ثلاث أعمال روائية هي: (في الجبة لا أحد) لزهرة ديك، (أحزان امرأة من برج الميزان) لياسمينة صالح، (تاء الخجل) لفضيلة الفاروق،
وفي سنة 2003 خرج إلى الوجود 3 إصدارات هي (النغم الشارد) ربيعة مراح، (عابر سرير) أحلام مستغانمي، (قدم الحكمة) رشيدة خوازم،
ولم تشهد سنة 2004 إلا ميلاد روايتين هما (السمك لا يبال) لإنعام بيوض و (زنادقة) لسارة حيدر.
وهو نفس العدد الذي صدر سنة 2005 وكانت الروايتان لكاتبة واحدة يتعلق الأمر ب(ذاكرة الدم الأبيض ج1 الدموع رفيقتي) لخديجة نمري و (ذاكرة الدم الأبيض ج2 سطور لا تمحى) لنفس الكاتبة.
ليرتفع العدد إلى أربع روايات 2006 هي (ذاكرة الدم الأبيض ج3 الذكريات) لخديجة نمري، (لعاب المحبرة) لسارة حيدر، (وطن من زجاج) لياسمينة صالح وأخيرا (اكتشاف الشهوة) فضيلة الفاروق،
وتحطم سنة 2007 الأرقام بسبع روايات هي: (جسر للبوح وآخر للحنين) لزهور ونيسي، (شهقة الفرس) لسارة حيدر، (اعترافات امرأة) لعائشة بنور (بنت المعمورة) (فراش من قتاد) لعتيقة سماتي، (إلى أن نلتقي) لإيميليا فريحة، (أجراس الشتاء ج1) عائشة نمري، (أجراس الشتاء ج2) لنفس المؤلفة
وشهدت سنة 2008 ثلاث روايات هي (مفترق الطرق) لعبير شهرزاد، (نقش على جدائل امرأة) لكريمة معمري و رواية (بعد أن صمت الرصاص) لسميرة قبلي
ويترجع العدد إلى روايتين في سنة 2009 هما: (الهجالة) لفتيحة أحمد بوروينة ورواية (قليل من العيب يكفي) لزهرة ديك
وأخيرا كانت أربع روايات سنة 2010 هي (أعشاب القلب ليس سوداء) لنعيمة معمري، (لخضر) لياسمينة صالح، (لن نبيع العمر) لزهرة مبارك و (أخيرا أقاليم الخوف) لفضيلة الفاروق 
هذا كل ما أنجزته نساء الجزائر وهو عدد لا بأس مقارنة مع الكثير من الدول العربية الأخرى، ويكاد يكون العدد متشابه مع ما كتبته النساء في المملكة المغربية (53 نصا روائيا إلى حدود 2010) مع الإشارة إلى أننا تمكنا من قراءة عدد من الروايات الجزائرية النسائية الصادرة في العقد الثاني من القرن الذي نعيشه لكننا لم نتمكن من متابعة كل جديد لأن الموضوع لا زال في تفاعل، وظروف التوزيع في العالم العربي ليست على أحسن ما يرام في هذه الأيام، لذلك نكتفي تسليط الضوء على الفترة المحددة في العقد الأول...
وعند تصفح هذه الأعمال يدرك القارئ للوهلة الأولى أن أغلبها ظل شديد الارتباط بالقضايا الوطنية الكبرى التي عرفتها الجزائر فكانت تيمات الوطن/ الاستعمار/ الثورة/ الإرهاب... بارزة في أعمال مثل (وطن من زجاج) لياسمين صالح، و (بين فكي وطن) لزهرة ديك و في كل من رواية (في الجبة لا احد) ورواية (الشمس في علبة) لسميرة هوارة، و رواية (بعد أن صمت الرصاص) لسميرة قبلي، و (بيت من الجماجم) لشهرزاد زاغز، وفضيلة الفاروق في روايتها (تاء الخجل).... لكن يبقى الجنس والجسد الأنثوي في علاقته بالرجل الخيط الرابط بين معظم تلك الأعمال، فلا نكاد نصادف رواية جزائرية نسائية إلا وللجنس والحديث عن الجسد الأنثوي فيها نصيب..
قبل الغوص في موضوع حديثنا لا بد من الإشارة إلى أن هذا التطور في الكتابة النسائية في السنوات الأخيرة له ما يفسره من أسباب على أرض الواقع ؛ فتأخر الكتابة لدى المرأة الجزائرية كما لدى النساء في مختلف البلدان العربية مرتبط بالاستعمار، وبوضعية المرأة في تلك المجتمعات وتفشي الأمية في صفوف النساء، لكن ما أن بدأ وضع المرأة يتحسن اجتماعيا وثقافيا حتى زاحمت الرجل وتفوقت عليه في ميادين متعددة منها كتابة الرواية، ففرضت نفسها وانتزعت حقوقها وتمتعت ولو نسبيا ببعض الحرية وتمكنت من مواصلة تعليمها والتعبير عن أفكارها بكثير من الجرأة، بعدما خرجت من البيت كفضاء مغلق إلى الفضاءات المؤسسات العامة.. واستطاعت المرأة إظهار قدرة على الإبداع وإزاحة الرجل من على عرش الكتابة، وأكثر من ذلك سمح تطور وعي المجتمع بالإقبال على ما تخطه أنامل النساء والتفاعل معه، كما أصبحت دور النشر تتسابق على نشر كتابات النساء، وساهمت المؤسسات الرسمية والخاصة في خلق مسابقات وملتقيات تكرم الإبداع النسائي وطنيا جهويا وقوميا وتعرف به فكان من الطبيعي أن تخلق النساء تراكما في هذه السنوات...
هي إذن 27 امرأة من استطاعت أن تخلد اسمها في تاريخ الرواية الجزائرية إلى سنة 2010 ثلاثة منهن فقط من استطعن كتابة أربع روايات هن: أحلام مستغانمي، فضيلة الفاروق و ياسمين صالح.. وبما أن روايتي امستغانمي (ذاكرة الجسد، وفوضى الحواس) كانتا في القرن العشرين، والكاتبة نالت حظوة النقاد العرب في المشرق والمعرب، سنركز أكثر على تجربة فضيلة الفاروق لأنها أكثر تأليفا ولأن أزمة الجنس (موضوع بحثنا) أكثر وضوحا في رواياتها، ولأن فضيلة أكثر إلحاحا على الكلام باسم المرأة، بل جعلت في رواياتها الأربع (مزاج مراهقة 1999/ وتاء الخجل 2002/ اكتشاف الشهوة 2006/ وأقاليم الخوف 2010) جعلت من قضايا المرأة بؤرة كلامها، دون أن تخفي تذمرها من واقع المرأة المزري، وأن تتطلع إلى تحرير المرأة و انعتاقها من أغلال الماضي بالتركيز على معالجة مختلف قضايا المرأة بجرأة قل نظيرها، وخاصة ما يتعلق بالحب، العذرية، الطلاق، الزواج، إنجاب البنات، التعليم، الحجاب، العلاقة الزوجية، الشذوذ، التعدد، تهميش المرأة ومعاناتها من العقلية الذكورية و توق جسد المرأة إلى اللذة والجنس، دون أن يمنعنا ذلك من الالتفات إلى غيرها من الروائيات عند الضرورة.... 
إن ولع النساء بالكتابة عن الجنس والجسد جعل من أزمة الجنس أهم قضية في متن ما تحكيه النساء وجعلن منها أهم قضية عربية في الرواية النسائية بدون منازع، فتجرأن على موضوعات ظل الاقتراب منها محرما محطِّمات أغلال كل رقابة أو مرجعية كانت تخرس الأفواه، مستفيدات من هامش الحرية التي أصبحت تتمتع به المرأة العربية، وجاعلات من الجسد مجالا للكتابة، يصفن تفاصيل كل منحنياته وأخاديده وفجاجه، ومعلنات عن رغبتهن في إشباع غرائز هذا الجسد في واقع يعد الحديث عن الحب خطيئة خاصة من المرأة التي فرضت عليها سلطة التقاليد الظهور بمسوح الحشمة والعفة...
إذا كانت رواية (مزاج مراهقة) قد صدرت سنة 1999 فإن أول رواية لفضيلة الفاروق في الألفية الثالثة هي (تاء الخجل) وفيها تتعرض فضيلة إلى اختطاف الفتيات واغتصابهن في العشرية السوداء بالجزائر، مؤكدة على أن الاغتصاب أصبح "إستراتيجية حربية" لذلك كانت الرواية (من أجل 5000 مغتصبة في الجزائر) وضد تواطؤ مختلف مكونات المجتمع على احتقار المرأة و استغلالها فالنساء تغتصب على مرأى ومسمع ولا أحد يسمع صراخ المرأة ويغيثها وفي هذه الجملة السردية ما يلخص القضية: (أمير جماعة يستعين باثنين من رجاله يغتصب رزيقة أماهما وهي تصرخ دون أن يغيثها أحد) و حتى رجال الشرط الذين يفترض فيهم حماية النساء، ومساعدتهن على استرجاع حقوقهن يتواطؤون ويرجحون أن تكون المغتصبات قد ذهبن إلأى مغتصبيهن بإرادتهن... والطبيب لا يرفض تقديم المساعدة لفتاة على الإجهاض دون إذن من الشرطة، والأب يرى البنت وصمة عار، يتنكر لابنته (يمينة) رغم اختطافها أمام عينيه، مما ولد ليدها الإحباط ورفض الحياة فكانت نتيجتها الموت... وأب أخر يضع حدا لحياة طفلته في واحدة من أكثر الحكايات تأثيرا في الرواية: حكاية الفتاة ذات ثماني سنوات (ريما نجار) التي اغتصبها أربعيني صاحب دكان لما دخلته الفتاة لشراء حلوى، وبدل أن تجد المساندة من والدها والقصاص لها من الجاني، اعتبرها الأب وصمة عار وجب التخلص منه، فقتلها بيده ورماها من أعلى جسر (سيدي امسيد) لمداراة الفضيحة.. وأعمام (خالدة) يتدخلون لمنعها من مواصلة الدراسة مفضلين ضرورة تزويجها من أي كان من العائلة صون لشرف العائلة وخوفا من أن يدنس هذا الشرف إن هي أكملت دراستها... هذه أصوات ومظاهر في الرواية تشكل صرخة مدوية في مجتمع صم أذنيه عن ألام ومعاناة النساء، مما جعل المغتصبة تقف على حدود الإلحاد أما هذا الصمت الرهيب.. فلنستمع ليمينة إحدى بطلات الرواية تحكي عن تجربتها تقول (انظري ربطوني بسلك وفعلوا بي ما فعلوا، لا أحد في قلبه رحمه، حتى الله تخلى عني،مع أني توسلته، أين أنت يا رب،أين أنت يارب) ولم يقتصر التنكيل بالنساء على الاغتصاب فقط بل تضيف (إنهم يأتون كل مساء ويرغموننا... يمارسون العيب وحين نلد يقتلون المواليد)
وكذلك جعلت ياسمينة صالح من قضية المرأة تيمة أساسية في رواياتها (بحر الصمت 2001/ أحزان امرأة من الميزان 2002/ وطن من زجاج 2006/ لخضر 2010) وتبقى رواية (أحزان امرأة من برج الميزان) قد تناولت موضوع أزمة الجنس بوضوح من خلال التركيز على حياة الدعارة حيث يصبح (الجسد ثروة يجب استغلالها) من خلال نماذج بشرية تصارع من أجل البقاء، أهمها صديقة الساردة في الجامعة وأمها، كتجارب في المدينة وتجربة ثالثة في البادية.. فالصديقة إذ تحكي عن أمها التي كانت تمتهن الدعارة في مجتمع يتشدق بالشرف علنا ويمارس الرذيلة خفية (كان الناس ينظرون إلينا نظرة تثير التقزز، حتى أولئك الذين يتسللون إلى بيتنا ليلا لنفس المتعة يحتقروننا في الصباح، كانوا يحتقروننا باسم الشرف). تحكي كيف وجدت نفسها منغمسة في الدعارة بعد وفاة أمها، دون أن يمنعها ذلك من الحصول على الباكالوريا وولوج الجامعة وترتقي في سلم الدعارة إلى الفنادق الراقية، وسيارات الرفاه، ومعاقرة رجال الأعمال... أما النموذج الثالث فقصة أرمة رفضت الزواج لتربي أبناءها الصغار فكثرت حولها الشائعات في مجتمع (الفضيلة فيه لا تحمي من الجوع) فلم يكن أمامها سوى الإذعان (الكل اشتهاها في الحرام فكانت الخطيئة، خطيئة أن تصبح امرأة جميلة عاهرة كي تنقد أبناءها من الجوع)
ومن مظاهر أزمة الجنس في الرواية النسائية الجزائرية ما ورد في رواية (لن نبيع العمر) لزهرة مبارك التي فتحت كوة على شذوذ الرجل إذ تفتتح الرواية بمشهد جنسي يقف فيه البطل على أبيه يضاجع أمه وينتهي بوفاة الأم لأنها لم تشبع غريزة الأب (لم تمكنه من لذته فأنهار وضربها حتى أرداها ميتة..ثم دخل السجن وهناك أخبروني انه حول مساره الجنسي وأصبح رجلا لوطيا..لقد عجنتني أخباره.... مكث أبي بالسجن 12 سنة ومات إثر مرض عضال لم أعرفه لحد الآن ولا أريد أن أعرفه!))، وفي السجن يجد مرتعا ليشبع شذوذه... يكبر الابن ويصبح طبيبا ورئيس قسم جراحة العظام وقد تربى هو الآخر على الشذوذ واللواط يقول (قد استطعت في مدة وجيزة بعد تسلمي لمنصب رئيس قسم جراحة العظام بذلك المستشفى, أن أحول مكتبي من مركز للدواء إلى مكان يلهو فيه الجوع التطوري للجنس اللاطبيعي, واحترفت خرق جسد مرضاي..لم أكن أداوي النساء, وكنت أحول ملفاتهم إلى ذلك الطبيب الصيني المغرم بحياء وتواضع نسائنا, الذي كان يعطيه رمزا للأنثى الملائكية التي يحبها..)
هكذا يكون الجنس حاضرا بقوة في روايات النساء الجزائريات مثل باقي الروايات النسائية العربية بل تعتبره سارة حيدر في روايتها الأخيرة (شهقة الفرس) (إنه الظمأ الأبدي يا عزيزتي، الجنس بالنسبة لك هو الطريق الوحيد للخلود، في كل مرة تمارسين فيها هذه الأشياء يخيل إليك أنك ابتلعت كمية إضافية من رحيق الحياة تعتقدين أن كل رجل يأخذك بين ذراعيه سوف يمنعك من الموت) لذلك يكون الحرمان سببا في اشتعال شهوة البطلة أكثر خاصة إذا كان زوجها غائبا أو نائما، وعندما تركبها الرغبة الجامحة تتحلل (جميع الشرائع لتحل مكانها ديانة الشهوة ملكة متربعة على الأجساد) وتحول تلك الشهوة بينها وبين أن تفكر في العواقب إذا ما افتضح أمرها وهي تتسلل لغرفة أخ زوجها تقول (فتحت الباب أخيرا حين صار جسدي كله متفتحا لاستقبال أمطار اللذة المحرمة، لكن إدوار كان نائما)....
هذه مجرد نماذج مقتضبة من تصور الرواية الجزائرية النسائية لتيمة الجنس وهي نماذج تبين بالملموس مدى جرأة المرأة العربية على ملامس المسكوت عنه، والبوح بالرغبة في إشباع غرائزها وإعلان تذمرها من سلطة الرجل وعدوانيته على أن فضيلة الفاروق يبقى صاحبة الاختصاص بدون منازع خاصة في روايتها (اكتشاف الشهوة) الصادرة سنة 2006 
قد يفاجأ القارئ العربي لما تكتبه بنون النسوة روائيا و تركيزها على أزمة الجنس، وتصوير أزمة العلاقة بين المرأة والرجل، فوجدنا الكثير من الروايات تهاجم الرجال؛ فيقدمه بعضهن فاشلا جنسيا، وعاجزا عن إشباع غرائز النساء، وتصوره أخريات أنانيا كل ما يهمه إطفاء ناره دون أدنى تفكير في شريكته، وتصوره أخريات ساعيا نحو الشذوذ وحكم أغلبهن على علاقة معظم الأزواج في الرواية النسائية بالفشل أو الانفصال، مما دفع الزوجة للبحث عن حل آخر بعيدا عن الزوج المتسلط. وقد يكون قتل البطلة حلا عند بعض الروائيات لتخليصها من أزمتها وحتى لا يظل كلامنا نظريا نغوص بالقارئ في تجربتين مختلفتين: رواية اكتشاف الشهوة لواحدة من جيل الرواد فضيلة الفاروق(من مواليد 1967)، ورواية العمامة والطربوش لعزيزة صبيرنة ككاتبة من الجيل الجديد (من مواليد 1987)...
1- أزمة الجنس بين الأزواج في رواية اكتشاف الشهوة
تبتدئ رواية (اكتشاف الشهوة) بزفاف البطلة إلى زوجها وهي تشعر منذ البداية وقبل التعرف إلى إليه، أن هذا الزواج غير متكافئ (لم يكن الرجل الذي أريد.. ولم أكن حتما المرأة التي يريد) لتسافر معه إلى باريس وتعيش اغترابا وأزمة نفسية واجتماعية، وما أن وطأة رجلاها بيت الزوجية في باريس حتى صدمها وجود آثار الزوجة السابقة في كل ركن بالبيت، وقسوة زوج اضطر إلى اغتصابها بوحشية بعد أسبوع من غياب التواصل بينهما: (في اليوم السابع جن جنونه، حاصرني في المطبخ، ومزق ثيابي، ثم طرحني أرضا واخترقني بعضوه.. ورمى بدم عذريتي مع ورق الكلينكس في الزبالة) فكان أول سلوك من الزوج تعبيرا صارخا على وجود أزمة حقيقية في علاقة المرأة بالرجل، ومن مؤشرات تلك الأزمة غياب التواصل والحوار بينهما، وتحميل الرجل مسؤولية الأزمة لأنه حسب الساردة لا يتجاوب معها تقول: (رجل لا يجيب على كل الأسئلة، كثيرا ما يعلق أسئلتي على شماعة من الصمت، يأكل، يدخل الحمام أو ينام حين لا يعرف أن يجيب، كان صعبا علي أن أتفاهم معه..) ولا يراعي مشاعرها وحاجياتها الجنسية بل لا يشبع غريزتها الجنسية (حين يمارس الجنس معي يفعل ذلك بعكس رغبتي.. يفعل ذلك كما في كل مرة بسرعة دون أن يعطيني مجالا لأعبر عن وجودي كان يقوم بالعملية وكأنها عملية عسكرية مستعجلة يسلمني بعدها للأرق..) إنها أزمة ساهمت في اتساع الهوة بينهما، وجعلت الرجل يتجاهلها ويحتقرها بل غدا (يعود ثملا في الغالب، والحمرة النسائية تلطخ قميصه والمني يلوث ثيابه الداخلية... بسهولة يجلس أمام إحدى القنوات البورنوغرافية ويمارس العادة السرية دون أن يعيرني اهتماما) لتقتنع بتأزيم علاقتهما، وتزداد قناعة أن (الفشل في الزواج يبدأ من هنا، حين نرى الأشياء بمنظورين ليس فقط مختلفين بل متناقضين ) ويكون الفراغ الذي أصبحت تعيشه سببا في استرجاع حياتها بمدينة قسنطينة ونظرة المجتمع الجزائري للمرأة الذي (ينهي حياة المرأة في الثلاثين) ولذلك تمنت لو لم تكن أنثى وتمنت كثيرا لو كانت ذكرا، تقول (كانت رغبتي الأولى أن أصبح ذكرا)، بل حاولت في صغرها أخفاء أنوثتها، والظهور بمظهر الذكور، لكن سن البلوغ والطمث يورط الفتاة في الأنوثة، ويجعل البنت واحدة من نساء الشقوق إذ تحتجب في البيت ويصبح شق الباب نافذتها على الخارج، وتشتد عليها رقابة الأب والأخ، وحتى وهي في باريس وعهدة رجل آخر تقول (لا يزالان (الأب والأخ) قابعين في داخلي ولم يختفيا أبدا من الخوف الذي شيداه في قلبي) وعند أدراكها أنها بعيدة عنهما تحاول التمرد والتمتع ب " الحرية" التي حرمت منها في بلدها، بعدما تعرفت على جارتها ماري اللبنانية التي أعجبت بأسلوب حياتها تقول (كانت النموذج الذي حلمت أن أكونه) وتكون ماري سببا في تعرفها شاب لبناني مثقف زير نساء تعلقت به، لكنه خيب أملها بعد اكتشافها أنه مثل كافة المثقفين العرب الذين ( لا ينظرون إلى المرأة سوى أنها ثقب متعة و لذلك يناضلون من أجل الحرية الجنسية أكثر مما يناضلون من أجل إخراج المرأة من واقعها المزري.) لتعيش تجربة أخرى مع شاب من بلدتها يحمل نفس اسمها العائلي (توفيق بسطانجي، وأمام استحالة استمرار علاقتها بزوجها، حصل الطلاق، لتعود إلى قسنطينة وتضعنا الرواية أمام واقع المرأة المطلقة في العالم العربي التي لا يرى فيها سوى (امرأة تخلصت من جدار عذريتها الذي كان يمنعها من ممارسة الخطيئة، امرأة بدون ذلك الجدار امرأة مستباحة، أو امرأة عاهرة مع بعض التحفظ ) وهو ما جعل عائلتها تجمع على ضرورة رجوعها إلى زوجها (مود) فوجدنا أخاها إلياس يقول لها: (ستعودين إليه في أقرب فرصة و ستركعين أمامه مثل الكلبة، وستعيشين معه حتى موتي) وحتى الأخت الصغرى المقتنعة بدونية المرأة والمعترفة بالذنب في الأمور العادية كالحمل مثلا، والتي ترى في الحمل سببا للخجل من أبيها وأخيها تؤنب البطلة على طلاقها وتتوعدها بمستقبل قاتم لا يرحم (غدا سترين الرجال كيف سيتحرشون بك، و كيف ستحاك حولك الحكايات، وكيف ستصبحين عاهرة في نظر الجميع دون أن يرحمك أحد)
وفي الوقت الذي كان القارئ يتابع خيوط حكاية البطلة وصراعها مع تقاليد المجتمع الجزائري يفاجأ أن كل تفاصيل الحكاية والسفر إلى باريس والعودة إلى قسنطينة وكل الشخصيات والأحداث... لم تكن إلا رحلة خيالية، وتجل من هذيان البطلة، وهي تهدي في المستشفى الجامعي للمدينة بعد دخولها في غيبوبة طويلة استمرت من سنة 2000 عندما تهدم بيت أسرتها على رأسها في ليلة مطيرة بعد ترملها ووفاة زوجها إلى يوم 10 يونيو 2003 اليوم الذي فاقت فيه من غيبوبتها لا تعرف شيئا عن أسرتها وأقاربها حتى زوجها مهدي عجاني لا تذكر عن علاقتهما شيئا، في الوقت الذي تروي حقائق عن شخصيات موجودة في واقع لم يسبق ها أن رأت منه أحدا، كل ذلك من (مخيلة ماكرة نسجت لها قصة من أرشيف ما قرأت، قصة لا تخلو من العنف والرومانسية و الخيانة على طراز الأدب الغربي) لتنتهي الرواية على إيقاع هذيان الساردة وتداخل الواقع والوهم. مفضلة الهروب بالجرأة إلى الهذيان، وجعل البطلة شخصية فصامية لا يعتد بمواقفها، ولا يمكن محاسبتها على ما يصدر عنها..
يبدو من خلال قراءة رواية (اكتشاف الشهوة) إذن أنها مثل عدد من الروايات العربية المعاصرة بنون النسوة التي تهاجم العقلية الذكورية بجرأة زائدة من خلال الإغراق في المشاهد الجنسية التي تذل المرأة في وصف لعمق أزمة الجنس في مخيال المرأة العربية، وتقدم الرجل في صورة المتسلط القاهر، الغاصب للمرأة... هكذا تعلن فضيلة الفاروق منذ السطور الأولى لروايتها أن زوجها لم يكن الرجل الذي تريد ولا الزوج الذي طالما حلمت به، لتلبسه صورة الزوج المتسلط الذي يضاجع زوجته، في أول جماع بينهما، عصبا عنها من الدبر تقول واصفة أثر ذلك عليها: (أصبت بعطب في مؤخرتي لهذا السبب، وأصبح عذابي الأكبر دخولي إلى الحمام لقضاء حاجتي، في كل مرة كانت مؤخرتي تتمزق وتنزف)، وبدل الحب الذي يمكن أن يجمع الرجل بزوجته، كانت باني تتقزز من مود، وتنفر من كل ما يدعوها إليه بل تشعر بالتقزز والغثيان كلما دعاها لعلاقة جنسية (سأحكي لها عن تقززي منه.. وعن شعوري بالغثيان كلما رأيت قضيبه..) ولكسب عطف القارئ بينت أن هذا الزوج لم يقتصر على فرض نفسه على زوجته، بل أنه يهمشها عندما تريده وتشتهيه، بل يستمني أمامها ليغيظها وهو يتابع الأفلام البورنوغرافية تقول (بسهولة يجلس أمام إحدى القنوات البورنوغرافية ويمارس العادة السرية دون أن يعيرني اهتماما)..ويتجاوز ذلك إلى ضربها وتعنيفها تقول: (الشيئ الذي لم أتوقعه، حين فتحت الباب.. فاستقبلني بصفعة أوقعتني أرضا، ثم تمادى في ضربي، كانت تلك أول مرة يكون عنيفا معي إلى تلك الدرجة..) عنف وحشي تقول عن نتائجه (لم أستطع فتح عيني، ولا تحريك يدي، ولا قدمي كنت بالمختصر المفيد ميتة).. هذه الصورة تكاد الرواية تعممها على مختلف الرجال من عائلة البطلة فكذلك كان أخوها قاسيا معها ومع زوجته...
ومن تجليات أزمة الجنس بين الأزواج في العالم العربي، ألا يراعي الزوج رغبة زوجته الجنسية، ولا يداعبها ويستلطفها، تقول لساردة (يخترقني قبل أن يوقظ شهوتي، يفعل ذلك بسرعة وأنا بعد شايحة يؤلمني دون أن أشعر بأي متعة ثم ينتهي ويتركني جثة تحتضر)... وكذلك وكان أبوها يحتقر المرأة ولا يرى في أمها إلا زوجة جاهلة لا تفهم شيئا، تقول الساردة (ففي كل كلامها هي تخطئ وهو يصحح حتى يبلغ ذروة غروره فيخرج ويتركها لأنها أرهقته بقلة فهمها لم تذهب والدتي للمدرسة قط.. بدوننا لا تساوي شيئا.. وحين ترى الأشياء بعينها تراها بالمقلوب)
هكذا تكرس الرواية أن المجتمع برمته ليست المرأة بالنسبة له عورة وملابسها عورة، فإذا كان مسموحا بنشر الغسيل مهما كانت مكوناته فليس مسموحا نشر ملابس المرأة الداخلية ف (كل شيء ينشر على الشرفات والنوافذ، وصعب بين كل ما ينشر أن ترى حمالة صدر أو كيلوطا نسائيا، إذ من العيب أن تفضح المرأة نفسها بنشر علامة أنوثتها) 
إن وعي المرأة بمثل هذه السلوكات جعل المرأة تعاني، فيحز في نفس السارد /البطلة ألا يرى الرجل في المرأة إلا وسيلة لإشباع غرائزه الجنسية، وتعتبر هذا الوعي الذكوري أزمة مضاعفة في مجتمع تتعد مآىسيه، فأن (تفكر المرأة في رجل لا تعني له أكثر من ثقب شهوة فهذا يعني أن المأساة مضاعفة) رواية اكتشاف الشهوة تحمل الرجل مسؤولية هذا الوضع، وتصف الرجال بالازدواجية في الجنس مستشهدة بأبيها الذي يمارس الجنس مع الأم ويتلذذ بها ليلا ويتظاهر أمام الأبناء نهارا بأنه يكرهها فتتساءل (كيف تطيق (الأم) الشرطي وهو يضاجعها بقسوة، كيف يفعل ذلك ليلا وكيف يتحول بالنهار إلى رجل بلا قلب، بلا عواطف بلا شهوة بلا غرائز وكيف ينبت ذلك الحاجز الخفي بينه وبين والدتي فيناديها:يامخلوقة، يا امرا... كيف يتعايش مع ازدواجيته تلك، وكيف يوهمنا أن الجنس عيب ومشتقاته عيب) مقابل هذه الصرامة في وصف الرجال بالازدواجية، تترد الساردة في إضفاء الصورة ذاتها على المرأة فتقول (يصعب أن تفهم الأنثى هنا أهي فعلا كائن محتشم، أم كائن ازدواجي تماما كالذكور)
أمام قسوة الرجل - وخاصة الرجل الذي لا يرى في المرأة كما قالت شاهي للساردة (لستُ بالنسبة له أكثر من وعاء) - كانت الساردة من حين لآخر تعبر عن موقفها،وتدعو للتمرة على الرجال واعتبارهم لا يستحقون الرعاية من النساء، فالرجال في نظرها (لا يستحقون منا السهر والتفكير في التضحيات، والبكاء)، بل تطمح لأن تكون (حياتنا ليست مرتبطة برجل) 
أمام هذه القسوة على الزوج والأب، تقدم الرواية البطلة سريعة التعلق بالرجال وهي المتزوجة، فتدخل في علاقات غرامية مع أيس الشاب اللبناني، وترى في تعرفها على توفيق سعادة لا تتسع لها باريس رغم شساعتها: (باريس كانت شاسعة لكنها في ذلك اليوم لم تتسع لمشاعري كان توفيق أكبر منها، أكبر من شهوتي لأيس، وأبهى من شوارع قسنطينة...)، كما ترى قبلة الخيانة صلاة وشرفا (قبلة أيس كالصلاة فيها سجدة وخشوع وابتهال لا ينتهي.... قبلة شرف بمذاق التبغ والقهوة)
هكذا تسير الرواية على خطى روايات أخرى في التمرد على مؤسسة الزواج فتعتبر الزواج غير المبني على حب دعارة وعهرا تقول في مفتتح الرواية قبل أن تتعرف إلى زوجها، وقبل أن يصدر منه أي سلوك مشين (شيء ما في داخلي كان يرفض ذكورته... فقد تخيلتني عاهرة تتعرى أمام أول زبون تحمله لها الطريق). وأن الحب والتجاوب بين الشريكين ضروري في أية علاقة، وإلا تحولت قبلة الزوج إلى موت (قبلة مود قبلة الشفاه المغلقة التي تشبه تابوتا فيه جثمان) بخلاف قبلة أيس الشبيه بالصلاة والخشوع، قد تكون الرواية تصور حالة عدد من النساء المضطهدات في بيت الزوجية، لكن ذلك لا يسمح بتعميم الظاهرة، واعتبار كل الرجال طغاة، وأن الزواج تجن على المرأة ونسب نجاحه ناذرة كفوز ورق يناصيب فلنستمع إلى الساردة (ما أقسى أن نسلم أجسادنا باسم وثيقة لمن يقيم ورشة عليها أو بحثا عن المتعة وكأننا نقطع ورقة يناصيب من النادر أن تصيب)
قد يقول قائل أن هذا موقف امرأة اكتوت بجبروت زوج متعنت أناني جعل الحياة الزوجية أمامها جحيما، لكن ما قد لا يتفق معه بعض القراء هو دفاعها المستميت عن علاقاتها الجنسية وخياناتها واعتبارها حبا، في الوقت الذي تعتبر علاقة زوجها بعشيقته عهر وتجعله بفعله ذاك عاهرا وخائنا، وهي بفعلها متحررة وباحثة عن السعادة. فبعد مضاجعة توفيق لها والاغتسال في بيته تقول (كنت واثقة لحظتها أني اهتديت إلى الطريق.. أسبوع كامل في الجنة.) وفي ذلك عمل بالقول المأثور (حلال علينا وحرام عليكم)
إن فضيلة الفاروق لم تتوان لحظة في النيل من الرجل العربي، عازفة على مختلف الأوتار بما فيها وتر الدين، فسعت إلى تصوير الزوج وهو جزائري اسمه مولود في صورة الكافر الذي يرغم زوجته على مضاجعته برمضان، ويعنفها إن رفضت، مما جعل الجيران يستدعون الشرطة أكثر من مرة، لتضع القوانين الوضعية أمام الشريعة، فيسائل الزوج الشرطي قائلا(ماذا أفعل إنها زوجتي وترفض أن أضاجعها لأنها صائمة بشرفك أي رب يمنع زوجا من مضاجعة زوجته؟) ، و تسخر من التقاليد وتأويل الدين الذي يجعل الزوج المغتصب يدعي أنه يمارس حقوقه الجنسية حسب شرع الله، في تعبير صارخ على أن الرجل العربي (لم يهتد بعد على على العيش مع شخص كفء،أو ند أو نظير له) حسب تعبير ستوارت ميل لذلك يلجأ إلى العنف وتكون النتيجة الفشل في قيام حياة زوجية سعيدة يقول (إن الزواج بين أطراف و شركاء غير متجانسين لا يقدم متعة لي منهما بل يؤدي إلى شقاء دائم) وهو ما عاشه بطلا الرواية، لكن إذا كان سائدا في مجتمعنا قبول النساء لقوة الرجل وتسلطه دون بغير شكوى أو تذمر، فإنه من خلال الرواية المعاصرة أصبحنا نلاحظ تسجيل النساء لمشاعرهن، وإعلان رفضهن لواقع هن فيه محتقرات أو معنفات...
ما يستنتج من خلال الرواية أنها رواية أنثوية بامتياز، تنبش في المسكوت عنه بجرأة وتسلط الضوء على أزمة الجنس بين الأزواج، وإن كان يعاب عليها نزوعها نحو التعميم وإصدار أحكام قيمة جاهزة ومستهلكة عن وضع المرأة في العالم العربي، وتقديمها ضحية للرجل وجعل كل المتزوجات معذبات معنفات: (كل المتزوجات وهن يمارسن الجنس بلا عاطقة لأنهن متزوجات مع أزواج يثيرون الشفقة ويبحثون عن المتعة... شعوب بأكملها تمارس العنف على نفسها دون أن تعي ذلك)، كما تقدم الرواية تلك الصورة النمطية المرتبطة بالمرأة المطلقة في واقعنا العربي فتقول: (المطلقة تعني أكثر من أي شيء آخر امرأة تخلصت من جدار عذريتها الذي كان يمنعها من ممارسة الرذيلة، امرأة بدون ذلك الجدار امرأة مستباحة، وعاهرة مع بعض التحفظ) مؤكدة أن الثقب الذي انهار جداره هو كل ما يراه الناس في امرأة مطلقة أو أرملة) 
إن رواية اكتشاف الشهوة وإن حاولت الانتفتاح على عدد من القضايا السياسية والاجتماعية في الجزائر، كالإرهاب، والانتخابات، والسياسة.. فإنها فظلت أن تقفز على مرحلة هامة في تاريخ الجزائر المعاصر،بأن جعلت الساردة تغيب عن الوعي، وتهذي بما في عقلها الباطن، وكأن عقل العربي لا شيء فيه إلا الجنس، وأن تحكم الجنس في وعي ولا وعي الإنسان العربي قلب الكثير من الحقائق في وعينا ووقعنا، فجعل الحب بين الأزواج كالزنا لدرجة أنه (لا يمكن لامرأة أن تعترف بأنها تحب زوجها، الاعتراف بالحب شبهة، والشبهة تعني ضلالة، والضلالة تقود إلى النار، ما أخطر الاعتراف بالحب إذن إنه كالزنى، كإحدى الكبائر أو كالقتل) وأكثر من ذلك حاولت تصوير الحمل والإنجاب داخل مؤسسة الزواج على أنه عهر و جنس مباشر مما جعل شاهي تخاف من أن يراها أبوها أو أخوها حاملا، ولم تستقبل أختها ولم ترحب بها بعد عودتها وانتظرت حتى خروج أبيها وأخيها لتعتذر لأختها قائلة: (تعرفين بطني أصبحت مرأية وأنا أخجل من أن يراني والدي أو إلياس هكذا) لتعلن الساردة عن موقفها مستهزئة (طبعا تخفين جريمة)
ورغم كل ذلك فالكاتبة تتملص من ومواقفها، وتنسبها لساردة فاقدة للوعي، وكأنها بذلك تتهرب من تحمل المسؤولية، مخافة التورط، وإن أراد أحد الاحتجاج على ما وصفت به المجتمع الجزائري واتهمها بتشويه المجتمع ما دامت صورت الجزائر بلدا لا علاقة سوية فيه بين الزوجين، ولا سعادة بأرضه، مقابل السعادة والحرية التي ترسمها الرواية بفرنسا في علاقات غير شرعية... يكون جوابها أنه مجرد كلام مريضة نفسية وليس على المريض حرج، و أنه يحق للمريض نفسيا البوح بما لا يحق للعاقل...
يستنتج إذن أن رواية اكتشاف الشهوة تربط الجنس بالحب، وأنه لا شهوة ولا لذة جنسية في غياب الحب، فالبطلة تنفر من ممارسة الجنس مع زوجها مود لغياب الحب، وتتوق لممارسته مع عشاقها خاصة آيس وتوفيق. تقول لآيس: (الحب هو الذي يجرني إليك) كما تعلقت بتوفيق لأنها أحبته (توفيق كان محبا وذلك كان كافيا لأكون سعيدة) لذاك كان لكل شيء في العشيق ذا معنى ودلالة، وقد تكون القبلة مع العشيق أكثر تأثير من علاقة جنسية مفروضة من طرف الزوج، فمقابل تقززها من معاشرة زوجها له لنستمع إليها كيف ترى قبلة آيس: (كانت أجمل قبلة ذقتها في حياتي، تلك القبلة التي شطرتني نصفين... جعلتني اكتشف الشهة وأختار درب التجريب)
قبلة ايس كانت.. أخطر المنعرجات في حياتي، أخطرها على الإطلاق، قبل أن أتحول سيلا لمطر صيفي هائج لا يفرق بين الحجارة والكائنات)، قبلة آيس... قبلة الصباح الماطر، والبرد الذي غامر من أجل حفنة من الدفء، والرضاب الذي سقى شتائل الشهوة وأقام كل شياطين الدنيا لأقامة حفلة تنكرية في سهل مقفر)، شفاه آيس.. الشفاه التي حملتني إلى عالم لم أكن أعرفه إلا متخيلا وحولتني إلى جمرة تتوق إلى حفنه هواء)... هكذا يسترجع الجنس معناه الحقيقي السامي المتجاوز للعلاقة الجنسية الميكانيكية ليسبح حبا يتسلل عبر مختلف الحواس الشم واللمس والذوق وإذا غاب الحبيب افتقدت فيه كل شيء (أفتقد جدا ملمس لحيته، ورائحة عنقه، وطعم شفتيه، وجسده الجبار الممتلئ والذي يعطي شعورا جميلا برجولته وبأنوثتي)
في رواية اكتشاف الشهوة لفضيلة الفاروق إذن يصبح جسد البطلة (باني) مشرحة لتحليل أزمة الجنس في الوطن العربي هذا الجسد التواق للجنس تتكسر كل أحلامه وتطلعاته على صخرة الزواج، ليتحول كبسولة مكثفة للكبت، سرعان ما انفجر عند أول فرصة تتاح له، فما التقت ب"أيس " حتى تفجرت كل منابع جسدها شهوة ولذة لتشعرها بكامل أنوثتها وكانت القبلة كفيلة بإعادة دبيب الأنثى في كل شرايينها العطشى ويحرر الجسد المسيج بكبث الشهوة، لتتحول المرأة من المعشوقة المرغوب فيها إلى العاشقة الباحثة الراغبة في ارتواء الجسد تقول الساردة (تماديت في التبرج والتعطر وقصدته، وأنا أنبض فرحا... حدث كل شيء في مكتبه، شلحت معطفي، وسلمته شفتي... أذكر جيدا كيف تاق جسدي إليه أذكر كل التفاصيل التي أفقدتني عقلي جعلتني أطلب المزيد، كان بودي أن أتمدد وأسلمه جسدي قطعة قطعة إذ لم يكن بإمكاني التماسك...) ليتضح كيف أن المبادرة جاءت من المرأة بالذهاب إلى مكتبه، وكل الأفعال تصدح بمبادرة المرأة (تماديت، شلحت، سلّمته، تاق جسدي..)
تعكس الرواية النسائية الجزائرية ما تعانيه المرأة في الوطن العربي، معاناة جعلت عدد من البطلات يتمنين لو لم يكن نساء، وذلك ما عبرت عنه بطلات روايات فضيلة الفاروق: ففي رواية (مزاج مراهقة) تصرخ لويزة منذ بداية الرواية (ما أتعس أن يكون الفرد امرأة عندنا) لذلك حاولت إخفاء أنوثتها التصرف كرجل والظهور بمظهر الرجال (سأكون مجنونة إذا تقبلت جسد الأنثى الغبي الذي يكبلني) وكذلك كانت أماني بطلة رواية (تاء الخجل) عندما تقول (كثيرا ما تمنيت أن أكون صبيا)، وهي نفس الرغبة التي عبرت عنها البطلة باني في اكتشاف الشهوة بقوبها: (كانت رغبتي الأولى أن أكون صبيا، وقد آلمني فشلي في إقناع الله برغبتي تلك)
وبخلاف الروايات الخليجية التي لم تتح أية كاتبة لأية بطلة ربط علاقة مع رجل غير خليج، فقد وجدنا الروايات في المغرب العربي يسمحن لبطلاتهن بربط علاقات مع الآخر من جنسية أو ديانة أخرى، فكن أكثر انفتاحا وأكثر تسامحا بل ربما ألفيانا بعضهن تفضل ربط علاقة مع الغريب على ربطها مع ابن البلد، فحديث الجزائريات عن الثورة والاستعمار يحتم الإشارة إلى الآخر كما في روايات زهور ونيسي، وكذلك في رواية (مفترق العصور) لعبير شهرزاد التي ذكرت فيها عددا من الأجانب رجالا ونساء ساندوا الثورة الجزائرية، وترت كل من حسيبة موساوي وربيعة مراح في رواييتيهما (على ضفاف الحلم) والنغم الشارد) وهذه شهادة بطلة رواية (مفترق العصور) لعبير شهرزاد في اليهود الجزائرين تقول فيه (أناس ظلوا على حبهم ووففائهم للجزائر... مناضلون ماتوا من أجلها...أصدقاء أعتز بصداقتهم..من دون حساسيات عقائدية أو عرقية. لأنهم نبلاء بكل بساطة) كما ألفينا في روايتي (ذاكرة جسد) و عابر سرير لأحلام مستغانمي إشارات إلى تعلق اليهود الجزائريين بوطنهم وحبهم الشديد خاصة مدينة قسنطينة وان اليهود الجزائرين لا زال الجنين يشدهم إلى المدينة،
وكان طبيعيا أن يتسلل الجنس علاقة الجزائرية بالآخر سواء عن طريق الزواج، أو خارج مؤسسته فتمكنت رواية (السمك لا يبالي) لأنعام بيوض من أنجاح علاقة زواج بين مصطفى المسلم وماري المسيحية التي ستعتنق الإسلام، وينجبان (ريما) التي ستعيش في كنف أسرة يهودية بعد وفاة والديها.. ورغم نظرة المجتمع لليهودي فقد فتحت الرواية إمكانية التعايش بين إلياس اليهودي وسميحة المسلمة من حلال نافذة السفر خارج الوطن.. كل ذلك رغم وجود عدد من الروايات التي رصدت بعض التوثر في علاقة المسلة باليهودي، هكذا يجد القارئ في رواية زهور ونيسي (جسر للبوح وآخر للحنين) القارئ أشارات للأقليات اليهودية من خلال تعلق البطل كمال العطار باليهويدية راشيل زقازيق ورفض كل معارفه لهذه العلاقة بمن فيهم أمه التي تخاطبه قائلة: (إنها لا تحبك يا كمال... اليهود لا يمكنهم أن يحبوا عربا مسلمين.. هكذا عرفنا عنهم وعرف عنهم أسلافنا.. لذلك صب الله عليهم لعنته).. وكذلك كان في رواية (على ضفاف الحلم) لحبيبة موساوي رفض قاطع من طرف البطلة/ الساردة لعلاقة ابنة عمها بشاب يهودي وكان طبيعيا أم رفض الجميع لتلك الزيجة أن تكون النتيجة متوقعة (تعنيف، طلاق، خطف البنت والذهاب إلى تل أبيب بلا رجعة) يعني علاقة مشوهة من بدايتها إلى نهايتها مما أعطى أبناء مشوهي الهوية والعقيدة
في (ذاكرة جسد) و (عابر سرير) لأحلام مستغانمي تربط الكاتبة علاقة جزائريين (مصفطفى وخالد) بفرنسيتين (كاترين وفرنسواز) وإذا كان الخلل في علاقة الرجل العربي بالمرأة العربية في الغالب يعود للرجل، فإن مستغانمي تجعل الخلل في جسد المرأة الفرنسية إذ تقدمها باردة المشاعر متجمدة العواطف تعيش عوزا جنسيا ولنستمع لخالد ماذا يقول في فرانسواز (جسدها كان يرفض أن يفهم، يخرج عن الموضوع دائما، جسدها موظف فرنسي يحتج دائما...) وهكذا تبدو المرأة الغربية في نظرها (باردة تلك الشفاه الكثيرة الحمرة، والقليلة الدفء، بارد ذلك السرير الذي لا ذاكرة له) بخلاف المرأة العربية/ الجزائرية التي تظهر في روايات النساء ملتهبة حارقة... هكذا كانت باني في اكتشاف الشهوة وقبل أن يتزوجها مود كان متزوجا بفرنسية مما يعني استحالة استمرار علاقة الرجل العربي بالمرأة الغربية، ومقابل ذلك حاولت بعض الروايات إنجاح علاقة المرأة العربية بالرجل الغربي ففي رواية النغم الشارد لربيعة مراج يظهر نموج لنجاح علاقة الجزائرية بالآخر/ الإيطالي من خلال زواج أحلام وسلفادور بعد أن انتشلها من الميتم وعاشت معه في أسرته حياة عادية (كان مركزي في الأسرة ممتازا، فهم لطفاء محبوبون لا يختلف تفكيرهم ونمط حياتهم كثيرا عن نظيره في الأسرة الجزائرية)، وإن ظلت بعض الروايات متحفظة في هكذا علاقة كما في (بعد أن صمت الرصاص) إذ تتخلص الكاتبة من (ماري) قبل اكتمال العلاقة..
2- التقاليد وقتل البطلة في رواية العمامة والطر بوش
كثيرا ما ركزت الرواية الجزائرية على التقاليد، وقد بدو ذلك بيعيا في البلد العربي الذي عانى أطول مرحلة استعمار وأقساها، فكان الصراع منصبا على الحفاظ على الهوية والتقاليد... لكن كثيرا ما لعبت تلك التقاليد دورا أساسيا في تأزيم العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة في الرواية الجزائرية، وهي ظاهرة لها تجلياتها في معظم ما كتبته النساء بمختلف الأقطار العربية وإن تناولن الظاهرة من وجهات مختلفة.
في هذا الشق الثاني من هذه الدراسة سنحاول مقاربة ذلك من خلال رواية لشابة من الجليل الجديد، نقصد بلك رواية العمامة والطربوش للروائية الجزائرية الشابة بن عزيزة صبرينة (من مواليد 20 ماي 1987 م)، وهي رواية صغيرة الحجم (120 صفحة للمتن إذا ما حذفنا صفحات البداية: العنوان الداخلي، الإهداء..) لكنها كبيرة في دلالاتها والرسائل الممررة عبرها للروائية. وهي ثاني إبداع للكاتبة في تجربتها الروائية، بعد عملها الأول (اليوم الثامن).
أول ما يلفت نظر القارئ في هذه الرواية عنوانها المبني على آليات التكثيف، الاختزال والتعريف، يتضمن كلمتين تربط بينهما أداة عطف (و) مما يجعل العنوان لا يحمل أي حكم، ويقدمهما ككلمتين محايدتين لهما نفس المكانة ما دامت الواو دون باقي أدوات العطف تبادلية بلغة الرياضيات، لا انحياز لواحدة على أخرى وأن ظفرت العمامة بالتقديم...
كلمتا العنوان توحيان للقارئ أن النص الروائي قد ينبني على التقابل بينهما وانحياز الساردة لأحدهما على حساب الآخر، خاصة وأن صراعا محتدما نشأ بين أنصار العمامة وأنصار الطربوش في مرحلة ما من تاريخ الأمة العربية وخاصة بمصر ما بعد حملة نابلويون..
لكن سرعان ما يخيب أفق انتظار القارئ عندما لا يصادف أي ذكر لكلمتي العنوان في النصف الأول للرواية ولم تحظر الكلمتان حتى الصفحة 72 عندما أشارت الساردة إلى أن بوعناب أحد أبطال الرواية (يرتدي مرة عمامة ومرة طربوش) لتغيب الكلمتان حتى الصفحات الأخيرة كما في الصفحة 126 التي تكررت فيها الكلمتين مرتين في قول الساردة: (ظهرت كل عيوبه التي طالما أخفاها بالعمامة والطربوش، أصلع قصير بذيء الروح والمظهر، لكن أين عمامته وطربوشه) عدا ذلك لم تجتمع الكلمتان في الرواية أبدا، هذا وقد ذكر الطربوش منفردا في الصفحات الأخيرة ثلاث مرات مرتبطا بالأب ففي الصفحة ما قبل الأخيرة ورد قول الساردة:
(كان أبي هو من يرتدي الطربوش) وفي آخر صفحة (سحب أبي خنجره وطعن ظهري.. تشبت بحاشية الطربوش..) وعندما تهاوت مطعونة قالت في آخر جملة في الرواية (الآن وفقط الآن سأرتاح في سلام، في إحدى يدي حفنة أحلام، والأخرى حاشية الطربوش) في مقابل ذلك وردت كلمة العمامة مرة واحدة وجاءت جمعا في الصفحة 78، ومن تمة فإن فهم البعض أن في تقديم العمامة على الطربوش في العنوان تفضيلا، فإن ذلك سرعان ما يتلاشى بالنظر إلى عدد المرات التي تكررت فيها كلمتا العنوان في المتن المحكي...
والملاحظ أن ذكر كلمتي العنوان مجتمعتين في الرواية لم يرتبط إلا بالشيخ بوعناب قاضي القبيلة والمتحكم في رقاب أهلها ومصائرهم دون غيره من شخصيات الرواية، فيما ارتبط الطربوش بالأب، والعمامات جاءت عامة، وحتى إن لم تحوي الرواية أية مقارنة أو تعارض بينهما فإن ارتباطهما بنفس الشخص، (وجعله يضيف لفة لعمامته، وحاشية لطربوشه كلما أقر شيئا جديدا)، يجعل من الكلمتين رمزين لهما دلالات غير ما كان ينتظرهما القارئ، إذ يتحولان إلى مجرد أ قنعة ومسوح لإخفاء الشر والظهور بمظهر الأولياء و ما عبرت عنه الساردة في الحالة الوحيدة التي ذكرت فيها العمامات جمعا: (ذمم بيعت سلفا تغطيها عمامات الحرير ولحى عشوائية طويلة يغطيها وقار كاذب)...
وإذا عدنا إلى متن رواية (العمامة والطربوش) وجدناه محكيا من طرف سعدة الطالبة الجامعية، التي تتابع دراستها بمدينة على الشريط الساحلي للجزائر تقطن مع خالتها، قضت بهذه المدينة أربع سنوات وهي المنحدرة من إحدى القرى النائية،
تنطلق الأحداث وسعدة في الفراش تستحثها خالتها: (سعدة.. سعدة سيفوتك الوقت يا ابنتي)، وهي في الفراش تتذكر كيف ماتت أمها كمدا بعد أن تزوج عليها زوجها (أب البطلة) لأنها لا تلد إلا الفتيات تقول سعدة (تزوج عليها أبي لما أنجبت له بنتا ثانية وأجبرها على الرقص في عرسه وهي نفساء) فكان ذلك سببا في وفاتها لتكون هذه الذكريات نافذة تطل من خلالها الرواية على واقع المرأة في الريف الجزائري وتنتقد بعض الأعراف البالية فيه وفي علاقة الرجل بالمرأة خاصة، تخرج سعدة من بيت خالتها وتتجه لزيارة متحف المدينة لتقف على بعض التماثيل خاصة تمثال الأمير عبد القادر، ويكون نسيانها لمحفظتها بالمتحف مناسبة لزيارة ثانية والوقوف على تمثال أبي عبد الله آخر ملوك الأندلس الذي ذكرها في البداية بهتلر واسترجعت من خلالهما لحظات من التاريخ.. في المتحف تعرفت على مروان الشاب الفلسطيني مرشد المتحف، ويتحقق نوع من التقارب بين شاب مثقف مطلع على الأدب والشعر وسعدة الشغوفة بالعلم والبحث ليتعرف القارئ على مروان ومن خلاله على ظروف اللاجئين الفلسطينيين من جهة، وعلى البطلة وما عانته بفقد الأم، وقسوة الأب من جهة ثانية تقول في أبيها: لم يعلمني أبي كيف أحب… علمني أن أنتظره، فينسى؛ ويفتح باب الغياب… أتوسد ذراع اليتم، وأستعذب ملوحة الدموع.) فتمنت لو ماتت بدل أمها: ( أماه! لو فقط كان يمكنني أن أهب نفسي للموت بدلا عنك….) وتستنتج أنها شبيهة أمها: (أنت دفينة التراب، وأنا رهينة القبيلة)
تتطور علاقتها بمروان، ويعدها بأن يعلمها قواعد العروض ويطلعها على قصائده وما نظمه من شعر في مدينته يافا، وتكون العلاقة بينهما مناسبة للحديث عن القضية الفلسطينية ودعم الشعب الجزائري للقضية: وإذا كانت الرواية تسافر بالقارئ من خلال مروان إلى فلسطين، فإنها تحمله من خلال سعدة إلى الدشرة (القرية) عندما كانت سعدة في الكتاب والشيخ (بوعناب) يعاقب كل طفل يتمرد على قوانين الكتاب... يزداد تعلق سعدة بمروان بعدما غدا يطلق عليها اسم يافا، ويكون حزن مروان على مقتل صديقه نزار الذي كان يزوده بأخبار فلسطين سببا لتعرف سعدة أن مروان وهب قلبه ووجدانه للقضية للفلسطينية فلم يجد ما يرد به على سؤوالها: (أنا أحبك ألا يعني لك هذا شيئا؟) سوى الاعتذار بطريقة لبقة: (أنا رجل مَدافعَ و حروبٍ، لا باقات ورد، وأكاليل غزل، هناك قلوب لم تخلق للحب لذا الأوجب عليها فرض حظر التجول على علاقاتها... يلزمك رجل..) لتغرق في اليأس بعد اقتناعها بأنها لم تكن في حياته كما قالت (أكثر من فاصل إعلاني ومجرد رقم من لائحة طويلة) وفي لحظة فراغ تتوصل سعدة بدعوة من مجلس الزاوية والقبيلة تطالبها بالعودة للدشرة لإتمام زواجها بابن خالتها مراد المتفق عليه بين الأهل وهو الزواج الذي حسم أمره شيخ القبيلة وقاضيها بوعناب، قال لها والدها: سعدة يرى شيخ القبيلة أن وقت قرانك قد حان بعد أن عاد مراد)، ولم تجد أمامها سوى الرضوخ للطلب ومشاركتها في طقوس الحفل على مضض، ويكون غضبها مناسبة للنبش في بعض الأعراف البالية بالدشرة، النظرة الاحتقارية للمرأة، وتسلط بوعناب واستغلاله للدين، وهي التي لا يحركها أي إحساس تجاه ابن خالتها، مما فجر نيران الحنين بدواخلها لمروان، لتعود للمدينة الساحلية لإتمام الموسم الدراسي بتقديم مذكرة التخرج وهي ممزقة بين الرغبة في النجاح، والرغبة الفشل لأن النجاح سيحكم عليها بالعودة للقبيلة (أتمنى الفشل لأستدين من الزمن جرعة من الحرية) ويكون مروان أول من هنأها بالنجاح، وفي إطار احتفالهما فاجأها مروان بخاتم خطوبة وطلب يدها للزواج، لينزل عليه كالصاعقة خبر ارتباطها برجل آخر، فما أن قالت له(صار يفرقنا ميثاق غليظ أكبر من إرادة البشر... أنا على حافة الارتباط...) حتى رمى الخاتم في وجها وغاب عنها أسبوعا وتزداد لوعتها وتتصل به وتشرح له خصوصية أعراف قريتها وصعوبة النجاة من بطش بوعناب وسكان القرية في حال التمرد على قوانينها، ليتفقا على اللجوء إلى قبيلة (غريمة) المناهضة لقبيلتها، وتنفيذا للخطة المتفق عليها، تتسلل سعدة في جنح الظلام قبل طلوع الفجر بحجة زيارة قبر أمها، لتلاقي مروان ويهربان، لكنها تفشل في مواصلة السير وترسل مروان إلى طلب المعونة من القبيلة الأخرى تقول له (اذهب أنت وعد بوجهاء توارة يحملون المصحف الشريف فنحتكم إلى كتاب الله ونبطل حجة الشيخ وحسبنا كتاب الله... لم يبق الكثير من الوقت هيا بسرعة..)، وقبل عودة مروان تفاجأ بقدوم بوعناب وجنوده وقد بدا لها على حقيقته، حاسر الرأس، يتقدمهم والدها وقد ارتدى العمامة والطربوش بدل الشيخ، أسرعت نحو أبيها واحتضنها وتكون نهاية الرواية مأساوية بأن يطعنها أبوها وتتهاوي أمامه، بعدما تمسكت بطربوشه، على إيقاع استنكار الشباب والنساء لقتلها (فتية آمنوا بربهم فزادهم ربهم هدى وزغاريد نساء طاهرات يرفضن أن يكن كلهن أمي أو كلهن غالية وهم سيثأرون ليافا التي قتلت إجحافا)
إن هذه الرواية على ضآلة مساحتها الورقية حبلى بالرسائل العميقة المتعلقة بواقع المرأة الجزائرية والعربية عامة، خاصة في القرى والمداشر، فالنهاية المأساوية للبطلة مطعونة من طرف والدها في أحضانه بعدما أمنت له تأكيد على سطوة الأعراف، وهمجية التقاليد الذكورية التي لا ترى في المرأة سوى رمزا للعار والخديعة، وتعتبرها عورة وتلطيخ للمقدس، وأن مجرد (نطق اسم امرأة عندنا، يكاد يكون تلطيخا لجدار المقدس)
تؤكد الرواية تكريس المجتمع لدونية المرأة، لدرجة أن المرأة لا تذكر في المجتمع الجزائري حسب الساردة إلا تابعة لرجل (عودونا على صيغ النداء التي تكون فيها المرأة تابعة لا أكثر:بنت فلان، زوجة فلان، أم فلان..) وهو ما يجعلها اقرب لأن تكون (ملكية تتداول حصرا بين الرجال تبقى متنقلة من أحدهم إلى الآخر ما دمنا بين ضفتي الوجود، الأب الأخ ثم الزوج وأخير أولئك الذين ننجبهم ثم يتنكرون لأسمائنا ويخجلون بها)
من خلال الرواية تسعى الساردة للرد على مثل هذه النظرة الاحتقارية بأدلة دينية من القرآن كذكر الله مريم بالاسم، أو من السنة بسرد عدد من الأخبار عن الرسول والصحابة يكرمون فيها المرأة. لكنها تبقى كمعظم الروايات العربية المعاصرة بنون النسوة همها الدفاع عن قضايا المرأة والانتقام لبنات جنسها من بطش الرجل، بكشف تسلطه وقهره للمرأة، تجلى ذلك في الإقصاء المقصود للخطيب مراد الذي بدا في الرواية لا دور ولا موقف له من كل ما تفعل خطيبته، والأولى أن يعبر عن موقفه من خيانتها وهو الذي لم يخطئ في حقها بل كان في كثير من الحالات عونا لها وفي الحالات القليلة التي قدمته الرواية قدم لخطيبته قنينة عطر، وطلب منها الجلوس في المقعد الأمامي للسيارة وإن كانت الأعراف تحتم على المرأة الرجوع للخلف، فأغلقت عليه الكاتبة كل النوافذ وظل مجرد شبح لتأثيث الفضاء السردي في مجتمع هضم حق المرأة في التعبير عن رأيها ورغبتها، ومنعها اختيار شريك حياتها ورسم طريق مستقبلها.. وأجبرها على التسليم بسلطة الرجل المطلقة، الرجل الذي يمثل دور الشرطي على المرأة يراقب ويتحكم في كل تحركاتها، ونعتقد أنه وليس عبثا اختيار الأب والخطيب من سلك الشرطة والجيش.. وهو ما جعل المرأة متورطة في أزمات سببه الرجل، وأصبح همهما كيف يمكن الانتقام من الفكر الذكوري، بل رغبتها العيش وحيدة دون رجال فلنستمع لها تتساءل قائلة: (ما حاجتنا للرجال، ما دام شرف القبيلة، بين أفخاذ نسائها، تحميه الخلاخل واالفؤوس). هذا الفكر الذكوري الذي يرى أنه من قلة الاحترام (أن تضع المرأة نفسها في مستوى زوجها) وأن مكانها دائما دون مكان الزوج فإن (كان في الأمام عادت هي للخلف، إن جلس على الكرسي تفترش الحصير، وإن اتخذ الحصير فرشا ليس لها ألا الأرض).. جعل مرتبة المرأة دائما دونية لا تستحق العطف حتى ولو كانت ضحية أو معنفة، هكذا اعتبِرت المرأة (الغالية) التي اختطفها أحد أبناء قبيلة توارة، عارا على القبيلة ولا يجوز أن تصلح بعد ذلك زوجة (امرأة جلبت عارا ولعنة لا يجوز بعدها أن تبقى على عصمة أحد رجالنا)
إن هذه النظرة التي كرستها الأعراف جعلت المرأة مهما بلغ تعليمها لا شيء دون زوج لذلك وجدنا البطلة وهي الجامعية تحسد أختها الصغرى التي لم تكمل تعليمها وتقول لها (فقد فعلت أنت ما لم أتمكن من فعله، تصغرينني سنا و لك زوج وابن وعائلة)
إذا كانت الرواية تلقي الضوء على بعض جوانب الأزمة في علاقة المرأة بالرجل، فإنها تطرح قضية فرعية متعلقة بالمرأة العربية تفضيلها للرجل الأجنبي على ابن جلدتها، من خلال ميل سعدة لمروان الشاب الفلسطيني على مراد ابن عائلتها، رغم صد مروان لها و تعلق مراد بها واستعداده لخدمتها، إذ وجدناها يقدم لها الهدايا (خذي هذا لك أتمنى أن يعجبك ! عطر يشي مظهره بأنه فاخر) يعاملها بلباقة ويعتذر عن كل فعل أو حركة تصدر منه، وأكثر من ذلك فهي تعترف بأنه يحبها لا يختلف في شيء عن كل أولئك الذين تصادفهم (فيتصرف مثلهم، ويلبس مثلهم ويحبني أكثر من أي واحد منهم) مقابل ذلك لم تكف الساردة نفسها لتصرح بسن مروان الفلسطيني ولم يستطع قارئ الرواية تكوين أي فكرة عن سنه وهيأته وملامحه أهو شاب في سنها؟؟ ام كهل كبير عنها وهذا هو المرجح، لأننا اعتدنا في دولنا العربية على أسناد مهام إدراة المتاحف لكبار السن ومن تم قد يكون أعجاب سعدة بمروان مجرد إعجاب فتاة طموحة بمثقف عالم بالعروض متذوق للشعر، ورغبة من شابة في التمرد على القيم والتقاليد البالية أكثر منه حبا متبادلا بين عشيقين، خاصة وأن مروان لم يفتح لها قلبه رغم تعدد لقاءاتهما إلا في الوقت الميت...
تميزت رواية (العمامة والطربوش) بطموح شبابي، وسعي لإخراج المرأة العربية من أزمتها، فسعدة الشابة المثقفة وهي على شفا إنهاء مشوارها الدراسي، تلتقي بالفلسطيني مروان ويكون لقاؤهما سبب في التخطيط للتخلص من الأوضاع بقريتها، والتمرد على قيم تحط من قيمة المرأة باسم الدين، وكان أمام الكاتبة عدة نهايات محتملة، لكنها اختارت نهاية مأساوية، نهاية سينمائية مؤثرة، أن تسقطة البطلة قتيلة في حضن أبيها وبطعنة من الخلف، طعنة غادرة منه، وهي نهاية رمزية مشحونة بالدلالات والمواقف يمكن ابراز بعضها في ما يلي:
1 - رفض المجتمع الجزائري - وهو مجتمع بني أساسا على الثورة – أن يعلمه غيره كيف يثور، ففي اختفاء مروان، وقتل عشيقته رفض واضح للمسار الذي سلكاه، واعتبار التخطيط للثورة بمساعدة الأجنبي خيانة يتصدى لها القريب (الأب) قبل أن تصدى لها الدولة بمؤسساتها.
2 - فشل تصدير الثورة الفلسطينية للشعوب العربية، ففشل مروان الفلسطيني في إنقاذ محبوبته التي اختار لها اسم يافا، يحتمل تفسيرا بفشل الثورة الفلسطينية في التأثير بالمجتمعات العربية.
3 – قتل سعدة أيضا يمكن أن يفسر انتقاما للشرف وهي ظاهرة مترسخة في المجتمع العربي خاصة المشرقي منه، وكيف لا والقاتل ذكر من أسرة القتيلة، ارتكب جريمته لأسباب تتعلق باختيارات القتيلة في الحياة، فكانت سعدة قربانا قدمه الأب للمجتمع التقليدي تلبية رغبة هذا المجتمع الذي يسيره بوعناب بهدف لجم وضبط سلوك النساء وجعل سعدة عبرة لكل من سولت لها نفسها الخروج عن نهج القبيلة واختيار شريك من غير جلدتها... لا غسل للعار إلا بالدم والقتل...
4 – قتل سعدة بتلك الطريقة الوحشية قد يجد تفسيره أيضا في رغبة الكاتبة تكريس استحالة التخلص من التقاليد في مجتمع تقليدي، وهي التي طالما كررت على لسان الساردة ثقل وجثم التقاليد على نفسية المرأة، واقتناعها بأن تعليمها لن يغير في واقعها شيئا وهي القائلة (يقيني أن شهادتي لن تغير في مصيري إلا بقد ما غيرت دموع أبي عبد الله في تاريخ الأندلس)
5 – قتل الأب لابنته بدم بارد دليل على أن المجتمع العربي أبيسي السلطة المطلقة فيه للرجل، هو صاحب العقد والحل، لكن الكاتبة لم تقطع حبل الأمل في تغيير هذا التفكير، فقد تركت النهاية مفتوحة على أمكانية التغيير، لكنه رهنت هذا الأفق بالأطفال والنساء، فقد جاء في آخر فقرة في الرواية بعد قتل البطلة قول الساردة: (أطل على الغد الجميل، أطفال قادمون... وزغاريد نساء طاهرات...هم من سيثأرون ليافا التي قتلت إجحافا)
ما يستنتج من خلال الرواية النسائية الجزائرية أنها لا تخرج عن المسار العام الذي تسير فيه الرواية النسائية العربية المعاصرة عامة باختيارها السرد بضمير المتكلم، وجعل السارد في الأعم الأغلب امرأة تحكي معاناة المرأة العربية من سطوة الرجل في مجتمع ذكوري يستعظم الرجل فيه بالفهم الخاطئ للدين وتأويله لتعزيز سطوته وإشباع غرائزه دون مراعاة متطلبات المرأة الجنسية، مثلها في ذلك مثل الكثير من الروايات النسائية العربية الصادرة حديثا في المغرب العربي ومشرقه والتي جعلت من الأزمة الجنسية بؤرتها وتيمتها الأساس ومن ذلك رواية ما كتبته لربيعة ريحان، فاتحة مورشيد زهرة رميج رجاء عبد الله الصانع، فوزية شويش لبثنية العيسى من الخليج، وغيرهن كعائشة زبير من اليمن أو نوال السعداوي من مصر ... وهن روائيات تصورن المرأة ضحية، والرجل قاهر مغتصب لا يرحم ضعفها، مثقفا كان أم سياسيا، قريبا أم غريبا... قد تكون وضعية المرأة كما تصورها الروائيات وضعية مزرية، دون أن درك معظمهن أن واقعنا العربي يحعل المرأة والرجل معا مطحونين تحت وطأة واقع سياسي اقتصادي واجتماعي متشظي والمرأة فيه أكثر هشاشة... لكن المرأة الروائية فضلت الحديث بصوت واحد - في الأغلب الأعم- هو صوت المرأة المظلومة دون أن تمنح فرصة أكبر للرجل لتقديم رأيه في أزمة الجنس وهو طرف فاعل في العلاقة. لذلك وُسِمت معظم الروايات النسائية في الجزائر كما في الوطن العربي عامة بنزعة غنائية واتخذت منحى رومانسيا من خلال التركيز على الذاتية والفردانية، ورفض واقعٍ المرأة فيه مظلومة مكلومة مهضومة الحقوق.. والحلم بواقع تنعم فيه المرأة بحريتها وحقوقها ومناشدة قيم مطلقة أساسها المساواة،العدل، الحب، الحرية،السعادة وإشباع الغرائز... كما تجلى ذلك المنحى الرومانسي في التركيز على الألم والحزن والمعاناة وتوظيف الطبيعة ناهيك عن استعمال لغة شعرية موحية ولسنا هنا بصدد البحث عن رومانسة وشعرية الكتابة في الرواية النسائية وإلا سيطول شرحه 
وباستثناء الجانب الموضوعاتي وتركيز الرواية النسائية الجزائرية على بعض القضايا الكبرى التي تخص الجزائر في بعض فترات تاريخها المعاصر (كالاستعمار، الثورة، العشرية السوداء..) فلم يكن هناك شيء يفردها من الناحية الشكلية إذ تشترك في تنميط قضية المرأة العربية وتقديمها في الضحية في الغالب من خلال عمل يتداخل فيه السِّيَري التاريخي بالروائي المتخيل في عمل فني أقرب إلى ال (Novella) كقصة مكثفة وصغيرة الحجم تتـمركز حول بطل مختلف (هو المرأة في الغالب) عما هو متداول في تاريخ الرواية تعيش أحداثا محدودة في الزمان والمكان هي أقرب لما نعيشه في حياتنا اليومية لذلك لا تتطلب من القارئ أي مجهود ذهني لفهم مضمونها واستيعاب رسائلها
عر ، ( والشرح يفسد المعنىويطول ).


أزمة الجنس بين الأزواج في الرواية العربية النسوية .. رواية اكتشاف الشهوة نموذجا

alkabir aldasisiلعل من أهم ما يميز الرواية العربية المعاصرة بنون النسوة ، تركيز الروائيات على أزمة الجنس، أو أزمة العلاقة بين المرأة والرجل، فوجدنا الكثير من الروايات تهاجم الرجال، وتتهمهم بالعجز الجنسي، وعدم القدرة على إشباع غرائز النساء، وتصوير الرجل كأناني كل ما يهمه إطفاء ناره دون أدنى تفكير في شريكته، وذهب روايات نسوية كثيرة إلى التركيز على سعي الرجل العربي نحو الشذوذ (سلالم النهار،طريق الغرام ..) وانتهت علاقة معظم الأزواج في الرواية النسائية بالانفصال، وبحث الزوجة عن حل آخر بعيدا عن الزوج المتسلط، وقد بينا أمثلة كثيرة لذلك في عدد من مقالاتنا حول الروايات المعاصرة بنون النسوة لا نرى ضرورة للتذكير بها في هذا المقال لأنه سيطول شرحه .. ورواية (اكتشاف الشهوة) للروائية الجزائرية فضيلة الفاروق لا تبتعد كثيرا عن هذا التوجه. فما مضامين هذه الرواية؟ وكيف عالجت الكاتبة تيمة الجنس من خلال العلاقات التي ربطت شخصيات الرواية ،وخاصة علاقة البطلة /الساردة بزوجها وعشاقها؟؟
   تبتدئ رواية (اكتشاف الشهوة) للروائية الجزائرية فضيلة الفاروق بزفاف البطلة إلى زوجها وهي تشعر بأنها هذا الزواج غير متكافئ (لم يكن الرجل الذي أريد.. ولم أكن حتما المرأة التي يريد)[1] لتسافر مع زوجها إلى باريس وتعيش اغترابا نفسيا واجتماعيا ، ومعاناة نفسية نتيجة وجود آثار الزوجة السابقة في كل ركن بالبيت، وقسوة زوج اضطر إلى اغتصابها بعد أسبوع من غياب التواصل بينهما: (في اليوم السابع جن جنونه، حاصرني في المطبخ، ومزق ثيابي، ثم طرحني أرضا واخترقني بعضوه.. ورمى بدم عذريتي مع ورق الكلينكس في الزبالة) فكان ذلك مؤشرا على فشل زواجها من رجل لا يتجاوب معها (رجل لا يجيب على كل الأسئلة، كثيرا ما يعلق أسئلتي على شماعة من الصمت، يأكل ، يدخل الحمام أو ينام حين لا يعرف أن يجيب ، كان صعبا علي أن أتفاهم معه..)[2] ولا يشبع غريزتها الجنسية (حين يمارس الجنس معي يفعل ذلك بعكس رغبتي .. يفعل ذلك كما في كل مرة بسرعة دون أن يعطيني مجالا لأعبر عن وجودي كان يقوم بالعملية وكأنها عملية عسكرية مستعجلة يسلمني بعدها للأرق..) وباتساع الهوة بينهما أصبح يتجاهلها ويحتقرها بأن غدا (يعود ثملا في الغالب، والحمرة النسائية تلطخ قميصه والمني يلوث ثيابه الداخلية .. بسهولة يجلس أمام إحدى القنوات البورنوغرافية ويمارس العادة السرية دون أن يعيرني اهتماما)[3] لتزداد قناعة أن (الفشل في الزواج يبدأ من هنا ، حين نرى الأشياء بمنظورين ليس فقط مختلفين بل متناقضين)[4] ويكون الفراغ الذي أصبحت تعيشه سببا في استرجاع حياتها بمدينة قسنطينة ونظرة المجتمع الجزائري للمرأة الذي (ينهي حياة المرأة في الثلاثين) ولذلك تمنت لو لم تكن أنثى، تقول (كانت رغبتي الأولى أن أصبح ذكرا) ، وحاولت تجريب ذلك في طفولتها، لكن سن البلوغ والطمث يجعل البنت واحدة من نساء الشقوق إذ تحتجب في البيت ويصبح شق الباب نافذتها على الخارج، وتشتد عليها رقابة الأب والأخ ، وحتى وهي في باريس تقول (لا يزالان قابعين في داخلي ولم يختفيا أبدا من الخوف الذي شيداه في قلبي) [5] وفي باريس تجد الحرية التي حرمت منها ، بعدما تعرفت على جارتها ماري التي أعجبت بأسلوب حياتها تقول (كانت النموذج الذي حلمت أن أكونه) وتكون ماري سببا في تعرف باني على أيس ،زير نساء و الشاب اللبناني المثقف الذي تعلقت به، لكنه خيب أملها بعد اكتشافها أنه مثل كافة المثقفين العرب الذين (لا ينظرون إلى المرأة سوى أنها ثقب متعة و لذلك يناضلون من أجل الحرية الجنسية أكثر مما يناضلون من أجل إخراج المرأة من واقعها المزري .)[6] لتعيش تجربة أخرى مع شاب من بلدتها يحمل نفس اسمها العائلي (توفيق بسطانجي ، وأمام استحالة استمرار علاقتها بزوجها، حصل الطلاق، لتعود إلى قسنطينة وتضعنا الرواية أمام واقع المرأة المطلقة في العالم العربي التي لا يرى فيها سوى (امرأة تخلصت من جدار عذريتها الذي كان يمنعها من ممارسة الخطيئة ، امرأة بدون ذلك الجدار امرأة مستباحة ، أو امرأة عاهرة مع بعض التحفظ)[7] وسط إجماع عائلي على ضرورة رجوعها إلى زوجها (مود) فأخوها إلياس يقول لها : (ستعودين إليه في أقرب فرصة و ستركعين أمامه مثل الكلبة ، وستعيشين معه حتى موتي) [8] وأختها الصغرى شاهي التي ترى في الحمل سببا للخجل من أبيها وأخيها تؤنبها (غدا سترين الرجال كيف سيتحرشون بك ، و كيف ستحاك حولك الحكايات، وكيف ستصبحين عاهرة في نظر الجميع دون أن يرحمك أحد)[9]
وفي الوقت الذي كان القارئ يتابع خيوط حكاية باني وصراعها مع تقاليد المجتمع الجزائري سرعان ما يفاجأ أن كل تفاصيل الحكاية والسفر إلى باريس والعودة إلى قسنطينة وكل الشخصيات والأحداث ... لم تكن إلا رحلة خيالية ، وتجل من هذيان البطلة ، وهي تهدي في المستشفى الجامعي للمدينة بعد دخولها في غيبوبة طويلة استمرت من سنة 2000 عندما تهدم بيت أسرتها على رأسها في ليلة مطيرة بعد ترملها ووفاة زوجها إلى يوم 10 يونيو 2003 اليوم الذي فاقت فيه من غيبوبتها لا تعرف شيئا عن أسرتها وأقاربها حتى زوجها مهدي عجاني لا تذكر عن علاقتها به شيئا ، في الوقت الذي تروي حقائق عن شخصيات موجودة في الواقع لم يسبق ها أن رأت منه أحدا، كل ذلك من(مخيلة ماكرة نسجت لها قصة من أرشيف ما قرأت ، قصة لا تخلو من العنف والرومانسية و الخيانة على طراز الأدب الغربي)[10] لتنتهي الرواية على إيقاع هذيان الساردة وتداخل الواقع والوهم . مفضلة الهروب بالجرأة إلى الهذيان، وجعل البطلة شخصية فصامية لا يعتد بمواقفها، ولا يمكن محاسبتها على ما يصدر عنها..
يبدو من خلال قراءة رواية (اكتشاف الشهوة) إذن أنها مثل عدد من الروايات العربية المعاصرة بنون النسوة التي تهاجم العقلية الذكورية بجرأة زائدة من خلال الإغراق في المشاهد الجنسية التي تذل المرأة ، وتقدم الرجل في صورة المتسلط القاهر ، الغاصب للمرأة ... هكذا تعلن فضيلة الفاروق منذ السطور الأولى لروايتها أن زوجها لم يكن الرجل الذي تريد ولا الزوج الذي طالما حلمت به ، لتلبسه صورة الزوج المتسلط الذي يضاجع زوجته، في أول جماع بينهما، عصبا عنها من الدبر تقول واصفة أثر ذلك عليها: (أصبت بعطب في مؤخرتي لهذا السبب ، وأصبح عذابي الأكبر دخولي إلى الحمام لقضاء حاجتي ، في كل مرة كانت مؤخرتي تتمزق وتنزف)[11] ، وبدل الحب الذي يمكن أن يجمع الرجل بزوجته، كانت باني تتقزز من مود، وتنفر مما يدعوها إليه (سأحكي لها عن تقززي منه.. وعن شعوري بالغثيان كلما رأيت قضيبه..)[12] ولكسب عطف القارئ بينت أن هذا الزوج لم يقتصر على فرض نفسه على زوجته، بل أنه يهمشها عندما تريده هي و يستمني أمامها وهو يتابع الأفلام البورنوغرافية تقول (بسهولة يجلس أمام إحدى القنوات البورنوغرافية ويمارس العادة السرية دون أن يعيرني اهتماما)[13].. ويتجاوز ذلك إلى ضربها وتعنيفها تقول: (الشيئ الذي لم أتوقعه ، حين فتحت الباب .. فاستقبلني بصفعة أوقعتني أرضا، ثم تمادى في ضربي، كانت تلك أول مرة يكون عنيفا معي إلى تلك الدرجة ..) عنف وحشي تقول عن نتائجه (لم أستطع فتح عيني، ولا تحريك يدي، ولا قدمي كنت بالمختصر المفيد ميتة)[14] .. هذه الصورة تكاد الرواية تعممها على مختلف الرجال من عائلة البطلة فكذلك كان أخوها قاسيا معها ومع زوجته ولا يراعي رغبتها الجنسية، تقول لساردة (يخترقني قبل أن يوقظ شهوتي ، يفعل ذلك بسرعة وأنا بعد شايحة يؤلمني دون أ أشعر بأي متعة ثم ينتهي ويتركني جثة تحتضر)[15] وكذلك وكان أبوها يحتقر المرأة ولا يرى زوجته إلا جاهلة لا تفهم شيئا، تقول الساردة (ففي كل كلامها هي تخطئ وهو يصحح حتى يبلغ ذروة غروره فيخرج ويتركها لأنها أرهقته بقلة فهمها لم تذهب والدتي للمدرسة قط.. بدوننا لا تساوي شيئا .. وحين ترى الأشياء بعينها تراها بالمقلوب)[16]
هكذا تكرس الرواية أن المجتمع برمته المرأة بالنسبة له عورة وملابسها عورة ، فإذا كان مسموحا بنشر الغسيل مهما كانت مكوناته فليس مسموحا نشر ملابس المرأة الداخلية ف (كل شيء ينشر على الشرفات والنوافذ ، وصعب بين كل ما ينشر أن ترى حمالة صدر أو كيلوطا نسائيا ،إذ من العيب أن تفضح المرأة نفسها بنشر علامة أنوثتها) [17]
إن وعي المرأة بمثل هذه السلوكات جعلها تعاني، فيحز في نفس السارد /البطلة ألا يرى الرجل في المرأة إلا وسيلة لإشباع غرائزه الجنسية، وتعتبر هذا الوعي الذكوري مأساة مضاعفة في مجتمع تتعد مآىسيه، فأن (تفكر المرأة في رجل لا تعني له أكثر من ثقب شهوة فهذا يعني المأساة مضاعفة)[18] وتحمل الرجل مسؤولية هذا الوضع ، لتصف الرجال بالازدواجية في الجنس مستشهدة بالأب الذي يمارس الجنس مع الأم ويتظاهر أمام الأبناء بأنه يكرهها فتتساءل (كيف تطيق (الأم) الشرطي وهو يضاجعها بقسوة، كيف يفعل ذلك ليلا وكيف يتحول بالنهار إلى رجل بلا قلب،بلا عواطف بلا شهوة بلا غرائز وكيف ينبت ذلك الحاجز الخفي بينه وبين والدتي فيناديها :يامخلوقة، يا امرا... كيف يتعايش مع ازدواجيته تلك،وكيف يوهمنا أن الجنس عيب ومشتقاته عيب)[19] مقابل هذه الصرامة في وصف الرجال بالازدواجية ، تترد الساردة في إضفاء الصورة ذاتها على المرأة فتقول (يصعب أن تفهم الأنثى هنا أهي فعلا كائن محتشم ، أم كائن ازدواجي تماما كالذكور)[20]
فلا غرو إذا ما قست الرواية الساردة على الرجال - وخاصة الرجل الذي لا يرى في المرأة كما قالت شاهي للساردة (لست بالنسبة له أكثر من وعاء)- واعتبرتهم لا يستحقون الرعاية من النساء، فالرجال في نظرها (لا يستحقون منا السهر والتفكير في التضحيات، والبكاء)، بل تعلن أن (حياتنا ليست مرتبطة برجل)
أمام هذه القسوة على الزوج والأب ، تقدم الرواية البطلة سريعة التعلق بالرجال وهي المتزوجة ، فتدخل في علاقات غرامية مع أيس الشاب اللبناني، وترى في تعرفها على توفيق سعادة لا تتسع لها باريس رغم شساعتها : (باريس كانت شاسعة لكنها في ذلك اليوم لم تتسع لمشاعري كان توفيق أكبر منها، أكبر من شهوتي لأيس ، وأبهى من شوارع قسنطينة...)[21]، كما ترى قبلة الخيانة صلاة وشرفا (قبلة أيس كالصلاة فيها سجدة وخشوع وابتهال لا ينتهي .... قبلة شرف بمذاق التبغ والقهوة)
هكذا تسير الرواية على خطى روايات أخرى في التمرد على مؤسسة الزواج فتعتبر الزواج دعارة وعهرا تقول في مفتتح الرواية قبل أن تتعرف إلى زوجها ، وقبل أن يصدر منه أي سلوك مشين (شيء ما في داخلي كان يرفض ذكورته، ... فقد تخيلتني عاهرة تتعرى أمام أول زبون تحمله لها الطريق)[22]. وقبلة الزوج موت (قبلة مود قبلة الشفاه المغلقة التي تشبه تابوتا فيه جثمان) بخلاف قبلة أيس الشبيه بالصلاة والخشوع، قد تكون الرواية تصور حالة عدد من النساء المضطهدات في بيت الزوجية، لكن ذلك لا يسمح بتعميم الظاهرة ، واعتبار كل الرجال طغاة ، وأن الزواج تجن على المرأة ونسب نجاحه ناذرة كفوز ورق يناصيب فلنستمع إلى الساردة (ما أقسى أن نسلم أجسادنا باسم وثيقة لمن يقيم ورشة عليها أو بحثا عن المتعة وكأننا نقطع ورقة يناصيب من النادر أن تصيب)[23]
قد يقول قائل أن هذا موقف امرأة اكتوت بجبروت زوج متعنت أناني جعل الحياة الزوجية أمامها جحيما ، لكن ما قد لا يتفق معه بعض القراء هو دفاعها المستميت عن علاقاتها الجنسية واعتبارها حبا، في الوقت الذي تعتبر علاقة زوجها بعشيقته عهر وتجعله بفعله ذاك عاهرا وخائنا، وهي بفعلها متحررة وباحثة عن السعادة. فبعد مضاجعة توفيق لها والاغتسال في بيته تقول (كنت واثقة لحظتها أني اهتديت إلى الطريق .. أسبوع كامل في الجنة .)[24] أليس هذا عملا بالقول المأثور (حلال علينا وحرام عليكم)
إن فضيلة الفاروق لم تتوان لحظة في النيل من الرجل العربي، عازفة على مختلف الأوتار بما فيها وتر الدين ، فسعت إلى تصوير الزوج وهو جزائري اسمه مولود في صورة الكافر الذي يرغم زوجته على مضاجعته برمضان ، ويعنفها إن رفضت ، مما جعل الجيران يستدعون الشرطة أكثر من مرة ، لتضع القوانين الوضعية أمام الشريعة، فيسائل الزوج الشرطي قائلا(ماذا أفعل إنها زوجتي وترفض أن أضاجعها لأنها صائمة بشرفك أي رب يمنع زوجا من مضاجعة زوجته ؟) [25] ، لكنها سرعان ما تسخر من هذا الدين الذي حاولت توظيفه بجعل الزوج المغتصب يدعي أنه يمارس حقوقه الجنسية حسب شرع الله...
ما يستنتج من خلال الرواية أنها رواية أنثوية بامتياز، تنبش في المسكوت عنه بجرأة ، وإن كان يعاب عليها نزوعها نحو التعميم وإصدار أحكام قيمة جاهزة ومستهلكة عن وضع المرأة في العالم العربي، وتقديمها ضحية للرجل وجعل ى كل المتزوجات معذبات معنفات: (كل المتزوجات وهن يمارسن الجنس بلا عاطقة لأنهن متزوجات مع أزواج يثيرون الشفقة ويبحثون عن المتعة عند ليلى ... شعوب بأكملها تمارس العنف على نفسها دون أن تعي ذلك)[26]، كما تطرح الروية تلك الصورة النمطية المرتبطة بالمرأة المطلقة في واقعنا العربي فتقول: (المطلقة تعني أكثر من أي شيء آخر امرأة تخلصت من جدار عذريتها الذي كان يمنعها من ممارسة الرذيلة، امرأة بوم ذلك الجدار امرأة مستباحة، وعاهرة مع بعض التحفظ)[27] مؤكدة أن الثقب الذي انهار جداره هو كل ما يراه الناس في امرأة مطلقة أو أرملة)[28]
إن رواية اكتشاف الشهوة قد حاولت الانتفتاح على عدد من القضايا السياسية والاجتماعية في الجزائر، كالإرهاب ، والانتخابات، والسياسة.. لكنها فظلت أن تقفز على مرحلة هامة في تاريخ الجزائر المعاصر ،بأن جعلت الساردة تغيب عن الوعي، وتهذي بما في عقلها الباطن، وكأن عقل العربي لا شيء فيه إلا الجنس ، وهي نظرة قلبت الكثير من الحقائق في وعينا ووقعنا، بجعلها الحب بين الأزواج كالزنا(لا يمكن لامرأة أن تعترف بأنها تحب زوجها، الاعتراف بالحب شبهة، والشبهة تعني ضلالة، والضلالة تقود إلى النار، ما أخطر الاعتراف بالحب إذن إنه كالزنى ، كإحدى الكبائر أو كالقتل)[29] وأكثر من ذلك حاولت تصوير الحمل والإنجاب داخل مؤسسة الزواج على أنه عهر و جنس مباشر مما جعل شاهي تخاف من أن يراها أبوها أو أخوها حاملا ولم تستقبل أختها ولم ترحب بها بعد عودتها وانتظرت حتى خروج أبيها وأخيها لتعتذر لأختها قائلة: (تعرفين بطني أصبحت مرأية وأنا أخجل من أن يراني والدي أو إلياس هكذا)[30] لتعلن الساردة عن موقفها مستهزأة (طبعا تخفين جريمة)
ورغم كل ذلك فالكاتبة تتملص من ومواقفها، وتنسبها لساردة فاقدة للوعي، وكأنها بذلك تتهرب من تحمل المسؤولية، وإن احتج أحد على ما وصفت به المجتمع الجزائري واتهمها بتشويه المجتمع ما دامت لا علاقة سوية بين الزوجين، ولا سعادة في الجزائر، مقابل السعادة والحرية التي ترسمها الرواية بفرنسا في علاقات غير شرعية... يكون جوابها أنه مجرد كلام مريضة نفسية وليس على المريض حرج، ويحق للمريض نفسيا البوح بما لا يحق للعاقل ...

................
[1] - بداية رواية (اكتشاف الشهوة) فضيلة الفاروق النسخة الإليكترونية ص 5
[2] - ص – 10
[3] - ص- 12
[4] - ص – 11
[5] - ص – 13
[6] - ص – 61
[7] - ص – 86
[8] - ص – 87
[9] - ص – 89
[10] - ص – 129
[11] - ص – 52
[12] - ص – 52
[13] - ص- 12
[14] - ص- 58
[15] - ص – 92
[16] - ص - 123
[17] - ص – 94
[18] - ص – 62
[19] - ص – 54
[20] - ص – 94
[21] - ص – 72
[22] - ص – 8 (وهي ثاني صفحة في المتن الروائي)
[23] - ص – 72
[24] - ص – 83
[25] - ص – 65 – 66
[26] - ص - 83
[27] - ص – 86
[28] - ص – 87
[29] - ص – 99
[30] - ص – 89

أحمد أمين سالم
 ليس بدعا ان يخرج علينا الدكتور وغليسي بكتاب من قبيل الذي قرانا و هو الذي عودنا على الالمعية و التميز انا شخصيا حضرت جانبا من المهرجان و استمعت الى مداخلته...
يبقى ما كتبه عملا نقديا استقصائيا يحسب له لا عليه ...مهما يكن من امر فان الحساسيات التي تبقى تعتلج في نفوس بعض المكتوب عليهن امرا في نفوسهن يجدر بهن ان يحتفظن به لانفسهن بعيدا عن المشاحنات الاعلامية طمعا في الظهور...
كتاب الدكتور بين يدي الان و انا امحص فيه على امل ان اجد فيه ما يستحق الملامة ساكتب هنا ثانية
وسلام على من حملن القلم... 

L’image contient peut-être : chaussures

ليست هناك تعليقات: