الجمعة، يوليو 28

إصغــــــــــــاء

إصغــــــــــــاء
تموقعات الوجود
محمد بن زيان كاتب
أحاديث تتداول عن مخطط لبسط هيمنة شيعية في المنطقة، بسط في العراق ولبنان وسوريا والبحرين والكويت وفي داخل السعودية أيضا·· بعد تهافت البدائل الوطنية والقومية وانسدادات اليسار وانزلاقات اليمين والفخ الذي تورطت فيه حركات الإسلام السني·· بعد كل هذا يمتد النموذج الشيعي المتغذي من المهدوية، من المأساة الكربلائية والمستند على إرث من التفكير والتنظير، إرث تواصل مع أسماء كعلي شريعتي وباقر الصدر وفضل الله حسين ومحمد مهدي شمس الدين، ومع الطرح التجديدي لموسى الموسوي·· والإرث تقاطع فيه النظري مع العملي وتجسد البراكسيس - بتعبير الماركسيين- وفي المسار تجلى التكامل والارتباط بالمستضعفين ارتباطا يعيدنا لذاكرة وتاريخ صراع، ويحضر مثال آخر في هذا السياق هو المتعلق بالمسيحيين الذين جسدوا بد ''لاهوت التحرر'' في أمريكا الجنوبية، والمذهبية ليست أمرا طارئا بل منذ الفتنة في عهد آخر خلفاء رسول الله (ص) الراشدين ومع تشكل المذاهب والفرق بدأت فصولا من المواجهات التي اتخذت أشكالا متعددة وقامت سلالات حاكمة على أساس المذهبيات وتنافست من أجل بسط النفوذ·· والآن لازلنا ننزف بجرح لم يندمل·· والآن جرحنا حان وقت اجتراح ما يعافينا منه، حان وقت تحويل دمنا إلى دم ينبض حياة، ولن ينبض حياة إلا بالنبض الذي سرى في أرواح الرسول (ص) وأصحابه·· نبض الحب البصير·· مصيرنا واحد ولا قوة لعدونا إلا بتفككنا وتفسخنا·
وكلنا سُنة وشيعة في حاجة إلى قبسات النبوة وأهل البيت الأطهار، في حاجة إلى شهادة تملأنا حياة وليست موتا، إلى فداء يسوقنا إلى العمران وليس إلى الخراب، والتموقع يتحقق عندما نفقه الوجود ونكون حقا أمة الرسالة والشهادة، الأمة الوسط·
PH/DjazairNews
مصافحة
بلقاسم بن عبد الله كاتب
بوجدرة·· لماذا لا نحبه
·· وهل المسؤولية أو المناصب السامية تنسي صاحبها أعز الأحباب من أهل الكتابة أو من جماعة السياسة؟ وإلى متى ستدوم الأيام السعيدة على حالها لأصحاب تلك الكراسي الوثيرة الرفيعة؟ وهل يمكن أن تستغني الدولة عن رأي وخدمات الأديب أو المفكر عندما تتقدم خطواته نحو الشيخوخة وتتنكر لجهوده وخبرته؟ تلك تساؤلات مشروعة، لست أدري كيف استقرت بذهني عقب قراءة الحوار الهام الذي أجرته الصحفية وهيبة· م ونشر بجريدة صوت الأحرار بملحقها الثقافي ليوم الخميس المنصرم·
وعلى الفور، تذكرت أول حوار مطول أجريته مع أديبنا الروائي رشيد بوجدرة، ونشرته بملحق النادي الأدبي لجريدة الجمهورية بتاريخ أول جانفي 1981 حيث أعلن فيه عن شروعه في إنجاز أول رواية باللغة العربية أطلق عليها وقتئذ اسم ''التسلل'' قبل أن يتراجع ليسميها ''التفكك''، حيث يقول بالحرف الواحد: أنا الآن منهمك في كتابة رواية باللغة العربية عنوانها: ''التسلل''، ويمكنني أن أقول إن المرور من لغة إلى أخرى، لم يكن حاجزا كما قد يتصور البعض··
وتوالت اللقاءات وجلسات الإمتاع والمؤانسة، إلى أن جاء شهر ماي 2005 حيث جمعنا حوار مباشر عبر أمواج إذاعة تلمسان الجهوية، عبّر من خلاله عن تقديره العميق للكتابات الجادة والجيدة باللغة التي تناولت مختلف إنتاجاته الروائية·
وبين هذا وذاك، نشرت عدة دراسات ومقالات عن كتاباته المثيرة ورواياته المتميزة، وقد تناولت مرة إحداها وهي رواية ''المرث'' في كلمة نقدية نشرت بملحق النادي الأدبي بتاريخ 24 / 12 / 1984 تحت عنوان رواية ''المرث'' وهوامش صغيرة، أشرت فيها إلى الأخطاء المطبعية، والأغلاط اللغوية، والأفكار الغريبة الشاذة··
وأتذكر الآن رواياته وكتاباته ومحاضراته وما أثارته من مناقشات وتساؤلات وشبهات·· فهو دوما المثقف المهمش الذي يرتدي لباس البطولة، وهو قبل هذا وذاك، كما كتبت بملحق النادي الأدبي بتاريخ أول جانفي 1981 ''عملة صعبة في بنك الأدب الجزائري المعاصر، يبدع رواياته فتتهافت دور النشر الكبرى في باريس على طبعها··
وأعود الآن إلى حواره الأخير بجريدة صوت الأحرار، حيث يقول عن وضعه الراهن: أنا مهمش من طرف وزارة الثقافة والمؤسسات الثقافية، لا أحد يحبني على ما يبدو·· أنا مستهدف ومحسوب في خندق المعربين الذين خانوا الفرنسية بعدما بدأوا الكتابة بالعربية··
وأنهي قراءة الحوار للمرة الثانية، وأعود إلى التساؤل من جديد·· وهل يمكن أن تستغني الدولة عن رأي وخدمات الأديب أو المفكر عندما تتقدم خطواته نحو الشيخوخة، وتتنكر لجهوده وخبرته عبر السنين؟
24-07-2006
PH/DjazairNews
مصافحة
بلقاسم بن عبد الله كاتب
خمار·· شاعر لا ينسى
·· وماذا يعني نصف قرن من الاستمرارية في الإبداع الأدبي ولا يمل أو يكل صاحبه··؟ لماذا لا تلتفت البحوث الجامعية إلى هؤلاء الذين قدموا ويقدمون عصارة أدبهم وفكرهم؟·· وهل نال الشاعر محمد بلقاسم خمار حقه وهو لا يزال موفور العطاء في زمن حداثة العولمة يتمتع ولله الحمد بالصحة وراحة البال؟··
هذه التساؤلات وغيرها تجسدت بذهني وأنا أعيد قراءة ديوان شاعرنا خمار ''بين وطن الغربة وهوية الاعتراب'' الذي أهداني مؤخرا نسخة منه موقعة باسمه الكريم· وكانت الفرصة مواتية أثناء انعقاد ملتقى فرانز فانون بولاية الطارف في أواخر شهر ماي المنصرم، حيث جمعتنا جلسات الأدب والمؤانسة، تناقشنا حول مصير إتحاد الكتاب الجزائريين، ومشاغل ومشاكل راهننا الثقافي قبيل تحول بلادنا إلى عاصمة الثقافة العربية·
وعادت بي الذكريات إلى اللقاءات الكثيرة التي جمعتنا طوال سنوات وسنوات في غمرة الملتقيات والمهرجانات الأدبية· تذكرت أول جمعية عامة موسعة لإتحاد الكتاب عقدت يوم الخميس 25 نوفمبر 1976 تحت إشراف مكتب انتخابي يتكون من السادة: أحمد بن ذياب وبلقاسم بن عبد الله والعيد بن عروس، وتم تجديد الهيئة المديرة للاتحاد بصفة ديمقراطية، ليفرز الانتخاب مجموعة من الأسماء البارزة من بينهم: الطاهر وطار، محمد بلقاسم خمار، محمد مصايف، عمر البرناوي، أحمد حمدي، عمار بلحسن، علاوة وهبي···
وتذكرت أول دراسة مطولة عن الثورة في الشعر الجزائري نشرتها بمجلة الجيش لشهر نوفمبر 1971 وأشرت فيها إلى قصيدة شاعرنا خمار ''صيحة غريب'' التي كتبها في حلب بسوريا بتاريخ 10نوفمبر 1954 ويجسد من خلالها رؤية شاعر اضطرته الظروف إلى بلاد الغربة، ومعايشة ثورتنا المجيدة من بعيد، متألما متحسرا عن عدم المساهمة الفعلية في خوض معركة التحرير·
واليوم، يقف شاعرنا محمد بلقاسم خمار شامخا بتواضعه، وفي يده ''دزينة'' كتب شعرية وأدبية من مؤلفاته، بالإضافة إلى مخطوطات عديدة تنتظر· وما زال ركام ما كتبه طيلة الخمسين سنة الماضية ـ كما يقول في تقديمه لديوانه: بين وطن الغربة وهوية الاغتراب ـ يشكل عبئا ثقيلا يرهق كاهلي، ما لم تلامسه أشعة النور بين أيدي القراء، لأنني لم أكتبه لنفسي، ولا أتصور أبدا أن يكون من مدخراتي الخاصة، بل هو حق للجميع، ويؤلمني أن يظل سجينا داخل جدران منزلي··
ذاك شاعرنا الطيب والمحبوب الذي لم يأخذ حقه من الدراسة والاهتمام، ومع ذلك يتفاءل خيرا في ختام تقديمه لديوانه المذكور حيث يقول: رغم أشجاني، فالبسمة لا تفارق شفتي، والأمل لا يتوقف وهجه في قلبي، وإن أروع صفة يمتلكها إنسان هي المقدرة على مواصلة التحدي··
PH/DjazairNews
فـــــوغـــاليـــات
تسابيح الروح
جمال فوغالي أديب
عناق:
لي امتداد هذا البحر
في القلب يغني اصطخاب
ولكم حتى المهانة ذاك السراب
يحسبه الظمآن ماء·· (1)
لي الموج حتى القيامة يرقص ''الحوزي'' انتشاء
سامقا يجيء من العرض ضياء
اندثار:
أقسم بهذي الزرقة المشتهاة
أن بياض هذا الزبد
رغوة لفجاج الشتات
''فأما الزبد فيذهب جفاء·· ''(2)
انظروا···
''····فإنها لا تعمى الأبصار
ولكن تعمى القلوب التي في الصدور·· ''(3)
هو ذا يندثر في أقاصي الغياب··
تساؤل:
لي مجد هذي البحار
فأنا السندباد المطهم بالعذاب
ولكم ذل هذا الإياب··
''واللي راح ووللا
واش من بنة خللا··؟''
معراج:
دفقة من لظى الجرح الحريق
قسما بازرقاق البحر
أبدا، لن أكون الغريق
إنه الماء:
هذا الصديق
قالت الروح للقلب الجريح:
امتشق دمك جذوة
·· ضلع صدرك سيفا
أن اضرب البحر
هذا الصفيق العميق
''فانفلق فكان كل فرق
كالطرد العظيم ···'' (4)
قال ربي الكريم:
لك اتساع هذي الطريق
وهذا المدى···
وهذي السما···
فاعرج···
هذا لأئي سراج
''···إني متوفيك ورافعك إلي···''(5)
فأنت وحدك الآن الطليق··
الطليق···
1 الآية 39 من سورة النور
2 الآية 17 من سورة الرعد
3 الآية 46 من سورة الحج
4 الآية 63 من سورة الشعراء
5 الآية 55 من سورة آل عمران

ليست هناك تعليقات: