الجمعة، يوليو 28

جبناء وقلوبنا (مدودة)··؟

جبناء وقلوبنا (مدودة)··؟
حفناوي غول ناشط في حقوق الإنسان
كل الآراء توحدت، وكل المواقف اتسمت بالإجماع على نصرة المقاومة في لبنان وفلسطين بقيادة حزب الله وحركتي حماس والجهاد، وبعض التنظيمات العسكرية (الجهادية) في الأراضي المحتلة· وكان هناك اتفاق عالمي شعبي وشبه رسمي، بل وحتى رسمي على إدانة إسرائيل وما تقوم به من حرب مدمرة وإبادة للشعبين اللبناني والفلسطيني والوقوف ضد الهيمنة الأمريكية وسياستها في المشرق العربي وفي كل بقاع العالم·
وقد تابع الشعب الجزائري ما يجري من تدمير وتخريب وتقتيل، وآلمه منظر إخوانه وهم يسقطون شهداء، وسمع صرخات الاستغاثة التي تأتي من فلسطين ولبنان، وهو يدرك الحواجز المفتعلة و(الفوبراج) التي يضعها الحكام حتى لا يصل المدد، وقوافل الإغاثة إلى هناك، والكل تابع ما جرى دقيقة بدقيقة· ولعل ما قامت به ''الجزائر نيوز'' في استقراء ورصد لآراء المواطنين والمثقفين والأحزاب يصب كله في الوقوف والمساندة المطلقة للمقاومين على أرضي فلسطين ولبنان، وربما حتى موقف عدد من المخلصين ممن يتبوأون مناصب عليا وحساسة في الدولة تتفق مع رأي العامة من ناس بلادي، خاصة الرد الصريح والمشرف لرئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم على النائب سعد الحريري حينما طلب منه هذا الأخير الضغط على سوريا لكي توقف دعمها لحزب الله والمطالبة بنزع سلاح جنود نصر الله·· إلا أن كل ذلك انقلب في الصدمة القوية والعنيفة في رد السلطة على المواطنين الذين تجمعوا بالعاصمة للمشاركة في المسيرة السلمية لمناصرة والتعبير عن الدعم والموقف اللذين يتلقاهما المقاومون من الشعب الجزائري، حيث منع الجميع من السير وإعلان تضامنهم بالرغم من أن من دعا للوقفة والمسيرة هو حزب مشارك في السلطة وعضو في (التحلف) الرئاسي، وجاء هذا الموقف بعد أن تحرك الشارعين العاربي والعالمي في مظاهرات ومسيرات ضخمة مطالبة بوقف العدوان على الأراضي اللبنانية، وأخرى تطالب الأنظمة العربية بالرد على العدوان الصهيوني الغاشم ووضع حدا لتدمير لبنان، ووقف الاعتداءات على الأبرياء من أبناء الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني، أو استقالة الحكام العرب··· الخ· ويا للأسف أن الشارع الجزائري منع من التعبير عن رأيه وموقفه التضامني، وقتلوا روح التضامن في ناس بلادي بحجج لا يعلمها إلا زرهوني وشرطة علي التونسي التي احتفلت بالمناسبة بعيدها الرابع والأربعين؟ وكم تألم الشارع الجزائري وهو يرى مظاهرات التنديد والغضب تعم شوارع القاهرة رغم حالة الحصار المفروضة منذ سنوات إلا أن الفراعنة وجدوا متنفسا في السماح لهم بإعلان تضامنهم وقت ما شاءوا وكيفما يشاءوا·· في حين عرفت شوارع موريتانيا واليمن والعراق والأردن، وكل المدن العربية والإسلامية التي لها ارتباط بالقضية، مسيرات ضخمة عبرت فيها الشعوب عن رأيها وإعلان غضبها من سياسة دركي العالم وبعض الأذناب، وحاولوا أن يبرهنوا بأن مواقف الشعوب مع الحق والظلم خلافا لموقف القادة والملوك والرؤساء· أما ناس بلادي فبقيت قلوبهم (معمرة بالدمار) والقهر لأنهم منعوا من التعبير عن مؤازرتهم لقضايا أمتنا العربية والإسلامية ومما يجري من مؤامرات تحاك في مخابر الولايات المتحدة الأمريكية وعواصم الغرب للنيل من العرب والمسلمين وفرض مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يمهد لكي تكون إسرائيل جزءا من تاريخنا (العامر) بالأمجاد والبطولات ومن جغرافيتنا المسلوبة ليصبح بني صهيون يحكمون ويتصرفون في حكامنا الذين يحكموننا والذين قتلوا فينا روح التضامن ومنعوا حتى المسيرات وأخرصوا ألسنة الناس بعد أن حاصروا بغبائهم وجهلهم أولى القبلتين وثالث الحرمين وحولوها إلى قضية قومية (شبه) عربية تباع في مزادات نيويورك وبورصة لندن وباريس، وقطعوا أيدي المقاومين ووقفوا جاثمين على قلوبنا ولم يتركوا لنا غير التحسر·· ولم نستطع أن نعبر عن موقفنا إلا بالدموع والدعاء للمجاهدين في العراق وفلسطين ولبنان، ولم نستطع تقديم العون والدعم لا بأيدينا ولا بألستنا ولا بقلوبنا، ولكن فقط بسكوتنا وذلك أضعف الإيمان·
26-07-2006
PH/DjazairNews
تنبيه الغافل
زايدي سقية جامعي
الأمم المتحدة: الأكذوبة الأخيرة
خلال الحرب الباردة كان الإسرائيليون يتهكمون من الأمم المتحدة باستخدام العبارة التالية: ''في كل قضية هناك رأيي ورأيك ورأي الأمم المتحدة''·· كدليل على أن هذه المنظمة لا تمت الى الواقع بصلة وعاجزة عن فعل أي شيء·· وقد ثبت بالفعل أن الهيئة التي ولدت في أعقاب الحرب العالمية الثانية ووعد مؤسسوها العالم بأنها ستكون حامي البشرية من ويلات الحروب وضمير الإنسانية والإطار الذي تجسد فيه الشرعية الدولية، وصلت الى مرحلة ما بعد الاحتضار بعد أن لفظت أنفاسها منذ عدة أعوام في كل من الصومال ويوغوسلافيا سابقا ورواندا وغيرها من البؤر الساخنة والحروب·
أما في الشرق الأوسط فإن هذه الهيئة نفضت أيديها و''تبرّأت'' من مسؤوليتها ـ ولو المعنوية ـ منذ فترة ليست بالقصيرة، وقد ازداد هذا الأمر وضوحا في الحرب العدوانية التي تشنّها إسرائيل على الشعب اللبناني· فإلى حد الآن ورغم الإبادة التي يتعرض لها العزل والأبرياء، تبقى المنظمة صماء وعبارة عن هيكل لا روح فيه، تماما مثلما هي بنايتها التي تعلو مدينة نيويورك·
أما مسؤولها الأول كوفي عنان فيظهر بمظهر ''المحايد'' وغير المعني بالقضايا السياسية، وأحسن ما يقوله هو التركيز على ''الوضع الإنساني'' فقط، فشتان بين مواقف عنان الحالية ومواقف الأمين العام الأسبق النمساوي كورت فالد هايم الذي كان بحق شخصا يضع منصبه ومكانته فوق كل اعتبار ولم يكن يتردد في إثارة قلق وغضب أمريكا وإسرائيل، أما الآن فإن الأمين العام الغاني لا يتعدى كونه موظفا ''محايدا''·
أما مجلس الأمن فإنه أصبح، وأكثر من أي وقت مضى، تحت القبضة الأمريكية ولم يعد يرجى منه أي أمل، فلا الفيتو الروسي ممكن ولا المواقف ''الأخلاقية'' الفرنسية قادرة على بعث الروح في هذا الكيان الذي يمكن القول إنه أصبح مصلحة فرعية تابعة للخارجية الأمريكية·
الأمم المتحدة لم تفقد مصداقيتها فقط، بل تحوّلت الى رمز لتبرير العدوان والسكوت عنه خاصة مع إصرار الفريق الحاكم في واشنطن على جعلها ليس فقط جهازا ''محايدا'' وإنما أداة مكملة لسياستها الخارجية، وهو ما قاله الممثل الأمريكي في الهيئة جون بولتون عدة مرات وبطريقة علنية وهو أن الأمم المتحدة عليها أن تخدم المصالح الأمريكية أو تموت·
وفي ظل تواجد الثنائي بولتون ـ رايس، العامل تحت إمرة جورج بوش الإبن، فإن مبادئ وأخلاقيات سان فرانسيسكو التي تجسدت في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة أصبحت عبارة عن سراب كاذب وشعارات فارغة وأحلام لن تتحقق أبدا· لكن مع هذا، تظل الحكومات مصرة على التشبث بالهيئة الأممية رغم أن مصيرها كان يجب أن يكون بمثابة سابقتها عصبة الأمم التي اندثرت بعد عجزها عن منع اندلاع الحرب العالمية الثانية بعدما فشلت في منع ألمانيا من ضم تشكوسلوفاكيا وإيطاليا من احتلال أثيوبيا، لكن وبدل أن تزول هيئة نيويورك يفضل الكبار والصغار الإبقاء عليها لتكون آخر أكذوبة من أكاذيب القرن العشرين بعد أن انقلبت على نفسها ومبادئها وأصبحت تحارب مبدأها الأول وهو: حق الشعوب في تقرير مصيرها·
PH/DjazairNews
في بلاد هابيل
السعيد بن زرفة جامعي
أراكم في صفحات الوفيات
يفتتح كتاب عادل حمودة ''النكتة اليهودية، سخرية اليهود من السماء إلى النساء'' قصة قبول اليهود للوصايا العشر، حيث تقول إحدى نكتهم، لماذا أعطى الله وصاياه لليهود في لوحين منفصلين، والجواب: إن الله حاول أن يعطي الوصايا العشر في لوح واحد للألمان، لكنهم قالوا: كيف تقول لنا لا تقتلوا··
القتل في طبيعة الإنسان، ورفضوا أحد الوصايا، فحاول أن يعطيها للفرنسيين فقالوا:
كيف تقول لنا لا تزنوا؟
إن الحب أجمل شيء في الوجود، ورفضوا أخذ وصاياه، وفي الختام جاء دور اليهود فسألوه كم ثمن اللوح؟ فقال لهم مجاني، عندئذ قالوا له أعطنا لوحين· نكتة أخرى تصف عدم ثقة اليهودي في أحد، تقول: قرر يهودي في قرية روسية شديدة الفقر أن يلتمس العون من الله، فجلس وكتب خطابا قصيرا جاء فيه: إلهي العزيز، إذا لم ترسل لي بعض الروبلات سأموت من الجوع· وألقى اليهودي بالخطاب في الهواء، لكن أحد المارة وجد الخطاب فحمله إلى ساعي البريد الذي حمله بدوره إلى العمدة الذي تأثر لمحتوى الرسالة فطلب من ساعي البريد أن يحمل للرجل 05 روبل من مصروفه الخاص·
بعد أيام وصل خطاب آخر لساعي البريد حمله أحد المارة أيضا يقول فيه اليهودي: إلهي العزيز، شكرا على الخمسين روبل ولكن أرجوك لا ترسل النقود عن طريق مكتب البريد أو الحاكم فربما يحتفظ هؤلاء اللصوص بنصف المبلغ· وفي نكتة أخرى قال الرئيس جونسون لموش ديان، أعطيني كتبتين من الجيش الإسرائيلي لأحل جميع مشاكلنا في الشرق الأقصى، قال ديان ، كتيبتين؟ كتيبة واحدة تكفي· قال جونسون: أنا أعني جميع المشكلات بما فيها الصين الشعبية، وعندما يودع إسرائيلي آخر لا يقول له: أراك على خير · وإنما يقول: أراك في صفحات الوفيات···
إن متعة اليهودي في دوسه على الوصايا العشر، وعلى العرب والمسلمين ، لذا فلا داعي لأن تتعبنا التعاليق والتحاليل السياسية الحمقاء لما يجري الآن في لبنان ، وأحسن معبر عن القضية نصف كلمة الكاتب الساخر أحمد رجب، بمناسبة أول زيارة لنتانياهو للقاهرة، حيث كتب ''لقد انتهت الزيارة قبل أن تبدأ، لأنه لو كان نتانياهو يزور القاهرة لنعرف وجهة نظره فقد أحطنا بها، ولو كانت الزيارة ليعرف وجهة نظرنا فهو يعرفها، مع السلامة.
طرفة هابيل
أعلن وزير الدفاع اللبناني في تصريح صحفي أنه سيأمر الجيش اللبناني بالتحرك إذا حاولت إسرائيل التوغل في الأراضي اللبنانية·
PH/DjazairNews
إصغـــ

ليست هناك تعليقات: